لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > المنتدى العام للقصص والروايات > القصص المكتمله
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله خاص بالقصص المنقوله المكتمله


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-05-10, 06:47 PM   المشاركة رقم: 16
المعلومات
الكاتب:

البيانات
التسجيل: Sep 2006
العضوية: 13121
المشاركات: 14,020
الجنس ذكر
معدل التقييم: dali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسي
نقاط التقييم: 4990

االدولة
البلدCuba
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
dali2000 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ghadabarbie المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 

الحلقـة الـ 22
" لخـاطر ساره "

صباح اليوم الجديد مع إشراقة شمس جديدة في بلاد جديد .. كانت الفوضى عايمة في جناحين واسعين مستقرين في أفخم الفنادق الي تضمها ولاية متشقن بأمريكا .. صحى الجميع من النوم وتناوبوا على الحمامات مابين شاور وتجديد الملابس وهالأمور ..كانت ساره قاعده على الأرض تسرح شعرها من بعد الشاور الي أخذته .. وكانت تحس بالحشرة بصدرها .. مع بداية نوبة ربو .. وسمر قاعده قدام شنطتها مافي لبس ماطلعته وهي تقيس وتجرب والبنات يضحكون عليها لانها مو قادرة تقرر وش تلبس .. غاده كان الصداع مداهمها وكانت ساندة ظهرها على ستاند السرير ومادة رجل وثانية الرجل الثانية ..
غاده وهي تأشر على اشارب سمر : سمر ارمي علي اشاربك
سمر وهي ترميه عليها : ليه وش تبين فيه ؟
غاده وهي تمد نفسها عشان تاخذه : باربطه على راسي .. مصدددددددددعة
سمر : يلا الحين ننزل نفطر تحت وخذيلك بندول ..
هزت غاده راسها بعجز عن الكلام وربطت الاشارب على راسها وسكرت عيونها بوهن .. هاللحظة دق الباب فهد .. وساره من مكانها قالت : اتفضــــــــــل
فتح فهد الباب وشاف البنات مو جاهزين قال : انتم ماتبون تفطرون ؟
سمر : الا والله جوعاااااانة
فهد : اي عاد انتي طول عمرك جوعانة
سمر وهي تضحك : ههههههههههههههههههههه على الأقل أتميز بشي
ضحك عليها فهد والتفت لساره بابتسامة حنونه وقال : شلون سوسو اليوم؟
ساره بابتسامة ناعمة : بخير الحمدلله
فهد وهو ينقل بصره بينهم : اجهزوا بسرعه ودقوا علينا الباب ترا البوفية له ساعه محدده ويخلص ..
ساره : انا تقريبا جاهزة .. بس سمور الي هذي عاشر مره تلبس وتغير
سمر بزعل : وش أسوي طيب والله متورطة .. الخدامة الحمارة نص ملابسي الي أحبها ماحطتها
فهد : المهم 5 دقايق اذا ماجهزتوا بننزل ونخليكم
سمر : وين ابوي وامي ؟
فهد : نزلوا من ساعه
سمر : هالخونة !! ولا يعبرون بنتهم !
فهد بعصبية : لا تتكلمين عن أمك وأبوك كذا !! إنتي لاقية مثلهم بهالدنيا ؟ إنتي لو سويتي معهم وش ماسويتي ماتوفينهم ربع حقهم !!
سمر استغربت من عصبيته المفاجئة لكنها قالت : وليه نزلوا عني طيب ؟
مارد فهد عليها وكلم ساره وقال : ساره اذا جهزتي دقي علي الباب !
هزت ساره راسها بالايجاب ومشى فهد عنهم وقبل مايطلع انتبه لغاده واهي رابطة راسها ومسكرة عيونها بتعب .. رجع التفت لساره وقال بهمس : اشفيها غاده
ساره وهي تطلع بغاده : مصدعة شوي ..
رجع طالع فهد بغاده ومشى وهو يقول لساره : أوكي استناك
وطلع من الجناح وسكر الباب
التفتت سمر لساره باستغراب وهي تقول : شفيه اخوك عصب علي وعاملني بهالطريقة فاجأة !
ساره وهي توقف : فهد اكره ماعليه ان أحد يلوم أمه أو أبوه !
سمر : أوكي كيفي أنا ..
شالت ساره شنطتها والتفتت لسمر وهي تقول بألم : لما تحسين بمعنى حرمان الأم والأبو راح تفهمين معنى كلام فهد ..
ومشت عنها وسكرت الباب ..
لوهلة كانت سمر مو فاهمة .. وبعدها استوعبت الموقف وحست بالذنب والندم على كلامها .. صح كلامك يافهد والله ان ماعندي ذوق .. على الأقل احترم نفسي قدامكم .. وبكل قهر من نفسها .. شالت لبسها من فوق الشنطة ودخلت تلبس بالحمام ..
فهد أول مادخل جناحه لقى سليمان طالع من الحمام بعد الشاور ..
فهد بهدوء : سليمان روح شوف زوجتك شكلها تعبانة شوي ..
سليمان باهتمام واضح : شفيها ؟
فهد : مافيها شي بس شكلها مصدعه ..
كان سليمان لابس بس البنطلون .. فسحب بلوزته من الشنطة بسرعه ولبسها واهو يمشي للباب .. فتح الباب ولقى ساره بوجهـه
ساره بنعومة : صباح الخير
سليمان : صباح النور ساره شفيها غاده ؟
ساره : تقول مصدعة .. الحين تنزل تفطر وتاخذ مسكن
سليمان وهو يأشر على الجناح : أقدر أدخل ؟
ساره : اي عادي
دق سليمان الباب ويوم ماسمع رد فتحه ودخل بهدوء .. وهاللحظة طلع فهد ومشى مع ساره للمصعد ..
شاف سليمان غاده وهي رابطة راسها ومسكرة عيونها بتعب .. وبكل هدوء مشى وقعد جمبها على السرير .. حست غاده بأحد جمبها وفتحت عيونها .. ومن شافت سليمان ابتسمت بنعومة ..
سليمان واهو يمسك ايدها قال بنعومة : سلامات حياتي شفيك ؟
غاده بوهن : صداااااع ماسكني من صحيت
مسح سليمان على شعرها بحنان واهو يقول : سلامتك ياعمري .. معاك بندول مووو ؟
غاده بوهن : اي ..
سليمان : أوكي اجهزي حياتي عشان ننزل نفطر وتاخذين لك حبة تريحك
غاده بتعب : خلاص جاهزة بس مافيني أقوم ..
سليمان : تبين أطلعلك الفطور فوق ؟؟
غاده : مادري براحتك
سليمان واهو يوقف : خلاص ارتاحي حياتي .. بانزل بسرعه اجيبلك فطور وأطلع
ابتسمت غاده بوهن واهي تنزل جسمها على السرير واتمددت وسندت راسها على المخده .. ابتسم لها سليمان بحنان .. ومشى وهو يقول بهمس : دقايق وأجيك
هزت غاده راسها ويوم طلع سليمان سكرت عيونها بتعب ..

طلعت سمر من الحمام .. كانت لابسة بنطلون أسود وبلوزة لونها أخضر فاتح .. مخصرة عليها وضيقه من فوق الذراع وواسعة من تحت .. ولبست معها صندل أخضر وشنطة خضرا .. وزينت وجهها على السريع واهي بعد حلوة سمر وماتحتاج تتكلف بالتزين .. ويوم جت تبي تطلع انتبهت للبطاقة الي عطتها اهي ساره .. وحطتها بجوالها .. ودقت على خالد ..
خالد كان اول واحد صحى وأخذله شاور وغير ملابسه ودق على مازن يجيه .. لانه ماقعد معاه وماشافه زين واهو الي مشتاقله حيـــــــــل .. مر مازن على خالد وطلعوا سوا ..
كانوا قاعدين بكفي على البحر يوم رن جوال خالد .. وماعرف مين لان البطاقات جديدة ..
خالد : الوو
سمر : هلا خالد صباح الخير
خالد : صباح النور مين ؟
سمر : انا سمر يا خالد ؟
خالد باستهبال : مين سمر ؟
سمر اتذكرت حركتها امس وقالت : ههههههههههههه ماتعرفني هاه ؟ انا سمر حياتك وروحك وقلبك
خالد : لا غلطانة .. انا زعلان منك أصلا
سمر بدلال : ليه حبيبي ؟
خالد : ماتستحين على وجهك انت من امس ماهجدتي لا بالمطار ولا الطيارة ولا حتى قدام الرجال بالفندق ؟ والله لو ما أبوك الي كان قاعد ولا كان وريتك الطراق شلون !
سمر : بس خالد انتم شفيكم علي اليوم الكل يهاوشني ومايبيني !
خالد : من حركاتك سمر .. انتبهي لكلامك وحركاتك عشان يصير الكل يبيك !
سمر بزعل : يعني الحين شلون ؟
خالد : وشو الي شلون !
سمر : انا لحالي بالجناح والكل تحت بتجي تنزلني ولا شلون ؟
خالد : انا مو بالفندق حياتي
سمر باستغراب : أجل وينك ؟؟
خالد : طالع مع مازن من الصبح
سمر وهي شوي وتبكي : حرام عليكم تخلوني كذا لحالي والله صايرة منبوذه انا .. بارجع السعودية خلاص
خالد : أفاااااا .. ترجعين وتخليني لحالي مع الخواجة الي هنا ؟ والله ترا أظيع منك ترا .. من طلعت وعيونهم هلكتني بنظرات الاعجاب !
سمر بحمق : وانت وش طلعك من غيري ؟ يلا ارجع الحين بسرعه وخذني معاك
خالد وهو يلتفت لمازن الي كان يضحك على كلام خالد ( خالد : مازن متى بنرجع الفندق ؟
مازن : متى ماودك ..

خالد : أوكي يلا الحين عشان لاتبكي علينا سمر
ضحك مازن واهو يقول : كنت اظن ان لحالي متوهق بتدليع البنات .. طلعت انت مثلي
خالد : لا انا بس مع سمر
مازن وهو يضحك : وانا بس مع ساره
ضحك خالد وهو يرجع يكلم سمر وقال : أوكي سمور راجعين الحين انزلي افطري ودقايق وانا عندك
سمر : أوكي لا تتأخر خالد ..
خالد : أووكي باي
سمر : باي ..
وسكرت الجوال ومشت وهي تطالع بغاده الي كانتها تعبانة ومو حاسة بأحد .. فتحت باب الجناح وسكرته ومشت للمصعد .. ويوم انفتح لقت سليمان طالع وبإيده صحن مليان فطاير وكاس شاهي
سمر باستهبال: ياسلاااااام كل هذا لي ؟
سليمان : يلا بس انقلعي .. هذا لغدووو
سمر واهي تمد ايدها للصحن كنها بتاخذ منه وتقول : بس وحده سليمان أمانة بس وحده
سليمان واهو يبعد الصحن عنها : وخري لا أكب الشاهي على إيدك
سمر : أوريك يالنذل انا بنت خالتك ومرة أخوك عيب تسوي معاي كذا !
سليمان وهو يبعد عنها ويضحك وقال : مرة اخوي على عيني وراسي بس مو على حساب غدوو
ضحكت سمر وهي تدخل المصعد وبخاطرها اتمنت لهم السعادة الدايمة

**********

وصل مازن وخالد للأوتيل وتوجهـوا فورا لطاولات الأكل .. ولقوا الكـل قاعد هناك ماعدا سليمان وغاده .. مازن من شاف ساره ابتسم لها بكل حب وبادلته اهي الابتسامة .. ومن حسن حظه كان الكرسي الي بجمبها فارغ .. فمشى مازن وسحب الكرسي وقعد جمبها بهدوء وهو يقول بابتسامة : صباح الخير سوسو
ساره بنعومة : صباح النوور
مازن : شلونك اليوم
ساره كانت مبهذلتها الكحة لكن ماحبت تبين لأنها تدري ان اخوانها ومازن لو دروا .. مو تاركينها بحالها من الحرص الزايد الي هي تمل منه .. فقالت : بخير الحمدلله .. انت شلونك بعد أمس ؟
مازن : بخير دامك بخير
ابتسمت ساره ابتسامتها الي دومها تذوب روح مازن وانتبهت لخالد وهو يتناجر مع فهد
خالد : ياحلو بلوزتك فهد من وين شريتها ؟
فهد وهو يشرب القهوة : من زمان شاريها ياخالد ..
خالد وهو يضحك : والي يسلمك فهد عطني اياها
ضحك فهد ضحكة خفيفة
خالد : ليش تضحك عطني اياها تهبببببل ..
فهد : انت من جدك خالد ؟
خالد : والله من جدي عجبتني مره ستايلي هذا مو ستايلك ..
ضحكوا كلهم عليه وأم مازن قالت : بس ياخالد بلوزتك انت حلوة بعد .. اترك فهد بحاله
خالد مو معبر أحد قال : بس هذي غيـــــــر .. ومسك ايد فهد وهو يقول لهم : الللللاااااه .. شوفوا شلون تصميم الكم يجنن .. !! فهد طلبتك وانا اخوك عطني اياها ..
فهد وهو يطالع فيهم كلهم : ياناس ارحموني .. ! اخواني قاعدين على كل شي معاي .. حتى ملابسي يبوني أفصخها وأعطيها اياهم ماصارت !
مازن دمعت عينه من كثر مايضحك على خالد .. وخالد التفت وغمز لمازن وهو يضحك .. وأبو مازن يهاوش خالد : خالد انت الي يقالك رجل بنتي وكبير وعاقل .. تتناجر مع أخوك عشان بلوزته ؟
خالد باستهبال وهو يضحك : ياسلاااااام ياعمي وانت بلوزتك تجنن عطني اياها أمانة !
ابو مازن باستغراب : خــــــــالد ؟؟
خالد : شفيك عمي .. بحسبة ولدك مازن أنا مووو ؟
مازن وهو يضحك :بسم الله علي انا منك .. عمري والله ماطلبت بلايز أبوي ..
خالد رجع يطالع بفهد وهو يقول : هيا فهد عن المذلة عـــــــــاد
فهد : شتيبي انت ؟؟
خالد : عطني بلوزتك
فهد : الحين تبيها ؟
خالد مسوي فيها مؤدب وقال : لايعني اذا خلصت قهوتك نطلع الجناج نتبادل .. تاخذ بلوزتي واخذ بلوزتك
فهد : لاحووووول لله !!
خالد : فهد أخوك الصغير أنا والي يسلمممممممك
فهد الطيب والحنون استسلم لرغبة خالد وقال : أوكي تسمح لي اخلص قهوتي بعدين اطلع ولا تبيني أفصخ الحين قدام العالم ؟
خالد بضحك : لالا خلص قهوتك حبيبي وبعدين نطلع ..
فهد : لاتطلع انت وش تبي تطلع ؟
خالد : أعطيك بلوزتي !!
فهد : مابي بلوزتك من زينها عاد .. انا بحط البلوزة فوق وبالبس ثانية من عندي وأنزل ..
خالد رمى علي فهد بوسة بالهوا وهو يعلي صوته ويقول : فديت هالفهد أنا ..
مازن بضحك : باااااااين انك فديته .. وانت بلوزته ماتركتها بحالها

ضحوا كلهم .. وفعلا ياعمري فهد خلص قهوته وطلع غير البلوزة ولبس بلوزة ثانية .. ونزل لهم ويوم قعد على الطاولة الا خالد يقول : اللللللللللللله ياحلو البلوزة هذي بعــــــــد
الا ام مازن تضرب خالد على ايده بقوة وهي تقول : بسسسسسس خالد !
وكل الي على الطاولة : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه هه
مازن وخالد كانوا من التقراب لدرجة ان اي واحد يقول كلمة الثاني يشاركه الحكي ويضحك عليه أو حتى ممكن يقلب معاه على الي قدامه واهو مايدري وش السالفة ..

سمع سليمان ضحكهم وهو طالع من المصعده مع غاده .. ومشى لهم بابتسامة عذبة .. ويوم وصل عندهم وقف اهو وغاده وأم مازن قالت وهي تبتسم لغاده : سلامتك غاده ياقلبي شلونك الحين ؟
غاده بنعومة : أحسن الحمدلله ..
سليمان وهو يطالع بين مازن وخالد : وين كنتوا يالدشّــر ؟
خالد : نصيد عصافير هههههههههههههههههههههههههه
مازن : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه ههههههه
سليمان : ههههههه صاد الله عمرك .. والتفت لسمر واهو يقول : الله يعينك عليه !
سمر بحمق : أوريك ياخالد هذا وانت قدامي تقول كذا شلون من وراي
مازن : من قدامك بس قول لكن من وراك قول وفعل
خالد :ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه ههههههههه
سمر وهي تطالع فيهم بحمق : ترا باقلب الطاولة عليكم انتم الاثنين ..
خالد يطالع أبو مازن ويقول وهو يضحك : عمي الله يهديك ماقلتلي ان بنتك متوحشة كان ما أخذتها
ابو مازن : والله انا بعد مادريت انك بياع كلام ولا كان ماقبلنا فيك
خالد وهو يضحك : أفاااااا أنا بياع كلام ؟؟
سمر : عااااااااش أبوي حبيبي
سليمان : المهم انتم الاثنين عوضوني عن طلعتكم الي اليوم .. قوموا خلونا نروح أي مكان
مازن : لا مايمدي الحين
سليمان : ليه ان شاء الله
مازن وهو ينقل بصره بينهم : عمي أبو مي عازمكم كلكم على الغدا ..
أبو مازن : ماشاء الله .. ماودي نكلف عليه احنا
مازن : قلتلهم والله بس لزموا علي ..
أبو مازن : يعني نظل بالفندق لين نروح لهم مره وحده
سمر : لا والله مليت من الفندق من أمس ماطلعنا .. خلونا نطلع أي مكان وفي وقت على العزيمة
ابو مازن : كيفكم والله بس أنا مو طالع ..
سمر انتبهت لساره الي من اول القعده ماطلع حسها وابتسمت لها وهي تقول : شفيك ساره ؟
ساره وهي تصطنع الراحة قالت بابتسامة : مافيني شي .. بس ودي أطلع برا .. أحس بخنقة هنا ..
سمر : قلتلكم ( وقامت من الكرسي وهي تقول : يلا خلونا نروح أي مول ..
فهد طالع ساره بنظرات قلقة واهو يقول بهدوء : مكتومة سوسو؟
مالقت ساره بد من الاعتراف وهي تقول : شوي
وقف مازن بسرعه يوم سمع ساره ومسك إيدها وهو يقول : تعالي اتهوي برا الاوتيل لين يلحقونا ..
وقف ساره بنعومة ومازن يقولهم : بننتظركم برا.. اذا تبون تروحون المول اخلصوا بسرعه عشان يمدينا قبل العزيمة
ومشى عنهم من غير ينتظر منهم رد وهو ماسك ساره من إيدها .. ومشى معها لين برا الأوتيل .. ويوم انفتح الباب وطلعوا كان من سوء حظ ساره ان اثنين من سكان الأوتيل واقفين عند الباب يدخنون .. وهواء الدخان ضرب بوجهها ولا اردايا استنشقه وكان هذا الي مو ناقصها ..!!
انخنقت ساره من ريحة الدخان ومسكت ذراع مازن بقوة وهي تمسك قلبها ومغمضة عيونها بقوة .. اخترع مازن ومسكها وهو يقول بخوف : سوسو شفيك حياتي ؟
ساره بدت تكح وتكح بكل قوتها كحات متواصلة .. لين صار وجهها أحمر بشكل فظيع .. ومازن قلبه هوى لرجوله من الخوف عليها وماعرف وش يسوي .. ومسك ساره ومشى فيها بسرعه لأقرب كراسي.. وقعدت على الكرسي وهي تكح باستمرار ومازن قال بخوف : سوسو معاك الكمام؟
مدت ساره شنطتها لمازن وأخذها منها بسرعها وفتحها و لقى كمامة الفانتولين .. طلعها مازن بسرعه وهو يمسك راس ساره ويقول : حطي الكمامة حياتي
حطتها ساره وبخ مازن الدوا داخل الكمامة واهو الي كان متعود على هالشغل من ولادة ساره واهو كان يحطلها الكمامة ويعطيها دواها ويحرص عليها أكثر من حرصه على نفسه .. سكرت ساره عيونها وهي مستمره بالكح وسندت راسها على حافة الكرسي .. ومازن متقطع قلبه عليها .. اتمنى بهاللحظة لو يقدر يعطيها أنفاسه .. ونبضات قلبه وروحه ..
بعد دقايق بسيطة من وضع الكمامة بدت تخف كحات ساره تدريجيا .. ومسكت ساره الكمامة وبخت فيها الدوا مره ثانيه .. وسكرت عيونها .. ومازن يتأملها بحنان وحب .. لين حست انها بدت تتحسن شوي .. فمسكت ايد مازن الممسكة بالكمامة عشان يبعدها عنها..
أبعد مازن الكمامة واهو يقول بحنان : شلونك الحين ؟؟
ساره بصوت مبحوح من الكح : أحسن ..
مازن وهو يمسح على شعرها بحنان : فجعتيني عليك حياتي ..
ساره بابتسامة خفيفة : معليه حبيبي بس من امس والكحة مبهذلتني والحين مع الدخان انكتمت زيادة
مازن كان يدخن واتضايق مره يوم استوعب ان ساره تتأثر صحتها من ريحة الدخان .. فأكيد عرفتوا بشعور مازن هاللحظة وهو العزم على تبطيل التدخين بأقرب وقت .. لخـاطر ساره !
طلعوا هاللحظة كل الي كانوا داخل ماعدا ابو مازن وأم مازن الي فضلوا يبقون بالفندق لوقت العزيمة .. أقبلوا عليهم وهو يطالعون ساره وهي سانده راسها بتعب على حافة الكرسي وايد مازن ممسكة بايدها بكل حنان .. ويوم اقتربوا منهم قال فهد : شفيك ياسارة تعبانة ؟
ساره : لا عادي .. حسيت بخنقة شوي وأخذت الكمامة ..
انحنى فهد قدامها وهو يقول بحنان : تقدرين تطلعين ولا ودك ترتاحين بالفندق ؟
ساره بنعومة : لاعادي أطلع
فهد : اذا ودك ترتاحين سوسو باقعد معاك أنا
ساره بابتسامة ناعمة : لا فهد مشكور ياعمري .. بالعكس بغير جو عن الفندق
ابتسم لها فهد ابتسامة عذبة ووقف وهو يبتسم لمازن ويقول : يلا اجل مشينا ..
وقف مازن وهو لازال ممسك ايد ساره الي تبعته بالوقوف ومشوا كلهم للسيارة الي استأجرها مازن لهم .. سيارة جيب كبيرة عشان تكفي يتنقلون كلهم سوى ..
وركبوها وانطلقوا لأكبر المولات بالمدينة ..
كانوا قروب ساحر .. قروب جذاب ورائع .. لفت نظر جميع المارين بالسوق .. وهم منبهرين على آيات الجمال الي تتحرك من بينهم .. الشباب كانوا آخر شياكة .. وجاذبيتهم وضحكهم واستهبالهم كان مطيح قلوب البنات الي انسحروا من هالجمال العربي الاخاذ .. وغاده كانت لابسة بنطلون جينز وبلوزة فوشي ماسكة بأزارير أمامية ومطرزة من الصدر بتطريز زهري .. مع صندل وشنطة فوشي وكعادتها غاده دايم بالمكياج وكان لايق وحلو عليها .. سـاره ماكانت لابسة بنطلون هالمرة .. كانت لابسة تنورة بيج لين تحت الركبة ولابسة معها بوت بني مغطي سيقانها .. وبلوزتها بنية ماسكة وخفيفة .. ولابسة تحتها توب بيج .. وكانت سادلة شعرها الناعم على كتوفها .. ورافعة جزء من الجمب ببكلة صغيرة بنية مخلي شكلها يسحر ويهوس ..
وهم ماشين بالسوق مروا من عند كشك صغير يبيع حلاويات ..
سمر الي بين غاده وساره قالت وهي تطالع الكشك : الاااااااه حلاوياااات ..
غاده وهي تضحك : تبين حلاوة يابيبي ؟
سمر : ومن قال الحلاوة بس للبيبيين .. والله انا اعشق الحلاويات
ساره بابتسامة : حتى انا ..
غاده : ياحليلكم والله .. انا الشوكولاته احبها بس الحلاويات عادي يعني مو مره ..
سمر : لا انا الشوكولاته الي مو مره ..
ساره بضحك : هذي أول نقطة اختلاف بينكم يالسلايف ..
غاده وهي تضحك وتطالع بسمر : الله يستر من هالسلفة الي كل شوي تشتهي لها شي سيد مزاجي !
سمر بضحك : انا سيد مزاجي ؟ اجل انتي سيد معارض !
ساره : ههههههههههههههه وماندري عن السلفة الثالثة مرة فهد .. سيد مجهووول
غاده وسمر :هههههههههههههههههههههههههههههههههههه
ولا شعوريا طرت ندى على بال سمر وحست بشوقها لها وقالت : ياليت ندى معانا
ساره : اي والله ياعمري ياليتها معانا هالبنت أموت فيها أنا
سمر : الله يسعدها صفت عليها الحين لحالها
ساره : لا ان شاء الله مو لحالها عندها نهى
سمر اتذكرت نهى وقالت : اييييييه ياعمري يانهى مدري ولدت ولا لاء ...
ساره : هذا شهرها مووو ؟
سمر : اي هذا شهرها .. وقالت بحماس : اش رايك اليوم بالليل ندق عليها وعلى ندى !
ساره عجبتها الفكرة وابتسمت وهي تقول : حلوووو
سمر التفتت للشباب المعتلية أصواتهم بالضحك وقالت وهي تأشر على الكشك : تعالوا اشترولنا حلاويات..
مشوا لهم وهم يتابعون سواليفهم وسمر اختارت حلاويات مشكلة .. وغاده مابغت شي وساره الحلوة اختارت حلاو مصاص ! حاسب لهم مازن وساره الي مانتظرت الحساب.. فتحت الحلاوة وحطتها بفمها والعود طالع من جمب فمها مخلي شكلها طفولي يخبل ..
التفت لها مازن واهو يرجع محفظته لجيبه .. وابتسم لها بكل حب واهو يشوفها تمص الحلاوة كنها طفلة
شافته ساره وهو يضحك وقالت والحلاوة بفمها : ليه تضحك
مازن بابتسامة : يهبل شكلك بالحلاوة
ساره : بس بالحلاااااوة ؟
مازن : بالحلاوة وبدون الحلاوة وبكل اوضاعك تاخذين العقل
ساره بدلع : شكرا
مارد مازن الا طالعها بنظرة حب وشوق خلتها تلف وجهها عنه بحيا وهي تقول : لا تطالعني بهالنظرة عشان لا أفقد التركيز .. ورجعت طالعت فيه بنظرة سريعة وابتسامتها ذوبت روحه .. ومشت عنه لوين ماهم سمر وغاده .. لحقها مازن بنظره وحس قلبه بيطير لها من بين ضلوعه.. هالبنت بين لحظة والثانية بتخليني والله أصرخ بعالي صوتي بحبها .. واتنهد وهو يمشي للشباب وكملوا مشيهم بالسوق ..
مر الوقت بسرعه عليهم .. واختارولهم احد الطاولات واطلبوا ايس كريم وقعدوا عليها وهم ياكلون ويسولفون بكل مرح ..
وفهد يسأل مازن : مازن انت متى حفلة تخرجك ؟
مازن : الاثنين الجاي
ساره باهتمام : يعني بعد 4 ايام !!
هز مازن راسه لها بابتسامة عذبة ..
خالد باستهبال : يعني بيسون زي الي نشوفهم بالأفلام .. كراسي ومنصة كبيرة وتلبس البالطوا وطاقية التخرج .. !
مازن وهو يضحك : اي وهالافلام جاية من الواقع
خالد وهو يكمل بضحك : وينادون على اسمك وتمشي من بين الناس وتطلع المنصة ؟
مازن : ههههههههههههههههههههههههه اي شفيك مو مصدق !
خالد بنفس الاستهبال : وتسلم على العميد ويعطيك الشهـادة ! ونقوم احنا نصفق لك !
مازن : ههههههههههههههه اي أهم شي بالحفلة انكم تصفقون لي
ساره بحب : والله تستاهل التصفيق
فهد : اي والله .. ماشاء الله عليك يامازن ..زرعت وحصدت ..
مازن : الحمدلله بس عاد صفقولي بقووووة
ساره بحماس : اي والله نصفق لك ليه لاء .. وانا اول وحده بصفق لك بعد
طالعها مازن بنظرة حب .. الا دق جوال .. وانتبهوا كلهم للرنين .. ويوم رفع الجوال لقى عطوف المتصله .. !! احتار مازن هل يرد عليها أو مايرد .. وساره كانت تراقب حركات مازن وكلامه بكل حب .. ويود دق جواله بان الاهتمام على وجه ساره .. وبانت الحيرة بوجه مازن .. خاف يرد عليها وتحرجه بأي كلمة أو رد .. ففضل انه يقوم ويبعد عنهم ويرد عليها واهو بعيد .. وفعلا دف مازن الكرسي وقام وابتعد عن الطاولة ورد .. وعيون ساره تلاحقة لوين ماراح ووقف ورد ..
مازن : الوو
عطوف بنعومة : هلا مازن حبيبي شلونك ؟
مازن ببرود : تمام ..
عطوف تعودت على ردود مازن المقتضبة .. ومع كذا ماغيرت اسلوبها المايع معاه وقالت : وينكم حبيبي تأخرتوا ؟
مازن : احنا بالمول الحين .. شوي ونطلع ونجيكم ..
عطوف بنبرة دلع : كان أخذتونا معاكم المول ولا ماعاد صرنا نسوى شي الحين !
مازن بقلة صبر : كانت طلعة مفاجأة عطوف .. والجيات أكثر ان شاء الله ..
عطوف بنفس النبرة : أوكي خليني أشوف المرات الجاية بتقولي ولا لاء !
بان الضيق بصوت مازن وهو يقول: على خير .. يلا عطوف نص ساعه بالكثير واحنا عندكم
عطوف : أوكي حياتي بس حبيت أقولك أن ماما طلع لها موعد بالمستشفى كانت ناسيته .. فتعالوا انتم وهي بتجي بعد ساعتين بالكثير ...
مازن : سلامتها ماتشوف شر
عطوف : يسلم قلبك حياتي
مازن بغى ينهي المكالمة خلاص : نشوفكم على خير .. باي
عطوف :نستناكم .. بااااااي
سكرت عطوف وهي حست ان مشاعرها تبلدت تجاه مازن .. ماعاد صار يهمها ان بادلها الكلام الحلو أو لاء .. صار مايهمها الا انها تباعد مابين مازن وساره وبس .. ! مهما كانت الطريقة ومهما كان الثمن !
مازن سكر واهو يمشي لهم وانتبه لنظرة ساره الي عجز يفهمها .. نظرات حيرة مع نظرات لوم واستغراب ! نظرات مارتاح لها وخفق قلبه منها واهو يقول لهم من غير ماينتظر منهم سؤال : ذولا بيت عمي أبو مي ينتظرونا على الغدا .. ورفع عينه لساره لعلها تكون غيرت النظرة .. لكنها على العكس .. ساره خفق قلبها بقوة .. ان كان بيت عمك أبو مي .. أجل ليش تبعد ؟ ليه تكلم وانت بعيد عنا وماتبينا نسمعك .. وظلت تطالع فيه بنظرة كادت تحرق روحه تمام ! قلتلكم ساره موغبية وهالأمور ماتطوف عليها بالساهل .. !
قطع فهد عليهم هالجو المتكهرب وهو يقول : يلا أجل عيب نتأخر على الناس .. خل نمر ناخذ عمي ونروح لهم ..
مازن بصوت أقرب للهمس قال : يلا مشينا ..
ومشوا كلهم وساره حست بالضيق بيقضي عليها .. كانت تمشي واهي حاضنه شنتطتها على صدرها ويعصف بكيانها ألف شعور .. ليه مارديت قدامنا يامازن ليه ؟ ليه تحط نفسك بموضع شكوك والله انت مو قدها .. لكن للأسف اني مقدر أمرر هالحركات .. ولازم أفهم كل شي .. كانوا الشاب يمشون قدام والبنات من ورى .. وفاجأة نادت ساره على مازن ..
ساره : مــــــازن !
التفت لها مازن بسرعه بابتسامة ناعمة وبعيونه نظرة استفهام !
وقفت ساره لين اتعدتها غاده وسمر وسألت مازن : الي اتصلوا عليك بيت عمي أبو مي مووو ؟؟
مازن بنظرة قلق : اي بيت عمي ابو مي !
ساره وهي تضيق عيونها بنظرة استفهام : مين الي اتصل بالضبط ؟؟
مازن بتردد : عطوف .. !
هزت ساره راسها واصطنعت الابتسامة وهي تقول : أوكي يلا ..
ومشت ومازن مشى معها وقلبه يخفق بقوة .. وماقدر يمنع نفسه من ان يسألها : ليه ساره في شي ؟
ساره ببرود وعيونها على قدام : لا أبد حبيبي مافي شي .. والتفتت له بابتسامة خفيفة ..
لكن مازن مارتاح ! وحس ان ساره شكت بشي .. وهالشي اهو ان بينه وبين عطوف علاقة .. لكن لاء .. لازم تفهمين ياساره ان عمري مارضيت بأي علاقات .. ولا عمري التفت لأي حب غير حبك انتي وغرامك وهواك الي ماقدر أعيش من غيره .. وبهاللحظة طرا على باله الدفتر الي كان ناوي يهديها اهو .. وحسه ان أنسب شي اهو هالوقت عشان تقطع ساره أي شك بيتملكها .. وارتاح مازن لهالخاطر .. مادرى عن هالدفتر الي كان عبارة عن أوراق ممزقة بدون رحمة .. مرمية بكل اهمال في أحد شنط عطوف !!

*********


دق الجرس في بيت أبو مي يعلن وصلون العائلة الكريمة الي كانوا ينتظرونهم من وقت طويل .. وبكل حماس نقزت عطوف من مكانها واهي تركض للباب وتفتحه بكل مرح مصطنع ..
فتحت عطوف الباب ويوم شافتهم علت صوتها بالترحيب : ياأهلا وسهلا .. ياأهلا وسهلا .. حيا الله من جانا .. اتفضلوا ..
دخلوا كلهم البيت وعطوف من شافت أم مازن حضنتها وهي تقول : هلا خالتي هناء .. الحمدلله على السلامة
أم مازن : الله يسلمك عطوف .. شلونك يابنتي
عطوف : بخير الحمدلله .. وسلمت على سمر وغاده بكل ود ومحبة وخصت بالترحيب ساره وهي تقول : هلا سوسو ياحلوة نورتي بيتنا .. هلا فيكم كلكـم زاراتنا البركـــــــه ..
وصافحت الشباب بكل ود وابتسامة عذبة .. ودخلتهم البيت ولقو مي وأبوها باستقبـالهم .. ورحبوا فيهم بكل محبة وسلموا عليهم .. وجلسوهم .. في أجمل الصوالين الموجوده ببيتهم ..
كان الحكي صاخب بين الرجـال .. والبنات وأم مازن جالسين سوى بين سوالف عن السفر والجو والأماكن السياحية الي بالمدينة .. كانت القعدة مريحة نوعا ما .. لكن مازن ماكان مرتاح واهو كل شوي ينقل بصره بين ساره وعطوف تأهب لأي حركات ممكن تصدر من عطوف .. لكن عطوف كانت لاعبتها صح ! في البداية ما أظهرت الا الود والطيبة..
وأثناء الغدا .. كانت الطاولة كبيرة الي ضمت الجميع .. الرجال بناحية اليمين والبنات بناحية اليسار .. لكن عطوف جلست بالكرسي الي بنص الطاولة فصارت قاعده بواجهة مازن ! وجمبها سمر وجمب سمر ساره ..
عطوف ماريحت مازن من نظراتها الي أول من انتبه لها ولاحظها .. سمر ! سمر الي كانت عارفة من قبل وش كثر عطوف تحب مازن وتموت فيه .. وعطوف كانت حريصة على تقديم كل شي لمازن .. ملعقة ولا العصير ولا المناديل .. ومازن يخطف النظر بكل مره لساره على ماتكون لاحظت اهتمام عطوف فيه بالهالشكل ! وبظنكم ساره ما لاحظت ؟؟؟ ساره من سألت مازن بالمول عن الي اتصل على جواله .. وقالها ان عطوف .. حطتها ساره ببالها !! وقررت تراقبهم الاثنين .. وشافت اهتمام عطوف وضحكها ودلعها على مازن .. ومازن يحاول يتجنبها قد مايقدر .. لكن الي اشعل نار الغير بقلب ساره اهو الحقيقة الي استوعبتها هاللحظة .. وهو ان مازن ظل سنة كاملة ببيتهم تحت حب عطوف واهتمامها فيه وتسحبها عليه ! وان كان مازن مو مهتم فيه ولا ملقي لها بال .. لكن ماقدرت تمنع الغيرة الي اشتعلت بقلبها وهي تطالعهم .. وحطت ملعقتها على الطاولة .. وسندت دقتها بخلف كفها وصارت تطالع بمازن بنظرات غيرة وألم وحمق !
مازن أول ماشاف نظرات ساره .. ماتحمل فكرة ان ساره تتضايق من أي حركة أو كلمة .. اتمنى لو يسكر عيونها ويشيلها من الأرض ويركض فيها لآخر الدنيا .. بلا منغصات وبلا آلام وبلا دموع .. وعلى هالخاطر وقف مازن من على الطاولة واهو يقول : أنعم الله عليكم
عطوف بنعومة : صحة وعافية ..
مشى مازن عنهم وراح يغسل واتمنى يغسل قلبه المشتعل بألم وقهر .. هذا الي كنت خايف منه وأتحاشاه .. ان ساره تشك ولا تتضايق ولا يتكدر خاطرها لأي حركة أو كلمة .. لخاطر ساره أنا هذا طلعت من هالبيت وهذا الي قاعد يصير الحين وانا بروحي مدري شلون أمنع عطوف .. مدري شلون أوقفها عند حدها .. أكثر من مره فهمتها ان مالها بقلبي مكان .. وان ساره اهي حبي وحياتي ودنيتي .. لكن من وين تفهم ؟ واش ناوية عليه اهي ما أدري !!
قاموا كلهم من الطاولة واشكروهم على الغدا .. وانتقلوا للمجلس.. وبلحظة استغلت ساره غياب الكل عن الطاولة الا منها ومن سمر ..
وقالت ساره : سمر شفتي الي شفته ؟؟؟
سمر شافت كل شي وانحمقت لكنها ماحبت تضايق ساره وقالت كنها ماشافت شي : وش الي شفتيه ياساره ؟
ساره : يعني انتي كنتي قاعده جمبها .. ماشفتي شلون تطالع مازن وتتدلع عليه وتضحكله وتهتم فيه بطريقة عجيبة !!
سمر بحنان : ياعمري ياساره ترا عادي .. لاتنسين ان مازن سكن عندهم فترة وهي تعتبره مثل أخوها الي من معزته تهتم فيه ..
ساره همست بعصبيه : اخوها ؟؟ والله هذي مو حركات اخت لاخوها .. هذي حركات ..... وسكتت وماكملت
سمر تحاول تستردها تكمل وقالت بحذر : حركات ايش .... ؟
ضيقت ساره عيونها بضيق واهي حست ان عطوف تحب مازن .. بس ماتبي تعلن هالحقيقة .. ماتبي تحسها ولا تبي تظهرها لان قلبها مايستحملها .. فسكتت وقالت : ولاشي ..
سمر : لاتضايقين نفسك حياتي وانتي تدرين انتي منهي بالنسبة لمازن ! تدرين انه يحبك انتي ويبيك انتي ومايبي غيرك موووو ؟؟
هزت ساره راسها بنظرة حايرة .. نظرة فيها ألف استفهام .. ادري ان مازن يحبني .. بس كيف يسمحلها تتمادى معاه ؟ كيف يسمحلها تهتم فيه وتتسحب عليه ! ليه جمعني معها وانا والله قلبي مايستحمل يحس ان مازن مع أحد غيري .. مازن حبيبي الي طول عمري ماتمنيت اعيش بحضن غير حضنه ولا اسكن قب غير قلبه ولا أحيا الا له إهو ماغيره

بعدها انتقلوا للجلسة معاهم وساره من التقت عينها بمازن طالعته بنظرة عتاب .. وهو بادلها النظرة بنظرة حب وحنان .. ورجعت أم مي من المستشفى .. وأول مادخلت البيت وشافتهم رحبت فيهم ترحيب كبيــــــــر و صافي وعذب وينبع من محبة كبيـرة وشوق .. عيلة أبو مي كانوا من أقرب الناس لعيلة سناء وهناء .. وكانوا ساكنين سوى بلبنان .. وتجمع بينهم روابط قوية ومحبة .. وتفرقوا بعد الزواج .. أم مي لأمريكا .. وأم مازن وأم فهد للسعودية ..
سلمت أم مي عليهم كلهم و يوم شافت ساره دمعت عيونها وحظنتها وقالت وهي تبكي : ياقلبي ياساره هذي إنتي ؟! بسم الله عليك يابنت سناء نسخـة من المرحومة امك ..
انحرجت ساره وهي بحظن خالتها الي تبكي و أبعدت أم مي ساره تتأمل وجهـها وتقول بين دموعها : ماشاء الله .. الله يحميك يابنتي .. بتشبهي امك سناء بشكل كبيـــــــر .. وبكت وهي تقول : ياقلبي ياسناء .. كانت تتمنى هالبنت .. وهاي جات البنت وماشفاتها .. (( وتركت ساره وصارت تمسح دموعها بإيدها
وساره خفق قلبها بكل قوة .. وصارت واقفة بحرج وحيرة قدام خالتها واهي تنقل بصرها بين اخوانها الي ظهر الحزن على ملامحهم .. حتى ان ام مازن وسمر وغاده ماقدروا يمنعون نفسهم من البكي ..
وساره تسمرت مكانها واهي تطالع الكل بنظرات حايرة وقلقة .. واقتربت مي من أمها تمسك ايدها وتهديها وتقول : بس ياماما .. لا تبكين ياقلبي خلاص .. وقعدت أمها على الكرسي
أم مي كانت من أكثر الناس صدمة وجرح وألم على موت أم فهد صديقتها ورفيقتها من الطفولة للزواج .. وكانت هذي أول مره تشوف ساره .. ! شافت الأولاد بسفرة لهم في لبنان كانت أم فهد حامل بساره .. ومن بعدها رجع الكل لبلاده وماتت أم فهد وماعاد تلاقوا .. عشان كذا اتأثرت بشكل كبير واسترجعت ذكرى صديقة عمرها أم فهد .. وحست انها تشوفها بساره
وماقدرت تمنع نفسها من البكي وهي تقول : اشتقت لسناء كثير .. موتها كان صدمة كبيرة علينا وطالعت بساره وهي تكمل : ولما شفتك ياساره افتكرتها على طول .. سبحان الي خلقك وخلاك تكوني مثيلة لها .. سناء كانت تحبك بجنون وانتي بعدك ماطلعتي على الدنيا .. ويوم طلعتي ( بكت زيادة وهي تكمل : ويوم طلعتي ماتت من غير ماتشوفك .. وصارت تبكي بصوتها.
ساره كانت واقفة وحست ان الي يصير كثير عليها .. ذكريات أمها الي ماشافتها تنسرد قدامها بهالطريقة ! حطت ايدها خلف رقبتها بحرج .. واتجمعت الدموع بعيونها وهي تنقل بصرها بين اخوانها الي حسوا بضيقة صدر وحزن واتذكروا أمهم وأبوهم وكن توهم الي ماتوا
خالد دمعت عينه وهو يمسح على جبنيه ..وفهد وسليمان تمالكوا دموعهم بصعوبة والحزن يعصف فيهم .. ومازن لاحظ ساره الي بدت تنزل منها الدموع وواقفة قدامهم بحرج كبيـر وتحس انها بين لحظة والثانيه بيغمى عليها !
مازن بحنان : تعالي اجلسي ياساره
قامت عطوف ومسكت ايد ساره وهي تمثل الحنان وتقول : اجلسي ياقلبي .. خـلاص لاتبكين !
مشت ساره معها لوين ماجلستها وكان جمب خـالد
طالعتها أم مي بحنان وهي تبكي وتقول : ليه تبكين ياساره ؟ سامحيني حبيبتي ماقدرت أمسك نفسي بس انتي احمدي ربك ان الله كاتب لأمك الوفاة .. وماتت قبل ماتشوفيها .. لانها لو ماتت وانتي تعرفيها كان حيكون الوضع أصعب عليك بكثيـر
هزت ساره راسها وبكل ألم وحزن قالت من بين دموعها : صح خالتي .. بس أوقات .. أحس تنقصني أشياء .. مهمة بالنسبة لي .. وبالنسبة لأي بنت .. أشياء اتوقع ماكانت بحس بحرمانها .. لو كان .. عندي أم !
كان هالاعتراف منها كفيل بهز كيان كل من مازن وفهد وسليمان وخالد .. ! هم كانوا عارفين ومتأكدين ان ساره تحتاج لوجود أم ولو كانت عندها مربية وكانوا اهم عندها لكن مافيه زي الأم لو وش ماحاولوا وسووا !! خالد ماستحمل هالشعور وهو يعرف وش معنى ان تكون الأم موجوده .. امه ماتت وهو كان طفل صغير يلعب بحضنها وينام على صدرها ويتدلع عليها .. واهي كانت تموت فيه وتدلعه بشكل كبير وهو الي أصغر عيالها .. مع انها كانت تنهبل وتموت على فهد وسليمان لكن يظل الصغير يحتل المكانة الأكبر ..
وبكل حزن وحنان .. لم ساره على صدره .. وهي ماقدرت تكبت دموعها الي انهمرت منها بكل ألم .. تبكي حرمان العاطفة طول السنين .. تبكي ذكرى أمها الي ماعرفتها وهذي الحين عرفت شلون كانت أمها متمنية تشوفها .. تبكي انها السبب بموت أمها هالشعور الي تملكها لأول مره بهاللحظة .. تبكي حرقة قلبها من وقوع مازن بايد غيرها .. وبقلب غير قلبها .. بكاها كسـر خواطر الكـل .! دموعها قطعت قلوب الي حولها واتمنوا ان الي صار ماصار .. اتمنو ان الي يلم ساره مو خالد .. اتمنو انها أمها .. اتمنوا كلهم لو يعضونها الحنان والحب الي افتقدته .. مازن الي ماقدر يستحمل وجاهد يمنع دموعه من النزول .. شلون باستحمل أشوفها تبكي وتتحسر وتتألم ؟ وحس بمشاعر الحب والحنان تتفجر بداخله بدال المره ألف مره ! ..لخـــاطرك ياساره بكون لك الأم .. وبكون لك الأب .. وبكون لك الحبيب .. وبكون لك الصديق .. وبكون لك مثل ماتبين أكون لك .. بس كفكفي دموعك ياروح مازن وحياته !

*************

بعدها ماطولوا في بيتهم ومشوا للفندق والكل يبتسم لساره بحنان ويحاول يخفف عنها .. وبالطريق سندت سارها راسها على الشباك .. وشافها مازن من المراية .. شافها تطلع الكمامة من شنطتها وتستنشق منها بتعب وترجعها .. وفاجأة التقت عيونهم .. واشتعل قلب مازن من نظرتها .. نظرة فيها الف استفهام ولوم وعتاب .. نظرة خلت مازن يصر ويعزم ان يوصلهم الفندق ويروح لشقته ياخذ الدفتر ويرجع يعطيها اهو .. وعلى هالخاطر وصلهم .. وقبل يطلعون الجناح ناداها
التفتت ساره بصمت .. ومازن اقترب منها وهو يبتسم لها بكل حب وقال : لا تكدرين خاطرك حياتي ترا خاطرك عندي بالدنيا ..
ظاعت عيون ساره بوجهه .. أصدقك يامازن ! والله أصدقك .. لكن أستغرب شلون تسمح لها ؟ شلون تتركها تاخذ راحتها معاك و .. وقدامي !!
مازن برجاء : اتكلمي ساره قولي شفيك ياعمري
ساره بابتسامة خفيفة : مافيني شي حبيبي .. بس .. حزنتني ذكريات أمي ...
مسك مازن ايدها بنعومة وهو يقول بحنان : ينفع مازن يكون أمـك ؟
طالعت ساره فيه بنظرة حب وهي تتمنى ترمي نفسها على صدره وتطلع كل الي بخاطرها .. وحست انها غلطت يوم شكت فيه .. الا انت يامازن ما اشك فيك .. انت الصدق وانت الوفاء وانت الحب وانت الحنان وانت الأمان .. وبكل حب ابتسمت وهي تقول : أنت كل شي بحياتي حبيبي ..
ابتسم لها مازن ابتسامة تذوب الصخر .. ورفع ايدها وباسها بخفة واهو يقول : اتمنى اكون لك اشياء تسعدك وتفرحك وتمحي الدموع من عينك دوم وللأبد ...
ساره بنعومة : أحبك مازن ..
مازن بحب : أحبك ساره ..

وتابدلوا نظرات كلها عهد بالحب الدائم ووعد بالوفاء الخالص .. واتمنو ان تتوقف الدنيا عند هاللحظة .. لحظة الحب الأزلي والغرام الدائم ..
لكن الشياطين دومها تتخفى خلف أقنعة النفوس الشريرة .. والعواصف لابد منها ولو بعز الربيع !
************************

الحلقـة الـ 23
" صدقيني بلا دليل "

***********

كان يوم مثل كل الايام الي تمر على ندى وهي في بيتها .. لا جديد سوى بعض الزيارات العائلية .. وأحيان تروح تزور صديقتها نهى الي كانت تنتظر الولادة في أي لحظة ..
كانت ندى جالسة بملل قدام التلفزيون .. واهي لو أحد سألها عن العرض ماتدري وشو !! لأن تفكيرها وكل تفكيرها كان يترأسه فهد .. فهد حياتي الي سرق قلبي وروحي وراح .. هذي ايام بسيطة الي غابها وأحس روحي بتطلع .. شلون لو صار شي وفرقنا !! لا يارب لا .. مابي نتفارق فهد أرجوك .. أحبك أنا وماقدر أعيش هالدنيا بدونك .. مابي أحد غيرك ولا يقدر يدخل قلبي حب غير حبك .. يالله متى تجيني .. وتمسك إيدي وتاخذني معاك لدنياك .. انا لك وانت لي .. والله لأكون أسعد انسانة بهالدنيا .. ولأعوضك كل حرمانك الي عشته بحياتك .. لأنك الحب الوحيد الي خفق له قلبي بكل جنون .. لأنك الغرام الي سيطر على حياتي بدون استئذان .. ولأني مستحيل ارضى بأحد غيرك بديل ..
وفاجأة سمعت جوالها يرن .. اتنهدت وهي تمسك جوالها وانتبهت للرقم الخارجي .. وخفق قلبها بمشاعر الفرح واهي ترد ..
ندى : الوووو
سمر : ندووووووووو
ندى بكل فرح : سمممممممممر هـلا والله
سمر : ياحمارة وحشتينيىىىىىىىىىىىىى
ندى : ههههههههههههههه وانتي اكثررررر .. شلوووونك
سمر : بخير الحمدلله .. شلونك انتي ياعمري وش اخبارك
ندى : مشتاقة لكم مووووووووووت وش اخبار ساره وغاده وجمعاتكم ان شاء الله مبسوطين ؟
سمر : بخير والله يسلمون عليك .. .. ااااااااااااااااااااي
ندى : شفيك سمر ؟ .. الووووو
سمر : هذي ساره الحماره تسحب الجوال مني
ندى : هههههههههههههه فديتها هالساره .. هاتيها بعدين اكلمك
رمت سمر الجوال على ساره وهي تمسح اذنها بألم
مدت ساره لسانها على سمر وقالت بمرح : ندوووووووووو
ندى : هلا والله بهالصوت هلا بحياتي ساره شلووووونك ؟
ساره : بخير ياعمري انتي شلووونك وش أخبارك ؟
ندى : الحمدلله مشتاقة لكم مووووووت
ساره : ياحياتي والله حتى احنا مشتاقين لك بالحيـــــــــل . أخبارك وش مسوية؟
ندى : والله زهق .. فقدتكم مره يعل ابليسكم
ساره : ههههههههههههههههههه ياعمري انتي .. روحي اطلعي اتمشي غيري جو ..
ندى : ووووين مع هالحـر والله الواحد مايطيق يطلع من البيت .. انتم شلون جوكم ؟
ساره : حلو والله مهو مـره حـر .. وفي شوية أمطار
ندى : واااااااو .. والله حلوووو حنا الحر يسلخ ..
ساره : ياعمري انتي .. وش أخبار نهى ماولدت ؟
ندى : لا والله بس خلاص على وجه ولادة ..
ساره : يوه الله يكون بعونها ... خذي معاك غاده ياندى ..
ندى بمرح : هاتيها ..
عطت ساره الجوال لغاده ..غاده تعرفت على ندى أثناء زياراتها المتكرره لساره خاصة أيام الحادث الي أصاب ساره ... لكن كلامهم كان رسمي شوي لأنهم مو مره آخذين على بعض ولو كانوا يكنون لبعض معزة ومحبة
غاده : هلا ندى
ندى : هلا غاده حبيبتي شلونك ؟
غاده : بخير الحمدلله .. انتي شلونك ندى ؟
ندى : والله تمام الحمدلله أخباركم انتوو ؟
غاده : مبسوطين والله مو ناقصنا الا انتي
ندى : ياعمري انتم .. عسى الفرح دوم يارب
غاده : تسلمين والله .. معاك سمر ياندى
ندى : أوكي حياتي ..
أخذت سمر الجوال واهي تمشي وتقول : ايو ياندى قوليلي وش مسوية بدوني ؟
اتهندت ندى وهي تقول : والله ضايقة فيني الدنيا بس مو بدونك انتي .. بدوني اهو ..
سمر بهمس : ياعمري .. وحشك ؟
ندى: وحشني موووت ياسمر .. مع اني ماكنت اشوفه دايم ولا بيننا مكالمات .. لكن وجوده حولي كان يحسسني بالأمان ويحسسني انه لي وحبه غامرني ومسعدني .. اما الحين والله حاسه بالفراغ من بعده .. مدري شلون باتحمل باقي الايام .. أحبه سمر ..
سمر بحنان : ياحياتي ياندى .. حاسة فيك والله .. وصدقيني اهو بعد دايم مسرح ونظراته مبنيه انه ولهان ومشتاق .. ان شاء الله أول مايرد أنا الي بافتح معاه موضوع الخطبة وبحثه يتقدم لك ويخطبك ..
ندى : ياااااااااي سموور والله مو مصدقه ان فهد ممكن يخطبني .. مدري ليه أحس انه حلم رائع لكن مستحيل يتحقق !
سمر : اعوذ بالله وش هالكلام .. ! حبيبتي صدقيني ترا فهد مو بس يحبك .. الا يموت فيك ومايبي غيرك بس متردد من هالخطوه .. اعرف فهد واخوانه يشيلون هم يخطبون .. مدري ليه يحسون انهم مو أهل لهالشي وهم بالعكس .. رجال مالين ثوبهم وقلوبهم توسع الدنيا ..
ندى : يوه ياسمر ولعتي قلبي .. الله لايحرمني منه .. ولايحرمني منك انتي يالغلا
سمر : ولايحرمنا منك انتي حبيبتي .. أوكي حياتي بخليك الحين .. وسلميلي على نهى كثير السلام وأمانة ان جاك خبر ولادتها على طول علميني ..
ندى : أووووكي حبيبتي .. سلامي على الكل وعلى بووووش ..
سمر : ههههههههههههههه يخسى الا أهو .. يلا حياتي باااااااي
ندى بضحك : باااياااااااات
سكرت سمر منها واهي تمسك ظهرها كنها حامل وتقول : آآآآي ياظهري
ساره باستغراب : سلامات شفيه ظهرك ؟
سمر واهي تقعد على الأرض : مدري من بعد الطيارة واهو يوجعني ماعاد فينا احنا لياقة أبد
غاده : مدي ظهرك على الارض وارفعي رجولك على السرير بترتاحين سمر
استجابت سمر لها وسوت الحركة الي قالتها ومن بعدها التفتت لغاده واهي تسأل : صح كذا ؟؟؟
غاده بابتسامة : صح
ساره : ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه
سمر وهي تطالع ساره بحمق : ليش تضحكين ؟
ساره : أضحك على شكلك .. أمانة بصورك سمووور .. ( ومسكت جوالها تبي تصورها
سمر وهي تلف وجهها عنها : لاتصوريني وجع من زين شكلي الحين عاد
ساره وهي تقرب منها والجوال بإيدها : والله احنا بنات هالوقت مكسحات مره وحده .. تونا في مقتبـل العمر وكل وحده فينا آآآآآي ياظهري آآآآآآي ياركبتي ..
غاده كملت عليها وهي تضحك : وآآآآآآآي ياراسي
ساره بضحك : اي صح آآآآي ياراسي
دخلت عليهم أم مازن وهي تسمع كلامهم وشافت سمر واهي متمدده وتغطي وجهها بالجوال عشان لاتصورها ساره .
أم مازن : اي وتعترفون بعد ان مافيكم لا قوة ولاصحة .. هذا كله من هالهمبرجرات والبباسي الي ماتعرفون وجبات غيرها
سمر واهي مسكره وجهها بإيدينها قالت : ياااااااااااي والله شهيتيني ياماما ...
ضحكوا غاده وساره عليها وام مازن تقول : اسكتي بس بلا شهيتيني ... والله هالأكل ماجابلكم الا البلا والمرض .. والا الوحده منكم المفروض تكون بكامل صحتها وحيويتها .. مو كل يوم والثاني تشتكي من المرض والتعب
غاده برضى : والله صح كلامك خالتي .. انا عن نفسي آخر مره شربت حليب يوم عمري سنتين
ساره : ههههههههههههههههههه بالله عليك ياغاده ؟ لا انا للحين أشرب الحليب بس حليب بالشوكولاته ..
ام مازن بنظرة حنونه لساره : المهم تشربين ياعمري .. انتبهوا على نفسكم كل وحده فيكم بيجي يوم تتزوج وتحمل وتولد .. من وين بتتحملون كل هذا وانتم مافيكم صحة !!
تعدلت سمر بقعدتها فاجأة وطالعت البنات باستغراب مع ضحك .. والبنات تبادلوا نفس النظرة وفاجأة كلهم : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه ههههههههه
وسمر تقول من بين ضحكها : ما أتخيل نفسي حامل ههههههههههههههههههه
ساره بضحك : اتخيلك وانتي حامل كنك بطريق سمر هههههههههههههههههههههههههههه
غاده وهي تضحك : وانتي ياساره أتخيلك بطــــة .. ههههههههههههههههههههههههههه
ساره : هههههههههههههه وانتي كنغز تخبين ولدك بجيب بطنك
كل البنات : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه
وام مازن ضحكت عليهم وهي تهز راسها من هالبنات الي قلبوا السالفة لتخيلات وضحك وراحت عنهم وهي تقول : الله يصلحكم ويسعدكم دوم يارب ..

********************


مازن بالشقة .. مابقى شنطة مافتش فيها .. ولا دولاب مانبش فيه .. لين عصب واهو يرمي شنطته الصغيرة بقوة على السرير ويقول بعصبيه : وين راح ؟؟!!
الا هالدفتر ! هالدفتر الي بيكون أكبر دليل لساره عن اخلاصي ووفائي لها طول السنوات الي راحت .. الدفتر الي عبرت فيه عن حبي لها بدم قلبي .. وأعلنت بين سطوره ان هي أميرة قلبي وملكة حياتي ومافي أحد ممكن يجاريها أو حتى يفكر يساويها .. لكن وينه ؟؟ انا متأكد اني حاطه بإيدي بهالشنطة ! وين اختفى ؟؟ معقوله طاح بغرفتي الي ببيت أبو مي !! لكن لو طاح كان شافوه يوم نظفوا الغرفة ورجعوه لي ! وفاجأة طرت على باله عطوف ! اهي الي كانت صاحية يوم خروجي من بيتهم .. اهي وأبوها بس والكل كان نايم حتى الخدم !! وثارت أعصابه واهو يتخيلها شافت الدفتر وأخذته !! وش أسوي فيك لو كنتي انتي الي ماخذه الدفتر ياعطوف ؟! بأي حق تتعدين على ممتلكاتي وخاصة الي تتعلق بساره ؟! هيا شلون استرده منها ! ولا شلون أعرف ان كانت اهي الي ماخذته ولا لاء !! والله انا مو ناقص مشاكل ولا وجع راس ! وماودي أدخل مع عطوف بأسئلة وتحقيقات وانا اعرف انها بالاخر مستحيل بتعترف ! لكن وش يعني هذا ؟ خـلاص ؟ راح الدفتر ؟ ذكرى السنوات الي راحت كلها ! دليل الحب الصادق والغرام الأزلي والعشق المجنون المدون كله بين السطور .. كله راح ؟ الأمل الي احتفظت فيه طوال السنوات عشان أثبت لساره ان مافي حب بقلبي غير حبها وغرامها اهي وبس .. انقطع الأمل ؟؟ ليه بس .. ليه ؟؟
اتنهد بكل ألم وهو يقعد على السرير ويفرك وجهه بعصبية .. جننتيني ياساره والله طيرتي مخي .. ما أستحمل احساسك ان كان حسيتي اني ممكن ألتفت لغيرك .. لاء .. والله ما أرضى انك تشكين مجرد شك بسيط بهالشي .. أرجوك ساره صدقيني .. صدقي وحسي واعرفي ان مازن مايشوف بهالدنيا غيرك .. وقلبه ماعرف غير حبك .. ونبضاته ماخفقت الا بهوك .. وتفكيره مانحرف بيوم لغير التفكيـر فيك .. ياجنوني وعذابي انتي .. ويا أروع وأجمل حلم عشته بحياتي !

وبكل ألم مدد جسمه على السرير .. وسكر عيونه لترتسم ساره قدامه بأروع الصور .. وخفق قلبه بكل حب وحنان وشوق وجنون .. أحبـــها ياعالم .. أحبها وما أستحمل ان يتكدر خاطرها ولا يضيق صدرها لأي ظرف ولأي سبب .. ومع عذاب الحب استسلمت حواسه للنوم .. وظل قلبه يخفق بأروع حب عاشه بحياته .. حب ساره الأزلي الي بينذبح قلبه وبيتدمر كيانه .. لو ضاع منه !

**********
صباح يوم جديد معكر على البعض ومرح على البعض الآخر .. تتكر فيه نفس الفوضى الي تكررت أمس .. بس هالمره مو غاده التعبانة .. هالمره سمر الي مو قادره تتحرك من ظهرها ..
سمر واهي متممده على بطنها على السرير وتعلي صوتها كنها تبكي : ااااااي ياظهري ااااااي والله احس فقرات ظهري مفككه !!
غاده وهي قاعده على السرير الي جمبها : أعطيك بندوول ؟
سمر : انتي ماعندك غير هالبندول فرحانه فيه ؟؟؟
رمت غاده المخده على سمر واهي توقف وتقول : الشرها مو عليك .. الشرها علي أنا الي خايفة عليك وأبيك تتحسنين .. ومشت عنها
سمر وهي تلاحقها بعيونها : تعالي غدووووو .. تعالي عطيني بندول ..
غاده وهي تحط ايدها على خصرها : لا والله !! مو ماعندي غيره وفرحانه فيه ! موتي من الألم ومو معطيتك ولا حبة
سمر بألم : بس غااااده لا تسوين كذا والله تعبانة ..
طلعت ساره هاللحظة من الحمام ويوم شافت سمر متمدده قالت : انتي للحين ماجهزتي ؟ ترا بننزل مثل أمس ونخليك ..
طالعت فيها سمر واهي على نفس وضعيتها وقالت : الااااااه حلو لبسك ..
كانت ساره لابسة بنطلون أسود موديله في شرايط مربطة من جوانب البنطلون اليمين واليسار لونها بنفسجي غامق .. ولابسة بلوزة بنفسجي مخصرة ولها قبـة فرنسية ناعمة .. ولبست معها صندل بنفسجي وطلع شكلها جنان ..
ساره بضحك : ما يفداااااك .. هههههههه
ضحكت غاده وهي تمشي عنهم ودخلت الحمام .. وسمر قالت : لا يفداني مابيه عندي أحلا منه ..
ساره : اجل قومي البسي وورينا وش عندك ..
سمر وهي تسكر عيونها بتعب : والله ماقدر ظهـــــــــــــــــــــري !
ساره : تبين أنزل أقول لعمي يوديك المستشفى ؟
سمر : لا والله مابي مستشفى .. والتفتت لساره وهي تقول: افسخي صندلك وتعالي !
ساره باستغراب : ليـه وش تبين ؟
سمر : ماعليك الحين افسخي صندلك وتعالي
استسلمت ساره لرغبتها وفكت صندلها ومشت لعند سمر
سمر : اطلعي على السرير وادعسي بشويش على ظهري
ساره بذهول : سمر صاحية انتي ؟؟؟
سمر : لا مجنونة .. مايهم الحين سوي الي أقوووولك
ساره : لا مابي والله بآذيك زيادة
سمر : لا مو مآذيتني بالعكس ابي شي قوي يكبس على ظهري
ساره : والله اخاف سمر !
سمر : مافي خوف ساره اطلعي بسرعه وخلصيــــــــني ...
استجابت ساره لها وطلعت على السرير وراحت ناحية الجدار الي ملازق بالسرير واتكت عليه بنعومه وهي ترفع رجلها بحذر ويوم لامست ظهر سمر رجعت نزلتها وهي تعلي صوتها بنعومة وتقول : أخــــــاف !
سمر : وش الي خايفة انا الي مفروض أخاف مو انتي .. يلا ساره بسرعه والله ظهري طاق ..
ساره بخوف : اووه ياربي منك انتي قلق ياسمر ..
ورفعت رجلها وحطتها على ظهر سمر ..
سمر : يلا اطلعي بشويش
طلعت ساره برجل وحده على ظهر سمر وتوها ماكملت وقفتها الا سمر تصرخ وهي تقول : ااااااااااااااي بشوووووووووويش
هاللحظة دق باب الجناح عليهم وساره من مكانها قالت : اتفضل ..
فتح خالد الباب وشاف منظرهم وسمر متمدده وساره واقفة رجل على السرير ورجل فوق ظهر سمر ..!!
خالد وهو يطالعهم بذهول : هـي انتم وش تسووون ؟؟؟
ساره : سمر ظهرها يوجعها وتبيني أوقف عليه عشان أكبسه لها
خالد بنفس الذهول : خير ان شاء الله شايفين فلم مرعب انتو ؟؟ وطالع سمر واهو يقول : مجنونة انتي تبين تكسرين ظهرك ؟ وش هالحركات ؟!
نطت ساره من فوق السرير وهي تقول : قلتلها مابي بس أصرت علي ....( وتقلد سمر وهي تقول : ظهري طاق !
سمر وهي تبكي : اي والله ظهري طاق حسوا فيني حرام عليكم
اتقدم خالد لها واهو يقول : شفيه ظهرك انتي بعد ؟
سمر : مدري خالد .. من بعد السفر واهو يوجعني مره ..
خالد وهو يحس ظهرها ويقول : وين بالضبط ؟
سمر : نص الظهر ..
مرر خالد ايده وهو يضغط ظهرها و يسأل : هنا ؟
سمر : فوق شوي
مرره خالد ايده وسأل : هنا ؟
سمر بألم : اي اي هنا .. اااااااااي
ضغط خالد على نفس المكان بقوة وسمر تصرخ : اااااااااااي
خالد : الحين ااااي من ايدي أنا وتو تبين ساره تطلع على ظهرك ؟
سمر وهي تبكي : والله يمكن ساره أخف شوي .. ايدك قوية انت مره ..
خالد : تبين تتحسنين ولا لاء ؟
سمر : بس يعور خـــــالد
خالد يعيد كلامه : تبين تتحسنين ولا لاء ؟
سمر : اي بس بشويش
مارد خالد عليها وقلب ايدينه الاثنين بشكل كنه يبي يصافح أحد .. وصار يضرب على المكان الي يوجعها بتتابع ضربات ورى بعض وسمر تصرخ : آآآآآآآآآآي خالد آآآآآآآآآآآآآآي
مارد خالد عليها وصار يكمل تكبيس.. لين بدا يخف تدريجيا وخلص وهو يهمس لسمر : وش تحسين الحين؟
سمر بين دموعها : احس انه تكسر ..
خالد : بالعكس سمور هالمساج صيني وممتاز <<<< صح كلامه جربوها اذا وجعتكم ظهوركم بعيد الشر عنكم
سمر بألم : مقدر أتحرك ..
خالد وهو يمسك ايدها : اقعدي الحين بشويش ..
حاولت سمر تتحرك بصعوبة .. لين قعدت على حيلها وشافت ساره قدامها تطالعها بحنان ..
سمر : وين غاده هذي سكنت بالحمام؟
ساره : وش تبين فيها انتي رحتي الحمام قبلنا كلنا
سمر : لا أبيها تعطيني بندووووول
خالد وهو يقعد جمبها : لا تاخذين بندول قبل تفطرين ..
سمر : مقدر أصبر ..
خالد وهو يمسح ظهرها بحنان وقال بهمس : سلامتك حياتي
سمر بهمس : الله يسلمك حبيبي
ساره بضحك : ترا مو طالعه من الغرفة
خالد وهو يضحك لها : محد قالك اطلعي !
ساره بضحك : يعني قلت يمكن تبون تاخذون راحتكم بس مافيه .. عندكم وحده لزززززقة
سمر بابتسامة حب : فديت هاللزقة ..
طلعت غاده من الحمام ومن شافتها سمر قالت : غاده امانة عطيني بندول !
غاده بدلع : قولي لو سمحتي !
سمر : مو قالية وبتعطيني غصب عليك ..
غاده : ومين الي بيغصبني ان شاء الله انتي ؟؟؟
خالد : انا الي بغصبك ..
غاده : ههههههههههههههههه لا تحسبون انكم متفقين علي الحين تراني وحده عن عشره !
خالد وهو يوقف : وريني وش بتسوين يعني ؟
غاده رجعت على ورى من شافت خالد وقف وقالت :هــي انت وش تبي ؟؟
خالد وهو يتقدم لها : ابي البندول ..
غاده : يلا بس .. مالكم عندي شي ..
خالد كتم الضحكة وهو يصطنع الجدية : غاده هاتي البندول ولا ترا بتندمين بعدين !
حطت غاده ايدها على خصرها وهي تقول : مو معطيتكم .. هاه شعندك ؟؟
قرب خالد منها وقال : هاتي البندول بالطيب .. ترا اذا اتحديتيني ما تلومين الا نفسك !
غاده : يعل ابليسك بنت عمك أنا ومرة أخوك عيب تكلمني بهالطريقة !
خالد : اوكي هاتي البندول وارتاحي ..
غاده وهي تهز راسها : مالكم بندول ولا لكم شي عندي خـلاص ..
مد خالد ايده وقرص ذراعها وهو يقول : مالنا شي عندك هاه ؟
غاده بألم وهي تحس ذراعها : آآآآآآآآي ... وعلت صوتها وهي تقول : سليمــــــــــــان تعال شوف اخوك المتوحش ..
كان سليمان توه طالع من جناحه وسمع غاده تصرخ .. فتح سليمان الباب بسرعه وشاف خالد قدام غاده الي من شاف سليمان رجع على ورى وهو يضحك ..
سليمان وهو يمشي لغاده : وش صار؟؟ وش سوالك هالخسيس !
غاده وهي تحس ذراعها وتقول بألم : قرصني هالمتوحش ..
مسك سليمان ذراع غاده وهو يلتفت لخالد ويقول : ليش تقرصها ياحمار !!
خالد باستهبال : ليش تعاندني ؟
غاده : كيفي بندولي وانا حره !
خالد : بس ترا انا ماخاف من سليمان .. باعطيك طراق لين تتقطعين ومايهمني أحد
ترك سليمان ذراع غاده ومشى لخالد وهو يقول : تعطيها طراق هاه ؟؟؟ ودفه بقوة على ورى وهو يقول : ماتخاف مني هاه ؟؟
تمالك خالد نفسه لايطيح وهو يقول: اي خير ان شاء الله الي أخاف منك انت .. ودف سليمان وهو يقول : وبعدين لا تدف انت فاهم !
تمالك سليمان وقفته ومسك خالد من ذراعينه ولواها واهو يقول : خالد اعقل لا تندم وتكره اليوم الي انولدت فيه !
خالد وهو يحاول يفك نفسه من ايدين سليمان ويقول : وش بتسوي فيني .. عشان هالعنيدة غاده !
سليمان وهو يضغط على ذراعين خالد أكثر : غاده تسواك وتسوى طوايفك ..
وقفت سمر وهي تقول : سليمان وجع فك خـالد ...
ساره وقفت على السرير وصارت تنط عليه بقوة وهي تضحـــــك وتقول : اخواني تضاربوا عشان حريمهم اللللللللله وناااااااااااااسة .. هههههههههههههههههههههههههههههه
رفع خالد إيد سليمان وعضها بقووووة خلى سليمان يفكه ويدفه بقوة وهو يقول : عورتني ياحمااااااار
خالد مسك ذراعين سليمان وصار اهو المنتصر هالمره وقال : منهو الحمار هاه ؟؟؟
سليمان : انت انت ماغيرك ..
خالد : وتقولها بعد .. ؟ ولو ذراعه الثانيه بقوة وغاده صرخت وهي تمشي لهم وتقول : خالد يعل ابليسك فك سليمـــــــان.. ويوم ماستجاب لها خالد راحت قرصت ذراعه وقالت : هذي عن قرصتي .. (( وقرصته مره ثانيه وهي تقول : وهذي عن عضك لسليمان ..

مشت سمر لهم وهي تقول : وججججججججع غاده يعني مقدر أقرص سليمان انا .. (( وقربت منهم وقرصت سليمان بقوة على ذراعه
سليمان وهو يطالع سمر : كسر يكسر ايد عدوك يالحوووووطية .. ودف خالد بقوة لين فلت منه .. وهو يلهث من العراك وخالد يطالعه بحمق .. وووقفوا للحظات يتبادلون النظرات وفاجأه ماقدروا يمسكون نفسهممن الضحك وكلهم سوى :ههههههههههههههههههههههههههههههههه
وخالد قال : بس مو مشيها لغاده .. بحطها براسي لين تعطي سمر البندول ..
مشت غاده لشنطتها وطلعت البندول .. واتقدمت لسمر ورمت البندول عليها وهي تقول : امسكي البندول وفكوني انا وسليمان منكم يالمتوحشييين ..
سليمان بضحك : اي والله الله يعين عيالكم بتولدون قرود انتم مو أوادم
سمر بنبرة زعل واضحة : سليمااااااان !
خالد بهمس : بس سليمان ..
ساره الي من فوق السرير تضحك عليهم قالت : وبذلك تكون انتهت المعركة بانتصار سمر وخالد . . على سليمان وغاده .. وشكرا لمتابعتكم وأنا سأنزل لأنني ميتة من الجوووووووووع
ضحكو عليها وخالد يقول : تعالي انتي ياحلوة وين نازلة ؟
ساره من عند الباب : بانزل أفطر ..
خالد : لا اصبري كلمني مازن وقال عازمنا على الفطور بالمول ..
ساره بمرح : واااااو حلوووو .. ما أمدانا أمس ندور فيه كله .. وشكل عندهم مطاعم تجنن
سمر : لا مانبي مول أمس .. خلونا نغير
ساره : بس مالفيناه كله .. وباقي محلات حلوة تعديناها بسرعه ومادخلناها
غاده : اي ساره صح بس خلونا نروح اليوم مول ثاني .. وبكرا نرجع للمول الي أمس
ساره باصرار : لا مابي اروح مول ثاني .. ابي نخلص هذا أول ..
سمر وهي تلتف لخالد وتقول بحمق : خالد شوووووفهاااا
خالد : والله بكيفكم انتو انا مو فارق معاي المكان
سليمان : اصلا مو بكيف أحد فيكم.. مازن اهو الي عازمنا واهو الي بيقرر ..
غاده : بس مانبي مول أمس والله ممل ..
ساره : عشانك مالفيتي كله .. والله في اشياء حلوة .. والتفتت لسمر وقالت : بعدين انتي مو تقولين ظهرك تعبان ؟؟ شلون تبين تدورين بمول ثاني من أول وجديد ؟؟؟
سمر : لا ظهري اتحسن .. خبط فيه خالد واتحسن والحين باخذ بندول ويطيب ..
انفتح باب الجناح فاجأة وابتعدت ساره عنه لانها كانت لازقة فيه .. ويوم ابتعدت دخل الشخص داخل الجناح وكان غاية في الكشخة والجاذبية .. كان مازن ..
مازن وهو يدخل : مرحبااااااااا ..
الكل : اهلين .. وخالد : هللللللللا مازن ..
التفت مازن لساره الي واقفة عند الباب وابتسم لها بنعومة وبادلته الابتسامة .. وقال وهو ينقل بصره بينهم : شفيكم اصواتكم واصلة للمصعد ؟؟
خالد : هالبنات يتناجرون على المول
مازن : أي مول ؟
خالد : الي بتودينا له نفطر ..
سليمان : قلنالهم مازن اهو الي عازمنا واهو يقرر أي مول ..
مازن : عادي المطعم الي بفطركم فيه موجود بكل المولات ..
سمر بحماس : خلاص مازن أجل ودنا مول جديد ..
غاده بهدوء : اي مازن نبي نغير عن الي أمس ..
ساره وهي تطالعهم بحمق وتقول : مالكم دااااااعي ..
التفت مازن لها وهو يبتسم لها بنعومة وقال : ليه ساره وش سوولك ؟
ساره بزعل : ولا شي .. ومسكت الباب وهي تقول : بانتظركم تحت .. ((وفتحت الباب وطلعت
سمر بملل : يوووه شكلها زعلت ..
سليمان : والله انتو الي كنكم بزران تتناجرون على كل شي
مازن باستفهام وهو يأشر على الباب : الحين ساره ليه زعلت ؟
خالد : عشان اختلفوا على الموول الي يروحون له ..
سمر : احنا نبي مول ثاني ..
مازن بصوت عالي : ساااااره شتبي ؟؟؟
سمر : تبي المول الي أمس
مازن وهو ينهي الموضوع : خـــلاص اجل الي تبيه ساره يصير .. مسك الباب واهو يلتفت لهم ويقول : استعجلوا يلا وانا بانتظركم تحت .. وطلع يلحق ساره ..
مشى سليمان للباب وهو يقول : بروح أشرب قهوة لين تخلصون
وخالد طالع بالبنات وهم محموقااااات وأشر ايده عليهم وهو يضحك ويقول : ككككككككككككككككككككككك !
سمر : اضحك علينا اضحك .. مو لاقين أصلا الي يدلعنا مثل ساره ..
خالد وهو يمشي للباب : مايمدحون التدليع .. يقولون يخرب البنات ..
سمر : ولا يمدحون الضحك .. يقولون يخرب الرجـال !
خالد :هههههههههااااااااااي .. حلووة منك سمووور .. يلا أنا نازل وانتم اجهزوا بسرعه لاتعطون الرجال
وطلع خالد وهم مسرع ماتناسوا الي صار وقامو يتجهزون بكل مرح ..

**************
في المول كانت ساره في قمة المرح .. أولا لخضوع مازن لرغبتها متجاهل رغبات الكل .. ثانيا لان الوقت عندهم مفتوووح وتقدر تدور بالمول كله وتشري الي تبي .. ومازن كان يراقب كل حركاتها وكلامها وضحكها .. وروحه تذوب مع كل نظره ترميها عليه .. او ابتسامة تبتسم له فيها ..
وبأحد محلات الاكسسورات الفرنسية .. كانت غاده وسمر وساره منبهرين على الاكسسوارت .. وكل وحده تاخذ لها اسواره وتقيسها ولا خاتم وتجربه .. حتى ان صاحبات المحل تبادلوا النظرات وهم يبتسمون للبنات بكل عذوبة .. على جاذبيتهم وضحكهم واستهبالهم ..
ساره التفتت لصاحبة المحل وقالت بالانجليزي بس انا اترجم لكم اهو هنا
ساره وهي ممكسة بالاسوارة : هذي مامعها طقم مكتمل ؟
البائعة : الا موجود بالرف الثاني .. لها حلق ولها خاتم
التفتت ساره للرف وشافت باقي الطقم وانبهرت وهي تقول : وااو يجنن يابنات لونه التركواز يجنننن ..
غاده : اي والله مر حلو وأحس لونه لايق عليك ساره
سمر التفتت للبائعة وسألتها : بكم الطقم ؟
البائعة بابتسامة ناعمة : 250 دولار
سمر بهمس : والله مايستاهل !
ساره وهي منبهرة عليه : بس والله حلووووو سموور
غاده : اي حلو ساره بس يظل اكسسوار ..
ساره : والله عاجبني وبقول لفهد يشريلي اهو .. (( ومشت عنهم لبرا المحل وشافت الشباب واقفين يسولفون وفهد يكلم بالجوال ..
ساره والاكسسوار بإيدها قالت لهم : امانة أول مايخلص فهد خلوه يجيني المحل
هزوا خالد وسليمان راسهم بلا مبالاة .. لكن مازن الي يهتم بكل صغيرة وكبيرة تتعلق بساره قال : ليه في شي سوسو ؟
ساره وهي تلف عشان ترجع للمحل : لا مافي شي بس أبي يشريلي طقم عجبني
مازن : وينه وريني اهو .. ومشى لها واهي تمد ايدها بالاكسسوار .. ويوم شافه مازن قال : مره ذوقك حلو ساره ..
ساره بنعومة : تسلم حبيبي . الصراحة عجبني مره ومابي أفوته
مازن : هاتي الطقم ..
مدت ساره الطقم لمازن وأخذه منها ودخل المحل .. وشاف غاده وسمر طالعين ..
مازن : ماعجبكم شي ؟
سمر : الا والله يجنن المحل بس غــــــــالي وماحس يستاهل ندفع على اكسسورات ..
تركهم مازن ومشي للبائعة ..
وهم طلعوا وشافوا ساره واقفة برا ووقفوا عندها وغاده تسأل : وش صار عليك بتشرينه ؟؟
ساره : هذاني أنتظر فهد يخلص عشان أقوله
سمر : مدري سوسو احسه مايستاهل ..
ساره بدلع : انا احسه مره يستاهل ..
ابتسمت لها سمر وهي تقول : يمكن فهد يرفض !
ساره : يمكن .. ولو رفض عاد ماباليد حيلة ..
فهد مستحيل كان بيرفض .. حتى لو شافه غالي ومايستاهل برضو كان بيشريه .. أي شي كان يسعد ساره ويفرحها كان اهو مطمع وأمل فهد .. يبي يعوض ساره عن أي فقدان بحياتها .. لكن فهد ماشترى لها الطقم .. ! لأن مازن راح للبائعة وحاسب على الطقم وحطته بعلبة فخمة .. وبكيس راقي .. وأخذه مازن وطلع من المحل واتقدم لساره بابتسامة ساحرة ويوم وصلها مد الكيس لها وهو يقول : تقطعينه بالعافية ياعمري ..
طالعت ساره الكيس بذهول وهي ماتوقعت مازن يشريه بكل بساطة .. ورفعت عينها لمازن وهي تهمس : ليه شريته مازن والله كنت أنتظر فهد يشريه ؟
مازن بحب : تقبلين من فهد وماتقبلين مني ..؟
ساره بحب : مابي أكلف عليك..
مازن بنظرة حب : انا كلي فداك .. وطالع بالكيس وهو يقول : مابغيتي تاخذينه !!
انحرجت ساره ومدت ايدها للكيس واهي تقول بدلع : من جد من جد شــكـــــرا
مازن بضحك : من جد من جد عفـــــــــوا
ضحكت ساره وضحكوا معها البنات وغاده اتأملتهم بمحبه .. واتمنت لهم السعاده وان الله يتمم حبهم بالسعاده والترابط الدايم .. وحست ان أمل وليد صار وهم ! مستحيل ياخوي تلقالك مكان بينهم .. ساره ومازن حبهم مو عادي .. مو زي حبي انا وسليمان ولا سمر وخالد .. حبهم حب خيالي .. حب مو موجود على ارض الواقع .. حب من نوع آخر ماسكن الا قلوبهم اهم الاثنين .. ساره ومازن !

وكملوا مسيرهم بين المحـلات ويوم وصلوا لقسم المطاعم وقف خالد وهو يقول : قهوة لله يامحسنين !
ضحك مازن واهو يقول : تبي قهوة جد ؟
خالد : اي والله ماشربت اليوم قهوة وحاس الصداع بادي يداهمني ..
سليمان : لا تكفى لا تصدع .. انت اذا صدعت تصير قنبلة ذرية
ضحكوا عليه وفهد يقول : والله انا الي نازل مع عمي اليوم بدري للبوفيه وشارب كاسين قهوة . حاس الحين بالصداع .. كبير هالسوق وجع عيا يخلص ..
مازن : هههههههههه متعود على مولات السعودية انت
فهد : فديت مولات السعودية والسعودية وأهلها ..
مازن : والله انك صادق .. كل هذا مايسوى شي عند تراب السعودية
خالد باستهبال : ولا غبار السعودية ياسـلااااااااام
ضحكوا كلهم وقعدوا على احد الطاولات واطلبوا لهم قهوة وحلاويات بسيطة ..
واهم قاعدين بين سوالف مرحه وضحك .. نادى شخص على مازن من وراه .. والكل انتبه للشخص واهو يناديه ..
التفت مازن للشخص .. ويوم شافه قام بكل حماس واهو يقول : هـــــلللللاااا عمر ..
وراح سلم على عمر وعمر يقول : هلا مازن شلونك ..؟
مازن : الحمد لله .. شلونك انت وأخبارك ..؟
عمر : بخير الحمدلله .. وينك انت من خلصت الجامعة لا نسمع عنك ولا نشوفك !
مازن بابتسامة عذبة : سامحني ياخوي والله جو اهلي من السعودية وانشغلت بالتجهيز لهم تعرف حجز الفندق والسيارة وهالأمور !
عمر وهو يطالع الي على الطاوله : هذولا أهم ..
مازن وهو يطالعهم : اي ذولا عيال خالتي وبنت خالتي واختي ..
ومسك ايد عمر واهو يمشي للطاولة ويقول : تعال أعرفك عليهم
مشى عمر معاه .. ويوم وصل للطاولة قال يكلمهم : هذا عمر رفيقي بالجامعه
ابتسموله كلهم ومازن يكمل وهو يأشر عليهم : هذا فهد وذا سليمان وذا خالد .. وكمل على البنات .. هذي سمر اختي خطيبة خالد . وذي غاده بنت عمهم وخطيبة سليمان .. وذي ساره خـ .. بنت خالتي ..
لوهلة كان بيقول ساره خطيبتي .. لكن بلعها بدون ماينتبهله أحد .. وعمر خفق قلبه من شاف ساره ! اذن هذي ساره حب مازن المجنون الي حارب عطوف عشانها ! ابتسم لساره بعذوبه وساره بادلته الابتسام بحرج .. حسها انها انحرجت منه وهي الي ماتعرفه .. لكن اهو يحس انه يعرفها من زمان .. واهو الي عايش صراعات حبيبته عطوف وحربها وآلامها ودموعها عشان تطرد ساره من قلب مازن وتسكنه اهي .. لكن من وين ياعطوف ! وحده بهالجمال والأنوثة .. من وين بتطردينها انتي وتسكنين قلب مازن .. خليك انتي بقلبي وبس .. قلبي الي على كثر مانجرح منك .. وانصد واتألم .. الا انه ظل ينبض بحبك ويبيك وينتظر اي لفته منك ولا كلمة تضوي الأمل بحياتي من جديد ..
مازن وهو يسحب الكرسي لعمر : اتفضل عمر ..
عمر بابتسامة : لا مشكور مازن .. انا بامشي الحين
مازن : زين اجلس شوي بس خل يتعرفون عليك الشباب بعدين روح ..
استسلم عمر الطيب لرغبة مازن وقعد ..
ودارت بين الشباب سوالف عن الجامعة والبلد والتخرج وهالأمور ... والبنات قاموا طلبولهم ايس كريم ورجعوا .. ومر الوقت بسرعه لين وقف عمر واهو يقول : والله قعدتكم ماتنمل بس انا مضطر أمشي الحين
ابتسموله كلهم ومازن يقول : لاتقطعنا عمر خل نسمع صوتك
عمر : ابشر حبيبي .. والتفت لهم وهو يقول بابتسامة : فرصة سعيدة
الشباب : واحنا اسعد ..
ومشى عمر عنهم .. واهم ظلو لدقايق بعده وحسوا بالتعب .. وقرروا يمشون من المول ويروحون لأحد المنتزهات ... ومشوا .. وراحوا لمنتزه حلو كان قريب من الأوتيل وكملوا قعدتهم الحلوة فيها .. لين غابت الشمس وردوا بعدها الفندق
ومرت الأيام الي بعدها على نفس الحـال .. الا من خبـر محزن تلقته أم مازن من لبنان .. واهو تعب أبوها ودخوله العناية المركزة .. ! فاضطر أبو مازن يقدم سفرته اهو وأم مازن ليوم الثلاثاء واهو بعد تخرج مازن بيوم واحد ! وغير التذاكر من نييورك الى لبنان بدل السعـودية ..
الله يشفيه ويعافيه .. قولوا آمين .

**********

:: اليوم الاثنين .. موعد حفل التخرج المنتظر ::
كان الجميع في قمة الحماس والمرح .. ومازن كان مو مصدق انه أخيرا بيستلم الشهادة الي بيرفع فيها راس أبوه وأمـه .. وخالد وفهد وسليمان كانوا بعد مشاركين مازن فرحته وحماسه .. وساره كانت تحسب للحفل ألف حساب .. بتفرح لمازن الي تعب سنوات عشان يحصل على هالتخرج الي يرفع الراس .. تبي توقف بين العالم وتحييه وتهنيه .. تبي تكون أول المصفقين له عند اعلان اسمه .. تبي تحسس العالم ان هالانسان مو شي عادي بالنسبة لها .. تبي تفتخر فيه وتظهر للكل منهو مازن .. هذا مازن الي الكل عرفه بطيبه وبحبه وباجتهاده وبحرصه .. هذا مازن ماله غير حبي أي حب .. هذا مازن وانا الي بحيي مازن وانا من يصفق لمازن .. ومبروك ياروحي يامازن ..
الساعه 4 العصـر ..
دخل مازن غرفة أمه ويوم شافها لقى الحزن معتلي وجهها .. والنظرة الحايرة بعيونها ..
اقترب مازن منها بهدوء وهو يقول : بس ياعمري يمه بسك تفكير واحزان ..
التفتت ام مازن لولدها وحاولت تبتسم و تقول بهمس : هلا يبه مازن شلونك ..
مازن وهو ينحني قدامها : مو بخير دامك حزينة بهالشكل
تجمعت الدموع بعين ام مازن واهي تقول : لا تقول كذا حبيبي .. انت اليوم حفلتك وأبيك تكون مستنانس وفرحان ..
مازن بحنان : شلون أفرح وانتي من كم يوم مضيقة الدنيا عليك وزعلانه ودمعتك على خدك ؟
أم مازن بين دموعها : وش اسوي يالوليدي .. هذا أبوي مو أي أحد والله اني خايفة عليه مره وانا كل ما أدق أسألهم يقولون زي ماهو مافي تحسن !
مازن وهو يمسك ايده امه بحنان : جدي يمه محتاج لدعاك مو محتاج دموعك .. ادعي له ان الله يقومه بالسلامة .. وخلاص امسحي دموعك والله ماستحمل دموعكم انتو تذبح قلبي ..
ام مازن بحنان : قلبك الطيب ياروح امك .. ومسحت دموعها واهي تقول : شلون الحين مستعد لحفلتك ؟
مازن بابتسامة عذبة : اي مستعد الحمدلله .. والساعه 6 لازم يكونون كل الخريجين بالجامعة لان الساعه 7 بيبدا الحفل
أم مازن : ياعمري ياوليدي .. الله يسعدك يارب ويجعلك الفرح لك دووم ..
مازن : آمين .. يلا ياام مازن أبي أشوف ضحكة حلوة منك عشان أقدر أمشي بالحفل وانا مستانس من خاطر ..
ابتسمت ام مازن ابتسامة واسعه لولدها وهي تمسح راسه بحنان
مازن بضحك : اي كذا ياحلوة .. وقال يبي يضحكها : ييييييع شكلك وانتي تبكين يخررررع .. !!
ضحكت ام مازن على ولدها وهي تحمدالله بخاطرها ان الله رزقها هالولد البار الطيب .. وبكل حب قالت : الله يرضى عليك ياولدي ويسعدك وين ماكنت ..
مازن بمرح : آآآآآآمين وقولي بعد والله يجعل ساره لك انت ماغيرك ..
أم مازن: وهي لك انت بعد مافيها كـلام هذي ..
مازن : انتي ادعي يمه وريحيني
أم مازن : الله يجعل ساره لك ومن نصيبك ياوليدي
باس مازن ايدها ورفع عيونه للسماء وهو يقول بصوت عالي : آآآآآآآآآآآآآآآآآآمممممممممين


في الغرفة الثانية كان الصخب بين البنات مزعج واهم محتارين وش يلبسون بالحفل .. وسمر من حيرتها بلبسها صارت تبكي وتقول ان ماعندها شي ينلبس .. لين رحمها خالد وأخذها لمول قريب تشري الي تبي ... فديت هالحب !
أما ساره وغاده فكانوا محتارين اهم بعد ونص ملابسهم طلعوها وماقرروا وش يلبسون ..
ساره وهي ترمي بلوزتها على الشنطة : يووووووه والله ماعندي ملابس ياربي شهالحالة
غاده : الحين انتي مع ملابسك الي جايبتها و الي شاريتها من المولات .. ومو عارفة وش تلبسين اجل وش اقول انا !!
ساره : والله الملابس الي شريتها كلها ناقصها توليف عشان تكتمل .. بنطلون من غير بلوزة .. وبلوزة من غير تنورة .. ماعندي أطقم مكتملة ..
غاده :شكلي انا بالبس اسود باسود ..
ساره باستغراب : شلون ؟؟
غاده : فستان أسود بلا اكمام .وبالبس عليه بلوزة رمادي .. وصندل أسود وشنطة سودا
ساره : وريني أشوفه ..
طلعت غاده الفستنان وفردته قدام ساره وهي تقول : هذا ..
طالعت ساره فيه بإعجاب وهي تقول : رووووعه ياغاده .. بس عندي اقتراح !
غاده : وشو ؟
ساره : البسي بدال الرمادي بلوزا حمرا وصندل أحمر وشنطه حمرا ..
غاده عجبتها الفكرة وقالت : فكرة حلوة والله ! بس ...
ساره: بس ايش ؟
غاده : ماعندي بلوزا حمرا ولا شنطه حمرا !!
ساره بابتسامة ناعمة : انا عندي باعطيك .. ومشت من غير ماتنتظر ردها وطلعت من شنطتها البلوزة والشنطة ورمتهم على غاده وهي تقول بمرح : خـــــذي ..
اتلقفتهم غاده منها .. وفردت البوزة تشوفها وهي تقول : وااااو تجنن !
ساره بابتسامة ناعمة : حلال عليك ..
طالعتها غاده لحظات وفاجأة قالت : أوكي انا عندي اقتراح بعد !
ساره بضحك : وشوو ؟؟
غاده:اش رايك انتي الي تلبسين فستاني مع تكملة طقمك ؟؟؟
ساره باستغراب : وشووووو ؟؟
غاده : اي ساره والله بيطلع عليك جنااااان .. وبعدين الفستان ماسك علي بزيادة .. وانتي أنحف مني بيطلع عليك مره حلو والله ..
ساره بابتسامة : لا ياعمري البسيه انتي والله بيطلع عليك حلو ..
غاده ماردت على كلامها وقالت : عندك صندل أحمر ؟؟؟
ساره : اي عندي !
غاده وهي ترجع الملابس لها ومعها الفستان وتقول : اجل خلاص انتي الي بتلبسينه
ساره : غاده لا مابي !
غاده : ليه ماتبين مو عاجبك ؟؟؟
ساره : الا بالعكس مرررره حلووو
غاده : اجل خلاص البسيه وانتهينا
ساره : أوكي على شرط !
غاده : وشو بعد ؟؟
ساره : تلبسين انتي من عندي !!
غاده بضحك : وحده بوحده يعني !
ساره وهي تضحك : يعني شي زي كذا ..
غاده بمرح : ما أقول لاء .. ملابسك انتي نتمناها .. كلها ذوق وتهبل
ساره : مشكور ياعمري .. (( ومشت عنها للحمام وهي ماسكة الفستان بإيدها وتقول بابتسامة ناعمة : افتحي الشنطة واختاري الي يعجبك .. ودخلت الحمام وعيون غاده تلحقها ويوم سكرت الباب تنهدت غاده وهي تقول : فديت هالطيبة ..
رجعت سمر مع خالد وبشاير الفرح بوجهها وهي الي وداها خالد المول مخصوص عشان تشري الملابس الي تبي .. وبعد دوران بأكثر من محل .. اختارت سمر احد الملابس وحاسب خالد عليه وقدمه لسمر هدية !
كان بنطلون رمادي مطرز تطريزات زهرية خفيفة .. وبلوزة زهري ماسكة ومخصرة بطول .. كان طقم مكتمل وحلو ولايق على سمر بشكل كبير ..

أخيرا انطلقت السيارة بقيادة فهد الي أخذ العنوان من مازن .. وكلها دقايق بسيطة ووصلوا مقر الحفل .. ونزلوا من السيارة ودخلوا لمكان الحفل ..
كان أول المتقدمين أبوم مازن ومعاه أم مازن .. الي كل شوي يحمدون الله الي وفق ولدهم ويشكرونه .. وساره كعادتها اذا مشت بين غرباء تنحرج وتمسك ذراع احد اخوانها كنها طفلة .. كانت ماسكة ذراع فهد بنعومة .. وتمشي معاه .. وسمر متوسدة ذراع خالد .. وغاده ممسكة بإيد سليمان .. كانوا قروب ملفت لنظر كل من مر وشافهم .. ! أشكالهم كانت ساحرة وجذابة .. وكان أكثر من طالع فيهم بانبهار من وقت مادخلوا الحفل .. اهم عطوف ومي !! كانوا من أوائل الحضور .. لان هالتخرج كان يلم الكثيـر من أصدقائهم من الشباب والبنات .. لكن عطوف ماهتمت لتخرج أحد .. كثر اهتمامها بتخرج مازن .. هاللحظة الي انتظرتها من زمان .. عشان تظهر حبه على الملأ .. عشان يظن الكل ان اهي حبيبة مازن مو أحد غيرها .. عشان تولد الشك والعذاب بقلب ساره .. لعلها تحقق أمنيتها الحقودة واهي الابتعاد عن مازن !

*******

استقر الجميــع على كراسي الحفل منتظرين مسيرة التخرج بكل لهفة وشوق وحب .. كانوا كمية هائلة من الجمهور لمختلف الجنسيات .. العرب والصين والهند وغيرها من الدول الي ابتعث أهاليها للدراسة بأكبر وأقوى الجامعات بأمريكا ..والكل ينتظر لحظة التخرج .. اللحظة اللي تخلف بالقلب أنواع المشاعر المتعدده .. من فرح للتخرج وخوف من المستقبل وحزن على الفراق وسعاده باستلام الشهادة من بعد تعب السنوات
ابتدأ الحفل بالبداية الروتينيه .. من مقدمة مدير الجامعة .. وتعريف بالجامعة .. وشكر للحضور ..
وأثناء هذا كانت ساره تهز رجلها بكل توتر ..
سمر وهي تمسك ايدها وتقول بهمس : بس ياساره اهدي ..
ساره : مو قادره .. أخيرا اتخرج مازن .. مو مصدقة !
سمر : قولي الحمدلله .. والله تعب المسكين لين وصل للنهاية
ساره : الحمدلله يارب .. بس متى يخلص هالمدير من الحكي ويدخلهم
سمر بضحك : اصبري شوي انتي ترا بديت اتوتر بسبتك ..
ساره : والله صراحة الوضع يوتر علينا احنا .. شلون اهم
سمر : يلا ان شاء الله دقايق ويدخلون ..
وفعلا انتهى المدير من المقدمة .. وأعلن دخلون الخريجين ابتداء بالشباب !
اتنهدت ساره بتوتر ملحوظ وهي تدور عيونها بالجمهور .. وانتبهت لعطوف !! عطوف الي كانت من أول الحفل تراقب ساره .. ويوم تلاقت عيونهم ابتسمت ساره لها بنعومة وخفق قلبها لسبب ما ! أما عطوف فابتسمت لها بغرور .. وطالعت فيها بنظرة ماقدرت ساره تفهمها .. !
انفتح الباب الخلفي للقاعه ودخلت منه المسيرة الطويلة الي تلم الخريجين من الشباب .. ودخلوا على موسيقى صاخبة انتفض لها قلب ساره واهي تحاول تلقط مازن من بين السير .. لكنها ماقدر تلقاه لان المسير كان طوووويل ..
مشى المسير بهدوء لين استقروا فوق المنصـة الكبيـرة وبعدها صاروا يأشرون لأهاليهم وأهاليهم يأشرون لهم .. ويصفقون لهم بكل مرح .. وأخيرا انتبهوا لمازن واهو بينهم
خالد والشباب استخفوا من شافوا مازن وبدوا يصفرووون بكل فرح .. انتبه لهم مازن ورفع ايده بابتسامة تذوب الصخر ..
وساره من شافته خفق قلبها بكل حب وفرح .. وظلت تطالع فيه بكل حب لين انتبه لها مازن واهو يرفع ايده وابتسم لها بكل حب .. !
مسك العميد المكرفون وطلب من الحضور الهدوء ليعلن أسامي الخريجين ويسلمهم الشهادات..
وتدريجيا اختفى الضجيج من القاعه وحل محله التوتر على الجمهور وعلى الخريجين ..
وبدأت اعلان الأسامي ..
ومع كل اسم يتبعه التصفيق والتصفير والصراخ من كل المحبين ..
واذا هدا الجمهور .. أعلن الاسم الذي يليه ليتبعه نفس الحماس والتصفيق ..

وأخيرا أثناء هدوء الجمهور .. والتوتر الي ساد الجميــع .. وقفت عطوف من بين الجمهور بكل جرائة وثقة .. كان وقوفها ملفت لنظر الأغلب وأولهم ساره وسمر !!.. وقفت بكل حماس وتأهب للاسم الذي حيعلن عنه الآن .. وأعلن الاسم .. " مــــــــازن الفالي " ومع اول حروف هالاسم انطلق التصفيق بكل حرارة من عطـوف بشكل لفت نظر الجميع .. !! وبعدها تبع الجمهور عطوف بالتصفيق .. !!
" حكون أول المصفقين "
ترددت كلمة ساره بإذن مازن وهو يسمع أول تصفيق انطلق بالقاعه .. ويوم رفع عينه انتبه للشخص الي كان أول المصفقين .. كانت عطوف الي من أهم خططها اهو هذا الحفل !! راحت الجامعة أثناء ترتيبهم للحفل ودخلت مكاتب الإدارة .. وطلبتهم وحاولت وبحثت عندهم عشان تعرف ترتيب أسماي الخريجين .. لين عرفت ترتيب اسم مازن متى حيكون وبعد أي اسم بالضبط ! وقررت توقف من يجي دور الاسم وتصفق من تسمع أول حروف اسمه .. وطلبت منهم يعطونها 5 دقايق عند اعلان اسم مازن عشان تبي تهديه .. !
وطلب العميد من الحضور الهدوء .. وبعدها التفت لمازن وابتسم له وقال: لك هدية خاصة ماحصل عليها أي واحد من الخريجيين .. هدية من وحده تحبك وبذلت الكثير عشان تحققلك السعاده .. !!
والتفت العميد للجمهور وقال : صاحبة الهدية تتفضل ..
وتحركت عطوف بكل غرور ومعها بوكية ورد كبيـر .. ومشت من بين الجمهور والحضور والكل يطالعها بانبهار ويطالع مازن بابتسامة .. ويغبطهم على حبهم !! لين وصلت لأولى درجات المنصة .. ووقفت وهي تبتسم لمازن بنعومة ..
مازن طول النظر فيها بصدمة واهو مو عارف كيف سوت الي سوته ؟؟ ورجع طالع بساره الي كانت تحت اثر صدمة لا تحسد عليها !! ساره لا كانت أول المصفقين ولا كانت حتى من المصفقين !! كانت تطالع عطوف وفمها مفتوح بفرجة بسيطة تنم عن الذهول والصدمة !! وقلبها يخفق بأنواع المشاعر الحارقة الي انتابتها !! مشاعر كادت تفتك بروحها وتقضي عليها !! نقلت بصرها بكل ذهول وصدمة بين عطوف وبين مازن .. مازن الي من شاف نظراتها انحرق قلبه وكيانه .. وظل يطالع فيها بكل ألم واهو يدري هي وش تحس فيه هاللحظة .. !!
استغرب العميد من مازن الي ماتقدم ياخذ الورد ونادى عليه مره ثانية .. اوتعى مازن من صدمة الوضع الي اتملكه ومشى وهو يرمي عطوف بنظرات كانت هي متوقعتها .. نظرات نارية ونظرات غضب !! واستلم البوكيه منها بطرف أصابعه ولا قالها اي كلمة ولا اي شكر .. وهي نفسها مانتظرت منه .. وقالت بكل نعومة : الف مبروك مازن .. طالعها مازن بنظرة غضب .. ولا رد على مباركتها .. ومن بعدها تركها ومشى للعميد الي استغرب من ردة فعل مازن !! لكنه ماكان يملك الوقت للتفكير فيهم واهو الي وراه عدد متتالي من أسامي الخريجيين الباقين .. وسلم مازن على العميد ببرود ونص الكلام الي قاله العميد ماسمعه ! لان تفكيره كان يدور حول هالموقف الي صار !! استلم الشهادة ببرود ورجع مكانه .. وبعده تتابعت الاسامي من جديد ..
وعطوف رجعت لمكانها وهي تبتسم بغرور .. !
سوتها عطوف ! وحسست الكل ان اهي رفيقة درب مازن واهي الحبيبة الوحيدة !
التفتت ساره لسمر بخفة والصدمة لازالت متملكتها .. لكن حتى سمر كانت مصدومة .. لهالدرجة وصلت فيك المواصيل ياعطوف ؟؟ اي قلب اهو قلبك انتي وأي أحاسيس الي يمتلكها قلبك ويشعر فيها !!
مسكت سمر ايد ساره الي كانت باردة زي الثلج .. ومسحت عليها وهي تقول تبي تبرد قلبها : ماعليك منها هالسخيفة !
ساره ماردت .. الا رفعت عينها وطالعت بمازن بنظرات كلها ألم وقهر وحزن وعتاب وأسف !
نظرات فجرت الآلام بقلب مازن .. نظرات اتمنى من بعدها يرمي الشهادة ويترك الناس ويركض بين الجمهور ويشيل ساره ويصرخ للعالم ويقول : هذي اهي حبي أنا ومالي حب غيرها بهالدنيا .. !

وليتك سويتها يامازن ..
كان ريحت قلب ساره الي حس بذيك اللحظة بمعاني الخداع والخسران والحرمان !

وكانت تجاهد بكل قوتها .. انها تعاون قلبها على النبض !!


*************

الحلقـة الـ 24
" إلا سـاره ! "

شعور بالزهو والانتصار ! شعور بالغرور وتحقيق الأماني أخيرا .. نظرات تنم عن مدى خبث تلك النفس البشرية .. احاسيس متبلدة من نوع وثائرة من نوع آخر .. أحاسيس فقدت معاني الحب والحنان والرحمة .. لكنها تأججت بالكره والحقد والرغبة بالانتقام ! والاحساس بالفرح والانتصار أخيرا
كان هذا حال عطوف المبتسمة بكل فرح .. في وجه كل من يلتفت لها ويظن أنها الحبيبة الوحيده لمطمع أغلب البنات .. مازن !


حزن يعتصر القلب حتى آخر قطرة .. جرح كبير أدمى القلب والروح .. مشاعر متضاربة مابين الألم والحزن والغضب والقهر والحب والحنان .. رغبة عارمة تملكت الروح والفؤاد بتفتيك كل مايسبب الحزن لساره .. كلمة صرخت بكل قوة وترددت داخل جوانب الفؤاد .. " إلا ساره "
كان هذا حال مازن الواقف وموجه نظرات الألم لساره ..


مشاعر حارقة تكوي القلب والروح .. دموع ساخنة انهمرت لدرجة الحرقان .. خفقان شديد بكل معاني الألم والحزن والاحساس بالخديعة والخسران .. تنفس متقطع غير منتظم يخنق الروح والأنفاس .. دوار فتاك يمنع الرؤيا الواضحة أو حتى الاحساس بالمكان ..
كان هذا حال ساره وهي جالسة على الكرسي بين الجمهور الكبيــر !
ماقدرت ساره تظل بالمكان أكثر .. لأنها حست أنها فقدت أهميتها .. وان وجودها ماله معنى .. وان أي دقيقة ثانيه تحت نظرات مازن بتقضي عليها .. لانها ماعاد تبي منه نظرات .. ولا كلام ولاحب ولا شي .. احساس بالخديعة والخسران تملكها بكل ألم وحزن .. والشي الثاني الي خلاها تقرر تترك المكان اهو شعورها انها بين لحظة وثانيه بيتوقف قلبها عن النبض ! كانت تحس بنبضات قلبها تخفق بشكل سريع وغير منتظم .. وكأن المكان فقد الاكسجين فاجأه فلا هواء هناك .. وفاجأة بدت الدنيا تغم عليها .. ووقفت ساره بكل ألم .. ووقفت عيون مازن معها ! .. وبكل ألم نفسي وجسدي طلعت من بين الكراسي واهي تمسك قلبها بألم .. والدموع تنسكب من عينها بغزارة .. ومشت مسرعه برا المكان .. وقلب مازن طاير معها لوين ماوقفت ومشت ! وهل بيقدر قلب مازن يستحمل هالمنظر ؟! منظر ساره المتبعثر بشتات قدامه ! منظر ساره الي مبين شلون الصدمة مأثره على صحتها وقلبها وأنفاسها ! من وين بيقدر مازن يستحمل هالمنظر .. ولا يقدر يصبر لنهاية الحفل .. ؟! مستحيل ..!
وبكل مشاعر الحب المجنون المتفجرة بداخله .. ومشاعر الحزن والقهر من الموقف الغير متوقع .. رمى مازن بوكيه الورد بكل قوة على الأرض .. ! واتحرك من مكانه ومع أول خطوة من خطواته كانت انه دعس على بوكيه الورد .. !! وكمل بلا مبالاة ,, وركض بكل سرعته لوين ماعيونه تلاحق ساره واهي تبتعد من المكان وهو ينزل الدرج بسرعه ويصرخ بصوته : ســــــاره .. ســـــــــــاره ..
ماردت ساره مو لأنها ماتبي .. الا لأنها ماسمعت .. ! لأنها فقدت حواسها للحظات مع شدة الآلام الي تنغز قلبها .. لحقها مازن بجنون الحب .. وهو يفسخ بالطو التخرج والطاقية ويرميهم على الارض ويكمل ركض لساره ..
هاللحظة انتبهو أهلها كلهم لساره الي قامت على غفلة من دون ما تخبر أحد .. ! وقاموا بكل خوف وجنون عليها وأسرعوا وراها .. وكان مازن سبقهم واهو الي كان يركض خلفها بين الجمهور ويصرخ باسمها .. وكل الجمهور يطالع فيه بذهول واستغراب وحيرة !! وعطوف تلاحقهم بعيونها بكل قهر وألم وحمق !
وصل مازن لساره الي كانت ممسكة مقبض الباب بكل قوتها وماسكه قلبها ومنحنية للأمام ومغمضة عينها بكل ألم .. مسكها مازن وهو مخترع من خاطر عليها .. ولمها بخفة وهو يمشيها لبرا المكان لين وصلوا صالة الاستقبال الخارجية وعيونه تراقب ملامحها المتألمة .. قعدها مازن على الكرسي وهي فتحت عيونها بكل ألم وشافت مازن واهو جمبها ولامها بكل خوف ! وبآخر بقايا للاحساس بالأمان.. وبين دموعها الساخنة الي حرقت عيونها .. ومع رجفة جسمها النحيل بآلام قلبها وكيانها .. طالعت بعيون مازن بنظرات الألم واللووووم والحيـرة وهي تهمس بوهن : ليه مازن ! انا شسويت لك ؟!
وبعدها ظاعت عيونها بوجهه بكل آلام ودموع واحساس بالخسران والخداع ..
وفقدت وعيهـا بين ايديه !!

************


فهد بكل خوف : ساره ساره .. ردي حياتي
ساره وهي مسكرة عيونها بتعب : هممممم
فهد : حاسة انك أحسن ولا نمسك طريق المستشفى ؟؟
ساره بوهن : لالا .. مابي مستشفى ..
فهد : حاسة انك أحسن ؟
هزت ساره راسها وهي مسكرة عيونها بكل تعب
اتنهد فهد بكل الم وقال لمازن الي كان يسوق السيارة : خلاص روح الفندق مازن بس بسرعه الله يخليك ..
دعس مازن على البانزين بسرعه وهو يمشي ويعض على فمة بقووووة ويسترجع الي صار ..
ساره طاحت بين ايديه .. باللحظة الي وصلوا فيها الكـل لهم .. ومازن يصرخ بخرعـة عليها وفهد يفتح شنطتها ويدور الكمامة .. وسليمان مددها على الكرسي واهو يدلك لها قلبها بكل خووف .. وينقل بصره بين قلبها ووجها على امل تحس بشي .. وجاها فهد وحط الكمامة عليها وبخ الدوا .. لكن من وين ساره تسحب الدوا وأهي تلفظ الانفاس الأخيرة ..
وفاجأة مشى مازن مسرع وراح يطلب طوارئ القاعة .. وكلها دقايق بسيطة وجاهم الدكتور وجهاز الاكسجين معاه .. حط كمامة الاكسجين الصناعية على وجهها وشغل الجهاز واندفع الهواء .. بعد ثلاث دقايق فتحت ساره عيونها بوهن ورجعت سكرتها .. خلى الدكتور الكمامة عليها لدقيقتين زيادة ..
ومازن عاقد ذراعينه ومضيق عيونها ويتأملها بنظرة ألم وحزن واحساس يكاد يفتك بروحه وكيانه وهو احساسه بالذنب !!
فتحت ساره عيونها وملامح الألم بوجهها .. وبكل تعب مدت ايدها للكمامة تبي تبعدها .. أبعدها الدكتور عنها بهدوء وهو يقول : خذي نفس ..
أخذت ساره نفس بسيط و نغزها قلبها بألم .. مسكت قلبها وسكرت عيونها ثواني ورجعت فتحتها والدكتور يقول : حاولي تاخذي نفس مره ثانيه ..
سحبت ساره نفس بتعب ومن بعدها داهمتها كحة شديدة .. وصارت تكح بكل قوة وهي تقدم راسها لقدام بمحاولة للجلوس .. تقدم لها فهد بسرعه ومسك ايدها وقعدها .. وهي لازالت تكح وممسكة قلبها ومسكرة عيونها بكل تعب .. وشوي بدت تخف كحاتها تدريجيا وقالت بهمس من بين الكحات : ابي ارجع الفندق..
فهد بنظرة خوف وألم : مانوديك المستشفى ساره ؟
هزت ساره راسها بالنفي وهي تكح وتقول : ابي ارجع الفندق الحين ..
استجابوا لها .. طلعوا من القاعه .. وركبوا سيارة مازن وانطلقوا للفندق .. وساره من ركبت السيارة سكرت عيونها وسندت راسها على الشباك بتعب .. وكل دقيقة والثانية تكح كم كحة ينتفض لها قلب الكل من خوفه عليها .. وخاف فهد عليها لا تسوء حالتها أكثر .. لكن ساره كانت تحت اثر الصدمة ومسكرة عيونها لعلها تستوعب الحقيقة المرّة الي بدت ترتسم قدامها بوضوح !!

*******
وأخيرا وصلوا الفندق والبنات كانوا جوعى وطلبولهم أكل بصالة الفندق .. وقعد معهم خالد وسليمان .. أما فهد فطلع يوصل ساره للجناح .. دخلها الغرفة وفورا على قعدها على السرير وهو يحاول يبتسم لها بحنان .. ومشى بسرعه للثلاجة الصغيرة وطلع قارورة موية .. وطلع من جيبه علبة الدواء اليومي لساره .. وانحنى فهد قدامها وهو يناولها الدوا .. حطت ساره الدوا بتعب داخل فمها .. ومد فهد القارورة لفمها وخلاها تشرب .. بعدها عاونها على انها اتمددت على السرير وهو يهمس بحنان : شلون حاسة نفسك سوسو بالأمانة !
ساره بوهن : أحسن فهد .. لاتقلق ..
ابتسم لها فقد ابتسامة أبوية وهو يغطيها بالغطا وقال : نامي حياتي وحاولي ترتاحين ولاتشغلين بالك بأي أفكار تزعلك ..
طالعت ساره فيه بنظرة حس فهد فيها المعاناة والتعب .. وبعدها سكرت ساره عيونها بوهن وهي تهمس : مابي أشوفه ..
فهم فهد انها تقصد مازن وماتبي تشوف مازن .. وطاوعها بكل حنان وهو يقول : الي تبينه يصير سوسو بس انتي ارتاحي ..
هزت ساره راسها بتعب ورجعت سكرت عيونها .. تأملها فهد لحظات وهو يحس بالألم والحزن يعتصر قلبه عليها .. والله ماتستاهلين الي يجيك يابعد هالدنيا .. واتنهد بقوة وهو يمشي وطلع من الجناح وسكر الباب ..
وساره من طلع فهد غطت راسها ووجهها .. ولا شعوريا انهمرت منها الدموع الحارقة .. وأحاسيس متشتتة حستها .. ومشاعر متضاربة تشعر فيها .. احساس بالقهر واحساس بالظلم واحساس بالخداع ..
وبكت بكل ألم وهي تحس بخاطرها الحقيقة المّرة الي ظهرت لها بلا رحمة .. الحين فهمت كل شي .. عطوف مو بس تحب مازن .. الا مغرمة ومجنونة فيه بعد .. وهو كان عندهم بالبيت عايش تحت هالحب والغرام ! ليه خلاها تتمادى معاه ؟ ليه فسح لها المجال ! ليه ماوقفها عند حدها من أول بادرة حب شافها منها ؟ هي ماتجرأت وسوت الي سوته الا يوم شافت منه قبول ! مستحيل كانت بتتمادى لو كان اهو صدها من البداية .. لكن اهو كان ساكت وراضي .. وياخوفي لو كان اهو بعد يحبها .. وعند هالفكرة انهمرت الدموع منها أكثر وأكثر .. وش يمنع انه يحبها واهو ظل عندهم بالبيت سنة كاملة .. ومعها بالجامعة 4 سنوات .. احتك فيها وتعايش معها اكثر مني .. لا وهي ماتعامله بطريقة عادية .. الاتغمره بالحب والحنان والاهتمام .. تحبه لدرجة انها كانت أول من وقف وصفقله !! تحبه لدرجة انها مشت بين العالم والناس وكانت أول من باركله .. وأول من أهداه .. أكيد قدرت تدخل قلبه من أي مدخل .. وأنا الي كنت حاسبة لحفلك يامازن ألف حساب .. لغيتوني من قائمتكم !! خلاص ماعاد لوجودي أي قيمة ؟! أكرهك ياعطوف أكرهك .. وأكرهك انت يامازن لانك انت السبب ! انت الي سمحت لها وتركت لها المجال تسوي الي تبي .. وماراعيت مشاعري ولا وجودي ..
وبكت بكل قوة وألم .. وهي تحس بنيران الغيرة تكوي قلبها وتحرق كيانها وتهمر دموعها الي حرقت خدودها بلهيبها !


نزل فهد لهم ومعالم الحزن بوجهه .. ومن قعد على الطاولة سأله مازن باهتمام واضح : شلونها ؟؟
فهد : ان شاء الله انها أحسن ..
مازن : صاحية ؟
فهد : بسريرها اهي .. يمكن نامت .. وسكت شوي وطالع مازن بنظرة صارمة وهو يقول : تعال مازن أبيك شوي ..
وقام فهد ومازن قام معاه .. ويوم ابتعدوا عن الطاولة سأل فهد : وش سالفة عطوف يامازن ؟؟
مازن بحمق : والله أنا نفسي مدري وش سالفتها يافهد !
فهد بهدوء صارم : مازن شلون ماتدري ! هالبنت باين تحبك وتبيك من يوم شفناها ببيتهم لين الي سوته بالحفلة اليوم !! مازن ياخوي انت قلبك مو بايدك .. اذا بحكم العشرة الي بينكم قدرت انها تدخل قلبك وتحبها .. أرجوك ابتعد عن ساره ولا تعلقها فيك أكثر !
مازن بذهول : فهد وش هالكلام !! ما أصدق ان انت الي تقول هالكلام !
فهد : ولا انا ما أصدق ان الي صار لساره الحين يكون بسببك !
انجرح مازن وضيق عيونه بألم وهو يقول : مو بايدي يافهد صدقني .. ! والله يافهد عمري بيوم ماضحكت على عطوف بكلمة ولا اهتميت بوجودها ولا حسيت فيه لا اهي ولا اي وحده غيرها من البنات .. واكثر من مره فهمتها ان مالها مكان بقلبي وان تبعد عن طريقي . لكنها مو آدمية هذي دُمية ماتحس ولا تشعر ..
فهد وهو عاقد ذراعينه ويراقب عيون مازن وهو يتكلم وقال : يعني شلون يامازن ؟ والحل معها !
احنا نفسنا انصدمنا بالي سوته فشلون أجل ساره !
مازن بألم : لاتلومني يافهد والله ان قلبي متقطع عليها وكرهت الحفل وكرهت التخرج وكرهت كلي الي صار
فهد : اتمنينا ينتهي حفلك بظروف أحسن .. سامحنا مازن
مازن : افا عليك فهد .. انا الي أستسمح منكم على الي صار وان كان ماعندك مانع خلني أطلع لساره أكلمها ..
فهد وهو يسترجع كلام ساره انها ماتبي تشوفه وقال : مو الحين مازن .. خلها ترتاح وبكرا ان شاء الله يصير خير ..
اتنهد مازن بعجز .. وحس الدنيا ضايقة فيه .. واتمنى لو يرجع شريط الأحداث .. ويمسك عطوف ويقطعها تقطيع .. ويسحق كل مابقى منها من غرور وتعالي وحقد وحسد وغيرة ! ويطير لساره ويحضنها ويضمها ويثبت لها وللعالم ان ماله حبيبة غيرها بهالدنيا ..

*********
في صباح الغد كان مازن أول من صحى وقام بسرعه وغسل ولبس وانطلق للفندق .. يكفي انه طوال الليل ماغمضت له عين ! حتى ان دموعه نزلت بكل ألم وجرح على الي صار .. عمري ماتمنيت هالشي يصير .. ياليت الأحداث بإيدي انا كان منعت أي موقف يكدر خاطرك .. ووقفت بوجه أي ريح بتهب عليك يا ساره ومحيت أي كلمة ممكن تجرح قلبك وروحك ياقلبي انتي وروحي.. بأي وجه أكلمها الحين ولا أقابلها ولا أشوف عيونها الحزينة المجروحة !
خبط على الدركسون بقهر واهو يتذكر آخر نظراتها قبل ماتطيح بين ايديه نظرات فيها ألف استفهام ولوم و وعتاب وألم .. وخفق قلبه بكل ألم وهو يتذكر سؤالها الأخير والي ينبض بالمعاناة والجرح .. سامحيني حياتي .. سامحيني والله مو بايدي الي صار .. ليتني أقدر أوصلك الحين وأركض لك وأحضنك وأمسح على راسك وأطيب خاطرك .. ليتني أقدر أعتذرلك وأعوضك عن الي صارلك وأقسم لك ان الي صار مو بإيدي ..
وطالع الساعه لقاها 9 صباحا .. واتأفف بقهر واهو الي كان وده يشوف ساره قبل موعد سفر أهله .. لأن أهله اقلاع طيارتهم كانت الساعه 10:30 ولازم يكونون قبلها بالمطار ..
وصل مازن الفندق .. ومن أول مادخل لقى أمه وأبوه وخالد وسمر قاعدين بصالة الاستقبال ينتظرونه
أقبل مازن لهم وهو اتمنى لو كانت ساره معاهم ..
مازن : صباح الخيـر
كلهم : صباح النور ..
مازن : فطرتوا ؟؟
أبو مازن : اي الحمدلله .. (( وطالع الساعه وهو يقول : يالله يمدينا نمشي يامازن ..
مازن : لاتخاف يبه ان شاء الله في وقت
وانتبه لسمر الحزينة على فراق أهلها .. وابتسم لها بحنان .. بادلته سمر الابتسامة بحزن .. وهي ترخي عيونها على الأرض وتحاول تخفي دمعتها وحزنها على فراق أمها وأبوها لأول مره بحياتها ..
وقف أبو مازن ووقف الكل معاه .. والتفت أبو مازن لخالد وقال بابتسامة أبويه : انتبهوا لنفسكم خالد .. ولا أوصيك على سمر .. تراها بعهدتك الحين ..
خالد وهو يبتسم لسمر : لاتوصي حريص عمي .. سمر بعيوني ..
ابو مازن : تسلم ياولدي .. وطالع سمر بحنان وهو يقول : بس سموور لا تضايقين نفسك كلها اسبوعين بالكثير ونتلاقى بالسعودية ..
رمت سمر نفسها بحضن ابوها الي ضمها من خاطر ابو محب لبنته ووحديته .. ومسح على شعرها بحنان وهي تقول بصوت خانقته العبرة : توصلون بالسلامة ..
ابو مازن : الله يسلمك حبيبتي ..
أبعدت سمر نفسها من أبوها وراحت لأمها وحضنتها وهالمره ماقدرت تمسك دموعها الي خانتها ونزلت منها بكل حزن .. وأم مازن دمعت عينها واهي تطيب خاطر بنتها وتقول : بس سمر ياقلبي .. كلها زي ماقالك ابوك ايام بسيطة ونتلاقى .. وانتي معاك زوجك ومعاك اخوك وبتنبسطي ان شاء الله ..
ماردت سمر .. ورفعت راسها وهي تطالع وجه أمها الحنون .. وباست راسها وقالت من بين دموعها : توصلون بالسلامة ماما
ام مازن بابتسامة حنونة : الله يسلمك ياقلبي ..
وسلم خالد على خالته وعمه وودعهم .. ومشوا عنهم وأم مازن تقول : انتبهوا لنفسكم زين
هز خالد راسه وهو ماسك ايد سمر وقال : ان شاء الله خالتي لا تقلقين ..
ومشوا مع مازن لخارج الفندق .. وركبوا السيارة وانطلقوا فيها للمطار
وسمر من اختفوا أهلها رمت راسها على صدر خالد وهي تبكي .. وضمها خالد بحنان وهمس : مابي أقولك لاتبكين سمر .. لأني أدري وش معنى فراق الأهل !
وتجمعت الدموع بعيونه .. وحست سمر ان خالد متأثر .. ورفعت راسها عن صدره وطالعت الدموع المتجمعة بعيونه .. ومسحت على وجهه بحنان .. ومسحت دموعها بخفة ورجعت تطالع فيه .. وبكل جهدها حاول ترسم ابتسامة ناعمة على وجهها خلت خالد يبادلها الابتسامة بكل حب ..

*********

صحت غاده وانتبهت للسرر الخالية من سمر وساره .. راحت للحمام وبدلت ملابسها وتوضأت وطلعت وصلت .. وبعد ماخلصت من الصلاة .. انتبهت ان أغراض ساره مو بالغرفة !! لا شنطتها ولا لمساتها المتوزعة بأركان الغرفة من شنط صغيرة أوبلوزة على أحد الكراسي ولا أي شي يتعلق بساره .. !! كل شي لساره كان مختفي من الغرفة ..!! لوهلة ظنت ان ساره سافرت مع أم مازن ! لكن شلون ؟ فاجأة بدون أي مقدمات !! واتذكرت الموقف المؤلم الي صار أمس بالحفل .. وحزنت على ساره من خاطر .. بس معقولة تسويها وتترك البلد وتسافر !! قامت ولبست صندلها بسرعه وطلعت من الغرفة لوين ماهو جناح اخوان ساره .. لعلهم يشفون قلبها بخبر عن ساره !

دقت غاده الباب على جناح الشباب .. وثواني وفتح فهد الباب ومن شاف غاده ابتسم لها ابتسامعه عذبة
غاده وهي تراقب عيون فهد قالت : صباح الخير فهد
فهد : صباح النور غاده .. ولف جسمه وهو يقول : لحظة أنادي سليمان
غاده بسرعه : لالا .. رجع طالع فهد فيها باستغراب وهي كملت : كنت جاية باسألك عن ساره يافهد ..
فهد والاهتمام بوجهه : ساره ! شفيها ؟
عرفت غاده ان فهد مو داري عن ساره شي فارتعد صوتها وهي تقول : مو بالغرفة ! وعفشها كله مشيول .. كل أغراضها مختفية حتي اني ظنيت انها سافرت مع عمي ابو مازن ..
انصدم فهد وتجاوزها من غير رد وعلامات الخوف والتعجب بوجهه .. وفتح جناح البنات وشاف فعلا الغرفة خالية من أغراض ساره !! وخفق قلبه بكل خوف وو يلتفت لغاده ويقول : متى فقدتيها !!
غاده : أول ماصحيت..
دارت عيون فهد بالغرفة لين استقرت على الباب الثاني المودي لغرفة خالته أم مازن ..
وبكل حماس وأمل ان يلاقي ساره هناك .. مشى مسرع ودق الباب بسرعه .. ويوم ماسمع جواب .. فتح الباب .. وفتح النور .. و انصدم !!
ساره صحت من قبل غـاده .. ومن قبل الكـل .. ومن فتحت عينها في الصباح .. لا إرديا وبلا تفكير .. حست باللوعة تحرق صدرها وروحها وقلبها .. ! وفورا استرجعت الأحداث الي صارت .. وخفق قلبها بكل ألم وهي تحس بالقهر مو من عطـوف .. الا من مازن ! لأنها تحس انه هو الي سمح لعطوف طوال الفترة الي قضاها بالجامعة والفترة الأخيرة الي سكنها عندهم .. تقلبت بفراشها وهي تتنهد بألم .. واتذكرت سفر خالتها صباح اليوم .. ليتني رحت معاك ياخالتي ونتشت روحي من هالهموم والجروح الي بتذبح قلبي .. ليتني لحقت عليك وسافرت معاك وريحت روحي وقلبي .. يا ليتني سويتها .. !
وقامت من سريرها بخفة .. وهي تحس انها مو طايقة تكلم أحد ولا تشوف أحد ولا تقعد مع أي أحد .. و لمت كل أغراضها ورتبت عفشها وحطت أغراضها بشنطتها وشالتها وشالت كل أمتعتها وانتقلت لغرفة أم مازن وسكرت على نفسها الباب .. وهناك راحت الحمام وغيرت وغسلت واتوضأت وصلت .. ورجعت تمددت على السرير الكبير الي كان لخالتها وزوج خالتها .. بعد ماجوا خدمة الغرف ونظفوا الغرفة وغيروا أغطية السرير .. وهي مقررة انها بتستقر بهالغرفة لانها ماتبي تشوف ولا تكلم أحد أبد .. !

شاف فهد ساره وهي متمدده على السرير بلا غطا .. وحاطة كمامتها على وجهها ومسكرة عيونها بتعب ..
اقترب فهد منها بخطوات هاديه .. ومن شافته ساره أبعدت الكمامة عن وجهها وطالعت فيه بنظرة تظهر المعاناة الي بقلبها ..
ابتسم لها فهد بحنان وهو يقول : شلونك حياتي اليوم ؟
ساره بوهن : أحسن الحمدلله .. بس أخذت الكمامة عشان لا أنتكس
هز فهد راسه بالتأييد وقعد جمبها على السرير .. الا هي اتعدلت واقعدت على حيلها .. نقل فهد بصره بين اغراضها المتوزعة بالغرفة وهو يقول : ليه شلتي اغراضك لهنا ؟
ساره وهي تطالع بالاغراض : بس فهد .. مابي اقعد مع احد ولا ابي احد يكلمني ..
فهد بحنان : لا تسوين بنفسك كذا سوسو .. انتي ان شاء الله بتتفهمين الي صار
ساره بنظرة زعل : مابقى شي أفهمه .. كل شي فهمته أنا خـلاص ومابي أتكلم بالموضوع
ماحب فهد يضايقها بالكلام أكثر .. وهو يدري انها لازالت صحتها تعبانة واي كلام يزعلها بيتعبها زياده .. فابتسم لها بحنية وهو يقول : براحتك سوسو .. انتي راحتك عندنا بالدنيا ..
حاولت ساره ترسم ابتسامة خفيفة على وجهها وفهد قال : وش رايك تجهزين عشان ننزل نفطر
ساره بهمس : مابي فطور فهد ..
فهد : شلون ماتبين تفطرين ؟ ناقصة تعب انتي زيادة ؟؟
ساره بملل : مو مشتهية آكل يافهد ..
فهد : مو لازن تشتهين .. اغصبي نفسك ولو على خفيف .. المهم لازم تاكلين شي ..
ساره بعجز : بس مابي أنزل ..
فهد : سوسو ترا بتتعبين قلبك بهالحالة! تسكرين على نفسك الباب وتقعدين لحالك والله مـايصير ..
دمعت عيون ساره بشكل تقطع له قلب فهد واهو يمسك ايدها وناداها بحنان : سوسو ..
ساره من بين دموعها: مابي اشوفه ..
طالع فهد فيها بحزن واهو مو داري كيف يخرجها من هالحالة والا هي كملت بدموعها : ماقدر اشوف مازن ولا ابيه يشوفني ولا يكلمني ..
فهد بحنان : اهو الحين راح يوصل أهله المطار .. وان رد مو مخليه يكلمك .. اي شي يضايقك ياسوسو انا بامنعه .. بس انزلي افطري حياتي .. عشان خاطري ..
مسحت ساره دموعها واستسلمت لرغبة فهد هالأخو والأبوه الطيب والحنون والي ماتقدر تكسرله كلمه أو خاطر .. وحاولت تبتسم لفهد بنعومة .. وهو وقف ومسك ايدها ووقفها وهو يقول : اجهزي ودقي علي الباب
هزت ساره راسها وقالت بهمس : أوكي ..

طلع عنها فهد وسكر الباب ولقى غاده جالسة على السرير الي من شافت فهد وقفت وهي تقول باهتمام : شلونها ؟
فهد بهدوء : أحسن من أمس
غاده : ليه نقلت عفشها هناك ؟
فهد بحزن : تقول ماتبي تقعد مع احد ولا تكلم احد .. واتهند وهو يكمل : وطالبتها تنزل تفطر ومارضت وحاولت فيها ويالله اقتنعت ..
غاده بحزن : ياحياتي شكلها زعلانة مره ..
اتنهد فهد وهو يقول : الله يعين .. والتفت لها قبل يطلع وقال : ماجاك سليمان ؟
هزت غاده راسها بالنفي .. وفهد قال : تبيني أشوفه لك ؟
ابتسمت غاده بنعومة وهزت راسها بالايجاب وهي تقول : ماعليك أمر ..
ابتسمت لها فهد بنعومة وطلع من الجناح وراح لجناحه ولقى سليمان بالحمام .. وقعد على السرير ينتظره لين طلع والمنشفة على راسه ومن شاف سليمان فهد وشاف الضيقة بوجهه وقف بنص الغرفة وهو يقول باهتمام : عسى ماشر فهد !
فهد بضيق : ساره متضايقة مره ونقلت عفشها لغرفة خالتي وماتبي تقعد ولا تكلم أحد ..
سليمان بحزن : صراحة الموقف أمس أبد مو عادي .. شي يقهر ويجرح صراحة ..
فهد : داري ياسليمان بس اهي ماتبي تكلم مازن ولا تخليه يفهمها موقفه ..
سليمان : معها حق يافهد .. مازن شلون يسمح لعطوف تتجرأ عليه بهالطريقة وتحت عيون ساره بعد !
فهد : مو اهو الي سمح لها !! يحلف لي امس انه مو داري عنها وعن سواياها ونواياها .. وانه مل من تلزقها فيه واهو الي دايم يصدها عنه ويبعدها لكنها ماتفهم ولاتبي تفهم !
سليمان وهو ينشف راسه : مدري .. بس تعرف ساره اذا زعلت وانصدمت .. مو بالسهولة ترضى .
اتنهد فهد وهو يقول : أدري .. ولازم مازن يدري بعد .. وسكت شوي بعدين انتبه وقال : اييييه انت ترا غاده تنتظرك بالجناح من أول ..
سليمان وهو يرمي المنشفه على الكرسي : هذاني خلصت بالبس بلوزتي وأروحلها ..
دق الجناح عليهم بجفة وانتبه فهد وعلى طول قام ومشى وفتح الباب .. ولقى ساره واقفه ونظرة الحزن بعيونها طالعها فهد وهمس بخفة : يـلا ؟
هزت ساره راسها وطلع فهد ومشى معها لين المصعد .. ومن المصعد مشوا لصالة الطعام وانتبهوا للطاولة الي فيها سمر وخالد .. ومشى فهد لناحيتهم وساره معاه الي من شافتهم تأففت وهي تهمس لفهد : يوه فهد مابي أقعد مع أحد ..
فهد بهمس : لاتتكلمين معاهم .. نفطر ونطلع ..
وخالد وسمر من شافوهم انبتهوا للحزن الواضح بوجه ساره .. وكان الود ودهم ان يكلمونها ويحاكونها لكن انبتهوا لفهد الي سحب الكرسي لساره وقعدت واهو حط اصباعه على فمه بطلب السكوووت ..
فهموا ان ساره ماتبي أحد يكلمها .. واهم الي كانوا متوقعين انها متضايقة وحزنانة واتوقعوا انها مابتنزل ودامها نزلت فأكيد ماتبي تكلم أحد ..
ميلت ساره راسها عنهم وهي تلعب بشعرها من خلف رقبتها .. وعيونها ظايعة بالفراغ الي قدامها والألم يظهر بكل حركة منها وكل نظره وكل تنهيدة .. طالعوها بكل حنان واتمنت سمر لو تقوم لها وتضمها وتطيب خاطرها .. لكن كلهم كانوا عارفين ان ساره اذا زعلت .. ماتتقبل من أحد شي ولا ترضى بسهولة .. فمابالهم بزعلها الحين من موقف مو سهل ولا عادي ولاهين ..
أقبل فهد لهم وهو حامل بإيدينه صحنين الفطور .. وقعد وهو يمد الصحن لساره ويقولها : اتفضلي سوسو
ساره بهمس : شكرا ..
وسحبت كروسون صغير وصارت تاكل بملل وبلا شهية .. ظل الكروسون بإيدها فترة واهي مو قادرة تاكله الا من لقم صغير مره .. نزلوا غاده وسليمان .. وشاركوهم القعدة .. وسليمان أول ماقعد قال لساره : شلونك سوسو اليوم ..
هزت ساره راسها وعيونها على الكروسون وهمست : الحمدلله .. نقل سليمان بصره بينها وبينه فهد الي أشر بإيده بخفه أن اتركوها ..
سكت سليمان والتفت لخالد وسأله عن سفر خالته .. وصاروا يتكلمون كلهم سوى عن سفر خالتهم ومتى وصولهم وبأي خطوط سافروا وهالأمور ..

وأثناء هذا .. وصل مازن الفندق .. ودخل للصالة وشافهم واهم متجمعين على الطـاوله .. وخفق قلبه بكل قوة وهو يشوف سـاره بينهم ..
ساره كانت مقابلة للباب .. ومن شافت مازن دخل .. رمت الكروسون من ايدها ودفت الكرسي على ورى وهي تقول لفهد : انا طالعة .. ومشت من غير ماتنتظر جواب .. وأسرعت بخطواتها للمصعد ..
مازن يوم شافها قامت وابتعدت .. انتفض قلبه بكل ألم ولحقها بسرعه للمصعد ومسكها من ذراعها وهو يقول : ساره حياتي استني شوي ..
اشاحت ساره بوجهها عنه وهي تحاول تسحب ذراعها من ايده وتقول برجاء : مازن ابعد عني ارجـوك
مازن بألم : ساره انتي الي أرجوك.. خليني أتكلم معاك شوي
ساره تجمعت الدموع بعيونها وهي مشيحة بوجهها عنه وتقول: مابي أتكلم معاك يامازن مابي ..
مازن : ارجوك ساره اسمعيني وبتفهمين كل شي
ساره سحبت ايدها منه وهي تقول : مابي أسمع وطالعت فيه بنظرة ألم وهي تقول : روح لها ! ودمعت عيونها أكثر وهي تكمل : روح اشكرها على هديتها .. !
انجـرح مازن وقال بألم : ساره لاتقولين كذا !!
ساره من بين دموعها : خلاص مو قايلة لك شي وباتركك على راحتك وانت لو سمحت اتركني ..
و طلبت المصعد ... ومازن مسك ذراعها ويوم جا يتكلم سمع مازن صوت فهد من وراه ينادي عليه ..
التفت مازن لفهد .. وفهد يقترب منه ويقول : خلها يامازن ..
انفتح المصعد ودخلت ساره فيه وشافها مازن وعيونها تهمر بالدموع وهي منزلتها على الارض .. وماقدر قلبه يستحمل .. التفت لفهد وقال برجاء : خلني أكلمها يافهد
فهد سكت لين اتسكر المصعد وبعدها قال : ساره ماتبي تتكلم مع أحد الحين أرجوك مازن خلها على راحتها..
مازن بقهر : لازم أكلمها .. لازم أفهمها ..!!
فهد : ساره ماتبي تفهم !
مازن : مو بكيفها يافهد ..!
طالع فهد بمازن باستغراب وقال بحمق : اجل بكيف مين بالله ؟ بكيفك انت ؟؟
مازن : لا تفهمها كذا يافهد .. ساره ان ظلت على هالحال من غير ماكلمها وافهمها .. راح تموت نفسها من الحزن والألم .. راح يقضي عليها تفكيرها وهي تحسب ان الي صار بسببي انا ولا برضاي ! أرجوك فهد أنا أعرف ساره شلون تفكر .. ومتأكد انها مغلقة على نفسها الباب وماتبي تكلم أحد ولا تشوف أحد من قو صدمتها !
ظاعت عيون فهد بوجه مازن واهو متعجب من هالاحاسيس الغريبة ! مازن يحس بساره ويفهمها أكثر مننا احنا وأكثر من نفسها اهي .. ويدري شلون تفكر و بإيش تحس .. يحبها ومافيها خلاف هذي ويحرص عليها أكثر من حرصه على نفسه .. لكن ليه صار الي صار ؟؟ وكيف بتقدر تفهم ساره الحين انك برئ من كل الي صار ؟
مازن وهو يراقب عيون فهد : فهد أرجوك .. خلني أطلعلها ..
اتنهد فهد وقال : شوف مازن .. انا مابي أوقف بينكم وأمنع الوضع ينحل ويتصلح عشانكم انتوا وعشان نفسيتها اهي وقلبها الي مو ناقص معاناة .. لكن ساره متأزمة الحين مازن .. وانا وعدتها ان اسوي الي يريحها وتبيه .. فخلها الحين وانا بكلمها بعدين وأقنعها تكلمك ..
مازن وهو يمسك ايد فهد ويقول برجاء : الحين فهد مو بعدين .. كل دقيقة زايدة محسوبة على قلوبنا !
استسلم فهد لرغبة مازن .. وتركه وطلع لساره يطلبها ويحاول يقنعها ..
لكن ساره بكت بقوة ورفضت .. ومع بكاها صارت تكح بكل تعب وخاف عليها فهد وعطاها كمامتها وتركها ترتاح .. ونزل وشرح لمازن وضعها .. ومازن انقهر وحس روحه بتطلع منه .. وترك الكل بالفندق وراح عنهم .. وصار يسوق السيارة بجنون ودموعه تمنع الرؤيا الواضحة لدرجة انه أكثر من مره بغى يصدم بالرصيف !! دق عليه خالد وحاول يهديه .. لكن مازن كان ثائر بعواطفه وبجروحه .. ثائر بحبه وآلامه .. ومارضى يرجع ولا يطلع مع أحد الا اذا رضت ساره عليه وخلته يكلمها ..

الكل حاول يدخل لساره ويكلمها بهدوء .. لكنها كانت تبكي وتطلب منهم عدم التدخل .. وانها مو ناقصة أحد يفهمها خـلاص اهي فهمت كل شي .. مر اليوم ومازن يتخبط بالطريق بين دموعه وأحزانه وجروحه .. ويلوم نفسه بدل المره عشرات المرات .. إلا ساره لا تنجرح وأنا اكون السبب بجرحها !! إلا ساره لاتتألم وأنا المتسبب بدموعها وآلامها .. ليه بس كذا ليه ؟؟ تشهد الدنيا ويشهد الكون وتشهد هالنجوم والقمـر اني ماعمري سهرت ليل لغير التفكير بحبها .. ولاعمر جافاني نوم الا من كثر ولهي عليها .. صدقيني ياساره ان ماكنت بارضى باللي يصير .. وان انتي حبي الأول والأخير .. عطيني فرصة ياحياتي واسمعيني وافهيميني والله ما تحمل شعور انك تعانين بسببي .. عساني أمسح دموعك وأمحي جروحك وأفداك ياجنوني وعذابي ..
وكان هالوضع كفيل انه يتعب قلب وروح وكيانه بالمره ..
ثلاث ايام متواصلة ماقدر يشوف ساره ولايكلمها ! قوية على قلبي ياعالم وقوية على قلبها ..
كانت طوال الوقت مسكرة على نفسها الغرفة وماتطلع الا طلعات قليلة مع سمر وغاده لأحد السوبرماركتات من بعد زن وتوسل واقناع شديد منهم .. ومن تروح وتدور شوي تمل وتطلب منهم يرجعون بسرعه .. وترجع لغرفتها وتسكر الباب عليها .. وتترك المجال لدموعها وحزنها وآلامها ..

اليوم الرابع
صحى خالد ومن مسك جواله كان متوقع عشرات المكالمات من مازن.. كالعادة يسأله عن أحوال ساره ووضعها الحالي وان كان سمحت يجي يكلمها ولا يشوفها .. لكن هالمرة مالقى من مازن ولا مكالمة !! استغرب خالد من خاطر .. ودق على مازن مارد ! رجع دق مره ثانيه مارد !! استغرب خالد وهو مو متصور ان مازن للحين نايم ! ترك الجوال وراح للحمام أخذ شاور .. وبعد ماطلع أخذ جواله ياعسى يكون مازن شاف رقمه ودق عليه .. لكنه انصدم يوم لقى مافي اي اتصال !! دق مره ثانيه على مازن ومارد .. عاود الاتصال مرتين وثلاث .. لين رد مازن أخيرا .. وهو متمدد على سريره بكل تعب وسخونته مرتفعه مره وما اخذ لا دوا ولا شي .. وآلام منتشرة بجسمه من عدم النوم والراحة .. وصداع مؤلم بيفتك براسه .. رد وهو مسكر عيونه بكل تعب
ومن سمع خالد صوت مازن انصدم .. ! كان صوته مو بس تعبان .. الا ميت من التعب والارهاق وصوته مبحوح ويالله يطلع الكلام من حلقه ..
خـالد بقلق واضح : هلا مازن شفيه صوتك ؟؟
مازن بصوت مبحوح : .. تعبــاان ..
خالد : شفيك مازن وش تحس بالضبط ؟
مارد مازن واهو يحس بالدورا .. والدنيا تظلم من حواليه ..
خالد بخرعه : مازن رد شفيك ؟؟
مازن بتعب بالقوة قال : مقدر .. اتكلم خالد !
وقف خالد بكل خوف وهو يقول : انت بالشقة مووو ؟؟
مازن بوهن : اممممم ..
خالد : دقايق وانا عندك ..
سكر خالد الجوال وبكل سرعه طلع من الجناح ونزل للشارع وركب السيارة المستأجرة وانطلق لوين ماهو مازن يصارع التعب والآلام والإغمـاء !

وصل خالد الشقة ولقاها مفتوحة .. مازن من التعب لا قفلها ولا درا عنها .. وسعد من بعد التخرج ماصدق ورجع للسعودية ..
مشى خالد بخطوات مسرعه لغرفة مازن وفتحها بلا استئذان وانصدم من شاف مازن !
كان متمد على بطنه بكل تعب .. ولابس بنطلونه .. ورامي بلوزته على الارض بجمب السرير .. ومجموعة مناديل مكومة بتفرق حول البلوزة .. ومسكر عيونه ومو حاس بخالد ولا بأحد !
اقترب خالد من مازن بخوف وهو ينادي عليه .. ومازن من التعب مو قادر يفتح عيونه ولا يرد ..
قعد خالد على طرف السرير بجمبه وهو يقول بخوف واضح : مازن ياخوي شفيك وش جايك ؟؟
ولامست ايده ظهر مازن واخترع من خـاطر ! كان جسمه ساخن لدرجة عـالية من السخـونه ! وفتح مازن عيونه بوهن ومن شافه خالد قال : مازن انت كم لك على هالحال ؟؟ قوم أوديك المستشفى ..
مارد عليه مازن وحاول يقلب نفسه .. وقف خالد وعاونه لين انقلب على ظهره .. وبعدها طالع بخالد واهو يتنفس من فمه بسبب انسداد أنفه مع التعب وبصعوبة اتكلم : شـلونها ؟
خالد بنظرة حزن على حاله قال : ساره بخير مازن .. بس انت الي مو بخير .. قوم والي يسلمك أوديك المستشفى
مازن بتعب : مابي ياخالد .. ورجع يسأل عن ساره و بصوت مبحوح : للحين مسكرة على نفسها ؟
هز خالد راسه بالايجاب ونظرة الحزن بعيونه ..
سكر مازن عيونه وعض شفاته بألم وهو يقول بصوت قضى عليه التعب : انا النذل .. انا سبب معاناتها .. مستحيل اسامح نفسي على دموعها وآلامها ..
خالد : لاتقول هالكلام ياخوي .. انت مو ناقص تلوم نفسك وتتعب روحك زيادة .. قولي أخت دوا انت ولا شي ؟
مازن بصعوبة سمع خالد وهو يحس انه بدا يفقد وعيه .. ومارد ..
خالد هزه بخوف وهو يقول : مازن لاتخرعني عليك أمانة قوم معاي المستشفى !
مازن بآخر حيل بقى فيه قال : مايحتاج .. بس انا مانمت ابد طوال الثلات ايام .. ولا اكلت شي .. عشان كذا بموت من التعب ..
وقف خالد بخوف وهو يقول : مجنون انت ؟! مجنون بتقضي على نفسك بهالحالة ؟! تمالك روحك يامازن خلني اجيب لك شي تاكله ..
ومشى عنه من غير ماينتظر رد .. وراح للمطبخ .. وفتح الثلاجة مالقى غير عصيرات وعلبة حليب .. طلع الحليب وصبه بكاس أخذه من أحد الدواليب .. وحطه داخل المايكرويف ليسخن ..
وفتح الأدراج والدواليب لعله يلاقي أي شي ينوكل .. ومالقى الا علبة دوا مسكنة .. أخذها وأخذ الحليب ومشى لمازن الي من راح عنه خالد .. ارتخت حواسه بلا شعور وفقد الوعي !!

مشى خالد لمازن بكل خوف وحط الحليب والدوا على الطاوله واهو يناديه بصوت عالي .. وقرب منه وهزه واهو يناديه .. وماسمع أي جواب .. اخترع خالد من قلبه وركض بسرعه للمطبخ وملا أحد الكاسات موية .. ورجع وهو يركض لمازن .. وانحنى بجمبه وهو يرشق على وجهه الموية كم مره لين فتح مازن عيونه بوهن ورجع سكرها .. رجع خالد المخترع يرشق عليه واهو يناديه بصوت عالي .. وفتح مازن عيونه وخالد يقول بخوف : تمالك نفسك مازن أرجوك ..
وقام بسرعه جاب الحليب والدوا .. وقعد مازن واهو ماسك رقبته من الخلف وخلاه يشرب من الحليب ..
شرب مازن وهو مسكر عيونه و يحس بألم بحلقه من البلع .. وبعدها رجع راسه على المخده .. أخذ خالد حبتين من الدوا واهو يقول : اشرب يامازن الدوا تكفى لا تموتني من الخوف عليك ..
ومد الدوا لفم مازن واهو أخذه باستسلام .. وقعده خالد عشان يشرب باقي الحليب وشرب مازن منه شوي وسكر عيونه وهو يرجع راسه ..
خالد بخوف : مازن تكفى خلني أوديك المستشفى
مازن وهو مسكر عيونه : مابي .. بارتاح ان شاء الله بعد الدوا ..
طالع خالد فيه بنظرات خوف وحزن وألم من هالحال الي وصلها .. والحال الي وصلتها ساره .. اثنينهم بيقضي عليهم التعب من جروح حبهم وعذاب شوقهم ! لكن لمتى ؟ لين يهلك واحد منهم بسبب هالحالة ! لازم ينتهي هالوضع بأقرب وقت ممكن ! وعزم يرجع ويكلم ساره لعلها تحن على مازن وترضى ..
لكن شلون أخلي مازن وهو بهالحال ! أخاف يتعب زياده ولا يجيه شي .. وقرر يكلم سمر تجي تقعد عنده واهو يرجع يكلم ساره .. قام خالد لآخر الغرفة ودق على سمر واهو يراقب مازن الي مسكر عيونه بتعب ومو حاس بأحد .. ردت سمر على خالد واهو من سمع صوتها قال : هلا سمر وينك ؟
سمر : بغرفتنا ..توني صاحية .. انت وينك ؟
خالد بهمس : انا بشقة مازن الحين .. اسمعيني سمر
جاس القلق قلب سمر واهي تقول : شفيه ؟
خالد : مازن تعبان شوي وحرارته مرتفعة .. وتوني شربته حليب بالغصب وعطيته دوا لعله يخفض حرارته شوي ..
سمر بخوف : ياعمري ياخووووي من متى تعبان ؟؟
خالد : مدري سمر .. المهم انا بارجع الحين وانتي خلي فهد يجيبك لمازن .. اخاف تسوء حالته ولا شي ومايكون أحد عنده
سمر والدموع تجمعت بعيونها : طيب ياخالد .. لكن ليه ماتوديه المستشفى !
خالد : مايبي سمر .. ان شاء الله يتحسن بعد الدوا .. ولو ماتحسن بوديه ..
سمر : أوكي بقوم أجهز الحين
خالد : اجهزي وانا بدق على فهد أبلغه .. وبعدين بارجع أكلم ساره .. واتنهد واهو يقول : كل واحد فيهم بحالة دمار ولازم نحط حد لهالوضع ..
سمر :اي والله خالد .. موحالة هذي الي اهم فيها ..
خالد : الله يعيننا بس .. يلا اجهزي وبكلم فهد
سمر : اوكي حبيبي باي
خالد : باي
وسكر خالد من سمر ودق على فهد وبلغه بالي صاير .. وفورا أخذ فهد سمر ومشى بسرعه لشقة مازن .. وخالد يوم جا يطلع .. فتح مازن عيونه ونادى خالد بصعوبة : خـ ــالد
التفت خالد بسرعه لمازن ومازن قال : بترجع الفندق ؟
خالد وهو يتقدم لمازن : اي حبيبي بارجع .. وشوي وتكون سمر عندك ان شاء الله ..
مازن ماهتم لا بسمر ولا بأحد وقال بتعب : كلمها خالد .. حاول معها تكفى !
تقطع قلب خالد على مازن وقال بابتسامة حنونه : من عيوني مازن .. انا رايح أكلمها ..
طالع فيه مازن لحظات وماقدر يطول النظر وسكر عيونه بتعب .. وتأمله خالد بحزن .. ولف ومشى وطلع وركب السيارة ومشى بسرعه للفندق .. !


**********
وصل خالد للفندق وفوا اتوجه لغرفة ساره ودق الباب بهدوء .. كانت ساره واقفة بكل حزن قدام الشباك وتعصف بكيانها الآلام والأفكار الي تحسسها ان مالها قيمة ولا لها وجود ..
سمعت دقات الباب واتنهدت بكل ألم والتفتت للباب وقالت وهي تسند ظهرها على الشباك : تفضـل ..
فتح خالد الباب ودخل وهو يبتسم لها بحنان .. بادلته بابتسامة خفيفة بصعوبة قدرت ترسمها ..
خالد وهو يقترب منها : شلونك ساره ؟
ساره بهمس : الحمدلله على كل حال
خالد مسك ايدها ومشاها وهي مشت معه باستسلام لين قعد على السرير وهو يقول بهدوء : اقعدي ساره..
قعدت ساره وهي تتنهد بحزن ..
خالد وهو يراقب عيونها : ساره انتي للحين مصدومة من الي صار بالحفلة مووو ؟
اتنهدت ساره بألم وماردت ..
خالد : ردي علي ساره ..
ساره بهمس : طبعا مصدومة ..
خالد : أوكي وليه ماتطلعين نفسك من هالصدمة وترتاحين !
ساره : ليه وهو بمزاجي ولا بكيفي ياخالد ؟
خالد : اي نعم بمزاجك ؟
طالعت ساره فيه باستغراب وخالد كمل بهدوء : بمزاجك انتي معيشة نفسك بهالحالة ساره .. ولا لو خليتي مازن يتلكم معاك ويفهمك الي صار .. كان اتقبلتي الصدمة ونسيتيها ..
وقفت ساره بعصبية وهي تقول : وش يفهمني ياخالد ؟ .. ((والتفتت له بقوة وهي تكمل : قولي وش يفهمني؟ ان 4 سنوات عاشها بهالبلد بين معجبات وعاشقات ؟؟ وسنة كامله قضاها في بيت وحده تحبه وتعشقه وتموت فيه ؟؟ ( ودمعت عيونها وهي تكمل : كان سنة كاملة ياخالد عايش بظل حب عطوف وغرامها .. ماطلع من بيتهم ليش ؟؟ قولي ليش ؟؟
خالد : كان مستقر ياساره ومرتاح في بيت قرايبه .. آكل و شارب ومخدوم .. ليه ينقل لحياة العزوبية واهو مرتاح ؟
ساره : مرتاح ؟ طبعا مرتاح .. وحده تغمره بالحب والحنان والرعاية شلون مايرتاح ؟
خالد : لا تقولين كذا ياساره .. تعرفين مازن مستحيل يرضى بأي حب غيرك !
ساره ضحكت بسخرية وقالت : كلام ياحبيبي .. لكن وش سوا مازن عشاني قولي ؟ لما شافها تتسحب عليه وتتقرب منه ليه ماتركلها البيت ؟ ميت على خدمتهم ؟ مو قادر يصبر عن أكلهم ؟ بس ياخالد ! انا موغبية ولا افهم ! انا كل شي فهمته الحين .. عطوف ماتجرأت وسوت الي سوته الا يوم شافت قبول من مازن .. لكن مو على حسابي أنا .. ( وضيقت عينها بألم وهي تكمل : ان كان مازن طيب بزيادة وماقدر يوقف بوجهها وجه غيرها .. فهنياله .. خليه يتهنى معهم .. وأنا بانسحب من حياته !
خالد بصدمة : بهالبساطة ساره ؟!
ساره وهي تبكي : أي بساطة ياخالد .. على بالك مازن شي عادي بحياتي ؟؟ انا عمري ماحبيت غيره خالد .. ولا عمري اتمنيت حياتي تكون مع أحد غيره أهو .. لكن مارضى بالخداع ياخالد مارضى ..
خالد : اي خداع ساره ! مازن مو ذنبه الي صار ولا هو الي خدعك .. إهي الي تجرأت بوقاحة وسوت الي سوته
ساره : لأنه ماوقفها عند حدها من البداية .. كان ساكت وراضي ..
خالد : لا ياساره ماكان راضي ؟
ساره وهي تسترجع صورة عطوف وهي تمشي بثقة لمازن وتسلمه الورد وقالت بصوت عالي وهي تبكي : لا تقولي ماكان راضي ياخالد.. مشت بكل ثقة بين الناس وسلمته الورد واتقدم اهو وأخذ الورد منها .. كل هذا قدام عيوني انا وعيون الناس .. وتقولي مو راضي ! سوا هالشي عشان يرضيها قدام الناس وقولي وش سوا عشاني انا ؟؟
خالد بصوت عالي : رمى البكويه على الارض ودعس عليه وركض وراك !!
سكتت ساره فاجأه و اتسمرت بمكانها ..! وهي تطالع خالد بذهول ! ساره ماكانت تدري ان مازن سوا هالشي ! هي كانت وقت ماركض مازت وراها بحالة من الصدمة والتعب وماحست بأحد ولا درت عن أحد .. ثلاث ايام من المعاناة والدموع ماجفت منها واهي تحس ان مازن أهملها وتركها ولا حط لها أي قيمة ولا اعتبار..
وبكل أحاسيس الألم بقلبها ونظرة معاناة واستفهام قالت تعيد عليها: رمى البوكيه ؟ ودعس عليه .. وركض وراي أنا ؟!
خالد وهو يراقب عيونها : اي ياساره .. مازن ماقدر يستحمل وهو يدري ان الموقف حطمك .. وشافك يوم قمتي ومشيتي بكل تعب .. ورمى البكويه ودعس عليه وترك الناس والجمهور والمدير وكل شي ورى ظهره .. وركض وراك وهو يصرخ باسمك ويناديك .. والكل شافه وانهبل ! والحين تقولين ماسوا عشانك شي !
قعدت ساره بقوة على الارض وهي تبكي وحاطة ايدها على فمها وتهز راسها بصدمه !
تأملها خالد وهو يكمل بهدوء : ثلاث ايام عيشتي نفسك بمعاناة فوق طاقتك وماكان لها لزمة .. تعبتي قلبك وتعبتي مازن وعذبتيه .. ثلاث ايام ماغفت له عين .. ولا حط بفمه لقمة وحده .. لين طاح الحين على الفراش بكل تعب !
ساره بذهول قالت وهي تبكي : شفيه مازن ياخالد !
خالد : تعبان ياساره .. قبل شوي كنت عنده وحرارته مرتفعة والصداع هالكه ومسبب له دوخه ..!
ساره وهي تبكي : لا تلومني ياخالد .. أنا بروحي كنت مصدومة ومجرووووحة ..
خالد بحنان : أدري ياساره .. وعشان كذا قلتلك خرجي نفسك من هالصدمة وخلي مازن يكلمك ..
ساره وهي توقف : ودني له ياخالد ..
مسك خالد الجوال وهو يقول .. الحين كلميه .. خليه يسمع صوتك ويرتاح .. واذا جا رجع فهد بالسيارة مشينا ..
مسحت ساره دموعها ومشت وقعدت جمب خالد ..
وخالد اتصل على مازن واهو حاط التلفون على السبيكر .. ورد مازن وبكل تعب : هـلا خالد
خفق قلب ساره من سمعت صوت مازن التعبان ! كان مو بس تعبان .. الا الهلاك مبين بصوته .. ودمعت عيونها بألم وخالد يقول : هلا مازن .. شلونك الحين ..
مازن : الحمدلله .. وبصوت مبحوح من التعب قال : كلمتها ؟
خالد وهو يطالع بساره الي تبكي بصمت : اي كلمتها مازن ..
مازن بتعب : وينهي ؟
خالد : هنا عندي .. انا عندها بالغرفة ..
مازن برجاء : عطني اياها خالد .. !
مد خالد الجوال لساره ومسكته ورجعته لوضعيته وحطته عند اذنها وقالت من بين دموعها : هلا مازن ..
مازن من سمع صوتها خفق قلبها بكل حب وحنان و سكر عيونه وهو يقول بوهن : ياعيون مازن انتـي .. وحشتيني سوسو ..
بكت ساره وهي تغطي فمها بإيدها .. وحس مازن بدموعها وقال بحنان : بسك دموع حياتي ذبحتي قلبك فيها .. وقعد على حيله واهو يقول : سوسو ..
ساره بين دموعها : همممم ..
مازن : دقايق وأنا عندك ..
ساره : لا مازن .. انت تعبان خلك .. انا بجيك ..
مازن : متى تجين ..؟ مقدر أصبر
سألت ساره خالد عن السيارة وقالها ان فهد بيرجع بعد شوي ويروحون
ساره : فهد بيجي بعد شوي ونجيك مازن ..
مازن : لاعمري .. مو منتظر .. دقايق وأنا عندك
ساره : لكن مازن ..
مازن باصرار : خلاص حياتي .. انا ماصدقت سمعت صوتك والله مو صابر .. انتظريني حياتي .. دقايق وانا عندك ..
ساره باستسلام : أوكي .. أستناك !
مازن : باي حياتي
ساره بهمس : باي
وسكرت من مازن وقلبها يخفق بأنواع المشاعر .. حبها المجنون .. وشوقها المفتون .. وعذابها الي هلك روحها .. واحساسها بالخداع والظلم .. تضاربت هالمشاعر بداخلها .. وهي تحس ان لا حياة هنية بدون مازن .. ولا طعم للسعادة ولا لون للفرح .. بدون قرب مازن وحب مازن ووجود مازن ..

مع هالمشاعر العاصفة بقلوب الاثنين .. لوين بتنتهي فيهم الدنيـا ؟! وش آخرة حبهم وعشقهم وعذابهم ؟
وهل أعلنت عطوف انتهاء الفصل الأخير من اللعبة ؟! واقتنعت بالفشل والهزيمة ؟!
وش نهاية الدنيا مع هالكم الهائل من الحب ! وراح تنتصر لمين ؟

*********************

الحلقـة الـ 25
" لا أقدر العيش بدونك "

***************


أكبر جنون كان ان مازن يسوق السيارة واهو بهالحالة من التعب ! لكنه ماعبر أحد .. حتى سمر الي شوي وتبكي من كثر ماتوسلته يصبر وينتظر فهد .. لكنه رفض .. وخالد اتصل كم مره على جواله عشان يثنيه وهو الي شاف الحالة الي كان فيها من التعب .. لكن مازن ماسمع لأحد وأصر انه يمشي هاللحظة .. ماصدق ان ساره أخيرا ردت عليه .. وسمحت له يجيها ويكلمها .. ياليتني أقدر أطيـر لها طيران والله طرت .. نزل مازن وترك سمر بالشقة تنتظر فهد وترجع معاه للفندق .. وركب مازن السيارة وهو يحس الدنيا تدور فيه من التعب .. وآلام شديدة مشتتة بجسمة وبالأخص راسه وبطنه .. لكن ولو .. مقدر أصبر عنها .. أحبها ياناس وبيقضى علي حبها .. ان مت بيوم بيكون سبب موتي اهو حبها بأي طريقة كانت .. وانطلق مازن بالسيارة بكل سرعـة لوين مايوصله الطريق لنبض قلبه وروحه .. كان حبها حارسه .. وغرامها حاميه .. وشوقها مقويه ..
أخيرا وصل الفندق بصعـوبة .. وهو يجاهد الدوار الي مداهم راسه بطريقه افقدته التركيز .. وقف السيارة وحنى راسه على الدركسون وهو مغمض عيونه لحظات لعل الدوخة تخف .. فتح عينه بوهن .. ونزل من السيارة .. ومشى بسرعه لداخل الفندق وهو مضيق عيونه من التعب .. دخل المصعد ومن اتسكر سند ايده على جدار المصعد وغمض عيونه بتعب وآلام بطنه بتزايد مستمر .. حاول يسحب نفس عميق من فمه ..
انفتح المصعد وطلع ومشى للجناح المستقرة فيه أميرة حياته .. واول ماأقبل للجناح انفتح الباب وطلع منه خالد الي من شاف مازن مشى لناحيته مسرع وهو يقول : ممكن اعرف انت صاحي ولا مجنون ؟؟
مازن بتعب : مجنون .. عندك مانع ؟؟
خالد وهو معصب : شلون تمشي بالسيارة وانت بهالحالة ! شوف شكلك حتى مو قادر توقف ؟! ليه ماصبرت احنا نجيك يامازن وش لو صارلك حادث ولا بلا .. ؟! وش بتستفيد ؟ لانت الي شفتها ولا خليتها تجيك ؟
مازن وهو ساند ظهره بتعب على جدار الجناح وقال : خلصت حبيبي ؟
ورفع عينه لخالد الي مارد وهو يطالعه بحمق ومازن كمل : جيت وخلصنا .. وينها ؟
خالد بتأفف : داخل الجناح
تجاوزه مازن وهو يمشي بتعب ويوم وصل للباب حس بآلام بطنه تتزايد بشكل ماقدر انه يوقف .. وانحنى على ركبه وهو يحس بروحه تطلع منه ! أسرع خالد لمازن وانحنى قدامه وهو مخترع ويقول بخوف واضح : شفيك مازن اش الي يوجعك ؟
مارد مازن وهو يمسك بطنه بألم والدوخه تدور براسه يمين يسار ! سكر عيونه بقوه وخالد مسكه من كتوفه وهو يقول بحزم : مازن قوم الحين معاي المستشفى
مد مازن يده لخالد عشان يصبر .. وسند راسه على الجدار لحظات .. لين خفت الآلام شوي .. وفتح عيونه بصعوبه .. وسند ايده على فخد خالد بمحاولة للوقوف .. عاونه خالد على الوقوف لين قام .. وسحب نفس عميق .. وخالد بخوف : مازن مايصير تسوي بنفسك كذا .. !
مازن وهو يتحمحم بوهن : مافيني شي ان شاء الله .. لا تخاف.. (( ودق باب الجناح ..
فتحت غاده الباب ومن شافت شكل مازن انصدمت !!! كان التعب واضح بملامحه بشكل كبير .. وخدوده حمراء مع السخونه .. وهالات سودا حوالين عينيه .. كان شكله يقطع القلب والروح ..
مازن بصوت يالله يطلع من التعب : هلا غاده .. وين ساره ؟
أشرت غاده على غرفة ساره والصدمه متملكتها وهي تقول بهمس : بغرفتها ..
تجاوزها مازن ومشى بتعب لغرفة ساره .. ودق الباب ومن قبل ماينتظر جواب .. فتح ودخل الغرفة وسكر الباب .. !

كانت ساره قاعده على كنبة صغيرة بالغرفة .. وعيونها محمرا من كثر البكي .. ويوم دخل مازن وقفت.. وانصدمت من شكله واتألمت من خاطر على حاله .. وانهمرت الدموع من عيونها ..وهي تغطي فمها بايدها و تطالع شكله التعبان .. اقترب مازن بكل تعب منها .. لين وقف قدامها ومسك ايدينها الاثنين وقال بنظرة شوق : شلونك حياتي
ساره من بين دموعها : الحمدلله .. انت شلونك مازن
مازن واهو يقعدها مكانها : مو بخير سوسو .. (( وانحنى قدامها على الأرض وهو ماسك ايدينها ويقول بتعب : من تركتيني وانا مو بخير حياتي .... لهالدرجة هنت عليك !
ساره وهي تبكي : مازن .. انا كنت مصدووومة !
رفع مازن ايدها وباسها وهو يطالع عيونها بتعب وقال : ادري ياعمري وهذا الي ذبحني .. وكنت أبي افهمك موقفي واطلعك من الصدمة واريح قلبك وارتاح ..
حست ساره بحرارة أنفاسه من التعب .. وقالت : اسفه حبيبي ماخليتك .. كنت اظن ان ماعاد لي قيمة ولا اعتبار !
مازن بحب : انتي ماعاد لك قيمة ؟ اجل ليه أعيش أنا بهالدنيا ؟! سوسو حياتي انتي القيمة كلها وانتي الأولى وانتي الأهم .. وكمل بنظرة أسف : آخر شي كنت اتمناه بحياتي هو ان موقف زي ذاك يصير ! مابي شي بهالدنيا يكدر خاطرك ولا يجرحك ولا يزعلك من مازن المجنون فيك .. ! مابي شي يزحزح ثقتك فيني ساره .. ولا يشكك بحبي لك واني عايش بهالدنيا لحبك ولسعادتك ولغرامك ولتحقيق أحلامك ..
ساره وهي تتذكر موقف عطوف وقالت وهي تبكي : كانت واثقة من نفسها مازن .. كان صعب علي اني اشوفها تتصرف بكل ثقة وجرائة .. جرحني انها لاقية قبول ورضى منك مازن
مازن وهو يحس بالآلام تتزايد بجسمه وبطنه وقال بتعب : تخسى الا إهي ياساره .. أحلفلك حياتي اني ماكنت بيوم راضي على الي تسويه معاي .. والله كنت جاف معها وصديتها وطلعتي الأخيرة من بيتهم كانت عشان أبعد عنها وأتركها .. وتأمل عيونها بحب وهو يقول : عشانك ياسوسو أنا أحارب الناس والعالم بس لا تتركيني .. مقدر على فراقك سوسو والله أمووت !
مسحت ساره بإيدها على وجهه التعبان وهي تقول ببكي : سلامتك حبيبي بس انا ولله ماتحملت ان أحد يشاركني فيك مازن
مسك مازن صوابعها من على وجهه وقربها لفمه وباسها وهو يجاهد الآلام بجسمه .. وقال بوهن : سوسو أنا كلي لك .. قلبي وروحي وكياني وحياتي كلها فدا لحبك ورضاك ساره .. مابي شي يفرقنا
ساره وهي تبكي : ابعد عن عطوف مازن .. أكره عطوف أكرهها
مازن : وانا بعد أكرهها .. وأكره اي شي يكون سبب بحزنك ياروح مازن انتي .. والله ما أتقبل فكرة اني أخسرك سوسو لاتتركيني حياتي
ساره وهي تبكي : وانا مابي أخسرك حبيبي .. عشان كذا خلنا نرجع
مازن وهو يعيد عليها بتعب : نرجع ؟
ساره : اي مازن .. جلوسنا هنا فترة زيادة بيجنني .. وأنا أتصور انها ممكن تجيك ولا تكلمك ولا تاخذك مني .. ماقدر مازن ماقدر ..
سحب مازن نفس عميق وهو يحس انه بعد لحظات بيطيح من التعب وقال : مستحيل ياساره .. انا انكتب على جبيني اني ملك لك انتي مو غيرك ..
ساره : مازن أرجوك .. انا مابي أخسرك وانت ماتبي تخسرني موو ؟
مازن بتعب : طبعا حياتي مابي أخسرك
ساره : أوكي مازن .. عطوف لو حاولت تقتحم حياتك مره ثانيه .. بتخسرني انا
باس مازن ايدها وقال بصوت متقطع من التعب : لا ساره أرجوك .. ما استحمل هالكلام .. خلاص نرجع سوسو .. وطلباتك أوامر حياتي ..
وطالعها بنظرة شافت ساره فيها الحب الصادق .. والغرام الأزلي .. والشوق الجنوني .. وشافت التعب ينطق بكل وضوح من عينه
مسحت ساره بصوابعها على وجهه واهي تقول بحنان : حبيبي انت مره تعبان ..
دوار فتاك كان مداهم مازن هاللحظة وماقدر يرد .. وهو يجاهد بصعوبة النظر لعيونها .. آلام متزايدة تضرب كالسكاكين بأنحاء جسمه ..
وبكل تعب رفع ايدها وباسها وقال بصوت منتهي : خلي خالد .. يطلب الاسعـاف ..
وانفلتت ايده من إيدها وهوى بكل ألم وتعب على الأرض !

**********
انتفض خالد من مكانه بكل خرعة وخوف وهو يسمع صراخ ساره من غرفتها .. كان اهو وسليمان وغاده بالغرفة الثانيه ينتظرونهم .. وانتفضوا كلهم من سمعوا ساره تصرخ باسم مازن .. وأول من نقز من مكانه .. خالد .. وركض مسرع لغرفة ساره وفتح الباب بقوة وشاف مازن طايح على الأرض وساره تبكي جمبه بخوف وخرعه .. صرخ خالد على سليمان يطلب الاسعاف واهو راح جاب قارورة مويه .. وبكل سرعه مشى لمازن وفتح الموية وصار يرشق على وجهه .. لكن بلا استجابة هالمرة ! اخترع خالد من قلبه على صديق عمره وحياته .. وجا سليمان لهم من بعد ماطلب الاسعاف وحاول يصحي مازن ويهزه لكن الآلام كانت مسيطرة على كل أجزاء جسده وراسه لدرجة الاغماء فلا احساس هناك ..
وساره صارت تبكي بصوتها بكل خوف وألم .. اقتربت غاده منها ولمتها وهي تحاول تهديها لكن ساره ظلت تبكي وتقول انها اهي السبب ..
وصل الاسعاف وطلع لجناحهم وشالوا مازن للمستشفى وسليمان وساره وغاده لحقوهم بسيارة مازن .. لين وصلوا المستشفى واستقبلوهم بالطوارئ من كمامة وقياس الضغط والحرارة وابر مسكنة .. وهالوقت وصلهم فهد وسمر الي عطوهم خبر باللي صار ..
بعد ساعه من الانتظار والدموع والخوف .. خرج الدكتور وقالهم وضع مازن الصحي
سخونة شديدة بسبب التهاب قوي بالقولون العصبي .. وهبوط بالضغط بسبب قلة الراحة والنـوم !
وأعطاه ابر مسكنة ومنومة وماراح يصحى قبل 10 ساعات من الآن !
انتفض قلب ساره من الخوف والألم والحزن .. وانهمرت دموعها أكثر وهي الي ماقفت من كم يوووم .. وحست انها بتفقد روحها لو صار لمازن شي ! سمر بعد ماتمالكت دموعها وبكت على أخوها الوحيد ..
مشوا للفندق من بعد اقناع متعب لساره وسمر انهم يجون معاهم واهم الي كان ودهم يبقون جمب مازن.. لكن مافيه فايدة من الجلوس وهو مو حاس بأحد .. ووعدوهم ان قبل مايصحى يكونون عنده ..
وفعلا مازن ماصحى الا بعد 10 ساعات ولقى الكل متجمع حواليه .. وفرحوا ان الله قومه بالسلامة ..
وفضل الدكتور ان يظل مازن بالمستشفى لين الليل .. عشان يتأكدون من انتظام الحراره ورجوع الضغط للدرجة الطبيعية .. وظل الكل معاه بالمستشفى .. وبوقت كان الكل طالع من الغرفة لأحد مطاعم المستشفى الا ساره بقت وحدها عند مازن ..
كانت قاعده بكرسي مرتفع جمب مازن وهو مسكر عيونه بتعب وهي حاطه ايدها على جبينه وتهمس بآيات قرآنيه عليه ..
فتح مازن عيونه بوهن وابتسم لها بكل حب
بادلته ساره الابتسامة وهي تقول : شلونك حبيبي الحين ؟
مازن : أكيد بخير دام هالملاك جمبي ..
ابتسمت ساره بنعومة وهي تقول : خرعتني عليك مازن ..
مسك مازن ايدها الي على جبينه ونزلها لفمه وباسها بخفة واحتفظ بإيدها داخل إيده وقال : لا تخترعين حياتي أنا بخير الحمدلله ..
ساره والدموع تتجمع بعيونها : سامحني حبيبي .. أنا السبب
مازن وهو يراقب عيونها بكل حب : اسامحك ؟! على ايش حياتي .. انتي الي سامحيني ان كنت السبب بدموعك وجروحك .. ومد ايده يمسح دمعتها النازلة وهو يقول : سوسو حياتي لاتبكين والله مقدر على دموعك هي الي بتتعبني مو المرض ..
ساره وهي تحاول ترسم الابتسامة : سلامتك ياعمري .. مابيك تتعب ..
سكر مازن عيونه بتعب وساره خافت عليه وقالت : شفيك مازن وش تحس ؟
مازن بهمس : مافي شي حياتي .. بس القولون يكيد علي لحظات ويخف
ساره وهي توقف : خلني أروح أقولهم يعطونك دوا ..
شد مازن ايدها الي بإيده وهو يقول بتعب : لا تروحين عني سوسو .. انتي دواي ..
ساره بابتسامة ساحره : بعد عمري يامازن .. أبي يعطونك شي يريحك ..
مازن بهمس : كلمة منك من أربع حروف بتريحني ..
ساره بدلع : لك حياتي كلها مازن مو كلمة ..
مازن بحب : فديت حياتك
ساره بهمس : أحبـك مازن ..
عض مازن فمه بابتسامة ناعمه وسكر عيونه وقلبه يخفق بكل مشاعر الحب والشوق والجنون..
ضحكت ساره وهي تقول : شفيـك حبيبي
فتح مازن عيونه بوهن وقال :طيرتي مخي ساره جننتيني وهوستيني .. كلمة منك تصرعني وكلمه منك تسحرني وكلمة منك تمرضني وكلمة منك تشفيني .. وآخرتها معاك ؟
ساره بضحك: لين أملكك ملك واقعي وأحس فعلا اننا لبعض ومافي شي يفرقنا
مازن : الله لايحرمنا من هالأمنيه حياتي
ساره بهمس : يـــارب

شوشرة مزعجة عند باب الغرفة خلت ساره ومازن يلتفتون للباب باستغراب .. وفاجأة دخلت سمر وبشاير الفرح بوجهها ومساكة الجوال بإيدها ..
وأول ماشافتها ساره قالت : وش هالضجة ؟ وش عندك مع هالضحك
سمر بمرح : كنت أكلم ندووو
ساره بفرح : والله !! انتي داقة ولا اهي ؟
سمر : هي دقت وبشرتني ان نهى جابت ولد ..
ساره بنفس الفرح : جد ؟؟ ياعمري عليها مابغت تولد ..
سمر : هههههههههههههه الحمدلله ولدت اليوم الفجر ..
ساره : الحمدلله على سلامتها
مازن وهو يسأل سمر : مين نهى ياسمر ؟
سمر : نهى اخت صديقك طلاااااال ..
مازن وهو يتذكر : طلال؟؟ اي اي صصصح .. ماشاء الله متى تزوجت نهى هذي ومتى حملت وولدت بعد !
ساره بحمق : وانت وش عليك منها ليش تبي تعرف !؟
مازن وسمر : ههههههههههههههههههههههههههههههههههه .. ومازن يقول وهو يضحك : ماتدرين ياساره كنت حاط عيني عليها !
ساره بغيرة واضحة : يوه انت مافي بنت تسلم منك ! ياخي اترك بنات الناس بحالهم ..
مازن وهو مستانس من غيرتها وقال : شسوي سوسو .. البنات اهم الي ميتين فيني ..
ساره بعصبية : مــــــــــــازن !
مازن بابتسامة ساحرة : تغارين علي ساره ؟!
لفت ساره وجهها عنه بحيا وطالعت سمر الي تضحك عليها وعطتها نظرة وعيد ! ومازن يقول : دام مارديتي يعني ماتغارين ..(( والتفت لسمر واهو يقول : اي سموور وأخبار اخت سامي بعد عسى تزوجت وخلتني ؟!
وقفت ساره بعصبية والغيرة متولعة بقلبها وقالت : انا طالعة واذا خلصتوا سواليفكم نادوني .. ومشت للباب ..
مازن وهو يضحك : تعالي تعالي ياحلوة .. على وين .. !
ماردت ساره ومشت لين وصلت الباب وحب مازن يسترد اهتمامها وقال : اااااه يا راسي ..!
التفتت ساره له وطالعت فيه واهي مميلة راسها بنعومة ومازن من شافها قال : والله تعبان انا ساره !
ساره من مكانها : والتعبان مايقعد يخربط بحكي ماله لزمة !
سمر باستهبال : فديت هالحـــب .. والله مقدر على هالغيـــرة
ساره وهي تطالعها بازدراء : اسكتي انتي ..
مازن وهو يطالع سمر : سموور ياتقولين كلام يرضي ساره ولا اسكتي
ساره بتعجب : شوفوا مين يتكلم ؟!
مازن : ههههههههههههههههههههههههه .. والحين مو جاية ساره !
مشت ساره بخطوات ناعمة لين وصلت مازن وقعدت على كرسيها ...ومازن بابتسامة عذبة : أحبك ساره
ساره بدلع : احبك مازن
سمر بصوت عالي وهي تأشر بايدها عليهم : هـــــي انتم .. احترموووني انا بينكم عيب هالكلام ! بعدين وش هالخرابيط الي بينكم وانتم توكم ماتزوجتوا ! ولا حتى عقدتوا على بعض ! لا والله انا ما أرضى ..
مازن : ومن دور رضاك انتي ؟
سمر وهي تعقد ذراعينها على صدرها وتقول بنظرة تحدي : اللــــه مايرضى .. مووو ؟
ساره : ونعم بالله .. ماقلنا شي .. (( وطالعت بسمر بدهـاء وهي تكمل : لكن نسيتي ياسموور ! ايام قبل انتي وخـالد !
ومازن كمّل عليها وهو يطالع سمر : اييي صح .. نسينا ما كلينا ؟!
سمر وهي تكتم الضحكة : لا والله بس انا ماكنت راضية .. اما انتوا اثنينكم راضين .. والله ياخوفي تحوسون الدنيا علينا !
مازن : ههههههههههههههههههههههههه كيفنا ياماما ..
ساره بضحك : وش عندك ياسمور قلبتي داعية اليوم ؟!
سمر : أي داعية والي يخليك .. الله يتوب علينا احنا بس ..
مازن : اي والله .. الله يسامحنا ويغفر لنا خطايانا ..
نقلت ساره بصرها بينهم وضحكت وهي كاتمة ضحكتها .. وسمر تقول : استغفري ربك بدل ماتضحكين
ساره بضحك : استغفر الله ياربي ... بس على ايش ؟؟
سمر : وشو الي على ايش ؟؟ كاملة ومنزهة من الأخطاء إنتي ؟!
ساره بنعومة : لااه
سمر : أوكي أجل استغفري الله واذكريه ..
ساره : والله انتي رهيبة سمور .. اذا قلبتي داعية تصيرين انسانة ثانية .. تخوفييين !
مازن : اي والله مو ناقصك الا اللحية سموور !
ساره : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه هههههههههههههههههه
ضحك مازن وهو يطالع ساره الي فطستها كلمته من الضحك .. وهي مرجعه راسها على ورى وتضحك من قلبها على سمر .. وسمر زامة شفايفها بزعل وهي تمنع الضحكة وحاطة ايدها على خصرها وتنقل بصرها بينهم بحمق ..
وساره تضحك وتمسك بطنها وتقول : هههههههههههههههههههههههههههههه آه بطني آآه ههههههههههههههههههههههههههههههههه
انسحر مازن على ضحكتها الرنانة .. وظل يطالعها ومبتسم بكل حب ..
وسمر قالت بحمق : شكلي حلو بخيالك وأنا باللحية ؟!
ساره وهي تضحك : جنـــــــــااااان سموور ..
هاللحظة دخل الكـل من برا .. وسمعوا ضحكهم وهبالهم وخالد أول من قال وهو يطالع سمر : وش عندكم ضحككم واصل لبرا ..
سمر : قصدك ضحك ساره ..
ساره : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه
طالعوا فيها وهي تضحك وخالد يقول بضحك : وش عندك ساره ضحكينا معاك ..
طالعت ساره بسمر الي وسعت عيونها بوجهها وفهمت ساره انها ماتبيها تحكي .. بالذات خالد الي بتعجبه السالفة ومو تاركها بحالها من التريقة .. فقالت : اتذكرنا نكتـة .. ههههههههه .. وطالعت بسمر واهي تقول : خلينا نكلم نهى ..
سمر : اي صح والله نسستوني السالفة انتوو ..
ساره : ههههههه أوكي يلا طيب دقي عليها ..
سمر : مافي ارسال هنا .. تعالي برا ..
ساره وهي توقف : يـلا ..
ومشت مع سمر .. ومازن لاحقهم بعيونه وهو بخاطره اتضايق .. مايبي ساره تبعد عنه واهو الي ماصدق رضت عليه ويبيها بجمبه وقدام عيونه ماتفارقه دقيقه وحده ..



طلعوا سمر وساره من الغرفة .. ومازن قعد على السرير .. وطالعهم وقال بهدوء : متى موعد سفرنا احنا ؟!
فهد : بعد 10 ايام ..
مازن بتعجب : أوووه ! مو كنها طويلة شوي !
خالد بضحك : وين طويلة وانت قبل نجي تقول لا شهر قلييييييل خلوها شهرين ..
مازن : اي بس ماكنت داري عن الظروف
فهد : اي ظروف مازن ؟!
اتنهد مازن وقال : انا ودي أمشي من هالبلد بأقرب وقت ممكن .. (( ونقل بصره بينهم واهو يقول : ماظنيت ان انتم ودكم يتكرر الي صار بالحفل بأي طريقة كانت ..
سليمان : اي بالله .. صراحة لاعت كبدي ..
مازن : وانا لاعت كبدي وبنكرياسي وقلبي وروحي وكل شي فيني لاع ..
خالد باستهبال : وشو الي لاع مازن .. أمانه عيد !
مازن : انت كل شي عندك ضحك واستهبال .. ياخي خلك جدي لو يوم واحد بحياتك
سليمان : لا تكفى مازن .. خله على مهو عليه .. خالد يايستهبل يايصير قنبلة ذرية .. مافي وسط
مازن : هههههههههههههههههه مو صاحي خالد .. المهم الحين نبي نقدم السفر
فهد بهدوء : مثل ماودك مازن .. تبينا نقدمه لمتى ..
مازن : انا اليوم باطلع ان شاء الله .. وقول يبيلي يومين على ما ألم عفشي وأروح الجامعة استلم باقي الأوراق والشهادات .. يصير خلها بعد ثلاث ايام ..
فهد : يمديك مازن أكيد ؟!
مازن : اي ان شاء الله يمديني
سليمان : انا من رايي نخليها بعد أربع ايام أو خمسة .. ماتضمن الظروف مازن ولا يعطلك شي وتتورط بهالسفر..
مازن : لا كثير خمسة ايام .. خلاص أربع حلو .. والتفت لفهد وهو يقول : وش رايك فهد ..
فهد بخاطره كان فرحان لانه بيرد أخيرا للمكان الي يجمعه مع حبه الوحيد .. ونبض قلبه وكيانه .. فقال بابتسامة عذبة : الراي رايكم .. بس يبيلنا اليوم نتحرك عشان نلاقي حجز
مازن بابتسامة ناعمة : الله يسعدك فهد .. حاول تضبط كل شي اليوم
فهد بابتسامة : انت تامر امر .


بالخارج على أحد الكراسي .. كانت ساره وسمر جالسين ويحاولون يتصلون بجوال نهى ..
دقت سمر على جوال نهى مارضي يشبك .. حاولت مره ومرتين وثلاث ومو راضي يشبك ..
سمر بتأفف : يووه مو راضي يشبك مدري شفيه ..
ساره : حاولي مره ثانيه
سمر وهي تعيد الاتصال : حاولت أكثر من مره مو راضي يوصل ..
ساره بنعومة : غريبة ليه كذا ..
سمر والجوال بإذنها : يووووووه ....
ساره : شفيه بعد !
سمر : يوم شبك أخيرا عطاني مسكر !
ساره : يوه الحين شلون نكلمها
سمر وهي تدور بجوالها بين الأرقام وتقول : المشكلة ندى طلعت من عندها خـلاص ... (( ولقت رقم طلال بين أرقامها وقالت : وش رايك أدق على جوال أخوها !
ساره : اي دقي ليه لاء !
دقت سمر على جوال طلال وفورا شبك معها وكان طلال لحسن الحظ موجود بغرفة نهى .... رن جواله كم رنه .. ورد طلال على الجوال
طلال : الوو
سمر: السلام عليكم
طلال : عليكم السلام ياهلا
سمر : هلا اخوي طلال شلونك ..
عرفها طلال وقال : هلا اختي سمر بخير الحمدلله .. شلونكم انتوو؟
سمر : بخيرالحمدلله .. مبروك ماجابت نهى ..
طلال : الله يبارك بعمرك ..
سمر : مدري طلال أقدر أكلم نهى؟!
طلال : ابشري .. هذي هي معاك .. (( وأعطى نهى الجوال وهو يقولها سمر

نهى بفرحة : هـلا سمـر
سمر بمرح : نهىىىىى حبيبتي شلوووونك؟
نهى : بخير ياعمري شلونكم انتو ؟
سمر : احنا بخير .. مبرووووك ماجبتي نهى ..
نهى : الله يبارك بحياتك ..
سمر : فرحنالك ياعمري الحمدلله على السلامة ..
نهى : الله يسلمك .. ماشاء الله مسرع وصلكم الخبر ههههههههههه
سمر : هههههههه اي انا موصية ندى ومحرصتها اول ماتعرف تبلغني
نهى : تسلمين ياعمري والله كلك ذوق وماتقصرين ..

طلع خالد هاللحظة من الغرفة وشاف ساره وسمر واهم قاعدين وسمر تكلم .. واتقدم لهم وسمر تقول : الله يسلمك حياتي .. وشلون البيبي ومن يشبه ؟!
نهى : طيب البيبي .. وطالع نسخه من خاله ؟!
سمر : خاله طـلال !

انتبه خالد لهالكلمة وعقد حواجبه بانصات وهو واقف قدامهم !
وسمر تكمل : الله يخليه لكم يارب .. يالله ياعمري معاك ساره ..
وعطت ساره الجوال وهو تبتسم لخالد وتقول : عيا لايشبك الجوال مدري شفيه الارسال اليوم!
خالد : أجل شلون كلمتيها الحين ؟!
سمر بهدوء : دقيت على جوال أخوها !
خالد بحمق : طلال ؟!
سمر : اي طلال من غيره ؟
انحمق خالد بشكل غريب لمجرد ماسمع اسم طلال على لسان سمر لا وبعد داقة على جواله ! وقال بحمق واضح : وليه تدقين على جوال طلال ؟!
وقفت سمر وابعدت عن ساره وهي تكلم نهى .. واقتربت لخالد واهي تقول بهمس : شفيك خالد؟! قلتلك ماشبك جوالها وجربت أكلمها على جوال أخوها
خالد بعصبية : انتي ماتلاقين اي فرصة تجيك الا وتدقين على جوال طلال على طول !!
سمر بصدمة : خالد شهالكلام ؟!
خالد : المرة الي فاتت تقولين مو لاقية أحد يوصلك .. والحين الجوال مو شابك معاك ؟! وآخرتها معاك انتي ويا طلال ؟!
سمر بعصبية : خالد ترا انا ما أسمحلك تكلمني بهالطريقة !
خالد بعصبية أكثر : وأنا ما أسمح لك تدقين على جوال طلال لو وش ماكانت الأسباب !؟

سكرت ساره الجوال وانتبهت لهم اهم معصبين بس مادرت وش السالفة وقالت باستغراب وهي تنقل بصرها بينهم : شفيكم انتوا بسم الله ؟!
رمى خالد نظرة غضب على سمر ومشى عنها لوين ماهو كان طالع يسأل الممرضة عن موعد خروج مازن ..
اقتربت ساره من سمر واهي تراقب ملامحها ولاحظت الضيق بوجهها وقالت : وش صار ياسمر؟
سمر بحمق : اخوك ياساره سخيـــــــــف !
ومشت عنها لداخل الغرفة .. وساره واقفة مكانها متمكلها الاستغراب وقالت لنفسها : الحين هو اخوي انا ؟ .. يعني ما كنه زوجها !! وهزت كتوفها بعدم مبالاة .. ومشت ودخلت لغرفة مازن .. وفورا تلاقت عيونها بمازن الي ابتسم لها بكل حـب وبادلته اهي الابتسامة وهي تمشي وتقعد بمكانها المحجوز لها جمبه وجمب قلبه وروحه المتيمة فيها

سيارة مجنونة كانت تشق الطريق بكل غضب وعنفوان .. كان مستقر فيها شخص قلبه يستعر بنيران الحقد شخص يصرخ الغضب بكل حاسه من حواسة .. فتاة جميلة شقراء تلبس نظارة شمسية عشان تخفي توهج عينيها المتوقدة بالغضب .. وشعرها يتطاير مع الهواء كشرار النار المتطاير يلسع الي يقترب منه .. وقفت السيارة بكل قوة أمام أحد المنازل الكبيرة بالمدينة .. ونزلت الفتاة منها بسرعه وهي تخبط الباب من وراها بقوة ! ومشت لين البيت .. ودقت الجرس ثلاث رنات متتابعة .. ووقفت تنتظر عند الباب وهي تهز رجلها بكل توتر ..
رد شخص وسأل من على الباب .. وجاه الجواب وفُتح الباب ودخلت الفتاة .. ومشت بكل ثقة داخل البيت .. ومن وصلت للصالة .. وقفت بكل غرور .. وهي تسأل الخدامة بالانجليزي : رغد موجود؟
الخدامة : اي موجوده بغرفتها ..
الفتاة : قوليلها بسرعه تنزل ..
مشت الخدامة عن الفتاة وهي تحس بالحمق منها .. دومها هالبنت تعاملها بتعالي .. ووصلت لغرفة رغد ودقت الباب ومن جاها الجواب فتحت وأخبرتها عن الزائر ..
رغد بنعومة : مين ياكرستي ؟
كريستي بإزدراء : آنسة عطوف !
هزت رغد راسها وهي مستغربة من حضور عطوف المفاجئ من دون اتصال ! عطوف الي من خلص الحفل ذاك اليوم واهي اختفت عن الأنظار ! خرجت من ذاك الوقت وجنون الغضب متملك كل عصب من أعصابها .. واتوجهت لأحد الفنادق واستأجرت غرفة وبقت فيها .. وسكرت جوالها ومنعت الاتصالات عنها .. وقبل لاتسكره أرسلت رساله لأمها انها بايتة عند رغد .. وأرسلت لرغد ان لو سألوها أهلها عنها تأكد على نفس كلامها .. ورغد الطيبة الي تخاف من ردود أفعال عطوف الشرسة .. اضطرت انها توافق .. لكن الغريب ان أهل عطوف ما سألوا عنها .. واهم متعودين انها دايم تطلع وتبات عند صديقاتها ومو شي جديد عليهم
خصوصا هالفترة الي الكل مشغول بترتيب زواج " مي على بدر "
نزلت رغد الدرج وهي تحسب حساب لعطوف ووضعها النفسي هاللحظة .. وكيف مزاجها بيكون ! ويوم وصلت لقتها واقفة بالصالة وايدها على خصرها وتهز رجلها بتوتر
رغد واهي تصطنع المرح : هـلا بعطوووف أهلين ..
عطوف ببرود : هلا رغد
رغد : حياك الله .. ومدت ايدها للصالة واهي تقول : تفضلي
عطوف بمكانها : لا مشكورة .. أبيك تجين معاي الحين ؟!
رغد : على وين ؟!
عطوف : على أي مكان يهدي الأعصاب ويخليني أقدر أفكر !
رغد بحذر : تفكرين بإيش عطوف !
عطوف : أفكر بالي أفكر فيه .. وأحتاج تكونين معاي تعاونيني ..
رغد بنظرة أسف : بس ياعطوف ارحمي نفسك
عطوف بحمق : انتوا الي ارحموني .. محد منكم مهتم فيني ولا مستجيب لرغباتي .. أخس شي عندي لما توقف الدنيا ضدي .. والدنيا دومها ماوقفت معاي!
رغد بهدوء : لان رغباتك مستحيلة عطوف
عطوف : مافي شي مستحيل ! كل شي ممكن بهالدنيا .. والحين رجـاءا رغد .. انا مو جاية عشان أسمع هالكلام .. أبيك تجين معاي يعني لو سمحتي ..
رغد باستسلام : أوكي عطوف .. بس دقايق أروح أبدل ملابسي وأنزلك ..
عطوف بقلة صبر : بسرعه رغد (( ومشت وهي تقول : أنتظرك بالسيارة ..
راقبتها رغد لين طلعت من البيت .. وبعدها اتنهدت من قلب وقالت : الله يعينك على نفسك ياعطوف ! وطلعت غرفتها وغيرت ونزلت لوين ماعطوف تنتظرها بالسيارة على جمر !
انطلقت عطوف بالسيارة بنفس السرعه والجنون .. ورغد كل شوي تحثها انها تهدي على الأقل لايشوفهم بوليس ويمكسهم .. ونظام الشرطة بأمريكا جدا شديد .. لكن عطوف ماهتمت لأحد .. لين وصلوا أخيرا لأحد المقاهي المطلة على البحــر ..
وهناك جلست عطوف مع رغد وطلبولهم كابتشينو .. وفكت عطوف نظارتها لتظهر عينيها المتولعة بالحقد والغضب .. ورغد قالت بهدوء : وبعدين ياعطوف ؟! وش ناوية تسوين ؟
عطوف وهي تشرب الكابتشيو ومضيقة عيونها بالأمواج الي قدامها .. همست بصرامة :مو تاركتهم بحالهم !
رغد وهي تراقب عيونها : لمتى عطوف ! متى تقتنعين انهم جسدين بروح وحده ومستحيل يفرق بينهم شي؟
عطوف بغضب : للحظة كنت ممكن أقتنع بهالشي وأبتعد .. لكن .. (( وظهر الغضب بصوتها أكثر : مو بعد ما أهاني مازن قدم الكل .. ودعس على الورد وكنه دعس على قلبي .. وركض وراها وخلاني مسخرة ومضحكة قدام الكل ! (( والتفتت لرغد بقوة وهي تقول بعصبية : أنا يهيني بهالطريقة يارغد !! داس على مشاعري وحبي وغرامي.. وبالآخر يهيني وقدام العالم والناس ! لهالدرجة وصلت فيه المواصيل ؟! لكن على مين يارغد .. واتنهدت بغضب واهي تكمل : والله لأخليه يدفع ثمن الي سواه فيني غـــــالي
رغد وهي تطالعها بأسف : عطوف انتي جرحك موقفه .. لكن حتى ساره جرحها موقفك انتي ! وكنتي متوقعة ان مازن بيبقى على جرحها مقابل انه مايجرحك إنتي ؟! مازن لحظتها ماكان شايف قدامه الا ساره المنجرحة واهي تبتعد بكل ألم خارج المكان .. ماقدر يصبر واهو يشوفها متألمة بهالطريقة !
عطوف بعصبية : انتي ليه تدافعين عنه ..؟!
رغد بهدوء : ما أدافع عنه عطوف .. انا أبي أفهمك ان مازن كان لازم ينتصر لواحد من الاثنين .. وقلبه الي اختار عطوف وانتي أدرى من الي بقلبه !!
عطوف وهي تحرك ايدها بعصبية : بس مو على حسابي انا وإهانتي قدام الكل .. ؟! أصدقائنا بالجامعة .. أساتدذتنا .. مديرنا .. كل الي يعرفون عطوف ويعرفون من اهي ووش تكون ! يقوم يهيني قدامهم ويجرحني بهالطريقة .. بكون حمــارة لو رضيت بهالشي وسكت !
رغد بحذر : يعني وش بتسوين عطوف ؟!
عطوف بغضب : هذا الي جالسة أفكر فيه وذبحني التفكير طوال هالثلاث أيام .. أبي أوصل لطريقة تخليني أنتقم لنفسي .. قبل لا يفارقون من هالبلد .. (( وتولعت عينها بالحقد واهي تكمل وتقول : وان ماقدرت .. بالحقهم للسعودية !! وراك وراك أنا يامازن . لو لآخر الدنيا !
اتنهدت رغد بألم على حال صديقتها وبدت الأفكار تلعب بمخها .. بس أفكار من نوع آخر .. وهي كيف ممكن توقف بوجه عطوف وتمنعها عن تكملة مشوارها الخبيـث !

***********

مساء اليوم .. كانت سيارة مازن منطلقة للفندق بقيادة خالد .. ومعاه مازن وساره وسمر .. وفهد بالسيارة المستأجرة وصل سليمان وغاد الأوتيل وانطلق لمكتب الخطوط ليضبط أمور الحجوزات
وهم بالطريق كان صوت المسجل اهو سيد الموقف .. ولا كل واحد كان عايش بدوامة من الأفكار والمشاعر والخيال ..
كانت سمر ساكته ومتضايقة من تصرف خالد معها .. مو معقوله يتعامل معاي بهالطريقة في كل مره يصير احتكاك عفوي بيني وبين طـلال .. يعني يظنني متعمدة أكلمه؟! لهالدرجة ياخالد صرت تشك بحبي لك ؟! ليه طيب؟ عشان موقف سابق صدر مني بالغلط ؟! وبكيت واعتذرت وندمت وانت أظهرت لي السماح والنسيان .. من وين تنسى؟ وانت ثارت أعصابك من عرفت اني كلمته؟! قوية منك ياخالد هالحركة والله ماأرضاها على نفسي انت شلون ترضاها علي؟! .. اتنهدت بكل ألم حتى ان ساره التفتت لها وهي تطالعها باستغراب ؟! وش صاير بينها إهي وخالد؟! مدري هالاثنين متى تنتهي مشاكلهم .. على كثر حبهم المجنون الا ان مشاكلهم ماتخلص ! يالله انك تصلح أحوالهم وتسعدهم .. رجعت ساره لوضعها وطالعت مازن الي مرجع الكرسي على ورا .. وساند راسه بشوية تعب على مسندة الكرسي الخلفية .. تأملته ساره بحب وهو حس فيها .. نزل مازن المظلة الي قدامه لتظهر المراية الصغيرة .. ووجّه المظله عليها لين ظهر وجهها بالمراية .. وضيق عيونه واهو يتأملها بكل حب وشوق .. وساره من شافته ابتسمت له ابتسامة ذوبت روحه ..
لكنه مابادلها الابتسامة .. الا ان نظراته كانت كافية بالتعبير عن نيران الشوق المتولعة داخل صدره .. والحب المجنون الي يسري بدمه وشرايينه .. وساره خفق قلبها بكل قوة من نظراته الي ماشافت مثلها بهالدنيا .. نظرات ذوبت روحها وحست انها بتدوخ منها .. فماكان منها الا انها تمحي الابتسامة من وجهها وطالعت فيه بنفس النظرات .. نظرات الحب العاصف والشوق المجنون لحضن هالانسان .. وكانت ساندة دقنها بطرف أصابعها .. وانسحـر مازن منها .. نظراتها الي صارت تطالعه فيها كانت قوية عليه .. خفق قلبه بكل قوة وعض شفايفه وهو يتنهد من عذاب الشوق ! التفت له خالد بصمت وشافه واهو يطالع بالمرايه وكنه ميت بمكانه! ابتسم خالد ابتسامة خفيفة مازن ماحس فيها واهو روحه وقلبه وكيانه مع ساره .. ورجع خالد يطالع الطريق واهو يقارن حاله مع سمر بحال مازن وساره ... قلوب عشاقة ومتيمة ومجنونه وولهانة .. لكن انا من قال ما أعشقها ! يعلم الله وش كثر حبي وعشقي لسمـر .. وهالحب اهو الي مو مخليني أستحمل الي صار .. أغار عليها ياعالم .. مابي أحد يكلمها غيري ولا يسمعها غيري .. ملكي ياناس وحلالي ومحد له حق فيها الا انا وبس .. لكن ليه ماتفهم ! ظنيت الي صار قبل كفيل بانه يخليها تحرم تطري اسم هالانسان على بالها مو عاد على لسانها .. لكنها اتطورت وكلمته بعد ... آآآآآآآآآخ بس لو أقدر أطير فيها لدنيا مابها الا احنا .. وأمنع عنها كل العالم الا أنا .. أتمتع بحبها وهواها وغرامها بدون منغضات ولا غيرة ولا شكوك .. آآآخ بس ! حسي فيني سمووور .. أحبك وأموت فيك أرجوك لا تخربين الي بيننا بهالحركات .. أرجوك سمر مقدر أعيش بدونك أنا حسي فيني ياحياتي وجنوني ..
وصلت السيارة للأوتيل ونزلوا منها .. ووقف مازن مكانه لين تجاوزت ساره مكانها واقتربت من مازن .. ابتسم لها مازن ومسك ايدها واهو يطالع خالد وسمر واهم يبتعدون .. سمر بصوب وخالد بصوب !
ومن ابتعدوا رفع مازن ايد ساره وباسها واهو يطالع عيونها بكل حب .. وهمس :أوعدك ساره وعد حر من قلبي المتيم فيك والي مايبي غيرك بهالدنيا .. ان أول مانرجع السعودية .. بكلم فهد بموضوعنا .. وأعقـد عليك !
خفق قلب ساره بكل فرح وحب وابتسمت ساره ابتسامة ساحرة واهي تهمس بفرحة : مو معقووول !
مازن بابتسامة : ليه مو معقول ؟ الي مو معقول اهو اني أخليك بحالك وانا الي بغيت اموووت من فارقتيني ثلاث أيام !
ساره بحب : تعقد لي .. وأصير زوجتك مازن ؟!
مازن بذوبان همس : اي زوجتي سوسو .. وانا زوجك .. حلو مووو ؟؟
ساره بفرحة : جناااااان يامازن مو بس حلوو ..
مازن : صبرنا وانتظرنا لما فيه الكفاية .. انا عن نفسي مـــــــــــا أقدر أصبر أكثر .. وانتي ؟
ساره : وانا ماقدر يامازن ..(( وتجمعت الدموع بعيونها واهي تقول : أوقات كثيرة أحاول أمسك نفسي بصعوبة عن ما أرمي نفسي بحضنك .. كم مره أتمنى أرجع طفلة بس عشان أركض عليك وتشيلني وتحضني ..
لا خـلاص .. تعرفون قلبي مايستحمل .. حياتي ساره قدامي وتقولي وش كثر محتاجة لحضني وأتركها ..؟! مجانين أنتوو؟! وبلحظة جنون كان مازن بيمسك ساره ويلمها بكل حنان على صدره .. ويغمر الفراغ الي بداخلها بعطفه وحنانه وحبه .. حتى انه امسك ذراعينها بكل نعومة واهو يطالع الطريق قدامه .. وانتبه لضوء سيارة مقبل من بعيد .. خلاه يركز فيه على أمل ينحرف مسار الضوء لطريق ثاني .. لكن الضوء اقترب لين ظهرت السيارة بوضوح .. وانتبه مازن للشخص الي بداخلها .. كان فهد ..!
رجع طالع بساره بكل حب .. ومد ايده ومسح دمعتها وهو يهمس بكل حنان : هانت حياتي ..
هزت ساره راسها بالايجاب .. والتفتت تطالع سيارة فهد الي وقفت بين المواقف ونزل منها فهد واهو حامل أوراق وجوازات .. واتقدم بخطوات هادئة لبوابة الفندق ..
مسك مازن إيد ساره بنعومة ومشوا ويا بعض بخطوات ناعمة خلف فهد .. بالبداية حس فهد بان احد يمشي خلفه لكنه ظن أنه أي من نزلاء الفندق.. لكن انتبه للخطوات الي كل مالها تقترب منه بشكل خلاه مايقدر يقاوم فضوله .. ويوم وصل للبوابة وقبل يدخل .. التفت فاجأة للخلف .. وشاف مازن مع ساره !
طالعهم فهد باستغراب ومازن قال وهو يضحك : اسم الله عليك حبيبي تراني مازن مو جني ..
نقل فهد بصره بينهم وقال : ومن وين طلعتوا ؟!
مازن :تونا رادين من المستشفى مع خالد .. وسبقنا هو على الجناح ..
فهد بابتسامة خفيفة : الحمدلله على سلامتك
مازن : الله يسلمك يارب ..
فتح فهد الباب بوسعه عشان يكفيهم يدخلون كلهم وبخاطره كان مو مرتاح لخلوة مازن باخته ساره عند السيارة وبهالمساء .. مشى معهم واهو يسرق النظر لهم ومتضايق من خاطر .. اي نعم مازن اخونا وتربينا سوى وأثق فيه أكثر من اي شخص بهالدنيا .. لكن تظل ساره غريبة عليه ومو حلاله ! مهما كان يحبها بجنون .. ويموت بهواها وغرامها .. لكن كل شي له حدود .. دخلوا المصعد بصمت وفهد عقد ذراعينه وطالع ساره وهي واقفة بجمب مازن وماسكة ذراعه كنها خايفة يروح عنها .. ساره اهي بعد متعلقة بمازن ومخليته مايقاوم وجودها .. ادري انها فاقده الحب والحنان والعاطفة الي مالقت غير مازن يغرقها فيهم .. لكن مقدر أتركهم ياخذون راحتهم واهم حبهم المجنون ممكن يطير عقولهم بأي لحظة ..
وعزم يكلم مازن بموضوعهم أول مايوصلون السعودية .. ويقترح عليه يعقد على ساره ! " اش رايكم بهالتوافق العجيب!"

وصل المصعد للدور الي هم فيه .. ومشوا للجناح وساره لازالت ممسكة بذراع مازن بكل نعومة .. وعند الجناح ماقدر فهد يستحمل الموقف أكثر وبنفس الوقت ماحب يزعل أو يجرح ساره ويأمرها تبعد عن مازن فكل إلي قاله : مازن تعال معاي الجناح أبي أسألك عن الخطوط ..
مازن : آمر حبيبي .. (( ومشى لفهد ..
وساره ابتعدت من سمعت فهد يطلب مازن واقتربت من جناحهم ودقت الباب ودخلت و أول مادخلت انتبهت لسمر واهي قاعده على سريرها وساندة ظهرها بالجدار ولامه ركبها لتحت دقنها وسارحة بعالم ثاني ومعالم الضيق والحزن بوجهها .. اقتربت منها لين وصلتها وقعدت جمبها بنعومة واهي تقول : سموور وش الي صار ؟!
ظلت سمر ساكته وعيونها ظايعة بالفراغ الي قدامها وساره تعيد عليها : وش الي صار سمر اتكلمي ؟!
سمر بهمس : وش تبيني أقول؟!
ساره : قوليلي شفيك متضايقة وش صار بينك وبين خالد؟!
سمر : سخيف
ساره : أدري قلتيلي بالمستشفى .. بس ليه سخيف وش سوالك ؟!
رفعت سمر عيونها لساره من غير ماتتحرك وقالت : أحس انه يشك فيني ياساره .. وش رايك بالله !
ساره الي ماكانت تعرف بالسالفة الي صارت بالسعودية وقالت باستغراب : يشك فيك ؟؟؟ شلون طيب وليه ؟
سمر : مدري عنه اهو شلون يفكر ..
ساره : انتي متأكده انه يشك فيه ولا احساس بس
سمر : احساس يكاد يكون حقيقي ..
ساره : أوكي ليــه طيب؟ وش شاف منك !
سمر : سالفة قديمة ساره .. صارت ظروف قوية خلتني أضطر أركب انا وندى مع طلال أخو نهى .. عشان ياخذنا لنهى بالمستشفى يوم كانت تعبانة .. وخالد من درا وشافني نازلة من سيارة طلال .. قلب الدنيا وقعدها ! وثارت أعصابه وهاوشني وكان شوي ويضربني بعد .. !
ساره : وانا ويني عن كل هذا ؟!
سمر : كنتي بالبيت انتي وانا كنت يومها زعلانة من خالد وطلعت من بيتكم بدري .. المهم عدّت السالفة على خير ونسيناها .. بس الظاهر انا الي نسيتها بس لكن اهو مانسى ..
ساره : ليه مانسى وش دراك ؟!
سمر : اليوم ياساره .. يوم عرف اني متصلة على جوال طلال .. وانتي شفتي شلون الوضع أجبرني اني أتصل فيه .. صح ولا لاء ؟!
ساره وهي تهز راسها : الا صح ..
سمر : اهو مافهم ولا يبي يفهم .. عصب يوم عرف اني متصله على جوال طلال وسمعني كلام والله ما أرضاه على نفسي ساره !

هاللحظة طلعت غاده من الحمام واهي تنشف شعرها بالمنشفة .. ومن شافتهم ابتسمت بنعومة ومشت لشنطتها وطلعت منها كريماتها وفرشة شعرها .. ومشت عنهم للحمام واهي تحس ان بينهم شي ماتبي تدخل نفسها فيه ..
طالعت سمر بغاده الي سكرت الحمام وقالت لساره : أوقات أشوف غاده شلون تحب سليمان وسليمان يحبها .. ولا إنتي ومازن .. أحس حبكم راقي وسامي وكله احترام وشفافية .. عمري ماحسيت ان ممكن بيوم أحد منكم يشك بالثاني .. وان كان انتي شكيتي بمازن .. فماتنلامين .. لان موقف كبير الي صار .. وبعدين اهو رجال وممكن نبلعها لو جت منه ..لكن ان الرجال يشك بزوجته قوية ياساره والله قوية ..
ساره بحنان : سمر حبيبتي انتي الي حسيتي انه يشك فيك .. بس اهو مايشك سمور اهو يغار عليك ومايبي أحد يقرب منك ولا يكلمك ولا يشوفك .. صدقيني مو شك ..
سمر : اسلوبه مو اسلوب واحد يغار ..
ساره : يمكن خانه الاسلوب سمر .. لكن لو شك خالد فيك ماراح يقعد الا لما يعرف ويتأكد وش بينك وبين طلال ! لكن شوفي هو لا سأل ولا دور ولا حاول يعرف لأنه مو شاك .. اهو بس غيران وذابحته الغيرة..
كان لكلام ساره الأثر الي خلى قلب سمر يرتاح نوعا ما .. لأنها ماكانت متقبلة فكرة ان خالد يشك فيها واهي الانسانة الي صانت نفسها طول عمرها عشانه وعشان حبه اهو ماغيره .. وعدلت قعدتها واهي تتنهد بحيرة وألم .. وساره تبتسم لها بحنان وبخاطرها شالت همهم بالمره .. واتخيلت لو ان لو الشك فعلا دخل علاقة الحب سواء بينها وبين مازن .. او بين سمر وخالد .. شلون بتكون النتيجة ؟؟ ولا إردايها ارتسمت ببالها النهاية بأبشع الصور !! حتى ان قلبها انتفض بكل خوف منها ! وهزت راسها واهي توقف وتحاول تطرد منها هالمشاعر المخيفة .. الي ياترى بتكون من نصيب أي علاقة ؟!

*********

مر اليوم حافل بكل أنواع الأحداث والمشاعر المنوعة .. الى ان هد النوم أصحاب القلوب المنهكة بعذاب الحب وعذاب الشوق وعذاب الغيرة وعذاب الحيرة .. وعذاب الحقد !
وفي الصباح كان مازن يشق شوارع المدينة من مكان لمكان لتصفية أموره كلها .. من اخلاء حسابه بالبنك.. واستلام أوراقه بالجامعة .. وانهاء العقد مع شركة الاتصالات والكهرباء ومثل هذه الأمور ..
وقفت السيارة أمام أكبر معارض السيارات بالمدينة عشان يضع عندهم مواصفات سيارته ليعرضوها للبيع .. نزل من السيارة بهدوء والنظارة الشمسية معتلية وجهه بكل روعه .. ومشى بخوات ثابته للمعرض وملف الأوراق بإيده .. وهو يطلع الدرج انتبه لباب المعرض واهو يفتح ويطلع منه شخص في غاية الأناقة والجاذبية .. تتوسد ذراعه بنت حلوة ونعومة يعرفها مازن زين ويعزها معزة خاصة .. ابتسم مازن بكل ود للشخصين الي من شافوه تهللت وجيههم بالفرح واقتربوا منه ومازن من شافهم يقتربون قال بمرح : مرررررحبا ..
كان الشخصين اهم الثنائي الرائع .. بدر ومي ..
بدر بابتسامة واسعة : هلا والله بمازن ..
مد مازن ايده للمصافحة واهو يقول : هلا بدر شلووونك ؟!
بدر : بخير الحمدلله ..
مازن واهو يمد ايده لمي بابتسامة ناعمة : شلونك مي ؟!
صافحته مي وهي تقول بنعومة : الحمدلله .. انت شلونك اخوي وش اخبارك ..
مازن : بخير الله يسلمك
مي بحرج : وشلون .. ساره والبنات ..
هز مازن راسه بابتسامة عذبه وقال : بخير ويسلمون عليكم ..
مي بهمس : الله يسلمك ويسلمهم
بدر : وش عندك جاي معرضنا ؟
مازن بضحك : باسرق مواصفاته يمكن أسويلي مثله بيوم من الايام
بدر بمرح : والله تسوي أحسن منه .. فيك الخير انت ماشاء الله
مازن : تسلم أخوي ماتقصر
بدر : لا والله جد وش عندك جاي المعرض .. تبي شي .. توصي شي .. آمر بس
مازن : مايأمر عليك عدو حبيبي .. بس والله احنا قدمنا حجزنا وبنسافر بعد ثلاث ايام .. و ما عاد يمديني أتصرف بالسيارة .. قلت أجي أحط موصفاتها عندكم ومتى ماجاكم زبون تبيعونها ..
مي باستغراب : بتسافرون بعد ثلاث ايام مازن ؟؟؟؟
هز مازن راسه وهو يقول بهدوء : ان شاء الله
مي بزعل واضح : ليه طيب قدمتووه مازن ؟!
اتنهد مازن واهو يقول : الظروف يامي .. أوقات اهي الي تحكمنا ..
مي : لكن مازن مايصير ماتحضرون زواجنا .. انا وبدر زواجنا بعد اسبوع وكنت متحمسة تجون كلكم
مازن بأسف : ليتنا والله نقعد ونحضره .. بس صدقيني مانقدر .. وانتم عسى الله يوفقكم ان شاء الله ويسعدكم ويصير زواجكم من أروع مايكون سواء بحضورنا ولا بدونه
مي : تسلم أخوي .. وكملت باستلام : يالله أجل توصلون بالسلامة يارب
مازن بابتسامة عذبة : الله يسلمك اختي ..
بدر وهو يطالع سيارة مازن وقال : هذي سيارتك مازن صح؟
مازن وهو يطالعها : اي هذي هي
بدر : ماشاء الله كنها جديدة .. انت شاريها من معرضنا؟؟
مازن : اي والله من معرضكم مالنا غيره بديل احنا
بدر بفخر : تسلم يالغالي .. خلاص خلها علي وانا باتصرف فيها وان شاء الله بأبيعها لك بسعر طيب ..
مازن بابتسامة : تسلملي بدر .. يعني مايحتاج أدخل واكلم المدير واحوس بهالشغلة كلها
بدر بضحك : لاحبيبي مايحتاج .. بس عطني مواصفاتها ..
طلع مازن الأوراق المتعلقة بالسيارة من الملف .. وناولها بدر الي استلمها بكل اهتمام .. وألقى نظرة سريعة عليها واهو يقول : خلاص مازن لا تشيل همها .. انت بس خل أرقامك عندي وأي شي يستجد فيها ببلغك
مازن بابتسامة : فيك الخير ياخوي .. مشكور ماتقصر
بدر : العفو حبيبي ..
مازن وهو ينقل بصره بينهم : يلا أجل ماعطلكم .. وطالع مي وقال : سلامي على الأهل أختي
مي بابتسامة ناعمة : الله يسلمك أخوي ..
مشى مازن وهو يبتسم لهم ابتسامة تذوب الحجر ويقول : سلام عليكم ..
ردوا عليه السلام واهم يراقبونه واهو يبتعد .. وبدر ماقدر يقاوم اعجابه برجولة هالانسان وقال واهو يراقبه يركب السيارة : مازن رجـال ولا كل الرجاجيل .. والله لو كان عندي اخت ماترددت بيوم أخطبه اهو لها !
مي ماردت .. الا خفق قلبها واهي تسترجع معارك عطوف الحامية الي كانت تقومها عشان توصل لمازن بأي طريقة كانت .. وبكل مره كانت تفشل وتنهزم .. لأن قلب مازن كان محكم الاغلاق عن أي حب غير حب وعشق وغرام سـاره .. ولا إردايها طلعت تنهيدة حزن من قلب مي على حـال اختها .. الي مارضت بيوم تستلم لهالحقيقة .. ويوم اقتعنت ان مازن مستيحل يلتفت لها .. قررت تتنتقم منه !
لاحظ بدر حزنها وقال بكل حب : شفيك حياتي ؟!
ابتسمت مي ابتسامة ناعمة واهي تقول : مافيني شي حبيبي بس .. خلنا نمشي من هنا أحس الجو حار ..
بدر بابتسامة : على راحتك ياعمري ..
ومسك إيدها بكل حب ومشوا سوا لأكشخ سيارة متوقفة بكل ثقة وفخر أمام المعرض .

*******

ما انتهى اليوم الا والخبـر وصل لعطوف .. ان مازن وأهله قدموا السفر .. وثارت أعصابها الي ماهدت بلحظة .. وتفجرت براكين الغصب بداخلها ؟! على وين رايح يا مازن ؟! مستحيل تمشي من هنا بكل سلام ! وانا الي كنت ناوية أوريك النجوم بعز الظهـر ! تروح تقدم سفرتك وتهرب بحبيبتك عني ! ليه وش تحسبني أنا ؟ ماقدر ألاحقك وأوريك انت واياها ؟! لا تتحداني مازن .. ! لأنك بتندم ! وتدفع ثمن سواياك فيني غااالي !!
وبكل جنون الغضب قررت تلحقهم .. لوين ماحجزوا وقرروا يسافرون !

بس على وين ياعطوف ؟! هل إنتي تدرين اهم وين رايحين ومتى بيروحون ؟! هل انتي تدرين الحين عن المعاناة الصاخبة الي تهز الجناحين هالوقت ؟! والي ممكن تغير أمور كثيرة بمجريات الأحداث ؟!
هل تدرين عن الي صار ؟؟ لا هي ماتدري .. ولا انتم تدرون .. عن الخبر الصاعقة الي نزل هاللحظة على الشباب والبنات بالفندق !! خبر انهاروا منه كلهم بلا استثناء .. وانهمرت دموعهم بكل ألم وحزن وعذاب .. خبر كان كفيل بتحطيم آخر أمل بقى لهم بأن الدنيا لازالت بخيـر !
الخبر كان وفاة جدهم ! هالجد الي كان لهم تاج راسهم وعزهم وسندهم .. فقدوه وفقدوا الأمل معاه .. لأنه جدهم .. ولأن قلبوهم خـلاص ماعادت تستحمل خبر وفاة وموت !!


ياترى وش ممكن يغير هالشي من مجريات الأحداث ؟!
خالد وسمر والعلاقة الي بينهم .. هل ممكن يلاقي الشك مدخل لقلوبهم ويتمكن من علاقتهم ؟!
ساره ومازن .. والأمنية المشتعلة بقلوبهم وحسوا انها اقتربت من التحقق .. هل بتوقف الدنيا معهم وتعاونهم على تحقيقها ؟!
عطوف ونار الحقد والغضب الي كل مالها تزداد وتشتعل بداخلها .. على ايش بتنتهي واش هي نوياها القادمة؟!
فهد ومع الفرحة الغامره الي تملكته بلحظة .. للعودة لوين ماحياته وروحه تسكن وتعيش .. هل بيظهر الحب على ارض الواقع ويخطوا خطوة نحو المستقبل ؟!
اش ممكن يصير بهالعلاقات كلها ؟! وسليمان وغاده .. وطلال وسماهر .. ؟!
وش نهاية كل هالعلاقات ياترى؟!

****

 
 

 

عرض البوم صور dali2000   رد مع اقتباس
قديم 10-05-10, 06:49 PM   المشاركة رقم: 17
المعلومات
الكاتب:

البيانات
التسجيل: Sep 2006
العضوية: 13121
المشاركات: 14,020
الجنس ذكر
معدل التقييم: dali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسي
نقاط التقييم: 4990

االدولة
البلدCuba
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
dali2000 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ghadabarbie المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 

الحلـقة الـ 26
" أنا قدرك ونصيبك "
************

كانت أشكالهم ملفتة لنظر الجميـع .. كل من يمشي ويشوف مجموعة الأشاخص الي يمشون بهدوء ويجرون آلامهم وأحزانهم وراهم في أرض المطـار الدولي .. كان كل واحد منهم تظهر معالم الحزن والألم بملامحه .. والبنات عيونهم متوقدة كالجمر من كثر البكي على موت جدهم الصغير بالسن .. هالجد الي كان مثل أبوهم يرعاهم ويحرسهم وأهو بعيد عنهم .. وأكثر من مره طلبهم ينتقلون للعيش عنده بلبنان تحت نظره وبصره ليرتاح قلبه وخاطره ويهنأ بحياته .. لكن الظروف والحياة ماكانت بكيفهم .. كان مريض بالقلب وجته جلطة جامدة ماصحى منها ! وانتقلت روحه لبارئها تارك وراه قلوب تحبه وتهواه وتتقطع على فراقه وتتألم لموته .. خصوصا بيت أبو فهد .. الي ماعادت قلوبهم تستحمل أي موت وفراق .. تعبتهم الدنيا وشوي وتقضي عليهم كثر ما أخذت منهم وولعت قلوبهم .. بس خلاص .. أبونا وأمنا والحين جدنا ولمتى بنفقد ؟ استغفروا الله على مشاعر السخط الي انتابتهم من كثر الحزن .. واحمدوا الله واشكروه على كل حـال .. ومر اليوم الي بعده صاخب على الكل .. واهم يحاولون يعاونون مازن قد مايقدرون على انهاء جميع التزاماته بهالبلد .. لأن السفر اتقدم أكثر .. واتغير مساره من نييورك الي السعودية .. اتغير وصار من نييورك الى بيروت .. لوين ماهو العـزا هناك .. ولوين مايشاركون الكل الحزن والألم والدموع ..
أخيرا استقروا بالطيـارة بكل صمت وحزن .. دون مايكلم أحد الثاني الا بهمس وبملل .. واقعدوا أماكنهم وتنهيدة حزن تخرج من صدورهم .. ودقايق وأقلعت الطيارة بقوة .. كقوة الألام الي بقلبوهم .. كضجة الأحزان بداخلهم .. كانهمار الدموع بعيونهم .. ياعسى الي خلا الطيارة تقلع من هالأرض .. يقلع بيوم هالهموم من قلوبنا .. والله تعبنا ..
وبعد هالسفر الطويل المتعب للجسد والنفس .. أخيرا وصلت الطيارة لأراضي بيروت .. ونزل كل من عليها لوين مايهديه طريقه .. ونزل فهد والكل ومشوا بخطوات متعبة ومنكهة .. لين دخلوا المطار .. ولقوا أبو مازن بانتظارهم .. ومعالم الحزن بوجهه .. وسمر من شافت أبوها ركضت ورمت راسها على صدره وبكت من خاطر .. وهو ضمها ومسح راسها بحنان وحاول يهديها ويصبرها .. بعدها اقترب مازن من أبوه وضمه وهو يحس بحرقة الألم بصدره .. وماقاوم دمعة نزلت بكل حرارة على خده .. واهو يصبره ويقويه .. كان صعب عليهم يتلقون هالخبر وهم بعاد .. يمكن لو كانوا موجودين كان وقعه عليهم أهون .. لكن من وين يخبون عليهم واهم من سافروا أبو مازن وأم مازن واهم على اتصال مستمر يسألون عن أحوال جدهم ووضعه ..لين عرفوا بخبر وفاته الي صعقهم !
مشوا مع ابو مازن للسيارة بعد ما شالوا أمتعتهم .. وانطلقوا لقصر جدهم المرحوم .. لوين ماهناك القرايب كلهم يبكونه بآخر يوم للعزاء اليوم الثالث .. عسى الله لا يبكيكم على عزيز .
وهناك تجدد الحزن .. وتجددت الدموع وكأن الجد توه الي مات .. وهم يستقبلون عيال وبنات أخواتهم وبنات خالاتهم .. هالعيلة الي حبها اقتحم كل قلب .. وكانوا دومهم حديث الكل بكل حب وحنان وعطف ومعزة ..
بالأخص جدتهم الي تموت فيهم .. بكت عليهم واهي تحتضن كل واحد منهم بكل أمومة الحب والحنان والشوق .. ويوم احتضنت ساره ناهجت من البكي وساره شاركتها بكيها بكل حزن ..
كان يوم كئيب وحزين ومدمع .. ومتعب على الكل خاصة الي ردوا من السفر ومارتاحوا .. وماصدقوا بدا يخلا البيت .. واتجهوا لوين ماغرفهم مجهزة لهم .. وبكل تعب وألم وحزن وارهاق .. رموا نفسهم على فرشهم .. ونـــــاموا ..
*********
في الصباح انطلقوا الشباب مع ابو مازن لوين ماجدهم المرحوم مستقر بكل راحه بقبره .. وصلوا المقبرة ودخلوا .. ومشوا بكل حزن لقبر جدهم .. وسلموا عليه ودعوله .. ودمعت عيونهم عليه .. وابومازن يدعيله ويصبرهم .. واهو يدري ببركان الاحزان المتفجرة بداخلهم .. هالبشر الي واجهوا أحزان وضغوط بحياتهم .. لو توزعت على الدنيا كلها كان كفتهم !! عاشوا الي محد عاشه من الظروف والاحزان من هم اطفال لهاللحظة .. لكن اراد الله برعايته وحفظه .. ان يطلع كل واحد منهم رجال يملي الثوب ويوزن الكلام ويحمل المسؤولية ويكون فخر وعز للكل ..
رجعوا للبيت ولقوا الكل ينتظرهم على الفطور .. وجدتهم الي ذبحها الحزن على موت زوجها .. الا ان فرحتها بجية أحفادها نظر عينها تسوى عندها الدنيا ومافيها ..
كانوا البنات جالسين بهدوء بين بنات أخوالهم الي يموتون على ساره وسمر وشافوا غاده وحبوها من أول ماشافوها واهي الي كانت تحس بحرج وحيا من هالمجتمع الي أول مره تختلط فيه ..<< سعودية أبا عن جد..
وهم قاعدين سوا .. انفتحت سيرة الدراسة والمدارس وبنت خالهم أمل تقول : تصدقوا أنا وأخواتي كرهنا الدراسة التقليدية بشكل كبير وحزروا وش سوينا ؟!
ساره بابتسامة ناعمة : وش سويتوا ؟!
أمل بضحك : تركناها وسجلنا بمدرسة داخلية !
استغربوا كلهم وساره تقول باستغراب : عن جد أمل ؟؟
أمل بمرح : والله جد من السنة الماضية احنا فيها ..
سمر : طيب شلون شفتوها حلوة ؟؟
أمل : تجنن ..! خرجات وبسطة وحفلات وصحيح نظامية مره .. لكن حلو انك مع زميلاتك كلهم بنفس المكان وبالويك اند نروح لأهالينا
ساره وهي تضحك : والله حركة !
أمل : وناسة ياسوسو .. تعالي بس خلي السعودية وسجلي معانا فيها وخلينا ننبسط سوى
ساره : هههههههههههههههههههههههههههههه اتخيلي !
أمل : وليه لاء .. أتوقع الدراسة هنا أسهل وأحلى
ساره بابتسامة : يمكن بس ماقدر اخلي السعودية مهما كان ..
أمل تبي تغريها : مدرسة داخلية سوسو والله نفلها وننبسط محد داري عننا
ساره : ههههههههههههههه بس انتي لاتخربيني
أمل : هههههههههه فكري فيها ياساره والله تنبسطي ..
سمر : لا ياحلوة خلي بنت خالتي عندي يكفي انتي عندك خوات يكفونك
أمل باستهبال : وانتي ياسمر كمان تعالي مع ساره وسجلي بالمدرسة وخلونا نفلها صح ..
سمر : هههههههههههههههه خلاص انتي قررتي ان ساره بتجيك وتسجل معاك !
أمل : باتمنى والله .. ومافي شي مستحيييييييييل
ضحكوا عليها وانختمت هالسالفة بآخر كلمة انقالت .. مافي شي مستحيل .. !!
على العصر كانت جلستهم وحده .. بما فيهم عيال الأخوال الي أخذوا راحتهم بالحكي مع البنات والضحك.. كانوا لازالوا حزنانين على موت جدهم .. بس يحاولون يخرجون أنفسهم من دائرة الأحزن بالسوالف والضحك .. كان أيمن ولد خالهم أخو أمل اهو سيد القعدة بالسوالف والضحك .. وقال موجه الكلام لسمر :انتي بتدرسي بأي صف سمر ؟
سمر بابتسامة ناعمة : خلصت السنة الثانية من الجامعة ..
أيمن باستغراب : عن جد !!! شكلك صغيره انتي كم عمرك الحين !
سمر : ماشية بالـ 20
أيمن بتعجب : كااااااااااام ؟؟ ان كان انتي بالـ20 أجل ساره كم ؟! (( والتفت لساره واهو يقول : كم عمرك ياساره
ساره بابتسامة ناعمة : ماشية بالـ 17..
أيمن : لالا مو معقول ... !!!
اتبادلو البنات النظرات بضحكة خفيفة وأيمن قال واهو يفرك دقنه : والله كبرتوا يابنات !
تضايق خالد من جرائة ولد خاله وبانت الغيرة بنظراته .. وضحكت جدتهم واهي تقول : اي على بالك انت بس تكبر ... كل البنات تكبر والدنيا تتغير والأحوال تتبدل .. اللهم احسن خواتمنا يارب
كلهم : آمين ..
وقفت سمر من بينهم وهي توجه ابتسامة للكل .. ومشت من عندهم وطلعت من الباب لحديقة القصر الخارجية وعيون خالد تتبعها .. وقلبه يخفق بحبه وشوقه الي ماقعد معها ولا كلمها من صار الي صار .. ويوم شافها طلعت ماقدر يقاوم شوقه .. ووقف واهو يبتسم للكل .. وهالمره ضحكوا كلهم واهم يدرون انه بيلحقها .. وجدتهم قالت : الله يسعدكم ياولدي
خالد : آمين يـمه كثري من هالدعوات ..
الجده : لاتوصيني حبيبي والله اني ادعي لكم الليل والنهار ان الله يسعدكم ويهنيكم ويفتح دروب الخير بوجيهكم
ابتسموا لها كلهم بحب واهو يقولون : آآآمين يارب ..
ومشى خالد لين الباب وطلع برا ومشى بخطوات هادية .. وشاف سمر واهي تمشي بنعومة بين العشب والزهور .. وعاقدة ذراعينها على صدرها والحيرة ظاهرة بملامحها وعيونها .. ظل خالد يتأملها فترة لين التفتت واهي تمشي وشافته .. خفق قلبها من شافته لكن ظلت ملامحها جامده واهي تطالعه بنظرات لوم وعتاب .. تبادلوا النظرات لحظات وسمر واقفة بمكانها .. لين نزل خالد الدرج ومشى بخطوات هادية لين اقترب منها وعيونه مافارقت عيونها .. وقال بهدوء : ليه طلعتي ؟
سمر : أريح لخاطري ..
خالد : ليه وخاطرك متكدر وانتي قاعدة هناك؟
سمر : تقدر تقول ..
خالد : ليه طيب ؟
سمر بنظرة عتاب : خفت أسمع كلمة زايدة من أيمن تخليك تشك ان بيني وبينه شي اهو بعد !
سكت خالد واهو يطالع فيها بنظرة حب ولوم .. وبعدها قال بهمس : شوفي سمر .. مايحتاج أقولك وش كثر انتي غاليه على قلبي .. ووش كثر أحبك بجنون .. ( مسك ايدها واهو يكمل : سمر أنا أغار عليك من نسمة الهوا .. يمكن انتي ماغلطتي بشي .. أو سويتي الي سويته عن حسن نية وطهارة قلب .. لكن شسوي بقلبي الي مايستحمل هالشي ؟! من حقي أغار ياسمر ولا لاء ؟!
سمر بهمس : من حقك تغار ياخالد .. بس مو من حقك تشك ..
خالد : انا ماشكيت فيك سمر
سمر وهي تراقب عيونه : وش تسمي خصامك وكلامك أجل ! اني ما أصدق ألاقي فرصة عشان أكلم فيها طلال !! هذا وش معناه خالد ؟! .. حبيبي انت تغار علي صدقني هالشي مايزعلني .. بالعكس يفرحني ويحسسني بمكانتي عندك وأهميتي بحياتك .. لكن لازم تعرف خالد ان كثر الغيرة بهالطريقة ممكن يولد الشك وانا مابي الشك يدخل بيننا خالد أرجوك ..
خالد : كل شي بإيدك سمر ..
سمر : كل شي بإيدك انت خالد .. انت الي تثق وانت الي تشك !
خالد : انا واثق فيك سمر .. يبقى انتي لا تسوين أشياء تعرفين اني ما أتقبلها ولا أستحملها ..
ظاعت عيون سمر بوجهه وقلبها يخفق بعذاب الحب المتأجج بداخلها وهمست : انا بسوي الي يرضيك خالد .. بس دامك تقول إنك واثق فيني .. يصير لا تفهم تصرفاتي غلط .. ! عشان لا أفهم انا غيرتك انها شك!
خالد :حبك ياسمر جننني .. والله طير مخي وخلاني ما أستحمل مجرد فكرة ان واحد يكلمك ويسمع صوتك وياخذ ويعطي معاك .. ماقدر .. أحبك سمر وأتمنى افقع عين كل واحد يطالع فيك ولا أبكس فم كل واحد يكلمك ..
ماقدرت سمك تكتم ضحكتها عليه واهو يوصف حبها بهالطريقة . أفقع وأبكس.. فديت هالرومانسية خـالد !
وضحكت بنعومة وخالد ابتسم لها ابتسامة تذوب الروح واهو يقول : لا تزعلين سمووو .. والله وحشتيني ياحمارة ..
سمر وهي تضحك : بس انت ... والله ماتعرف للرومانسية انت أبد
خالد بضحك : ماعرف الا اني أحبـــــــــك وحبك خربط مخي وبعثر روحي وكياني وشو عاد .. رومانسية ولا مو رومانسية المهم أحبك وبس ..
سمر بنعومة : وأنا أموت فيك خالد ..
قطف خالد ورده صغيرة من الحديقة وقدمها لسمر وهو يقول باستهبال كنه مصري : هدية حُوبينا ..
سمر وهي تمسك الورده : هههههههههههههههههههههههه يقطع ابليسك خالد
خالد :هههههههههههههههههههههههههههههههه خلي ابليسي بحاله أحتاجه ترا ..
سمر : يقطع ويخسى .. شتبي فيه !
خالد : يفتح عيوني للعذال الي يطالعونك ..
سمر : ههههههههههههههههه يممممه منك انت ..
خالد :هههههههههههههه .. وطالعها بنظرة حب وهمس من خاااطره العاشق : أحبك سمر
سمر بابتسامة ساحرة : أحبك خالد ..
وتبادلوا اثنينهم نظرات الحب الأزلي .. والورود من حولهم تشهد علي كل كلمة نطقت بهالحب المجنون وكل لمسة حركها الشوق المفتون وكل همسة امتلت بمعاني الصدق واتشكلت بكلمة .. أحبك ..
****************
ثلاث أيام مرت واهم بلبنان .. كانت كفيلة بازالة بعض الهموم من قلب الجده المسكينة .. وهي تشوف أحفادها متجمعين حولها .. وان كانت الظروف حزينة الا انها فرحت بجمعتهم المحببة لقلبها بشكل كبير ..
وهم قاعدين سوى بعصرية حلوة .. وكان حوارهم لطيف وهادي .. سألت الجده عن بنت اختها ( أم مي )
كيف اوضاعها بأمريكا وأحوالها .. وأم مازن الي ردت : والله بخير الحمدلله مبسوطين ومرتاحين
الجده : وكيف بناتها مي وعطوف؟!
ام مازن : الحمدلله يارب بنتها مي زواجها قريب .. والتفتت تسأل مازن : متى زواجها يامازن؟
ضيق مازن عيونه واهو يفكر ويسترجع التواريخ وفاجأه قال بحماس : اليووووم !
ام مازن : متأكد مازن ؟
مازن بضحك : اي والله اليوم .. كنت مع بدر قبل السفر وقالي التاريخ ..
الجده : ماشاء الله .. الله يوفقها ويسعدها ويهني كل بنت ويحقق لها الي تتمناه
ساره بنعومة : آمين
التفتت لها الجده بابتسامة حنونه واهي تدري عن حب ساره لمازن وحب مازن لها .. حبهم الي ماقدر بيوم يتخفى عن الأنظار .. لانه ظاهر بكل نظرة وبكل همسة وبكل حركة تنبع من قلوبهم العاشقة والمتيمة ..
ياعسى الله يتمم عليهم بالترابط الدائم مثل ماتمم على مي وبدر .. هذي أول علاقة حب تتمم بالزواج .. الزواج الي كان حديث الكل بذاك اليوم .. وكان مقام بأكبر القاعات وأفخمها .. حضره كبار الشخصيات بالمدينة .. غير الأصدقاء والمعارف والقرايب .. الكل كانت تظهر على وجهه بشاير الفرح والسعادة .. حتى عطوف الي مانست بلحظة غضبها وحقدها من مازن .. وقررت تلحقهم متى ماخلصوا من لبنان ورجعوا السعودية .. الا انها حاولت تدخل أجواء المرح العامرة بذاك اليوم .. واهي تحاول تتحاشى نظرات الرجل العاشق .. عمر ..
اقترب عمر بخطوات هادية من عطوف الي كانت ملكة جمال الحفل لهذا اليوم .. ولكن عمره ماكان الجمال الظاهري اهو المطلوب .. بالعكس .. يفقد الجمال الظاهري كل معانيه وروعته اذا كان الجمال الروحي مفقود!
وهذا كان حال عطوف واهي تطالع عمر بكل غرور واهو يهمس : الف مبروك عطوف ..
عطوف ببرود : الله يبارك فيك وو .. عقبالك !
ضيق عمر عيونه فيها وهو متعجب من هالقلب الي تمتلكة والعنفوان الي متملك مشاعرها .. وقال بتنهيدة : في حياتك ان شاء الله ..
ابتسمت عطوف ابتسامة مصطنعة .. وأبعدت وجهها عنه وظلت تطالع بالمعازيم .. واهو عيونه مافارقتها وقال : وش أخبارك عطوف ؟
التفتت عطوف وطالعت فيه واهي تدري وش يقصد وقالت : ماتسر .. لكن بتتغير قريب ان شاء الله ..
عطوف : والله مانتمنى لك الا السعادة .. بس مو على حساب الغير عطوف
طالعت عطوف فيه بنظرة صارمه واهو كمل متجاهل نظرتها : ياعطوف انتي ناعمة وحلوة .. اتركي مشاعر الحقد والانتقام ورى ظهرك .. والله مو لايقة عليك ياعطوف .. عيشي حياتك بسعادة وحب وانتي توك صغيرة
عطوف وهي ترفع حاجبها : محد يستاهل أعيش الحب عشانه
عمر بألم : ليه ياعطوف ! خلصت الدنيا بعد مازن .. ؟ وانا وين رحت ؟!
عطوف : انت للحين ماكرهتني ؟! على كل ماسويت فيك وصديتك .. مامليت مني ولا كرهتني ؟؟
عمر : تصدقين لاء ! لأني حبيتك بصدق وإخلاص .. ومستعد أنسى كل الي سويتيه قبل .. وأنسى حبك لمازن وأنسى جروحك لي وأنسى كل ماضي .. وأبدا معاك من جديد .. بس عطينا فرصة ..
عطوف : مابي أجرحك أكثر وأصدك ياعمر .. بس أنا توني ماخلصت .. ببالي أفكار كثيرة ناوية أنفذها ! واذا خلصت منها خلنا نتفاهم !
عمر بحمق : انتي لاترحمين الناس ولا تخلين رحمة ربك تنزل ؟؟؟؟
عطوف بنظرة صرامه : انت ماتبي توقف عن حدك عمر !
عمر بضحكة سخرية : انا واقف عند حدي الحمدلله .. بس الظاهر انتي الي متجاوزة حدودك !
عطوف بعصبية : وهالشي مايخصك عمر .. أنا ما أخصك تفهم ولا لاء ؟!
ومشت عنه بعصبية واهو راقبها واهي تبتعد ومشاعر الحمق والألم تشتعل بداخله .. أي قلب اهو قلبي هذا الي مايحمل للكرامة اي معنى ! متى أفوق وأصحى وأستوعب انها ماتستاهل أي حب ولا تضحية ولا اهتمام ! اتنهد عمر بكل ألم ومشى وعيون تراقبه من خلفه كانت شاهده على كل الي صار .. كانت عيون رغد ..
رغد الي ماتكلمنا عنها قبل .. كانت اهي وعطوف بنفس الكلاسات والمحاضرات .. لما انضم عمر لبعض محاضراتهم وكان مايعبر وجود أي من حواليه .. وعطوف الي طبيعتها التعالي والغرور .. ماعبرته اهي بعد .. لكن رغد كانت غير عنهم .. كانت انسانة مشاعرها مرهفة وشفافة .. ومن أول مره شافت عمر أعجبت فيه من خاطر .. لكنها كتمت اعجابها بقلبها لين تلق منه أي بادرة تظهر بها الاعجاب ..
وبيوم ملكة بدر على مي .. انجمع الكل بهالحفل .. ووقع الحب بأروع صوره بقلوب اثنين من الحضور .. قلب عمر الي وقع بحب عطوف .. وقلب رغـد الي وقع بحب عمر !! لكن عمره ماحس فيها .. ولاعمره بيوم حس بحبها .. لأن حب عطوف اتملك قلبه وروحه وكيانه .. فما صار يشوف الا اهي بحياته .. وكم مره حاولت رغد تتقرب من عمر بأي طريقة أو كلمة .. لكن من وين عمر يحس فيها ولا يفهمها !! وهو مايبي الا عطوف .. لين سحبت رغد نفسها من حياته بكل هدوء وألم .. و بدون مايحس فيها .. زي ما دخلت حياته واهو مايحس فيها .. انسانة عندها كرامة وعزة نفس .. انسانة تلتزم حدودها وتحترم مشاعر غيرها .. من شافت عمر يحب عطوف ماحاولت تقتحم قلبه بالقوة مثل ماحاولت عطوف مع مازن .. وظلت تعاني بحبه وحدها بدون مايحس أحد فيها .. وكم مره اشتكى لها عمر من هجران عطوف وصدها وعدم احساسها فيه .. ورغد تكتم الآلام .. وتحاول تظهر الاهتمام .. وتخنق الدموع وتحاول ترسم الابتسام .. وهذه هي تشوف حبيبها قدامها منجرح من عطوف .. وصارت تطالع فيه بكل حب وحنان وألم وجروح .. التفت لي عمر وشوفني وحس فيني أنا الي أحبك وأبيك .. انا الي بعمري ماعترفت بالحب ولا حبيت .. ويوم وقعت فيه .. لقيت قلبي حب الرجل الغلط !! وانسحبت من حياتك وتركت المجال لقلبك يهوى ويعشق عطوف .. لكنها ماحست فيك عمر ! ولا عمرها بادلتك الابتسامة بكل حب ولا النظرة بكل غرام .. فتح عيونك للي تموت كل يوم من حبك وشوقك ..
وعلى العشا .. كان عمر واقف بين مجموعة من الشباب .. وعيون رغد مافارقته واهو يتكلم واهو يضحك واهو يأشر .. وفاجأه انتبه لها عمر وتلاقت عيونهم .. وخفق قلب رغد بقوة وابتسمت له ابتسامة تذوب الصخر .. بادلها عمر بابتسامة ودية .. ورجع للسوالف مع الشباب .. اتنهدت رغد بحزن من تجاهله .. لكن وش ترجي اهي من بعد سنوات من التجاهل ؟! هل ممكن يحس فيني الحين ؟ بعد ماصارت عطوف حياته وجنونه وعيونه الي يشوف فيها ؟؟ هل ممكن يكون في بريق أمل ان ممكن ينتبه لي بيوم ؟! جاوبوها انتوا !! هل ممكن يفوق عمر ويصحى بلحظة .. وينتبه للقلب المتيم فيه .. ويترك قلب عطوف اللي مايعرف مشاعر غير مشاعر الحقد والحسد والغيرة والانتقام ؟!
شافت عمر واهو يبتعد عن الشباب لناحية البوفيه .. وأسرعت رغد خلفه بخطوات ناعمة .. وشافته واهو يدور بين البوفيه بحيـرة !
رغد من وراه بنعومة : تدور شي معين عمر؟!
التفت عمر لرغد وابتسم ابتسامة عذبة واهو يقول : كنت أدور على العصيرات ! (( والتفت للبوفيه وقال بضحك : الظاهر نسفوها المعازيم ..
رغد بابتسامة ناعمة : أي نوع عصير تبي ؟
عمر : مافي شي محدد .. بس مو لاقي اي شي أبد
رغد وهي تخطو على ورى قالت بابتسامة عذبة : دقيقة عمر ..
ولفت عنه ومشت بخطوات مسرعه وعيون عمر تلاحقها باستغراب لين اختفت عن نظره .. وكمل للشباب بلا مبالاة .. ورجع للسوالف والحكي .. وبعد فترة بسيطة سمع صوت رغد يناديه من خلفه ..
التفت عمر بهدوء وعلامات الاستفهام بوجهه .. وشاف رغد واقفة واهي تلهث من المشي ومادة إيدها بكاسة عصير كوكتيل له اهو !
طالع فيها عمر بتعجب وقال : من وين جبتيه !
رغد بابتسامة ساحرة قالت بحيا : رحت لمطبخ الأوتيل و .. طلبت.. عصير مخصوص لك ..
طالع عمر فيها باستغراب .. وقال : ليه طيب؟ ليه تعبتي نفسك رغد؟
رغد وهي تطالع بالعصير المممدود الي للحين ماأخذه منها وقالت بهمس : تعـبك راحة عمر
وطالعت بعينه وشافت نظرة ماقدرت تفهمها .. يعني مايبي العصير مني ولا شلون .. لا تطالعني كذا ياعمر أرجوك أنا أبذل الدنيا عشانك عمر ..امسك العصير وارحمني .. وقالت وهو تراقب عيونه : مانت ماخذ العصير؟!
انتبه عمر على نفسه وأخذ العصير منها بنعومة واهو يقول بابتسامة ساحرة : مدري شلون أشكرك رغد!
"مابيك تشكرني أبيك تحس فيني وبمشاعري .. وقالت بحيا : مابيننا عمر .. بالعافية عليك ..
عمر : الله يعافيك .. وألف شكر رغد والله كلك ذوق وماتقصرين
خفق قلب رغد بقوة وحست انها بوهلة ممكن تقوله أحبك .. وقالت بنعومة: العفو .. تسلم عمر
ورمت عليه ابتسامة ساحرة ولفت عنه ومشت وعيونه تلاحقها ومشاعر غريبة حس فيها تجاهها ولأول مره يحسها .. ! رفع العصير لفمه وشرب منه شوي وعيونه مافارقتها واهي تبتعد لين ضاعت بين الحضور.. واتهند بحيرة واهو يحس بمشاعره الجديدة تغمره بالفرح !
******
اسبوع كامل مر على الكـل بلبنان .. وهذا هم يلمون أغراضهم وعفشهم للعودة الي بلاد تملك حبها قلوبهم واشتاقت لها نفوسهم .. السعودية .. وحاول الكل يثنيهم عن العودة .. وطلبوهم يقعدون كم يوم زيادة .. لكن صعب على الكل البقاء .. دوامات الشباب .. ووجود غاده معهم واهي متولعه على أهلها .. وأهلها أكثر من مره كلموا سليمان بضيق يسألونه متى عودتهم ويحثونه على الرجعة بسرعه .. أسباب كثيرة كانت كافية انهم يرجعون بأقرب وقت ..
ودعوا الكـل بدموع الحب .. وبالسلام والوداع الحار .. وسافروا لمسقط رؤوسهم .. السعودية الي لو لفوا العالم وداروه ماراح يغنيهم عنها ..
وصلوها بكل شوق .. شوق للبلد وشوق لسكان البلد .. وفهد الي كانت الفرحة غامرته بشكل ملحوظ .. والابتسامة ما فارقت وجهه واهو يتخيل ندى قدامه .. ممكن تكون بين المستقبلين بالمطار .. ممكن تكون بين الركاب بالسيارات .. ممكن تكون عند باب بيتي تنتظرني .. ممكن تكون داخل الصالة تستناني .. لين وصل غرفته واهو يحس انه مو قادر يعدي هاليوم بدون مايشوفها .. اتخيلتها بوجوه الناس .. وحسيت فيها بكل مكان .. ولمحتها بكل طريق .. ومقدر أصبر عنها ياعالم .. ! شلون قدرت أصبر كل هالأيام بالسفر ومقدر أصبر الحين بهاليوووم ! أبي أشوفها ولازم أشوفها وبأي طريقة ..
ودخل الحمام بسرعه وأخذله شاور وجدد ملابسه ونزل مسرع من الدرج .. وشافه خالد واهو لابس وطالع وسأل : فهـــــــــــــد على ووووين ؟
فهد وهو يمشي : بسخن السيارة وأدور فيها شوي ..
خالد واهو يمشي وراه : أوكي وليش لابس ومرتب ؟!
فهد وهو ينط من الدرج الي بالحوش : عشان بقابل سيارتي ..
خالد باستغراب : فهووووووووووووود ...
مارد عليه فهد وطلع الشارع وسكر الباب ومشى مسرع للسيارة .. وشغلها ومانتظر التسخين يطول .. وبسرعه انطلق فيها لوين ماتسكن حبيبة روحه

" يا غايب ليه ما تسأل ع احبابك اللي يحبونك ما يناموا الليل لعيونك .. انا بفكر فيـــــــك

تبعد عني وتنساني محتاجك جنبي ترعاني تنسيني جروحي واحزاني .. انا مشتاق لعينيــــــك

يا حبيبـــــــــي .. لا تروح بعيد.. انت نصيبـــــــــي و فقلبي الوحيد .. انت اللي بقلبي والله .. تفداك الدنيا كلّلا " ..
كانت هالأغنية ملعلعة بالمسجل وندى جالسة ببلكونة غرفتها تسمعها وتفكر بفارس أحلامها فهد .. اليوم وصلوا وأحمد الله على سلامتهم ... اشتقتلك فهد وأنا مدري ان كنت ببالك ولا ناسيني ! معقولة تنساني فهد ؟! وأهون عليك وتبعد عني ! لا فهد والله أنا مستحيل أنساك .. ومستحيل أرضى بغيرك بديل .. أحبك فهد وأحب نظراتك الغير مفهومة .. والي تحمل ألف معنى ومعنى .. ملامح وجهك الجامدة على عكس مايحكيه داخلك من مشاعر .. نبرة صوتك الحنونة .. ضحكتك الهادية .. آآآآآآخ فهد وحشتني حبيبي ..
كانت سادلة شعرها الناعم ولابسة بيجامة زهرية ناعمة .. وقاعده بزاوية البلكونة حتى لا تظهر للشارع ويشوفها الرايح والجاي .. وفاجأة انتبهت لسيارة تمشي بهدوء قدام بيتهم وقالت بخاطرها .. وش لو يكون فهد ؟! وضحكت على نفسها وهي تفكر بهالطريقة .. فهد راد من السفر تعبان وماجيت على باله ولا بالغلط .. تلاقونه الحين بسابع نومة ولايدري عني .. لاحظت السياره واهي تدور حول بيتهم .. دورة كاملة .. واستغربت ندى !! وش عندها السيارة تدور حول بيتنا ..؟! وقامت واقتربت من سور البالكونة تبي تنتبه للسيارة ! واقتربت السيارة بهدوء وعيون ندى تلاحقها وقلبها صار يخفق بكل قوة واهي بدت تتوقع الشخص الي جالس داخلها ! لين استقرت السيارة بكل هدوء قدام بلكونتها .. وفتح فهد الشباك بخفة لين شافها وخفق قلبه بكل حب وشوق وابتسم لها ابتسامة تذوب الروح ..
غطت ندى فمها بصدمة والفرحة تغمر كيانها واهي تطالع فيه .. فهد ! والله فهد ! مو معقول ياندى اصحي وفوقي انتي خيالك الظاهر جمح لين صار يتهيألك ان فهد قدامك .. لا والله مو خيال .. هذه حقيقة ! هذا فهد حبيبي ماغيره .. طالعت فيه بنظرة حب وشوق ونزلت ايدها من فمها وابتسمت له بكل حب واهي تميل راسها بنعومة .. فتح فهد باب السيارة وطلع منها وسكره بخفة وسند ظهره على الباب وكوعه على مراية السيارة .. وسند دقنه بخلف كفه .. وصار يتأملها بكل شوق .. والابتسامة الساحرة معتلية وجهه ..
ماقاومت ندى شوقها المجنون .. ورفعت ايدها بنعومة وباستها ونفخت ايدها بخفة لتطير البوسة وتوصل لفهد .. وذاب فهد منها ! ورفع وجهه واهو يحرك شفاه بكلمة .. ضيقت ندى عيونها بابتسامة واهي تحاول تقرا الكلمة من شفاته .. عاد فهد الكلمة بوضوح واهو يبتسم بكل حب : وحشتيني مووووت
خفق قلب ندى بكل قوة وهي تحس بالدم متصاعد لوجهها بكل حيا .. لاكثير علي فهد تجيني لعند بلكونتي بيوم وصولك .. وتطالعني بنظراتك الي تسحـر .. لا وتقولي اني وحشتك مووت ! ياويلي ياقلبي المنهوس عليك فهد .. وطالعت فيه بكل حب وشوق واهي تسند ذراعينها على السور .. وبعدها سندت دقنها بخلف صوابعها وايدها الثانية تلعب بشعرها بدلع .. وشوي الا رجعت شعرها على ورى وميلت راسها بابتسامة تسحر وهي تمسك السور بادينها الاثنين وتطالع فيه بابتسامة تذوب الصخر .. وبعدها وقفت وحطت ايدها على خصرها وميلت راسها وانسدلت خصل شعرها على جبينها ..
وفهد انهوس منها وهو يضحك على حركاتها الي تسويها وهو يحس بروحه بتطير منه لها ..وطالعها بكل حب وشوق واتمنى لو يطيل النظر أكثر وأكثر .. لكن مايصير اهو بعد يتصرف بهالطريقة ! وش خليت للمراهقين ! والله انتي ياندى رجعتيني مراهق لان فترة المراهقة ذي ماعشتها ولادريت عنها وانا اوتعيت على هالدنيا رجال وراي مسؤليات .. لين جيتي انتي وقلبتي كياني وروحي وقلبي ياحبي الأول والأخير وأروع حلم عشته بحياتي ..
مد فهد ايده للسيارة وأشر على الطريق وفهمت انه بيمشي .. زمت شفايفها بزعل وهو قلد عليها نفس الحركة وصارت تضحك .. ضحك فهد معها ورفع إيده وحرك صوابعه بخفة بعلامة للوداع .. ورفعت ندى ايدها وحركت صوابعها بابتسامة ذوبت روحه .. واتنهد بكل شوق واهو يركب السيارة وعيونه مافارقتها .. والتفت لها وطالعها وعض شفاه وهز راسه بخفه واهو يبتسم بنعومة .. ضحكت ندى واهي تتمنى تطير من مكانها لعنده وتروح معاه لآخر الدنيا .. ولا تخليه يفارقها ولا لحظة .. وتابدلوا آخر النظرات وسكر فهد الشباك واهو يطالعها بآخر نظرة .. وابتسم لها بكل حب ورفع ايده بوداع .. ومشى عنها .. واهو يطالعها بمراية السيارة وشاف عيونها واهي تلاحقه واتهند واهو يحس ان ماعاد يقدر يصبر عنها أكثر ولاااااازم يتحرك قبل تظيع من ايده !
*********
في بيت أبو وليد كان اللقاء عاصف بالشوق والحب بين غاده وأمها وأبوها .. حتى وليد الي مارد البيت الا من أيام بسيطة تحت رجاء أمه ودموعها .. حضن اخته بشوق واهو الي فقد حسها بالبيت وضحكها واستهبالها واهتمامها فيه وحنانها ..
ويوم جا يسلم على سليمان تبادلوا نظرات محد فهمها الا اهم .. وليد للحين مجروح ومتألم بسبب الحقيقة الي رماها سليمان عليه كالسهم الي طعن قلبه وروحه .. وسليمان كان حزنان على رفيق عمره الي ماعاد صار يبي أحد ولا يكلم أحد وانطوى على نفسه وحاله .. طالع فيه سليمان واتمنى يضمه بكل محبة صديق وأخو لأخووه .. لكن وليد سلم عليه بطريقة عادية وهو يتحمدله بالسلامة ويسأل عن أحواله بكل برود ..
وبعد ماراح سليمان وطلعت غاده لغرفتها تبي ترتاح .. دق وليد الباب عليها وفتحت غاده الباب بابتسامة ناعمة .. دخل وليد الغرفة وسكرت غاده الباب من وراه وقعدوا بجلستها الصغيرة المكونة من كنبتين ..
ووليد قال بهدوء : ان شاء الله انبسطتي غاده ؟!
غاده بمرح : مره انبسطت وليد بجد كانت السفرة رووووعه ..
وليد : ان شاء الفرح دوم يارب ..
غاده بحنان : انت اش اخبارك وليد ؟ والله فرحت يوم لقيتك بالبيت
اتنهد وليد بحزن وقال : أجبرتني أمي وحلفت علي ولا والله ماكان ودي أرجع
غاده : بس وليد والله حالك مايرضي لا حبيب ولا عدو
وليد بألم : شلوونها ؟!
اتنهدت غادة واهي تتمنى تمحي ساره من باله وحياته خاصة بعد ماشافت بعيونها الحب الكبير بين ساره ومازن وقالب بصوت أقرب للهمس : مبسوطة الحمدلله
وليد وهو يراقب عيونها : كيف كانت الأوضاع هناك ... انتي شفتي كل شي أكيد غاده ..
غاده : وش تبيني أقولك وليد .. ليه تبي تعرف ؟!
وليد : ردي علي غاده .. كيف شفتي علاقتهم ؟!
غاده وهي تلف وجهها عنه : ماتسرك وليد ..
وليد : ماتسرني أنا؟؟
غاده : اي وليد .. وش تبيني أقولك عنهم ؟! لو بقولك بتتضايق وتنجرح .. خلاص وليد انساها حاول تنساها أرجوك
وليد : مستحيل
غاده : حاول وليد .. انا شفت كل شي وشفت شلون علاقة ساره بمازن مو عادية .. وش علاقتي أنا بسليمان ؟! والله ماتجي جمبهم بشي .. مابي أجرحك وليد أكثر بس افهمني من غير ماتكلم .. وافهم ان ساره مستحيل تكون لك ياوليد ..
وليد وهو يوقف : ياغاده مافي مستحيل على ربي صح ولا لاء ؟!
غاده واهي تلاحقه بعيونها : صح ..
وليد : انا طوال الفترة الي فاتت قعدت أدعي ربي وأطلبه وأرجوه .. لين وصلت لقناعة اني ماعاد أرجي أحد من هالدنيا .. لااهي ولا اخوانها ولا انتي ولا أحد ممكن يوصلني لها .. (( وأشر ايده على السما واهو يقول : انا بارجي من الله .. الله من فوق سابع سماء .. اهو الي بيسرها لي .. ان الله كتبها من نصيبي .. فانا مو منحرم منها ... وان الله كتبها لنصيب مازن أو أي أحد ثاني بهالدنيا .. فنحمد الله على قضاؤه وقدره ..
ابتسمت غاده وهي تحس بفرح ان اخوها وصل لهالقناعة .. ومافي اعتراض على قضاء الله لو وش يكون .. وقالت بهمس : الله يديم عليك هالقناعة ياخوي ..
هز وليد راسه واهو يقول : آمين .. والتفت وهو يقول : يلا بخليك ترتاحين غاده ..
غاده من مكانها : أووووكي
وطلع وليد وسكر الباب وغاده تحس ان مو هذا وليد الي سافرت عنه .. هذا مبين انسان ثاني اتغير .. انسان تحطم قلبه وتدمرت روحه لكنه رجع لم شتات روحه من جديد وبصور جديدة .. انسان فقد الأمل من الناس وصار يرجي الأمل من الله .. الله وحده الي يدري وين الخيـر يكون واهو الي كتب بارداته سـاره بتكون من نصيب مين !
سافرت مي مع زوجها لقضاء شهر العسل .. وفضى البيت منها بشكل حزن له أهلها بشكل كبير وفقدوها .. مي كانت غيـر عطوف .. كانت قريبة من أمها بشكل كبير .. أما عطوف فكان لها عالم ثاني .. دومها برا البيت مع صديقاتها وتمشياتها واذا كانت بالبيت ظلت بغرفتها مسكرة على نفسها .. وبيوم كانت أم مي جالسة بالصالة وحدها وتطالع التلفزيون بملل ..
دخلت عطوف البيت ومشت للصالة وشافت أمها واهي قاعده لحالها .. وقالت واهي تدخل : هااااي ماما
ابتسمت أمها لها بود واهي تقول بحنان : هلا يابنتي ..
مشت عطوف وهي تلتفت لتلفزيون وتشوف اش فيه بلامبالاة .. ومشت وقعدت عند أمها الي قالت : وين كنتي عطوف ؟
عطوف : مع صديقاتي ليه ؟
أم مي : من غير ليه ! مايصير أسأل عن بنتي ؟
عطوف بضحك : الايصير بس غريبة !
ام مي : غريبة الأم تسأل عن بنتها ؟
عطوف : يمكن غريبة علي أنا لأني ماتعودت منكم هالشي .. انتم كل اهتمامكم ببنتكم مي وبس
ام مي بحنان : وانتي ياعطوف مو بنتنا ؟! يعلم ربي انه انتوا الثنتين عينين براس وغلاتكم بقلبي مثل بعض
عطوف : بس الله ماكتب ان نطلع مثل بعض بطموحنا وأحلامنا
أم مي : الله الي حقق لمي أحلامها بيحقق لك أحلامك ان شاء الله
عطوف : لالا بس أنا أحلامي غيـــــــــــر عن أحلام مي
أم مي الي قلبها طيب ومافهمت عن خبث عطوف شي وقالت : وانتي وش احلامك حبيبتي
عطوف بابتسامة : أنا ما أحلم مثل مي بالحب والعاطفة والزواج .. أنا طموحاتي لها أهداف وأبعاد وأتمنى ماتوقفون بوجهها انتي وبابا
أم مي : ان شاء الله مانوقف بوجه أحلامك يابنتي بس وشهي ماقلتيلي ؟
عطوف : أنا أحلم اني أفتح حضانة أطفال وأطبق عليهم الي درسته بالجامعة وتعلمته وقريته ..
امي مي بفرح : والله حلوو .. هالشي يفرحنا وبالعكس مانوقف بوجهك .. الا نساعدك ونعاونك ونوقف معاك
عطوف بمرح : وعد ياماما ؟!
أم مي : أكيد وعد .. انتي بس قولي متى ودك هالشي يصير وانا أكلم أبوك يشوفلك المكان المناسب لبناء المدرسة سواء جمب البيت ولا جمب الجـ ....
قاطعتها عطوف وهي تقول : لا لالا .. انا مابي اسوي الحضانة هنا بأمريكا !!
ام مي باستغراب : هاه أجل وين
عطوف بدهاء : تعرفين ياماما الحضانات هنا مليــــــــــــانة .. والكل مكتفي ومو محتاج .. وأنا أبي لحضانتي سمعة وصيت وأبي أطبق عليها النظام الأمريكي بشكل متميز ومنفرد .. و وتعرفين ماما عشان توصل الحضانة لهالمستوى .. لازم أختار بلد تفـتقـد لهذا النوع من الحضانات ...
أم مي بتعجب : بلد زي أي بلد يعني ؟
عطوف بمكـر : زي السعـودية مثلا !
ام مي بصدمة : السعودية ؟؟؟؟
عطوف وهي تراقب عيون أمها : اي ياماما السعودية .. صدقيني راح تنجح مدرستي بشكل كبير لأن الفترة هذي صارت وظائف النساء منتشرة بالسعودية بشكل أكبر بكثير من قبل .. وصاروا النساء يحتاجوا يحطوا أطفالهم بحضانات أسهل من انهم يستقدمون خدم بس عشان هالشي .. وحضانة مثل الي أنا بافتحها بنظام أمريكي مرتب وراقي وكل الي باستقدمهم من عاملات بيكونوا أمريكيات .. يعني راح تكون حضانتي راقية ومرغوبة بشكل كبير ..
ظالعت عيون أم مي بوجه بنتها وفركت دقنها بحيرة وهي تحس ان فكرة بنتها منطقية !
وقالت وهي تبتسم : والله ياعطوف اذا على الفكرة فأنا عجبتني وأشوفها صحيحة وماحس فيها أي غلط .. بس شلون تروحين لحالك هناك وتديرين كل شي بروحك مايصير !
عطوف بحماس : يصير ياماما والله يصير .. صدقيني أنا أقدر اسوي كل شي لحالي .. بس انتي كلمي بابا بالموضوع وخليه يوافق ..
أم مي : بكلمه يابنتي بس والله أخاف عليك تروحين لحالك ..
عطوف : لا ياماما لا تخافين .. وكملت بضحك : بنتك ذيـــبة .هههههههههههههههههه
ضحكت أمها عليها وقررت تكلم أبوها بالموضوع وهي تحس ان فكرة بنتها من أروع الأفكار خاصة انها وعدتها ماتوقف بوجه أحلامها وطموحاتها ..
وعلى هالأساس طلعت عطوف من البيت بمرح .. وشرارة الشر تلمع بعيونها .. وركبت السيارة وانطلقت فيها وهي تفكر بالخطط الجديدة الي بتمشي فيها .. وراك وراك أنا يامازن لو وين رحت وهربت .. لا تحسب اني بانسى بيوم اهانتك لي قدام الناس ! مو كافي رميت بحبي ورى ظهرك ودعست على مشاعري بلا احساس .. وبالأخير تهينني أكبر اهانة قدام الكل !! جنيت على نفسك يامازن بهالحركـة ! وتشوف شلون بدفعك ثمنها غالي !
كانت تدور بين الشوارع لين حست بالصداع .. وقررت توقف على أحد المقاهي وتطلب لها قهوة .. ووقفت على أول مقهى صادفها .. ونزلت منه بغرور .. ومشت للمقهى وفتحت الباب ودخلت ومشت لداخل المقهى .. وفاجأة انتبهت لشخص قدامها بالطابور .. اتقدم هالشخص واشترى له قهوة وحاسب عليها ويوم التفت شاف عطوف وراه .. وشافته عطوف وطالعته بغرور واتقدمت للبائعة .. ومن الي بتعامله عطوف بهالتعالي والغرور .. غير عمر !!
طلبت عطوف قهوة ووقفت بملل تنتظرها .. واثناء ذلك التفتت عشوائيا تشوف عمر .. وشافته واهو ماشي للباب بيطلع منه من غير ماعبر وجودها !! شعور بالحمق اتملكها ! مو عادته عمر يشوفها ومايجي يكلمها ولا يترجاها ولا يبوس ايدها عشان تحن عليه ولا تفتح المجال لقلبه يعبر عن حبه ويحاول يوصلها بأي طريقة .. لكن هالمره عمر ماهتم فيها ولا حتى التفت لها واهو يطلع .. ! لكن انا ليه محموقة منه ؟! طول عمري أصده وأتعالى عليه وأتضايق اذا قربني وكلمني ! والحين يوم تجاهلني تضايقت !!
نادت البائعة عليها للمرة الثالثة .. وانتبهت عطوف وابتسمت لها باصطناع وحاسبت على القهوة وأخذتها وطلعت من المقهى .. وفورا دورت بعيونها على سيارة عمر .. وشافته واهو يخرجها من المواقف ويمشي فيها بدون مايلتفت لها ويوم طلع للشارع وقبل مايبتعد .. التفت لها وارتسمت على شفاة ابتسامة .. لكن ابتسامة ما قد شافتها منه قبل .. ابتسامة ثورت أعصاب عطوف للآخر .. ابتسامة كانت من نوع آخر .. كانت ابتسامة سخـرية !!
*********
حاول مازن مع أمه أكثر من مره يفتح موضوع خطبته لساره وان يعقد عليها .. لكن بكل مره يشوفها حزينة وساكته ومسرحة .. وبمرة ماقدر يصبر واهو يأجل الموضوع .. خلاص أنا وعدت ساره أول ما أوصل أعقد عليها والحين بنكمل 10 أيام ماسويت شي .. مايصير ! وراح مازن لغرفة أمه واهو عازم يكلمها بالموضوع ويخليها تكلم أبوه عشان يطير بعدها لفهد ويطلبه يعقد على ساره بأقرب وقت ..
دق مازن الغرفة بهدوء .. وسمع صوت امه ترد من الداخل .. وفورا فتح الباب ودخل وشاف أمه جالسة بين أوراق وصور ودفاتر ..
اقترب منها بهدوء واهو يقول : وش تسوي الحلوة لحالها ؟!
أم مازن بابتسامة حب : هلا حبيبي وطالعت الصور واهي تقول .. أخذني الشوق لخالتك الوحيدة الي ماراحت عن بالي لحظة من وفاة أبوي .. وقاعدة أشوف صورها وخواطرها ورسايلها وذكرياتها
قعد مازن بجمب امه ومسك أول صور باهتمام ورفعها لعيونه وشافها ..
كانت صورة لأم فهد واهي صغيرة قبل الزواج .. خفق قلب مازن بقوة واهو يطالعها ويشوف ساره بالصورة .. نفس النعومة ونفس الضحكة ونفس البرائة الظاهرة بعيونها .. وقال يكلم أمه بهمس : نسخة من ساره!
أم مازن : اي يامازن .. كل ماكبرت ساره كل ماشفت اختي فيها تكبر .. كل ماضحكت ولا تكلمت خفق قلبي وأنا أحس اني اسمع اختي الي تحكي وتضحك (( ودمعت عيونها واهي تقول : الي يوجع القلب انها كانت متولهة على ساره وحاسبة لها ألف حساب .. وماتت قبل ماتشوفها ولا حتى تلمحها
رجع مازن يطالع بالصورة وهو متأثر حيل على خالته وقال بهمس : الله يرحمها يارب
ام مازن من بين دموعها : آمين يارب .. الله يرحمها ويرحم موتى المسلمين أجمعين ..
مد مازن الصورة لأمه وأخذتها وبدت تلم باقي الصور واهي تقول بحنان : وش عندك يامازن ؟!
مازن بابتسامة عذبة : ماعندي شي يمه
ام مازن : الا يامازن .. انت داخل تبي تقولي شي ..
مازن بابتسامة : والله ما خطأ احساسك .. انا جاي اكلمك بموضوع
أم مازن بحنان : خير ان شاء الله .. وشو الموضوع ؟
مازن : يمه تدرين انتي ومايحتاج أقولك ان أبي ساره وهي تبيني من زمان
هزت ام مازن راسها بابتسامة وفهمت وش يبي ولدها .. ومازن كمل : وخلاص انا الحمدلله تخرجت الحين وصار ماعندي صبر أكثر والله .. وأبي أعقد عليها بأقرب فرصة ..
أم مازن بحنان : والله هذي أمنيتي حبيبي أنا بعد ..
مازن : الحمدلله .. طيب يمه أبيها والله خـلاص مافيني صبر .. كلمي أبوي وخلنا نروح نعقد عليها بأقرب وقت ..
ام مازن : ابشر حبيبي .. خل أبوك يروق هاليومين من حوسة الشركة وأكلمه .. شفت احنا سافرنا كلنا سوى أمريكا وفهد وسليمان وخالد .. ووكـّل أبوك الشغل للمناوبين ويوم رجع لقى الشركة مختبصة والشغل قايم قاعد بلا نظام ولا ترتيب .. !
مازن : لا حووول لله .. وش هالورطة !
أم مازن : الله المستعان .. والله أبوك متكدر وكل يوم يرجع البيت معصب ومو طايق يكلم أحد .. معاملات يبيلها توقيع .. وأوراق ناقصة .. وبنود مختفية .. انت بس ادع ان الله يعدي كل شي على خير
مازن بخوف : الله يستر يارب .. والله هذا الي ناقصنا عاااااد !!
ام مازن : الله يعين يارب .. عشان كذا أقولك اصبر هاليومين بس تهدا الأوضاع وأنا أوعدك أكلمه أول ما ألاقي الوقت مناسب
مازن برجاء : اي يمه حاولي تكفين تلقطين أي وقت تشوفينه مرتاح وتكلمينه ..
أم مازن : انت تامر ياولدي .. بس شوي شوي على نفسك وش جايك منهبل مره وحده
مازن باستهبال : منهبل ومنهوس ومستخف ومو قادر خلااااااص أحبها يمه وبموووت من حبهاااا
أم مازن بضحك : اسم الله عليك ياولدي خف على نفسك شوي
مازن : مو قادر .. كل مابغيت أخف عنها شوي رحت حبيتها زيادة شهالحااااالة !!
ام مازن : هههههههههههههههههههههههههههه الله يسعد قلبك ياولدي
مازن بمرح : آآآآآآآآآآآآآآمين ..
وقام مازن وطلع من الغرفة واهو يقول لأمه انه بيروح لخالد ..
و أول مامشى سمع صوت سمر عـالي ومعصب من أسفل الصالة واهي تكلم بالجوال ... وانتبه للكلام وسمع انها تكلم ساره بعصبية .. نزل الدرج واهو يستمع للكلام بكل اهتمام واستغراب !
كانت ساره قاعدة تتجهز بغرفتها يوم دقت عليها سمر لثالث مره
ردت ساره بحمق : وبعدييييييين سموووووووووور
سمر : وبعدين معاك انتي ساره مو معقوله ساعة عشان تجهزين !
ساره : شسوي فيك انتي الي ماعطيتيني خبر بزيارة نهى الا متأخر !
سمر : حتى ندى قلتلها بنفس الوقت الي قلتلك .. وهذي هي عندي من زماااان
ساره : خلاص روحوا انتو أنا مو رايحة زين ؟؟؟
سمر : ساره بلا دلع عاااااااد مو ننتظرك كل هالوقت وتقولين مو رايحة ..
ساره : اي مو رايحة خلاص عشان لا أعطلكم .. روحوا انتوا وأنا متى ماخلصت سواقي يجيبني
سمر بعصبية : ساره تعرفين انتي انه سواقنا مو فاضي واننا بنروح معاك بسواقك ! وشلون تبينا نروح ؟
ساره : اهاااااااا .. يعني عشان كذا تبوني أروح معاكم !! خلاص حبيبتي خذي سواقي وروحوا فيه وانا مو رايحة !
سمر : ساره شهالخرابيط . انتي ليه تفهمين كل شي بالمقلووووب !
ساره : ماأفهم بالمقلوب ولا شي بس من جد مابي أروح خـلاص روحوا انتوا بسواقي
سمر : لا مو رايحين بسواقك ولا شي .. خلاص حتى احنا مو رايحين عاجبك ؟؟؟
ساره : براحتكم .. باي
سمر بحمق : باي..
سكرت منها بعصبية واهي تقول : من جد بايخة
ندى باستغراب : وش صار سمر .. شفيها ساره ..
سمر بحمق : عنـّدت وقالت مو رايحة .. ليش اني استعجلها ! وماتبي تروح وتقول روحوا بسواقي .. والله سخيفة ..
نزل مازن للصالة وعلامات الغضب بوجهه واهو يسمع سمر تتكلم عن ساره
وقال بصرامة : بايخة وسخيفة عشانها ماستجابت لأوامرك ؟ وش باقي سب أكثر بتسبينها فيه !!
سمر : مازن تراني معصبة ولا تعصبني زيادة
مازن بعصبية : موتي بعصبيتك وحرك ! بس لوسمحتي لا تسبينها .. !
مشت سمر عنه بعصبية واهي تقول : والله مو ناقصني عاد الا انت وياها !
مازن من وراها يعلي صوته : سمر احترمي نفسك ولا قسم بالله لا تندمين على كل كلامك !
سمر والدموع بعيونها : وليه انت تتكلم معاي بهالطريقة وانت مو داري وش صار بيننا ! ولا دايم ساره اهي الصح وانا الغلط من يوم احنا صغار ؟؟؟ انا الي أنهاش واهي الي يتدافع عنها .. وانا الي أنظرب واهي الي يتسلم لها الي تبي ! وحتى الحين انا الغلطانة بكل مره وكل موقف !
مازن : والله ان كان هذي أفكارك انتي يالعاقلة ويالفاهمة.. فمن وين بتتصرفين صح ولا من وين الواحد بيدافع عنك .. ! وش ناقصك انتي بحياتك فهميني !! كل شي تتمنينه موجود .. امك وابوك واخوك وزوجك وحياة ولا أحلى .. وجاية تحقدين على وحده ماشافت السعادة بيوم ! كل شي تتمناه ظايع منها حتى انا للحين مو قادر أوصلها ولا أسعدها !! راجعي كلامك ياحلوة عشان تعرفين منهي الي فعلا بايخة وسخيفة !!
ورمى عليها نظرة غضب ومشى عنها وطلع للحوش .. وقبل يفتح باب الشارع .. اتذكر سالفة ورجع داخل البيت وقال موجه الكـلام لندى : اذا تبون تروحون بسواق ساره روحوا ..وأنا بوصل ساره متى ماإهي بغت!
قال الكلمة الأخيره وهو يطالع سمر بتحدي ..
وطلع من البيت متوجه لبيت ساره الي ثارت أعصابه وماستحمل يسمع كلمة عنها ... والله لو ماندى موجوده ولا كان عرفت شلون أخرس لسانها وأخليها تحرم انها تسبها بيوم ولا تتكلم عنها !!
وسمر الي كانت تبكي واهي منصدمة من كلام أخوها ! وحاولت ندى تهديها شوي لكنها بكت زيادة واهي تقول : ندى أنا أحب ساره لو وش صار .. وهي اختي قبل ماتكون بنت خالتي .. لكن أنقهر اذا شفت مازن مايهتم فيني كثر مايهتم فيها .. يعني صحيح انا عندي خالد بس مالي غنى عن أخوي .. من يوم احنا صغار ندى واهو مايحس فيني كثر مايحس فيها اهي ولو وش تطلب يركض يجيبه لها وانا لو أطلبه شي بسيط يتعذر ..
ندى : عادي سمر ما اشوف ان هالشي لا يزعل ولا يقهر !
سمر : ليه مايقهر !
ندى : لان المفروض ماتقارنين نفسك بسارة ياسمر .. ساره ناقصها ألف الي ينقصها ! وان ماسوا مازن معها كذا وش ترجي من الدنيا فهميني ! طالعي بمازن من منظور ثاني سمر .. لا تطالعين فيه على انه اخوك وبس .. طالعي فيه على انه انسان يحب انسانة محتاجة له .. سعادتها بإيده .. وماتبي غيره وروحها فيه .. وش ممكن يسوي هالانسان عشانها وعشان يسعدها ! مو يبذل الدنيا عشانها ويسعى بكل الطرق لرضاها وسعادتها ! تبينه يسمعك وانتي تتكلمين عنها ويسكت ولا كنه سمع شي وهو يدري زي مانتي تدرين ان ساره مو ناقصها هالكلام ولا هي بحاجة لمشاكل وتعب وزعل !
مسحت سمر دموعها واهي تفكر بكلام ندى المقنع .. وحست بسخافة تفكيرها يوم قارنت نفسها بساره .. وأكدت ندى عليها الكلام يوم قالت : الا ساره ياسمر لا تقارنين نفسك فيها .. ساره الي حتى انا وانتي نتمنى لها السعادة والعوض من رب العالمين حتى لو على حساب أنفسنا مووو ؟؟
طالعت سمر بصديقتها واهي تستمع للدرد الي تخرج من لسانها .. وابتسمت لها بود واهي تقول : مدري وش كنت بسوي من غيرك ياندى ! كلامك مو بس صح الا والله عين العقل اهو ..
ندى بابتسامة عذبة : وانتي مو ناقصك عقل بس اذا عصبتي تتحولين لتكرونية بيضاء ..
سمر : هههههههههه يقطع ابليسك ندى
ندى : هههههههههههههههه والحين وش بنسوي خلاص مافي روحة ؟!
سمر بضحك : مادري
ندى : خلاص خلينا نروح بسواقها مثل ماقال مازن .. وكملت بدلع : وهو بيوصلها متى ما إهي بغت!
سمر بمرح : شفتي شلون الدلع ياندى !
ندى وهي تضحك : ياحسرة قلوبنا احنا الي مو لاقين من يدلعنا
سمر وهي توقف : على قول خالد .. التدليع يخرب البنات
وقفت ندى ومشوا للباب وندى تقول وكنها برجاء : خليه يخربنا .. المهم يجي الي يدلعنا ..
ضحكت سمر عليها وطلعوا من البيت ومشوا لبيت ساره ودقت سمر على جرس السائق وطلع لهم وقالوله يوصلهم وشغل لهم السيارة وانطلقوا فيها لوين مانهى تنتظرهم اهي وولدها .
*******
دخل مازن البيت وشاف خالد قاعد بالصالة يقلب بالريموت وينتظره ..
خالد بس اهو الي كان مو مهتم بالي صار .. ولا فهد وسليمان كانوا نايمين وصاحين على جمر من أوضاع الشركة المتدهورة .. وكانوا يظلون بالدوامات لين الليل مع أبو مازن لمراجعة الأوراق .. وكل يوم يستدعون الموظفين ويستفسرون عن المعاملات والبنود .. كانت أيام شاقة وصعبة عليهم حتى ان فهد حس بالضيقة واهو يتذكر ندى الي ماقدر يسوي عشانها شي .. واهو عزم بلحظة شوق ان يتقدم لها ويخطبها لكن هالظروف وقت عقبة بطريقه ..
اقترب مازن منه والحمق ظاهر بوجهه وقال يكلم خالد : انت جاهز !
خالد واهو يقلد على صوته المعصب : ايييه جاااهز .. ورجع صوته لطبيعته وهو يقول : وش فيك معصب ؟
مازن : مو شغلك .. المهم انا باطلع لساره شوي وأجيك .. ..
خالد : يوه يامازن من أول انتظرك والحين بتطلعلها ومتى تنزل ونروح تراني طفشان وزهقان من الدوام وأبي أطلع
مازن : طيب ياخي ماقلتلك مو طالعين .. (( ومشى للدج واهو يكمل : باطلع أكلم ساره شوي وأنزل ..
لاحقه خالد بعيونه وهو يطلع الدرج وقال بحمق : يعني ماينفع تكلمها بالجوال ؟
مازن : لا ماينفع وانت كلم طلال وسامي عبال ماجيك ..
خالد بصوت عالي ليسمع مازن : طلال مسكر جواله وغااااطس بالنوم
مازن من فوق : أوكي كلم ساااامي .. وكمل مشيه لغرفة ساره ..
وخالد رجع يدق على جوال طلال واهو الي مو مرتاح خاطره ان سمر تروح لنهى واهو بالبيت .. لكن طلال ماكان داري عن أحد ونايم بسابع نومة
دق مازن الباب على سارة بخفة .. وردت ساره بنعومة : ادخل ..
فتح مازن الباب ودخل بهدوء وترك الباب مفتوح وساره من شافته رمت جوالها على السرير وابتسمت بكل نعومة واهي تقول : هللللاااا وغلاااا
ابتسم لها مازن بكل حب وهو يقترب منها ويقول : هلابك حياتي
ومد ايده لها وصافحته ورفع ايدها لفمه ومسكها بايدينه الاثنين وباسها بكل نعومة بوستين ورى بعض والثالثة عضة خفيفة
ساره بدلع : آآآآآآآآي
باس مازن مكان العضة وهو يضحك ونزل ايدها وقال : أخبارك ياحلوة ؟
ساره : معصبة من اختك
مازن: أدري .. ولعنت أبو سكافها !
ساره باستغراب : من جد ؟؟
مازن : اي .. سمعتها واهي تكلمك بالجوال .. و تضايقت من كلامها واسلوبها .. وهاوشتها وخليتها ماتسوى شي
ساره بحنان : حرااام عليك مازن حبووووه سمر
مازن : عشانك انتي ساره ..
ساره : ومن قال هالشي يفرحني ..مابي تتهاوش مع اختك عشاني والله مايرضيني هالشي
مازن وهو منسحر من طيبتها وقال : ماقدر أستحمل ان أحد يضايقك
ساره بحب : ياعمري يامازن بس ولو هذي اختك .. تلقاها الحين محموقة مني وكارهتني
مازن : ماعليك منها .. بتروح الحين عند نهى وتنسى
ساره : اي صح وش صار عليهم ماتدري ؟؟
مازن : قلتلهم يروحون بسواقك وأنا أوصلك لعند نهى ..
ساره بفرح : من جدك ؟؟
مازن بابتسامة عذبة : من جدي وعمي وخالي وبعد ..
ساره : حلوووو .. أوكي يالله !
مازن : جاهزة انتي خـلاص !
ساره : اي جهزت .. بس سمر ماعندها وقت تعطيني دقايق الله يهديها
مازن : أحسن .. هذا حظي الحلو الي لقيتلي فرصة أخذك أنا بنفسي
ساره بنعومة : والله ومن حسن حظي انا بعد .. وكملت بدلع : نتمناك احنا
انسحر مازن وطالع فيها بنظرة حب وشوق واتنهد من قلب واهو يقول بهمس : ارحمينا الحين من هالكلام وخلينا نمشي ..
ساره بضحك : طيب ثواني بالبس عبايتي
مازن : أوكي ياحلوة .. بانتظرك تحت ..
ساره : أوووكي .. ومشت تلبس عبايتها ومازن نزل لوين ماخالد محترق مكانه وينتظره عشان يطلعون ..
نزل مازن واهو شايل هم خالد كالجبل على صدره .. ياربي الحين وش بيسوي فيني لو درا اني مو طالع معاه وبروح أوصل ساره !
وصل لخالد الي من شافه وقف وقال : يالله ؟!
مازن بهدوء : خالد أنا بروح بسرررررعه أوصل ساره لبيت نهى وأرجع
خالد بصدمة : تروح وين ؟؟؟؟؟
مازن : أوصل ساره لبيت نهى !!
خالد بعصبية : مازن انت وبعدين معاك !! تتركني أنتظرك كل هالوقت وبالآخر تطلع توصل ساره .. ! والله الشرها مو عليك انت الشرها علي أنا الي منتظرك من زمان .. ولا كان كلمت سامي ولا طلال وطلعت معاهم
مازن : هي انت لا تصارخ ! قلتلك بروح أوصلها بسرعه وأجي
خالد بنفس العصبية : وليه ماراحت مع سمر وندى ! توهم رايحين مع السايق !
مازن : كيفها حبيبي ماتبي تروح معاهم !
خالد : وانت الي قاعد تدلعها على حسابي !! انا مدي ليه منتظرك ومحترق عشانك .. خلني أكلم اي واحد يسواك ويسوى طوايفك
مازن : والله ماراح تستانس مع واحد غيري ..
خالد بسخرية : وش محسب نفسك .. عشانك حلووو ! لا حبيبي تراك ماعدت تهمني انت من رحت أمريكا .. خلاص بكلم الشباب وانت اقلب وجهك ..
ومسك جواله يبي يدق على سامي ومازن يقوله بضحك : قد هالكلام انت ياخالد ؟؟
خالد : قده وقدود .. اش على بالك بزر عندك أنا تلعب معاي ! لا حبيبي روح ولا ترد .. وانا اعرف شلون أطلع واتمشى مع الي أبي
مازن بضحك : أووووكي نشوووف شلون بتستانس
والتفت لساره وهي تنزل من الدرج وقال : مشينا ؟!
ساره بنعومة : يالله ..
ومشت اهي ومازن تاركين خالد من وراهم يحترق بكل حمق !
دق خالد على جوال طلال و لازال مسكر .. وعصب زيادة منه .. ودق على سامي ورد عليه واتفق معاه يطلعون .. وسكر منه واهو منحمق وينتظر سامي ويتمنى لو كان مازن قدامه عشان يقطعه بايده تقطيع !
******
كانت جلسة حلوة في منزل نهى حتى ان ساره وسمر اتناسوا الي صار واهم يضحكون مع نهى وسماهر الي كانت متحمسة وفرحانة لأن طلال أخيرا اتحرك واتكلم مع أهله على زواجه بسماهر وبدوا يخططون لهالزواج..
طلال كان نايم بالبيت ومو داري عن أحد .. ويوم صحى انتبه لمكالمات خالد ..
دق عليه وقاله ان اهو وسامي طالعين البحر وقالوله يجيهم .. قام و أخذله شاور سريع .. وبهالوقت دق السواق على جوال ساره يقوله ان السيارة مايدري شفيها ماتمشي !
احتارت ساره وقالت لسمر .. وسمر قالت : خلاص بعد مالنا الا خالد يجينا ..
ودقت على خالد وقالتله وعصب واهو الي مو ناقص وجع راس وقال : وليه ساره ماكلمت مازن ؟؟
سمر باستغراب : وانا وش علي منها .. انت الحين زوجي وملزوم فيني !
خالد : ومازن اخوك بعد كلميه ..
سمر بهمس : بس حبيبي مابي مازن أنا أبيك انت تجينا ..
خالد : لا مو جاي كلموا مازن هذا لاني معصب منه وابيه مثل ماتركني وراح يوصل ساره .. يكمل احسانه ويروح ياخذها وياخذكم معاها ..
اتأففت سمر وقالت : ووش ضمني ان مازن يقدر يجينا
خالد : جربي كلميه وشوفي
سمر بملل : اوكي .. باي خالد
خالد : باي
وسكرت منه سمر بحمق وقالت لساره : دقي على مازن ياساره
ساره: وليه ماتدقين انتي ؟
سمر : مابي ادق عليه .. انتي دقي ..
اتذكرت ساره كلام مازن يوم قالها انه اتهاوش مع سمر .. وضاق صدرها عشانهم ودقت اهي على مازن .. لكنه مارد .. وقالت بنعومة والجوال باذنها : مايرد
سمر بحمق : يعني شلووون !
نهى : تبون طلال يوصلكم ؟
سمر : لالا ياعمري ماتقصرين .. بارجع أدق على خالد
ودقت على خالد الي مارد هالمره .. ويوم دقت مره ثانية عطاها الجوال مسكر !!
وعصبت سمر واهي تقول : سكر الجوال !
ندى بضحك : الظاهر انا بكلم سامي الحين ..
ساره : لالا ياندى خلونا نصبر شوي يمكن يدقون وان مادقوا بدق انا على فهد
خفق قلب ندى بالفرح واتمنت بخاطرها ان محد منهم يرد عشان يجيهم فهد وتنعم بشوفه وقربه ..
انتظروا ربع ساعه ومحد رد الاتصال منهم ..وندى تقول بخاطرها .. خلاااااص ياساااااره وش تنتظرين دقي على فهـــــــد وخليه يجي تكفيـــن .. بس دفنت هالرغبة وسكتت لا تنفظح قدام الكل .. وبعد دقايق بسيطة دق جوال ساره وانتبهوا كلهم للمتصل ياعسى يكون أحد من الشباب حس على نفسه .. لكن اتفاجؤا ان المتصل كان السايق يقولهم ان السيارة رجعت اشتغلت ..
سمر : ياعمري على السايق وبس .. ولا هالشباب الفاضين الي المفروض يجون والله يبيلهم كفخ عشان يحسون بالمسؤلية ..
ضحكوا عليها وقاموا لبسوا عباياتهم .. وودعوهم عند الباب وسبقتهم سمر للباب الخارجي وطلعت الحوش .. وحاولت تفتح باب الشارع وصعب عليها ! يوم جوهم كان الباب مفتوح . اما الحين مسكر ومو راضي يفتح معها .. وهي تحاول تفتح بالباب لين جرح ايدها..و سمعت فاجأة خطوات من خلفها .. التفتت على بالها البنات .. الا شافت طلال لابس وطالع من الباب الخلفي للبيت .. وكان متجه نحو الباب يبي يطلع ويوم شاف سمر تحاول تفنح الباب مشى بسرعه واهو يقول : عنك عنك ياسمر ..
ابتعدت سمر عن الباب وهي تمسح ايدها المتألمه .. وفتح طلال الباب واهو يقول : هالباب يبيله خلع مره وحده
سمر بنعومة : الله يعينكم
فتح طلال الباب.. وظل الباب مجافى مو مفتوح كله والتفت لسمر وقال بهدوء : عسى تعورتي ؟!
سمر وعيونها بالأرض : الله يسلمك .. لا بس جرح خفيف
طلال باهتمام :اوكي ادخلي خل يطهرون الجرح لك لا يآذيك !
سمر : مشكور طلال مايحتاج .. بروح البيت وبشوفه وابتسمت له بنعومة
بادلها طلال الابتسامة وفتح الباب بوسعه ومد ايده للباب وهو يطالع سمر بابتسامة ويقول : اتفضـلي
رفعت سمر عيونها من الأرض ويوم جت تبي تخطوا للباب ..
انصدمت من الي شافته قدامها وخفق قلبها بكل عنف !!
كـان خالد واقف عند الباب !! وكان لامح ظل شخصين واقفين خلف الباب .. وبينهم همهة ماكان مميزها وسامعها .. وأول مانفتح الباب شاف طلال وبجمبه سمر !! وانصــــــدم !
ونقل بصره بين سمر و طـلال وهو مضيق عيونه بنظرة استفهام وحمق .. ويحاول يلاقي أي تفسير يفسر هالموقف !

*****

وش بتكون ردة فعل خالد من هالموقف واهو الي كان مو مرتاح ان سمر تروح لنهى وطلال موجود بالبيت ! هل حيفهم الموقف خطأ ؟!
هل بيعدي الموقف بسلام؟!
أوضاع الشركة المتدهورة بشكل مايطمن ! هل بتوقف عقبة بطريق كل من فهد وندى ومازن وساره ؟! ولمتى ؟!
وليد والشخصية الجديدة الي اكتسبها .. هل بيؤمن بالقضاء والقدر ويقعد .. ولا بيحاول ياخذ بالأسباب ؟!
عطوف والخطة الجديدة الي ارسمتها للوصول لمازن وساره وين ماكانوا .. هل بتكمل مشوارها وتحقق طموحاتها الشيطانية ؟!
عمر والمشاعر الجديدة الي حس فيها تجاه رغد .. وموقفه الأخير مع عطوف وتجاهله لها .. هل هذا يعني أنه انحرفت مشاعره واتوجهت لرغد متناسي عطوف؟

*******************

الحلقة الـ 27
" بين النجـاة والغـرق !"

*****

دق مازن على ساره يستفسر عن اتصالها وبلغته السبب وقالت انها بترجع اهي والبنات بسواقها وطلعوا لوين ماسمر تنتظرهم بالحوش وقلبها يخفق بكل خوف من نظرات خالد ..
طلال انتبه لنظرات خالد واستغرب منها ! لكن الموقف حيره ! اهو كان طالع يبي يروح لخالد وسامي بالبحر .. وخالد الحين واقف عن باب بيتهم لسبب ما .. وهذه زوجته الحين معاه يعني وش المفروض أسوي ؟
طلع طلال من الباب واهو يقول لخالد : وش جابك ياخالد وانت من اليوم مزعجني باتصالك وتبيني أجيكم !
طالع خالد بسمر من فوق لتحت بنظرة آلمتها والتفت بعدها لطلال واهو يقول : جاني استدعاء من البنات ان سيارتهم خربت .. وجيت أوصلهم البيت .. (( والتفت لسيارة السايق واهو يكمل : بس الظاهر انها اتصلحت خلاص
طلال : زين الحمدلله ..
طلعوا هاللحظة البنات من الباب .. ومشوا بخفة لسيارة ساره .. وعيون خالد تلاحقهم ونظراته تفترس سمر واهي تمشي وقال لطلال : خلاص روح سيارتي يا طلال وانا بكلم البنات بسرعه وأجيك
طلال بلا مبالاة : أوووكي استناك .. (( ومشى لسيارة خالد وركب ولقى سامي فيها وبدت بينهم السوالف
مشى خالد بخطوات تشق الأرض بثقل الغضب الي يجتاحه .. ومن شافته سمر يقبل على السيارة تملك أوصالها الخوف وقالت بخاطرها لازم أكلمه قبل مايكلمني .. لا تقوم الوساوس تلعب بدماغه مثل كل مره ويفهم كل شي بكيفه ويراوده الشك من جديد والله انا مو ناقصة مشاكل وزعل وهمووم .. واتقدمت بخطوتين لخالد بعد ماركبوا البنات السيارة وخالد من شافها تتقدم أشر بإيده انها توقف .. لين اقترب منها وقالت سمر بصوت متهجد : اسمع خالد
خالد بحمق : مابي أسمع ولا كلمة
سمر : خالد انت لازم تفهم ان ...
قاطعها خالد واهو يأشر على السيارة ويقول : اركبي السيارة سمر من غير أي كلمة زايده ..
سمر : أوكي ومتى أكلمك !
خالد بنظرة صارمة : وليه تكلميني !
سمر : عشان أفهمك الموقف .. أنا متأكدة ان الوساوس تلعب بمخك الحين مثل كل مره ..
خالد وهو يصطنع الهدوء : لا حبيبتي اتطمني .. لا وساوس ولا يحزنون .. مابي منك مبررات وانا بطريقتي بافهم كل شي ..
سمر وهي تراقب عيونه : تفهم ايش خالد ؟! مافي شي أصلا عشان تفهمه
خالد : اذا كان مافي شي أصلا خلاص اتجاهلي الي صار .. وانا باتجاهله بعد .. أوكي ؟!
ماردت سمر وظلت تراقب عيونه لعلها تستشف منها أي نوع من الأفكار الي تلعب براسه وخالد قال : ممكن تركبين السيارة الحين !
رجعت سمر بخطواتها على ورى وعيونها لازالت تراقب عيونه .. ووقفت لحظات وعينها بعينه وبعدها لفت عنه وفتحت الباب وركبت السيارة وسكرت الباب وراها ..
اتقدم خالد للسايق الي فتحله الشباك واقترب خالد منه وقاله مايسرع وانه بيمشي بسيارته وراهم للبيت على ماتتعطل السيارة بالطريق .. وبعدها مشى خالد لسيارته .. وركبها وانطلق فيها خلف سيارة البنات ..
وطول الطريق وسمر ساكته ولاحظوا ندى وساره ضيقها وماحبوا يكلمونها لأنهم متأكدين ان صار موقف بينها وبين خالد كالعادة ! وكالعادة سمر ماتحب تتكلم الا بعد فترة من الموقف !

وصلوا البيت بالسلامة الحمدلله .. وخالد من أقبل للبيت انتبه لباب بيت مازن واهو مفتوح كنه أحد داخل و بيطلع بعد شوي .. انتظر خالد لين دخلوا كلهم لللبيت.. ولحظات وشاف مازن يطلع من الباب .. ومازن من شاف خالد ضحك بخفة .. ووقف مكانه وطلع علبة السجاير وسحب زقارة وحطها بفمه وولعها واهو يراقب خالد .. مشى خالد بالسيارة بهدوء واتعدى مازن .. ومازن يلاحقه بعيونه ويضحك عليه .. وشاف سيارة خالد وهي تبعد و تدور وترجع بنفس الشارع .. وقربها خالد ناحية الرصيف ودعس البانزين بكل سرعه واهو ضاغط مزمار البوري بصوت واحد .. لييييين شخط من قدام مازن بكل سررررعه وأزعجه بالبوري .. ومازن يلاحقه بعيونه واهو يبتعد ويضحك عليه ..
طلعت ساره من بيتهم وكانت رايحة لبيتها .. ومن حس مازن فيها رمى الزقاره على الأرض ودعسها برجله .. اقتربت ساره منه بنعومة واهو خطى بخطوات على ورى وقال : لا تقربين مني سوسو
ساره باستغراب : لييه ؟!
مازن : كنت أدخن ومابي آذيك بريحة الدخان
ساره : وليه تدخن طيب ؟!
مازن : إدمان الله يشفينا منه ..
ساره بحب : مو زين على صحتك مازن حاول تبطله
مازن : تخافين علي سوسو ..؟!
ساره : طبعا حبيبي اذا ماخفت عليك انت أخاف على مين؟!
مازن بذوبان : آآآآآه .. بتذبحيني انتي بهالكلام
ساره بضحك : اسم الله عليك حياتي .. وانتبهت لوقفته لحاله بالشارع وقالت : وانت وش عندك واقف بالشارع؟
مازن : منبوووذ محد يبيني !
ساره : ههههههه وين خالد عنك ؟!
مازن : خلاص استغنى النذل .. أخذ طلال وسامي وراح معاهم وتركني ..
ساره : توهم رايحين ؟!
مازن وهو يطالع الشارع : اي توهم ..
ساره : اجل صدقني بيردلك !
مازن بضحك : تتوقعين ؟!
ساره : أحلف بعد .. خالد ماله غنى عنك أبد ..
مازن باستهبال : هو يحصل مثلي أصلا ؟
ساره بنعومة : لااه .. لا اهو ولا أنا مو محصلين مثلك لو درنا العالم كلها ..
طالع مازن فيها بنظرة حب وقال : ساره تبيني أنجرم فيك؟!
ساره بضحك : ياليت ..
مازن بصوت عالي : بـــــــــس ذبحتي قلبي ياساره والله مو قادر أصبر عنك بمووت من الشوق والله طار مخي !
ساره واهي تخطو بخطوات على ورى وتقول بصوت عالي وهي تحرك ايدها بالهواء : أووووكي سو شـي .. اتحرك.. ترى حتى احنا ولهانين وبنموت من الشووووق
مازن بجنون : ساره ادخلي بيتك من غير ولا كلمة ولا والله لا أخربها اليوم وألعن أبوها من ساعة !
ساره انسحرت منه وقالت بضحك : ههههههه الا أبركها من ساعه .. عادي حبيبي أنا ما أمانع و هي خاربة خاربة خلينا نعميها ..
لوهلة كان مازن بيركض عليها ويشيلها ويطير فيها لداخل بيتها ويفرغ كل الي بخواطرهم من شوق وحب وجنون .. لكنه بصعوبة مسك نفسه واهو يطالعها بنظرة كلها حب وشوق ويعض على شفاه بقوة ويهز رجله بقلة صبر .. ضحكت ساره على شكله وقلبها يخفق بحبها .. ورجعت بخطواتها على ورى وأشرت بإيده له واهي تقول بدلع : بااااي
ولفت عنه لبيتها ومشت بدلع ومع كل خطوه تبعدها عن مازن كان يحسها تنغز بقلبه وحبها يصرخ بكيانه ولو سمحله يطلع للسانه كان صج الدنيا كلها ومافيها ..
وراقبها مازن لين وصلت لباب بيتهم وقال من مكانه يناديها : إنتي ياحـــلوة !
التفتت ساره له وهي ماسكة الباب بإيدها والابتسامة الساحرة معتلية وجهها .. ومازن قال بتنهـيدة : أحبــــــك
ضحكت ساره بدلع وماردت عليه وفتحت بابها ودخلت .. وقلب مازن يخفق بجنون من وراها ومن اختفت عنه وسكرت الباب .. عض مازن شفته بقوة وقال : ااااه ياويل قلبي تتغلى علي ! ..فديت هالغرور ..
وطلع زقارة ثانية من العلبة وولعها واهو يحاول يهدي قلبه المتولع بحب ساره والمنهوس بشوقه لها .. وشوي الا شاف سيارة خالد مقبلة من بعيد .. وراقبها واهو مضيق عيونه والزقارة بين صوابعه يدخنها .. لين اقتربت ومشى خالد فيها قدامه وفتح الشباك وقال واهو يكتم الضحكة : تصدق شكلك يكسر الخاطر !
شفط مازن من الدخان وقال : تصدق شكلك بااااااايخ من دوني
خالد : اقول لا تصدق عمرك انت .. تراني رحمتك بس وهذا الي خلاني أرجع
مازن : لاحبيبي لا ترحمني .. روح استانس مع .. (( وحنى راسه يشوف طلال وسامي وكمل بضحكة : طلالوووه وسامي .. تراهم حلوين وينفعونك ..
خالد : يعني ماتبي تجي !
عدل مازن وقفته وقال : لا مابي .. بدق على سعـد رفيق غربتي واطلع معاه ..
خالد : على راحتك .. (( وطالع بالطريق يبي يمشي الا سامي يقول : خااااااااااااالد وبعدين !!
خالد : شفييييييك
سامي : طول محنا بالبحر صاجنا تبي مازن وقبل شوي رحنا ورديتنا مره ثانيه تبي تاخذه .. والحين تبي تروح وتخليه ! وبعدين معاكم !
مازن واهو يسمع سامي : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه حبيبي خلووودي مايصبر عني هههههههههههههههههههههههههههههههههه
انحمق خالد وهو الي انفظح قدام مازن وقال بعصبية : انت اصلك حمار وكميخ .. ويبيلك كف قوي يصحيك ويعدل مخك ..
مازن وهو يضحك : اي والله ياخالد .. طاير مخي مررررررره وحده
خالد : أدري فيك يامخفة .. والحين بتركب ولا شلوووون !
مازن باستهبال : تحبني ياخالد !
خالد بقلة صبر : لا حووووووول !
طلال : والله هذا فلم هندي هذا واحنا الكومبورس فيه
ضحكوا كلهم على طلال وأخيرا اتكرم مازن وركب معاهم وانطلق خالد بكل سرعه جنونية للبحـــر
*********
صباح اليوم الجديد صحت سمر واهي تحس بالضيق يفتك بصدرها .. قعدت على سريرها وهي تفرك صدرها بإيدها بضيق وملل .. تعبتني ياخالد معاك .. والله ذبحت قلبي بالي تسويه فيني .. نظراتك ذبحتني واسلوبك آلمني ولمتى ياخالد بتظل تفكر بهالطريقة ؟ وتذكرت كلامه يوم يقولها باتجاهل الي صار ! ليه طيب تتجاهله وانت الي كانت نظراتك تنم عن مشاعر مخيفة تتأجج بصدرك ! وش ناوي تسوي ياخالد ؟! حس فيني والي يسلمك واعرف اني مالتفت بيوم لا لطلال ولا لغيره أنا أحبك انت بس خالد أرجوك ارحمني من شكوكك لو مره وحده بحياتك ! ودمعت عينها وقامت بألم للحمام وغسلت وطلعت وبدلت ملابسها .. وأخذت جوالها ومشت تبي تطلع من الغرفة .. وقبل تطلع خطر ببالها ترسل رسالة لخالد ! اهو قال نتجاهل الي صار أوكي خلني أشوف هل انت فعلا متجاهل ولا لاء ..
وفتحت جوالها وكتبت رساله " صباح الخير يأروع وأغلى حبيب بهالدنيا" وأرسلت الرسالة لخالد ..
ومشت وقعدت على سريرها وهي تراقب الجوال بانتظار رد من خالد !
خالد كان نازل من الدرج للصالة يوم دق جواله برسالة .. طالع الجوال وفتح الرسالة وقراها .. واتنهد من خاطر واهو ينزل .. أغلى حبيب ! ياليتني أقدر أصدقك سمر ! ليه بكل مره طلال ياسمر ليه ! لمحتك من خلف الباب واقفة واهو بجمبك .. ودار بينكم كلام ! وانا الي حذرتك ماتكلمينه ولا تكلمين غيره ! وتقولين مابينك وبينه شي ؟! اوكي اذا كان مابينكم علاقة .. لكن بينكم ود ! مو معقوله كل الي يصير ظروف طارئة .. اكذب على نفسي وأصدق ؟؟! بكون حمار لو صدقت هالشي ! لكن وبعدين يعني ؟ وآخرتها ياسمر ! متى يتبين لي الخيط الأبيض من الخيط الأسود وأعرف الحقيقة انا بنفسي مو بتبريراتك انتي ودموعك ! انا الي بعرف كل شي وبافهم كل شي .. (( قعد على الكنب وسند ظهره واهو يفكر بالطريقة الي ممكن يتبين منها كل شي .. لازم أراقبها لين اعرف صدقها من كذبها .. لكن مابيها تحذرني .. ابيها تتصرف بطبيعتها. وانا باعطيها الأمان .. وببيـن لها ان الي صار أمس ماله أي أثر بقلبي .. ولا كأن شي صار .. وعلى هالخاطر مسك جواله ورد على رسالتها وكتب " صباح النور يا أحلى ملاك شفته بحياتي " وصلت الرسالة لسمر وفورا فتحتها وقرت رسالة خالد وخفق قلبها بكل حب وعلى طول اتصلت عليه بلا تردد ..
رن جوال خالد ويوم طالع ان سمر المتصلة ماقدر يمنع شعور الفرح واهو يبتسم .. احبها ياعالم والله احبها وماقدر أتخيل حياتي بدونها .. ولوهلة فكر خالد ان يتجاهل فعلا الي صار وينسى افكاره وشكوكه الي فكر فيها قبل شوي عن سمر .. لكن وين والشيطان استحل منه الوتر الحساس ..
رد خالد بهدوء : مرحبا
سمر بنعومة : هلا حبيبي
خالد بتغلي : هلابك
سمر : شلونك خالد اليوووم ..؟
خالد بتنهيدة : مثل امس ومثل بكرا .. لا جديد
سمر : يكون أحسن .. نو نيوز قود نيوز
خالد : على قولك .. إنتي شلونك اليوم
سمر بهمس : مشتاقين
خالد : لمين بالضبط !
سمر بضيق : لواحد مدري متى بيستوعب ان اهو حبي الأول والأخيـر بهالدنيـا
خالد : لازم اشياء تصير عشان يستوعب هالشي ..
سمر : زي ؟!
خالد : انتي أدرى ..
سمر : انت قولي يمكن تفكيرك يختلف عن تفكيري
اتضايق خالد وهو الي مايبي يكون بينهم اي اختلاف حتى لو بالتفكير وقال : نفذي الي أبيه منك بحذافيره
سمر : وهذا الي أنا أسويه خالد
خالد : متأكدة ؟!
سمر : امهممممم
خالد : حلوة الثقة بالنفس
سمر : اكيد حلوة ..
خالد : اشياء كثيرة حلوة بحياتنا احنا مو شايفينها ..
سمر : او شايفينها ومو معبرينها
خالد : زي ؟!
سمر : انت أدرى !
خالد يقلد عليها : لا قولي انتي يمكن تفكيرك يختلف عن تفكيري ..
سمر : ولمتى ياخالد !
خالد : لين يعلن احد منا الاستسلام
سمر : وانا اعلن الاستسلام .. مقدر على حربك خالد
خالد : الاستسلام بالكلام ماينفع
سمر : وش تبيني أسوي ؟
خالد : انتي عارفة كل شي ياسمر .. مليت وأنا أعيد
سمر بتنهيدة : عمري ماستقصدت أضايقك خالد وعمري ماتمنيت شي بهالدنيا غير سعادتنا
خالد يبي يغير الموضوع : الله يتممها على خير .. المهم قوليلي
سمر : آمر حبيبي
خالد : فطرتي !
سمر : لا توني صاحية .. وانت؟
خالد وهو يتثاوب : وانا توني صاحي بعد
سمر : اوكي تعال افطر معانا ..
خالد : الظاهر كذا .. لان كل البيت نايم
سمر : غريبة وش جايهم !
خالد : مساكين اخواني مكروفين بالدوام من بعد البلاوي الي طاحت بالشركة
سمر : اي الله يستر بس .. وانت ساحب نفسك مره وحده موو ؟!
خالد : أكيد لاني لو اتدخلت باهدم كل الي قاعدين يبنونه من جديد
سمر بضحك : وانت ماتعرف الا تهدم !
خالد باستهبال : اي شي يضايقني باهدمه .. انتبهي على نفسك عاد
خفق قلب سمر بخوف لسبب ما ! خالد اي شي يتضايق منه ويعصبه او يخرجه من طوره ممكن يهدمه ويفنيه من حياته ! ياخوفي أنا لو عصب مني زيادة ولا زادت مشاكلنا لاقدر الله يهدم الي بيننا بلحظة غضب ! وانتفض قلبها بالخوف واهي تحاول تطرد هالمشاعر من قلبها ..
انتبه خالد لسكوتها وقال : وينك انتي رحتي تحسبين على عمرك !
سمر بضيق : بس ياخالد .. خـلاص تعال الحين ننتظرك على الفطور
خالد : أوكي دقايق وأجيكم
سمر : ننتظرك حبيبي .. باي
خالد : باي
وسكرت سمر منه واهي مو مرتاحة لهالمكالمة الي حست اسلوب خالد متغير فيها ! ويرمي عليها كلام ويلمح لها بأشياء يبقى هي لازم تفسرها وتفهمها ! اتنهدت واهي توقف بضيق وطالعت وجهها بالمراية وقالت : بديت أنا لي أشك الحين مو خالد ! بس بإيش .. أشك باستمرارية حياتي معاه انك كان هذا اسلوبه !! واتنهدت بكل ألم وطلعت من غرفتها لوين ماتخبر أمها ان خالد جايهم يفطر معاهم .

*******

كانت عيلة أبو سامي قاعدين كلهم يفطرون سوى .. وأم سامي طول ماهي على السفرة واهي تطالع بنتها وتبتسم لها .. واستغربت ندى من نظرات أمها الي تشوف فيها الحنان بنظرة والفرح بنظرة والحياء بنظرة !
وبعد الفطور استغلت ندى غياب الكل وقالت لأمها : يمه شفيك تطالعيني اليوم ؟!
أم سامي : يوه يعني ماطالع ببنتي ؟!
ندى : الا طالعي فيني بس نظراتك مو عادية كنه عندك شي
ام سامي بحنان : ماغلطتي ياندى .. وانا عندي شي .
ندى : وشو يمه ؟
ام سامي : عمك أبو تركي ..
ندى باستفهام : شفيه ؟
ام سامي بابتسامة حنونه : كلمنا يبونك لولدهم تركي .
انصدمت ندى ! وخفق قلبها بكل خوف واهي تسمع من امها هالخبر .. وقالت بحذر : وانتوا وش قلتولهم ؟
أم سامي : وش بنقول بعد يمه ! هالرجال طيب وماينعاف وولد عمك وأولى فيك من الغريب ..
ندى بصدمة : يعني وافقتوا ؟!
ام سامي : مبدئيا ايه !
ندى برفض : بس انا مابي يمه !
أم سامي باستغراب : وش الي ماتبين ! عرفتي شي عنه عشان ترفضين ؟؟
ندى : من غير ماعرف يمه مابي !
ام سامي : وليه ماتبين طيب ؟!
ندى : لاني مافكر بالزواج الحين .. ابي أكمل دراستي يمه و أشوف مستقبلي و .. توني صغيرة على الزواج أنا !
أم سامي : لا ياعمري مو صغيرة .. طالعي بنات عمانك وعماتك كلهم مستورين ببيوت رجاجيلهم .. حتى صديقة عمرك سمر مملكة من زمان وان شاء الله ربي يتمم زواجها قريب .. وش ناقصك عنهم ذولا ! والله عقلك يوصلهم ويتعداهم !
ندى برجاء : بس انا مافكر بالزواج يمه .. أبي أتفرغ لدراستي وأبي اشتغل و مابي هالزواج يوقف عقبة بطريقي ..
أم سامي : ومن قالك بيوقف عقبة ! ولد عمك ماشاء الله ماخذ الماجستير .. ويبي يتزوج وياخذك معاه لأمريكا يحضر الدكتوراة .. وتدرسين هناك معاه أحسن من الدراسة هنا .. يعني جاك يامهنى ماتتمنى !
ندى وهي شوي وتبكي : لا يمه مابي أتزوج أرجوك .. وبعد تبين تسفريني عنك .. مقدر يمه أبعد عنك والله مقدر على فراقكم ..
أم سامي : ياندى ياحبيبتي الرجال مايتفوت .. وأهله أجاويد وطيبين والكل يتمنى يناسبهم ! والرجال شاريك انتي ويبيك هو واهله ومايبون غيرك ! مايصير تفكرين بهالطريقة وتضيعين على نفسك فرصة عمرك !
ندى : بس مابيه يمه والله مابي اتزوج ولا ابي واحد بهالمواصفات ولا ابي اسافر برا السعودية يمه أرجوك لا تجبريني
أم سامي بزعل : محد جابرك ياندى .. بس لازم تعرفين ان الفرص ماتتكرر .. وهالرجال شاريك ويبيك من خاطر .. وانتي مو لازم توافقين الحين .. استخيري ربك وفكري بالموضوع ولنا قعدة مره ثانية
ندى وهي توقف : يصير خير ..
ومشت وأول مادارت عن امها سالت الدموع من عيونها بكل ألم .. وأسرعت لغرفتها ودخلتها وسكرت الباب وسندت عليه وهي تبكي وتقول : فهــــــــــد وينك فهــــــــد .. تعال وخذني قبل مايخذوووني ... أحبـك فهد أرجوووك تعااااال .. أنا مابي غيرك بهالدنيا مااااابي ماااااابي .. وقعدت على الارض ولمت ركبها لصدرها وصارت تبكي بصوتها بكل احساس بالألم والفراق ! مو قادرة أرسم بخيالي حياتي مع انسان ثاني غيرك فهد .. خلاص انت احلامي الي عشتها ورسمتها وحسيت فيها ومابي غيرها فهد .. تعال خذني يافهد والله ما أتخيل حياتي بدونك ولا مع واحد غيرك .. ووووينك عني حبيبي وينك ! ورفعت راسها واهي تتنهد بكل ألم .. آخر شي كنت اتمناه بحياتي زواج بهالطريقة من ولد عمي لا واسافر عن أهلي وكل شي يضيع مني .. دراستي وأهلي وصديقاتي و .. وفهــد .. لالا ماقدر .. مقدر أتصور هالشي والله بمووووت .. لازم تعرف يافهد اني بظيع منك وانت للحين ماسويت شي ولا جيتني ! بس شلون يعرف ؟! كيف أوصله .. أكلمه ؟ مستحيل ! أرسله مسج ! طيب وش أكتب فيه ؟ تراني انخطبت لولد عمي عقاباً لك الي ماجيت تخطبني ! ليه واهو كان متعمد يتركني ! حبيبي مسؤوليات الدنيا فوق راسه ومو قادر يعيش لنفسه لو لحظة وحده .. والله حاسه فيك حبيبي بس هذه حياتنا ولازم نسوي شي .. ومسحت شعرها بقوة واهي تفكر بطريقة توصل فيها لفهد .. وخطر على بالها تكلم سمر ! اي مافي غيرها بعد عمري سمر اهي الي بتنقذني من هالورطة .. وقامت فورا مسكت جوالها وقعدت على السرير واتصلت بسمر ..

كانت سمر قاعدة اهي وخالد ومازن بالصالة يسولفون وسمر ومازن اتصافوا بعد الي صار أمس يوم راحت المطبخ وخبرت امها عن خالد ولقته هناك وسألها عنه وعن ساره وردت علي ودارت بينهم سوالف سريعة واتحولت لضحك بالآخر وراح الزعل من قلوب الاخوين الي مالهم غنى عن بعض ..
واهم قاعدين سوا دق جوال سمر .. ويوم طالعت لقتها ندى المتصلة وردت بمرح : هلاااا ندوو
ندى بصوتها الباكي : هلا سمر شلونك
لاحظت سمر صوت ندى وقال بخوف : الحمدلله .. شفيه صوتك ندى!؟
ندى : متضايقة ياسمر والله وبمووت من ضيقي
وقفت سمر ومشت لآخر الصالة وهي تقول : اسم عليك ياندى ليه طيب؟ وش صاير !
ندى من بين دموعها : كنت قاعده قبل شوي مع أمي وكلمتني بموضوع .. وبكت وهي تكمل : حزري وشو ياسمر !؟
سمر بحذر : وشو ياندى خوفتيني
ندى وهي تبكي : تركي ولد عمي خاطبني ويبي زواجنا قريب !
خفق قلب سمر بالفجعة وقالت بصدمة : لا مو معقول ياندى ! منهو تركي هذا ومن وين طلع لنا !
ندى : ولد عمي طارق ..
سمر : وينه هذا ماعمري سمعتك تجيبين له سيرة أبد
ندى : اي سمر عاد انا الي كنت أسمع عنه سيرة .. من عرفت ان لي ولد عم اسمه تركي واهو كل دراسته بأمريكا من الثانوي واهو يدرس هناك ..
سمر : والحين جاي ياخذك يعني ويروح يكمل !
ندى : اييييه هذا انت عرفتي بنفسك من غير أقولك .. وشسوي بالله ؟ مابيه ياسمر ولا أبي أحد غير فهد ومدري وش أسوي مدري .. (( وصارت تبكي بصوتها
تجمعت الدموع بعيون سمر لا شعوريا على حال صديقة عمرها وقالت : بس حياتي لا تبكين خلاص توه ماصار شي بس كـلام !
ندى وهي تبكي : وهالكلام ان استمر بيتنفذ .. شلون ماخليه يستمر ..! شلون أخلي فهد يجيني .. شلون أفهمه وأفهم أهلي والله بموت من القهر سمر ..
سمر : ياحياتي ياندى خـلاص قطعتي قلبي .. اتعوذي من الشيطان الحين وهدي نفسك .. وخلاص اسمعي
ندى : همممم
سمر : انا بحاول أكلم فهد .. بدور أي وسيلة أقعد معاه وافتح معاه الموضوع واشوف هو لمتى بيصبر وان خلاص ماعاد فيه وقت وانتي بتظيعين من إيده
ندى : إنتي ماكلمتيه قبل ياسمر !؟
سمر : لا ياعمري .. أدري اني وعدتك أكلمه بس والله ياندى ان الوضع ماسمحلي أبد .. مدري شفيها شركتنا متدهورة أوضاعها مره وأبوي متضايق مره ومعصب وطوال الوقت من الصباح لليل واهو بالشركة ومعاه فهد ومايردون الا بالليل متأخر .. يالله ياكلون لقمتين ويحطون راسهم ينامون .. ومن صباح الله وهم بالشركة يحاولون يحلون هالمشاكل والمصايب الي وقعت فيها الشركة من سافرنا ..
ندى : الله يعينهم والله ويسهل أمورهم
سمر : آمين يارب .. عشان كذا أقولك بحاول والله بأقرب وقت وأي فرصة ألقاها اني أكلمه وأفهمه وضعك بس انتي ريحي قلبك وخاطرك ياعمري
ندى : ان شاء الله .. مشكوره ياعمري الله لايحرمنا من بعض يارب
سمر : آمين حياتي .. يالله بخليك الحين امي معصبة وتصارخ مدري شفيها
ندى : ياعمري اهي .. يالله اجل حبيبتي باي
سمر : باي
وسكرت سمر وقلبها يخفق بكل خوف على وضع ندى ! يارب قدرني ان أطلعها من هالورطة وأخلي فهد يتحرك بأي طريقة ويسوي شي عشانها .. لأني متأكدة ان حتى فهد لو درا بينهبل ويتجنن ويمكن يبكي بعد ! خلاص أجل ماعاد فينا صبر أكثر .. لازم تتحرك يافهد لا يروح حبكم في أوداج الرياح ..
وصلت سمر لطاولة الأكل ولقت أمها وخالد ومازن قاعدين وأمها من شافتها قالت بعصبية : يعني ماجت السوالف مع ندى الا يوم حطينا الفطور ؟!
سمر باستغراب : يمه شفيك معصبة كلها خمس دقايق الي كلمتها وهذاني جيت !
ام مازن : لا خمس دقايق ولا دقيقة وحده .. أكره ماعلي ان الأكل ينحط وكل واحد منكم منشغل بالي شاغله ! تسلطتوا كلكم بجوالاتكم هالوقت !
سمر وهي تنقل بصرها بين خالد ومازن : وش السالفة ؟!
مازن : أمي مقهورة من أبوي بعد لأنه من قام واهو يكلم بالجوال من مكالمة لمكالمة وللحين ماجا يفطر ..
أم مازن : والله فنجال قهوته حطيته قدامه واهو يكلم من ساعتين .. وتوني رحت لقيته بمكانه ماتحرك ! يقطع هالشغل وساعته ..
ابتسم لها مازن بنعومة واهو يقول : ياعمري يمه هدي نفسك والله شكلك يخرع وانتي معصبة
هاللحظة نزل ابو مازن الدرج والجوال بإذنه يكلم ومن شافوه سكتوا وهم يراقبون ملامحه الي مبين فيها القلق والاهتمام .. ومشى ابو مازن للطاولة واهو يكلم وسمعوه واهو يقول : بأقرب وقت ياولدي .. حتى لو بالصباح مو مو مشكلة ! اي اي ماعليك .. بخلي ام مازن تضبط كل شي من اليوم .. تسلم يافهد .. مع السلامة
وسكر الجوال واهو يمشي للطاولة و يتنهد بضيق .. وعيونهم كلهم تراقبه وقعد على الطاوله ونظرته فيها القلق والخوف والتفكير والحيرة ! وأم مازن ماقدرت تقاوم فضولها وقالت بهدوء عكس عصبيتها الي قبل شوي : خير ان شاء الله يابومازن في شي جديد ؟!
أبو مازن بهدوء : بكرا بنسافر
تبادوا النظرات كلهم باستغراب وام مازن تقول : مين الي بيسافر وعلى وين ؟!
أبو مازن وهو يحرك القهوة : انا وفهد .. وبنسافر على روما .
أم مازن : خير ان شاء الله صاير شي !
أبو مازن : بنروح للشركات المماثلة لشركتنا .. لعلنا نلاقي عندهم فريق استشارة نعرض عليهم اوضاع الشركة الحالية ونستفيد منهم ومن خبراتهم قد مانقدر
خفقت قلوبهم كلهم بخوف واهم يحسون ان اوضاع الشركة ماعادت تطمن ! وهذا يعني ان امور كثير بحياتهم بتتغير وأول من اتألم لهالخـاطر اهو مازن .. ونزل عينه يحاول يخفي القهر المتوقد فيها .. وأم مازن قالت : وبكرا بتسافرون ؟
ابو مازن : ان شاء الله .. هذا فهد الله لايحرمنا منه .. اهو الي كان يتعب معاي من الصباح لليل بالشركة واذا رجع البيت يسهر الليل كله على النت يدور شركات مماثلة لشركتنا عشان نستفيد من خبراتها .. وهذا تو كلمني يقولي لقى الشركات بروما .. والله هالرجال ما ألاقي مثله لو لفيت العالم كلها .. أنا نفسي أستفيد منه ومن أفكاره وخبراته الله يسعده وين ماراح
كلهم : آمين
وسمر اتنهدت بخفة واهي تحس بخاطرها ان الفرصة ضـاعت من ايدها .. وان ماعاد فيه وقت تكلم فهد الي مو عايش بهالدنيا مثل العالم والناس ! وضاق صدرها لهالخـاطر واهي تفرك دقنها بحيرة وألم وتفكر كيف تنقذ ندى من الورطة الي هي فيها ! .. فهد وندى والحب ثالثهم .. وعقبات صعبة بطريقهم كانت رابعهم وخامسهم وعاشرهم ! هل بتنقشع ولا مو كل حـلم رائع عاش بالقلوب بـيتتحقق ؟!

*******
أقلعت الطـائرة الى روما تحمل فيها فهد وأبو مازن وأم مازن بعد .. وهي الي أصرت على السفر معاهم لتدبر شؤونهم وتعاونهم وتوقف وياهم .. وخلا البيت من دونهم وضاقت صدور الكـل على أحب ناس على قلوبهم .. سفرة عمل ! تتحتم عليها حياة الكثيـر .. وعلاقات المحبين الي أرهقها الصبر وأنهكها طول الانتظار ! سفرة عـمل غير محدده مدتها .. وياعالم وش الأحداث الي بتصير خلال هالسفرة .. مع تدهور وضع الشركة الي انشغلوا فيه وماعادوا يفكرون الا فيها .. ومع غياب الرؤوس الكبيـرة الي بدونهم تخترب الدنيا .. وش راح يصير ؟!

كان الكـل بذيك اللية مجتمع ببيت أبو مازن ومعاهم غاده .. ومازن وخالد وسليمان قاعدين على الأرض قدام التلفزيون يلعبون .. بلاستيشن .. وأنواع الصراخ والجنان والحماس والضحك والصياح وكل شي يطلع من هالشباب المزعجين .. أما البنات فكانوا قاعدين وراهم على الكنب ويفكرون بأي مكان يروحونه بدال الطفش الي بالبيت والي مطوّل الحيرة بالموضوع .. ساره الي مو عاجبها أي مكان ..
سمر : يالله عاد خلصوني .. ساعه مو لاقين مكان نروحه ..
غاده : والله انا مو فارق معاي .. الي تبونه انتم بروحه معاكم
ساره : يوووه خلصت المحلات والله مدري وين نروووح
سمر : قلتلك خلينا نروح " لؤلؤة البحـر " مكانهم مرتب وحلو وفيه مطاعم وفي مبيعات وجلسات على البحر ومره مناسب
غاده : اي والله حلووو
ساره : وبيعجب الشباب ؟!
سمر : أتوقع .. انا وخالد رحناه أكثر من مره وعاجبه ..
غاده : وسليمان مايفرق معاه المكان عادي .. خـلاص خلونا نروح له
ساره بنعومة : كيفكم ..
سمر وهي تطالع الشباب وحماسهم وصراخهم : هيا شلون نكلمهم الحين ونقولهم طلعووونا ؟
ساره : عايشين الجو بقوووة
طالعوهم البنات وضحكوا عليهم وعلى اشكالهم وحماسهم وتصاريخهم .. وخالد كل شوي يضرب مازن وشوي مازن يضرب خالد وشوي سليمان يضربهم الاثنين وكنهم مراهقين واهم الي ماعايشوا المراهقة ولا حسوا فيها بسبب سوايا الدنيا فيهم ومعاناتهم ..
سمر : انا بروح أتجهز عشان لا نتعطل .. ووقفت واهي تقول : تعالوا معاي ..
ساره بدلع : مافيني حيل أطلع ..
سمر : ياعيني عليك إنتي .. طيب خليك وانتي ياغاده تعالي معاي
وقفت غاده مع سمر وهاللحظة دق جوال ساره دقة وفصل .. ويوم شافت لقت بطارية جوالها فضت .. وقالت تكلم سمر : يووه فضى شحن جوالي .. وين شاحنك سمور ؟
سمر وهي تمشي : بغرفتي .. بس في واحد بالدولاب .. (( وأشرت على دولاب التلفزيون
التفتت ساره للدولاب وشافت سلك الشاحن ظاهر .. قامت بنعومة ومشت لين الدولاب .. ووقفت عند الشباب واهي تقول: ثواني شباب .. باخذ الشاحن من الدولاب
خالد : يوووه ياساره بعدين ..
ماعبرت ساره كلامه واقتربت للدولاب وطبعا سدت التلفزيون عليهم وسليمان وخالد عصبوا منها وسليمان يقول : بسرررررعه ياساره خلصينا ..
أخذت ساره الشاحن بنعومه وتلاقت عيونها بعيون مازن الي ماعصب منها الا بالعكس حلتله طلعتها وابتسم لها ابتسامة تذوب الحجر ..
مشت ساره عنهم وهي تدور بعيونها على فيش وسألت سمر الي تطلع الدرج : سمر وين الفيش
سمر من فوق : مافي الا التوصيلة الي شابكين فيها البلاي ستيشن
ساره : كلها مستخدمة ؟!
سمر : لا أظن في واحد فاضي
دارت ساره ومشت للدولاب وشافت التوصيلة ومكان واحد فاضي يسمح تشبك الشاحن فيه وانحنت بهدوء وشبكت الشاحن وبدون قصد منها اهتزت التوصيلية واتحرك فيش البلاي ستيشن وانفصل !
طفى البلاي ستيشن فاجأة وانتبه خالد وصرخ بكل عصبية على ساره : هي انتي شسويتي ؟؟
رفعت ساره عيونها بفجعة وقالت بخوف : وش صار ؟!
رمى سليمان يد البلايستيشن بتأفف .. وخالد قال بعصبية : وش صار يعني ! فصلتي السلك علينا وانطفى البلاي ستيشن حلوو ؟!
ساره بهمس : مو قصدي والله .. آسفة !
رمى خالد اليد على التوصيلة وجت على ايد ساره بطريقة آلمتها وخالد يقول : وين أصرفها لك آسفة .. يعني ماجا شحن الجوال الا الحين ؟! كل شي انتي تبينه على كيفك وهواك ؟!
وقفت ساره وهي تفرك ايدها بألم واضح ..و تطالع خالد بنظرة حزن وقلبها يخفق بكل حزن وفشيلة واهو الي يصارخ عليها قدام الكل !
ومازن ماتحمل نظرتها وقف وهو يقول بحمق : هي انت لاتصارخ عليها !
خالد : ياسلام ! ماتشوف وش سوت ؟!
رمى مازن اليد على الأرض وهو يقول بعصبية : يلعن أبو البلايستيشن وساعته .. بس لا تصارخ عليها لو سمحت ..
خالد : لا والله ! مالقت تشبك الشاحن الا الحين ولاهي مهتمة فينا ولا معبرة أحد ! (( وطالع بساره وهو يكمل بعصبية : هذي دلوعة وكل شي تبيه يمشي بمزاجها ..
مازن وهو يمسك ايد ساره الي آلمتها ويقول : دلوعه ولا مو دلوعة وانت وش حارق رزك حبيبي ؟ الا انها تسواك وتسوى طوايفك ..
خالد : أقول اسكت يامازن لأوريك انت الحين بعد !
مازن : لا مو ساكت وورني وش بتسوي !
خالد : تتحداني يعني !؟ تتحداني أمسك ساره وأنتفها بإيدي وقدام عيونك بعد ؟!
مازن بتحدي : انت المسها بس .. وتشوف وش يجيك .. ورفع ايد ساره يبي يشوف مكان الضربة الا خالد يوقف بقوة يبي يخوف مازن .. رمت ساره الجوال والشاحن من إيدها ومشت بسرعه عن خالد لآخر الصالة وهي تبكي وتقول : آسفة خالد .. لاتضربني أرجوووك والله آسفة ..
وقف سليمان وهو يقول : والله الظاهر انتو الي يبيلكم ظرب ..
مشى مازن بخطواته على ورى باتجاه ساره وهو يأشر على خالد ويقول : كلمه اهو وقوله هالبزر .. الي مابقى الا يظربها عشان بلايستشن ..
خالد بعصبية : لا مو عشان البلايستيشن ياحلوو عشان انت لا تتحداني
مازن : اتحداك ومن اليوم لبكرا باتحداك .. ان كانك تقدر تلمسها ولا تدوسلها على طرف .. (( ودار عنه باتجاه ساره ومشى لعندها وهو يطالع عيونها المدمعة .. واتقطع قلبه عليها .. ومشى لين وصلها ومسك ايدها بنعومه .. وسليمان يقول : بس ياخالد والله ماتسوى كل هالصجة عشان البلايستشن
خالد بعصبية : مازن الحمار الي كبر السالفة ولا هو ليش يتدخل من الاساس !
سليمان : لا والله ! تبيه يشوفك تصارخ عليها وتهاوشها ويضحك لك ! بيكون حمار لو سواها
خالد : ياسلام ! اختي هذي !
سليمان : وان كانت اختك حبيبي يعني تلعن ابو جدها بكيفك !
خالد : لا مو لاعن أبو جدها بس مابي مازن يتحداني باختي
سليمان بهمس : احمد ربي يالوووح انت .. ان اختك لها الي يحبها ويدافع عنها ويدور رضاها وسعادتها غصب عن الكل
خالد : بس مو على حسابي
سليمان يعيد عليه بازرداء : بس مو على حسابي .. ! الا على حسابك وغصب عليك .. ولا انت ناسي ابوي الله يرحمه وش وصاك قبل لا يموت .. !
سكت خالد فاجأه وطالع سليمان بنظرة حيرة وخوف وسليمان يكمل : خلك قد الأمانة الي حملك هي أبوي وعيب عليك والله الي يدافع عنها مازن وانت اخوها تهاجمها !
التفت لساره وشافها قاعده على على آخر كنبة بالصالة ومازن ماسك ايدها ويمسح عليها بحنان .. وعيونه ترمي خالد بنظرات كلها حمق !
اتنهد خالد بألم وترك الكـل ومشى عنهم لين الحـوش .. واهو يحس بسخافة الي سواه .. وان كانت دلوعة فمن حقها تتدلع .. واهي الي فاقدة حقوق كثير بحياتها .. قعد على الدرج بتأفف ومرر صوابعه بين شعره بقهر وحيرة وطرا على باله كلام سليمان عن أبوه .. وفاجأة مرت قدامه ذكريات أبوه .. وذكريات أمه .. والسنوات الحلوة الي قضاها بحضن أمه .. والي اتمتع فيها مع أبوه .. ومرض أبوه بالأخير .. ووصيته الي وصاهم اهي قبل تطلع روحه .. واتنهد بكل ألم وحزن ولاشعوريا دمعت عينه واهو يقول : اللّــه يرحمكم يارب ..
هاللحظة نزلت سمر وغاده من فوق وشافوا سليمان ومازن وساره قاعدين سوا بآخر الصالة وبينهم همهمة غريبة .. اقتربت سمر منهم وعلامات الاستفهام بوجهها وقالت : وش صاير ؟!
مازن بهدوء : ماصار شي ..
سمر : شفيها اشكالم مكدرة طيب ؟! ودارت بعيونها بينهم وهي تسأل : ووين خالد ؟!
سليمان : بالحوش ..
سمر باستغراب : وش يسوي بالحوش ؟!
طالع سليمان بغاده من وراها .. والتفتت سمر لغاده الي كانت اهي مستغربة بعد ! ومشت سمر عنهم لوين ماخالد عايش بذكرياته الحزينة ..
حس خالد بصوت خطوات من خلفه لكنه مالتفت .. لين اقتربت سمر منه وقعدت على الدرج قدامه .. وطالعت بعيونه الحزينة وهمست : شفيك حبيبي !
خالد : مقهور من نفسي ..
سمر : ليه حبيبي صار شي ؟!
خالد : أوقات أتصرف تصرفات ماأحسب حسابها .. وأندم عليها بعدين .. وأوقات ماينفع الندم ولا يمديني أصلح شي من الي سويته !
مسكت سمر ايد خالد بنعومة وهي تقول بهدوء : حاول تتمالك أعصابك حبيبي .. انت أوقات الغضب اهو الي يحركك مو انت خالد بطبيعتك الطيبة الحنونه ..
خالد : أدري سمر .. وخايف بيوم أخسر أشياء مهمة بحياتي ..اشياء مقدر أعيش بدونها وخسرتها بسبب هالشي !
ابتسمت سمر لخالد بكل حنان واهي تقول : بس الي يدري فيك وبطيب أصلك بيسامحك ويصفح عنك
خالد بنظرة ألم وحيرة : تتوقعين ؟!
سمر : متأكدة حبيبي ..
ابتسم لها خالد بخفة واهو الي صدق بكلامه .. أوقات الغضب يتفجر كالبراكين في الشخص ويخليه يتصرف بلاشعور ولا حساب ! وبعد مايهدأ البركان .. يندم الشخص أشد الندم على الي سواه ..
خالد كان من هالنوع .. وكان خايف من أمور قادمة ممكن تكون ظحية الغضب عنده ! ياترى شهي ؟! وليه خالد شال همها بهاللحظة .. كالصخر على قلبه ؟!


اقترحت سمر على خالد انهم يطلعون ويغيرون جو واتقبل خالد الفكرة .. وطلع الكل من البيت بهدوء وتجاوزوا خالد وهم يمشون بالحوش .. وقف خالد ومشي وراهم وعيونه على ساره .. ونزل الدرج ومشى لعندها قبل تطلع .. ومسك ايدها ولا اهي انتبهت وطالعت فيه بخوف ! لكنه ابتسم لها بحنان ورفع ايدها لفمه وباسها وقال بهمس : انا آسف ..
ابتسمت له ابتسامة ناعمة وبادلها خالد الابتسامة .. وكان هذ تحت نظر مازن الا ارتاح خاطره وهو الي مستحيل يرضى أحد يزعل ساره ولايآذيها حتى لو كان خالد أوي أي واحد من اخوانها !!
ركبوا السيارة وانطلقوا فيها لأحلى منتجعات البحر .. وكانوا يحاولون يدخلون جو المرح عليهم بالمسجل والضحك واي نكت وهالخرابيط .. وتناجر مازن وخالد على الشريط الي يشغلونه
وخالد يقول : مانبيه هالشريط تكفى .. صوت هالمغني كنه بالع صفيرة ..
مازن باستهبال : انت تقدر تقلده أصلا .. مووت من الغيرة
خالد : يييييييع والله ان ذوقك خايس يامازن أمريكا هذي ماسوت فيك خير ..
مازن : خليت الذوق لك حبيبي .. والحين شغل الشريط .. ( ومد الشريط له
خالد : لو تطير مو مشغله !
مازن : لا والله !!
خالد : اي والله !
مازن : أجل خذ .. (( ورمى الشريط بقوة على خالد
خالد وهو يمسك كتفه : آآآآآآي ياحماااااااار
مازن : أحسسسسسسن .. هذي عن ضربة ســــــــارة !
وضحكوا كلهم على مناجرتهم لين وصلوا .. ونزلوا من السيارة ومشوا للمنتجع وسمر تتمنى لو ان ندى كانت معاهم ! ياعمري ياندى الي مدري وش بيصير عليك .. الله يستر لايجي فهد وينصدم بالخبـر والله لايكره الشغل وساعة الشغل وتتحطم نفسيته بالمره !
دخلوا للمنتجع واختاروا أحد الطاولات المطلّة على البحر وقعدوا فيها .. وطلبولهم عصيرات وقهوة وأجلوا العشا لبعدين .. وساره ماطلبت شي لان ماعجبها شي من المنيو .. ومازن شافها محتارة واهي تطالع المنيو وقال : هاه سوسو ماعجبك شي !
ساره بملل : لااه .. مافي شي حلو .. انت اش طلبت ؟
مازن : عصير كوكتيل ..
ساره : امممم .. مو لاقية شي يعجبني ..
مازن : تبين نشوف مطعم ثاني !
ساره : مافي الا هالمنيو
مازن : أدري حياتي قصدي نروح له ..
ساره : لا حبيبي ماله داعي خلاص باطلب اي شي ..
مازن : عادي سوسو نقوم ندور بالمنتجع واحنا ماشين نشوف المطاعم يمكن يعجبك شي فيها ..
ساره بابتسامة ساحرة : على راحتك
مازن وهو يوقف : يالله قومي ياحلوة ..
وقفت ساره بنعومه وعيون الكل تراقبهم وسليمان يقول : على وين انتوا ؟!
مازن : بندور شوي ..
سليمان : زين اصبروا الحين بتجي الطلبات !
مازن : ساره ماطلبت شي .. عشان كذا بندور يمكن يعجبها شي من المطاعم الثانية
تبادلوا سمر وغاده النظرات وهم بيموتون من هالدلع الي يدلع مازن ساره فيه .. وغاده تبتسم لساره وياعمري انا وسمر الي اخترنا اي شي صادفنا بالمنيو من غير جدل ولا تفكير .. ولا من الي بيطاوع دلعنا مثلك ياساره .. آآآآآه فديت حبك يامازن ..
ولاحقوا بعيونهم مازن وساره واهم يمشون ومشكلين أجمل ثنائي للحب والغرام والشوق والكل اتمنى بخاطره ان الله يجمعهم ولا يفرق بينهم .. لان هالاثنين مو بس لايقين لبعض .. إلا مخلوقين لبعض .. مشاعرهم لبعض حبهم وعشقهم وشوقهم مانحرف بيوم لغير بعض .. وأمنيتهم الي ماتمنوا غيرها طول عمرها ان الله يجمعهم ولا يفرقهم عن بعض !

وصلت العصيرات للطاولة .. وخالد من شاف عصير سليمان قال : وااااو شكله يشهي .. عطني هو سليمان وخذ عصيري ..
سليمان : انت مايحلالك الا الي بإيد غيرك .. عيب عليك هالحركات وقدام مرتك بعد
سمر بضحك : عادي سليمان وكملت بالمصري : متعوِّيدة دااايما ..
سليمان باستهبال : الله يعينك عليه .. (( وطالع خالد وهو يكمل : هذا ماطلع علينا .. مدري وش يطلع باسم الله
خالد وهو يشرب عصيره : حوووووطي .. نمرة واستماره
كلهم : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه
دق جوال خالد ويوم طالع لقاه سامي ورد بمرح : هلاااااااا
سامي : هلااااابك خالد شلونك
خالد : تمام .. شلونك انت
سامي : ماشي حالي .. وينك انت كنك برا ..
خالد : اي والله طالع مع اهلي البحر ..
سامي : وانا اقول شفيه مو معبرنا اليوووم .. من لقى احبابه نسى أصحابه هاه ؟!
خالد : ههههههههههه أفا عليك .. بس شسوي مليت منكم انتوا كل يوم مقابلكم قلت خلني اغير الوجوه اليوم !
سامي : ههههههههههههههههههه يالنذل .. وينك بأي مكان انت
خالد : اللؤلؤة ..
سامي : اطلع معاي خالد تكفى والله زهقااان ..
خالد : وين طلال عنك
سامي : هذا انا بالطريق رايح له .. بس مايكفيني هو يعل ابليسك انت الطلعة مع غير ياحمار ..
خالد : حوطي لو سمحت ..
سامي : هههههههههههههههههههههههههههههه اعترفت أخيرا
خالد : اي الزمن أجبرني على الاعتراف ..
سامي : هههههههههه طيب والحين اترك الي عندك وتعال معانا ..
خالد : لا والله انت صاحي !
سامي : لا مو صاحي طفشااااااااااااااااان
خالد : وجع لا تصارخ فقعت اذني .. أوكي اسمع ..
سامي : هااااه ..
خالد : تعال انت عندنا ..
سمعت سمر هالكلمة وقالت بحماس : وخله يجيب ندى معاه ..
خالد : وجيب اختك معاك .. يبونها ..
سامي : ويني انا ووين اختي الله يهديك .. أقولك عند بيت طلال أنا عند الجامعة ..
خالد : يعني شلووون ؟!
سامي : باخذ طلال ونجيكم ..
سكت خالد فاجأة وشعور بالضيق اتمالكه .. طلال بيجي هنا عندهم وسمر موجوده ..؟! ياربي وش هالورطة ! لا مابي ياسامي تكفى ارحمني والله قلبي مايستحمل اشوف اي حركة تقهرني والله لأقلب الدنيا عليهم .. ولوهلة كان بيقترح على سامي اي اقتراح ثاني غير انه يجيب طـلال .. لكنه انتبه فاجأة لشعور الشك الي راوده ويبي يتأكد منه هو بنفسه .. وهذي فرصة أراقبهم اثنينهم من غير مايلاحظون .. وعلى هالخاطر قال لسامي : أووووكي ياسامي .. ننتظركم
سامي : أخيرا سمحت لنا يالحووووطي
خالد : هي انت لا تحلالك حوطي .. أنا أقولها لنفسي معليه بس انت لاء
سامي : اقول اقلب وجهك بس خلني أدق على طلال ينزل .. بااي
خالد : باياااااااات
وسكر خالد منه وشعور بالتوتر بدا يتملكه .. أنا شسويت ؟! شلون سمحت لطلال يجي هنا وسمر موجوده ! شلون قلبي بيستحمل ؟! لا أشوف منهم نظرة ولا كلمة والله لا ألعن أبو سكافهم ! ليه أسمح لنفسي بهالمواقف ليه ! انا بدمر عمري بنفسي ! لكن انا أبي أتأكد من كل شي .. أبي أشوف ان كان سمر تعبر وجوده ولا لاء .. أبي اشوف اي نظرة منها ولا منه وأبي أفهم كل شي بنفسي .. وطالع سمر المنهمكة بالسوالف مع غاده وسليمان وخفق قلبه وهو يحس انه ظالمها .. هذه هي مانتبهت يوم قلت ان طلال بيجي ولا حتى عبرت كلامي ! يارب تطلع شكوكي غلط وسمر مالها بطـلال ولا بأدنى علاقة .. لكن الحين بيبان كل شي .. وباعرف واتأكد من كل شي أنا بنفسي .. وحاول يطرد شعور التوتر الي تملك أوصاله بهالوقت وهو يحسب لكل دقيقة تمر ألف حساب !

دخلوا مازن وساره أحد المطاعم الصغيرة وأخيرا عجبها المنيو واختارت عصير ( بانوكولادا ) وبطاطس مقلي بالجبنة .. جلسها مازن على أحد الطاولات على مايروح يحاسب
وكل شوي يلتفت لها ويبتسم لها بكل حب وعيونه تراقب كل من يمر حواليها لأحد يرميها بكلمة ولا بنظرة ويجني على عمره من الي بيسويه فيه مازن !!
وأثناء ماكان مازن منتظر دق جواله .. ويوم طالع لقى الرقم خارجي .. استغرب مازن ورد على الرقم ومعالم الاستغراب بوجهه .. مازن : الووو
أبو مي : مرحبــــا مازن
مازن : هـلا والله .. وقال بتشكك : عمي أبو مي ؟!
ابو مي : نعم .. شلونك ياولدي وش اخبارك
مازن بمرح : هلا عمي هلا والله .. انا بخير الحمدلله انت شلونك ووشلون الأهل ؟!
ابو مي : بخير يسلمون عليك والله ويسألون عنك ..
مازن : سألت عنهم العافية ..

انتبهت هاللحظة ساره لمازن المنهمك بالمكالمه .. وان دوره بالطابور وصل واهو مو منتبه .. حتى انه مشى شوي عن الطابور عشان يتحاشى الازعاج ويقدر يسمع المكالمه بوضوح .. شافت ساره البايع وهو ماسك الطلبات ويطالع مازن عشان يجي ياخذها .. فقامت هي ومشت للبايع وعيونها تطالع بمازن الي بدت ملامحه تتغير وهو يستمع للمكالمه !! وكأنه مستغرب الكلام الي سمعه و مفاجأه .. ضيقت ساره عيونها بمازن وهي تحاول تستشف نوع المكالمه من وجهه المتقلب ! وأخذت الطلب من البايع ومشت لمازن الي مانتبه لها واهي وراه !
وأول ماوصلت لعنده سمعته يقول باستغـراب : نعـم ! عطـوف بتوصل بكرا السعـودية !!؟؟
طاح الكيس من إيد ساره بلا شعور .. وملامح الذهول والصدمة بوجهها !! وقلبها يخفق بكل عنف وخـوف وجسمها يرجف بكل حذر .. والكلمة تصرخ بإذنها بكل ألم .. عطوف بكرا بتوصل السعودية !؟ هذا وش معناه هذا ؟! .. ولا شعوريا ارتسمت قدامها حياتها القادمة بأسوء أنواع الحزن والألم والدمـــوع !!


******

خبر لا يبشر بالخيـر .. وقع على مازن وساره .. وهو وصول عطوف للسعودية !! أي مسار راح تنحرف عليه الأحداث .. بعد الاستقرار العاطفي الي تمكن من ساره ومازن أخيـرا !؟
خالد والشكوك الي ماقدر قلبه ينساها ولا يتجاهلها ! على وين بتوصله ولأي نهاية بتاخذه ؟!
نـــدى .. شلون بتقدر تحارب حبها وتحافظ عليه وتمنع انها تروح عن فهد ؟!

دوامة .. لا بل دوامات قوية .. ستهاجم بحور كل من هالشخصيات .. مين الي بينجى منها ؟! ومين الي بيغرق ويتقطع ويتدمر بوسطها ؟!


*******************

الحلقـة الـ 28
" العـواصف "

******

سكر مازن الجوال والصدمة متملكه كل حواسه ! سوتها عطوف ! ولحقتني لوين مابتعدت عنها ورحت ! واسترجع كلام عمه واهو يشرحله طموح عطوف ورغباتها ببناء المدرسة وتطبيق دراستها عليها ! وضحك بسخريه على الموضوع ! لاتقوليلي هالسبب الي جابك ياعطوف .. اضحكي على غيري لاتضحكين علي ! انتي جابك قلبك الأسود والي ماكفاه الي سواه من بلاوي .. و جاية تبين تخربين الي بيني وبين ساره بأفكارك وانتقامك وحقدك وبغضك .. لكن خليني أشوف وش بتقدرين تسوين ؟! والله لأردك من مكان ماجيتي وبأقرب وقت ممكن .. واتنهد بكل حمق وهو يلتفت لوين ماترك ساره جالسة .. ويوم التفت انصدم يوم شافها وراه وملامح الذهول متملكتها وعيونها ظايعة بوجهه ! طالعها مازن بخوف لاتكون سمعت المكالمة وقال بتلعثم وهو يراقب عيونها : هاه ساره .. آآ اخذتي الطلبات ؟!
طالعت ساره بعيونه لحظات وهزت راسها بخفة وفرجة بسيطة مفتوحة بين شفايفها تنم على الصدمة الي متملكتها .. وانتبه مازن للكيس الي طايح منها على الأرض !! ورفع عينه و طالع بعيونها ..وشاف الصدمة واضحه فيها ! واستوعب كل شي !! ساره سمعتني ! ياويل قلبي ويلااااااه ! هيا وش أقولها لو سألتني ! أقولها عطوف بتوصل بكرا ومطلوب مني أروح أستقلبها ! ومطلوب مني أحجز لها فندق وأهتم بشؤونها وأمورها وأكون على اتصال دايم معها ! أقولها ان مطلوب مني أرعاها بفترة وجودها وأعاونها بكل شي تحتاجه ! ياويلي من نظراتك ياساره بتذبحني حياتي تكفين غيري هالنظرة وافهميني والله مو ذنبي أنا ومو خصي والله أكره خبـر سمعته بحياتي هو هالخبر ساره صدقيني !
انحنى مازن على الأرض وأخذ الكيس وقام وهو يطالع بوجهها المصدوم ومسكها من ذراعها بنعومة عشان يمشيها ومشت معاه تجر جروحها وراها وعيونها مافارقت وجهه وهي تمشي جمبه ومشاعر مخيفة تملكتها كلها دموع وفراق وخسران وآلام .. وقع خبر جية عطوف ماحسسها بالخيـر .. ! الا أوقد معاه أنواع المشاعر الي تبنأ بالخطـر .. مشت جمب مازن وهي تحس انها بتفقده بين لحظة وثانيه .. دام عطوف جاية .. يعني مازن بيكون على صلة معها بأي طريقة كانت .. وانا وين قلبي الي بيتقبل هالشي ! ولا أرضى فيه وأستحمله ولا بلحظة وحده ! وظلت تطالع بعيون مازن الي مبين فيها الضيق والحذر والحيرة بهالورطة .. وش هالورطة ياعالم والله مو هذا الي ناقصني ! ليه كل ماقلت هانت ألاقيها شانت ! وكل ماقلنا قرب الفرج . ألاقي الفرج وهم وسراب ! أي طامة هذي الي طاحت علينا وأنا أدري ان قلب ساره مو مستحمل .. أدري هي شلون تفكر بهاللحظة وأدري أي نوع من المشاعر الي متولعة بقلبها .. والتفت لها بخفة وتلاقت عيونهم الي مبين فيها الألم والخوف .. وماستحمل مازن نظراتها وقرر يقعد معها ويفهمها كل شي من البداية .. لازم ساره تعرف كل شي لاتنصدم بالي راح يصير ! لازم تتفهم الموقف وتعرف اني متورط وبحاول قد ما اقدر انقذ نفسي من هالورطة ..
مروا من جمب طاولات صغيرة مطلة على الجهة الثانية من البحـر .. ومازن قال بهدوء : خلينا نقعد هنا ياساره .. طالعت ساره بالمكان واهي الي ماعاد فرق معها وين تقعد .. وسحبت الكرسي بقلة حيلة وقعدت عليه ونظرات عيونها قطعت قلب مازن تقطيع ..
قعد مازن قدامها وسند ذراعينه على الطاولة وشبك صوابعه ببعض وقال بهمس وهو يراقب عيون ساره : سوسو حياتي .. وش تفكرين فيه ؟!
ظاعت عيون ساره بوجه مازن وقالت بصوت مذبوح : ليه جاية ؟!
مازن بهدوء وهو يراقب عيونها : عندها شغل بتسويه .. ابوها قالي انها جاية تبي تفتح حضانة أطفال هنا
ساره : وليه هنا ؟ وليه انت .. وليه انا ... !!؟
انبهت مازن من كلامها وماعرف هي وش تقصد .. ليه انت وليه انا .. ساره فهميني حياتي انتي وش قاعده تفكرين فيه .. وش تحسين فيه ياحياتي فهميني ..
طالعت ساره بعيونه الحايرة وقالت من قبل مايرد : ليه بتفتح حضانتها عندنا احنا .. وليه ابوها كلمك انت .. وش يبيك تسويلها بالضبط ؟!
مازن : فكرتها انها تفتح حضانتها ببلد تفتقـد الحضانات الأمريكية .. ومالقت بلد أحسن من السعودية .. و ..
ضيقت ساره عيونها وهي تترقب التكملة .. مسك مازن ايدها بنعومة وهو يشوف النظرة الخايفة بعيونها وماتحمل احاسيسها وقال بهمس : ساره حياتي .. أبيك تتفهمين الي صار والي بيصير أرجوك ساره أنا مابي أي شي يضايقك ولا يزعلك ولا يأثر على علاقتنا ..
ساره بخوف : وش بيصير مازن ؟!
مازن بتردد : عطوف بتوصل بكرا ... أبوها يبيني أستقبلها و .. وأوديها على فندق .. و أعاونها على انها تفتح مشروعها ..
انبهتت ساره وقالت بحذر : وانت وش رايك ؟!
مازن : رايي انتي اكيد عارفته ساره .. وهو اني مابيها تجي ولا أبي أسويلها شي ولا حتى اشوف رقعة وجهها
ساره : وبتمشـّي رايك ؟!
مازن بألم : مدري ياساره .. مدري شسوي !
ساره : وش الي ماتدري مازن ؟! هو الموضوع بحاجة لتفكير أصلا ؟ بعدين أبوها الي يبي بس انت ماتبي مووو ؟!
مازن : اي والله مابي ..
ساره : أوكي أجل محد يقدر يجبرك ! مانت مضطر تستيجب لرغبات أبوها الي انا متأكدة انها رغباتها اهي ! مانت مجبر تستجيب لهم وتسوي الي يبون يامازن ؟!
مازن بهدوء : يعني شلون ياحياتي ! أطنش كلام أبوها ولا أعبره .. وبكرا توصل لا تلقى أحد يستقبلها ولا سوالها شي من الي وصى أبوها ؟! صعبة ساره ..
ساره والدموع بعيونها : هذي صعبة ؟؟ وعلاقتنا احنا ومشاعرنا تهون مووو ؟!
ضغط مازن على ايد ساره وهو يقول بضيق : مو كذا ساره ..
ساره : مااااازن .. عطوف مهما كان السبب الي إهي جاية عشانه لكن صدقني مو تاركتنا بحالنا .. أو مو تاركتك إنت بحالك .. ليش تسمحلها ؟! ليه تترك لها المجال تسوي الي هي تبي ؟!
مازن : والله ياحياتي مو سامحلها .. ولو بايدي أمنع سفرتها وأردها من مكان ماجت ..
ساره : و تقدر تسويها لو بغيت ..
طالع مازن فيها بنظرة ألم وحيرة وساره كملت وهي تراقب عيونه : اتركها مازن ولا تروح لها ولا تعبر وجودها.. بتشوف إهي انها مو قادرة عليك وصدقني راح تكره عيشتها وماراح تتحمل وبترجع..
مازن : صح ياحياتي .. بس وش أقول لأبوها لو سألني !؟ أبوها الي سكني بيته وخدمني وحشمني وجمايله مغرقتني من راسي لرجولي .. وهذا الحين أول طلب يطلبني ومفروض مني أردله الجميـل !! أقوم أرمي كلامه ورى ظهري ولا أعبر اتصاله وطلباته ؟!
ساره ودموعها بدت تنزل : يعني شلون مازن .. بتروحلها ؟! بتحقق لها رغباتها الي جاية عشانها وتمشيها لها بكل بساطة ؟! بتعاونها تكون اهي المنتصرة بكل مره علينا .. ؟! انت وبعدين معاك مازن متى تفهم وتعرف ان هالانسانة تبي هدم حياتنا وعلاقتنا .. انا فهمت هالشي وعرفته انت متى بتستوعب ؟
مازن بألم : مستوعبه ياساره وما ....
قاطعته ساره وهي تكمل بألم : أجل ليه تجاريها ؟! حرام عليك مازن حس فيني انا والله تعبت .. ((وبكت وهي تقول : مقدر أتحمل هالشي .. جيتها هنا واستقبالك لها واحتكاكك معها .. مستيحل أتحمل هالشي مازن والله قوية وما أقواها !!
تقطع قلب مازن من كلامها وطالعها بكل حنان وقال: حاس فيك ياروح مازن انتي .. ومستحيل أنا أرضى ان هالشي يجرحك ولا يآذي مشاعرك ولا يأثر على علاقتنا صدقيني ماأرضى
ساره : أوكي ومو قادر تتركها عشان مستحي من أبوها موو ؟
طالع مازن فيها بنظرة عجز ومارد .. وهي كملت من غير ماتنتظر رده : أوكي وكّل واحد غيرك .. اخواني ولا أصحابك ولا من ماكان .. بس موانت حبيبي تكفى مابي أخسرك مازن ..
مازن بـألم : سوسو حياتي لا تقولين كذا .. مستحيل يصير شي يخسرنا لبعض حتى لو اني اضطريت أتحدى الدنيا كلها وأحاربها !
ساره : أوكي حبيبي أنا خايفة من جيتها هذه .. مو مريحة خاطري أبد .. أرجوك مازن ابتعد عنها انت ووكّل غيرك بهالشغـلة كلها ..
اتنهد مازن بضيق .. وساره قالت : لهالدرجة مهتم بأمرها ؟!
مازن : تخسى إلا إهي .. انتي أدرى بالجواب ياساره ! وتدرين ان محد بالدنيا هذي يهمني غيرك
ساره : أوكي قولي انك مو رايح لها ! أرجوك قولي انك مو محتك فيها ولا معبر وجودها .. لأني لو عرفت انك رحت لها مازن أنا مدري وش بيصير فيني ..
رفع مازن ايدها لفمه وباسها وهو يطالع عيونها المدمعة .. وظل ماسك ايدها عند دقنه كل شوي يرفعها ويبوسها وعيونه ظايعة بالفراغ الي قدامه ومشاعر عاصفة تعصف بكيانه ودوامة الأفكار تعصر مخه .. ساره مستحيل تتفهم وتتقبل هالشي .. من حقها تتضايق وتغار وتتحكم فيني بعد .. بس انا تورطت ومدري كيف أخرج نفسي من هالورطة .. أرمي بكلام أبوها ورى ظهري وأتجاهل جيتها ولا أعبر وجودها وأسوي مثل ماقالت ساره أوكّل اي واحد غيري ؟! يصير هالشي ؟! اي وليه مايصير .. بتتحمل يامازن زعل ساره ؟! ترضى انت اصلا على أذية مشاعرها ولا دموعها وعذاب غيرتها ؟! لا حياتي رضاك عندي بالدنيا ومو متحمل ان يصير شي يأثر على علاقتنا .. ماتحمل زعلك ولا دموعك ولافراقك ياروح مازن إنتي
طالعت ساره بعيون مازن وحست انه عايش بدوامة من الأفكار والحيرة .. لازلت محتار حبيبي ؟! جت الي تحيرك بيني وبينها وتقتحم حياتنا ومشاعرنا وتزرع الألم والدموع فينا ؟! مازن انت لازم تحط حد لكل هذا وتختار يا ذوقك وطيبك واحترامك لجمايل غيرك ووقوفك معاها ومعاونتها بالي تبي .. ولاتختار قلبك وحبك وسعادتك وأحلامك الي عشت لها وماتمنيت غيرها !
وسحبت ايدها بنعومة من بين إيديه.. وبكل ألم همست : أنا ولا عطوف يامازن ؟!
طالع مازن فيها بتعجب وقال : كيف انتي ولا عطوف ؟!
نقلت ساره بصرها بين الطاولة وعيون مازن واهي تقول : ابيك تختار مازن ..يا تترك عطوف ورى ظهرك ولا تروح لها ولا تشوفها ولا مره ! وبكذا تكون ملكتني .. ولا .. (( وخنقتها العبرة واهي تكمل : ان كان رحت لها وقابلتها لأي سبب ولأي ظرف كان .. بتكون خسرتني ! وانت لك الخيار يامازن توك على بر الأمان ..
انصدم مازن من كلامها وقال بحمق واضح : ساره شهالخرابيط ؟! من متى عطوف وصلت لمستواك عشان تكون بمحط خيار بينها وبينك ؟! كوني أقابل عطوف لأي سبب طارئ أجبرتني عليه الظروف .. معنى هالشي اني خسرتك ومابيك ؟! ليه تسوين فيني كذا ياساره ليه ؟!
وقفت ساره فاجأة وقالت والدموع بعيونها : هذا الي عندي يامازن ..
وقف مازن معها وقال برجاء : لا تسوين كذا ياساره
طلعت ساره من الطاولة وهي تبكي وتقطع قلب مازن عليها وقال بهمس : سوسو حياتي .. افهمني يابعد هالدنيا ويا كل هالدنيا ..
ساره : مابي أفهم شي يامازن خـلاص أناعرفت انت وش اخترت ..
مازن : لا ماعرفتي شي ياعمري .. أنا أقولك من هاللحظة اني تحت أمرك بالي تامرين فيه أنا حاضر .. بس مابي تخلين ظروف طارئة مالي تحكم فيها تبعدك عني أرجوك ساره مقدر على فراقك حياتي
طالعت ساره بعيونه وهي تبكي وقالت بصوت مذبوح : ولا أنا ماقدر على فراقك مازن .. لكن مقدر أتقبل انك تقابلها وتشوفها مهما كان السبب ماااقدر
مازن : مو مقابلها حياتي ولا رايحلها وبوكّل غيري بهالشغلة كلها لخـاطر عيونك .. إنتي آمري بس ياروحي .. لكن ابيك تتأكدين ياساره ان لو صار أي شي مايرضيك اتأكدي انه مو بإرادتي ورغبتي أنا .. وإن انتي كل شي بحياتي ولاتهمك تراهاتها وتفاهتها الي ممكن تصدر منها ..
ساره : قاسية هي يامازن مقدر على قسوتها
مازن بحنان : ياحياتي انا مدري هي وش بتسوي ولا وش ناوية عليه .. لكن حطي ببالك حياتي ان لو وش سوت مازن مايبي احد غيرك ولا له بهالدنيا حب غير حبك ولا عمره عاش غير لحبك وسعادتك وقربك .. واثقة من هالشي سوسو ؟؟
هزت ساره راسها وهي تمسح دموعها بصوابعها .. واتقطع قلب مازن عليها وهو يطالعها بكل حنان .. وهمس بحب : سوسو
رفعت ساره راسها وطالعت بعيونه وشافت فيها نظرة الحب الصادق والوفاء الخالص ومازن يقول : وسعي صدرك حياتي .. مابي الحزن يتمكن منك والله ما أتحمل أشوفك حزينة وتبكين ..
اتنهدت ساره بخفة وقالت بهمس : خلاص حبيبي مافي شي .. بس شايلة هم جيتها على قلبي مثل الصخر
مسك مازن ايدها بنعومة ومشى ومشت اهي معاه وهو يقول : ان كنتي واثقة بحبي ياساره فلا تشيلين هم ولا تفكرين بأي شي يضايقك ..
سكتت ساره وظلت تمشي معاه وعيونها ظايعة بالفراغ الي قدامها لين اقتربوا من طاولة سليمان وخالد والباقين ..والتفت مازن لها وقال : غيري هالنظرة حياتي أبي أشوف الضحكة بدال الحزن .. مو حلو وجهك وانتي حزينة سوسو ييييييييع ..
ضحكت ساره بخفة وبادلها الضحكة وطالع فيها بنظرة كلها حب وحنان .. وكمل طريقه لوين مالكل يسأل عنهم!

********
دقت سمر على جوال نهى تقترح عليها تجي مع طلال للمنتجع وتغير من جو النفاس والكآبة .. لكنها استغربت يوم عطاها الجوال مفصول ! يوه الحين شلون أكلمها وجوالها مفصول ؟! خلني أجرب أدق على البيت ولو اني متأكدة انه محد بيرد .. وفعلا دقت سمر على البيت ومحد رد عليها .. يالله مالها حظ تجي معنا
نزل طلال لسامي وقبل يركب السيارة دق جواله .. ورد عليه بملل .. وانتظره سامي يخلص ويركب معاه ويمشون لكنه استغرب يوم شاف طـلال راجع للبيت وقدر يلقط آخر كلام سمعه من طلال واهو يقول: إي تلفون البيت مافي صفر .. خـلاص هذاني داخل البيت انزلي بسرعه .. باي .. (( ودخل طـلال البيت .. ودقايق بسيطة وطلع وركب السيارة وسامي يقول : عسى ماشر !
طلال : الشر مايجيك ان شاء الله ..
وانطلقوا بالسيارة وهم بالطريق .. طلال ماكان متقبل فكرة انهم يروحون لخالد وأهله معاه وحاول يثني سامي عن الفكرة واهو يقول : سامي تكفى خلك منهم وخل نروح احنا لحالنا ..
سامي : وانت ليش متضايق وماتبي تروح ؟
طلال : مو متضايق بس مو حلوة نروح وأهله معاه والله نشبة هذي !
سامي : لاعادي ياطلال حنا مو قاعدين معاهم .. بنقعد مع خالد !
طلال : اي بس على طاولة وحده ؟!
سامي : وانت وش حارق رزك ؟
طلال : ياخي عيب والله مايصير
سامي : وخالد مايعرف العيب يعني ؟
طلال : يمكن انحرج منك .. لا ياسامي والله مابي أروح ..
سامي : وش الي ماتبي تروح .. خلاص حبيبي ناخذ خالد ونقعد لحالنا ..
طلال : بالله طالع الرجال مع أهله واحنا ناخذه منهم والله فشلة ..
سامي : لافشلة ولا شي .. عادي حبيبي مالقيت الا خالد الي ينحرج ؟ لو كان مازن قول اي مازن طيب وينحرج بزيادة ..
طلال : طيب اول ماندخل تتصل فيه تقوله يجينا مانبي نحرجه قدام أهله
سامي بصوت عالي : انت ليه صايرلي لووووح وماتفهم
طلال بنفس الصوت : لان عندي ذووووق و احساااااس
سامي باستهبال : فديت احسااااسك حبيبي
وصلوا للمنتجع وطلال من شافه قال : دق على خالد يالله
وقف سامي السيارة واهو يقول : طيب اصبر خلنا ننزل لا اله الا الله
طلال : محمد رسول الله خلصنا ..
نزلوا من السيارة ومشوا للمنتجع وسامي يدق على خالد .. ويوم رد قاله : خالد انت وينك ؟
خالد : آخر المنتجع .. وصلتوا ؟
سامي : اي بس طلال مايبي يجي عندك يبيك انت تجينا
خالد باستغراب : ليه وش عنده ؟!
سامي : طلال مسوي فيها ذوق ويقول مابي أروح لخالد وأهله معه !
خفق قلب خالد فاجأة ورفع حاجب وهو يحاول يستوعب معنى هالكـلام ! هذا وش معناه هذا ؟! مايبيني أشوف وش بينه وبين سمر ولا وش تفسير هذا ؟! وقال بهدوء : لا ماعليكم سامي تعالوا مو مشكلة ..
سامي: خلني أكلمه الحين وأشوف ..
وسكر سامي الجوال وبهاللحظة دق جوال سمر دقة وحده وفصل ! كانت سمر تسولف وتضحك مع ساره وغاده .. ولا انتبهت للرنين المنقطع .. لكن خالد سمع الدقة واستغرب لانفصال الرنين من أول دقة وماقدر يمنع الشك من نفسه .. ومد ايده وهو عاقد حواجبه وأخذ جوال سمر بخفه .. وفتح الجوال للمكالمات التي لم يرد عليها وظهر الرقم الي دق قبل شوي وانصدم يوم شافه !! و فار دمه لدرجة الغليان .. وخفق قلبه بكل عنف .. لان الرقم الي ظهر عنده كان رقم طـلال ماغيره ؟!
وش معنى هالكـلام ! حزروا انتوا .. وحاولوا تربطون بين الأحداث عشان تعرفون حل هاللغز !!

أقبل طـلال ومعاه سامي لوين ما خالد محترق بمكانه ومن شاف طـلال اتمنى يمسكه ويقطعه بين ايدينه الثنتين .. حتى انه ماقدر يمنع نظرة الغضب الي توقدت بعيونه وهو ينقل بصره بين طـلال الي قاعد يسلم على مع مازن وسليمان وبين سمر الي منهمكة بالسوالف وماتدري عن شي ..رجع جوال سمر مكانه ووقف واهو يحس بدمه يغلي بين عروقه .. أي تفسير ممكن أفسر فيه هالحركة ؟! طلال داق على جوال سمر ؟! وش أدور أكثر من هالاثبات ! مشى بخطوات تهد الأرض بغضبها واهو يحاول يتمالك نفسه قد مايقدر لأن مابي أبين اني حسيت بشي ولا دريت عن شي .. وخلني أشوف آخرتها معاهم ! سلم عليه وهو يحاول بالقوة يبتسم لهم وهم لاحظوا وجهه المتجهم .. وسامي قال : شفيك خالد شكلك مو طبيعي !
خالد بتنهيدة : ابد سلامتك بس القهوة ماناسبتني و غايشتلي بطني ..
سامي : سلامتك والله
خالد : الله يسلمك
وبدت بينهم سوالف خفيفة وحكاوي لين مشوا للطاولة الي ورى البنات وقعدوا عليها وطلبولهم معسل وكملوا سوالفهم وخالد يحاول يلقط اي نظرة من طلال لطاولة البنات .. ولأن شعور الشك اتملك أوصاله صار يتهيأله انه يطالع فيهم ويفسر كل كلمة منه عكس معاناها .. وفاجأة شاف عيون طـلال تطالع بشخص واقف خلف الطاولة .. وبعدها نزلت عيون طلال لتطالع بعيون خالد ..وماقدر خالد يمنع فضوله والتفت بسرعه ليشوف الشخص وانبهت يوم شاف سمر واقفة !! وقف خالد بسرعه واقترب منها ومعالم الغضب بوجهه .. وسمر من شافته مقبل عليها بسرعه قالت : شوي شوي شفيك .. !
خالد بحمق : وش عندك واقفة هنا ؟ ليش جاية ؟!
سمر باستغراب : حبيبي شفيك ؟ جاية أناديك أنا وانت ماترد ..
خالد : متأكدة انك تناديني أنا ؟!
طالعت سمر بعيونه وهي تحاول تستشف منها أي احاسيس اهي الي تعصف بكيانه وأي أفكار اهي الي تدور براسه .. لكن خالد قطع عليها وقال : وش تبين خلصيني ؟
سمر بهمس : كنت أبي أعطيك خبر اني انا والبنات بنقوم ندور بالمنتجع شوي ..
خالد : وش تسوون ؟ تدورون بالمنتجع ؟ لا حياتي ماعندنا بنات يدورون لحالهم !
سمر باستغراب : خالد شهالكلام ! مو أول مره نسويها
خالد : كان ياماكان .. اما من اليوم ورايح .. دوران لحالك مافيه !
ظاعت عيون سمر بوجهه وقالت بهمس : انت اش فيك بالضبط .. اش تفكر فيه ياخالد !؟
خالد بضيق : مافكر بشي .. المهم الحين مافي دوران لحالكم .. أوكي ؟!
سمر بصدمة : على خير .. ودرات عنه ورجعت لوين مالبنات ينتظرون الرد منها .. ويوم شافوها راجعة والضيق مبين بوجهها عرفوا إن صار شي بينها وبين خالد وضاقت صدورهم لها وسمر قالت لهم يرحون اهم وهي بتقعد لحالها لكنهم ماخلوها .. وقعدوا كلهم سوى وحاولوا يدخلون جو المرح لكن سمر كانت أبعد مايكون عن المرح وهي تحس ان تصرفات خالد مو طبيعية معها أبد !!
ومع الكـلام والحكي قدرت تضحك معاهم وتتناسى الي صار .. وفاجأه مرت نسمة هوى قشعر لها أجسام الكـل وخفقت قلوبهم .. وساره انتفضت من مكانها واهي تقول : ياربي أحس الليلة هذه آخر ليلة باضحك فيها
سمر بدل ماتهديها الا خفق قلبها بقوة وهي تقول بضيق : والله حتى أنا ..
ابتسمت لهم غاده بخفه ولفت وجهها تطالع أمواج البحر المتلاطمة بكل عنف .. كأنها تنوح لفقد غـالي .. كنها ثائرة لفقد عزيز .. كنها المشاعر الي لسبب ما حستها غاده تعصف بداخلها .. هالليلة كنها آخر ليالي الضحك والمرح والابتسامة .. دار هالخاطر بقلب مازن حتى ان كاس القهوة انفلت بلا شعور منه وانسكب على الأرض ! .. وخالد راقبه بصمت واهو مضيق عيونه .. وتلاقت عيونهم ببعض وكلها تصرخ بالألم والدموع والحـزن والحذر من الأيام القادمة ..

*******
ليلة من أسوأ الليالي مرت على الكـل .. مازن الي مارتاح خاطره للحظة من وقع عليه خبر وصول عطوف للسعودية .. دخل غرفته وسكر الباب وانسند عليه واهو يتنهد بكل ضيـق ويحس بالألم يعصر قلبه وروحه للآخر .. ياربي وش هالبلوة والمصيبة الي طاحت علينا ؟! شلون ياربي بانقذ نفسي منها وأحاربها وأتحداها وأوقف بوجهها لاتنحرف بلحظة لطريقي انا وساره وترمي شرارها ولا تجرح قلبها بأي كلمة أو حركة أو موقف ؟! أي قلب هو الي يسكن بين ضلوعك ياعطوف ؟! أهرب منك لوين تبيني ؟! طلعت من بيتك ابي أتحاشاك ورديت السعودية بدري عشان أمنعك من تكملة حربك على ساره وأوقف شرورك وانتقامك عند حدهم لكنك من وين تحسين إنتي ولا توقفين عند حدك وانتي قلبك حجر وصخر ماينبض الا بالحقد والحسد ! وش ناوية عليه الحين ؟! جاية بدعوى العمل ! قدرتي تمشينها على أهلك بس مو ممشيتها علينا احنا الي عاجنينك وخابزينك وفاهمين حركاتك لأننا ذقناها وجربنها وانلدغنا منها !! آآه يالدنيا فكيني منها ومن أي عذال يبون يخربون مابيني وبين حبي الوحيد ساره .. مقدر أتخيل حياتي بدونها ولا أقدر اتحمل دموعها وجروحها ولا أقدر أسامح نفسي ان كنت يوم بسببها ! ساره حبي الوحيد .. وحلمي الأجمل .. وسعادتي وسبب وجودي بهالدنيا .. يالله لاتحرمني منها .. وسهلي أطلع نفسي من هالورطة الي طحت فيها .. ماعاد في وقت للتفكير والحيرة يامازن .. من الحين فكر وقرر وش بتسوي بجيتها .. لان كلها ساعات وتوصل .. وخفق قلب مازن بكل عنف يوم وصل لهالخاطر .. وماطرا على باله يكلم احد الا خـالد !

ومسك جواله ودق على خالد الي مارد ولا سمع الرنين أصلا .. لانه كان بدوامة أفكار ومشاعر لا تحمد عقباها .. أصعب شي لما يتواجد الشك بأي علاقة .. تخترب بلا تفكير ! وكان هذا حال خالد الي صار الشك اهو المحرك لأفكاره ومشاعره وأحاسيسه .. شعور بالشـك المدمر .. شعور بالخيـانة القاتلة .. وشعور بالخداع المحطم لكل احساس وأمل وحلم جميل عاشه بكل لحظه مع حبه الأول والأخيـر .. وعدتيني ماتخونيني سمر!! أجل هذا وش معناه ؟! غير كل الي صار من مواقف .. طـلال يدق على جوالك اليوم ليه ؟! كان يبي يتأكد ان كنتي معاي ولا بعيدة عني يشوفك ؟! ولا وش معنى هالشي فهموني ياعالم ! كنت أقول ان كل الي كنت أحس فيه قبل اهو الغيـرة وبس الغيـرة .. لكن الحين أنا الي أحسه اهو الشـك أكثر من الغيرة .. وياويل قلبي من هالشعور الي ما أتمنى شي بهالدنيا غير ان يثبتلي عكـسه .. أحبك سمر ليه تسوين فيني كذا ؟! ان كان اهو الي مآذيك ويتصل عليك ليه مابلغتيني طيب ؟! ليه ساكته وماقلتيلي ؟! ليه ياسمر تهدمين الي بيننا بإيدك وليه تخسرينا أروع حياة عشناها مع بعض .. ذكريات حبنا المجنون .. ساعات شوقنا المفتون .. أحلامنا الي حلمنا بها مع بعض .. تحت القمر والنجوم كتبناها ورسمناها .. شلون باتحمل كل هالشي يروح مني بسببك إنتي سمر ؟! ولا بسببي أنا الي شكيت وماتأكدت ؟! يالله انك تهدي خاطري وتبين لي الحقيقة واضحة .. مقدر على الي يصير بحياتي والله قلبي مايستحمل سواياك سمر حياتي أنا أحـبك انتي وأبيك .. لا تلتفتين لغيري أرجوك لا تخسرين واحد مايبي من هالدنيا غيـر حبك وحنانك وعطفك الا صاروا لي زي الهواء والماء.. لكن بحاول أصبر وياويل قلبي الي متولع كالجمر وأنا بحاول أترقب كل شي بيصير عن بُعد .. وبعدها يا بكون ظالم .. يابكون مظـلوم .. ياحياة ولا أحلى .. ياخسران ودموع وآلام .. ولاشعوريا سالت دمعة ساخنة على خد خـالد واهو يتنهد بكل ألم وحزن وضيق ولـوعة !

تنهيدة ثانية حارقة طلعت بهاللحظة بكـل ألم من صدر سـاره .. واهي تتقلب بفراشها ودموعها تحرق جفونها .. وتحس بالخوف والألم يعصر قلبها وكيانها حتى انها صارت ترتجف كالطيـر الجريح .. ولمت الغطـا عليها بقوة واهي تحس بالبرد يفتك بأوصالها .. شعور بالتوتر وترقب للخطر القادم والحياة المؤلمة الي تحس انها بتكون حياتها من هاللحظة ورايح .. وينك عني مازن والله أحتاجك أنا .. وينك عني تهدي قلبي المفجوع وتضمني لصدرك الحنون وتسكني بحضنك الدافي .. أحبك حبيبي وما اتحمل فكرة انك تبتعد عني والله ماعاد أقوى على فراقك .. مقدر أتحمل ان يجي شي يفرقنا .. مقدر أتحمل ان تدخل عطوف حياتك مره ثانية ولا بأي شكل من الأشكال .. إنت لي أنا وبس ماقدر أشوفك معها والله ما يستحمل هالشي قلبي .. مابي أخسرك حبيبي لاني مقدر على فراقك ولا بالقى مثل حبك لو درت الدنيا كلها .. خلك معاي مازن ولا تروح لها .. (( وبكت بصوتها وهي تقول : لاتروحلها مازن أرجوك حبيبي لا تروح لها .. لا تروح لها .. !
*********

دموع ساخنة سالت مع أشراقة صباح اليوم الجديد .. مسحت سمر دموعها بطرف كمها وفتحت باب غرفتها وطلعت وهي تحس بالحزن يعصر قلبها .. ليه خالد تعاملني بهالطريقة ..؟! انا شسويت لك عشان تطالعني بنظراتك القاسية ؟! ولا عشان تفرض علي حصر تجول بهالطريقة ؟ انت اش تفكر فيه واش الي تحسه ولمتى بعيش أنا وانت بهالاسلوب وبهالحـالة .. بس ياخالد أنا مليت والله وتعبت انت مامليت ؟! نزلت الصالة وقعدت فيها بضيق .. ومسكت جوالها تقلب فيه .. وراحت للمكالمات التي لم يرد عليها .. وقلبت فيهم وانتبهت لرقم طـلال !! طالعت الرقم باستغراب وتعجب ؟! جوال طـلال ؟! اش عنده داق ! وليه مارديت انا وين كنت ؟! شيكت على الوقت وكان الوقت الي اتواجد فيه طـلال وسامي بالمنتجع ! وش القصة ليه طـلال دق علي انا ؟! وفاجأة خطر على بالها نهى ! لايكون نهى الي اتصلت من جوال طلال لأن جوالها مفصول ! لكن شلون تتصل من جواله وطلال مو عندها ؟! خلني أتصل فيها الحين يمكن أعرف وش السالفة ..
وعلى هالخـاطر قامت سمر واتصلت من تلفون البيت على تلفون نهى وكالعـادة محد رد .. سكرت سمر التلفون بملل وصارت تقلب بالريموت قدام التلفزيون بملل ووحشة من البيت الخالي من أمها وأبوها .. والله مايسوى البيت بدونكم ياهلي .. ياعمري ياساره شلون عايشة إنتي ؟! ولا هالوقت ياحلوه وانا مع أمي كل صبح نتقهوى سوى ونحكي ونسولف .. وياعمري انتي الي تقضين هالوقت لحالك بلا ونيس ولا جليس .. واتنهدت من خاطر الا ودق جوالها دقة وحده وفصل .. مسكت جوالها باستغراب ويوم شيكت لقت رقم طـلال ! يووه وش السالفة ؟! طالعت الرقم وهي تحاول تستوعب . الا جتها رسالة من رقم طـلال .. فتحتها بسرعه وشافت المكتوب فيها .. قرت الرسالة باستغراب .. لا مو معقوله يكون طـلال ! الرسالة تبيني أتصل على البيت الحين !! هذي نهى أكيد الي دقت وأرسلت من جوال أخوها لأن جوالها مفصول .. واتصلت في بيتها بسرعه وبعد رنتين ردت نهى بمرح : هلاااااا سمر ..
سمر : هلا والله نهى شلونك
نهى : الحمدلله تمام .. وينك انتي مابغيت أحصلك !
سمر : انا الي ويني ولا انتي الي مادري شلون ألقاك جوالك مفصول وماتردين على البيت
نهى : ايييييه ياعمري شفت رقمك امس بالكاشف ولحقت على طلال قبل يروح وأخذت جواله ودقيت عليك دقة وحده لان حتى جوال أخوي على الحفة خـلاص بيفصل ..
سمر : إي هذا انتي الي داقة ؟! تصدقين عاد ماشفت اتصالك الا تو !
نهى : انا قلت يمكن مشغولة عن الجوال ولا شي لاني يوم شفتك مارجعتي دقيتي ماتصلت مره ثانية قلت بلاش أزعجها يمكن البنت مستانسة وأقوم أشغلها
سمر : لا حياتي وش دعوى .. الا بغيتك تجين مع اخوك أمس
نهى : ايييييه ياعمري لا خلاص أنا مو فاااااضية لكم الحين
سمر : لييييييييه وش عندك متغليـة علينا
نهى بذوبان : حبيبي بيجي من السفر بعد اسبووووع ..
سمر بفرح : جد والله ؟!
نهى : إي والله اني مو مصدقة انه أخيرا بيجي بعد ستة شهور من الفراق والتعب والدموووع
سمر : ياعمري الحمدلله إلي مرت بسرعه .. ومن قدك إنتي الحين تلقينك متدهرة وخلاص احنا الحين مو شي هااااه ؟
نهى بضحك : بالعكس والله ماتهونون .. بس تعرفين قاعدة استعد لجيته ودايرة بين الكوفيرات ويالله يمديني أخلص مع هالصغيـر الي رابطني والله ..
سمر : هههههه الله يسعده ويخليه لك يارب ..
نهى : تسلمين حياتي .. هاه ان شاء الله استانستوا البارح
سمر بتنهيدة : الحمدلله .. طلعة حلوة ..بس لازم عاد نكررها معاك ونلحق عليك قبل يجي حبيب القلب ولا نشوفك بعدها
نهى : هههههههههه وش دعوى انتم بالبال والخاطر دايم .. لا ان شاء الله بشوف يوم أنسق معاكم نطلع سوى
سمر : حلووو .. خلاص متى مافضيتي كلميني ونرتب لطلعة حلوة
نهى : أوووكي حياتي يالله خليني أشوف هالقرقور بس يصايح ..
سمر : ياعمري إهو .. يالله حياتي ما أعطلك بااااي
نهى : باااي ..

سكرت سمر التلفون وفورا رجعت لها أفكارها وحزنها وضيقها .. وقامت من الصالة للمطبخ واهي تمشي انتبهت لصوت من الدرج وشوي الا شافت مازن نازل وعلامات الضيق وكل الضيق بوجهه ..
طالعت فيه وحست انه في شي ومازن من شافها قال بهدوء : صباخ الخير سمر
سمر وهي تراقب عيونه : صباح النور شفيك ؟
مازن وهو يمشي للصالة : مافيني شي
سمر : وش عنده الضيق مسيطر على قلوب الدنيا كلها اليـوم ..
التفت لها مازن واهو يقعد وقال : ليه انتي شفيك متضايقة بعد ؟
سمر : انت اول شي قولي شفيك عشان أنا أقوك ..
اتنهد مازن وهو يسند ظهره على الكنب ورجعت سمر للصالة واهي مستغربة من حال أخوها .. وقعدت جمبه بخفة وطالعت بعيونه المحمرا والي مبين انها ماشافت الراحة .. وقالت بهدوء : شفيك ياخوي عسى ماشر ؟
مازن : الشر مايجيك .. بالله اطلبي الخدامة تسوي قهوة لان خالد بيجي بعد شوي واذا جا علمتكم السالفة سوى ..
سمر باستغراب : خالد بيجي ؟؟
مازن : إي .. من أمس أدق عليه مايرد وقبل شوي كلمني واهو توه صاحي .. وقلتله تعالي البيت أبيك ضروري ..
سمر : وساره مو جاية ؟!
مازن بضيق : لا أمانة مابيها تجي ..
سمر بخوف : ليه يامازن ؟! هي لها علاقة بالسالفة ؟!
مازن : إهي السالفة كلها
سمر والخوف وصل حده منها : وش صاير ياخوي والله خرعتني
مازن يبي يطمنها : قولي ان شاء الله يمر كل شي على خير .. والحين سووا القهوة بسرعه قبل يجي الرجال
وقفت سمر وهي تحس السالفة كايدة ومشت وقلبها يخفق بخوف وراحت للمطبخ وطلبت الخدامة تسوي القهوة .. ورجعت للصالة وشافت النظرة الحزينة والحايرة بعيون مازن .. وقعدت على الكنب والخوف والضيقة متملكها .. وبهاللحظة انفتح الباب ودخل خالد البيت ومن التقت عينه بعين سمر خفق قلبه بمشاعر كلها ألم وقهر وحزن .. وقال بهدوء واهو يمشي : صبـاح الخير ..
ردوا سوى : صباح النور
لاحظت سمر الضيق الواضح حتى بوجه خالد .. وماقدرت تمنع نفسها من الابتسامة الناعمة بوجهها لكنها انصدمت يوم مابادلها الابتسامة وشاح بوجهه عنها واهو يقول لمازن : وش عندك يامازن طالبني من صباح الله .. عسى ماشر !
رمى مازن الخبـر عليهم بهدوء قاتل وهو يقول : عطوف بتوصل جده بعد ثلاث ساعات !
انصدموا كلهم بالخبر ولوهلة تناسوا مشاعرهم وأفكارهم واهم يحاولون يستوعبون الخبر الي رماه مازن عليهم و سمر بحلقت بوجه مازن وهي تقول بذهول : نعــــــــم ؟! عطوف عطوف ماغيرها !!؟
هز مازن راسه وهو مشبك ايدينه تحت دقنه ويقول بهمس : عطوف ماغيرها .. كلمني أبوها أمس واحنا بالمنتجع وقالي انها بتوصل اليوم !
خالد باستغراب : وش عندها طيب ليه جاية ؟
مازن بتنهيدة : يقولي أبوها جاية بتنفح حضانة ! عندها مشرووع وببالها أفكار ومدري وش عندها بعد .. المهم يبوني أنا أستقبلها وأوديها الفندق وأضبط أمورها وأعاونها بمشروعها .. (( ونقل بصره بينهم بنظرة ضيق وحيرة
خالد : والله ورطة ! ياويلك من ساره لو درت !!
مازن بضحكة سخرية : ساره سمعتني أمس وأنا أكلم أبوها !!
سمر بخوف : واااااه .. وش قالت ؟!
مازن : انصدمت طبعا وبكت وعيت لا تتقبل هالفكرة ولا بأي طريقة .. لا وخيرتني بينها هي وبين اني أروح لعطوف ولا أسويلها اي شي ..
خالد وهو مضيق عيونه : من حقها يامازن ..
مازن : أدري ياخالد .. أدري ان من حقها تمنعني عن اي شي مو عاجبها .. ومن حقها تتحكم فيني بعد .. يمكن هالشي مو أي رجال يرضى فيه لكن أنا راضي أكون رهن اشارتها وتحت أمرها بالي إهي تبي وتامر .. لكن أمانة وش تبوني أسوي الحين .. أبو عطوف مكلمني وطالبني أهتم ببنته .. شلون أطلع من نفسي من هالورطة بالله شلووون ؟!
سمر : وكّل أي أحد غيرك مازن ..
مازن : ومن قالك مافكرت فيها ؟! لكن مين الي بيرضى ؟ ان رضى أحد يروح يستقبلها الحين ويوديها لأي فندق .. مو راضي يكمل مشواره معها ويوديها لوين ماتبي ويسويلها كل شي محد فاضيلها ومتفرغ لحق مشروعها .. عطوف جاية تبيني أنا !! (( ونقل بصره بين عيونهم المصدومة واهو يكمل : جاية تبي تستغل جمايل اهلها علي وتدخل حياتي بطريقتها الي خططت لها بذكاء ..
خالد بحمق : لانك انت يامازن ماوقفتها عند حدها من البداية
انصدم مازن من كلام خالد وقال بعصبية : وش الي ماوقفتها عند حدها ؟! طول عمري صادها ومجافيها ومبين لها ان مالها مكان بحياتي .. لكنها الحين منقهره ليش أهنتها قدام الكل بالحفل .. عارف أنا وش تفكر فيه أهي وعارف إهي ليه جاية لهنا ..
خالد بضيق : يعني والحـل ؟! مو معقوله وحده لا قامت ولا استوت تحيرنا كلنا فيها .. !
مازن : انا ممكن أتحمل وأضغط على نفسي لخاطر أبوها وأتعامل معها لغرض الشغل وبس الشغل .. وان لقيت منها اي بوادر ثانية بصدها وبقوة ! لكن من وين ساره بتنقتع ولا بترضى وتتفهم .. أمس لمجرد احساسها بهالشي قالتلي كلام يخرع ومستحيل أستحمله وأرضى فيه لو وش يصير ..
خالد : يعني ساره إهي العقبة .. أوكي خلنا احنا نفهمها ..
مازن برفض : لالالا .. تكفى خلها براحتها .. ماتبيني أروح لها أنا تحت أمرها .. بس أبيك انت وسمر الحين تعاونوني بهالورطة ..
خالد : آمر يامازن .. تبينا نطلعلها المطـار ؟!
مازن : اي تكفى ياخالد .. ونقل بصره بينه وبين سمر واهو يكمل : اطلع انت وسمر لها واستقبلوها وودوها لأي فندق .. و مدري عاد تجيبولها غدا ولا مدري وش نسوي معها ..
سمر : لا أنا أقترح نوديها مطعم بالأول .. وبعدين نوديها فندق ..
خالد : مو مشكلة .. المهم نخلص منها اليوم .. وطالع بمازن واهو يكمل : طيب وبعدين ؟!
مازن بتنهيدة : مدري ياخالد لا تسألني أنا بروحي والله متوهق ومو عارف ..
خالد : ماتعرف ولا أي واحد ممكن يكون متغرّغ ويقوم بدالك بهالشغلة ؟!
ضيق مازن عيونه بتفكيـر وفاجأه لمع خاطر بباله وقال بحمـاس : سعــد !
خالد باستغراب : سعد ؟!
مازن : إي سعد ماغيره .. هذا هو الحين مثل حالي بلا وظيفة ولا شي كلنا ننتظر بداية الدوامات وانتظام وضع الشركة عشان نشتغل فيها .. واهو يعرف عطوف وكنه كان معجب فيها وان شاء الله يوافق يتحملها عني ..
خالد بضحك : سعد مُعجب فيها ؟! ياعمري اهو الي ماعمره شاف بنات عشان كذا مالقى غيرها يُعجب فيها
مازن : على قولك .. وشكلي بكلمه اهو وان شاء الله يوافق ويطلعني من هالورطة
سمر بهمس : ان شاء الله .. وقامت ومشت للمطبخ تجيب القهوة وعيون خالد تراقبها لوين ماقامت وراحت واتنهد من خاطر ومازن طالع بعيونه واهو يقول : وانت بعد شفيك متضايق وكن حاشيك شي ؟
خالد : لامافيني شي بس مانمت زين والله من ردينا وانا مصدع ..
مازن : يالله اشرب قهوة الحين وان شاء الله تفك .. وقف واهو يقول : بكلم سعد وأجيك
هز خالد راسه واهو يراقب مازن الي مسك جواله وطلع الحوش ليكلم سعد برواق ..
هز خالد راسه واهو يراقب مازن الي مسك جواله وطلع الحوش ليكلم سعد برواق .. مرر خالد ايده على راسه بملل وضيق وفاجأة انتبه لجوال سمر الي موضوع على الطاولة قدامه .. والتفت بسرعه لناحية المطبخ ولقى سمر منشغلة بداخله .. مد إيده للجوال بخفة وأخذه وقربه منه .. وشيك عليه بسرعه .. المكالمات الصادرة .. دور بداخلها مالقى شي .. المكالمات المستلمة .. مافي شي .. المكالمات التي لم يرد عليها .. شيك داخلها وأول ماشاف .. .. انصدم ! .. لقى رقم طـلال داق اليوم الصباح على جوال سمر !! عقد حواجبه بحمق وألم وكمل تشييك على الخانات الثانيه وراح على الرسائل .. وأول مافتح لقى رسالة واردة من رقم طـلال .. انتفض قلبه بكل عنف وحس بإيده ترتجف وهو يضغط على أزارير الجوال .. ويوم فتح الرسالة قرى الي مكتوب فيها " سمووور حياتي . دقي على البيت الحين .. انتظرك "
لاااااااء لااااااااااء .. صرخت هالكلمة بكيان خـالد بكل عنف وغيـرة وألم وغضـب .. وضغط على الجوال بأصابعه بكل قوة وكن يبي يكسره مثل قلبه المتكسـر والمنجرح ! سمع صوت سمر من عند الباب واهي تكلم الخدامة وفورا رجع الجوال مكانه ووقف وشاف سمر واهي ماشية والخدامة من وراها تحمل الفطور .. حاول يخفي توقد نار الغضب بعيونه وهو يلف وجهه للباب ويهمس : انا راجع البيت
سمر باستغراب : ليه حبيبي شفيك ؟
حاول خالد يخفض صوته على مايصرخ فيها ويظهر النار المشتعله بصدره وقال بهدوء قاتل : مافيني شي بس تعبان وبروح أرتاح ..
سمر : أوكي أفطر بس وبعدين روح ..
خالد : مو مشتهي .. وجا يبي يبعد عنها الا هي مسكته من ذراعه بنعومة والتفت خالد لها وشافت سمر الألم بعيونه وقالت بحنان : خالد لاتقولي مافيك شي .. انت مو طبيعي ! أرجوك اقعد وخلنا نتكلم
حس خالد بالألم يعصر روحه واهو يحس ان وده يطيح فيها ظرب وطق لين تتوب عن حركاتها.. وظل يطالعها بنظرات حرقتها وماتحملت سمر نظراته وقالت بهمس : شفيك ياخالد وش الي مضايقك ؟!
خالد بتنهيدة : تعبان وأبي أروح ارتاح
هاللحظة دخل مازن وانتبه لهم وأهم واقفين وضيق عيونه بنظرة استفهام وقال وهو ينقل بصره بينهم : شفيكم واقفين ..
سمر بتنهيدة واهي تطالع بخالد : خالد يبي يمشي ومو راضي يقعد يفطر
مازن باستغراب : عسى ماشر ياخالد ؟
خالد : والله مصدع يامازن ودايخ وأبي أروح ارتاح
مشى مازن ومسكه من ذراعه وسحبه للصالة واهو يقول : زين انت افطر واتقهوى .. وان شاء الله بتحس انك أحسن
خالد بضيق : مو مشتهي يامازن والله
مازن : شفيك ياخالد انت مو طبيعي اليوم أبد .. وطالع بسمر واهو يسأل: شفيه خالد ياسمر
طالعت سمر بخالد وقالت بابتسامة خفيفة : والله مادري يامازن ..
حس خالد ان الوضع صعب عليه وانه بين لحظة وثانيه ممكن يصرخ ويبكي من حرقة النار الي تسعر بصدره .. واتنهد بكل ألم وهو يمشي ويقعد وقال : خلاص بالله لا تزهقوني بأسئلتكم .. قلتلكم مافيني شي وخلاص
مازن : زين أعصابك حبيبي تراك غالي علينا
خالد : أوكي طيب صبلي قهوة ..
مازن باستهبال : وانت ليش ماتصب لنفسك ...
طالع خالد فيه بنظرة حمق الا سمر اقتربت وقالت بابتسامة ناعمه : ماعليك منه حبيبي أنا الي بصب لك ..
طالع خالد فيها واهي تصب القهوة وحس انه مو قادر يطول النظرة لا تثور أعصابه أكثر من ماهي ثايرة .. قربت سمر القهوة لخالد واهي تقول بنعومة : اتفضل حبيبي
مد خالد ايده وأخذ القهوة من غير مايطالع عيونها .. وحاول يهرب نفسه من هالحالة الي بتجنن مخه والتفت لمازن وقال : كلمت سعد ؟
مازن وهو يصب القهوة : إي كلمته
خالد : وش قال
مازن : استخف اهو ووجهه ووافق على طول وكان يبي يطلعلها اهو المطار ..
خالد بضحكة خفيفة : مو صاحي سعد .. على بالك ممكن يحبها مع احتكاكه الجاي معها ويتزوجها ؟
مازن وهو يهز راسه : ما أعتقد .. سعد اي نعم ضحوك وراعي هبقات لكنه مو ساذج .. يعني بيلاحظ حركاتها ومستحيل تطوف عليه
خالد : بس ممكن إهي تحبه طيب وتبطل تسوي أي شي ناوية عليه
مازن بضحك : اتخيل ياخالد ! تكون عطوف جاية عشان تنتقم مني وقلبها مشتعل بالغيرة والقهر .. وتقوم تشوف سعد ويقلب كيانها وقلبها وكل شي فيها وتوقع بحبه وغرامه وتنساني وتنسى اسمي .. ويصير جيتها هذه سبب انها تحب واحد ثاني وتتزوجه بالأخير وانتهت القصة
خالد وهو يضحك : والله فلم هندي هذا مو قصة ..
مازن : وش ماكان .. المهم مو واقعي
خالد : وليه مو واقعي ؟ وش دراك يمكن هالي نفكر فيه يتحقق
مازن : ماظن .. بعدين أهل سعد مو موافقين له ياخذها .. على بالك العالم كلها مهوين ومفوتين ؟ سعد من هو صغير خاطبين له بنت عمه والظاهر عقد عليه الحين بعد .. وطول مهو هناك يقولي تصدق للحين ماعرف شكلها ؟!
خالد : يووووه عرفت ذا النوع .. الله يعينه أجل خله يستانس الحين مع عطوف ويودع أيام الهوى واللعب
مازن : هههههه على قولك .. واهي كفو لهالشي ..
رجع خالد الكاس للطاوله ووقف واهو يقول : أنا بارجع البيت أريحلي شوي واذا جا وقت وصولها دق علي عشان أطلع لها المطار ..
مازن : سمر تدق عليك عشان تروح معك اهي بعد ..
طالع خالد بعيون سمر بنظرة حرقتها ومسرع ما أبعد عينه عنها واهو يقول : على خير ..
ومشى للباب وطلع واهو يقول : فمان الله..
ظلت عيون سمر معلقة بالباب الي طلع منه خالد واهي تحس بالحزن يغمرها .. أحلف بالله ان في شي ياخالد مزعلك مني ! لكن وشو ؟ واتذكرت جية طلال للمنتجع بس انا متأكدة ان ماصار بيننا شي يشكك خالد واهو لو شك بعد مستحيل يتركني بحالي الا لازم يعصب ويلج ويخاصم ! لكن الحين مو قايل شي وساكت وأحس احاسيس عاصفة تمر بكيانه وتبان بعيونه بس وشهي ياخالد فهمني وقولي .. ! لفت وجهها لتطالع بمازن الي اهو بعد مسرح بعالم من الافكار المخيفة والهم الكبيـر مبين بعيونه ..!

********
،، متشقن ،، داخل أحد المقاهي الرائعة ،،
على أحد الطاولات المطلة على حديقة المقهى الخارجية .. كان جالس عمر مع رغد ! هالمكان الي شهد على العديد من اللقائات بينهم من بعد حفل زواج " مي وبدر " عمر ماقدر يقاوم مشاعره الي حسها تجاه رغد وحس بنظرات الحب بعيونها ولمس الاهتمام بتصرفاتها واهو الي فقد كل هذا مع عطوف .. عطوف الي عمرها مابادلته الحب والحنان ولا الاهتمام والوفاء .. مالقى منها الا الصد والهجران وقسوة المشاعر والنظرات .. ومع رغد كان الوضع غيـر .. فتحت عيونه لدنيا ثانية .. دنيا ماشافها ولاعرفها مع عطوف .. دنيا من الحب الصادق والوفاء والحنان .. لين قدرت تطرد عطوف من قلبه وتستحل إهي قلبه وروحه وكيانه .. وش يبي الشخص من الطرف الثاني غير الحـب والحنان والوفاء .. عمر كان فاقد هالشيء مع عطوف ويوم لقى كل هذا برغد وعرف انها حافظت على حبه بقلبها سنوات .. وابتعدت عن طريقه لتفسح المجال لقلبه يحب الي يبي ويختار الي يبي .. حس بسذاجة نفسه .. شلون فرط فيها كل هالسنوات ! شلون عاش بوهم الحب مع عطوف ! ودمر روحه وكيانه معها ورغد ميته فيه وتبيه .. ! شلون مانتبه لها من قبل ؟! شلون انعمت عينه وانعمى قلبه على انه يشوف كل هالحـب الساكن بقلب رغد الرقيق .. هالحب الي غمر كيانه وخلاه بين لحظة وثانيه مايشوف غير رغد بعيونه .. ولايبي غيـرها بحيـاته .. وماعادت عطوف بالنسبة له غير مرحلة مؤلمة بحياته تجاوزها واتعداها لحب رغد الأزلي .. وهذا هو معها يخططون لأحلامهم الوردية .. وحبهم الألي .. وقلوبهم الرحيمة تأسف على وضع عطوف والحـالة الي معيشة عمرها فيها .. القلوب الحنونة مهما انجرحت الا انها تظل تنبض بالعطف والحزن على الغيـر كان هذا حال عمر واهو متأسف على عطوف وحالتها .. ولاحظة رغد شروده واهم قاعدين سوى على الطـاولة .. وحست انه راح بأفكاره لوين ماعطوف تركت البلد وسافرت لمـازن .. مسكت رغد إيد عمر بنعومه .. وانتبه لها وطالعها بنظرة حب وبادلته النظرة واهي تقول : تفكر فيها موو ؟
عمر : أفكر فيها بس مو بالطريقة الي تظنين .. أفكر فيها لأني آسف على حالها .. مدري متى بتصحى وتنتبه على عمرها وتفك الناس من شرها وترحمهم !
رغد بحزن : مسكينة .. من بعد مافقدت الأمل من مازن .. صارت تبي تنتقم منه ليش أهانها وجرحها قدم الكـل بالحفل !
عمر : ولو ماسوى كذا بيكون غلطان ومليون غلطان .. هذا الي يحب صح والي يدافع عن حبه ويحافظ عليه من أي عواذل وجروح ..
رغد : بس هي ماتفهم .. وماتبي تفهم ! والله قعدت أترجاها قبل السفر انها تهدي عمرها وتترك الناس بحالها وتشوف عمرها وحياتها وإهي الي توها صغيرة ذبل ورد شبابها بهالتصرفات .. لكنها مارضت تسمع وطلعتني انا الحقودة والحسودة الي مابي لها تحقق رغباتها !
عمر بحب : انتي حقودة إنتي ؟! أجل هي وش تطلع .. (( ومسح على إيدها بحنان واهو يقول : إنتي قلبك أرق من الرقة نفسها .. مايعرف لكل هالحقد اي معنى .. فيك طيبة وحب وحنان مدري شلون ماشفتهم من قبل .. مدري أي عمى الي كان مغطي عيوني اني ماشوفك وأنتبه لك كل هالسنوات ..
رغد بحب : لاتقول عن نفسك كذا حبيبي .. انت طيب وطيبتك اهي الي كانت مخليتك ترجي الأمل من عطوف لآخر لحظة
عمر : الا غبائي هذا مو طيبتي .. بس أحمد ربي اني لحقت على هالجوهرة الي قدامي قبل تظيع من إيدي
رغد بحياء : انا عمري ماقطعت الأمل .. كان أملي بالله كبير ان ممكن يجي يوم وتنتبه لحبي لك .. وتحس فيني انا الي حاسة فيك طول هالسنوات
عمر : وهذاني انتبهت أخيرا ومني مستعد أظيع وقت أكثر من الي ظاع بدونك
رغد بابتسامة ناعمة : يعني شلون ؟
عمر بابتسامة حب : يعني من بكرا باتقدم لأهلك واخطبك وتصيرين ملك لي أنا عمر ماغيره
رغد بفرح: من جدك حبيبي ؟
عمر بنظرة حب : إي ياحياتي يكفي الوقت الي راح .. بس ابي منك كلمة تخليني أطير طيران لبيت أهلك وأنا راسي مرفوع بفخر ان لي حبيبة اسمها رغد ..
رغد بحياء : وشي الكلمة .. موافقة ؟!
عمر وهو يحاول يستوعب : موافقة ؟! على ايش ..
رغد : تبيني اقولك كلمة موافقة على خطبتك لي يعني ..
عمر بضحك : لا وبعد فيها تفكير هذي .. ؟؟
رغد : يمكن تكون في أشياء حقيقية بس يحب الواحد يسمعها ..
فهم عمر قصدها وقال بنعومة : زي ؟؟
رغد بدلع : انت قووول ...
ضحك عمر ورفع ايدها بنعومة لفمه وباسها بخفه .. وطالع عيونها بنظرة فيها كل الحب الصادق وهمس : أحبـك رغد
ذابت عيون رغد بوجه عمر وخفق قلبها العاشق بكل حب وهمست بشفايف مرتعشة : أحبـك عمر
ابتسم لها عمر ابتسامة ذوبت روحها واهي مو مصدقة انها أخيرا تحقق حلمها .. حلم الحب الي ظنت بلحظة انه مستحيل .. لكنه اتحدى المستحيل واتحقق .. عمر حبيبي الي عمر قلبي ماخفق لحب غير حبه .. ولا تمنى يسمع كلمة الحب من غيره .. أخيرا حياتي اتحقق حلمي .. انا وانت ومشاعر الحب وكل الحب تجمعنا .. تبادلوا نظرات كلها حب وفاء .. وقلوبهم تخفق بأروع المشاعر الي عاشوها بهاللحظة ..

وعلى عكـس هالمشاعر الرائعة .. كانت تتوقد مشاعر من نوع ثانية بقلـب عطوف واهي تراقب أرض جده والطيارة تقترب منها وتقترب لين هبطت بكل قوة عليها وانتفض قلب عطوف مع الهبوط .. وصلت أخيرا لوين ماهربت عني يامازن .. وصلت لك وقولي شلون بتهرب عني الحين ؟! جيتك بكياني الي دمرته .. وقلبي الي جرحته وروحي الي مزقتها .. لأخلك تدفع ثمن سواياك فيني غـالية .. ولتندم على إهانتك لي ورمي سهامك على قلبي وكياني بلا رحمة .. أنا الي الأغلب يبيني ويتمناني .. وينتظر النظرة مني ولا الكلمة والهمسة .. تجي انت بكل بساطة تهينني قدامهم وترميني ورى ظهرك .. لأنك ماعرفت منهي أنا ؟! ومصيرك بتعرف من الي بتشوفه مني .. !!
انتظرت لين وقفت الطيارة أخيرا ونطفأت اشارة ربط الأحزمة وقام الكل من مكانه ليشيل أغراضه من الرفوف ويوقف بالسير لينزل أخيرا للمطار .. وقفت واهي تحمل شنطتها بإيدها وتجاوزت الكراسي ومشت مع السير لين وصلت لباب الطيارة وطلعت منه وقلبها يخفق بين ضلوعها .. راح تجيني يامازن للمطار غصب عليك وتسوي الي آمرك فيه لأنك ماتقدر ترفض لأبوي طلب ! واتذكرت شلون وصت أبوها من قلبها ان يلزم على مازن يجيها المطار ويهتم فيها بحجة حرجها من الغرباء وخوفها الي بيكون ملازمها بالبداية .. وابتسمت بمكر واهي تمشي للمطار مع المسافرين وتتوقع تشوف مازن واقف بانتظارها .. ! مشت لوين ماتختم جوازها وحست بالملل والضيق لهالروتين الي يحصل مع غيـر السعوديين .. وماصدقت خلصت ومشت لوين ماهو استلام الأمتعة .. وفورا انتبهت لشنطتها الصغيرة وسحبتها ... وطلعت العمود لملاصق للشنطة وجرتها من خلفها واهي تمشي بالمطاربكل تعـالي وغرور .. وعيونها تدور بين المستقبلين لتلقط مازن من بينهم ! وهي بهالحـال سمعت فاجأة صوت أنثوي يناديها .. التفتت بسرعه ومعالم الاستغراب بوجهها لتشوف سمر واقفة بنعومة وبجمبها خالد ! نقلت عطوف بصرها بينهم باستغراب وبالقوة ابتسمت واهي تقول : أهلين ..
سمر بابتسامة ناعمة : الحمدلله على السلامة عطوف .. وسلمت عليها ..
سلمت عليها عطوف ونظرة الغرور واضحة بعيونها واهي تقول : الله يسلمك ..
والتفت لخالد واهي تقول بابتسامة مصطنعة : مرحبا خالد ..
صافحها خالد بطريقة رسمية واهو يقول : هلا عطوف .. الحمدلله على سلامة الوصول
عطوف : الله يسلمك .. ودارت بعيونها بخفة لتحاول تلقط شخص ثالث معاهم لكنها مالقت وانعصر قلبها بكل قهر وهي عرفت ان مازن ماجاها وأرسل لها أخته سمر وزوجها خـالد ! لكن معليه يامازن .. اتهربت مني هالمره بس وينك بتروح عني بكل مره ! مشت معاهم لوين ماطلعوا برا المطار .. وبينهم سوالف خفيفة عن الجو والمكان .. واقترحوا عليها يودوها لمطعم لكنها رفضت وهي الي محموقة وتبي تفك منهم بأسرع وقت .. اصطحبوها لفندق راقي حجزوه باسمها .. ودخلوها الفندق وطلعوها لجناحها .. وشكرتهم بكلمات وابتسامات مزيفة .. وقبل يطلعون عنها قالها خالد بهدوء : سجلي جوال سمر عندك يا عطوف لو احتجتي أي شي كلميها ..
عطوف بابتسامة خفيفة : اه أوكي .. هاتي رقمك حبيبتي سمر .. وطلعت جوالها ونقلتها سمر رقمها وسجلته عندها بالجوال وهي تشكرها بطريقة تمثيلية ..
وطلـعوا عنها وأهم ماصدقوا افتكوا من همها .. لأن طريقة كلامها واسلوبها عمره مايحبب الشحص فيه واهو مبين فيه الغرور والتمثيل والتزييف ! ومن انفردوا بحالهم عادوا لصمتهم الي غالبهم من طلعوا من بيتهم لهاللحظة .. وخـالد يتحاشى النظر بعيونها عن لاتفظحه مشاعر الألم والشك والحمق الي بداخله .. وسمر حاولت تتكلم معاه لكنه يرد عليها باقتضاب وبطريقة تئلمها وتسكتها .. وهم بالطريق رادين بيوتهم كان الصمت يذبح قلب وروح سمر ويهد كيانها .. وطالعت بوجه خالد وملامحه الجامده وعيونه المضيقة ومركزة بالطريق الي قدامه وفيها ألف نظرة والف احساس بس عجرت لاتفهمهم سمر ..
وهم بهالحال دق جوال سمر فاجأة .. وماقدر خالد يتحكم بدقات قلبه الي خفقت بكل خوف وحذر ..! فتحت سمر شنطتها وطلعت الجوال ويوم جت ترد فصل الرنين !! طالعت الرقم ولقت رقم طـلال لكن إهي متأكدة وعارفة ان نهى المتصلة .. وخـالد ماقدر يتحكم بفضوله وقلقله وقال بهمس قاتل : مين المتصل ؟!
سمر بنعومة : نهى !
خالد وهو يرفع حاجبه : أهـاااا ..
وبعد لحظات وصلت رسالة لجوال سمـر .. وخفق قلب خالد بقوة للمرة الثانية وهو يتنهد بتوتر .. وفتحت سمر الرسالة ولقتها نفس رقم طلال والرسالة تقول " سموووره شكلك برا البيت .. أول ماتوصلين كلميني ياعمري ضروري "
قرت سمر الرسالة وسكرت جوالها ومسكته بإيدها وخالد التفت لها بسرعه وقال وهو ينقل بصره بينها وبين الجوال : برضو نهـى ؟!
سمر وهي تهز راسها بخفة : إي نهى ..
ابتسم خالد ابتسامة ماعجبت سمر ولاارتاحت لها أبد .. هذا شفيه هذا ؟! وش يفكر فيه ؟! يحسبني أكذب عليه ولا ألف وأدور .. اي نعم الرقم مو رقم نهى لكن اهي الي متصلة منه وراسلة الرسالة ! صحيح جوال أخوها لكن هي مضطرة تكلم وترسل منه لأن جوالها مفصول ! ولو قلت هالشي لخـالد بادخل معاه بتحقيقات وأسئلة ووجع راس مو ناقصني .. وانت السبب ياخالد .. باسلوبك معاي وعصبيتك وشكك خليتني أخفي عنك أمور تافهة وطبيعية جدا ! أمور اي واحد ممكن يتفهمها ويمشيها لكن انت لاء ! انت تفهم كل شي بكيفك وبمزاجك وعكس ماهو .. عشان كذا مو قايلتلك شي وخليني ساكتة أريح لي وأريح لك .. !
وصلوا البيت وأحاسيسهم وصلت بعد للحد الي محد منهم طاق يظل جمب الثاني .. ونزلت سمر واهي تحاول تخفي دمعة نزلت بكل ألم من عينها من اسلوب خالد وجفاؤه معها .. وكل ماحاولت تتكلم معها سكتها وعصب وقال مافيني شي ولا تسألين ! وقبل تنزل اتمنى خالد ياخذ جوالها ويشوف الاتصالات الي جتها .. لكن مصيري بشوفها بأي لحظة وماعاد تقدرين تخبين عني شي ياسمر .. ! وفعلا صار الي اتمناه ! سمر تركت جوالها على الفسحة الي بين كرسيها وكرسي خالد من غير ماتنتبه .. وخالد انتبه له وخفق قلبه يوم شافه ومسكه بسرعه ليشيك على الاتصال الي جاها وعلى الرسائل .. وشاف رقم طلال مره ثانية وشاف الرسالة منه .. ومدري شلون أوصلكم كيف فار دمه واتوقدت عيونه واهو يعض شفايفه بكل ألم وقهر وغيره وحمـق ..
مشت سمر للبيت وفتحت شنطتها لتطلع مفتاح الباب وعيون خالد تراقبها وتحرقها .. وفاجأة انتبهت سمر لشريط بشنطتها يحمل أغنية سمعتها قبل تطلع مع خالد وبكت منها .. وجا ببالها تسمعها خالد .. ودارت عن الباب ورجعت لخالد وهو استغرب منها وهي دارت لشباكه وطلعت الشريط ومدته لخـالد واهي تقول : شغل حبيبي الشريط وانت ماشي ابيك تسمع أول اغنية فيه .. ممكن ؟!
كان خالد لازال عاض شفته بكل قهر وألم وأخذ الشريط منها بقوه من غير مايرد عليها ..
انصدمت سمر من حركته وطالعت فيه لحظات .. ودارت عنه ودموعها تسيل .. ومشت للبيت وقلبها يخفق بعذاب حبها لهالشخص الي ماتدري ليه صاير كذا معها ومو طايق يتكلم وياها .. ! وفجأة ناداها خالد بصوت ملئ بالغضب .. ويوم التفتت شافته يطلع جوالها من الشباك ويقول : جوالك يا .. ياحلوة !
اقتربت سمر لتاخذ الجوال وقلبها يخفق بكل عنف وخافت لايكون شاف المكالمات ولا الرسائل وفهمها غلط ولا ان طلال اهو الي مكلمها وراسلها !! وأخذت الجوال واهي تراقب عيونه .. لكنه ماعطاها فرصة واهو يقول : ادخلي البيت بسرعه .. دارت سمر عنه ومشت للبيت ودخلت .. وخالد انتظرها لين سكرت الباب ومشى بالسيارة والنار تسعر بكل قوتها بصدره .. وضرب على الدركسون بكل حمق واهو يقول : خاينة .. حقيرة .. والله ان ماوريتك ياسمر ماكون خــالد !! وانتبه للشريط ومسكه بعصبيه وشغله ليشوف وش آخرتها معاه .. وأول ماشتغل كانت أغنية :
يا بعد هالدنيا ليه ؟ صاحبك تقسى عليه .. اللي أهدى لك حياته وانت مستكثر تجيه
أرخص الدنيا لغلاتك ..واشترى فرحة حياتك .. لو طلبت عيونه جاتك وانت تتغلى عليه
لك حبيب يموت فيك ..حس به الله يهديك .. ومنشغل باله عليك وانت ما فكرت فيه
كنك المآي لظماه .. وفرحته ولمسة شفاه .. وانت حلمه في الحياه وانت كل اللي يبيه
سمع خالد الكلمات وماقدر يمنع الدموع تتجمع بعينه بكل ألم وقهر ! كنتي كذا ياسمر بيوم من الأيام صح .. لكنك الحين لاء .. الحين قلبك لف ودار علي ولعب وضحك على قلبي الي بعمره ماحب ولا عشق غيرك .. وتبيني أصدقك ؟! بعد كل الي شفته تبيني أصدقك ؟! انا وش أنتظر أكثر من اني أصارحها بالي شفته وأخليها تعترف غصب عليها بالخيانة ؟! ان كان ماهمها حبنا اوكي ليه ماعاد صارت تهتم بردود فعلي وتتحاشاني ؟! ليه بكل مره طـلال ياسمر ليه ؟! ليه يادنيا وليه يازمن وليه أنا وليه سمر .. ؟! ودمعت عينه بكل ألم واهو حاس ان شعور الشك يحرق كيانه ويدمر روحه ويتمنى يتخلص منه ويرجع حبهم وغرامهم مثل ماكان قبل .. كانت الحياة حلوة .. صافية .. ووينها الحين ؟! كـريه الشك والله كـريه وصعب ومؤلم ! ومقدر أتحمله أكثر خـلاص .. اليوم ياسمر راح تعترفين بكل شي .. اليوم ياسمر بحط حد فاصل لكل هاللعب والدوران .. اليوم ياسمر يا أنا يا إنتي يالزمن !!
قولوا الله يستر لأن أنا الي قلبي الحين صار يخفق بكل خوف !

*******

مشت ساره للصالة واهي تحس التوتر بيفتك بروحها .. وقعدت على الكنب وصارت تهز رجلها بكل توتر .. أكيد وصلت عطوف الحين .. سليمان قالي ان خالد راح يستقلبها .. لكن ياخوفي تنحمق اذا شافته وتاخذ رقم مازن منه وتدق عليه .. وخفق قلبها بألم واهي تحس انها مو متقلبه حتى فكرة ان عطوف تكلم مازن لأي سبب وقامت بحمق ومشت وسكرت التلفزيون .. ماتبي اي شي يوترها أكثر من ما أهي متوترة وخايفة .. ولمت شعرها كله ورفعته لفوق وربطته حتى شعرها ماتبي يضايقها واهي مو ناقصة .. وفاجأة سمعت الباب من وراها يتسكر والتفتت بسرعه وشافت خالد داخل والضيق وكل الضيق مبين بوجهه وساره من شافته مشت بسرعه لعنده واهي تقول: رحت أخذت عطوف ؟!
حاول خالد يبتسم لها ابتسامة مطمنة وهو يقول : اي أخذتها ووديتها الفندق
ساره بخوف : أخذت منك رقم مازن ولا شي؟
خالد بابتسامة حنونة : لاء وحتى لو طلبتني تخسى والله ما أعطيها .. عطيناها رقم سمر ..
سمر : عطيتوها ؟! سمر راحت معاك ؟
خالد بتنهيدة : إي اخذتها معاي ولا تبيني أستقبلها وآخذها لحالي ؟!
ساره : شفت شلون صعبة وماترضاها ؟! شلون أجل مازن الي يطلع لها وياخذها لحاله !
خالد وهو يمشي للدرج : لا اتطمني مازن مايبي يشوفها ولا يقرب منها ..
ساره : هو قالك هالكلام ؟؟
التفت لها خالد وهو يقول بحنان : هو قالي وأنا أدري فيه مازن .. مستحيل يسوي شي يضايقك ياساره وهالشي بالذات اهو بعد يضايقه ومايبيه ..
هز ساره راسها بابتسامة خفيفة وابتسم لها خالد ومشى طالع الدرج وعيون ساره تلاحقه ومن غاب عنها مشت بسرعه للتلفون ودقت على سمر وعطاها التلفون مشغول .. سكرت منه بملل .. وبدت الوساوس تلعب فيها لايكون عطوف دقت على مازن ولا كلمها ولا أي شي ... واتنهدت بخوف ورجعت دقت مره ثانية ورد مازن عليها ..
مازن : مرحبا
ساره: أهلين مازن
مازن بحب : هلا ساره هلا حياتي ..
ساره : هلابك .. شلونك مازن
مازن : بخير دامك بخير ..
ساره : انا مو بخير
مازن بحنان : ليـــــــه ياعمري عسى ماشر ..
ساره : مدري يامازن متوترة وخايفة من أمس والله وانا حالتي حاله ومو قادرة أنام
مازن : ياعمري انتي ليه حياتي موترة نفسك بهالطريقة ! والله مايسوى عليك هالحالة لاتفكرين ولا تهتمين وان شاء الله كل شي بيمر على خيـر
ساره وهي تحاول تتجاهل مشاعرها الخايفة وهمست : ان شاء الله يارب
مازن : وسعي صدرك حياتي وقوليلي ..
ساره : همممم ؟
مازن بحب : فطرتي ؟!
ساره : اممممممممم إي إي
مازن : فطرتي ولا لاء قولي الصدق
ساره بضحك : الا فطرت بس يعني كذا على السريع
مازن : وأخذتي دواك ؟!
ساره : لاااااااه .. أووه نسيت ؟!
مازن بزعل : ليه ياحيـــاتي وين سيرين ليه ماعطتك اهو ؟
ساره : كانت نايمة يوم ردينا أمس بس حطتلي اهو على الطاولة ونمت من غير ما آخذه ..
مازن : يوه ياساره مايصير تهملين نفسك كذا والله مو لصالحك حياتي يالله قومي خذيه الحين ..
ساره بملل : ان شاء الله بعدين
مازن باصرار : الحين ياساره ..
ساره : بس يا مااااازن !
مازن : بس انتي ياساره .. انا اتساهل معاك بكل شي حياتي الا بصحتك ودواك ..
ساره بدلع : واذا ما أخذته ..
مازن : بازعل منك ؟! ولا مايهمك زعلي !
ساره : الا شلون مايهمني ..؟
مازن بحب : أوكي يالله حياتي قومي خذيه الحين وبعدين كلميني
ساره : طيب بس بكلم سمر بسرعه وأقوم
مازن : سمر مو هنا حياتي تو كانت تكلم نهى بالتلفون وطلعت غرفتها .. اذا نزلت الحين اخليها تدق عليك
اتنهدت ساره بارتياح يوم درت ان سمر الي كانت مشغلة الخـط .. ومازن قال بنعومة : والحين خذي الدوا حياتي لا تقلقيني عليك أمانة ..
ساره وهي منسحرة من حنانه واهتمامه وقالت : أوكي حبيبي بروح آخذه
مازن بمرح : شطووورة ..
ساره : هههه باي
مازن : باي حياتي ..

وراحت ساره تاخذ دواها .. وشوي الا دقت سمر عليها وقالت لها انها بتطلع اهي وندى مع نهى لمطعم على البحر .. وان نهى اليوم مافيها تروح لا سوق ولا تسوي شي وتبي تطلع معاهم تريح بالها شوي ..
اتحمست ساره للفكرة وقرروا يطلعون كلهم ..
ومر اليوم موتر على الكـل وماصدقوا جا المساء عشان يطلعون يغيرون من كآبة الحزن والألم الي عاصفتهم .. نهى بانشغال بالها واستعدادها لجية زوجها .. وندى بحزنها ووقوعها بورطة خطبة ماتبيها وتفكر بأي طريقة تخرج نفسها منها .. وسمر بألمها الي ذابحتها بسبب تعامل خالد المتغير معها واسلوبه ونظراته القاسية .. وساره بتوترها وخوفها من القادم واحساسها بالخطر وعدم الأمان مع وصول عطوف للأرض الي تجمعها بحبيب روحها وقلبها ..
وصلت السيارة لبيت ندى وكلموها تنزل .. ودقايق ونزلت ندى لهم ومشوا كلهم لوين ماتفقوا مع نهى يتقابلون ..
بعد دقايق من الانتظار داخل أحلى المطاعم المطلة على بحـر جده .. وصلت نهى برفقة سماهر ..
ومن شافوها مقبلة مع نهى تهللت وجيههم بالمرح لأن سماهر كانت مثال للطيبة والحب والحنان .. سلموا عليهم بكل ود .. وقعدوا كلهم سوى بين سوالف وحكي ويحاولون يدخلون جو المرح ويتناسون الهموم الي فوق صدروهم ..
قامت سمر ويا ندى ليختارون الطلبات .. أما ساره ونهى وسماهر راحوا يدورون بالمطعم لانه يحمل بآخره محل مبيعات دروع وهدايا صغيرة وقلوب وكروت ولطيفة تتقدم بين المحبين .. وظلوا بهالمكان منهوسين على البطاقات الحلوة والقلوب وهالشغلات الي يحبونها كل البنات .. واهم هناك دق طـلال على جوال سماهر .. ومن عرف انها بهالمكان ماظيع فرصة ليجي وياخذها .. طلال يحب سماهر من قلبه وروحه وكيانه وسماهر تبادله نفس الحب والغرام .. لكن خالد مايدري عن هالشي !! يمكن لو كان يدري كان خفت الصدمة عليه واتقبل الي يصير بحسن نيه .. ! دخل طلال لوين ماسماهر تنتظره بالمحل ونهى وساره تركوهم ورجعوا للطاوله ..
وهناك قدام واجهة المطعم ماصدقت سمر انفردت بندىوقالت لها : وش صار ياندى على موضوع خطبتك صار شي جديد ؟؟
ندى: اسكتي والله اني بموت من الخوف وانا مترقبة يصير شي جديد بس الحمدلله للحين محد كلمني بالموضوع مره ثانية ..
سمر : زين الحمدلله .. وان شاء الله ماعاد يكلمونك ويولي الرجال لامريكا لحاله من غير شر ان شاء الله
ندى بضحك : الله يسمع منك يارب
وطلبوا لهم الطلبات وللبنات الباقين وسمر كانت اهي الي متولية الكـلام مع البائع وندى بجمبها تعدل عليها وعلى طلبها وسمر تضحك منها وتعيد الطلب مره ثانية للبائع .. ووقفت تتنتظر الحساب .. وبهاللحظة مسكت ندى جوال سمر بفضول يوم شافته قدامها .. وسمر هذه من عادتها ان الجوال يكون بإيدها دايم ماتعرف تحطه بالشنطة الا نادرا وهالشي يخليها تنساه دايم بكل مكان .. ومن حسن حظها اذا رجعت للمكان تلقاه !
أخذت ندى الجوال وقلبت فيه بفضول .. وهي تقلب فاجأها رقم طلال الموجود بجوال سمر !! هي تعرف جوال طلال لأن أكثر من مره كلمه سامي من جوالها !! وخفق قلبها بالخوف واهي تقرا الرسائل بعد !! وماصدقت خلصت سمر من البائع والتفت لها بمرح واستغربت يوم شافت الصدمة بوجه ندى !!
سمر : وش عندك يالحرامية ماسكة جوالي
ندى بذهول : سمر .. فهميني وش الي شفته بجوالك !؟
سمر : وش الي شفتيه ؟!
ندى : يعني مو عارفة انتي ؟! طلال مكلمك اكثر من مره و ورسايل منه !!
سمر وهي تسحب الجوال منها وتقول بحمق : يعني وشو انتي الثانية .. أكلمه ويكلمني وبيننا علاقة ؟! ماخلصت من خالد وشكوكه وتجيني انتي الثانية !!
ندى وهي تراقب عيون سمر : أجل وش هالمكالمات والراسائل فهميني !
سمر : يعني مايكون لها تفسير الا ان بيني وبين طلال شي ؟؟! مايكون مثلا ان نهى جوالها مفصول وصارت تكلمني وترسلي من جوال أخوها !!
ندى : اهااا .. طيب طيب لا تعصبين ..
سمر : وش الي ما أعصب .. كل شي تفهمونه بكيفكم وبمزاجكم .. ان كان إنتي فهمتيها بهالطريقة أجل مالوم خالد لو فكر بأخس من تفكيرك !
ندى : اي حياتي لا تلومينه
سمر باستغراب : لا والله ! وليه ما ألومه ان شاء الله ؟!
ندى : لان هاشي يشكك صراحة ! معليه سمر بس انا لو مكان خالد وشفت هالمكالمات والرسائل والله بشك فيك ! ماراح يطرا على بالي تفسير ثاني واحتمالات ثانية .. اول شي بيطرا علي ان هذا طلال يكلمك ويرسلك ..
ظاعت عيون سمر بوجه ندى وهي تطالعها بذهول وصدمة وقلبها يخفق بكل خوف وهي ماتدري ليه بدت تحس وتكتشف ان خالد شاف هالمكالمات والرسائل وعشان كذا متغير معها وقالب عليها .. لكن ليه ماكلمها كالعادة وخلاها تفسر له وش معنى هالمكالمات والرسائل !!
لاحظت ندى الألم والخوف بعيون سمر وقالت بهدوء : وشوفي ياسمر غلط منك انتي بعد الي محتفظة بالرسائل والمكالمات ومامسحيتها .. تدرين ان خالد يطير مخه اذا صار بينك وبين طلال بالذت اي موقف .. وش تتوقعين منه لو شاف هالمكالمات والرسائل ومن جوال طلال بعد .. كان المفروض تمسحينها أول بأول
تجمعت الدموع بعيون سمر وغطت فمها بإيدها بصدمه واضحة .. وندى من شافتها قالت بحنان : شفيك ياسمر ؟
سمر : مدري ياندى خايفة يكون خالد شاف كل شي !
ندى : لاتفاولين ان شاء الله مايكون شاف ..
سمر : ياندى هو متغير من أمس مو طايق يكلمني ولا يطالعني ومعصب ومتضايق ومايتحمل اي كلمة مني ولا نظرة .. من أمس اهو متغير ياندى وأمس الي وصلتني الرسالة والمكالمة .. والله شكله شافها ياندى !!
انتقل الخوف لندى بعد وقالت : الله يهديك ياسمر وانتي بعد ليه مامسحتي كل شي على طوووول
سمر وهي تبكي : مدري ياندى غبية غبية أنا والله .. ماتوقعت يشوف جوالي بهالسرعه .. ياربي وش اسوي الحين ..
ندى : كلميه ياسمر .. الحين أول ماترجعين البيت دقي عليه وكلميه وقوليله ان حاسه انه متغير ومتأكدة من السبب الي هو هالمكالمات وفهميه كل شي
سمر بخوف : اخاف مايفهم ومايصدق ..
ندى : شوفي ياسمر انتي غلطتي حياتي يوم ابقيتي هالمكالمات من غير مسح لو أنا منك واعرف شلون تفكير خالد وغيرته من طلال بالذات كان امسح رقمه من جوالي على طول ومو بس كذا كان حكيتي خالد عن هالشي عشان لايشك ولا مجرد شك فيك !!
سمر وهي تمسح وجهها بتوتر : ااااخ ياربي والله بمووووت من الخوف ياندى حاسة انه ماراح يعدي كل شي على خير ..
ندى : لاتقولين كذا حياتي .. انتي لا تطولين السالفة .. وكلميه اليوم ياسمر وفهميه .. وان شاء الله يفهم
سمر بهمس : ان شاء الله ..
ابتسمت لها ندى بمحاولة لتطمنها .. وأخذوا الطلبات ورجعوا للطاولة .. ويوم وصلوها حاولت سمر تخفي الضيق والتوتر منها وقعدت ولفت وجهها عنهم .. لاحظت ندى اختفاء سماهر من بينهم وقالت تسأل عنها : وين راحت سماهر ؟!
نهى بابتسامة : دق عليها طلال قبل شوي ويوم عرف انها هنا ماتركها .. جا وأخذها وارحوا سوى ..
ندى بضحك : ياحلووووهم .. لا بدق اخرب عليها الحين واقولها ارجعي مايصير تتركينا ..
نهى وهي تضحك : والله ان يذبحك طلال ويقول موتي من الغيرة والحرة ومو رادها ..
ضحكت ندى وإهي تمد الصحون لهم وسمر حاولت تخفي ضيقها واهي ترد عليهم بطريقة مقتضبة والخوف يعصف كل ذرة بكيانها ..
ومر الوقت وكلهم اتعشوا وقرروا يمشون .. وفاجأة دق جوال سمر برقم غريب ويوم ردت لقته سماهر تقولها انها طلبت اهي وطلال دروع من المحل بأساميهم .. وقالهم البائع تخلص بعد ساعه وطلبتها توصي نهى تاخذها معها .. بلغت سمر نهى بالموضوع و راحت معها يسألون البائع عنها ولقوها ماخلصت للحين ..
نهى وهي تكلم سمر : يوه أنا لازم أمشي ماقدر أتأخر على الصغيـــر ..
سمر : تتوقعين تطول ؟!
نهى : الظاهر والحين طلال عند بيتنا على مايرد اتسكر المحل ومايمديه ياخذهم .. وطالعت بسمر وقالت برجاء : أمانه خذيهم معك ياسمر وبكرا ان شاء الله طلال يمرك ياخذهم
سمر بتردد واهي الي ماتبي طلال يمر صوب بيتها وقالت : هاه .. اا لا لا .. انا بارسل سواقي لبيتكم ان شاء الله الصباح .. لا يكلف على اخوك على نفسه أمانة
نهى وهي تسكر شنطتها بتأهب للخروج : على راحتك ياعمري ماتقصرين .. يالله انا بامشي الحين
سمر : اوكي حياتي فمان الله
دارت نهى واهي تقول : مع السلامة
راقبتها سمر بعيونها واهي تبتعد ويوم التفتت شافت ندى وساره مقبلين واهم الي راحوا يطلبون لهم آي سكريم وسمر قالت مالها نفس بشي ..
ندى انحمقت يوم عرفت بالسالفة وقالت لسمر بهمس : انتي ماتتوبين ياسمر ؟؟ الحين وش لو شافهم خالد !!
ساره الي عرفت من يوم هم بأمريكا ان خالد شاك بسمر بسبب مكالمتها لطلال وقالت : صح ياسمر والله توهقين عمرك الحين !!
سمر بعصبية : يعني شلون يعني ؟؟ بعيش طول عمري بحذر منه وانا مو غلطانة بشي ؟؟ كل شي لا يدري خالد ولا يدري خالد !! والله مو مشكلتي ان كان خالد يفهم كل شي بالمقلوب وبمزاجه هو .. انا ماغلطت بشي ولا أذنبت بشي وخلوه يشك لين يشبع !!
ندى : ياسمر لا تتهورين بهالكلام وهالحركات .. انتي ماغلطتي صح لكن ماتحسبين حساب لتصرفاتك الي تشكك الواحد صراحة ..
سمر : بس هو لو كان واثق ميه بالمية فيني مايشك لو وش شاف مني !!
ساره بهدوء : غلطانة سمر .. شوفي أنا واثقة بمازن مليون بالمية لكن ماقدرت أمنع نفسي من الشك فيه اهو وعطوف .. الشيطان شاطر ياسمر وممكن يأثر على الواحد ويلعب بمخه مين ماكان ..
سمر وهي مو راضية تتقبل هالكلام وقالت : بس ولو .. خالد مسخها معاي و معيشني بخوف ورعب طول حياتي .. والله مو حياة هذي .. !!
وتركتهم ومشت لوين ماتنتظر البائع يخلص الدروع .... ودقايق بسيطة وخلصها وسلمها لسمر .. وحاسبته وطلعت .. وشافتهم واقفين يطالعونها بنظرات ألم وأسف .. ومشوا كلهم للسيارة وركبوها بصمت وانطلقوا لبيوتهم

وأثناء ذلك .. دق الجرس في منزل مازن ... كان هو منشغل بالصالة على اللاب توب ... واستغرب للجرس الي يدق هالوقت واهو متأكد ان سمر معاها المفتاح !! .. قام والاستغراب متمكله ولسبب ما خفق قلبه وهو يمشي لباب الشارع !! وفتح الباب بهدوء بكل وسعه ! وأول مانتبه للشخص هوى قلبه لبين رجوله !! وانصـدم واهو يطالع بكل ذهول بالشخص الي قدامه ... ومشاعر عاصفة مرت بكيانة .. دوامة قاتلة درات بقلبه وروحه .. نظرات مصدومة ماقدر يمنعها واهو يطالع بالشخص !! لأن هالشخص ماكان غير ... عطوف !! عطوف واقفة قدامــه !

 
 

 

عرض البوم صور dali2000   رد مع اقتباس
قديم 10-05-10, 06:52 PM   المشاركة رقم: 18
المعلومات
الكاتب:

البيانات
التسجيل: Sep 2006
العضوية: 13121
المشاركات: 14,020
الجنس ذكر
معدل التقييم: dali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسي
نقاط التقييم: 4990

االدولة
البلدCuba
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
dali2000 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ghadabarbie المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 

الحلقـة ال 29
" الفـراااااق الأبدي ! "

*******

عواصف شديدة عصفت بين مازن وعطوف واهم واقفين قبال بعض أمام منزل مازن .. حتى ان مازن ماقدر ينطق ولا بكلمة من هول الصدمة وظل يطالعها واهو مضيق عيونه بكل صدمة وقهر واستفهام ! وعطوف انحمقت من نظراته لكنها ابتسمت بغرور وقالت بهدوء قاتل : مرحبا يامازن !
طول مازن النظر فيها للحظات وقال بهمس وهو صاك سنونه : هلا
عطوف : شلونك حبيبي وش أخبارك ؟ << اسلوبها اهو اهو ماتغيره وهالمره غرضها تقهر مازن فيه
عقد مازن ذراعينه على صدره وقال : أنا بخير .. بس ممكن أعرف وش جايبك ؟!
عطوف بابتسامة مزيفة : أفا عليك يامازن أكيد بتعرف بس آآ .. ماتبي تدخلني بيتك بالأول ؟!
مازن وهو مضيق عيونه فيها : الظاهر يا آنسة ان ماكان له لزمة تجين لبيتي وانتي كل شي ترتب لك و أعتقد جتك مكالمة من سعد يقولك ان اهو الي بيتحملك فترة وجودك هنا .. صح ولا أنا غلطان؟
عطوف بضحك : لا حبيبي انت أبد مو غلطان .. صحيح سعد كلمني بس مكالمته لا عبرتها ولا همتني .. لانك عارف اني مح أرضى بغيرك بديل .. وجاية بعرف ليه سويت الي سويته ؟!
مازن : مافي شي تعرفينه ياعطوف .. انتي جاية هنا بدعوى العمل .. وكل شي بيترتب لك بأفضل اسلوب عشان تحققين الشي الي انتي جاية عشانه ..
عطوف : بس مو من حقك ترتب لي كل شي بمزاجك انت من غير ماتشاورني !
مازن بازدراء : الظاهر انتي وصل فيك غرورك لدرجة انك تحسبين الكل رهن اشارتك وطوع لرغباتك !! لا ياحلوة تراك غلطانة .. الناس مو فاضية لحق تحقيق أحلامك ورغباتك وعندهم الي كافيهم وشاغلهم
عطوف بتحدي : قد هالكـلام انت يامازن ؟!
طالع مازن فيها باستخفاف وقال بحمق : ممكن تقوليلي انتي وش تبين بالضبط ؟! وش الي تفكرين فيه وناوية عليه ؟
عطوف : لاتكلمني بهالطريقة يالمتربي يالي تعرف الأصول .. عمر أهلي ماوقفوك بالشارع وكلموك بهالطريقة وعيوا لايدخلونك بيتهم ! عيب عليك الي تسويه لو مو عشاني انا الا عشان أهلي الي اكرموك وحشموك وفرشولك الأرض ورد
مازن : أهلك على عيني وراسي وأتمنى لو انهم اهم الي جوا لأكرمهم ولأسكنهم بيتي وأنا إلي أطلع منه وأفسح لهم المجال ياخذون راحتهم ببيتي مثل مايبون .. لكن للأسف انتي مو من أهلك ولا عمرك بيوم قدرتي تكونين مثلهم !
عطوف : تقدر تواجه أهلي بهالكلام لو قلت لهم ان مازن عيا يدخلني بيته ؟!
طالع مازن فيها بنظرات نارية .. ووصل حده بالحمق منها لأنها تتحداه وإهو مو ناقص هالتحدي منها .. وفاجأة انتبه لأضواء سيارة يقترب من بعيـد .. وحس انها سيارة البنات راجعة للبيت ! وخفق قلبه بخوف وأهو يطالع السيارة بحذر وماتقبل فكرة ان ساره تنتبه لعطوف وهي واقفة قدام بيته ! وطالع عطوف بصرامة وقال : ادخلي بسرعه ..
التفتت عطوف لتشوف السيارة الي كان مازن يطالع فيها الا هو قال بعصبية : عطوف خلصيني وادخلي ..
طالعت فيه عطوف وفهمت انه يبيها تدخل لا عسى يشوفها أحد من السيارة المقتربة لناحية البيت .. وبكل برود مشت للباب ودخلت وإهي تقول بابتسامة مكر : خايف منها ؟!
سكر مازن من وراها الباب واهو يقول بحمق : خايف منها ولا مو خايف منها هالشي مايخصك انتي .. (( ومد ايده يأشر على البيت واهو يقول : تفضلي يا آنسة ..
مشت عطوف بكل غرور واهو من خلفها يتمنى يمسكها ويقطعها بين إيدينه الاثنين .. ودخلت البيت ووقفت تنقل بصرها في أرجاؤه لين قالها مازن : ابي أفهم الحين انتي كيف جيتي لبيتي ؟! وليش جيتي ؟! ليش جيتي بيتي واش غرضك الحقيقي من جيتك للسعودية ياعطوف ؟؟
عطوف بنظرة تحدي : لانك ماعرفت منهي عطوف يامازن ؟! عطوف اذا بغت تسوي الشي ممكن تحارب الدنيا كلها عشان تسويه .. وانت اتحديتني يامازن ووقفت بوجهي بكل عنف وأهنتني قدام الكـل وهربت عني وتركتني .. على بالك بانسى كل سواياك وبسامحك عليها بكل بساطة ؟!
مازن بعصبية : مايهمني تنسين ولا تسامحيني ؟! عمرك بيوم ماهميتيني عشان تهميني الحين .. (( وراقب عيون عطوف المتوقدة بالغضب واهو يكمـل : مني مضطر ومجبر أني ارعي مشاعرك بكل مره لأنك أنانية ومايهمك الا تحقيق رغباتك ولو على حساب الكـل .. وانتي من عرفتيني كنتي دارية ان حياتي وقلبي وهبته لساره من قبـل مــ ...
قاطعته عطوف بصوت عالي : لا يامازن ماكنت أدري عن هالشي .. انت كنت أكبر مخادع شفته بحياتي .. من سكنت امريكا وقبل تسكن بيتنا وانت كنت عارف اني مغرمة فيك وحسستك انا بهالشي أكثر من مره بكلامي ورسايلي وتصرفاتي .. كنت تصدني لسبب في نفسك بس أنا ماكنت أدري وشو السبب ! عشان كذا ظليت أحاول بألف طريقة وطريقة أوصل قلبك وأدخل حياتك من أي مدخل .. لين سكنت بيتنا وبعدها أنا الي اكتشفت بنفسي انك تحب ساره ! وان سبب صدك لي طوال السنوات كان بسبب حبك لوحده ثانية ! وتبيني أرضى بكل بساطة ؟! تاركني أعيش بوهم حبك سنوات ماحسستني ان بحياتك وحده ثانية .. بس تصدني وتدوس على مشاعري وبالآخر تهينني بكل وقاحة قدام الكل بالحفل ؟!
مازن بصوت عالي: ومني مجبر أعيطك مبررات لصدي ولا مجبر أعترف لكل الناس بحبي .. ويكون بمعلومك ألف وحده غيرك كانت تحبني وتتمناني وكلهم صديتهم وكلهم احترموا هالشي فيني وابتعدوا ! إلا انتي مارضيتي تفهمين وجيتي وجرحتي ساره قدام عيوني !! وتبيني أرضى ؟! وأقوم أصفق لك وأحييك على الي سويتيه ؟! لا ياعمري .. يكون بمعلومك ان مستيحيل أرضى بشي يجرح ساره ولا يآذي مشاعرها لو من مين يكون .. حطي هالكلام حلق بإذنك ياعطوف !
عطوف بعصبية : والله ان كان انت انســـان عاشق من راسك لرجولك وماتبي أحد يآذي معشوقتك .. فمو معنى هالشي ان تجرح غيرك وتهينه ! وان كان انت ترضاها لغيرك .. غيرك مايرضها على نفسه وراح ياخذ حقه منك وغصب عليك !!
مازن: يعني وش الي بتسوينه فهميني ؟؟
عطوف : أنا ماراح أقولك اعتذرلي .. لأن هالشي كان المفروض تسويه قدام كل الي أهنتني قدامهم ! لكنك هربت مني لوين ماقدرت ألحقك وأدفعك ثمن سواياك غالي !
مازن بضحكة سخرية : على بالك انتي الحين تهدديني ولا مخوفتني !! فوقي لنفسك يابنت الناس واصحي واعرفي ان الي تسوينه عيب بحقك وعيب بحق أهلك !! أوقفي عند حدك واتصرفي بعقل لو مره وحده بحياتك !
عطوف : انت الي حديتني يامازن أتصرف هالتصرفات !! انت الي خرجتني من طروي وخليتني افكر واتصرف بهالطريقة ! انت وانت ماغيرك السبب بتدمير حياتي كلها !
مازن بقلة صبر : يعني ممكن أعرف وش تبين مني الحين ؟؟ وش المطلوب مني بالضبط !
عطوف : لا تتحداني أكثر ! هالمره أرسلتلي أختك وزوجها .. لكني قدرت أجيك لأنك ناسي ان شركتكم من أكبر الشركات الي صيتها واصل لآخر الدنيا .. وقدرت أطلع من النت اسم صاحبها ورقمه وعنوانه وكل المعلومات الي تتعلق بأبوك ! وقدرت أوصلك لحد بيتك ! (( وراقبت عيونه واهي تكمـل : ان كانك ماتبيني آآذيك أكثر فخلك تمام معاي ولا تتحداني أكثر من كذا ؟!
مازن : يعني تبيني أكون تحت أمرك بكل الي تبينه وطوع لرغباتك طوال فترة وجودك هنا ؟!
عطوف : بالضبط ! ولا بتكون انت المسؤل عن أي أضرار بتلحقك ولا بتلحق ..... حبيبتك ساره
مازن بعصبية وصوت عالي : انتي جربي تقربين منها .. فكري بس تآذينها ولا تضرينها بشي .. والله ماراح تلومين الا نفسك من الي بتشوفينه مني !! وكل كلامك هذا بارميه ورى ظهري ولا معبر حرف واحد فيه ووريني وش تقدرين تسوين ؟؟
عطوف ببرود قاتل : انا ماراح آخذ كلامك هذا على محمل الجد .. وباعطيك فرصة تفكر بحياتك وتقرر .. و لنا لقاء ثاني ..
ورمت عليه نظرة متعالية ومشت عنه للباب وطلعت .. وهي تجر غضبها ونواياها السوداء معها .. ووصلت لباب الشارع وفتحته بعصبية .. وشافت سمـر قدامها وبإيدها المفتاح تبي تدخل !
انصدمت سمر يوم شافتها لكن عطوف ماتركت لها فرصة تستوعب صدمتها ولفت عنها ومشت بسرعه لوين ماسيارة الفندق تنتظرها .. وركبتها بعصبية وسكرت الباب بقوة .. وثواني ومشت السيارة مبتعدة وعيون سمر تلاحقها بذهول ! عطوف كانت ببيتنا .. مع مازن ؟! ياربي شهالمصيبة ! وفورا دخلت البيت وسكرت الباب ومشت مسرعه لوين ما مازن يحترق بكل غضب داخل الصالة .. دخلت الصالة وشافت مازن يمشي فيها بكل ثوران ..ومن شاف سمر وشاف الصدمة بوجهها قال بغضب : شفتيها ؟؟؟
سمر باستغراب : وش جابها بيتنا ؟ شلون جت !
مازن بعصبية : هذي أفعى ياسمر ! عارفة شلون أفعى ! سمها حاشيها ومو راضي يموت الحقد الي بداخلها وجاية تدمر الكل فيه .. !
سمر وهي تمشي لأخوها : وش جاية تبي وش قالتلك ؟؟
مازن وهو يمرر صوابعه بين شعره بقوة : وش تتوقعين جاية تبي .. جاية تحطني بين خيارين كل واحد منهم ألعن من الثاني .. يا إني اتحمل انا وجودها بهالفترة .. ولا تتهددني انها تآذيني ولا تآذي ساره بأي طريقة !
سمر بعصبية : هذي وش تحسب نفسها ؟؟ وش شايفة نفسها أبي أفهم .. انسانة لاقامت ولااستوت كلها غرور وحقد وتعالي ! من وين الواحد يبيها ولا يحترمها ويهتم لها !
مازن وهو يقعد : حضرتها ثايرة أعصابها وحاسة اني خدعتها طول سنوات بقائي بامريكا .. وخليتها تحبني وماحسستها اني أحب غيرها .. لين أهنتها بالاخر يوم الحفل وخـلاص وصل حدها وفار دمها وماقدرت تتحمل أكثر وجاية عشان تنتقم مني بهالطريقة !
سمر : يعني والحل يامازن .. تعرف ان ساره لو درت بتنهبل .. ومستحيل ترضى وتتقبل !!
مازن وهو شوي ويبكي : ومو هذا الي مجنني ياسمر .. ساره مستحيل تتقبل هالشي وتمشيه وترضى فيه .. ليتها تخليني أجاريها لين تروح ونفتك ! بس مستحيل ترضى أنا أعرفها .. ((ورق صوته وهو يتكلم عنها ويقول : حياتي ساره غيرتها شديدة وقلبها مايستحمل اني أكلم عطوف مجرد مكالمة .. موعاد اطلع معها وأتلاقى وياها أكثر من مره .. انتي لو سمعتي كلامها يوم احنا بالمنتجع .. ولا اليوم واهي تكلمني ونبرة الخوف بصوتها .. وانا مابي أجرحها ولا آآذي مشاعرها ولا بأي شكل .. الا ساره ياسمر مابي أحد يوقف بيني وبينها والدنيا دومها واقفة بيننا ومدري متى نرتاح ونملك على بعض وتخلص هالمشاكل والهموم ..
طالعت سمر بأخوها بكل حنان واتقطع قبها عليه واهي تمشي لين قعدت جمبه وقالت : حاسة فيك ياعمري .. بس انت لازم تفهم ساره ان ممكن تصدر من عطوف حركات تضايقها .. خاصة ان هالبنت جريئة ووقحة بزيادة والي خلاها تتجرأ لبيتنا بيخليها تتجرأ لبيت ساره بعد !
مازن بتنهيدة : والله تسويها هالأفعى !
سمر : عشان كذا فهم ساره وقولها ان عطوف متمردة علينا وممكن يجي منها اشياء مانتوقعها لكن انت بتكون معها ولها لو وش صار !
مازن : قلتلها هالكلام ياسمر من قبل ماتوصل عطوف ..
سمر : أوكي ووش قالت !
مازن : ماقالت شي وساره واثقة بحبي لها ومتأكدة ان مابي غيرها بهالدنيا .. لكن الكـلام سهل ياسمر .. اهي تقبلت كلامي وحاولت تصبر نفسها فيه لكن وقت وقوعه بيكون الوضع غير ! يمكن ماتتقبل أي موقف لعطوف ولا تتحمله ويصير كل شي عكسي علينا !
اتأففت سمر وقالت بضيق : يعني شلون .. والحل ؟؟
مازن بنفاد للصبر : الحل اهو اهو مو متغير شي .. مو رايح لعطوف ولا مسويلها شي لو تطير للسماء وتصقع بالأرض .. والله ما أنفذ لها رغباتها على حساب ساره لو وش يصير .. (( ووقف وعيون سمر تلاحقه واهو يمشي للدرج ويقول : مجنون أنا أجاريها وأخليها تحقق الي تبي وأخسر ساره على حسابها !! تخسى الا هي وخليني أشوف وش تقدر تسوي والله لأكون لها بالمرصاد ! .. وطلع الدرج وعيون سمر تلاحقه بكل خوف وقلبها يخفق بقوة واهي تحس ان مصايب الدنيا كلها طاحت عليهم وماتدري شلون بيطلعون منها !

*********

في بيت أبو وليد كان وليد قاعد بالصالة بصمت وشرود .. هالوضع الي صار حاله من حس بظياع ساره منه .. نزلت غاده الدرج وشافت أخوها قاعد بملابسه ومبين انه توه الي راد من برا .. وقالت بمرح : هلاااا ابو الشباب وين كنت يالصايع ؟
طالعها وليد وقال : وين كنت ياحسرة .. غير بالشاليه رايح جاي عليه
قعدت غاده قدامه واهي تقول : وليد والله مايصير هالحالة الي انت فيها.. يعني ساره خلاص انت خليتها على ربك والحمدلله .. لكن من قاطعت سليمان وانت طفشان وزهقان ولافي مكان تروحه ولا انت الي راضي ترجع لسليمان ولا انت الي راضي تروح مع غيره !
وليد : اي مابي .. هالاثنين ذولي كانوا أعز وأغلى ناس على قلبي .. وخسرتهم خلاص ومافيني اشوف وأدور غيرهم ..
غاده بحنان : بس سليمان وش ذنبه ياوليد ! والله دايم يسولفلي عنك ووش كثر مشتاقلك ومتكدرة نفسيته بدونك ! مايصير ياخوي تتقاطعون عشان سالفة لاهي بإيدك ولاهي بإيده !
وليد : ولو ياغادة .. ماقدر أرجع له مثل قبل لاني احس همومي كلها بترجع .. بيذكرني بساره وباحسه السبب بظياعها ! لأن أملي كان فيه هو .. واهو الي قطع الأمل .. ان كنت أنا مصبر نفسي وموكل أمري لله بس مومعناه أتقبل وجود سليمان بحياتي والله ماقدر ..
غاده : ولمتى ياوليد !
وليد بتنهيدة : لين يفرجها ربك ..
دق جوال غادة ويوم طالعت لقت سليمان المتصل .. وردت بنعومة : أهلين
سليمان : هلا غدوو شلونك حياتي
غاده : تمام الحمدلله انت شلونك ؟
سليمان بصوت عالي : مشتاااااااااق وعذبني الفراااااااااق
انحرجت غاده وهي تسرق النظر لوليد وقالت بهمس : وينك انت ؟
سليمان بضحك : شفيك حولك أحد ؟
غاده : امممممم
سليمان : أجل خذي .. (( وعطاها بوووسة كبيره
خفق قلب غاده بالحيا وحمرت خدودها واهي تقول : أوكي سليمان أكلمك بعدين ..
سليمان : ههههههههااااااااي لا لا خليك ياحلوة انا عند بيتكم ..
غاده : انت عند بيتنا الحين ؟
سليمان : إي حياتي فكي الباب ..
غاده وهي توقف : اوكي ليه ماقلتلي قبل ؟!
سليمان : والله مدري عن نفسي فاجأة لقيت قلبي جايبني لقدام بيتكم
غاده بهمس : ياحياتي انت .. ( وضغطت مفتاح الباب واهي تقول : يالله ادخل ..
سليمان : أوكي حياتي باي
غاده : باي
سكرت الجوال واهي تلتف لوليد الي وقف واهو ويقول : سليمان داخل ؟؟
غاده بنعومة : إي بيدخل الحين
وليد : أوكي أجل تصبحين على خير .. ومشى للدرج
غاده من وراه : وليد أرجوك لا تطلع ..
وليد وهو مو معبر كلامها : غاده أرجوك انتي اتركيني بحالي ..
اتنهدت غاده بضيق واهي تراقبه لين اختفى وبهاللحظة دخل سليمان ومن شافته تناست كل شي وطالعت فيه بكل حب وهو ابتسم لها ابتسامة تذوب الروح واول ماقترب منها شالها من غير ماتنتبه وهي اخترعت وقالت وهي تضحك : سليمااان تكفى نزلني أهلي كلهم بالبيت ..
مشى سليمان للكنب واهو شايلها ويقول : كيفي والله وحـلالي انتي حياتي ..
غاده : أدري حبيبي بس فشـــلة !
قعدها سليمان على الكنب كالأميرة واهو يقول : فديت هالفشلة ..
ضحكت غاده وسليمان قعد جمبها واهو يقول : أخبارك حياتي ؟
غاده بملل : والله زهق من رديت من أمريكا والحال اهو اهو ماتغير .. أبوي منشغل بدوامه بزيادة وأمي زهقانة من وضع أبوي .. و وليد ... وسكتت فاجأة عند هالكلمة .. !
وليد باهتمام : وشفيه وليد ياغاده !
غاده بضيق : مدري ياسليمان مهو مثل قبل .. لايضحك ولا يبي يطلع معانا .. ودومه برا البيت ولا بغرفته والله مضيق صدورنا كلنا ..
اتنهد سليمان من خاطر واهو يقول : الله المستعان ! والله مابغيت وليد يوصل لهالحالة لكنه مو راضي يفهم ان الدنيا ماتمشي على مزاج الواحد .. هذا احنا كل واحد فينا شايل هموم الدنيا فوق صدره ومو عارف شلون يطلع منها !
غاده : ليه عسى ماشر ياسليمان شفيكم ؟
سليمان بضيق : وضع الشركة متدهور ياغاده وهذا فهد سافر اهو وعمي ابو مازن عشان يحلونها زي ماشفتي .. لكن أمس فهد مكلمني ويشتكي من الحالة وان الوضع صعب عليهم واحتمال تطول مدتهم هناك .. غير على ان البيت من غيرهم والله محتاس !
غاده : ليه ياسليمان انتو مو صغار وكل واحد فيكم يقدر يهتم بنفسه ..
سليمان : لا انتي مو دارية عن شي
غاده بخوف : ليه وش صاير بعد ؟!
سليمان : تذكرين عطوف الي بأمريكا ؟!
غاده بازدراء : ذيك الي تحب مازن وأهدته ورد بحفلته ؟!
سليمان : بالضبط !
غاده : وش سوت بعد ؟!
سليمان : وصلت جده اليوم !
غاده بذهول : لا مو معقووووول ! شعندها ؟؟
سليمان : عندها شغلة بتسويها مدري مدرسة بتفتحها وطبعا ساره من درت واهي حالتها مكدرة وخايفة ! ومازن يحاول يخرج نفسه منها ويوكّل أي أحد غيره مسؤوليتها
غاده : والله يحقلها ساره تشيل همها .. هذه جريئة بزيادة وماعندها حدود ومافي أي شي يمنعها من انها تسوي إلي هي تبي!
سليمان : الله يعديها على خير .. وخالد بعد ضايق صدره ومو طايق أحد !
غاده : وشفيه خـالد بعد لايكون متطاق اهو وسمر كالعادة ؟!
سليمان : والله مدري ياغاده .. مو راضي يتكلم مع أحد وقبل أجيك دقيت عليه نطلع وأخليه يغير جو .. لكنه اصر يقعد بالبيت ومايبي يروح مكان وحاس انه في شي كايد ومو سهل .. بس مو راضي يتكلم ابد حتى سمر شكلها مو عارفه شفيه !
غاده : ياربي وش جايه ! الله يعين على هالدنيا وبلاويها ولا الواحد كل ماحس بالفرج لقى الفرج أبعد مايكون عنه ..
سليمان : وليه انتي بعد تقولين هالكلام ؟
غاده بنعومة : لا مو شي حبيبي .. بس خلاص ملينا من هالحالة وأتمنى يتم كل شي بيننا بسرعه ونتزوج لاني بهالحالة حاسة ان ممكن يصير شي يفرقنا !
سليمان : وش الي نفترق ياغاده ؟ ليه على بالك الدنيا سايبة وتفرق الي تبي ؟! لا والله مو بكفيها ومحد يقدر يفرقنا لو وش مايصير
غاده بحنان : قول ان شاء الله
سليمان بحزم : ان شااااااء الله حياتي .. انتي بس خلي فهد يرد من السفر وتهدا الأوضاع وان شاء الله باكلمه بموضوع زواجنا !
غاده بابتسامة عذبة : يابعد عمري ياسليمان بس والله انا بغيت أفضفض لك بالي بخاطري .. لكن مابيك تسوي شي يضايق أخوك ولا تحس ان مو وقته المناسب ..
سليمان : لاياعمري محد متضايق .. فهد ينتظرنا احنا نتزوج عشان يشوف هو حياته .. وخـلاص بعد صبر وصبرنا احنا لمافيه الكفاية ..
اتنهدت غاده وقالت : الله يتمم كل شي على خير ..
طالع فيها سليمان بحنان ولم كتوفها بذراعه وقربها من صدره واهو يقول بعيون شاردة : آمين !
وياترى مع هالاستقرار العاطفي بعلاقة سليمان وغاده .. هل يعني ان اهم الي بيتم زواجهم من غير أي عقوبات ومصاعب ! هل بتوقف الدنيا معهم اهم على الأقل وتفكهم من بلاويها ! ولا كل واحد منهم لازم يذوق العذاب والويل من هالدنيا !! .. خلونا نشوف ... !

******

مرت الليلة هادئة الا من بعض القلوب الي حرقتها نيران الحزن والتفكيـر والخوف من المستقبل المجهول ! كان خالد بغرفته يكابد حرقة دموعه وحرقة النار الي تسعر بصدره بكل مره يوصل فيها تفكيره بإن سمر خانته مع طـلال ! شلون قدرتي تخونيني وتلفين وتدورين من وراي ! شلون ياسمر سويتي الي سويتيه بكل بساطة ومن دون ماتحسبين لي أي حساب ! تهاونتي فيني وتهاونتي بمشاعري وحتى بحياتنا وعلاقتنا وكل شي بسبب نزوة شيطانية تملكتك بلحظات ! ليه ماجيت ببالك يوم سويتي الي سويته ! ليه مافكرتي اني ممكن بيوم من الأيام أعرف وأكتشف ؟! ليه ماتحاشيتيني وحذرتيني ! لهالدرجة هانت عليك علاقتنا ؟! لهالدرجة أهملتي وجودي بحياتك ؟! جنيتي على نفسك سمر ! تهاونتي فيني وشوفي وش الي بيجيك مني ! كنت ناوي أكلمك الليله لكن لاء .. بخليك تستمرين بسواياك وانا من وراك ! لين أكفشكم ويا بعض .. ! ووين بتروحون عني ! الله بيفضحكم بشر أعمالكم قدام عيوني ! وياويلي لو طلع هالكـلام مو صحيح ! بتكونين برضو غلطانة لأنك تهاونتي فيني وماحذرتيني بتصرفاتك .. مكالمات من طلال ورسائل منه !! ليه ياسمر ليه .. ليه ؟؟ بإيش قصرت عليك أنا وانتي أدرى اني عمري بيوم ماحبيت ولا عشقت ولا تمنيت غيرك .. (( ودمعت عيونه بكل ألم وهو يقول .. ياويل قلبي من هالدنيا الي عمرها ماريحتني بيـوم ! ياويلي ويلااااه !
دق باب غرفته فاجأه وفزع من مكانه واهو الي عايش بتوتر شديد ومو ناقص أي ازعاج ووجع راس أكثر من الي فيه .. كانت الدقات هادية فعرف انها ساره وناداها تدخل .. فتحت ساره الباب بهدوء ودخلت واهي تحاول تبتسم بوجه أخوها .. وشافت الحزن العاصف بعيونه ووجهه .. وقعدت جمبه بنعومة وقالت : أمانة ياخالد قولي شفيك !
طالعها خالد بنظرة ألم وقال بضيق : مافيني شي ياساره لا تقلقين نفسك
ساره : شلون مافيك شي خالد .. طالع شكلك شلون الضيق والحزن مبين بعيونك بشكل كبير ؟! وش صاير ياخالد
خالد : ما اكذب عليك واقولك مو متضايق .. الا متضايق وهموم الدنيا كلها فوق صدري بعد لكن ماودي أتكلم
ساره : ليه حياتي ماتتكلم ! يمكن نخفف عليك شوي يمكن نقدر نساعدك بشي .. اتكلم ياخالد مانت خسران !
خالد : على الأقل مو الحين ياساره .. خليني اليوم بروحي وبكرا ... (( واتنهد من قلبه واهو يكمل : وبكرا بشوف ان كان في شي يستحق أتكلم عنه ولا لاء !
ساره بحنان : شي بينك وبين سمر ياخالد موو ؟
خالد بضيق : خلاص ياساره والله ماودي أتكلم أرجوك خليني لحالي
وقفت ساره ومشت بخطوات هادية للشباك ووقفت قدامه وعيونها ظايعة بالفراغ الي تشوفه وشوي الا قالت بصوت أقرب للهمس : عهد .. نكون لبعض .. ووعد .. نبقى لبعض !
التفت لها خالد وسمع كلامها واهو عاقد حواجبه باستغراب ! وعيون ساره بالشباك وكملت بهمس : أنا وانتي .. والحب ثالثنا .. ومافي شي يفرقنا .. أحبك خالد .. أحبك سمر !
ميلت راسها بنعومة وطالعت بخالد وشافت الدموع المجمعة بعيونه واهو يسمع كلامها وقالت بنعومة : ذكريات حلوة عشناها .. محسوبة من عمرنا الملئ بالأحزان .. خساره نظيعها بلحظة غضب .. موو ؟
وطالعت فيه بحنان وابتسمت له بنعومة ومشت عنه وانسحبت بهدوء لبرا الغرفة وسكرت الباب بخفة وعيون خالد تلاحقها لوين مارمت عليه هالكلمات ومشت وراحت .. آآآآآخ ياساره وش قلتي انتي ! والله مو ناقصتني هالكلمات ومو ناقصني أسترجع ذكرياتي مع سمر .. ! اي أحبهــا والله أحبها لكنها اهي ماهتمت بحبي لها ولعبت علي من وراي .. !! اهي الي دمرت الي بيننا واهي الي ماهتمت لا فيني ولا بمشاعري .. اهي السبب بكل الي صار والي بيصير وياويل قلبي من الي بيصير ! وسالت الدموع الساخنة بكل ألم من عيونه واهو ينتفض بكل حزن وخوف وقهر!
حتى دموع ساره سالت من سكرت الباب عن خالد ومشت لغرفتها بسرعه وسكرت الباب وصارت تبكي من خاطر .. هي خايفة من الي بيصير .. تدري عن شكوك خالد بسمر وضيقه منها لسبب ما .. هذا وهي مادرت عن الرسائل والمكالمات .. ولا كان مافوتت الفرصة ووضحت إهي لخالد كل شي وفهمته !! خصوص انها شايفة حال خالد المنقلب والضيق والحزن الي حاشيه .. واتأكدت انه متضايق من شي يتعلق بسمر وشكوكه بسمر .. وماتحملت ان يصير سوء فهم بينهم واهم الي حبهم يضرب في المثل بالجنون والغرام والشوق وأروع الذكريات الي هي شافتها وشهدت عليها .. وحاولت تكلم خالد لكنه رافض يتكلم معها ولا مع غيرها .. فكل الي قدرت تسوي انها تذكره بحب سمر وذكرياته الحلوة معها .. وياليت يفهم وينتبه لنفسه قبل لا يظيع كل شي بلحظة غضب ممكن يفقد التحكم بتصرفاته لحظتها !
وبكل ألم قامت ودقت على سمر وأول ماردت عليها قالت وهي تحاول تخبي دموعها : هلا سمر شلونك؟
سمر الي كان الضيق واصل حده منها من حال خالد ومن الي صار بين عطوف ومازن وقالت بتنهيدة : ماشي حالي .. انتي شلونك ؟
ساره : تمام .. الا اقولك سمر !
سمر : هلا
ساره : ليه ماتكلمين خالد الحين ؟؟
سمر : ومن قالك ماحاولت .. يمكن عشر مرات أدق على جواله مايرد
اتألمت ساره وقالت : أوكي أرسلتيله طيب ؟!
سمر : لا ما أرسلت شي .. الموضوع أكبر من اني أرسل .. انا ابي أكلمه بنفسي وأفهمه كل شي ..
ساره : ليه ياسمر انتي عارفة خالد شفيه ؟
سمر بتنهيدة : متأكدة وش فيه .. ياساره خالد يشك فيني ويفهم كل شي غلط .. مايقدر يحطلي مبررات ولا يحسن النية فيني .. تعرفين شكوكه الي دايم بيني وبين طلال موو ؟
ساره : إي اعرف ووش صار بعد ؟!
سمر : نهى كلمتني وأرسلتلي كم مره من جوال طلال لأن جوالها مفصول ..
كملت ساره عليها وهي تقول بحذر : وخالد شاف رقم طلال بجوالك !!
سمر بضيق : هذا الي انا خايفة منه !
ساره بخوف : لاااااا .. لايكون شافهم سمر !
سمر : انا بديت أتيقن من هالشيء !! لأن من بعدها خالد انقلب علي وماصار طايقني ولا يبي يكلمني !
ساره : ياربي .. ووش بتسوين ياسمر طيب ؟
اتنهدت سمر من خاطر وقالت : بكرا الصباح أول ما أصحى بجيه البيت على طول .. هذا ان كان قدرت أنام أصلا
ساره : الله يعديها على خير يارب
سمر : ليه هو قالك شي ؟
ساره : لا ابد والله .. مو راضي يتكلم مع أحد
سمر بخوف : والله اني شايلة همه ياساره ولو اني مو غلطانة بشي لكن اهو صعب يفهم !
ساره بحنان : انتي مو غلطانة ياسمر لكن غلطانة ياحياتي يوم مامسحتي رقم طلال من جوالك .. وغلطانة حتى الحين يوم أخذتي الدروع معاك ! ياسمر انا مابيك تزعلين بس حاولي تبعدين كابوس طلال من حياتكم ولا تبقين له اي شي ممكن يجيبلك الشك !
سمر بضيق : ااااااخ ياساره .. خلاص باخذ الدروع وباعطيها السواق أول مايصحى وبقوله يوديها لبيت نهى وأفتك منها وأرتاح
ساره : والله يكون أحسن ياسمر لان ماتدرين وش ردة فعل خالد لو شافهم !
سمر بتنهيدة : اااه .. ان شاء الله خير ..
ساره : أوكي حياتي روحي ارتاحي الحين وهدي اعصابك وان شاء الله يمر كل شي بسلام
سمر : الله يسمع منك يارب
ساره : آمين .. يالله حياتي باي
سمر : باي
وسكرت ساره الجوال منها وفورا انهمرت الدموع من عيونها بكل ألم .. شعور مخفي بأعماقها يحسسها بالخسران وبالفقد ! تحس انها بتخسر الي تحبهم وبينتشلون من حياتها بكل عنف وألم .. ماتحملت ساره هالضيق الي بيقضي عليها وقامت بألم وفتحت درج كوميدينتها وطلعت الكمامة واستنشقتها بهدوء .. ودموعها لازالت تسيل منها بكل حرقة .. رجعت الكمامة لدرجها ورمت نفسها على السرير وصارت تبكي بكل ضيق وحزن وألم ،، وش آخر هالأحزان والهموم ؟ والله تعبنا منها تعبنااااااا .. متى يادنيا تفكينا وتريحنا وتخلصينا من همومك متى .. متى .. متى ؟!

*******

بهاللية محد من هالمعذبين غفت لهم عين لحتى مطلع الفجـر .. خالد حس بالألم يعصر قلبه وروحه والضيق بيفتك بكيانه .. وقام وهو يجر آلامه وجروحه ودخل الحمام وغسل واتوضأ .. وطلع وصلى الفجر وحس دموعه خانقته وبتفلت منه بأي لحظة .. لكنه كبتها واهو يقوم ويبدل ملابسه وقرر يطـلع من البيت ويغير من جو الكآبة الي عايش فيها والي بتقضي عليه بين لحظة والثانية .. نزل الدرج بخطوات تهد الأرض بثقل الألم الي بداخله ومن وصل الصاله انتبه لسليمان واهو يدخل ومبين توه راد من برا .. طالع سليمان فيه وبالحزن والألم الظـاهر بعيونه وقال بهمس : هلا خالد
خالد بصوت مذبوح من التعب : هلا .. ومشى وتجاوزه يبي يطلع الا سليمان مسكه من كتفه ويقول بحذر : على وين ياخالد !
خالد بنظرة ظايعة : باطلع من البيت .. بغير جو حرام ؟؟
خفق قلب سليمان بالخوف لسبب خفي بأعماقه وقال : اذكر الله ياخالد .. !
تركه خالد ومشى عنه وهو مو حاس بغير الحمق والقهر والألم الي مقطع قلبه .. راقبه سليمان لوين مارح وماقدر يمنع نفسه من الخوف الي تملكه من وضع خالد وحالته الي عايش فيها بهاليومين ..
طلع خالد من البيت وركب السيارة وشغلها وفورا اشتغل معها الراديو على أغنية :
" طحت من عيني بعد ماكنت عالي .. حبك ارخصته بعد ماكان غالي
كل شي برضاه منك الا الخيانــه .. بعـدها يحرم على حبــك وصالي "
ولأن خالد كان حاس بالخيـانة .. ماقدر يكبت دموعه من انها تسيل بكل ألم .. ومشى بالسيارة وهو يعض على شفاه بقوة ومضيق عيونه بالطريق الي قدامه وقبل مايبتعد من الشارع دار لوين ماهو بيت سمر .. ومشى بهدوء حولين بيتها لين وصل لشباك غرفتها .. وشاف نور الغرفة مضوي !! وارتسمت صورتها قدامه بأحلى الصور.. واتخيلها بابتسامتها الناعمة .. وضحكتها العذبة .. وصدرها الحنون .. وسالت دمعته بحزن وهو يسترجع ذكريات حبهم وغرامهم وأحلامهم الوردية ..وضيق عيونه واهو يطالع بالشباك واتمنى لو تطلع منه ويشوفها ! أحبك سمر ومقدر على الي تسوينه فيني .. أحبك حياتي حسي فيني وارحميني ! ودمعت عيونه أكثر واهو يطالع بشباكها وأمنيته انها تطلع له .. ظاعت منه ! وماقدر يطول النظر أكثر ومشى عن البيت وأول ما أقبل للشارع انتبه لمازن واهو يشغل سيارته ويمشي ..راقبه خالد واهو يبتعد وحس ان مو بس اهو المهموم ومو قادر ينام ! هذا مازن مبين ان النوم مجافيه وطلع لوين مايلقى الي يهدي نفسيته .. أخذ دوره ثانية على البيت لين استقر قدام شباك سمر مره ثانية.. سمر مو نايمة ! وش عندها سهرانة لهالوقت ! وظل يطالع بالشباك لين انتبه لخيالها من ورى الستارة تمشي وبإيدها الجوال تكلم ! وخفق قلبه بكل عنف يوم انتبه لها ! سهرانه وتكلمين ؟ مين غيره الي تكلمين هالوقت ياسمر ؟! وقبض على الدركسون بكل قوته واهو يطالع خيالها وهي تمشي وتبتعد ! وحس بنيران الغيرة تشتعل بكل قوة داخل صدره ! وماقدر يتحكم بأعصابه ومسك جواله بسرعه ودق عليها .. كانت سمر تكلم ندى وتشكيلها وتبكيلها من الحاله الي بينها وبين خالد .. ومع صياحها ودموعها ماسمعت رنين الخط الثاني .. وخالد من جاه رسالة الانتظار ! جن جنونه ! تاركتني على الويتنق وتكلمينه !! ودق مره ثانيه وجاه انتظار نفس الشي ! ضرب الدركسون بكل غضب .. ! ودق للمره الثالثة وهو يطالع بشبكاها وشرار الغضب يتطاير من عيونه وشوي ويوصل لها من داخل الشباك ويحرقها .. وكانت سمر توها مسكرة من ندى .. وانتبهت لاتصالات خالد وخفق قلبها وهي تحاول تضبط صوتها وتمسح دموعها وتستوعب سبب مكالمته المفاجأة بهالوقت وهو الي مجافيها ولا يبي يكلمها ولا يسمعها .. !! ضغطت زر الرد تبي ترد الا انقطع الرنين !! مسحت على وجهها بتوتر وضغطت على رقمه عشان تدق عليه الا هو دق للمره الرابعة .. وبكل خوف وألم ردت بنعومة : هلا خـالد
خالد بصوت عالي ومحموق : ليـــــــــــش ما ترديــــــــــن ؟؟
اخترعت سمر من صراخه وقالت بهدوء : شفيك خالد لا تصارخ ؟!
خالد بعصبية : مرتين أدق عليك صافتني وقاعدة تكلمين مدري مين بهالوقت !! والمره الثالثة سكرتي ومارديتي ليش ؟! ليش ماتردين وليه سهرانة لهالوقت ومنهو الي تكلمينه علميني !
مرررت سمر ايدها على شعرها بضيق واهي تقول بهمس : لا تعصب حبيبي ارجوك انت ..
قاطعها خالد واهو يقول : وش الي ماأعصب !! انتي ماادري متى بتبطلين حركاتك هذه .. مدري متى تتوبين وتحسين ان في واحد محترق على الي تسوينه فيه .. مدري متى يحس قلبك ويوعى عن حركاتك الي مردها بتآذيك انتي وتخسرك انتي !
سكتت سمر بصدمة واهي حست بيقين تااام ان خالد شاف كل شي وشاك فيها حــده ! وظاعت عيونها بالفراغ واهي تحس برجفة قلبها وكيانها وماعرفت شلون تبرر له واهو بهالحالة من العصبية ..
ولاحظ خالد صمتها وقال : ليش ســاكته ؟! تراجعين حساباتك ؟!
سمر والعبرة خانقتها : ابيك تهدى حبيبي ..
خالد : من وين أهدى ؟! وانتي ماعندك غير ترفعين ضغطي وتجيبيلي البلا بحياتي !
سمر بهمس : لا ياخالد انا أحبك وماسوي فيك كذا !
خالد : أجل وش تفسرين تصرفاتك الي انتي أدرى وشهي ..
سمر : انت اهدى حبيبي وبفهمك كل شي ..
ومن وين يهدى خالد !! وهو بدا يحس باعترافاتها تظهر .. وحس بأعصابه تثور أكثر ودمه يفور وهو يقول : مابقى شي تفهميني هو ياسمر .. لان ماعاد خفى عني شي و خلاص عرفت انا بكل شي .. ( وسكر الجوال بوجهها واهو يحس بأعصابه بتنفجر ! ورمى الجوال بقوته ومشى بالسيارة ودار لين وصل لباب البيت .. وبغى يكمل مشواره ويبتعد لكنه وقف قدامه واهو يراود نفسه يدخل لها ! دامها صاحية الحين ليه أعيش نفسي بهالعذاب والألم ! خلني اروح أكلمها وأخليها تعترف بكل شي وتفسرلي ليه سوت كل الي سوته ؟! وليه ماحسبت حسابي ولا اهتمت فيني ولا بمشاعري ! وتفهمني وش شافت مني تقصير يوم التفتت لغيري ؟! وغمض عيونه بقوة واهو يحاول يكبت الدموع بعيونه .. واتنهد بكل مايحمله قلبه من هموم و وقف السيارة ونزل وقلبه يخفق بعذاب حبه وجنونه .. ومشى بخطوات تجر الالم والجروح معها .. ومن حسن حظه هو .. ويمكن يكون من سوء حظ سمر .. ان الباب كان مفتوح من بعد ماطلع مازن !! فما اضطر يدق الجرس ولا يدق التلفون ! فتح الباب ومشى لين داخل البيت ..
بهالوقت كانت سمر مخترعة من كلام خالد يوم تيقنت انه شاف كل شي بجوالها وشاك فيها للآخر !! وقررت تنزل بسرعه وتعطي السواق الدروع ليوصلها لنهى بأقرب وقت وترتاح وتخرج نفسها من هالورطة الي مو ناقصتها وممكن تحوس حياتها كلها !! نزلت الصالة وحطت الكيس على الطاولة وراحت تتصل بالسائق يجي لعند الباب عشان يستلم الكيس ..
وبهاللحظة دخل خالد ومشى ووقف بنص الصالة وهو يحس بعجز من انه يواجهها .. قوية على قلبي اسمع منها اعترافاتها بالخيانة ! والله ما أستحمل ولا ادري وش ممكن أسوي ! محد يرضى بالخيانة لو وش كان يعشق ويحب ! وفاجأة انتبه للكيس الموضوع بكل فخامة على طاولة الصالة .. عقد حواجبه واهو يطالع فيه وحس ان داخله هدايا لشخص ما .. ومن غيرها سمر الي بتهدي ولا بتنهدي ! ومشى للكيس وقلبه يخفق من بين ضلوعه .. وطلع الدروع بخفة من الكيس و قرا الي مكتوب فيهم !!

كـان الدرع الأول مقـدّم من طـلال لسمـاهر .. مكتوب باسم دلع سماهر الي الكـل يناديها فيه وهو سمور !!

" حبيبتي سموور " أنتي الحب وأنتي العشق وانتي السعادة التي أعيشهـا .. أحبـــك
طـلال

والدرع الثاني كـان من سماهر لطـلال !

"حبيبي طلال " انت الأمل .. وأنت الغرام .. وأنت حلمي الأجمل .. أحبك
سموور

لا خـلاص !! كـانت هالدروع هي الحد الفاصل الي قطع الشك من قلب خـالد وصار يقين تام بالخيانة ! توسعت عيونه بذهول واهو يعيد قراية الأسامي .. سموور .. طلال ! وانتفض كيانه بكل غضب وغيره وقهر ! وخفق قلبه بكل عنف وألم وحمق ..ومسك الدروع ورماها بكل قوة الغضب الي بداخله على الأرض! واتكسرت واتناثرت بتناثر قلبه وروحه بهاللحظة .. ! كانت سمر راجعة للصالة لما سمعت صوت تكسير قوي يضرب بالأرض ! وخفق قلبها بكل عنف وهي تمشي مسرعه للصالة وماتدري وش المصيبة والكارثة الي تنتظرها هناك .. وأول ما أقبلت شافت خالد واقف وعيونه تتوقد بنيران الغضب ! وقطع الدروع متناثره حوله بلا رحمة ! تسمرت سمر مكانها و هـوى قلبها بكـل خوف من بين ضلوعها ! وظهرت الصدمة على وجهها وعيونها وإهي تنقل بصرها بين خالد وبين الدروع المكسرة على الأرض ..! وخالد من شافها مشى بسرعه لعندها وماكان اهو خالد الي يمشي !! كان عبارة عن بركان من نيران الغضب المتحرك !! بركان من نيران الغيرة والألم والقهر .. كان شعور الخيانة معمي بصره وعقله وقلبه !! فقد بهاللحظة كل مشاعر الحب والرحمة !! كان الشيطان اهو المحرك له .. كان يشوف سمر قدامه مثال للخاينة !! كان يتمنى يقطعها بإيدينه الاثنين ويمحيها اهي وطلال من الوجود !! وسمر من شافته مقبل عليها بثورة أعصابه وفوران دمه ..
رجعت بخطواته على ورى واهي تقول برجاء : خالد اذكر الله وخلني أفهمك كل شي

مسكها خالد من ذراعينها واهو يصك سنونه ويقول بكل غضب : اسكتي ولا كلمة يالخاينة يالحقيرة !

انهمرت الدموع من عيون سمر واهي تطالع النيران المشتعله بعيون خالد وقالت بصوت عالي : لا تقـــولي كذا ياخـــالد انت مو فـــاهم شي !

مسكها خالد ودفها بكل قوة على الكنب واهو يقول بأعلى صوته : انا فـــــاهم كل شي من زمـــــــان .. وكنت احــــــــاول أعطيـــــك فرصة تتعدليــــــن .. وأحــــــاول اصبر واقول بيجــــي يوم وتتغيـــــر .. ويجي يوم وتتعـــــدل .. ويجي يوم وتوب عن حركاتهـــــا .. لكنك كنتـــــي أكبر خــــــاينـــــة وأكبر ممثلة شفتهـــــا بحياتـــي !

سمر وهي تبكي وتقول بصراخ : لاني خــــاينــــة ولاني ممثلــــة !! وان كــــان انت فاهــــم كل شي يصدر مني على مزاجـــك وبطريقتـــك .. فهـــذه مشكلتـــك ! وشوف لها حـــل قبل لا تخســــر كل شي حلـــو بحيـــاتك !

خالد بصراخ : انطمــــي ولا كلمة يالحقيـــــرة ! ولا تحــــاوليـــــن تبررين تصرفـــــاتك لان كل شي صـــــار واضـــــح وماعـــــاد تقـــدرين تخبيــــن عني شي .. وان كــــان قصـــــدك الشي الحــــلو الي باخســــره هو انتي فهنيــــــالي !! أخســــر وحده خاينــــــة كل حبهــــــا كــــــان تمثيـــــل بتمثيـــــــل !!

سمر بصراخ : طــــول عمرك شكـــــــــاك !! عمــــــرك ماتركتـــــــلي فرصـــــة أبـــــرر لك موقــفــي ! الا تواجهــــني بعصبيــــــة وصــــــراخ .. انت الي حطيــــت حاجـــــز بيني وبينــك وخليتني أخبـــــي عنك كــــــل شي .. أمــــــــور تافهـــــــة وعـــــادية لكن بأسلـــــــوبك انت معـــــــاي خليتني أتحاشـــــاك وما أعلمــــــك ولا بشي !

خالد بنفس الصوت : وش تعلميني يعنـــــــي ! ان بينك وبين طــــــلال عــــــــلاقة ! وتبيني أصفــــق لك على هالشــي وأهنيـــــك عليـــــه !

سمر : لااااااااا مـــــــابيني وبينــــــه ولا شي انت ليش ماتفهــــــــــم !!

خـالد وهو يكمل كلامه ولا كنه سامعها : وهالشي تسمنيه امور تافهــــــة وعادية !! أجل وش الأمور الكبيــــــــرة بنظرك ؟! اني أشـــــــوفك انتي وياه بالفـــــراش سوى ؟؟؟

وقفت سمر وهي تبكي وتصارخ : احتـــــــرم نفسك ياخــــــــالد .. ولا تقولي هالكــــــــلام !

مسكها خالد بقوة وهو يصرخ بوجهها : أنا محتــــــــــرم نفسي ومحتــــــــــرم علاقتي معـــــــاك من عرفتــــــــك وحبيتك لهاللحظـــــــة !! لكن انتي الي لفــيتي ودرتـــــي من وراااي !

سمر وهي تحاول تفك نفسها منه : فكـني ياخــــالد واعرف اني ماخبيــــت شي عنك لان مافيـــــه شي أصــــلا !!

دفها خالد بقوه على الكنب واهو يقول : والمكــــالمـــات والرسائـــــــــل الي بجوالك من طـــــــلال !! (( وأشر على الأرض واهو يقول بصراخ : وهـــــالدروع الي أثبتت خيــــــانتــــــك ولفــــــك ودورانك !! وتقـــــــولين مافي شي ؟؟

سمر : اي مــــــــافي شي .. هذه كلهـــــــــا صارت بمحض الصدف يا خــــــــالد !! وأدري انك شفتــــــــها وفهمتهـــــــا على اني اكلـــــم طــــــلال واخونـــــــك معـــــــاه !! لكنك غلطـــــــان وطول عمـرك غلطـــان يوم شكيــــــت فيني واتهمتنـــــــي بالخيــــــــــانة !

خـالد ووصل حده من الثوران وقال : أنا الحين غلطــــــــان ؟؟؟ لأني اكتشفتـــــــــك على حقيقـــــــتك وعرفـــــت كل شي وفهـــــمـــــــــت كل شي ؟!

وقفت سمر وهي تقول : انت مو فـــــاهم ولا شــي ولا شـــــــــي !!

خـالد بصراخ : خـــــــــلاااااااص ماااااااابي أفهـــــــم ولا شــــيء ياسمر .. واعــــــرفي ان الي بيننــــــــــا انتهى من هاللحظـــــــة !! وانتي الســـــبب !! انتي ياسمـــــــر الي نهيتـــــي كل شي بيننــــــا .. ! بلفـــــــك .. ودورانك ولعـــــــبك من وراي !

سمر بخوف وصوت عالي : خــــــــالد لا تقــــــول هالكــلام وخليني أفهمك ان كــــــــل الي شفتـــــــــه مـاكان إلا ....
قاطعها خالد بعصبية وهو يقول بصراخ : مااااااابي أسمـــــــع ولا كلمة خـلاص .. فكـيـــــــــني منك خـلاص عــــــــــافك الخـــــــــاطر !

سمر برجاء وهي تبكي : هالأسلوب ماينفــــع ياخـالد .. كل شي يمشـــي بالتفــــاهم .. ولا تكون انت السبب بكل خســــــارة راح نخســـــــرها ..

خـالد بأعلى صوته : بتطلعينــــــــي أنا الغلطــــــــــــان عشــــــــــان تبررين لعمــــــــــــرك !؟ فكيـــــــــني منك ومن بلاويــــــــــك خــلاااااااص
وطالع فيها بنظرة تحمل كل نيران الغضب والألم والغيرة المشتعلة بداخله وصرخ فيها واهو يقول : إنتي طـــــــــــــــــالــــــــــــــــق!

صفقت سمر وجهها بإيدنها وهي تصرخ : لااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا اااااااااااااااااااااااااااا ...

مسكها خالد ورماها على الأرض بقوة واهو يقول : طـــــــــــــــالـــــــــــــــــــــــق ! طــــــــــالــــــــــــــــــق !

صرخت سمر من قلبها ودفنت وجهها بالأرض وهي تصرخ وتقول : لااااااااااااااااااااا يـا خــــــــالـــــد

لااااااااااااااااااااااااااااااااااا لااااااااااااااااااااااااااا لااااااااااااااااااا لاااااااااااااا .. لااااااااااا ..

اهتزت جدران البيت بهالكلـمة الي أعلنت النهاية لعـلاقة سمر وخالد ! واتزلزلت الأرض بقوة الصدمة الي طاحت عليها بمعاني النهاية القاتلة !! والخسران المدمر !! والوداع الأبدي .. لأجمل حب عاش على وجه الأرض وانتهى بلحظـة غضب وثوران وغلطـة ظلت محيرة لعقول الجميـع بمين المسؤول عنها .. ! مين المسؤول عن وضع سمر وخالد الي انتهوا له بالآخر ! بعد ما طلع خـالد من البيت وهو ثاير وهايج ومو شايف طريقه .. مشى بالشارع واهو يتخبط يمين و يسار .. ودموعه تنهمر منه بلا شعور .. وظل يمشي بلا احساس وبلا تفكير وبلا هدف .. خسر كل شي .. خسر روحه وخسر حبه وخسر حياته .. ! كانت صدمة أقوى من ان يستحملها قلبه .. وظل يمشي بغير هدى .. ساعات واهو يمشي وعيونه ظايعة بالطريق وبالناس وبالسيارات !! ودموعه تنهمر بالدموع الحارقة كالطفل الظايع والمصدوم ! لين حس بالآلام تنغز كل جزء بكيانه !! حاول يكابدها ويكمل طريقة الي ماله نهاية .. لكنها كانت أقوى من انه يتحملها .. آلام قوية تفجرت بكيانه وخاصة براسه .. وبدت الدنيا تغم عليه .. والآلام تزيد لين منعته خلاص من الحركة .. وتمسك بكل قوة بالباب الي صادفه .. وكان باب فندق من الفنادق المطلة على أحد الشوارع ! فندق مألوف لخالد ودخله قريب مع سمر لسبب ما .. ! لكنه ماقدر يستوعب لحظتها ليه دخل هالفندق ومتى ! تمسك بالباب بكل قوته وعجز لا يستحمل آلام راسه ! وانحنى على ركبه وهو يلم راسه بإيدنه الاثنين .. وبكل ألم وتعب وتحطيم ودمار هوى على الأرض ضريح الآلام الي ماقدر ولا بيقدر يوم يستحملها .. دام انه خسـر أجمل حلم عاشه بحياته .. حلم حبه الأزلي .. حب سمر الوحيد !

**********

دق التلفون في بيت أبو فهد وانتبهت ساره للرنين وكانت توها داخلة الصالة .. ومشت وقلبها يخفق بظن ان المتصل سمر وبتحكيها يمكن قابلت خالد ولا شي .. رفعت ساره السماعة بسرعه وهي تقول : الووو
جاوبها صوت أنثوي يقول : مرحبااا
ساره باستغراب : أهلين .. مين معاي ..
المتصله : منزل الفهـد ؟؟ << عيلة ساره
ساره : إي منزل الفهد .. مين حضرتك ؟
المتصله : مرحبا ساره .. ماعرفتيني !
خفق قلب ساره وهي بدت تتبين الصوت وشوي الا جاها الرد الا صدمها يوم قالت : أنا عطوف !
تسمرت ساره مكانها وخفق قلبها بكل عنف واهي ماسكة السماعه بأصابع مرتعشة ! وماقدرت تنطق ولا بكلمة ! ولاحظت عطوف صمتها وقالت بضحك :شفيك ياحلوة مصدومة مو داخلة عليك من التلفون لاتخافين !
ساره بحمق : نعم ياعطوف آمري .. فيه شي !
عطوف : ابد ياحلوة بس حبيت أبلغكم ان .. خالد اخوك طايح بالفندق عندنا وتعبان .. و مدري ان كان سليمان ولا مازن يبون يجون يشوفونه و .......
قاطعتها ساره وهي تقول بخوف : خالد طايح عندكم بالفندق ؟؟!! ليه شفيه وش صار له ياعطوف واش جابه لعندكم ؟؟
عطوف بحنان مصطنع : شوي شوي على قلبك حياتي .. انا مدري عن شي ! كنت نازلة من الجناح لما شفت طوارئ الفندق حاملته ومدخلينه أحد الغرف .. ! ولأني عرفته رحت له فورا وكلمته ولقيته ياعمري مو حاس بأحد ومبين تعبان بالحيل .. المهم جابوله الطبيب وشخص حالته و طلع عنده انهيار عصبي !
ساره بفزع : إيــــــــــش ؟؟ انهيـــار عصبي !!
بهاللحظة كان سليمان نازل الدرج وسمع ساره وخفق قلبه بخوف وهو ينزل بسرعه لين وصلها وشاف الفزع بعيونها وقال : وش السالفة ياساره مين الي معاك ؟؟
رمت ساره السماعه على سليمان وهي تبكي وتقول : خالد ياسليمان تعبان و مدري شصار فيه !
أخذ السماعه منها ورفعها لاذنه بسرعه وهو يقول : الوو ..
عطوف بنعومة : هلا سليمان .. معاك عطوف !
عقد سليمان حواجبه باستغراب وهو يقول بخوف : وش الموضوع ياعطوف وش فيه خالد !
عطوف : تعبان ياسليمان وطايح عندنا بالفندق .. و أنا دورت بجواله على رقم بيتكم عشان أبلغكم تجون تشوفون اخوكم ..
سليمان : وينه هو بنفس الفندق الي انتي ساكنه فيه ؟؟
عطوف : إي بنفس الفندق !
سليمان : مشوار الطريق وأنا عنده.. باي
عطوف : باي
سكر سليمان السماعة وفورا مشى بسرعه للدرج .. وقبل يطلع انتبه لساره الي تبكي بصوتها وقال : سوسو حياتي تبين تروحين معاي بسرعه اجهزي ..
وطلع الدرج واهو يطلع كل ثلاث درجات مع بعض بسرعه لين وصل غرفته وبدل ملابسه وساره هالوقت نادت على الخدامه تجيبلها عبايتها ومافي وقت تبدل ملابسها ..
ونزل سليمان بسرعه وساره تلبس عبايتها وخلصت ومشوا مسرعين لسيارة سليمان وركبوها وانطلقوا فيها بكل سرعه لوين ماخالد طايح بالفندق ومو حاس بأحد !

دق جوال خـالد وكانت عطوف متواجده معاه بالغرفة .. ويوم سمعت الرنين مشت للجوال بسرعه ومسكته وطالعت الرقم المتصل وكان الرقم مسجل باسم .. مازن ! ابتسمت بدهاء يوم عرفت ان مازن المتصل وردت بنعومه : أهلين مازن !
مازن باستغراب : عفوا مين معاي !
عطوف بمكر : انا عطوف !
مازن بذهول : عطوووف ؟؟؟ .. وين خالد !
عطوف وهي تطالع خالد : خالد طايح وتعبان ومو داري عن الدنيا يامازن ؟؟
مازن بفزع : حتى خـالد تعبان وطايح !
عطوف وهي ترفع حاجبها : ليه ومين غيره بعد تعبان ؟؟
سكت مازن لحظات وهو يحاول يستوعب الصدمة وشوي الا قال : وينهو ؟ بالمستشفى ؟؟
عطوف : لالا .. شلون كنت بعرف عنه لو كان بالمستشفى .. هو طايح هنا بالفندق الا انا فيه !
انصدم مازن وحاول يستوعب الموضوع ويفهم السبب الا خـلى خالد يروح لفندق عطوف لكنه فقد التركيز من هالصدمة الي يواجهها وقال : أوكي دقايق وانا عنده ..
ابتسمت عطوف بدهاء وقالت : حياك حبيبي
مازن بضيق : باي
عطوف بنعومة : بايات !
وسكرت منه وقلبها يخفق بالفرح من هالصدفة الي جات بطبيعتها بدون ماترتب لها ! مازن بيجيني الفندق عشان خـالد .. لكن بوجود ساره ! ياهي فرصة نزلت علي من السماء ! وماراح أفوتها ولازم ألعب بجزء من لعبتي بهالفرصة الي ماتتعوض ! وقعدت بغرور على الكنب المتواجد بجناح خالد .. ودارت الأفكار براسها لوين ماتوصلها لطريقة تحرق فيها قلوب الاثنين .. مازن وساره !

دقايق ووصل سليمان وساره للفندق ودخلوا بسرعه وسألوا موظف الاستقبال عن جناح خالد ودلهم عليه .. ومشوا مسرعين لجناحه ولقوا الباب مفتوح ودخلوه بسرعه ..
وقفت عطوف بواجهتم من دخلوا الجناح .. وساره من شافتها خفق قلبها بكل عنف وحمق وهي تطالعها وعطوف تقترب منها بنعومة وتقول : مرحبا ساره شلونك ؟
طالعتها ساره بنظرة من فوقها لتحتها وقالت بازدراء : بخير .. (( وتجاوزتها ومشت عنها لوين ما خالد متمدد على السرير .. التفتت لها عطوف وهي تبتسم بغرور وتحاول تظهراللا مبالاة .. ورفعت حاجبها وهي تطالع بسليمان وتقول : حتى انت ماراح تسلّم !
اتنهد سليمان ومشى وهو ينقل بصره بين خالد وبينها ومد ايده وصافحها بسرعه وهو يقول ببرود : الحمد لله على السلامة
عطوف بنعومة : الله يسلمك ..
سحب سليمان إيده ومشى عنها لعند أخوه .. وقعد على السرير بجمبه اليسار وساره على جمبه اليمين ودموعها تسيل بلاشعور وتمسح على إيد خالد بكل حنان ! مسك سليمان إيد خالد الثانيه وضغط عليها واهو يقرب راسه منه ويقول بهدوء : خـالد .. خالد رد علي ياخوي انا سليمان !
فتح خالد عيونه بوهن ولمح خيال سليمان وساره قدامه وعجز لا يفتح عيونه أكثر وسكرها مره ثانيه بكل تعب ! التفت سليمان لعطوف وقال : وش قال الطبيب بالضبط ؟!
اقتربت عطوف لهم واهي عاقدة ذراعينها على صدرها وقالت : قاسله الضغط والحرارة و يقول معاه انهيار عصبي ومحتاج للراحة التامة و عطاه ابره مسكنة ومهدية !
ظاعت عيون سليمان بالجدار الي قدامه وهو يقول بهمس : انهيار عصبي ! .. وعصفت بداخله الهواجس والأفكار ! وش الي صارلك ياخالد ! ليه صابك هالانهيار العصبي ؟! انت من طلعت من البيت الصباح كنت بأسوأ الأحوال .. كنت حاس ان فيك شي كايد وماسوى فيك خير ! والتفت يطالع بوجه اخوه ! وشاف الألم والتعب فيه .. وضغط على ايده وهو مضيق عيونه فيه بكل حنان .. والتفت لساره الي تشاهق بهدوء وتمسح دموعها بصوابعها ! واتنهد من خاطر واهو يتمنى اخوه يصحى ويقوله وش الي صار بالضبط !
وفاجأة سمع صوت الباب ينفتح من وراه والتفتوا كلهم للباب وشافوا مازن يدخل وعلامات الاهتمام والخوف بوجهه ! وراقبوا الباب من خلفه ياعسى تكون سمر معاه لكن ظهر ان مازن كان جاي لحاله .. ومشى بخطوات هادية وهو ينقل بصره بين ساره وسليمان وقلبه يخفق بكل خوف وأول ماوصل لهم وقف وقال : عسى ماشر ؟ .. قاله سليمان الحالة الي عرفها من عطوف عن خالد ! وانصدم مازن من هالخبـر !! انهيار عصبي ؟! ليه ياخالد وش صار ياخوي ؟! ومشى لجمب السرير واتلاقت عيونه بساره وهي تبكي .. ومسح على شعرها بحنان وهو ينحنى على الارض بجمب خالد وكانت الجهـة الي قاعده فيها ساره .. وقرب راسه من اذن خالد وقال بهدوء : سلامتك ياخالد .. ماتشوف شر .. خالد تسمعني ياخوي ! أنا مازن .. !
فتح خالد عيونه بصعوبه وحس بثقل جفونه وألمها وماقدر يطول فتحها .. وسكرها وهو يهمس بتعب : موويه .. ابي موويه .. !
وقف سليمان بسرعه ومشى بخطوات مسرعه لناحية الثلاجة المتواجده بالجناح وفتحها وطلع منها قارورة مويه ورجع وقعد مكانه ومسك ايد خالد يبي يقعده واهو يقول : خذ المويه ياخالد ..
فتح خالد عيونه بتعب وضغط على ايد سليمان بمحاولة للجلوس ومازن مسكه من ورى كتوفه ليعاونه على الجلوس .. وسليمان فتح المويه وقربها لفمه وخلاه يشرب منها لين بعد خالد راسه باكتفاء .. أبعد سليمان الموية عنه ومازن رجع يعاونه ليتمدد واهو يقول : سلامتك ياخوي ! .. سكر خالد عيونه بقوة وهو يتنهد بكل قوته بطريقة خلتهم يتبادلون النظرات بكل خوف ! وساره لازالت ممكسة بإيد خالد وتبكي بهدوء .. التفت لها مازن وشاف دموعها وحزنها ومد ايده ومسح على إيدها واهو يبتسم لها بحنان ! والتقت عيونه بعيون عطوف ومسرع ما أبعدها عنها وطالع بساره .. وانحمقت عطوف واهي كانت شايفة كل شي ونيران الغيرة والغضب تشتعل بداخلها .. مازن ولاطالع فيها ولاعبر وجودها بالمكان .. ! وكان هالشي كفيل بان يشعل نار الغضب بداخلها وتحرق قلبها ! .. وشوي الا طالع سليمان بمـازن وقاله بهدوء : وين سمر يامازن ؟!
انتفض جسم خـالد بكل قوته من وقع على مسامعه اسم سمر ! وخرجت من بين شفايفه أناااات وهو مسكر عيونه بكل قوتها !! وهم اخترعوا يوم شافوا الي صارله فاجأة وقلوبهم تخفق بكل عنف وخوف ! وقرّب سليمان راسه منه وهو يقول بخوف : عسى ماشر ياخالد شفيك ! وش تحس فيه ؟!
خالد بصوت مذبوح : اطلعوا عني تكفووون .. خلوني بحالي مابي أحد عندي ..
مازن : طيب ياخالد بس قولنا شفيك الحين ؟! في شي يوجعك .. ننادي الطبيب يشوفك ؟؟
خالد وعيونه مسكرة قال بأنفاس متقطعة : لااا .. مافيني شي .. بس مابي احد تكفون خلوني لحاااالي .. !
تبادلوا النظرات وسليمان يقول بهمس : خلاص تعال يامازن نطلع .. (( واتنهد واهو يكمل : خله يرتاح الحين وبعدين نشوفه ..
هز مازن راسه واهو يطالع بخالد لحظات .. وبعدها وقف ووقف سليمان معاه وساره تقول من بين دموعها : انا باقعد معاااه ..
سليمان : خليه يرتاح ياساره و ندخل نشوفه بعد شوي ..
طالعت ساره بوجه خالد الي مو مرتاااح وقالت : اخاف يتعب ولا يجيه شي ومحد عنده
فتح خالد عيونه بوهن وطالع بساره وقال يبي يطمنها : مافيني شي ياساره .. بس ابي ارتاح الحين لحالي .. لاتخافين حياتي !
وقفت ساره ودموعها تنزل واقتربت لين راس خالد وانحنت وباست جبينه بخفة ومسحت على راسه بكل حنان وعيون عطوف تراقبها وماقدرت تخفي تعجبها من هالحب والحنان إلي الكـل يغمره لساره ! حتى خالد بعز تعبه يهمسلها بكل حنان .. وسليمان يبتسم لها بكل حب .. ومازن .. وياويل قلبي منك يامازن ! راقبته بعيون مشتعلة بالغيرة وهو يمسك ايد ساره بنعومة ويمشي معها لخارج الجناح .. وسليمان بجمبهم واهي تمشي من خلفهم لين طلعوا من الجناح وسكروا الباب .. ! .. ومشت عطوف لموظف الاستقبال لسبب ما وهالمره ساره الي سألت مازن بكل خوف واهي تقول : مازن وينها سمر !
مازن بتنهيدة : بالمستشفى !
انتفض قلب ساره وشهقت وهي تغطي فمها بإيدها بصدمة وقالت ودموعها تنزل : صار شي بينها وبين خالد أنا متأكدة !
سليمان بخوف : عسى ماشر يامازن ؟! وش جاها !
مازن بهمس : كنت برا البيت .. ويوم رديت لقيتها طايحة ومغمى عليها على الأرض ! (( وراقب عيونهم المخترعة وكمل واهو يقول : شلتها بسرعه ووديتها المستشفى وطلع جاها إغماء من ضيق بالتنفس !
سليمان بذهول : ضيق بالتنفس ؟؟!
هز مازن راسه وهو يقول بضيق : وسببه صدمة نفسية قوية !
غطت ساره وجهها بإيدنيها وبكت وهي تقول بخرعة : لاااااه .. لايكون سواها خـالد .. لايكووون سواها !
طالعوا فيها كلهم بخوف واستغراب وسليمان يقول : وش يكون سوى ياساره ؟! انتي دارية عن شي !
مسكت ساره جوانب وجهها واهي تقول بهمس من بين دموعها : لااااه .. ياويلي لو كان سواها !
مازن بخوف : وش الموضوع حياتي !
راقبت ساره عطوف واهي تقترب لناحيتهم وعيونها تطالع بساره وتحرقها بنظراتها .. شاحت ساره بوجهها عنها والتفتوا اهم لها يوم شافوها اقتربت لهم وقالت وهي تنقل بصرها بينهم : عفوا بازعجكم شوي !
اتأففف سليمان بضيق ومشى عنهم لوين مايروح لقسم طوارئ الفندق ويتطمن على حالة خالد من لسان الطبيب نفسه ..
وساره ظلت دايرة وجهها عن عطوف وتمسح دموعها بصوابعها وسمعت عطوف وإهي تقول لمازن بدلع : مازن أبيك تغيرلي الفندق .. مو مرتاحة فيه ! ..
طالعها مازن بنظرة حمق وإهي كملت متجاهلة نظرته : خدمتهم مو عاجبتني وموقعهم بعيد عن بيتـك يطول علي المشورا لو بغيت أجيك دايم !!
التفتت ساره لهم بقوة يوم سمعت هالجملة من عطوف وطالعت فيها بنظرة نارية وماقدرت تسكت وقالت بعصبية : وانتي مين سمح لك أصلا تجين لبيت مازن ؟؟
عطوف ببرود : مازن الي سامحلي واهو الي مرتب كل شي معاي من قبل لا أوصل السعودية !
مازن بعصبية : انطمي ولا كلمة ! (( والتفت لساره ومسك ايدها وقال وهو يراقب عيونها المصدومة : لا تصدقينها ياساره هذي تبي تخرب بيننا وبس .. !
عطوف بابتسامة دهاء : لا تنكـر حبيبي وخلها تفهم .. (( ونقلت بصرها بينهم وهي تقول بمكر : وقولها اني كنت في بيتك أمس وقت ماكانت طالعه اهي وسمر ؟!
اتوقدت عيون مازن بالغضب وقال وهو يصك سنونه : انتي أكبر حقيرة ونذلة شفتها بحياتي !
عطوف بأسف : أوووه مازن آسفة .. نسيت انك حرصتني ما أتكلم قدام ساره وما أبين لها شي ! (( وضحكت بغرور وابتعدت عنهم .. والتفت مازن لساره وشاف الألم بعيونها ودموعها ومسك إيدها وهو يقول برجاء : حياتي أرجوك لا تعبرين كلامها !
ظاعت عيون ساره بوجهه وهمست من بين دموعها : مو هذا الي اتفقنا عليه يامازن ؟!
مازن : أدري ياحياتي بس صدقيني غصب عني !
ساره بصدمة : يعني صدق هي جتك أمس ؟؟
راقب مازن عيونها بعجز عن الرد .. وسحبت ساره ايدها من ايده وهي تقول : ليه يامازن ليه ؟!
ودارت عنه من غير ماتنتظر الرد ومشت بسرعه لبوابة الفندق ومازن مشى خلفها بسرعه ومسكها من ذراعها واهو يقول : وين رايحة حياتي تكفين لاتسوين كذا !
سحبت ساره ذراعها منه وكملت مشيها للبوابه وهي تبكي .. ومسكها مازن مره ثانية وهو يقول : أوكي خليني أنا أوصلك البيت
لفت ساره وجهها عنه وشافت سليمان مقبل لهم وعلامات الاستغراب بوجهه وقالت لمازن برفض : لا مابيك انت .. روح لها اهي لاتتركها بحالها ..
انجـرح مازن من خاطر وهو يطالع بسليمان الي وصل لهم وقال بخوف : عسى ماشر شفيكم ؟؟
ساره من بين دموعها : وديني البيت سليمان ..
سليمان بهدوء : حياتي انا لازم أقعد مع خالد الليلة وانتي خلي مازن يوصلك ..
اتنهدت ساره بضيق ومشت مبتعدة عنهم للباب وعيون سليمان تلحقها واهو يسأل مازن : وش صاير يامازن ..
لحقها مازن واهو يقول لسليمان : بعدين ياسليمان .. بيننا اتصال !
سليمان بضيق : على خير ..
ودار عنهم ومشى لوين ماخالد يكابد جروحه ووناته وآلامه ..

ركبت ساره سيارة مازن وهي تحس بروحها بتطلع منها من هول الصدمات الي طاحت عليها بلارحمة !! وحست بأنفاسها تضيق فيها وهي تتنهد بكل قوة وألم وجرح .. شغل مازن السيارة وهو ملتفت لها ويراقب عيونها وأنفاسها وحالتها الي قطعت قلبه تقطيع ! وقال بهمس : ساره ..
لفت ساره وجهها عنه وهي تقول بصوت مذبوح : لو سمحت مابي أسمع منك ولا كلمة ..
طالع فيها مازن وحس بدموعه بتفلت منه بكل ألم .. واتنهد ومشى بالسيارة لوين مايوصلها لبيتها .. وهم بالطريق كان كل شوي يلتفت لها ويراقب دموعها الي تدمي قلبه وتطعن روحه !! ومد ايده بخفة ومسك ايدها الا هي سحبتها بقوة وعقدت ذراعينها على صدرها !! ضرب مازن الدركسون بحمق واهو يعض شفاه بكل قهر ! ياويلي من عذاب حبك ياساره ! والله ماأستحمل هالجفاء منك صدقيني يابعد الدنيا اني ماكنت راضي بهالشي والله مو بيدي ياحياتي ! ليه ماتصدقيني وتصدقين ان عمري بيوم ماقبلت بشي يضايقك .. ولا بأي شي يآذيك !! وماقدر يتحمل هالموقف ورجع التفت لها وقال بهمس : أحبك ساره !

سالت دموع ساره أكثر ودارت وجهها للشباك وهي تحاول تتملص من نظراته ! وتحاول تطفي نار غيرتها المتولعة بعذاب غرامه وجنون حبه .. كانت عنده بالبيت وأنا نايمة بالعسل ومو دارية عن شي ! شلون سمحتلها تدخل وليه !؟ وين كلامك ووعودك يامازن يا عذابي انت وجنوني ! وليه ماعلمتني بهالشئ وخليتني أعرفه منك انت قبلها هي ! ياخوفي تكون أمور غيرها مخفية عني وانا مادري عن شي ! ليه مازن تحط حواجز بيننا وتخليني بلحظة أعلن فيها خسارتك ووداعك الي بيرميني لقاع الحجيم ! واتنهدت بألم ومازن يراقبها طول الطريق لين وصلوا بيتها .. وأول ماوقفت السيارة قدام بيتهم فتحت ساره الباب ودارت عشان تنزل من قبل ماتستقر وقفة السيارة بالكامل ! واضطر مازن يفرمل فاجأة من حركتها المفاجئة ! ونزلت ساره بسرعه وصكت الباب من وراها بكل قوة ! وبسرعه طفى مازن السيارة و نزل وراها لوين ماهي فتحت باب الشارع ودخلت وسكرته من وراها ! ولوهلة كان الباب بيتسكر بوجه مازن لكنه مد ايده بسرعه ليمنع تسكير الباب وضرب الباب على إيده بكل قوة ! سكر مازن عيونه بألم من قوة ضربة الباب ! لكنه تجاهل الألم وفتح الباب ودخل بسرعه وشاف ساره واهي تطلع الدرج مسرعه وتدخل جواة البيت ! لحقها مازن بسرعه واهو يناديها لين وصل لها واهي عند الدرج تبي تطلع غرفتها .. ومسكها من ذراعها واهو يقول : ساره ياحياتي لاتسوين كذا .. والله ماقدر على زعلك أرجوك خلينا نتفاهم !

ساره كانت منهارة ومو قادرة تتحمل فكرة ان عطوف بينها وبين مازن شئ وانها كانت ببيته أمس .. وبكل ألم التفتت لمازن وطالعته بنظرة نارية .. وبلا شعور منها مدت ايدها وصفقته كـف قوي على وجهـه !

دار وجه مازن على اليسار من قوة الضربة ! وسكر عيونه وهو يضغط على ذراعها ويعض على شفاه بقوة ! وخفق قلبه بكل قهر وحمق لكنه مسرع مالام نفسه اهو وحس انه هو الغلطان واهو الي حدها تفقد أعصابها وتمد إيدها !! وحلال عليها أنا لو تقطعني تقطيع ! ودار وجهـه لها بهدوء وفتح عيونه وهو يطالعها بنظرة عتاب وأسف وشاف عيونها المصدومة والمدمعة بكل حزن وألم ! وطالع فيها لحظات ورفع ايدها الي ضربته فيها وقربها لفمه وباسها بخفة وقال : ان كان بضربك لي رضاك وراحتك فاضربيني ياساره بدال المره عشرمرات ! (( وباس ايدها مره ثانيه وهو يطالع عيونها بكل الم وحب !

سحبت ساره إيدها من ايده وهي تقول : خـلاص يامازن لا تعاملني كذا (( ومشت عنه لكنب الصالة واهي تبكي وتقول بصوت عالي : بس بس والله تعبنااااا .. وقعدت على الكنب ورمت راسها على المسندة وصارت تبكي بصوتها !
تقطع قلب مازن عليها وماقدر يمنع دموعه من انها تتجمع بكل حزن وسط عيونه .. ومشى بخطوات متألمة وانحنى جمبها واهو يقول : بسك بكي ياروح مازن انتي .. والله مافي شي بهالدنيا يسوى دمعة من عيونك ..

واصلت ساره بكيها بكل ألمها وجروحها .. وعجز مازن يستحمل أكثر وقام من مكانه وقعد جمبها ومسكها من كتوفها ورفعها بنعومة وهو يقول : تعالي حياتي ..
قعدت ساره وطالعت بعيونه وهي تبكي وبلا شعور رمت راسها على صدره وصارت تبكي بصوتها وتناهج بكل مابقلبها من جروح وأحزان .. !

دمعت عيون مازن بكل حزن واهو يلمها على صدره .. وهي ظلت تبكي وتقول : مو قادرة أفتك من هالهموم الي تنصب علي من كل صوب ومن مكان .. (( وشاهقت وهي تكمل : احس كل الي أحبهم بيظيعون مني .. أحس حياتي اتدمرت وبتتدمر أكثر بعد .. ليه أنا حظي كذا بهالدنيا ليــــه ..
مسح مازن راسها بحنان وقال من بين دموعه : لا ياعمري لا تقولين كذا .. كلنا حولك حياتي ومحد بيظيع منك ولا احد بيدمرك ياروحي أرجوك هدي نفسك ولاتبكين ..
رفعت ساره راسها عن صدره وطالعت بعيونه وقالت وهي تبكي : ليه خدعتني يامازن ليـــه انا شسويت لك !
مازن بصدمة : ساره انا مستحيل أخدعك حياتي .. صدقيني كانت حادثة مو مرتب لها ! والله ياروحي ماكنت أدري عن جيتها للسعودية ولا لجيتها بيتي ! فاجأة كل شي صار صدقيني حياتي انا مو كاذب عليك وآخر شي أفكر فيه اهو اني أخدعك .. !

ساره وهي تبكي : أوكي ليش ماعلمتني ..مابيك تخبي عني شي مازن مابي أحس اني في أشياء تصير بينك وبينها من ورااااي والله ما استحملها حبيبي حس فيني ارجوك .. (( ورمت راسها على ركبها وصارت تبكي بكل ألم وحسرة وعذاب ! .. حس مازن انه بينخبل منها واهو السبب بالي وصلت له حالتها ومسكها يبي يضمها الا هي ابعدت نفسها ووقفت واهي تقول : خلني يامازن لا تعذبني أكثر من ما أنا معذبة ..
وقف مازن وهو يقول : سوسو انتي ليه مو واثقة فيني ! ليه مو واثقة بحبي لك وجنوني عليك ! ليه ماتصدقين ياحياتي ان عمري ماتمنيت ربع الي صار يصير بيننا ! ( ومشى لها وهو يراقب عيونها ويقول : حياتي أنا أحبـك انتي .. وأبيك ومابي غيرك بهالدنيا .. (( ومسك ايدها الا هي سحبتها ولفت وجهها عنه .. مسك مازن دقنها بطرف أصابعه ودار وجهها لعنده .. وهي مبعدة عيونها عنه وتطالع بالفراغ .. رفع راسها بخفة وطالع عيونها بنظرة فيها كل الحب واهو يهمس : ليه ياسوسو ؟ .. ماتبيني أبوس إيدك أوكي أنا بانزل لها ! .. وانحنى بهدوء قدامها بنصف قعدة وعيونه متعلقة بعيونها .. ومسك ايدها الممدودة وقربها لفمه وباسها وهو يطالع فيها وهمس : آسف حياتي .. أحبك ساره !
بكت ساره وهي تطالع بمازن وتقول : وأنا أحبك مازن .. أحبك ومقدر أتحمل الي يصير و مابيك تخفي عني ولا شئ
مسك مازن إيدها الثانية وصار ضام الاثنين تحت دقنه وهو يطالع فيها ويقول : أدري ياعمري .. بس صدقيني مو بإيدي يابعد هالدنيا .. والله مابغيت أجرحك وآلمك بالموقف ..
ساره : أوكي وشوف الحين وش صار ؟! حطمتني بكل بساطة وطلعتني مهزومة قدامها !
مازن : عمرك ماكنتي مهزومة حياتي .. إنتي الي كسبتي وملكتي قلبي أنا وروحي وحياتي ودنيتي وكل شئ فيني ..
ساره من بين دموعها : وانت حبيبي ملكت كل شئ بحياتي عشان كذا مو متحملة مجرد احساس ان أحد ثاني يشاركني فيك مازن..
باس مازن ايدها واهو يطالع عيونها وقال : مافي أحد يشاركك فيني ساره كوني واثقة من هالشئ ياروح مازن إنتي .. مازن ملك لك إنتي وبس .. وعاد بهمس : إنتي وبس ياساره .. !
طالعت ساره بعيونه وقلبها يخفق بجنون حبها وغرامها وعذابها .. وضغطت على إيدينه وكنها تبي تضمن وجوده معها .. وتبعد عن بالها فكرة ظياعه عنها .. وحست ان كل شي فيها يوحي بالظيـاع .. ظياع الأمان .. ظياع الحياة .. وظيـاع المشاعر وظيـاع أروع حب وأجمل حلم عاشته مع هالشخص الي قدامها ..

وهل ممكن يحصل هالظياع ! مع تواجد عطوف لتحقيق هالغرض ! واندلاع الحرب بينها وبين مازن ! هل بتنتصر أفكارها وتحقق هدفها المنشود !
سمر وخـالد .. بعد انفصالهم الي هز الدنيـا هز .. وش بصير فيهم واش هي ردود أفعال الكـل لو عرفوا ؟ وهل ممكن يغير هالشئ من مسار الأحداث ؟!
سليمان وغاده .. فهد وندى .. وعلاقات الحب المعلقة .. وشهي نهايتها ؟!

********************

الحلقـة الـ 29

" وينك ياخوي ؟! "

**********

في خضم هذه الحياة والدنيا المؤلمة .. كانت هناك قلوب تموت باليوم الواحد آلاف المرات من عذاب الجروح وصدمة الأقدار الي دمرت كل عرق ينبض بكيانهم .. كان هذا حال سمر وهي تجر خطواتها بكل تعب وألم .. وفرجة بين شفاتها مفتوحة بشكل ينم عن صدمتها لهاللحظة وعيونها ظايعة بالفراغ ومتوسدة ذراع مازن واهو ماسكها من خلف ظهرها ويعاونها على المشي والخروج من المستشفى بعد قضاء يوم كامل فيه تحت كمامة التنفس والابر المسكنة والمهدية ! .. عاونها مازن لين وصلت السيارة وركبها بهدوء وسكر لها الباب ومشى وركب بجمبها واهو يراقب وجهها المصدوم وعيونها الي متجمعة فيها الدموع وفيها نظرة الألم والحيرة والظيـاع ! سمر من فاقت واهي ساكتة بصدمة وما تكلمت كلمة وحده ! ويوم قالها مازن تقوم عشان يطلعون من المستشفى ظاعت عيونها بوجهه واهي مو قادرة تستوعب شي ! عاد عليها مازن الكلام مره ثانية لين انتبهت وهزت راسها وقامت وطلعت معاه ! وهاهم بالطريق سمر لاتتكلم ولا ترد على أسئلة مازن !! لين دمعت عيونه من ألمه على حـال أخته !! وانعصر قلبه بكل ألم وهو يتمنى يعرف وش الي صار .. ! وش صار بين خالد وسمر ووش الي وصلهم لهالحـالة ؟! وعزم يكلم سليمان أول مايوصل البيت عشان يستفسر منه يمكن قدر يكلم خـالد ولا يعرف عنه شئ !! مادرا مازن عن سليمان الي عايش وسط فوضى من الضياع والخوف والقهر .. يوم صحى ولقى خالد هرب من الفندق !!
صحى خالد بنص الليل وقام بهدوء وطلع من الفندق بدون مايحس فيه أحد .. واختفى تارك جواله وأغراضه وكل شئ يخصه ! .. لوين .. ؟! محد داري لهاللحظـة !
وصل مازن للبيت ونزل سمر بهدوء ورجع يعاونها على المشي لداخل البيت .. وأول مادخلت سمر وقفت فاجأة وعيونها متوسعة بذهول وأهي تشوف الصالة !! وتشوف الأرض !! وتشوف الكنب !! واسترجعت فاجأة الأحداث الأخيرة الي صارت بهالمكان .. ونجرتها مع خالد .. وصراخها !! وصراخه !! و الكلمات الثلاث الأخيره الي رماها عليها !! هزت راسها وهي تبكي وكنها تنكر الحقيقة وتقول : لااااه .. لاااااه .. لاااااه ..
اخترع مازن منها واهو يطالع بوجهها المفجوع وكنها تفتكر شي وتنكره ومخترعة منه ! ومسكها من ذراعها واهو يقول بخوف : شفيك حياتي سمر !
طالعت سمر بعيون اخوها وهي فاتحه فمها بذهول ودموعها تنسكب منها وقالت كنها تسأل : .. خالد راح ؟؟ ظاع ؟؟ خلاص ماعاد فيه خـالد ؟؟
راقب مازن عيونها بخوف وسحبها بنعومه من ذراعها يبي يقعدها وقلبه يخفق بكل عنف واهو حاس ان في مصيبة صايرة ! قعدها بهدوء على الكنب وانحنى قدامها واهو يقول : سمر حياتي فهميني وش الي صار .. وين راح خالد ؟
سمر بصوت عالي : لا تقــولي رااااح ! لاااااااه ماراح خـالد !! (( وصارت تشاهق ببكيها وتقول : خالد يحبنـي ومو تاركنـي .. لا ماطلقـني ماطلقنـي !
توسعت عيون مازن بصدمة يوم سمع هالكلام ! وضغط على إيدها بقوة واهو يحاول يستوعب هالحقيقة الي بدت تظهر قدامه .. وقام وقعد جمبها ومسكها وضمها لصدره واهي تبكي واهو لازال منصدم ومو مستوعب ! هل سمر تقصد ان خـالد طلّقها ؟! .. خالد منهار وسمر مصدومة .. و .. ! واتذكر القطع المكسرة الي شافها بالأرض يوم دخل الصالة وشاف سمر طايحة ! وش علاقة كل هذا بكلام سمر الحين !! ياربي شهالبلوة وشهالمصيبة الي طاحت علينا .. ليه طيب ليه وش الي صار ؟! ومسح على راس سمر بحنان وقلبه يخفق بأنواع المشاعر الي صارت موترة كل عصب بكيانه ! وقال وهو يحاول يهدي صوته : بس حياتي سمر هوني على نفسك واهدي .. وكل شي بينحل وتصفى الأمور .. بس قوليلي وش الي صار حياتي فهميني !
رفعت سمر راسها عن صدره وقالت وهي تبكي : خـلاص .. ماعاد في شي يستاهل أتكلم عنه خـلاص كل شي راح وكل شي انتهى خـلاااااص ..
مازن : لا تقولين كذا حياتي .. كل شي بينحل ان شاء الله بس انتي هدّي عمرك وفهميني وش صار بينك وبين خالد !
وقفت سمر واهي تقول : لا تقولي اسمـه يامـازن .. والتفتت وطالعت فيه وقالت وهي صاكة سنونها بألم : خالد بالنسبـة لي مـات خـلاص !! (( والتفتت تطالع الباب وهي تقول : من بعد ماطلع من بيتي أمس !
ومشت وهي تبكي للدرج .. ومازن قام وراها بسرعه واهو يقول : سمر خليك حياتي انتي تعبانة ارتاحي شوي بعدين اطلعي ..
سمر : اتركني يامازن أرجوك .. ابطلع غرفتي ومابي أحد يكلمني لين أطلع بنفسي وأتكلم !
مازن بهدوء : أوكي فهميني بس وش الي صار ؟
سحبت سمر ايدها وطلعت الدرج ووقفت بعد درجتين ودارت لمازن وقالت وهي تضحك باستخفاف : خـالد طلقني ! أوكي ؟ انا وخـالد انتهينا ! .. (( ودرات عنه وكملت طلوعها وعيون مازن تلحقها بكل ذهول وصدمة !!
" خـالد وسمر .. اتطـلقوا ؟! " طلع هالسؤال بكل ذهول من فم سليمان وهو يكلم مازن بالجوال وخبره بالحقيقة الي عرفها من سمر والي وضحت لهم سبب هالحـالة الي وصلها كل من سمر وخـالد ! وانصدم سليمان وخفق قلبه بكل عنف واهو يحاول يستوعب هالكلام ومازن يعيد عليه : اي اتطـلقوا ياسليمان .. بس وش السبب ؟! هذا الي مو قادر أعرفه !
سليمان بذهول : مو معقول يامازن .. مو قادر استوعب !
مازن بألم : حتى انا ياسليمان .. وسمر نفسيتها عـدم وبالقوة اتكلمت وقالتلي هالخبـر ومن بعدها سكرت على نفسها الغـرفة وماتبي تكلم أحد ولا تقابل أحد !
سليمان : وخـالد بعد زي ماقلتلك يامازن ! صحيت ولقيته مختفي من الفندق ومو تارك وراه اي أثر ممكن يوصلني لمكانه !
مازن بضيق : وين يكـون راح ! وليه طيب كل هذا ليــه !
سليمان وهو يتنهد : والله ما أقول غيـر حسبي الله ونعم الوكيل ..
مازن بهمس : حسبي الله ونعم الوكيل !
سليمان : وساره درت يامازن !
مازن : لا والله ماقلتلها ومدري شلون بقولها وهي امس تبكي وتقول حاسه ان مصايب الدنيا كلها طايحة علينا .. والله صدقت !
سليمان : أوكي انا قربت أوصل البيت الحين و بعلمها أنا وياك ونخليها تحاول اهي تدق على سمر وتكلمها ..
مازن بتنهيدة : أوكي أخوي استناك ..
سليمان : أوكي .. باي
مازن : باي ..
وسكر مازن من سليمان وهو يحس روحه بتطلع منه من الضيق والهم الي حاشي صدره ! مصيبة والله ماحسبنا لها حساب ولا عمرها كانت لا بالبال ولا بالخاطر .. ان كان سمر وخـالد .. قصة الحب الأسطورية .. انتهت بالطـلاق ! وش نرجي أجل من هالدنيا .. ! آآآآآآخ بس الله يكفينا من شرها !
وصل سليمان البيت ودق على مازن وجاه لبيته .. ونادوا ساره وعلموها الخبـر ! ومايحتاج أقولكم شلون انصدمت وانهارت وبكت واهم يحاولون يهدون فيها واهي تنتحب بكل ألم وحسرة ! وبعد محاولات جاهدة منهم لتهديتها أخيرا قدورا يسألونها ان كان تعرف عن أي شئ صاير بينهم .. وعلمتهم ساره بالي تعرفه لين وصلت لسالفة الدروع .. وفاجأة اتذكر مازن الدروع المكسرة .. ! وقالهم عنها الا ساره انهارت من جديد وقالتلهم واهي تنتحب عن سالفتها وان خالد أكيد شافها وظن انها هدايا بين سمر وطـلال وماتحمل هالشي وانفعل وطلقها ! .. ووقعت الصدمة عليهم بأشد الأنوع دمار وتحطيم وألم !
ومر هاليوم من أسوأ الأيام !! أحرق لهيب الألم قلوب الجميـع بلا استثناء .. الجميـع عرف بالخبـر ماعـدا أهل سمر وفهد الي بروما !! ولا الباقين ماجفت دموعهم لحظـة !! والبنات الي بكـوا حال أروع علاقة حب شافوها .. ماكفاها الشيطان من شره وأولد الشرور والشكوك فيها لين رسم لهم النهـاية بأبشع الصور ! .. بكوا حال أعز الناس على قلوبهم .. بكوا خوف من مصيرهم المجهـول .. وظل السؤال معلّق بلا إجابة .. مين المسؤول ؟!
**********

ثلاث أيام مرت من بعد الحادثة كانت مدمرة لنفسيات الكـل .. سمر بغرفتها ماطلعت منها ولا تستجيب لأحد ولا ترضى تكلم أحد .. ! كم مره حاولوا ساره وندى وغاده يكلمونها لكنها ماترد على أحد ولا تكلم أحد .. الا آخر الليل تنزل بدون مايحس أحد فيها وتشرب لها اي شي يقيها من الموت وترجع لغرفتها وتسكر عليها الباب وتعيش بجو الصدمة والكآبة المدمرة لكيانها .. ! وخالد حسـه مفقود ومنقطعـه أخباره ومخرّع الكـل عليه وشاغل بالهم وقلوبهم بطريقة محطمة نفسياتهم بالمره ! ..
وعطوف إهي الي كانت لاعبتها صح بهالفترة ومستغلة انشغال الكـل عنها وغرقهم في بحور همومهم ومشاكلهم ! انتقلت من فندقها بمعاونة سعـد .. وقررت تبتعد عن مازن وساره لتحسسهم بالأمان ولتقدر تفكر بطريقة توقع بينهم لأن مازن اتحداها !! ورفض لا يجيها ويعاونها وأصر ان يبقي سعد معها ! ودارت مع سعد لمكاتب التعليم بزعم انها بتفتح المدرسة .. واتفقت مع فريق عمل يشوفون لها المكان المناسب لبناء مدرستها بأحدث طريقة وأروع أسلوب .. وأثناء هالوقت حاولت إهي بطرقتها الداهية انها تعرف موقع مدرسة ساره .. ! وشافتها وانبهرت على بنائها الراقي وموقعها الجذاب ! وبذلت مابوسعها لحتى تقابل مديرة المدرسة !! وأخيرا ترتب لها موعد لتقابل المديرة !! ودخلت عليها بمكتبها بابتسامتها المزيفة وطيبتها المصطنعة .. واقترحت على المديرة تفتح حضانتها بجزء داخل مدرستهم .. وشرحتلها أفكارها وأسلوبها وأغرتها بالأسلوب الي بتمشي عليه الحضانة والعاملات الي بتستقدمهم لين اتقبلت المديرة الفكرة بكل حماس وفرح .. وطلبت المديرة رقم عطوف لحتى تتواصل معها لأمر الحضانة وشؤونها .. وبهاللحظة ابتسمت عطوف بدهـاء وإهي تنقلها الرقـم .. وسجلت المديرة الرقم وبشاير الفرح والحماس بوجهها .. وتوادعت ويا عطوف .. وطلعت عطوف بمرح واهي تحس بشعور الانتصار يحالفها بكل مره .. لأن الرقم الي أعطته للمديرة ماكان الا رقـم جوال مـازن ! أهملتني يامازن ورميتني ورى ظهـرك لكن من وين بتروح عني ! خلي يجيك اتصال من مديرة ساره يخبرك اني بافتح حضانتي بمدرستها ! ووريني شلون بتمنعني ! وضحكت بمكر واهي تركب سيارة الفندق وتحس انها بتشفي غليلها من مازن !

**********

كان مازن توه داخل البيت والضيق وكل الضيق مالي قلبه وصدره وكيانه .. من وضع سمر وحالتها .. ومن ظياع خالد واختفاؤه ! ومن تعب ساره ودموعها الي ماجفت من صار إلي صار ! .. مشى لداخل الصالة بخطوات كلها جروح وألم .. وأول ماقعد سمع صوت باب ينفتح من فوق ! وشوي الا سمع خطوات تمشي وتقترب من الدرج وتنزل ! قام بسرعه ومشى للدرج وقلبه يخفق بعنف واهو عرف انها سمر الي طلعت أخيرا من غرفتها ونزلت .. وظل واقف أول الدرج ينتظرها لين ظهرت قدامه وهي تنزل بخطوات تجر معها الألم والحزن ! انصدم مازن من شكلها واهو يطالع الهالات السوداء الي تحت عيونها وصفار وجهها وذبلة عيونها واختفاء البريق منها .. ونحل جسدها وكنه منهكها المرض للآخر ! اتأمل مازن منظرها وعيونه تصرخ بمعاني الحزن والألم والرحمة .. ! ومد إيده لإيدها ومسكها وهو يطالع عيونها وقال بهمس : شلونك سمر !
سمر بصوت مبحوح ويالله يطلع منها : ماشي حالي ..
ومشت للصالة ومازن معها لين قعدت واهي تقول بصوت منتهي : مازن بقولك شي ..
خفق قلب مازن بكل رحمة وحنان واهو يسمع صوتها المنتهي واهو بالقوة يطلع من حنجرتها وقال بحنان : آمري حياتي
سمر وهي تراقب عيونه : أبي أسافر لبنان !
انبهت مازن منها وطالع فيها بذهول واهو يقول : تسافرين لبنان ؟!
هزت سمر راسها بعجز عن الكـلام
مازن : ليه ياسمر ! ليه تسافرين ؟
سمر بتعب : خلاص يامازن .. ماعاد في داعي أبقى هنا .. ولا عاد أقدر أنا أظل أكثر بهالمكان .. (( واتجمعت الدموع بعيونها وإهي تقول برجاء : أرجوك ياخوي .. عاوني أسافر .. عاوني أنقذ نفسي من الموت الي بيكون هو مصيري لو ظليت بهالمكان أكثر !
اتجمعت الدموع بعيون مازن واهو يقول بكل حنان : سلامتك حياتي .. والله أتمنى أشيلك من هالهموم وأمحي هالأحزان من عيونك وقلبك وحياتك .. ياليتني أقدر أرجع الأيام لورى وأتدخل باللحظة المناسبة وأمنع الي صار .. ياليت !
سمر من بين دموعها : ماعاد تنفع ياليت ياخوي .. خلاص كل شي انتهى .. (( ومسحت دموعها بأصابعها واهي تقول : الي ابيه منك الحين ترتبلي السفر للبنان بأقرب وقت ممكن .. حتى لو بعد ساعه !
مازن : ولوين بتروحين ياسمر !
سمر : بروح لبيت جدتي .. هي ببيتها لحالها من بعد موت جدي وأكيد طفشانة بوحدتها وبروح أعيش عندها
مازن : أوكي وأمي وأبوي .. وش نقول لهم !
سمر وهي تبكي : قولهم الحقيقة يامازن !! قولهم سمر اتطلقت !! خالد طلقها !! بعد خلاااص ماعاد فينا نخبي هالحقيقة .. وصارت تبكي بصوتها ..
تقطع قلب مازن عليها ومسك إيدها وضغط عليها ومد ايده الثانية ومسح دموعها واهو يقول بحنان : بس ياسمر ..ذبحتي قلبك بهالحالة وهالدموع ..
سمر : عشان كذا خلاص بسافر يامازن .. أرجوك أوقف معاي هالمره ورتبلي كل شئ وقول لأهلي الي تبي تقوله .. بس خلني أسافر بأقرب وقت !
مازن بحنان : آمري حياتي .. الي تبينه بيصير ..
وضمها بكل حنان لصدره واهي بكت من خاطر تبكي خسارتها لكل سعاده شافتها .. ولكل حلم رسمته بخيالها .. ولكل شي حلو بحياتها !
اتصل مازن على أمه وخبرها ان سمر تبي تسافر لبنان وبالقوة أقنعها بدون ما يعلمها بالطـلاق لأنهم هناك بينصدمون ويمكن يخرب عليهم هالموضوع شغلهم ويشغل بالهم ويحطم نفسياتهم !! فاكتفى مازن بانه يقولها ان شوية مشاكل صايرة وسمر طفشانة وتبي تروح تغير جو .. وأم مازن بطريقتها أقنعت أبو مازن عن سفر سمر بحجة وحدة الجده وتعب الجدة وملل سمر بالسعودية وانها تبي تغير جو بلبنان .. كل هذا حصل بنفس اليوم والساعه 10 بالليل كانت سيارة مازن منطلقة للمطار برفقة سمر .. وأول ماوصلوا المطار .. نزلت سمر تجر جروحها وآلامها ودخلت المطار ومازن معها يسحب شنطتها .. وضبط لها كل شي من قص التذاكر والتشييك على الشنط وكل هالأمور لين استقرت قدام بوابة الطيـارة تنتظر إعلان الرحلة ..
قعدت سمر وهي تتنهد والتفتت لمازن الي واقف بجمبها وقالت : مازن زي ماوصيتك .. مابي خـالد يعرف عني ولا شي ولا وين رحت ولا ليه ..! هذا ان كان فكر يسأل عني أصلا
قعد مازن قدامها واهو يطالع عيونها بكل حزن وأسف وقال : سمر .. أدري ان نفسيتك مدمرة بسبب الي صار وانك مصدومة من موقف خالد وعدم تفهمه لشئ منك .. لكن ..
تجمعت الدموع بعيون سمر وقاطعته واهي تقول : أرجوك مازن .. لا تكلمني عنه خـلاص ولا تعذب قلبي بسيرته !! ماعاد أبي اسمع له طاري ولا شي مازن خـلاص
مازن بهدوء : سمر انتي هربتي من المكان لكن ماتقدرين تهربين من الحالة الي عايشتها ان كانك تفكرين بهالطريقة .. حطي ببالك حياتي ان خالد لازال زوجك لهاللحظة !
سمر من بين دموعها : لا يامازن خـالد ماعاده زوجي .. خالد طلقني وماعرف عنه الحين غير انه ولد خالتي وبس .. !
مازن : كلام ياسمر .. لكن أدري ان قلبك مو مقتنع بهالكـلام .. خالد زوجك وانتي تعتبرين بفترة العدة لمدة ثـلاث شهور .. (( وراقب عيونها واهو يقول : أبيك ياسمر طول الفترة وانتي هناك تفكرين بعقل .. لا تحكمين عاطفتك .. فكري حياتي ان خـالد رمى هالكلام بلحظة غضب وانا متأكد انه لو عرف بالحقيقة بيشوف الويل من عذاب الضمير وبتظلين حسـرة بقلبه !
سمر وعيونها ظايعة بالفراغ : ليه هو بقى بقلبه اي احساس ولا مشاعر !
مازن : أكيد سمر .. خالد مستحيل يفرط بحبك بين لحظة والثانية .. وصدقيني لو عرف الحقيقة بيطير لك لآخر الدنيا ويرجعك لأنه يحبك ويبيك
سمر : بس أنا مابيه يامازن .. حتى لو عرف الحقيقة وبغى يرجعني خـلاص انا مـابيه !
مازن بحنان : لاتقولين هالكلام حياتي .. الحين انتي بتسافرين وتروحين لوين ماتلاقين نفسك لحالك بدون أي منغصات ولا شوشرة ووجع راس .. وهناك ياسمر .. بلحظة ما تحسين نفسك قادرة على التفكـير .. فكري بكل لحظة حلوة عشتيها مع خـالد .. وبكل ذكرى طيبة جمعتكم !
سالت دموع سمر بكل ألم .. وهاللحظة صج المطـار صوت إعلان الرحلة المسافرة الى بيروت .. ! ووقفت سمر ووقف مازن معاها .. ومد إيده ومسح دموعها بحنان وإهو يقول : مايهون علي أتركك تغيبين عن عيني وانا شايف هالدموع !
طالعت سمر بعيون أخوها وشافت نظرة الأخوة الصادقة والحب الطاهر بعيونه .. وخنقت دموعها غصب عنها واهي تقول : مشكور ياخوي .. الله لايرحمني منك يارب ..
ابتسم لها مازن بكل حب وقال : والله لايحرمنا منك انتي ويردك لنا بأقرب وقت والسعادة والفرح غامره روحك وقلبك ..
بادلته سمر الابتسامة بنعومة وهي تقول بهمس : آمين ..
طالع فيها مازن لحظات وحس بدموعه بتفلت منه .. وبسرعه نزل عيونه وهو يسحب شنطتها ويمشي وهي تمشي معاه لين وصلوا لبوابة المغادرين .. وهناك وقفت سمر بين المغادرين ومازن ثبت شنطتها بجمبها واهو يقول : انتبهي على نفسك حياتي ..
سمر : ان شاء الله .. (( ومسكت شنطة ايدها وفتحتها هي تقول : باعطيك شي يامازن وأبيك توصله لخـالد متى ماشفته !
مازن باستغراب : وشو ياسمر !
سمر بتنهيدة : تبرئة للذمة .. عشان أسافر وضميري مرتاح !
وطلّعت من داخل الشنطة ظرف كبيـر .. ومدته لمازن واهي تقول : اتفضل
استلم مازن الظرف وعلامات الاهتمام بوجهه وهو يتمنى يعرف أي غرض يضمنه هالظرف !! .. وانتبه لموظف التذاكر واهو يطالعهم وينتظر منهم يتقدمون .. سحبت سمر شنطتها واهي تقول : يـلا ياخوي أشوفك على خير
طالعها مازن واهو يقول : فمان الله حياتي ..
وراقبها واهي تسلم تذكرتها للموظف ويقصها لها .. ويعطيها اهي وسحبت شنطتها ومشت بكل ألم لداخل البوابه .. ولحظات واختفت من قدام عيون مازن وخفق قلبه بكل حزن !! ودار عن البوابة وهو يمسح دمعة ألم سالت من عينه بلا شعور .. واتأمل الظرف لحظات وبعدها دخله بجيب ثوبه ومشى طالع من المطـار وهو مايدري متى اليوم الي بيشوف فيه خـالد ويسلمه هالظـرف !! واتهند بكل ألم واهو يقول : وينـك بس انت ياخـالد وين ممكن ألقاك ياخوي .. وين ؟!
وركب مازن السيارة والألم يعصر روحه . وأول مامشى دق جواله بنغمة الأرقام الغريبة ! طلع الجوال بسرعه واهو يتمنى يكون خـالد داق عليه من أي مكان .. رد على الجوال بلهفة..
مازن : الووو
جاوبه صوت أنثوي : مرحبا أخوي
مازن باستغراب : ياهلا .. مين معاي !
المتصله : معاك مديرة مدرسة دار المعارف !
عقد مازن حواجبه باستغراب وهو يستوعب اسم المدرسة وفورا عرف انها مدرسة ساره واهو الي ياما وداها لها وجابها منها .. وقال : مرحبا اختي .. خير في شي !
المديرة : سلامتك اخوي بس ابي أسأل الآنسة عطوف كم سؤال بشأن الحضانة .. ممكن أتكلم معها !
انبهت مازن من هالكلام ولوهلة ماقدر يستوعب واهو يقول : عفوا اختي .. تبين مين ؟؟
المديرة : الآنسة عطوف أخوي .. إهي مرتبه معنا مشروع حضانة بتفتحها داخل مدرستنا .. وبغيت أتكلم معها بهالشأن ..
انصدم مازن من هالكـلام ! حضانة عطوف ؟ وبمدرسة ساره ؟! ليه ؟ معقوله يكون صدفه صار هالشيء .. ليه مدرسة ساره طيب ؟! وحس بالقهر والحمق يعصف بروحه واهو يحاول يفهم تفسير لهالحركـة !
لاحظت المديرة صمت مازن وقالت : الووو
انتبه مازن لنفسه وقال واهو يحاول يهدي صوته : عفوا اختي .. هذا مو رقـم عطوف .. لكن أنا بكلمها وأخليها تتصل فيكم وتتفاهمون معها !
المديرة : ياليت أخوي تبلغها بأقرب فرصة لأننا محتاجينها ..
مازن بضيق : خير ان شاء الله .. فمان الله
المديره : مع السلامة ..
وسكر مازن منها وضرب الدركسون بكل غضب واهو يعض شفته بقهر ! مستحيل تكون صدفة ! ليه مدرسة ساره بالذات اهي الصدفة ! وليه رقمي أنا ؟! .. وبدا يكتشف انها خطة ولعبة من راس عطوف ! عشان تجيبه لها من وين ماكان ! رمى الجوال بعصبية واهو يحس انه مستحيل يرضى بهالشي ! لاء .. والله مو مخليها تسويها .. مع اني أدري انها تعمدت هالحركة عشان تغيظني وتخليني أكلمها وأترجاها وأنفذ رغباتها مقابل انها تتراجع عن خطوتها هذه ! وصك على سنونه بحمق واهو يقول : أفعى حقيرة نذلة !! .. لازم أوقفها عند حدها وأمنعها من تكملة هالمشوار .. ! مالقيتي الا ساره تتحديني فيها ياعطوف ! والله جنيتي على عمرك لأني بوقف بوجه مشروعك هذا ومستحيـل أخليك تكملينه بهالأسلوب وهالطريقة لو وش يكون !!

**********
تحركت الطيارة بتأهب للإقلاع وعيون سمر تصرخ بالحزن والألم واهي تطالع الطريق والطيارة تمشي .. ومع سرعة الطيارة خفق قلبها بسرعه وسالت دموعها ! واهي بتقلع عن أرض جمعتها بأروع وأحب انسان عرفه قلبها .. أقلعت الطيارة وسكرت سمر عيونها بألم وهي تبكي وتشاهق بهدوء ! سافرت وانتهينا !! انتهينا ياخالد .. انتهى الحب .. وانتهت الأحلام .. وانتهت السعادة ! ليه ياخالد ليه ؟! وتقطع قلبها بكل جروح وآلام واهي تحس بالظيـاع والوداع .. وداع كل فرحة حستها بيوم .. وداع كل بسمة ارتسمت على شفاتها بيوم .. وداع كل حلم حلمت فيه .. وكل همسة وكل لمسه وكل ذكرى حلوه عاشتها بحياتها .. حياتها الي حستها مانخلقت الا عشـان خـالد !! وروحها الي وهبتها بكل حب لخـالد !! وقلبها الي صانته وعافته عن أي حب غير حب خـالد .. وذبحها خالد .. وذبح قلبه معها ! ..
مرت الساعات ماجفت لها دمعة طول الطريق .. لين استقرت الطيارة .. وقاموا الركاب وقامت واهي تحس بشعور الوحدة والظياع بيذبحها .. مشت وعيونها ظايعة بالناس ! ظايعة بالطريق .. لين طلعت المطار .. ومشت وهي تجر شنطتها .. وتحس انها ثقيلة بثقل الجروح الي بقلبها .. ثقل الآلام الي فتكت روحها .. ودارت عيونها الحزينة بوجوه الناس .. يمكن تلاقي خـالد بينهم .. ! يمكن لحقها ! يمكن جا معها ! وحست انها بين لحظة والثانية بتنجن ويطير مخها !! ومشت لوين ماتطلب سيارة المطـار توصلها لبيت جدتها ! وهي الي جت لهم بدون ماتخبر أحد .. لانها ماتبي أحد يجيها ويستقبلها ويكلمها .. !!
طلبت السيارة وركبتها ومشى السائق فيها لوين ماجدتها لحالها بالبيت .. لازالت بفترة الحداد من بعد وفاة جدها ! .. وصلت البيت ونزلت وهي مو دارية وش تقول لجدتها لو سألتها .. ولا لاحظت الحزن والألم بوجهها وعيونها ! دخلت البيت واهي تحس بفقدان اي طعم للفرح .. وأي لون للسعادة !
ومشت داخل البيت لين قابلت جدتها الي طارت من الفرحة يوم شافتها وماصدقت !! وصارت تمسح على وجه حفيدتها وتطالعها ومو مستوعبة انها فعلا عندها وقدامها ! .. وطبعا ماخفى عليها حزن سمر وضيقها .. لكن سمر أوهمتها انه السفر وتعب السفر .. وراحت لوين ماتكابد دموعها بغرفتها .. ولوين ماتغرق بأحزانها وجروحها وآلامها !! ..
وياليت هالليلة كانت مكتفية بدموع سمر الي لو تركتلها المجال كان غرقت العالم فيهم ! هالليلة سيلت دموع الكثيـر .. مازن الي مارتاح له خاطر من أنهى المكالمة مع مديرة ساره الي خبرته بمشروع عطوف وحضانتها الي بتفتحه داخل مدرستها ! وظل يتقلب بفراشه بكل ضيق وقهر وألم !! ياربي شهالبلاوي الي طاحت علينا من كل صوب وكل مكان .. هذه شلون أوقفها عند حدها وأمسكها وأرجعها لمكان ماجت وارتاح وافتك منها ومن شرورها الي ماتخلص ! .. واتنهد بعجز عن التفكير .. يعني أكلمها وأمنعها عن فكرتها ؟ لكنها مستحيل بتستجيب ! ولا تتقبل وتوافق وانا الي مارضيت أستجيب لها بيوم ! لكن مستحيل أخليها تنفذ الي ببالها وتكمل مشروعها الي لو تم فعلا فهو بيلحق الأضرار بساره !! وساره أصعب شي عليها تنقل من مدرستها وهي السنة الجاية آخر سنة بالثانوي !! هالسنة الي يبيلها صفاء ذهن وبال مرتاح !! وساره حياتي ماترتاح الا بهالمدرسة الي نشأت فيها من طفولتها ! لكن مو انتي ياعطوف الي تقلبين حياة ساره وتدمرينها بمزاجك ! انتي الي بتنقلعين من هالبـلد بأقرب وقت وأقرب فرصة .. !! وحس بالصداع بيفجر راسه بكل ألم ! وغمض عيونه بمحاولات فاشلة للنوم .. لين هده التعب .. وغطس بين أحلامه وكوابيسه المخيفة !!

*******
في الصباح كانت ساره بالسيارة غالبها الحزن والألم .. من بعد ماعرفت بطـلاق سمر وخالد واهي ماجفت لها دمعة ! والحين اتدمرت أكثـر يوم عرفت ان سمر سافرت ! ياويلي من هالفراق الي ذبح قلبي وروحي وكياني ! مدري متى تحط الدنيا الفصل الأخير لهالأحزان ! واتنهدت بكل ألم وهي تطالع بالطريق المودي لبيت ندى .. وكانت رايحة لها توسع صدرها وتفضفض لها من الهموم الي تارسة قلبها .. وشوي الا دق جوالها ويوم طالعت فيه لقت فهد المتصل !!
ردت بكل فرح : أهليـــــــن فهد حبيبي شلونك ؟؟
فهد بمرح : هلا وغلا بسوسو انا طيب .. شلونك حياتي ؟
تجمعت الدموع بعيون ساره وقالت واهي خانقتها العبرة : انا بخير بس وحشتني مره فهد ..
فهد بحنان : والله وانتي واحشتني يابعد هالدنيا .. بس خـلاص ياعمري هانت .. كلها كم يوم ان شاء الله ورادين
خفق قلب ساره بمزيج من الفرح برجعتهم والخوف من الصدمة الي بتجيهم اذا دروا عن الي صار وقالت وهي تخبي دموعها : زين الله يردكم بالسلامة يارب ..
فهد : آمين ياعمري .. انتي وينك كنك بالسيارة ؟؟
ساره : اي والله رايحة لندى !
خفق قلب فهد من سمع طاريها وماقدر يمنع نفسه من السؤال عنها وقال : شلونها ندى ياساره ؟
ابتسمت ساره وهي تدري بحبهم لبعض وقالت : طيبة ماعليها .. ليتك تجي ياخوي بسرعه وتخطبها لاني والله ما أتمنى لك وحده غيرها
فهد بتنهيدة : لا تولعين قلبي ياساره ! والله انا بعد ما اتخيل حياتي بدونها ولا مع وحده غيرها !
ساره بنعومة : عسى الله مايفرقكم يارب
فهد : الله يسمع منك حياتي .. سلميلي عليها ساره ..
ساره بمرح : ابشر ياخوي من عيوني .. بس قولي شلون أوضاع الشركة الحين ان شاء الله انحلت !
فهد : نحمد الله ونشكره .. تقدرين تقولين سبعين بالمية محلولة
ساره : طيب الحمدلله يارب وان شاء الله تردون هنا وتكملون الثلاثين بالمية بعد
فهد بضحك : اي والله مافي الا احنا الي نكملها ونحلها .. ولا سليمان وخالد ذولا مدري وش شاغلهم كل ما أكلم سليمان يقولي مو الحين ومالي خلق !! وخالد مسكر جواله النذل ولا يرد ولا يكلم أبد !
خفق قلب ساره بكل ألم وخوف وحست بعجز عن الرد والكـلام وسالت دموعها بكل حزن ..!
حس فهد بدموعها وقال : ساره حياتي انتي تبكين ؟؟
ساره من بين دموعها : عادي فهد مافي شي .. بس من كلامك حسيت اننا فعلا محتاجينك ومالنا غنى فهد
فهد بحنان : والله وانا مالي غنى عنكم أبد ياروح فهد .. وخلاص حياتي هانت بس لا تذبحين قلبي بدموعك ساره !
ساره : خلاص مافي شي فهد .. انتوا بس خلصوا أموركم وتعالوا بسرعه ..
ضاق صدر فهد من كلام ساره وحس ان فيه شي لكن ماحب يضايقها أكثر وقال : آمري يابعد هالدنيا .. ويالله حياتي انتبهي على نفسك
ساره بنعومة : ان شاء الله .. سلملي على خالتي وعمي ..
فهد : ابشري حياتي ..
ساره بنعومة : باي
فهد : ساره ..
ساره : هـلا !
فهد : لا تنسين تسلميلي على ندو كثير السلام وقوليلها فهد يقولك آآآممم .. (( واختصر الكلام وقال : قوليلها فهد يسلم عليك وخلاص
ساره :ههههههههههه شتبي تقول ؟
فهد بضحك : ولا شي خلاص خربطني حبها وشوقها الله لايحرمني منها ..
ساره بمرح : آمين ياعمري .. يالله سلامك بيوصل ..
فهد : مشكورة يابعدهم .. باي
ساره : باي
وسكر فهد منها واهو يحس بحب ندى يشتعل بقلبه وشوقها يلهب روحه وكيانه .. واتمنى يرجع هاللحظة ويخطبها ويملكها ويضمنها بحياته وتصير ملكه اهو وحده ماغيره .. لكن فاجأة ضاق صدره يوم استرجع كلام ساره ودموعها وحس ان فيه شي مضيق صدورهم !! ساره تبكي .. وسليمان طفشان وتعبان وماله خلق يسوي شي ! وخالد مايرد ولا يتصل !! في شي صاير ! اخواني مو طبيعيين !! ياربي وش صاير لهم .. وليه ماعلموني ! وعجز يرتاح خاطره وعزم يكلم سليمان ويتأكد منه وش الي صاير لهم بالضبط !

وصلت ساره لبيت ندى ودقت عليها لتفتحلها .. ونزلت من السيارة بنعومة ودخلت البيت وهي تمشي بالحوش انفتح الباب الداخلي وابتسمت ساره بتأهب لظهور ندى .. لكنها اتفاجأت يوم شافت سامي الي طالع من البيت .. وأول ماشاف ساره خفق قلبه واتفاجأ واهو ماكان يدري بحضورها ! طالع سامي فيها وانعقد لسانه عن النطق بأي كلمة كحالته بكل مره يشوفها ينخرس ويظل يطالع فيها مبلوه من جمالها لين هي تقطع عليه النظر وتتكلم مثل هالمره .. نزلت ساره عيونها بحياء وقالت بهمس : هلا اخوي ..
سامي بلعثمة : هلا هلا ساره اختي .. اا اتفضلي ندى بالبيت .. !
ساره بنعومة : مشكور اخوي توني مكلمتها وقالت بتنزلي ..
سامي وهو يحاول يركز : ااه أوكي .. وشلونك وو شلون خالد ؟
ساره بعين شاردة : .. بخير ! ..
سامي : لي كم يوم أدق على جواله يجيني مسكر ومايرجع يدق مدري شفيه ..
ظهرت هاللحظة ندى من عند الباب وهي تقول : ساره حياتي ليش واقفة برا اتفضلي ..
مشت ساره بنعومة واهي تقول لسامي : والله مادري عنه ياسامي .. (( وكملت خطواتها للدرج وعيون سامي تلحقها وقلبه يلحقها وكل شي فيه ميت فيها .. لين دخلت البيت اهي وندى وسكروا الباب واتنهد سامي من قلبه واهو يقول : يابختك يامازن فيها .. !
طلعت ساره مع ندى لغرفتها وأول ماسكروا الباب التفتت ندى لساره واهي تقول : شلون الأوضاع ياساره ؟! دمعت عيون ساره بكل ألم وحزن وندى تقطع قلبها عليها واهي تقول : حياتي لا تبكين .. ان شاء الله كل شي بيتصلح بينهم !
طالعت ساره بعيون ندى وقالت وهي تبكي : ندى .. سمر سافرت لبنـــــــان ... !
انصدمت ندى واتوسعت عيونها بذهول واهي تقول : لا ياساره مو معقووول !
ساره وهي تبكي : والله ياندى سافرت أمس بالليل !
قربت ندى من ساره ومستكها وضمتها بمحاولة لتهديتها وهي للحين مو مستوعبة الكلام ومصدومة ! سمر سافرت من غير ماتخبرني ولا تخبر أحد ! لهالدرجة سمر مدمرة ومحطمة ومافيك تكلمين أحد !
وقالت تهدي ساره : بس ياعمري لا تبكين .. مسكينة اهي محطمة ومدري وش كانت تفكر فيه يوم راحت !
أبعدت ساره نفسها عن ندى وهي تقول : كثير الي قاعد يصير ياندى .. (( ومشت بالغرفة واهي تبكي وتقول : خالد مختفي ومحد يدري وينه ! تعبان مو تعبان .. صاحي ولا نايم .. عايش ولا ميت .. ماندري ياندى عنه شي
وقعدت على السرير وهي تبكي .. وندى تقطع قلبها بكل حزن وألم على حالها وحال سمر وحال خالد وحال الكـل .. ومشت لها وقعدت جمبها وقالت وهي تمسك إيدها : والله حاسه فيك ياعمري .. لكن خلي أملك بالله كبير .. وان شاء الله بيجي يوم تنقشع هالغيوم وتتصلح الأحوال .. خالد ياعمري مهما اختفى الحين لكن بيجي يوم ويظهر ! هو الحين عايش تحت صدمة الحقيقة الي عرفها مع انه مخدوع فيها ! لكن صدقيني ماراح يطول .. لازم يرجع يوم اذا مو عشانه هو عشانكم .. !
ساره وهي تبكي : متى ياندى ! بعد مانخسر كل شي !
ندى : لا حياتي ان شاء الله محد بيخسر شي .. خالد بيرجع ومو تارك الموضوع يمر بهالطريقة صدقيني .. اذا ماكان عشان يصلح الي بينه وبين سمر الا عشان يكلم طلال .. ولا يكلم فهد .. خالد مرده لكم لو وين راح !
ساره : الله يسمع منك ياندى والله أحس خلاص ماعاد للسعادة وجود بحياتنا ..
ندى بحنان : ياعمري لاتقولين هالكلام .. هالمشاكل والاحزان لازم تمر بحياة كل انسان لكن ان شاء الله كل شي بيتصلح وتتحقق الأحلام ..
ظاعت عيون ساره بالفراغ واهي تحس بالخسارة وبس الخسارة ترتسم قدامها .. وندى تقول : مهما تحطمنا حياتي الا انه مايصير نقطع الأمل من عند ربي موو ؟
هزت ساره راسها بخفة واهي تحاول تقتنع بكلام ندى .. وندى نفسها حست بالمشاعر المؤلمة تعصفها خاصة بعد ماعرفت بسفر صديقة عمرها وحياتها سمر .. ! .. لكنها حاولت تهدي ساره وتصبرها وتهون عليها بالسوالف لين قالتلها ساره انها شايلة هم أهل سمر وفهد اذا عرفوا بالخبـر ..
واهتمت ندى لهالموضوع وقالت باهتمام: ليه هم متى بيردون ؟؟
ساره : اليوم كلمني فهد ويقولي قريب خلال اليومين الجاية ..
ندى فرح واضح : جــــد ؟ الله يردهم بالسلامة يارب
ساره : الله يسلمك .. وغمزت لها واهي تقول : ويسلم عليك كثيـــــر السلام !
ندى بضحك : اي طيب مو علينا هالكلام !
ساره : والله ياندى ما أكذب عليك .. وقعد يأكـّد علي بالآخر ما أنسى أبلغك ويقولي مشتاقلك مووووت !
خفق قلب ندى بكل فرح وحب وهي تقول بمخـفة : ياويلي ياساره ياويلي .. بتموتيني بهالكلاااااااام !
ساره بضحك : اسم الله على قلبك تكفين لاتموتين خلي يجي ويخطبك والله لا أنا ولاهو نتمنى وحده غيرك ياندى !
ندى بذوبان : ولا أنا بعد ما أتمنى غيره .. (( واتنهدت من قلبها واهي تقول : بس الله يجعله من نصيبي يــــارب !
ساره : آمين .. عسى تعدي هالأزمة بسرعه ونجي نخطبك ووقتها .. وكملت فرح : بكون أسعـد انسانة لأن أحب ناس على قلبي صاروا جمبي .. إنتي وسمــ ... ! وقطعت كلمتها فاجأة وتجمعت الدموع بعيونها وهي تقول : سمر ؟! هل ممكن ترجع ياندى !!
ندى بحنان : مافي شي بعيد على ربي !
ساره : والله ما أتصور خـالد مع أي وحده غير سمر .. يـــــــارب تصلح أحوالهم وترجعهم لبعض !
ندى من قلبها : آآآآمين ...
وبعد ساعه من الحكي والدموع والسوالف استأذنت ساره مند ندى وطلعت ورجعت لبيتها .. وأول مادخلت بيتها اتفاجأت بوجود غاده مع سليمان بالصالة ..
مشت للصالة واهي تقول بمرح : هلا والله بغاده نور البيت
وقفت غاده واهي تبتسم لها وتقول : منور فيك حياتي .. (( وسلمت عليها والتفتت لسليمان المتمدد نصف تمديدة وساند كوعه على الكنب ورجل ممدودة والرجل الثانية مثنية وبإيده المفتاح يلعب فيها وعيونه تصرخ بمعاني الضيق والألم ! طالعت فيه لحظات وهو طالع فيها بنظرة ظايعة وكنه يرجو منها تعطيه خبر عن خالد الي ذبحه التفكير فيه بلا فائدة !
قعدت ساره جمبهم واهي تقول بتنهيدة : مافي اي خبر عن خالد !
رفع سليمان حواجبه وراسه بخفه بعلامة النفي ! وساره تنهدت بضيق واهي تقول لغاده : شفتي البلوة الي احنا فيها ..!!
طالعت غاده فيها بحنان وقالت : الله يفرجها عن قريب يارب ..
سارت : آمين ..
دق جوال سليمان الي كانت الأفكار والوساوس تعصف بروحه وقلبه ! وأول ماسمع الجوال انتفض من مكانه وهو يتمنى يكون خـالد ! وقعد بسرعه ومسك الجوال وطالع الرقم ولقاه فهد !
رد سليمان بضيق : هلا ياخوي
فهد : هلا سليمان شلونك
سليمان : الحمدلله بخير .. انت شلونك !
حس فهد بالضيق مبين بصوت سليمان وقال : ماشي حالنا .. بس شفيه صوتك متضايق !
سليمان : شفيه صوتي بعد ! مافيني شي
فهد : لاتقولي ياسليمان ! انت فيك شي مضايقك ومكدر خاطرك .. ممكن أعرف وشو !
سليمان بتنهيدة : لا تقلق روحك ياخوي .. ولو كان فيني شي مو لازم تعرف انت الحين خلص شغلك بسرعه وتعال !
فهد : انت الحين تقولي خلص بسرعه وتعال وساره تقولي خلص بسرعه وتعال وش السالفة ياسليمان وش صاير ؟؟
سليمان : مشتاقيلك حبيبي ونبيك تجي بس هذه السالفة !
فهد بحمق : بلا مشتاقين بلا حكي فاضي .. فيه شي صاير ياسليمان قولي وشو ؟ ووين خـالد ياسليمان ؟؟
سليمان بتنهيدة : خلاص يافهد قلتلك لا تشغل بالك فينا !
عاد عليه فهد السؤال وهو بدا يحس بالخطر وقال : ووووويـــــن خـالد ياسليمان ؟؟ لا يرد على مكالماتي ولا يتصل فيني من كم يووم !! وش صاير ياسليمان قولي !
تجمعت الدموع بعيون سليمان واهو يحس بالألم والعجز من انه يخبر فهد واهو بعيد وممكن ينصدم ويتدمر !
ولاحظوا غاده وساره حالته وتبادلوا النظرات بكل قلق وخوف !!
وفهد عاد عليه : سليمان رد علي وقولي شصاير ...؟؟؟
سليمان بقهـر : وش تبيني أقولك يافهد وش تبيني أقولك .. خـالد وسمـــر اتطـلقوا .. خـلاص ؟!
انتفضت كل القلوب الي سمعت هالكـلام .. قلب غاده وقلب ساره .. و قـلب فهد ! ولوهلة كان الجوال بيطيح من إيده من شدة رجفتها وقت طاح عليه الخبـر وقال بذهول وصوت مرتجف : وش تقول ياسليمان ؟؟؟
سليمان ودموعه تنزل : الي سمعتـه يافهد ! خالد وسمر كانوا واقعين بشبـكة من المشاكل من زمااان واحنا مو دارين عن شي .. انتهت بلحظة ماتحمل فيها خالد هالمشاكل وانفعل وعصب و رمى على سمر الطلاق !
فهد بصوت مرتجف من القهر : وش الي عصب ورمى على سمر الطـلاق !! ليه هو الطـلاق لعبة عنده !! مايدري انه الطلاق نهاية ودمار !! هذا من جده يوم سواها !! ياخي يعصب من اليوم لين بكرا بس مايطلق !!
سليمان : خالد يوم طلق ماكان عشانه معصب وبس .. لا كان منتهي وخالص ومايبي سمر !!
فهد بصدمة : شهالخرابيط ياسليمان !! وشلون مايبي سمر بين لحظة وثانيه يزعل منها ومايبيها !! وين الحب والجنون والهبال الي كان بينهم وين راح ذا كله يوم انتهى وصار مايبيها بلا حكي فاضي !
سليمان : لااااااااا تقهرني أكثر من ما أنا مقهوور ومولّع يافهد !
فهد بعصبية : وينه هو ؟؟ ليه مايرد علي ويكلمني طيب ؟ عشان مايبيني أعرف ؟! وينه عطني اياه خلني افهم منه وش القصة وليه سوى الي سواه !!
سليمان بصوت مخنوق : خـالد مو عندنا يافهد !
فهد بصوت عالي : وش الي مو عندكم وين راح ؟ وش السالفة انتوا وش البلاوي الي طايحة فيكم من وراي وين خالد ؟
سالت دموع سليمان أكثر وقال وهو يمسحها بطرق بكمه : ما أدري يافهد مااااااادري .. خالد من صار الي صار واهو مختفي بوين ماحد يدري لهاللحظة !!
فهد وهو يحس بمخه بيطير منه وقال بحمق : شلووون ماتدري عن اخوك ياسليمان وش الفوضى هذه وين عايشين احنا !!
بكى سليمان هاللحظه بصوته وهو لام جبينه بإيد وماسك الجوال بإيده الثانية .. وماتحملوا ساره وغاده هالموقف وبكوا معاه بكل حزن وألم !! وغاده قامت وجابت مناديل ومدتها لوجهه وهي تبكي ومسك المناديل منها ومسح أنفه وعيونه الي احمـرّوا من البكي .. وفهد كان يمشي ثاير بمكانه ودمه يغلي بين عروقه وسكت لين هدا سليمان شوي وقال : سليمان ..
سليمان بصوت مذبوح : ها يافهد ..
فهد : ابيك تفهمني وش الي صار بالضبط !!
وقف سليمان وهو وهو يتنهد من كثر الضيق الي ملى صدره بهاللحظة .. خالد ظايع وفهد يلومه أهو وأهو بروحه متورط وخايف ومو لاقي لخـالد أي خبر !
مشى لين الحوش وطلع وقعد على الدرج الخارجي .. وحكـى فهد السالفة الي عرفها كلها من شكوك خالد بسمر والمواقف الي صارت بينهم .. والضيق والانطواء الي عايشه اليومين الي قبل الحادثة لين وصل آخر موقف صار وكيف انفعل خالد وطلّقها !!
وهنا انفعـل فهـد وقال بكل ألم وقهر : وانتوا وينـكم عنه ياسليمـان ؟ وين كنت انت ووين كان مـازن ؟
سليمان من بين دموعه : هالشي صار الفجر يافهد ! خالد طلع يقول متضايق وبيروح يغير جو برا البيت ! وماتوقعت انه بيروح لسمر لأي سبب ! ومازن وقتها كان طالع يشريله زقاير واغراض للبيت ! محد كان متوقع الي بيصير فهد ولاحد حاسب لهالشي اي حساب !!
فهد بكل ألم : أوكي وبعدين ؟ شلون راح خـالد عنكم !!
كمل سليمان السالفة وحكاه شلون تعب وطاح بالفندق وانه رافقه ليلتها عشان يتطمن على صحته لكنه بغفلة عين من سليمان .. صحى وهرب من الفندق بدون مايحس فيه أحد !
عجز يستحمل فهد هالكـلام وسالت دموعه بكل ألم وهو يقول : أربع أيـام ماتدورن عن أخـوكم ياسليمـان والله كثيـر وربي مايرضى بهالشي !
سليمان : يافهد مابقى مكان مادورت وسألت عنه .. الفنادق الي حول البحـر .. الشاليهات الي متعودين نروح لها .. حتى طـلال حاولت أستشف منه يمكن يكون خالد مكلمه ولا شايفه ! أبد يافهد ماله أثر !
فهد بانفعال : شلون يعني خلاص راح ؟؟ فص ملح وذاب ؟!
سليمان : وش تبيني أسوي ياخوي أوكي انت فهمني ؟.. هذا انت عرفت السالفة .. شور علي وقولي !
اتنهد فهد بكل ألم وسكت والأفكار تعصف بباله وكيانه وقلبه ! .. وسليمان ساكت محترم تفكير اخوه وصدمته هالخبر الغير متوقع بأي شكل .. وفاجأة فهد قال : روح لقبر أبوي وأمي ياسليمـان !!
انتفض قلب سليمان من سمع هالكلام من فهد وقال بذهول : قبر أبوي وأمي ؟؟!
فهد بحماس: اي ياسليمان .. خالد أكيد هناك ! تعرف اننا كلنا اذا ضاقت بنا الدنيا مالنا الا قبور أهلي وخالد أولنا !
سليمان : اي والله انك صادق يافهد .. وبالذات خـالد أكثر واحد فينا يروح لقبور أهلي اذا كان مهموم وحزنان !
فهد : صحيح .. عشان كذا أقولك بتلقى خالد هناك ياسليمان صدقني !
سليمان واهو يوقف : بعد عمري ياخوي .. بروح لقبور أهلي الحين ..
فهد : تكفى لا تظيع الوقت ياسليمان وكلمني أول ماتشوفه !
سليمان : ابشر ياخوي .. يالله انا رايح
فهد : الله معاك .. سلام
سليمان واهو يدخل البيت بسرعه : عليكم السلام
ودخل سليمان البيت مسرع واول ماوصل الصالة قال : انا طالع لمكان يمكن ألاقي خالد فيه !
وطلع الدرج مسرع و ساره وقفت بسرعه ولحقته لأول الدرج ومعها غاده وساره تقول بحماس : من جد ياسليمان ؟؟ وين هالمكان ؟؟
وقف سليمان فاجأة والتفت لها وقال بعين دامعه : قبور أمي وأبوي !
انصدمت ساره وغطت فمها بإيدها وسالت دموعها بكل ألم ! قبر أمي وأبوي !! هل ممكن يكون خـالد هناك ! ورفعت عينها لسليمان وتبادلوا نظرات كلها حزن وألم .. وسليمان مسرع مانزل عيونه بألم وكمل طلوعه للدرج لوين مايبدل ملابسه بسرعه وينزل ويروح لقبـور أهله ! ياعسـى يلاقي خـالد هناك !
ودقايق ونزل سليمان بسرعه وماحاول يلتفت لساره لحتى ماينهار قدامها واهو يدري اهي وش تعاني وتفكر فيه بهاللحظة ..وساره بكت من خاطرها ووقفت واهي تمشي ورى أخوها وتلاحقه لين طلع من البيت .. وقعدت على درج الحوش وإهي تنتحب بكل ألم وحزن !!!
حاولت غاده تهدّي ساره إلي تطايرت الذكريات قدامها وحست بمشاعر الألم تعصر قلبها وروحها .. وإهي متولهة ومتقطعة على خـالد اخوها وحبيب قلبها ! وبعد ماهدت شوي صارت تدعي اهي وغاده ان سليمان يلقى خـالد وترتاح خواطرهم ..
وفاجأة دق جوال غاده ويوم طالعت لقت وليد المتصل !
ردت غاده بهدوء : هلا وليـد
وليد : هلا غاده شلونك ؟
غاده : بخير الحمدلله ..
وليد : وينك غاده ؟
غاده : ببيت عمي ليه ؟
وليد بتنهيدة : أوكي خلي سليمان يرجعك لأن ابوي يبي يشوفك
غاده باستغراب : يبي يشوفني ! ليه شعنده !
وليد : وش عنده بعد ! أبو ويبي يشوف بنته فيها شي !
غاده : وليد بلا استهبال ! وش الي يرجعني من برا البيت عشان يشوفني الا فيه شي صاير وشو لا تخرعني تراني مو ناقصة !
وليد الي مو عارف بشي وقال : ليه ووش الي مخرعك ومكدرك بعـد ؟
غاده بتنهيدة : مايهم الحين بس قولي وش السالفة !
وليد : ابد ياحلوة أبوي مسافر الرياض بعد كم ساعه عنده مؤتمر يبي يحضره .. وخاطره يشوفنا كلنا ويقعد معنا قبل مايسافر !
اتنهدت غاده بارتياح وقالت : اشوا طمنتني ياوليد .. أوكي حبيبي تعال خذني !
وليد : وليه وينه زوجك الموقر مايرجعك ؟
غاده : سليمان طلع ياوليد لأمر ضروري ..
وليد بضيق : يعني شلون طيب مابي أنا أقرب صوب هالبيت !
غاده بهمس : بس ياوليد عاد مافي غيرك
وليد : يوووووووه والله مابي والله ماستحمل اشوفها !
سكتت غاده وهي تطالع ساره وتبتسم لها بمحاولة اخفاء معالم القلق الي سببها لها وليد وقالت : هاه ياوليد بتجي ولا شلون !
وليد : شفيك إنتي ؟ ساره عندك ؟
غاده : اممهممم
وليد : ياويـلااااااااه .. (( واتنهد بألم وهو يقول : خلاص مابي أدخل انا اول مااوصل بدق عليك تطلعين بسرعه
غاده : أوكي مو مشكلة .. أستناك
وليد : أوكي باي
غاده : باي ..
وسكر وليد منها واهو يحس بالضيق والألم لمجرد فكرة انه يقرب من من بيت ساره ولا شارعها ولا منطقتها .. ياولي من عذاب حبها وشوقها الي بيظل يغلي بقلبي طوال عمري .. الا اني أحصل عليها وأرتاح وأعيش بهنا وسعادة مابعدها .. ولا ان هذا حالي لين أموت وأرتاح من هالعذاب ! واتنهد بكل الم وهو يعكس السيارة للطريق الي يودي لبيت عمه ولوين مايجيب غاده من بيت عذاب قلبه وحياته !!

***********
كان مازن قاعد بالحوش ودخاخين الحمق والقهر تطلع من فمـه واذنه كلها من الألم الي يحمله صدره وكلها من السجاير الي ذبح صدره فيها واهو من صحى وقاعد بالحوش يدخن وقلبه محترق بسبب هالصدمة والبلوة الي عرفها ومايدري شلون يتصرف فيها .. !
مسك السجارة وفركاها بالأرض بقوة .. ومسك جواله وقرر يتصل بعطـوف واهو الي كان يحاول قد مايقدر يمنع نفسه من الاتصال فيها لا يحقق لها الي تتمناه وتبيه !! لكنه للأسف مالقى بد من الاتصال فيها ..
اتصل فيها وأول ماسمع صوتها ترد قال وهو ماقدر يخفي حمقه : عطوف!
عطوف باستهبال : هلا حبيبي مازن شلونك ؟!
مازن بقهر : اسمعيني ياعطوف .. (( ومانتظر منها رد وهو يقول بعصبية : لا تحسبين ان الي قاعدة تسوينه بيوصلك لهدفك الي بتموتين من الحقد والحسد عشان توصليله ! اخترتي مدرسة ساره عشان تفتحين فيها حضانتك ! وأعطيتي للمديرة رقمي أنا عشان تجيبيني لك غصب عني .. لكن أقدر أقولك ان مستحيل أحقق لك شي من الي تتمنين !! ولاني سامع لك ولاني مقرب صوبك لو تطيرين السماء !! وبدوس على حياتك ومشاعرك تحت رجولي ولاني معبر وجودك وتصرفاتك !
عطوف بصوت عالي : وش أكثر من الي سويت فيني يامازن ! انت دست على حياتي ومشاعري من زمان لكني بشيل نفسي وأطلع على كتوفك انت لانك انت الي دمرتني وحطمتني !
مازن بصراخ : انت الي ماوقفتي عند حدودك من البداية ؟! انتي الي عجزتي بيوم تفهمين ان مالك مكان بحياتي ولا عمري بيوم فكرت فيك ! وانتي ماحترمتي هالشئ وابتعدتي .. الا ظليتي تلاحقيني وتآذيني حتى يوم ابتعدت عنك ورديت لحقتيني بشرك وبلاويك !!
عطوف : لانك مو راضي تستجيب لي وقاعد تتحداني ! ومو انا يامازن الي أخسر وأنهزم وأبتعد مجروحة ودمعتي على خدي .. لااااه !! أنا باخذ حقي غصب عليك ووريني هل تقدر تتحمل هالشيء الحين يوم صار يتعلق بساره ؟؟
مازن بغضب : لا لا مو متحمل !! لأنك استغليتي نقطة ضعفي وأهنيك على هالشي ! قدرتي توصلين لنقطة ضعفي ! وجاية تتحديني بساره ! وتهدديني بأذيتها .. مقابل ايش ياعطوف فهميني ؟؟؟(( وصرخ بأعلى صوته وهو يقول : وشو المقابل الي تبينه عشان تبتعدين عني وعن ساره وحياتي كلها وشو ؟؟
عطوف بمكر : شوف يامازن .. أنا أدري اني كابوس مقلق بحياتك ! وأدري انك تتمنى تردني أمريكا اليوم قبل بكرا .. لكن مايكفيني هالتوتر الي انت عايش فيه .. وان كان تبيني أبتعد عن حياتك سوّي الي أبيه !
مازن : تعرفين ان مستحيل أسويلك شي ولا أنفذ لك شي لو تحترقين قدامي ! لكن عشان خاطر ساره وبس .. بااضطر أساومك !
عطوف بدهاء : أنا مستعدة أرجع يامازن أمريكـا وبأقرب وقت انت تبيه ! ومستعدة أنسى كل الي صار وأهمل أحلامي الي عشت لها وألغي طموحي وحلمي ببناء المدرسة .. وأرجع تاركة كل شي وراي وناسية كل شي .. (( واتهجد صوتها بالخبث واهي تقول : لكن مقـابل شي واحد يا مـازن !!
خفق قلب مازن بالعنف وهو يحس ان مافي شي بيثني عطوف عن بلاويها وشرورها الا انه شي كايد ومو سهل وبكل حذر قال : وشو ياعطوف !
عطوف بهدوء قــاتل : انت الي ترجعني لأمريكـا ؟؟
انصدم مازن وتوسعت عيونه بذهول واهو يقول : نعــم ؟! تبيني أنا أسفرك وأرجعك أمريكا ؟!
عطوف بغرور : هذا الي عندي يامازن .. تبيني أبتعد عن حياتك وحياة معشوقتك ساره وأترك لكم المجال تعيشون بسلام .. حققلي هالشي واستجيب لرغبتي لو مره وحده بحياتك .. !
مازن : أوكي ليش ؟! ليه ماترجعين بنفسك زي ماجيتي بنفسك ؟؟
عطوف ببرود قاتل : ما اقدر يامازن .. أولا تعبت انا بجيتي الأولى من غير معاون لي يساعدني ! كان صعب علي اسوي كل شي بنفسي وأتمشكل مع الناس وأشيل اغراضي بكل مره بحالي ! والشي الثاني مازن أنا أحبك حبيبي وماقدر أبتعد عنك فاجأة بهالطريقة ! أبيك توصلني على الأقل أحس انك سويت شي عشاني لو مره وحده تخليني أعيش مرتاحة وما أفكر اني أرجع انتقم منك مره ثانية !
كان مازن يسمعها وقلبه يخفق بكل صدمة وحمق ! ولام قبضته كنه متأهب للعراك ! وماعرف بإيش يجاوب ولا بإيش يرد .. ولاحظت عطوف صمته وحست بأنفاسه المتلاحقة بكل حمق وقـالـت : أقدر أتركك الحين تفكر وتقرر وترد لي بعدين .. و اعرف مازن انك مو خسران لو مره وحد استجبت لرغبتي ولو اني عارفة انه مو عشاني الا عشان ساره !
مازن بضيق : لا تأملين ياعطوف !
عطوف : مو مأملة .. ولاني يائسة .. وبانتظر ردك بعدين .. باي
وسكرت من مازن بدون ماتنتظر رده واهو سكر منها و ضرب بقبضته الجدار بكل قوة ! اي نعم أمنيتي ان عطوف تبتعد عن حياتي وحياة ساره لوين ماتغيب ويغيب كابوسها وبلاها ! لكن مو معنى هالشي ان انا الي أسفرها وأرجعها ! شلون باقدر أسويها ؟! وش بقول لساره ؟! كيف أفهمها وأقنعها .. وضحك بسخرية على هالحالة ! ساره حياتي ماتقبلت مجرد مكالمة بيني وبين عطوف .. وانهارت لمجرد معرفتها ان عطوف جاتني البيت !! من وين بترضى ولا تقبل أسافر معها أنا ؟! ياويلي منك ياسارة حياتي انتي وجنوني وعذابي .. لا تقولولي اقعد معها وفهمها وحاول تقنعها !! أعرفها حياتي مستحيل تفهم وترضى ! غيورة وياويلي من غيرتها بتذبحني ! أخاف تنصدم بالخبر وتتعب ولا يجيها شي !! أدري قلبها مايستحمل فديت روحها وقلبها ! لكن والحـل ؟! أكبر أمنية اتمناها بهاللحظة اهي رجعة عطوف لأمريكا بأقرب وقت .. وعطوف بتحقق هالشي لو أنا رجعتها ! وساره مستحيل تتقبل هالشي وترضى فيها .. ياويل قلبي ويلاااااااااه من هالبلوة وهالمصيبة الي طاحت علي ووالله انها مو ناقصتني !! ولم راسه بإيدينه واهو يحاول يوصل بتفيكره لأي حل لهالمشكلة والبلوة الي ممكن تتدمر حياته كلها ! وحس بالنار تسعر بصدره وقلبه وروحه .. وصورة ساره ترتسم بخياله بأبهى وأروع الصور الي عشقها وتتيم فيها ! وماقدر يستحمل أكثر ! واهو يتخيل مجرد خيال ان ساره تروح عنه ولا تظيع من إيده ! وانعصر قلبه بالخوف والألم وحس بروحه تتمزق وتتقطع بداخل كيانه ! وأخذه الشوق والوله عليها .. ووقف بسرعه ودخل البيت ليبدل بسرعه ويروح لوين مايهدي قلبه وروحه بشوفة نظر عينه وسعادة قلبه .. !
دقايق وطلع من البيت متوجـه لبيت ساره وحاول يخفي الضيق والألم الظاهر بملامحه وعيونه .. ودخل البيت وهو يتنهد ومسح على وجهه ياعسى يقدر يمحي الهم الي مبين بعيونه .. وأول ما رفع عينه انتبه لساره وغاده واهم قاعدات على الدرج بالحوش وعيونهم محمرا من البكـي وكل الهم والضيق حاشيهم !
اتفاجأ مازن يوم شافهم بهالمكان حتى انه نسى يسكر الباب من وراه واقترب منهم واهو ينقل بصره بينهم باستغراب .. لين وقف قدام ساره وقال : شفيكم ؟ ليه قاعدات بالحوش ؟
نزلت ساره عيونها بالأرض بعجز عن الرد وغاده التفتت لساره وشافتها مو قادرة تتكلم وعيونها تدمع بكل حزن .. وطالعت غاده بمـازن وقالت والعبرة خانقتها : فهد .. درى عن كل شي !
انصدم مازن وخفق قلبه بكل عنف واهو يقول : شـلون درا ؟ مين الي قاله !
حكته غاده الي صار بين فهد وسليمان ليه وصلت لسالفة القبـور .. ! وان سليمان راح هناك ياعسى يلاقي خالد فيها !! وعند هاللحظة انهمرت الدموع من عيون ساره ولمت ركبها لتحت دقنها ودفنت وجهها بينهم وصارت تبكي بصوتها .. ومع كل شهقة تشهقها يتقطع قلب مازن ويندمي بكل حزن وألم عليها .. !!
وماتحمل هالموقف ولا هالصدمة وحس بالدورا يداهم راسه ! لكنه اتمالك نفسه بصعوبة واهو ينحني قدام ساره بهدوء ومسك ذراعينها بإيدينه وهمس : سوسو حياتي !
واصلت ساره بكيها بكل ألم وماردت عليه .. وهو ماتحمل منظرها ولا صوت بكيها وقال وهو يقرب راسه منها : ساره يابعد عمري انتي .. ارفعي راسك تكفين وطالعي فيني !
رفعت ساره راسها بخفة وظهر وجهها واهو غرقان بالدموع .. وضيق مازن عيونه بكل حزن وحنان واهو يطالع وجهها وعيونها الي صارت مثل الجمـر كثر مابكت وناهجت ! .. مد مازن إيده ومسح دموعها بنعومة وراقب عيونها واهو يهمس : بسك بكي ياروحي .. ذبحتي قلبك بهالدموع حياتي خلاص !
ساره وهي تبكي : والدموع مانخلقت الي عشان هالمشاكل وهالهموم الي مو راضية تخلص يامازن مو راضية !
دمعت عين غاده بكل حزن على بنت عمها ونقلت بصرها بين ساره ومازن الي يمسح دموع ساره ويقول : مصيرها تخلص بيوم من الأيام حياتي وكل شي بيتغير ويحل الفرح مكان الحزن بس لا تبكين أرجوك ساره !
اتنهدت ساره بألم ولمحت بعينها من خلف مازن سيارة وليد واهي واقفة و وليد مستقر داخلها يطالعهم من داخل السيارة ! التفتت ساره لغاده بسرعه واهي تقول من بين دموعها : وليد عند الباب ياغاده !
التفتت غاده للباب واهي الي ماكانت منتبهة للباب وكانت منشغلة بساره وحالتها وشافت سيارة وليد عند الباب ووليد متواجد فيها ويطالع فيهم وانتفض قلب غاده بخوف واهي الي تدري ان وليد ماكان متقبل فكرة ان يجي ياخذها عشان لايشوف ساره !! وهذا هو الحين يشوف ساره ومعها مازن ! وقامت بسرعه ومشت لداخل البيت لتجهز بسرعه وتطلع لأخوها .. !
دار مازن جسمه لحتى يشوف وليد .. وأول ماشافه وقف وهو يمسح على ذراع ساره بحنان .. ومشى بخطوات هادية لين طلع من البيت واقترب لسيارة وليد .. ووليد من شافه حس بالدم يغلي بكل ألم وحمق بعروقه واتمنى يمشي بالسيارة ويدعسه فيها ويمحيه من حياة ساره وحياته وحياة الدنيا كلها !
نزل وليد من السيارة بالوقت الي وصل مازن للباب وسلم عليه ببرود ومازن يقوله ببرود مشابه : شلونك وليد وش أخبارك ؟
وليد : بخير الحمدلله انت شلونك
مازن : نحمد الله ونشكره
وليد : مبروك التخرج مؤخراً !
مازن بابتسامة خفيفة : الله يبارك فيك مشكور ماتقصر ..
كانت الشمس حارقة بالخارج وماتحمل الحر مازن وهو يحس بالحرارة من الخارج ومن داخل صدره وروحه بعد !! وضغط على نفسه ووهو يأشر على باب البيت ويقول بتردد : آآآ اتفضل .. ياوليد داخل عن الحر !!
وليد : لا مشكور اخوي بس أنا جاي مستعجل آخذ اختي وامشي ..
ارتاح مازن لأنه ماتقبل فكرة ان وليد يدخل لساره ولا يشوفها ولا يسلم عليها !! لكن كان صعب ان وليد يوقف برا بالشارع والباب مفتوح .. وان مازن يدخل ويقعد على الدرج مع ساره !
لكن ساره اهي الي قلبت الموقف عليهم .. يوم وقفت ومشت لعند الباب بخطوات ناعمة وحست انه من الذوق تسلم على ولد عمها وماتتركه يوقف بالشارع بهالطريقة !
التفت وليد ومازن لساره واهي تقترب بخطوات ناعمة .. واثنينهم خفقت قلوبهم بكل حب وعشق وغرام لهالانسانة الي واقفت عند الباب وهي تقول : هلا وليد ..
انتفض قلب وليد بكل حب وألم وهو يقترب للباب ويقول بصوت مخنوق : هلا ساره شلونك !
غطت ساره جبينها بإيدها لتمنع الشمس عن عيونها وقالت وهي مضيقة عيونها من أشعة الشمس : بخير الحمدلله ..
ومد وليد ايده ليصافحها وانتفض قلب مازن بكل قهر واهو يطالع إيد وليد الممدودة واتمنى يمسكها بقوة ويرجعها مكانها ! وسعر قلبه بنيران الغيرة يوم مدت ساره إيدها وصافحته وإهي تقول بنعومة : ترا حرقتني الشمس ادخلوا عن الحـر !
خفق قلب وليد وهو يسمع صوتها ويطالع وجهها المحمر من البكي ومن حر الشمس .. ومازن انتبه لنظراته واهو يطالع فيها وثارت أعصابه حتى انه خطى خطوة لهم بلا شعور كنه يبي يمنع هالنظرات ويوقف بوجهه ويمنعه يطالع فيها ولا يكلمها ! وخاف لايستجيب وليد لها ويدخل البيت ووقتها من وين يقدر يخفي نيران الغيرة الي اشتعلت بقلبه وعيونه وكيانه ! لكن غـادة أنقذت الموقف يوم طلعت من البيت لابسة عبايتها ومشت لهم وقلبها خفق بكل خوف واهي تنقل بصرها بينهم لين استقر بصرها على وليد وحاولت تشتشف حالته من عيونه وملامحه واهي تقول : هاه نمشي ياوليد !
طالعوها كلهم ووليد يقول بنظرة ظايعة : اي يالله مشينا .. !
التفتت غاده لساره وقالت بابتسامة عذبه : بيننا اتصال حياتي ..
هزت ساره راسها بنعومة وهي تقول : على خير ان شاء الله ..
وتجاوزتهم غاده واهي تقول : باي .. ومشت مع أخوها لبرا البيت و وليد التفت بسرعه وقال : فمان الله ..
ومشى بسرعه للسيارة وركب وغاده ركبت وسكرت الباب .. ! وماقدر وليد يمنع نفسه من انه يلتفت للباب ويطالع ساره النظرة الأخيره !! وشاف ساره تمشي لمازن وتمسك إيده بكل بنعومة !! ومازن يسكر باب الشارع بالإيد الثانية .. وتقطع قلب وليـد بكل حمق وغيـرة وألم !

**********
دخل سليمان المقبرة بهدوء ومشى بخطوات تجر الآلام والجروح معها !! ودارت عيونه بكل ظياع بين القبور لعله يلمح خالد .. أو حتى خيال خـالد !! لكن المقبرة كانت خـالية بهاللحظة من أي بشر ! مشى بصمت يشابه صمت الأموات بقبورهم .. لين وصل لقبر أمه وقعد قدامه .. ولا شعوريا سالت الدموع بكل حرارة من عيونه الي ماجفت لها دمعة من ايام وليالي ! وبكل ألم وحزن قال بتنهيدة : ارتاحي يمه بقبرك ارتاحي .. هالدنيا الي من تركتينا فيها ماريحتنا بيوم من بعدك يايمه .. (( وبكى وهو يقول : يمـه همومنا عيت تخلص !! واحزاننا مو راضية تنتهي ! تعبنا و تدمرنا وتشتتنا ! واتنهد من كل قبه وهو يمسح دموعه ويقول : الله يرحمك ويسكنك فسيح جناته يا غلا الدنيا انتي يايمه .. ! وظل قدام قبر أمه يدعي ويشكي ويبكي .. لين حرقته الشمس وقام لوين ماهو قبر أبوه وقعد قدامه يدعيله من قلبه ويبكي !! وكل شوي يلتفت ويدور بالمكان ياعسى يدخل خالد ولا يشوفه .. مر الوقت وهو محترق تحت الشمس وخالد لا جاء ولا طل ! لين دق فهد عليه .. ويوم عرف انه ماشاف خـالد قاله يروح يرتاح ويجي بالليل .. يمكن خـالد يجي الليل بدال الشمس والحر ! رجع سليمان مكسور الخاطر ومتحطم ! وأول ماشافه مازن وشاف وجهه المحمر من الشمس وحالته ودموعه ! اتقطع قلبه بكل حزن عليه !!. واقترح عليه يتناوبون .. ويروح مازن للمقبرة هالوقت ياخوف يجي خالد ويروح ومحد يدري عنه !! وفعلا راح مازن للمقبرة وظل فيها لين العشاء ورجع متحطم ويائس .. ! وظل بالصالة يتشاكى اهو وسليمان لين وقف سليمان فاجأة واهو يقول : باقعد هناك يامازن لين الفجـر وحتى لو طلعوني من المقبرة بظل بالسيارة مو متحرك لين أشوفه !
وطلع بسرعه وركب السيارة وانطلق للمقبرة واهو عزم من كل قلبه وخاطره ان مايرجع الا وهو شايف خالد ومحصله و مهما كان الثمن !!
الساعه 3 الفجـر !
كان سليمان قاعد بالسيارة قدام المقبرة والصداع فاتك براسه والألم ينغز بصدره وكيانه .. وعيونه دايرة بالمكان وكل شوي ينتبه لشخص يمشي يشخص بصره فيه يحسب انه خالد الي يمشي !
وفاجأة ! انتبه لشخص متلحف بالسواد ! ملابسه كلها أسود باسود وطاقية سوداء وحتى النظارة سودا !! يمشي بكل هدوء وراسه نازل على الأرض .. لين وصل لبوابة المقبرة يبي يدخل ! ونقز سليمان من مكانه واهو يطالع بهالشخص ! وخفق قلبه بكل عنف واحساس قوي بداخله يقول ان هذا خـالد .. !! ونزل بسرعه من السيارة وركض بسرعة البرق خلف هالشخص ! وشافه واهو يدخل لداخل المقبرة ودخل سليمان وراه وقلبه يصرخ بمعاني الألم والعذاب !! واحساسه ان هالشخص اهو خالد ماغيره خلى دموعه تسيل بكل ألم من عيونه واهو ينادي من خلف الشخص بصوت مذبوح : .. خـــــــــالد . . خــــــــالد .. !
وقف الشخص الي قدامه فاجأه .. والتفت بخفه لسليمان .. ورفع إيده لنظارته بعجز وقلة حيلة .. وشال النظارة من عيونه وظهرت عيونه لسليمان !
وانصدم سليمان من شاف الشخص وهوى قلبه لرجوله واهو يبتعد خطوى للخلف ويطالع بالشخص الي قدامه بكل ذهـــول ! لأن الشخص الي قدامه كان خـالد أخوه ماغيره !! لكن بمظهر يختلف عن مظهـر خالد إلي هو يعرفه !! مظهر يبين ان هالشخص كان طوال الأيام الي فاتت يكابد العذاب النفسي !!والعـذاب الصحي والجســدي !!!

ياترى وين كان خـالد طول هالأيام الي فاتت ووش شاف سليمان من مظهر خـالد وخلاه يخترع وينصدم !!
هالمصيبة الي طاحت على مازن وماكان حاسب لها أي حساب ! شلون بينقذ نفسه منها ويحلها !! وش تكون النتيجة بالآخر !
وبقيـــــــــــة الأحداث الي حرقت قلبي أنا وحرمتني الراحة ! وش بتكون نهايتها ؟!

****************

الحلقـة الـ 30
" الكـــــــارثة ! "

**********


نفاضة قوية نفضت كيان سليمان واهو يطـالع وجـه خالد بكل ذهول وصدمة !! وخالد يراقب عيون اخوه المصدومة بنظرة ظايعة !! وقشعريرة مخيفة سرت بجسد سليمان وخالد لوجودهم بين المقابر ولمفاجأة لقائهم الغير متوقع بهالمكان ! اقترب سليمان بخطوات هادية لخالد واهو يراقب وجهه ويقول : وين كنت ياخـالد ؟ وش الي صار فيك ؟!
تسمـر خالد مكانه وعيونه ظايعة بوجه سليمان من غير أي كلمة ولارد !! وخفق قلب سليمان بكل خوف على أخوه ومسكه من ذراعينه واهو يقول : خالد اخوي شفيك ؟! رد علي وكلمني وقولي وش صارلك ؟
ظاعت عيون خـالد بوجه سليمان وهمس بشفايف مرتجفة : .. ظلمتهـا .. وخسرتهـا !
طالع سليمان بوجه أخوه وانصدم من شكله واهو يطالعه عن قرب ! كانت دوائر زرقاء محايطة حولين عيونه الاثنين ! وأنفه متورّم بشكـل مخيف وصاير معكوف ! وانتفض قلبه بكل ألم وخوف وهو يقول : وش صارلك ياخالد ! ليه وجهك كذا ؟!
لف خـالد وجهه عن سليمان وظاعت عيونه بين القبور واهو يقول بصوت مرتجف : حاولت انتحر !
انصدم سليمان وقال بذهول : تنتحر ؟! خالد انت مجنون ؟! شلون فكرت تسوي هالشي ياخوي وليه ياخالد ليه ؟ وسالت دموعه بكل ألم وهو يطالع بخالد الي ماتحمل وسالت دموعه اهو بعد ! وبكل آلامه وجروحه رمى نفسه على اخوه الي تلقفه وضمه بقوة وصاروا يبكون اثنينهم بكل ألم وحزن !! وسليمان يضمه ويبكي ويقول : ليه سويت بنفسك كذا ياخـالد ! شلون ماجينا على بالك احنا اخوانك واختك الي من غبت عنا ماغفت لنا عيون ولا ارتاح لنا خـاطر !
خالد وهو يبكي : شفت المـوت ياسليمان شفت الموت ومحد يدري عني ! طلعت أكبر ظـالم انوجد على هالدنيا ياسليمان واكتشفت اني ظيعت سمر مني بدون أي ذنب !
وبعد نفسه عن سليمان واهو يبكي ويقول : ماتحملت فكرة خسارتها ياسليمان ولا اني أعيش هالدنيا بدونها واخترت الموت على اني اعيش بعذاب فراق أنا الي كنت متسبب فيه (( وخبط على صدره بقوة واهو يكمل : وانا الظالم وانا الطاغي ياسليمان انا الطاغي والمتجبر وانا الي ظيعتها من إيدي بشكوكي وأفكاري السودا وماتركت لها فرصة تبرر ولا تدافع عن نفسها (( وشاهق بالبكي واهو يكمل : كنت عايش مع وردة ومع قلب طاهر وصافي .. وقطفت هالوردة بكل قوة ودعست عليها برجلي بدون ماتذنب شي ! وشلون تبيني أعيش بعد الي سويته فيها ياسليمان ماقدر أتحمل ماقدر !
ضم سليمان أخوه بكل حنان واهو يقول : هوّن على نفسك ياخالد واهدى ! أدري ان الي صار مو سهل لا عليك ولا عليها لكن مو معنى هالشي انك تحاول تنتحر ياخـالد مايصير تفكر بهالطريقة ! .. وابتعد ليطالع بوجه اخوه الي يبكي ومسكه من إيده ليمشيه لخارج المقبرة واهو يقول : تعال ياخالد نطلع من هنا ..
مشى خالد معاه باستسلام وهو يحس بالظياع ! وكان وده يقعد بالمقبرة لكنه حس بعجز عن الاعتراض ! ماعاد فيه لا يعارض ولا يطلب ولا يختار ولا يفكر بعد ما خسـر حبه وحياته وسبب وجوده بهالدنيا !
مشى سليمان واهو ماسك إيد أخوه لين وصلوا السيارة وركب خالد وسكرله الباب ومشى بسرعه وركب جمبه وهو يقول : خالد الحين اهم شي أبي اعرفه اهو شلون حالتك ؟ وهالزراق الي بين عيونك وشكل أنفك هذا وشو ؟
خالد وهو ساند راسه على الشباك بتعب : صدمتني سيارة ! وكمل بدون مايلتفت لسليمان : أو بالأصح رميت نفسي على سيارة !
خفق قلب سليمان بعنف واهو يقول بصدمة : لاحول ولاقوة إلا بالله ووش صارلك بعدها ؟ ورحت المستشفى ولا شلون ؟
خالد بعيون ظايعة وصوت مبحوح : أغمى علي من طحت على طول !! ووداني واحد الله يجزاه خير للمستشفى ودخلني الطوارئ وحطولي ضمادات على وجهي لأن السيارة طيرتني ورمتني على وجهي بالرصيف ! .. واتنهد واهو يكمل : وبعدها شخصوا حالتي الظاهرية وطلع أنفي مكسور وكنت وقتها منهار و .. ومعاي آلام شديدة بالراس لدرجة اني فقدت التركيز لكم ساعه !! وعطوني ابر مهدية ونمت الليله بالمستشفى .. وحاولوا بعدها يسألوني عن أي رقم عشان يكلمونكم لكني .. (( وبكي واهو يقول : لكني ماكنت أتجاوب معاهم لأني بغيت أموت .. بغيت أظل بالمسشفى لين الله ياخذ عمري !! حتى اني كنت أرفض الأدوية الي يعطوني هي ورفضت أخضع لأي عملية ولأي أشعة مقطعية كان لازم أسويها عشان يتبين وش الي فيني ! لين طلعوني ثاني يوم بالغصب وعلى مسؤوليتي بعد ماتأكدوا اني قادر على المشي والكلام ! ..
كان سليمان يبكي واهو يسمع اخوه وقلبه متقطع بكل ألم وحزن على حاله وقال : وكيف قدرت تطلع وانت تعبان ياخالد ؟ ووين رحت بعد ماطلعت من المسشفى ياخالد ؟
خالد : كنت تعبان ويالله أمشي والآم راسي وأنفي تمنعني من التركيز زين ! ورحت وشريتلي مسكن وصرت أبلع فيه كل شوي لأخفف الآلام الي مخليتني مو قادر أتحرك وبعدها .. رحت الحرم !! كنت منتهي خـلاص ومالقيت الا حرم الله يأويني .. ! وقعدت هناك أدعي الله يصبرني ويقويني لأني خـلاص حسيت الدنيا أظلمت بعيني ! وظليت هناك يومين وأمس الي رجعت وأول ما رحت .. التفت للمقبره وقال بألم : رحت لقبر أمي وأبوي .. طحت على قبورهم أبكي وأشكي وأصايح .. ! حسيت ان حياتي مدمرة خـلاص ! اتمنيت احفر قبر أمي وأدخل عندها وما أطلع ! أموت نفسي غصب لأني ماعاد أرجي شي من هالدنيا ولا عاد أقوى أعيش فيها بعد .. ((وناهج هو يلم راسه بكل ألم و يبكي ويقول : بعـد ما خسرت سمر وذبحت قلبها وقلبي بإيدي .. خـلاص ليه أعيش ياسليمان قولي ليـه !! (( وغطا وجهه بإيده وصار يبكي مثل الطفل الظايع والفاقد لكل معاني الحنان والأمان والاحساس بالحياة !
مسك سليمان ذراع خالد ودموعه تسيل بكل حزن على أخوه .. وضغط عليها بقوه واهو يقول : بس ياخوي بس .. مايصير الي تسويه بنفسك ولا الي سويته ! ياخالد كل شي ممكن يتغير ويتصلح بس مو تسوي بنفسك كذا ؟ تبي تنهي حياتك لأنك غلطت ؟! خالد ياخوي مو كل شي يضايقك يكون حله النهاية ! تبي تنتحر عشانك حسيت بغلطتك !! وطلقت سمر عشانك حسيت بغلطتها ! مايصير ياخوي تكون النهاية اهي حلك لكل أمور حياتك ياخوي .. (( وبكي واهو يقول : شلون فكرت تنتحر ياخالد شلوون ؟؟ حرام عليك نفسك وشبابك وحرام عليك اختك واخوانك وحرام عليك حتى سمر ياخالد !
خالد وهو يبكي : سمـر .. ؟ سمر تتمنى موتي ياسليمان ! تتمنى تقتلني إهي بإيدها ! بعد مادمرت روحها وذبحت قلبها وظلمتها واتهمتها بالخيانة واهي أطهر من الطهارة نفسها !
سليمان بألم : مابي ألومك وأكدر عليك ياخالد .. بس ليه توك تعرف ؟! أوكي شلون عرفت ببرائتها واكتشفت انك ظالمها !
مسح خـالد دموعه بطرف كمه واهو يقول : بعد ماطلعت من الفندق ذيك الليلة .. بغيت أروح لطلال .. وأمسكه وأنتفه بإيدي لأن الشكوك كانت معميتني .. وشعور الخيانة كان اهو الي يحركني وحارقني ومعجزني عن اي تفكير غير ان طلال وسمر خونة ! .. رحت للشركة وظليت قدامها انتظر طلال يوصل عشان أدمره ! ويوم شفته اتأخر ماتحملت ودخلت الشركة ودمي فاير لين وصلت مكتبه وثارت أعصابي يوم مالقيته ! واتصلت على جواله من تلفون الشركة .. (( وبكى واهو يحاول يقول بكل ألم : وردت علي أخته وطبعا ماعرفتني .. وسألتها عن طـلال وقالتلي الشي الي هز قلبي ونفض روحي ! .. قالتلي طلال مايستخدم جواله هالفترة ومعطيها جواله تستخدمه إهي لأن جوالها مفصول !! وسألتني عن اسمي لكني سكرت بوجهها وانا مصدوم ! وأحاول أفهم معنى لهالكلام ! ماقدرت أصدق ان نهى إهي الي كانت تكلم وتراسل سمر ! كان صعب علي استوعب هالشي بسرعه .. وصرت أحاول أصبر نفسي وأقول يمكن سمر اتفقت مع نهى تقول هالكلام ! كان صعب أطلع نفسي ظالم وخاسر لكل شي لمجرد شكوك مالها أي صلة بالواقع ! ورجعت لمكتب طلال بلا سبب محدد !! ودخلت مكتبه وفتشت بين اوراقه .. ولقيت الشي الي قلب كياني فـــــوق تحت !
سليمان من بين دموعه : وشو ياخالد !
اتنهد خالد بكل ألم وضيق وقال واهو يكابد دموعه : لقيت .. لقيت كرت دعوة لزواج طـلال على سمـاهر ! انهرت ياسليمان وماصدقت !! طلال كان مملك وبيتزوج وأنا ما أدري ! والي دمرني وسحق قلبي وروحي اهو اسم الي بيتزوجها ! سماهر ! .. وهالاسم الي كان مكتوب بالدرع يوم ظنيت انه سمر مو سماهر !
سليمان بألم : سموور !
خالد وهو يشاهق : اي ياسليمـان ! سمور !! .. وخلاااااص .. من بعدها ماعاد شفت طريقي .. طلعت من الشركة وأنا أتخبط يمين يساره وماتحملت فكرة اني ظالمها .. وصرت أسترجع كلامها الي قالته لي قبل ما .. (( وصك سنونه وهو يقول بألم : أرمي عليها الطلاق .. ! كانت تحاول تقولي ان مابينها وبين طلال شي .. كانت تحاول تفهمني ان كل الاشياء الي شفتها كانت بمحض الصدف !! كانت تحاول تبرر وتبي تدافع عن نفسها .. لكني ماخليتها (( وصار يناهج واهو يكمل : ماخليتها تبرر لأن شكوكي كانت أقوى مني .. أقوى مني ياسليمان !! وماتحملت هالشي وأول ماشفت سيارة مسرعه بالشارع رميت نفسي قدامها وصار الي صار .. !
مسك سليمان ذراع اخوه وشد عليه وقال وهو يبكي : الحمدلله على سلامتك ياخالد الحمدلله !
خالد وهو يبكي : .. بس مابي أعيش ياسليمان بهالدنيا مابي مابي ..
سليمان : ياخالد انت ناسي عقاب المنتحر ! ناسي انه يخـلّد بنار جهنم ؟ شلون هان عليك هالشي ؟ ياخالد انت متى تبطل تهورك بأفكارك وتهورك بقراراتك ! ياخالد إنت غـالي علينا كلنا ومانبي نخسـرك ياخوي يكفي ماخسرنا يكفي !
خالد : شسوي يا سليمان قولي ! ذبح قلبي عذاب الضميـر والله طير مخي وجنني وأنا أشوف خيال سمر كابوس يجيني كل لحظة ويلوموني ويرهق روحي ويتركني !
سليمان : انت هدي نفسك ياخـالد .. وان شاء الله كل شي بيتصلح ويتعدّل بس خلنا الحين نروح البيت ونطمن الكـل عليك و نخـ ....
قاطعه خالد بألم : لا ياسليمان مابي أروح صوب بيتها .. تكفى والي يسلمك ارحمني من هالعذاب ولاتودني هناك !
سليمان بحنان : شلون أجل ياخالد ! وين تبي تروح ؟ مردك لبيتك وعند اخوانك واختك .. !
خالد وهو يلم راسه بكل ألم : ما أقوى ياسليمان والله ما اتحمل .. من اقبل على المكان بينطعن قلبي بخنجر حاد وأحس روحي بتطلع مني ..
سليمان : بس انت لازم ترتاح ياخالد .. لازم تاكل شي وتريح جسمك طالع شكلك شلون كنك هيكل عضمي ياخالد مايصير !
خالد بتعب : خذني لأي مكان الا صوب بيتها .. مابي اروح هناك ماقدر والله ماقدر ..
اتنهد سليمان بعجز وضيق وقال : أوكي بوديك لفندق ترتاح فيه الحين وبكرا يصير خير ..
رجع خالد الكرسي على ورى ومد نفسه عليه وغطى عيونه بذراعه وهو يحس بالآلام تنغز جسه وتتركز براسه ! راسه الي تأذى بالحادث وهو مو داري ولا أحد داري !! وسليمان شغل السيارة واهو يطالع خالد وقلبه متقطع بكل حزن وحنان وألم على أخوه ومشى بالسيارة لأقرب فندق ممكن يودي خالد فيه ويرتاح !

*******

دق جوال فهد واهو الي ماغفت له عين ولا ارتاح له خاطر من عرف عن كل شي ! وقام بسرعه مسك الجوال ولقى سليمان المتصل ورد بحماس : هلا ياسليمان !
سليمان بهدوء : هلا ياخوي .. ابشرك لقيت خـالد ..!
خفق قلب فهد بالفرح وقال بصوت متهدج : الله يبشرك بالخيـر ياسليمان .. وين لقيته ؟
سليمان : زي ماتوقعت يافهد .. لقيته جاي للمقبرة بنص الليل وانا كنت بالسيارة مو راضي أتحرك لين أشوفه .. والحمدلله جا وشفته ..
فهد : وينه ياسليمان عطني اياه !
سليمان : نايم الحين يافهد .. ماتصدق وش كثر تعبان الله يهديه ذبح قلبه وروحه طول الايام !
فهد وخانقته العبرة : ما اقول غير الله يهديك ياخالد ! طيب وش قالك ياسليمان وين كان طوال الفترة وكيف حالته ؟
سليمان بتنهيدة : مو بخير يافهد ..
فهد بألم : ليه وش فيه خالد ياسليمان قولي أمانة ولاتخبي عني شي ..
حكاه سليمان كل شي قاله خالد وعن الحقيقة الي عرفها وعن الحادث الي صابه وعن روحته الحرم وعن المستشفى وعن كل شي .. لين قال فهد من بين دموعه : الحين مايهمني غير انك توديه المستشفى ياسليمان وتتطمن على حالته وخله يسوي الأشعة المقطعية وان كان يحتاج عمليه ولا شي لازم يسوي غصب عليه !
سليمان : انا كنت ناوي والله اذا صحى وارتاح أوديه المستشفى لأنه يشتكي من الام راسه بشكل كبير !!
فهد بخوف : تكفى ياخوي لا تهمله !! هذا مايدري عن مصلحة نفسه ولا بشي ! لا تطاوعه ياسليمان والي يسلمك خل يروح المستشفى والي يقوله الدكتور يتنفذ .. واذا عارض وعيا كلمني وأنا أكلمه وأوريه ..
سليمان : ابشر ياخوي لا تقلق روحك وانا دامني لقيته الحين مو مخليه على كيفه لو يحلم !
فهد وهو يتنهد : فيك الخيـر ياخوي فيك الخير .. وأمانه اول مايصحى خلي يكلمني زين ؟
سليمان : ان شاء الله ..
فهد بتنهيدة : يالله ياخوي الله معك ..
سليمان : فمان الله ..

*******
" غبت يوم وعذرناك .. وبولهنا انتظرناك .. يالله ارجع كفاية .. بصراحة فقدناك
في غيابك نسينا .. وش لنا وش علينا .. شاغل البال فينا .. ليتنا ماتركناك .. حتى بالحلم شفناك .. "

كانت ساره تستمع لهالأغنيه وهي تفكر بخالد وتبكي بكل ألم ووحدة وظياع وحزن .. !!
وفاجأة دق سليمان على جوالها وطمنها على خالد وبكت من الفرحة وأصرت تجي الفندق وتشوفه !! وسكرت من سليمان ودقت على مازن الي طار من الفرحة وماصدق !! وأول ماصار الصباح وصحى خالد دق سليمان على فهد وعطاه خالد يكلمه وماتحمل فهد صوت اخوه التعبان وبكى وخلى خالد يبكي من قلبه .. وحس انه قطّع قلوب الكـل بالي سواه وبالحالة الي وصل لها ! .. وأصر عليه فهد يروح المستشفى واذا احتاج عملية يسويها .. وطاوعه خالد بضيق واهو الي حس بالعجز من اي اعتراض او جدل !! وشوي الا وصل مازن وساره عند خالد بالفندق .. وانهارت ساره قدام منظر خالد الي يقطع القلب !! مع ان سليمان مهـّد لهم وقالهم ان خالد مصاب لكن ماتحملت ساره مظهره وبكت وإهو ضامها بكل حنان لصدره ! ويحاول يهديها ويطمنها انه بخير .. !
والتفت لمازن الي تقدم له ودموعه تسيل على رفيق عمره وحياته واخوه الي ماجابته امه وضمه بقوة واهو يبكي ويحمد الله الي سلمه ونجاه ورده لهم .. ومحد منهم لامه على الي صار ولاحد منهم حاول يجيب للموضوع طـاري !! لين اهو خالد الي التفت لمازن وقال بشفايف مرتجفة : شلون سمر يامازن ؟
نزل مازن عيونه بالارض وحس بالألم يعصر روحه على أخته وهو بعد متضايق من خالد على الي سواه بسمر لكنه كتم الضيقة واهو يقول بهمس : إن شاء الله بخير ..!
حس خالد بالآلام تعصف راسه بطريقة خلته بالقوة يتكلم ويقول : إن شاء الله بخير ؟؟؟ ليه انت ماتدري عنها ؟! .. (( وطالع بمازن الي شاح بوجهه عنه من غير رد وخالد قال بصوت مذبوح : طالعني يامازن !! أدري انك ماتبي تحط عينك بعيني لأني أكبر ظالم شفته بحياتك ! بس تكفى لا تعذبني وأنا بروحي متعذب و متدمر !
لف مازن وجهه وضيق عيونه بألم واهو يطالع خـالد ويقول بضيق : ليه تهوّرت ياخالد !
خالد وهو يبكي : لأني حمار يامازن ! لأني حيوان ما أفهم ان الي كنت عايش معها طاهرة وأعف من العفاف نفسه !! أدري انها مدمرة الحين يامازن .. وأدري انها ماعاد تبيني ويمكن مادرت اني موجود بالفندق ولا سألت ولااهتمت بهالشي .. صح ؟؟
اتنهد مازن بألم وهو يلم جبينه بإيده وخالد يراقب عينه ويقول : رد علي يامازن وقولي !! أدري ان سمر بحالة ماتسر وماسألت عني طول هالفترة .. لكن صدقني يامازن أنا ندمـــــان وحسرتها صايرة جمرة بقلبي بتظل تحرقني طول عمري ! .. (( ولم راسه بإيدينه بمحاولة عاجزة عن توقيف الآلام الي براسه والي اشتعلت بقلبه وصار يبكي ويناهج بكل ألم !
سالت دموعهم كلهم وحسوا بالألم يعصفهم وساره بكت من قلبها وهي تقعد قدام أخوها وتضمه وهو طاح على صدرها كالطفل يبكي ويشاهق وساره تقول وهي تبكي : بس خالد حبيبي لا تسوي بنفسك كذا أرجوك ارحم قلبك وارحمنا .. ! يكفي العذاب الي عشت فيه طول الايام وبس خلاص ان شاء الله سمر تهدى بعد و كل شي يتصلح ياخالد بس تكفى هدي نفسك ..
حس خالد ان فيه شي متعلق بسمر اهو مايدري عنه ! ورفع راسه من صدرها والدموع مغرقة وجهه ونقل بصره بينهم واهو يقول : وينها ؟! (( وطالع بمازن واهو يبكي ويقول برجاء : وينها يامازن ؟ تكفى قولي وينها ووش صار فيها من بعد ماتركتها ؟
اتذكر مازن كلام سمر وكيف حرصته وبشده ان مايعلم خـالد عن مكانها ولا يقوله شي عنها ! واتنهد بكل ضيق واهو يمسح دموعه ويقول بصوت متهدج بالدموع : اسمعني ياخالد .. الي صار صار وماعاد فينا نلومك عليه ولا نقول ليش سويت الي سويته وليه طلقتها قبل ما تتأكد وياليت وماياليت لاء خلاص .. ! مابي أعذب قلبك ياخالد لأني باحكم على نفسي بالعذاب معاك لأنك قطعة من قلبي وانت تدري بهالشي .. لكن سمر مو هنا ياخالد .. ! سمر راحت وتركت وراها غرض تبيني أسلمك هو وسمته تبرئة للذمة ! وغير هالشي أرجوك لا تسألني عنها ياخالد لأني والله أنا نفسي مو قادر أوصلها !
خالد بألم : وشو هالغرض يامازن ؟!
وقف مازن وهو يقول : ثواني بس بجيبه من السيارة ..
ومشى عنهم وعيونهم تلحقه لوين مامشى وراح وخفقت قلوبهم بكل خوف وقلق وألم وتوترت أعصابهم للآخر .. وخالد لم راسه بقوة واهو يحس انه بينفجر بين لحظة وثانية !! وشوي الا جاهم مازن وبإيده ظرف كبير وخالد أول ماشاف مازن داخل وقف بسرعه ومشى لعنده ومازن مد ايده بالظرف واهو يراقب عيونه ويقول : هذا الظرف ياخالد !
تناول خالد الظرف من مازن بسرعه وفكه بأصابع مرتعشه لين طلع من داخله ورقة كبيرة مكتوبة بخط سمر وتسارعت دقات قلبه بكل عنف وسالت دموعه وعيونه تتناقز على السطور بكل ألم وخوف :

" إلى من كان زوجي وحبيبي .. خـالد ! "
عندما تصلك هذه الورقة فهذا يعني أنه لم يعد لي وجود في أرض الواقع ولا وجود في حياتك مطلقا
فلقد حلقت مبتعدة في سماء الدنيا .. راحلة إلى بلد بعيد !! لكي أبتعد كل البعد عنك وعن ذكريات حبنا الماضي الذي قتلته بشكوك التي لا معنى لها .. !!
أرجو أن تقرأ كلماتي هذي بجميع حواسك التي تشعر بها .. إن كان بها بقايا شعور أو رماد إحساس !!
لن أقول حبيبي أو حياتي أو حبي وغرامي .. فكل تلك الكلمات أشعر أنها فقدت معانيها بقلبك الظالم ..!!
لذلك سأسرد كلماتي بدموع عيني وبدم قلبي .. لا لشئ إلا لكي أبرئ نفسي أمام من كنت أكن له بيوم من الأيام جنون الحب وسحر الغرام !!
لازالت صدى كلماتك الأخيرة التي رميتني بها ترن بمسمعي وتطعن قلبي كخنجر حاد .. !!
رميت علي الطلاق وتركتني ورحلت .. بأي ذنب لا أعلم ! محيتني من حياتك واختفيت .. بأي ذنب لا أعرف .. !
شككت بي أنا حبيبتك التي لم يعشق قلبي يوما شخص غيرك .. ولم ألتفت لحبيب سواك ..
تركت المجال لوساوسك الشيطانية تلعب بكيانك وتدمر عقلك وتنسيك من تكون هي سمــر !
أنساك غضبك ونيران غيرتك .. حبي المجنون الذي لم يعرف يوما شخص سواك ! أنسيت من هي سمر ؟!
سمر تلك الانسانة المتيمة والعاشقة لقلب طعنها بكل قوة ورحل .. أطلق سهامه فأصابت .. !!
سمر تلك الانسانة التي خُلقت لتعشقك وعاشت لتعشقك وستموت وهي تعشقك .. ولكن بدونك !
شككت بحبي الجامح الذي يجتاح بكياني .. ويعصف بقلبي .. من أجل تصرفات لا حكم لي عليها !! لماذا ؟!
أمن أجل رجل لا علاقة لي به !؟ وانما علاقتي بأخته .. لكن حكمتنا الظروف لنلتقي دون قصد منا.. وجمعت بيننا صدف بريئة ومكالمات ورسائل بريئة .. فلم تكن منه .. بل من اخته التي اضطرت لاستخدام رقمه .. حتى الموقف الأخير لعبت وساوس الشيطان ببالك لتعتقد أنني أهديه ويهديني !! ويل قلبي من اتهامك القاسي حبيبي
فهو رجل عشق زوجته .. ولم أحرك فيه أنا أي شعره !!
كيف لم تنتبه لهذا ؟ كيف جعلت وساوسك تدمر كل مابنيناه معا .. كيف استطعت أن تفكر بتلك الطريقة المجنونة .. دمرت قلبي وحياتي وكيـاني .. فكيف أقدر أن أسامحك ؟! بعثرت روحي وفؤادي فكيف سأنسى مافعلته بي !
كيف سمحت لقلبك أن يغضب على من تهواك بذاك الكم الهائل من الغضب !
كيف سمحت للسانك أن يطلق تلك الكلمات اللاذعة ؟! تلك الكلمات التي دمرت بها حياتنا معا ! تلك الكلمات الي هشمت بها علاقة حبنا المجنون !! تلك الكلمات التي أشعلَت بقلبي نارا ستظل دوما ولن تنطفئ !! تلك الكلمات الي محيت بها وجودي من حياتك منذ تلك اللحظة ..
فوداعا يامن كنت لك بيوم الأيام حبيبة الفؤاد ! ودعاً للأبد !!
" زوجتك السابقة : سمر "

أبعد خالد الرسالة من قدام وجهه بإيد مرتجفة !! وشخصت عيونه بالأرض بكل ذهول ! وفرجة بين فمه متوسعة بكل صدمة !! وفاجأة انتفض جسمه بكل قوه قدام عيونهم وكن روحه بتطلع منه !! ودار راسه لحظات وجسمه يترنح و .. وهوى بقوة على الأرض ضريح أشد انواع العـذاب النفسي والعذاب الجسدي !!

******

نغمات مختلفة تصدر من أكثر الجوالات !! اتصالات تتبعها اتصالات !! صوت هامس من شخص وصوت عالي من شخص آخر ! دموع متلاحقة وأنفاس متقطعة ! خطوات رايحة وخطوات جاية ! فوضى خارجية وفوضى داخلية ! .. كــان هذا حـال الكـل بالمستشفى واهم ينتظرون خـالد عند باب غـرفة العمليـات !! والكـل عرف بالخبر .. حتى أبو مازن وأم مازن ! لأن الي صاب خالد بالحـادث طلع مو مجرد كسر بالأنف وبس ! طلع مصاب برضوض داخلية بالدماغ !! .. وبعد مرور ثمان ساعات من الانتظار الموتر لكـل عصب من أعصابهم والمدمر لنفسياتهم ! طلعوا خـالد من الغرفة واهو بحـالة ماتسر لا حبيب ولا عدو !! كانت الأجهزة حوله ومتصله بكل جزء من صدره ودماغه وأنفه وفمـه !! ورباط مشدود حولين راسه وضماد مغطي أنفه !! والكـل اخترع عليه وانهار قدامه ! وساره ماتحملت منظر اخوها وصدمتها حالته ! ونغزت الآلام قلبها وهوت بين إيدينهم ! ومن حسن حظهم ان كانوا بالمستشفى وطاروا فيها للطوارئ وعطوها كمامة وابره مسكنة ومهدية .. وكانت كل شوي تصحى وتنطق اسم خالد وتبكي ! وسليمان ومازن وغاده كانوا بينها وبين خالد بحالة من الدمار النفسي والجسدي خاصة يوم انقلوا خالد لقسم العناية المركزة ! وظل تحت الرقابة المكثفة لأن منطقة الدماغ حساسه وخافوا لايصيبها نزيف داخلي ووقتها بيكون النجاة من هالشي .. صعـب !!
وفي فجر اليوم الثاني وصلت الطيـارة المقلعة من روما إلى جده ! بعد ما قطع أبو مازن وفهد كل شغلهم وطلعوا المطار وقلوبهم تنتفض من الخوف على خـالد ومن المصيبة الي طاحت عليهم !! .. وبقى شخص واحد عايش بعـالم ثاني ومايدري عن كل هالفوضى وهالعذاب .. سمر !! ..

سمر كانت عايشة بعالم من الكآبة والدموع والأحزان .. هي خـلاص استوعبت الصدمة واتقبلتها ! لكن ظل الحزن والضيق رفيقها بكل لحظة وبكل وقت وبكل حين ! منعت كل الاتصالات عنها ! وقدرت تسوي هالشي لأن جدتها كانت من النوع الي مايرد على تلفون البيت .. والخدم اهم الي يردون واهم الي قالت لهم سمر يصرفون أي مكالمات تطلبها سواء من داخل لبنان أو خارجها !! .. وسكرت جوالها وماعاد صارت تكلم أحد ولا تبي تسمع صوت لأحد ! إلا أهلها كلمتهم مره وحده وحاولت تصطنع المرح ولا عاد كلمتهم مره ثانيه !! لكن هالمره الوضع كـان مختلف !! لأن أهلها عرفوا الخبـر وظهرت الحقيقة قدامهم وانصدموا وانهاروا وماصدقوا .. !! وظلوا بحالة من الصدمة والعذاب على سواة خـالد ببنتهم .. وبحالة من الحزن والألم على الوضع الي وصله الحين واهو طريح الأجهزة بالمستشفى !! وبقى لازم الحين سمر تعرف بكل شي ! لكن شلون يوصلون لها .. ووش بيقولون لها ؟؟!!

مر أسبوع كـامل على دخول خـالد المستشفى وبخلال هالأسبوع كان الكـل يموت فيه عشرات المرات من الخوف والحزن والألم !! لأن وضع خالد كان سيئ والدكتور قالهم ان أعصابه منهاره بشكل كبيـر وهالشي مايستحمله شخص عادي فكيف شخص مصاب بكدمات جامدة بالدماغ والأنف !! وهنا مركز الأعصاب المتحكم بالجسم كله .. !! وكان لازم تراعى حالته وماينصدم وينهار لأي سبب !! ..وبآخر يومين اتحسن خالد شوي .. واستجاب للحركات الي طلبوه الدكاتره منه من تحريك الراس والمشي والكلام ! لين طلع أخيرا من المستشفى بعد تنبيهات وتحريص شديد من الدكتور لتجنب أي انفعال عصبي بهالفترة ممكن يكون له رد فعل سيئ على دماغه !!

وحاولوا أهل سمر يوصلون لسمـر بأي طريقة لكن بلا فائدة !! وبمـره قدرت أم مازن تكلم سمر يوم طلبتها من جدتها وكلمتها سمر بصوت مذبوح ومنتهي !! وسألتها امها عن احوالها وأول ماجابت طاري خـالد انهمرت دموع سمر واهي تنهي المكالمة من أمها بسرعه وسكرت الخط بدون ماتسمع شي عنه !! كان الوضع صعب على قلوب الكـل ومدمر لكيانهم !! بالوقت الي تصلحت أوضاع الشركة .. تدمرت أوضاعهم اهم !! وفهـد محترق بكل ألم على وضع أخوه الي من طلع من المستشفى واهو بحالة من الصمت والشرود والضيق الصارخ بكل نظرة من عيونه !! ..
ومازن كان الدمار النفسي متمكن منه بشكل ثاني !! لأنه اكثر واحد كان يعاني عذاب خالد وعذاب سمر وعذاب ساره وعذاب عطوف !! عطوف الي من بعد آخر مكالمة بينها وبين مازن ابتعدت بطريقة مانتبه لها مازن الا بهاللحظة !! يوم وصله فاجأة مسج من سعـد يطلب يقابله لأمر ضروري !! واخترع مازن واهو الي مو ناقص بلاوي جديدة !! .. واتفق يتقابل معاه بأحد المقاهي ..

وراح مازن للمقهى وأول مادخل شاف سعد واهو ينتظره على أحد الطاولات وأول ماشافه وقف واهو يراقب عيونه و يقول : هلا يامازن شفيه وجهك ؟؟
مازن بضيق : فيني الي كافيني ياسعد .. (( وقعد على الكرسي واهو يقول : انت بس قولي الحين وش السالفة الي تبيني فيها خرعتني !
قعد سعد قباله واهو يقول : أول شي طمني على خالد وش أخباره الحين ان شاء الله أحسن ؟؟
مازن بتنهيدة : احسن الحمدلله ..
سعد : مايرد علي أبد يامازن وانا والله ابي أتطمن عليه ..
مازن : خالد لازال تعبان ياسعد لاتلومه .. ان شاء الله يرتفع الايام الجاية ويكلمك ..
سعد : الله يشفيه ويعافيه ..
مازن : آمين .. المهم الحين قولي شعندك ياسعد ؟
سعد : عطوف يا مازن !
مازن بقلة حيله : شفيها بعد !
سعد : مادري يامازن ماعاد صرت أتقبل تصرفاتها !! صرت أحس ان وراها خطر واحسها تفكر بطريقة تبي تآذيك فيها بشكل او بالثاني !
مازن باستخفاف : وتوك تدري ياسعد ؟ عطوف ماجت السعودية اساسا الا عشان تآذيني .. وهذا الي خلاني أنسحب منها وما أسويلها شي !
سعد : تراني مليت منها تكفى يامازن شوفلي حل ! حركاتها ترفع الضغط والله وماعاد اتحملها !
اتنهد مازن وهو يقول بكل ضيق : مو بس انت الي تبي الفكة منها ياسعد ! انا والله أتمنى انها ترد لمكان ماجت اليوم قبل بكرا !!
سعد : ماظنيت حبيبي بترد .. ! لأني أمس سامعها قدامي واهي تكلم مكاتب ارسال العاملات بأمريكا وترتب على استقدام موظفات لحضانتها !!
خفق قلب مازن بكل عنف واهو عرف ان عطوف بدت تنفذ رغبتها الي خيرته بين انها تسويها ولا يسفرها اهو بنفسه لأمريكا !! وقال بحمق : يعني خـلاص بدت تتمم كل شي ؟؟
سعد وهو يحرك ايده بالهوا : كل شي يامازن .. بس الي حامقني اسلوبها وغطرستها وغرورها وكأن وراها شي وتخطط لشي مو زين !
مازن بحذر : وماتدري وين قررت تفتح حضانتها ؟؟
سعد : الا أدري .. خلاص اهي مرتبه كل شي وخالصة منه بمدرسة اسمها دار المعارف !!
ضرب مازن الطاولة بقبضته واهو يصك سنونه ويقول بغضب : للللاااء !!
اخترع سعد واهو يطالعه ويقول بذهول : شفيك يامازن ؟؟
مازن بقهر : سوتها يعني ياسعد !! هددتني وجالسة تنفذ التهديد !! (( ومرر أصابعه بشعر راسه بقوة واهو يقول بكل حمق : الا هالشي مستحيل أخليها تسويه ياسعد لو طارت للسما وصقعت بالأرض !!
سعد باستغراب : بس انت عارف انها جاية ونيتها تفتح الحضانة !
مازن : بس مو بهذه المدرسة ياسعد !! .. هذه مدرسة ساره واهي خيرتني بين اني أرجعها بنفسي لأمريكا ولا انها بتفتح حضانتها بمدرسة ساره وتبدا تلف عليها خيوط شرورها وبلاويها !!
انصدم سعد واهو يطالع مازن بذهول ويقول : شهالكلام يامازن ؟ يبه احنا وين عايشين ؟؟ فلم مرعب هذا ولا وشو ؟؟
مازن : هذه الحقيقة وهذه البلوة الي انا طايح فيها ياسعد !
سعد : وتاركني اعاون وحده بهالشكل وبهالأخلاق ليه ؟ عشان ايش طيب نعاونها يامازن ؟
مازن : مهاودة ياسعد .. لعلها تفكني من شرها وتروح ! لكنها مو راضية !! وشوف وش قاعدة تسوي فيني ؟؟ وكمل بعصبية وهو يقول : هالحضانة مستحيل تتم ياسعد لو وش كان الثمن !
سعد : شلون بتمنعها طيب !
اتنهد مازن بكل غضب وقال وهو يصك سنونه بقهر : باضطر أقبل مساومتها !! (( وكمل بتنهيدة غضب وعيونه تخترق الشباك : بوصلها أمريكـا !!
وخفق قلبه بكل حذر من هالقرار وبدت الأفكار تعصف براسه وهو عزم بهاللحظة يكـلم ساره و يحاول يقنعها بأي طريقة !!

********
نزلت ساره الدرج واهي تطالع بخـالد واهو متمدد على الكنب بالصالة وعيونه معلقة بالسقف ! ومشت لعنده بخطوات هاديه لين وصلته وقعدت جمبه واهي تقول : شلون خـلووود اليووم ؟!
طالعها خالد بنظرة خالية من أي معاني وقال : مثل كل يوم !
ساره : أهم شي مرتاح مو تعبان !
خالد بتنهيدة : الحمدلله
ساره : وشلون راسك الحين ؟
خالد بضيق : أحسن ..
ساره وهي تمسك إيده : الحمدلله يارب .. أوكي قولي خالد ..
طالعها خالد بقلة حيلة وهو يهز راسه بعلامة الاستفهام وساره قالت : وش رايك نطلع من البيت تغير جو؟ من طلعت من المستشفى وانت قاعد بالبيت وهالخنقة ! خلنا نطلع ..
خالد : مالي نفس اروح مكان ساره !
ساره : غير جو حبيبي مايصير تعيش بهالحالة ! مو كافي الدوام مو قادر تروح أوكي اطلع اي مكان ثاني تروق فيه وترتاح !
خالد بنظرة ظايعة : أي مكان بروحه بيذكرني فيها ! .. أنا وسمر لفينا البلد وماتركنا مكان مارحناه سوى .. (( وظاعت عيونه بوجه ساره واهو يقول : ماعاد استحمل اروح مكان واتذكرها يوم كنا ندخله سوى ونقعد فيه ونتسامر و .. (( عض شفته بكل ألم وعجز عن التكملة !!
وماتحملت ساره حاله واتجمعت الدموع بعيونها واهي تقول : ولمتى ياخالد بتظل بهالحـالة ! والله مانرضاها عليك تعيش بهالعذاب وانت عاجز تسوي اي شي !!
خالد بألم : مو عاجز ياساره ! أنا لو بغيت أوصلها باقدر أجيبها لو وين ماكانت ! لكن بأي وجه ياساره ؟ بعد كل الي سويته فيها وبعد مادمرتها وذبحت قلبها ؟! أكلمها وش اقولها ؟؟ أروحلها شلون أطالع بعيونها ؟؟!!
مسحت ساره راس اخوها بحنان وإهي تقول : أوكي وليه ماتجرب ياخالد ! جرب كلمها ومانت خسران ! ماتدري يمكن الله يقلب الأحوال وترضى تكلمك !
خالد : ماظن يا ساره ! مازن كلمها قدامي قبل كم يوم ! وأول ما طرا اسمي أنهت سمر المكالمة بسرعه !! (( وتجمعت الدموع بعيونه واهو يقول بألم : ماعاد تتحمل تسمع اسمي ياساره .. مو عاد تكلمني ولا تشوفني !!
ساره من بين دموعها : لاتلومها ياخالد ..
خالد ودموعه تسيل : ما ألومها ياساره ! الا ألوم نفسي على كل لحظة شكيت فيها بسمر ! ألوم نفسي على عصبيتي وانفعالي عليها بكل مره ! واهي كانت مثال للطيبة والحنان وعمرها .. (( وبكى واهو يكمل : عمرها مازعلتني بيوم ولا قست علي وجرحتني ! أنا الي كنت قاسي عليها ومااتحمل منها أي غلطة ! وبالآخر غلطت أنا بحقها بأكبر غلطة مستحيل تغفرلي هي ومستحيل أنا أغفر لنفسي !
وقفت ساره وجابت مناديل من الطاولة ومدتها لخالد وأخذ المناديل ومسح عيونه وأنفه وهو يقول : مابي أتخيل ان كل شي راح وانتهى لأن لو عشت بهالاحساس بموت بلا شك ! لكني أعزي نفسي وأقول يمكن يجي يوم وتحن وترضى تسمع سيرتي .. ويوصلها خبر اني متدمر نفسيا وجسديا عشانها ! يمكن ترحمني وتحن علي وتسمحلي أكلمها وأجيها !
تقطع قلب ساره على حال اخوها وقالت بكل حنان : ان شاء الله يارب .. أنا عندي أمل كبيـر انكم بترجعون لبعض !
خالد بنظرة ظايعة : نرجع لبعض .. !
ساره : اي ياخالد .. مافي شي بعيد على ربي .. انتم حبكم مو أي حب .. وعلاقتكم مو أي علاقة ! مو معقول تنتهي بهالطريقة لو وش يصير ! بس هي أزمة ياخالد وان شاء الله تعدّي !
سمعوا هاللحظة صوت باب الصالة ينفتح .. والتفتوا للباب وشافوا مازن يدخل ! نقل مازن بصره بين وجيههم المدمعة واهو يمشي لعندهم لين وصلهم وقال بضيق : شفيكم تبكووون ؟
طالعت ساره بعيون خـالد الي شاح بوجهه عنهم ومارد .. وساره التفتت لمازن وقالت بهمس : نفس المشكلة ماغيرها !
قعد مازن قبالهم واهو يتنهد ويحس قلبه متقطع من هالمشاكل وقال : خالد ياخوي قوم اطلع معاي غير جو شوي !
خالد : مابي يامازن مابي اطلع انتم بتنكدون علي بالطعة والله مو مريحيني !
مازن : يعني عاجبك حالك هذا؟؟ من طلعت من المستشفى وانت مستسلم للتعب والاحزان والدموع مايصير !!
خالد بألم : وش تبوني أسوي يعني ؟! بظل أنا على هالحال لين الله ياخذ عمري ولا سمر ترضى علي وتسمح تسمع عني أي شي وترضى تكلمني !!
اتقطع قلب مازن واهو يحس بخـالد من خاطر لأنه مر بمعاناة قريبة من معاناته هذه يوم زعلت منه ساره بأمريكا وهجرته وعيت لا تشوفه ولا تكلمه ! وخالد سالت دموعه واهو يقول : تكفون خلوني بحالي ! ولا ان كان تبوني أسكر على نفسي الغرفة بقوم !
ساره بحزن : لا ياخالد تكفى خليك هنا واحنا بنروح عنك .. بس تكفى ارحم نفسك حبيبي ..
اتنهد خالد من قلبه واهو يسكر عيونه بتعب .. وتلاقت عيون مازن بساره وابتسم لها بحنان واهو يوقف ويقول بهمس : تعالي !
وقفت ساره بنعومة واهي تراقب عيون مازن .. ومشى واهو يطالعها ويحثها على المشي .. ومشت معاه واهي تقول : شعندك ؟
مازن بهدوء : تعالي نقعد بالحوش ..
ساره : في شي يعني ؟؟
التفت لها مازن واهو عند الباب وقالها بحنان : يعني ما أقعد معاك الا اذا في شي سوسو ؟
ساره بابتسامة ناعمة : مو قصدي حبيبي .. بس هالبلاوي الي طايحين فيها مو محسستني بالأمان أبد !
ضيق مازن عيونه وهو يطالعها بكل حب وقال : لاتقولين كذا حياتي ! كل هالبلاوي بيجي يوم وتنتهي وتحل محلها الأفراح .. انتي بس قولي يـارب ..
ساره بنظرة ظايعة : .. يارب !
مسكها مازن من ذراعها بنعومة ليمشيها معاه بالحوش .. وقلبه يخفق بكل حب وجنون واتمنى يضمها بكل حنان ويحسسها بالأمان الي فاقدته ! وحس انه لازم يخبرها بموضوع عطوف والورطة الي طايح فيها ويحاول يفهمها ويقنعها بأي طريقة ممكنة ! .. ودار مازن ووقف قدامها فاجأة واهي تمشي وعقد ذراعينه على صدره وقال وهو يراقب عيونها : سوسو باسألك سؤال وأبيك تجاوبيني بكل صراحة !
تفاجأت ساره من وقفته وطالعت فيه باستغراب وقالت : أوكي .. وشو السؤال ؟
مازن واهو يضيق عيونه فيها بكل حب : اش مدى ثقتك بحبي لك ياساره ؟؟
خفق قلب ساره فاجأه لهالسؤال !! وحست لسبب ما ان هالسؤال يجر وراه شي !! وراقبت عيون مازن لعلها تستشف منها أي كلام .. لكنها ماشافت بعيونه الا الحب وكل الحب .. وقالت بنعومة : كبيـــرة .. !
مازن : لأي درجة !
ساره : لأبعـد درجـة !
نقل مازن بصره بين عينينها واهو يقول بهمس : متأكدة !
هزت ساره راسها بخفـة واهي تطالع عيونه وتقول : بس ليه تسأل !
مازن بهدوء : عشان أعرف ياسوسو لو اضطرتني الظروف أسوي شي مايرضيك .. ولا يرضيني أنا بعد !! لكنها الظروف أجبرتني .. هل بيأثر هالشي على علاقتنا ولا ممكن يشكك بحبي لك ! .. (( وراقب عيونها الي ظهر فيها الخوف وكمـل : مع جوابك الي قلتي انه ثقتك فيني كبيرة لأبعد درجة .. المفروض ان مافي شي يشكك بحبي لك وعشقي وغرامي لك إنتي وحدك ماغيرك .. صح ؟
خفق قلب ساره بكل عنف واهي تسمع كلامه وقالت بنبرة خايفة : وش بيصير يامازن ؟
مازن : يمكن يصير شي ياساره .. بس أبيك تتفهمينه حياتي .. ولازم تعرفين اني بسويه عشانك ياساره وعشان أنقذ حبنا من أي منغصات ومشاكل !
وصل الخوف حده من ساره وقالت بحذر : لا يكون شي متعلق بـعطوف بعد !
مسك مازن إيدها واهو يقول بهمس : مافي غيرها ياساره .. بس صدقيني حياتي هالمره عشانك إنتي وعشان حبنا وعلاقتنا ساره !
سحبت ساره إيدها وهي ترجع خطوه لورى وتقول بألم : هذه متى بتروح يامازن ؟ متى بتفكنا من شرها وتتركنا متى ؟
مازن : بتروح ياساره بتروح وهذا الموضوع الي بكلمك فيه ؟؟
ساره بحمق : وانا وش دخلني فيها .. وانت ليش تتدخل فيها بعد يامازن ؟؟ خلها تروح بستين داهية مو شغلنا احنا !!
مازن : أدري حياتي انها مو شغلنا بس هي مساومتني ياساره !
انصدمت ساره وقالت بذهول : مساومتك ! مازن انت تكلمها وهي تكلمك !!؟؟
مازن بألم : لا حياتي مو الشي الي انتي تظنينه ..(( واقترب منها واهو يقول : سوسو ياحبي قلتي انك واثقة فيني موو ؟
ساره : واثقة بحبك يامازن لكن مو يعني هالشي انك تكلمها وتسمع لها وتخليها تحقق الي تبي !! (( وسالت دموعها واهي تقول بقهـر : مو بكل مره عطوف يامازن !! مو بكل مره إهي المنتصرة لاء ! .. الحين عرفت انها تكلمك ومايهمني أعرف السبب لاني مو راضية فيه لو وش ماكان ! (( ونزلت راسها واهي تبكي بكل ألم !
تقطع قلب مازن داخل صدره وجروحه تنزف بكل ألم ومسك دقنها بخفه ورفعه واهو يطالعها بكل ألم وحنان .. ومد إيده يمسح دموعها ويقول بهمس : لاتفكرين بهالطريقة حياتي لان عطوف عمرها مانتصرت عليك .. وعدتك ماخبي عنك شي وهذا انا جاي أعلمك بكل شي ياساره !
ساره وهي تبكي : وان كان علمتني يامازن مو مفروض علي أتقلبه وأرضى فيه !! جاي تقولي انها تكلمك وتساومك ! ليش ؟ إهي تساوم علاقتنا احنا !! شلون ترضى بهالشي يامازن شلون ؟؟
مازن بألم : ساره لاتذبحين قلبي بهالكلام .. عشان نفتك منها وتفارق عنا !
ساره : خلها تفارق انت مو شغلك !! مازن انا ماتحمل كل هذا تكفى اتركها أرجوك .. ! صدقني يامازن اهي اذا شافتك مستسلم لها بتساومك بأشياء كبيرة ! مو بس مكالمات وروحات وجيات ! بتتحدانا بأشياء أكبر ! ممكن تهددنا بأذيتنا ولا انها تطلب منك شي مستحيل !! ممكن تطلب منك تسافر معها امريكا بحجة انها بتفكنا منها ! لكنها بتدمرنا بهالشي وتحطمنا وبتكون انت السبب يامازن الي رضيت لها تتمادى !!
انهارت أعصاب مازن واهو يسمع هالكلام من ساره ! وظاعت عيونه بوجهها واهو يشوفها شلون تدمرت لمجرد تخمنيها بهالشي وافتراضها له !! وخفق قلبه بكل عنف واهو يحس انه من المستحيل اهو تقبل ساره لسفري مع عطوف لو وش حصل !! هي لمجرد ماعرفت ان عطوف تكلمني اشتعلت النيران بقلبها وهذا يعني انه مستحيل أعلمها بموضوع سفري .. ياخوفي يجي قلبها شي وتطيح علي وبعدها من وين باقدر أتحمل هالشي ولا تتحمله اهي وياعالم وش يصير بيننا !!
ومسح على شعرها بحنان وحاول يرسم على وجهه ابتسامة تطمنها .. وقلبه يخفق بكل ألم وخوف وحيرة !!

***********

" سافر بدون ماتعلمها يامازن ! "
انصدم مازن واهو يسمع هالكلام من فهـد واهو الي راح له المكتب بالشركة يشتكيه من الحالة الي هو فيها والورطة الي متورطها مع عطوف !! وفهد انهبل يوم عرف ان عطوف بتفتح حضانتها بمدرسة ساره وماتقبل هالشي وثارت أعصابه وفار دمه منها !! وقبل عرضها الي قاله مازن وان عطوف وافقت تبتعد بالمقابل ان مازن الي يوصلها !! وقاله مازن شلون ساره مارضت تتقبل شي عن عطوف وانهارت لمجرد افتراضها لهالشي ! لكن فهد فكر بعقل وان هالشي ان دمـر ساره يوم الا انه بيريحها باقي الأيام !!
لكن مازن استصعب هالشي ! ماقدر ولا رضى يسوي هالشي بدون علمها ! لكنها مستحيل ترضى وتتقبل ! ولازم هالشي يصير ولا حياتهم بتتدمر .. ولم راسه بكل ألم وحيرة وضيق واهو مو عارف وش يسوي !!
طالعه فهد بحزن وقال : أدري هالشي صعب يامازن لكن للأسف مالنا خيار ثاني !! وان كان هذا هو الحل الوحيد فلا بد منه .. وكمل بقهر : للأسف هذه مافي رجال وراها يوقفها عند حدها !! أبوها منشغل عنها ومو داري عن نوايا وبلاويها واحنا الي متورطين ومتأذين !!
مازن بضيق : صعب أسويها يافهد بدون علمها صعب !!
فهد : عندك خيار ثاني يامازن !
عض مازن شفته بقهر واهو فعلا مايملك أي خيار غير هالشي !! يسافر مع عطوف بدون علم ساره ويرجع بسرعه بدون ماتحس بشي ! لكن قلبه مو مطاوعه يسويها !
وشاف فهد الحيرة والألم بعيونه وقال : تقدر تروح يامازن وتبتعد بأي حجة ! ممكن أنا أشارك معك وأقولها انك بتسافر لمتابعة عمل ضروري للشركة !! وصك سنونه بألم وهو يقول : مع ان أكره شي علي الكذب واللف والدوران لكن مو بايدنا حل !! ساره بتنهار وماراح تتحمل وتتقبل ولازم نوهمها بأي شي ثاني !!
مازن بتنهيدة ألم : خايف يافهد لاتدري بأي طريقة !! وبيكون هالشي أصعب وأصعب من اني لو سافرت بعلمها ! لأنها ماتحبني أخبي عن شي لو وش ماكان !
فهد يبي يطمنه : انا بكون معها ذيك الفترة .. وبحاول أحسسها انك مسافر عشان الشغل وبس .. ومو لازم تدري بسفر عطوف بهالفترة عشان لا تلعب الوساوس ببالها بعد وتشك فيك !!
مازن بنظرة ظايعة : مدري ليه حاس ان هالشي مو مار بسهولة !
فهد : لاتحس ولا تفكر بهالطريقة ياخوي .. وان شاء الله كل شي بيعدي على خيــر .. بس انت سفرها بأقرب وقت ممكن ووقف مشروعها السخيف هذا ..
مازن بألم : كنت أحاول أوهم ساره ان عطوف مو منتصرة ولا هي كسبانة شي ! لكن الحقيقة غير يافهد ! عطوف ان كانها ماحققت غرضها الي تخرب مابيني وبين ساره .. الا انها حققت غرض لنفسها واهي انها ترغمني اسويلها شي غصب عني ومابيه !!
فهد بحنان : هدي قلبك ياخوي وانت مو مسوي هالشي عشانها .. الا عشان ساره وبس !
مازن بتنهيدة : عشان سار ولأجل ساره وبس ساره !
فهد : الله يعينك ياخوي ويعننا معاك ! والله مدري متى هالبلاوي بتخلص ونرتاح منها ويضوي النور بحياتنا !
مازن : مصيبة ورى الثانية !! والمشكلة محد راضي يتفهم ولا يتنازل !
فهد : وشلون سمر الحين يامازن ؟؟
مازن : والله مادري عنها يافهد !! ماتكلم ولاترد على أحد !! الا بمره خوفتها وخليت الخدامة تقولها مازن تعبان عشان تخاف وتكلمني .. وفعلا وافقت تكلمني ومن بعدها ماعاد سمعت لها صوت ! وأمي بعد متضايقة من حالها مره لكنها اهي وابوي تاركينها على راحتها لأنهم حاسين بصدمتها ومعاناتها !!
فهد بألم : طول عمري أقول سمر مو وحده عادية ! سمر جوهرة كسبها خالد وللأسف رماها بلحظة تهور وانفعال ! ياليتها تعطيه فرصه يعتذر لها ويرجعها .. والله لو صار هالشي خـلاص ماعاد أتمنى شي من هالدنيا بعد انا ماتهمني غير سعادة اخواني وبس !
مازن بضيق : وانا بعد أتمنى هالشي يافهد ! لكن مالنا غير الدعاء ان الله يهدي القلوب ويصلح الأحوال
فهد بتنهيدة : آمين .. !
وعلى هالكـلام طلع مازن من عند فهد وقلبه يخفق بكل ألم ! واهو خلاص اتخذ القرار .. بيسافر مع عطوف بدون علم ساره !! وبيوهمونها انه مسافر عشان شغل الشركة !! بس أهم شي انها ماتعرف بسفر عطوف ذاك الوقت عشان لا تلعب الوساوس ببالها وتخليها تربط بين سفرهم وتشك وتعرف الحقيقة الي بتدمر حياتهم دمـار مابعده دمار !!

**********

وصل الخبر لعطوف ان مازن قرر يسافر معها !! مازن ماكلمها ولا بغى يسمع لها صوت واهو الي متحطم ومتولع لهالقرار لكنه مجبر عليه !! ووصى سعد يبلغها ويخليها تلم عفشها وأغراضها بأقرب وقت ليطيرها من هالمكان ويرجع بسرعه لساره قبل لا تعرف ولا تحس بأي شي !! .. وعطوف من عرفت واهي تحس بالزهو والانتصار !! ولمت أغراضها كلها واهي تفكر بالنهاية الي رسمتها لعلاقة ساره ومازن بأبشع الصور ! وضحكت بمكر واهي تحس بغبائهم !! تحسبني باستسلم يامازن ؟! تحسبني بارجع مهزومة وتاركتك تتمتع مع ساره وانا الي أخسر كل شي !! لا حبيبي مافكرت انت !! أنا للحين ماشفيت غليلي منك ولا انتقمت .. !! ومافي شي بيشفي غليلي الا خراب علاقتك انت وساره !! وهالشي بيتحقق زي مارسمت له انا وخططت عليه !! وغاصت بأفكارها السودا الي ناوية على تنفيذها بيوم السفر !! يوم الدمار العالمي !! اليوم الي ماتت من الغيظ والقهر والحسد وإهي تنتظره .. وهذا هو اقترب وهذه هي ترسم خطتها بكل دهاء ومكر .. وتحاول تحبكها بدون ماتترك فيها أي ثغرة ! وتتخيل ساره وهي تشوف مازن مسافر معها ! وأكيد بتنصدم وتنهار وتكره اليوم الي عرفته مازن ! ولمعت عين عطوف بالشر عند هالخـاطر .. واتنهدت بكل مشاعر الغيظ والحـسد والكـره الي يسكن كل ذره بكيانها !!

ووصل الخبـرلساره .. ان مازن بيسافر لأمر يتعلق بالشـركه !! ومازن بعد مو هو الي خبرها بهالشي ! لأنه ماقوى يخدعها ولا قوى يوهمها بهالشي وهو مو صحيح !! حس ان عيونه بتفظحه ومشاعره بتخونه ودموعه بتسيل منه وماقدر يكلمها أبد وخـلّى فهد الي يخبرها ويقنعها .. وبكت ساره !! وحست بدموعها الساخنة تحرقها .. لأنها تعبت من هالفراق .. ومن هالشتات .. ومن هالجروح والآلام ! وشعور مخفي بأعماقها كان مو محسسها بالأمان أبد .. لكنها حاولت توهم نفسها انه ألم الفراق وهم المشاكل الي طاحوا فيها !! .. وحاولت تبتعد عن مازن هاليومين لأنها مو قادره تشوفه وتشوف بعيونه الحب والحنان واهي بتفارقهم بعد ماحست بالأمان معاهم !! والي ساعدها تبتعد اهو مازن نفسه لأنه ماكان قادر يشوفها .. ولا يسمع صوتها .. الا بيحسه طعنات تطعن روحه وقلبه وكيانه !! وكل نظرة منها تدمي قلبه وتلومه على شي اهو مجبر عليه .. على شي مافكر يسويه لو كان مو عشانها إهي ماغيرها ! ..

" ليلة السفر " وبالأخص .. بمنتصف الليل .. !!
كان الهدوء الظاهري سادي الشوارع والبيوت والغرف بحسب ان الناس نايمين وغاطسين بالنوم بين أحلام سعيدة وبين كوابيس تعيسة !! لكن عند خالد كانت الكوابيس اهي حليفه بكل ليلة !! و كان الهدوء مجافيه من ايام وليالي .. وعايش وسط ضجة وفوضى من المشاعر والأفكار !! كان نايم ومو نايم .. !! وصورة سمر ترتسم بأحلامه وهي طايحة على الأرض تبكي وتصرخ باسمه وتلومه وتعاتبه !! وحس بدموعه تنزل وهو يردد اسمها بصوت مرتجف !! ودمه يفور داخل كيانه !! .. وشافها بأحلامه مدمره وتقوم وتبتعد عنه !!
" انتهينا ياخالد .. وانت السبب "
" سمـ ـر .. تعــ ـ ـالي .. "
" خلاص ياخالد .. ماعاد بيننا شي .. كل شي انتهى وظاع "
" سـامحيـني سـمـ ــر ! "
" بسبب شكـوك !! "
" ســمــ ــر "
" بسبب تهـورك وانفعالك "
" بـ ـس يا سمـ ـر "
" لحظة غضب .. حطمت كل شي بيننا "
" خـ ـلاص يا سمـ ـر "
" أحلامنا .. ذكرياتنا .. حبنا "
" أرجـ ـوك سمـ ر "
" كل شي انتهي ياخالد .. وامحي اسم سمر من حياتك ! "

" للللللللللللللللللللاااااااااااااااااااااااااااااا اااااااا ء " .. صرخ خالد بهالكلمة واهو يقعد على فراشه مفزوع !! ويلهث بكل خوف وألم وظياع !! والعرق يتصبب من جبنيه ودموعه تسيل بحرارة وقلبه يخفق بكل عنف وخوف وألم !! ..
وفاجأة دخل فهد عليه الغرفة وفتح الضوء بسرعه واهو مخترع على خالد !! كان نايم بالغرفة وفاجأة صحاه صوت صرخة من خالد خلته ينط من مكانه بكل خوف وفزعه !!
مشى مسرع لخالد وشافه واهو قاعد يلهث ودموعه تسيل وشفايفة ترتجف !! ومن شاف فهد طالع فيه بنظره مصدومة وظايعة !! قعد فهد جمب أخوه واهو يمسك كتوفه ويقول بخوف : اسم الله عليك ياخالد ..شفيك ؟؟
خالد بشفايف مرتجفة : سمر .. سمر يافهد .. مو مسامحتني طول حياتها ! (( والتفت لفهد وهو يقول بأنفاس متقطعة : سمر تعاني يافهد .. سمر مدمره يافهد .. (( وصار يبكي ويناهج بصوته بكل ألم وحزن وعذاب !!
ضم فهد أخوه وسالت دموعه بكل حزن على حال أخوه وحس بجسمه يرتعش بين إيديه .. وقال بمحاولة تهديته : اذكر الله ياخالد .. اذكر الله ياخوي وتعوذ من الشيطان !!
خالد وهو يبكي : لا اله الا الله .. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ..
فهد : هدي نفسك ياخوي ولاتدمر نفسك بهالتفكير وبهالأحاسيس .. ارحم نفسك ياخوي وخليك أقوى من كذا !!
بعد خالد نفسه من عند أخوه واهو يقول : ماعاد أقدر أتحمل يافهد خـلاص .. !! أنا لازم أروحلها لازم أشوفها وأكلمها .. !
فهد : اهدى ياخوي انت الحين تعبان ومنهار .. اهدى شوي وخلني أجيبلك شي تشربه وتروق وبعدين نتكلم ..
خالد : انت تحسبني أتكلم من روعه ومن خرعه ! لا ياخوي أنا من جدي أتكلم .. ماعاد أقدر أصبر أكثر يافهد .. بروح لها وأكلمها وأعتذر لها حتى لو أطيح على رجولها وأترجاها تسامحني .. !! مايصير يافهد هي تعاني وأنا أعاني وانتم تمنعوننا نشوف بعض !
فهد بحنان : مو مانعينك ياخوي ! لكن عمي وخالتي اهم يبون راحة بنتهم ! ومايبون شي يكدرعليها أكثر من ماهي مكدرة !
خالد : وسمر بتظل مكدرة طول عمرها لانها للحين عايشة بظن اني ظالمها وماحسيت بغلطتي ! لأنها ماتدري عن الدمار الي أعيشه كل يوم وكل لحظة !! أرجوك فهد انا لازم أروح لها وبأقرب وقت ممكن تكفون ارحموني وخلوني أروح !
اتنهد فهد بكل ألم وقال : يصير خير ياخالد .. واحنا من قال بنمنعك عنها ! احنا أمنيتنا انكم ترجعون لبعض وترجع لكم السعادة والهنا .. بس قبل ماتقرر تروحلها أبيك تفكر ياخالد زين بحياتك !! وتقرر وش بتسوي معها ووش بتقول لها !! فكر بعقل ياخالد ولاتخلي عواطفك تتحكم فيك بكل مره !!
خالد : مايحتاج تقولي يافهد .. انا بلحظة حسيت بخسارة سمر ! وعشت الجحيم والموت والعذاب الي ماقدرت أستحمله أبد .. وهالشي هز كياني وخلاني أعرف وش معنى وجود سمر بحياتي .. ولازم أرجعها لحياتي وبأي طريقة .. (( وطالع بعيون فهد واهو يقول : وكل لحظة زايدة محسوبة من أحزاننا يافهد .. يعني لازم أروح لها بأقرب وقت ممكن !!
طالع فهد بعيون أخوه بكل حنان وحس بالعذاب يصرخ بكل نظراته وروحه وقلبه !! وعزم يضبط لأخوه السفر ليروح لسمر ياعسى يقدر يهدي قلبه وروحه برجعة نظر عينه وحبه الأول والأخير !!
واثنينهم خفقت قلوبهم بكل خوف يوم طرا عليهم ردة فعل سمر !! هل بتسامح خالد ولا بترضى انها تشوفه ؟؟
اتوقعوا انتوا !!

*********
في الصباح كانت عطوف حزمت أغراضها كلها ونزلتها وظلت تنتظر قدوم مازن لياخذها ويسافرون سوى ! وطالعت الساعه لقتها 2 الظهر .. والمفروض الساعه 3 .. يكونون بالمطـار .. !! مازن لاكلمها ولا شافها من آخر مكاالمة خيرته بين السفر وبين الحضانة !! ومن بعدها ماعاد سمعت له صوت ولا شافت له خيال !! وهذا الحين سعد الي يرتب معها كل شي بطلب مازن !! لأن مازن مو طايق يسمع صوتها ولا يكلمها !! وأكثر شي حمقها وأشعل الحقد بقلبها أكثر .. هو يوم اتصل سعد عليها وقالها ان هو الي بيوصلها المطار ومازن بيجي لحاله على هناك !! وانقهرت عطوف وضربت رجلها على الأرض بكل حمق !! لا مو هذا سير خطتي !! خطتي ان مازن يجيني وياخذني وبهاللحظة أكلم ساره وأخبرها أنا بهالشي !! وأقولها تعالي شوفيني مع مازن وبنسافر سوى لأمريكا !! لكن دام مازن بيروح لحاله فكيف بتشوفنا مع بعض بالسيارة !! .. واتنهدت بكل غضب واهي تقعد على الكرسي بصالة الاستقبال بالفندق تنتظر قدوم سعد ! وعصفت الأفكار الشريرة ببالها ! لا مستحيل .. !! مستحيل يتغير كل شي بين لحظة وثانيه !! مستيحل أروح بدون ماتدري ساره بسفر مازن معاي وتتدمر وينتهي كل شي بينهم !! .. وظلت تهز رجلها بكل توتر واهي تحاول توصل لأي فكرة ثانيه !! وفاجأة لمعت ببالها فكرة خلت عيونها تتوسع بفرح !! انا شلون كنت غبية يوم فكرت ان ساره تجي وتشوفني مع مازن بالسياره !! شلون مافكرت انها ممكن تتصل فيه ولا تخليه يشوفها ومن بعدها يبطل يسافر معاي ويروحلها ويمحي كل شي رسمته !! بالعكس يامازن هروبك مني الحين ورفضك لاصطحابي معاك بالسياره كان من صالحي !! لأنك غيرت فكرتي للأحسن !! باتصل بساره وأنا بالمطار .. وعلى ماتجيني وتشوفنا بنكون تجاوزنا حدود المطار وانتقلنا لمنطقة المغادرين وماتقدر تدخل لمازن ولا تقدر ترجعه !! .. ووريني شلون بتمنعينه من السفر معاي !! مستحيل تقدرين لأني باحبك اللعبة مضبوط هالمره !! وبتكون الخسارة نصيبك انتي ياساره مو أنا !! وابتسمت بكل مكر واهي تهز رجلها وتنتظر سعد .. ودقايق وجاء سعد واهو يحس بالفكة منها لأنه ماعاد صار يتحملها واهو يحس بالشر ينبع من كل حركاتها ونظراتها !!
مشوا بالسياره للمطار ومازن اتحرك من بعدهم بسيارته وطول الطريق وصورة ساره ترتسم بباله وتمنعه من التركيز !! وعدتك ماخبي عنك شي حياتي بس هالشي مو من صالحنا لو دريتي فيه لأنك ماراح تتقبلينه .. بس صدقيني يابعد هالدنيا اني مو راضي فيه واني مجبر عليه ! عشانك ياروح مازن وياحبي وجنوني .. عشانك انتي وعشان أنقذ حبنا من شرها وبلاويها ومصايبها !! ومسح دمعة سالت بكل ألم من عينه واهو يحس بروحه تتمزق وقلبه يتقطع واتمنى يعكس الطريق ويرجع لساره ويضمها لصدره ويحسسها بالأمان الي حست انها فاقدته ويمحي كل هم وحزن اكتساها بأي لحظة !!
وصلوا للمطار .. ودخل مازن ودق على سعد ومادق على عطوف حتى هالمره !! وقاله سعد مكانهم ومشى مازن لوين ماقاله سعد .. وأول ما أقبل عليهم شاف عطوف وفار دمه وثارت أعصابه وظهر الحمق بعيونه !! لكنه حاول يتمالك تفسه لين وصل وسلم عليهم ببرود واهو يتحاشي النظر لعطوف الي قاعدة بكل غرور على الكرسي وتبتسم لمازن وكن الجو صافيلها !! .. توادع سعد مع مازن وتركه مع عطوف وراح عنه .. !! وظل مازن واقف ويطالع بالساعه بانتظار الرحلة وحاس بأعصابه موترة لآخر درجة !! ..
وقفت عطوف قدامه واهي تقول بدلع : ارتاح يامازن .. خلاص بنسافر وتفتك مني للأبد !!
طالعها مازن بنظرة حمق وقال : اتذكري دايم اني ماسويت هالشي الا عشان ساره .. !
عطوف بابتسامة دهاء : وعشان ساره انا بعد بسافر !!
وطالعت فيه بنظرة غرور ورجعت خطوة على ورى واهي تقول : ثواني بس يامازن أحتاج أروح الحمام لأني ماأفضل حمامات الطيارة !!
مارد مازن عليها وظل يطالعها بنظرات نارية وهي تمشي لين راحت وابتعدت واتنهد بكل ألم وحمق .. وقعد على الكرسي وهز رجوله بكل توتر !!
دخلت عطوف الحمام بسرعه وسكرت الباب ..أخيرا وصلت للحظة الي كنت أنتظرها من زمان !! تعالي ياساره وشوفي مازن واهو معاي وبيسافر وياي !! وطلعت جوالها من شنطتها ودقت بسرعه على جوال ساره وقربت الجوال من اذنها وهي ترفع حاجبها بمكر وأنفاسها تتلاحق بكل غيظ !!
كانت ساره تمشي بالشارع من بيتها لبيت خالتها أم مازن .. بعد ماترك مازن البيت ومشى واهي حاولت تتهرب منه ولا تشوفه ولاتسمع صوته لأنها مو متحمله فكرة انه يروح عنها وهي روحها فيه ! .. وهي تمشي فاجأة دق جوالها !! طلعت الجوال من شنطتها وانتبهت للرقم الغريب وماردت !! مو من عادتها ترد على الأرقام الغريبة .. ونزلت ايدها بالجوال واهي تمشي على الرصيف .. لكن الاتصال تكرر للمره الثانية وترددت بالرد عليه .. وقطع بدون ماترد !! واستغربت من الرقم الغريب وحاولت تستنتج من يكون ؟؟! الا دق الرقم للمره الثالثة وهالمره ماقدر ساره تقاوم فضولها وردت بهدوء : مرحبا ..
عطـوف : مرحبا ساره ..
ساره باستغراب : أهلين .. مين معاي !!
عطوف بضحك : برضك ماحفظتي صوتي !! انا عطوف ياحلوة !!
خفق قلب ساره بكل خوف وحمق وقالت بعصبية : خير ياعطوف ليش داقة على جوالي !!
عطوف : أعصابك سوسو .. خلاص لاتنحمقي انا مسافرة عنك وبريحك مني طول عمرك ..
ساره : روحي بستين داهية بس لا تكلمني ولا ابي اسمع لك حس !!
عطوف بمكر : حتى لو كان شي عن مازن ساره ؟؟
ساره بغضب : انتي آخر وحدة تتكلمين عن مازن !! لأن مازن يتمنى الفكة منك ويتمنى تغيبين عنه وعن حياته اليوم قبل بكرا ولا يسمع لك اي حس ولا يشوف لك اي خيال للأبد !!
عطوف : يؤ يؤ يؤ يؤ !! شهالكلام !! شلون قدر مازن يخدعك ويوهمك بكل هالكلام ؟؟ وشلون انتي قدرتي تصدقينه بعد !
ساره بصوت عالي : مازن عمره ماخدعني ولا أوهمني !! أنا واثقة فيه زي ماني واثقة باسمي !! ومازن مايحبك ولا يبيك ويتمنى ينتفك بإيدنه الاثنين .. انتي الي مخدوعة بأفكارك وانتي الي واهمة نفسك بمشاعر مالها أي وجود لا بحياة مازن ولا بقلبه !!
عطوف : ياحبيبتي ياساره !! قلتلك انك مره مخدوعة وماخذة مقلب بنفسك وماخذه مقلب بمازن حتى .. (( واتهدج صوتها بالخبث واهي تقول : لأنك مو عارفة اني انا ومازن سوى بالمطار الحين .. ومسافرين مع بعض لأمريكـــا !!
خفق قلب ساره بكل عنف واشتعلت النيران بقلبها واهي تقول بأعلى صوتها : انتي أكبـــر كذابة ومحتــالة شفتها بحيــاتي .. وناوية تخربين مابيني وبين مازن لكن مستحيــل توصلين لهالشي !! لأنك تظنين اني ما ادري عن سفر مازن !! الا أدري مازن مسافر الحين واهو بالمطار !! لكن مو عشانك انتي !! الا عشان شغل وأمور متعلقة بالشركة !!
عطوف : ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه وااااااو أنا مصدومة !! لهالدرجة قدر مازن يوهمك بهالشي ويخدعك !! حبيبتي مازن مسافر معاي أنا .. جيت السعوديه عشان أرجعه معاي لأمريكا وهذاني سويتها واستجاب لي وجاي معاي !! لان مازن يحبني أنا ويبيني أنا .. و .. قارني بيني وبينك حبيبتي راح تعرفين ان في فروق كثير بيننا وكلها من صالحي !!
ارتجف كيان ساره بكل عصبية وألم وخوف !! وانعقد لسانها عن الرد وقلبها يخفق بكل عنف وعيونها متوسعة بصدمة وذهول !! وماقدرت ترد ولا بكلمة واهي ماسك الجوال بإيد مرتعشة !!
وعطوف واهي ترهف سمعها لأنفاس ساره المتقطعة وتقول : مضطرة أسكر منك حبيبتي الحين لأن مازن ينتظرني برا .. وباقي دقايق على الرحلة .. ان كنتي مو مصدقة تعالي وشوفي كل شي بنفسك !! بااي !
وسكرت منها واهي تبتسم بكل خبث وغرور .. ورجعت الجوال لشنطتها وطلعت من الحمام واهي تحاول تضبط مشاعرها وتخفي الحمق بعيونها .. وأول ما شافها مازن تقبل شاح بوجهه عنها بكل حمق !! واقتربت اهي بخطوات متعالية وقعدت على الكرسي بجمبه .. وحاولت تنشغل بأغراضها واهي تراقب التوتر الواضح بحركات مازن واهو يدق الكرسي بأصابعه ويهز رجله بكل توتر !!
بعد دقايق من الانتظار صدع الاعلان على الرحلة المغادرة الي نييورك .. وقام مازن واهو يتنهد بكل غيظ .. وعطوف من جمبه ومعها شنطتها ... ومشوا لبوابة التذاكر ووقفوا بين المسافرين !!
وهاللحظة كانت سيارة ساره منطلقة للمطار واهي بداخلها ترجف بكل خوف وألم !! مستحيل يكون كلامها صحيح !! مازن مستيحل يتركني ويروح معها !! مازن يحبني ويموت فيني ولايشوف غيري بهالدنيا !! مستحيل يسوي هالشي .. أنا رايحة لأثبتلها سوء ظنها وأثبتلها ان مازن مسافر للشغل ولايدري عنها ولا يبيها !! وظلت تهز جسمها بكل خوف وتوتر بانتظار الوصول وقلبها يخفق بكل عنف ودموعها تنهمر بكل ألم !!
سياره ثانية كانت منطلقة للمطار هالوقت !! سيارة وليد الي كان رايح يستقبل أبوه الي بيوصل من الرياض بعد ما أنهى المؤتمرات !! .. ووصلت السيارتين بنفس الوقت .. لكن محد منهم انتبه للثاني .. !!
ودخل وليد المطار واتقدم لموظف الاستقبال يسأله عن الرحله ! وانصدم يوم عرف انها تأخرت ساعتين ! ودار وجهه بكل قهر واهو يمشي خارج المطار .. وفاجأة شاف ساره تدخل ودموعها مغرقة وجهها وعيونها بالناس والمسافرين !! انصدم وليد يوم شافها وشاف حالتها .. وشافها واهي تمشي مسرعه لوين ماهي منطقة المغادرين !! ومشى خلفها بسرعه وهو يحاول يعرف وش الي صايبها ومبكيها ومين الي تدور عليه !! .. وساره أقبلت على منطقة المغادرين ومنعوها تدخل .. !! ووقفت وهي تبكي وتدور بعيونها على مازن واهي تتمنى تشوفه لحاله !! وفاجأة وقعت عيونها على عطـوف من بعيد !! ومشت مسرعه من خلف السور الفاصل بين المنطقتين لعلها تشوف مازن معها !! واهي تمشي شافت مازن واقف جمب عطوف !! وهوى قلبها بكل ألم من بين ضلوعها !! واتسمرت مكانها عاجزة عن التقدم لأي خطوة للأمام !! وصارت تلهث بكل صدمة وجروح وألم وهي تطالعهم !! وفاجأة دارت عيون عطوف لتطالع بساره واهي واقفة خلف السور من بعيد !! ورفعت حاجبها بتعالي وابتمست لساره ابتسامة دمرت روحها !! .. وقبضت بإيدينها على السور واهي تهز راسها بصدمة !! وشافت مازن واهو يتقدم ... وشافت عطوف واهي تمسك ذراع مازن بنفس الطريقة الي كانت ساره تمسك ذراع مازن فيها !! ومازن قدم التذاكر للموظف .. وقصها لهم وسلمها اياهم .. وأخذها مازن ومشى للبوابة وعطوف لازالت ممسكة ذراعه !! وصرخت ساره باسم مازن .. !! لكن بقلبها مو بلسانها !! مــــــــــــــــــــــــــــــــــازن .. مـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـازن .. وين رايح ؟؟ وليه ؟!! ليــــــــــــــــــه يامازن ليـــــــــه ؟! ..
ووليد من خلفها كان شاهد على كل هذا !! .. وانصدم وشخصت عيونه بكل ذهول وهو يشوف مازن يدخل البوابة برفقة وحده مايدري منهي !! وفاجأة دارت ساره وهي تمسك قلبها بكل ألم وعيونها متوقدة زي الجمر ! وشافت وليد قدامها !! واقترب وليد منها واهو يقول : ؟؟ وين رايح مازن ياساره .. وانتي ليه ... ؟! وعجز لا يفهم وقال : وش السالفة ياساره ..؟؟
ظاعت عيون ساره بوجهه واهي تقول بصوت مذبوح : لازم أكلمه قبل لايروح !!
مسكها وليد من ذراعينها واهو يقول : ساره انتي مره تعبانة ومنهارة !! تكفين تعالي معاي لا تطيحين وتتعبين !!
ساره وهي ماعاد تفكر بشي خلاص وتحس بروحها تحطمت وكيانها تدمر وقالت لوليد برجاء : تكفى وليد أبي ألحقه قبل مايسافر أبي أقوله كلمتين بس !!
تقطع قلب وليد وهو يشوف حالتها وقال : ممنوع حياتي ! ممنوع أحد يدخل هالمنطقة لغير المسافرين .. والحين هو بالطيارة مايسمحون لأحد يدخل !
ساره بصوت مرتجف : أدري .. بس لازم أدخل وليد .. لااااازم !
طالعها وليد وشاف الألم والخوف والرجاء بعيونها .. ورفع عينه ليطالع بالبوابة الي دخل منها مازن قبل شوي !! وبسرعه مسكها من ذراعها واهو يقول : تعالي معاي !
ومشوا بسرعه لضباط المنطقة ليحاول معهم وليد يدخلونهم !! ورفضوا هالشي واخبروهم انه تجاوز لقوانين الأمن !! وانهارت ساره قدامهم واهي تبكي وتترجاهم يدخلونها للحظات بس وتطلع !! ووليد ماتحمل حالتها وطلب الضابط بكل رجاء وتوسل ان يدخلونها لحظات بس !! وحزن الضابط على حالهم ووافق بالقوة بس بشرط هو يرافقها للطيارة للحظات وتطلع لأن هالشي ممنوع ومحظور !!
ووافقوا ودخلت ساره مع الضابط ووليد عند السور ينتظرها !! ويشوفها واهي تجر الآلام والجروح بعجز عن المشي والحركة وجسمها يرتجف ودموعها تنهمر بكل ألم ودمار وتحطيم !!
ودخلت الطيارة والضابط يكلم بالجهاز أحد المسؤلين ليسمح لساره تدخل تكلم أحد الأشخاص ثواني وتطلع !!
واستقبلها أحد المظيفين وأشرلها على المكان وطلب من ساره تستعجل لأنهم بيسكرون الطيارة !!
ومشت ساره بين الكراسي وهي تحس الدنيا تغم عليها !! ودموعها تنهمر بغزارة ومو مخليتها تقدر تمشي ..!! وكانت تتوسد الكراسي واهي تمشي بخوف لاتنهار وتطيح وسط الطيارة قبل ماتوصل لمازن .. !! وشافته !! واهو واقف عند أحد الكراسي بتأهب للجلوس !! وعطوف واقفة من وراه !! وأول ماجا مازن يجلس انتبه لها واهي واقفة بنص الطيارة تطالعه !! وتهز راسها كنها تنفي الحقيقة الي تشوفها قدامها !! وانتفض كيان مازن يوم شافها وهوى قلبه لبين رجوله واتسمر مكانه بعجز عن الحركة واهو يطالع ساره بكل صدمة وذهول !!
وساره نقلت بصرها بينه وبين عطوف وهمست بصوت مذبوح ودموعها تنهمر بكل ألم ودمار وقالت :
خسـرتني يامازن .. خسرتني !!
ودارت عنه واهي تحس انها خلاص خسرت هالانسان من هاللحظة .. الي تركها وسافر مع عطوف ليه ماتدري !!

 
 

 

عرض البوم صور dali2000   رد مع اقتباس
قديم 10-05-10, 06:53 PM   المشاركة رقم: 19
المعلومات
الكاتب:

البيانات
التسجيل: Sep 2006
العضوية: 13121
المشاركات: 14,020
الجنس ذكر
معدل التقييم: dali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسي
نقاط التقييم: 4990

االدولة
البلدCuba
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
dali2000 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ghadabarbie المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 

الحلقـة الـ 31
" الشتــات ! "

*********
لوهلة كان مازن مو مستوعب الموقف ومنصدم ومو مصدق ان هالي كانت قدامة ورمت عليها ذيك الكلمات ودرات وابتعدت هي ساره ماغيرها !! للحظة كان منكر قلبه هالشي لأن صعب عليه ودمار على نفسه انه يصدق مخه هالشي ويستوعب الصدمة وان ساره شافته واهو مسافر مع عطوف وطبعا ماتدري عن السبب !! لكن عنف الدقات الي تسارعت بقلبه وانتفاضة كيانه ورجفة إيدينه خلته يستوعب غصب عليه وينط من مكانه ويلحقها وإهي تمشي مسرعه لخارج الطيارة !! وفاجأه اعترض طريقه أحد المظيفين واهو يقول : لو سمحت اخوي ياليت تتفضل مكانك لأننا بنسكر الطيارة !!
بعد مازن المظيف من ذراعه واهو مو مهتم فيه ولا بكلامه ودار بسرعه من خلفه ليلحق بساره وشافها واهي تقترب من باب الطيارة ونادى عليها واهو يمد ايده : ســـــــــاره استنـــــي !
التفتت ساره لمازن ووجهها مغرق بالدموع .. وطالعت فيه بنظرة حرقت كيانه .. نظرة ظلت متعلقة بذكراه طول عمره مانساها !! وصكت سنونها بألم واهي تطالعه بهالنظرة !! ومظيف ثاني اعترض طريقه وهو يقول : عفوا أخوي ان كنت من المسافرين فياليت تتفضل مكانك لأن كلها لحظات و ....
حاول مازن يبعد المظيف من قدامه واهو يطالع بساره ويقول قاطع كلامه : دقيقة لو سمحت خلني بكلم الآنسة الي وراك .. ابعد عن طريقي !!
ومانتظر مازن المظيف يبتعد .. الا هو مشى متجاوز الكراسي وينط من فوقها بكل سرعه وعيونه متعلقة بساره الي وصلت للباب وطلعت منه وصرخ مازن باسمها يوم شافها تطلع : ســــــــــــــــــــــــــــاره !!
اقتربوا المظيفين منه يطلبون منه الهدوء والرجوع لمكانه لكنه دفهم بكل قوته واهو يقول : مالكم شغل فيني خلاص مابي أسافر ! (( ومشى مسرع لباب الطيارة !! وهاللحظة أشر أحد المظيفين لزميله ان يسكر باب الطيارة خلاص !! وفعلا سكر المظيف الباب باللحظة الي وصل مازن للباب ومازن من شافه تسكر انهارت اعصابه واهو يلتفت للمظيف ويقول برجاء : تكفى والي يسلمك افتح الباب .. !
المظيف : ماقدر افتح الباب لو سمحت خـلاص الطيارة بتطير خلال دقائق وياليت تتفضل مكانك وتر....
قاطعه مازن وهو يقول بصوت عالي : مو راجع مكاني وبتفك الباب انت خلاص مابي أسافر مابي طلعوني !!
المظيف : وطي صوتك لو سمحت واتفضل مكانك لأن الباب مستحيل بينفتح ..
خبط مازن على الباب واهو يقول بكل قهر : فـك الباب .. فكوا الباب مابي أسافر خلاص ابي أطلع فكوا الباب !
أقبل كابتن الطيارة لهم واهو وصله خبر الفوضى الي صايرة بالمكان ! ومسك مازن من كتفه واهو يقول : لو سمحت ياخوي .. الطيارة لازم تطير ومانقدر نراعي أي مصالح شخصية !! وياليت تتفضل لمكانك !!
انهار مازن على الارض وقعد وهو يلم راسه بعدم تصديق !! وانهمرت دموعه وهو يهمس بشفايف مرتجفة : مستحيل .. مستحيل !! (( وخفق قلبه بكل الم وهو مومصدق الي صار ! مستحيل ! ساره شافتني مع عطوف وهي ماتدري ليه !! وكنت عارف انها حتى لو درت مو متقبله !! كانت متحطمة ومنهارة ومتدمرة واهي تطالعني !! وانا الحين بابتعد تاركها بحالة دمار ومادري وش بيصير فيها هاللحظة ! شلون باقدر اروح ؟؟ شلون باتركها ؟؟ وش الي بيصير فيها ؟؟ واتذكر كلمتها الي رمتها عليه وراحت !! لا لا مو صحيح هالكلام ! انا ماخسرتها وإهي بتتفهم هالشي لازم ! وانتفض كيانه بكل خوف وألم واهو يتخيل حياته بدونها !!


طلعت ساره من البوابة واهي تغطي فمها بكل صدمة وتشاهق من البكي وتجر خطواتها بصعوبة وعجز عن الحركة والاستيعاب !! والضابط أول ماشفها اتقدم لها ومشاها لبرا المكان !! وشافها وليد و خفق قلبه بكل ألم وناداها لتجي من الناحية الي هو فيها !! طالعت ساره فيه واهي مو مستوعبة شي !! ولاتدري وش يقول وعلى ايش يأشر ! كانت مصدومة ومدمرة ومنهارة !! وعيونها متوقدة مثل الجمر واهي ترتجف بكل ألم ودمار ! .. واتقطّع قلب وليد وهو يشوف حالتها ومشى مسرع متجاوز الخطوط الحمرا لين وصل لعندها ومسكها من ذراعها واهو يطالع عيونها وشاف كل العذاب يصرخ فيها !! طالعت ساره بوليد وتمسكت بملابسه بلاشعور واهي تقول بصوت مذبوح : مازن تركني ياوليد !! .. تركني عشان يسافر معها !

خفق قلب وليد بكل ألم وهو يشوف حالتها ومسكها من ذراعينها وقال يبي يهديها : إهدي ياساره وصدقيني مازن ماسوى هالشي الا فيه اسباب !
ساره وهي تبكي : أي أسباب ياوليد ! مازن خدعني ! أوهمني وطعني من وراي وراح معها وتركني .. !
وليد بألم : لاتقولين كذا حياتي مازن يحبك انتي ياساره .. ومستحيل يسوي شي مثل كذا الا لسبب قوي صدقيني ..
ساره : يدري اني مو راضية !! يدري اني مستحيل أتقبل هالشي مهما كان السبب ! وخدعني وسواه من واري
حس وليد انه شوي ويبكي من حالتها ودمارها واستغرب اهو من نفسه شلون انقلب معها بالكلام والمفروض يكسبها لصفه بهاللحظة لكنه قال : ساره هدي نفسك حياتي وان شاء الله اذا كلمتيه بتعرفين كل شي ! وتعرفين انه ماسافر الا لشي مهم ومو سهل !
ساره وهي تشاهق : لا خلاص ! .. (( وابتعدت عنه واهي تقول بصوت منتهي : مازن راح لها وخسرني انا خلاص ..
اتقطع قلب وليد بكل ألم على حالتها واهو يحاول يدور اي تفسير يفسر سفر مازن بهالطريقة !! واخترع يوم شاف ساره تمسك قلبها وعيونها تتوسع بكل ألم !! واقترب منها بكل خوف وقبل مايسألها شفيها الا طاحت عليه مغمى عليها بكل احساس بالتعب والألم والظياع !!


******

شالها وليد بكل خوف وخرعه وركض فيها مسرع لخارج المطار وبكل سرعه ركض لسيارته وفتح الباب الخلفي وركبها .. وبسرعه مشى وركب مكانه وانطلق لأقرب مستشفى !! وصل المستشفى ونزلها وقلبه يخفق بكل خوف على حبيبة روحه وحياته !! وأسرع فيها لداخل المستشفى وتلقفوها الممرضات بالإجراءات الي تعود عليها جسم ساره من كمامة تنفس وابر مهدية وقياس للضغط والحرارة .. وظلت تحت الكمامة لين وصل فهد الي كلمه وليد وخبره عن حالتها ! ودخل لساره وشاف حالتها ووجهها الي مبين فيه التعب والدموع الناشفة على خدودها !! واتقطع قلبه عليها وسأل الدكتور عنها وقاله انها متعرضة لصدمة سببت تضارب شديد بنبضات القلب وتحتاج تظل تحت التخطيط لين تنتظم دقات قلبها وتستقر حالتها وتستعيد تنفسها الطبيعي !! وطلع فهد من عندها وهو منصدم من الي صارلها ومشى مسرع لوليد ليحكيه وش الي صار لها بالضبط ؟؟!! وانصدم فهد يوم حكاه وليد بكل شي !! وانهارت اعصابه واهو يرمي نفسه على الكرسي وعيونه متوسعه بذهول !! ساره شلون درت ؟! ومتى راحت ؟! وكيف صار الي صار ؟! وليه دخلت الطيارة ؟! وش قالت لمازن ؟! وعض شفته بكل ألم وخوف وهو يلم راسه بإيدينه وساند كوعينه على ركبه ويفكر بحال مازن هاللحظة !! والصدمة الي يعانيها وأكيد مدمرته للآخر ! وحال ساره الي صابها من الموقف !! ووش بيكون موقفها من مازن !! هل بتتفهم وترضى تقتنع !! هل بتسامح مازن وتعذره !! وخفق قلبه بكل ألم واهو يتمنى ساره تصحى بسرعه ليكلمها ويهديها ويفهمها كل شي لعلها تعذر مازن وترضى عليه !!


وبعد ساعات من الانتظار الموتر للأعصاب .. كان فهد مقابل ساره عند السرير ويمسح على شعرها ويقرا عليها .. وشوي الا صحت ساره أخيرا واهي تنتفض بكل ألم .. وشفايفها ترتجف واهي تقول بصوت منتهي : لللاااااه .. (( وهزت راسها بالنفي واهي تقول بصوت مرتجف : للاااااااه .. ! لا تتـركني مازن !
قرب فهد راسه منها واهو مخترع عليها ويقول : ساره حياتي ! فتحي عيونك ياعمري انا فهد !
ساره وهي ترتعش : ..لا تـ ــروح .. !
قرب فهد صدره منها ومسكها من خلف رقبتها بإيده اليسار وصار يمحس على راسها بإيده اليمين بمحاولة لتهدية رعشتها وهو يقول : بسم الله عليك ياعمري اهدي .. سوسو حياتي سمي بالرحمن .. سمي بالرحمن !
فتحت ساره عيونها بوهن وشافت فهد بوجهها .. وسالت دموعها واهي تقول بشفايف ترتجف : بـ ـسم اللـ ـه ..
مسح فهد دموعها بنعومه وهو يهمس لها بكل حنان : هدي نفسك حياتي !
فتحت ساره عيونها أكثر ودارت براسها على اليمين ويسار وكنها تدور أحد .. وفهد من شافها تدور قال : شفيك حياتي تبين شي ؟؟
ساره من بين دموعها : مازن راح يافهد ! وحسبت ممكن اشوفه لحقني وجاني .. لكنه تركني وراح معها يافهد !
فهد بألم : سوسو حياتي .. أدري انك مصدومة من سفر مازن لكن انا بفهمك وش سالفة السفر وانه شي مجبر عليه وكان لازم يسوي عشانك انتي ساره !
ساره وهي تبكي : شلون عشاني يافهد ! مازن يدري اني مستيحل ارضى واوفق بهالشي لو انقلبت الدنيا وقعدت !!
فهد بألم : لكن السبب كان قوي ياساره وكان مـا ....
ساره بصوت عالي وهي تبكي : مهمــــــا كــــــان السبب يافهد مايرووح معها ويتركني وبدون مايعلمني !! لااااا مستحيل أرضى بهالشي فهد مستحييييييييـل !
فهد وهو خايف عليها : هدي نفسك ياساره .. خلاص حياتي انتي الحين تعبانة ومايصير تبكين وتدمرين نفسك بهالطريقة وان شاء الله اذا هديتي نتفاهم !
ساره : شفته بعيني مسافر معها ! ماعاد فيه أي تفاهم ولا يهمني وشو السبب .. خلاص انتهيت يافهد انتهيييييييييت (( وصارت تبكي بصوتها وتناهج ..
وفهد يسمي عليها ويقرا عليها وقلبه يتقطع من هالحالة الي صارت .. وشوي الا دخلوا الممرضات وانتبهوا لتخطيط القلب الي يصدر نغمات تعني ان نبضات قلب ساره غير منتظمة !! وشافوها وهي تبكي وفهد يهديها وطلبوا منه يطلع عنها لأن مايصير توصل لهالحالة واهي تعبانة ومحتاجة للراحة !! وعطوها إبره مهدية

وطلع عنها فهد بعد ماباس جبينها ومسح على شعرها وتركها ترتاح .. وطلع واهو يمسح دمعة سالت من عينه بكل ألم وحزن !! واتمنى يجي أي أحد مكانه ويقعد جمب ساره ! ومالقى إلا غـادة !! وفورا كلم وليد الي طلع مضطر عشان يجيب أبوه من المطار .. وكلمه فهد وطمنه على ساره وطلب منه يكلم غاده ويطلبها تجي تقعد عند ساره الليلة ... ! وعلى هالأساس مشى من المستشفى بالسيارة .. والهم وكل الهم جاثي صدره .. ودموعه خانته وسالت منه بكل ألم وحزن ودمار .. ومشى بالسيارة بغير هدى ! مايدري لوين يروح !! حس بالضيق بيفتك بصدره .. ! مصايب طاحت عليهم الوحده ورى الثانية .. وكلها لازم اهو يتحملها .. ! اهو الي يصبر الكل ومو لاقي من يصبره .. واهو الي يهون على الكل ومو لاقي من يهون على قلبه ويهدّيه !! ولا شعوريا ارتسمت بخياله صورة لندى .. !! ندى .. ندى .. ياأحلى وأعذب ملاك شفته بحياتي وينك ؟! انا محتاجك يابعد هالدنيا .. الوم نفسي على بعادنا ولا الومك ولا الوم الدنيا الي عيت لا توقف معانا بيوم وتجمعنا !! وفاجأة لقى نفسه قدام البحر .. وقف السيارة ونزل وهو يجر آلامه وهمومه الي يحسها كالصخر على قلبه .. ووقف قدام البحر ودموعه تسيل بكل ألم ! وشاف الأمواج شلون متلاطمة .. بتلاطم الأحزان بداخله !! بتقلب الهموم بقلبه !! واتمنى يرمي نفسه بين الامواج ويغوص فيها ويغرق لقاع البحـر ويرتاح من هالدنيا الي عمرها بيوم ماريحته ...
وبكل ألم ودموع همس باسمها : نـدى .. أحتاجك ياندى !! ولا شعوريا طلع الجوال من جيبه وقلب فيه وهو يحس انه بيموت من الضيقة ومو لاقي أحد يفضفض له غيرها ! عمره بيوم ماحب يشكي لأحد ولا يشارك همه بأحد .. ! لكن مع ندى كان الوضع مختلف .. لقى بنظرتها الحنان .. وبقلبها الحب والاهتمام .. ولقى الأمان الي ماحسه بيوم مع أحد غيرها .. ومافكر شلون بيكلمها .. ولا وش بيقولها .. ولا كيف وضعها الحين ! كان الهم والحاله الي اهو فيها بهاللحظة معجزته عن التفكير .. !! لا تلومونه .. يبي يسمع صوتها ويرتاح ! الراحة الي ماحسها من زمااااان ! وفقدها وحسه انه بيموت من الاحزان والهموم والتفكير .. ودق رقمها وقبل لا يضغط الاتصال .. تردد !! وحس انه مو قادر !! انا ابي ارتاح لكن يمكن هي وضعها صعب الحين وبسبب لها مشكلة وأكدر عليها !! وقرر يرسلها رسالة أول !
كتب الرسالة وأرسلها لرقمها بسرعه ... ومن حسن حظه كانت ندى بغرفتها وسمعت رنين الرسالة بالجوال ..
مسكت جوالها بملل وفتحت ولقت المرسل فهد !! خفق قلبها بقوة واهي تفتح الرسالة بسرعه وقرتها :
" أنا متضااااااااااااااااااايق ياندى !! "

صكت ندى سنونها بألم وهي تقرا الرسالة واتقطع قلبها على حبيبها وحياتها !! وبسرعه بدون أي تردد دقت عليه .. وظلت تنتظر صوته بلهفة واول مارد عليها قالت بصوت كله حب وحنية : هـلا حبيبي !

اتنهد فهد وهو يسمع صوتها وقال بصوت مبين الضيق فيه : هلا حياتي ندى شلونك ..
ندى : انا بخير .. بس انت شلونك فهد وشفيييك ؟
فهد بألم : متضاااااايق ياندى وبموت من الضيقة !
ندى بحنان : سلامتك ياعمري .. هدي نفسك فهد وقولي شالي مضايقك !
فهد : كل شي ياندى كل شي ... مصايب الدنيا طايحة علي ومضيقة صدري ومو مخليتني حتى قادر اتنفس زين !! مهموم واحس اني بانتهي خلااااااص ! مابي اعيش بهالدنيا الي ماوراها الا البلاوي !
تجمعت الدموع بعيون ندى بكل حزن على حال حبيبها وقالت بحنان : لا يافهد .. مو انت حبيبي الي تقول هالكلام ! فهد انت أقوى من كذا .. انت قلبك كبير ويوسع الدنيا ومافيها ومو الظروف الي تقهرك .. انت الي لازم تقهرها !
فهد : بس هالظروف اقوى مني ودمرتني ياندى خلااااص ! ماصدق نرتاح من بلوة الا نطيح بالثانية وكل شي بوجهي انا وانا الي لازم اتحمل وانا الي لازم اصبر وانا الي لازم اتناسى كل مشاعري واعيش اداوي جروح الكل واهون عليهم وأصبرهم وانا بروحي متدمر ومنتهي !
سالت الدموع من عيون ندى ومسحتها بسرعه واهي تحاول تخفي العبرة من صوتها وتقول : لأنك عزهم يافهد ! انت عزهم وعزنا كلنا .. ومحد له غنى عنك وعن قلبك الطيب ! وصدقني لو الكل دار العالم ولفه الا مرده لك انت لأنك مو انسان عادي حبيبي .. حنانك وحبك وطيبتك ومشاعرك وكل شي فيك مخلي الكل متعلق فيك ويبيك !
فهد بألم : بس تعبت ياندى وأبي ارتاح !
ندى بحنان : بيجي اليوم الي تنتهي فيه كل هالمشاكل وترتاح .. دوام الحال من المحال وصدقني مافي شي يظيع عند ربي .. حبيبي خل أملك بالله كبير واهو وحده يدري بالهموم الي تعانيها وبيفرجها لك ويريحك منها بس لا تظيع أجرك بهالكلام !
اتنهد فهد بكل ألم وهو يحس انه ميت فيها وبكلامها الي كالبلسم على قلبه .. واتمنى يظل يكلمها ويسمع صوتها الي يريح القلب والخاطر .. وندى قالت بعد لحظة من الصمت : شفيك حبيبي ؟ شصاير ؟
فهد بتنهيدة : ساره تعبانة بالمستشفى !
انصدمت ندى وتوسعت عيونها بخرعه !! لكنها حاولت تضبط نفسها واهي تقول بخوف : ليه يافهد شفيها ؟
فهد بألم : انصدمت وانهارت من موقف خايف لايقلب حياتها فوق تحت !!
ندى وهي وصل الخوف حده منها : وشو يافهد عسى ماشر !!
حكاها فهد كل شي عن مازن وساره .. وانصدمت ندى وماقدرت تمنع دموعها من السيلان .. وحكاها عن عذاب خالد الي عايشه من بعد سمر .. وكيف مصر انه يروح لها لبنان ويعتذرلها ويحاول يرجعها !
وقالت ندى من بين دموعها : طيب خله يروحلها يافهد ..
فهد : ومن قالي انا مابي .. بالعكس أتمنى انه يروحلها ويحاول معها ترضى وترجع .. لكن هالمشكلة الي صارت الحين وتعب ساره خلاني مو قادر أفكر لافيه ولا بأحد .. ولا هو كان متحمس يسافر اليوم ..
ندى : هو درى عن الي صار ؟؟
فهد : لالا .. انا علمت سليمان بس وحرصته مايعلم خالد ! لان خالد للحين تعبان وما تعافى كامل ..
ندى : وكيف كان حال ساره يوم تركتها !
فهد بضيق : منهارة ندى .. وتخربط بالكلام وانها ماتبي مازن وخلاص انتهت وكلام والله يخرع !!
ندى بكل حنان : بعد عمري ياساره .. ليتني أقدر أروح لها الحين ..
فهد : لا الحين عطوها ابره مهدية ونامت ووصيت غاده تجيها وان شاء الله تكون عندها الحين .. ولو حبيتي تزورينها تعالي بكرا يمكن هي تعلمك الي صار وانتي هديها وهوني عليها ..
ندى : انت تآمر حبيبي .. بس الحين اهم شي عندي تفك نفسك من هالضيقة وتخلي املك بالله كبير !
فهد بتنهيدة : والنعــم بالله !
ندى بحنان : عهدناك قوي وقلبك كبييييير .. وينشد فيك الظهــر أرجوك حياتي .. خلك دايم كذا ..
خفق قلب فهد وهو يسمع كلامها ويحس كن أبوه الي يتكلم .. نفس توصيات أبوه ونفس نبرة الحنان وزرع الأمل بالقلب .. وسالت دمعته واهو يقول : ندى انا مادري متى يجي اليوم الي أقدر أوقف على رجولي من بين هالبلاوي والأحزان .. وامشي بخطوات واثقة وأتقدملك وأخطبك .. حياتي لاتحسبيني متساهل بإرداتي والله مو بإيدي يابعد هالدنيا صدقيني
ندى وهي تبكي : أدري حبيبي أدري وحاسة فيك ومصدقتك .. وبحاول بكل جهدي انتظرك قد ما أقدر !
فهد : أوعدك حياتي أول ماتتحسن الأوضاع ولو بنسبة بسيطة .. بجيك طاير أخطبك ولو اقدر أعقد عليك بنفس اليوم أسويها !
ندى بنبرة حب : ياحياتي يافهد .. والله أمنيتي هالشي ودايم ادعي الله ان يحققها !
فهد : يارب تتحقق لأني مو متخيل ولا مجرد خيال ان حياتي ممكن تكون بدونك وبدون حبك وحنانك واهتمامك
حاولت ندى تخبي دموعها وهي تقول : ولا أنا مو متخيلة هالشي ولا أبي أتخيله .. لكن كل شي قدر ونصيب!
عقد فهد حواجبه وهو يسترجع كلمتها الأخيرة .. وعادها بهمس : كل شي قدر ونصيب .. !
ندى : بالضبط ! .. والحين حياتي مابيك تتكدر بهالطريقة ولا أبي اسكر منك وانت الحزن مالي صوتك وهاد حيلك .. قولي انك بتصبر وتتحمل وماتخلي الأحزان تدمرك وتحطمك !
فهد : ان شاء الله ياعمري .. وان كنت ماشوف الا الحزن بعيوني .. فالحين بعد ماكلمتك صرت مـا اشوف الا ندى بعيوني !
خفق قلب ندى بكل حب واتصاعد الدم لوجهها كعادتها بكل مره تسمع مثل هالكلام من فهد وقالت بهمس : الله لايحرمني منك حبيبي ..
فهد بنبرة حب : ولايحرمني منك حياتي ... يلا أخليك يابعد هالدنيا ..
ندى : أوكي حياتي .. وانتبه لنفسك يافهد تراك غالي علينا ..
فهد بتنهيدة : عشان خاطرك ياعمري ..
ندى : تسلم حبيبي .. بااااي
فهد : باي حياتي ..
وسكر منها واهو يتنهد بكل انواع المشاعر ! مشاعر حبه المفتون .. ومشاعر عذابه وهمومه .. ودارت دوامة الأفكار براسه واهو يحاول يلاقي بينها أي فكرة تخليه ينتشل الكل من هالعذاب !!

*********

ثلاثة عشر سـاعة من العذاب النفسي والمدمر لكل عرق نابض في كيان مازن !! .. طول الطريق واهو قاعد على الكرسي ولام راسه بإيدنه بصدمة وشعور عدم تصديق للي صار !! ودموعه ماجفت للحظة ! وهو يحس بالغدر والمكر الي وقع بشباكه بدون مايدري .. هل هو غدر الزمن !! ولا غدر عطوف !! ولا هو غبائه الي وصله لهالموقف !! للحين هو مو داري وش الي جاب ساره للطيارة وكيف عرفت !! بالوقت الي قرر يسافر عشان ينقذ حبهم .. لقى نفسه خسر حبهم ودمره بإيده !! لاء لاء مستحيل !! كانت هالكلمة تتردد كل لحظة بقلب مازن وفي باله وتزل بلاشعور منه ليهمس بها بلسانه ! وكل ماوصل فيه التفكير ان ممكن تكون عطوف دبرت لهالشي يحترق قلبه وكيانه ويلتفت بقوة ليطالعها واهي قاعده بالجهة الثانية من الكراسي لكن بنفس الصف !
لكن الغريب انه كانت اهي بعد طول الطريق تبكي ! ونظرة الحزن والألم بعيونها !! ومشاعر أعجز عن وصفها كانت تنتابها وتدمر روحها ! عطوف من بعد ماحست بالانتصار يحالفها ! وشافت ساره بالمطار وحست بالزهو لأنها حققت الي تبيه أخيرا .. وشافتها داخل الطيارة منهارة ومدمرة .. وأعلنت خسارتها لمازن قدامها .. وشافت مازن شلون طار مخه واهو يلحقها .. وكيف انهار عند الباب وهو يصرخ باسمها !! وعند هاللحظة حست كن صفعة قوية صفعتها وخلتها تفوق وتصحى من غفلتها الي عاشتها طول ذيك الفترة بظل الشرور والحسد والانتقام ! وكيف كانت تشوف الشر مكان الخير ! وكيف كان الشيطان اهو المحرك لها بكل تصرفاتها وحركاتها وأفكارها وبلاويها !! وحست بكلمات ساره الأخيرة الي رمتها على مازن كالخنجر الي طعن قلبها هي !! مع ان هذا الي كانت تتمناه وتحلم فيه !! شلون اتغيرت فاجأة أفكارها !! وكيف اتمنت ترجع الأحداث لورى لتنسحب من حياة مازن وتتركه يتنهنى مع الي حبها من صغره ومن نعومة أظافره ! وكان خلت ساره تتهنى مع الي ماشافت غيره بحياتها أغلى وأروع حبيب !! ودمرها الشعور بالندم وعذب روحها وقلبها !! لكن بعد إيش ؟؟ بعد فوات الأوان ياعطوف !! لأن ساره خـلاص اتدمرت وانتهت ! واتركت مازن لك انتي .. وانتي الحين إلي فقتي وصحيتي وقررتي تنسحبين !! ومازن الي عايش تحت نيران تشعل كل جزء بكيانه وتكوي قلبه وروحه !! ودموعه الملتهبة حرقت خدوده بحرارتها !! وماصدق وصلت الطيارة لمطار نييورك .. قام وهو يلم شتات روحه ! وطالع عطوف الي قامت وهي تمسح دموعها !! ولوهله حس انها اهي السبب واهي الي دبرت لكل هذا .. وياويلك مني ياعطوف لو كنتي انتي الي مخططة لكل هذا !! مشوا وطلعوا من المطار والمفروض انهم يمشون بسرعه ليلحقون على الطيارة الثانية الي بتقلع لمدينة عطوف .. متشقن ..

لكن مازن وقف أول ماوصل المطار وناداها واهو يقول بغضب : اعترفي ياعطوف !! (( وطالعها بنظرة نارية واهو يقول : إنتي الي علمتي ساره عن سفرنا وخليتيها تجي المطار ؟؟
بكت عطوف بكل ألم وهي تقول : سامحني يامازن .. أرجوك سامحني ..

اتأكد مازن انها هي الي دبرت للي صار واهي السبب واهي الدمار لكل حياته ! وانصدم وهو يطالعها بوسع عيونه ونظرة الغضب تصرخ فيها !! وكان ظياع ساره مو شي سهل عليه واهو يشوف السبب بهالظياع قدامه !! وبكل غضب واحساس بالدمار رفع إيده وهوى على وجهها بكف قــوي صفعها وطيرها من مكانها على الأرض بكل قوة !! وهو يلهث بكل ألم وعذاب ويطالعها واهي طايحة على الارض ويقول : من دخلتـــي حياتي وانتي معيشتني بدمار وألم وعذاب مع قلبك المتحجر الظـالم !! وللأسف ماعندي الوقت الي أظيعه وأرد العذاب لك أضعاف مضاعفة لأني رايح الحين ادور على أول طيارة ممكن ترجعني السعودية بأقرب وقت !! لكن اعرفي اني بأدعي عليك من كل قلبي !! وبظل أدعي عليك طول الطريق !! وبظل ادعي لين آخر لحظة بحياتي .. ان الله ينتقم منك ياعطوف !! (( وعلى صوته وهو يقول : والله ياخذ بحقنا منـــك وعسى الي سويتيه فينا يرجع عليك بحياتك وبصحتك وتتمنين السعــــادة وما تلاقينها !! وتتمنين تشوفينها لو حلم بأحلامك ولا تحصلين عليها !!
(( وصرخ بأعلى صوته وهو يقول : الله ينتـــقــــــم منـــــــــك .. الله ينتقــــــم منـــك والله يجعــــــــــل الي سويتيـــــه حســرة بقلبـــــــك ودمار لحيـــــــاتك طول عمرك !! .. ((ومشى بسرعه وهو يدفها برجوله بقووة عن طريقه !! وصار يركض ودموع الألم والقهر تتطاير من عيونه !! وهو يتمنى يلقى طيارة بتقلع للسعودية هاللحظة ليركب فيها ويطير لوين ماساره عايشة بدمـار نفسي لا يساويه أي دمار !! .


وعطوف من وراه ظلت بمكانها تبكي بكل ألم وتخبط الأرض بقبضتها واهي تبكي وتصرخ وتقول : لااااااااااا .. سامحني يامازن أرجووك .. سامحيني يا ساااااااره !! ياربي أنا شسويت ؟؟ لااااا لااااا .. سامحوني سامحوني تكفوووون ! (( وحست بجسمها يرتجف وكأن صاعقة حلت فيها !! وكأن دعاء مازن عليها صعد لأبواب السماء بسرعه ولقى الإجابة الي حلت عقوبتها عليها بأسرع وقت !! لأنها فاجأة حست بنفاضة قوية سرت بكيانها !! وكنها تنبأها بوقوع مصيبة كبيـرة على حياتها .. ياترى وش بتكون ؟؟؟

*********

أقلعت الطيارة بكل قوة لتحلق بالسماء وهي تحمل بداخلها شخص ممكن يشق الطائرة بثقل الهموم الي بداخله !! كان خالد مسافر للبنان بعد ماضبط له سليمان كل شي .. وطلعت ساره واتطمن عليها واهو الي معتقد ان الي فيها أزمة فراق مازن لا أكثر !! .. ودمعت عيونه بلا شعور وهو يتخيل لقائه مع سمر ! وكيف ممكن يشوفها وكيف بيحط عينه بعينها !! لكنه ماحاول يتعب نفسه بالتفكير .. وخلى الأمور تمشي مثل ماهي وكل شي بيظهر وقتها .. هذا اذا رضت تشوفني ولا تكلمني !! .. وظلت المشاعر تعصف روحه وكيانه واهو كل شوي يمسح دموع عذاب حبه الي تفلت منه بلاشعور .. !! وأخيرا وصلت الطيارة ومع هبوطها هبط قلبه بكل توتر وخوف !! ودعى ان الله يسهل عليه ويحنن قلب سمر وترضى تشوفه وتسامحه !! .. استقرت الطيارة وقاموا المسافرين وقام وهو يشيل الهم بصدره ويمشي بخطوات كلها ألم وعذاب ! أكره عذاب اهو عذاب الضمير وأخس شعور اهو شعور الندم !! الي يحسسك ان مالك داعي بالوجود .. وان القبر هو أنسب مكان لك ولأمثالك من المتهورين والي مو عارفين يحافظون على حياتهم !! .. طلع المطار ومشى يدور بعيونه مكان استئجار السيارات ! وسأل عنه ودلوه عليه وراح واستأجر سيارة .. وركبها وانطلق فيها لوين ماتستقر سمر داخل بيت جده المرحوم !!

وصل البيت بعد ماحس الطريق طويل أكثر من أي مره .. يمكن لأنه ماكان اهو الي يسوق دايم !! ولا يمكن لأنه مو قادر يصبر على فراقها أكثر وأي دقيقة زايدة اهي زيادة للعذاب الي ساكن كيانه !! وقف السيارة ونزل وهو يتنهد بكل ألم .. ومسح راسه الي بدا يشد عليه بالألم وهو يفكر بردة فعل سمر اذا شافته ! ..
دق الجرس وثواني وردت الخدامة وطلبها تفتح الباب بدون مايقولها اسمه بس قالها أبي اشوف جدتي وعرفت الخدامه انه أحد الأحفاد الي يتناوبون على الجده ويزورونها بين فترة وفترة .. !! ..
وفتحت الباب ودخل خـالد وهو يتلفت بالحوش ياعسى يشوفها جالسه فيه ! كان يتمنى يشوفها بسرعه ومايبي يظيع اي وقت ولا فرصه ولا حتى مكان ممكن تكون موجوده فيه هاللحظة !! ودار الحوش كله وهو يدرو بعيونه عنها ومالقاها !! لين وصل لباب البيت الداخلي وطلع الدرج وفتح الباب ودخل .. ! وخفق قلبه وهو مو مصدق انه واقف بالبيت الي تتواجد فيه سمر خلف أحد جدرانه !! .. وشاف الصالة خالية من أي أحد .. لا سمر ولا الجده !!
ومشى وهو يدور بالبيت لين صادف الخدامه وسألها عن الجده وقالتله انها تعبت شوي .. وأخذتها سمر للمستشفى .. !! قلق خالد من هالخبر لكن طمنته الخدامة ان الجده مافيها شي كايد لكن سمر الي أصرت عليها تروح عشان تتطمن عليها !! واتنهد خالد وهو يقول : فديت طيبتها الي مانخلق مثلها بهالدنيا ! .. ومشى وقعد بالصاله وهو يهز رجله بتوتر وينتظرهم !! وحس بصعوبة لقائه بسمر تحت نظر الجده !! وقام وسأل الخدامة عن غرفة سمر وطلبها ماتقول لأحد عن وجوده بالبيت ومشى لغرفة سمر ودخلها وضوى النور وسكر الباب .. كانت غرفة كبيرة وناعمة .. متصلة بداخلها غرفة ثانية صغيره بدون باب .. خاصة للملابس والأغراض الزايدة .. نقل خالد بصره بأرجاء الغرفة وخفق قلبه بقوة وهو يطالع لمساتها المتوزعة بكل مكان !! ومشى بأرجاء الغرفة واهو يتحسس كل شي فيها !! وكابد دموعه بكل حزن ولوعة !! وانتبه لأحد بلايزها المعلقة على الدولاب ! وخفق قلبه لمجرد احساسه ان هالشي ملك لسمر ! وشال البلوزة وحس نعومتها بإيده .. ورفعها وشمها وخفق قلبه بكل حب وجنون وهو يشم ريحة سمر فيها !! وتطايرت بباله الذكريات الحلوة الي جمعتهم والي كانت هالريحة الجنان إهي سحره وجنونه بكل مره يتلاقون !! وتجمعت الدموع بعيونه وقلبه يخفق بكل ألم !! ..
لم البلوزة لصدره واهو يمشي بالغرفة .. ويحس كنه يلم سمر لصدره ويقربها من قلبه الي انذبح من كثر شوقه لها ووله عليها .. ! وشاف أوراق مبعثرة على الكوميدينا بجمب السرير .. ! وبجمب الأوراق مسجل صغير .. حس ان كل هذا أغراض لسمر تمضي فيهم وقتها الظايع بالكآبة والأحزان الي عايشتها !! وقعد على السرير وهو يلم الأوراق من فوق الكوميدينا ..
وطالع فيها ولقى ورقة مكتوب فيها :

ياليت في وقتها كنتوا فهمتونا ولا عنا تخليتوا وبعتونا
وقدرتوا الوفاء والحب اللي جالكم منا
حسافة ماتفاهمنا
خلاص اليوم نسيناكم
عانيت ياما لأجل أرضي خواطرهم
وداريت همي وكنت أشقى وأريحهم
صبرت وصرت أنا وقلبي
ندور من يصبرنا
خسارة ماتفاهمنا
خلاص اليوم نسيناكم

عض خالد شفته بألم وقلبه يتقطع من الكلمات وأبعد الورقه ليشوف الورقة الثانية الي بللت أطرافها دموع سمر وجفت عليها بانكسار :

انا ما خنتـــه .. تبلاني !! ووراني العذاب امرار ..
ولا جيته .. اهو اللي جاني !! وحيد الفكر بليا دار ..
تحملته حييييييل واشقاني .. انا لي صاحبٍ جبار !!

بعيد شطــك الثاني .. بعيده رحلتك اسفار !!
وتمشيها وتنساني .. في غيب البعد عن ذكراك
غريبه قصة احزاني .. احب كاذب واحب غدار !!

تريد الشوق تلقاني .. نزفته دمعي لما صار
انا نار تلظاني .. في غيبته دايما صار
انا منهو يتبلاني .. انا بس شكوتي لله !!


اتنهد خالد تنهيدة طويلة بكل ألم وعذاب وهو يقرا هالكلمات !! وباقي الأوراق كانت خربشات مبعثرة .. مابين رسم لقلب ينزف ورسم لوجه يبكي .. وحس خالد انه هو الي بيبكي ويناهج بعد ! .. رد الأوراق مكانهم وانتبه للمسجل .. ولاشعوريا ضغط على زر التشغيل .. واشتغلت أغنية لأليسا مبين ان سمر كانت تسمعها دايم :

" قلبي بيطلب .. ياحبيبي .. تنسى اسمي واسمك تنسى .. وروحي تطلب ياحبيبي .. تنسى حبي وحبك تنسى .. ويا أحلامي دخلك نامي .. بدي أخلص من أوهامي .. وياحياتي .. ذكرياتي .. خلي قلبي .. قلبي يقسى !!

لا خلاص ! كان هالشي فوق استحمال خالد وانهمرت دموعه بكل غزاره .. وصار يبكي وهو يلم بلوزة سمر لعند قلبه وتحت دقنه .. ويشمها ويحس بعذاب الشوق يكوي قلبه ويلهب كيانه .. وفاجأة سمع صوت الجرس يرن بالبيت
وفاجأة سمع صوت الجرس يرن بالبيت !!
وانتفض من مكانه واهو حس ان سمر وصلت !! ومسح دموعه بسرعه ووقف بكل توتر واهو ينتظرها تفتح الباب وتدخل .. واتوترت كل اعصابه وقلبه يخفق بعذاب شوقه وجنونه ..

ولحظات وسمع خطوات تقترب من الغرفة .. وتقترب وتقترب لين سمعها عند الباب .. وماقدر على المواجهه !! شي بداخله منعه من انه يوقف بوجه سمر ..
ومشى بسرعه لغرفة الملابس الداخلية لسمر باللحظة الي فتحت سمر الباب واستغربت يوم شافت النور مضوي وكن أحد بالغرفة ! واتوقعت ان الخدامة موجوده بغرفتها يمكن ترتب ملابسها ! وسكرت الباب واهي تلتفت للغرفة الداخلية وتنادي على الخدامة .. وانتفض كيان خالد واهو يسمع عذب صوتها !! ..

وعجز لايستحمل واتقدم بخطواته وعيونه متوقدة بكل الم وحزن وشوق وعذاب .. ! وظهر من فتحة الباب !! .. وشاف سمر واهي واقفة عند باب الغرفة وأول ماشافته اخترعت وطاحت شنطتها من إيدها !!

كانت لحـظة مواجههة مدري شلون أوصفها ! شفتوا الهدوء الي يغم المكان بعد الضجيج الصاخب ! شلون يكون شعور الواحد وهو يحاول يأقلم نفسه بوضع الهدوء الي تبع الضجيج المزعج ! ..
وكيف يحاول يركز حواسه لاستيعاب نقلة المشاعر من الفوضى للهدوء .. ! لما تمر عواصف شديدة بالمكان ويعجز الشخص يتحرك من قوتها .. وصفيرها المزعج يخترق الآذان .. وفاجأة تهدى العواصف ويظل هبوب الهواء يطير كل ماتناثر على الأرض .. ! مثل هالوضع كانت مواجهة خالد وسمر واثنينهم يطالعون ببعض بصدمة !
سمر بالبداية اخترعت يوم شافته بالمكان وهوى قلبها لبين رجولها وهي تشخص بصرها فيه بوسع عيونها .. وبعد لحظات استوعبت الوضع وانتقلت فيها الصدمه لمنظر شكله !! جسمه الهزيل واحمرار عيونه ووجهه غريب ومتغير عليها بس ماعرفت ليه !! وخالد يوم شافها خفق قلبه بكل عنف وهو يطالع ذبول جسدها وذبول عيونها والانكسار الواضح بملامحها وكيف راح البريق اللامع بعيونها واختفت الحيوية من وجهها ونقصت نص صحتها !!

اثنينهم ظلوا يطالعون ببعض بدون ماترمش لهم عين ! وتجمدت حواسهم عن الحركة ! احد منهم ماقدر يخطي ولا خطوة ! احد منهم ماقدر ينطق ولا بكلمة !! حتى الدموع تجمدت ولا قدرت تتجمع بالعيون !! وسمر كانت ممسكة مقبض الباب .. وضغطت عليه بقوة يوم فاقت من صدمتها واستوعبت الوضع الي بينها وبين خالد وفار دمها واهي تطالعه ..
وبكل صعوبة قدرت تنطق وتقول: انت من سمحلك تجي .. وتدخل غرفتي بعد !
خالد من مكانه : ماكنت أنتظر أحد يسمحلي ! لأني بجيك غصب عن الكل !
سمر : ليـــه ؟ خلاص احنا انتهينا خـالد شتبي فيني !
اتقدم خالد بخطوات هاديه وهو يراقب عيون سمر .. وسمر من شافته يتقدم منها انسندت على باب الغرفة ونظرة الخوف بعيونها ! وخالد من شاف حالتها قال : شفيك خايفة سمر !
سمر بصوت مرتجف : وش بتسوي فيني ياخـالد .. ارجوك لاتقرب مني !
انصدم خالد وهو يطالع شلون صارت ترتعب منه وتخاف لا يآذيها ويسوي فيها شي .. بعد ماكانت تحس بالأمان معاه وبقربه.. والحين صار أي خطوة يخطوها لها ترعبها وتحسسها بالخطـر !
وقف خالد وطالعها بنظرة حنان وقال : حياتي انا مو مسوي فيك شي صدقيني مو جاي آآذيك !

بلعت سمر ريقها بصعوبة وهي تقول : أجل ليه جاي ! دام انتهى كل شي بيننا ليه تجي !
خالد بصوت أقرب للهمس : لاتقولين انتهينا سمر .. حياتي انا جاي أصلح الي صار و أعتذرلك .. وأرجعك معاي !
سمر بصدمة : شلوون ؟؟ .. انت على اي اساس فكرت وقررت .. انا مستحيل أرجعلك ياخالد لو تنطبق السما على الأرض !
خالد بألم : سمر ارجوك خلينا نتفـاهم ..
اتجمعت الدموع بعيون سمر وهي تقول : نتفاهم على ايش ؟ خلاص مو أنا خاينة ومخادعة ؟ شتبي فيني !
خالد : لا سمر .. انا ظلمتك باتهامي حياتي وعرفت كل شي .. سمر انا الشكوك اعمت بصيرتي وماخلتني قادر على التفكير .. وو .. (( وأخذ نفس واهو يكمل : وكان شعور انك آآآ .. على علاقة مع طلال .. مدمر كياني سمر و خلاني أنفعل وأتهور وكل شي كنت اشوفه كان تأكيد لشعوري .. لين عجزت اتحمل الي صار بالأخير .. وو .. (( وعجز لا يكمل وقال برجاء : سمر حياتي أنا آسف سامحيني ..
سالت الدموع من عيون سمر واهي تسمع خالد وشاحت بوجهها عنه وهي تصك سنونها بكل ألم وتبكي .. واتقطع قلب خالد وهو يطالعها لافه وجهها عنه وحس انه بيبكي معها .. !! واقترب منها بخطوة متردده وهو يقول : سامحيني سمر .. أرجوك !
رمت سمر نفسها على الارض ودفنت وجهها بالجدار وهي تبكي بصوتها ! .. وماتحمل خالد الموقف وسالت دموعه بكل ألم وندم وانحنى لها وهو يقول من بين دموعه : سمر ادري انك مصدومة مني ومجروحة ! وادري انك صعب تغفريلي الي سويته .. لكن صدقيني سمر انا ندمان ! وهالفترة الي ابتعدتي عني شفت الموت فيها وعشت بدمار نفسي ماينطاق !
سمر وهي تبكي : خلاص خالد روح عني .. ماقدر اتحمل وجودك بحياتي .. اذا تبيني اسامحك بسامحك وبحاول انسى الي صار .. بس اني ارجعلك مستحيل !
خالد بألم : ليه ياسمر ؟ انا صحيح غلطت بحقك لكن الي صار كان درس قوي علمني من هي الانسانة الي كنت عايش معها .. وصحاني من شكوكي ومن افكاري السخيفة .. وعرفت انك جوهرة مصونة وقلب طاهر مافي زيه بهالدنيا .. ارجوك حياتي عطيني فرصة اعتذرلك وأصلح الي صار بيننا ..
سمر : خااااالد .. انت طلقتني !! فاهم كيف طلقتني ؟ يعني انهيت وجودي من حياتك بطريقة عاطفية وطريقة رسمية ! تهورت ولا ماتهورت خلاااص انا اتدمرت وانتهيت .. ماعاد صار فيني حيل اتحمل مشاكل جديدة وصدمات واتهامات وأوجاع .. خلااااااااص
خالد : ماراح تكون في مشاكل حياتي صدقيني كل شي بيتغير ! انا طلقتك لكن لازالت في فرصة ارجعك ونبدا صفحة جديدة سمر وننسى الي صار .. !
سمر وهي تبكي : ماااااااقدر خالد أنا صرت أرتعب منك !! والله مو حياة هذي الي أعيشها معاك برعب وخوف واحساس بالذنب طول الوقت .. صحيح احنا نحب بعض .. لكن مانصلح لبعض ياخالد ..
خالد وهو يمسح دموعه : لا ياسمر لا تقولين كذا .. كل شي بيتصلح وانا اوعدك اكون انسان ثاني .. انسان مختلف عن الي تعرفينه .. انسان يقدر قيمة الجوهرة الي عايش معها ويداريها لا تطيح ولايمسها اي خدش ممكن !
غطت سمر وجهها بإيدينها واهي تبكي وتقول : مــادري ياخالد مادري .. ماتوقع نقـدر .. لا انت تقدر تتغير ولا انا اقدر أرجع !
مسك خالد ايدينها بنعومة ورفعها عن وجهها وهو يقول بصوت رخيم : سمر .. طالعيني ..
رفعت سمر راسها وطالعت بعيون خـالد ! وشافت العذاب وكل العذاب والالم والندم يصرخ فيها .. ووضح لها شلون وجهه تعبان وشفايفة مبيضة والسواد محايط عيونه .. وأنفه !! لاحظت أنفه المعكوف ورسم خياطة صغيرة من جوانبه ظاهره !! واخترعت واهي تطالع فيه .. !! وتطالع وجهه شلون صار .. وخفق قلبها بكل عنف واهي تتأمل ملامحه شلون تغيرت وأنفه مبين انه صار شي فيه !! .. وخالد طالع بعيونها الذبلانة والمتوقدة كالجمر من الدموع والاحزن والجروح .. وقال بهمس : عاقبيني ياسمر .. بالي تشوفين وبالي يريح ضميرك وخاطرك ! عاقبيني حياتي لين تبردين الي بقلبك ! بس لا تتركيني ارجوك ..
نقلت سمر بصرها بين عيونه وهمست بألم : خالد .. مين الي سوا فيك كذا ؟؟
خالد : سمر تذكرين ؟ .. بمره أرسلتيلي رسالة على الجوال ذكرتي فيها : .. وأبيك تدري لو أرضى بفرقاك إني بارضى قبلها بانتحاري..!"
خفق قلب سمر بكل خوف الي ظهر على ملامحها واهي تقول بشفايف مرتجفة : اي أذكر .. ! وش سويت ياخالد !
خالد : كان مستحيل أرضى بفراقك ! ودمار علي أعيش من بعد الي سويته فيك ! وعرفت الحقيقة الي هزت كياني وروحي وكل عرق فيني .. وخلاص ماتحملت ! ظلمتك بأبشع طريقة وتركتك عشان أطلع غلطان بكل تفكيري وغلطان بمشاعري وتهوري ! وحسيت اني حقير وماعاد لي داعي أعيش بهالدنيا ...
بكت سمر وهي تقول : لللاااا ..
خالد : وتوقعت انك مستحيل تسامحيني وترجعيلي بعد الي سويته .. وخلاص كرهت نفسي وكرهت الدنيا وكرهت الحياة وماعاد صرت اشوف شي الا الموووت ..
سمر وهي تبكي : شسووويت ياخاااالد .. ؟!
خالد : مشيت بالشارع زي المجنون ودموعي تنهمر وصورتك وانتي طايحة وتبكين ظلت تحرقني وتكويني لين انعمت بصيرتي خلاص وماتحملت و .. (( اتنهد وهو يكمل : لقيت سياره مجنونة مسرعه بالشارع .. رحت ركضت بسرعه ورميت نفسي قدامها
شهقت سمر بكل قوة وغطت فمها بصدمة وهي تقول بخرعة : .. يــاربي !
خالد وهو يحس بالتعب والألم بجسمه وراسه : وطيرتني السيارة بكل قوة على الرصيف و خبطت على وجهي وراسي وانكسر انفي وأصبت برضوض داخلية بالراس !
شهقت سمر بقوة وحست بصعوبة التنفس : لا لا .. خالد ليه سويت بنفسك كذا ليييييه ؟؟
خالد بألم : ماتحملت الي صار .. ولا تحملت فراقك .. ولقيت الانتحار احسن حل لينقذني من الحجيم الي طحت فيه !
سمر وهي تبكي : لا ياخالد لا .. شلون فكرت تنتحر .. ! (( وبلا شعور منها رمت نفسها على صدرها وضمته بقوه وهي تبكي وتقول : ليه تبي تذبح قلبي ياخالد ! ماكفاك الي سويته فيني وفراقك .. بعد تبي تنتحر وتتركني لمين ! تدري اني ماقدر انتحر وراك وتبيني انا اعيش بالجحيم الي انت بتهرب منه .. ليه ياخالد تسوي فيني كذا ليييييييييه !
ضمها خالد بقوة وهو يحس بالآلام راسه تتزايد وقال : طار مخي ياسمر من عرفت اني ظالم وفرطت فيك بلا سبب وبلا ذنب ! كان هالشي أقوى مني اني اتحمله وخلاص بغيت انهي حياتي وارتاح ..
سمر : يكفي تهور ياخالد يكفي شوف لإيش وصلتنا ؟؟ .. (( ورفعت نفسها لتطالع فيه ومسحت باصابعها على وجهه بنعومة وهي تبكي وتقول : تهورت وانفعلت وطلقتني .. وعدتها وتهورت وحاولت تنتحر ! مايصير حبيبي تتصرف بهالطريقة .. !
خالد : ماقدرت اتحمل جحيم فراقك سمر .. ! وشعور الندم يكويني ويحرقني ! والشي الوحيد الي منعني لا أعيد محاولة الانتحار اهو أمل ضوى بقلبي انك ممكن تسامحيني وترجعيلي !
سمر بألم : دمـرتنا ياخالد ..
خالد بأسف : آسف سمر ..
سمر : مسامحتك على كل شي .. لكني خايفة منك خالد !!
خالد : لا سمر حياتي أرجوك لا تخافين .. انا باتغير وبتشوفيني شلون بكون انسان ثاني .. بس عطيني فرصة حياتي تكفين ..
سمر : اوعـدني ياخالد
حس خالد بان الأدورا انعكست وصارت سمر اهي تطلب الوعد منه وقال : أوعدك ؟؟
سمر : إي .. اوعدني ماتتهور ولا بأي شي بحياتك سواء يتعلق فيني ولا بغيري
طالعها خالد بنظرة رجاء وحب وهو يحس ان كلامها هذا يعني انها قبلت ترجع له وتسامحه وخفق قلبه وهو يقول : أوعدك سمر .. باتغير وبتشوفين مني الي يرضيك ..
طالعت سمر فيه بنظرة ألم .. واشتعل قلبها بعذاب حبها وهي تحس انها مجنونة هالشخص .. وانها لو ابتعدت عنه ومارجعتله ممكن يسوي البلاوي وينتحر مثل ماحاول قبل .. فعلا اهو مايقدر يعيش من غيرها لأنه يحبها ولأنها اهي المسكن والمهدي لكل شي يتعلق فيه .. وبدونها يظل مجنون وغير واعي لأي تصرف يصدر منه ! وماتحملت سمر هالخاطر الي وصلت له .. وتفجرت بداخلها كل مشاعر الشوق والوله الي حسته وهي تطالع بعيونه المعذبة .. وشافت عيون خالد تطالعها برجاء .. وقبل لا تنطق بأي كلمة انتبهت لسواد عيونه يدور !! وثواني وترنح خالد بين ايديها وهوى على رجولها !! وبكل حب وعذاب وألم صرخت : خـــــــــــــــــــــــــــــــاااااااااااااااااا لــــــــد !!!!!!!!!!!

***********
يوم كامل مر على خروج ساره من المستشفى .. وطول هاليوم وساره مسكرة على نفسها غرفتها وعايشة بجحيم وعذاب ماشافت قبله بحياتها !! ماتركت لفهد ولا سليمان ولا أحد فرصة انه يكلمها ولا يفهمها بشي الا تبكي وتصارخ وهم يسكتون ويخافون لا تتأثر صحتها ولا ينغزها قلبها .. وتركوها على راحتها لين تهدا وبعدها يحاولون يتفاهمون معها .. لكن ساره خلاص مابغت تتفاهم .. أعلنت خسارة مازن بقلبها وروحها وكيانها واهي تحس بالي سواه هدم كل الي بينهم وحطم أحلامهم لأنها كانت تحسه خدعها ورمى بمشاعرها ورى ظهره ! هي تدري انه ماراح مع عطوف لانه يحبها ويبيها .. وتوقعت من عندها انه راح عشان يوصلها لأمريكا ويرجع .. لكن ليه !! ليه يسوي الي هي تبي ؟ وليه يخدعني ويوهمني انه مو رايح لها وانه مسافر لامر ثاني !! ليه ساعدها تكون المنتصرة علي واستسلم لرغبتها ببساطة .. وحاولت تربط بين كلام وليد وهو يقولها اكيد في سبب قوي .. وفهد واهو يقولها عشانك انتي ياساره !! لكن كل هالاشياء الي فكرت فيها ماقدرت تشفع لمازن وتعذره ! لأنها وصلت لفكرة أقوى من هالأمور كلها .. وهو ان مازن ماقدر يتحدها !! وان مازن مسرع ماستسلم لرغبتها .. ! وانها خلاص ماعاد تستحمل هالضعف منه !! والغيرة تنهش كل جزء بكيانها .. ! وانها بيوم خيرته بينها وبين انه يروح لعطوف مهما كان السبب .. وقالها انه يبيها اهي ماغيرها .. لكنه بالآخر راح لعطوف ! وخسرها .. ! وخلاص ماقدت تتحمل هالخاطر أكثر وصارت تنتحب واهي لامه ركبها ودافنة وجهها بينهم وتبكي خسارتها .. ! لأروع انسان شافته بحياتها .. والي حبته وتتيمت فيه وعشقت كل شي يتعلق فيه وعمرها ما حبت ولا طالعت غيره ! ولا تظن انها ممكن تحب غير هالانسان الي فتحت عيونها عليه .. وتعلقت فيه من يوم هي بالمهاد !! وحست بعذاب حبه يكوي قلبها .. اي أحبه .. أعترف اني مو بس أحبه الا اني مجنونة بحبه .. لكن راح معها وخسرني !! أدري ماقدر أعيش من بعده وان خياله بيظل قدام عيوني ومو مفارقني ولا لحظة .. لكن اهو السبب بكل الي صار لأنه ماوقفها عند حدها من البداية .. !! لأنه كان يدري عن حبها له وسكت عليها !! لين لعبت عليه ودخلت حياته وحطمتني انا .. وجرحتني ودمرتني وبالآخر حققت الي تبيه وسفرته معها !! ياويل قلبي من ضعفك يامازن !! ياويل قلبي من عذابك وجحيمك !! خلاص ماعاد اقدر على هالعذاب انا .. حبك عذاب يامازن وماعاد اقواه ولا اقوى اعيش فيه .. ابي صحتي ياناس الي بتتدمر دام مازن موجود بحياتي !! كان هذا آخر خاطر وصلت له واهي تقوم وتلم شتات قلبها وروحها .. وحست بالدوار يداهمها واهي بالقوة تمشي .. وطالعت الساعه ولقتها أربع الفجر !! كم مضى عليها الوقت واهي رامية نفسها بهالعذاب والدموع .. وبكل تعب والم مشت وطلعت من غرفتها !! لوين ماتدري .. بس شعور انها انهت مازن من حياتها خلاها توقف وتطلع من الغرفة كنها تبي تعلن هالشي للكل ! ومشت بين الغرف لين وصلت لغرفة مسكر بابها من سنواااااااااااات !! وما تنفتح الا مره وحده بالشهر لتتنظف من الغبار وتتهوى وترجع تتسكر ومحد يدخلها أبد .. !! مشت للغرفة وجسمها يرتجف !! ومدت ايدها لمقبض الباب بتردد .. وفتحته بأصابع مرتعشة ! وانصدمت يوم لقت الباب مقفل بالمفتاح !! وصك سنونها بألم .. لكنها خلاص أصرت تدخل الغرفة واهي الي مافكرت بيوم تدخلها ولا تشوفها !! ومشت بسرعه ونزلت للصالة وفتحت احد الادراج الي موجوده فيه المفاتيح .. وفتشت من بينهم وهي تقرا وش مكتوب على كل مفتاح لين وصلت لمفتاح انتفض قلبها واهي تقرا المكتوب عليه " غرفة الوالد والوالدة "
قبضت على المفتاح بقوه واهي تناهج بصوت مكتوم .. وطلعت الدرج بسرعه لين وصلت لغرفة أبوها وأمها .. وفتحت الباب بخفة .. ودخلت واهي ترتجف من الخوف لانها ماتدري شالي بيصادفها داخل !! وسكرت الباب من وراها واهي تفتح النور .. و تيبست بمكانها !!

*********

هل ممكن يموت الانسان ويحيا بنفس الوقت ؟؟ هل ممكن تتمزق روحه وتطلع بكل ألم .. وبعدها ترجع من جديد لترهق فؤاد الشخص وتطعن كل جزء بكيانه ؟؟ هل ممكن تتسارع نبضات القلب لحد الجنون لين يختنق الشخص منها وتغم عليه الدنيا ويرجع يفوق ويعيش بهالعذاب من جديد ؟؟ ان كان كل هذا مستحيل .. !! فكيف قدر هالمستحيل يتحقق بداخل مازن واهو عائد بالطيارة للسعودية !! عمره كله مر بلحظة قدامه !! بلحظة حس انه يتمزق ويتقطع وعيونه بتطلع من مكانها كثر الألم والضيق والخفقان الي صايبه !! أعجوبه من ربي حلت على مازن وخلت قلبه يستمر بالنبض واهو يحس انه أكيد بينتهي هالنبض اول ماتستقر الطيارة على ارض السعودية .. وبعيون متوقدة كالجمر طالع الساعه وعض على شفته بكل ألم !! باقي تسع ساعات !! ياويلي شلون باقدر اصبر ! ليه ماخترعوا أجنحة خاصة لهالحالات !! واتنهد بألم وهو يطالع بالشباك ويتمنى يخترقه ويطير بنفسه لوين ماهي ساره ! وش تفكر ساره فيه الحين !! شلون حالتها ولأي مستوى من الحقارة وصلتني !! وكلمة الخسارة تطعن قلبه وسكر عيونه بقوة واهو يقول لاء .. لا ياحياتي انتي لازم تفهمين .. لازم تعرفين اني سويت هالشي عشانك .. وعشان حبنا .. وسعادتنا .. وماكنت داري عن خطتها الشنيعة لأني غبي ما أفهم .. وسالت دموعه بحرارة وهو يقول .. غبي .. غبي .. شلون قدرت تضحك علي وتخدعني وانا صدقتها وخسرت ساره وظيعتها .. لكن لا .. ساره لازم تفهم لازم .. لازم تعرف الحقيقة وتسامحني وترجعلي وماتتركني ! ساره تحبني مثل ما أحبها وماراح تتركني بهالبساطة .. وحس انه بينجن ! وبينخبل ! ويمكن تجيه سكتة قلبيه فاجأة .. لو سمح لقلبه يقتنع بخسارة ساره !!

******

فتح خالد عيونه بتعب واهو متمدد على سرير سمر .. وسمر بجمبه تبكي وماسكه ذراعه ولامته لصدرها ! وأول مافتح عيونه نادته بخوف : خالد حبيبي .. ؟؟
طالعها خالد ولوهلة ماكان مصدق انها سمر ماغيرها .. ويوم استوعب ارتسمت على شفته ابتسامة خفق لها قلب سمر الي ماشافت الابتسامة هذه من فترة وولهت عليها .. بادلته الابتسامة وهي تقول : شلونك الحين ؟
خالد بهمس : مرتاح بشوفتك حياتي
سمر وهي تمسح على وجهه وراسه بنعومة : سلامتك حبيبي .. انت تدري ان راسك تعبان و مايتحمل اي ضغط ولا تفكير ولا اوجاع !
خالد : إي ياسمر ادري .. بس انتي من قالك !
سمر : فهد دق على جوالك يبي يتطمن عليك و قلتله انك تعبت شوي وجبنالك الطبيب .. وقالي عن حالتك ..(( وبكت وهي تقول : حبيبي شالي سويته بنفسك .. ؟؟
خالد بوهن : عشانك انتي .. أحبك سمر ..
سمر وهي تبكي : الحمدلله على سلامتك حياتي
خالد بتعب : جاني الطبيب هنا ؟
سمر : إي طبيب جدتي الي يجيها دايم .. بيته قريب وكلمته بسرعه وجا وقاس ضغطك وطلع مرتفع وعطاك ابره مهديه وعطاني دوا تشربه اول ماتصحى .. !
ومدت ايدها للدوا مع كاس الموية وقربته منه وهي تقول : امسك ياخالد اشرب !
طالعها خالد بنظرة حب وقال : تعبان انا سمر .. انتي شربيني !
طالعت سمر فيه وحست بحبه يعصفها وماتدري شلون بين لحظة وثانية نست كل الي سواه فيها وماصارت تحس الا بحبه وشوقه وخوفها عليه ! وبكل نعومة مدت ايدها بالكاس لفمه وايدها الثاني ترفع راسه وهو عاون نفسه ليرتفع ويشرب الدوا والموية من ايدها ! .. وبعد ماشرب رجع راسه وهو يطالعها وسمر رجعت الكاس مكانه وطالعت فيه وقالت : خـالد ..
خالد بتعب : ياروح خـالد ياجنون خالد .. ياعذاب خالد ..
ابتسمت سمر ابتسامة ذوبت روحه وقالت : انا فهد قالي كل شي صابك و وش قال الدكتور عنك وانت لازلت بفترة تعب ومحتاج للراحة .. عشان كذا نبي نأجل موضوعنا .. وارتاح انت واذا ارتفعت صحتك ان شاء الله نتفاهم !
خالد : نتفاهم على ايش سمر ! انتي مو راضية علي !
سمر : راضية عليك حياتي .. وخلاص بانسى كل شي وارجع معاك لأني أدري ان انت ماعندك مخ صاحي وواعي ويفهم ويعرف يتصرف ! ولو ابتعدت عنك باقضي عليك لانك متهور وهذه صفتك مدري متى تتغير!
خالد بابتسامة : اجل خلاص حياتي على ايش نتفاهم ؟
سمر : خالد انا كنت خلاص منتهية منك وماعاد افكر ارجعلك لو وش يصير ! ليش الحين يوم جيت قلبت كياني وتفكيري وولعتني فيك .. لا مابي !
خالد : شالي ماتبين ؟؟ سمر باسألك سؤال وتجاوبيني وعلى اساس جوابك باقعد ولا باطلع من البيت بلا ردة !!
سمر بخوف : وشو ياخالد !
خالد : ياسمر احنا ملكتنا مرررره طولت وهذا كان اكبر سبب لمشاكلنا !! ان كانك فعلا مسامحتني وراضية علي وبتنسين كلي الي صار وتخلينا نفتح صفحة جديدة .. فأبي زواجنا يتم هالشهر !! سؤالي هو موافقة ولا مو موافقة !!
انصدمت سمر وهي تطالعه بوسع عيونها ! هذا وش يقول ؟؟ يبيني بلحظة انسى كل الي سواه وارجع معاه لا وأتمم زواجي معاه هالشهر ! شهالخرابيط خالد ! ..
شاف خالد الصدمة وعجزها عن الرد .. وقام بتعب وقعد وهو يقول : خلاص انا عرفت وش ردك .. وابعدي خليني أطلع !
سمر بخرعة : تطلع وين تروح ياخالد انت تعبان !!!
خالد وهو يوقف بتعب : مالك شغل فيني .. !
وقفت سمر قدامه وهي تقول : خالد انت وبعدين معاك متى بتعقل وتبطل هالحركات !
خالد بهدوء قاتل : وانت وش هامك ؟ لو اهمك صدق كان وافقتي على كلامي بسرعه لكن ملامحك فهمتني الجواب !
سمر : لا لا انت مافهمت ولا شي !
خالد بنظرة سلبت قلبها : يعني شلون ؟ فهميني يلا !
سمر برجاء : خالد لاتسوي فيني كذا .. تعرف اني مو بس احبك .. الا اموت بتراب رجولك ولا اقدر اعيش بدونك .. لكن خالد مو معقول تجيني بعز صدمتي منك وعذابي .. وتقلب كياني وتقطع قلبي بكلامك وحالتك ومظهرك وتعبك وتخليني اسامحك بلا شعور وانسى كل شي غصب عني .. وارجع معاك لخوفي عليك .. لا وأوافق على زواجنا بهالشهر .. ! فكر انت فيها خالد والله مايصير !
خالد وهو يتجاوزها : اجل خلاص .. عيشي بصدمتك وعذابك ولا عاد تطريني على بالك !
سمر من وراه : بس خـــــــالد لاتسوي فيني كذا حرام عليك !
مارد خالد عليها ومشى للباب بيفتحه الا هي مشت بسرعه ووقف قدام الباب تمنعه من الخروج ..
خالد وهو يحاول يكتم الضحكة ويصطنع الصرامة : خير ان شاء الله .. ابعدي خليني اطلع واروح بستين داهية وانتي خليك بعذابك تبكين الليل والنهار !
سمر : لا حبيبي موطالع لو تحلم !
خالد : سمر انا خيرتك .. وانتي مو راضية تقتنعين .. خلاص اجل خليني اطلع من البيت واطلع من حياتك كلها !
سمر بصوت عالي: لا لا ماااااابي .. مو مخليتك تطلع خالد انا أحبــــــك وما اقدر أعيش بدونك انت ليش ماتفهم !
خالد : اجل قولي انك موافقة على زواجنا هالشهر
سمر وهي شوي وتبكي : خالد حبيبي انا ...
خالد : بعد لين عشرة !! واذا ماقلتي باطلع لوين ماتدورين علي العالم كله وماتلاقيني ..
سمر : حرام عليك ياخالد الي تسويه فيني والله حرام
خالد : 1 2 3 4 5 ...
سمر : بس ياخالد بس !
خالد : 6 7 8 9 ...
ونطق 10 بالوقت الي قالت فيه سمر وهي تبكي : خلاص وافقت وافقت !
طالعها خالد وهو يضحك ونظرة الحب وكل الحب بعيونه .. ومسك سمر من ذراعينها وقربها منه وباس جبينها وهو يقول : كنت داري انك مو تاركتني يابعد هالدنيا ..
ولمها بكل حب لصدره وهي حست بقلبها يخفق بجنون حبه .. وحست بالدفا الي فقدته طول هالفترة .. والأمان الي غاب عنها وحست بلحظة ان ماله وجود بهالدنيا .. وكيف بلحظة ظنت انها خسرت هالانسان وفقدته وضاع من حياتها ! وكيف هالشي كان دمار وعذاب ماطاقت تعيش فيه !! ولمت نفسها بحضنه أكثر وهي تبي تحس بحقيقة قربه ورجعته لها .. وذابت بحضن هالانسان الي انهارت احزانها والامها وجروحها قدام حبه وعشقه وغرامه !!

********

تسمرت عيون ساره عند أول شي وقعت عينها عليه .. كانت صورة كبيرة تضم أمها وأبوها معلقة على الجدار !! طالعت فيها واهي ترتجف والدموع متجمعة بعيونها تمنعها من النظر ! عصرت عيونها لتسيل دموعها ومشت بخوات مرتعشة لين وصلت قدام الصورة .. ووقفت قدامها تتأملها ! كان أبوها وامها قاعدين ومتلاصقين جمب بعض وابوها لام امها من كتوفها ويطالعون بالصورة وعيونهم تظهر الحب الي يجمعهم .. وابتساماتهم تشع بالراحة ! ارتجفت شفايف ساره وهي تبكي وتطالع بالصورة واتمنت بلحظة لو تقدر تخترق الصورة وتقعد بينهم .. وتنعم بحضنهم وحنانهم .. ومدت ايدها وهي ترتجف وشالت الصورة من مكانها وطالعتها عن قرب .. ومشت بكل الم وقعدت على السرير .. ومررت اصابعها المرتعشة على الصورة .. وهي تطالعهم وتبكي بكل ألم .. وينك ياماما وينك .. ؟ وينك عني يابابا .. تعالوا خذوني من هالدنيا وريحوني !!
ورمت راسها على الصورة تلمها وتبكي وتقول : ابي اجي عندكم .. مابي اعيش بهالدنيا تعبانة انا خلاص ماعاد اتحمل هالبلاوي والاحزان الي تركتوني فيها ورحتوا .. (( وشاهقت بقوة وهي تنادي عليهم : مـــــــــاااااااامـــــــاااااا ... بــــــــااااابـااااااااااا .. تعالوا خذوووووووني تعــــــااااااالوااااا !!
أنا تعبــــــــــانة لحـااااالي .. محد حاس فيني .. والكــل راح عني .. ! سمر راحت ياماما وتركتني .. مازن رااااااااح وتركنــــــــــي !! وانا مابي أحد خلاص أبيكم انتوا !!
وصارت تبكي وتردد ماما .. بابا .. لين سمع صوتها فهد واهو الي كان مو قاد ينام من خوفه على خالد وعليها !! واتطمن على خالد لكنه ماقدر يتطمن عليها واهي مسكرة على نفسها الباب ! واول ماسمع صوتها قام مفزوع من مكانه !! وطلع مسرع يدور على مصدر صوتها وانصدم يوم شاف الصوت صادر من غرفة أبوه وأمه !! وبكل خرعه مشى مسرع وفتح الباب ! وخفق قلبه بكل عنف واهو يشوف حالة ساره واهي منهارة وطايحة على الصورة وتبكي وتصرخ باسم ماما وبابا !! وعض شفته بقوة لين حسها بتدمي واهو يمشي مسرع لها .. وقعد واهو يقول بألم : ساره ياحياتي .. وش الي قاعدة تسوينه بنفسك ؟؟
رفعت ساره راسها ووجهها مغرق بالدموع وقالت وهي تشاهق : أبيــــــهم فهد .. وأشرت على الصور واهي تقول : أبي ذولا يافهد .. أبيــــهم .. هم مستحيل يرجعونلي .. خلاص انا أبي أروح لهم .. تعبت من هالدنيا خلاص مابي أعيــــــش فهد ماااااابي !
ضمها فهد لصدره ودموعه سالت بكل حزن وألم وهو يقول : اهدي يابعد عمري .. ساره حياتي مايصير تسوين بنفسك كذا ! اهدي حياتي وسمي بالرحمن !
ظلت ساره تبكي بحضن اخوها وترتجف مثل الطير الجريح .. وفهد يضمها بقوة ويمسح على راسها ويسمى عليها ويقرا عليها .. وشوي الا قام وهو شايلها كالريشة بإيده وهي مو حاسة بشي .. راسها طايح على صدره وتناهج بكل مافيها من الام وجروح ! وطلع فهد من الغرفة وسكر الباب برجله ومشى لين غرفته وهو حاملها ويسمي عليها !! وحطها على السرير وهو يقول : بس ياحياتي بس .. ساره انتي غالية علينا ونحبك ومانرضى بالي تسوينه بنفسك
رمت ساره نفسها على السرير وهي تون أنين يقطع القلب ويذوب الصخر ! وقعد فهد جمبها ومسح على شعرها بكل حنان وصار يقرا عليها كل الي يحفظه من آيات قرآنيه .. لين خف أنينها شوي وهدت ونامت ! وظل يمسح على شعرها وهي نايمه وقلبه يتقطع بكل حزن وألم عليها .. وقام وغطاها باللحاف وبكل هدوء ابتعد ودخل الحمام وتوضأ وطلع يصلي الفجر .. وصلي بهدوء وبعد ماخلص سمع صوتها وهي تون على السرير .. قام بسرعه ومشى لها وقعد جمبها واهو يقول : ساره حياتي تبين شي ؟
فتحت ساره عيونها بوهن وطالعت فيه وقالت بكل تعب : فهد .. مابي اقعد بهالمكان !
فهد : وين تبين تروحين حياتي !
ساره وهي تبلع ريقها بتعب : الدراسة مابقى عليها شي .. وانا مابي أدرس السنة الجاية بهالبلد !
فهد بصدمة : هاه ياعمري وين تبين تدرسين .؟
ساره : ابي ادرس بالمدرسة الداخلية بلبنان .. عند بنت خالي أمل !!
انصدم فهد من طلبها وقال : شلون حياتي تروحين مدرسة داخلية مايصير !
ساره : يصير يافهد اذا احنا بغيناه يصير .. فهد انت تبي راحتي ولا لاء ؟؟
فهد : الا ياعمري ابي راحتك بس مايهون علي تبعدين عن عيوني وتروحين مدرسة داخلية ببلد ثانية ولادري وش يصير فيك !
ساره : يافهد انا بروح لبنان .. هالبلد فيها كل اهلنا .. والمدرسة فيها امل واخواتها !! يعني مو ظايعة لحالي ! ارجوك فهد لا تمنعني وتعيشني بهالعذاب !
فهد : ياساره انتي مو عايشة بالعذاب لو رضيتي تتفهمين الي صار مع مازن وتعذرينه ! ارجوك ياساره اسمعيني وخليني افهمك ان مازن ماسافر امريكا الي عشانك حياتي وماكان يدري بسواة عطوف ونواياها
ساره : عشان كذا انا مابيه يافهد خلاص .. طول عمره ضعيف قدامها .. ولاقدر يوقفها عند حدها ولا مره ! لين ذبحني ودمرني وخلاص ماعاد قادرة اتحمل وجوده بحياتي !
فهد : لكنها راحت خلاص ياساره !
ساره : بعد ايش يافهد ؟ بعد ما أخذت مازن معها ! الي ماقدر يتحداها عشاني !! الي رمى بمشاعري ورى ظهره وابتعد عني ليحقق لها الي تبي !
فهد : ساره انتي لازم تعرفين مازن ليه سوى هالشي ! عطوف كانت ناوية تفتح حضانتها بمدرستك .. وتظل تآذيك طول مانتي بالمدرسة ولارضت تنثني عن هالشي الا اذا مازن سفرها بنفسه !
انصدمت ساره من هالكلام وقعدت واهي تقول : وليه ماقالي هالكلام !! ليش مادريت عن هالشي انا كان ممكن ندور اي حل غير انه يسافر معها !!
فهد : مازن كان يبي الفكة منها وهذا هو الحل الوحيد لترتاحون من بلاويها !
ساره وهي تبكي : لا يافهد هذا اسمه غباء !! لانه حقق لها الي هي تبي وخلاها تنتصر علينا بكل بساطة .. لانها اخذته معها وبنفس الوقت دمرتني انا وطلعتي منكسرة ومهزومة قدامها ! وياليته تركها ولحق وراي ! الا راح معها لوين ما أتمنى ماشوف احد منهم طول حياتي !!
فهد : هوني على نفسك حياتي وفكري بان مازن يحبك ياساره ويتمناك ويبيك انتي ومايبي غيرك بهالدنيا ..
ساره وهي تبكي وتقول بكل ألم : ادري يافهد ادري .. لكنه جرحني هالمره جرح كبير ! ماتصور انه راح معها من وراي .. راح معها واهو داري اني ممكن اتقبل اي شي الا هالشي يافهد .. !! انت ماتدري لكن هو يدري ! هو يدري وش معنى هالشي ويدري اني ما اتقبله ولا استحمله لو وش كان السبب ! يمكن اكون معقدة وما افهم .. لكن هو يعرفني زين ! ويعرف ان مستحيل ارضى وعشان كذا راح بدون مايعلمني ! وخلاص يافهد انا انتهيت .. لا تسألني أنا ليه .. اسأله اهو اذا شفته .. لانه الوحيد الي يعرف السبب !!
فهد بألم : ساره بهالبساطة يظيع كل شي بينكم !
ساره وهي تبكي : فهد انت قولي شالي بيننا ؟؟ هل يربطني بمازن شي غير الحب وبس ! لاهو زوجي ولا حتى خطبني وزيه زي اي واحد غريب مووو ؟
طالعها فهد بنظرة حايرة الا هي كملت وقطعت حيرته : عشان كذا ماله شغل فيني .. ولا احد له حكم علي يافهد وانا كيفي اتركه وابتعد عنه لان مايربطني ولا شي فيه .. خلاص !
انصدم فهد وهو يسمع ساره ويحس مو هذي ساره الي يعرفها !! كنها انسانة ثانية الي تتكلم !! انسانة اتحجر قلبها على مازن وصارت ماتشوفه غير انه مخادع وظالم وبس ! ياويل قلبك يامازن اذا رجعت وانصدمت بهالحقيقة .. وكن هالخاطر وصل لساره وقالت : ابي اسافر قبل مايرجع مازن يافهد .. أرجوك لاتعذبني وتدمرني اكثر وسفرني ياخوي تكفى !
فهد بألم : مو انا الي اعذبك وادمرك حياتي ! انا اشري سعادتك بدمي ونبض قلبي ياساره !
ساره من بين دموعها : أوكي حققلي هالشي يافهد أرجوك .. وخلني امشي من هالمكان واضبط اموري مع المدرسة الداخلية باقرب وقت !
طالع فهد فيها بعجز ! هو مايبي يتمم هالشي ! لكن سعادة ساره وراحتها عنده بالدنيا .. ! ومهما كان هالشي دمار مازن الا ان راحة ساره عنده أهم ! وعزم ينفذلها الي يبيه وياعسى الله يفرجها !
وأصرت ساره عليه بنفس الوقت يتصل ويحجز لها .. واتصل فهد وحجز لها واهي راحت ولمت أغراضها وعبت عفشها وماتدري وش حطت ووش خلت !! واول ماطلع الصباح راحت مع فهد لمدرستها الي عادوا فيها المعلمات لاستئناف الدراسة عن قريب .. وسحبت ملفها من المدرسة .. !!
وبعد المدرسة رجعوا للبيت ليوصلهم سليمان للمطار بعد ماخبره فهد بكل شي !! وانصدم سليمان لكنه استسلم مثل فهد لرغبة ساره الي نقطة ضعفهم كانت صحتها !! ووصلهم سليمان وقلوبهم كلهم تحترق بالألم والحزن من هالشتات الي وصلت له حياتهم !! و مامرت الساعه الا وفهد وساره مقلعين بالسماء .. !!
وبهاللحظة .. طيارة ثانيه استقرت على الارض !! وشخص بداخلها راقب من النافذة طيارة ساره وهي تقلع !! وسبب خفي بداخله خلى قلبه يخفق بكل خوف وألم .. !! وعيونه تلاحق الطيارة المقلعة !! وشعور انتابه فاجأة حطم آخر مابقى بكيانه من احساس بالحياة .. كان شعور بالدمار .. والظياع .. والعذاب الأبدي !!

********************

الحلقـة الـ 32
" وانتهت الأحلام "

*******

ملخص الأحداث

وصل مازن للسعودية ليوقع بأكبر صدمة بحياته يوم عرف من سليمان ان ساره سافرت لبنان لتسجل بمدرسة داخلية .. !! وكان مطلوب من سليمان ان يمنع مازن من اللحاق وراها !! لأن ساره مدمرة وتعبانة وماتبي تشوفه ولا تشوف أحد !! اعترض مازن وأصر انه يلحقها لكنه اتفاجأ بموقف سليمان القاسي والجامد معاه والي وقف بوجهه ومنعه .. مع اتصالات فهد المستمرة والي تطلب من مازن يهدا ويظل مكانه ولايفكر يلحقها !! كان الوضع صعب ! اخوانها ذولا مهما صار ومايقدر يعارضهم ويتحداهم ! وهو للأسف مايملك شي يواجههم فيه ليسافر وراها غصب عليهم كانه خطيبها او زوجها مثلا !! وظل مازن بحالة مدمرة وعذاب نفسي قطع قلبه ومزق روحه للآخر .. وبعد اسبوع من هالعذاب .. وصل خالد وسمر للسعودية ومعاهم فهد بنفس الطيارة .. وطبعا بدون ساره !!
دخلت ساره المدرسة واتطمن عليها فهد وضبط لها أمورها وتركها ورجع لخالد وسمر وماقدر يمنع نفسه من الفرح يوم شافهم متصافين ورجعوا لبعض .. وسافروا سوى للسعودية بعد ما حكاهم كل الي صار بالايام الماضية !! وانصدموا وتقطعت قلوبهم وماتحملت سمر هالحالة وصارت تبكي طول الطريق بالطيارة ..!!

خلال هالفترة كان الصراع النفسي يعصف بكيان وليد ! من بعد ماشاف ساره منهارة وشالها ووداها المستشفى وكانت تبكي وتعلن خسارة مازن وانها ماعاد تبيه .. واهو عايش بعذاب وصراع ممزق روحه ! بلحظة جنون كان وده اهو الي يدخل الطيارة ويطلع مازن منها ويبقيه مع ساره ! رغم حبه وجنونه عليها .. ورغم غرامه وسحره منها !! الا انه ماتحمل يشوفها بهالحالة وبهالدمار ! لانه عرف ان حب مازن يجري بكيانها مجرى الدم ! وان رحيله يعني نهايتها .. وبعاده يعني دمارها .. واهو يتمنى لها السعادة وبس السعادة .. مع مين يكون .. ذبحت قلبه دموعها .. وأرهق روحه نهاجها وانهيارها ! .. وكان خبر سفرها كالصاعقة الي حلت على قلبه !! لان ساره راحت تاركة وراها كل القلوب الي تعشقها !! وقلب وليد الي ماتمنى ذاك الوقت الا راحتها وسعادتها لو يفديها بدم قلبه وكيانه .. مع ان هالصدمة ماجت بوقتها !! كان هالفترة يخطط للسفر لدراسة احدى الدورات البسيطة الي تعاونه على شغله مع ابوه والي تنقذه من همومه وتفكيره وأحزانه !! لكن الي صار كسر خاطره وقلبه خصوصا وقت الي درى انها راحت وهي لازالت منهارة ومتألمة ومصدومة !! كم مره حاول يصبرها ويهديها واهي بالمستشفى وأول ماطلعت !! لكن ساره ماتقبلت من أحد اي أعذار عذروها لمازن !! ولا تبريرات ولا اي كلام شفعله عندها ولو نسبة بسيطة !!

لأنها تحطمت وماعادت تفكر بشي غير ان مازن ماقدر يتحدى احد عشان حبها .. ان مازن اهو السبب بجروحها !! لأنه ماقدر يوقف عطوف عند حدها من أول مره ! لدرجة انها استرجعت كل الأحداث الماضية .. ! مازن كان يدري انها مغرمة فيه ومع هذا وافق يسكن بيتهم !! كان يدري انها مجنونة بحبه ومع هذا تركلها المجال ومامنعها ! طول عمره كان ضعيف معها وتركلها المجال تستقوي لين دمرتني انا قبل ماتتدمره اهو !! بمره كلمتني وقالت ان مازن مو قادر يلحق على المعجبات الي يكلمهم !! شلون نسيت كلامها هذا ؟! شلون ماربطت بينه وبين حبها لمازن وجنونها عليه ! انت الي عاونتها تستقوي يامازن وانت الي سلمتها الخنجر لتطعن فيه قلبي وروحي ! وخلاص روح .. أعترف اني حكمت على حياتي بالعذاب من بعدك .. وأعترف اني دمرت روحي وكياني وحطمت احلامي برحيلك .. لكن خلاص مازن .. انت السبب .. ! ماعاد استحمل ضعفك .. ولا عاد اقدر على عذاب حبك .. ! .. وبكل مره تحاول تتصور عودة مازن لحياتها .. يرافقه شبح عطوف !! ومعها الجروح والدموع والآلام !! كانت هالأفكار ترجف قلبها بكل مره تسترجعها .. واهي مستقرة داخل المدرسة ! بانتظار ابتداء الدراسة بعد كم يوم ! الكل رحب فيها وأسعده وجودها ! لكنها كانت تحس بالظياع بينهم ! والعذاب الي دمر قلبها وكل عرق ينبض فيها .. وأول شي طلبته من ادارة المدرسة .. اهو منع اي مكالمات وزيارات تطلبها !! لعلها بيوم تقدر تلم شتات قلبها وروحها وتتقبل صدمتها وتنتشل نفسها من هالعذاب الي ماشافت قبله بحياتها !!

*******

نجي لعطوف ... !!

أوقات نعز ناس ونحبهم من قلوبنا .. لكن نتمنى لهم الموت !! شلون هالشي ؟؟ .. لأنهم يكونون عايشين بعذاب مابعده عذاب ! والموت راحة لهم .. اما مرض نفسي ولا مرض جسدي .. ولا طريحي الأسرة في المستشفى بلا حس وبلا حراك وبلا رمشة عين !! .. وبعضهم عايش على صعقات كهربائية تمنعهم من الموت ولا الأجهزة الي لو انسحبت من أجزاء جسدهم .. فقدوا الحياة على الفور ! .. لو قلتلكم ان هذا كان حال عطوف في أحد المستشفيات الكبيرة الي تضمها ولاية متشقن !! .. تصدقون ؟! ليه طيب وش الي صار فيها !!

خلونا نرجع شوي للأيام الي ورى .. بعد مارماها مازن بكل قوة على الأرض ودعى عليها من قلبه وراح وتركها .. ! .. لوهلة حست بالموت يهد روحها وكيانها وعجزت لاتقوم وتتحرك .. وبعد محاولة وجهد قدرت تقوم واهي تتمسك بالجدران لاتطيح لين قدرت توصل لمكان ماتقلع طيارتها الثانية .. وركبتها وأقلعت ..
وطول الطريق واهي تبكي وتتحسر على عمرها الي ضاع بمطاردة انسان ذنبه انه حب وحده غيرها من صغره ! ذنبه انه ما اشبع غرورها وكبريائها ووقع بحبها !! تبكي ندم على المصير الي وصلتله حياة مازن وحياة من انهوس فيها وسكن حبها بكل ذرة بكيانه ! وبسببها ! اهي الي دمرتهم واهي الي وصلتهم لهالحالة بلا ذنب اكتسبوه وبلا خطأ ! ولا كان عاشوا بدونها اهي أحلى حب وأحلى سعادة ! وكان عاشت اهي مع عمـر الي حبها من قلبه ! الحب الي ماهتمت فيه وداسته برجولها وطمعت تلاقي مثله بقلب مازن .. ومالقت ! ولو انها استسلمت وعطت نفسها فرصة تتقبل حب عمر .. كان تسلل حبه لقلبها .. وكان تتيمت فيه وحست بالسعادة بقربه وبقلبه ومعاه ! وارتسمت ببالها صورة لعمر .. بابتسامته الساحره .. وبقلبه الطيب .. ولا شعوريا استرجعت ذكرياتها معاه .. شلون حبها بجنون .. شلون جرحت قلبه وصدته اكثر من مره ومع هذا استمر يحبها ويبيها ! عمره ماجرحها .. ولا عمره أهانها .. واتمنى يحصل عليها ويتمم حبهم وسعادتهم .. ! وكان هالشعور كفيل بزيادة عذاب الندم بقلبها أضعاف مضاعفة !! شلون رميتك ورى ظهري عمر ! كيف ضيعت وقتي وحياتي بتحدي انسان عمره بيوم ماحبني ..
وتركتك انت الي كنت تموت بتراب رجولي ! ياربي اطلب السماح من مين ؟ مازن ؟ ساره ؟ عمر ؟ .. وتردد هالاسم بكيانها بموسيقية عذبة .. عمر .. عمر .. انت الحب الحقيقي الي ماحسيت فيه بيوم .. انت الحب الي كان ممكن يسعدني ويعيشني بأحلى جنه .. انا شلون تركتك وصديتك وهجرتك ! سامحني عمر ! خلاص انا رجعت .. وأوعدك أحبك وأظل معاك .. بس وينك انت عمر !؟

كانت تظن انه لازال يبكي عليها !! لازال ينتظرها ويتحسر على حبها ! ويرجوا عسى تحن عليه وترجع وتضوي السعادة بقلبه !! ماكانت تدري ان عمر يعيش أحلى وأروع سعادة مع زوجته رغد !! بعد ماتزوجها بأقرب فرصة لقاها كنه يبي يضمن حياته السعيدة وحبه الأبدي لا يظيع منه ويخسره وبعدها من وين بيقدر يعيش !! .. وعطوف ماكانت تدري ولا حتى توقعت حصول هالشي .. لأن غرورها حسبها ان محد يقدر يتحداها !! والكل ميت فيها ويداري خاطرها ولا يكسر لها كلمة ولا شعور !
وأول شي سوته لما وصلت .. دورت على عمر ! ....

وصلت وماخبرت احد بقدومها .. كانت تحاول تضبط روحها ومشاعرها لتقدر تواجه عمر وتفتحله قلبها الي سكرته عنه سنوات واهو يترجاها ويتمناها ! .. وبعدها دقت عليه واتفاجأت ان كل الارقام الي تعرفها عنه غير صالحة !! كلها اتغيرت وصارت ماتعرف عنه اي رقم !! وبكت من قلبها على هالشي !! ماتدري شلون حست بفقدان عمر ذابحها !! وانها مو لاقية غير قلبه الطيب وصدره الحنون يسعدها !! .. واضطرت تروح لبيتها ولأهلها الي اتفاجأوا من رجعتها لكنها بررت لهم هالشي بعدم الارتياح للمكان والاحساس بالوحدة والغربة وهالكلام !! وسألت عن مي وبدر ولقتهم لازالوا مسافرين وعايشين أحلى حياة بأحلى جنة لقوها بأحضان بعض .. لكن .. لا أخبار عن عمر ! ..

وما بقت مكان الا وسألت عنه .. لين توصلت لأصحابه بالجامعه وعطوها رقمه وعنوانه .. وفضلت تروح لبيته وتفاجأه برجعتها .. ! .. وراحت لبيته منكسرة .. والألم كاسي ملامحها .. والندم يصرخ بعيونها .. وقبل لا تدخل دارت حولين البيت مو مصدقه ان عمر انتقل لهالبيت ! بعد ماكان يسكن اهو واخوه بشقه وحده ! ليه ماظل بالشقة ؟؟ ليه انتقل لهالبيت ؟؟ واتأملت البيت ولقته مو مكتمل !! أجزاء منه لازالت تحت البناء والترميم !! وأجزاء منه مكتملة !! وأجزاء منه غير مثبته ولازالت تحت الصيانة والعمل !! وانتفض قلبها بكل خوف واهي تطالع البيت الي باين مبني مخصوص ليسكن فيه عمر !! وارتجف قلبها واهي تحاول تطرد عنها اي مشاعر مدمرة انتابتها !! وبكل الم نزلت من السيارة ومشت للبيت .. ودقت الباب .. وبعد لحظات .. انفتح الباب لتقابل عمر !!

كانت مواجهة فجرت بداخلهم أنواع المشاعر المتعاكسة !! مشاعر تفجرت بداخل عمر كانت على عكس المشاعر الي تفجرت بداخل عطوف ! .. طالعها بنظرة خالية من أي شعور !! حتى انه ماتفاجأ قلبه ولا خفق !! وكنه كان متوقع انها بتدوره بيوم من الأيام !! ومهما طال غيابها بترد له وتترجاه وتبكي عليه ! وهذي هي توقعاته بمحلها ! شاف نظرة الحزن والندم بعيونها ! والألم الكاسي لملامحها ! .. ولا التعالي والغرور الي كان يدمر قلبه .. ماعاد له وضوح بعيونها .. ! والرجاء وكل الرجاء يخفق فيه قلبها وتدمع فيه عيونها ! لكن .. ماحرك كل هذا بعـمر أي شعره !! ولا أولد بقلبه أي شعور ! كان البرود وكل البرود اهو المتحكم بموقفه ! ونظراته ! .. وانتظر منها تتكلم وتبرر سبب تواجدها !! ومانادها الا بـ آنسة عطوف !! وانذبح قلبها بهالكلمة .. وهي تحس ان حواجز كبيرة انبنت بينهم !! .. وكان هالشي فوق استحمالها ! وكثيـر على قلبها .. تخسر مازن وتخسر كل الي حوليها ! وتخسر عمر ! صعب هالشي على قلبها وروحها ! ترجته يسامحها .. ويحن عليها ويعطيها فرصة تصلح سواياها !! لكن رمى عمر عليها الحقيقة الي دمرت آخر أمل بقى بقلبها .. وآخر احساس بالحياة تم بروحها ! .. انه ماعاد لها مكان بقلبه ولا حياته .. وانه اتزوج رغد ! .. حلت الصاعقة بداخل كيانها واهي تبتعد مصدومة !!
عمر اتزوج !! .. ومن رغد ؟؟؟ .. رجعت أدراجها واهي مو مصدقه ولا هي مستوعبة !! وأول مابتعدت وصل لجوالها اهداء اغنية !! .. فتحتها واهي ماتدري من مين ؟؟ ولا وشهي ؟؟ ولا كيف فتحتها وليه ؟؟ كانت الصدمة والذهول الي متملكها مو مخليها تدري عن تصرفاتها ..
وشغلت الاهداء واستمعت :

صدق ظني !! وزرتني بعد ماطول غيــــــابك..
بعد ماهــانت ايامي على عمرك .. ذكرتني ؟؟
بعد ماأنكرك وقتك.. عرفتي قيمة أحبابك.. !
بعد مااستيقظ احساسك وتفكيرك.. فقـــدتني؟؟
بعد ماتــــــاهت دروبك وكحل حزنك أهدابك..!
بعد خــــذلانك احساسي بدمعــــــاتي..بكيتني ؟؟
بعد ماضاعت أحلامك وضاع الشوق باسبابك
بعد ماحطمك يأسك .. بعد يأسك رجيتيني؟؟
تحسبني على خبرك أموت أموت واحيا بك..؟؟
أنا لو مانسيت الود .. ماانسى انك خذلتني !!
ذبل ورد الأمل فيني ومات الوعد بترابك ..
وبقيت مثل ماانت بعيد حتى لو سكنتني !!
وكيف يسامحك جرح السنين ورحلة عتابك..
خسرت كل شي ادري..ومع هذا( خسرتني)

نزف قلبها واهي تحس كن عمر الي كان يكلمها ويهديها .. !! .. ولا استحملت هالشعور بالخسران والألم والعذاب !! وكيف مر عليها ذاك اليوم لا تسألوني !! لأن صعب أوصفه !!

اهو الشيطان لما يتمكن من الشخص .. صعب يختفي مره وحده ويروح !! يمكن عطوف فاقت من شرورها الي سببتها لمازن وساره .. لكن ظل بداخلها بقايا لهالشرور .. حاولت تصبهم على عمر ورغد !! لأن كان صعب عليها تلاقي نفسها خسرانة الكل ! الحبيب والصديق والأخ والأخت ... و الكل تركها وابتعد ! صعب ...

وعطوف مهي من النوع الي تتدمر وتتحطم وتعيش وسط الاحزان والعذاب مثل حال ساره وسمر وغاده وندى !! لا عطوف كانت اعصابها تثور ودمها يفور ويتطاير الشرر من عيونها وتشتعل الشرور بداخلها .. وماقدرت على مواجهة عمر ! وقررت تواجه رغد !! ..
وبيوم انتظرت قدام بيتهم ليطلع عمر !! ولتقدر تدخل من بعده وتواجه رغد وتوريها الويل .. لأنها تظن انها خانتها وابتعدت عنها ! .. وطلع عمر قدامها وركب سيارته وابتعد .. ودارت للبيت لتدخل من الباب الخلفي الي عادة أكثر البيوت يكون الباب الخلفي مفتوح ! ..ودخلت عطوف واهي ترتجف من الغضب والغيرة والألم .. ! ودورت على رغد بأسفل البيت ومالقتها ! وبكل غضبها صرخت باسمها تدورها !! وسمعت اصوات خفيفة تصدر من الأعلى ! ومسرع ماتبعتها وطلعت لتشوف رغد فوق !! ..

وكانت رغد توها طالعة من غرفتها مصدومة واهي تسمع صوت غاضب يناديها وميزته فورا .. وعرفت انها عطوف !! وأول ما أقبلت للدرج شافت عطوف واهي تطلع والشرر يتطاير من عيونها ! وأول ماشافت رغد صرخت بصوتها واهي تقول : انتـــــي أكبــــــر خاينة وحقيـــــــرة شفتها بحياتي !!

طالعت فيها رغد بذهول وخفق قلبها بكل حمـق واهي تقول : إنتي مين سمحلك تدخلين بيتي من غير استئذان !! وتتهجمين علي بهالطريقة !! احترمي نفسك لو سمحتي والزمي حدودك !

عطوف بثوران : انتي الي مالـزمتي حدودك ولا احترمتي نفسـك واستغليتي غيــابي لتسرقين عمر مني !! شلون تجرأتي وسويتي هالشي !!

رغد بصوت عالي : انتي على بالك العالم كلها على كيفك وتحت أمرك ؟؟ الكل بيظل رهن اشارتك وقلوب الناس لعبة بإيديك !! وينك انتي عن عمر طول هالسنوات !! وينك عن حبه الي وهبه لك وانتي صديتيه ولا عبرتيه !! الحين جاية تسألين عنه ؟؟

عطوف بنفس الصوت : مالك شغل فيني !! كيفي أنا أسوي الي أسويه .. ومو معنى هالشي تتسغلين غيابي وتاخذينه مني !!

رغد : الظاهر غرورك وكبريائك أعمى عيونك عن كل شي !! يكون بعلومك ان انا وعمر حبينا بعض وتكونت بيننا أروع علاقة من قبل ماتسافرين وتغيبين !! لأن عمر غسل ايده منك خلاص ! وعرف أخيرا ان قلبك مهو كفو للحب ولا للزواج ولا للتضحية !!

عطوف : وقلبك إنتي الي يستاهل الحب !! انتي احقـر انسانة عرفتها وأكبر خاينة للصداقة !! لأنك ماتنحيتي عنه واحترمي حبه لي وانسحبتي من حياته !!

رغد : انا كنت متنحية من سنوات ياعطوف !! انا حبيت عمر بالوقت الي هو حبك انتي ! لكن عمرك ماحسيتي فيه !! كم مره انا بنفسي قلتلك ياعطوف عمر يحبك .. عمر يبيك !! حسي فيه وكلميه !! لكن من وين قلبك يحس !! وانتي قلبك حجر مايلين !!

عطوف : والحين انهارت قواك خلاص ماعاد قدرتي على الانسحاب أكثر !! اقتحمتي حياته وضحكتي عليه وخليتيه يتزوجك ؟؟

رغد : هذا انتي قلتيها بنفسك !! تزوجني !! يعني ماعاد له داعي كل هالكلام الحين .. انا وعمر نحب بعض واتزوجنا ولو سمحتي اطلعي برا واطلعي من حياتنا كلها !!

عطوف : تكونين غلطانة لو حسبتي ان عمر يحبك !! عمر مايحب غيري ولا يتمنى أحد غيري !! لكن وجودك انتي الي قلب مخه وغير عواطفه .. وانا اعرف شلون أرجع مسارها لي .. وأصحيه من سكرته الي سببتيها له وأخليه يرجع يحبني ويرميك انتي لقاع الجحيم !!

رغد : ماخذة مقلب بنفســك انتي الله يعينك عليه !! عمرك ماراح تتخلصين من هالغرور ولا من هالشرور الي بيخليك تخسرين العالم كلها !! واعرفي انك لو اقتربتي من عمر بيكون هذا أسوأ شي تسوينه بحياتك !!

ضحكت عطوف بسخريه وقالت باستخفاف : انتي تهدديني أنا ؟؟ الظاهر انك ناسية منهي عطوف الي مستحيل أحد يوقف بوجهها ويتحداها !! وجنيتي على نفسك يارغد بالحركة !! وبتشوفين شلون باسترد عمر وبدمرك انتي وأحطم حياتك !!

رغد : عيشي بأوهامك وبأحلامك الي مردها بتحطمك انتي مو انا !! .. انا مادري انتي اش الي رجعك ؟؟ خلاص انتهت مشاريعك الخبيثة ؟؟ حطمتي مازن وساره وارتحتي وجيتي ؟؟؟

توقدت عيون عطوف بالغضب والألم وصرخت بأعلى صوتها : بــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــس ! مو شغلك إنتي .. انا أسوي الي أسويه بكيفي وهذا شي مايخصـــــــك !!

واقتربت منها وبراكين الغضب تشتعل بداخلها .. ورغد من شافتها تقترب بسرعه .. ابتعدت للخلف بخطوات مرتعبة وهي تراقب عيونها المتوقدرة كالجمر والشرار يتطاير منها ! ومسكتها عطوف من ذراعينها بقوة وهزتها بكل قوة واهي تصرخ فيها وتقول : حطي ببالك من هاللحظة ان حياتك مع عمر انتهت !! مو مخليتك تتهنين معاه وأنا الي أخسر كل شي !! بدمركم وبدمر كل من يوقف بوجهي وبطريقي .. من الحين قولي على حياتك السـلام !!

ودفتها بكل قوة على الأرض .. ورغد طاحت وصرخت بألم وصارت تبكي بصوتها !! ورفعت راسها وهي تبكي وتشوف عطوف تبتعد ! وفاجأة انتفض قلبها بكل خوف ورعب يوم شافت عطوف تتوجه للمكان الغلط !! ماراحت للدرج الي طلعت منه قبل شوي لأنها توها ماعرفت البيت ... راحت من الجهة الثانية الي كانت نهايته أرضية رخوة ما تيبست !! وقدامها سور منسند بخفة مو مثبت واي تكة ممكن يطيح !! وبكل ألم وخوف قامت رغد وهي تصرخ على عطوف وتناديها لترجع من هالمكان الخطر !!
لكن عطوف ماستمعت لها والغضب والحمق يشتعل بداخلها وخلاها تضرب الأرض بخطواتها بكل قوة .. وظلت تسرع غير آبهة بنداءات رغد الي كانت تحسبها تناديها لتترجاها تسامحها .. لين وصلت لهالمنطقة الخطرة .. ووقتها انتبهت عطوف لعدم وجود درج بهالمكان .. !! ودرات لترجع بخطواتها وهي متمسكة بالسور الغير مثبت !!
وفاجأة انفلت السور وطاح من مكانه على الارض ولقت عطوف نفسها واقفة على حافة الأرضيه الي تتبعها هوية تطل على أرضية الدور التحتي !! واخترعت عطوف واهي فاقدة توازنها وتحاول تضبط توازنها لا تطيح ورى السور !! ومع هالحركات القوية الي صدرت منها تزلزلت الأرض الرخوة من تحتها وانهارت !! .. وكان هالشي قدام عيون رغد الي صرخت بكل ألم وخوف وهي تنادي عطوف !! لكن عطوف طاحت !! مع انهيار الأرض الرخوه طاحت من الدور العلوي .. على الأرض .. ! ورغد صارت تصرخ باسمها بكل خوف وخرعة ... وبكل سرعه ركضت رغد للدرج ونزلت لمكان ما عطوف طاحت .. واول ما أقلبت عليها اخترع قلبها وانتفض جسدها .. واهي تشوف عطوف طايحة على الارض بلا حراك ..
وسط بقعة كبيرة من الـ د م !!


******

مازن كان عايش بعالم من الجروح والدموع والأحزان !! وأكثر ماكان محطم قلبه ومدمر كيانه اهو عجزه من اللحاق بساره !! اخوان ساره كانت فكرتهم يبون ساره تروق اعصابها وتهدا نفسيتها شوي ! وفهد كان حازم مع مازن ورفض انه يروح لساره لأن ساره آخر سنة بالثانوي ولا يبي شي يشغل بالها أو يكدر خاطرها زيادة .. ومازن حاول يقنعهم انها بالنفسية الي عايشتها واحساسها اني تركتها بتظل مدمرة والافكار تعصف ببالها اني خدعتها ومابيها ! .. لكن فهد خاف ان ساره تنجرح لأي سبب واهو مو عندها وبيظل قلقان عليها وخايف ولايقدر يروح لها ولا يقدر يجيبها .. فاتفق مع مازن انه يروح لها بأول اجازة نصفية تأجزها المدرسة !! وخلال هالفترة المعذبة لروح مازن وكيانه .. كان يحاول باليوم عشرات المرات يتوصل لها عن طريق رقم المدرسة .. لكن كانت كل اتصالاته تعود بالفشل .. ساره رافضة تتلقى اي اتصالات .. حتى من اخوانها .. .. إلا فهد .. ! فهد الوحيد الي كانت ترضى تكلمه وتحاول تنهي المكالمة قبل ماتسمع منه اي موضوع !! ..

سمر وخالد بعد ماتمنوا انه يتم زواجهم بأقرب وقت .. شافوا الأوضاع متوترة وغير مناسبة خاصة مع غياب ساره ! فاضطروا يأجلون حفلة الزواج .. لكن خالد ماقدر يصبر أكثر .. وخلى سمر تسحب الترم من الجامعة .. وأخذها وسكن اهو وياها بأحد الفنادق ! وسافروا ******ا اسبوعين ..وبعد مارجعوا رجعت سمر بيت أهلها وخالد كان عندها بالبيت بعد ماضبطوا لهم غرفة خاصة تجمعهم .. صحيح كانوا مهجولين .. بين الفندق وبين بيت أهل سمر لكنهم كانوا عايشين كأي زوجين تظللهم السعادة والحب الدائم .. لكن بلا حفلة زواج .. ولا بيت مستقل .. ! هجولة .. لكن كان خالد مرتاح ان سمر بجمبه وعنده ومنه وفيه .. وخلاص ماعاد صار يتقبل فكرة انها تبتعد عنه مهما كانت الأسباب ! ووعدها خالد أول ماتتحسن الأوضاع وترجع ساره .. يسويلها الحفلة الي تتمنى .. !


أثناء هالفوضى الي صارت .. وتحديدا وقت ماكانوا خالد وسمر بإيطاليا .. فهد حس بالموت والدمار والعجز عن الحياة أكثر بدون ندى .. !! لمتى بيظل عايش بهالأحزان الي مو راضية تخلص بيوم !! ولو انتظرها بتضيع ندى من إيده وبعدها من وين يقدر يعيش ولا يحس بالحياة والراحة !! وخلاص ماعاد قدر يصبر أكثر .. كانت سمر بإيطاليا .. وساره ببيروت .. أحد منهم ماقدر يعطيه أي خبر عنها .. وهو بروحه ولهــان وميت من الشوق والتعب !!

وبيوم .. حس فهد بالتعب حتى انه انكفى على نفسه بالغرفة وصار يبكي مثل الطفل .. !! وكان سليمان ماشي لعنده ليسأله عن بعض الأمور ودخل عليه وشافه يبكي وتقطع قلبه وروحه عليه !!
قعد جمبه وقلبه يخفق بالحزن والألم عليه وقال : لا يافهد ماصدق انك وصلت لهالحالة !!
طالعه فهد بوجه غرقان بالدموع وقال : إي طبعا !! واجب علي اكون دايم بلا احساس وبلا مشاعر ! واجب علي بس اصبّر بهذا وأهدّي بهذا وأسعد هذا وأريح هذا !! ومشاعري انا وحياتي كلها تنرمي وسط الجحيم !!
سليمان : أفا عليك يافهد وش هالكلام ياخوي !! انت عزنا وتاج راسنا شلون محد يحس فيك ويهتم بمشاعرك .. قولي ياخوي شالي مضايقك !!
فهد وهو يمسح دموعه : كل شي ياسليمان كل شي !! وضع ساره وحالتها .. ونفسية مازن وأحزانه ومابي احس اننا ظلمناه .. وأفكر فيك انت متى بتتزوج وترتاح وتستقر .. وأنا الي حياتي وحياة الي أحبها متوقفة على حساب كل شي .. مابي أحد ينظلم بسبب الثاني بس خلاص تعبت وأحس والله روحي بتطلع مني !!
سليمان بألم : شوي شوي يافهد أنا أدري انك متضــــــاااايق والهموم مالية قلبك .. بس ياخوي انت لاتشيل هم الكل على حساب حياتك وسعادتك !! كم مره قلتلك ياخوي شوف حياتك واستانس مايصير تقيد حياتك وراحتك فينا احنا !!
فهد : كان من زمان هالكلام ياخوي مو الحين !! ماعاد الحين اقدر اشوف حياتي ولا احس فيها وانا اشوف كل واحد منكم شلون مهموم ومعلق !!
سليمان : يافهد ان كان على ساره فهي ان شاء الله مرتاحة بالمدرسة وان شاء الله مازن يروح لها بالاجازة ويكلمها ويارب تنحل الامور .. ومازن ان شاء الله مانكون ظالمينه .. بالعكس لو راح لساره واهي اعصابها ثايرة هالفترة مو من صالحه ولا من صالحها .. خل الامور تهدا وكل شي ينحل .. وانا شفيني ياخوي الحمدلله مرتاح بس انت الي شاغل بالك ومكدر خاطرك بزيادة !! ادري يافهد انت شلون متعذب بحبك لندى ومحد راضي بهالشي .. تكفى ياخوي روح للبنت واخطبها لا تظيع منك ووقتها الي بتتكدر صح !!
فهد بضيق : أمنيتي هالشي ياسليمان .. وأتمنى تتحقق اليوم قبل بكرا
سليمان : بإيدك يافهد تقدر تحقق هالامنية !! مافي شي مانعك .. اترك عنك الوساوس والافكار الي مالها لزمة وشد حيلك بس وروح اخطب البنت وان كان تبيني اجي معاك اجي .. ها شقلت ؟؟
فهد : لا تكفي والي يسلمك مابيك تجي ..
سليمان يبي يمازح اخوه : اي يحقلك ماتبيني لا عاد تطير البنية من حلاتي وتلف علي وتخليك !
فهد بازرداء : انقلع بس انت وهالخشة .. يالله مدري وش مصبر غاده عليك !
سليمان : ههههههههههههااااااااااااااي .. خليت الحلا لك حبيبي .. المهم يالحلو .. نصيحتي والله ياخوي تروح تخطب ندى الليلة قبل بكرا .. ولا تفكر بأي شي ثاني ..
فهد بضيق : ماحس اني كفو لهالشي !
سليمان : اقول الظاهر انتي تبي كــف أسطرك فيه عشان تفوق من هالخرابيط الي بمخك .. (( ووقف وهو يقلد عليه باستخفاف : ماحس اني كفوا لهالشي .. (( وسحبه من إيده وهو يقول : قوم بس قووووم !!
فهد وهو يشد ايده من سليمان : شتنبي فيني اترك إيدي !
سليمان وهو يشده بقوة : قوووووم الحين معــــــــاي .. بتروح تخطب البنت الليله خلاص مو مخليك بحالك لو تحلم !!
وقف فهد من شدة سليمان لإيده وهو يقول : بس ياسليمان تراني مو راعي تهورات مثلك انت وخالد .. ماحب اتصرف بدون روية !
سليمان وهو يدف فهد من ظهره لناحية الحمام : اي معليه ان كان خطوبتك لندى تهور فأرجوك اتهور لو مره وحده بحياتك !
ودخله الحمام واهو يقول : ادخل خذلك شاور واتوكل على الله !
فهد وهو يضحك : سليمان لاترجني ترا والله مو ناقص من يشدني عليها لا أصدق الحين وأطيرلها طيران
سليمان بضحك : اي حبيبي وهذا الي أبيه .. اتحرك بسرعه لا تروح البنية من ايدك .. ترا سمعت ان لها معجبين وااااااجد !
فهد بحمق : قطع يقطع لسانك لا تفاول عليها والي يسلمك ترا قلبي مايستحمل
سليمان : سلامة قلبك يالحلو .. يالله بس خذلك شور وخلص وروح اخطبها .. خير البر عاجله
فهد وهو يصك الباب : صح لساااانك اخوووي !
ضحك سليمان عليه واول ماسكر فهد الباب اتنهد سليمان من خاطر واهو يتمنى لأخوه السعادة الي طول عمره يسعى لها لسبيل اخوانه ولو على حساب سعادته اهو .. بس عاد جا الوقت الي اهو بعد يرتاح ويسعد ..

من جهة ثانية كانت ندى تبكي وتشاهق بغرفتها بكل ألم وحزن واحساس بالدمار !! وشوي الا دخلت أمها عليها وشافتها وهي تبكي وقالت بحنان : ندى ياحبيبتي مايصير انتي بهالحالة من الصبح .. قومي يابنتي غيري الي عليك والبسي قبل يجون بيت عمك !
ندى وهي تبكي : مابي يمه مابي انزل لهم ..
أم سامي : بس ياندى تراك صدعتي راسي بهالحنة من الصبح ! شوفي وجهك شلون صار وانتي بتدخلين على الرجال يشوفك والله ان يخترع ويبطل !
ندى : خليه يخترع مابيه .. يمه مابي اتزوج ولد عمي حرام عليكم تجبروني !
ام سامي وهي تقعد جمبها : انتي مو دارية بمصلحة نفسك يابنتي .. ولا الرجال كل بنت تتمناه ! والله يوم لمحت لأبوك تلميح بس انك ماتبين تركي عصب وانحمق ! وقال دوريلي عيب واحد فيه ومستعد ألغي هالخطوبة !! وانتي شايفة معاي ان الرجال مافيه ولا عيب ماشاء الله !!
ندى : بس مابيه يمه ومابي اسافر امريكا ومابي اتزوج الحين
ام سامي : ياندى اهم جايين الليلة لتشوفينه ويشوفك و يحددود الملكـة بس .. ولا الزواج مو قبل الصيفية الجايه .. يعني في وقت تعرفين الرجال وتشوفينه وتكلمينه !
ندى وهي تلم راسها : يمه مافي زواج بالاكراه ! بهالطريقة مارح اسعده ولا راح يسعدني !!
انفتح باب غرفتها بهاللحظة ليدخل ابوها وهو يسمعها تبكي وتقول مابي هالزواج ! وندى من شافته اخترعت وخفق قلبها واهي تشوف نظرات ابوها المحموقة .. وقف ابوها قدامها وقال بحمق : ممكن تعطيني سبب واحد لهالصياح وهالرفض التام لولد عمك !!
ندى بصوت اقرب للهمس : يبه مابي اتزوج ولد عمي عشانه ولد عمي وبس .. انا لي احلام وطموحات غير الزواج بولد عمي !
ابو سامي واهو منحرف تفكيره لشي ثاني : احلامك وطموحاتك ماراح تلاقين احد يحقق لك اهي مثل تركي !! لانه بيسفرك امريكا ويدرسك احسن دراسة والقسم الي تبين .. وان كان تحلمين بوظيفة وعمل فهو من أكبر المؤيدين لهالشي ولا هو معارض انك تدرسين وتشتغلين مثل ماتبين !!
غطت ندى فمها بإيدها وهي تبكي بصمت وأبوها كمل : بس انتي مدري من لاعب براسك ومغير افكارك !! وينها بنتي ندى الهادية المطيعة البارة !! ياندى احنا لو مانبي مصلحتك وسعادتك كان ماوافقنا على الرجال !! والله ياندى ان بعض زملاي يطلبون مني أكلم اخوي يزوج تركي لبناتهم !! لأنه رجال بمعنى الكلمة ولا ينعاف وينشرى بالذهب .. وجاية تقولين مابيه !!
ندى ماردت وظلت تبكي بصمت وتمسح دموعها الي تنهمر بغزارة .. وأمها تطبطب على ظهرها وتهديها .. وأبوها دار عنها واهو يقول : اتعوذي من ابليس وقومي غسلي وجهك وغيري ملابسك وحسني مظهرك قبل يجي بيت عمك !
ومشى عنها وانحمق يوم ماسمع لها رد .. ودار لها واهو يقول بحمق : سامعة وش اقول ؟؟
هزت ندى راسها واهي خايفة من انفعال ابوها ..
ابو سامي : يالله قومي الحين ..
ندى بهمس : ان شاء الله !
وطلع ابوها عنها وأم سامي من وراه طلعت بعد ماعطت بنتها كم كلمة تشجعها وتهديها .. وطلعت عنها وسكرت الباب لترمي ندى نفسها على السرير .. ولمت بقبضتها الغطا بكل قوة واهي تبكي من خاطرها وتقول : فهــــــــــد حبيبي .. وينك عني .. خلاص انا انتهيت يافهد .. ماقدرت أنتظرك أكثر .. سامحني حبيبي .. سامحني .. وغاصت بين دموعها وآلامها وهي تحس ان احلامها انتهت من هاللحظة !

******
أقبل فهد للشارع المستقر فيه بيت عمه أبو سامي ! وأول ماقترب خفق قلبه بجنون حبه وغرامه واهو مو مصدق انه أخيرا خطى أول خطوة ممكن تجمعه مع أروع من شافت عينه .. الي ملكت قلبه وروحه وكيانه ولاعاد يتخيل حياته بدونها .. ولا يحس للسعادة طعم ولا لون بغير قربها وحنانها وحبها .. وابتسم وهو يشوف صورتها مرتسمة بباله بأبهى منظر .. واتخيل اليوم الي يجمعهم سوى تظللهم كل السعادة والفرح ! وحس نفسه طاير مع هالشعور .. لين أقترب من بيتهم ووقف السيارة بعيدة عن البيت .. ونزل واهو يطالع البيت وقلبه يخفق بداخله بكل عنف ! ياترى شتسوين ياندى هاللحظة ! وبإيش تفكرين ؟؟ ولوين وصلتيني ؟ ظنيتيني ناسيك وبايعك ! ولا مراعية وضعي وحالتي وعاذرتني !! ياترى وش بيكون شعورك لو دريتي اني جاي هاللحظة أخطبك .. وأجمع قلبي بقلبك بعد طول العنا والفراق والألم ! .. واهو يتأمل البيت لاحظ سيارة مقبلة من الشارع واتعدت سيارته بهدوء لتستقر قدام بيت أبو سامي !! عقد فهد حواجبه واهو يطالع السيارة باستغرب ! مين ذولا ؟؟ وليه جايين بيت ابو سامي !! وليه هالوقت طيب ! أرجوكم روحوا .. خلوا هالليلة لي أنا .. أرجوكم انا ماصدقت اشيل عمري من بين همومي وأتقدم بهالخطوة وأخطبها ؟؟ انتوا مين واش جايين تسوون ! كان واقف خلف سيارته يوم انتبه للأشخاص الي نازلة من السيارة ! من مكان القيادة نزل شاب طويل ونحيف ووسيم ! ومن جمبه نزل رجال كبير بالسن لكن مبين فيه الرزة والكشخة .. ومن الخلف نزلت حرمة وتبعتها حرمة ثانيه كنها أصغر من الأولى !! وهوى قلب فهد من بين ضلوعه واهو يطالعهم !! ومشاعر غريبة انتابته واهو يحس بعدم الأمان لهالناس !! وكن وراهم خطر ! الخطر الي يهدد حياته اهو وندى ! واتمنى يقترب منهم ويسألهم انتوا شجايين تسون ؟؟ انتوا شتبون ؟؟ .. ويقول بخاطره لايكون جايين .... ! ولا ماقدر يستشعر هالشي ولا يحس فيه ! صعب على قلبه يستوعب هالأمر ولا يصدقه ولا يحس فيه !! وتسمر مكانه وقلبه يرجف واهو يشوفوهم يمشون للبيت .. ويوقفون قدام الباب لثواني .. وبعدها ينفتح الباب ليظهر منه سـامي أخو ندى !! وسلم عليهم بكل حفاوة وترحيب.. وأشر لهم لداخل البيت ليتفضلون .. وعند هاللحظة عجر لا يوقف فهد أكثر .. مشى بلا شعور كنه بيلحقهم .. كنه بيمنعهم ! كنه بيدخل وراهم .. وعيونه متعلقة بالباب الي دخلوا من وراه .. وشاف سامي واهو داير ليسكر الباب .. وشعورفاصل بين الأمل واليأس خلى فهد ينادي على سامي قبل لايسكر الباب .. والتفت سامي باستغراب ليشوف الشخص الي يناديه ! وانتبه لفهد واهو واقف بنص الشارع ..
ابتسم سامي واهو يطالعه وطلع من الباب واهو يقول : مو معقول.. فهـد ! شهالصدف الحلوة ..
غصب فهد نفسه على الابتسام واهو يقول : تحلى ايامك اخوي .. شلونك سامي ؟
اقترب سامي منه وصافحه واهو يقول : بخير دامك بخير .. أخبارك انت وأخبار الأهل ؟؟
فهد وهو يحاول يكتم الضيق : طيبين الحمدلله .. انتوا وش اخباركم ؟؟
سامي : طيبين نحمد الله ونشكره
فهد بمحاولة لمعرفة أي خبر عنهم : مدري ان كانك مشغول ولا شي .. لأني بغيت أكلمك بسالفة .. !
سامي باهتمام : آمر فهد شعندك !!
فهد : لا شكلك مشغول توني شفت ضيوف داخلين بيتكم
سامي : اي وش علي منهم انا .. ذولا بيت عمي جاين عشان اختي مو عشاني !
خفق قلب فهد بكل خرعة وقال بهمس لا يبان الرجفة بصوته : ليه شعندهم !
سامي : شعندهم بعد .. خاطبين اختي وجايين يحددون يوم الملكة !
لوهلة حس فهد انه فقد السمع والبصر والنطق وجميع الحواس !! لأنه من رمى سامي عليه الخبر .. واهو ماعاد نطق ولا بكلمة .. ولا رد بأي رد ولا حتى سمع من سامي اي كـلام ان كان قال شي ولا ماقال ! فاجأة حس كن الدنيا أمطرت حبات حصى متساقطة على راسه اهو وجسده وقلبه وروحه .. وحس بصعوبة بالتنفس من شدة الآلام الي نغزت بقلبه وكل جزء من كيانه ! .. ولاحظ سامي صمته ووجه المنقلب وحالته المتغيرة !
وسأله بهدوء : فهد شفيك كن حاشيك شي !
فهد بصعوبة : لا لا مافيني شي !
سامي باستغراب : شفيك ماترد علي طيب ؟
فهد : اعذرني ..وش كنت تقول .. ؟
سامي : كنت أسألك وش اخبار خالد الحين ان شاء الله اتحسن
فهد ويحس قلبه بيتوقف عن النبض وبالقوة قال : بخير الحمدلله .. كلنا بخير .. (( ودار ليرجع للسيارة وكان من الصدمة لدرجة انه ترك سامي واقف ولا سلم عليه ..
سامي من وراه : فهوووود شفيك مو طبيعي ؟؟
التفت فهد وقال بظياع : ها ياسامي !
سامي : وين رايح وو وشي السالفة الي بتكلمني فيها !
فهد : لا مو الحين .. ادخل لضيوفك وو .. ونتقابل وقت ثاني .. سلام
ودار عنه للسيارة وسامي من وراه تملكته الدهشة والاستغراب من حالة فهد المفاجئة ! وظل يراقبه واهو يبتعد ويركب السيارة ويمشي مسرع فيها ومو داري شالي صاب فهد فاجأه كأن الدنيا أظلمت بوجهه .. وفاجأة دق جواله ليقطع عنه التفكير ورد بسرعه : هلا يبه .. جاي جاي .. ثواني وانا عندكم .. طيب سلام
ومشى مسرع لداخل البيت ..

كان سليمان هالوقت ماشي بالسيارة رايح لعند غادة .. وأول ماطلع للشارع الرئيسي .. انتبه لسيارة تمشي بكل سرعه ومو معبرة المطبات ولا السيارات ! سيارة مجنونة والي راكب بداخلها مبين شخص مو طبيعي !! خفق قلب سليمان بكل قوة يوم اتبين السيارة وشاف انها سيارة فهد !! وبكل سرعه لحق وراها وهو مو داري شالي رجع فهد وخلاه يمشي بالسيارة بهالجنون .. وظل يلحقه بكل سرعه وهو يقول بخاطره .. الله يستر ! شالي صارلك يافهد ! .. وكان فهد مسرع بتهور مما اضطر سليمان يسرع بنفس التهور ليقدر يلحقه .. وأصوات البواري من خلفهم والسيارات المعترضه من حوليهم .. لكن فهد ماكان حاس بأحد ! وسليمان همه يلحق على أخوه بكل سرعه .. وظلت المطاردة لين وصلوا لشارع خالي وواسع مما زاد السرعه عند فهد وسليمان عصب وصار يدق على جواله ولا يرد !! وأسرع سليمان أكثر ليجي موازي لسيارة فهد .. واقترب منها واهو مسرع بنفس السرعه وفتح شباكه واهو يقول : فهـــد ... هدي والي يسلمك تراك بتودينا بستين داهية !! ..

كان فهد بحالة من الدمار والدموع ممليه عينه ومو سامع احد ولا حاس بأحد ... واخترع سليمان من هالحالة الي عمره ماشاف فهد فيها !! وحاول يفكر بأي طريقه يوقف فيها فهد .. واقترب من سيارة فهد أكثر وصار يحدها ويحدها لين جنبها عن الرصيف واضطر فهد يهدي من سرعته وهالوقت قدم سليمان مقدمة سيارته بميلان ليعترض سيارة فهد .. وصار اصطدام !! سياره فهد صدمت بمقدمة سيارة سليمان .. لكن الحمدلله محد اتأذى .. الا من هزت السيارة القوية الي هزت جسد فهد ... ويمكن هالشي الي خلاه يفوق ويستوعب !!

نزل سليمان بسرعه وركض لسيارة فهد الي نزل منها من قبل مايوصل سليمان ومشى مبتعد .. ولحقه سليمان بسرعه ومسكه من ذراعه واهو يلهث ويقول : اوقف يافهد تكفى والله خرعتني .. قولي شفيك ؟؟؟؟
مارد فهد وظل يتنفس بصعوبة وعيونه متوقدة كالجمر من الدموع والألم ! وشاف سليمان شكله وحس بالخطر ! فهد طلع من البيت طاير من الفرحة .. ليروح ويخطب ندى .. والحين اهو بهالحالة من الدمار .. ياويلي لايكون صار الي احنا خايفين منه ..
وبتردد قال : فهد .. رحت لبيتها ؟؟
هز فهد راسه وهو يبتلع ريقه بصعوبة !
سليمان بخوف : وعسى ماشر يافهد ... !
فهد بصوت مذبوح : وش تتوقع ... ؟
سليمان : مدري يافهد مابي اقول انك لقيتها راحت منك .. لان ما امداك تدخل بيتهم وتقابل ابوها ولا اخوها !
سالت دموع فهد بكل ألم وقال بصوت مرتعد : شفت بعيوني ياسليمان وماكنت بحاجة أدخل .. شفت بيت عمها داخلين لها .. وشفت سامي وسألته عنهم وقالي جايين يحددون ملكتها .. !
انصدم سليمان واتوسعت عيونه بذهول يوم سمع الخبر !! ومسك اخوه من كتوفه وقال : شلون يافهد هالكلام ! ندى تحبك وتبيك انت ومو موافقة على أي أحد غيرك !!
فهد وهو يبكي : ماتدري وش الي صارلها .. بيت عمها ذولا .. يمكن انجبرت .. وانا السبب ياسليمان انا السبب !!
سليمان بألم : لاتلوم نفسك ياخوي وكل شي حكمة ونصيب من رب العالمين ..
فهد : لو اتقدمت يوم واحد بس .. كان يمكن اتغيرت الأحوال .. كان يمكن حسستها اني مو ناسيها .. واني محترق عشانها .. واني سويت شي لاجلها !! الحين تلقاها مدمرة بهالزواج ! وتحسب اني ماحسيت فيها ولا دريت عنها !!
سليمان : ماظنيت ندى تفكر بهالطريقة يافهد .. من كلامك عنها وعن اخلاقها وطيبتها أتوقع انها بتلتمس لك العذر
فهد : وش نبي بالاعذار الحين ياسليمان ! بايش تفيدنا وش ممكن تغير من حياتنا !! خلاص ندى راحت بعد مانتظرتني وملت .. صبرت لكن الصبر له حدود .. ! وضاعت مني ياسليمان وياويل قلبي ويلااااااه ..! (( وغطا عيونه بإيده وصار يبكي بكل ألم وحرقة وحسرة .. وسليمان لمه من كتوفه ودمعة حزن سالت من عينه على أخوه !! وكل الي قدر يقوله : هدي نفسك ياخوي .. هذا قضاء ربك واللهم لا اعتراض .. ماتدري يمكن هذه خيرة من ربي واحنا ماندري وين الخير ؟؟
كان يحاول يصبر اخوه بهالكلام لكن سليمان بداخله كان محترق .. وكان يحس انه لو كان بموقف فهد هذا كان ماتردد يسوي مثل ماسوى خالد مره .. حاول ينتحر !!

******

كانت المدرسة شبه خالية من الطلاب والطالبات .. الجميع خرج ليزور أهاليهم عادتهم كل نهاية اسبوع .. وكعادة ساره تظل بالمدرسة ماتطلع حتى مع محاولات بنت خالها أمل المتكرره .. والي عرفت من ساره بكل شي لأن حال ساره وكآبتها ودموعها كانت مفضوحة !! .. وبعد مايئست أمل منها طلعت وتركتها .. ونهاية اليوم اتلقت اتصال من فهد كالعادة يكلمها كل اسبوع هالوقت .. واتطمن عليها وعلى احوالها ودراستها ونفسيتها وعلى صحتها .. ومن بكرا .. اليوم الثاني لإجازة الاسبوع .. اتلقت الادارة خبر من البوابة بوجود شخص يطلب زيارة أحد الطالبات !! .. استغربت الادارة من الشخص حيث ان كل الطالبات خارجات لزيارة أهاليهم ومابقى الا ساره بالمكان ! وهم مو متعودين يجي أحد ويشوفها .. لكن اتفاجأوا يوم لقوا الشخص الي يطلب ساره مهو واحد من اخوانها .. ! لأنه طلبها باسم .. ابن عمها .. وليد !

وليد عرف من غاده عن الحالة الي وصلت لها ساره وكيف منعت الكل عنها .. حتى انها بنهاية الاسبوع ماترضى تطلع من المدرسة وتظل فيها بحجة الدراسة والمذاكرة !! .. ووليد الي ماتقبل فكرة بعادها وعذابها بذاك المكان لحالها .. سافرلها بدون علم أي أحد .. !! .. وقرر يطلع عنوان المدرسة عن طريق رقمها الي عنده !! ..

شوفوا .. الوضع جدا حساس !! مازن ماسافر لساره واستسلم لرغبة اخوانها وظل بمكانه يبكي وينوح عليها !! .. وينتظر الإجازة القادمة على أحر من جمر !! .. أما وليد فاستغل انشغال اخوانها .. واستبعادهم لفكرة ان وليد ممكن يروح لساره لأي سبب ! وكان من الذكاء انه اختار لبنان ليدرس فيها الدورة الي كان يبي .. ليكون جمب ساره وبقربها ومحد يقدر يلومه !! وحتى لو دروا انه زارها وشافها بيقولهم انه مثله مثل اخوها يبي يسأل عنها ويتطمن عليها !! ..

وسافر وليد لبيروت .. وبخلال يومين قدر يطلع عنوان المدرسة .. وانتظر نهاية الاسبوع .. ليروح لساره بمدرستها ويقابلها .. !! و وليد كان همه يقابلها ويكلمها بغرض انه يسعدها ويريحها .. هذا كان غرضه ومافكر بشي ثاني .. حتى لو كان سعادتها بانه يرجعها لمازن بأي طريقة وأي اسلوب !!

دخلت ساره لمكتب الادارة والهم وكل الهم جاثي على صدرها ! وخبروها بالشخص الي يطلب يقابلها ! لوهلة كانت ساره بترفض .. خـلاص انسدت نفسها عن كل العالم والناس ولا تبي تكلم أحد ولا تشوف أحد .. لكن شي بداخلها خلاها تقبل تشوفه ! يمكن حنينها لأهلها .. يمكن شوقها لغاده .. يمكن تعب نفسيتها ورغبتها بالكلام مع أي شخص يحس فيها ! ووافقت على دخوله .. وخبره البواب ليدخل .. وساره نزلت للمكان المخصص للاستقبال .. ووقفت تنتظر وليد يدخل !
دخل وليد المكان وشاف ساره واهي واقفة .. وماكأنها ساره الي يعرفها !! انصدم يوم شافها ! خلوا عيونها الي ذبلها الحزن والألم .. وخلوا خدودها الي جرحتها الدموع !! لكن صحتها اختفت ! خفق قلب وليد بكل ألم واهو يشوف شلون صارت جلد على عضم !! .. مر عليها شهر بالمدرسة قضت عليها بهالفترة احزنها وجروحها وخلتها تفقد حيويتها وصحتها ! اقترب وليد منها وهو يطالعها بنظرة الم وحنان .. وهي تطالعه بعين حزينة وحايرة ! ومد ايده ليصافحها واهو يقول بكل حنية : هـلا ساره شلونك ؟؟
ساره وهي تصافحه : الحمدلله والشكر .. انت شلونك وليد !
حس وليد بإيدها البارده وقال : بخير الحمدلله .. شفيها يدك باردة ؟؟
سحبت ساره ايدها واهي تتنهد وتقول : مايهم .. (( وطالعت فيه بنظرة خاوية واهي تقول : وليد ليه متعب نفسك وجاي هنا ؟؟
وليد : باتطمن عليك ساره ! ولا خلاص ظنيتي انك مو غالية علينا ..
ساره : لا مو كذا .. بس مستغربة !
وليد : مستغربة من ايش بالضبط ؟؟
ساره وعيونها ظايعة بالفراغ : ليه انت الي جيت .. ناس غيرك كنت اتوقع انهم يجون وماجوا !
وليد : كل واحد وظروفه ساره .. ان كان تقصدين اخوانك فصدقيني اخوانك ولهانين عليك لكن محترمين رغبتك انك ماتبين تشوفين أحد .. (( وكمل بتردد : وان كان .. تقصدين .. مازن .. فحتى مازن اخوانك مو ......
ساره بضيق : بس وليد أرجوك !! انا ماقصد احد معين .. وعلى قولك كل واحد وظروفه واصلا انا ماكنت بشوف مازن حتى لو جاء ..
وليد : ساره ليه ماتعطينه فرصة يبررلك !
ساره وهي تقعد على الكنب : تكفى وليد انا ظليت بعيدة بهالمكان عشان مابي احد يضايقني بهالكلام ..
وليد : ولمتى ياساره بتظلين على هالحال ! شوفي شكلك شلون صار .. والحزن مبين بعيونك وملامحك ! لين متى بتفكرين بأفكار تدمرك وتحرق قلبك !
ساره : لا خلاص انا ماعاد صرت افكر .. انا توصلت لقناعة !
مشى وليد ليقعد قدامها واهو يقول : وشي القناعة ! ان مازن مايحبك ولا يبيك ؟؟
ساره بألم : لا مستحيل اقول ان مازن مايحبني ولا يبيني ! .. لكن مازن أضعف من انه يواجه التحديات عشاني !! وضعفه هذا سببلي آلام وجروح ماعاد طقت اتحملها اكثر !
وليد : بس انتي مو راضية على هالقناعة !!
ساره : الا راضية .. (( وتجمعت الدموع بعيونها وهي تقول : مازن جرحني ياوليد جرح ماظنيته يتدواى بيوم ! ياربي مو قادرة اتحمل الالم وانا اتذكر شلون كانت ماشية جمبه بالمطار بكل غرور وثقة !! شلون طالعتني بنظرة انتصار وتبتسم بغرور !! يقطع قلبي الالم لما اتذكر شلون مسكت ذراعه بكل حب واهو ماأبعدها ياوليد !! (( وبكت وهي تقول : تركها تسوي الي تبي قدام عيوني وهو مايدري ! يعني وش كانت تسوي قبل معاه واهو سامحلها ومو صادها !! شفت شلون مازن ضعيف قدامها !! مو قادرة اتصور شلون مضت سنة كاملة واهو ساكن عندهم بالبيت ويدري انها تحبه وتموت فيه ومع هذا ظل ببيتهم !! طول هالسنة شلون كانت تعامله وتتصرف معاه !! وش تتوقع من انسانة جريئة ووقحة تتعامل مع شخص ضعيف ياوليد !! شخص ماقدر يمنعها ولا يوقفها عند حدها !! والي خلاه يستسلم لها بالمطار ويخليها تمسك ذراعه وتلصق فيها يخليني اتصور ان هذا كان وضعه معها طول ماكان بأمريكا .. وما اقدر اتحمل اشوفه بعد ماتوصلت لهالشي وليد خلاص مابيه مابيه !! (( ولفت وجهها وهي تغطي فمها بصوابعها النحيلة و تبكي بكل ألم .. !
ووليد انصدم واهو يسمع هالكلام منها !! معقوله مازن متساهل بحبه لساره لهالدرجة !! معقولة ماقدر يمنع أي علاقات تأثر على حبهم وتآذيه ! ما أصدق ان مازن الي جنن العالم بحبه لساره والي خلاني اتنحى من حياة ساره .. يكون بهالدرجة من الضعف ! شلون ماتحدا الكل عشانها !! شلون ماقدر يحارب اي عواصف هبت بيوم على حبهم !! شلون كان السبب بحالة ساره الحين وجروحها وعذابها ودموعها !! ..
وقال بنعومة : ساره انا عرفت ان مازن سافر معها عشانك انتي !!
ساره وهي تبكي : ويدري اني ماكنت برضى بهالشي حتى لو كان عشاني ! تعرف وش كان المفروض يسوي ؟! يتركها ويطنشها ويقولها مستحيل احقق لك شي من رغباتك لو تطيرين ! وخلها تفتح حضانتها .. وخلها تسوي الي تبيه .. وانا مهما ضايقتني الا ان انسحاب مازن من حياتها بيكون أكبر سعادة ممكن تسعدني !؟ ولاني منجرحة لأن كان ممكن ابتعد عن مكان تواجدها لأي مكان ثاني !! اي شي ياوليد الا انه يحقق لها مناها .. ويسافر معها ويسعدها .. ويخدعني ويوهمني انا ويروح معها بدون علمي ! ياربي والله ماقواها ياوليد ماقواها !! (( وغطت وجهها وصارت تبكي وتناهج بكل ألم .. ووليد اتقطع قلبه على حالتها واحتار شلون يهديها ويهون عليها .. الا هي قالت من بين دموعها : حتى لو الكل يدري بسفره وراضي الا اني مالوم أحد غيره لأنه يدري اهو ومتأكد وش موقفي من هالشي ! وكيف بتكون مشاعري ونفسيتي ومع هذا خذلني وسافر معها ! (( وكملت بكيها لين وجعت قلب وليد وماتحمل ومد ايده بنعومه ليرفع ايدها من على وجهها وهو يقول : بس ساره لاتبكين والله قطعتي قلبي !
رفعت ساره راسها وهي تحاول تهدي نفسها وتمنع نهاجها وقالت من بين دموعها : معليه وليد غثيتك معاي !
وليد بمحاولة لتهديتها : لا ساره مستحيل تغثيني انا اصلا جاي وهمي اني اريحك واحاول اسعدك وألين قلبك على مازن !
ساره وهي تمسح دموعها : مشكور وليد .. مازن لو مهما جرحني الا بيظل غالي وعزيز .. لكن بعيد عني ! وظاعت عيونها بالفراغ وهي تقول بهمس : مازن صحيح حبني لكن .. خذلني ! وبلحظة ماكانت منهارة ومجروحة ! ابتعد اهو .. وخلاص انا تدمرت ياوليد .. ولا عاد أقدر أتقبل فكرة رجوعه لحياتي الا احس دموعي وأحزاني وجروحي كلها بترجع !
وليد : إنتي هدي نفسك ساره .. ولاتوجعين قلبك بهالكلام والأفكار ومصير كل هالأحزان بتختفي ويحل محلها الفرح .. انتي بس خليك قوية وادعي ان الله يفرجها !
ساره بهمس : يارب !
طالعها وليد وحس انه ميت بداخله عليها ! ماتحمل حزنها ودموعها واتمنى يبدل قلبها الحزين والتعبان بقلبه اهو .. ! وسادت بينهم لحظات صمت لين قال وليد بهدوء : ساره وش رايك تطلعين معاي !!
ساره : مالي خلق ياوليد أطلع لاي مكان !
وليد : بس مايصير ساره تعيشين بهالكآبة طول الوقت .. ابيك تطلعين تروحين عن نفسك شوي !
ساره : ماعليك انت .. انا مرتاحة هنا ولو مو مرتاحة كان رديت للسعودية ..
وليد بحنان : أكيد ياساره !
خفق قلب ساره وهي تحس بنبرة الحنان بصوته .. وماخفق قلبها الا يوم اتذكرت هالنبرة بصوت مازن وحنانه اهو وحبه .. وقالت بتنهيدة : أكيد وليد لا تشغل بالك ..
وليد: أوكي ساره أنا بظل متواجد بلبنان هالفترة .. وباعطيك رقمي كل مالقيتي فرصة كلميني وطمنيني عليك .. وانا بزورك كل اسبوع .. واتطمن عليك بس انتي هدي نفسك ولا تتتعبين قلبك بهالافكار الي توجع !
ساره بنظرة ظايعة : ان شاء الله ..
وقف وليد وهو يتمنى يظل معها أكثر لكن وضعها بالمدرسة مايسمحله يطول.. وابتسم لها بنعومة ومد ايده لها واهي مسكتها وقامت قدامه وهي تقول : أخبار غادة ان شاء الله مرتاحة !
وليد : بخير الحمدلله ولهانة عليك مره !
ساره بابتسامة خفيفة : الله يسعدها ..
وليد : ويسعدك يارب .. (( وطلع من جيبه أحد كروته ومده لساره وهو يقول : هذا رقمي هنا ياساره .. وزي ماوصيتك ريحي نفسك وكلميني متى مابغيتي !
أخذت ساره الكرت بنعومة وهي تقول : مابي تتعب نفسك معاي وليد .. مشكور والله وماتقصر
وليد : غالية يابنت عمي !
نزلت ساره عيونها على الارض بعجز عن الرد .. وهو ماحب يحرجها وقال : أوكي ياساره انا ماشي
طالعت ساره فيه وقالت : الله معاك ..
ومشى للباب ودار قبل مايطلع وابتسم لها وقال : انبتهي على نفسك .. باي
هزت ساره راسها وقالت بهمس : باي !
وطلع عنها واهي دارت لترجع لصومعة الأحزان والدموع والكآبة !!

*****

وين ماكانت الأحزان تلاقي طريقها لقلوب الناس .. الا انها بعض المرات تهد كيان الواحد هد .. وتتملك كل حاسة من حواسه وكل عرق ينبض بكيانه .. ليصير الحزن واضح بعيونه وملامحه وحتى صوته ونظراته .. كان هذا حال مازن والأحزان والجروح هادة حيله هد !! هو انتظم بالشركة بطلب أبوه .. وبأحسن الاقسام الي ساعد على حصولها دراسته المتفوقة بأمريكا .. لكن ماعاد لهالشي طعم ولا لون بحياته من بعد رحيل ساره !! كان طول الوقت شارد الفكر فيها ونظرة الألم صارخة بعيونه .. وماكان لوجود خالد عندهم بالبيت اي معنى عنده الا بالعكس كان حامقه هالشي لأن كان منقهر من موقف اخوانها معاه !! .. وهم شايفين الحالة الي هو فيها لكن راحة اختهم عندهم بالدنيا ! ظنوا بمنعهم لمازن لا يروح لها انهم بيريحونها .. ولعل جروحها تبرا وترتاح ! مادورا ان هالشي حطم ساره اكثر واكثر ! يوم استشعرت رحيل مازن عنها حسيا ومعنويا !! مازن تركها وراح مع عطوف وبلحظة وله اتمنت تشوفه قدامها اول مافاقت بالمستشفى !! ولا لقته !! وبعدها سافرت عنه بجروحها وآلامها .. لكن ظل حبه متشبث بقلبها وعذابه يكوي روحها واهي ترجو بخاطرها ان مازن يجي بيوم ويطلب يشوفها !! كان جوابها الرفض ! وقت الي تفكر وش بيكون موقفها لو زارها مازن بالمدرسة ماتحس الا بالرفض وعدم التقبل لهالشي ! لكن ماتوقعت انه فعلا مايجيها ولا يزورها !! وهالشي قوى بداخلها فكرة البعاد أكثر وأكثر !!

كان هالوضع صعب ومو من صالح احد .. الا شخص واحد كان كل الي يصير من صالحه اهو .. وليد .. !

بلحظــة مافقدت ساره كل الي حوليها .. كان وليد اهو الي جمبها !! .. وقت مافقـــدت الاهتمام والرعـــاية والحنـــان .. غمرها وليد بكل هالمشاعر وزيــــادة !!

بلحظة ماغرقــت ببحــر الهموم والأحزان والآلام .. كان وليــــد المنقـذ لها والمعاون لها للوصل لبر الأمــان ..

وقت ماحست بالخســــاره .. حسسها وليد بالأمل !! وقت ماحست بالمـوووت .. حسسها وليد بالحيـاة !!

بلحظة ضعفها .. كانت قوة وليد بجمبها .. بلحظة جرحها .. كان وليد يداويها ..

وقت الي بــــكت .. وليد الي مسح دمعهـــا .. وقت الي انهارت ..وليد الي وقــف بوجه الريح عنها !!

وش ماكنت الظروف وقتها .. وبغض النظر عن وضع الأحداث .. الا ان وليد الي انتشلها من العذاب والألم والحزن الي كاد يقضي عليها !!


ومرت ثلاث شهور !!

.. تعددت اللقائات بين ساره وو وليد .. بعد ما أعلنت ساره رحيل مازن من قلبها وحياتها !! .. هي وصلها خبر انه يتصل فيها ويطلبها دايم !! لكنها استسخفت هالشي !! وينه عاجز لا يجيني هنا ويشوفني زي ماوليد اتحدا الكل وجاني !! .. اتحسنت صحتها بعض الشي لكن لازالت لمحة الحزن كاسية ملامحها !!
وبمرة لزّم وليد عليها تطلع وتغير جو .. وبعد الحاح واصرار وافقت .. وطلعت معاه .. وأخذها وليد واهو طاير من الفرحة بعد ماحس بالتقارب الكبيــر بينهم .. هو سوى الي عليه وحاول يحسن صورة مازن بنظرها ويلين قلبها عليه .. لكن ساره سكرت قلبها عن أي اعذار تعذر مازن فيها !! وحس وليد ان هذه فرصته ليحصل على قلبها .. وانه الله ماخيب آماله يوم اتوكل عليه ودعاه ورجاه .. وان مابقى عليه الا انه يطرد خيال مازن من بالها ويسكنه اهو بداله .. وكان مبسوط بارتياحها معاه .. وأخذها ودار فيها البلد .. ومشاها مكان ماتبي .. لين استقر معها فوق أحد الجسور المطلة على بحيرة وكانت ساره ساندة ذراعينها على السور .. وعيونها ظايعة بالأمواج الخفيفة .. ووليد من جمبها يراقب نظراتها وملامحها وقلبه يخفق بحبه وغرامه لها ...
وبعد لحظات من الصمت .. مسك وليد ايدها بنعومة وهي انتفضت من مسكها !! أوقات يمسك ايدها ليقعدها ولا ليعاونها توقف .. ولا ليصافحها .. لكن لمسته هذه من غير اي مناسبة خلت قلبها يخفق بكل قوة واهي تراقب أصابعه تتشابك بين صوابعها ..وبإيده الثانية مسك كتفها ليدورها ناحيته ! وحاولت ساره لتمنع رجفة قلبها وهي تدور ناحية وليد وتطالع بعيونه بنظرة ضياع .. !

طالع وليد فيها بنظرة حرقتها وهو يقول : ساره ودي اعرف .. وش شعورك تجاهي !
ظاعت عيون ساره بوجهه واهي ماتدري بإيش ترد .. ولا ليه يسأل هالسؤال .. ولا عمرها ميزت نوع المشاعر الي بداخلها تجاهه ! وظلت تطالعه بنظرة حايرة وإيدها ترتعش بين صوابعه .. وقالت بهمس : وليد ممكن تترك إيدي ؟؟
فك وليد صوابعه بخفة عن إيدها .. وهو يطالع النظرة الضايعة بعيونها وقال : ساره أحس بنظرتك كانك ضايعة ! محتارة .. وش الي تحسين فيه بالضبط ؟
أبعدت ساره وجهها عنه وهي تقول : ولا شي .. ماحس بشي معين !
وليد : أجل ليه هالنظرة ! انتي مو تجاوزتي الأزمة الي فاتت !
ساره بنفس النظرة : ... مـادري !
وليد : كيف ماتدرين ! ياساره انا بأول يوم زرتك كنتي مدمرة ومنهارة ومحطمة والحزن والهم مالي قلبك ومبين بعيونك وملامحك وصحتك مختفية وحالك مايسر ! .. الحين شوفي شلون صرتي أحسن .. يمكن لازلتي تعانين بسبب الوحدة والفراغ .. لكن تغيرت نفسيتك عن قبل وصارت أحسن ولو هالشي مو صحيح كان مارضيتي تطلعين معاي !
طالعت ساره فيه وهي تحاول تعرف هو لإيش يبي يوصل وقالت : انا مو فاهمة ياوليد انت وش تبي تعرف عني بالضبط !
وليد : ياساره انا طول الفترة الي فاتت كان همي الوحيد .. اهو سعادتك وازالة الهم عنك واحسسك ان الدنيا بخير .. وحسيت اني قدرت احقق هالشي .. لأنك ياساره .. مو هاينة علي ! انتي غالية وسعادتك وراحتك تهمني بشكل ماتتصورين !
ساره : وليد انا ما أنكر انك وقفت معاي بعز همي وضيقي .. يمكن لو ماكنت جمبي انت كان ظليت محطمة لين هاللحظة .. و يمكن ماستحملت وضعي ورديت السعودية .. صح انا ما انكر فضلك علي ..
وليد : لا تسمينه فضل ياساره .. هذا واجبي قدام الانسانة الي حبيتها طول عمري .. !
انتفض كيان ساره ودارت لتمسك بالسور واهي تحس بدمها يفور .. ! وليد يعترف انه يحبني من زمان.. وبكل بساطة يقولي هالكلام .. زين انا مايهمني هالشي .. حبني ولا ماحبني خلاص ماعاد صار يهمني شي بهالدنيا .. كل الي ابيه هو راحة بالي وصحتي بعيدة عن عذاب الحب الي ماوراه الا الدمار والهلاك !
وكأن وليد حس فيها وقال : جاوبيني ساره ..
لفت ساره وججها بخفة وطالعته باستفهام .. ووليد قال : عرفتي انك غالية على قلبي ساره .. زين علميني انتي وش تحسين تجاهي !
اتنهدت سار وهي تدير وجهها ناحية الأمواج وتقول : مدري ياوليد .. قبل كنت اتحاشاك ووو .. أكــره قربك ! لا تزعل وليد بس انت تعرف شلون مازن كان مستحل قلبي وحياتي وكياني .. وماكنت متقبلة اي منغصات سواء تجي من ناحيته اهو او من ناحيتي انا ..
وليد : عارف ياساره وصدقيني مو زعلان .. بالعكس هذا دليل وفائك واخلاصك .. وانتي خذلتي كل من يحبك ويبيك واتحديتي الدنيا عشانه ..
ساره والدموع بعيونها : انا صديت الكل عشانه .. وحاربت كل القلوب لاجل حبه اهو .. لأكتشف بالآخر انه ماسوى عشان حبي ربع الي انا سويته عشان حبه .. (( ومسحت دموعها الي سالت وهي تقول : مابي اتكلم عنه وليد لكن .. انا اعترف انك كنت سند لي وبذلت الكثير عشاني بس ماقدر اقولك نسيتني مازن وحبيتك انت .. لااا بكون خادعتك لو قلتلك هالشي !
وليد بحنية : مابيك تقوليلي هالشي لأني أدري انك صعب تنسين مازن .. لكن ابيك تتناسين الي صار .. وتفتحين عيونك للجهة الثانية من الدنيا .. بتلاقين الخير لازال موجود والامل راح يضوي بقلبك !
ساره بألم : وليد أنا مابي أخذلك .. عمري ماحبيت أخذل انسان عاملني بطيبة .. وحـ ..حبني .. لكن انا خلاص ماعاد فيني أفتح قلبي للأوجاع والجروح والآلام .. خلاص أبي أرتاح ..
وليد : ساره حياتي .. انا ماراح أتعبك صدقيني .. بدواي جروحك وأضوي الأمل بقلبك وبابذل الدنيا لسعادتك بس عطيني فرصة ..
غطت ساره فمها بإيدها وصارت تبكي بصمت .. ماصدقت ان حياتها مع مازن انتهت خلاص .. أحلامهم .. ذكرياتهم .. حبهــم .. عشقهــم .. جنونهـــم .. أمنياتهـــم .. كل شي انتهى !! كل شي راح .. نزفت الجروح بقلبها واهي تفكر بهالشي ! وحــب مازن يصرخ بكل ذرة تسكن كيانهـــا .. وليـــه يامازن خذلتني .. ! وليه ابتعـــدت ولا عاد رجعتلي .. ليه ؟؟ انا شسويت لك .. ياربي شلوووون باقدر أعيش باقي حيــاتي بدونك .. !
وانت الي علمتني الحب .. والغرام .. وانت السعادة .. والأمل والهيام .. وانت العـــذاب والألم والدمار .. وانت الأمان والفرح وكل الأحـلام .. وانت الهـلاك .. والجنون .. والضياع .. أحبـــك مازن .. و خـلاص انتهينا !

*******

مابقى على الإجازة النصفية الا أيام .. الفرج الي انتظـره مازن على أحر من جمر .. ليطير لساره .. وليشوف إهي لوين وصلت بأفكـــارها !! ولوين عصفت فيها مشــاعرها !!
أما ندى .. الي حطمها اليأس والألم والهلاك .. وأكثر مادمرها اهي يوم درت من سمر ان فهد جاها ليخطبها بنفس اليوم الي جوها بيت عمهــا .. ودرت منها عن نفسيته المنهـارة .. ووضعه النفسي الي يقطع كل القلوب !! .. وإهي كانت بحالة سيئة أصرت على اهلها بكل ألم ودموع .. يأجلون المكلة لين العيــد .. لعلها تقدر تلم روحها المبعثرة وشتات قلبها المشتت بلا رحمة ! ..


(( الأحداث القــــــــــادمة .. راح تكون نقـلة كبيــــــرة لحياة كل من الشخصيـــات .. نقلة مجهولة النووووع !! دعــواتكم ))

***********************

الحـلقة الـ 33
" لعبة الأقـدار "

******
لابد من الاقدار ان تلعب لعبتها بحياة بعض الناس ! كيف يكون الشخص مستعد بأفكاره ومشاعره على مسار معين ليجي القدر ويعكس هالمسار ! وليقلب الدنيا راسا على عقب !
مازن كان مستعد ومتأهب ليسافر لبنان بعد ماعاش العذاب وشاف الهلاك طول فترة ابتعاده عن ساره ! وهو يضرب كف بكف على الي صار ويحاول يتوصل بخواطره لوضع ساره ولأي حد وصلت بأفكارها ومشاعرها ناحيته !!

من طرف ثاني ساره ووليد اتفقوا للعودة مع بعض للسعودية ! بعد ماتم وليد يقنع فيها تترك المكان وترجع معاه هالاجازة .. وتسوي لهم احلى مفاجأة بعودتها ! ولتشوف اهلها اهي بعد وترتاح .. ! وبالقوة اقتنعت ساره مع ان كانت نيتها وقت الي دخلت المدرسة .. انها تظل فيها وماتطلع لين انتهاء العام الدراسي .. لكن الدمار الي صابها والالم والعذاب الي عاشته .. خلاها تضعف امام وليد .. الشخص الوحيد الي اتواجد بحياتها ذيك الفترة والي عاونها على الوقوف وقت الي انهارت .. وغرقها بالاهتمام والحنان والرعاية والـ ح ــب !

كل هذا ماكان أحد يدري عنه !! لا اخوان ساره .. ولا مازن !! .. اخوان ساره عرفوا من غادة انه مسافر للدراسة .. لكن احد منهم ماتوقع ان وليد متواجد مع ساره بنفس البـلد !! وانه وصل معها لوين ما عمر أحد منهم حسبوا لهالشي لا حساب ولا خاطر !

******

مابقى على قدوم العـيد كثير .. لتتم الملكة بين ندى وولد عمها تركي .. وليتم معها صك العذاب المحتم على قلوب ندى وفهد ! كانت هالأفكار تنهك كيان الاثنين .. وهم مو مصدقين ان كل شي بينهم انتهى .. وان أحلامهم ضاعت .. فهد الي حس بندى كالشمعة الي ضوت بدربه .. انطفت وراحت ! وندى الي ما حست بالحب والسعادة الا مع فهد ما غيره .. وكان صعب عليها تتعايش مع حياة تضم شخص ثاني بقلب ثاني ! .. جافاها النوم وجرحت عيونها الدموع .. واهي صارت ملازمة غرفتها ماتطلع منها الا اذا خافت اهلها يزعلون ولا يشكون وهي ماتتحمل زعلهم منها وشكهم فيها وخلاص ماعاد فيه فايدة ومابقى على ملكتها شي وابوها مستحيل ينثني عن هالقرار .. حست بالشوق يعصفها لفهد .. اتمنت تشوفه ولا تسمع صوته ولا تحس فيه بأي مكان .. وطلعت بالكونتها ياعسى فهد يمر قدامها مثل ذاك اليوم .. وماشافت الا خياله وطيفه يكوي قلبها .. ومسكت جوالها تقلّب فيه وفكرة مجنونه بخاطرها تشدها للتصل فيه وتكلمه .. لكن عمرها ماسوتها قبل .. شلون تسويها واهي مقبلة على الزواج برجل غيره .. لكنها ماقدرت تبقى بدون ماتوصل لحسه بأي طريقة .. وقررت ترسله مسج تعبر فيه عن أسفها وحبه المصون بقلبها طول عمرها وكتبت الي قدرت عليه دموعها الي تمنعها من الشوف .. وأرسلت المسج لفهد ونار الحب تشتعل بداخلها .. !

وكان هذ الي ناقص فهد لتتوقد جمرة ألم الفراق بقلبه أكثر وهي الي مانطفت ولا هدت بيوم ! كان كالعادة سارح الفكر فيها مهدود الحيل والضيق والحزن مبين بملامحه وعيونه الذبلانة .. وسمع رنين الجوال ينبه بوصول مسج .. فتحه ببرود لينتبه لرقم ندى وخفق قلبه بقوه واهو يفتح الرسالة وقرا الي فيها :

أنا أحبك أنا أعزك أنا باقي على ذكـــــراك .. واذا الله ماكتب تتحقق أحلامك ولا أحلامي
صحيح يحز في نفسي بعد ذاك الوفاء فرقاك .. ولكن من عمر محسوب بيامك وبيـامـــــي
مثل ماكنت تتمنى وصالي كنت أنا أتمنـاك .. ولكن من رداة الحظ حلم الحب مادامـــــــي
سوالفنا سرت مثل النجوم بدورت الأفـــــلاك .. سرى بالشوف لكنه ترى مايروي الظــــامـي
حبيب إنت بس اللي وسط قلبي أنا أهــــــواك .. كثر مافـات من وقت وكثر ماباقي أعوامـــي
ولكن هذا حال الحب والعــــــشاق مايخفـــاك .. كثر مافيه من فرحه وكثر مافيه آلامــــــي
وأنا لولاك وش بيصر في عمري أنا لولاك ..لك أحلى ذكرياتي عشق وأجمل حلـم قدامــــي
وأنا أوعدك ما أنســــى ليــالي حبـنا وأنسـاك .. على صــدري بعــلّق يا حبيبي حبـك وسـامي

ومانتهى منها الا والدموع مغرقة وجهه وحس بالموت بيقضي عليه مع فراقها .. ورد عليها بمسج أقوى ذبح قلبها وقلبه .. وأرسله لرقمها ..

وصلها المسج ومسرع مافتحته وقرت الي كتب :

والله ما يسوى أعيش الدنيا دونك .. لا ولا تسوى حياتي بهالوجود
دامك إنت إللي رحلت وكيف باصبر .. على البعاد وكيف بنثر هالورود ..
ما وعدت إنك تقاسمني المحبة .. وتبقى لي حب ولدروبي دليل ..
بس حسافة البعد كان أقرب وأرحم .. حسبي الله وحده ونعم الوكيل ..
روح أنا راضي بغيابك يا حياتي .. هذي قسمة لي وهذي لي نصيب ..
كنت شمعـــــة تضــــوي وتشــــرق حياتي .. إنطــفيــــــت ورحت في وقت المغـــيب !!

وكان هالشي أقوى من انها تستحمله .. حست بالذنب مع انها ما غلطت بشي .. ولا كانت راضية على الفراق وظروف الدنيا كانت أقوى منها .. وماتحملت حالة فهد .. اهي تعيش بعذاب معليه بس اهو لاء .. ماتحملت انه يظل متعذب من بعدها .. يمكن إهي تسلى بيوم لكن اهو من وين بيسلى .. وصارت تبكي وتناهج بكل ألم .. وكن صوتها وصل لفهد .. كن دموعها حس فيها فهد .. كن آلامها لامست قلب فهد .. ولا رضى تكون بهالحالة .. واهو يتمنى لها السعادة طول عمرها سواء معه ولا مع غيره ..
وأرسلها ليهديها ويصبرها .. كلمات مايدري بأي مشاعر كتبها .. كان همه يسعدها ويريحها .. وأرسل لها الي كتب .. وأول ماوصل المسج لندى هزت راسها بألم .. وهي تحسب انه بيرسلها لوم وعتاب وحسرة .. وفتحتها وهي تبكي وقرتها :

" امسحي دموعك حياتي .. أنا الدموع ! رحلت من حياتك لكن بظل ساكن وسط عينك فلا تبكيني وتطيحيني ! خليني ساكن بعيونك .. صحيح دموع .. لكن ساكنة بداخلك .. واعتبريني بسمـة وابتسميني .. واذكريني بالخيـر .. ابتسمي حياتي أرجوووك ! "

ولوهلة حست انه حولها ومعها ويحس فيها وخياله يراقبها .. ورفعت راسها لتطالع بالنجوم ومسحت دموعها
وطيرت بوسه بالهوا .. لعلها تلامس النجوم الي يسهر فهد تحتها كل ليلة .. لعلها توصله .. وليبقى عهد المحبة بينهم .. والذكرى الطيبة .. من بعد الفـراق الصعب !

*******

قبل انتهاء الدارسة بيوم ! يعني قبل سفر مازن بيوم واحد !
وصلت الطيارة لأرض السعودية حاملة بداخلها ساره و وليد !! ومع وصولها انتفض كيان ساره وخفق قلبها بكل عنف واهي تطالع الارض من شباك الطيارة .. هالارض الي تحمل فوقها اروع انسان حبته .. الي ملك قلبها وكيانها وعمرها مابتحب شخص مثله !! هالشخص الي ابتعـد بعز حاجتها .. والي رحل بوقت هبوب العواصف عليها .. والي خسر واهو مايدري .. حبه وجنونه وغرامه الوحيد ! .. سالت دموعها بلاشعور لمجرد استشعارها انها قربه .. وانها ممكن تشوفه .. وحست بشوقها وولهـها عليه يشتعل بقلبه ولوهلة تناست كل جروحها وآلامها واحزانها واتمنت انها تشوفه ! شكثر اشتاقت لحنانه وحبه وعطفه .. هالمشاعر الي لو مين غمرها فيهم الا انها مع مازن كانت غير ! كان لها روعتها الي تلامس شفافية قلبها والي تزايد محبته بقلبها أضعاف مضاعفة .. وتطايرت ببالها ذكرياتهم .. حبهم .. أحلامهم .. وحست بحرارة دموعها تحرقها وهي تستشعر نهاية كل هالذكريات .. وقت الي وصلت بأفكارها للحالة الي وصلولها .. والدمار الي عايشته بسببه !!
كان وليد مسكر عيونه بتعب واهو قاعد جمبها بكرسي الطيارة .. ويوم حس بالطيارة وقفت .. فتح عيونه والتفت لها وشاف النظرة الحزينة بعيونها والدموع الي توها تمسحها ..
وليد : شفيك ياساره !
ساره وهي تبلع عبرتها : مافي شي بس اشتقت لاخواني .. ولسمر وغاده .. !

خفق قلب وليد واهو يتابع كلامها وخاف لا تذكر مازن بالأخير .. وارتاح خاطره يوم ماذكرته مع انه يدري انه لازال حبه ينبض بقلبها لكن ظن ان دامه قدر يمحي اسمه من لسانها بيقدر يمحيه من قلبها !! وابتسم لها بنعومة وقال : هذا احنا وصلنا لهم حياتي وبتشوفينهم وتبردين قلبك وتريحين خاطرك ..
ساره بهمس : ان شاء الله..
وقاموا الركاب ليقومون معاهم وطلعوا من الطيارة ونزلوا للمطار .. وكل هذا وساره تمشي بجمب وليد وعيونها ظايعة بالناس .. ووقفت جمبه واهو يضبط اوراقهم .. وطالعت فيه بنظرة كلها حيرة وخوف ! ياترى وش نهاية قصتي معاك ياوليد ! حبيتني .. ؟ بس انا ماحبيتك .. !! وليه احس ان حياتي انتهت معاك انت ماغيرك ! ليه احس ان حب مازن صار اوهام وخيالات .. ؟؟ هل احساسي هو الحقيقة ؟ وخفق قلبها لهالخاطر واهي تحس لو كان مازن الي واقف جمبها ! كان حست بالامـــان الي مو قادرة تحسه بهاللحظة .. كان توسدت ذراعه لتحس بالدفا والحنان يغمرها .. لكنها مع وليد ظلت تمشي بجمبه من غير ماتلمسه ولا يلمسها .. ما انكر فضلك علي وليد .. ما انكر انك كنت المنقذ لي من بحر الهموم والاحزان .. بس ما اقدر احبك ما اقدر !! وحست بدمعتها بتفلت منها .. يوم رفع وليد راسه عن الاوراق وقال لها بنعومة : نمشي ؟؟
انتبهت ساره من سرحانها وقالت: ......... أوكي يلا ..
ابتسم لها وليد واهو يرجع الاوراق لجيبه ومشى ومشت بجمبه لوين مايطلبون سيارة المطار .. وينطلقون فيها لبيت الفهـــد .. !

********

طول الطريق والصمت كان اهو سيد الموقف .. ووليد كل دقيقة يلتفت ليراقب ملامح ساره الجامدة ! ويتمنى يعرف شالي يدور بخاطرها هاللحظة .. وانتبه لإيدها واهي قابضة بقوة على حبل شنطتها ! وانفاسها متسارعه بتوتر ملحوظ .. وشوي وحست ساره بصعوبة بالتنفس واهي تحس انها مقبلة على مواجهـة خطيرة ! بعد غياب دام ثلاث أشهر .. رجعت ساره برفقـة وليد ! ياترى وش بيكون وقع هالشي على اخوانها ؟؟ وعلى مـ ـازن ! .. فتحت شنطتها بإيد مرتعشة وطلعت منها كماكتها المرافقة لها بكل مكان .. وقربتها لوجهها وبخت الدوا واهي مرجعة راسها على ورى وتستنشق الكمامة بعيون مسكرة ! واستغرب وليد منها وقال : سلامات ساره ليه تاخذين الكمامة ؟
أبعدت ساره الكمامة واهي تقول : حاسة بضيق بالتنفس شوي ..
وليد الي للحين ماستوعب حالتها : ليه ياساره من إيش ؟
ساره : مو من شي .. اوقات احس بهالضيقة لأي سبب عادي ..
وليد بخوف : أوديك المستشفى !
ساره باستغراب : مستشفى !! ليه شفيني انا مافيني شي !
وليد : عشان الضيق الي جايك !
ساره بضحكة خفيفة : يوه وليد .. هالشي عــــــــادي ويحصلي دايم .. وعلاجه هالكمامة الي دايم معاي !
حن وليد عليها وطالعها بشفقة واهو يقول : الله يشفيك حياتي ..
ضاعت عيون ساره بالشباك الي بجمبها وقالت بهمس : ..... آمين !

واقتربوا من البيت .. وارتجف قلب ساره واهي تنتبه لشارعهم وكل ماقتربت السيارة كل ماتسارعت دقات قلبها أكثر .. وحست بالخوف يعصف قلبها .. ولوهلة كانت بتقول لوليد يرجع .. !! يطلع من هالشارع !! يبتعد من هالمكان !! ياربي انا شسويت ! شالي خلاني أرجع ؟! شلون وافقت على هالشي ! ياخوفي لا أصادف مازن بالشارع .. ولا قدام بيته .. ولا يكون ببيتنا !! من وين باتحمل أشوفه ؟ ولا توقع عيني بعينه ! لا وليد تكفى رجعني لبنـــــــــــان ! .. ماوصلت لهالخاطر الا والسيارة مستقرة أمام بيتهم !! وصكت ساره سنونها بألم واهي تحس بقشعريرة تسري بجسدها .. ودارت عيونها حولين المكان بكل حذر ! وماشافت الا الذكريات !! وين ماكان مازن يوقف على الرصيف يكلمها ! وين ماكان يمسك ايدها ويمشيها لبيتها ويدخلها !! وين ما دخلت اهي وياه من باب بيتهم .. باب بيته .. خيال مازن .. حس مازن .. قرب مازن .. وخلاص حست بروحها تتمزق بداخلها .. ومسحت وجهها وجبينها بمحاولة لطرد اي مشاعر مدمرة انتابتها .. ! ووليد حس فيها وقال بهدوء : هدي نفسك ياساره .. ودي تدخلين على اخوانك وانتي مرتاحة وهادية .. !
ساره : عادي ياوليد انا .. مرتاحة .. ! خلنا ننزل
وليد بنظرة حب : اكيد حياتي !
هزت ساره راسها من غير ماتطالعه ..
وليد : أجل يلا ..
وفتح الباب ونزل .. وساره فتحت الباب ونزلت وهي تتنهد بكل ضيق وتحاول تخفف من توترها .. ! ومشو للبيت ودقوا الجرس .. وردت الخدامة .. وكلمها وليد لتفتح الباب .. وفتحت .. ودخلوا .. ساره مع وليد .. داخلين البيت .. لوين مافهد وسليمان قاعدين بالصالة !!

كانت ساره اهي المتقدمة .. وفتحت الباب الداخلي ودخلت الصالة لتوقع عيونها على اخوانها الملتفتين للباب .. وانصدموا يوم شافوها !! وانصدموا اكثر .. يوم دخل وليد من وراها !!
ساره تجمعت الدموع بعيونها وهي تطالع اخوانها بكل شوق وحب .. واخوانها خفقت قلوبهم بكل قوة واهم يطالعونها بنظرات تنم كل المشاعر الي حسوا فيها هاللحظة !! المفــاجأة .. والشـوق ..والاستغـراب .. والحب .. ! والاستفهام ؟ .. وكانوا من الصدمـة لدرجة ان محد منهم ماوقف .. ولا حتى اتكلم ! وهو ينقلون بصرهم بين ساره وبين وليـد بمحاولة عاجزة لفهم الموقف !! لين اقتربت ساره بخطوات ميته واهي تقول من بين دموعها : فهـد .. سليمان .. ماتبون تسلمون على اختكم ؟؟
انتبهوا من صدمتهم ولو انهم ماستوعبوها .. وفهد قام بسرعه ومشى لساره واهو يقول بصوت مذبوح : ســاره .. ياحياتي انتي .. (( واقترب منها ليضمها واهي من شافته مقترب .. انتبهت لوجهـه شلون مكتـّـم ومهوم .. وهالات سودا تحت عيونه !! وعيونه ذبلانه .. وصحته مختفية !! واخترعت من شكله و رمت نفسها على صدره وهو ضمها بكل حنان ودموعه تجمعت بعيونه وهو يقول : وحشتيني موووووت سوسو ..
ماردت ساره بس ظلت تبكي على صدره واهو يمسح شعرها بكل حنان ورفعت ساره راسها وهي تبكي وتطالع وجهه وتقول : شفيك يافهد ؟ مين الي سوى فيك كذا ؟
ابتسم لها فهد بحنان ورجع ضمها لصدره .. ورفع راسه ليطالع وليد واهو واقف وينقل بصره بين فهد .. وسليمان الي اخيرا استوعب وقام واتقدم لوليد وسلم عليه .. واستغرب يوم شاف وليد يبتسم له بكل صفاء ومحبه !! التفت سليمان ليشوف ساره غايصة بحضن اخوها وتبكي واهو يهديها ويمسح على شعرها .. ورجع طالع بوليد وقال : وش السالفة ياوليد !
وليد بابتسامة : ابد ياسليمان .. رديت ساره من جو الكآبة والأحزان الي هلكتها !
اندهش سليمان وقال بذهول : انت .. رديتها ؟!
ابتعدت ساره هاللحظة عن اخوها وهي تمسح دموعها وسليمان من شافها مشى عن وليد وراح لها وهو يبتسم لها بكل حب وضمها بحنية وهو يقول : وحشتيني يابعد هالدنيـا !
وواصلت ساره بكيها بحضن سليمان واهو يحاول يهديها .. وفهد مشى لوليد وسلم عليه .. والتوتر ينهش قلبه وكيانه برغبة لمعرفة تفسير هاللغــز ! ..
وبعد ماهدت ساره نسبيا .. قعدوا سوى بالصالة وفهد ماقدر يصبر اكثر وضيق عيونه فيهم وهو يقول : فهمونا وش السالفة ؟؟؟
وليد : وش تبي تعرف بالضبط يافهد !
فهد : كل شي .. وش الي صار ورجع ساره فاجأة ؟؟ وانت ياوليد وش جابك معها ؟
ساره بضيق: ماودي انا اتكلم.. خلوا وليد يقولكم كل شي ..
سليمان : وانتي لازم تقوليلنا بعد ياساره !
وقفت ساره واهي تقول : مو الحين .. بقولكم كل شي بس مو الحين تكفووون..
فهد : شالي مو الحين ياساره .. تجين جده فاجأة بدون علم احد .. وانتي الي كنتي تقولين ماراح تطبينها طول السنة !! فهميني شالي صار ؟؟
دارت ساره وجهها عنهم ودموعها تسيل بكل ألم .. وليد طالعها واهي تبكي والتفت لفهد وقال : خلها يافهد وانا بقولك الي ان شاء الله يريحك ويقنعك .. وممكن هي تحكيك بعدين عن الي تبيه بس خلها ترتاح الحين !
فهد : شكلك انت داري عن كل شي !! شالي كان يصير من وراي أبي اعرف ؟!
مشت ساره للدرج وهي تحس بجروحها تنزف بكل الم .. وطلعت الدرج مسرعه وهي تغطي فمها بإيدها وتبكي وعيون الكل تلحقها لين اختفت .. والتفت فهد لوليد وقال بحمق : شسالفة ياوليد ؟؟
وليد : اهدى يافهد .. وصدقني لو عرفت كل شي بتشكرني بدل ماتنافخ علي !
فهد بحزم : اتكلم !
وليد وهو ينقل بصره بين فهد وسليمان : مدري يمكن ساره ودها تقولكم عن كل شي بطريقتها .. بس انا بقول الي عندي .. انتوا يمكن ماتدرون إني الفترة الي فاتت كنت أدرس بلبنان !
سليمان مندهش : تدرس بلبنان ؟؟
وليد : إي .. دورة تتعلق بشغلي مع أبوي !
طالع فهد بسليمان بنظرة تنم على انه بدا يكتشف اشياء ويفهمها ! ورجع طالع بوليد وقال : وبعدين !
وليد : وطبعا وجودي بنفس البلد الي فيها ساره خلاني اروح ازورها بمدرستها واتطمن عليها وعلى احوالها وصحتها .. ولقيت ساره بحالة ماتسر لا حبيب ولاعدو .. كانت منهارة ومدمرة ونفسيتها معدومة ! كسرت خاطري .. وماتحملت اشوف بنت عمي بهالحالة وبهالوضع .. حاولت اهديها واهون عليها .. وظليت دايم ازورها واحاول اروّح عنها .. وبعض الاوقات أطلعها برا المدرسة لتغير جو وتريح .. والحمدلله قدرت انتشلها من العذاب الي كاد يقضي عليها !
سليمان بعصبية : رحت لها تروّح عنها ولا رحت تصاد بالموية العكرة !!
وليد : لا تسوء الظن ياسليمان ! انت ماتدري ساره كانت شكثر تعاني ! (( ونقل بصره بينهم واهو يقول : انا مادري لو ماوقفت جمبها بذاك الوقت شكان ممكن يصير فيها !!
سليمان : يعني انت الي قدرت تريحها وتحسن نفسيتها ؟ ليه سحرتها ؟
فهد : دقيقة ياسليمان خلينا نفهم الباقي ..
سليمان : وش نفهم يا فهد ! ساره كانت مو متقلبه حتى مكالماتي انا وخالد اخوانها ! شالي خلاها تقبل تكلم وتقابل وليد من بين الكـل !
وليد : لانها مالقت غيري قدامها !! لما كانت بعز حاجتها لمن يواسيها ويوقف معها ويهديها .. والكل كان بعيد عنها ولا هو داري عنها .. وانا جيتها باتطمن عليها لاني ادري انها سافرت وهي تعبانة ..
فهد : انا كنت اكلمها ياوليد كل اسبوع واتطمن عليها ولو كنت حاس انها بوضع مايسر كان مستحيل اتركها .. كنت بسافرلها وأشوفلي حل معها !
وليد : أكيد يافهد انت اخوها وفيك الخيـر .. لكن ساره كانت تضغط على نفسها وتحاول تبين ان مافيها شي .. لكن كان فيها الف شي مدمرها وهالكها .. !! وانا الي عايشت هالشي معها وعاونتها لين وقفت على رجولها .. وبعدها ماهان علي تقعد بالمدرسة اكثـر .. لانها بتظل عايشة بجروح وأحزان لازم تنتشل نفسها منها لا تقضي عليها ..
سليمان : وانت بأمر مين تتصرف ياوليد ! ليه ماعطيتنا خبر بكل هذا .. ولا عشان لانخرب عليك اجوائك ؟؟
وليد وهو يرفع حاجب : والله انا مو مسؤول عن افكارك اذا انحرفت غلط ياسليمان .. انا قصدي واضح .. مارحت لساره الا عشان اريحها وأطلعها من جو الكآبة الي عايشته .. واسألوها إهي ان كان حققت لها هالشي ولا لاء .. والظاهر رجعتها معاي هي اكبر دليل لتحسن نفسيتها !
فهد : وليه من ورانا ياوليد !! انا هذا الي مو قادر استوعبه ! ليه كنت هناك تدرس وتشوفها وتطلع معها من ورانا ؟؟ وبالاخر تسفرها وتجيبها هنا بدون علم أحد !
وليد : شوف يافهد .. ساره كانت نفسيتها تتحسن معاي على شوي شوي .. وهالشي ريحني وما اجبرني اعلم احد عن شي .. لاني لو شفت انها مو متحسنه وانها لازالت مدمرة .. كان كلمتكم وقلتلكم تعالوا شوفوا اختكم !
سليمان : واجب عليك تقولنا كل شي ياويلد سواء كان من صالحك ولا مو من صالحك !
وليد بنظرة حمق : قولي ياسليمان وش تفكر فيه ! وش كنت تتوقع مني وانا بصحح لك وأبين لك كل شي !
سليمان : واضحــة ياوليد ! انت داري ان ساره سافرت منصدمة من مازن ومجروحة ويمكن لعبت الافكار ببالها لدرجة انها قررت تتخلى عنه .. وانت استغليت هالشي ودخلت حياتها بعز دمارها وتعبها .. يمكن هونت عليها وهديتها .. لكن قدرت تكسبها بصفك بأي طريقة !
وليد بتنهيدة : شوف حبيبي .. اسأل ساره كم مره حاولت احسن صورة مازن بنظرها .. والتمس له الاعذار قدامها .. لكنها مارضت تتقبل .. وتوصلت لقناعة ماقدرت أثنيها عنها ! وخلاص بعد .. ماكان بإيدي شي غير اني أصدق معها بكل مشاعري !
فهـد : انا مايهمني هالكلام الحين ! المشكلة متفرعة واكثر من طرف متضرر فيها ! ان كانك ياوليد انتشلت ساره من عذابها وهمومها فأنا أشكرك على هالشي .. وأشكرك الي رجعتها لأني كنت بنفسية متوترة وتعبانة وإهي بعيدة عن عيوني .. لكن ابي أفهم شي واحد !
وليد وهو يراقب عيون فهد : وشو يافهد ؟؟
فهد : هل دورك بيتوقف عن هالحد خلاص .. وبتنسحب !
وليد : أنسحب ؟؟
سليمان : إي تنسحب .. خلاص ان كان الي سويته مع ساره اهو نخوة منك وشهامة فمشكور عليها ياولد عمي وماقصرت .. وهذه ساره عندنا خلاص مابقى شي ثاني تتعب نفسك فيه !
وليد : اسمحلي ياسليمان .. انا مالي كلام معاك ان كان هذا اسلوبك .. انا كلامي مع فهد !
سليمان : ليه مو وجبت ساره لنا وانتهينا ؟؟؟
مد فهد إيده ليسكت سليمان والتفت لوليد وهو يقول بحزم : شعندك ياوليد ؟
وليد بتعلثم : فهد انا .. ماودي أتكلم بالموضوع الحين .. لان حتى ساره ما اخذت منها كلمة أخيرة .. بس الي ابيكم تعرفونه انه وش ماكانت الظروف الي صارت بس كانت لها الفضل بالجمع بيني وبين ساره .. و كونت بيننا علاقة مو عادية !
فهد : اسمحلي وليد .. هالشي ماله داعي تتكلم عنه لان انت تعرف ان مازن من قبلك .. اهو لساره !!
خفق قلب وليد بالغيرة والحمق واهو يحاول يهدي صوته ويقول : بس ساره ماتبي مازن !
فهد : مو الحين الي تقرر .. مو قبل ماتشوف مازن وتخليه يكلمها ويبرر لها .. احنا منعنا مازن لايروح لساره لعلها ترتاح طول الفترة وتهدا .. وخفنا لا تسبب روحة مازن لها اي مشاكل تأثر على صحتها ونفسيتها ودراستها .. ومازن كان ناوي يروح لها بكرا .. بس اهي سبقته وجت .. وهذه فرصته !
وليد بقلة صبر : انا متأكد من راي ساره وقرارها يافهد .. ولا كان مارضت ترجع معاي ! كان ظلت بعيدة عن مازن وتبكي حسرة عليه .. لكـن ساره ماقبلت ترجـع معاي الا لأنها وافقت تكون لي أنـا !!
انصدم فهد وسليمان من هالخبـر !! وفهد طالع وليد بنظرة نارية واهو يقول : لانك دخلت حياتها بالفترة الحرجة ! لاننا منعنا مازن لا يلحق وراها !! لأننا ما كنا ندري عن تواجدك معها بنفس المكان ولا كان خليت مازن يروحلها ويتدارك هالوضع الي ماحسبنا له حساب !!
وليد بألم : لهالدرجة انا مو شي !! لهالدرجة كاره ارتباط اختك فيني !
سليمان : لا تحلم ياوليد .. انت دخلت حياة ساره وقت ماكانت اهي مدمرة وتعبانة .. والحين ارجوك انسحب واتركها تنتبه لحب مازن الي اعماه اقتحامك انت لحياتها !
وليد : بتكون غلطان ياسليمان لو ظنيتني لفيت على ساره ولعبت .. انا دخلت حياتها برضاها مو بالقوة !!
سليمان : مستحيل أصدقك .. مستحيـــــل ساره توافق عليـــــــك !

" إلا موافقــــــــــــة ! "
التفتوا كلهم لساره ..

وهي تنزل الدرج وعيونها متوقدة من البكي .. ونزلت واهي تطالع بوجيه اخوانها المصدومين ! وقالت وهي تنقل بصرها بينهم : شفيكم مستغربين ! ماظنكـم بتجبروني على مازن .. ولاظنكم بتمنعوني عن وليد !!
فهد : ياساره احنا مو جابرينك على احد ولا مانعينك من احد .. بس فكري بعقل قبل ما تقررين وتتصرفين !!
ساره : انا فكرت وقررت خلاص .. ووصلت انا ووليد لشي كلنا راضين عليه ..
سليمان : ومـازن ياساره ؟؟
خفق قلب ساره بكل الم وسالت دموعها وهي تدير وجهها وتقول بهمس : خلاص طابت نفسي من مازن !
حس فهد بغصة ألم تخنق انفاسه ومارتاح ان هالكلام يدور بينهم بوجود وليد .. والتفت لوليد واهو يقول : وليد اظنك تدري شكثر الوضع حساس .. خلينا نأجل هالموضوع لوقت ثاني !
وليد كان فرحان بداخله من تدخل ساره بالوقت المناسب .. وطمنه هالشي ان مهما دار بينهم كلام بغيابه لكن مصيره بصالحه اهو لان ساره اعلنت موافقتها عليه بقناعة .. !
وقال وهو يوقف : براحتكم يافهد .. انا بامشي الحين وانا متطمن ان ساره بين اخوانها الي .. مستحيل يجبرونها على شي ماتبيه !
شاح سليمان بوجهه عنه وهو يتنهد بضيق وفهد قال : ياوليد الي كاتبه ربك بيصير ..
وليد : والنعـم بالله .. يالله عن اذنكم .. ومشى عنهم وهو يطالع ساره الي مبين كل الألم والحزن بعيونها .. واتمنى يسلم عليها قبل يطلع لكن على قولة فهد .. الوضع كان جدا حساس !
طلع وليد من البيت .. وفورا انفلت سليمان بوجه ساره وهو يقول : انتي شلون فكرتي ياساره ! وعلى اي اساس قررتي ؟
ساره : فكرت وقررت بطريقتي ! ومرتاحة وراضية على كل شي توصلت له ..
فهد بهدوء قاتل : لا تكذبين على نفسك ياساره !
ساره وهي تكابد دموعها : حتى لو كذبت على نفسي يافهد .. مايهم .. انا مستحيل ارجع لمازن خلاص !
فهد : ليه هالقرار ياساره ! انتي للحين لا شفتي مازن ولا واجهتي ولا سمعتي منه شي ..
ساره : اي هذا انت قلتها بنفسك .. لا شفت مازن ولا سمعته ! مازن خسرني وباعني من اللحظة الي سافر فيها مع ... خويته !
فهد : غلطانة ياساره .. مازن لا باعك ولا شي .. مازن كان مضطر يسوي هالشي عشانك وهذا جزاته ؟؟
ساره وهي تبكي وتقول بصوت عالي : بـــــــــــس ... بـــس .. (( ومشت وهي تقول : لا تدمروني أكثر من ما أنا مدمرة ! .. لا تلوموني بالي أسويه لانه اهو السبب .. اهو الي تركني وراح واهو يدري اني موراضية بهالشي .. وبارضى بأي شي غيره الا انه يسوي الي سواه ومن وراااااي .. وهالي سواه خلاني اكتشف وافهـم اشياء كثيرة كنت متجاهلتها .. وعرفتها واستوعبتها بعد الي صار ..
سليمان بألم : ياساره هذي الوساوس تلعب بمخك حياتي بس صدقيني مازن يحبـك وعمره ماقصد يآذي مشاعرك !
ساره وهي تبكي : لا تقولولي مــازن تكفووون ! وينه هذا مازن ! وينه عني طول هالشهور الي فاتت !
فهـد : احنا الي منعناه لا يجيك ياساره عشان نبيك ترتاحين ! ولا هو كان قالب الدنيا ومحترق عشان يجيك !
ساره بألم : انتوا الي منعتوووه ؟ ورضى وسكت ؟؟ وتركني بجحيم وعذاب محد حس فيني ولا انقذني منه الا وليـد ! يكون بمعلومكم وليد سوا الي ماسواه مازن .. اتحدا الكـل عشاني ! جا لبنان ودرس فيها بدون محد منكم يدري ! عشان لا تصدر منكم تدخلات تبعده عني !
سليمان : وليد استغل وضعك الحرج ياساره .. وحاول ينسيك مازن .. لكن عمرك مابتلاقين عنده الي لقيتيه عند مازن !
مسكت ساره الكنب لتعاون نفسها لا تطيح من التعب وقالت : بالعكس .. انا لقيت عنده الي مالقيته عند مازن ! انسان حارب حبه واتحدا الكل عشان يبقى معاي ! حتى انتوا وقف بوجهكم وظل جمبي بلبنان وجابني بنفسه هنا ..
فهد بضيق : يظل هالكلام سابق لأوانه .. انتي لازم تقابلين مازن وتسمعين منه كل شي ياساره وبعدها قرري
ساره : لا ارجوك فهد .. مابي اقابل مازن ولا ابي اشوفه ولا اسمع منه ولا شي ..
فهد : مايصير ياساره .. حرام عليك مازن شاف الموت من رحتي ..وان كانك عشتي بعذاب فمازن كان عايش بجحيم اخس منك ..
ساره : ليه انا شسويت ؟؟ شالي أذنبته ؟؟ قولولي شالي يربطني بمازن غير الاوهام والأحـلام ! حبينا بعض من صحينا على هالدنيا .. لكن وينه عني ! ليه للحين ماخطبني ولا سوا شي عشاني !
فهد : ياساره تعرفين الظروف الي مرينا فيها .. دراسة مازن بامريكا والمشاكل الي صارت عقب الي ردينا .. كل هالظروف انتي أدري فيه !
ساره : ظرووف ؟؟ ساره ومازن تحكــم علاقتهم ظروف ! ماقدر يتحكم فيها بيوم ! كان أضعف من انه يتحدى أي ظرف ولا يستغل اي فرصة .. ووليد الي خلال كم شهر جمعتنا هالظروف بعد .. قدر يستغلها ومانتهينا منها الا واهو فاتح معاي ومعاكم موضوع خطوبتنا !!
سليمان : ياساره انتي بهالطريقة بتدمرين كل شي بحياتك وحياة الانسان الي حبك طول عمرك .. والله محد يرضى بهالي يصير حرام عليك !
ساره بصوتها العالي وهي تبكي : حرام عليكم انتوا تعذبوني اكثر وتجبروني على شي مابيه .. اهو السبب .. !! لوموه أهو لاتلوموني أنا .. !! اهو الي وصلنا لهالحالة واهو يتحملها ..(( وانتفض جسدها بصراخها واهي تقول : مني مجبرة اشوفه ولا اكلمه خلاص خلوني ارتاح أنا والله تعــبت تعبت .. !
خاف فهد عليها لا تطيح من التعب ولا يتآذى قلبها بالحالة الي هي فيها .. وقام لها ومسكها من ذراعها ليقعدها واهو يقول : خلاص اهدي ياساره تكفين .. !
مسكت ساره قلبها بإيدها وعيونها مفتوحة بوسعها من شدة الآلام الي نغزت قلبها !! واخترع فهد واهو يطالعها وقعدها على الكنب واهو يقول بخوف : ساره شفيك ياعمري ؟ وش تحسين !
ماردت ساره الا ظلت ضاغطة على قلبها بقوة وإهي تصدر أهات الألم ..

واستوعبوا انها جتها نوبة القلب الي تجيها بعد اي مجهود أو ضغوط مايتحملها قلبها ! والتفت فهد لسليمان الي كان واقف عندهم وقاله بكل خرعـــة : أنبوبة الاكسجين ياسليمان !
وأسرع سليمان ليجيب الأنبوبة الخاصة فيها وفهد ظل يدلك قلبها وهو يقول بخووف : ساره حياتي اهدي ياعمري .. خلاص الي انتي تبينه بيصير بس ريحي نفسك واهدي تكفين ..
وسكرت ساره عيونها بقوة واهي تحس بالالم بيقضي عليها وفهد يدلك قلبها ويراقب عبوس ملامحها لين جا سليمان مسرع بالأنبوبة .. ومدو الكمامة وثبتوها على أنفها وشغلوا الأنبوبة .. والحمدلله اتداركوا الوضع .. لأن بعد دقايق .. فتحت ساره عيونها بتعب ورجعت سكرتها .. وفهد اقترب منها واهو يقول بهدوء : ساره تحسين انك أحسن .. !
هزت ساره راسها بالايجاب .. وأبعد فهد الكمامة عنها وخلاها تاخذ نفس ليتطمن عليها .. وبعدها عاونها لتطلع غرفتها وتركها لترتاح وتنام !

*******

كان مازن توه راد للبيت لما صادف فهد واقف بالشارع والهم كاسي ملامحه واهو يراقب مازن بالسياره لين وقف السيارة ونزل ومشى لفهد واهو يقول باستغراب : شعندك يافهد واقف بالشارع !
فهد بهدوء : أنتظرك !
مازن : تنتظرني ؟؟ ليه عسى ماشر ؟
فهد وهو يراقب عيون مازن : ساره رجعت من لبنان !
هوى قلب مازن لرجوله وهو يقول بعدم تصديق : ســاره رجعت ؟؟ وينهي !
فهد : داخل البيت ..
خفق قلب مازن بقوة وهو مو مصدق هالخبر ومسك باب البيت واهو يقول : أوكي خلني اشوفها .. هي متى وصلت ؟؟
فهد بضيق : المغرب .. بس شوف مازن خلها ترتاح وبكرا ان شاء الله اذا صحت أكـ ...
مازن بحمق : لا يافهد لا .. مو كافي منعتوني اروحلها كل هالشهور الي فاتت وجاي الحين تمنعني بعد ؟ ماصارت ياخوي !
فهد وهو يحس بالندم على الي صار : يامازن مو مانعك .. بس والله ساره نايمة ونفسيتها تعبانة وقلبها وجعها وبالقوة اتداركناها انا وسليمان ..
مازن بخرعة : ليه شفيها يافهد .. ليه كل هذا ؟؟
فهد بألم : موقفها منك يامازن .. جدا صعب !
سند مازن ظهره بقوة على الباب وقال بتنهيدة : شايف يافهد ! هذا الي انا كنت خايف منه .. هي مصدومة ومجروحة مني وظلت على هالحالة طول الشهور .. وجيتها الحين لها ألف معنى وكلها معاني ماتحسسني بالخير !
فهد : ماودي أعشمك يامازن وبنفس الوقت مابي اقطع الامل من قلبك .. بس انت لازم تعرف ان الي صار جرح ساره بشكل كبير وخلاها توصل لقرار مو لصالح علاقتكم !
ضيق مازن عيونه وهو يطالع فهد وقلبه يخفق بكل عنف .. وقال بهمس يذبح : اهي شلون جت ؟؟ وليش جت ؟؟
فهد : خلاص عافت المدرسة وجت مع .. وليد !
انتفض كيان مازن وتوسعت عيونه بصدمه واهو يقول بذهول : وللليـــد !!!!
هز فهد راسه واهو يراقب عيون مازن وملامحه المصدومة ! ..
مازن وصوته انبح من الصدمة : شسالفة يافهد ؟؟ ليـه تسوي فيني كذا ليه ؟؟؟
فهد : يامازن صدقني ماكنا ندري عن اي شي احنا .. كلنا اتفاجأنا يوم دخلت علينا ومعها وليد وماكنا عارفين انها بتجي ولا عن جية وليد وعلاقته معها ..
مازن وهو يمسك الباب بقوووة ويقول : فهمني يافهد وقولي .. اذبحني مره وحده وخلصني !
فهد : مقدر أخبي عنك شي يامازن لأن مصيرك تعرف الحين ولا بعدين ..
خفق قلب مازن بكل ألم وهو يحس الموضوع كـايد وقال : قولي يافهد ..
حكاه فهد عن كل شي .. دراسة وليد بلبنان .. زياراته لساره .. وقوفه معها .. تقبل ساره لوجوده .. قبولها انها ترجع معاه السعودية لتبعد عن وحدتها وعذابها .. واتوقف عند آخر حدث وعجز لا يحكيه الي صار بالاخير !! وخطوبة وليد لساره وموافقة ساره عليه !!

كان مازن يستمع لكل هالكلام واهو يلهث بأنفاس متقطعة ودمه فاير ونيران الغيرة والألم تشتعل بداخله وقال : سوى فيها شهامة ! واستغل وضعها وصدمتها ليقتحم حياتها ! وقدر يكسبها لصفه وجابها معاه لهنا !! هذا كان حاط ساره بباله من زمان واستغل الي صار الحين وراح لها الـ حقير !
فهد : صدقني كلنا انصدمنا يا مازن ومحد فينا اتوقع هالشي ولا حسب له حساب .. وساره ..
قاطعه مازن بنظرة نارية واهو يقول : ساره وش موقفها من وليد ؟؟
عجز فهد يرد وهو يدري انه لو قال لمازن بيكون ذبح قلبه لا محالة ! ومازن ثار من سكوت فهد وقال : لف ودار عليها موو ؟؟ وساره كرهتني انا وصارت تشوفه اهو المخلص واهو المنقذ لها واهو الي كل شي وانا الي ناسيها وراميها ومو دراي عنها !! صح يافهد ؟؟
اتنهد فهد بألم وقال : ارجوك مازن .. خلاص انت كلمها بكرا واسمع منها كل شي .. الموضوع ماعاد صار بإيدي أنا .. الموضوع بإيد ساره وانا مو قادر .. يمكن انت تقدر بس انا لاء !
وفتح باب البيت والتفت لمازن الثاير واهو يقول : سامحني يامازن .. والله ماكنت أدري ان هذا الي بيصير ولاني راضي عليه ! ..

ودخل البيت ليمسح دمعة سالت من عينه واهو يحس انه السبب .. اهو الي منع مازن لايروح لساره ويوقف وليد .. ويرجع ساره .. ويتدارك الي صار .. لكن ماعاد ينفع الندم بعد ما .. فات الأوان !

ومازن ماتحرك من قدام البيت ! ظل ثاير بأعصابه وفاير دمه ونيران الغيرة والألم تشتعل بقلبه واهو مو قادر يتقبل فكرة ضيـاع ساره من إيده .. ليه الدنيا سايبة !! مافي حدود لكل شي .. مستحيل ياساره تروحين مني لو وش يكون .. انتي لي انا وبس .. شلون قسى قلبك علي بهالطريقة .. !! وين حبنا ساره واحلامنا وذكرياتنا !! ليه تنسين كل شي ياساره عشان موقف كان غصب عني ! وسالت دموعه واهو يدور حولين بيتهم ! وحس بالموووت واهو يتخيل فراق ساره .. لا مستحيل .. ساره تحبني ومستحيل تتخلى عني ببساطة .. أرجوكم لا تجننوني .. ! قولوا ان ساره لك انت .. ساره تبيك ومستحيل تتركك ..ياناس والله استخفيت ! واستقر قدام بلكونتها واهو يحس بحرارة دموعه .. ومسح دموعه بسرعه ليقدر يطالع الشباك ! ياويل قلبي منك ساره .. وينك عني .. اطلعي شوفيني تكفين وريحي قلبي الي مارتاح لحظة من تركتيني ! ساره ياجنون مازن وروحه وقلبه وعذابه .. انا احبك .. انا عمري ماقصدت آذي مشاعرك .. شلون نسيتي هالشي ! انتي شلون فكرتي حياتي ! وصار يهمس باسمها بهذيان : ساره .. ساره .. ! وحس بالدوار ! فعلا حس انه بيطيح ومو قادر يوقف ! وقعد بكل تعب على الرصيف .. وعيونه معلقة بشباك بلكونتها .. لعلها تطلع وتشوفه .. لعها تحس فيه وتطلعله .. يمكن ماتصدقون لو قلتلكم انه ظل قاعد على الرصيف للفجـر ! هذا هو جنون الحب ان كان ما حسيتوه .. يتملك الجنون كيان الشخص وقلبه ومخه .. ويصير ينتظر اي طلة ولا همسه تهدي قلبه وروحه .. وصار الي اتمناه ! حس بخيال شخص يقترب من الشباك ويفتح الستارة .. وانفتحت الستارة لتظهر ساره من خلفها .. وانتفض كيانه وقلبه واهو يطالعها .. هي ماشافته ولا انتبهت له .. فتحت الستارة وابتعدت .. !! وقام مازن من مكانه .. خلاص ماقدر يستحمل لازم يشوفها هاللحظة .. ومشى مسرع للباب وقلبه يخفق بكل حب وشوق وجنون .. ودق على السايق ليفتح الباب .. وفتحله الباب ودخل وقلبه يرتجف ! كان فهد وسليمان نايمين .. واهو طلع الدرج متوجه لغرفتها .. ووصلها ووقف ليضبط انفاسه ! ودق الباب !! وبعد لحظات بسيطة .. فتحت ساره الباب و انصدمت !!

*******

كانت سمر تتقلب بفراشها بتعب .. من كم يوم واهي تحس بحيلها طايح ودوخة تجيها من فترة لفترة .. لكنها ماقالت لأحد عشان لا تقلقهم وظنت انه أرق بسيط ويروح .. حس فيها خالد واهي تتقلب وقال والنوم بعيونه : سموووور اهدي حياتي موقادر انام من حركاتك .. !
اتنهدت سمر وقعدت على فراشها وفركت وجهها بتعب .. وحس خالد فيها وفتح الأبجورة وشافها قاعدة على السرير وقال : شفيك قعدتي !
سمر بتعب : مو قادرة انام خالد !
خالد : ليه سمر عسى ماشر !
سمر : بصراحة خالد انا من كم يوم تعبانة !
قعد خالد على حيله وهو يقول باستغراب : من كم يوم تعابنة وماتقولين ؟؟ ليه وش تحسين سمر!
سمر : حيلي طايح ودوخة تجيني وتروح وخفقان اذا وقفت كثير ..
خالد : وكل ذا سمور وساكته ! من متى ؟
سمر : من اسبوع تقريبا ..
قام خالد من السرير واهو يقول بحزم : قومي
سمر باستغراب : وين أقوم ؟
التفت لها خالد وهو يقول : قومي اوديك المستشفى !
سمر : لا خالد مايحتاج مستشفى ان شاء الله مافيني شي !
خالد : الحين تعبانة من اسبوع وتقولين مافيك شي !
سمر : زين اصبر حبيبي لو زادت الحالة ودني المستشفى !
خالد : وتبيني اصبر لين تطيحين ولا يجيك شي كايد بعدين ! لا ياعمري قلبي مايستحمل الا تلاقيني طحت وراك على طول !
سمر بابتسامة ناعمة : بسم الله على قلبك ياعمري .. لهالدرجة انا غاليه !
خالد : هي انتي لا تصدقين .. انا اقول خايف على قلبي مو عليك !
مسكت سمر المخدة ورمتها عليه واهي تقول : مالت عليك ..!
تلقفها خالد وهو يضحك ويقول : افاااا سمووور كذا ترميني بالمخدة ؟ تراني اقدر أردها عليك بس راحمك الحين انتي تعبانة ..
سمر وهي تمسك راسها وتقول بتعب حقيقي : اي والله خالد تعابنة بمووت !
اقترب خالد منها واهو يقول بخوف : هش ولا كلمة .. ! شالي تموتين وانا عايش (( ومسكها من ذراعها بنعومة واهو يقول : قومي حياتي خلني اوديك المستشفى لا تتعبين أكثر
ماردت سمر وظلت ماسكة راسها بإيدها الثانية وفزع خالد عليها وصرخ : سمــــــــــــــر !
سمر وهي مفجوعة : هاه بسم الله شتبي ؟؟؟
خالد : ليه ماتردين خرعتيني !
ضحكت سمر غصب عليها وقالت : شوي شوي خالد مو زينة على قلبك هالخرعة !
خالد بقلق واضح : ارجوك سمر لا تخوفيني عليك اكثر .. قومي بسرعه اجهزي خل نمشي !
سمر بوهن : ماقدر امشي تعبانة !
خالد : ياويلي تتدلع علي ! (( واقترب منها وشالها وهي ميته منه وقالت : خلني اتدلع عليك انت كم سمر عندك ؟؟
خالد : وحدة وفديت هالوحدة !
سندت سمر راسها على صدره وهي تحس بالدوار يداهمها والدينا بدت تغم عليها .. ووصلها خالد للحمام ونزلها وقال : تبيني أقعد أعاونك !
سمر : لا حبيبي ادري انك ماتصدق .. اطلع بس خلني اخلص !
خالد بابتسامة ساحرة : أوكي ياعمري .. خلصي وناديني .. وطلع عنها وسكر الباب ..

******

للحظات كانوا اثنينهم بيغمى عليهم من الموقف !! ساره وهي تطالع مازن بصدمة ! لا من شكله المتغير والتعب الواضح بعيونه وجسمه الهزيل .. ! وصدمتها من تواجده بهالوقت قدام باب غرفتها وهي الي حرصت كل الحرص تبعد عنه ولا تطيح عينها بعينه مهما صار ! ومازن بغى يموت واهو يشوفها .. حس بقلبه يتقطع وهو مو مصدق انه اخيرا قدر يواجهها .. بعد الفراق الي نسف كل عرق ينبض بكيانه .. وبكل ألم اتقدم خطوة لها وهو يقول : ليه ياساره سويتي فينا كذا ؟
انتبهت ساره من صدمتها وقالت : مازن انا مالي كلام معاك .. ارجوك اطلع عني واتركني بحالي خلاص
دخل مازن الغرفة وسكر الباب من وراه واهو يقول : مو بعد كل هالمعاناة وانا انتظرك على جمر .. تقوليلي اطلع ومو متكلمه معاي ! ليه ياساره تسوين فينا كذا ليه ؟؟؟
سالت دموع ساره وهي تقول : انت بأي احساس تتكلم ! جاي تلومني انا وتعاتبني ؟؟ ناسي انك انت السبب بكل الي صار ؟؟
مازن : بس انتي ابتعدتي ياساره وما تركتيلي فرصة ابررلك موقفي ولا افهمك شي .. ابتعدتي وعيشتينا بعذاب كان ممكن ينتتهي من زمان !
ساره : مابي أتكلم معاك ولا اشوفك .. لاني خلاص طابت نفسي منك ولا عاد صرت تعنيلي ولاشي !
مازن بصدمة : ساره شهالكلام ! انتي شصار فيك ؟؟
ساره وهي تبكي : انا اكتشفت كل شي .. ومابي اتعب نفسي بالكلام معاك لان باتعب نفسي على الفاضي
مازن : لا ياساره مو على الفاضي .. انتي بإيش كنتي تفكرين علميني ؟
ساره : وش ماكان يامازن .. انا خلاص توصلت لقناعة وهي مستحيل نرجع لبعض !
حس مازن بكلامها كالطعنات تطعن قلبه وكيانه ومسك ظهر الكرسي بقوة واهو يقول بصوت مذبوح: وكنتي تقولين مستحيل نبعد عن بعض ! شالي فكرتي فيه وغيرك قوليلي ؟؟
ساره : كنــك مستهون بالي سويته ؟؟ تحسب الي سويته شي عادي وماراح يغير من علاقتنا شي ! بتكون غلطان لو ظنيت اني بمشيها لك مثل كل مره !
مازن : ياساره أظنك دريتي وش هو سبب سفري معها !!
ساره : اي دريت .. ويكون بمعلومك هالشي حمقني أكثر .. لانك وعدتني بامريكا ماتروح لها لو وش يصير .. !! ووعدتني قدام البحر انك ما تحقق لها ولا شي من رغباتها ! ! ووعدتني ببيتنا انك ماتخبي عني أنا ولا شي !! وكل وعودك هذي لقيتها أوهام ! كنت أضعف من انك تحقق شي منها وكعادتك خليتها تنتصر علينا وتاخذك معها وتجـرحني أنا !!
انفعل مازن ولا اتحمل اتهاماتها وقال : مو انا الي كنت ضعيف ياساره .. الظروف اهي الي كانت أقوى مني وخلتني أخلف هالوعود !
ساره بصوت عالي وهي تبكي : ووين هالظروف قبل يوم كنت بأمريكا وسكنت بيتهم !! ليش سكنت بيتهم وانت تدري عنها وعن بلاويها !!
مازن بانفعال : خلاص ياساره هذا ماضي فات وانتهى وانا سكنت بيتهم لكن والله ماكان بيني وبينها ولا شي !!
ساره : مازن انا ما عاد أثق فيك .. كل شي بماضيك يحسسني بالخيانة ! انت تبي كل شي يمشي على مزاجك وهواك وأنا كم مره قلتلك وحذرتك اني ماراح أرض بهالشي وبيكون سبب بخسارتنا !! قلتلك هالشي اكثر من مره ولا اهتميت يامازن .. نبهتك عليه عشاني مابي أخسرك انا بعد .. ومع كذا استهونت فيني وسويت الي يرضيها والي يرضيك .. مارضيت تحاربها ولا تحارب أحد عشاني .. لانك ظنيت انك بترجع وتلقاني ابكي عليك وانتظرك .. لا غلطاااااااان .. انا يوم حذرتك كنت عارفة نفسي وصادقة بمشاعري .. مستحيل ارضى فيك يامازن بعد كل الي صار لاني ماشوفك الا شبح للخيانة والخداع و الجرووووح !!
مازن : كل الي صار حكمته ظروف ماقدرت أحكمها أنا ياساره .. ولا قدرت أتحدها لانها ماكانت سهلة وعادية ... ومع كل هذا انتي دارية بمكانتك ياساره .. دارية انك حياتي كلها ودنيتي وهواي وانفاسي الي اعيش فيها ! ياساره مايصير تخلين هالافكار تدمر كل الي بيننا وانتي دارية ان الي بيننا مو شي عادي !
ساره : انتي الي دمرتنا بضعفك معها .. وتهاونك بعلاقتنا .. وانت السبب بكل الجروح الي تنزف بقلبي وخلاص يامازن مابيك .. (( وعلى صوتها أكثر وهي تبكي وتقول : أكرهك على كثــــــــر ماحبيتك أكرهــــــــك !
سالت دموع مازن وهو يقترب منها ويقول برجاء : ساره أرجوك حياتي إهدي .. انا عارف ان هالكلام من ورى قلبك وانتي مو راضية عليه .. ياساره كل شي ممكن يتغير وخلاص عطوف طلعت من حياتنا وارتحنا منها وجا الوقت الي ننهي هالعذاب والتعب ونرتبط ببعض ..
ساره : لا يامازن راح الوقت لكل هذا ... انا الحين ماعاد صرت لك .. انا صرت لوليد !
تسمر مازن مكانه واهو يطالعها بوسع عيونه وقال بصوت مرتجف : لا ياساره .. مستيحل !
ساره : وليد خطبني وأنا وافقت وخلاص كل شي انتهى بيننا يامازن .. اطلع برا واطلع من حياتي خلني ارتاح أرجوك !
كان مازن مصدوم لدرجة انه قعد يردد بهذيان : لا مستحيل ... (( ورجع بخطواته على ورى وهو يقول : مستحيل .. مستحيل !
وساره قعدت على الارض بكل الم وتعب و غطت فمها بإيدها وصات تبكي من قلبها واهي تطالع حالته المصدومة واهو يرجع بخطواته على ورى لين وصل للباب وبسرعه دار وفتح الباب وطلع مسرع لوين ماتدري ! وهي من طلع عنها رمت نفسها على الأرض وصارت تناهج من قلبها وتردد : ماااااااازن ... ماااااااازن .. تعال حبيبي .. لاتروح عني أنا أحبك .. ليه سويت فيني كذا ليه حبيبي ليييييييييه !

********

طلع مازن من البيت والنيران تشتعل بداخله وكان بحالة من الجنون والهذيان .. عيونه مفتوحة بوسعها بعدم تصديق .. ! وجسدة يرتجف بالألم والحمق والغيرة والغضب .. ومايدري شلون قدر يمشي ويركب سيارته .. وانطلق فيها وهو صاك سنونه بغضب ويقول : مستحيل تسويها ياوليد ! مستحيل تاخذ ساره مني ! يانذل .. ياحقير .. ياسافل .. ساره لي انا من طلعت على هالدنيا ... مو تجي انت خلال شهور تقلب وتغير كل شي .. جنيت على نفسك ياوليد .. والله لأدمرك .. والله ان شفتك بطريقي الحين لأدعسك تحت عجلات السيارة ! كان منطلق بسرعه جنونية ليروح لوليد ويوقفه عند حده !! كانت هذه رغبته وهذا الي طلعه من غرفة ساره مسرع ليركب السيارة وينطلق فيها !! لكنه فقد التركيز وهو يمشي بهالسرعه المجنونة .. هو يبي يروح لوليد بس مايدل بيت وليد .. !! كان من الصدمة لدرجة انه مو قادر يركز بشي .. وصورة ساره ترتسم بباله وتمشي قدام عيونه .. وشبح وليد يداهم خياله .. وساره ترافق وليد وتبتعد عنه .. وصرخ بأعلى صوته : للللللللللاااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا اااااااااااااااااء !!
وكانت هاللاء مو ليبعد خيال ساره عن باله !! صرخ بهاللاء لأنه انحرف بالسيارة بدون تركيز .. !! وبغــت تصدم بشاحنة ضخمة !! ودار الدركسون ليتفـــادى الاصطدام وحاست السيارة !! مع السرعه الي كان ماشيها .. انقلبت بكل قوة وســرعه ... قلبـــة ورى قلبــــه ورى قلبـــــه ورى قلبــــه ... لين اصطدمت بالرصيف الي حجزهـا واتوقفت .. !!!
ومازن طايح بداخلها بين الدمـــــــــاء !! وهمس بآخر احساس بالحياة : ساره .. سـ سـ ـاره .. سـ ـا .......... وغاب عن الدنيا !!
ساره من مكانها حست فيه وانتفض جسدها وخفق قلبها بكل قوة !! وقامت بسرعه وفتحت بلكونتها وطلعت لعلها تشوف مازن ! وصارت تبكي واهي تحس انه بخطر .. وين رحت مازن وووين !!

سمر بالمستشفى مع خالد قاسلها الطبيب الضغط وطلع مرتفع نسبة بسيطة !! وكان يقيس نبضات قلبها لما حسها تخفق بكل قوة وسمر سكرت عيونها بتعب !! والدكتور استغرب من هالخفقان المفاجئ الي صابها وانتبه لإيدها واهي تلم الغطا بكل قوة واحساس بالخطر !!

أم مازن كانت تصلي الفجـر .. وأول ماسلمت حست بقشعريرة تسري بجسدها .. ! وأخذها القلق والخوف واهي تحس بخاطرها انه صاير شي .. وطلعت من غرفتها ومشت لغرفة مازن ومالقته بالغرفة .. خبطت على صدرها بكل خوف واحساس بالخطـر ! ونزلت الدرج مسرعه لغرفة خالد وسمر ... وشافت الباب مجافى ومو مسكر كله .. فتحته بخفه ولقت محد بالغرفة .. ولسبب خفي بأعماق خلى دموعها تسيل بكل خوف وهي تحس ان عيالها فيهم شي .. ومشت وهي تجر خطواتها بكل قلق وتوتر وخوف ودقت على جوال سمر ورد خالد .. وطمنها ان سمر تعبت شوي وأخذها المستشفى وهذا هم يسوون الفحوصات وان شاء الله يكون كل شي خير ! واتطمنت أم مازن نسبيا .. وحاولت تهدي قلبها وان احساسها الي موترها اهو حالة سمر .. بس عجزت لا ترتاح الا لماتعرف وين مازن ؟؟

*********
بعد 5 شهـــــــــور !

مـازن بأحد الغرف الخاصة بالمستشفى كانت حالته غيبوبة لا علم للطب متى يفوق منها ! وفوق هذا كسور مضاعفـة متعددة بأجزاء جسده !! وأكثر ما تأذى منها الكتف والحوض !! وخضع لعدة عمليات حاولوا يجبرون فيها الكسور الا من الكتف الي يلتئم مع الوقت .. !! وغيرها ظل تحت الرعاية لين يفوق بإردة من الله .. ولا يظل بهالغيبوبة طول حياته .. الله أعلم !

بالنسبة للشهر الأول كانت ساره مو دارية عن شي ! خافوا تدري ويجيها شي وتتعب .. وظنوا ان مازن بيفوق ويصحى ويتعافى ويطلع قريب .. وبعدها يقولون لها .. وأوهموها انه ترك البلـد وسافر !! الكـل اتفق على هالشي .. لأن قلب ساره مايستحمل صدمات !! وبخلال هالشهر فاتح وليد مع أبوه موضوع خطبته لساره .. واتقدم اهو وأهله لبيت عيال العـم .. وخطبوا ساره بطريقة رسمية .. وساره وافقت عليه لكنها رفضت تسوي أي حفلات لأنها بخاطرها غير سعيـدة بهالارتباط .. وفضلت يكون العقد بسيط بينهم اهم وبيت عمهم فقط ! وتم الملاك ! وكانت الفرحة تشع بعيون وليد .. والضياع بعيون ساره !! كنه هروب من الألم والجروح .. ولا أحد كان راضي بخاطره على هالارتباط .. لكن ماكان من حقهم يمنعونه دام الطرفين موافقين ! .. ومن بعد الشهر الأول .. ويوم شافوا ان حالة مازن مستمرة مثل ماهي بلا تحسن .. فضلوا يقولون لساره لعلها ان زارت مازن وكلمته وسمعها يرتاح ويعاونه هالشي على الاستيعاب والصحيان ! وعلموها وصار الي خافوا منه !! ساره انصدمت وتعبت وتعب قلبها مره !! والدكتور حذرهم من ان قلبها تعبـــان وكل ماله يسوء أكثر ومايتحمل أي ضغوط وصدمات !! وبعد ماتحسنت وارتاحت .. راحت لمازن بالمستشفى ودخلت عليه ودمرها شكله وحالته !! واقتربت منه ونادته وكلمته وسمعته صوتها !! وساءت حالة مازن بعد ماظنوا انه ممكن يرتاح !! أصدرت الأجهزة المتصله فيه أصوات تنبأ بالخطـر ! ويوم دخلوا الدكاترة لاحظوا مؤشر النبض عنده مرتفع وانه يواجه أزمة بقلبه وأعصابه !! وطلبوا من الكـل الخروج وعرفوا ان مازن تعب يوم سمع صوت ساره بدل مايرتاح !! .. وظلت ساره باقي ال4 شهور .. بعيدة عنه .. والحزن كاسيها ومعذبها .. والصراع النفسي مدمر روحها وكيانها !! واهي ماتدري مين المسؤول عن كل هذا ... ؟؟!!

أثناء هالأحداث الصعبة .. كانت سمر مره تعبانة .. بسبب الي صاب اخوها .. وبسبب الحمــــل !! كانت نتيجة التعب والدوخة الي صايبتها اهو الحمل ! وما أمدى الفرحة تولد الا وانقتلت بخبر اصابة مازن !! ودفن خالد وسمر الفرحة بقلوبهم .. أمام هالمصيبة !

ندى تأجلت ملكتها بسبب وفاة عمها أبو تركي بجلطة بالقلب !! .. وتأجل على أسأس هالشي ملكتهم وزواجهم.. وخلوا الملكة بعد ما تطلع أم تركي من الحـداد !!
سليمـــان وغاده .. كان دورهم يصبرون الكـل .. وهم لازالوا .. معلـّـقين !!

********

صراع مع الموت !! لخبطة بنبضات القلب الي تتسارع لحدود الخفقان الشديد وتربك الدكاترة والممرضين !! وبعد الابر والمهديات والفوضى .. تهدا نبضات القلب وتهدا و تنبض ببطئ شديد .. لين تقترب على التوقف .. وأخيرا تتوقف عن النبض !! لترجع الفوضى من جديد .. صعق كهربائي .. كمامة .. إبر .. أدوية .. و و و ... أخيرا عاد النبض !! كـــــــان هذا حـــــال عطوف بالمستشفى طول الــ 8 شهـــــور !!
كسر بالعمود الفقري أدى لشلل نصفي !! وكسور ورضوض متعددة بأجزاء جسدها وبالأخص الرأس !! لا كلام ولا حراك !! وان بغت شي تكتب لهم على ورقة بعجــز عن الكـلام !
وبيوم كانت مي عندها بالمستشفى تقرا عليها وحست ان عطوف تبي شي !! وهي مالها الا كم يوم فايقة !! وكعادتها قربت منها ورقة وقلم .. ومسكت عطوف القلب وكتبت بوهن وخطوط متعرجة مع التعب :

" في أحد شنطي .. أمانة وصلوها لمازن .. وخلوه يدعولي بالسماح والرحمة "
ووصلوا هالورقة لسـاره :
((ساره .. أنا أواجه الموت .. مازن يحبك وحارب الكل عشانك .. وانا من غيرتي بغيت أفرقكم .. لكن صدقيني مازن عمره مالتفتلي .. ولا التفت لاي وحده غيرك .. سامحيني ياساره ))

وسلمتها لمـي لتسلم اهي نفسها للمـــوت بضمير مرتــاح !

 
 

 

عرض البوم صور dali2000   رد مع اقتباس
قديم 10-05-10, 06:58 PM   المشاركة رقم: 20
المعلومات
الكاتب:

البيانات
التسجيل: Sep 2006
العضوية: 13121
المشاركات: 14,020
الجنس ذكر
معدل التقييم: dali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسي
نقاط التقييم: 4990

االدولة
البلدCuba
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
dali2000 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ghadabarbie المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 

الحلقـة الـ 34
" صدمة من نوع آخر "
******

في منزل الفهــــــد

نزلت ساره الدرج بكل برود وملل وهي تغصب نفسها على الابتسام بوجه وليد الي ينتظرها بالصالة .. ووليد من شافها وقف وهو يبتسم لها ويطالع فيها بنظرة حب وشوق .. كانت لابسة فستان وردي لنص الساق .. وأكمامه نازله على الكتف باصباعين لا أكثر .. وماكانت لابسة شي برجولها .. ومنظرها كان مايحتاج تلبس .. لأن ساره كانت دومها بخلخال ناعم ملفوف حولين ساقها .. ودومها تبرد ظوافر رجولها وتدهنها بمناكير وردي بلون خدودها الوردية الناعمة .. وشعرها الفاتح مرفوع جزء منه والباقي منسدل مع خصل بسيطة متطايره على وجهها بكل نعومة .. مشت ساره للصالة بلا شعور .. 4 شهور وهي برفقة وليد .. ماقدرت تحبه ولا تحس تجاهه بأي شعور معين .. وكانت المقارنة بينه وبين مازن تذبحها .. أولها ان مازن ماكان ينتظرها تنزله .. كان اهو الي يطلعلها غرفتها ويقعد معها وينزل اهو وياها سوى .. وليد كان طيب معها .. لكن ماقدر يوصل لطيبة مازن وحنانه وحبه وعطفه .. كل شي بمازن كان غير بالنسبة لها .. وخلاص دمر قلبها هالشعور واهي تحاول تتناساه .. تبعده عنها وتتجاهله .. لكن عجرت تقدر وكل شي مع وليد يحسسها بالفرق .. ويظهر لها مازن صورة قمة بالروعة .. لكنها صورة مهزوزة بنظرها !

اتقدم وليد لها وهو مستخف من داخله عليها وعلى جمالها ونعومتها الذباحة .. واقترب منها وابتسامته معتليه وجهه .. ولم خصرها بذراعه وباسها من جبينها وقال : شلونك حياتي ..
ساره بهمس : بخير .. انت شلونك ؟
وليد : بخير دامك بخير ..
ابتسمت ساره ابتسامة خفيفة وهي تحاول تفك نفسها من ذراعه .. ووليد حس فيها تبي تبتعد عنه وقال وهو يلمها أكثر : مسرع مليتي مني !
ساره بتنهيدة : لا مو كذا بس ... عشان نقعــد.. !
أبعد وليد ذراعه عنها وهو يحس بالحمق بداخله .. تعب منها طول الشهور واهي مو راضية تتقبل منه شي ! كل ماحاول معها بكلمة ولا بلمسة تقوي الحب بينهم .. مسرع ما تغير الموضوع أو تحاول تتملص بأي طريقة ! وهو بروحه ولهان وميت عليها ومو قادر على الحواجز الي حاطتها بينهم ! .. طالعها بنظرة لوم واهي تمشي وتقد على الكنب .. ومشى وقعد جمبها واهو يقول : ولمتى ياساره ؟
فهمت ساره وش يقصد لكنها تظاهرت بعدم الفهم لعلها تنجو من الموضوع وقالت : وشو الي لمتى !
وليد : هالحواجز الي بيننا .. متى بتنزاح !
ساره وهي تلعب بظوافر ايدها وتقول ببرود : عادي وليد مو لازم تنزاح احنا مرتاحين كذا ..
وليد : انتي مرتاحة بس انا مو مرتاح .. طالعيني ساره وخلي عنك هالبرود والله ذبحتيني !
نزلت ساه ايدينها لحضنها وطالعت فيه بنظرة خالية وهي تقول : وليد انا كم مره قلتلك لاتكلمني بهالموضوع .. خلاص كل شي بيتغير مع الوقت !
وليد : مو متغير ولا شي الا اذا انتي غيرتي الي بنفسك ! كم لنا ياساره مرتبطين للحين مو راضية تتقبلين وجودي بحياتك
ساره : انا لو مو متقبله وجودك ياوليد كان ماوافقت عليك .. !
وليد : وهالشي الوحيد الي تجاوبتي فيه معاي .. ومن بعدها وانا احسك بعيدة كل البعد عني !
ساره : طيب وليد احنا تونا .. تبيني بين يوم وليلة اتغير وأغرق بحبك وأتتيم بهواك !
خفق قلب وليد من كلامها وقال : اي يوم وليلة ياساره ! والله لو ظلينا سنوااااااات بتظلين انتي زي مانتي لانك مو راضية بداخلك تتغيرين !
ساره : انت بتعذب قلبك بهالافكار .. قلتلك انا مو متعمدة اجمد مشاعري معاك بس انت لازم تفهمني وتحس فيني وليد !
وليد : حسيت فيك لين تقطع قلبي ياساره وراعيتك لين طار مخي.. وبس عاد خلاص ماعادني قادر أستحمل أكثر !
تجمعت الدموع بعيون ساره وهي تسند ظهرها .. وشاحت بوجهها عنه وهي تحس بالألم يعصر قلبها ! وليد انت تطلب المستحيل .. مستحيل أحبك .. مستحيل اتجاوب معاك .. صحيح وافقت ارتبط فيك لكن مايعني هالشي اني نسيت حب مازن ! اه لو تدري ان حب مازن لازال ساكن قلبي وكياني .. وان عمره مابينمحي الا أحسه يتضاعف بقلبي أكثر .. عجزت لا أنساه وخياله عايش معاي كل دقيقة وكل لحظة .. وياويلي من غيرتك وليد ! ياويلي من مشاعرك الي مو راضية تلقى طريقها لقلبي .. قلبي الي انخطف مني من زمان .. واتملكه حب مازن .. وضاع مازن .. !! وبقى حبه يعذب قلبي وروحي .. ومن وين تبيني أحبك وليد ! انا ظلمتك معاي سامحني ! ..
اتأملها وليد وهي مشيحة وجهها عنه وحس بعذاب حبها يحرق قلبه وكيانه ! هلكتيني ياساره ! والله ذبحتي روحي وقطعتي قلبي ! آآه لو أدري انتي بإيش تفكرين ! .. آآه لو أقدر أخنق خيال مازن الي يدور ببالك .. وأمحيه من حياتك وقلبك .. وأفتح عيونك لحبي ومشاعري المتأججة ناحيتك .. واقترب منها ومسك يدها بنعومة وهو يهمس : ساره ..
دارت ساره وجهها بخفة لتطالع فيه .. ورفع ايده ومسح دموعها بنعومة واهو يقول : الحين انتي ليه تبكين ؟؟
ساره والعبرة خانقتها : مابي احس اني ظلمتك معاي وليد وانت تعبت وموقادر تستحمل وضعنا .. وانا مو قادر اتجاوب مع مشاعرك و احس اني أحتاج وقت عشان اكون لك مثل ماتبي ..!
وليد بحنان : أوكي سوسو خذي وقتك ! بس لاتبكين ..
خفق قلب ساره بكل الم وهي تسمع منه هالكلمة .. سوسو .. ارجوك وليد هالدلع خاص بمازن .. لا تقولي سوسو وليد تكفى ارحمني مابي هالكلمة .. مابي تدلعني مابيك تحبني .. آآآآآآه ياول قلبي !
وقف وليد وهو ماسك إيدها وقال بابتسامة : قومي ساره ..
ساره بنظرة ضايعة : على وين !
وليد : قومي نطلع .. احس بخنقة بهالمكان .. خلينا نغير جو ..
وقفت ساره وهي تتنهد وماقدرت ترفض .. يكفي رفضها لمشاعره وحبه وكلامه .. وقالت بنعومة : اوكي بروح اغير بسرعه وانزلك !
وليد : البسي عبايتك على ملابسك الي عليك !
ساره : لا لبسي هذا مايريحني بالطلعة ..
وليد : أوكي بس لا تتأخرين .. مابيك تغيبين عن عيوني ..
ساره بهمس : أوكي مو متأخرة ان شاء الله ..
وابتعدت عنه لتطلع الدرج وقبل ترقى اول درجة ناداها .. التفتت له وهي تطالعه باستفمام .. واقترب منها ولمها بذراعينه بنعومة وقال : غيري هالنظرة الحزينة حياتي .. ابتسمي يكون شكلك احلى اذا ابتسمتي !
ابتسمت ساره بنعومة وهي تحس بالدم متصاعد لوجنتها .. ووليد ذاب منها وقال بنعومة : دوووم هالابتسامة يارب .. أحبــك ساره !
ساره بتعلثم : وليد صدقـ ...
قاطعها وليد وهو يقول بهمس : هششش ولا كلمة .. انتي مو قادر تتجاوبين معاي أوكي مو مشكلة .. بس خليني انا أعبرلك الي بداخلي لا تصديني أرجوك .. !
ظاعت عيون ساره بوجهه .. ووليد شاف الحيرة بعيونها وفكها من ذراعينه وهو يقول : يالله روحي غيري ..
ارتاحت ساره لهالافراج .. بعد ماحست انها بتدوووخ وهي بين ذراعيه .. ودارت وطلعت الدرج وقلبها يخفق بكل قوة .. واتمنت بخاطرها لو انها تطلع فوق ولا عاد تنزل لوليد أبـد أبد !!

********

طلعت سمر من غرفتها وهي لابسة العباية وتنادي على خالد .. وخالد من سمعها قام من الصالة ومشى لها وهو يقول : جهزتي حياتي !
سمر بتعب : اي خلاص .. يالله مابي نتأخر
خالد بضيق : وليه مستعجلة سموور .. بنروح نلقاه اهو اهو ماتغير في شي !
سمر : بس نكون حوله ياخالد والدكتور قال انه يسمعنا ويحس فينا ومابي نتركه بحاله !
خالد بتنهيدة : الله يقومه بالسلامة يارب .. خالتي بتجي معنا ؟
سمر : لا طلعت مع ابوي عندهم كم شغلة بيخلصونها ويلحقونا على المستشفى
خالد وهو يلف للباب : يلا اجل مشينا ..
ومشى وسمر بجمبه تمشي بتعب .. هذه هي بالشهر الخامس وللحين متعبها الوحم والدوار والخفقان .. والتفت لها خالد واهي تمشي وقال بحنان : شوي شوي حياتي ..
سمر بتنهيدة : والله االحمل مو مريحني بأي حال من الاحوال .. حتى وانا نايمة يقومني هالتعب ..
خالد وهو يلم خصرها ليعاونها على المشي : اااخ بس لو اعرف بنت ولا ولد الي مسوي فيك كل هذا
سمر : وش بيفرق يعني ..
خالد : لو ولد بافقع عينه اول مايطلع واهاوشه على الي سواه فيك .. ولو بنت لا ببوسها وافهمها بالهداوة !
سمر : لا والله ! تبي تفقع عن ولدي وانا الي تعبانة عليه طول هالشهوور ! وحتى لو كانت بنت بعد وش يفرق كلهم بيبيهات الله لايحرمني منهم !
خالد بابتسامة وسيعة : والله الي يسمع كل هالحنية منك مايقول انتي الي مطيحك التعب بسبتهم !
سمر بدلع : عادي خالد .. خلهم يتعبوني ويآذوني بس اهم شي يطلعولي سالمين معافين ..
خالد : ياويل قلبي غرت منهم انا الحين .. اوكي سمر وانا اتعبك واذيك عادي مووو ؟؟
سمر وهي تضحك : شتبي انت من جدك تقارن نفسك فيهم ؟
خالد باستهبال : لا أنا داري اني أهم منهم واحسن .. بس ابي اعرف انتي شلون تفكرين يعني حتى انا مسموح اتعبك ولا بس اهم !!
سمر بحمق بس تضحك : وانت شراااايك ؟؟
خالد : انتي قولي سموووور لا تخليني اغار الحين وافقع عينه واهو ببطنك !
سمر واهي تبعد عنه : يمممممه منك انت ايش انت .. والله تخرع .. !
خالد وهو يضحك : تخافين عليه مني يالحوطية !
سمر : والله من كلامك بخاف .. حبيبي تر انت لازم تتغير من قبل اولد لا تفشلني قدامه !
خالد : هههههههههههههههههههههههههههههههه لا انا ماعندي لف ودوران لازم يشوف ابوه على حقيقته!
سمر بتعب : ياويلي والله بينصدم
كانوا عند باب الشارع ولمها خالد بذراعينه وركزها بالباب وقرب وجهه منها وهو يقول بهمس : انا تقولين عني كذا سمووور !
سمر وهي تضحك : ابعد عني خالد تكفى مو ناقصة الي ببطني تجيني انت ..
خالد : وانا وشو انا .. ولد الزبـال ؟
سمر : افا عليك حبيبي مارضى تكون ولد الزبال لا يطلع ولدي عليك !
خالد : يعني عشان ولدك مو عشاني
سمر : هههههههههههههههه خالد انت من جدك تغار !
خالد : اي والله اغار .. الي ماعاد تشوفين غيره ولا تحكين الا عنه لا وبعد تبدينه علي شتبيني اسوي ارقص ؟؟
سمر بهمس : حبيبي ابعد عني والله مو ناقصة خنقة ..
خالد : انا خنقة الحين هاه ! وش بتطلعيني انتي بالاخر !
سمر بتعب حقيقي : انت دنيتي كلها حبيبي .. شلون واحد مفعوص لا قام ولا استوى يبدل مكانتك ؟!
خالد : والله مدري عنك انتي اذا جبتيه بتمليني وتنشغلين عني واصير انا مو شي !
سمر : يووووه حبيبي أجل وش لي لزمة من هالدنيا وانا مو عايشتها إلا عشانك ..
باسها خالد وهو يحس حبها كل ماله يتولع بداخله .. وابتسم لها ابتسامة تذوب الحجر وهي ميته منه بس عاد لازم يمشون وقالت بنعومة : شرايك حبيبي نأجل كل هذا لبعدين ..
خالد بضحك : اووه يعني مو راضية نرجع داخل !
سمر : لا خالد أمانة ...
خالد بضحك : ربع ساعه بس
سمر : لللللللااا خالد تعبانة أنا ..
خالد بابتسامة ساحرة : سلامتك ياعمري .. يلا زيني طرحتك خل نطلع ... وأبعد عنها وهي عدلت طرحتها وفتح خالد الباب وطلعوا .. وانتبه خالد لباب بيت اهله ينفتح وتطلع منه ساره برفقة وليد !
طالعه خالد بطرف عينه وهو يهمس : وش عنده طالع مع اختي !
سمر وهي تطالعهم : وش عنده بعد .. زوجته ويبي يطلعها بكيفه ..
خالد : والله للحين مو قادر أستوعب انه أخذ ساره ..
سمر بتنهيدة : ولا انا ياخالد .. مو مصدقة ان نهاية ساره مع هالانسان وان مازن ما عاد ... (( واتنهدت بقوة وقالت : ياعمري يامازن الا مدري وش بيصير فيك اذا صحيت ودريت !
خالد : اي والله ان يتمنى يرجع للغيبوبة بدل الدمار الي بيعيشه اذا درا !!
وراقبوهم واهو يقتربون من السيارة وعند هاللحظة انتبهت ساره ووليد .. لخالد وسمر وابتسمت لهم ساره واهي تقول : مرحبا ..
خالد وهو يمشي لهم : هلا والله بساره شلونك ؟
ساره بنعومة : تمام الحمدلله .. شلونك انت ؟
وسلم عليها وهو يقول : بخير .. (( وسلم على وليد .. وسمر اقتربت منهم وسلمت عليهم وساره قالت : شلونك مع تعب الحمل سمر !
سمر : والله تعب بس الله يعين
ساره : طيب تراجعين مع الدكتورة ؟؟
سمر : إي والله اراجع وطمنتني ان هالتعب طبيعي والبيبي بخير وعاد مالي الا اصبر واتحمل !
ساره : الله يعين ياعمري .. رايحين المستشفى الحين !
سمر : إيه ...
ساره : مراجعة ؟؟
سمر بتردد : لالا .. رايحين نشوف مازن !
خفق قلب ساره بكل قوة وحست بالدم الحارق يفور بجسدها ويتصاعد لوجهها وبان الاحمرار فيه ! ونزلت عينها على الارض وقالت بصوت اقرب للهمس : الله يقومه بالسلامة .. والتفتت بسرعه لوليد وهي تقول : يلا ياوليد ..
وليد وهو يطالع خالد وسمر : يلا اجل مانعطلكم .. سلام !
خالد بضيق : عليكم السلام ..
ودرا اهو وسمر عنهم وسمر حست بالضيق من الموقف وضايقها اكثر ان ساره ماسألت عن مازن ولا احواله .. واول ماركبت السيارة مع خالد قالت : ساره مره تغيرت ياخالد !
خالد وهو يشغل السيارة : اكيد بتتغير .. من عاشر قوما اربعين يوما صار منهم !
سمر : بس بزيادة .. لا تسأل عن مازن ولا تبي تسمع عنه شي .. وفوق ذا كله لا تزورنا ولا تجتمع معانا ! والله آخر مره قعدت معها وسولفنا يمكن ماتجي نص ساعه عند ندى وقبل شهر !!
خالد : هروب ياسمر .. انا متأكد ان ساره بداخلها محترقة ولاهي راضية عن ولا شي من هذا .. لكن تبي تهرب من هالشعور وتحاول تبعد نفسها عن اي ذكريات تذكرها بمازن !
سمر : والله محد أجبرها ياخالد على الي سوته بنفسها ! ولا شوفها وشوف عيونها شلون حزينة وباين انها مو مبسوطة مع وليد ولاهي راضية فيه كزوج !
خالد : وش يفيد هالكلام ياسمر .. هي الي وافقت واصرت عليه تحسب انها بتنتصر لنفسها بهالشي .. بالعكس دمرت نفسها أكثر بهالارتباط .. (( وكمل بتنهيدة : بس مانقول غير حسبي الله على من كان السبب !!

وكملوا باقي طريقهم بصمت وقلوبهم محترقة على هالوضع الي مايسر لا حبيب ولا عدو .. لين وصلوا المستشفى ونزلوا .. ومشوا بخطوات هادئة بين الاسياب الي تعودوا عليها وخالد يبتسم بوجه الممرضين والدكاترة الي حفظ اشكالهم وهو يشوفهم يوميا اذا جا لمازن .. ووصلوا لغرفة مازن ودخلوها .. كانت خـالية الا من سرير ابيض كبيـر .. مستقر وسط الغرفة يرقد عليه مازن بلاحس وبلا حراك ! اقربت سمر وخالد من السرير .. وسمر فورا قعدت على السرير جمبه ومسكت ايده وحستها باردة وصارت تفكرها لتدفيها وهي تطالع بملامحه الذبلانة والي مو حاسة بشي .. وخالد وقف جمب راسه واتأمله لحظات حس ان دمعته بتفلت منه وقال بصوت مخنوق : وحشني موووووت !
تجمعت الدموع بعيون سمر وهي تقول : والله وحشنا كلنا بعد عمري .. الله يقومه باقرب وقت ..
خالد : آمين ..
وسحب كرسي وقعد بجبمه وقال : معاك مصحف ؟؟
سمر : إي معاي ..
خالد : زين عطيني خل اقر عليه ..

فتحت سمر شنطة إيدها وطلعت المصحف الصغير منه واهو الي دايم بشنطتها لتقرا منه بأي مكان تلاقي فرصة .. وناولته لخالد .. فتح خالد على سورة البقرة وقرب من راس مازن وصار يقرا بكل هدوء .. وسمر ظلت تتأمل وجه مازن وتمسح على إيدينه بكل حنان ... وأثناء ماخالد يقرا .. حست بأيدها أصابع مازن تتحرك !! وخفق قلبها ونزلت عيونها لتطالع صوابعه .. وراقبتها لحظات ماحست بشي ! ومادرت هل هي تتوهم ولا اهو من جد حرك اصابعه !! وظلت تراقبها على امل يحركها مره ثانية .. وطال الوقت ماحركها ! لكنها ماقدرت تصبر وقالت لخالد : خالد تكفى اسأل الدكتور عن حالة مازن اليوم !
خالد : وش الجديد ياسمر .. حاله مثل كل يوم !
سمر : لا بس عندي احساس انه فيه شي متغير بحالته .. تكفى ناد الدكتور خل يشوفه
خالد وهو يوقف : أوكي بروح أشوفه والله المستعان ..
ورجع لها المصحف ومشى عنها وطلع .. وهي اقتربت من راس مازن وصارت تمسح على شعره بإيد وتضعط على إيده بإيدها الثانية وقالت بحنان : مازن حبيبي أنا سمر .. انت حركت اصابعك تو صح .. ؟؟ ارجوك حبيبي اذا تحس فيني حرك اصابعك مره ثانيه !

وظلت معلقة بالامل وهي تراقب صوابعها ياعسى يحركها .. واثناء ماعيونها تطالع صوابعه ... انتفضت جفون مازن بمحاولة لفتح عيونه !! ومع هالمحاوله الصعبة .. تحركت صوابعه بإيد سمر الي ارتجف قلبها وهي ترفع راسها بسرعه لتطالع وجهه .. وشافت جفونه واهي تنتفض .. وحواجبه معقودة .. واتيبست بمكانها !! وصارت تراقبه واهو يجاهد عيونه لتفتح .. وضغط على ايدها بقوة ... وفتح عيونه بصعــوبة .. ليحس بالنور يخترق بصره بألم .. ورجع سكر عيونه مره ثانيه .. وحس بالظلام مختلف عن الظلام الي كان يشوفه من فترة .. ظلام مختلط بالنور ! .. ومحاوله ثانية أسهل من الأولى .. فتح عيونه .. وخفق قلب سمر بكل قوة واهي تراقبه .. وانتفضت شفايفــه بمحاولة للكـــلام .. وسالت دموع سمر وهي مو مصدقة انه بدا يوعى ! وظلت تراقبه بأنفاس متسارعه وتمسح دموعها بسرعه لتشوفه .. وشوي الا حرك شفـايفه ليطلع منه صووت مبحوح ويقول : سـ ـ ـاره .. وين سـ ـاره !
انتفض كيان سمر وحست بالقشعريره تسري بجسدها وهي تسمع صوته .. وقربت منه وهي تقول من بين دموعها : مازن ياخوي .. تسمعني حبيبي .. انا سمر !!
انتبه مازن لسمر واهي قدامه ولانت ملامحه العابسة .. وقال بنفس الصوت : مويـه .. أبي مويه !
وقفت سمر بسرعه وقربت منه وباست جبنيه وقالت : أوكي الحين يجي الدكتور ونقوله .. انا اخاف اضرك حبيبي ..
بلل مازن شفاته بلسانه وهو يحس بالنشوفية بحلقة والام بصدره وقال بتعب : وينهي .. ؟
طالعت سمر فيه ودموعها تسيل بفرحة لصحوته وألم من اسئلته وعاد عليها : سمر .. وين ساره !

وخارت قواها ! هالسؤال الي متوقعينه منه .. والي استعدوله طوال الخمس أشهر ! وماعرفوا شلون يجاوبونه لو سألهم عنها ! شلون يقولون له ان ساره راحت عنه .. ضاعت منه !
وقالت بألم : حبيبي لا تتعب نفسك بالكـلام .. الحين ارتاح وخل الدكتور يشوفك ويعطيك مويه وبعدين اسألني الي تبي ..
سكر مازن عيونه بوهن .. وسمر قالت : بروح اشوفلك الدكتور بسرعه واجي ..

ومشت مبتعدة عنه وطلعت من الغرفة لتصادف أمها عند الباب وقالت بكل فرحة وهي تبكي : يمـه مازن وعى .. وعى .. !
خبطت ام مازن على صدرها وهي تقول بصوت مرتجف : بعد عمــري ياولدي !

وفتحت الباب لتدخل وشافت سمر .. خالد وابوها مع الدكتور يقتربون لها وانتبه لها خالد وهي تبكي وسألها شالي صار .. وعلمتهم الخبـــر ودخلوا كلهم بسرعه مو مصدقين ان مازن أخيرا صحـى بعد غيبوبة دامت 5 شهوور !! .. لكن سمر مادخلت .. ظلت واقفة برا وخالد انتبه لها وقال : شفيك واقفة ياسمر ادخلي !
سمر وهي تبكي : مابي ادخل ياخالد .. مازن اول ماصحى سأل عن ساره وماعرفت وش اقوله واخاف ادخل يرجع يسألني !
خالد بألم : اوكي احنا عارفين انه بيسأل عنها .. ولازم يعرف الحقيقة لأن الطبيعي انه يفتح عيونه ويلاقي ساره الي قدامه !!
سمر : ماقدر اواجه هالشي ياخالد .. انت ادخل بس انا ماقدر ادخل
خالد : شلون حياتي بتقعدين لحالك برا !! لازم نكون كلنا حوله بهالوقت عشان يحس اننا جمبه وماتركناه ولا لحظة !
سمر : ياولي والله ماستحمل صدمته خالد
خالد : سمر احنا لازم نكون عنده نصبره ونهديه .. مو نبتعد عنه بهالطريقه والله نزيده صدمة وعذاب
مشت سمر باستسلام وهي تمسح دموعها وتقول : الله يعيننا ويعينه ..

ودخلوا عليه وشافوه داير راسه للطبيب ويتجاوب مع تعليمات الطبيب من أسئلة واختبار للنظر والسمع والكلام والحركة .. ! ومشوا ووقفوا قدامه .. وهو طالهم كنه يسأل عن أحد ولا يدور أحد بينهم !! وام مازن وابوه قاعدين على الكراسي قباله ! .. وبعد مانتهى الدكتور قال : الحمدلله يارب الحواس كلها تمام .. !
مازن بوهن : شالي صار فيني ؟
الدكتور : كسور بأماكن متعددة بالجسد .. بس الحمدلله انت الحين احسن بكثير من اول .. بس باقي عندك كسر الكتف وكسر الحوض غير ملتئمين.. ولازم تراعي نفسك بالحركة .. والفترة القادمة حتستخدم العكازات !!
مازن بصدمة : عكازات !! مابي استخدمها وماعرف !
الدكتور : لازم يامازن .. الحوض مو متأهب لأي ضغط ولا أي حركة قوية .. واحنا حناخذك للعلاج الطبيعي تتمرن على العكازات لين تتعلم عليها وتستمر ماشي فيها لحد ماتلتئم الكسور
سكر مازن عيونه بألم .. كسور .. وعكازات .. يالله انك تعــين !
وابو مازن قرب منه ومسح على شعره بحنان وهو يقول : طيب طيب ياولدي ! الحمدلله راح الشر .. كنت ياولدي بغيبوبة اكثر من 5 شهور .. الحمدلله الي ربي نجاك منها وردك لنا .. وهالكسور بتلتئم بيوم من الايام وترد لنا مازن الي نعرفه واحسن انت بس اتوكل على ربك ولا تيأس ..
مازن بتعب : الله يعين ..
ام مازن وهي تبكي : الحمدلله على سلامتك حبيبي .. انت احمد ربك الي نجاك ياولدي والا الحادث الي صابك ماكان سهل ابد ..
استرجع مازن الاحداث فاجأه ... حــــــــادث ! ... كان مســــــرع يبي يروح لـ ... وليـــــــــد .. !! ســــــــاره !! وفتح عيونه ودار بالغرفة واتأكد ان ســاره مو موجودة ! وخفق قلبه بكل خوف وهو يقول : وين ســاره !!
خلاص .. مــاعاد يقدرون يخبون أكثــــــــر .. لازم يعرف .. ومو منتظرينه يتعافى عشان يصدمونه مره ثانية بالخبـر .. مره وحده يعرف بكل شي .. ومره وحده ينصدم .. !!

*******

على أحد الطـاولات المطلة على البحـر .. اتنهدت ساره بكل ضيق .. ووليد يتأمل ضيقها الي ظهر عليها بزيادة من بعد لقائهم بخالد وسمر .. وقبل مايقول اي كلمة ساره قالت : وليد خلاص خل نرجع البيت !
وليد وهو يراقب عيونها : شفيك ياساره ! شكلك متضايقة ومهمومة !
ساره : مدري ياوليد بس احس بخنقة وما جبت الكمامة معاي ولازم أرجع !
هذي من الأمور الي وليد للحين ماستوعبها ولا قدر يتعايش معها وبعض الأوقات تسببله ضيقه ! يعني ليه ماجابت الكمامة واهي تدري انها ماتستغني عنها !!
وقال بضيق : وليه نسيتيها ساره وانتي عارفة انها مهمة تكون معاك دايم !!
ساره بحمق : نسيتها زي ما اي واحد ينسى اي غرض !
وليد : بس هذا يتعلق بصحتك .. ولوتعبتي مو من صالحك !
ساره : اي وبتعبك معاي وابلشك فيني وانت من قبل تاخذني عارف عن حالتي .. اتحملني عاد
انحمق وليد منها ومادرى وش يقولها !! لو زاد معها بالكلام بتبكي عليه واهو مل من هالوضع !! تعبانة ماقلنا شي بس راعي الي يعاني معاك ياساره !! ولا انا مو لاقي منك غير الضيق والدموع والبرود .. ! مدري متى الله بيفرجها ونرتاح ! ووقف وهو يقول بضيق : قومي يلا مشينا ..
وقفت ساره وطلعت من الطاوله وعقدت ذراعينها على صدرها لتمنع وليد لا يمسك ايدها .. وهو انتبه لحركتها وحس بالجرح والألم .. ومشى بجبمها لين وصلوا للسيارة .. وطول الطريق والصمت ساد بينهم .. والهم وكل الهم ساكن قلب ساره .. وهي تحس انه ضيقها زايد هاللحظة على غير العادة .. يمكن لانها سمعت عن مازن من سمر .. وهي الي كانت تحاول ماتسمع عنه أي طاري او خبر .. لانها ماتستحمل .. تظل تبكي الليل والنهار واهي تندب حظها ! وتبكي عذاب حبه الي ماهدا بقلبها ولا لحظـة .. وحست بهالوقت بنفور عجيب من وليد .. لدرجة انها اول ماوصلت البيت نزلت من غير ماتقول ولا كلمة ! ومشت مسرعه للباب واهو يراقبها من داخل السيارة لين افتحت الباب ودخلت وسكرته من وراها .. وخبط وليد على الدركسون بكل حمق وضيق .. خلاص والله مليت من دلعها وبرودها وحساسيتها وكل شي فيها ! تعبت وانا مو لاقي منها اي تنازل ولا حتى محاولة لتقرب مني وتشيل هالحواجز الي بيننا ! لكن انا اوريك ياساره .. الظاهر لانك شايفتني ميت عليك وذايب قدامك تسوين كذا .. لكن قصي ايدي ان دقيت عليك مره ثانية .. والله لأجافيك لين انتي تدقين علي وتدوريني .. وشخط بالسيارة مسرع بكل قوة !!

وساره اول مادخلت انتبهت لفهد وسليمان وهم يمشون مسرعين بالحوش !! واول ماشافوا ساره انصدموا !! وساره استغربت من شكلهم وقالت : شفيكم تمشون مستعجلين !! وش وراكم !
تبادل فهد النظرات مع سليمان .. وماعرفوا وش يقولون لها واهم ماتوقعوا انها بترد هالوقت .. وساره حست ان فيهم شي وقالت بحذر : قولولي شصاير !!
فهد بهدوء : ماصاير الا الخير .. مـازن صحى من الغيبوبة !
خفق قلب ساره بكل عنف وسالت دموعها وهي مو مصدقة وقالت وهي ماسكة قلبها : مازن صحى ! الحمد .. الحمد لله يارب ..
سليمان : اي والله الحمدلله .. وتوه جانا الخبر ورايحين نشوفه !
لوهلة نست ساره نفسها .. ونست جروحها .. ونست وليـد .. وماشافت قدامها الا مـازن وحب مازن وقالت وهي تبكي : خذوني معكم !
فهد : مايصير ياساره ..
ساره : ليه مايصير ! باتطمن عليه مثلكم .. خذوني معكم تكفون ..
تبادل فهد وسليمان النظرات وحسوا بصعوبة هالشي لا من ناحية ساره ولا من ناحية وليد ولا حتى مازن الي مايدرون وش ردة فعله وكيف وضعه بهاللحظة ! وساره راقبت الضيق بوجيههم ونزلت عيونها لتنتبه للخاتم بإيدها .. وخبطت راسها واهي تبكي وتقول بألم : آآآآآآآه .... وليد !
ومشت مسرعه عنهم وهي تبكي وتقول : ياربي .. ياربي . . !
وفهد وسليمان تقطعت قلوبهم عليها .. مايدرون هي شالي تحسه بالضبط .. أصرت تبي وليد .. ورفضت مازن من قلبها .. لكنها مايشوفونها سعيدة مع وليد .. والحين تبكي على مازن ! ياربي شهالحالة ! واتنهد فهد بألم وقال : يلا ياسليمان لا نتأخر ..
سليمان بتنهيدة : يلا مشينا ..
وطلعوا بسرعه وسكروا الباب وركبوا السيارة وانطلقوا .. واهم ماشين دق عليهم خالد يسأل وينهم .. وان مازن جننهم بسؤاله عن ساره وانهم خلاص بيعلمونه ويبيهم يكونون متواجدين مع خالد ليفهونه الموقف ..
وبالمستشفى
غمض مازن عيونه وهو يشد الغطا بقوووة ويقول بصوت مذبوح : ملّـكـت ؟؟؟ على وليـــد .. يارب قوّيني !! وعض شفته بكل قوة وألم !!
سمر لصقت بخالد وهي تبكي وتحس انها مو مستحملة شكل اخوها وصدمته وخالد لمها وهو يطالع بمازن بكل حزن ! وام مازن حست بالضيق والحزن على ولدها .. وحست بالقهر والحمق من ساره !! اول مره تحس بهالشعور لانها كانت دومها تحسها بنتها ومستحيل تزعل منها .. لكن منظر ولدها واهو متدمر قدامها .. خلاها تحس بالغيض من ساره وانها السبب بحالة ولدها !! واقتربت من مازن واهي تمسح دموعها وتقول : بس حبيبي لا تعذب قلبك ! كل شي قدر ونصيب وحكمة من رب العالمين ..
مازن وهو يقبض على الغطا بقوة أكثر : حسبي الله ونعــم الوكيـل !
والتفت بقوه ليطالع بخالد وقال بصوت مرتجف : وانت .. واخوانك ..ماقدرتوا تمنعون هالشي ؟؟؟
اقترب خالد منه وهو يقول : ماتصدق يامازن وش كثر حاولنا معها .. بس الموضوع طلع من إيدنا صدقني ياخوي !
مازن بصوت مذبوح : اتركوني لحـالي !
ام مازن : وين نتركك يانظر عيني ! انا ماصدقت ياولدي ترجع لي من بعد هالغيبة .. تكفى لا تبعدني عنك !
مازن بألم : ان كانكم تبون راحتي .. اتركوني لحالي ..
سمر ماتحملت وبكت أكثر وهي تطلع من الغرفة .. وخالد مسك إيد خالته وهو يقول : تعالي معاي خالتي وبعد شوي ندخل نشوفه ..
طالعت ام مازن بولدها وهي تحس قلبها محترق عليه وعلى حاله .. ومشت مع خالد وقلبها يتقطع بكل الم وحزن .. وطلعوا وسكروا الباب ..
ومازن تطايرت قدامه كل الذكريات الي تكوي القلب والروح .. صعب عليه وهو توه صاحي ينصدم بهالخبر الي دمر روحه وكيانه !! حس بالنيران تشتعل بقلبه .. والدموع تسيل بكل حرارة وتجرح خده .. وبكى من قلبه بشكل ماظنه بيبكي مثل بحياته .. بكى حبه .. بكى ضعفه .. بكى ضياعه .. بكى جروحه .. آلامه .. ذكرياته .. سنين غرامه .. وشوقه وولهـه وأحلامه .. وبكل ألم صار يناهج ويقول : آآآآه ياساره والله أحتـاجك .. ليه تركتيني .. ليييييه !

ومرت الأيام الي بعدها ومـازن عايش بعذاب ودمار .. واتمنى يرجع للغيبوبة ولا يفوق منها ابد .. وبالقوة اتقبل العلاج الطبيعي .. بعد اصرار من أبوه وأمه ولا هو خلاص اتسكرت الدنيا بوجهـه ولا عاد يبي شي منها ! وطلع من المستشفى على العكازات وهو يحس بآلام كتفه ورجوله تذبح .. فكان يتناوب بين الكرسي المتحرك وبين العكازات .. لين يعافيه الله وتلتئم الكسور عنده .. !

وليد من بعد ما انحمق من ساره وقرر يجافيها كم يوم .. ماقدر يصبر .. يحبها مايقدر يصبر عنها .. ومانتظر يجي الليل الا وهو داق يتطمن عليها من بعد ماحسها تعبانة ومتضايقه .. ومن بعدها رجع لمعاناته معها بأمل تتقبله وتحبه بيوم من الأيام .. مادرا ان ساره تعاني هالفترة بالي ماعانته قبل .. مازن ظهر على الدنيا بعد ماعاش بغيبوبة وكنها كانت عايشة معاه فيها ! ماتدري شلون قدرت تتخلى عنه وتتركه وهو بأحوج مايكون لها ! شلون ابتعدت عنه وارتبطت بوليد .. وترجع تتذكر سواياه ..

وتتذكر وجروحه والامه .. لتعيش بعدها بصراع نفسي يدمر روحها وقلبها .. وهي تحس انه خـلاص ماعاد تفيدها هالأفكار الي ذبحتها وذبحت قلبها وكيانها .. انا ومازن انتهينا ولازم استوعب هالشي .. انا مالي درب الا وليد وبس ولازم اتقبل هالشي غصب عن قلبي ! ..

ومازن كان قرب ساره منه يحسسه بالموووت .. وجوده معها بنفس المكان ماتفصل بينهم الا جدارن بسيطة يعذب قلبه اكثر ويوقد جمرة الالم بقلبه .. مع انه رفض يشوفها يوم بغت تسلم عليه بس وتتحمد له بالسلامة !! ماعاد يبي يشوف خيالها ولا يلمح طيفها .. وكانت تراوده فكرة انه يترك البيت ويعيش بعيد عن الكل بأي مكان .. بعد ماكره الكـل .. كره خالد وسليمان وفهد .. ولامهم واعتبرهم السبب بكل الي صار .. لانهم اهم الي منعوه يسافر لها من البداية !! وانطوى على نفسه بالغرفة .. لا يطلع ولا يكلم احد .. والحزن والضيق يصرخ بملامحه وعيونه ... ومره طاوع امه بالقوة يطلع ويتغدا معاهم .. وماوافق الا يوم اتأكد عدم وجود خـالد بالمكان .. وانه طلع يتغدا مع اخوانه .. !! الله يالدنيـــــــــا !! يوم كان خالد ومازن مثل التوأم .. لا تفرقهم ظروف ولا يفرقهم زمان .. صار مازن الحين مايتحمل يشوفه الا ويشوف ساره بوجهه .. !

ونزل مازن وهو يسند ذراعينه بالعكاز بصعوبة .. والام كتفه تزيد عليه مع ضغط العكاز .. واول ما أقبل للصالة تهللت بشاير ابوه وامه بالفرح .. واهم اشتاقوا له من خواطرهم .. ونادوا سمر لتتغدا معهم ولتعمهم الألفة الي انحرموا منها من زمان .. وطول ماهم على الغدا واهم يحاولون يمازحون مازن ويضاحكونه .. ومازن سأل سمر بهدوء : انتي بأي شهر الحين ..
سمر بابتسامة عذبة : توني مكملة السادس ..
مازن بابتسامة خفيفة : الله يعينك .. وماعرفتي بنت ولا ولد !
سمر : لا والله مسوي فيها مؤدب عمي ولام رجوله !
ضكوا عليها ومازن بالقوة ضحك وقال : تولدينه بالسلامة يارب ..
سمر : الله يسلمك حبيبي ..
وشوي الا انفتح باب جنـاح سمر لتطلع منه الخدامة الي استغلت الوقت لتنظف الغـرفة واقتربت منهم واهي تقول : مدام سمــر !
التفتت سمر لها وهي تقول باستفهام : نعــم ؟؟
الخدامة : مـدام سـاره على التلفون !
وحلّت المصيـــبة !!

انفلتت الملعقة من إيد مازن فاجأة وحس بجسمه يرتجف وهو مغمض عيونه بقوة كنه يعاني من ألم شديد .. ولم جبنيه بإيده وهو عاض على شفته بقوة .. كان صعب عليه يسمع هالكلمة .. ساره .. ومدام !! والله وصرتي مدام ياساره .. ياويلي من اسمك هذا الي بيقضي علي لا محالة ! وتبادلوا كلهم النظرات بخوف .. ومازن دف الكرسي ووقف ومسك عكازاته .. ودار يبي يطلع .. وقفت أمه وهي تقول : خلك يامازن ماكليت شي ولا شبعنا احنا منك !

مازن بصوت مذبوح : مو مشتهي يمه .. تكفون اتركوني ..
ومشى عنهم للدرج وطلع وعيونهم تلاحقه بكل الم وحزن ! وسمر قالت للخدامة بعصبية : يعني انتي تدرين اني أتغدى ليش ماتصرفينها !!
الخدامة بخوف : قالت ضروري مدام !
سمر : مو بكيفها ضروري .. سكري منها وقوليلها سمر مشغولة !
الخدامة : اوكي .. ودارت للغرفة ورجعت لتلقى ساره ملت من الانتظار وسكرت السماعة !

*****
انقلبت الأدوار وصار وليد اهو الي يحاول يتقرب من سليمان .. وسليمان كان متضايق منه لانه اتحداهم وأخذ اخته غصب عنهم .. وكثر ماحاول سليمان يتناسى هالشي .. الا ان الحزن الواضح بعيون ساره .. والوضع الي عايشوه بتعب مازن وحالته الي عايشها الحين .. تخلي يحس بالحمق بداخله من وليد .. لكن خلاص اهو زوج اختهم لا مفر من هالشي .. ولازم يتقبله رضى ولا مارضى ..
كانت هالافكار تعصف بباله واهو ماشي بالسيارة لبيت غاده .. وأول ما أقبل حس بالضيقة ودق على غاده تجهز لياخذها معاه لأي مكان غير انه يقعد عندهم بالبيت ويشوف وليد .. لكنه أول ماوصل انتبه للباب يفتح ويطلع منه وليد الي من شاف سليمان بالسيارة مشى لعنده وهو يبتسم .. اتنهد سليمان وفتح الباب ليسلم على ولد عمه .. هو ماينكر ان وليد غالي عليه بغلاة اخوانه .. وإنه صديقه ورفيقه الي ماعرف مثله .. لكن الي صار بينهم بالفترات الأخير حط حاجز بينهم .. آلمه هالبعاد الي صار بينهم وهو يسلم عليه ويقول : شلونك ياوليد .. ؟
وليد : بخير الحمدلله .. انت شلونك ؟
سليمان : طيب الحمدلله ..
وليد : ليه قاعد بالسيارة .. اتفضل !
سليمان : لا مشكور ياولد عمي بس انا جاي آخذ غاده وامشي
وليد : إي الله معكم الا باسألك سليمان
سليمان بابتسامة خفيفة : آمر !
وليد : مابغيت انت وغادة تتمون زواجكم !
سليمان وهو يرفع حاجب : وانت شعليك قاعدين على قلبك !
وليد بضحك : افا عليك ياسليمان الا غالين ونبي نفرح فيكم ..
سليمان بتنهيدة : مشكور وليد بس خلها بالتساهيل ..
وليد : ليتها تتسهل عشان احنا نتسهل من بعدكم ؟
سليمان بعدم فهم : مين الي يتسهل !
وليد بابتسامة : أنا وساره !
انصدم سليمان وكنه ماكان حاسب حساب لهالشي ! ساره تتزوج وتنتقل من عندهم لبيت زوجها الي هو وليد ! خفق قلبه وهو مو قادر يستوعب ! ووليد شاف الاستغراب بوجهه وقال : شفيك سليمان ليه احنا مو قدها ..
سليمان : لا كيف مو قدها .. انت قدها وقدود .. اسم الله عليك اذا بغيت الشي تحصل عليه غصب عن الكل ..
انحمق وليد من سليمان واهو يحسه يدقه بالكلام لكنه تظاهر بالبرود وهو يقول : هذا فضل من ربي ..
سليمان : نحمد الله ونشكره ..
طلعت غاده هالوقت .. وشافت وليد واهو واقف مع سليمان وحست بالفرح بخاطرها واهي أمنيتها يرجعون لبعض مثل قبل .. وأقبلت عليهم وهي تقول بمرح : شعندكم واقفين بنص الشارع .. زين امشوا خل نقعد داخل ..
وليد : لا ياحلوة انا مو فاضيلكم .. رايح لساره ..
غاده : انت مامليت منها كل يوم والثاني عندها ؟؟
غاده : وليه ان شاء الله سليمان ما مل منك ؟!
غاده وهي تغمز لسليمان وتقول بضحك : والله مدري عنه يمكن مال وانا الي معميني حبي وماشوف !
سليمان بابتسامة ناعمة : بس ياغدو شهالكلام ! والله أهلوس اذا مر يوم وماشفتك ..
استحت غاده وابتسمت بنعومة .. ووليد اتنحنح وهو يمشي ويقول : يلا ما أعطلكم .. عن اذنكم
سليمان : اذنك معاك ..
وراقبه وهو يمشي ويركب السيارة وبخاطره يقول .. حسافة ايامنا ياوليد !
والتفت لغاده وقال : نمشي حياتي ؟
غاده بنعومة : أوكي بس شفيك متضايق سليمان .. ؟
سليمان : وهو في شي يونس ياغاده ؟
انبهتت غاد وعيونها ضايعة بوجه سليمان وحست بالالم من كلامه .. وهو انتبه لنفسه بس الي صار خلاه يحس بالضيق وقال : لا تطالعيني كذا غدو أمانة مقدر على هالنظرة !
غاده بعيون ضايعة : ان كانك مو مستانس معاي ليه تبيني أطلع معك !
سليمان : لا حياتي مو كذا قصدي .. غاده ياعمري ترا محد حاس فيني الا انتي فلا تفهميني غلط الحين !
غاده بتنهيدة : أجل شفيك سليمان !
سليمان : ماظنيت بنقعد نسولف بالشارع حياتي .. اركبي وخلينا نروح لأي مكان ..
غاده بابتسامة خفيفة : أوكي ..
وركبوا السيارة وانطلقوا لوين مايلقى سليمان مكان يزيح الهم من صدره ..

********

كانت ساره قاعدة قدام التلفزيون وتقلب بالريموت بملل .. وليد عازمها على أكشخ المطاعم في أكبر الفنادق وأروعها .. وهالشي ماحرك فيها أي شعور .. ولا بث فيها أي حماس .. مايهمها وين تطلع معاه ولا وين يوديها دامها مو مبسوطة معاه ولا هي قادرة تتأقلم وتستوعب وجوده بحياتها كزوج ! وخلاص نهكت قلبها هالأحاسيس .. واتنهدت بكل ضيق لما دق جوالها باسم وليد .. وردت ببرود : أهلين ..
وليد بحب : هلا حياتي .. جاهزة ؟
ساره : امهمم .. انت وينك !
وليد : انا عند الباب ..
ساره : أوكي ألبس عابيتي واطلع ..
وليد : أنتظرك حياتي
ساره : أوكي باي ..
وليد : بايات ..
وسكر منها وهو متولع بحبه .. حس انه نيران بشعوره .. واهي الثلوج غطت شعورها .. وماله الا يصبر ويحاول ويجاهد لعله بيوم يقدر يذوب هالجليد ! .. ونزل من السيارة .. ووقف منسند عليها ينتظر لما شاف باب بيت مازن ينفتح .. ويطلع منه مازن وهو حامل العكازات ويمشي فيها للشارع ! وانصدم وليد !! كانت أول مره يشوفه .. ومازن يوم شافه تسمر مكانه !! واشتعلت نيران الغيرة والغضب بداخله .. وظهرت بعيونه وبكل حواسه .. ووليد احتار امام هالموقف الي يتطلب منه يمشي ويسلم عليه !! و مشي بخطوات مترددة وهو يراقب عيون مازن المشتعلة بكل غضب .. لكنه تجاهلها وهو يقترب منه ويقول : هلا مازن .. الحمدلله على السلامة !
أي هلا وأي سلامة !! مازن كان براكين الغضب والغيرة والالم متفجرة بداخله واهو يطالع الشخص الي خطف منه أمل حياته وسعادته وحبه ومناه ! .. وفار دمه أكثر يوم شافه واقف قدام بيتها يعني هالشي انه بيشوفها ولا يطلع معها .. وياويل قلبه من هالاحساس الي خلاه يقول بكل غضب : انت الواحد مايرد عليك السلام لأنك أكبر محتال شفته بحياتي !!
وليد كان مو طايق مازن بعد لكن الموقف أجبره يتقدم ويسلم عليه ..لذا انحمق من رده وقال : احترم نفسك يامازن وانا ماغلطت عليك بشي عشان تسمعني هالكلام !
مازن بنفس الغضب : انت وجودك بهالدنيا كلها غلط بغلط ! انت مكانك الجحيم لتريح الناس منك ومن بلاويك !
وليد : الظاهر الحادث الي صابك ضرب فيوز مخك شوي .. وانا الغلطان الي اعتبرتك صاحي وجيت اسلم عليك !
مازن بأعصاب ثايرة : انت الي عمرك ماكنت صاحي لا بمخك ولا بقلبك ولا بأي شي يتعلق فيك .. انت نصاب نصبت على البنت لين قدرت تسرقها لكن من وين بتشوف السعاده معها دام الخبث يجري بجسمك مجرى الدم !
وليد : الزم حدودك يامازن وانا ما اسمح لك تتكلم عنها لأن خلاص ماعاد لك اي علاقة فيها ! نصبت ولا مانصبت انا مايهمني انت وش تفكر فيني .. المهم انها صارت حلالي وملكي أنا وبس !
لا صعبة !! تبوني أسمع هالكلام وأسكت ؟؟ ساره الي كانت ملك لي طول عمري .. يجيني هذا ويتفاخر انه سرقها مني ومكلها .. وأنا ماعاد لي علاقة فيها خـلاص ! ماتحمل مازن هالكلام الي خلاه يثور ويقترب منه أكثر ويقول : مو انت الي تجي بعد كل هالعمر وتطلعني من حياتها بسبب حيلك الي زي وجهك الخبيث !!
وليد : بتطلع من حياتها غصب عليك لانك منقهر انها التفتتلي وعرفتك انت على حقيقتك !!
مازن وبلا شعور منه .. مد العكاز بالعرض ودف وليد من صدره بكل قوة وهو يقول : تخسى يالحقيــــــــــــر !! طـاح وليد على الارض بقوة ومازن فقد توازنه وانفلت منه العكـاز .. وطاح على بطنه وآلام كتفه وحوضه تصرخ بكل ألم وتوريه الويل ! ووليد كان معصب ومولع حده واتمنى بهاللحظة يقضي على مازن وينفيه من الوجود .. وقام والغضب معمي عيونه وأسرع ناحية العكاز الي انفلت وابتعد .. وشاله من الارض بسرعه ودار لمازن ليضربه ويشفي الغليل بقلبه ..
و
" مـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاااااا اااااااااااااااااا ز ن "
صرخة وصلت لمسامع مازن هزت كيانه وقلبه .. والتفت ليشوف وليد من وراه رافع العكاز عليه ودار بسرعه واتلقف العكاز بإيده وجره بكل قوة من وليد .. واهو يحس بآلام كتفه تذبح..
وساره من عند الباب ماتحملت هالموقف .. هي طلعت لتركب مع وليد وشافت مازن واقف قبال وليد ومبين انهم يتناجرون والنيران تتشتعل بعيونهم !! وهوى قلبها لرجولها يوم شافتهم !! وشافت مازن يوم دف وليد ووليد يوم أسرع وأخذ العكاز ودار ليضرب مازن .. ولا ماتحملت !! حست ان قلبها الي صرخ مو لسانها !! شلون وليد يضرب مازن وقدام عيوني !! ونست كل شي بهاللحظة وماعاد شافت الا مازن بعيونها .. وركضت مسرعه وهي تبكي وتشوف وليد يجر العكاز بقوة من مازن ليضربه فيه .. وانتبهولها واهي تركض لهم وتبكي وتصرخ على وليد : اتركــــــه ياوليد حرام عليك !
وليد بعصبية : مو شغلك ياساره .. ارجعي لداخل البيت بسرعه !
ساره الي ماعاد همها شي : لا مو داخلة .. وسحبت وليد من ذراعه بقوة وهي تقول : ابعد عنه ياوليد ابعد عنه ارجوك !
ترك وليد العكاز والتفت لها والنار تشتعل بقلبه وعيونه وقال : وانت وش دخلك فيه ! قلتلك ارجعي داخل!
ساره وهي تبكي وتصرخ : انت قلب حجر مايحس ؟؟؟ .. حرام عليك الرجال تعبان وتسوي فيه كذا .. (( وبكل ألمها دفت وليد من صدره بإيدينها الاثنين وهي تقول : ابعـد عنه يامتوحش !
ودارت لمازن وهي تبكي وقطع قلبها منظره .. وهو يكابد الآلام ويحاول يوقف واقتربت منه بهدوء وهي تقول من بين دموعها : مازن .. ان شاء الله انك بخير ؟؟
التفت لها مازن بقوة وشافت بعيونه نظرة خفق لها قلبها بكل عنف وألم .. نظرة عمرها ماشافتها بعيون مازن ولا عمره طالعها فيها ! كانت نظرة غضب .. وصك سنونه وهو يهمس بصرامة : مو شغلك ! روحي لزوجك يا .. خاينة!
وكن هالكلمة خلت ساره تصحى لتنتبه للوضع وتنتبه لوليد الواقف بعد كم متر .. ونزفت جروحها بكل الم وهي تكابد دموعها وتنقل بصرها بين مازن ووليد وحست بالدمار بهاللحظة .. خاينة .. خاينة .. أنا الخاينة يامازن ؟؟؟ وانت .. ماخنتني بشي ؟؟ واتمنت الارض تنشق وتبلعها هاللحظة .. خلاص ماعاد تبي تعيش بهالدنيا .. وراقبت مازن واهو يوقف بصعوبة ويسند ذراعينه على العكازات ويمشي مبتعد عنهم !! وعيون وليد تطالعه بكل غضب وحمق .. واستقرت عيونها على وليد الي اتمنى يذبحها على الي سوته .. وعرف ان مازن لازال متملك قلبها .. وفكرة مجنونة طرت على باله هاللحظة .. انه ياخذ ساره ويبعدها عن هالدنيا لوين ما ينفرد فيها بدون حس مازن ولا شبح مازن !!

*******

راقبت غاده ملامح سليمان الجامدة واهو يشرب الكفي وعيونه شاردة ! وحاولت تدخل عليه المرح واهي تقول : الي ماخذ عقلك يتهنابه !
انتبه سليمان وابتسم لها بنعومة وقال : والله محد ماخذ عقلي غيرك !
غاده : اي باين ! شوفني قدامك وعيونك سرحانة ومو حاس فيني
اتنهد سليمان ومسك ايدها بنعومة وقال : سامحيني غاده .. بس ماتصدقين شكثر متضايق ..
غاده بحنان : ليه سليمان شالي مضايقك !
غاده : فهد ياغاده من راحت عنه ندى واهو مو فهد الي نعرفه .. طول وقته ساكت ومتضايق وكن هموم العالم فوق راسه ..
غاده : صدمة ياسليمان تظيع منه الي حبها وتمناها طول عمره !
سليمان : طبعا صدمة .. بس عهدنا فهد أقوى من كذا .. وش اكثر من امي وابوي وفقدناهم ياغاده ..ومع هذا اتحمل وصبر
غاده : لانه لقى العوض فيها .. وحس انه سعادته عندها اهي .. كان صعب يفقدها بعد كل هذا !
سليمان بألم : ياليتني اقدر اسوي عشانه اي شي .. اي شي ..
غاده : صبروه انتوا وذكروه بالله وان كل شي حكمة ونصيب .. وشوف ياسليمان لا تقطع الامل ماتدري يمكن الله يقلب الاحوال ويرجعها لفهد !
سليمان بتنهيدة : والله أمنيتي هالشي .. لاننا فقدنا فهد الي كنا نستمد قوتنا وصبرنا منه .. ماعاد صار بهالقوة الي كان فيها ابد ..
غاده : الله يفرجها عليه يارب ..
سليمان : ويفرجها علينا احنا بعد ..
غاده بابتسامة : آآآآآآآآآآآمين ..
سليمان : سامحيني غاده ..
غاده باستغراب : أسامحك ؟؟ على ايش سليمان !
سليمان : على المعاناة الي معيشك فيها .. معلقك بلا زواج وبلا شي .. بس صدقيني مو بإيدي حياتي
غاده بضيق : سليمان مابيك تقول هالكلام .. والله انا حاسة فيك ومعاناتنا احنا وآمالنا كلها وحده !
رفع سليمان إيدها وقربها من فمه وباسها بخفه وقال : غاده ابي منك وعد ..
غاده بهمس : وعد ؟؟؟
سليمان : إي غاده ..أبيك توعديني ماتشيلين بقلبك علي أبد .. وان لو صار شي وفرقنا .. ابيك تتأكدين اني ماكنت راضي بيوم عن أي شي يفرق بيننا ..
غاده والدموع بعينها : سليمان بازعل منك على هالكلام ..
سليمان بحنان : أرجوك غاده .. اوعديني ..
غاده من بين دموعها : أوعدك ..
سليمان بعيون مدمعة : وأنا اوعدك ياعمري أشيل حبك بقلبي طوال حياتي .. وبعيد الشر عننا لو افترقنا بيظل عهد المحبة والوفا بيننا قايم للأبد ..
غاده ودموعها تسيل : سليمان ذبحت قلبي بهالكلام .. أرجوك انا ماتحمل فراقك
باس سليمان ايدها وقال : ولا انا حياتي .. بس هالدنيا ماعادت تحسسني بالخير ..
غاده : بس ادعي ياسليمان .. عسى الله لايفرقنا
سليمان من خاطر : آمين يارب العالمين ..
وانتوا بعد قولوا آمين ... !

********

مازن اهو بعـد وصل لفكرة الابتعاد .. يبتعد لآخر الدنيا بلا حس ساره ولا شبح ساره ! خـلاص وجود ساره بقربه بيدخله المصحة العقليه عن قريب .. يكفي الرجفة الي حس فيها وقت الي سمع صوتها .. ويكفي الموت الي حس فيه يوم شافها .. ويكفي العذاب الي دمره يوم اقتربت منه وكلمته .. وخلاص ماعاد قدر يتحمل أكثر .. خاصة ان الدراسة انتهت وبتكون بهالاجازة متواجدة بالبيت دايم .. وقرر يبتعد .. ويعيش بمكان محد مايشوف في أحد لا ساره ولا اخوانها .. كلهم يحسهم عذاب وألم وجروح مايقدر على قربهم .. ومن غير مايشاور أحد ولا يبلغ أحد .. لم ملابسه وأغراضه كلها .. وطلب من الخدامة تنزلها للسيارة .. ونزل تارك ورقة بغرفته يخبر فيها الكل انه ابتعد لوين مايريح قلبه وأعصابه .. ومتى ماقدر يلم شتات قلبه وروحه .. بيرجع ! .. وركب السيارة ولأول مره يحاول يسوق .. لكن لمجرد محاولته بتشغل المفتاح اشتعلت الآلام بكتفه .. ولمجرد ماحاول يدعس على البانزين .. صرخت الآلام بحوضه ورجوله .. وعرف انه لازال تعبان وغير قادر على الحركة .. ومع هذا ما استسلم .. ومشى وهو يجاهد آلامه .. وهو بالطريق طرا على باله يروح لبيت البحر الي يملكه أبو طلال .. وارتاح لهالخاطر .. ودق على جوال طلال الي تهللت بشايره بالفرح يوم شاف اسم مازن ورد : هلا بمازن هلا بالغااااااالي ..
مازن بهدوء : هلابك ياخوي .. شلونك ؟
طلال : الحمدلله نسأل عنك انت شلونك ان شالله طيب ؟
مازن بتنهيدة : نحمد الله ونشكره ..
طلال : وينك يابن الناس .. والله مشتاقين لك ومشتاقين لسوالفك !
مازن : الله المستعان ياطلال .. تعرف الواحد مع هالتعب والعكازات مو قادر اتحرك براحتي ولا اطلع !
طلال بأسف : الله يكون بعونك ياخوي وعسى الله يعافيك ويفكك منها بأقرب وقت ..
مازن : الله يسمع منك .. الا باسألك ياطلال ..
طلال باهتمام : آمر ياخوي ..
مازن : انتم مو عندكم بيت على البحـر ؟؟
طلال : إيييييييه بالله تذكره ؟؟؟ انا والله ناسيه ..
مازن بضحك : والله ماذكرته الا هاللحظة .. وش اخبار هالبيت ؟
طلال : ابد .. تاركينه ميت .. للشمس والهوا ومن سنين مارحناه !
مازن : أفااا .. يعني مو صالح أحد يروحله !
طلال : الا مضبط كل شي فيه وابوي كل شهر يدفع للصيانة والتنظيف على الفاضي
مازن : يازينكم وتاركينه أجل .. أوكي أجل انا بنشطه لكم هالمره !
طلال : شلون ؟ تبي تروح هناك !
مازن : اذا ماعندك خلاف .. والله اني زهقان هاليومين وضايقة فيني الدنيا .. وبغيت اروح عن نفسي بمكان بعيد وماطرا على بالي الا هالبيت ..
طلال : خلاص تم .. البيت بيتك تعال خذ المفاتيح وروح اقعد فيه مثل ماتبي ..
مازن : مشكور طلال ماتقصر .. بس ماتشاور الوالد بالاول ؟؟
طلال : لا مايحتاج يامازن ابوي مو داري عنه وبالعكس بيفرح لو عرف ان احد راحله واستفاد منه ..
مازن : أكيد ياطلال والله مابي أحرجك مع ابوك !
طلال : انت لي مو مصدقني ..وعاد انت الي بتحرجني الحين !! انت واحد منا وفينا افا عليك ..
مازن : فيك الخير ياخوي والله ماتقصر .. خلاص اجل انا بروحله الليلة ..
طلال : وووووين الي بترووووح لا مافيه روحة قبل نشوفك !
مازن : الحين بمر عليك آخذ المفاتيح وشوفني مره وحده !
طلال باستهبال : وش ابي بوجهك اشوفه .. انا ابي نقعد معاك ونسولف ونتونس فيك مو تاخذ المفاتيح وتروح !
مازن : مره ثانية ياخوي .. والله الحين مالي خلق ابد وودي اروح اروقلي كم يوم لحالي ونتقابل مره ثانية ان شاء الله ..
طلال : براحتك حبيبي وانا مابي اضغط عليك ..
مازن : مشكور ياخوي .. يالله مشوار الطريق وانا عندك
طلال : اوكي انتظرك .. سلام
مازن : عليكم السلام
وسكر منه ومسك طريق بيته لياخذ منه المفاتيح .. ويروح ليعيش هناك بعيد عن اي عذاب ولا أحزان .. لكن هل قرار مازن صائب ! هل بينقذ نفسه من هالاحزان بهالقرار ! ولا بلاوي الدنيا بتلاحقه وين ماكان ووين ماراح ؟؟؟

*******

طلعت ساره من الحمام بعد ما أخذت لها شاور دافي لعلها تروق أعصابها الي ماهدت من آخر لقاء صار بينها وبين مازن .. من صارت هالحادثة واهي ماغفت لها عين ولا ارتاح لها خاطر ! .. شلون طالعتني بهالنظرات مازن ! .. شلون رميت علي هالكلمة .. خاينة ؟؟؟ ومن الي خان الحب والعهود والوعود .. مو انت ! مو انت خنت وعودك لي وسويت الي دمر كل احساس بداخلي !! وش كنت تنتظر مني ! أرجعلك وأسامحك وأداري خاطرك غصب عني !! ليه تلومني أنا يامازن ولا تلوم نفسك .. وسالت دموعها واهي تتذكر شلون كان التعب هاد حيله وكيانه .. وكيف وليد اتجرأ عليه واهو بهالحالة .. وبكل ألم همست : وقـح ! من صار الي صار وإهي زعلانة من وليد ومو راضية تكلمه .. واهو انحمق من هالشي .. يعني عشان مازن تجافيه وتبعد عنه .. وإهي مازعلت عشان مازن وبس .. الا ضايقها موقفه الوقح مع انسان مريض وتعبان ومتحطم !! وهو يوم جا يبي يلومها صرخت فيه .. وقالت انها لو ماسوت هالشي عشان مازن بتسويه عشان عندها احساس ورحمة .. ! وحست بالصداع بيفجر راسها واهي تنشف شعرها .. ورمت المنشفة على السرير بملل .. وطلعت من غرفتها ونزلت للصالة ومالقت فيها أحد .. كان يوم دوامات وهالاجازة دخلت عليها بكل ضيق وملل .. طلبت من الخدامة تسويلها كابتشينو واهي قعدت بملل قدام التلفزيون .. ودق تلفون البيت .. ومدت ايدها وردت ببرود ..
ساره : الوو ..
خـالد : هلا ساره ..
ساره : هلا خالد شلونك ..
خالد : تمام .. توك صاحية ؟
ساره وهي تتثاوب : يعني من نص ساعه ..
خالد : صباح الخير أجل ..
ساره بضحك : صباح النور .. انت شعندك ماداومت ..
خالد بكسل : مايصير ادوام لازم أكون جمب زوجتي لا تتعب ولا تجيها ولادة ولا شي !
ساره وهي تضحك : هههههههههه تو الناس .. مرتك توها داخلة السابع شالي تولد هالحزة !
خالد : مايندرى بعد انتي انولدتي بالسابع !
ساره بضيق : اي الله لا يكتب عليها تولد بالسابع وتجيب بيبي مريض مثلي ..
حس خالد بالأسف وحاول يدخل المرح بالسالفة وقال : يالييييييييتها تجيب بيبي مثلك بهالحلا والنعومة والزين !
ساره بابتسامة : وعاد مرتك مو ناقصها حلا الله يخليها لك يارب
خالد : ويخليكم كلهم ويسعدكم .. الا اقولك ساره ..
ساره بنعومة: هلا ..
خالد : ماودك تجين عند سمر بالبيت ؟؟
خفق قلب ساره بقوة وهي تقول بضيق : خالد انت من جدك ؟؟
خالد : إي والله .. سمر نايمة الحين وانا لازم اروح الدوام دق علي فهد ولعن ابو سكافي وقالي تجي بسرعه تداوم .. وانا والله مابي أتركها تعبانة وزهقانه ..
ساره : أوكي خلها اذا صحت اهي تجيني ..
خالد بحمق : اقولك تعبانة وتبينها تجيك !! ليه انتي ماتجين أبي اعرف انتي ليه صايرة كذا ياساره ماتبين أحد ولا تقعدين مع أحد ؟؟؟
ساره والدموع بعيونها : إي مابي أجي بيت خالتي .. وانت تدري ليه وغريبة منك تطلب مني هالطلب !
خالد : ياساره اذا عشان مازن .. فمازن ترك البيت من زمان !!
ساره بخوف : ترك البيت ؟؟؟
خالد بتنهيدة : إي .. ماعاده طايق احد فينا ولم عفشه وراح يعيش لحاله !
ساره بألم : وتدرون عنه طيب وبخير ولا تعبان وفي شي !!
خالد : والله حاولت اوصله لكنه مسكر جواله .. بس دق على خالتي وطمنها انه بخير وابتعد عشان يروق ويرتاح ..
ماردت ساره وظلت تعصف فيها المشاعر واهي ماتدري تلوم مازن ولا تأسف عليه !
وخالد قطع عليها واهو يقول : المهم ساره بتجين الحين ولا شلون .. والله ترا فهد بيعصب !
ساره بضيق : أوكي خلاص بجي ..
خالد : حلوو .. لا تتأخرين لاني بامشي الحين ..
ساره : اوكي روح وانا بالبس الحين بسرعه واجي ..
خالد : تسلمين يابعد هالدنياااااااااااا والله ان جتني بنت لاسميها ساره ..
ساره : عاد مالقيت الا انت الي تسمي ساره .. لا حبيبي بنتك بتكون مشتركه بين عمانها وخالها .. وخالها بيكرها من اسمها مثل ماكرهني ..
خالد : وانا شعلي منه .. اصلا هو كاره الكل يعني لو جاني ولد وسميته فهد ولا سليمان بيكرهه بعد ؟؟
ساره بتنهيدة : مادري عنه ..
خالد : ولا انا .. المهم الحين تعالي وانا بامشي أوكيك ؟؟
ساره بضحك : أوكيك .. باي
خالد : باي
وسكرت ساره وقامت لتلبس وهي بداخلها متضايقة لهالروحة .. ماتبي تدخل بيت خالتها من بعد الي صار ومن بعد الحواجز الي حطتها بينها وبينهم وبين سمر .. كل شي بهالبيت يذكرها بمازن وماضي مازن وخلاص تعبت من الذكريات الي بتقضي عليها .. لكنها استسلمت لرغبة خالد وقامت وغيرت .. وطلعت من البيت لتمشي لبيت خالتها .. وحاول تطرد عنها اي مشاعر انتابتها .. مازن مايبيها تمشي بالشارع لحالها .. بس وينه مازن ؟؟ خلاص كل شي انتهى وانتهت معاه هالرعاية والاهتمام .. ودخلت البيت وهي تتنهد بضيق .. واتجهت ناحية جناح سمر وخالد ودقت الباب .. لحظات وفتحت الخدامة الباب وسألتها عن سمر وقالت لها بالحمام .. ودخلت ساره وقعدت على السرير تنتظرها ودقايق بسيطة وانفتح الباب وطلعت سمر وشافت ساره وانصدمت !
وقفت ساره وهي تبتسم لسمر بنعومة وتقول : اهلييييين ..
اتقدمت سمر وبشاير الفرح بوجهها وهي مو مصدقة ان ساره اخيرا تنازلت وجتها البيت بعد طول الجفا .. وسلمت عليها واهي تقول : هلا ساره .. تو مانور البيت حياتي !
ساره وهي تضمها بشوق : منور بوجودك سمر ..
سمر : شلونك يابنت والله وحشتيني ياحمارة ..
ساره : وانتي اكثر يلا عاد انا محترمتك عشانك حاملة ولد اخوي ببطنك ..
مسكت سمر ظهرها وهي تمشي للكنب وتقول: والله هذا الي مطيح مكانتي بقلوبكم من قبل يطلع ..
ساره بضحك : ليه وش مسوي هالمفعوص ؟
سمر وهي تقعد بوهن : مناشبني عند الكـل ما يداروني الا عشانه ولا انا خلاص مو شي
ساره وهي تقعد : هههههههههههه .. يستاهل عاد ما اغلى من ابوه الا امه ..
سمر بابتسامة ناعمة : تسليمن ياعمري .. قوليلي أخبارك ساره والله مشتاقة لك موووت ..
ساره بتنهيدة : اخباري هي هي لا جديد سمر ..
سمر بحنان : شلونك مع وليد ياساره !!
ساره وهي ترغم نفسها على الابتسام وتقول : ماشية احوالنا !
سمر وهي تراقب عيونها : أكــيد !
حست ساره ان عيونها بتفضح مشاعرها وحاولت تتحاشى النظر بسمر ونزلت عيونها الارض واهي تقول : إي سمر الحمدلله .. !
سمر : والله مانتمنالك الا السعادة ياعمري ..
ساره بمحاولة لتغيير الموضوع : قوليلي أخبار ندى ومتى بتملك ؟؟
حست سمر بعدم رغبة ساره بالكلام عن احوالها واتنهدت واهي تقول : ندى ياعمري تكسر الخاطر .. للحين ضايقة فيها الدنيا بسبة هالارتباط ..
ساره بأسف : ياعمري والله اني متحسرة عليها من قلبي ..
سمر : والله حتى اهي متحسرة على عمرها .. وللحين مي مستوعبة انها بتاخذ غير فهد !
ساره : تصدقين حتى فهد للحين منصدم والحزن مبين بعيونه واحس خلقه ضااااااايق من بعدها
سمر : عاد تصدقين ياساره ..
ساره باهتمام : وشو ؟
سمر : عندي احساس انهم لبعض !
ساره بعدم فهم : ندى وفهد لبعض ؟؟؟
هزت سمر راسها بابتسامة وقالت : مدري احس كذا .. لان ندى ملكتها كل شوي تتأجل واقول يمكن ذي خيرة من الله ياعسى يصير شي وتنلغي مره وحده !
ساره بفرح : ياعساها تنلغي من غير شر يارب !
سمر بضحك : آمين ..
دق جرس البيت واستغربت سمر من الي بيجي هالوقت .. وساره ارتجفت وهي تحس بالخوف لايكون مازن الي جا !! وبان الحذر بعيونها واهي تقول : مين جايكم هالوقت سمر !
سمر وهي توقف : والله مدري غريبة ..
ومشت وفتحت الباب وشافت الخدامة واهي تطلع للحوش وسألتها من عند باب جناحها : مين الي جا ؟؟
الخدامة : بريد الـ d h l
سمر باستغراب : غريبة لمين هالبريد ؟؟
ساره من داخل : مين ياسمر ..
دارت سمر واهي عند الباب وقالت : بريد جاي للبيت ..
سمر : يمكن لأبوك ؟
سمر : لا شغل ابوي يجيه على الشركة مو البيت ..
ووقفت بانتظار الخدامة الي جت ومعها ظرف كبير .. وورقة تطلب توقيع .. وقعت سمر باستلام البريد ورجعت الورقة للخدامة الي راحت تسلمها لراعي البريد .. وسمر رجعت الغرفة واهي تطالع الظرف وتقرا الي عليه .. وفاجأة تسمرت مكانها واهي تطالع الظرف بكل صدمة !!
انتبهت ساره لملامحها المفجوعة وقالت باهتمام : شفيك سمر .. وش طلع الظرف !
سمر والصدمة متملكتها : ظرف مرسول من امريكا لمازن !!
خفق قلب ساره بقوة وحاولت تظهر البرود واهي تقول : يمكن من جامعته ولا شي !
سمر بدون ماتنتبه لكلامها : لا مو من الجامعة .. من عطوف !
انتفض كيان ساره وحست بالألم وهي تسمع اسمها الي ذكرها بكل الآلام والجروح وحستها تشتعل بداخلها .. وشاحت وجهها عن سمر لتخفي الالم الي اشتعل بعيونها ..
وسمر انبتهت لنفسها وقالت بحمق : هذي شتبي منه ترسله بعد كل الي سوته فيه !
ساره بسخرية : لانه عمره مامنعها !
سمر : غلطانة ياساره .. مازن حكاني شكثر عانى ليصدها ويبعدها عن حياته .. لكنها كانت وقحة معاه لأبعد الحدود .. !!
ساره بألم : ماعاد يفيد هالكلام ياسمر ولا عاد يهمني الحين خلاص .. !
قعدت سمر واهي ممسكة الظرف وتقول : مستحيل اعطي مازن هالظرف .. والله اهو مو ناقص هم فوق همه !! (( وبكل حمق فكت الظرف بسرعه لتطلع الي فيه .. وساره مشيحة وجهها عنها وتلعب بخصل شعرها بكل ضيق وألم ..! وطلعت سمر أول ورقة صادفتها وقرت الي عليها .. وعيونها تتطاير من بين السطور بكل صدمــة ورجفــة !! وطلعت الغرض الثاني وهي تحس بدمها نشف من الصدمة .. ولقت مجموعة أوراق ممزقة لكنها ملمومة على بعض ومربوطة بخيط نحيف !! وانتبهت لأول كلمات على الدفتر وكانت كلمات موجهه من مازن لساره !! وخفق قلبها بكل قوة .. ورفعت عيونها لتطالع ساره .. ونادت بصوت بالقوة طلع منها : ساره ..
التفتت ساره لها واهي تتنهد وشافت وجهها المنقلب وعيونها المصدومة .. (( وسمر كملت : هالظرف لك انتي ياساره !
خفق قلب ساره بقوة واهي تقول : لي أنا ...؟؟
تجمعت الدموع بعيون سمر وبلعت ريقها بصعوبة واهي تقول : اي ياساره .. اشياء غريبة وتخرع .. امانة تعالي شوفي والله انا متيبسة ومو قادرة اتحرك !!!
اتملك الخوف اوصال ساره واهي توقف وتمشي لسمر .. وشافت اول ورقة معها وأخذتها لتقرا الي عليها :

" تسلم ليد ساره "

ارتجف قلب ساره واهي تسند ظهرها على الجدار وفتحت الورقة بأصابع مرتعشة وقرت الي بداخلها :

عزيزتي ساره .. عندما تصلك هذه الورقة فهذا يعني أن عطوف قد فارقت الحياة .. ! لقد عانت عطوف في الشهور الماضية عقابها من رب العباد .. وبقيت طريحة الفراش بالمستشفى اثر حادث شنيع أصابعها .. استطاعت خلال فترة مرضها ان تكتب لك كلمات لعلها تشفع لها داخل قلبك وهذه هي بخط يدها :

وقرت ساره الكلمات المكتوبة بخطوط متعرجة :

ساره .. أنا أواجه الموت .. مازن يحبك وحارب الكل عشانك .. وانا من غيرتي بغيت أفرقكم .. لكن صدقيني مازن عمره مالتفتلي .. ولا التفت لاي وحده غيرك .. سامحيني ياساره ..

سلمتني عطوف هذه الكلمات لتموت بضمير مرتاح .. وطلبت مني أن أوصل لمازن دفتر مزقته هي في لحظة أعمتها غيرتها الشديدة .. كان دفتر بث مازن بداخله كل مشاعره المتأججة نحوك .. وحبه الصادق وعشقه الأزلي لك انتي وحدك ! كان يكتب بهذا الدفتر طول فترة وجوده بأمريكا .. وكان دليلا صادقا على حبه ووفائه .. اعذريني غاليتي على مافعلته اختي بكم ! فلقد اعماها حبها لمازن لدرجة الجنون .. فأصبحت ترا الشر مكان الخير .. سامحيها أرجوك وادعي لها بالرحمة .. ظنت انها تستطيع امتلاك مازن الذي أحبته بجنون .. ولكنها اعترفت ان مازن لم يخضع لها يوما .. وأنه كان مخلصا بحبه لك أنتي .. فهنيئا لك برجلا حارب القلوب لأجلك .. وهنيئا له بك كأرق وأسمى قلب بالوجود ..
محبتك : مـــــي ..

انهارت ساره على الارض .. وهي تبكي وتغطي فمها بإيدها وتلم الورقة بين أصابعها المرتعشة .. وسمر اتقطع قلبها واهي تشوفها وقالت وهي تبكي : آسفة ياساره بس من جد صدمة .. ماتوقعت ان ظرف زي هذا يوصل بعد كل هالوقت !

ساره ماردت وظلت تبكي وتهز راسها بصدمة .. عطوف ماتت بعد مادمرتنا .. وأرسلت لي اعترافاتها بهالشي بعد ايش ياعطوف ؟؟ بعد ايش ؟؟ ورفعت راسها وقالت بصوت مرتجف : هاتي الاوراق ياسمر .. !
مدت سمر الاوراق لساره وساره تناولتها واهي تناهج بالبكي .. وفتحت الخيط وهي ترتجف بكل ألم وهلاك وتناثرت الاوراق قدامها أول ما فكت الخيط .. !!
أوراق ممزقة بتمزق روحها .. ومقطعة بتقطع قلبها .. ومبعثرة ببعثرة كيانها ..

ولمتها بأصابع مرتعشة .. وقربتها لبعض لتقدر تقرا منها شي .. ومسحت دموعها بسرعه لتقدر تقرا المكتوب داخل الأوراق .. وهي تحس انها تدمرت دمار من نوع ثاني .. دمار يحمل بداخله كل معاني الندم .. والألم والضياع !!

****************

سؤال واحد بسألكم إهو ...
بعد كل هالمعاناة والعذاب والدموع والآلام ... وبغض النظر عن أي معاناة قادمة وأي ظروف حاصلة
هل تتوقعون ان مازن ... يحن ويرضى ؟؟؟


***********************

الحلقـــــــــة الأخيرة

الفصل الأول



" صراع مع الموووت !! "






**********





" ساره ياروح مازن "



"لا تظنين إني بيـوم التفت لغيرك "



" فراقك دمار "



" فراقك عذاب "



" أنا عايش بهالدنيا عشان أحبك "



" عايش عشان أهواك "



" عايش عشان أضوي السعادة بقلبك "



" ســاره يا أعـذب الأسمـاء .. ساره يافتنة الكـون والفضاء .. كيف أحيا أنا بدونك بحق السمـاء "



" فاتنتي ياملكة قلبي .. يابلسم روحي وكيــاني "



" إليك قلبا لم يعشق غيـرك على مر الأزمــاني "



" في قلبي وحدها ساكنة "



" في قلبي وحدها قابعة "



" روحي وهواي وأنفاسي ودمي وعروقي عشقــوها "



" أشعر أن حبك يزداد بقلبي أكثر وأكثر وأعود لكي أعلنه لكي عبـر سطوري "



" لأني أحبك "



" لأني أعشقك "



" ولأني لا أرى غير رسمك في عيوني "



" اذكريني وأحبيني "



" فأنا لا دنيا لي غير ديناك فاعشقيني "



" فراقك مووووووووووووت ياحبي وجنوني "



كلمات مبعثرة .. بصعوبة قدرت تقرا منها الي قرت لانها ممزقة واهي تلمها لبعض وتحاول تركب الاوراق وتقرا .. ولأن دموعها تمنعها من القرايه .. وكل مامسحتها وقرت عبارة سالت دموعها أكثر .. لين حست بالنار تسعر بصدرها .. وكان كثير وصعب عليها تقرا هالكلام وتتوصل لهالحقيقة بعد كل هالوقت .. وبعد مافات الأوان .. بعد ما ربطها الزمن بإنسان ماقدر يحرك بداخلها أي شعور .. وخسرها لانسان هو روحها وحياتها ودنيتها .. وخــلاص اتدمرت .. !



وغطت وجهها بصدمة وهي تهمس بصوت مذبوح : مو معقول !! لالا مستحيل الي قاعد يصير فيني مستحيل !!



تقطع قلب سمر على حالتها وبالقوة قامت من مكانها وقعدت جمبها بالارض وهي تقول من بين دموعها : أدري انها صدمة ياساره .. بس حتى لو كان هالشي مو وقته الا انه بيريح خاطرك تجاه مازن وانتي الي كنتي تحسبينه متعمد يتركك ويبعد عنك ومايبيك .. الحين بترتاحين يوم عرفتي حقيقة حب مازن لك..



ساره وهي تبكي : لا ياسمر لاااا ! ياليتني قعدت على عماي وماعرفت عنه شي .. كنت ماراح أحس بالذنب .. اما الحين بعد ماعرفت كل شي بظل طول عمري ندمانة وطول عمري بحس اني انا السبب !! (( وناهجت واهي تقول : أنا السبب بضياع كل شي ياسمر .. انا الي ماصدقت مازن وابتعدت عنه وتركته بعز حاجته لي وتعبه وتعاسته .. كان كل شي ممكن يتصلح لكن جروحي حطمتني وماقدرت استحملها ياسمر ... (( وخبطت الأرض بإيدها واهي تبكي وتقول : ماقدرت أستحملها .. ماقدرت .. ماقدرت ..



ضمتها سمر لصدرها واهي تبكي وتحس بالالم على حالة ساره وقالت : بس حياتي هوني على نفسك ماتدرين يمكن الي صار خيرة من ربي .. يمكن الله كاتب لك السعادة مع وليد مو مع مازن !!



ساره وهي تبكي : لا سمر انا مو مبسوطة مع وليد .. اكذب على نفسي واوهمها بهالشي لكني مو قادرة احبه ولاني قادرة انبسط معاه .. سمر انا ظلمت الكل معاي .. حرقت قلوب الكل بسببي خلاص مابي اعيش بهالدنيا خلااااااص !



سمر : بس ياساره بس والله قطعتي قلبي لا تقولين هالكلام .. !



ابعدت ساره نفسها عن سمر وطالعت الاوراق بالارض وهي تقول : لا انا انتهيت ياسمر .. انتهيت بعد هالشي خلاص ماظني اقدر اعيش وانا اشوف شلون مازن متعذب بسببي .. وليد متعذب ومحترق عشاني .. وانا مو قادرة اسعد نفسي ولا اسعد احد معاي .. قوليلي بالله مو الموت أريحلي من كل هذا !



سمر : لا غلطانة حياتي .. ساره اذا انتي مو قادرة تنسجمين مع وليد تقدرين تنسحبين من حياته .. توك انتي وهو مابعد صار بينكم لا زواج ولا شي ! مو تدمرين نفسك بهالطريقة وهالحالة !



ساره : أترك وليد ياسمر طيب وبعدين ؟؟؟ عاد مازن الي يبيني الحين ؟؟ مازن كرهني ياسمر .. على كثر ماحبني كرهني ! مازن لو يندق لحمه بلحمي والله لايفصل لحمه عني ولا يرجعلي !



سمر بألم : ماظنيت ياساره .. انتي ناسية الحب الجامح الي كان بينكم وناسية كيف كان يموت بهواك ؟؟
__________________

ساره : كان ياسمر كان .. انتي ماشفتي نظرة عيونه يوم تواجهنا قبل فترة !! طالعني بنظرة مقيته سمر .. وكلمني بنبرة عمري ماسمعتها منه .. نبرة تطلع من انسان حاقد ويكره الشخص الي قدامه !



سمر : لانه شافك مع وليد وماستحمل ياساره ... ولازال اهو عايش بعذاب وهلاك لكن صدقيني لو كان في فرصة ترجعون لبعض والله بيكون اسعد انسان .. مازن اخوي وانا اعرفه ..



ضاعت عيون ساره بالفراغ واهي تهمس : بس مستحيل ياسمر.. قلوب الناس مي لعبة عندي .. احب مازن واتركه .. واروح لوليد وأعلقه فيني وأتركه وأرجع لمازن .. ! وطالعت بسمر بنظرة الم وهي تقول : الله مايرضى ياسمر .. ومن وين بيكتب لي السعادة وانا معيشة غيري بعذاب !!



طالعتها سمر بحيرة وألم ! ليه كل هذا يادنيا .. ؟ بعد كل الحب والعشق الي ماصار ولا استوى مثله بهالدنيـا .. يضيع بلحظة غفلة وجرح وغيرة وألم .. ولما نصحى من جروحنا وآلامنا .. نلاقي الاحلام ضاعت وانتهت .. !! ياويل قلبي على صدمتك ياساره .. ويايل قلبي على جروحك يامازن !






***********






دخل وليد بيت أهل عمه واهو ثاير الاعصاب .. واول من صادف قباله كان فهد ..



وليد وهو يحاول يتحكم باعصابه : السلام عليكم ..



فهد : عليكم السلام !



وليد : وش السالفة يافهد !



فهد بتنهيدة : علمي علمك ياوليد .. هذه هي من يومين مسكرة على نفسها الباب .. لا ترد علينا ولا على اتصالاتنا .. وبلغتك عشان تجي تشوفها يمكن تتجاوب معاك !



وليد وهو يمشي للدرج : يومين يافهد وتوك تقولي عن حالتها ؟؟



فهد : وانت ليه تنتظرني اقولك ؟ دامك فاقد حسها ليه ماجيت تسأل عنها !



وليد : امور بيننا يافهد لكن ماتوقعت توصلها لهالحالة !



فهد : انت عارف ياوليد طبع ساره من قبل تاخذها .. أرجوك وليد راعها قد ماتقدر !



وليد وهو يطلع الدرج : والله يافهد ماسويتلها شي .. اهي الي مو راضية تحس فيني وتتقبلني بحياتها .. (( وكمل بتنهيدة : وين غرفتها ؟؟



فهد : باطلع معاك .. وطلع الدرج معاه لين غرفة ساره ودقوا عليها الباب .. وكالعادة لا استجابة !



وليد وهو يدق الباب بقوة أكثر : ســـــــــاره .. ســـــــــــاره فكي الباب انا وليد فكي الباب حياتي ..



ووقف واهو يرهف سمعه ياعسى يسمعها تمشي ولا ترد .. وخاب أمله وماسمع منها شي ودق مره ثانية وقال : ساره لو مافتحتي باكسر الباب !! سامعه ؟؟ باكسر الباب !!



وانتظر لحظات الا وسمع خطوات تقترب من الباب .. وثواني وانفتح الباب لتظهر من خلفه ساره بمنظر يقطع القلب والروح .. عيونها متوقدة كالجمر ووجهها شاحب ومنخطف لونه !



فهد ماتحمل منظرها وقال : شفيك ياساره .. ليه مسوية بعمرك كذا ؟؟



ساره ماردت وكانت عيونها معلقة بوليد .. نظرات كلها ألم وأسف وحزن ! ووليد اتقدم منها وهو يطالعها منظرها وقلبه يخفق بكل حبه وحنانه .. ومسكها من ذرعها بخفة وقال : شفيك ياساره ؟ شالي صاير ؟



تجمعت الدموع بعيون ساره وانتفض دقنها بمحاولة لكتم البكي .. وبلا شعور منها رمت راسها على صدر وليد وصارت تنتحب بصوتها ! ضمها وليد وهو مخترع من حالتها .. وفهد قرب منه وهمس عند راسه : حاول تهون عليها ياوليد وانا باترككم الحين .. (( وطلع من الغرفة وسكر الباب ..



وليد واهو ضام ساره : ساره شفيك حياتي .. ليه هذا كله .. ليه هالبكي وليه مسوية بنفسك كذا فهميني ؟ ومشاها لين قعدها على السرير وقعد جمبها وضمها بحنان وهو يقول : بس حياتي والله قطعتي قلبي بدموعك وانا مدري وش سببها !



ساره وهي تناهج : سامحني وليد ارجوك ..



وليد باستغراب : اسامحك على ايش حياتي انتي ماسويتي شي !



ساره : انا ظلمتك معاي وليد .. (( ورفعت راسها واهي تكمل : ارتبطت فيك عشان اهرب من الجحيم الي كنت عايشة فيه .. ظنيت اني ممكن أنسى بسرعه معاناتي وأعيش معاك انسانة ثانية بقلب ثاني .. لكني مو قادرة أسعدك وليد ومو قادر أتجاوب معاك بشي .. أنا بعذبك معاي لان هذه وظيفتي بهالدنيا .. أعذب الكل معاي وأتعبهم وأعيشهم بتعاسة ودمار !



وليد : ساره شهالخرابيط انتي من قالب لك مخك ؟؟



ساره : هذه الحقيقة وليد .. انا ما أقدر أسعدك ولا أسعد احد غيرك .. انت تحبني بس انا مو قادرة احبك ومابي اعذبك معاي اكثر !



وليد : ياساره أنا راضي ومو لازم تحبيني يكفيني اني انا احبك واموت فيك .. وقدامك العمر كله لتحاولين تحبيني بأي فرصة تجيك .. بس انتي شالي صار وخلاك تفكرين بهالطريقة الي وصلتك لهالحالة !



ساره وهي وتبكي : إحساسي بالذنب وليد خلاص مو قادرة استحمل ..



وليد : لا تحسين بالذنب عشاني حياتي .. وصدقيني انا راضي وبظل صابر ومتحمل لين يحكم قلبك بكيفه ومزاجه متى تتقبليني وتحبيني .. بس لاتسوين بنفسك كذا تكفين !



غمضت ساره عيونها وهي رافعة راسها وتبكي بصمت .. مستحيل تفهمني وليد .. انا أبكي حالي وابكي حالك وابكي حال مازن .. انا بدوامة وصراع لو تدري عنه ياوليد بتنخبل .. ارتباطي فيك كان غلط بغلط وتوني أحس بهالغلط بعد ماخسرت روحي وحياتي .. ياربي ان كان حياتي انكتبت مع وليد فيالله انك تنقذني من هالعذاب و تشرح صدري لحياتي معاه لاني احس الدنيا بكبرها ضايقة فييييييييييييييني ..



اتأملها وليد واهي بهالحالة وقال : ساره كوني صريحة معاي أرجوك .. شالي تفكرين فيه بالضبط ؟؟؟



طالعت ساره فيه وشافت العذاب بعيونه .. وحست بعجز عن الكلام ! شتبين أقولك وليد .. أقولك اني كنت ظالمة مازن ؟؟ تبيني أقولك اني اكتشفت بعد كل هالوقت شكثر قسيت عليه ودمرته وضيعت من إيدي كتلة من الحب والوفا والتضحية .. وعرفت اخيرا ان كل شكوكي كانت أوهام !! وانه صان حبي بقلبه طوال السنوات ... واني بوقت ماحسيته أضعف من انه يتحدا أحد عشاني .. اكتشفت انه حارب كل القلوب عشان حبي ! أقولك ياوليد هالكلام عشان أقضي عليك مره وحده ؟؟؟ عشان ينزل علي سخط ربي وأعيش مدمرة طول عمري ! ياويلي منك وياولي من مازن وياويلي حالي أنااااا .. !!



تأمل وليد عيونها وحس فيها الضياع واللوعة وقال : تكلمي ياساره .. قولي كل الي بخاطرك تكفين !!



ساره وهي تبعد خصل شعرها بضيق : وليد أنا تعبانة ومابي اتعبك معاي .. يكفي عذبت الكل لين دمرتهم والحين خلاص مابي أفكر بشي ولا أقرر شي .. انا حياتي معاك وانكتبت لك انت وشكـّـلها انت مثل ماودك !! حبني مثل ماتبي وعاملني مثل ماتبي وسو فيني الي تبي .. لاني تعبت ومابي افكر ولا بشي ياوليد .. ولا بشي !!



ضاعت عيون وليد بوجهها واحتار من كلامها !! شهالكلام الغريب ياساره ؟؟ انتي شالي صاير فيك وخلاك تفكرين بهالطريقة !! شالي خلاك تسلميني حياتك وأسوي فيك الي أبي وانتي ماعادك معترضة !! وحس بشبح مازن يداهم باله ونغزه قلبه يوم حس انه له علاقة بحالة ساره .. وطرا على باله فكرة انه ياخذها ويبعدها عن هالعالم والناس وقال وهو يراقب عيونها : يعني ياساره لو أنا قررت الحين شي يتعلق بحياتنا .. إنتي مو معترضة ؟؟؟



ساره بألم : مو معترضة ..



وليد بعين لامعة : أجل خلينا نتمم زواجنا بهالصيفية !!!!



يمكن خفق قلب ساره بكل عنف .. يمكن حست روحها تمزقت بداخلها بكل ألم ودمار .. لكن وليد ماشاف منها الا نظرة ضياع وهمسة من بين شفاتها تقول : .......... مثل ماودك !!
__________________



وشعت مشاعر الفرح من عيون وليد !






********

 
 

 

عرض البوم صور dali2000   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
للكاتبة المحظوظه, المحظوظه, دنيا الوله, قصه دنيا الوله, قصه دنيا الوله للكاتبة المحظوظه
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 12:29 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية