لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > المنتدى العام للقصص والروايات > القصص المكتمله
التسجيل مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله خاص بالقصص المنقوله المكتمله


رانمارو .. ذات طابع ياباني ..

بسم الله الرحمن الرحيم أولا أحب أقول أن دي أول مشاركة و أول موضوع ليا هنا , الرواية دي يابانية الطابع , أنا بألف فيها حاليا , أنا هأنشر

إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 23-12-06, 01:22 AM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Dec 2006
العضوية: 19886
المشاركات: 3
الجنس ذكر
معدل التقييم: احمد خشبة عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
احمد خشبة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي رانمارو .. ذات طابع ياباني ..

 

بسم الله الرحمن الرحيم

أولا أحب أقول أن دي أول مشاركة و أول موضوع ليا هنا , الرواية دي يابانية الطابع , أنا بألف فيها حاليا , أنا هأنشر الفصل الأول منها , و إذا لقيت ردود مشجعة هأضع فصل كل يومين بإذن الله تعالي , الفصل الأول في الرد القادم , سلاااااااااااام.

الســــــــــاحر.


رانمــــــــــــــــــــــــــارو

الفصل الاول:

السهـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــم


- وحتي هنا نقف في درس اليوم , راجعوا ما أخذتموه جيدًا , و لا تنسوا حل الواجب , و من سوف يتجاهل ذلك سوف أعاقبه غدا بالجري حول الفناء خمس لفات .
- ماذا؟!!!!
هكذا صاح التلاميذ ردا لما قالته المدرسه لهم .
- لن أتراجع عن العقاب حتي و لو أضطررت إلى معاقبه الفصل كله , أفهمتم؟؟
خرج التلاميذ و هم في أسى يتناقشون حول هذا العذاب اليومي , فلم تكن تلك المدرسة سوى أداه تعذيب لهم ,
- من يفعل هذا الان ؟!!
- من يعاقب بالعقاب الجسدي ؟!!
- هذا ظلم!!!
هكذا تدافعت جمل النقاش بين جماعات التلاميذ المتتاليه و هم يخرجون من باب المدرسة , و لكن هناك في آخر الفصل ظل طفل يلم اشياءه بدون أي تعبير علي وجهه و لو حتي بالإمتعاض نظرا للواجب المفروض عليه
-((أغبياء , ألا يعلمون أنه بفعلهم للواجب سوف يتجنبون ما تفعله هذه المدرسة المجنونة.!!))
هكذا تدافعت الأفكار في عقل (رانمارو) و هو يهم بالخروج من الفصل و الرجوع إلى المنزل
- يالها من حياه بائسه ممله رتيبه , كل يوم أصحو مبكرًا , أذهب للمدرسة لأسمع كلامًا تافهًا لا يمثل لي أي عناء من المدرسين , و أسمع كلامًا أكثر سخفًا من تلاميذ كسالى لا يستطيعون حتى أداء واجبهم , لقد مللت هذه الحياة , أريد نوعًا من التغيير , أريد نوعًا من الإثارة.

كان (رانمارو) ولدا ذكيًا , يبلغ من العمر خمسه عشر عامًا, و شعره بني , و ناعم و طويل , لون بؤبؤ العين أزرق صافي , و بشرته بيضاء قليلا , كان يعيش في منزل من طابقين , والده و والدته توفيا على إثر حادثه سيارة أودت بحياتهما , هكذا قال له جده الذي يربيه , و علي الرغم من أن (رانمارو) صغير , إلا أن جده كان يجعله يعيش بمفرده و لا يعيش معه , بل و لا يتكلم معه و لا يزوره إلا إذا كان هناك ما يدعو لذلك , ف(رانمارو) يدخل عادة المنزل من سلم جانبي إلى الطابق الثاني , و لا يدخل إلى الطابق الأول حيث يعيش جده.

**********************

- أنا ذاهبة للتدريب.
- لا تتحاملي علي نفسك كثيرًا , حافظي علي روحك و تقدمك و لا تتأخري كثيرًا .
- حسنا , لن أتاخر , أوعدك يا أمي ,مع السلامه.
خرجت (ساكورا) من البيت و هي تحمل قوسا و جعبه علي كتفها , كانت ساكورا ذات الرابعه عشر ربيعا عضو بنادي المدينة للقوس , و كانت بطلة ينتظر لها الكثير في المستقبل,
- ها هي قادمة , أفٍ , كم أكره تلك الفتاة , جميلة و موهوبة و الكل يحبها !
هكذا قالت (هيجوري) إلى نفسها و هي تلوح بيدها إلى (ساكورا) صديقتها , كان من الواضح أن الغيرة تملك قلبها من ناحية صديقة عمرها.

**************************

- الطعام موجو...
أطبق رانمارو علي الورقه بيده بدون أن يكمل قراءة ما فيها , و رماها في سلة المهملات القديمة الشكل علي جانب الباب , و ذهب إلى المطبخ
- موجود بالمطبخ كالعادة , أوه , لقد مللت من الرتابه هذه!!
أخرج (رانمارو) الطعام و تناوله علي منضدة في المطبخ , و بعدها ذهب إلى السرير , و ارتمي إليه بملابسه و نظر إلى سماء غرفته , و تمطع بشدة تدل علي رغبته العميقة في النوم
- تعالي إلى هنا.
نادى علي قطته التي كانت تجلس علي منضدة صغيرة بالحجرة , فقفزت إلى السرير و نامت إلى جانبه حيث أخذ يداعب شعرها بيده برفق و حنان
- لا أعرف ماذا كنت أفعل لو لم تكونِ معي (سوما) !
كانت (سوما) قطه بنية اللون من نوع السيامي .

***********************

طااااااااااااخ... فجأه ظهر الصوت العنيف الناتج عن إنفتاح النافذه علي مصراعيها عنوة
- ما..ماذا حدث ؟
استيقظ (رانمارو) و هو متصبب عرقًا علي السرير من جراء هذا الصوت المفاجئ
- م..م...من هن..ن..نااك؟؟
تسائل (رانمارو) و هو يرتعش من الخوف عندما ظهر ظل رجل خارج النافذة , و فجأة و في لمح البصر , أصبح الرجل داخل الغرفة , و صاحب دخوله صوت رعد و ضوء برق غمر الغرفه لوهلة و فجأة سكن كل شيء.
- رانمـــارو.
فجأه تكلم الرجل الذي كان يلبس معطفًا أسود يغطي كل جسده .
-لقد عشت طويلاً بما فيه الكفاية و حان الآن وقت دفعك ثمن خطأك.
تكلم الرجل بصوت غليظ , ألقي الرعب في قلب (رانمارو) الذي تراجع إلى آخر السرير, و هو يرتعش يكاد يغمي عليه
- أ..أأأحلم ؟؟ أهذا رجل يريد أن يقتلني ؟
اتسعت عين (رانمارو) و ظهرت العروق فيها واضحه
- كلااااااااا , لم أفعل شيئًا !!
صرخ (رانمارو) فجأة , و قفز من علي السرير إلى الأرض , في نفس اللحظة التي ومض شيء من يد الشخص و أصاب السرير , فصدر صوت إنفجار مكتوم , و اشتعل السرير فجأة , و تحول إلى رماد في اللحظة التالية ,
-(( هـ..هـ...هذا حلم , لا بل هذا كابوس , نعم كابوس !))
هكذا فكر (رانمارو) .
- أتريد شراء البيت ؟ إنه ملكا لجدي و لكن إن أردتني أن أقنعه فأستطيع إقناعه بأي شيء , إن كنت لصـ...
و لم يكمل (رانمارو) كلامه حيث رفع الشخص يده و هنا ابتعدت السحابة التي كانت تخفي القمر خلفها , فسقط شعاع القمر البدر علي الدنيا بأسرها مضيئا الكون بضوء خفيف , رأى (رانمارو) علي أثره ما كان يمسكه الشخص , و هنا قفز (رانمارو) مرة أخرى إلى الجانب متفاديا الضوء الذي خرج من الشخص , و الذي أصاب الباب فأحرقه في صوت مكتوم و تحول إلى رماد في ثانية واحدة .
- لا أمل لي أمام هذا الشخص , إنه يريد فعلا قتلي , ماذا أفعل يا ترى؟!أين ملجأي الآ...؟!!
فجأة سكت (رانمارو) عن التفكير , ليس من خوفه هذه المرة , لا , بل من فكرة مجنونة طرأت علي عقله .
- نعم هذا هو السبيل الوحيد .
و فجأة قام يجري (رانمارو) متجهًا إلى النافذة .
- أتريد أن تموت منتحرًا , هاهاهاها , كلا لن أعطيك هذه السعادة , لابد و أن تموت بيدي
و تابع الشخص و هو يضحك إطلاق آشعته إلى (رانمارو) الذي كان لا يبالي حتى بالنظر إليها , كانت كل حياته كلها متوقفة علي هذا.
-(( اصبر , اجري , لا تخف , اقفز من النافذة .))
هكذا كانت نفسه تحثه و تدفعه , و في لحظة أصبح كل شيء أمام (رانمارو) بطيئًا.
- مال للوقت و كأنه توقف؟؟ إني أجري و النافذة تبدو بعيدة كما هي , مال لعيني و كأن الضباب يلفها , مال لدقات قلبي أحس بها , أهنا سوف أموت ؟ أفي هذا المكان البالي تنتهي حياتي ؟؟

- كلااااااااااااا!!!!!!!!!!!!!!!
صرخ (رانمارو) عاليًا , و هنا مرت حزمة من الآشعة فوق رأسه فأحرقت شعيرات قليلة جعلت لونها رمادي خفيف.
- هيـــــــاااااااا
صرخ مرة أخرى و هو يجري , و فجأة فعل أجن شيء يمكن أن يفعله إنسان عاقل , قفز من النافذة بقفزة طويلة قطع فيها مسافة الخمسة أمتار كاملة بعد صيحته الأخيرة .

*************************

- أراكن غدا .. مع السلامة !
خرجت (ساكورا) بعد إنتهاء تدريبها و توديعها لأصدقاءها إلى الشارع حيث تمشي و هي متعبة قليلاً من التدريب .
- ياليتني أستطيع التدريب كل يوم , يوم الأربعاء لا يكفيني وحده , أريد يومًا إضافيًا علي الأقل.
- ((لا تنسي (ساكورا) أن لكي واجبات و مدرسة , و في النهاية هذه تسمي لعبة في وقت الفراغ , و لا يعقل أن يكون وقتك كله فراغ.))
- أوه!!!
تنهدت (ساكورا) في حزن و هي تتذكر كلمات والدتها إليها , كانت تمشي بدون أن تنظر حتى إلى الطريق , فهي تعرف الطريق جيدًا , و لا حاجه لها أن تراقب طريقها , مشت رجلها حتي وصلت إلى شارع رئيسي انعطفت به يسارًا , و....
- ما هذا؟!!!
تسمرت (ساكورا) مكانها , و سقطت منها جعبتها و بيدها اليسرى تمسك قوسها و هي ترتعش , فأمامها مباشرة , في منزل يبعد عن مكانها الحالي بمنزلين , و علي إرتفاع يقارب الطابقين من الأرض , كان هناك أغرب موقف يمكن ان يشاهده شخص حي , شخص خرج من النافذه التي بالطابق العلوي قافزًا إلى الأرض و هو يصيح :
- هيــااااااااا!!!!
و تابعه قفزة رجل أسود الثياب , ولكن قفز هذا الرجل إلى أعلى و كأنه لا يعرف لشيء يسمى جاذبية وجود .
- سألقي بك إلى حيث يوجد أبواك أيها السيء , أرسل إليهما سلامي و تحياتي .
أحس (رانمارو) بأنه هالك.
- كككاااتتوووننن سسساااببباااا!!!!!!
صرخ الشخص موجها يده إلى (رانمارو) , و لمع ما يمسكه بيده.
- ((إنها تقترب ... إنها النهاية ...مالي ضعيفًا بائسًا هكذا ؟!...أهذه قوتي؟!!...أم أن هذا الرجل فعلاً غير بشري ؟!!! كل شيء سيتلاشي , أحلامي ...أمالي ...طموحاتي ...كلها إلى الهلاك ...وداعًا أيتها الحياة ..وداعًا أيها العالم البغيض , إلى اللقــ....))
- تـــــــشـــــو!!
قتل هذا الصوت فراغ الصمت بين الشخصين , اتسعت عينا (رانمارو) على آخرهما.
- ما هذا ...؟!!!!
- من فعل هذا بي ...آآآآآآآآآآآآآه!!!!!!!!
صرخ الشخص الغريب من الألم بعد إختراق سهم لصدره حيث موضع قلبه في اللحظة التي أوشك فيها أن يقتل (رانمارو) بالتعويذة المميتة , نظر (رانمارو) إلى الإتجاه الذي جاء منه سهم النجدة ...
- من هذه الفتاة؟!!!
تساءل (رانمارو) و هو في الهواء عندما لمح فتاة تمسك قوسا و تقف علي بعد منزلين منهما , لم تكن هذه الفتاة سوي شخص واحد....
- آآآآآآآه!!!
صرخ (رانمارو) عند إدراكه في اللحظة التالية أنه في وسط الهواء على بعد طابقين من الأرض , و فجأة حدث شيء آخر , أضاءت رجله من أسفل بضوء أخضر قرمزي , و فجأة اعتدل في وقفته.
- ((ما هذا ؟!! إني أشعر و كأني علي بساط من حرير يطير بي , إني أنزلق إلى أسفل بيسر و كأني ... و كأني أطير.))
و هنا وصل (رانمارو) إلى الأرض بسهولة و يسر و وقف عليها و هو ينظر إلى رجله و يرفعها حيث مكان الضوء الأخضر الذي اختفى.
- غريب ... ما هذا الضوء الذي خرج مني ؟!! أيعقل أن....؟؟!!!
- انتظررررررررررررييييييي!!!
صرخ (رانمارو) و هو يشير بيده اليمنى إلى المكان الذي كانت تقف فيه تلك الفتاة منذ لحظات , حيث أنها جرت إلى شارع جانبي.
-هه , هه , هه , لابد أن ألحق بها.
جري (رانمارو) إلى حيث دخلت الفتاة , فلم يجد سوى شارع خالٍ لا يوجد به أحد.
- انتظري .. علي الاقل أريد أن أقول لك ....شكرا !!

************************

- آه!
استلقى (رانمارو) علي ظهر سور المنزل و هو يفكر..
-(( ما حدث كان حقيقي , لقد رأيته بأم عيني , ماذا سأقول لجدي غدًا ؟أأقول له أن شخصًا هجم علي و أحرق البيت ؟! كلا لن يصدقني , أأقول له أني أنا الذي أحرقت البيت ؟!! كلا لن يصدق ذلك إضافة إلى ما الذي سأجنيه من فعل ذلك؟!! ))
فكر (رانمارو) و هو مستلقي ينظر إلى السماء الملبدة بالغيوم.
- يبدو أنه لا مفر من هذا.!
قام (رانمارو) , و صعد السلم , و أخذ حقيبة ظهر و وضع بها ما تطوله يداه من أشياءه
- هذه الكوفيه , و هذا البنطال , و لا تنس المعطف , و ...
و استغرقت عملية جمع الأشياء قرابة نصف ساعة , حيث أن (رانمارو) لم يكن يملك الكثير فعلاً , و بعد أن حزم الحقيبة , و لبس المعطف الأسود الجميل الذي يحبه , ذهب إلى مكتب بالردهة , و أخرج مفتاحًا مبلولاً من عرقه كان يلبسه حول رقبته.
- الآن ستأتين معي.
قالها و هو يفتح قفل درج موجود بالمكتب ,و مد يده و أخذ شيئًا معه ثم اغلل الدرج كما كان , ووضع هذا الشيء في جيب بالبنطال , حيث كان به جيوب كثيرة إضافة لأنه مغطى بالمعطف.
- هااااا, أخيرًا حان موعد الرحيل عنك أيها البيت.
قالها (رانمارو) بأسى و هو يقفل البيت من الخارج , فلمح شيئًا يومض على أرضية الحديقة.
- ما هذا...؟؟!!
قالها و هو ينحني ليلتقط سهمًا خشبيًا , التقطه (رانمارو) و رفعه إلى السماء و نظر إليه و قال:
- إنك مثل أي سهم , و لكنك فعلت شيئًا لم يفعله سهم من قبل ....إنك من أنقذت حياتي , و رابطتي الوحيدة لأعرف من انقذ حياتي.
وضع (رانمارو) الحقيبة أرضًا ووضع السهم بداخلها , ثم حمل الحقيبة و أخذ يمشي و هو يلبس المعطف الأسود و هو يمسك بالحقيةه علي كتفه الأيمن , و يمسك باليد اليسرى عصاة يتوكز عليها , حيث أن جسمه لازال يعاني من آثار الصدمة , و هنا ابتعدت سحابة أخرى كانت تمنع القمر , فسقط ضوءه علي الكون كله , و علي الشارع رقم 16 في الحي الشرقي من الضاحية الغربية لمدينة أوساكا أحد مدن اليابان , حيث ظهر ظل طويل أخذ طول الشارع تقريبًا لشخص يمشي بعيدًا , و أخذ الظل ينحصر بالتدريج , ينحصر , ينحصر , حتي اختفى تمامًا , و انتهى معه فصل من فصول قصة الموت.

يتــــــــــــــــــــــبع................

 
 

 

عرض البوم صور احمد خشبة   رد مع اقتباس

قديم 23-12-06, 01:24 AM   المشاركة رقم: 2
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Dec 2006
العضوية: 19886
المشاركات: 3
الجنس ذكر
معدل التقييم: احمد خشبة عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
احمد خشبة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : احمد خشبة المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 

بسم الله الرحمن الرحيم


الفصل الثاني

القبـــــــــــــــــــــــــــر

-عذرا يا سيدتي .... لقد جاء هذا التقرير توًا من مراقب (هاكو) .... لقد فشلت مهمة القضاء عليه !
-هاهاهاهاها...لم أتخيل أن طفل صغير سوف يكون عقبة في طريق الماهر (هاكو) !!
-لا يا سيدتي ... من الواضح أنه قد تلقى عونًا من أحد الأشخاص .
خيم صمت علي الغرفة المظلمة التي كانت مضاءة بضوء أحمر خافت رومانسي كان قد أوضح وجود سيدتين بدون إبداء ملامحهما .
- هل كان..؟؟
-كلا , لم تكن سوى شخص من العامة , ولكن لم يُعرف سبب المساعدة ولا كيفية القضاء علي (هاكو) حتى الآن !
-هل صار (هاكو) ضعيفًا لهذه الدرجة ؟!!!
قالتها وومض شيء في عينيها لوهلة , وميض كان يكفي لإضاءة الغرفة بأكملها , وميض إمرأة شرسة.
-اذهبي الآن , أريد أن أجلس بمفردي , واصلي البحث عن هذه البشرية الحمقاء و أينما وجدتيها لا تقومي بأي شيء حتى تخبريني أولا , مفهوم؟
-أوامرك مطاعة يا سيدتي .
و انحنت المرأة الواقفة ثم تحركت نحو الباب , و عند الباب نظرت إليها مرة اخرى , كان الوميض قد ظهر مرة أخرى , ولكن مع ظهور شبح إبتسامة شرسة عليها , إبتسامة جعلت جسمها يقشعر و كأنها في أكثر الأجواء برودة .

**********************

- تذكرتك أيها السيد الصغير؟ - تفضل ! - شكرًا لك , و أنت يا سيدي؟تذكـ...؟
اندفع القطار بسرعة شديدة إلى (طوكيو) , هذا القطار الذي يحمل كثيرًا من الناس , كثيرًا من الفوائد للراكبين , كثير من الحزن لهم , هذا القطار الذي يحمل البشر علي إختلاف غرائض زياراتهم ل(طوكيو) , وسط هذا الحشد الهائل من الناس , انطوى شاب يقارب الخامسة عشر من العمر في مقعده , لا ينظر يمينًا أو يسارًا , كل الذي يفعله هو تحديقه المستمر في النافذة بشرود واضح.
-((لا يمكن أن يكون هذا يحدث لي , لماذا كل هذا العذاب الذي أواجهه؟!! أولاً جدي و معاملته السيئة لي , و ثانيةً هذا الهجوم الغريب علي أمس , أنا لا أعرفه حتى , بالإضافة إلى أنه غير طبيعي على الإطلاق , لابد و أنه يتمتع بقوى خارقة , و لكن ما علاقة شخص بقوى خارقة غير طبيعية بي؟!! هذا ما لا أفهمه أبدًا , أتمنى أن حادثة أمس تكون مجرد صدفة , أنا لا أعرف إن كان له أعوان يريدون الإنتقام مني لمقتله .))
- ((و لكنه ليس خطأك , أنت لم تذهب إليه و تستفزه , لقد جاء إليك ليقتلك , إضافة إلى أنك الذي لم تقتله .))
-((نعم أنا لم أقتله , لقد قتلته تلك الفتاة , أنا لا أعرف شكلها أبدًا , لم ألمحها و لا مرة واحدة في حياتي , أيعقل أن تكون تلك الفتاة هي الهدف و لهذا أقدمت علي مساعدتي؟! كلا غير طبيعي علي الإطلاق , فأنا حتى لا أعرف من هي , و هي بالتأكيد لا تعرفني , ربما كانت صدفة بحتة , و لكن يالها من صدفة!!)
- ((ألا يمكن أن تكون تلك الفتاة في خطر أيضًا؟!))
-((مـ...مـاذا؟!! نعم يمكن أن تكون هي في الخطر الحقيقي , فهي التي قتلته , و لكنها ساعدتني و لابد أن أساعدها أيضًا , ولكني لا أعرف من هي , ولا أعرف أيضًا مكانها , إضافة إلى كوني ضعيف , فإذا ذهبت إلى نجدتها فلن أحدث فرقًا سوى أني سوف أٌقتل معها , ماذا أفعل ؟! ماذا يحدث حولي ؟!! إني أحس و كأن الدنيا قد أطبقت علي , لابد من وجود حل لذلك , أولا سأهدأ ثم أفكر بعدها , هذا هو الرأي السليم.))
هكذا كان (رانمارو) يتحدث مع نفسه في عربة القطار.
كان (رانمارو) ولدًا طبيعيًا مثل كل الأولاد , و كان تلميذًا نجيبًا , وملتزمًا , ولكن حدثت له أمس حادثة مروعة , لقد هاجمه أحد الأشخاص الذين لا يعرفهم , و كان للشخص هذا قوي غير طبيعية , ولولا العناية الإلاهية لكان قد مات الآن لولا تدخل فتاة و قتلت الشخص هذا بسهم أطلقته هي , و لكنه لم يكن يعرف الفتاة كما لم يكن يعرف الشخص , و عندما وصل للأرض بطريقة غريبة كانت الفتاة قد اختفت .
الآن (رانمارو) خرج من بيت جده للأبد ,و ترك له رسالة يخبره فيها أنه ذاهب بلا عودة , و لكنه كان لا يملك مكانًا آخر يذهب إليه , فقرر أنه يذهب إلى مدينة (ناجويا) اليابانية حيث مدفون هناك أبواه , حيث أحس أن المكان الوحيد في الأرض الذي من الممكن أن يحتويه هو المكان الذي يوجد به أبواه , و لهذا فهو ذاهب إلى هذا المكان , مع أمنيته بأنه سيجد حلاً مع أبواه لكل مشكلة تواجهه.


***************************

-هذا هو مكان مقبرة السيد (ماساشي) و زوجته . -شكرا جزيلا.
انحني رجل يبلغ عمره حوالي الثلاثين عامًا , و كان طويل القامة عريض المنكبين , شعره كان أسود مع خصلات من الشعر الأبيض في المقدمة أعطته مظهرًا وقورًا , أضافت إلى عمره الكثير.
-رحمة الله عليك أيها العظيم , فمنذ أن مت و مجتمعنا كله أصبح في فساد و طغيان !
أوقد الشخص شمعأ بجانب القبر , و جلس القرفصاء ينظر إلى القبرين المصنوعين من الرخام , كان تاريخ الموت المدون عليهما واحد , و كان التاريخ من أربعة عشر عامًا .
-من أنت ؟!
سأل الشخص الجالس أمام القبر الفتى الذي يقترب منه , و الذي وقف بعيدًا عن الشخص بمسافة الخمسة أمتار.
-أنا الذي أريد أن أسألك من أنت؟! فهذا قبر والداي , فمن أنت؟! و ماذا تفعل هنا؟!!
فجأه اتسعت عينا الشخص الجالس علي آخرهما , و تصبب وجهه عرقًا , وقال بصوت متقطع و هو يلتفت إلى الفتى :
-أ أ أنت ر ر رانمارو؟!!!
نظر (رانمارو) بإستغراب إلى حاله التغيير المفاجأة التي طرأت علي الشخص و كأنه قد رأى شبحًا لشخص قد مات , أو أنه قد رأى أكثر رجال الأرض خطورة.
-ماذا ت..تريد رانمارو؟
-أنا جئت لأسلم على والداي , ثم أولاً من أنت ؟! وماذا تفعل هنا ؟!
ابتسم الشخص قليلاً و تنهد إرتياحا و كأنه كان يتوقع حدوث شيء سيء له.
-ألا تعرفني (رانمارو) , أنا كنت صديق لوالديك , ولكن لا بأس فأنت لم تكن قد أتممت عامك الأول حتي تتذكرني.
-ماذا؟!! أنت صديق لوالداي , الحمد لله .
-نعم أنا صديق لوالديك , وأدعى (كايتو) , و لكن لماذا يبدو عليك التعب و الإجهاد؟ و ما هذه الحقيبة التي معك؟!
-أوه , إنها قصة طويلة , ولكن بما أنك كنت صديق لوالداي سأحكيها لك , البارحة مساءًا , عندما كنت نائمًا , صحـ......
أخذ (رانمارو) يحكي الحادثة التي حدثت له بالتفصيل , و عندما انتهى كان الشخص الذي أمامه ينظر إليه مندهشًا...
- وأنت لا تعرف الفتاة التي أنقذتك ؟
-كلا للأسف فقد أردت أن أشكرها , إضافة إلى أنها من الممكن أن تكون في خطر كبير الآن لأنها أنقذتني , و لكن الأهم من ذلك من هذا الشخص الذي أراد قتلي ؟ أنا لا أعرفه و لم أفعل له شيئا !!
-ماذا ؟ أنت لا تعرف من أنت ؟ أها , و لهذا أحسست بإقتراب شخص بشري عادي من المكان , يبدو أنك تجهل حقيقتك كاملة , وتجهل من أنت.
-ماذا ؟! أنا (رانمارو) , طالب في الصف العاشر بالمدرسة و ..
-أنا لا أقصد هذا ,و لكني أقصد حقيقتك , فأنت لست إنسانًا طبيعيًا .
- ماذا ؟!!! إذا لم أكن إنسانًا بشريًا فماذا أكون؟!!!
-أنت .....

***************************

-ماذا ؟! ألا أستطيع الخروج الآن يا أمي ؟ إن آشعة الشمس لا تؤثر علي و لكنك تصرين على خروجي معك في الليل , أنا أريد أن أزور (ناجامي) , فهي لا تستطيع الخروج بالليل كثيرًا , أنت تعرفين والدتها .
-لا تتكلمي كثيرًا , تذكري أنك فرع من عائلة نبيلة.
كان صوت تلك المرأة صارمًا وغليظًا كما لو كانت تأمر ابنتها لا تتحدث معها.
-علي العموم إننا ذاهبتان إلي اللورد (ماكيتو) , أنت تعرفين أن له ولدًا نبيلاً في مثل سنك , و لا يمكن أن تضيعي فرصة الزواج من ابن أحد أنبل عائلاتنا.
- من ؟! (هيكاشي)؟!! إني لا أطيق حتي سماع اسمه , إني أشمئز كلما رأيته في المنطقة التي أتواجد فيها , إنه جالب للتعاسة أمي.
-لا تتحدثي عن زوجك في المستقبل بهذه الطريقة الفظة , ألا تعلمين ماذا سيصير شأنك بعد تزوجه منكِ؟ إني إفعل هذا لكي .
بدت الأم مخيفة عند تحدثها بتلك الطريقة , لم تكن ابنتها (هارونا) ذات الرابعة عشر ربيعا راضية بفكر أمها , فهي لا تحب أمها أصلاً , فهي تعلم أنها تفعل هذا لمصلحتها فقط و ليس لمصلحة ابنتها , علي الرغم من أن (هارونا) جميلة جدًا إلا أنها يجب أن تتزوج قسرًا من شخص هي في الأصل تبغضه , و الذي يزيد الطين بلة هو أن الشخص ذاك يحبها و فعلا يريد التقدم إليها , أو هكذا يبدو , إنه من أعرق العائلات و أنبلها , و يسري في دمه فرع من الدم الملكي , و لكن معروف عن تلك العائلة عشقها التام للدماء و الخراب و الدمار و القتل و التشريد , فقد كان أجدادهم أحد أشهر المسببين لمعظم الحروب في التاريخ المعاصر.
-هيا , لقد حان وقت الذهاب , هيا اسرعي.
-حسنا يا أمي !!
يتبــــــــــــــــــع.........

 
 

 

عرض البوم صور احمد خشبة   رد مع اقتباس
قديم 01-08-10, 06:04 PM   المشاركة رقم: 3
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري

البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 141319
المشاركات: 11,659
الجنس أنثى
معدل التقييم: اماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 12376

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اماريج غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : احمد خشبة المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الفصل الثالث


المنبــــــــــــوذ


-ألا تعرف من أنت؟! أنت ساحــــــــــر!

-ماذا؟!! من ساحر؟!! أتتحدث عني؟!!!
-نعم , أنت و أنا و الذي هاجمك ننتمي إلى عالم السحرة , أنت لم تكن تدرك ذلك , أليس كذلك؟!
-بلى ,وهل كان أبي وأمي من السحرة أيضا؟!!
-نعم كانا من السحرة , و أنت من عائلة نبيلة عريقة من السحرة.
-آه , أنا نبيل؟!!
و فغر فاه عن تعبير ينم علي دهشته و عدم تصديقه الشديدين.
-و هل يعني ذلك أني أمير أو شيء مثل هذا؟!
-هاهاها , كلا , لا يعني أنك نبيل أنك غني , فهذا ليس الحال معنا هنا في عالمنا , في عالمنا تعني كلمة نبيل أنه لا يوجد ولا فرد من العائلة قد شارك قواه مع فرد آخر من عائلة غير عائلته , سواء كان من جنسه أو من جنس آخر, هذا ما تعنيه كلمة نبيل.
-جنس آخر؟! أنا لا أفهم ما تتحدث عنه , هلا أوضحت لي قليلاً؟!
-أوه!
تنهد (كايتو) , ثم قال :
-يوجد في العالم أربعة أنواع من البشر , البشر العاديين , وهو النوع الذي كنت تعيش معهم , و السحرة مثلك و مثلي و مثل آبائك , و هناك نوعين آخرين , هناك مصاصي الدماء , و هناك المستذئبين.
-ماذا؟!! مصاصي الدماء و المستذئبين حقيقيون؟!!
-نعم هم حقيقيون , بل و يعيشون وسط الناس العاديين مثل السحرة دون أن يلاحظ أحد ذلك , نعود إلى موضوعنا الأساسي , من الممكن أن يكتسب أي نوع قوة من النوع الآخر , هذا يعني أنه من الممكن أن يكون الشخص ساحرًا ومصاص دماء مثلاً , كما يمكن أن يكتسب الفرد قوة فرد أخر من نفس جنسه , و عندما يحدث ذلك تكون قوة العائلة التي تشارك فيها شخص قواه مع آخر قد توزعت في عائلات غير عائلته الأصلية , و بهذا تصبح هذه العائلة غير نبيلة .
- و لماذا إذن يشارك الشخص قواه مع آخر ؟!
-الموضوع ليس موضوع مشاركة كما تفهمه , إن كلمة مشاركة لا تعني أن الشخص قد شارك قواه , كلا , إنها تطلق على من تُؤخذ قواه منه.
-و لكنه حينئذ لا يكون له حيلة , أليس كذلك ؟!
-كلا يكون له إختيار , فلكي يأخذ شخص قوة شخص آخر حتى و بين عائلات السحرة نفسها , لابد وأن يتم هزيمة الشخص الآخر إلى نهاية قواه , و لا يتبقى له إلا قوة بسيطة يتنفس بها ,و ذلك حتى تتم عملية نقل القوى بنجاح , عندما يصل الشخص المهزوم إلى هذه المرحلة لديه إختيارين , أولهما أن يترك الفائز يحصل على قواه , و الثاني أن يقوم بقتل نفسه.
-ماذا؟!!!
قالها (رانمارو) و هو يتصبب عرقًا و يحدق بعينين متسعتين نحو (كايتو) الذي استطرد:
-نعم يقتل نفسه, إن أثمن شيء عند الإنسان هو قواه , و بالأخص عندما يكون من عائلة نبيلة مثلك على سبيل المثال , هنا يصبح أمر المحافظة على قوى العائلة أمرًا لا يُسمح بأن يتم التفريط فيه و لو علي حساب حياة الشخص , و لهذا فإن إختيار الشخص أن يقتل نفسه هو الإختيار السليم هنا , تذكر هذا جيدًا بني , إذا وصل بك الحال إلى وضع كهذا , لا تتردد لحظة في إستخدام ما تبقى من قوتك لقتل نفسك , هذا هو مصير من في عائلة نبيلة .
- ماذا؟!! ألا توجد طريقة أُخرى؟!!
قالها (رانمارو) وجسمه يهتز بشدة لهول الأمر , فليس من السهل على أي إنسان أن يقتل نفسه.
-هذا هو مصير كل من يوجد في عائلة نبيلة.
- و ماذا يفعل أعضاء العائلة الآخرين إذا علموا بهذا؟
-إذا فعل شخص ما من العائلة النبيلة فعلة شنيعة كتلك , يعقد فورًا مجلس أعلى للعائلة , و يتم وضع خطة للقضاء على الشخص الذي أخذ القوى , و كذلك إنتفاء إنتساب الشخص الذي شارك قواه إلى العائلة و نفيه و دفنه بعيدًا عن مقابرهم.
-هذا يبدو لي جيدًا حيث أنه سيتم إحتواء مشكلة الشخص الذي أخذ القوى بأن يُهزم.
-إن الأمر ليس بمثل هذه السهولة , إنه دائمًا ما يكون الشخص الذي أخذ القوى قويًا جدًا و مستعدا لما سيحدث له من مواجهة لكل أعضاء العائلة إذا تطلب الأمر , إضافة إلى أنه عندما يكتسب شخص قوى من شخص آخر فإنه يصبح أقوى على الأقل مرتين , هذه في حد ذاتها عقبة ضخمة , غالبا ما ينتهي الأمر نهاية مأساوية بقتل كل أعضاء العائلة و إنتهاء النسل تمامًا إلا إذا كان يوجد شخص صغير مثلك هكذا فإنه يترك على قيد الحياة , لأنه لم يتعارك مع الشخص الفائز , ليتواصل النسل مرة أخرى لتصبح العائلة عائلة عادية وغير نبيلة.
-لقد فهمت قليلاً الآن , ولكن هل من الممكن أن تحدثني عن عائلتي ؟ أنا لا أعرف عنها شيئًا.
-أنت من عائلة (التنين المجنح) النبيلة , لا يتبقى من عائلتك سوى أنت وحدك للأسف , و هذا لأن كل أفراد عائلتك قد قتلوا في الدفاع عن قريتنا , قرية (الريح البيضاء) , تلك القرية التي دمرت منذ أربعة عشر عامًا تقريبًا.
- ماذا ؟ إنه تقريبًا نفس العام الذي مات فيه والداي.
-عفوًا رانمارو لقد ارتكبت خطأ جسيم , إنه نفس العام و نفس التوقيت الذي قتل فيه والداك!!
-قتلوا؟!!!
قالها (رانمارو) و الدهشة تملأ عينيه ووجهه , اغرورقت عيناه سريعا بالدموع , صرخ :
-من الذي قتلهما ؟ أالذي دمر القرية هو الذي قتلهما ؟ و لماذا لم تنتقموا لهما؟؟!!! ألا تعرفون من قتلهما؟؟!!!
-الشخص الذي قتلهما نحن نعرفه , جميع السحرة يعرفونه جيدًا, و أنت تعرفه جيدًا , الشخص الذي قتلهما هو ....................أنــــــت!!!
-م م من ؟؟!! أ أ أنااا؟؟!!!
-نعم إنه أنت , ألم تتسائل لماذا لم تنشأ في مجتمع السحرة ؟! لماذا عُهد إلى جدك بتربيتك بدلاً مني ؟! ذلك لأن عالم السحرة جميعًا يخافون منك , الجميع يخشاك حتى أنا , هذا لأن والداك كانا من أقوى سحرة القرية , ساحران لا يستطيع أقوى شخص على الأرض أن يقتلهما بسهولة , كونهما أن يقتلا بيدي طفل رضيع , هذا شيء فائق للعادة و غير متصور على الإطلاق.
- و ل.. لكن كيف تأكدتم من أنني الذي ... من كوني السبب في تلك الحادثة؟!!
-لقد تم إستجوابك و إسترجاع ذاكرتك , فوجدناك استخدمت قوتك السحرية في قتلهما بتعويذة لا نعرفها حتى الآن , و لهذا تم أخذ قرار باستبعادك عن مجتمعنا , و اعتبارك منبوذًا من عندنا.
خيم شبح من الصمت الرهيب علي المكان , و صارت تلك القطعة من الأرض أشبه بمكان مقدس , و تحول لون وجه (رانمارو) إلى الأصفر , و نظر نحو يديه كقاتل ينظر إلى يده الملطخة بدماء من قتلهم , ردد كما ولو كان صوته يتردد في وادي سحيق :
- أنا قتلتهما ... أنا قتلت والداي .... ألهذا لا أعرف شيئا عن عالمي .... ألهذا أنا بعيد عنهم ....ألهذا هاجمني شخص لا أعرفه و حاول قتلي...و لهذا ...أنا .... منبـــــــــــــــــوذ!!!
سقط (رانمارو) على ركبتيه و هو لا يزال محدقا في يديه و كأن الدماء لازالت موجودة عليهما
-أنا لا أستطيع أن أقول لك أي شيء , لأن الشخص الذي قام بالإستجواب موثوق في كفاءته و قدرته على الإستجواب ,إضافة إلى أننا وجدنا تلك الحادثة محفورة في ذاكرتك , و لكن...
- و لكن ماذا (كايتو)!!
صرخ (رانمارو) و هو مدمع العينين , و الدموع تسيل على وجنتيه , و إحمرار عينيه واضح..
- و لكني أتعارض معه في ذلك.
- ه.. ه.. هل تعني أنك لا تصدق ذلك الرجل؟ هل يعني هذا أنني لم أقتل والداي؟
-نعم , فاللغز في الموضوع كله أنك كنت طفل رضيع لا تستطيع الكلام , فكيف تكلمت و قلت التعويذة ؟ ثم كيف تعلمت إلقاء التعاويذ ؟! إن موضوع تعلم التعاويذ لأمر صعب و لا يمكن أن يقدر عليه طفل صغير , كذلك كانت هذه تعويذة جديدة حتى الآن لا نعرف ماهيتها , و تقريبًا مخصصة لنوع معين من دماء العائلات , و بهذا لا يستطيع أن يجربها شخص إلا إذا كان من نفس عائلة مبتكرها , و نظرًا لأنك آخر من في العائلة , فلم نجد من يقوم بتجربة التعويذة أبدًا , لكنني أشعر أن هناك شيء ما خاطئ.
نهض (رانمارو) و اندفع نحو (كايتو) قائلا :
-نعم أنت مصيب في هذا , فكيف لي أن أفعل كل هذه الأشياء , و أنا طفل رضيع.
تراجع (كايتو) إلى الخلف في حركة خوف واضحة دلت على عدم تصديقه التام بأن (رانمارو) برئ , نظر (رانمارو) نحوه في دهشة , أحنى رأسه ناظرا إلى الأرض , ذهب بإتجاه قبر والديه بحزن على وجهه...
-لا تفهمني خطأ (رانمارو) , فمهما كان أنا عضو من المجتمع الذي صدق بأنك قاتل.
-لا تتكبد عناء مواساتي بنظريات أنت أساسًا لا تصدقها.
- كلاً , أنا فعلاً غير مقتنع بإتهامك , و لكن ماذا سيحدث إذا كنت فعلاً من قتلهما ؟؟ إن حياتي أيضا ستصبح في خطر.
-إذًا لماذا تقول لي هذه النظريات عن أنني لست القاتل؟!!
-حتي تثبت أنت بنفسك صحة أو خطأ هذا الاتهام...
صمت المكان مرة ثانية , تعالى صوت طائر بلبل في الفضاء حيث طار من على فرع شجرة قريبة من مكانهما الحالي , اتجه إلى عنان السماء , نظر (رانمارو) إلى الأرض أسفل قدمه و سرح فيها قليلاً , حين استطرد (كايتو) قائلاً :
-انظر , أنا فعلاً غير مصدق لتلك الأحداث الغريبة , ولكن للأسف كانت من نتائجها تدمير قرية (الريح البيضاء) إلى الأبد و تشريد أهلها , وأسر معظمهم , مع الإستيلاء على أسرار القرية , و مشاركة قلة من العائلات النبيلة لقواهم مع آخرين , كان من نتيجته تقوية الأعداء , أنا آسف رانمارو , لكن هذا هو طريقك , يجب أن تسير فيه بمفردك , يجب أن تثبت لنفسك أولاً و للمجتمع ثانيًا أنك لست القاتل , و أنك بريء.
ابتسم (رانمارو) , ورفع رأسه نحو السماء , و هو يقول :
-عزيزي كايتو , إنك تجعل الأمر يبدو و كأنه يسير , إنك تتركني في عالم جديد علي بمفردي بلا أي قوة أمتلكها وسط أُناس يريدون قتلي و يتلهفون لمشاركتي قوتي معهم , و تريدني أن أبحث عن أدلة تجعلني برئ , و تريدني أن أبحث عن من قتل والداي , نعم أنا قلبي يتقد نارًا لأنني أريد أن أعرف من قتلهما , و لكن كن واقعيًا قليلاً , أنا فعلاً اُعتبرت ميتًا من الوهلة الأولى لحياتي بعد مقتل والداي , بعد اللحظة الأولى لإتخاذكم قرار بطردي و جعلي منبوذ , إنك تجعل هذا الأمر سهلاً كايتو .
قال (رانمارو) ذلك بصوت واهن حزين , صوت إنسان يائس و هو لا يزال ينظر إلى السماء.
- كلا لا تفقد الأمل سريعًا يا بني , أنت آخر فرد من عائلة (التنين المجنح) النبيلة العظيمة , أنت يا من اعتقد جميع سحرة القرية أنك وُهبت أقوى صفات هذه العائلة , أنت يا من اعتقد الجميع أنك ستكون ملك السحرة اليوشيهاريين كلهم و من أقوى الأفراد في الأجناس كلها , كلا , هذا ليس موقف يتخذه عضو من عائلة (اليوشيهارو) , كلا لا تيأس.
-ماذا تريدني أن أفعل ؟! أتريدني أن أضحك؟!! أتريدني أن أقول لك: نعم سوف أذهب للبحث عن قاتل أبي و أثأر لأبواي منه ؟!!
- كلا , و لكني سوف أساعدك بتدريبك حتى تصير أقوى ساحر (يوشيهارو) عرفه تاريخ السحرة علي مر العصور.

يتبــــــــــــــــــــــــــع.........

 
 

 

عرض البوم صور اماريج   رد مع اقتباس
قديم 01-08-10, 06:06 PM   المشاركة رقم: 4
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري

البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 141319
المشاركات: 11,659
الجنس أنثى
معدل التقييم: اماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 12376

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اماريج غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : احمد خشبة المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الفصل الرابع


الوحــــــــــــــش


-ماذا ؟ أنت ستدربني؟

- كلا ... لا تفهمني خطأ , أنا سأدلك على طريقة التدريب أما أن أدربك فهذا ضرب من المحال!
-لماذا؟!!
- أوه , كم أنت عنيد , أولاً أنا لست من عائلتك, و الأحرى أن يتم تدريب الشخص على يد فرد من العائلة و ذلك حتى يتعلم الفرد التعاويذ الخاصة بعائلته و يتعرف على نقاط القوة و الضعف فيها , ثانيًا إنني حتى الآن غير واثق من أنك برئ أو أنك متهم , فماذا يحدث إذا كنت فعلاً من قتل أبواك؟!! حين أعلمك تعاويذ قوية سوف تنقلب علي و على مجتمع السحرة , كلا أنا لا أريد ذلك.
- ولكن كيف سأتدرب إذن ؟ أأدرب نفسي بنفسي؟ أنا لا أتخيل ذلك , إنك تتكلم عن المستحيل , أنا لا أعرف شيئا عن عالمي الجديد , و أنت تطلب مني أن أدرب نفسي؟ أنا حتى لا أعرف أي شيء عن التعاويذ أو أنواعها , فكيف أدرب نفسي؟!!!
- أنت لست بعنيد , أنت غير صبور على الإطلاق , انظر , في عالمنا الساحر لابد وأن تكون له عصاة سحرية يلقىيبها التعاويذ , هذه العصاة تولد مع ولادته , كلا , لا أعني بهذا أنها تخرج مع الطفل , كلا , إنه لأمر واجب في عالمنا أن أي شخص عندما يتزوج يأخذ غصن من شجرة العائلة , تلك الشجرة المقدسة التي يجب الحفاظ عليها بأرواح العائلة , و مكانها يكون سري لجميع أفراد العائلة إلا لشخصين , قائد العائلة و النائب له , المهم عندما ينتقل شخص من العائلة للزواج يتم إحضار غصن من الشجرة له يزرعه أمام بيته , فالغصن يكبر و يتحول إلى شجرة و عندما تصبح الأم حامل , يظهر للشجرة زهرة , و الزهرة تتخذ المجرى الطبيعي لأي زهرة , تتحول إلى ...
-ثمرة !
قالها (رانمارو) و هو يرفع يده لأعلى كما في المدارس عندما يعرف الطالب شيئًا فيرفع يده و هو سعيد بإجابته , و طبعا هو يعتبر كتلميذ صغير يتعلم شيئا فشيئا عن عالمه الجديد السري.
-نعم ثمرة , و لكنها ليست كأي ثمرة , إنها عصاة سحرية , نحن لا نحتاج لمعرفة إذا كانت الأم حامل كما يفعل الأشخاص العاميين , إنما إذا كونت الشجرة ثمرة , و هي تبدأ في تكوينها من اليوم الأول للحمل , نعرف أن الأم حامل و يصبح خبرًا سعيدًا.
- هل هذا يعني أن معي عصاتي السحرية؟ و لكني لا أتذكر أن معي أية عصاة سحرية على الإطلاق!!
يضحك (كايتو) , و يشير بيده إلى العصاة التي توكز عليها (رانمارو) عندما خرج من بيته.
- وما هذه يا ترى؟!
- هذه؟!! إنها عصاة قديمة قال لي جدي إن والدي كان يستخدمها فاستخدمتها و ذلك لإنني أحب إستعمال أي شيء من ناحية والدي.
- ممممم , هذه يا (رانمارو) هي عصاتك السحرية!
نظر (رانمارو) بشك إلى (كايتو) , ثم اتجه إلى العصاة القديمة المتسخة و رفعها بيده , و نظر إليها بتمعن , و هزها في يده , و لكن شيئا لم يحدث فنظر إلى (كايتو) المبتسم بيأس و قال له:
-إنها ليست كذلك , أنا متأكد , لو كانت عصاتي فعلاً لكنت أحسست بفرق فيها على الأقل.
- انظر (رانمارو) !
قال (كايتو) ذلك و رفع عصاة قصيرة سميكة سوداء اللون كالعصي التي يستخدمها النبلاء , و رفعها إلى أعلى ثم قال:
- كاي !
حدث كل شيء في لمح البصر , في لحظة واحدة تحولت العصاة السميكة القصيرة إلى قفاز سميك أسود اللون يغطى يد (كايتو) تمامًا, و في مقدمة القفاز خرجت عصاة قصيرة لامعة في نهايتها رأس سمكه قرش أو دولفين لم يستطع (رانمارو) تبين ماهيتها , حدث كل هذا في لحظة , تسمر (رانمارو) مكانه , فهو لم يعتاد بعد على مثل هذه الأشياء , قهقه (كايتو) , و هو يراقب (رانمارو) و رد فعله المضحك , وقال له:
- كما توقعت تمامًا , أنت لم ترَ عصاة الذي هاجمك و إلا كنت سألتني عليها , انظر (رانمارو) , إن حياتنا السحرية ليست منفصلة عن حياة العاميين , بمعنى أنك لابد و أن تكون قد قابلت سحرة و مصاصي دماء , و لكنك لم تكن تفرقهم عن العاميين ,نحن لا نستطيع أن نعيش بدون أن تتداخل حياتنا جميعًا مع بعضها البعض , و لهذا فإن لكل جنس طرقه الخاصة في إخفاء ذاته , فنحن مثلاً يسهل التعرف علينا بالعصى , و طبعًا إذا التقطها أحد العامة و ليس بساحر سوف تحدث عواقب وخيمة , و لهذا فإن العصى مثل أي آلة , لا يتم تفعيلها للإستخدام إلا بإستخدام كلمة " كاي" و بعدها تصبح العصاة صالحة للإستخدام السحري.
رفع (رانمارو) يده , و أشار إلى عصاة (كايتو) وقال له:
- و ما هذا الذي حدث بعد قول تلك الكلمة لعصاك؟!!
-أها , أنت تعني ذلك التغير في الشكل , انظر (رانمارو) , إن العصى تعتبر جزءا من الساحر , بمعنى إنها دليل على قوته , فكلما كانت العصى تغطي قدر كبير من ذراع مستخدمها كلما عني ذلك قوة الشخص الشديدة , أما بالنسبة لشكل العصى فهي تدل علي العائلة التي ينتمي إليها الشخص , فمهما كان العصاة جزء من الشجرة التي تتبع العائلة , و لهذا فلكل الأشخاص نفس الشكل من العصي ماداموا يتبعون نفس العائلة , و أنا أتبع عائلة (رايهايتو) , و وحش عائلتي هو (الحوت الأسود اللؤلؤي) , و هذا لأن لونه أسود و له لؤلؤة في منتصف رأسه تميزه.
نظر (رانمارو) و عينيه متستعتان , وهو غير مصدق لما يسمعه , عائلة ,و عصاة ,و وحش , فنظر إلى عصاته مرة أخرى بتردد , ورفعها بيده اليمنى , و نظر إلى (كايتو) , فأومأ برأسه معطيًا الأذن باستخدام العصا , و تفعيلها , فأغمض عينيه , وأخذ نفسًا عميقًا , ثم قال بصوت عال:
-كككاااااييييي !
-((ماهذا الشعور الغريب ؟!!! إني أُحس بنار مشتعلة تخرج من قلبي, إنها تنتشر بجسمي كله , إنني أشعر أن يدا هائلة تمسك برقبتي , إني أختنق , كلا , لازلت أتنفس , و لكن مالِ لأصوات أنفاسي أسمعها تتردد و كأنها في حجرة فارغة ؟! مالِ للأصوات قد خمدت و كأني في عالم آخر؟! ,إني لا أسمع شيئًا , ما هذا الهدوء الذي يكتنفني , و هذه الحرارة الرهيبة التي تسري بجسدي , أين أنا؟!! ))
-رانمــــــــــــــارو!
صدر هذا الصوت الرخيم فجأة في وسط السكون , نظر (رانمارو) حوله في عصبية شديدة , إنه لم يعد في المقابر بعد الآن , إنه في مكان جميع ما يحيطه باللون الأحمر , إنه يشعر كما لو كان في مكان مجهول , مكان لا يوجد فيه شيء يسمي حوائط , كلما نظر إلى الأفق لا يجد شيئًا , إنه كمن عالق بالفضاء , و لكن فضاء أحمر .
-رانـــــــــمارو!
صدر الصوت الرخيم مرة أخرى , و انتزع (رانمارو) من أفكاره انتزاعا جعله يهتز من الخوف , حيث أنه ليس كصوت سمعه من قبل , إنه صوت يبعث الخوف في من يسمعه .
- ألا تعرف من أنا رانمــــــــــــــارو؟!!
تلفت (رانمارو) حوله , و هو يتصبب عرقًا , و لكنه لم يرَ شيئًا سوى الفضاء الأحمر.
-م .م.من أ.أ.أنت؟!!
- ألا تذكرني رانمـــــــــــارو؟!!
صمت (رانمارو) كمن يحاول أن يتذكر شيئًا , و لكنه لم يستطع تذكر أنه قد سمع هذا الصوت المخيف من قبل, و لكن أين و متى , فلم يجد إجابة.
- ك.ك.كلا , أ.أنا لا أعرف م.م.من أنت !!
قالها بخوف واضح , كان يتنبئ بغضب محدثه عندما يسمع رده.
- رانمـــــــــــــــــــارو!!
و هنا ساد المكان صمت مطبق , و لم يسمع (رانمارو) سوى أصوات أنفاسه المتلاحقة , و فجأة تكلم الصوت مرة أخرى بنفس الرخامه و الفزع :
-أنا عصاتــــــــــــــــــــك!
و هنا رأى (رانمارو) أفزع شيئ في حياته على الإطلاق , رأى تنينًا ضخمًا بجناحين عريضين , كان من الضخامة حدًا بحيث أن الأفق الذي كان يراه أحمر كان هو لون التنين , و فجأة اندفع التنين إليه في سرعة شديدة خاطفة بدون أي مقدمات , شهق (رانمارو) ,أحس بأن أنفاسه قد ذهبت , و أن الهواء حوله قد امتص , قلبه يضرب صدره بمطرقة من حديد , أحس أنه ميت , و...
-آآآآآآآآآآآآآآآه !!
صرخ (رانمارو) هذه الصرخة و اندفع إلى الأمام , حيث وجد نفسه مستلقيًا على الحشائش و (كايتو) بجانبه , كان (رانمارو) يتصبب عرقا , كلا , إنه ليس كذلك , إنه كمن نزل المحيط بملابسه و ظل به فترة في ليلة قارصة البرودة ثم خرج توًا , فقد كانت كل ملابسه مبللة بالماء, , و جسمه يرتعد بشدة و كأنها ارتجافات , أنفاسه متلاحقة بصورة مخيفة , كان كمن رأى الموت بعينيه , نظر (رانمارو) إلى (كايتو) الذي كان ينظر بشفقة إليه , و قال له في أنفاس متقطعة , و بصوت واهن:
- لقد رأيت كابوسًا لم أرَ مثله في حياتي !!
نظر (كايتو) إلى (رانمارو) بنظرة أكثر شفقة و حنان , ثم قال له:
-كلا يا بني , إن ما رأيته هو الواقع!!
نظر (رانمارو) نظرة تملؤها الريبة و الفزع , كان يأمل أن ينكر (كايتو) كلامه , أو أنه يقول إنه كان يمزح , و لكن لم يحدث هذا , نظر (رانمارو) إلى الأرض , وهنا , و هنا رأى ما لم يره من قبل...
-ما هذا؟!!!
كان ينظر إلى ما كان يدعى يده اليمنى من قبل , فالآن تغطى ذراعه كله بقماش سميك من اللون الأحمر القاني اللامع , و فيه خطوط سوداء لامعة بالطول , و في نهايتها قفاز سميك من اللون الأحمر الدموي مع تداخلات من الأسود بطريقة غريبة و بديعة , و من مقدمة القفاز , و تحديدًا من مكان إصبع الإبهام الأيمن , امتد الإصبع إلى الأمام و تحول إلى عصا طويلة رفيعة , لونها أحمر داكن مع الأسود, وكأن اللونين قد اندمجا مع بعضهما , و كونا لونا جديدًا غريبًا , أما عند طرف العصا فقد رأى شيئًا جعله يحس بقشعريرة باردة في مؤخرة رأسه , لقد كان هناك رأس تنين يفتح فمه , تنين مماثل تمامًا للتنين الذي رآه لتوه , شهق (رانمارو) شهقة فزع , وتراجع إلى الوراء بسرعة حتى اصطدم بجزع شجرة , فإرتكن بظهره إليها , و نظر إلى (كايتو) , و رفع يده مستفسرًا و هو يضع يده اليسرى حول فمه المفتوح من الرعب و عينيه الممتلئتين بالدموع :
-ماذا حدث لي ؟!! أخبرني كايتو!!
-نظر إلى (رانمارو) , ثم وقف و اتجه إلى الشجرة و نظر إليها و قال له :
-انظر بني , إنني قد أخبرتك من قبل عن أن لكل عائلة وحش , و كما أخبرتك أن لكل عائلة شجرة يؤخذ منها الأفرع حتى يكون لكل فرد من العائلة عصاة من الشجرة , و لكنني لم أخبرك أن هذه الوحوش و هذه الاشجار هي ..... شيء واحــــــــــــــد!!!
-ماذا؟!!!
قالها (رانمارو) و هو في دهشة شديدة.
-نعم , الإثنين شيء واحد , ألم تتسائل لماذا هناك عائلات مختلفة و لكل عائلة وحش خاص بها ؟! ألم تتسائل لماذا يسعى البعض إلى امتلاك قوى عائلات أخرى من جنسه أو من أجناس أخرى؟! السر يكمن في قوى الوحوش , انظر , كل وحش له قوة هائلة , و يعرف الكثير من التعاويذ و الأسرار , و لهذا فإنه كلما كان للشخص أكثر من سيد , و السيد هنا يرمز به إلى الوحش , كلما كان الشخص أقوى و لا يمكن هزيمته بسهولة , و لهذا فإن كون الفرد من عائلة نبيلة يضمن له أنه لا يوجد أي شخص خارج عائلته يمتلك نفس قوته , و بهذا يصبح للعائلة شأن وسط عائلات السحرة , و لهذا يجب حماية سر العائلة النبيلة حتى وأن وصل الحال إلى التضحية بالفرد من أجل عائلته.
-هل يعني كلامك أن ما رأيته هو وحش عائلتي؟!!
-نعم رانمارو , أنت من عائلة اليوشيهارا العريقة , ووحش عائلتكم هو الوحش الناري التنين المجنح .
نظر (رانمارو) إلى عصاته , وسرح في خياله متذكرًا ما حدث له , و سأل نفسه و هو يحدثها :
-(( أهذه هي قوة عائلتي ؟!.... أهذا هو وحش عائلتي؟!!.... أهذا هو سيدي الحالي؟!! ))
-نعم رانمارو , إن ما رأيته هو وحش عائلتك , و بالمناسبة لا أحد خارج أفراد العائلات العريقة يعرف شكل و ماهية الوحش المخصص للعائلة , فالوحش لا يراه إلا أفراد العائلة فقط , و لكن اسمح لي فأنا أريد أن أبدي استغرابي الشديد من قواك !
رفع (رانمارو) عينه عن عصاته متنبها إلى كلام (كايتو) الذي أردف :
-أنا نفسي رانمارو و بكل قوتي الحالية التي أعد بها خامس أقوي فرد في عائلتي النبيلة لا يتعدى قفازي منطقة اليد لدي , إنما أنت قد تعداها إلي اتخاذ شكلاً مميزاً , إضافة إلى أنه غىي كل ذراعك كاملاً , أنا لم أسمع بفرد من عائلتكم قد وصل لهذه القوة من البداية إلا لسبعة أشخاص فقط , و طبعا في مقدمتهم العظيم يوشاهارا الأول الذي أسس عائلتكم منذ قديم الأزل !!
-أنت تمزح أليس كذلك ؟! أنا لست بتلك القوة على الإطلاق , أنا لازلت جديدًا على هذا العالم.
نظر (كايتو) إلى (رانمارو) وأطلق زفرة ضيق و تعب , ثم قال :
- أوه , كنت أعرف أن مهمة تعليمك ستكون شاقة , انظر رانمارو , الأمر لا يتعلق بكونك قديم أو جديد , إنما الأمر يتوقف على قوة نفسك الروحية.
-قوة نفسي الروحية؟!
هكذا ردد وراءه كالمسلوب لعقله تمامًا تحت تأثير كلام (كايتو) .
-نعم رانمارو , قوة نفسك الروحية , انظر , إن السحر ليس مجرد قول تعاويذ و عندها ستحدث , كلا , إن الأمر أعقد من ذلك بكثير , إنه لكي تقول تعويذة لابد وأن تكون ساحر و ليس بشري عادي بدايةً , و هذا لأن السحرة من أولئك الذين يقدرون علي دمج قوتين داخلهما , قوة سيدة , و قوة نفسه الروحية , إن قوة النفس الروحية تعتمد على عوامل كثيرة , لكن في المجمل كلما كانت كفة النفس تميل نحو الأكثر في معظم الصفات كلما كانت النفس قوية , بمعنى أنه لو كانت النفس خيرة جدًا أو شريرة جدًا تكون قوية , المغزى ليس بكونها خيرة أو شريرة , إنما كونها شديدة الخير أو شديدة الشر, المغزي كله في الشدة في الصفة , و لهذا سوف تجد سحرة طيبين أقوياء و كذلك في المقابل سحرة أشرار أقوياء.
-أها , هذا يعني إما أن أكون ساحرًا طيبًا جدًا أو أكون ساحرًا شريرًا جدًا !
-نعم , وهذا يجعلني أكثر رغبة إلى مغادرة هذا المكان و الإبتعاد عنك فورًا !
نظر (رانمارو) بدهشة شديدة إلى (كايتو) , حيث أحس بالحيرة أمامه , فتارة يحس أنه يصدقه و يدافع عنه , و تارة يحس أنه يكذبه و خائف منه , و هنا نظر إلي عصاته ثم قال ل(كايتو) دون أن ينظر إليه :
-اذهب أنا لا أريد شخصًا متقلب مثلك !
- رانما....!!
-لا تقل شيئًا , اذهب بعيدًا عني و لكن قل لي كيف أتدرب , و عندها سأصبح قويًا , و سأبحث عن برائتي بنفسي و أثبتها للجميع حتى أسترجع حقي في حياتي المسلوبة مني.

يتبــــــــــــــــــــع...................

 
 

 

عرض البوم صور اماريج   رد مع اقتباس
قديم 01-08-10, 06:07 PM   المشاركة رقم: 5
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري

البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 141319
المشاركات: 11,659
الجنس أنثى
معدل التقييم: اماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 12376

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اماريج غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : احمد خشبة المنتدى : القصص المكتمله
افتراضي

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الفصل الخامس


جنــــــــــتو


-أيها الوغد!

-ابتعد عن هنا و إلا قتلناك!
-سيدي!!
اندفع رجل إلى الغرفة السرية في مقر عائلة (ميميكو) , حيث يوجد بالغرفة ثلاثة أشخاص غير الداخل , الأول هو رئيس العائلة , و هو شاب يبدو أنه في أوائل العشرينيات , و الثاني هو نائبه و هو يبدو أكبر منه سنا بنحو عشر سنوات على الأقل , أما الثالثة فهي فتاة صغيرة يبلغ عمرها نحو الثماني سنوات و كانت تلعب بدمية في يدها , كان الجو في الغرفة مختلف تمامًا عن الجو خارجها , حيث كان من بالخارج يتعرضون لهجوم قاسي , أما في الداخل فكان الجو يبدو عاديا.
-نحن نتعرض لهجوم يا سيدي!
-أوه
قالها (دايسكي) كمن كان في ملل شديد , ثم تابع:
-أخيرا ....لقد بدأ !
كان أفراد الحراسة الخاصة بحماية المقر الرئيسي للعائلة مدربين على أعلى مستوى , لكن كان من الواضح وجود هوة شاسعة في المستوى مقارنة بمن يهاجمهم , فقد كان يحمي المقر قرابة المائتين شخص من أمهر مصاصي دماء (ميميكو) , في حين أن الهجوم كان ينفذه ....شخص واحد فقط ..... انه الأسطورة .....(جنتـــــــــــــو).
اندفع عشرة رجال مباشره شاهرين سيوفهم الفضية على (جنتو) , الذي لم يشهر سيفه بعد , و في بساطة رفع (جنتو) يده اليمنى إلى الأمام , ثم فرد كفه على آخرها , فاصطدم المهاجمين بشيء غير مرئي , و كأن هناك درع واقي يحمي (جنتو) , ثم قبض أصابع يده و فردها مرة أخرى , فتطاير الرجال العشرة و اصطدموا بالحائط المقابل على بعد يقرب من عشرة أمتار منه , ثم سقطوا على الأرض , رفع يداه الإثنين إلى أعلى , فارتفعت العشرة سيوف التي كانت في حوزة الرجال إلى أعلى هي الأخرى كما لو كانت مربوطة بأحبال غير مرئية إلى يد (جنتو) , كان كل سيف موجه نحو رجل منهم , نظر الرجال إلى السيوف بأعين ملتاعة , و فجأة أنزل (جنتو) يده إلى أسفل بسرعة , و ضاقت عيناه عند تلك اللحظة , فسقطت السيوف إلى أسفل مخترقة صدور الرجال , و ...
-آآآآآآآآآآآآآه !!
صدرت صيحات الألم عاليه تتردد في جنبات المقر السري , و تألم الرجال كمن يحترق , و عند موضع دخول السيوف ظهر لون أحمر لامع مميز , إنها نار صغيرة محيطة بفتحة دخول السيف , و لكنها سرعان ما انتشرت بسرعة في باقي أنحاء أجسادهم محولة أي جزء منهم إلى رماد في ثانية , و فجأة انتهي أمر الرجال العشرة بسرعة كما بدأ , لم تستغرق هذه الأحداث سوى ثواني معدودة , مما جعل باقي الرجال يتراجعون بحذر و ترقب وأعينهم مثبتة على (جنتو).
-برااااااافو جنتو , لقد أمتعتني فعلا بعرضك هذا !
صدر هذا الصوت مصاحبا لصوت تصفيق باليد , نظر الرجال إلى ورائهم , و في الحال اصطفوا إلى الجانب مكونين صفين و بينهم طريق يمشي فيه الشخص الذي تحدث منذ قليل و الذي تابع و هو يصفق بيده :
-شيء متوقع من جنتو العظيم.
و هنا تقدم المتحدث إلى الأمام وسقط ضوء القمر عليه , لم يكن سوي نائب زعيم العائلة , و عندما أصبح أمام (جنتو) , توقف عن التصفيق , ووضع يده في جيب المعطف الأزرق اللامع الذي كان يلبسه , و تابع:
-أنا كنت منتظرك بفارغ الصبر , كنت لا أعلم لماذا تأخرت عن القدوم لزيارتنا.
ابتسم (جنتو) دون أن يظهر أي شيء من أسنانه , و نظر باستخفاف إلى الشخص الواقف أمامه , لم يكن سوى مصاص دماء من عائلة (الميميكو) , كان يبدو أنه تعدى الثلاثين بسنين معدودة , شعره كان أسودا و قصيرا , و يلبس نظارة طبية أضافت له شيء من الوقار , كان يلبس معطفا أزرقا لامعا , و من الخلف كانت هناك رسمة العائلة المميزة , ثعبان الكوبرا ذات الرأسين.
-أنت تستهزئ بي؟! أجئت لتعطيلي حتى يهرب سيدك ؟! لا تأمل كثيرا فأنا لن أبرح مكاني ها هنا إلا و أكون قد أتممت انتقامي منكم أيها الأوغاد , أنتم يا عار على جنس مصاصي الدماء في الدنيا بأسرها , أنا لن أسامح نفسي إذا تركت منكم شخص واحد على قيد الحياة.
قهقه (تايتشو) عاليا كما لو كان قد سمع نكتة مضحكة جدا.
-أنت يا جنتو تستخف بي؟!! أنت لا تعلم أن آخر يوم في حياتك سوف يكون اليوم.
-لا تقل شيئا لا تستطيع أن تقوم به.
-أرأيت؟ لقد استخففت بي مرة أخري , لم أكن أتوقع ذلك من جنتو العظيم.
حدث كل شيء في ثانية , (جنتو) الذي كان على بعد لا يقل عن عشرة أمتار عن (تايتشو) , صار و في لمح البصر خلفه تماما , اتسعت عينا (تايتشو) من المفاجأة , صدر صوت (جنتو) قائلا:
-أنت الذي تستخف بي يا هذا.
و في ثانية , بل أقل من ذلك كان سيف (جنتو) مسحوبا و أحاط برقبة (تايتشو) , ثم ذبح به (تايتشو) بدون أي تردد , و لكن المفاجأة...
-يبدو أنك ستكون عنيدا.
قالها (جنتو) و هو يطبق جبينه عندما تحول جسد (تايتشو) بين يديه إلى عروسة من الخشب , نظر (جنتو) إلى الخلف , و رأى (تايتشو) يضحك و هو يقول:
- هل رأيت ما أعني؟ أنت الذي قد استخففت بي.
-أيها اللعين , هل شاركك ساحر في قواه ؟!
تحولت ضحكة (تايتشو) إلى قهقة هستيرية سقط على إثرها على ركبتيه على الأرض و هو يمسك بطنه من الألم من شدة الضحك.
-ياليت أخي يراك و أنت غاضب هكذا ... هل شاركك ساحر في قواه؟!!
قلد (تايتشو) أسلوب (جنتو) في الحديث وهو لازال يضحك , ثم نظر إلى (جنتو) و توقف عن الضحك و ووقف على قدميه مرة اخري , و عدل من شعره بيده اليسرى , ثم نظر إلى (جنتو) وقال له:
-نسيت أن أعرفك بنفسي , أنا (تايتشو) , نائب رئيس عائلة (ميميكو) , سيد أسلوب الماء الساحق , المسيطر علي حيوان النسر الحجري.
-أيها الوغد , هل محوتم عائله (الزابوتسيا) النبيلة , عليكم اللعنة , يبدو أني قد جئت متأخرا !
-هاهاها , جنتو العظيم , أأنت خائف مني؟! لا اصدق نفسي , هذا شرف لي.
-اخرس !
-ماذا؟!!!
-قلت اخرس , أمامك خمسة قرون من السنين حتى تصل إلى مستوى يرقى إلى محاربتي , أنت لا شيء بالنسبة لي.
فجأة تحول الهواء الموجود بالغرفة إلى اللون الأحمر الباهت, و ظهرت خطوط حمراء داكنة بالهواء كما لو كانت حبال , كانت الخطوط تتجه إلى أسفل , و أصبح الهواء كصخرة ثقيلة تضغط على الموجودين بالغرفة , و لمعت عينا (جنتو) باللون الأحمر اللامع , و تطاير شعره الأصفر كأن الجاذبية لا تؤثر فيه , سقط كل من بالغرفة على ركبته وهو لا يستطيع التنفس , و أمسك (تايتشو) صدره بيده كأنه يحاول ادخال الهواء إلى صدره بيده, جحظت عيناه و هو ينظر إلى (جنتو) , و سقط على ركبتيه و هو يرتعش و أصفر وجهه , فرفع (جنتو) يديه إلى أعلى مرة أخرى , فارتفعت سيوف الجميع إلى أعلي , و السيوف التي كانت في جواربها خرجت منها كأن يد خفية سحبتها , نظر الجميع إلى السيوف و الكل يدرك المصير الذي ينتظرهم , صرخ (تايتشو) :
-كلا , مائة عام من العمل و التدريب لا يمكن أن تضيع هباءا , قوة ثلاثه عائلات نبيلة من السحرة لا يمكن أن تكون بلا فائدة .
صرخ (تايتشو) بأعلى صوته حتى ظهرت العروق واضحة في رقبته .
-أنا لا يمكن أن أنتهي هناااااااااااا !!!
-اصمت !
قالها (جنتو) بصوت رخيم قوي مخيف , نظر (تايتشو) مع الجميع إلى (جنتو) الذي أردف:
-انت لا تستطيع بتجميعك لكل وحوش الأرض كلها أن تنتصر علي , هذا لأنني أدافع عن الحق ,و الحق أقوى من الباطل .
أنزل (جنتو) يده بسرعة إلى أسفل , فاندفعت السيوف إلى أسفل , و امتزجت صيحات الألم مع أصوات النار المشتعلة في أجسادهم , و تحول كل شيء إلى سكون تام في لحظة واحدة , و تطاير الرماد في الغرفة المفتوحة النوافذ على أثر الهواء المندفع إلى الغرفة , نظر (جنتو) إلى المكان بحزن , و قال:
-الله يعلم جيدا إني أكثر ما أكرهه قتل من في بني جنسي , ولكن لحماية سلامة البشر العاديين يجب أن نمنع أنفسنا من أذيتهم , هذا هو قانوننا الأبدي الذي يحترمه و ينفذه كل الأجناس الاخري .
نزل (جنتو) راكعا على ركبته اليمنى , و رفع قبعته ووضعها على صدره في حركة تأبينية للذين قتلوا هنا , وأحنى رأسه إلى أسفل و انتظر لحظتين قبل أن يقوم و يضع القبعة على رأٍسه مرة أخرى , و يندفع إلى الطرقة الأمامية بأقصى سرعة , حتى وصل إلى بابها , أشار (جنتو) باصبعه السبابة اليمنى إلى الباب , فاندفع الباب مقتلعا من جذوره إلى داخل الغرفة , اصطدم بالحائط المقابل له في صوت شديد ثم سقط على أرضية الغرفة محدثا دويا شديدًا , دخل (جنتو) الغرفة التي كان قد دخلها الرجل منذ قليل , و تلفت حوله ,و لكنه لم يجد بها شيئا , كانت الغرفة خالية , اعتصر (جنتو) أصابع قبضة يديه بقوة في غضب , و صرخ:
-آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه !!
كان الصوت أشبه بموجة مدمرة , أخذت تدمر ما في طريقها من أشياء ضعيفة كالزجاج الذي تطاير إلى شظايا صغيرة , و الحوائط الخشبية القديمة البالية التي تهدمت من قوة الصوت.
-يبدو أن الوغد قد نجح في مهمته !
قالها بحزن , و كان يرمز بذلك إلى (تايتشو) , حيث أن مهمته الأصلية كانت تعطيل (جنتو) عن الوصول للغرفة , نظر (جنتو) إلى الأرض في أسى , أخرج من جيبه ميدالية ذهبية , منقوش عليها بلغة غريبة , أخذ يتأملها للحظات , ثم أطبق عليها بيده كمن صمم على شيء ما , وقال:
-أقسم عليك ألا أهدأ حتى أنفذ أهدافنا النبيلة.
وضع الميدالية في جيب بنطاله مرة أخرى , ثم خرج من المقر السري و تحرك بسرعته الشديدة التي كان استخدمها في المعركة , تلك السرعة التي تقارب سرعة الضوء ذاته , سرعة بدا فيها كشهب ناري يتجه نحو هدفه في قوة و تصميم.

يتبـــــــــــــــــــــع............

 
 

 

عرض البوم صور اماريج   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
ليلاس, القسم العام للقصص و الروايات, ذات طابع ياباني, ياباني, رانمارو, رانمارو كاملة, قصه, قصه مكتملة, قصه يابانيه
facebook



جديد مواضيع قسم القصص المكتمله
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 02:05 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية