كاتب الموضوع :
النسر المصري
المنتدى :
الشعر والشعراء
اقتباس :-
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Edward Francis |
سيدي الفاضل: أنا لم أكتب كلماتي ليكون ردك عليها " أنا لست بشاعرٍ " لكني كتبتها لأنني وجدت إحساساً شعرياً،
و لذلك ما اردت الا توجيهاً لهذا الإحساس. فأي عمل أدبي يتكون من كلمات منصهرة في بوتقة، سواء كانت حروفها
تكون أسماءً، و أفعالاً، و نعوتاً، و ظروفاً، و حروفاً، وضمائراً، وأدوات شرط، و وصل.
كل هذا الناتج إذا ما تلقاه الأديب أبدعه شعراً أو قصة أو مسرحية أو مقالة أو خطبة أو رسالة أو مقامة.
فالإبداع إما شعراً أو نثراً. ناهيك عن المسرح الشعري، لنا إن كان للبقية حديث عنه.
و الأدب في عصرنا الحديث و الحالي إخطلت علي أهله الدخلاء منهم إستعمال أدواته.
فمن يحاول كتابة القصة يبحث عن لغة غير موجودة في النثر، لغة شفافة، أو لغة شعرية...و لن ينجح في هذا إلا القاص
الحقيقي.
و أما ألشاعر، رغم حسه الشعري و شفافية اللغة، فيبحث عن الحوار الشعري (المونولوج)، يبحث عن الصور ....
ولن ينجح في ذلك إلا الشاعر المطبوع. (صاحب السليقة)
فخذ مثلاً لصورة المعركة من معلقة عمرو بن كلثوم التغلبي:
نُطاعِنُ ما تَراخَى النّاسُ عنّا، ونَضرِبُ بالسّيوفِ، إذا غُشينَا
بسُمرٍ مِنْ قَنَا الخطـيّ لُـدْنٍ، ذَوابِلَ، أَو بِبِيض يَعْتَـلـيِنَـا
نَشُقّ بها رُؤوسَ القَومِ شَقّـاً، ونَخْتَلِبُ الرّقابَ فَيَخْتَـلِـينَـا
تَخَالُ جَماجِمَ الأبطالِ مِنْـهُـمْ وُسُوقاً بالأماعِزِ يَرْتَـمِـينَـا
نَجُذّ رُؤوسَهُم، في غَيرِ وِتـرٍ، ولا يَدرُونَ مـاذا يَتّـقُـونَـا
كَأَنَّ ثِيابَنا مِـنّـا وَمِـنْـهُـم خُضبْنَ بأُرْجُوانٍ أَو طُلِـينَـا
كَأَنَّ سُيُوفَنا فِـينَـا وَفِـيهِـمْ مَخَاريقٌ بِـأَيْدي لاعِـبِـينَـا
إذا ما عَيَّ بالإِسـنـافِ حَـيٌّ مِنَ الهَوْلِ المُشَبّهِ أَنْ يَكُونَـا
نَصَبنا مِثلَ رَهْـوَةَ ذاتَ حَـدٍ مُحافَظَةًَ وَكُنّا السّـابِـقِـينَـا
بِفِتيانٍ يَرَوْنَ القَتْـلَ مَـجـداً وَشِيبٍ في الحُرُوبِ مُجَرَّبِينَا
يُدَهدُونَ الرّؤوس كَمَا تُدَهـدي حَزاوِرَةٌ بِأَبْطَحِها الكُـرِينَـا
حُدَيّا النّاسِ كُلّهِـمِ جَـمـيعـاً مُقارَعَةً بَنِيهِمْ عَنْ بَـنِـينَـا
فَأَمّا يَوْمَ خَشَيتَنـا عَـلَـيْهِـمْ، فَتُصبِحُ خَيْلُنا عُصَباً ثُـبِـينَـا
و هذه مقطوعة من قصيدة نزارقباني بعنوان: رسالة من سيدة حاقدة
قُلتَ ... لا تدخُلي
وسددتَ في وجهي الطريق بمرفقيكَ … وزعمتَ لي …
أن الرفاق أتوا إليك … أهُمُ الرفاق أتوا إليك
أم أن سيدةً لديك … تحتلُ بعدي ساعديك ؟
وصرختُ محتدماً : قفي ! والريحُ … تمضغُ معطفي …
والذل يكسو موقفي … لا تعتذر يا نذلُ لا تتأسف
أنا لستُ آسفةً عليك … لكن على قلبي الوفي
قلبي الذي لم تعرِفِ … ماذا لو انكَ يا دني … أخبرتني
أني انتهى أمري لديكَ … فجميعُ ما وشوشتني
أيامَ كنتَ تحبنيَ … من أنني …
بيتُ الفراشةِ مسكني … وغدي انفراطُ السوسنِ
أنكرتهُ أصلاً كما أنكرتني …
لا تعتذر …
=========================
وأنا أيضاً لا أعتذر لأن الذي خلق أمرؤ القيس و النابغة و زهير و عنترة و المتنبي و أبي العلاء المعري و أبي تمام
هو تعالى بجلالة قدره خلق محمود سامي البارودي و الجواهري و أحمد شوقي وحافظ إبراهيم وخليل مطران،
و جبران خليل جبران وميخائيل نعيمة و إيليا أبي ماضي والعقاد و المازني و نازك الملائكة و البياتي و عبد الصبور
و أحمد حجازي و نزار قباني و أمل دنقل و فتحي سعيد و إبراهيم أبي سنة و شوشة و جويدة ألخ......
قادر علي خلق مثلهم، بل و أجود أيضاً.
دمتم.
|
يا سيدي الفاضل الاختلاف في الرأي لا يفسد في الود قضية .. وأشكرك علي كل شيء وأرجو ألا يحدث سوء تفاهم ..لآن هذا المنتدى العزيز للتعارف والصداقة والمحبة وإبداء الرأي وأتمنى أن تدوم
|