لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > المنتدى العام للقصص والروايات > القصص المكتمله
التسجيل مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله خاص بالقصص المنقوله المكتمله


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 22-03-07, 06:16 PM   المشاركة رقم: 41
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
امير المسابقات


البيانات
التسجيل: May 2006
العضوية: 5144
المشاركات: 301
الجنس أنثى
معدل التقييم: حسين السريعي عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 32

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
حسين السريعي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : شذى وردة المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي دمتم سالمين **

 

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الصخرة1978 مشاهدة المشاركة
   ما شاء الله شو هالإبداع
يعطيكوا العافية
لم أكمل قرائها كاملة
أهي 15 جزء أم أكثر ؟؟؟

السلام عليكم 000شاكره لك أنا وشذى الوردة مرورك عزيزي والقصة 24فصل أتمنى تنال اعجابك :ekS05142:

 
 

 

عرض البوم صور حسين السريعي   رد مع اقتباس
قديم 22-03-07, 06:47 PM   المشاركة رقم: 42
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
امير المسابقات


البيانات
التسجيل: May 2006
العضوية: 5144
المشاركات: 301
الجنس أنثى
معدل التقييم: حسين السريعي عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 32

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
حسين السريعي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : شذى وردة المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 

أأخبرها هذا المساء، أم أُبقي الأمر مفاجأة!!


كلا، لن أخبرها، أريدُ أن أرى الفرحة الممزوجة بالدهشة جلية في عينيها السوداوين عندما تراني...


معشوقتي الصغيرة تخالني سافرت لأتزوج!!


أتزوج!!


تكفيني هي بجنونها وعنادها لأعزف عن نساء العالم برّمته وأنتظرها هي!!


كثيراً ما وددتُ خنقها بيدي هاتين لكنني أُحجم!! وكيف لي أن أخنق قلبي؟!


كيف سأعيش حينها؟!!


أعلم بأني آذيتك كثيراً يا صغيرتي، صدقيني رغماً عني، ولكن أقسم بأن أعوضك عمّا فات و سأنسى الماضي وكل شيء من أجلك وحدك، و من أجل أن أراكِ سعيدةً تضحكين...


كيف تغلل حبها هكذا إلى روحي، ومنذُ متى؟!


لا أدري، حقيقةً لا أدري...


ربما منذُ أن رأيتها أول مرة و قد أُغمي عليها، أو حين سكنت معنا في البيت فسكن معها قلبي، أو ربما حين تزوجتها وأفقدتني عقلي أو ربما كان حبي لها منذُ الأزل!!



أجل، منذُ الأزل...





إني لأجزم بأني أحبها حباً قديماً، حباً مُعتقاً، حباً يذكرني دوماً بلحظات الصبا، حين أرتع في الطُرقات في مواسم المطر لأتنسم عبق التراب، عبق الندى، عبق تلك اللحظات العجيبة...


أيُّ رجلٍ عاشق صيرتني يا "غدير"!!


وتخالينني بعدها سأتزوج؟!!


إنه العمل، وكم كرهت العمل لحظتها طالما سيبعدني عنكِ...


وابتسم وهو يعقد ذراعيه خلف رأسه....


لا أعلم كيف صدقتني حينها، ربما كانت الغيرة من أطاشت صوابها...


ولكن لم يبق الشيء الكثير...


لم يتبق إلا الغد، الغدُ فقط من يفصل بيننا!!



سأتصلُ لها هذا المساء ولكن لن أخبرها، أعدكم بذلك...



أريدُ أن أسمع صوتها، كم اشتقتُ لها كثيراً، كثيراً...



==========



- ماذا تصنعين؟!


- بسبوسة أعددتها بنفسي!! أجابت بفخر.


- بسبوسة!!


- أجل.


- تبدو لذيذة.


- انتظري، لا تلمسي شيئاً!


- لماذا؟!


- لازالت ساخنة..


- أريدُ أن أتذوق فقط.


- ابتعدي إذن، أنا سأقطعُ لكِ.


وأمسكت "ندى" السكين وهي تنظر لبسبوستها بإعتزاز وقطعت قطعة..


- هذه صغيرة جداً!!


- أخافُ عليكِ من السمنة!


وقضمت "غدير" القطعة بتؤدة وهي تستطعمها وما هي إلا دقيقة حتى ألقتها وهي تضع يدها على فمها بغثيان..


- طعمها كالبيض الفاسد!!


- ماذا؟!


و أخذت "ندى" قطعة وقربتها من أنفها ثم صاحت بإستنكار:


- رائحتها عادية أنتِ تتوهمين، تأكدي...




وما أن قربتها من "غدير" من جديد حتى انتابت تلك الأخيرة نوبة غثيان حادة، جرت من فورها إلى المغسلة..


اتجهت لها "ندى" بفزع وهي تضع يدها على كتفها وتهزها بخوف:


- ماذا بك؟! لم أضع شيئاً غريباً في الأكل، أقسمُ لكِ..


صاحت بتقطع وهي تمسك معدتها بقوة:


- آه، ابعدي يدكِ، رائحتها.......


و عاودتها النوبة أعنف من ذي قبل و "ندى" تنظر إليها بعينين مذعورتين وهي تتراجع إلى الوراء...


وأخذت "غدير" تتنفس بعمق وهي ترشح وجهها بالماء، وتمالكت نفسها بعد مرور دقائق ثقيلة والتفتت لتلك الأخيرة معتذرة:


- يبدو أنني متعبة قليلاً، سأذهب لأرتاح، آسفة..


وأرادت "ندى" أن تساعدها على السير لكنها أمسكت خشية أن تتقيأ من جديد..


وبقيت تتابعها بقلق حتى غاب خيالها في الغرفة...


رمشت عينيها مراراً وتكراراً وهي تتذكر ما وضعته في الخلطة من محتويات..


" طحين، سكر، زبدة، حليب، بيض"


بيض!!!


كان طازجاً، صدقوني، أنا كسرته بنفسي و الخادمة فعلت كل شيء!!"


وعادت إلى المطبخ و تناولت قطعة وهي تتمتم بتعجب:


- ليس بها شيء، إنها طيبة المذاق!!


وتوقفت في الصالة وهي تنظر للغرفة المغلقة بتفكير...


و فجأة شهقت بصوتٍ مرتفع وكأن الإلهام هبط عليها:


- غدير حامل؟!!


وما أن فاقت من صدمة الاكتشاف حتى صاحت بفرح:


- سأصبح عمة، سأصبح عمة أخيراً..


وأخذت ترقص جدلةً حول المكان دون أن تنتبه لتلك الواقفة من بعيد...


تلك التي كانت تتمزق، تتفتت كورقة خريفية أفلتت من غصنها اليابس...


هزت "شيماء" رأسها ببطء و هي تعتصر الألم من قلبها عصراً..


"حامل!! غدير حامل!!"


وأصابتها هذه الجملة بشظية أدمتها، جعلتها تنزف، تتقرح من الداخل، الجرج يُنكأ ببطء و قوة والألم يشتد، يعصف بكيانها، ويهزها حتى الأعماق!!


ها هي العبارة ترنُّ في أذنيها من جديد بوقعٍ غريب، وتخترق الصدر مباشرة، إلى هناك، بين الضلوع!!


وهرعت للسلم بجنون وقلبها يترنح بين ضلوعها، الوجود أسود، مظلم لا أمل فيه...


أوصدت الباب خلفها و التفتت لذاك الجالس بهدوء و بيده كتاب..


أخذت تهدأ نفسها الثائرة دون جدوى ثم نطقت بهيجان:



- زوجة أخيك حامل.


رفع رأسه لوجهها الغاضب بتساؤل:


- من؟!


- ومن غيرها؟! غدير.. صاحت بحسرة.


- آه، مبروك. و صمت بحيرة.


- أهذا ما لديك فقط؟! مبروك!!


- ماذا تريدين مني أن أقول!!


- أنا لا أريدك أن تقول شيئاً، أريدك أن تتحرك كباقي خلق الله!! صرخت بإنفعال.



نهض على قدميه وهو يُلقي بالكتاب على الأرض بنفاذ صبر:


- فعلتُ لكِ كل شيء، لم نترك طبيباً إلا وذهبنا إليه، ماذا تريدين أكثر!!


- فلنسافر، لنتعالج في الخارج..


- نتعالج!! أأصبتِ بالجنون، لم نكمل عام ولا حتى نصف عام على زواجنا ونسافر لنتعالج!!!


- غدير و عمر لم يمر على زواجهما سوى شهر واحد و ها هي ستُرزق بطفلٍ قبلي..


و أفلت الصمام من يدها، أجهشت بالبكاء بمرارة وغصاتها تتلاحق...



وبقي واقفاً بتردد وهو يتطلعُ لها...


- شيماء... ناداها بألم.


صاحت من بين دموعها:


- اخرج من هنا، أنت لا فائدة منك، لن تحس بي أبداً، أبداً..


وخرج من الغرفة والحزن يعصف به...


أيّ حالةٍ وصلت إليها زوجته!!


أكلُ هذا من أجل طفل!!


أنا لا يهمني الأطفال، أنا يهمني أنتِ، أنتِ فقط لكنكِ لا تفهمين...



"زوجة أخي حامل!!"


ليوفقهما الله، ماذا تريدين مني أن أفعل!!


أن أشتمهما، أن أحقد عليهما لأنهما سينجبان ونحنُ لا؟!!


ماذا تريدين مني بالله عليكِ أخبريني!!


تريدين أن نسافر؟!


ومن أين لي المال لأسافر وحتى لو وجدت، فسأطرد من عملي طرداً نهائياً من كثرة الإجازات التي آخذها من أجل البقاء معك، كي لا تبقي وحيدة، كي لا تفكرين!!!



أأنا لا أحسُّ بك؟!


أرجوكِ أرحميني لقد تعبت، كفي عن التحدث عن الأطفال، بتُّ أكره سيرتهم!!



وتطلع إلى السماء بحزن وهو يتساءل:


لم الحياة هكذا كظلمة هذا الليل و لكن بلا نجوم!!


بلا نجوم؟!!


=======



خرجت من غرفتها مسرعة و هي تسمع صوت الهاتف يرن بتواصل و قد عاودها النشاط بعد أن غفت قليلاً وأراحت جسدها المتعب...



لا بد أنه هو، لقد حفظت مواعيد اتصالاته جيداً، في الساعة الثانية عشر تماماً!!


وخفق قلبها بشدة لذكراه، وقفت ليس ببعيدٍ عن "ندى" وهي تنصت بخجل لحوارهما...


- أهلاً أهلاً، كيف حالك الآن؟!


- كم مرة سألتني هذا السؤال؟!


- أريدُ أن أطمئن على صحتك ليس إلا!!


وزفر وهو يسألها بنفاذ صبر:


- أين غدير؟!


- من "غدير"؟!


- زوجتي..


- ومتى تزوجت!! سألتهُ بإستنكار.


- ندى، سأصفعك..


- كيف؟! ستخرج لي من سلك الهاتف!!



وضحكت بأريحية و "غدير" تشير لها بأن تعطيها سماعة الهاتف لكنها لم تبالي..


- سأعطيك إياها ولكن بشرط!!


تنهد بإستسلام:


- وما هو شرطك؟!


- تشتري لي هدية، هدية محترمة تناسب مقامي المرموق في العائلة والأوساط الإجتماعية المعروفة، تعرفني أنا...


- كفي عن الثرثرة وناديها وإلا قسماً عدتُ هذا المساء و ذبحتك..


- حسناً، حسناً، لا تغضب، أعوذُ بالله..


- إلى متى سأنتظر؟!


- ستأتي الآن لا تقلق، تعرفها بطيئة الحركة، ليست في مثل رشاقتي!!


و نظرت لها "غدير" بتوعد فمدت لها لسانها بلؤم ثم صاحت بسرعة وكأنها تذكرت شيئاً ما:


- ذكرتني، نسيت أن أخبرك!!


- ماذا؟!


- لن تصدق..


- ماذا؟! كرر بنفاذ صبر.


- مبروك، زوجتك حامل!!!!


.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.



و بالكلام أفقدُ السلامَ، أليس كذلك؟!!


الغد، ما أقرب الغد...


و ما أقسى ما يحمل!!!



<<<< يتبـــــــــــــــع



لم يبق لي سيدتي إلاهُ
وذا أنا أدعوه: يا اللهُ

كان الحبيبُ والياً لخافقي
وخافقي هو الذي ولاهُ

وحين ضاع ما خلت يدي
إلا من القيد الذي خلاّهُ!!


==========

تدنو من النهايةِ القصيدة
و لم تزل عن غايتي بعيده

ما قلتهُ أقل مما لم أقل
و أنتِ تقرأين مستزيده

إذن لا مناص أن أعلنها:
ما عدتِ يا قارئتي جديده!!


==========

(20)



- آلو، آلو!!


- ..................


- لقد انقطع الخط!! يبدو أن المفاجأة ألجمت لسانه!!!!



وتهاوت "غدير" على الكرسي الذي بجوارها وهي تحملق في المكان بعينين فارغتين من كل شيء...


من كل شيء!!


التفتت لها "ندى" وهي تمط شفتيها و تُردف بلا مبالاة:


- لا تقلقي سيعاود الاتصال من جديد، كان متهلفاً للحديثِ معكِ..


"ماذا تقول هذه؟!"


و رفعت رأسها إليها وهي تنظر لها دون تصديق، خاطبتها بصوتٍ خافت يرتجف:


- لم قلتِ له ذلك؟!


- ماذا؟!


- لم قلتِ لهُ أني حامل، لم فعلتِ ذلك بي؟! سألتها بلوعة.


- لكنكِ كذلك. أجابت بتردد.


- أنا لستُ حاملاً!! صرخت بإختناق.


- لقد رأيتكِ تتقيأين عندما........


قاطعتها وهي تقبض على صدغها و تهز رأسها بألم:


- رائحة البيض لا أطيقه، يُثير فيّ الغثيان منذُ الصغر!!


- حسناً، لابأس، كان سوء تفاهم ليس إلا. علقت "ندى" بإضطراب.


- سوء تفاهم!! تقولين سوء تفاهم؟!! رددت بذهول.



- عمر لن يغضب، سأقول له أن الحمل كاذب، لا تفعلي بنفسكِ هكذا..


- عن أي حملٍ كاذب تتكلمين، ، عمر سيطلقني، سيتركني بسببكِ أنتِ..


- كلا، عمر لن يتركك لخطأ تافه كهذا، أنتِ تبالغين. ردت بتهدج.


- أنتِ لا تفهمين شيئاً، لا تفهمين.



وغطت وجهها بكفيها وهي تشهق بالبكاء...


جثت "ندى" بجانبها و هي تشدها من ثيابها:


- قولي لي ماذا أفعل، سأفعل أي شيء.


رفعت "غدير" رأسها بضعف و نظرت لها بتوسل:


- اتصلي له، أخبريه، قولي له أنكِ تمزحين..


هرعت "ندى" للهاتف وهي تعيد الضغط على الأزرار عدة مرات...


وبقيت على هذه الحالة عدة دقائق، ردت بصوتٍ خافت وهي تتطلع إلى "غدير" بإرتباك:


- لا يُجيب، لا بد أنها الخطوط ....



وخيم الصمت حول المكان.....



كانت تنقل بصرها بشرود بين ندى و يدها وسماعة الهاتف !!!



وتمهلت عند سماعة الهاتف طويلاً....



خاطبتها بصوتٍ أثيري كالحلم و هي تضم يديها إلى صدرها:


- كنتُ سأخبره وكان سيصدقني...


- ..............................


- هو يعرف بأني أحبه و لا أحبُّ غيره...


- .............................


- لقد اشتريتُ له هدية، قميص أخضر بلون عينيه!!! كنتُ سأسأله من أين اكتسب هذا اللون بعد أن يعود...




- ولكن ليس بعد الآن أليس كذلك؟! ليس بعد الآن..



و نظرت إلى "ندى" وكأنها انتبهت للتو من وجودها، صاحت بألم:



- كلهُ بسببك، أنتِ السبب..



وانسابت دموعها وهي تراها تغرق من جديد في نوبة من البكاء المرير...



يا نجوم السماء ابقي يقظة...



لا ترحلي، لا تأفلي كي لا يحلّ الصباح!!



=========




لم تنم البارحة، لقد أبى الكرى إلا أن يحرمها النوم و راحة البال...


تقلبت على فراشها وهي تحاول أن تتجنب ذلك الضوء المضطرب المنبعث من قنديل الصباح...



لم ينم البارحة هو الآخر، نهض منذُ بزوغ الفجر!!


لا يهم، لا شيء يهم!!!


و أزاحت الدثار عنها بضيق وتوجهت للمرآة..


عيناها متورمتان من كثرة البكاء، من شدة الألم، من تلك الغصة التي لا تفتأ أن تُضيّق عليها الخناق وتلاحقها كظلها كما تلاحقها عبارة:


"غدير، حامل!!"...



أأنا حقودة؟!


أجيبوني!!



أتخالوني أغار منها وأحقد؟!


ما بالكم تنظرون لي بشك!!!


قولوها أمامي و كفوا عن التحدث خلفي بهمس!!



أجل، أجل، أنا غيورة، حقودة، قولوا عني ما شئتم، فقد تعبت، مللت، ضاق صدري!!



وهذا الزوج البارد!!



لا آخذ منه إلا الكلام، إلا الوعود السقيمة...



اصبري، اصبري، اصبري!!!!!


لقد تعبتُ من الصبر!!


ماذا سيضيره لو سافرنا؟! ماذا سيخسر؟!


لم يحطم آمالي، لم لا يفهمني هذا الرجل؟!!


ألا يعلم؟!!



قريباً ستمر الشهور التسعة كلمح البصر، وستُرزق هي بطفل..



أتعرفون ما معنى "طفل"؟!


ذلك المخلوق الصغير ذي العينين الصغيرتين، ذلك الذي سينطق لها:


ماما!!


حينها سأجن أتفهمون؟!



كلا، كلا أنتم لا تفهمون، لا تفهموني...



أريدُ أن أصبح أماً، أريدُ أن أصبح أماً...


و دفعت الأشياء الموضوعة أمام المرآة بعنف، تحطمت، تكسرت وتبعثرت كروحها الممزقة في كل مكان وعادت لتجهش بالبكاء...



==========

 
 

 

عرض البوم صور حسين السريعي   رد مع اقتباس
قديم 22-03-07, 06:49 PM   المشاركة رقم: 43
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
امير المسابقات


البيانات
التسجيل: May 2006
العضوية: 5144
المشاركات: 301
الجنس أنثى
معدل التقييم: حسين السريعي عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 32

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
حسين السريعي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : شذى وردة المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 

مقفل!! هاتفه مقفل منذُ البارحة...


لم لا ترد!!


ردّ علي، أرجوك...



لا تتركني هكذا أخافُ منك...



صمتك يُرعبني، أرجوك تكلم، قل شيئاً، لكن لا تسكت، لا تعذبني هكذا..



الخطوط هي السبب، إنها كما قالت "ندى" متشابكة!! أنت لست غاضباً مني...



أليس كذلك يا "عمر"، اجبني، لم لا ترد علي!!


يا لقسوة قلبك، أهنتُ عليك بهذه البساطة!!



و سمعت ضجة فالتفتت نحو الباب بوجل...



أطلت "ندى" وهي تلهث:


- "عمر" عاد..


- كلا. صرخت بإرتياع.


وصمتت برهة لتلتقط أنفاسها ثم أضافت:


- لا تقلقي، لا يبدو عليه الغضب أبداً، ألم أقل لكِ..


- لا أريد أن أذهب، لا أريد أن أراه.


وانزوت للبعيد بخوف....


اقتربت منها "ندى" حتى أصبحت بمحاذاتها:


- ماذا سيقولون؟! زوجك عائد للتو من سفره وأنتِ هنا مختبئة؟!


- إنهُ لم يعد إلا لأنه يخالني كما قلتِ.. ردت بخوف.


- سأخبره بإلتباسي في الموضوع، اطمأني.


- متى؟! سألتها وهي ترفع رأسها بتلهف.


- عندما يكون لوحده، لا تخافي لن أعدم وسيلةً هذا اليوم..


تطلعت لها بيأس وهي تصيح:


- سأبقى هنا، قولي له أني مريضة، لستُ هنا، قولي له أي شيء..


وأخذت تبكي بصمت وهي تدفن رأسها في حجرها...


- لم تعقدين الأمور وهي بسيطة، أنا لا أفهمك!!


- .......................


- هيا انهضي معي، كل شيء سيحل بإذن الله..


رفعت رأسها ببطء وهي تنظر لها بألم..


"سيُحل؟!!"


- هيا اغسلي وجهك قبل أن يأتي إلى هنا ويراك بهذه الحالة..


و ساعدتها "ندى" على النهوض...


غسلت وجهها لكنها لم تستطع أن تمسح معالم الخوف المرتسمة على وجهها الشاحب....



وسارت بتعثر و هي تختبأ خلفها...


كانوا جميعهم هناك، فلا غرو فاليوم جمعة...


"وليد" جالس و بيده سجارته التي لم يشعلها بعد و بجانبه "ناصر" عاقداً ذراعيه خلف رأسه وقد بدا عليه أنهُ لم ينم منذُ عام أو ربما خُيل لها ذلك!!


وتوسط الأب المقعد الكبير عدا "شيماء" التي كانت واقفة تحدجها بنظرة غريبة لم تعتدها من قبل...


إلا هو!!!


لم يلتفت لها منذُ أن وطأت بقدمها الصالة...


لم ترى وجهه..



لم يلتفت؟! أو ربما هي لم تجرؤ على النظر إليه!!!


- سلمت على الكل، ونسيت زوجتك؟! خاطبه الأب.



ورفع رأسهُ حينها نحوها فالتقت بعينيه الخضراوين....


فيهما وحشة، سكون، جمود...


ومدّ يد ليصافحها، كانت يدها ترتجف من نظرته الجامدة، تلك التي تُخفي خلفها خبايا نفسه العميقة...


ضغط على يدها بشدة وهو يطالعها بثبات فسحبتها بسرعة وهي تنظر بزيغ إلى "ندى"!!


وعادوا إلى أحاديثهم من جديد، كان يبدو مندمجاً معهم، مرحاً، لا يكف عن التعليق!!!

و خاطب الجميع وهو يشير إليها:



- لابد أن نترككم الآن أنا متعب وأريد أن أرتاح.


ردت بسرعة:


- كلا، كلا، الشقة لا بد مليئة بالغبار الآن، ستأتي "ندى" معي و ستنظفها..


ونظرت "غدير" إلى تلك الأخيرة بإستعطاف.


- أجل سآتي معكم.


- ولم "ندى"، ألا أنفع؟! سألها ببرود.


- أنت متعب، ارتح ونحنُ سنفعل كل شيء. تابعت شقيقته.


- بل هي من يجب أن ترتاح، أليست بحامل؟!


قالتها "شيماء" بمرارة وهي تنظر مباشرة لناصر....



نهض هذا الأخير معتذراً من المكان برمته وهو يتمتم بكلمات.


- لم لم يخبرني أحد من قبل؟! سأل الأب بعتب.


- لست أنت فقط يا أبي، تصور أنا زوجها و آخر من يعلم!! علق "عمر".


وضحك الجميع وهو معهم!!!



- على العموم مبروك يا ابنتي.



وسكنت سكون الريح لحظة المغيب....



الكلمات تعبر أذنيها بتثاقل، بتقهقر والهدير يعلو بداخلها بصمت وهي عاجزة عن الرد، عن الصياح:



"كفوا عن هذا الحديث!! ماذا تفعلون بي؟!!"



ارتعشت شفتاها وهي تهزُّ رأسها له، فابتسم بقسوة وهو يخاطبها بثبات:



- هيا يا عزيزتي لقد تأخرنا، لو تعلمين كم أرهقتني هذه الرحلة!!!


ثم التفت لأبيه:


- نستودعكم الله..



وأُسقط في يدها!!!


و شيعت "ندى" وفي عينيها لوم، عتاب:


"لم تفعلي شيئاً، لقد كذبتِ علي"...


===========



لحقته حتى الفناء الخارجي وهي تناديه:


- وليد..



وتوقف فجأة وهو يستدير لها بتساؤل:


- نعم!!


- بشأن الفحوص التي أعطيتك إياها...


- ماذا بها؟!


- قلت لي أنك ستلقي عليها نظرة..


- آها، أجل، أجل..


- وما رأيك؟!


- تعرفيني لا أثق بفحوص المستشفيات هنا، لا بد أن أستخدم أجهزتي الخاصة.


- أنا ليس لدي مانع البتة.


- وناصر؟!


- سيأتي أيضاً. ردت بشرود.



أشعل سيجارته ونفث دخانها أمامها وهو يجيب بهدوء:


- الآن أنا مشغول، لدي موعد مع بعض العملاء..


- ومتى تكون فارغاً؟!


- يمكنك أن تمري عليّ بالليل فهذا أنسب وقت بالنسبة لي.


- بالليل؟!


- أجل، إذا شئتِ. رد بلامبالاة.



واستدار إلى معمله وقبل أن يدخل سحق السجارة بقدمه!!!



وبقيت واقفة تنظر بيأس لكل شيء، كل شيء...



===========

 
 

 

عرض البوم صور حسين السريعي   رد مع اقتباس
قديم 22-03-07, 06:50 PM   المشاركة رقم: 44
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
امير المسابقات


البيانات
التسجيل: May 2006
العضوية: 5144
المشاركات: 301
الجنس أنثى
معدل التقييم: حسين السريعي عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 32

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
حسين السريعي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : شذى وردة المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 

طفرت الدموع من عينيها وهي تمسحها بإرتجاف، كان أقل حركة أو صوت يصدر من السيارة يجعلها تصرخ وهي تشهق بصوتٍ كتوم...


الخوف منه يشلها، يشل تفكيرها، يشل حواسها المتلاشية...


وتوقفت السيارة فتوقف قلبها عن النبض، نظرت إليه بإرتياع وهي تنكمش في مكانها..


- انهضي، ماذا تنتظرين؟! قال بجمود.


نطقت بتقطع:


- عمر أنا....


- بهدوء انزلي لو سمحتِ، لا نريدُ فضائح في الطريق!!


وبعينين مغشيتان تابعته وهو يتجه للصندوق الخلفي ليُخرج حقائبه...


صدّت لحقيبتها الصغيرة و أخذت تتأملها لبرهة و دون شعور أخرجت مفتاح الشقة خاصتها...



التفت لها وهي تخرج لكنهُ أكمل إنزال الحقائب بهدوء..



أوصدت باب غرفتها خلفها و هي تستند عليه و صدرها يعلو و يهبط بخوف...


مرت الدقائق بطيئة، ثقيلة بثوانيها التي يبدو أن العطب أصابها فلم تتزحزح من فلكها الدوّار...


وسمعت خطواته الثابتة تقترب فالتصقت بالباب وضربات قلبها تدق بعنف..


- غدير، افتحي الباب.. نادى بتهديد.


- اسمعني أولاً. صاحت بترجي.


- ماذا لديكِ من مزيد لتقولينه؟!!


- أنا لستُ حاملاً، أقسمُ بالعظيم، ألا تثقُ بي!!


- أثقُ بك؟!! تقولين لي ليلة زفافك أنكِ تحبين رجلاً، و بالأمس فقط يقولون لي أنكِ حامل!! كيفُ أثقُ بكِ بعد ذلك بالله عليكِ؟!


- لا، أنت لا تفهم أنا...


- أين كنتِ حين اتصلتُ بك أول مرة منذُ سفري ها؟!


- لقد ذهبتُ لــ.......

وصمتت...


"لأشتري لك قميصاً بدلاً من ذاك الذي ألقيته بعد أن سكبتُ عليه الماء!!"



- تحملتك كثيراً، أكثر مما تسمح به طاقتي، تحملتُ رفضك، جرحك لكرامتي و صبرت لكن إلا كرامتي يا "غدير"، إلا هذه... و صرخ بغضب.



- كرامتك لم تُدنس، لقد حافظتُ عليها في غيابك كما في وجودك، لمَ لا تصدقني؟!



أكمل وهو يصمُّ أذنيه:


- وعن أي غبارٍ في الشقة تتحدثين، إنها تبدو لامعة تماماً كما لو نُظفت بالأمس!!



- لا ماذا تقول؟! صاحت بإرتياع.


- وتمثيلية الحب والدموع ليلة سفري، وأرجوك لا ترحل!!! تريدين أن تبرئي ساحتك أم تريدين إيقاعي كي أتشبث بك ولا أتركك؟!!


- أنا...


"أحبك بصدق".. واغرورقت عيناها بالدموع.


- أنتِ مخطئة يا عزيزتي، واهمة حتى النخاع، أنتِ لم تعودي شيئاُ بالنسبة لي، وكما رفعتكِ عالياً، أُلقي بكِ أسفل سافلين في اللحظة ذاتها...



وضرب بقبضته على الباب بقوة فهوت على الأرض، و ليس وحدها من سقط، فقد هوى قلبها وانجرح في سويدائه...


ما أقسى الكلمات.....


- لن تفتحي الباب إذن؟!


وبكت بصوتٍ منخفض.



- سأخرج قليلاً ثم أعود و ستفتحينه عن طيب خاطر، أليس كذلك يا "غدير"؟!




- كلا "عمر"، أرجوك.. صاحت بذل.


- أليس كذلك يا "غدير"؟! صرخ بشراسة.


- عمــــــــــــر!!


وأخذت تنتحب بمرارة وهي تركع على الأرض....


==========



أأذهب إليه أم لا؟!



"ناصر" لم يعد بعد، لم يبالي بي، خرج من الظهيرة ولم يتصل حتى!!


ثم لم أنا مترددة!! سأجري فحوصاً ليس إلا، هو طبيب وأنا بمثابة المريضة!!!


ثم أنا امرأة متزوجة و أعرف حدودي جيداً وهو يعرف ذلك، ولا تنسوا أني زوجة أخيه....



ولكن...



لا أدري لم لا أشعر بالراحة معه!!


إن به شيئاً غريباً، ربما تلك النظرة في عينيه، أو ابتسامته الغامضة...



كلا، هذه تخاريف، لا بد أنني أتوهم، ثم كان يبدو غير متحمساً عندما طلبت منه إعادة إجراء الفحوص...



وزفرت وهي تتحرك في غرفتها بضيق...



"ناصر" ليس معي، والوقتُ ليل ....



قولوا لي، أرشدوني:



أأذهب إليه أم لا؟!



==========



رفعت رأسها بضعف وهي تطالع المكان...


أين هي الآن؟! وفي أيَّ يوم وأي ساعة؟!


وأمسكت رأسها وهي تشعر بألم فظيع يدبُّ في أوصالها...


أنهضت نفسها بصعوبة و هي تتلمس مفتاح الإنارة لعلها تضيء شيئاً من عتمة المكان..


وتغلغل النور الخافت إلى أعماقها فذكرته!!


أصاغت السمع لعلها تجد له أثراً، أتراهُ لازال هنا، ألازال يقظاً؟!!


لم لا تصدقني يا "عمر"، لم لا تسمعني...


وانسابت دمعة حارة من عينيها الذابلتان وهي تُسند نفسها بالباب...


بقائي هنا جنون، سيقتلني بلا شك...


لابد أن أخرج من هنا حتى يهدأ، حتى يعرف الحقيقة..


ولكن إلى أين؟!


إلى أمي؟!


سيكون زوجها هناك...


أأذهب إلى خالي؟!


سيعود "عمر" ويُعيدني من جديد، كلا، كلا، خالي سيقف بجانبي ويحميني....


مِن من؟! من عمر!!


أجل، ليس وهو بهذه الحالة، يبدو مخيفاً...


وسحبت خمارها وهي تُطفئ نور غرفتها من جديد..


ماذا لو كان بالخارج ينتظرني؟!


وهمت بخلع خمارها لكنها أحجمت في اللحظة الأخيرة..


"لا بد أن أغامر، في كلتا الحالتين أنا هالكة لا محالة"...


- يا رب ساعدني. رددت بحرارة.


وأمسكت إكرة الباب بيدٍ ترتعش..


فتحت الباب ببطء، ببطءٍ شديد ويدها الأخرى تمسك بالمفتاح الذي كاد ينزلق من رجفة أصابعها..


الصمت والظلام مخيمان حول المكان فاسترقت النظر لغرفته، كانت موصدة...



تحركت على أطراف أصابعها وهي تتلفت حولها كل حين و فجأة تعثرت بثنية السجادة فندت من فمها صيحة مبتورة...


وتخيلته يأتي ويراها وقد سمع صوتها فخفق قلبها بزيغ وهي تحاول النهوض لكن دون جدوى..


يا لغدر الحواس!!


وأنّت بصوتٍ منخفض و هي ترى خياله يتراءى لها قادماً من المطبخ..


هذا ليس هو، إنهُ ليس "عمر"، ليس هو أسمعتم!!



كان ممسكاً في يده كوب ماء وهو يتأملها بعبوس، ازدرده في جرعة واحدة ثم وضعه على الطاولة التي تتوسط الصالة الكبيرة...


تقدم منها دون أن يرفع بصره عنها وهي تزداد انكماشاً، مدّ يده إليها فرفعت يدها نحو صدغها بذعر وهي تهز رأسها و تتحاشى النظر في وجهه..


أحنى جذعه وأمسكها من كتفيها بقوة لينهضها وهي تستميت بالابتعاد...


- تريدين أن تهربي؟! سألها بسخرية.


ولوى ذراعها وهو يجذبها نحوه فصرخت من الألم...


- أين كنتِ ستفرين؟! إليه؟!!


- إلى بيت خالي أقسمُ لك بالله. ردت بإرتجاف.


- مشكلتكِ أنكِ لا تجيدين الكذب، ومن كان سيوصلك إلى هناك؟!


- كنتُ سأتصل لندى، ذراعي تؤلمني، ارحمني أرجوك.. وأخذت تنتحب بصوتٍ مرتفع.


- لم تري شيئاً بعد!!


وأفلتها بإزدراء فترنحت وهي تمسك يدها بوهن...


بكت بصوتٍ متقطع:


- إذا كنت لا تثق بي طلقني.


- أطلقك وبهذه السهولة!! يا لوقاحتك!!


- ماذا؟! ستضربني؟! سألت بجزع.


وتطلع إلى شفتيها المرتعشتين ثم ردّ بقسوة لاذعة:


- في هذه أنتِ مخطئة، عظامك الرقيقة غالية علي!! أم نسيتِ أني دفعتُ فيكِ مهراً غالياً!!



- .............................


وشدها من شعرها وهو يجذبها إليه فارتفع صوت بكاءها وهي تحاول التملص منه..


قال بصوتٍ كظيم:


- كان عليكِ أن تخافي وتفكري ألف مرة قبل أن تفعلي ما فعلتِه..


- أنا لم أفعل شيئاً أقسمُ لك.. صاحت بلوعة من بين دموعها.


- كل هذا ولم تفعلي شيئاً بعد؟!


- سأخبرك بكل شيئ، فقط اصبر علي قليلاً..


- اصبر عليكِ؟! وماذا كنتُ أفعل طوال الوقت!!! وصرخ في وجهها فانتفضت في مكانها.



- أنت لا تعرف أنا.....


- أصص. وضع أصبعه على فمه وهو يُكمل بصوتٍ واطئ:


- لا أريد أن أسمع صوتك، اذهبي إلى الغرفة الآن..


هزت رأسها بجنون كأنها تفرُّ من الجحيم...


وما كانت إلا خطوة حتى قبض على عنقها فصرخت من جديد....



- أين تذهبين يا صغيرتي، ليس إلى هنا، بل هناك!!



وتطلعت إلى حيثُ أشار بيده...



وجمت حركتها، توقفت صرختها، لم يُسمع إلا صوت أنفاسها المتلاحقة...



نظرت إليه برعب، وقد بدا وجهها شاحباً مائلاً للبياض..


صاحت بصوتٍ مبحوح:


- عمر، لا، أرجوك..


- أتظنينني مغفلاً؟!



- أنا لم أفعل شيئاً، لم أفعل شيئاً. رددت بجنون.


- لا بد أن أتأكد.


- كلاااااااااا.


- بل نعم..



و جرها من ذراعها بقسوة، تلك التي كانت تتشبث بإستماتة بقدميه، بأي شيء وإن كانت قشة في الهواء!!!





الروح تُنازع، تكاد تُفلت من الجسد، ذلك الجسد المضمخ بالجراحات...


جروح الجسد أم جروح الذاكرة؟!!



واخترق الفضاء صرخة مبحوحة اختزنت في جوفها الأمس واليوم والماضي!!!



كلا، كلا لم تكن صرخة، بل حشرجة، أجل، حشرجة إنسان ذبيح، سُلبت روحه ليس اليوم، بل منذُ سنين، حين كان بريئاً وعيناهُ مغمضتان...



حين كانت طفلة بجديلتين تتراقصان وهي تقفز لأعلى وتضحك....


تضحك!!!


لمَ، لمَ، لمَ؟!!



ولكن أنى للفراشات أن تعي أن لهيب الشمع يؤذيها!!!

=========

 
 

 

عرض البوم صور حسين السريعي   رد مع اقتباس
قديم 23-03-07, 11:31 AM   المشاركة رقم: 45
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
امير المسابقات


البيانات
التسجيل: May 2006
العضوية: 5144
المشاركات: 301
الجنس أنثى
معدل التقييم: حسين السريعي عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 32

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
حسين السريعي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : شذى وردة المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 

(21)



وانتفضت في مكانها وهي تحاول أن تبعد الأيدي التي تريد الإمساك بها...


- كلاااااااااااااااااااااا، ابعدوه، أنا لا أريده، لا أريده. صرخت بهستيرية.


- اهدئي يا ابنتي، "عمر" ليس هنا.


- أبي لم يكن هنا، أنا لا أحب اللعب، لا أحبه..


- اذهبي ونادي الممرضة، بسرعة.. صاح بابنته بجزع.






وأحمل معولي لأحرث في ثرى الأيام...


لأنبش الماضي وأبحث عن حاضري..


أين الزهور، أين الجذور، أين البذور؟!


أين أنا وأين التراب!!


سأبني محرابي بنفسي وأهيل التراب على لحدي...


وألقي بنفسي هناك في الحفرة، في القاع حيث لا أحد، لا أحد على الإطلاق...


دعوني..


أتركوني..


أو..


دثروني!!


ها هو السراب قادمٌ إلي


يريد أن يحتويني

يمتصني


فأظل أنا دون بذور دون جذور بلا أزهار...




وانسابت دمعة حارة من عينيها المغمضتين بقوة والممرضة تسحب الإبرة المغروزة من ذراعها...


وقبل أن تستدر خاطبت الشخصان الموجودان بالغرفة:


- المريضة بحاجة للراحة أرجوكم، الإنفعال ليس جيداً لها فالزموا الهدوء..


وابتعدت بخطواتها الجامدة وهي تُغلق الباب خلفها بخفوت...


دفنت "ندى" رأسها في حُجرها وهي تشدُّ على الغطاء...


خاطبتها بصوتٍ هامس:


- سامحيني، سامحيني يا "غدير"..


وأشاحت تلك الأخيرة بوجهها للجانب الآخر بصمت وعيناها لا تتوقفان عن الذرف...


وتقدم الأب قليلاً فكفت "ندى" عن الكلام، قال بصوتٍ خافت كأنهُ يخاطب نفسه:


- لا حول ولا قوة إلا بالله، لو أعلم فقط ماذا حدث!!


ثم أردف لابنته:


- هيا معي، دعيها ترتاح.


- كلا، سأبقى ربما تحتاج لشيء. ردت بتهدج.


- أنتِ لن تبقي صامتة و لن تلبث أن تنفعل كما حدث منذُ ساعات.


- أعدك سأبقى ساكنة...


تنهد الأب بأسى وهو يُلقي عليها نظرة أخيرة..


لازال وجهها شاحباً وآثار الدموع تلمعُ في أطراف أهدابها المسبلة و قد اتخذت لها مجراً متعرجاً على خديها، وشفتاها لا تكفان عن التحرك لكأنها تود أن تقول شيئاً لأحد لكنها لا تلبث أن تصمت...


وشيعها وابنته وهو يوصيها فهزت الأخيرة رأسها أن اطمأن...


يطمأن!!!


==========



اخرسوا لا أريد أن أسمع كلمة، أي كلمة!!



تلك الحقيرة، تلك الساقطة، تلك كانت زوجتي!!


زوجتي أنا!!!


قسماً لن أبقيها حية، سأقتلها، فنائها بيدي هاتين...



و غرز أصابعه في شعره وهو منكسٌ رأسه للأرض...



بدت الأرضية البيضاء مظلمة في عينيه..




كم توسلتني، كم تشبثت بقدمي وهي تنتحب و تقسم لي بأغلظ الأيمان بأن أتركها وستخبرني بكل شيء....


و كدتُ أنا المغفل أن أرضخ لها وأستمر في العيش في الظلمة، في الضلال!!


لكنني لم أقبل، لم أزد إلا إمعاناً في إذلالها، الغضب كان يعميني، يُعمي بصيرتي و يصمُّ أذناي، كلا، لم يكن الغضب فقط بل كان الخوف!!



أجل خفت أن تصدمني، أن تقول لي من جديد أنها تحب رجلاً كما فعلت أول مرة، أن تؤكد لي ذلك بعد أن حاولت تناسيه، وأنا لا أتحمل جرحاً آخر، لا أتحمل طعنةً أخرى في القلب!!



و ليتني عشتُ في الوهم الأول، ليتني لم أعرف، وليت الطنعة رضت بأن تستقر في القلب وحده، كانت في شرفي، كرامتي أنا!!

وانهارت...



انهارت كالمجنونة....


لكن لا شيء يشفع لها عندي، أين ستفلت مني، أنا قاتلها لا محالة!!



ولاحت له قدمان تنتصبان أمامه، ولأنه يعرفهما جيداً فلم يرفع رأسه..


وخيم الصمت بينهما لكن "عمر" قطعه وهو يتساءل بسخرية قاسية:


- كيف حالها؟!


"أما زالت حية؟!"


- بخير. ردّ بإقتضاب.



ثم زفر وهو يخاطبه بغضبٍ كامن احتدّ في صدره:


- تركتها أمانة لديك ووعدتني بأن تضعها في عينيك وهذا مآلها!!


- ......................


- لا أدري كيف انقلب حالكما فجأة!!


- ......................


- هي لا تتكلم وأنت لا تتكلم، بالله عليك كيف ستُحل مشكلتكما!!


- ....................


وتطلع له الأب بنفاذ صبر وهو يردف:




- اسمع هي مصرة على الطلاق الآن، ليس على فمها إلا هذه الكلمة، الفتاة ترتعد من مجرد ذكر اسمك، وإن استمرت في ذلك فسأضطر إلى الوقوف بجانبها..


- ......................



- أجل، صحتها أهم شيء بالنسبة لي، لن أعذب هذه اليتيمة بسببك حتى وإن كنت ابني.


نهض "عمر" من مقعده بتثاقل وهو يرد ببرود:


- اعذرني يا أبي أطيعك في كل شيء إلا هذا، طلاق ولن أطلقها، و قل لها ذلك..


"ليس الآن يا غدير، ليس الآن!!"


و أكمل طريقه منصرفاً وما أن وصل خارج المستشفى حتى استند على سيارته بتعب!!



=============



- كيف أصبحت الآن؟!


- ...................


- الحمد لله، اتصلي بي بين الفينة والأخرى لتطمأنينا..


وأغلق "ناصر" هاتفه وهو يلتفت لزوجته الراقدة في فراشها...


تنهد وهو يخاطبها بوجوم:


- مسكينة هذه الفتاة، المصائب تلاحقها أينما كانت..



وأتاه صوت "شيماء" ضعيفاً لا يكاد يُسمع:


- ماذا بها؟! متعبة في حملها!!


- إنها ليست حاملاً البتة، لقد أكدت لي "ندى" ذلك...


- ليست حاملاً؟!


ولم تسمع بقية ما قاله، أغمضت عينيها بألم وهي تحاول أن تشد الدثار علّها تصمُّ آذانها، أو ربما لتحجب صوراً لا تفتأ أن تطفو أمام عينيها اللتان لم تذوقا النوم أبداً، أبداً!!


و انتابتها رجفة فلم تستطع أن تُكمل الشد...


اقترب منها "ناصر" وهو يُدني لها الدثار:


- ماذا بكِ؟! أأنتِ مريضة؟!


وخفت الصوت أكثر من ذي قبل:


- أنا لستُ مريضة، ليس بي شيء..


ووضع يده على جبينها وهو يقول بخوف:


- أنتِ في طور حمى!!


وسرعان ما أبعدت يده بنفور:


- قلتُ لك ليس بي شيء..



ودفنت وجهها في الوسادة لتخبئ نفسها..


لكن الأيام لا تخبئ أحداً، لا تخبئه البتة!!


"كان كابوساً، أنا متأكدة".. رددت في نفسها بأنفاسٍ محمومة.


- تريدين أن أذهب بكِ إلى الطبيب؟! عاد ليسألها بقلق.


- لا أريد أن أرى طبيباً، أنا أكرههم، أكرههم كلهم، اتركني لوحدي الآن أرجوك..


و أنّت بصمت وهو يطالعها بوجل..


مسح على شعرها برفق فحركت رأسها بضيق:


- كيف أتركك وأنتِ بهذه الحالة؟!


- سأنام وأكون بخير...


و غطاها جيداً وهو يتنهد، وقبل أن ينصرف أطفأ المصابيح....



"البارحة لم يحدث شيء، لم يحدث شيء، أليس كذلك؟!


لم يحدث شيء"...


وانتابتها الغصة فرفعت أناملها المرتجفة إلى شفتيها لتمنع شهقتها المكتومة...



==========


- يمكنك أن تنصرفي الآن إذا شئتِ، لم يتبق على انتهاء الدوام إلا ربع ساعة..


- كلا، شكراً، سأُكمل هذا أولاً.. ردت "ندى" بخفوت.



و تطلع لها بتمعن و هي منهمكة في الكتابة...


لقد تغيرت كثيراً، باتت أكثر هدوءاً و أكثر شروداً!!!


لم تعد تعانده كالسابق، بل أصبحت تبادر للعمل قبل أن يطلب منها ذلك..


وهذه النظرة الحزينة التي تعلو عينيها بين الفين والآخرة، ما سببها يا تُرى!!


كيف تغيرت هكذا؟!!


وعاد لعمله هو الآخر، لكن رنين الجوال المتصل قطعه..


والتفت إليها بتساؤل..


كان القلم يهتزُّ بين يديها و موسيقى هاتفها لا تتوقف، لكأنها مصرة على أن يسكتها أحدهم، لكن يبدو أن صاحبته لا ترضى بذلك!!


وتوقف الهاتف عن رنينه بعد إلحاح فأفلتت القلم و كأنها أزاحت حِملاً كان ينوء على صدرها..


ورفعت بصرها بلا شعور فالتقت بعيناه...


كان ينظر لها بحيرة...


- عودي إلى منزلك إن كنتِ متعبة..


وهزت رأسها نافية ببطء..


- الساعة الآن التاسعة تماماً!!


- لم أنهي ما بيدي بعد.. عللت بتباكِ.


- أنهيه في الغد، لا مشكلة.


- لا أريـد أن أعود الآن أرجوك.. توسلته بغصة.


وعادت لتهز رأسها وهي تُردف بإختناق:


- إنها لا تتوقف عن البكاء أبداً، تتظاهر بالنوم لكني أسمعها..


- ..................


- أنا لم أكن أقصد، صدقني، لم أكن أقصد أن أفسد حياتهما..


- .............


- والآن سيتطلقان بسببي، بسببي أنا..


وأجهشت بالبكاء و هي تضع رأسها على الطاولة....


و بقي في حيرته لدقائق عديدة دون أن يعي شيئاً مما تقول..


و نهض أخيراً من مقعده بعد أن أخرج شيئاً من درج المكتب..


تقدم منها ووضعه على الطاولة:


- خذي هذا مفتاح احتياطي للباب الخارجي للقسم، ابقي هنا متى انتهيتِ و إن كنتُ أفضل أن ترجعي لمنزلك فالوقت متأخر بعض الشيء...



رفعت رأسها فرأته يبتسم له ابتسامةً صغيرة مطمئنة فنظرت له بإمتنان، و لكن سرعان ما كسا وجهه بتعابير جامدة قبل أن يقول مودعاً:


- مع السلامة، وانتبهي لنفسك..



==========



- ماذا تفعل؟!


- كما ترى، أجمعُ أغراضي.. ردّ "وليد" بهدوء.


- ستسافر؟!


- أجل، قريباً، لا بد أن أستعد للعام الجديد، تعلم لم يبقى شيء على التخرج.


وابتسم في وجهه ثم عاد ليغلق إحدى العلب باللاصق...


- "وليد" أريد أن أستشيرك بشأن زوجتي..


وتوقف حينها عن الحركة وانمحت ابتسامته عن شفتيه:


- ماذا بها؟! سأل بقلق.


- موضوع الحمل قد أثر عليها بشكلٍ كبير، حالتها النفسية تتردى في إزدياد.


- وماذا تريد مني بالضبط؟! سأله و هو يُكمل اللصق.


- أريدُ منك النصيحة..


- انتظرا، فليس بكما شيء كما ذكرت لي من قبل..


- أنا لستُ مستعجلاً البتة، لكنها هي، وأنا أخافُ عليها من كثرة التفكير..


- قل لها في العجلة الندامة!! وابتسم بتهكم.


- والحل؟!


- بإمكاني أن أُعطيك أسماء بعض الأطباء الجيدين!!


ثم تابع بلا مبالاة:


- و إذا أردتما أن تخضعا لفحوصاتي من جديد، فليس لديّ مانع!!


ومرر "ناصر" يده على جبهته بتعب وهو يعلق بشرود:


- أجل، من أجلها...



==========



كانت جالسة على الأرض...


عيناها تطالعان السقف بإنكسار و هي تتمتم بصوتٍ خافت كأنها تخاطب نفسها...


و صدت لتنظر للأرضية و هي تحرك أصبعها على شكل دائرة استماتت في إغلاقها لكن دون جدوى!!


وولجت "ندى" إلى الداخل بعد أن طرقت الباب عدة مرات كي لا تجفل....


جلست إلى جانبها كعادتها و هي تبعد خصلات شعرها المتناثرة بإهمال عن وجهها..


كفت "غدير" عن الرسم و عادت لتطالعها بتلك العينين...


فيهما ذاك التساؤل القديم، ذاك السؤال الذي لم تجد له إجابة حتى الآن...


أشاحت "ندى" وجهها بضيق دون أن تحر جواباً...


وتحركت شفتيها بإرتعاش وهي تسألها:


- ألم يقل له خالي؟!


- بلى قال له... أجابت بعد طول صمت.


- وماذا أجاب؟!


- ........................


و وضعت يدها على كتفها وهي تهزها بضعف:


- لن يطلقني؟! سألتها بإرتجاف.

- اهدئي يا "غدير" كل شيء سيحل بإذن الله.. ردت بتباكٍ.


- أنتِ لا تفهمين، "عمر" سيقتلني، سيقتلني..كررت بإنفعال.


- "عمر" يحبك و...


قاطعتها وهي تهزُّ رأسها ببطء:


- لكن لا، سيطلقني، المحكمة الجعفرية ستطلقني رغماً عنه، أليس كذلك؟!



- زواجنا تم في المحكمة السنية!! و إن كنتِ لا تعرفين، لا بد أن تقدمي طلبكِ هناك وأنتِ شيعية المذهب لن يطلقوك ولا حتى في أحلامك!!


و تدفق الصوت بارداً، قاسياً، قد تطاير منهُ الشرر...


التفتت "ندى" لأخيها بوجل...



كان واقفاً عند الباب وهو عاقدٌ ذراعيه وفي عينيه نظرة غامضة، سحيقة، لا قرار لها...


أنهضت نفسها من على الأرض و هي تخاطبه بتوسل:


- "عمر" أرجوك...


- أريد أن أتحدث معها لوحدنا لو سمحتِ..


- لا تعاتبها، إنها لازالت مريضة..


- اخرجي من الغرفة الآن..


- أنا السبب، أنا من أخطأ و ليس هي.


- قلتُ لكِ اخرجي وأغلقي الباب خلفك.. صرخ بغضب.



و تطلعت إليها بغصة...


كانت تنظر للحائط بإستسلام، بهدوء وكأنها فقدت الأمل في أن تعيش...


كل شيء تعطل فيها عدا صدرها الذي كان يعلو و يهبط بسرعة...


هرعت "ندى" من الغرفة ودموعها تسبقها..


"كيف أصبحت قاسياً هكذا يا "عمر"، كيف؟!!"


وأُغلق الباب...


سمعت خطواته تقترب منها فأغمضت عينيها بقوة وهي تعصرهما عصراً..



وأحست بظله يسقط عليها من علو و يقف ساكناً فيوقف بقايا أنفاسها المتلاشية عن الوجود...


و ما هي إلا برهة حتى شعرت بأصابعه تلامس كتفها فاهتزّ جسدها بعنف..


علّق بصوتٍ ساخر:


- لا تخافي، لن أوسخ يدي بقذرة مثلك..


- ..................


و استمر في سخريته:


- كيف حالكِ الآن؟! يقولون أنكِ مريضة؟!


- ....................


- ممَ يا ترى؟! لا تقولي لي أنكِ صُدمتِ مثلي بالإكتشاف العظيم!!


وانقلبت سحنته فجأة و تقلص فمه في غضبٍ هادر و أردف بصوتٍ مكبوت:


- بودي أن أعرف و أتمنى لو تتكرمي علي بالإجابة علّكِ تشفين غليلي ولو قليلاً..


- ......................


- أكان ذلك قبل أن آخذك أم بعده؟!


و أخذت تأن بصوتٍ خافت وهي تحاول أن تبتعد عنه لكن هيهات..


- وسؤال آخر لكِ يا سيدتي، وأريد الإجابة على كليهما مرةً واحدة لو تفضلتِ، كي تكون الضربة واحدة هنا ...


و ضرب على قلبه بقوة وهو يردف:


- قاضية، لا أريدها على جرعاتٍ أبداً...


نظرت إليه بألم و هي تنشج بالبكاء...


- أكان ذلك من تحبينه؟!


أسندت رأسها على حافة السرير و روحها تكاد تزهق..


ولم يمهلها لتلتقط أنفاسها، لتستوعب وطأ أسئلته، ما خلفته من دمار...



أمسكها من كتفيها وهو يجبرها على النظر في وجهه..


- أجيبيني يا ابنة عمتي، أيتها الزوجة المصون!! صاح بمرارة.


و تحركت شفتيها بإرتعاش وهي تهمس بصوتٍ مبحوح، بصوتٍ متقطع، لا يكاد يُسمع:


- لا تعذب نفسك و تعذبني أرجوك..


وغاب صوتها، انقطع وهو يُفلتها بإزدراء..



- ومن قال لكِ أنّي أتعذب، أنتِ لا شيء بالنسبة لي، أنتِ مجرد ساقطة، قذرة، حقيرة.. صاح بغضب.


وانسابت دموعها بحرارة و ظهرها يكاد ينفصم من شدة انحناءها...


الطعنات تتوالى، تتغلغل إلى الروح، وتصرعه أرضاً بلا هوادة...


- ألن تجيبي؟!


- ..................


- أنتِ لا تريدين أن أفعل شيئاً يؤذيكِ أليس كذلك؟!


واهتزّ كتفاها بشدة وهي تبكي بصوتٍ مخنوق...


- ألن تجيبي؟! صرخ بصوتٍ عال و هو يشدها من شعرها...


رفعت رأسها إليه وهي تشهق:


- اقتلني إن كان يريحك هذا، لكن لا تعذبني أرجوك..


- أتصدقين كنتُ سأرتكب فيكِ جريمة لكني اكتشفت أنكِ لا تستحقين..


- ....................


- و كان بإمكاني أن أفضحك لكني لم أفعل، اسأليني لم؟!


- ......................


- اسأليني لمَ؟! صاح في وجهها.


- لمَ، لم، لم؟! كررت خلفه بهستيرية.


- ليس من أجلك البتة، فأنتِ أحقر من أن أتستر عليها، بل من أجل والدي، من أجل اسمه الذي طالما كان نظيفاً يا نظيفة!!


الروح تُستنزف، لم يبقى على خروجها شيء، الكلمات كنصل السكين بل أحدُّ سناً، والجرح، الجرح أعمق من أن يتصدع...



أردف ببطء وهو ينظر لها بثبات:



- أتعرفين ماذا نفعل بالزوجات الخائنات؟!



ورفعت يدها المرتجفة بجانب فمها و هي تهز رأسها بذعر، لكنه سرعان ما أمسكها من معصمها بعنف....



- قلتُ لكِ أنتِ أقذر من أن أمسّك. علق بإزدراء.


وأخذ يعبث بأصبعها البنصر حيثُ استقرّ خاتم الزواج!!


طالعته بهلع وهو يحرك الخاتم إلى أعلى ببطء ثم يُعيده إلى مكانه...



- أتعلمين لقد فكرتُ جيداً، وقلت لن أستفيد شيئاً بإبقاءك على ذمتي، لن أجني إلا تلويث سمعتي، و ما دام الكل ينالك فما المشكلة!!



- ......................


وشدها نحوه و هو يهمس في أذنيها:



- عزيزتي، أنتِ طالــــــــــــــــــق..




.
.
.
.
.
.
.
.
.



عذّب كما تشاء لن أصيحا
ولا تُطع في رحمةٍ نصيحا

لا تخش من قطع لساني سيدي
فما به كنتُ أنا الفصيحا

أنا الذي اخترتك لي زنزانةً
وعفتُ هذا العالم الفسيحا!!


=========

 
 

 

عرض البوم صور حسين السريعي   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)
facebook



جديد مواضيع قسم القصص المكتمله
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 04:50 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية