لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > المنتدى العام للقصص والروايات > القصص المكتمله
التسجيل مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله خاص بالقصص المنقوله المكتمله


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 08-03-07, 05:56 PM   المشاركة رقم: 6
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو قمة


البيانات
التسجيل: Sep 2006
العضوية: 12480
المشاركات: 3,036
الجنس أنثى
معدل التقييم: roudy عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 44

االدولة
البلدPalestine
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
roudy غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : roudy المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 

(6)
غسلت الأواني كيفما بدا وقلبها يخفق من شدة الفرح، أخيراً سيتغير روتين حياتها، أخيراً ستحسُّ بنفسها وباستقلاليتها، ستكون شيئاً ما، شيئاً منتجاً و مهماً....ستتوظف!!!

اتصلت بها في الصباح شركة مقاولات كانت قد قدمت بها مسبقاً لوظيفة سكرتيرة واليوم وبعد مرور شهرين من تقديم الطلب وافقوا على مقابلتها..

ترنمت بصوتها الجميل وهي تميلُ برأسها، أمسكت بملعقة معدنية، لم تكمل غسلها بالصابون، تلمست انحناءها الشاذ إلى الخلف، بللتها بالماء وهي تتفحص الإسوداد الموجود أسفلها، ماتت الفرحة من على شفتيها، دققت فيها لثوانٍ ثم ركنتها في طرفٍ لوحدها وهي تتنهد:
- لن يتوقف أبداً...متى يموت ونرتاح منه!!! عضت على شفتيها وهي تستغفر الله..ماهذا الكلام إنه أخوها قبل كل شيء...


دخل المكتب بنظارته السوداء، يتقدم أخاه بجسده الفارع، ألقى التحية على الجميع دون أن ينظر لأحدٍّ معين.
- أنت السيد خالد؟
- نعم.
- اعطني بطاقتك المدنية و تفضل بالجلوس لو سمحت.

جلس بمقابل الأب وابنته، ينظر للأخيرة بثبات دون أن يحول عينيه عنها، نظرت إليه بنفس الهدوء وقد جلس "أحمد" الصغير في حجرها.. بينما ظلًّ "راشد" واقفاً لعدم وجود كرسيٍّ شاغر..

كان الأب عاقداً ذراعيه، يتفحص من تهجم على ابنته، من أثار لها ذكرى الطفولة الأليمة، كان خالد مرتدياً ثوباً أبيضاً ناصعاً، شماغه مربوط إلى الخلف على الطريقة الإماراتية، بدا جذاباً ومهيباً تلك اللحظة..

"يبدو من عائلة محترمة بلا شك، المظاهر كثيراً ما تكون خادعة" هكذا تساءل الأب في نفسه!

تطلع الشرطي إلى البطاقة بحيرة، نزع قبعته وهو يتحسس شعره المجعد:
_ أأنت ابن السيد محمد "الـ...... " رجل الأعمال المعروف؟!
ردّ باقتضاب:
- أجل.
- أليس هو من بنى دار رعاية الأيتام الجديدة؟
- نعم.
- أهااا.

"تساءلت مريم في نفسها، لمَ كل هذه الأسئلة التي لا معنى لها وتلاقت عيناهما في تلك اللحظة وقد ارتسمت على شفتيه شبه ابتسامة مغرورة، أمّا الأب فقد فزّ قلبه وبدأ جبينه يتصفد عرقاً، أهذا ابنه؟ مالنا وهؤلاء الناس، أين نحن وأين هم، فرقٌ شاسع بينهم، المال والفقر، هو الفرق بين الثرى والثريا...."

سكت الشرطي برهة وهو ينظر للطرفان، ثم تنهد:
- اسمع يا سيد "خالد" سندخل في الموضوع دون إطالة، هذه الأخت- وأشار إلى مريم - تدعّي أنك تهجمت عليها بواسطة كلب و....

حينها صرخ "أحمد"الصغير وهو يبتعد عن حجر أخته:
- أجل، كلباً كبيراً وكريهاً، ولكن ليس أكبر من صاحبنا هذا..

أطلقت"مريم" ضحكة صغيرة فرّت من حلقها رغماً عنها ورغم جدية الموقف .
"من أين جئت بهذا الكلام الكبير يا أحمد"، زمجر الأب في وجه ابنه:
- عيب يا أحمد ما هذا الكلام، اعتذر للرجل فوراً.
- لكن يا أبي هو الذي...
- اذهب قُلت لك وإلا صفعتك أمام الجميع.
- لا يوجد أي داعٍ لذلك يا سيدي، إنه مجرد طفل..ردَّ خالد.

التفت إلى مريم، التي كانت تضع يدها على فمها وقد احمرّ وجهها من أثر الضحك المكبوت، انتبهت إليه وهو يراقبها فأخذت تكح على سبيل التمويه، كم تبدو جميلة وهي تضحك، تبدو بريئة كالأطفال..

طأطأ "أحمد" رأسه بذّل، بكى في خاطره لِمَ يصرخون عليه دائماً، لقد أصبح رجلاً الآن، من سيحترمه بعد اليوم!! تمنى أن يكبر وتنمو عضلاته ليريهم قوته الحقيقة..متى أكبر متى؟!

- أنا آسف.قالها بتعثر.
- لا عليك يا صغيري.

لا زالت تسعل..من شابه أخته فما ظلم "ههههه"!! كانت تودُّ أن تغادر المكان لتُخرج ضحكتها قوية مجلجلة، لكنها خجلت من نفسها، هؤلاء رجال، ماذا سيقولون عنها..مجنونة؟!

- أتريدين كوب ماء؟ سألها بسخرية لاذعة.

ماتت الضحكة على الشفتين ولم تعلِّق، لِمَ لا يعمل منغصاً للأفراح؟!

- احم، احم. (تنحنح الشرطي وهو يكمل( لنعد إلى صلب الموضوع، هذه الأخت تتهمك بأنك حاولت أن تتهجم عليها بواسطة كلب، فما قولك في هذه التهمة؟
- وأين شهودها؟

شهقت مريم وهي تتعجب من وقاحته، التفتت إلى الشرطي وهي تشير إلى "راشد":
- ذاك الواقف أمام الباب كان موجوداً معنا آنذاك، أسأله..
خاطبه الشرطي بنبرةٍ جادة:
- هاا، ما قولك؟؟

ارتبك راشد، نظر إلى أخيه، كان وجهه جامداً لا تبين ملامحه:
- في الحقيقة، في الحقيقة...

لكنّ "خالد" قاطعه وهو يدير له ظهره ويخاطب الشرطي مبتسماً:
- عذراً على المقاطعة، أنا لا أنفي أنّ في اتهامها جانباً من الصواب، ولكن تخيل يا سيدي أنك صاحب مزرعة يُقفل بابها دوماً لمنع المتطفلين – التفت حينها لمريم ثم أردف – وتجد أشخاصاً يخرجون منها ومعهم دجاجة!! مالذي سيدور في خاطرى غير أنهم لصوص!! لذا كان حتماً عليّ أن أدافع عن مُلكي.
- إذاً أنت تعترف بأنك هددتها بالكلب.(سأله الشرطي.(
- أنا لا أعترف بشيء، وإذا كانت تعني بالشهود أخي، فإنّ كلمتي أنا وأخي ستكون ضدّ كلمتها هي وهذا الطفل..

صرخت "مريم" وهي تصرّ على أسنانها:
- أو تجرؤ على الكذب...ألا تخجل من نفسك في مثل سنِّك وتكذب، ماذا تركت للصغار؟؟!
- مريم.. (شدّ الأب يد ابنته وهو ينظر لها شزراً فصمتت.(


 
 

 

عرض البوم صور roudy   رد مع اقتباس
قديم 08-03-07, 05:58 PM   المشاركة رقم: 7
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو قمة


البيانات
التسجيل: Sep 2006
العضوية: 12480
المشاركات: 3,036
الجنس أنثى
معدل التقييم: roudy عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 44

االدولة
البلدPalestine
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
roudy غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : roudy المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 

الجزء [2] من قصة ضلالات الحب




تجاهلها وهو يكمل مخاطبة الشرطي:
- وبهذه المناسبة أغتنم الفرصة لأبلغ عن سرقة دجاجي، والمتهمة هنا موجودة!! ولديّ بدل الشاهد عشرة..

فتحت "مريم" عينيها على أوسعهما دهشةً..من جاء يبلغ عمّن!!!
- أنا لم أسرق، كل ما في الأمر أنّ أخي اصطادها وأصرّ على أخذها معه..طفل صغير كيف أقنعه!! وكنّا سنشتري لكم دجاجة أخرى على أية حال.

ابتسم خالد وكأنما أعجبه حديثها معه:
- دجاجُ مزرعتنا يختلف عن الدجاج الآخر.
- كيف؟! ريشها مصبوغ بالذهب مثلاً؟!!

اتسعت ابتسامته لكنه ابتلعها بسرعة، عقد حاجبيه الرفيعان، سرعان ما التصقا عند المنتصف:
- أنتِ من بدأتي أولاً.

نظرت إليه دون تصديق، هل يسخر منها، تساءلت في نفسها: أكل هذا من أجل دجاجة لا يتجاوز سعرها ديناران بالعملة البحرينية؟! أليس موضوعاً سخيفاً بل مضحك...كلا، كلا ليس مضحكاً، كان سيكون مضحكاً لو لم يحضر ذلك الكلب الكريه...

- أنا اعتذر بالنيابة عن ابنتي وابني الصغير عمّا فعلوه، وأرجو أن تغفر لهم تجرأهم على ممتلكاتك، إنهم أطفال وحديثوا العهد بهذه البلاد الكريمة..

كان الأب هو من تكلم حينها، تطلعت إليه وجهه محمّر وقد تلألأت حبات العرق على جبينه الأسمر المغضن، إنه يعرق كثيراً رغم برودة الجو!!
- أبي….
هزّ الأب رأسه، عيناه تخاطبانها ترجوانها أن تصمت، لكن يبدو أنها لم تفهم لغة العيون:
- أبي نحنُ لم نفعل شيئاً خاطئاً لتعتذر..
- قلتُ يكفي......نظر لها بحدة فصمتت وهي تكاد ُ تتفتت من الغيظ .."لماذا انقلب والدي هكذا فجأة"!!

التفت إلى الشرطي وهو يخاطبه ببطء:
- سيدي الشرطي ابنتي ستتنازل عن البلاغ.

نظر هذا الأخير إلى "مريم" لكنها لم تجب، لازال رأسها مطرقاً إلى الأرض وهي ممسكة "أحمد" بقوة.
- هاا، ماذا تقول الأخت؟؟ أتقبلين بالتنازل؟

رفعت رأسها لتجد "خالد" يبتسم وهو يراقبها، في عينيه بريقٌ واستكانة، يتابع ما يجري بصمتٍ وحبور، هزّ رأسه بخفة ثم رفع أحد حاجبيه الرفيعين لكأنهُ ينتظر إجابتها أيضاً، ودت لو تمسح هذه الابتسامة البغيضة عن وجهه، لقد أغاظتها.."لماذا جئنا إلى هنا إذا كنا سنتنازل أصلاً؟! أين كلامك يا أبي؟؟ أين تهديداتك بأنك لن تسكت عما فعله بي..أذهبت الكلمات أدراج الرياح، أم أنّ كلمات النهار يمحوها النهار أيضاً، لم جبُنت هكذا يا أبي لِمَ؟؟

- هاا، ما قولك؟ كرر الشرطي سؤاله.

لم تُجب، "لو يوقف هذه الابتسامة فقط!!"، انتبه لها والدها وهو يستعجل ردها، لكنها كانت شاردة، أمسكها من مرفقها، عادت لتلتفت إليه، لازال وجهه محمراً ومعرقاً...
هزت رأسها بالنفي، فضغط على ذراعها بقوة، احمرّ وجهها من الإحراج، عادت لتهز رأسها بالإيجاب.
- قولي للشرطي أنك تتنازلين عن القضية.
- أ..أنا ات..اتناازل.

تنهد الشرطي بارتياح، أما هي فلم تقوى على النظر إلا شيء إلا حذائها الي كان جسد "أحمد" يحجبه!! لم تود أن ترى وجهه لابد أنهُ لا يزال يبتسم..
- وقعي هنا لو سمحتِ..

ناولها القلم، أمسكته بارتجاف ووقعت دون أن ترى بوضوح..أخذ الشرطي منها الدفتر وقربه من "خالد":
- وقع هنا أيضاً هذا التعهد بعدم التقرب منها.

التفت إليها وهو يطرف عينه اليسرى، نظرت للجانب الآخر وهي تمط شفتيها بضيق:
- القلم لو سمحتِ يااا.... أختي..

رفعت القلم لتركنه على الطاولة لكنها غيرت رأيها، مدت يدها لم تكن المسافة كبيرة بينهما، مدّ يده ليتناوله لكنها آنذاك أسقطته..

والتمعت عيناه ببريقٍ غاضب جمدهُ بسرعة لكنها لاحظته، ابتسمت باستهتار وهي تتمتم:
- معذرةً.
- لا بأس عندي قلمٌ آخر. (وتناول "خالد" القلم من الشرطي وهو يوقع بسرعة.(
- يمكن للجميع أن ينصرف الآن.

خرجت عائلة مريم أولاً، كانت هذه الأخيرة غاضبة من والدها، لقد أحرجها، جعلها طفلة أمامهم لا رأي لها، لم تتعود على هكذا، عودتها أمها دوماً على الجرأة، على أخذ حقها وعدم التنازل عنه أبداً، ساروا في الممر بضع خطوات دون أن ينبس أحدهم بكلمة:
- بابا..أريدُ أن أذهب للحمام.. (قال "أحمد" وهو يمسك ببطنه.(

التفت الأب حوله، فرأى سهماً يشير إلى دورة مياه للرجال.
- اجلسي على كراسي الانتظار تلك، سأذهب معه ونعود.

لم تعلق، لا زالت غاضبة منه ومن الموقف برمته، عضت على شفتيها وذهبت لتجلس على كرسيٍّ محاذٍ للجدار، عقدت ذراعيها حول كتفيها وهي تنظر إليهم وقد ابتعدوا في الناحية الأخرى..دقت الأرض بقدمها اليمنى بملل وهي تتأفف بضيق.

في تلك اللحظة لمحها "خالد" ولم ينتبه لها "راشد"الذي كان مندمجاً في اتصالٍ ما.
- "راشد" اسبقني للمنزل، لديّ عملٌ مهم وسألحقك بعد قليل..

هزّ "راشد" رأسه بإيجاب وانصرف بينما سلك "خالد" الطريق الذي يؤدي إليها، وبكل الحنق والغضب الذي يشعر به تقدّم تجاهها وتذكر حركة "القلم" ونظرة الاستهزاء بعينيها، تقدم ببطء شديد دون أن تشعر بوقع خطواته وما أن وقع ظله عليها حتى التفتت ناحيته..
ماذا سيحدث بينهما؟؟...


 
 

 

عرض البوم صور roudy   رد مع اقتباس
قديم 08-03-07, 05:59 PM   المشاركة رقم: 8
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو قمة


البيانات
التسجيل: Sep 2006
العضوية: 12480
المشاركات: 3,036
الجنس أنثى
معدل التقييم: roudy عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 44

االدولة
البلدPalestine
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
roudy غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : roudy المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 

(7)
هزّ "راشد" رأسه بإيجاب وانصرف بينما سلك "خالد" الطريق الذي يؤدي إليها، وبكل الحنق والغضب الذي يشعر به تقدّم تجاهها وتذكر حركة "القلم" ونظرة الاستهزاء بعينيها، تقدم ببطء شديد دون أن تشعر بوقع خطواته وما أن وقع ظله عليها حتى التفتت ناحيته...

أجفلت في مكانها، مال برأسه تجاهها وقد استند بيده اليمنى على ذراع الكرسي، رأت وجهه عن كثب لأول مرة، هي ليس من عادتها أن تُحدق بأحد خصوصاً إذا كان رجلاً لكنهُ كان يحدق بها بطريقة غريبة لم تفهمها وأخيراً نطق وهو يبتسم بسخرية:

- أين ذهب ال..البابا؟؟!!
……………………. -
- أتركوكِ هنا لوحدك؟ مسكينة.
……………………. -

وهزَّ رأسه وهو يتظاهر بالحزن، أما هي فلفت وجهها للناحية الأخرى دون أن تُجيب.

- أتمنى أن تكوني قد استفدتِ من درس اليوم وتعلمتِ ألا ترفعي أنفك أمام من هم أرفع منكِ مقاماً..
…………………….. -
- تُقيمين على أرضنا وتشتكين علينا!! أعتقد أنّ هذا خارج عن حدود الأدب!!
…………………….. -
- أنتِ بحرينية صح؟! لمَ لا تجيبين، أم تخجلين من هويتك لأنكم "هنوووود الخليج"!!!!

رمشت عيناها الواسعتان مراراً وتكراراً، وصدرها يعلو ويهبط بسرعة وقد ضاق تنفسها..عضت على شفتيها بقوة حتى كادت أن تدميها، "لا، لن أرد عليه،بل ردي، دافعي عن نفسك، دافعي عن وطنك، افهمي هذا الحقير كيف هي بلادك، كيف هي البحرين، افهميه أن الدنيا لا تُقاس بالمال ولا بالمستوى الاجتماعي، بل بالباقيات..بالباقيات الصالحات..مشكلة الأغنياء أن المادة تُعمي أبصارهم، لا يرون أبعد من أنوفهم، عقولهم ضيقة وتعصبهم أبله مثلهم!!

- لِمَ تتنفسين بسرعة وكأنّ أحداً يُلاحقك؟!

وانقطع ذلك الخيط الذي يحكم زمام نفسها، تصاعدت الكلمات إلى ذهنها كثيرة معظمها شتائم..لآ تدري!!
- أنت..أنت..أنتَ. (كررتها بتقطع).
- أنا ماذا؟
سألها بهدوء وقد دكنت عيناه فبات لونهما أكثر سواداً، أبعد يده اليمنى عن ذراع الكرسي وضمها إلى صدره وهو ينتظر.

لم تُكمل، لفت وجهها مرةً أخرى إلى الجهة الأخرى، كررت رمش عينيها في محاولة فاشلة لمنع دموعها من النزول، لم ينربط لسانها فجأة ولا تقوى على الرد، ولم تكاد تبكي، بل إنها تبكي الآن، أيّ دموعٍ بلهاء أذرف!!!

- أ..أتبكين؟!
سألها بحيرة وقد ضاقت عيناه وبدا بؤبؤاه نقطتان صغيرتان تلمعان من بعيد.

غطت وجهها بيديها الصغيرتين وهي تبكي بصمت، خجلة من نفسها، خجلة من دموعها البلهاء، والغريب أنّ غضبها تبخر فجأة وكل ما تشعر به الآن لوعة.. حسرة تعصف بكيانها، ربما لأنها تشعر بأنها غريبة في غير أرضها، وقد أُهينت دون أن تقدر أن تدافع عن نفسها، حتى والدها صمت، جبُن هو الآخر وذهب ولم يعُد حتى الآن..

- أنا آسف..
ابتعد عنها وهي لا زالت موشحة بوجهها، اختفت خطواته الثقيلة، تناهت إلى أذنيها خطوات أخرى جديدة، خطوات حفظتها عن ظهر قلب بعدد سنوات عمرها الثامنة عشر، إحداها صغيرة تحبها بل تعشقها بجنون والأخرى تحبهاا أيضاً!!!!
"- مريووووم" لم تبكين؟

أبعدت يديها وهي تمسح ما بين أنفها، تطلعت إلى والدها من بين غلالة دموعها، نظر إليها بصمت وقد تغضن جبينه وبدا أكبر من عمره ب10 سنين، "لم جئت بنا هنا يا أبي.." فتح فمه لكنه صمت، لم يملك إجابة، لا بل الإجابة واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار، "أرجوكِ لا تنظري إليّ هكذا..نظراتكِ تقتلني تذكرني بها..بالمرحومة..هنا أفضل لكم..هنا لا يعرفكم أحد..هنا لا يتهامس عليكم الناس، لا يعرفون أنّ أخاكِ مدمن مخدرات..كانت تريد لكم السعادة، تريد لليلى أن تتزوج..ذهبت أجمل سنين عمرها دون زوج..أتعتقدين أنني لا أشعر بوحدتها، لا أرى دموعها المخبئة في مقلتيها تنتظر الخروج..تبحث عن مرفىء يظللها يحميها من سخرية وشفقة الناس، الناس هم سبب كل المشكلات، لم لا يتركونك بحالك، لم لا يخرسون ألسنتهم..لم هم هكذا هؤلاء الناس؟!!....

سار الأب دون أن ينهي حديث العيون، هزت "مريم" رأسها بأسى وهي تمسك بيد "أحمد" وولجوا سيارة "البيك آب" الزرقاء..


أما "خالد" فقد ساق سيارته وهو يشعر بالاختناق، بدا الطريق إلى منزله بعيداً، بعيداً.. لم يكن من عادته أن يعتذر، ولكن دموعها صدمته، خالها ستصرخ عليه، ستلقي عليه كلماتٍ ثقيلة مثلاً، أما أن تبكي فهذا لم يخطر بباله قط..شعر بالندم، بالضيق..تنهد وهو يضغط على زر المسجل، ثم غير مسار طريقه، ذهب إلى شقة صديقه "فيصل"، هناك سينسى مشاعر الضيق التي تعتريه، وسينسى هذه الفتاة ودموعها الخرقاء، سيبعد طيفها الذي لا يفتأ يلوح أمام عينه..
هزّ رأسه عدة مرات، أوقف سيارته وهو يبصق على الأرض، وما أن ولج الشقة حتى نسيَ كل شئ وبدا خيالها أمامه باهتاً لا يكادُ يبين..


 
 

 

عرض البوم صور roudy   رد مع اقتباس
قديم 08-03-07, 05:59 PM   المشاركة رقم: 9
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو قمة


البيانات
التسجيل: Sep 2006
العضوية: 12480
المشاركات: 3,036
الجنس أنثى
معدل التقييم: roudy عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 44

االدولة
البلدPalestine
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
roudy غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : roudy المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 

(8)
ارتدت "ليلى" أجمل ما لديها، أخذت تطالعُ نفسها في المرآة ربما للمرة المليون!!! وفي كل حين تبدّل وشاحها وهي تسأل "مريم" أيها يلاءمها أكثر والأخيرة تردُّ باقتضاب دون تركيز.
- أتعتقدين أن الوشاح الكحلي يناسبني أم الأسود؟

رفعت "مريم" بتأفف وهي ترد:
- الأسود أحلى...

عبست "ليلى" في وجه أختها:
- ولكني أعتقد أنّ الكحلي يضفي عليّ نضارة وإشراق، يجعلني أبدو أصغر سناً!!
- لاحووول..البسي ما تشائين، إنها مقابلة للعمل وليست مقابلة زواج!!

صمتت "ليلى" وهي تخلع وشاحها الكحلي ببطء وقد تلاشت فرحتها بسرعة، لمَ لحظات السعادة تبدو قصيرة جداً!! تناولت الوشاح الأسود و"مريم" تطالعها والندم يقطر من وجهها، نهضت من سريرها واقتربت من أختها، مست كتفها بلطف لكنّ الأخيرة لم تلتفت لها:
- لم خلعتِ الأزرق، بدا جذاباً عليكِ...

عقدت "ليلى" حاجبيها وهي تُدير وجهها ببرود:
- ألم تقولي أنّ الأسود أحلى..

ابتسمت "مريم" وهي تقول:
- تعرفينني أحبُّ هذا اللون، لكنّ الكحلي يلاءمك أكثر، يجعلك جميلة جداً..

شعّ وجهها بابتسامة خجل، وهي تتفحص وجهها في المرآة من جديد، "إنها طفلة رغم كل شئ..خاطبت مريم نفسها".
- أتدرين ماذا ينقصني..سيارة جديدة محترمة لتتلاءم وأناقتي..تخيلي سأذهب مع والدي بسيارته "البيك آب"، يا له من إحراج..

زمت "مريم" شفتيها بامتعاض وهي تعود لتستلقي على سريرها من جديد:
- ولم الإحراج، هذا ليس عيباً، لم يكن الفقر يوماً بعيب، ثمّ إنكِ لم تحتجي حين كان أبي يوصلك إلى العمل من قبل لمَ هذه المرة مختلفة؟
جلست "ليلى" على الكرسي المقابل بعناية وهي تجيب:
- هذا لأننا كنا في بلادنا، وسيارات "البيك آب" منتشرة هناك بكثرة والكل يركبها بشكل عادي، أما هنا فالأمر مختلف، يهتمون بالمظاهر بشكلٍ كبير..الكل يركب سيارات فخمة.

لم تعلق "مريم" بل شردت في "خالد"، إهاناته لا تزال ترن في أذنيها بشكلٍ مستمر وصورته باتت تتكرر في ذهنها دونما سبب..ّذلك الإماراتي المغرور!!!! أتمنى ألا أراه مرةً أخرى..

شدت اللحاف حولها بقوة وهي تسمع صوت والدها ينادي "ليلى" ليوصلها إلى العمل..يا رب وفقها..من الأفضل أن تشغل نفسها بشئ مفيد بدلاً من الجلوس الفاضي أمام الانترنت، على الأقل عندما تنغمس في عملها ستنسى همومها، ستدفنها ولن تفكر بها، أجل العمل أفضل شئ للمرأة وسلاح تحمي به نفسها أمام الزمن الغادر الذي لا يرحم الضعفاء..متى يبدأ دوام الجامعة..لقد مللت..أسبوعان فترة طويلة..لم تبدو الأيام طويلة لانهاية لها، أغمضت عينيها ممنيةً نفسها بالنوم في هذه الظهيرة، لكن هيهات!!!!

=============

وصلت "ليلى" إلى مكان العمل لم يكن بعيداً، أوقف والدها السيارة وقلبها توقف حينها من شدة الخوف والرهبة، أمسكت شهاداتها وأوراق خبرتها السابقة بيد ترتعش وهي تلج المكان، قرأت الحمد في سرها وهي تتبع موظفة الاستقبال إلى حيثُ غرفة المدير..جلست في غرفة الانتظار المجاورة لغرفته تحاول أن تهدأ من أنفاسها المتلاحقة وهي تخرج المرآة الصغيرة من حقيبتها لتتأكد من شكلها النهائي، لم تكن هذه المرة هي الأولى التي تذهب فيها لمقابلة، لكنّ هنا شئ مختلف، هنا كل شئ ولا شئ..هنا لا أحد!!!!!

أيقظتها الموظفة من تأملاتها وهي تشير لها بالدخول، أغمضت عينيها بقوة وهي تأخذ شهيقاً بطيئاً، طرقت الباب بخفة فأتاها الصوت يدعوها للدخول، دخلت منكسةً رأسها لكنها رفعته بسرعة..تذكرت أنّ النظر إلى الوجه مباشرة من أهم شروط النجاح في المقابلة لأنه يدل على الثقة بالنفس..هذا ما قرأته في كتاب!!!

جلست على الكرسي الذي أشار دون أن يرفع وجهه إليها وهي تتأمل شكله من طرفٍ خفي، وفي تلك اللحظة رفع رأسه، كان في العقد الرابع من عمره، عريض الجسم، حنطي البشرة، ابتسم فأصبحت عيناه الصغيرتان أكثر حدة، نكست رأسها بخجل وقد تورد خديها وعجبت من نفسها: لم كل هذا الحياء!!

ناولته الأوراق، فسقطت عيناها سهواً وبلا وعي على يده اليسرى، كان الخاتم الفضي يزين أصبعه البنصر، لا تدري..شعرت بالإحباط..ربما تخيلت كما في القصص الرومانسية التي تقرأها بأنها ستعمل سكرتيرة وسيقع المدير الشاب الوسيم في حبها!!! وتنتهي قصتهما بنهاية سعيدة كما في الأحلام!!!

أفاقت من أحلامها البائسة مثلها على صوته، ابتسم لها، يبدو ودوداً جداً رغم حدة عينيه:
- اممممم، شهاداتك جيدة لابأس بها.
- أشكرك. (ردت بهمس دون أن تدري بم تُجيب.(
- استقيمين في هذه البلاد لمدة طويلة، أم إنها مجرد زيارة وتنتهي؟
- سنقيم هنا..
- لم تركتِ بلادك؟!
- ظروف...ظروف الوالد. (أجابت بتعثر.(

صمت برهة وهو ينظر إليها مفكراً وهي تزيد من تنكيس رأسها:
- أخت "ليلى" يمكنك أن تبدأي عملك منذُ الغد ، سأنادي لكِ سكرتيرتنا القديمة لترشدك إلى مكتبك الجديد وتشرح لكِ مهامك قبل أن تغادرنا.

رفعت رأسها، لازال يبتسم وقد التمعت عيناه وهو يتفحص وجهها الذي زادت حمرته، ضغط على الزر دون أن يحول عينيه، أتت السكرتيرة ودلفت "ليلى" معها وقلبها يرجف..منذُ زمن لم ترى نظرات إعجاب رجل موجهة إليها، نظرات تحسسها بأنوثتها تشعرها بأنها لازالت مرغوبة، لازالت تلفت الانتباه رغم قرب بلوغها من الثلاثين، اهدأي واخجلي من نفسك يا "ليلى" ماذا تقولين وماذا تتخيلين؟؟ إنه رجل متزوج، متزوج فابعديه عن ذهنك فوراً..

==============

"- فرح" انتظري أين تذهبين؟!
- سأذهب إلى "أمل" إنها تنتظرني منذُ مدة.
اقترب منها وهو يسألها بعتاب:
- أمللتِ مني بسرعة؟
ردت بتسرع:
- كلا، ليس الأمر هكذا يا "راشد" ولكن ماذا سيقولون إذا رأونا نتحدث معاً.
- هاا، ماذا سيقولون؟ سيقولون يحادث ابنة عمه و....زوجته المستقبلية..

احمرّ وجهها بقوة وهي تبتعد عنه لتركب الدرج:
- اذن انتظر إلى أن يحدث ما تقول.

سارت عنه دون أن تنتظر رده، أما هو فقد بقي واقفاً بوجوم يتأمل الدرج، حيثُ سارت وسار قلبه معها، ينتظر؟!! إلى متى ينتظر..."فرح" محجوزة إلى أخيه "خالد" منذُ أن كانا طفلان صغيران، محجوزة؟! كتذاكر السفر، شئ مضحك أن يتم تحديد مستقبلك منذُ ولادتك حتى قبل أن تتفتح عيناك على هذا المستقبل...

فرح لخالد وخالد لفرح..وأنا أين محلي من الإعراب؟! لا هو يريدها بل يعتبرها كأخته الصغيرة وحين تأتي لا يبالي بوجودها، وهي تحبني وأنا أعشقها بجنون ومصيري ومصيرها يتعلق بكلمة تنطق من شفتيه..استغفر الله بل مصيرنا بيد الله، هو وعدني بأنه سيتنازل لي عنها وسيخبر أبي بأن يخطبها لي بدلاًُ عنه وأنا واثق بأن عمي سيوافق، ولكن هذا الخالد لا أثق به، لا يتحرك ولا يتكلم، بل يلتذ بتعذيبي ويكويني بنار الانتظار، إنه يذلني ويجعلني أنفذ كل ما يرغب القيام به وأنا أفعل كل شئ صاغراً مهما كان وآخر شئ هو ما فعله بتلك المسكينة وأنا عاجز حتى عن الشهادة لصالحها ...

أرجوكم لا تلوموني، روحي معلقة بين جنبيه، بإمكانه أن يحرمني منها، ويحوّل أفراح حياتي إلى أحزان لا نهاية لها؟! استغفر الله عدتُ لكلامي الذي لا معنى له..كل شئ بأمر الله، ولكنني بدونها لا أعيش، أتفهمون أموت وأتقطع، بدونها أضيع...بدونها يصبح "راشد" لاشئ أتفهمون..لا شئ..لأنها كل شئ بحياتي..كل شئ..

"آه يا خالد..ارحمني..وارحم قلبي المعذب".

 
 

 

عرض البوم صور roudy   رد مع اقتباس
قديم 08-03-07, 06:02 PM   المشاركة رقم: 10
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو قمة


البيانات
التسجيل: Sep 2006
العضوية: 12480
المشاركات: 3,036
الجنس أنثى
معدل التقييم: roudy عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 44

االدولة
البلدPalestine
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
roudy غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : roudy المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 

(9)
- كم هو دمث الأخلاق يا "مريم"، جنتلمان بشكلٍ فظيع، تصوري قال لي أن استخدم سيارة الشركة متى ما انتهيت من عملي مبكراً..تخيلي أنا أسوق (بي أم)...واو!!!!
- لقد فلقتي رأسي بمديركِ هذا..

ووقفت تقلدها وهي تمسك بخصرها وتلوي فمها بإستهزاء: المدير قال لي اليوم كذا..المدير فعل هكذا!!!
- أنا المخطئة بكلامي مع طفلة حمقاء مثلك لاتفهم.
- أنا لستُ طفلة يا ماما، سأدخل الجامعة عما قريب.
- مهما كبرتِ ستظلين ساذجة لا تفهمين شيئاً في هذه الحياة.

فتحت "مريم" عينيها باتساع وهي تشتعل غضباً من حديث أختها:
- تركتُ هذا الفهم لكِ ولمديرك..ياااااا...........

وسارت عنها وهي تصفق الباب خلفها بقوة، لم تكن غاضبة من حديث أختها لها، بل كانت خائفة عليها من تعلقها الزائد بمديرها، بوهمٍ جديد، سراب لا أمان له...

ذهبت إلى الصالة لتجد "أحمد" الصغير يُفرغ شنطته المدرسية من الكتب..اليوم هو أول يوم له في المدرسة الابتدائية، جلست بجانبه، تقلب كتبه، وهو يتابعها باهتمام..أخذت تتطلع كتاب اللغة العربية (الجزء الأول) أين عامر وأين أمل؟! وابتسمت بحزن وهي تتذكر شخصيات كتبهم الأساسية، اشتاقت لرؤية صورهم كما لو كانوا أشخاص أحياء تعرفهم وليسوا مجرد رسوم على الورق!!

- "مريم".
- هااا.
- لقد أعطتنا المعلمة هذه الورقة.

وتناولت منه الورقة وهو يسترسل:
- قالت أن علينا أن نجلب كل هذه الأشياء وإلا لن تُدخلنا الصف.
قرأتها، مطلوب دفاتر، أقلام، ألوان، سبورة صغيرة و......قائمة عريضة من الطلبات التي لا تكاد تنتهي..طوتها في جيب بنطالها وهي تسأله بمرح مفتعل:
- كيف هي المدرسة..هل أعجبتك؟!

هزّ رأسه بلا مبالاة وهو يُخرج آخر كتاب من شنطته:
- عادية.
عبست في وجهه:
- كيف عادية؟! ألم تتعرف على أصدقاء جدد؟
لم يُجب فوراً، نظر إليها من طرف عينيه، أها لا بد أن شيئاً حدث اليوم..هذه النظرة أعرفها..نظرة إجرامية لا يحدجني بها إلا ومشكلة تقبع خلفها..أعرفه جيداً ابن أمي..
- أحمد. نادته بجدية وهي تنظر لعينيه مباشرة.
- نعم. قالها بخوف، لا بد أنها اكتشفت جريمته!!
- أنا عرفت كل ما حدث اليوم، لقد اتصلت المعلمة وأخبرتني==طبعاً لم يحدث شيئ من هذا القبيل.
قفز من جلسته وهو يبتعد عنها:
- هو من بدأ..احلفُ لكِ با لكعبة الشريف..
- صه، كم مرة قلتُ لك ألا تحلف بالكعبة، لا يجوز الحلف إلا بإسم الله.

صمت ولم يعلق، عيناه بدأتا تلتمعان، كم هو سريع البكاء هذا الطفل...
- أخبرني ما حدث بالتفصيل.
- أعطاني قلمه "البيكمون" لأرسم به أمام المعلمة، وحين انتهت الحصة وخرجت المعلمة قال إنه يريده..تصوري!!

الشئ الحسن في "أحمد" أنه يعطيك خلاصة الموضوع دون إطالة في الحديث كما باقي الأطفال، ابتسمت وهي ترى عيناه تتسعان من التعجب، لكنها سرعان ما أخفتها وهي تعاود سؤاله بجدية:
- وماذا فعلت حينها؟
- لم أعطه إياه، فحاول سحبه مني فضربته بقوة..هكذا - وهو يلكم الهواء – فأخذ يبكي كالفتيات.

شهقت وهي تلطم على صدرها:
- ضربته!! لم فعلت ذلك؟
- أقولُ لكِ أنه حاول أن يأخذ قلمي "البيكمون".
- لكنه ليس قلمك، بل قلمه هو، وهو أعارك إياه ليس إلا.

هزّ رأسه بعناد ودون أن يعبأ بكلامها:
- بل قلمي، أعطاني إياه وأخذته، وما دمتُ أخذته فهو ملكي أنا..أنا لوحدي.

"يا إلهي..أي نزعة تملكية تسيطر على هذا الطفل، في السابق أصطاد دجاج الآخرين وقال أنها له، والآن أقرضوه قلماً فقال أنهُ له أيضاً!!!!"

- وأين القلم الآن؟
- عندي ولقد خبأته.
- اعطني إياه.
- لماذا؟ (سألها بخوف وتردد).
- أريدُ أن أراه.

أخرجه من حافظة موجودة بأسفل الحقيبة، قلبته بين أصابعها النحيلة وهو يرقبها بتوسل وذّل، كان قلماً من الرصاص لونه أصفر وينتهي بممحاة على شكل "البيكمون" فقط!! كم هم غريبون هؤلاء الأطفال، يتشاجرون على أشياء سخيفة ومضحكة حقاً، كل هذا من أجل "البيكمون"، مجرد ممحاة ستتحلل عندما تلامس خربشاتهم ولن يبقى من البيكمون إلا....ولا شئ!!!

- اسمع ستعيد القلم لصاحبه غداً سليماً أتفهم..
- ولكن هذا.. وشرع في البكاء دون أن يكمل، "من الفتاة الآن"!!!

اقتربت منه وهي تمسح بحنان على شعره الداكن السواد:
- سأشتري لك اليوم قلماً مثله من السوبر ماركت المجاور لبيتنا.
لم يعلق واستمر في بكائه.
- بل سأشتري لك بدل القلم عشرة، بيكمون وكونان ويوجي إذا أردت.

رفع رأسه وهو يبعد يده قليلاً عن وجهه، ينظر إليها من الفتحات التي تتخلل أصابعه، أردفت بخبث:
- يوجد أقلام باربي أيضاً إذا أردت سأشتريها لك أيضاً.

أبعد يده نهائياً عن وجهه وهو يصرخ برعب:
- كلا، كلا، باربي لا، ماذا سيقولون عني..فتاة؟!

ضحكت ملأ فمها وقد دمعت عيناها، نقطة ضعفه "باربي"، يكرهها، لا أدري ماذا فعلت به مع أنها جميلة هذه المسكينة!!
- اممممم، طيب بشرط أت تعيد هذا القلم لصاحبه غداً، عدني بذلك.
- أ..أعدك.
- أجل، أريدك دوماً هكذا فتىً طيباً، يسمع كلام الكبار.

سمعا صوت الباب يُغلق فاشرأبت أعناقهما للوالج إلى البيت، وصل الأب بسنواته الخمسين، وقد ندّ العرق من جبينه الأسمر، بات وجهه أكثر احمراراً في الأيام السابقة، صوّب حديثه نحوها فخرج بطيئاً ثقيلاً:
- سيارة من المتوقفة عند الباب؟
- سيارة "ليلى".
- ماذا؟
- أعني أنها سيارة العمل، أعطوها إياها لتعود متى انتهت مبكراً من عملها.
- اهاا، جيد!!!

"كلا، ليس جيداً على الإطلاق، لقد أصبحت ابنتك مهووسة بالسيارة وبصاحب السيارة، اسمعها كيف تصفه، كيف تتحدث عنه، كقديس، كمنقذ وكفارس أحلام!!! والأدهى أنه متزوج ولديه عائلة، ماذا سنلقى من عملها هذا؟؟؟؟"

- هل تناولتم الغذاء؟ (سألها الأب.(
- لا، كنا ننتظرك.
- اذن اسكبيه، سأبدل ملابسي وأعود.

نهضت من مكانها، تجر خطاها معها إلى المطبخ، شاردة الذهن، خائفة مما تخبئه لهم الأيام، أبوها تغير كثيراً، حالته الصحية تبدو متدهورة، و"محمد" ذلك الغائب الحاضر!! و"ليلى" في عالم آخر تعيشه مع الوهم الجديد، وأنا وأحمد ماذا سيكون مصيرنا؟

تناولوا الغذاء جميعهم هنا على الطاولة، الكل هنا واللا أحد!!! كلٌّ شارد في اللابعيد، الأكل لا طعم له، مذاقه مر كطعم الغربة، واليوم طويل..طويل لا نهاية له، كان "محمد" أول المنصرفين، تناول بضع لقيمات، شهيته للطعام قلت بشكل كبير، أصبح نحيفاً وعيناه غائرتان بشكل مخيف والسبب معروف لا شك فيه، ربما يودّ الآن اللحاق بجرعة متبقية من أحدهم!! لم يعلق أحد، قام أبي بعده، تلته ليلى هي أصلاً لم تكن معنا، تفكر بما ترتديه اليوم للعمل، اختفوا جميعهم بسرعة كالضباب..
- "مريووم" متى سنذهب إلى السوبر ماركت؟
- اليوم، بعد قليل سآخذ نقوداً من أبي.

===================

وقفت "أمل" أمام النافذة، وقد فتحت جزءاً صغيراً من الستارة، تراقب الغادي والبادي وقلبها يشتعل فرحاً، فبعد يومين ستراه، ستفتح الجامعة أبوابها، وسيكون هناك معها في نفس الصف كما تعودت دوماً، يلاحقها باستمرار دون يأس، رغم كونه في السنة الأخيرة بالجامعة، ومع ذلك تراه يحضر محاضراتها ليكون معها، ليجمعهما نفس الجو ونفس المكان..

أينما تلتفت تراه خلفها دائماً، في المحاضرات، في الكافتيريا، وقبل أن تنطلق من الجامعة لتعود إلى المنزل..

ومع ذلك لم يتجرأ ليعترف لها بحبه، لم ينطق ولم يتكلم، عيناه تقولان لها الكثير حين تلتقيان عفواً، ومع ذلك لم يقلها، تمنته أن يقولها، لن تصده حينها، ألا يعرف بأنها ستكون أكثر فتيات العالم سعادة، كم هم حمقى هؤلاء الرجال أحياناً!!!

ولكنها، لن تيأس، ستنتظر، وإن طال الانتظار، لأنها متأكدة أن يوماً ما - وسيكون يوماً قريباً- سيقولها ليملأ حياتها بلوناً جديداً، ليغير خلفيتها الباهتة لأنه ببساطة نصفها الآخر، نصفها الذي لا غنى لها عنه...

ولكن متى يأتي هذا اليوم...متى؟!!

=============

دقت الباب بهدوء وتوجس، خائفة أن يكون الموجود في هذه الغرفة نائماً.
- من؟
أتاها الصوت باهتاً لكأنه من مكانٍ بعيد!!
- هذه أنا "مريم".
- ادخلي.

كان مستلقياً على فراشه، واضعاً إحدى ذراعيه أسفل رأسه.
- بابا، أريدُ نقوداً سأشتري لأحمد أغراضاً لمدرسته.
- كم تريدين؟
20- دينار تكفي، أو 30 دينار، سأشتري لنفسي دفتر للمحاضرات وبعض الأغراض للجامعة.

ابتسم الأب ابتسامةً باهتة:
30- دينار؟! تقصدين 300 درهم، أتحسبين أننا لا زلنا في البحرين!!
…………….. -
أخرج محفظته، وهو ينقدها الدراهم...
- أتريدين أن أوصلك؟
- لا داعي لذلك، سنذهب أنا وأحمد للسوبرماركت المجاور.

خرجت من غرفته، كان أحمد واقفاً بانتظارها، ارتدت عباءتها على عجل ودلفا معاً، تمسك بيده الصغيرة بين يديها، يمتعان أعينهم بالطريق، "أحمد" لم يترك شيئاً رآه إلا وعلق و"مريم" تضحك بأريحية، كان الجو بديعاً، صافياً، يوحي بالدفء والألفة، يا ليته يبقى هكذا على الدوام..

وصلا بسرعة، ذهبت "مريم" ناحية الأدوات المدرسية، بينما انساق "أحمد" لركن الألعاب وقد شدته أشكالها الخلابة. حملت سلة صغيرة وهي تقلب في الأغراض، اختارت لنفسها دفتر محاضرات على شكل "جينز" وأقلام ملونة جافة فبعد يومين يبدأ شوط التدوين الذي لا ينتهي!!

أخرجت ورقة "أحمد" من حقيبتها، وهي تبحث له بتأمل وتأنٍ، خصوصاً أقلام البيكمون!!!
امتلأت السلة سريعاً، دون أن تنتبه للظل الذي كان يُلاحقها..

في هذه اللحظة، كان "خالد" وصديقه "فيصل" في السيارة وهي تقترب من السوبرماركت.
- فيصل توقف هنا سأشتري علبة سجائر.

أوقف هذا الأخير مكابح سيارته و "خالد" يترجل منها:
"-فيصل" ألن تأتي معي؟
- كلا، سأسمع المسجل إلى أن تعود.

وهناك انتبهت "مريم" لذلك الظل اللجوج، لكنها ادعت اللامبالاة، ربما كانت تتوهم.
- سأحمل عنكِ هذه السلة تبدو ثقيلة بالنسبة لفتاة ناعمة مثلك.

رفعت حاجبيها مصدومة من جرأته، جمدت في مكانها للحظات لكنها انتبهت لنفسها وتحركت وهو يسير خلفها.

"أفف، ماذا يريدُ هذا، يلاحقني أينما ذهبت، أين ذهبت يا "أحمد" وتركتني؟!
وأحمد لاهٍ في ركن الألعاب، وقد استهوته سيارة جيب كبيرة تتحرك بالتحكم عن بعد، أخذ يفكر بإقتنائها، لكنّ مريم سترفض بالطبع، ستكرر حديثها المعتاد وهي تلوي شفتيها: النقود التي معي لا تكفي!!!

لمحه "خالد" وهو يهم بإشعال سجارة، كان واقفاً بحيرة ينظر لعلبة السيارة، أثاره شكله..مهلاً أين رأيتُ هذا الطفل، واقترب منه وهو يدخل السجارة إلى العلبة من جديد، عرفه "أحمد" بسرعة هذا واضح من تغير تعابير وجهه.
- أنت "أحمد" صح؟!
……………..-

لم يرد عليه، لازال يتفحص علبة اللعبة.
- أأعجبتك هذه السيارة؟

حينها نظر إليه ولكن دون أن يجب أيضاً.
- إذا أعجبتك سأشتريها لك.

وانفرجت أساريره بسرعة وعيناه تلمعان وكأنه نسيَ ما فعله هذا الخالد به وبأخته...لكنه طفل والأطفال لا يلبثوا أن ينسوا، وفجأة انقلب بريق الابتسامة وتلاشت من فمه الصغير.
- لكن أختي "مريم" لن ترضى، ستغضب مني.

"مريم، تلك المشاكسة، أهيَ هنا فعلاً؟؟"
- لا عليك، تعال لأدفع لك.
سحبه معه ليدفع وهو يلتفت حوله لعله يراها سهواً، "ولم أريد أن أراها، ربما لأنها أثرت بي ذلك اليوم حين بكت في مركز الشرطة أم....."
"- أحمد" أتيت مع من؟
- مع أختي. (ردّ بأدب، فلقد اشترى لهُ سيارة قبل كل شئ)!!
- فقط؟
- أجل.
- أين هي؟
- لماذا؟ (نظر له الصغير بحدة).
- آآآ، سأوصلك إليها، ربما تغضب حين ترى هذه العلبة بيدك، سأوضح لها الأمر كي تصدقك.

وكأنه اقتنع بهذا التبرير، فهزّ رأسه بإيجاب و"خالد" يسير معه دون أن يدري سبباً لذلك، يودُّ أن يرى وجهها، يسمع صوتها، لعلها تتشاجر معه وتصرخ وتفضحه في هذا المكان أمام الناس، لا يستبعد منها ذلك!! لحظة يبدو أنها حولت شجارها لطرفٍ آخر، من ذا الذي تكلمه؟؟
كان الرجل يتقرب منها وهي تعودُ للوراء حتى لم يبقى بينها وبين الجدار إلا فُرجة..شعر بالغضب يُعمي عينيه...اجيبوا من هذا الرجل؟

- أنتِ قليل الأدب فعلاً، ارجوك انصرف عني.
- وإن لم أنصرف..
- سأنادي حارس الأمن ليأخذك.
- يجب أن تشكريني لأني أغازل عرجاء مثلك.

"عرجاء... أي رصاصةٍ عمياء أطلقت في قلبي!!"
- هيه أنت ماذا تريد، اترك الفتاة وشأنها. (صاح في وجهه بغضب.(

والتفتت إلى الصوت الغاضب، نظرت إليه بذهول، طعنة في القلب وأخرى في العين!!!

- وما دخلك أنت؟
أجاب الرجل ببرودٍ سمجٍ مثله، أحياناً تُلاقي أشخاصاً طفيليون كالبرغوثِ يُثير قرفك ويسبب لك الأذى.

اقترب منه، حتى كادا أن يتصادما بأجسادهما، فاقهُ خالد طولاً، وقميصه لم يخفي جسمه الرياضي.
- بل لي دخل، وإن لم تغرب الآن ألقيتك أرضاً.
قالها بتهديد وقد اتقدت عيناه بتصميم. خاف الرجل من منظره المتوفز، لكنهُ تظاهر بعدم الاكتراث بتهديده، كم من المحرج أن يفر خوفاً أمام فتاة!! يا لهُ من امتهانٍ للرجولة.
- كنتُ سأتركها على أية حال فالعرجاوات لا يثرن اهتمامي كثيراً.

"عرجاء..لقد قالها مرةً أخرى، صدقني قلبي صغير لا يحتمل كل هذه الطعنات!!"
أمسكهُ من ياقته بقوة، وهو يلوي ذراعه بشدة بيده الأخرى دون أن يترك له مجالاً للتنفس:
- هيا، اذهب واعتذر لها فوراً.
- ح..حسناً، اطلقني فقط.
- ليس بعد أن تعتذر. (صرخ فيه وهو يصرُّ على أسنانه).
- أنا آسف..آسف.. (كان يلهث وهو يكاد أن يختنق.(

أشاحت بوجهها بعيداً عنه وقد طفرت دموعٌ من عينيها، ترك ياقة الرجل فهرول مسرعاً..
وبقوا ثلاثتهم صامتين مدة، مسحت عينيها بأناملها بسرعة لكنهُ لمحها، ومع ذلك لم يرحمها، خاطبها بقسوة من فوق كتفيه:
- إذا كنتِ لا تريدين أن يغازلك أحد فلم لا تغطين وجهك بدلاً من كشفه للجميع.

أخذت نفساً بطيئاً قبل أن ترّد، تريد أن يخرج صوتها طبيعياً دون رجفة ودون ألم، شدت على قبضة يديها وتكلمت ببرود، بأقصى ما استطاعت به أن تثلج أحبالها الصوتية..

- هذا ليس من شأنك ثمّ أنا لم أطلب من حضرتك أن تتكرم وتتدخل، لا أدري لم تُحذف عليّ المصائب من كل جانب؟!!
- بدلاً من أن تشكريني تقولين عني أني مصيبة؟!
- لم يحدث شئ لأشكرك عليه.
- حقاً، كنتِ ستخرين صريعة من الخوف منذُ قليل أم كنتُ أتخيل.
- أنا لا أخاف أبداً. ... قالتها بشموخ زائف، متكسر كأمواج البحر يدعوك حيناً ويغدر بك حيناً آخر، لا أمان له..
- أجل، هذا واضح.

أخذ يرمقها بهدوء وقد تلاشت نظرة الغضب التي كانت تكسو عينيه منذ قليل، لكأنه كان يذكرها بتلك اللحظات التي جمعتهما معاً حين كانت خائفة تبكي، بدءاً من المزرعة، إلى مركز الشرطة وهنا في هذا السوبر ماركت.. احتارت من نظرته، أربكتها، شعرت بالضياع لا تدري، لم يلقي بها القدر دائماً في طريقه وفي أسخف المواقف؟!!!

التفتت حولها بحيرة، لتخفي وجهها ربما، أم لتهرب من نظراته، لم تجد أمامها إلا "أحمد"، كان حاملاً علبة كبيرة مغلفة بجلادة خضراء لامعة لم يخفها الكيس.
- ما هذا؟
- إنها لعبة. (ردّ ببراءة).
- أعلم، من أين لك؟ كيف دفعت ثمنها؟! (سألته بعصبية وتوتر).
"- خالد" اشتراها لي.

والتفتت إلى حيثُ أشار، كان لا يزال يرقبها، وقد ارتسمت ابتسامة عذبة جديدة على شفتيه. شعرت بالغيظ أكثر، لم تجد شيئاً تُفرغ غضبها فيه سوى أٌذني "أحمد" المسكين، شدتها بقوة وهو يصيح:
- أخ، أخ، اتركيني، إنها تؤلمني.
- كم مرة قلتُ لك ألا تأخذ شيئاً من الغرباء، كم مرة قلتُ لك ذلك..هاا؟؟!
- أعتقد أنّ بعد كلِّ ما حدث بيننا لم نعد غرباء..أو بإمكاني أن أقول أصبحنا في مستوى التعارف!!!

"ماذا يقول هذا المعتوه؟! ماذا حدث بيننا وأي تعارُف؟!!!".
- كم أنت وقح.
- وكم تبدين جميلة وأنتِ غاضبة والشرار يقدح من عينيك الناعستين.

وكأن الغضب الذي كان يعتريها نحوه قد تبخر كله وتخدرت حواسها، أخفضت رأسها وقد عمّ الاحمرار جميع وجهها، وضعت يداً خجولة على خدها، وهي تسبل عينيها، وبقيت واقفة لكأنها تنتظر مديحاً آخر منه.

وسمعت ضحكته قوية تهزُّ المكان، رفعت رأسها الذي أصبح لونه قانياً كالدم، كان يضحك بمرح دون أن يفوته شكلها الخجول، "أصلاً عيناي ليستا بناعستين، ربما كان أحولاً!!!!"

حركت رأسها ناحية "أحمد" أمسكت ذراعه وهي تخاطبه بهمس:
- تعال لندفع ونخرج منه.
- انتظري. (ناداها "خالد("

وقفت في مكانها دون أن تلتفت نحوه، لازالت مطرقة:
- انتبهي لنفسك. (قالها بحنان وحرارة فاجئته هو نفسه).
!!!!!!!!!!!-

ودت أن تلتفت، ترى وجهه، تنظر لعينيه، أكان يسخرُ منها؟؟ لكنها أكملت طريقها دون أن ترد أو تتأكد من ظنها، سارت وتركته خلفها يفكر فيها وطيفها يبتعد عنه شيئاً فشيئاً..

 
 

 

عرض البوم صور roudy   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الكاتبة لا انام, ظلالات الحب, قصة مكتملة للكاتبة لا انام
facebook



جديد مواضيع قسم القصص المكتمله
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 11:17 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية