كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
رد: 13 - تعالي - كاترينا بريت - روايات عبير - قلوب عبير القديمة
اتصل كورتيس بخطيبته عشية العرس وقال لها :
- مساء الخير يا حبيبتي . كيف تشعرين : متكدرة ام متحمسة؟
اجابته بحمى وقلب سريع الخفقات كالعادة, كلما سمعت صوته :
- الاثنين معاً . احبك كثيراً.
- شكراً. سأبرهن لك غداً الى أي درجة احبك . نامي جيداً .
وهذا ما حصل . لقد نامت جيداً وفوجئت لهذا الامر كثيراً. كانت الكنيسة تتألأق بألوان الأزهار وفساتين المدعوات , عندما دخلتها فيليسيا النحيلة, الأنيقة , بثوبها الأبيض الرائع. يدها ترتجف وهي تتأبط ذراع والدها وتدخل في الممر على اصوات الألحان المنبعثة من ارغن كبير. ادار كورتيس رأسه نحوها وحدق فيها بحرارة . فاستعادت شجاعتها وثقتها ولم تعد خائفة من لفظ الكلمات المنتظرة منها بل استسلمت كلياً لهذه اللحظة التي لن تعود ابداً. قلبها يخفق بجنون ورائحة الأزهار تحتلها . جلست قرب كورتيس واجابت بالايجاب بصوت مرتفع وواضح . ثم خرجت متأبطة ذراع زوجها والخاتم يتلألأ في اصبعها , لتواجه حياة جديدة .
وعلى متن الطائرة التي اقلتهما الى اليونان لقضاء شهر العسل , التفتت فيليسيا عدة مرات نحو الرجل الأسمر الجالس قربها لتقنع نفسها بأنها اصبحت حقاً زوجته . وظلت تنظر اليه مفصلاً , بفخر وكرامة , تتأمل رأسه المرفوع وملابسه الأنيقة وملامحه الواضحة . وبذلت جهداً كبيراً لابعاد نظرها عنه . صحيح انها تجهل الكثير عن حياته الماضية , لكن رجولته الأكيدة سيطرت عليها وبدأت تستشف بأن حياتها لن تكون شهر عسل مستمر. لكنها اكيدة انها ستكون مليئة سحراً وروعة .
نظرت وراء نافذة الطائرة وادركت ان الأيام المقبلة ستكون مليئة بالحب والشمس والهواء النقي والبحر , عبر المنازل البيضاء الجميلة التي تداعبها امواج بحر ايجيه الهادئة . وراحت تحلم بأنها ستعيش مع كورتيس اوقاتاً جميلة ونادرة .
ومرّ النهار كالحلم وفي مخيلة فيليسيا تصور مخيف لما سيحدث في الليل , وكلما فكرت بكورتيس , في صورة حميمة, كانت ترتجف كلياً حتى الاشتعال , خائفة من المجهول , اذ لم يسبق لها ان استسلمت لرجل من قبل. وبالرغم من الخوف الذي يرافقها كانت تشعر باحساس جميل لن يتفتح الا في فعل الحب.
وعندما انغلق اخيراً باب شقتهما الفاخرة , شعرت بالضياع وتجمدت عروقها . وتحت الغطاء المعطر , راحت فيليسيا ترتجف عندما دخل كورتيس واطفأ الأضواء.
جلس على السرير قربها وتناول اليد الصغيرة المرتجفة في يده الهادئة الدافئة وقال بصوت عميق :
- في هذه اللحظة ارغبك اكثر من أي شيء آخر, ولا اجهل بأنك امضيت نهاراص طويلاً متعباً , فلا سبب للخوف. الميزة الخاصة التي جذبتني اليك هي صدقك الطبيعي . واطلب منك ان تتصرفي بصدق معي هذه الليلة . افعلي ما يوحي قلبك به . هل فهمت ما اقول ؟
احنت رأسها وذابت مخاوفها تحت حرارة نظراته الملتهبة . قبل يدها , ثم عانقها وهمس قائلاً :
- هل تريدين ان ابقى معك ههذ الليلة , ام اتركك وشأنك ؟
لم يعد باستطاعة فيليسيا مقاومته , فضمته الى صدرها . انها تحبه وبالتالي فهي ملكه كما هو ملكها .
وهكذا دخلت فيليسيا في الحياة الزوجية , بسعادة لم تعرف مثلها من قبل. اعطت شريكها كل ما يمكن ان تقدمه امرأة . وظلت تتذكر هذه الليلة طيلة حياتها , بفرح وحب , فاكتشفت نفسها وتعرفت على جمالها.
|