لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

قصص من وحي قلم الاعضاء قصص من وحي قلم الاعضاء


من يقنع الظلال ؟ أنك فـ أهدابي.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اشتقت لكم كثير و اشتقت... بعد أن وقعت في نصف روايتي الثانية عالقة .. قررت بعد الختام بأن الثالثة لابد أن تكتب وتطرح

إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 07-07-23, 08:29 AM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Feb 2014
العضوية: 264541
المشاركات: 403
الجنس أنثى
معدل التقييم: عمر الغياب عضو سيصبح مشهورا قريبا جداعمر الغياب عضو سيصبح مشهورا قريبا جداعمر الغياب عضو سيصبح مشهورا قريبا جداعمر الغياب عضو سيصبح مشهورا قريبا جداعمر الغياب عضو سيصبح مشهورا قريبا جداعمر الغياب عضو سيصبح مشهورا قريبا جدا
نقاط التقييم: 586

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
عمر الغياب غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : قصص من وحي قلم الاعضاء
Newsuae من يقنع الظلال ؟ أنك فـ أهدابي.

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اشتقت لكم كثير و اشتقت...

بعد أن وقعت في نصف روايتي الثانية عالقة .. قررت بعد الختام

بأن الثالثة لابد أن تكتب وتطرح وتقرأ ..

نعم تركتها حبيسة على مدار خمسة السنين..

بعد فترة طويلة عن عزوفي للكتابة، كانت فكرة الرواية قد نمت في ذهني
بفكرتها و مضمونها ..! على مدى السنين
شخصياتها لا تمس واقع و لا تخلو من مسحة خيال مقصودة
قد تجدون علامات تعجب تذيل بالحيرة و الاستنكار ..
و استفهامات عديدة .. لكن مع الأيام سوف تتضح لكم ..

أملي أن تلمس القصة شغاف قلب كل قارئ
وتترك في نفسه أثرًا مثل الذي تركته في نفسي
أنها مجرد البداية و حسب..


و

شُيّاب العُمر .. الذين هلكوا في جُبة ظلمات !..
تلاطم الحياة عبر الأضداد ..
تجري فيها النفوس بما تشتهي.

بين

خَيْر و سُوءٌ ..

نُور و ظَلاَمٌ ..

أَمَل و يأْسٌ ..

سَلام و حَرْبٌ ..

أَمَان و فَزَعٌ ..

هي مجرد فَتِيلٌ الشَّمْعَةُ
لِيُسْتَضَاءَ بِهِ عتم المكان ..

وَ

غَدْو اطفالًا و شابت أحلامُهم ..
هَرِمنا من لحظات الخذلان والخيّبة..
نسينا بأن دنيا ماهي إلا محطة عبور..
مغادرين دون عودة ..!

.
.




***

كم مرة بدا عليك المظهر الصلب ، بينما تتهاوى الحياة بداخلك..
كم مرة غيرك يقرأ بوح عينيك الخافية.. وأنت تحاول إخفائها بكل كبرياء ..
كم وكم من رحيل والليالي سوداء مظلمة مُرة .. التي مرت عليهم..

والكثير من الاسئلة المبهمة ..؟
تدور في صفحات ..

من يقنع ظلال ؟ أنك فـ أهدابي.


.
.

.
.


روايــة غير حصرية..
و يشرفني أن تكون ثلاثةٌ من فتياتي
في صرح ليلاس..

استلموا..

لا حول ولا قوة إلا بالله ..

.
.




 
 

 

عرض البوم صور عمر الغياب   رد مع اقتباس

قديم 07-07-23, 08:33 AM   المشاركة رقم: 2
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Feb 2014
العضوية: 264541
المشاركات: 403
الجنس أنثى
معدل التقييم: عمر الغياب عضو سيصبح مشهورا قريبا جداعمر الغياب عضو سيصبح مشهورا قريبا جداعمر الغياب عضو سيصبح مشهورا قريبا جداعمر الغياب عضو سيصبح مشهورا قريبا جداعمر الغياب عضو سيصبح مشهورا قريبا جداعمر الغياب عضو سيصبح مشهورا قريبا جدا
نقاط التقييم: 586

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
عمر الغياب غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عمر الغياب المنتدى : قصص من وحي قلم الاعضاء
افتراضي الفصل الأول

 

الفصل الأول

***

لقد أكلوا قلبي، أكلوه بالكامِل.
__حمزة حسن .


.
.

في اوائل الستينات ..

مدت أشعة الشمس الساطعة خيوطها الذهبية في ذلك اليوم من أيام الصيف .. القرى المتناثرة من باقي المدن الشمالية والحرارة الحانقة لم تمنع أهل بلد من ارتياد السوق العتيقة .. طرقات الممتدة ضيقة المرصوفة بالحجارة الملساء حيث يتهادى الزمن في مشيته متخلّيًا عن طبعه المتعجل .. غير ضوضاء بعض المحلات المتاحة للسوق ..

وقف بدر قرب مدخل السوق .. وعيناه معلقتان بالبوابة الجانبية للمسجد روح البساطة والعراقة تبث منه والذي يبعد عنه بضع عشرات من الامتار .. أخرج منديلًا ورقيًا ليمسحَ حبيبات العرق التي تجمعت عند جبينه ..
. ابعد عربة التي يقع فيها عدة جرائد ومجلات مرصوصة بالترتيب ابتسم وهو يرى نظرات صغيره ..
خرج من المحل بعد أن سمع صوت الاذان تقام ..

بنبرة حنو اقترب منه يلامس شعره
: بدر يا أبوي بنصلي الظهر.
بعينيه ابتسامة
: يلا يُبَه.

ما اندفع جمع غفير من المصلين لتأدية الصلاة وبعد ان فرغوا من ذلك ليمضيا معًا في الطريق إلى المنزل.
كان بدر يقترب من الخامسة عشر من عمره. لكن شكله ضئيل وقامته طويلة يوحيان بأنه بالثامنة عشر، مما كان يفضل سياب بمعاملته كرجلٌ بالغ عاقل.
و طوال السنوات بعد أن تزوج والده سياب على امه سارة وكان الطلاق والفراق هو الحل الامثل لهما فـ قصتهم لم يتم بينهم النصيب ببساطة..!

فصار يقضي كل الخميس و الجمعة عند والدته سارة التي تزوجت مباشرةً من بعد أبيه ..
: كيف المدرسة اليوم يا بدر؟
بصوت مخفض
: زين.

صعدوا لسيارة مغادرين السوق فاليوم هو نهاية الاسبوع خميس.
: حاول تتجنب ممدوح ولا تحتك فيه.
تنهد بارهاق
: إن شاء الله يُبَه.

وصلا إلى منزل عتيق جدًا حجري مابين ازقة الاحياء والنخلة التي تقف بكل شموخ متدلية رطبها ..
ترجل ليقف أمام الباب الحديدي الابيض الذي تآكل عليه صدأ، صغيرة فتحت له الباب وتشده حتى فلتت كفه انطلقت تركض للمطبخ صغير
: يُمَـه سارة بدوري وصل.
ابتسم على شقاوتها المحببة لقلبه
: بنت أخوك بدر!

رغم مرور ثماني سنوات على زواجهم، لم يتقبل ممدوح وجوده بين أفراد العائلة.. فهو يبقى بالنسبة إليه دخيل.
طبع على خدها قبلة سريعة مداعبًا بمرح
: وش دعوة يُمَه ما رحبتي فيني ذا المرة..
بحبّ لابنها وفلذة كبدها. بكرها وفرحتها الأولى
: انشغلت بالسليق يُمَه ارتاح حبيبي يا ندى هاتي القهوة لأخوك...
بمرح تعتابها
: بس دلع لبدوري واحنّا بنات البطة السوداء.
التفت إليها بتعجب
: غيرة ياربي. بنت هاتي القهوة أنا انتظركم في صالة.

بعد أن تقهوى يتأمل في اخته الوحيدة
: اشلونك ؟
تحاول اخفاء ضيقتها
: حمدلله بدر اشلون أبوي؟ وحشني.
نظر لها بعتب وبقسوة
: زعلان. طولتي ذا الاسبوع هنا.
: معليش بدر بس أنت تبيني اعيش مع وحدة غير امي. مستحيل.
بهدوء
: المهم بكرة بيمر ويجي يأخذك. موب تعيين!
: طيب.

اجتمعوا على سفرة الغداء، وكان يأخذ لقمات كبيرة يكاد يلتهم مابقي من رز .!
: اللحم قليل. ماله داعي تأكل قم اذلف.
سارة بوجع ترى وجه ابنها الذي تغير لضيق، نهض واقفًا
: كثر الله خيرك يُمَه.
بحزن
: يا أمي أنتَ ما أكلت شيء.
ممدوح بغضب وانتقاد
: لا احسن قومي معه.
تنظر لزوجها وبنبرة هادئة
: الله يهداك ممدوح الخير واجد.
ممدوح يتحدث وهو يأكل لقمة
: قومي معه. يــــلا.
بخوف منه
: سم إن شاء الله.

وقف عند باب مدخل و بانكسار
: يامي بدر أنا بقيت لك غداء بس ينام عمك ممدوح بنشبه لك.
بضيق
: يُمَه لا تجبريني اجلس اكثر.
سارة تمسك ذراعه اليمين
: مالك به أهم شيء اني اشوفك. لا تحرمني من ها الشيء يا بدر.
بحزن تغلغل في صدره
: لي الله يُمَه.
سارة
: يا حبيبي أنا من لي غيرك أنتَ و ندى.
وهو بعقل اكبر من عمره و بعتب
: حلت لك الجلسة يُمه سارة عنده و أبوي ما كملت سنة وهو بس تزوج عليك.
وذا يمسيك بمسبة وجالسة عنده. ليه يُمَه؟
سارة تنهدت
: نصيب يا ماما. وذا مهما يكون عمك صح يقسى عليك ويسبك لكن ذا هو وذا اسلوبه.
بدر بقهر
: يخسى يكون عمي.
بحنو تشده من كفه
: بس ذا المرة حبيبي.



في المساء ليلة الجمعة في صالة المعيشة دخل حتى يجدهم جالسين بكل أريحية في ديوانية
ممدوح وبأمر
: قم فز لأمك تجيب الشاي و القهوة.
بغيرة رجولية
: مايحتاج أنا بسر اجيبه.
ممدوح بخبث
: هي تجيبه بنفسها وأنت انقلع برا عيني لا تلمحك.

عرف انه اخذ من مشروب الذي سكر عقله
خرج يتقدم إليها في غرفتها المغلقة

يرجو والدته بطفولة قاهرة ورجولة مبكرة، من خلف الباب
: يُمَه افتحي أنا بدر.
فتحت و هي تسحبه تجلسه على طرف السرير
و بنبرة ممتلئة خوف
: صار لك شيء؟
بدر ينظر في عينيها وصوتها الذي كان يرتعش برعشة خوفها عليه ..!
: أيه يُمَه.. فيني اني مقهور و مقهور. يُمَه خلاص إلى متى وأنتِ جالسة على ذمة ذا تعبان.

مسحت بأناملها على وجهه
: يا حبيبي بدر مقدر اخرج وش يقولون الناس عني.
بألم موجوع
: يُمَه وش علينا من الناس. تكفين خلينا نخرج من البيئة المعفنة.. أنتِ ما شفتي كيف ندى خايفة.

بألم وهي ترى عناده صغير ..! يطعنها برجائه لكن ما باليد حيّلة ..!
: لا تصر يا بدر.. طلعة من ذا البيت موب خارجة منه.
: يمه تكفين خلاص خلينا نرجع بيت جدي علي. تكفين عشاني. طيّب عشان ندى.
لتبكي والدته بقهر من ظروف التي تكالبت عليها .!
: مقدر يا أمك.. والله ياولدي مقدر ..
بقهر و غبن
: يمه يضربني قدام خويانه.. واصيح كل يوم خميس وجمعة عند رجولك وعادي عندك.. يمه تكفين خلينا نخرج. ولا علينا من احد.
تمسك يده السمراء بكفها الحنونة و بنبرة مـــؤلمـــة
تقبل وجنتيه و عينيه وكأنما تشرع أبواب رحيل له دون أن ترأف به..!
: تكفى يا أمك لا تقول كذا… عمك ممدوح ادمح زلته ذا المرة بس. هو موب وعيه. بس يصحى من ذا الي يشربه برجع طبيعي.
: يمه لا بس ولا غيره.. أنا بدر.. أبوي سيّاب رباني ما اسكت عن حقي.. تكفين يمه.. لا تخليني للغريبة تأخذ ابونا... تطلقي منه وارجعي لأبوي.

كانت تعلم بأنه يؤذيه وكانت تكتم بداخلها صرخات تنهش و تآكل فيها بحسرة مؤلمة .!
حتى اتت اللحظة التي شهد فيه انكساره وخيبته..
موجوع من اقصــــاه ..
ها هو عاد خارجًا من ديوانية مقابلًا للغرفة ..!
: اطلع ياولد سياب… يا حثالة شوارع.
و ببكاء تجثو تقبل يديه
: تكفى يا ممدوح روح. لا تحرمني من فلذة كبدي. تكفى.
بدر بقهر
: شفتي.. ذا هو جاي بكل مرة موب وعيه. ندى البسي عباتك يلا.
ندى برجاء
: يمه بدر يتكلم بصدق. أنا ماعاد اقدر اتحمل. اسبوع وظهرت من عيوني.

ببكاء روحي مختنق و عجز
: دخليكم يمه بدر ندى. لا.

بدر فتح الباب حتى يتلقى كدمة بوجهه
: يا خسيس. يا نذل.
قهقه
: على وين رايحة يا حلوة؟
دفعه بدر بقهر على الحائط وبصق بوجهه
: اقطع يدك اذا لمست ندى مرة ثانية.

نهض ممدوح مقترب منه و عيناه ترمقه بنظرات شرار
شده من جيب ثوبه العلوي حتى يضربه حتى فقد الوعي، وسارة الأم تصرخ
: ذبحت ولدي. ذبحته.
ندى ببكاء
: بدر. بدر.

ثم سحبه من قدميه ليدفعه خارج المنزل، مغلق الباب من خلفه.. على صرخات سارة زوجته
يشدها ضاربًا بقسوة على خدها بصفعة مدوية
: وين الشـاي و القهوة؟
ثم امسك بندى يضحك
: تعالي شوفي اصحابي. مريشين.
ندى ببكاء وبصرخة استنجاد وهي تعلم بأنه لا يسمعها الآن
: مـامـــــا. بـــــــــدر.
سارة تركض وراءه .. حتى يغلق الباب بوجهها
تضرب بجنون على الباب
: ممدوح بنتي نـدى. نــــــــــــــــدى.

عاجزة. عاجزة وجدًا.
ابنها بدر ملقي خارج البيت كجثة !
وابنتها بداخل أمام رجلان غير سويان

وثالثهم زوجها وشيطانُ رابعهم.

أنها بداية الحياة.
و منتصف الألم.
و نهاية الوجع ..!

.
.

كبر بدر وزاد حقده.
في كل عام كان ياتي متخفيًا يتأمل منزل والدته التي تنازلت به ليصبح ملك زوجها الآخر ممدوح.
كره هذا المنزل الذي اشبعه حرمانا وقهرًا و ظلمًا.

وساكنيه رغم الجفا الذي كان في كل مرة يطغى ويكره ضعف والدته.
ابتعد من طفل صغير ضرب لحد فقدان الوعي.. إلى شاب انهكته الاقدار بقسوتها.
فكبر على تربية خالته أميمة التي حاولت بشتى طرق أن تبقى له
أم فهي ليست الأم ..!

أخت فهي ليست الأخت ..!

صديقة له فهي ليست بصديقة ..!

و

اليوم تحديدًا ذكرى السنوية لطرده من منزل والدتهِ

ها هو اليوم. ينظر للبيت بأسف وقهر ..!
أراد أن يثبت بأن بدر طفل الأمس ليس بـ رجلٌ اليوم ...!

اقترب منه
بهدوء بدر
: مين تكون انت يا بطل؟! وليه تصيح كذا؟
ببراءة الاطفال
: ابوي يضرب امي واخواتي…
بقلق
: وين بيتكم؟

حتى يشير على المنزل ذاته. يا كبر صدمته !
البيت الذي طُرد منه ما زال يطغى على اهله !! ومن ممن؟ والدته ..!

شعر بحقد السنين يتجمع في داخله. تراكمات تكبر بقلبه وتفوح حممًا من الجروح و المآسي.
طرق الباب حتى يفتح له عينان غاضبة حانقة

: خير منهو انت؟ اعرفك تعرفني حتى تدق على بيوت الناس.
ثم ظهر من خلف الطارق ..!
طفله اسامة يطل بنظرات ضائعة و خائفة جـداً ..!

ابتسم ساخرًا
: لحقت تنسى ولد سياب .!!!
انفجر حينها بالقهر و الحسد
: بدير أنتَ بدير!
بهدوء
: اي بدر.

لم يستطيع حتى دخل بداخل و تفاجأ من كركبة المكان و الفوضى
علب زجاجية فارغة و استكانات الشاي وأربعة أزواج من الاعين يرمقونه بنظرات إعجـــاب ..!

: افا يا ممدوح مخبي ذا الهامور عندك ولا تعلمنا ما كانت الهقوة فيك يا أبو أسامة.
طرف آخر يردف
: اي والله تبي تكوش على الحلال كله. طامع من يومك يا ممدوح.

شعر بالقهر يزداد بقلبه تمسك بهم واحدًا واحدا ضاربًا حتى هربا من جنونه ، ثم امسك بممدوح يفرغ جميع غضبه بكدمة على عينيه وخدوش على وجهه ويديه و سنونه الأمامية مكسورة.

دمه الذي تسرب من فمه وبعض نقاط الدم على ثوبه الابيض السعودي التقليدي .!

ممدوح يمسح دمه الذي ينزف من فمه ..!
و بحقد
: اي يا الكلب تتهجم عليَّ وفي بيتي ما وراك احد يردعك دنيس من يومك بزر.. مشتكيك والله مشتكيك عند الحكومة.
ببرود أضاف
: الباب مفتوح انقلع عساها روحة بلا ردة.

خرج ممدوح مهددًا

يخفض جناحه للطفل
: وش اسمك يابطل؟
: أسامة.
ابتسم له
: ممكن تنادي لي أمك سارة.
طيب.

نظر للمكان بقهر يتصاعد حتى تقدم إلى والدته التي بقيت واقفة بعيدة عنه فهي لم تعرفه في البداية ..!
: منو انت؟

.
.

يالله خمسة عشر عامًا خرج حتى يجدك بهذا صوت الحزين المكسور أنتِ كما انتِ ..!
لا بل كبرتِ قليلًا لكن أنا الذي لم أكبر يومًا وأنا بعيد عنكِ ..!
اماهُ ألم تحنِ لـيَّ .. لبدر الذي لم يكتمل ولم يشبع من فيض حنانك ..!

.
.

بغصة
: بدر.
حتى تشهق بفاجعة ونحيب تقترب منه بخطوات اشتيّـــــــاق بلوعة و حنين
- يا أمك بدر سامحني.
بوجع بقي واقفًا و بثبات
: خليك في مكانك.. إلا اذا رجعتي معي.
: تكفى ياولدي مقدر اترك اخوانك صغار...
من ثم نظر لثلاث أزواج من الاعين ترمقه بنظرات استغراب، تطل عليه من خلف ثوب والدته ..!
: منهم ذولي!
: عالية و عهد و عبرة. ذا اخوكم بدر تعالوا سلموا عليه.
بدر بألم ووجع
: مستحيل ما راح اتقبل احد قبل ما تجين معي.
والدته بأسف
: مقدر يابدر لا تلوي ذراعي...
: ترى اقدر انهيه.. بس أبيك تجين برضاك يمه... يمه ماتعبتي وهو يحط ويفش غله فيك...
بكت بنحيب
: اخرج يُمَه اخرج لا يجي ويذبحك.

كان الألم اكبر منه

موجوع لاقصــــــاه ..!

من تكون صدر الامان ..!

هي من تحرثك على رحيل ..!

و تدفعك للهاوية.

.
.


وها هي السنين تمر وتتقدم، كان واقفًا بعكازه يتأمل المنزل الحجري بحزن عميق
موجع موحش
من ثم يلتفت لحفيده الذي كان يمسك كفه اليسار

: ياجدي خلنا نبيع هاللوحة!
البدر بحنين وحزن مُلهم
: يا جدك كل اللوحات للبيع إلا هذي.
ابتسم بثقل و هيبة من حاجبيه وحدة انفه شامخ وعوارض شنبه
: الي تشوفه يا الغالي.
الجّد البدر ابتسم لحفيده و اشار على إحدى الرجال المنظمين للمعرض
: يا سهيل مثل ما وضحت إلا ها لوحة غير معروضة للبيع..
: ابشر طال عمرك..

خرج لسيارته التي كان يقودها السائق الخاص به و بجواره يجلس حفيده
: ودي اعرف وش ملصقك جنبي!
: عرفت مكانك بالمعرض وجيت لك عنوة .. وبعد ابيك تفزع فيني...
: اخلفت واضح على عيوناتك قل وش عندك؟
: حفيدتك دلوع غوالي تكبرت علي ولا ودها ترجع معي.
: الا غوالي يا تركي... وش منه زعول؟
تركي حك راسه مدعي البرود
: والله تبي صراحة سوء فهم وهي كبرت الموضوع على غير سنع.
: غوالي ماتزعل الا من شيء كايد. وش مسوي ذا المرة؟
تركي بملل
: ياجدي كل الي ابيه منك ترجع لبيتها.
: يصير خير..


البدر بن سيّاب آل ثنيان.. 75 عامًا ..

تركي بن فيصل سيّاب آل ثنيان 28 عامًا ..



.
.




كل مافيها متشتتة وحائرة و ارتباك بين ضلوعها فاليوم سوف تظهر نتيجة قبول في تقديمها للتمريض وبين الفنية و الأخرى تراقب هاتفها في كل ثانية.
: وش طاري عليك؟ يـــــووه خزامى!
: تلوميني عذاري أنا من بعد الله ثم هالنتيجة هي الي بتخليني اوكل اربع يتامى بحلقي.
: أنتِ لو بس تسمعيني كان عينتِ خير.

ها هي وصول رسالة لهاتفها

( تم قبولك في مستشفى ....... )

صرخت بصوت ممتلئ فرح
: وش فيك؟ وش الرسالة!
: انقبلت يا عذاري.. انقبلت.
حضنتها تدور و تدور لتضحك عذاري لجنون وثرثرة صديقتها
: مبروك ياقلبي.. مبروك يا أجمل ممرضة في الرياض كلها.
:ماني مصدقة... جاني قبول يارب.. ما الطفك. عذراي مستوعبة انقبلت بعد المقابلة الي ظهرت من روحي.
عذراي بحب تمسح دموع صديقتها
: ألف مبروك ياقلبي.. تستاهلين والله. اجتهدتِ ونلتِ حبيبتي..
: ايه والله الحمدلله..
: الحين تقدرين تستقلين عن بيت خالك.
: أكيد عذاري.. أنا علمتك بـ أستأجر لي شقة اول ما استلم راتب بإذن الله.

لتخر ساجدة السجدة شكر عظيم لمن وهبها حلمها الحقيقي، و بدموع حقيقة بفرح و أمل
: اللهم لك الحمد ولك الشكر ولك الثناء على ما اعطيتني.

تحقق حلمها وكأن بشارات السماوات تحتفل معها، فصوت تساقط الامطار عاكسة فوق النافذة.
: يوه عذاري يلا يا ادوب الحق اسـر اصحي خالي خليفة لصلاة العشاء.
: طيب انتبهي على نفسك. ولا عاد تقطعين عني يا القطوع.
: ابشري يا روحي.

خرجت تمشي سريعًا وتجد سيارة السوداء فارهة ميباخ
و بقلب جازع
تقدمت بخطوات حتى تتفاجئ بخروج اخواتها بقبضة امرأة اجنبية مرتدية عباءةَ ملونة و بوجه مكشوف !
خزامى بخوف
: مين أنتِ ؟

لكن المرأة دفعتها و اخوتها صغار يبكينّ بكاء بنحيب و عويل.
المصيبة بأن صعدوا سيارة و بكل قوتها حاولت تمنعهم عن الرحيل .!
لكن غابوا في ومضة عين.

دخلت بداخل للصالة وتجد ابن خالها الذي يرتشف سيجارة بهدوء بارد مُستفز، مع صوت الغناء صادح من شاشة التلفاز
: عامر منهي ذي.. وأخواتي فين مشوا ؟
: اخواتك خذتهم امهم الامريكية ... وأنتي اجلسي علة بـ كبدونا..
اتسعت عينيها من خلف النقاب
وقف مقترب إليها بنبرة وعيد و بخبث
:مثل ما تخلصت منهم بتخلص بعد منك. بس خل امخمخ و اتكتك مضبوط.
ثم اقترب ينزع طرحتها نظرات شيطانية
: ريحتك مثل اسمك يا خزامى.
حتى تفزع ببكاء مؤلم على صرخة خالها الذي تقدم إليهم

خليفة
: وش الي اشوفه؟
: خالي خليفة جات واخذت أخواتي معها.
خلفية بقهر
: استغفر الله العظيم من كل ذنب عظيم... ووجع عامر يا الزفت ان شفت ذا الحركة مرة ثانيه منك انحرك.
وصرخ بغضب
: أنتَ تفهــــــــم.
ترتعش خزامى وذلك يجيب باحراج
: إن شاء الله يُبَه.

: يابنتي خزامى عارفه ان امهم بتجي بـ تأخذهم. في أي يوم وأي لحظة صح يا خالي.
لتسقط أرضًا بانهيار
: أنا كنت مستعدة اتحملهم العمر كله. ذولي من ريحة الغالي. راحوا يا خال..

خليفة نظر بحدة لعامر والذي ثرثر
: يعني الواحد ما يأخذ راحته في بيته. وش دعوة ها النظرات يا أبو عامر!
خلفية بغضب
: طس رح للمسجد قبل الاقامة.
ابتسم ببرود مستفز
: تبشر.

خليفة
: بسك يا خالي مايصير ها الي تسوينه في نفسك.
: تكفى يا خالي امنعها اخواتي صغار أنا الي ربيتهم خالي والله مايصير تجي تاخذهم الحين وتحرمني منهم.
: ياخالي كبري عقلك هم راحو ولا جو لابد يجلسون مع امهم. بعدين اربع توائم صحيح ماقصرتي يابنت مناف لكن خلاص كل شيء و المكتوب بسك صياح اغسلي وجهك.
: خالي. تعرف انك تزعلني كذا.
خليفة بحنو
: زيدي بدلالك زيدي. بعدين العم البدر آل ثنيان طلب مني نعيش عندهم بشكل مؤقت.
: خالي تكفـى ما ابي اجلس هناك.
: ماعاد اقدر على دفع الايجار يا خالي. وصاحب البيت يبي بيته.
: خالي عطني مهلة بس ونسدد له الايجار تكفى مابي اخرج. يعني افقد اخواتي وهم بعد البيت.
قرص وجنتيها
: خزامــى. أنا عايش على رزق ربنا وتدابيره والعم البدر طلب مني نعيش عنده مؤقت في الملحق الخاص بس ابيك تكونين معي. ولا الحق جزاه عسى الله يطول في عمره ويحفظه لغاليه.
: ياربي خالي لا تحرجنا معه.
: مابه حرج. جهزي شنطتك وخذي المهم.


خزامى بنت مناف آل البندري بعمر 23 عامًا ..

خليفة 55 عامًا ..


.
.

ها هو اليوم وصل من رحلة العمل منذ ساعات طويلة والارهاق تمكن منه حمد الله بأنه وصل لقصر جده البدر.. فهو يعيش في قسم خاص فيه ... مر من صالة حتى يجد جده وجدته يجلسان في مكانهم
اقترب بارهاق
: سلام عليكم...
: يامرحبا.. يامرحبا يالله انك تحييه وتبقيه.
ابتسم لها مقبل يديها ورأسها
: اشلونك يمه؟
: بخير يا جعلك الخير.. أنت علومك يمه.
: دامك بخير فـ أنا بخير.. كيفك يبه؟
: حمدلله..
: جعله دوم..
- افا وليه ضايق خلقك!
- تعرف وش الي مكدر خاطري.
سديم التي جددت دلة القهوة العربية تقليدية ليأخذ منها فنجال
- ياحي الله أخوي ياهلا بـ طوايفي وعزوتي.
- جتنا المرجوجة.

سديم بدلال تضع دلة فوق الصينية وتجلس متربعة عند جدها البدر الذي ابتسم لها بحنو
: ها يا جدك بشريني عسى نتايج تبيض الوجه.
: يوووه جدي.. انا قلت لك داخله مسار الادبي. وش لي بالعلماء مالي فيهم لا طب ولا عالم..
ضحك
: ما عليه اهم شيء يا سديم ما أنتِ مفشلتنا.
: لا لا تخاف بنت بندر و افشلك هم مايصير.
: يلا استأذنكم يا ادوب الحق انام لي ساعتين.
: نام وريح مايصير تهجد بنفسك كذا يامي.
البدر بهدوء
: سهر اذاك يا هتان اعتق نفسك.
ابتسمت لهم لامسح قلق الذي بادي على وجهيهم
: إن شاء الله تمسون على خير.

ابتعد هتان لغرفته اخذ قيلولة لينام فيها ويستيقظ على صوت المنبه ، نهض ليأخذ حمامًا باردًا
حتى يستعيد نشاطه وحيويته
خرج ليرتدي طقمًا الرسمي بنطال الرمادي وبلوزة بيضاء وجاكيت ثقيل بلون العسلي شاحب
مع وشاح قوتشي. وضع ساعته جلدية السوداء بـ معصمه اليسار.
وتعطر بعطر العود الشرقي ثقيل. ثم تناول حقيبة السفر ليخرج من غرفته متجهًا للصالة

اثناء نزوله من السلالم سلم ملقي سلام مودعًا لهم...
حتى دخل والده
- يا هتان وين مستعجل كذا يا أبوي؟
هتان
- ما عليه يبه عارف يا ادوب الحق اكمل مناقصة شركة المتعاونة. وعقبه طائرتي على ١٠
- الله يقويك يبه و انتبه لا تخسر وأهم شيء عط العميل الي يبيه و عوضه بالخسارة ابد ما كانت هينة.
بضيق داخلي هتان
- إن شاء الله ما يصير إلا كل خير.

مع خروج هتان ، و دخول سيارة خليفة
شهقت خزامى تردف بعينين دهشة
: خالي ذا قصر رسام المشهور. وذا حفيده!
خليفة بغضب
: يا خزامي ما يصير يا خالي غضي بصرك. بعدين اشلون عرفتيهم؟
: حفيدتهم تصورهم و تنزل كل شيء بالسناب.
خليفة بنقد
: لا حول ولا قوة إلا بالله. وعسى بس ما تصورين أنتِ بعد.
شهقت بفزع
: أنا خالي. أساسًا منزلة ذا سناب عشان اتابع فقط.. للتسلية يعني.
: اي عفية علي بنت أختي.
خزامى بسخرية بداخلها
: عشتو مسميّة نفسها (حفيدة البدر سديم). ياشين تكبر..

وقف سيارته خليفة حتى التي تجلس بجواره خزامى تمسك بكفه
: تكفي خالي خليفة نرجع ندور مكان ثاني لا ندخل هنا الله يخليك.
: ليه يا خالي؟
: خالي الله يخليك. ما أبي اسكن هنا.. المكان يخوف واجد.
: غصب عني يا خالي والا الود ودي ما نخرج من بيتنا بس خلاص ذا الي صار ولابد نتأقلم.

اقترب هتان ببرود طارقًا لنافذة من جهة خليفة
: منهو أنت؟
بخجل سيارته التي تقف أمام بوابة مدخل و سور القصر !
: خليفة الحارس الجديد.
: ومنهي الي معك.
حتى تترجل خزامى
بجنون وتسرع
: وأنت وش تبي يا ملقوف؟
هتان ببرود
: تقدر تدخل وذي خلها تحتريك بسيارة. بعد يكون أفضل.
خزامى بقهر و بطبعها المتعجلة
: صدق صدق انك متكبر ومغرور ومتعجرف.

وهو الذي يكتم جميع غضبه لكن تلك العصية صادفت مزاجه العكر
: وش قلتي ؟


هتان بن بندر البدر سياب آل ثنيان .. 30 عامًا ..

سديم بنت بندر البدر سياب آل ثنيان.. 16 عامًا ..


.
.


ملاحظة جميع اسماء الشخصيات ضرب من الخيال..
لم اسرد بعد جميع الشخصيات.
أريد رؤية وخيالات تحلل وتفسر و تزيدني جمالاً وانبهارًا وشوقًا للقائكم.

انتهى,


عمر الغياب / عَـبير

 
 

 

عرض البوم صور عمر الغياب   رد مع اقتباس
قديم 07-07-23, 08:41 AM   المشاركة رقم: 3
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Feb 2014
العضوية: 264541
المشاركات: 403
الجنس أنثى
معدل التقييم: عمر الغياب عضو سيصبح مشهورا قريبا جداعمر الغياب عضو سيصبح مشهورا قريبا جداعمر الغياب عضو سيصبح مشهورا قريبا جداعمر الغياب عضو سيصبح مشهورا قريبا جداعمر الغياب عضو سيصبح مشهورا قريبا جداعمر الغياب عضو سيصبح مشهورا قريبا جدا
نقاط التقييم: 586

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
عمر الغياب غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عمر الغياب المنتدى : قصص من وحي قلم الاعضاء
افتراضي الفصل الثاني

 

مساء الخير يا جميلات..
موعدنا الاساسي يكون كل يوم الاثنين أو ثلاثاء
٣:٠٣ مَ

.
.
.
قراءة ممتعة ولا تنسون ذكر الله
و

لا حول ولا قوة إلا بالله..

استلموا
.
.



رواية : من يقنع الظلال ؟ أنك فـ أهدابي. بقلم , عمر الغياب / عَـبير.


الفصل الثاني

***

تحت الظلّ، هُناك مساحة صادقة للتعبير.



.
.



على طاولة الطعام

نهيّة
: شَموع تكفين كلميه. الله يخليك.
تأملتها وهي تشرب عصير البرتقال الصحي ، وتتناول بعض من سلطة الخضار
: طيب بشوفه اذا رايق كلمته لك. إذا لا انسي.
نهيّة
: لا ابشرك رايق عالآخـــر. صدق نبي نسافر ذا الصيف بس اقنعيه.
شَموع
: يصير خير.
نهيّة
: يا ربي وش هالبرود؟! تكفين خلينا ننبسط شوشو. ابلــــــيز.
شَموع
: أنتِ عارفة شغل ابوي حساس. ما ظنتي بوافق بس بجرب عشانك.
نهيّة بابتسامة
: عاشت شَموع. عاشت أجمل أخت بالرياض كلها.
ضحكت شموع
: وش دعوة وش سويت ؟
نهيّة
: حرام عليك تقللين من احترامك لنفسك.. كافي بتقنعين الشيخ طالب.. والوكاد يختك ماظنتي بوافق مير الله يحنن قلبه معك.
ابتسمت شَموع
: الله يكتب اللي فيه الخير. كمـلي عشاءك.
نهيّة
: ايه كذا الواحد يفتح نفسه للأكل.

بعد ان انتهت من طبق السلطة. دخلت للصالة بخطوات واثقة وهادئة كـ شخصيتها.
ابتسمت له برقة وهي تجلس بجوار والدها الذي يتصفح الجرائد كعادته.
قبلت كتفه ورأسه
: اشلونك يُبَه اليوم ؟
ابتسم لها بحنو طالب
: بخير يا يُبه..
ثم رجع يقرأ من جديد الجريدة. يبحث عن خبر ما. لترقية يتوقعها.
شَموع
: عادي افتح موضوع معك اليوم.
ابتسم لها بحنو
: قولي يا بابا وش عندك ؟
شَموع
: ودنا نغير جو هالصيفية ونسافر.
طالب بهدوء نافي الأمر برمته
: لا.
شَموع
: بابا الله يخليك وعد ما نطلع إلا معك.
طالب يغلق الموضوع
: لا يا شَموع. مقدر اوعدك وأنا أخاف عليكم.
شَموع بـ مسايسة
: حتى لو عمتي ليان معنا.
طالب الذي يرتشف من كوب القهوة سوداء
: حتى لو عمتك وأنتِ عارفة ما اكرر كلمتي مرتين. بعدين خلاص دراسة بدت..
شَموع
: ادري يا يُبَه. بس أنا برجع لـ دوامي بالبنك.. بس مسكينة نهيّة طفشانه.
طالب ببرود
: عادي. تقرأ لها كتاب اوفر لها من السفر و الخروج.
شَموع
: طيّب. الي تشوفه حبيبي.

عادت لغرفتهما المشتركة، نهيّة التي تركت الكتاب من يدها على سريرها
: هاه بشري. ما وافق صح.
شَموع تتأمل حزن اختها
: ما عليه نهيتي معوضين خير.
نهيّة بزعل طفولي
: خلاص. والله طقت كبدي. يعني ماعندنا احد نتزاور له ما غير عم وبعيد عنا.
شَموع
: تأقلمي نهيّة. خلينا نروح للمكتبة ناقص لي كم شيء.
نهيّة
: طيب على الاقل نروح لعمي البدر.
شَموع
: تبين أبوي طالب يذبحك. ما لقيت الا العم البدر.
نهيّة
: والله مليت وأنا جالسة لوحدي. يعني ابوي بسلامته يسافر ويرجع على كيفه. بس احنّا لا. ليه ها العنصرية.
شَموع التي جلست على مكتبها تفتح الحاسب المحمول وتفتح على صفحة البيانات العملاء
: خلاص كلمي سديم تجلس عندك.
نهيّة باختناق و ببكاء
: بس أنا مليت سديم كل مرة تجيني. أنا ابي لو يوم واحد اروح واجلس عندها.
اغلقت الحاسوب شَموع والتفت لها
: لا بس ولا غيره. كلميها دام الوقت موب متأخر.
نهيّة التي رأت الساعة المعلقة على الحائط الابيض.
: ساعة ٨. بجرب حظي و اشوفها.

ابتسمت لها
: يلا بنزل تحت بشيك على العشاء وعقب رايحة لغرفتي. تبين شيء.
قبلتها على الهواء
: شكرًا شوشو. ما انحرم منك.


انشغلت شَموع بترتيب المنزل مع الخادمات، أتممت تجفيف الأطباق ورمت المنديل على المنضدة وهي تتنهد. ربما عليها تتفقّد نفسها وتطمئن على حاله. سارعت بملء كأسين بالحليب الدافئ، ورصفت بضع قطع من الكعك على طبق صغير، وخرجت باتجاه المستودع

طرقت الباب بلطف لتعلن عن وصولها،
وما إن خطت إلى الداخل حتى وقعت نظراتها على عمها سلطان
الذي استوى جالسًا على الطاولة وساقه المصابة مُمدّة أمامه.
كان يحدق في الباب بنظرات حذرة متحفزة،
لكن حين رآها تحمل طبق المفضل لديه استرخت ملامحه، وخفض بصره عنها.

تقدّمت في هدوء وهي تجيل عينيهما في المكان.
ثم أردفت شَموع وهي تضع الطبق على الكرسي الخشبي
: اشلونك اليوم عمي سلطان؟
أجاب سلطان دون أن يرفع رأسه إليها
: طيب. ما قلت لك لا عاد تنزلين لي هنا.
ابتسمت شَموع وهي تضع كوب الحليب على الطاولة بالقرب منه
وهمست في حياء
: ما سويت إلا الواجب عمي.
وهي تُقرّب طبق منه الكعك
: تفضل ترى الحليب بخليك ترخي شوي من اعصابك.
وضعت الطبق أمامه، و أخذت شَموع تجمع الأغطية وتُرتّبها.
سلطان في تردد وهو يراقب حركتها بطرف خفيّ متكبر
: ليه تساعدني شَموع؟
نظرت شَموع إلى عمها سلطان والذي كشفها بكل سهولة
رفعت عينيها بانزعاج
: عمي.
سلطان بغضب سيطر عليه
: لا عاد اشوفك هنا.
شَموع بلباقة
: أنا اسوي الي يملي عليه ضميري.
سلطان ضرب طاولة بحدة
: قلت لك لا المحك من هنا.

خرجت بهدوء شَموع وهي تمسح دمعة انسابت على خدها.
وتتنفس بأمل
: ما عليه هو مجروح. مستحيل اتركك في ذا الحالة.


شَموع بنت طالب آل شاكر.. 26 عامًا..

نهيّة بنت طالب آل شاكر .. 16 عاما..

سلطان آل شاكر.. 30 عامًا..



.
.


في جهة أخرى

قصر البدر آل ثنيان

غوالي التي خطت باتجاه مكتب جدها البدر

الجد البدر يتأمل حفيدته و بحنو
: اجلسي. يا غوالي.
ابتسمت له بحبّ
: مساء النور. اشلونك اليوم.
غوالي بخجل و ارتباك
: بخير.
البدر يحاول انه يفهمها ولا يحرجها!
: ليش أنتِ هنا الليلة. ما كلمك تركي. وينه عنك؟
بكذبة غوالي
: كلمته العصر. وقال لي نامي عند اهلك. يقول انه معزوم عند ربعه.
التقط كذبتها بعينه ثاقبة
: تركي قابلته قبل نص ساعة في المعرض.. يبيك هو..
غوالي تحركت عينيها بدمعة حزينة لـ تصدمه
: بس أنا ما أبيه.
البدر بحدة
: شف يا غوالي.. انا ماعندي بنات يجلسن عندي.
غوالي بوجع
: حـتى لو غلط علي.
بهدوء
: بأدبه إذا كان يستحق ها الشيء. يا جدك. تو عرسكم قريب
الاسبوع الي طاف ما امداك تزعلين من تركي.
غوالي بزعل
: جدي هو عارف غلطه و يكابر. ولا يبي يعتذر مني.
ابتسم بخفي
: شوفي يابنتي أي زوجين بالحياة بتمر عليهم مشاكل لا أول. و لا تالي.
غوالي بضيق
: ما عليه جدي. أنت على عيني و رأسي. بس اسمح لي موب راجعة عنده.
إلا اذا كنت ثقيلة و...
بغضب منها
: اقطعـي.



قبل ذلك بساعة و النصف

في صالة يجلس أمام زوجته هيّا التي تبتسم بحكمة
على الموضوع الذي تشاور وأخذت برأيه.

فقصره الكبير.. يجمع جميع ابنائه و بنته.
طابق الأرضي له و لزوجته..
طابق الثاني قسم خاص لكل من ابنائه بندر و مقرن..
كذلك بناء خاص بباب يفتح للقصر تكون لابنته الوحيدة فوز وابن اخيه عبداللطيف.


فوز تقبّل جبينه
: و اشلونك يُبَه اليوم.
البدر بهدوء
: الحمدلله. نحمده ونشكره. وين بناتك؟ راما و شهد؟
ابتسمت له لتجلس بجوار والدتها متربعة على الأرض بجانب راديو.
: كالعادة مسنترين عند سديم.
البدر
: طلعتوا مكان اليوم.
فوز
: لا فديتك يُبَه.
البدر بأمر
: روحي كلميهم كلهم. بنات بندر أخوك، و مقرن، وحتى الخدم كلميهم الحين.
فوز بقلق تنظر لأمر والدها
: ابشر.

اتصلت على ابنتيها لتنقل الخبر للجميع.
وأيضًا نساء أخويها بندر و مقرن

الكل كان في ترقب واستعداد للخبر المهم الذي اجتمعوا عليه.
يجلسون في أريكة الصالة مفتوحة لصالة مطلة على الدرج الحلزوني..
تأملهم بحب وفخر
: يا أم هتان..
وديان تقترّب منه
: لبيه يا عمي.
ليكمل نداء
: يا أم سعود
: سم عمي أنا عندك قريب.
ثم بدأ ينادي احفاده
( سديم و راما و شهد و غوالي )

الجد البدر بهدوء
: واشلونكم يا بنات؟ عساكم بخير.
ابتسمت راما وجميعهم بصوت واحد
: طيبين بابا البدر.
البدر
: خليفة بن عبدالرحمن.
فوز
: مين يكون هذا؟
البدر
: خليفة تذكريه يا آيات. ما قد سمعتي اطريه لكم.
أم هتان
: إلا صحيح يا عمي. موب ذا يشتغل فراش عندك بشركتك.
ابتسم البدر و بتصحيح
: ياعمك الحارس مهوب فراش.
فوز بفضول
: الي هو يُبَه وش يكون ؟
البدر
: يعيش معنا ها الفترة وطبعًا الحديقة مابي اشوفكم فيها.
سديم بفضول
: وين يعيش ؟
البدر بحدة
: في ملحق الخاص فيني.
اتسعت جيمع ازواج الاعين بدهشة
راما
: ما عليه جدي. بس ذا ملحق بذات أنت مشدد عليه. وش معنى هو؟
أم هتان بترحيب واحترام لعمها
: العين اوسع له من المكان.
شهد برجاء
: الله يخليك جدي. موب كافي ما نخرج. وبعدين الشتاء دخل علينا. نجلس وراء القصر ما احد يلمحنا.
راما
: صح جدي. بعدين ما لقى يسكن إلا هنا. قلة الأماكن يعني.
البدر بعتب
: لا تقولين ها الحكي يا راما عيب يا جدي. واسمعي يا جارة. الرجال اعتبره مثل أخوي.
أم سعود بداخلها
: من اولها خذا المحلق. الله يستر من تاليها.

البدر بقلة الصبر
: عُـــلم.
بصوت واحد
: إن شاء الله.

تفرقوا سديم و راما و شهد.
تردف سديم
: يوه بنات. بنكون محكورين لا خرجة ولا روحة.
بحزن تمثيلي درامي شهد
: بنصير مثل شَموع و نهيّة. لا طلعة ولا غيره. والله الحين حسيت فيهم.
راما
: لا حرام عليك مافي أي وجه مقارنة. أنتِ ما شفتِ حنة نهيّة كسرت خاطري صدق.
شهد
: بنـات ما لاحظتوا بابا البدر يقول انه مثل أخوه. معقولة يطلع لنا قريب.
سديم
: يوه ذكائك شهد زيرو عالشمال. اشلون يطلع قريب ويشتغل حارس بشركة بابا البدر.
ضحكت شهد
: صح كيف فاتتني ذي.
سديم
: بعدين غوالي وش فيها ساكتة موب عادتها.
راما
: مدري. امحق عروس.






.
.



وهو الذي يكتم جميع غضبه لكن تلك العصية صادفت مزاجه العكر
: وش قلتي ؟
خزامى بحدة
: الي سمعته.
خليفة الذي انشغل وهو يفتح الباب للعم البدر سياب آل ثنيان.

هتان الذي ثبت نظراته على جده البدر
الذي هتف باسمه
: هـتان. اصبر يا أبوي.
: آمرني.


خليفة الذي أشار لخزامى التي كانت تجلس في مقعد السيارة، بصمت.
لكن رأيها وهي تتأمل رسام المشهور البدر بداخلها
: وش ملحه ما شاء الله تبارك الله. معقول ذا جّد بأحفاده. وذا المتعجرف زين يسوي فيه جده.. امحق وععع.
التفت خليفة لابنة اخيه
: خزامـى.
بخجل
: لبيه خالي.
ابتسم
: تعالي سلمي على عمي البدر.

ابتسم البدر بحنو يقف على عكازه، وبمساعدة هتان
: واشلونك يا بنتي؟
ترجلت خزامى بحياء تنزل عينيها للأرض
: حمدلله.
البدر
: اعتبريني ابوك ثاني. موب صحيح بنت مناف البندري ونعم.
خزامى بقلق
: ايه.
البدر
: معروف مناف عسى الله يرحمه ويغفر له. و ها القصر اعتبريه مثل بيتك. لا تحسين نفسك غريبة.
خزامى بدمعة يتيمة مختنقة
: إن شاء الله.
البدر
: ارتاحوا اليوم ومن بكره عشاكم بإذن الله
خليفة باحراج
: ما قصرت يا طويل العمر. ماله داعي ذا كلافة كلها.
البدر بمحبة صادقة
: عاد صرت جاري ومن أهل البيت. يعني ماله داعي ذا الرسميات.
خليفة يبتسم على تواضعه
: ابشر.
البدر
: حياكم الله من جديد.

من ثم التفت لحفيده
: وين غديت؟
ينفض افكاره بهدوء هتان
: معك يا أبوي.
البدر : لا رجعت بسلامة بكره.. في موضوع يخص أختك سديم.
بهدوء
: بخصوص ؟
البدر
: مكلمني أبو سلمان أبو سند.. أنت تعرفه.
ابتسم هتان
: ايه اعرفه. وشلون ما اعرفه. ومين ما يعرف خويك سلمان أبو سند.
البدر
: حفيده ذياب يبي سديم اختك.
بصدمة
: يا جدي بس سديم صغيرة على ذياب.
البدر بهدوء
: يا أبوي مجرد خطوبة. شف خاطرهم عقب لا عودت.
تنهّد هتان
: إن شاء الله خير.

.
.

في صباح جديد بالرياض
ينظر بعينه للسقف بملل أخذ شاور طويل يحاول يبعد عن أفكاره سوداوية، ارتدى لبس كاجوال بلون رمادي شاحب مع قبعة الرياضية ومسك السلاح الذي كان فوق طاولة الخشبية، خرج للفضاء خالي أمسك بالعلب والكراتين يصوب رصاصـــة تلو رصاصة.
وبهمس رفع رأسه للأعلى عايض
: أنت تحت ظلك يا سما الرياض. وبدون لا أم ولا أب. حتى اخت بـــح.


.
.



وتلك ابنته تتأمله من خلف نافذة غرفتها بفضول تراقبه
شَموع
: مو صاحي ابد. عاد من بداية صبح يطلق.
نهيّة بضيق
: وش ذا الازعاج؟
شَموع
: ارجعي نامي.
نهيّة
: لا تنسين تسوين لي كعك بالشكولاته. لا رجعتي.
ضحكت برقة
: همك بطنك يا دب. مع سلامه.
نهية
: خلي الانوار شغاله. باي.
شَموع
: لا تنسين تنظفين فراشي.
نهيّة بدلع
: يعني بـ تذليني اني ما اعرف أنام بغرفتي بروحي.
شَموع بحدة وبلطف
: نهيّـــــة. نامي.
نهيّة بصوت مخدر من النوم
: إن شاء الله مس شَموع.
غادرت بضحكة
: الله يعقلك.


.
.


سمع تصفيق منه بملل.

طالب يَقترّب منه
: أفضل مني بكثير. الشباب بروح رياضية.
عايض
: بعض مما عندكم.
طالب
: تعال جهزوا الفطور.
بعناد عايض
: موب مشتهي.
طالب
: لا تعاند على حساب صحتك.
عايض يصوب سلاح نحوه
: وش ها الثقة الي فيك. موب خايف اقتلك أو ادخل على بناتك أو زوجتك.
طالب بهدوء
: واثق فيك عايض. ما راح تتعدى الحدود الي رسمتها لك.
عايض بقهر
: وش عرفك فيني؟
طالب
: أعرفك أكثر من نفسك.
عايض
: موب عشان اصلي معك في المسجد واني اصوم يعني خلاص تثق فيني.
ابتسم طالب له ببرود
: أنت مؤمن بربك. ولا ابي منك تثق فيني. المهم أنا الي واثق فيك.
عايض بكره له
: بس ينتهي شغلي معكم. ما أبي اشوفكم.
طالب بثقة
: دخولك معنا مو زي خروجك. الخروج صعب و مستحيل جدًا يا عايض.
عايض بغضب
: افهم ذا تهديد.
بتهكم طالب
: افهم الي تفهمه. اصلك وشعورك. هو المهم يا عايض.
ثم اكمل يردف
: وأنت موب قليل أصل. لذلك تتطمن ما عاش من يهددك.
عايض بضعف
: قل لي وينهم اهلي؟ بعدين وش الفايدة من واحد فاقد الأمان.


.
.




انتهى,

 
 

 

عرض البوم صور عمر الغياب   رد مع اقتباس
قديم 10-07-23, 08:50 AM   المشاركة رقم: 4
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Feb 2014
العضوية: 264541
المشاركات: 403
الجنس أنثى
معدل التقييم: عمر الغياب عضو سيصبح مشهورا قريبا جداعمر الغياب عضو سيصبح مشهورا قريبا جداعمر الغياب عضو سيصبح مشهورا قريبا جداعمر الغياب عضو سيصبح مشهورا قريبا جداعمر الغياب عضو سيصبح مشهورا قريبا جداعمر الغياب عضو سيصبح مشهورا قريبا جدا
نقاط التقييم: 586

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
عمر الغياب غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عمر الغياب المنتدى : قصص من وحي قلم الاعضاء
افتراضي الفصل الثالث

 



مساء الخير..
اليوم سوف نتوغل أكثر في حادثة عايض تحديدًا
وكيف فقد اهله.

للمعلومة الحادثة واقعية جدًا. لكن بعض الخيال مني
حتى يتناسب مع المشهد.

كما ذكرت من قبل بأن هناك مسحة من خيال مقصود
واعذروني لو تأثرتم قليلاً..
.
.
.
قراءة ممتعة ولا تنسون ذكر الله
و

لا حول ولا قوة إلا بالله..

استلموا
.
.



رواية : من يقنع الظلال ؟ أنك فـ أهدابي. بقلم , عمر الغياب / عَـبير.


الفصل الثالث

***

وعندي كُل هذا الليل ، كيف أُضيئهُ وَحدي ؟
ـــــــ أحمد بخيت


.
.
.

عايض بضعف
: قل لي وينهم اهلي؟ بعدين وش الفايدة من واحد فاقد الأمان.
طالب ينظر له و بأمر
: ملتقاهم بجنان الخلد. افطر الله يهداك بس.
عايض بعينين حمراء من كتمه للبكاء
: آمين. موب مشتهي.
.
.
.

بعد أن انتبه على ابنته خارجة، وقفها بهمس
: عـلى وين يا شَموع ؟
شَموع بثقة
: يَبُه. على دوامي بالبنك.
طالب بهدوء
: ادخلي داخل. وانسي أمر دوام.
شَموع بخوف
: بابا حبيبي موب كذا. ترى تخنقنا والله.
طالب بوجع وهو يحميهم من امر يخفيه
خائف ولا يلام
: لا اسمع ذا الحكي منك. اقبلها من نهيّة لكن منك يا شَموع لا.
بوجع تمسح دمعتها
: يعني عشاني الكبيرة. اتحمل كل شيء عادي.
بحنو طالب
: لا عشانك عاقل وتفهمين. لا تجادليني يا شَموع.
شَموع
: طيب وش ذنب العملاء يحتروني.
طالب بقسوة
: في غيرك كثير. ما وقفت دنيا عليك. اصعدي ولا عاد اشوفك هنا في الحديقة.
شَموع بألم نظرت لعيون والدها بخيبة
: خذلتني يُبَه. وكثير ذا المرة.

رآها تغادر أمام عينيه الخائفة. فهو لم يتزوج بعد أن توفت زوجته اثر عمله.
ولا يريد أن يكرر المأساة من جديد. نعم يضيق عليهم بالخروج لكن بداخل متوفر جميع
المُرفهات .


.
.


كان تركي يضغط بجانبيه على حاجز السيارة الأمامي، وهو يحاول كتمان لهفة شوقه يحترق لتلك المُدللة، فتنهّد وهو يعود إلي التركيز في القيادة.
أخذ يتذكر السويعات القليلة الماضية في تأثر.
كانا لم يسبق على زواجه من ابنة عمه سوى الاسبوع فقط. فهل مللت يا مدللة حفيدة البدر ..!

نعم يعلم بأنه يقسو عليها. لكن هذا تركي وهذا اطباعه.
فمن هي؟ حتى تغيره في يومً و ليلة!

أخذ يضغط على الفرامل في هدوء عجيب مناقض لموقفه!
يعلم جيدًا أن أي توقف منه سيؤدي حتمًا لنهاية علاقتهم.

لكن لا. فهو متمسك بها بشدة.

وقف سيارته على جانب الطريق. اتصل عليها
رنين طويل من طرفها ..!

.
.
.

في داخلها تحترق شوقًا إليه.
لكن تعلم أن استهانت بالأمر في أول مراحل حياتها معه سيصبح طبعاً عاديًا مع مرور الوقت.
لذلك تلبست شخصية ليست بشخصيتها ..!

تأملت هاتفها المرمي فوق سريرها.
غرفتها الوردية البحتة وهي صبية. كلها تشير بأنها تماثل رقة الورد ..!

فهل من المعقول بأن يترك الورد ذابلاً و حزينًا.
حتى وقت قريب، كانت تفاصيل يومها تحاك في معظمها بأناملها التي تهوى حياكة النسيج،
فهي قد انهت من الشال لحبيبها العنيد.

كانت قد أعلنت الحرب على كل جنود الحتمية فهي غوالي. وهي تحمل إرادتها الصلبة كسلاح وحيد.
فهل ستجابه النصر مع تركي زوجها؟

الحبيب، البعيد ..!

تعاقبه بتجاهلها لاتصاله.

حينها أرسل رسالة النصية و فورية
وكلها تحمل صيغة الأمر ذاته

(ردي عليَّ. واتركي عنك تصرفات اطفال.)
دمعة انسابت على وجهها

لترسل رسالة
(طلقني.)

اتصل من جديد. شعرت برجفة تسري عبر جسدها بأكمله، فهي تتأثر بصوته كثيرًا
رفعت عينيها لسقف ثم أخذت النفس عميق

: هلا.
رفع تركي حاجبيه مُعّبِرًا عن عجبه، وسألها في جدية
: ابي اسمعها ثاني مرة.

بضيق اجابت غوالي
: خلاص كافي قريتها.

تنهّد تركي وصداع سيقسم رأسه لنصفين
: غوالي. موب شرط ابين لك مشاعري. افعالي تبين يابنت العم.

قالت أخيرًا شيء من الحزن يخترق في جنبات صدره، ضيقًا يتوسع ويختنق، فتح أزرار ثوبه العلوية
: بس تُركي أنا زوجتك. يعني ما استاهل تقول لي كلمة حلوة.
طيب آمنا بالله ماتبي تقول موب جابرتك حبيبي. بس ما استاهل تعطيني من وقتك شوي.

ارتبك تركي وهو يعلم بأنه قاسيًا. فـ احفاد البدر يمتلكون هذه الصفة ..!

أضاف بعد صمت قصير
: اخرجي. شويات واوصل.

وضعت أناملها المشتعلة وجعًا وحبًا مؤلمًا. بقرب صدرها.
: تُركي خلينا نفترق دامنا بأول المشوار. أنا انسانه شفافة و واضحة مثل الماء الي تشربه.
وأنت انسان كاسيك الغموض. مثل ما دخلنا بالمعروف نخرج.

قاطعها بحدة، يختنق. يختنق ويكابر ولا يصرح بأنه يهوى الأرض التي تمشي عليها
: يعني شفتي نفسك يوم خطبتك مرتين.

دمعة ثم بأنين
: وأنت فرحان تقولها يوم سببت بقطيعة عماني. عمي فيصل وينه عن عمي عبدالله.
قد قلتها لك من قبل تُركي أنا مابي اعيش بمشاكل.
فـ أرجوك خلنا نفترق بهدوء، وبدون ما تكلم جدي البدر.

تلك الشقية عرفت كيف تثير وجعه. وقد عادت تفتح الجروح المنسية ..!
مضت دقائق من الصمت، قبل أن يطلق بعمق

: خليك في بيت عمي. مثل ما زعلتِ تعرفين تدلين بيتك.

ثم اغلق الهاتف بكل تناقضاته ..!
: ما عاشت ولا انخقلت الي تدوسني على طرف. خلك متمسكة بجدك.
والله لو اني بفراش الموت يبطون اسيبك. أنا كذا فيك متمسك عنيد ولا اتركك ابد.
ابد يا دلوعة جدك وأبوك. تحسبيني مثل عمي كايد الي ترك حبيبته تعرس وقفت عنه.
منيب بقافي عنك واعلى مابخيلك سويه يابنت مقرن.


.
.




يوم جديد على سماء الرياض

طرقت الباب بهدوء، فجاءها الاذن بدخول، أطلت برأسها في مرح
شَموع
: عادي ادخل صح.
سلطان بملل
: وبعدين مع ذا العنّد يا شَموع. أبوك مدسيني هنا حتى ما تلمحون طيفي.
تجين أنتِ وتكشفين ذا شيء. ترى ما راح يرحمك ولا يسامحك ابد.
شَموع تجلس على طرف السرير، وقد ضمّت ساقيها إلى صدرها،
وأحاطتها بذراعيها في وضيعة كئيبة
تقدم سلطان نحوها في جزع وقد لاحظ نظرتها المنكسرة،
جلس إلى جانبها. ووضع يده على كفها في حنان
وهو يهمس
: وش فيك؟ شَموع.
ظلّت شَموع مُطرقة، وتمتمت بصوت ضعيف
: بابا طالب.
: وش فيه ذا المرة؟
رفعت إليه عينين مليئتين بالدموع، وهتفت في تأثر
: أنا احبه كثير. لكن صاير يقسى علينا مره.

تسارع نبضاته سلطان أمام اعترافها البريء الذي اخترق قلبه و زلزل كيانه،
كان يعلم بأنها تحب والدها. فقد كلفت وهي في سن صغيرة، وأصبحت كل عائلتها بعد وفاة والدتها.

.
.

جاء تصريحك يا ابنة اخي في وقت افتقد فيه حب و عطف.
ويا للقسوة رميتك أنا كذلك لا فرق بيننا
سوى اننا نحب لكن بالخفاء .

.
.

سلطان بملل
: اخرجي عني.
مسحت دموعها شَموع
: هم بعد أنت مثله. الله يسامحك عمي..
سلطان
: لا عاد اشوفك هنا. ذا تحذيري الاخير لك.

خرجت شَموع. تركض نحو غرفتها رمت نفسها على سرير وببكاء
: ليتك يا يُمه حيّة. كان شفتِ حالي وحال اختي نهيّة. اشتقت لك يممممه والله العظيم اشتقت.




.
.





كانت الشمس قد مالت للغروب و إن لم يكن الظلام قد خيم تماما،
وانعكست احمرارها على خديها .
خالها خليفة يضحك على خجلها الزايد بمنظوره
: وش دعوة يا خالي كل ها الاحراج. تراهم بنات مثلك مثلهم.
خزامى
: خـالي هم بعد يا كثرهم واجد. وأنا انسانة بطبعي حيوية ولا اتأقلم مع ناس جدد.
ابتسم لها بحنو وهو يمسح على شعرها طويل الكستنائي
: أي شيء جديد يكون صعب يا خالي. مير الله عطانا طاقة التكيف و التأقلم. ومع الوقت
كل صعب يكون سهل وعادي. فاهمتني يا خالي.
ابتسمت خزامى
: احمد ربي واشكره. انه رزقني بأجمل خال بدنيا كلها.
قرص خديها
: انا الي احمد ربي انه عوضني بأجمل بنت أخت بدنيا كلها.
بعدين موب كافي اخذتي دلال كله مني.
يلا توكلي. عمي البدر يحتريني ابطيت عليه.
خزامى
: ان شاء الله. خالي صحيح ولدك عامر ما راح يسكن هنا.
خليفة ابو عامر اردف بضيق من سيرته
: لا. ساكن مع ربعه. هو متى دل بيتنا حتى يدل القصر.
خزامى بحنو
: ماعليه خالي. مصيره يعقل ويتغير.
خليفة بوجع
: الله كريم.

خرجت خزامى مسرعة مجددًا. وهي ترتدي طرحتها فوق رأسها تقدمت في اتجاه باب الحديقة وفتحته، ثم لم تنتبه للشاب الذي كان يتبعها لداخل.
ما ان فتح الباب حتى انقبض صدرها، مع اصطدام نظراتها

هتان بضيق
: ارجعي وراك. ما أنت شايفة لوحة كبيرة . مكتوب بالخط العريض المســـــلخ.

شهقت بتراجع وهي تغلق الباب تهمس وهي تضرب على رأسها
: غبية.. طول عمري غبية.

هتان بغضب
: من هنا باب المدخل القصر. وطسـي داخـل.

وفي داخله يردد
: بنت فقر. وجـع.


.
.



استدارت باتجاه باب المدخل
عضت خزامى على شفتها حتى يفتحون الخدم الباب لها

ابتسمت وبترحيب خاص فوز
: يا مرحبـا. مرحبا بـ خزامى.
كان صوتها خجول جدًا
: الله يبقيك.

سديم و راما و شهد اللاتي يجلسون على ارائك بجوار بعض.

سديم بهمس
: بنات شفتوا صاروخ الي قدامي.
راما وهي تشهق
: يا ويلي وش ها الفتنة.. إذا انا البنت انفتنت كيف العيال.


فوز بحنو
: تفضلي حبيبتي.
بغصة خزامى
: زاد فضلك.

لتجلس بهدوء على أريكة بغرفة الجلوس مقابلة لهم. وبـجوار الـجدة هيّا ..!
بعد ترحيب كبير من فتيات القصر
وثلاثة يرمقنها بنظرات اشعاعية وكأنما تمر عبر المجهر.

نظرت هيّا التي ابتسمت لها بحنو

: اشلونك يُمَه.
صوتها حنون وجدًا. وكأنما طبطبة تلقيها على صدرك بالأمان.
تأثرت خزامى كثيرًا
: بخير حمدلله. اشلونك خالتي؟
هيّا بمحبة صادقة
: والله اني بخير. اشلون خالك عساكم مرتاحين بالمكان. ان قاصرك شيء علميني يابنتي.
خزامى برقة
: الله يسلمك ويعافيك خالتي. ما قصرتوا عساك سالمة.

شهد تهمس لـ راما اختها
: وعع. صوتها ناعم واجد. تحسسني بصوتي مثل صوت سعود أخوي.
ضحكت راما
: بعد الحق ينقال. ما شاء الله كاملة والكامل الله.


غوالي بابتسامة
: اشلونك خزامى؟
بأدب
: حمدلله.
سديم
: شوفي معك سديم بنت بندر وأخوي هتان.

بداخلها خزامى
: يا ثقل طينتك. نفس طبع اخوك سبحان الله.

لتكمل سديم بتعريفها
: و بنات عمتي فوز راما و شهد..
والي لابسة فستان اسود تكون بنت عمي مقرن غوالي. وهم بعد زوجة تركي ولد عمي فيصل.

خزامى بهدوء
: تشرفنا.

ابتسمت فوز وهي تشير لـ راما بقيام ضيافة على اكمل وجه.


.
.



هتان اغلق باب المسلخ وهو يفرك جبينه بتعب بادي عليه.

فوز بحب لابن اخيها
: الله يعافيك يا هتان. عز الله انك تبرد الخاطر.

هتان بانزعاج
: مره ثانية قولي للزفت الي بداخل لا تخرج بدون عباية.

فوز بنظرات استغراب
: منهو؟ كل بناتي وبنات عمك يتغطون عنك.

هتان بملل
: مدري عمتي. المهم العم الغالي رجعته ليلة.

ابتسمت له واتسعت عينيها فرحًا
: تقل الصدق!

هتان وعيناه تبسمت نادرًا
: شكو عمتي. تعرفيني ما امزح.

دمعت عينيها
: اللهم لك الحمد. وعشان كذا أنت بنفسك طبخت الذبيحة.

هتان الذي كان رابط اسفل قميصه البيتي لفوق بطنه، حتى يساعده بحرية الحركة
: مابي احد يعرف. ابيهم يستقبلونه من احسن الاستقبال.

مسحت دموعها بلهفة
: تبشر بالخير. يا حبيبي هو.

هتان بأمر
: وقبل ما انسى وصلِ العلم مثل ما قلت لك بالحرف.

فوز بخبث
: منو تقصد بالأول.

هتان بضيق
: عميمة. بلاها ها التلمحيات الي مالها سنع.
فوز
: ما يفوتك الفوت. وش رأيك فيها. صدق ذا المرة شفتها.

هتان بملل
: لا.

فوز بتلاعب انثوي ماكرة
: يعني شفتها ولا لا.
هتان
: أنتِ فاضية عميمة. خذي لي درب ابي اتروش .

ابتسمت بارتياح
: مصيرك تفضفض يا قلب عمتك. وحمدلله لابد ابشر أمي.



.
.

بمجلس ضيوف الرجال

ابتسم البدر بترحيب
: ياحي الله أبو عامر.
ابتسم له خليفة الذي كان يجلس بجوار البدر
: الله يحيك ويبقيك ياعمي. ما قصرت.

همس سعود لعبدالرحمن
: ذا من جده جدك ؟ بعدين يده اليمين موب موجودة
فهد
: تتمسخر أنت. لا يسمعك بس.
سعود ضحك ساخرًا
: كملت وجدك عادي يسكن ذا الحارس. موب خايف على حفيداته.
فهد بجدية
: سعود اعتدل وثمن كلمتك. الي تحاكي عنه جدك. وقراره يمشي فوق رؤسنا.
سعود بملل
: يابن الحلال اهجد. والمهم أنا واحد ابي اسافر برا. ما عادني قاعد عندكم. شيّبت وانا باقي شباب.
ابتسم بدون نفس
: الله يسهلك. بس لا تنسى تستأذن من جدي البدر.
سعود
: ذا الي خايف منه. رفضه مير الله لا يعوقني بشر.
مسافر بإذنه او بدونه.

مقرن بن البدر يجلس بجوار أخيه فيصل ..!
: و اشلونك يا خليفة؟
خليفة بهدوء اجابه
: بخير الله يسلمك.
بندر ابتسم بثقة رجولية البندرية خاصة فيه ..!
: اعتبرنا اخوانك يا خليفة دام ابوي البدر حطك على يمناه.
خليفة بهدوء
: إن شاء الله اكون قد ها الثقة.
مقرن
: ما منك خوف بإذن الله.


.
.



هتان بعد أن اخذ حماما طويلاً يبعد زفرة ذبيحة اللحم.
استقبلته سديم بالبخور و العود

تتراقص بـ حاجبيها
: اعترف.

ضحك بدون نفس
: خير.
سديم بدلال

: لبسك كأنك معرس. لا يكون ناوي تعرس بدون علمنا.

هتان
: أنتِ وحده فاضيه. وأنا موب فاضي لدلعك يا دلوعة.

سديم وهي تضع اناملها بين عقدة حاجبيه
: طيب وعشاني دلوعة اخيها هتان وحفيدة البدر وبنت أبوي بندر.

هتان بملل منها
: ايه بعد ما سردتِ ذا العريضة. وش تبين؟

سديم بحب له، تتأمله وهي تنزع كل قلق الذي اصابها منذُ الصباح
: طيب يا مدير لا تقفل ذا.. روق ياهو.

ابتسم لها وهو يأخذ العطر ويتعطر ، متأملاً نفسه عبر المرآة
: عبيطة. يلا اخرجي.

سديم
: بفهم شيء واحد كيف تعيش كذا وأنت مرتب بشكل مسطرة.

هتان التفت لها
: موب وقت نقاش الحين. سديم يلا برا.

سديم وفي رأسها "موال"
: اففف منك هتان. ترى والله شفنا بنت مملوحة تليق فيك صراحة.

هتان
: احد طلب منك تخطبين ليَّ. يا البزر.

سديم
: يوه هتان. خليني اعيش دور أخت المعرس.

ضحك يقبل باطن يده
: حمدلله وشكر اركدي وأنا أخوك. خفة عقل موب زينة للبنت.

سديم باستهبال
: علينـا.

دفعها بخفة
: يلا قدامي.


نزل هتان من السلالم، تقابله والدته وديان
: بسم الله عليك يمه. ما شفتك متى وصلت؟
ابتسم وهو يقبلها على جبيّنها
: من تو واصل. ذبحت ذبيحة وعلى سريع تروشت.
أم هتان بحب
: الله يعطيك العافية يامي.
هتان بحبّ
: يعافيك يُمَه بغيتي شيء.
أم هتان
: ايه يُمَه بس عقب ما تخلص من عشاك أنت وجدك.
فهم ماذا تريد لذلك اشار على عينيه وأنفه
: على ذا الخشم. وتراني موب خافي علي ضيقتك.
وديان أم هتان
: يأمك مافيني شيء. بس ولهت على اخيتي.
هتان
: باكر جهزي نفسك أنتِ وسديم ونسير على أهل تبوك.
أم هتان بفرحة
: تقل الصدق يُمَه. مير الله يسلمك أبوك بندر.
هتان يغمز بمرح، وبغير عن عادته الجامدة
: ولا يهمك نعلم أبوي بندر. ماتدرين هم بعد هو يخاوينا.
أم هتان
: زين يمه زين. الله يحفظك.

.
.



في الخارج

ألقى هتان الرصاص في سماء ليلة التي تشدو بجميع معاني الفرح
فهو بحركة رشيقة استقبل السيارة التي دخلت عبر أسوار القصر ..!

خاصة بعد أن نبهه ترحيبًا به.

خرجوا كل من الجد البدر والهامة البندرية وتواضع مقرن وهدوء الواثق فيصلي ..!
كانت الصـــــــدمة و رهبة تصمت الجميع ..!

لحظات سريعة مرت

حينها ترجل رياض.
و السيارة التي من وراءه ترجلوا الفرقة سارعوا لينضموا بصفوف بجوار بعض من جهة اليمين و اليسار.
بعد أن اشار إليهم هتان بضرب الدفوف و الغناء من أجل العم .

البدر بصوت. مرتفع
: يا ولد. صدق عيني الي تشوفه.
وإن كذبت عيوني.. كذبوها ذا المرة.

هتان انتبه على جده الذي استند على والده بندر، ومن يساره عمه مقرن
فيصل الذي سقط عقاله ..!

منتصف الخطوات قطعها رياض.
فلم يزده البدر شوقًا استقبله بفتح يديه


: علـي قد مابكت عيني. ها الليلة بكت فرح.
تعال يا أبوي. تعال سلم جعل عيني ما تبكيك.

هاهو والده يستقبله بـ الـــــــعناق

عنــــــاق طويل، شـــــوق عظيم له ..!

قبل عينيه وأنفه وكتفيه من ثم لثم يديه قبلاً طويلاً

ودموع انتثرت

: كل ها الفترة طويلة بعدت عنا.

رياض بصوت باكي موجوع
: اشتقت لك يالغالي. والله العظيم اشتقت.

اخوانه الذين مسحوا دمعتهم بتأثر
بندر بحُب

سقوط البدر. عجز أن يتحمل هذا الكم هائل من الفرحة
على الألم. وعلـى الفراق ..

فـــراق لمدة عشرة الســـنــيــن ..!

رياض بخوف عليه، وبندر الذي يشد بكف ابيه

هتان ابتسم
: أفا يا البدر والله الي ضعفت.

بندر بنظرة نارية لابنه وتهكمه السمـج ..!
: وقته ذا الـحكي يا هتان.

هتان بمداعبة
: يعني اسرِ.

البدر بحب لحفيده الذي يتأمل فيه جنونه وتهور شبابه و رجولته الخالصة.

: أنا ابو بندر. ما يلحقه شيء.

بندر بتوعد
: ماعليه يا أبوي. ما ودك تخلينا نسلم عليه. تعـال يا الغالي.

بعد أن ابتعد من احضان والده. تلقاه حضن اخيه الأكبر
: حمدلله على سلامتك يا رياض. حمدلله على السلامة يا أخوك.

هتف بتأثر
: الله يسلمك يا أبو هتان. ويعز غاليك.

مقرن
: والله هذي الهقوة فيك يا هتان. اشلون ما علمتنا.

رياض وهو يتلقى بحضن اخيه الثاني
: يابو عبدالرحمن. أنا الي طلبته يقفل موضوع جيتي.

مقرن
: الله يحفظك يا أخوي. نورت الدار فيك.

رياض بثقل رجولي خاص فيه و جدًا
: الله يسلمك يا أخوك، ومنوره بأهلها.

ابتسم بعنين دامعة فيصل
: أجل تخبي علينا. حمدلله على سلامتك يا العقدة.

رياض بحب له وخاص
: الله يسلمك. يا كثر معزتك وغلاتك يا فيصل.

فيصل
: لك مثلها يا أخوي يا عزوتي.

هتان الذي كان ممسك بالبشت وضعه على جده البدر و البشت جديد آخر فوق جسد رياض
: ودي بالسامري والخطوة. اكيد استاهل.


خليفة نظر للبدر ولهفته
: تستاهل سلامته يا طويل العمر.

ابتسم له و كأنما البدر اكتمل ليلة.

: جعلك تسلم يا أبو عامر.



.
.



واقفات الحفيدات عند النافذة. يتأملن تألق هتان من بعيد وصفوف الفرقة التي اشتعلت أزهايج اصواتهم بالغناء.

راما بدموع
: ياعمري. عمي رجع.
شهد تمسح دموعها بضحكة
: شفتي طيحة جدي البدر. موب مصدق.
سديم
: لبى أبوي بندر مسند جدي.

غوالي تأملت بتأثر في عمها فيصل وكيف تلقى احتضان عمها رياض
وعلى شفتيها ابتسامة رقيقة
: حمدلله.

فوز بفضول
: وش ها الصوت؟

راما بتأثر ركضت نحو جدتها هيا
: الغالي عود جديدة.

العبرة تسللت لصوتها. بلهفة و شوق
: ريـاض. يا حي رياض وحي طاريه.

فوز ببكاء متأثرة
: يا حبيبي.

خزامى التي بقيت بطرحتها، شعرت فعلًا بأنها دخيلة ..!
أرادت أن تقف لتهرب، لكن ردة فعل هيّا التي تمسكت بها وبثقة
: اخرجن.

فوز التي فهمت على والدتها.

أشارت لابنتيها و غوالي و سديم ..!

أرادت أن تخبرها بأن مكانها خطأ فهي لا تكشف عليه.

هيّا
: سامحيني على أنانيتي يابنتي. بس خليك واثقة ماشفتك إلا بنتي.

خزامـى الذي وجهها تلون بالخجل و صدمة، وقلبها الذي يدق كالطبول.

.
.
.

تقدّم رياض يبحث عن آثار وجودها وبقايا ضحكاتها في فضاء القصر.
يبحث عن بهجتها حانت منه خطواته التي وقفت وتصلبت

بشهقتها

هيّا
: يمــــــه. تعال يابعد روحــــي.

.
.

أرادت أن تنزع يديها. أرادت أن تبكي. أنا لستُ سوى غريبة عنه لماذا تتمسك بي بشدة
تلك العجوز. ما هذه الحمـــاقة ..!

.
.

لم ينتبه على حضور الصورة التي تجسد بشكل بهائي بجوار والدته، ركض نحوها
أراد أن تشبع عينيه منها.
سرت رعدة في ثنايا جسده

عينيه المحتقنه بالدمع. يصل طوله الذي تجاوز عنها بالامتار.

أمال رأسه بألم وهو متشرب رجولة ..!

فعلاً لم يتنبه على تلك ناعمة رقيقة بجانب والدته تتمسك فيها بشدة.

بهدوء ورصانة
: اشلونك يا أم بندر ؟

هيّا بحب له اختنقت بعبرتها،
: لبيه يمه.. لبيه ياروح أمك. حمدلله على سلامتك يامي.

ظلت واقفة والجنون الذي يهطل من تلك العجوز ..!

رائحته التي اخترقت وهزت حصونها ..!

هيّا أردفت بوجع واشتياق
: جيت وجات هي مثل البشاير. خذها يُمَه شوفها. ماهو يقولون شوف المحبوب يرد الصواب لصويبه.

وجد عينيه تنجذبان إليها بشكل..

هيّا
: رجعت يا رياض وأنت سندي الحين.. قعدتـي و أغلاهم. وهالبنية اليتيمة من معزة أبيها مناف. تذكره يُمَه.

أهتز صوته بعنفوان

وصدمة ..

صدمة هزت جسده لصعقة كهربائيـــة ..!
: اشلون؟


.
.
.


في فيلا طالب

تقدم طالب له
: ما اشتقت لدادشة يا عايض.
عايض نظر له ببرود
: لا. اساسًا ما البسه.
طالب
: ها الدادشة بتغيرك ١٨٠ درجة. لذلك البسها وتدرب على الكلام الي قلته لك.
تنهّد عايض
: يصير خير.
طالب بثقة
: كلنا واثقين فيك. لا تخيب أملنا.
عايض نظر لعينه مباشر على المرايا، ويردد
: معك حمد بن راشد مدير مبيعات. ونحتاج ها الطاقة الي عندكم.
ابتسم طالب
: مو قلت لك تحت ثقة. أنت بنفسك اقنعتني اشتري منك.
عايض ببرود
: ومنكم نتعلم.
طالب
: قواك الله يا عايض.


.
.




دخلت شَموع غرفة الجلوس وهي تحمل طبق الحلويات، بعد أن وزعت على نهيّة.
اتخذت مقعدًا وجلست تسمتع إلى مختلف الاحاديث التي يتبادلونها في جو مرح
عبر الاتصال مرئي من الهاتف المحمول ..!

سديم
: يوه شَموع والله وجهك شاحب مره. وش فيك؟!
ابتسمت شَموع على مضض
: لا عادي. يمكن عشاني سهرت موب عادتي اسهر.
سديم
: طيب. ايه نهيّة وش سويتي اقنعتِ ابوك.
بحزن نهيّة
: انسي سالفة السفر. هو موب راضي يخليني اجيك موب عاد اسافر.
سديم
: معليش ابوك طالب مره معقد.
بغير رضا
: معليش سديم لا تحكين كذا في ابوي.
: طيب يا نكدية.. مضطرة اقفل.
ابتسمت
: لحظة اشوف عيونك تضحك وش عندك؟
مسحت دموعها
: عمي رياض خرج من السجن قبل شوي جانا. قلت لازم اشارك بالخبر..
بتأثر نهيّة
: يافرحة أمي هيّا العودة. وحمدلله على سلامته.
سديم
: الله يسلمك. يلا اكلمك عقب.

.
.
.


اغمض عينيه في غرفته المحصورة هُنا عند طالب كما يدعى أبو عبدالله.
كانت ليلة حزينة بالنسبة إليه وهو يتوغل في ذكريات تحاصره

آنذاك عندما الغي حفل فبراير بالكويت .. وبما ان عايض من هواة التصوير
ذهب لابن عمه بجدة . عندما وصل إليه
: مساعد وش رأيك نسافر لأي مكان.
مساعد بحيرة
: إجازتنا صغيرة ياولد العم.
عايض باقتراح
: وش رأيك بمصر وقريبة بعد.
مساعد ابتسم
: مصر يا عايض. يالله معك معك ولا يهمك.
عايض ابتسم له
: اجل دور عن رحلة الطيران قريبة.
مساعد
: تعبت وانا ادور كل دنيا فُل زحمة.. بس في رحلة وحدة من السعودية إلى عمان إلى القاهرة.
تنهّد عايض
: بأي يوم؟
مساعد وهو يتأمل هاتفه الذي كان على متصفح الطيران
: الاحد.
عايض
: أجل دور مرة ثانيه.
: يابن الناس حنا الاربعاء الحين.
عايض بحماس
: ادري الاربعاء. احجز يابن الحلال.

ثم فكر فيها مساعد
: يا عايض أنا ما معي ملابس اشلون؟ ياولد العم.
عايض بحل سريع
: ابد نزل اقرب سوق خذ لك بنطلون وكم تيشيرت.

واثناء ذهابهم لسوق قريب من الميناء بجدة.
ترجل عايض من سيارته حتى يقف أمام محل بلوحته الكبيرة
لشحن البضائع عن طريق البحر.

دخل عايض و مساعد للمحل
: السلام عليكم.
اجابه رجل ما
: وعليكم السلام.
عايض
: أنتم تودونا لمصر؟
رد
: ايه نودي الي تبي.
ابتسم عايض
: أنا وولد عمي مساعد نبي نروح.
رد
: لا لا. احنّا نودي بضايع بس.
عايض
: اشلون مافي احد عن طريق البحر يودينا لمصر.
ابتسم رجل
: إلا في. في لـنـش يطلع من ضـباء كل يوم خميس اربع ساعات وانت بـ الغردقة.

عاد عايض لسيارة ليخبر ابن عمه مساعد
: ابشرك يا مساعد.. لقيت لـنش من ضباء لـ الغردقة يودينا في 4 ساعات ونصل لمصر.
مساعد بصدمة
: صدق اشلون يا عايض؟
عايض
: هو باكر تعرف بعد عشان نستغل الاجازة.
مساعد
: طيب العلم وشو.
عايض بحماس
: العلم تضف اغراضك ونمشي الحين لضباء.
مساعد
: يـلا.

أثناء وصولهم في ميناء ضباء التابع لمنطقة تبوك

قبل وقت الإقلاع ما يقارب ساعة التاسعة والنصف صباحًا ليجدون عالم من الناس
ترجلا من السيارة لذهابهم لـلـنش

عايض يقف أمام الكاونتر
: لو سحمت ابي اثنين تذكرة الله لا يهينك للنش الي بيطلع بلم ضباء للغردقة. تكفى الله لا يهينك بسرعة.

اجاب ببرود
: يا أبوي لنـش اليوم مافي.. بكره يوم الجمعة.

مساعد نظر في عايض الذي لم يستسلم!
: طيب وش الي بيطلع اليوم لمصر؟

رد بملل
: سفينة الكروز.

عايض بحماس
: طيب زين متى بتطلع؟

عامل الكاونتر
: ساعة 12 تطلع.

عايض بتفكيره المتعجل
: أجل الله لا يهينك دقيقة بس.

مساعد وجده يمشي ناحيته
: هاه وش صار معك؟

عايض بتفكير وتحليل سريع
: تبي صدق أنا ماقد ركبتها بحياتي. مير الله يسلمك اعرف واحد مصري يشتغل بديرة خل اكلمه.
وابي أتوكد منه وهو بـ وجهني.

مساعد
: ايه معك حق. دق عليه.

اتصل عايض حتى اجاب
: نعم هي كويسة اوي. خذوا لكم غرفة.

مساعد
: هاه وش قال لك؟

عايض
: ابد بقطع تذكرتين.

يشير لعامل الكاونتر
:يالخوي قص لي تذكرتين.



.
.


الساعة 12:00 مساءً

وصلوا لبوابة السفينة

عامل الكاونتر
: رحلة تأجلت لساعة 2

مساعد تنهّد
: دبرة يا ولد العم.

عايض تقدم لاحدى ضُباط
: تكفى خلنا نريح داخل ننام بالغرفة. إن شاء الله لو تمشي 10 تكفى.
: طيب خلاص اطلعوا.



حينما دخلوا للسفينة التي من الأربعة الطوابق
نظرا كل من مساعد و عايض لرقم التذكرة وبحثوا عنها. فالسفينة كانت خالية من أي احد ..!

فتحوا الباب وضعوا حقائبهم على الأرض و استلقوا على السرير
لـ ينامون.


.
.


الساعة 8:00 في الكبينة
الساعات الأولى من الكارثة


عايض يسمع سوى تنّفس مساعد المنتظم الذي يدل بأنه نائمًا بعمق.
سحب نفسه بخفة حتى خرج في الممر الخارجي
ويلتفت يميناً و يساراً وإذا بها السفينة عملاقة كبيرة جداً.
مشي عايض ويجد بعض المصلين يصلون الصلاة المغرب والعشاء
حتى يصف معهم ليؤدي الصلاة. بعد أن فرغوا.

عايض مستفسرًا
: وش العلم يا جماعة؟ كأنها ماشيه السفينة! لا زين. زين.
عاد عايض لغرفته.


عندما اصبحت الساعة
8:30

استيقظ حينها مساعد يتلفت

راقبه عايض في استغراب. وتسرب إلى نفسه القلق هو الآخر
: بسم الله الرحمن الرحيم. وش بك يا مساعد؟

مساعد بضيق وانزعاج
: يا عايض اشم ريحة حريق هي الي قومتني من النوم.

بعقدة حاجبيه عايض
: حريق! تو جاي من برا. مافي شيء. خليني اطلع و اشوف.

خرج عايض من خارج الغرفة وهو يشتم رائحة حريق خفيفًا ! والوضع مطمئن.
فكانت السفينة ممتلئة أكثر من 1400 شخص.

دخل عايض يحدق في ابن عمه
: لا إن شاء الله مافي إلا العافية. ارجع نام.

مساعد الذي نهض من مكانه
: وين انام الله يهداك. اقولك ريحة حريق. ما تشم أنت.

ثم وقف عند نافذة وإذا في وسط الليل والظلام والبحر !
لحظات قليلة حينها سمعا مساعد و عايض اصوات عويل و صراخ من الخارج ..!

قفز مساعد ليمسك يد عايض ويخرجون من الباب ..

زحام كبير في الممر
وإذا عالم من الاجساد تتحرك ذهابًا و إيابًا.!
واصوات أخرى تهتف
: حــــريق. حريـــــــــق.

مساعد بقلق
: ياولد مافي احد من ضباط. نسأل منو الحين؟
عايض بخوف خفي
: مدري يا ولد عمي.

إحدى الرجال الذين يعملون بالسفينة، يصرخ
: اطلعـــوا في السطح.

كان في كل الطابق من السفينة السطح.

لذلك عايض أمسك بمساعد وصعدوا لسطح
حتى يجد عالم من الناس تصرخ بعويل وفجيعة ..!

و ادخـــنة عملاقة تظهر من أبواب السفينة،
يلتفتون كلُّ من مساعد و عايض في البحر ووسط البحر

صوت الاطفال، وصوت كبار السن

مساعد بقلق وقد عادت مخاوفه السابقة، شعور غريب متشائم
في حزم وهو يبلغه بخبر
: اقول لك عايض ابي اروح اشوف وش السالفة؟ حريق كبير ولا صغير.
يتناول يده
: مساعد تكفى اقعد لا تروح.
مساعد
: شوي بروح بس اقعد بمكانك لا تحرك.

دخل مساعد من المكان الذي دخل به السطح .! ليقف عشرة دقائق حتى وصل وقوفه إلى ما يقارب ساعة ..!
عايض
: ابطيت يا مساعد. وها المكان مثل ثلج. يالله انك تستر.

بدأ يتحرك عايض وينادي
: مســــاعد. مسـاعد.

والادخنة من داخل السفينة تزداد بشكل مخيف .!
وبأعلى صوت عايض
: مســــــــــاعد.

التفت يمين عايض وإذا به يجد أناس يتعاركون فوق بعضهم لبعض
عايض بخوف بداخله
: وش السالفة؟ وش العلم؟

حينما اقترب منهم وإذا يتعاركون على سترة النجاة. انهار عايض بألم

عاجز أن يقف على قدميه. عجز باختناق، حتى يخرج من الباب الذي دخل منه ..!

عايض بداخله
: ارجع مكانك يا عايض غدي يجي مساعد مهوب يقول اقعد بمكانك.

.
.


أفاق عايض من ذكرياته. حينما وجد حركة قريبة من المستودع. قفز خارجاً من غرفته ..!

.
.

في المقابل

خرجت شَموع بعد أن ألقت نظرة أخيرة على اختها، و تتوجه على الباب الخارجي
كانت الساعة تجاوزت الثامنة مساءً، والخادمات يغادرون لتنظيف سور الفيلا.
أرادت فتح الباب حتى يمسكها من ذراعها

عايض بحدة
: وش تسوين هنا؟


.
.
.

انتهى,

 
 

 

عرض البوم صور عمر الغياب   رد مع اقتباس
قديم 10-07-23, 08:52 AM   المشاركة رقم: 5
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Feb 2014
العضوية: 264541
المشاركات: 403
الجنس أنثى
معدل التقييم: عمر الغياب عضو سيصبح مشهورا قريبا جداعمر الغياب عضو سيصبح مشهورا قريبا جداعمر الغياب عضو سيصبح مشهورا قريبا جداعمر الغياب عضو سيصبح مشهورا قريبا جداعمر الغياب عضو سيصبح مشهورا قريبا جداعمر الغياب عضو سيصبح مشهورا قريبا جدا
نقاط التقييم: 586

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
عمر الغياب غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عمر الغياب المنتدى : قصص من وحي قلم الاعضاء
افتراضي الفصل الرابع

 

قراءة ممتعة ولا تنسون ذكر الله
و

لا حول ولا قوة إلا بالله..

استلموا
.
.



رواية : من يقنع الظلال ؟ أنك فـ أهدابي. بقلم , عمر الغياب / عَـبير.


الفصل الرابع

***

- كنتُ أعتقد أن التخطي صعبًا ..

.
.
.

وجد عينيه تنجذبان إليها بشكل..

هيّا
: رجعت يا رياض وأنت سندي الحين.. قعدتـي و أغلاهم. وهالبنية اليتيمة من معزة أبيها مناف. تذكره يُمَه.

أهتز صوته بعنفوان

وصدمة ..

صدمة هزت جسده لصعقة كهربائيـــة ..!
: اشلون؟

ابتلع ريقه بشكل موجع.. ثم بدأ يفهم نظرة والدتِه .. ابتلع ضيقه

فوز بوجع
: ريـاض..

أم بندر هيّا تردف بثقة
: ارفع عيونك يُمَه. اشتقت لك واجد يامي.

خزامى التي تقف بحياء فـ عينين توجهت إليها
حين جاءها صوته أرادت أن تسير وتبتعد لكن
هيّا مسكتها من كفها.

رياض الذي سقط عقاله مصدر صوت تنبه بعد أن أدرك للحظة

" صدق شعور والدته هيّا. "

ابتسمت بدمع مختنق
: كل الأيام كانت تحتريك يا رياض
قد شوق اكلني يامي. وما انت مخيب ظني فيك.

اختنق بصدمته
: اشلون؟ ماهي محرمتن لي.
ما يجوز تحرجيني وتحرجيها يُمَه.
وتوني خارج فديتك.

هيّا باصرار القدامى والعناد سقيم
: لا بالله مابها احراج. ها الشوفة
لكم اثنينكم. يامي يا خزامى ارفعي عيونك وناظريه.

ما إن رفعت عينيها خزامى حتى التقطت خلايا عقلها
إشارة غريبة ..! جعلتها تقف في ارتباك وتشوّش ..!

كأن الارسال قد انقطع فجأة، ولم يعد. دماغها يلتقط سوى موجات واحدة
هي نبضات قلبها الذي أخذت تتسارع في جنون.

انحبست أنفاسها وهي تتفرس في ملامح الشخص الماثل أمامها وعلى شفتيه ابتسامة
هادئة، لكن متأكدة بأن مبسمه لاقترابه من والدته. فالتقت بعنين ثاقبتين تحدقان فيها في ثقة وتمعن. خفضت عينيها بسرعة وقد سرت في جسدها رجفة غريبة.

كم هو هادئ وواثق من نفسه ، وفوق كل هذا يتأملها بوقاحة دون أن يراعي خالها خليفة مجرد ما يعرف بالخبر. سيقلب الموضوع عليها ..!

شعرت للحظة بأنها تجهل كل شيء ..!

وفي داخلها خزامى
: قليل الادب. خل يتحرك.. ابي اخرج.


اقتلعت نفسها بصعوبة من مكانها وهي بالكاد تدرك مايدور حالها

خزامى بصوت حائر ومرتبك
: الله يهديك خالتي. فكي ذراعي. ما يجوز هاللي تسوينه فيني.


تراجع لكن والدِته تمسكت به بشدة ..!
أن يصل الأمر إلى هذيان والدته فكيف بنت مناف تكون بيننا ..!
وإن كانت هُنا فـ لست بمحرمً لها.

.
.

ما الذي تفعلينه أمي هيّا ..؟
أهذا شوقك ليًّ ..!

.
.

مضت بضع ثوان وهو في غيبوبة العالم. رفع رأسه ببطء في اتجاهها. خفضت هدبها.

انتهت الشوفة الشرعية فجأة كما خطرت على بال والدته فجأة ..!

ابتعد تارك المكان لهم.


هيا برجاء تنتظر لعينيها المحمرة التي بها أثر الدموع
: خزامـى تراه ولدي واغلاهم. وأنتِ بنت مناف الغالي.
وهم شفتيه من قرب. فكري يابنتي واستخيري.
وسامحيني كان فجأتك مير يابنتي ابي افرح فيه
وأنتِ والله ألف من يتمناك. وذا واحد منهم ولدي رياض
لا تردين هالحزة.

وبنبرة رجاء عميقة
: تكفين يابنتي لا تخيبين ظني فيك. تكفين يا بنت مناف.

.
.

وصلت لمرحلة خطرة من الاحراج و صدمة..
ماهذا الهراء والجنون لتتمسك بي ابنتها فوز

باحراج
: اعذريني يا خزامـى. بس امي مره كبيرة
ودها تفرح بولدها وعذرها انها تمسكت فيك
ما دام انك شفتيه خذي وقتك.

خزامى بعينين ممتلئة دموع
: احرجوتنـي والله. وإذا رأيي معليش بس أنتم ما عطوتني مهلة حتى افكر.

تمسكت بها بهيا باصرار وصارمة
: ما أنت خارجة من هنا وأنت عشاء ما تعشيتي
يا بنتي ولدي من فرحتي بعودته ما شفتك إلا معه
والله الي يعلم دخلتي بقلبي من اوسع ابوابه.
فكـري وخذي وقتك يابنتي. وابد ماني جابرتك.

.
.

مع دخول الفتيات ..

سديم بهدوء
: جديدة ترى هتان يقول العشاء زاهب.

امسكت بها هيّا بمحبة
: قومي يا بنتي. وحياك الله بيننا مره ثانية..



.
.



بينما هو الذي شد خطواته نحو المجلس
جلس بجوار والده البدر وحوله اخوانه ..

عقله الذي أصاب الخدر من موقف والدته ..!
عذرها من شوقها ولهفته .

لكنه غاضب منها. ومن تسرعها غير مبرر
تناول فنجال القهوة من المقهوجي

هتان يلقي تهكمه السمج
: أفا ي العم؟ وراه وجهك منصفق. كل ذا من شوف أم بندر ؟

كز على اسنانه
: هتان حل عني. بعدين وش ذا الاستعراض الي سويته؟

هتان
: أفـا بس. ذا من فرحتي لك يالله عقبال عرسك ياعم.

رياض بوجع مثخن
: وش عرسه؟ علامكم أنت من جهة. وامي هيّا من جهة ثانية
متفقين لا خرجت من السجن تعرسوني وإلا وش السالفة ..

ضحك هتان بخبث
: أجل جديدة صابت سنارتها. وعساها اعجبتك.

رمقه رياض بنظرة قاسية، بينما هو يتناول الفنجال الخامس من القهوة
يحترق، ما هذا الجنون الذي يلقيه كنكتة السمجة ..!

البدر
: يا أبوي أنتَ. رياض اشلونك يُبَه؟

ابتسم لوالده بحب خالص له ولوحده
: حمدلله.

البدر
: أجل ياهوتين يطلع منك ذا العلم. وراه ما علموتني كان عزمت كل الجيران والمعارف. بحضورك.

بندر بهدوء
: واحنّا فيها يُبه.

بهدوء متعب
: الله يسلمك ويعافيك يا أبو هتان مير ماله داعي ذا التكلف.

بندر
: مالك لوى. ياخي توك راجع من السجن برئي.

هتان بتلاعب
: ايه برئي حمدلله. هزاع بن حمد ماقصر جعله يسلم. درس ونشب بقضيتك لين خرجت بتهمة اقل من عشريـن السنة.

فيصل ابتسم
: حمدلله على سلامتك يا أخوي اول وتالي..

رياض
: الله يسلمكم جميع. أجل وينه تركي ما شفته بينكم.

مع دخوله قد نهض رياض لكن تركي الذي ارخى له وهو يسلم على انفه
: والله ما تقوم. يا أبو بدر.

رياض ابتسم له
: الله يعز قدرك يا تركي. كبرتونـي وأنا باقي مثل ما كنت.

تركي و عبدالرحمن
: حي الله رياض. وحي من جابك.

ابتسم له بمحبة رياض
: الله يسلمك يا أبو فيصل. توني على طاريك.

هتان بتهكم
: ليتك طالب المليون.

جلس بجوار عمه مبتسمًا..

تركي
: تغيرت حيل يا رياض.

رياض تنهّد
: حمدلله على كل حال. اشلونها حبيبة عمها؟

تركي ابتسم على مضض
: غوالي طيبه. مير انشد عنك.
أنتَ الي علمني عن ضلوعك؟

بوجع مغلف في حزم
: أنا ضلوعي قفلتها من مبطي. أنت الي ملاحظ عليك سواد تحت عيونك علامك؟

تركي بهدوء مثقل على صدره، ها هو قريب منها ..!

لم يعد يستطيع الكتمان لذا همس تركي بوجع
: غوالي كبرت وكبر عنادها يا كافي.

ابتسم رياض
: عاد إلا بنت مقرن قل وش مسوي فيها. ترى ما اخبرها الا بنت الجدايل.

تركي تنهد
: هي كبرت وزاد غلاها ياعمي. مير الله يسلمك الي قدامك ما يعترف بالمشاعر وهي أم قلب الرهيف واجد.

رياض نظر له بدهاء وهو يضيق عينيه
: أجل دامني مب على خبري. إلا هي يا تركي. مابي اتدخل بينكم. لكن إن كان الحل سهل
فـ حكم نفسك وقبلها قلبك وعقلك.

تركي بتعب وضيق
: يصير خير.

رياض
: الله يهدي نفوس ياعمك.

تركي ابتسم
: ماعليك فيني. أنت علمني عنك اشلونك واشلون صحتك؟

رياض
: بخير حمدلله.

هتان ابتسم له
: حياك ياعمي رياض، وحياك يا أبو عامر. على العشاء.

رياض بن البدر سيّاب آل ثنيان.. 35 عامًا ..



.
.
.



خرجت شَموع بعد أن ألقت نظرة أخيرة على اختها، و تتوجه على الباب الخارجي
كانت الساعة تجاوزت الثامنة مساءً، والخادمات يغادرون لتنظيف سور الفيلا.
أرادت فتح الباب حتى يمسكها من ذراعها

عايض بحدة
: وش تسوين هنا؟

شموع بخوف تخفيه
: أنتَ الي وش تسوي هنا؟

عايض بحاجب مستفزًا لاقصـاه
: أنا رجال مكاني خارج. أنتِ الي وش مطلعك ذا الحزة.

شَموع
: مالك شغل. وفك ذراعـــي.

انتبه على جنونه وغضبه ..!
: ضفي وجهك. عيني لا تلمحك هنا.

شَموع
: وأنت وش دخلك؟ جاي هنا دخيل علينا ومعسكر بيتنا.

دفعها عايض وبحدة
: طسـي داخل. يـلله.

شَموع
: جعل الي بضلوعك الوجع. كريـه.

ابتعدت تركض لداخل.

يتنهّد عايض وهو يرفع عينيه لسماء
الظلام الذي يخيم على سور الفيلا ، رأى الخادمات يحملن سلة النظافة

عايض بأمر
: ادخلوا داخل لا افلح الصبح تعالوا نظفوا. يـلله.

ركضن الخادمات لداخل ..!

كانت شَموع تمسح دموعها بقسوة
قلقت نهيّة عى اختها من ملامحها الحزينة ..!
: بسم الله. وش فيك؟

شَموع باختناق
: مافيني شيء. بنام.

نهية التي تنظر في ساعة معصمها
: عاد ذا والوقت يا دجاجة. تو ما جات عشر.

شَموع بحزن
: اعذريني نهيّة بس صدق مالي خلق. انام ابرك لي.

نهيّة ببرود
: بكيفك.

دخلت لغرفتها الخاصة. ورمت جسدها لتبكي


.
.

بينما عايض
يتذكر بذكريات تجهد به وتغرق ضلوعه بالوجع ..!

.
.


الساعة 10 مساء
عند حلول الكارثة

ليلة جدًا باردة. و سكون الموت يخيم على البحر
وصوت استغاثات من يقاوم الغرق.
دخان كثيف وعالم فوق بعضهم لبعض.. ناس من يتعاركون على سترة النجاة وأخرى من يجد مكانًا له..!
وأب يحتضن ابنائـه. وطفل يبكي يصرخ بأن والده اختنق ، شعر عايض بالغصة
: يمه يا نجلاء. لي يومين ماشفتك. سامحيني يمه. رواء يا حبيبة أخوك ليتني عطيتك ميدالية المفاتيح الي كنا أنا وأنت نتحارش عليها. أبوي مجيد ليت اسلم على رأسك وأقول لك سامحني
يا الغالي.
ثم بدأ يقرص على ذراعه
: يارب هذا حلم.

عجز عايض أن يستوعب بأن الاحداث هي حقيقة !
جلس عايض ينتظر مساعد وأثناء التفاته من بين زحام الناس وجد رجل مصري بذقنه يتضح عليه الالتزام، بدأ يزحف نفسه إلى أن وصل إليه.
عايض بحزن
: ليه ما نصلي ركعتين تكفى. غدي الله يفرجه.
رد عليه
: وين يا ابني؟ العالم كلها فوق بعضيها. يالله.
يمسكان بالسياج ليقوما ويصفان
اثناء تأدية الصلاة ما زالوا يسمعون صوت صراخ
..: أمـــــي ماتت.
.. : ابوي اختنـــق
.. : عـــــيـالي. وبزراينـي.
يصلون لله متضرعين. في الليل ووسط ظلمة البحر .!
سلم عايض من الصلاة، ورجع لمكانه في سطح ينادي
: مســــاعد. مساعد وين رحت يا مســــــاعد.

.
.

11:00 مساءً ..
بكى عايض بخوف
: ليه اختفيت يا مســــــاعد؟ والحين بجي دوري بعد شوي ابي اختفي.

انتبه عايض وهو يسمع صوت بصراخ
: يا عــــــــايـــــــض. يا عــــــــايض.

فـ العالم بـ اجمعهم يصرخون لكن هذا صوت. يعرفه.!

بدأ عايض يرفع صوته بصراخ عالي
: من هو مســــــــــاعد.. مســـــــاعد.
اقتربا من بعضهما و بدأ يعانقان بعض.
فـ ملابسه ممزقة و وجهه اسوداً
بكى عايض
: مساعد ليه تروح وتخليني. تعال يا نموت سوا يا ان نحيا سوا.

لـ يجلسان وبدأ الدخان في ازدياد مخــــيف ..!
حتى قدموا إليهم بعض الرجال
: رحوا للجهة الثانية من السفينة.

ركض عالم من الناس فكل واحد منهم يريد أن ينجو من هذا المصيبة والحدث الجلل ..!
تمسكا ببعضهما عايض ومساعد يركضان للجهة الأخرى

اثناء وصولهم سمعوا صراخ
: القبـــــــطان هرب. القبطـــــــان هرب.

اثناء نزول قارب صغير من السفينة في البحر ركب القبطان ورحل
حتى يترك من خلفه 1400 عالم من الناس ويهرب من السفينة ..!

بخوف عجز أن يتحمله
: هج من الموت يا مساعد. تركنا للموت الموضوع مافيه مزح.
مساعد بخوف يسكن اضلعـه
: مافي أمل انه ممكن نعيش يا عايض.

ثم تقدم إليهم رجل المصري ذو لحية ليعطي عايض سترته
رآه عايض
: أنت ما معك.
رد رجل
: مالك شغل خذ أنت بس.
ليرتديه عايض ويلتفت لمساعد متمسكين على السياج ..!
نظروا السفن الخشبية مربوطة فوق يتضح بأنها بها عطل.

فعالم من الناس يصعدون نحو السفن صغيرة المُعلقة، فمنهم من سقط لأسفل ..!



.
.

القصر البدر آل ثنيان

في مجلس الرجال


خليفة بعد أن غسل يديه في مغاسل دورة مياه الرجال
: الله يرفع قدرك يا عمي.
البدر ابتسم له
: ما سويت شيء. جعله بالعافية.
خليفة
: بغيت شيء طال عمرك قبل امشي.
البدر
: باكر بعون الله جهز السيارة من ثمان الصبح.
عرف ماذا يريد
: بتقابلـه ياعمي.
البدر بهدوء وحزن عميق
: قد عرفتنا يا خليفة وأنت الغريب القريب، مير هو الله يهديه.
خليفة
: مصيره يعرف انه وراه سند وعزوة.
البدر
: الله كريم.
خليفة
: اجل اخليك الحين. نتلاقى في صباح.
ابتسم له
: على خير إن شاء الله.


اتجه خليفة للمحلق.


.
.

بينما خزامى التي ظلت تجلس في مجلس الضيوف النساء بين حفيدات البدر و ثرثرتهم الفضولية ..!



شهد بفضول كاد أن يقتلها
: اي ما شاء الله الممرضة. شكلها مع أخوك عبدالرحمن.
غوالي
: في أي مستشفى خزامى ؟
خزامى بهدوء
: مستشفى التخصصي.
صرخت راما بـ إعجاب
: مو قلت لك مع أخوك عبدالرحمن.
غوالي بحنو
: في اي قسم ؟ ادري غثيتك بسؤالي.
خزامى
: لا عادي. قسم الباطنية.
تأملت ساعتها لـ تشهق
: استأذن بنات. لازم انام بدري . وكثر الله خيركم.
غوالي تمسكت فيها وبمحبة
: أجل اوصلك. صعبة اخليك تسرِ بروحك.
لتغمز لها سديم
: قولي صدق خزامـى.
خزامى بحسن نية
: بشنو؟
شهد
: فيك عرق لبناني.
ضحكت خزامى
: جدتي الله يرحمها كانت لبنانية.
كلهم بصوت واحد
: الله يرحمها.
خزامى بود
: وأنتم بنات. في أي مرحلة الدراسية
راما
: آخر مرحلة الجامعية، ودافور سديم طالعة الثانية الثانوي هي وشهد.
خزامى بمرح
: ما شاء الله متنوعين. يلا الله يوفقكم.
: آمين.

.
.


بعد ان انتهت من العشاء، ها هي تأخذ شاور ساخنًا لـ تتنعم ببجامة صوفية
يتوسط قميصها بدبدوب كبير بيجي لون، جعلها كطفلة.
مددت جسدها وطيفه ورائحته التي غزت أفكارها، دمعة سقطت بألم

: وش ها الشوفة الي بدون رضا الطرفـين؟
وش غاية خالي خليفة نسكن هنا؟


.
.
.




تأمل ارجاء المزرعة سعود بن عبداللطيف
: والله صراحة خوش مكان. متوفر فيها جميع الخدمات.
فهد بن فيصل
: خلاص خلي أبوي البدر يشوفها حتى نتوكل و نستأجرها.
سعود بخبث
: رغم جدك يمتلك المزارع بس ماوده يوديهم هناك مليان عمال.
فهد
: هذاك قلتها. يلا نتقابل باكر.


.
.


قبل ذلك في بداية صباح

قسم مقرن بن البدر آل ثنيان
في الصالة ..

طاولة الطعام

غوالي برقة تجلس على احدى الكراسي الخشبية بلون القهوة الداكن
: فهد حبيبي.
فهد الذي شرب رشفة من الشاي سريعًا وهو واقفًا على عجالة من أمره
: آمري.
غوالي بخجل
: كيف تركي؟
فهد ببرود
: ما شفته امس. رغم انه موب عادته.
غوالي بألم
: طيب افطر زين.
فهد يتأمل ساعته
: تأخرت واجد على الجامعة.

مع نزول عبدالرحمن
ابتسم لها
: غوالي. إلى متى جالسة هنا يا أخوك.
غوالي بضيق
: بلاها محاضرات دكتور عبدالرحمن.
ابتسم على دلالها
: المهم جهزي نفسك في الليل. ترجعين لـ جناحك أنتِ وتركي.
غوالي بخوف
: موب راجعة له. بيتي هنا.
نظر لها بحدة
: غــوالـي. من متى تردادين بالحـكي.! ساعة ثمان جهزي حالك.
أنا بنفسي بوصلك لجناحك.

تأففت غوالي بضيق
: إن شاء الله.

.
.



كانوا حفيدات البدر ينتظرون العم رياض. جالسينَ فوق آخر السلالم ...!

بينما سديم التي تتمسك بـ الدرابزين ..!
: اففف ها الحين جدتي هيّا من صدقها. والله رحمتها واجد.

راما بفضول
: اسأل امي تقول مالك شغل بسوالف الكبـار..

شهد بغيرة
: هي على شنو شايفه نفسها. أنا لو ما طلطلت من وراء الباب ما اكون شهد.

سديم تغيضها
: عاد تعلميني فيك. بخور السوق أنتِ.

شهد
: علي تبن يا البزر.

سديم بغضب وسخرية
: ما البزر إلا انتِ يا شبيهة سعــــود.. مقصيه لي ذا البوي وش تبين توصلين له.

شهد بصوت ثقيل
: مالك شغل. يا عود الكهرباء يا العصلة.

راما بملل وقرف
: افففف منكم وبعدين. ترى بطردكم ونجلس أنا وغوالي.

سديم بملل
: ليه هو عمك بس. عمنا كلنا.

غوالي بصوتها الهادئ
: بس بنات ترى صدق ازعجوتني. بعدين وش حركة المبزرة أنتِ وشهد.

سديم
: هي الي بدأت.

شهد
: افففف بس.

.
.

بمقابل أردف الباب المدخل الخارجي بعد أن تأكد بأن والده ذهب لقسمه.
وخطى الخطوات بداخل القصر نحو غرفته ..!

ليفاجئ بصوتهم وحركة خفيفة من جهة الدرج الحلزوني
وإذا بـ أربعة ازواج من الاعين ترمقهم في ترقب و فضول ..!

ابتسم وهو يشد خطواته إليهم
: ما شاء الله منهم القماري الي قدامي. ومع ها الجو البارد.

غوالي بحب لعمها
: يا لبيه ياعمي. أنا غوالي كان تذكرني.

ضمها لحضنه
: أكيد من جديلة شعرك اعرفك. مانسيتك ياعمي.

غوالي بدموع غرقت ثوبه السعودي التقليدي
: ولهنا عليك حيل.

رياض بهمس شفاف موجوع
: لكم مثلها يا عمي.. ومبروك عرسك ما الله كتب نصيب احضر.
لكن مانقول غير حمدلله على كل حال.

غوالي بمحبة صافية
: الله يبارك فيك يارب.

قفزت كل من سديم و شهد

رياض ضحك على حماسهم
: على هونكم.

تسباقتا من يصل إليه أولاً. حتى تضمه سديم وتقبل كتفه وأنفه
: حمدلله على سلامتك عمي رياض. صراحة صراحة اشتقنا لك واجد.

رياض باحراج
: الله يسلمك ياعمي. منو؟

ضحكت شهد بسخرية
: والله نساك العم. أفا بس.

رياض بتعجب من صوتها رجولي ثقيل ..!
لذلك ابتسم لها بوّد
: اعذروني تراني ناسيكم. اذكركم صغار حول سبع السنيـن و اثني عشر السنة.

شهد بثقة
: شهد بنت عبداللطيف وفوز. وصح عليك عمي ذاكرتك قوية.

ابتسم لها رياض
: ونعم والله. يا شهودة تغيرتي واجد.

شهد
: كل شيء فينا اختلف ياعمي.

رياض
: المهم أنك طيبه وبخير.

راما بخجل جلست حتى يقترب رياض لها بحنو
: أجل أنتِ راما.

هزت رأسها لتبكي بتأثر
: لا لا. وش له ذا الدموع يا عمي.!

راما ببكاء
: بعدني موب مصدقة رجعتك. حمدلله على سلامتك.

رياض يمسح دموعها بحنو
: الله يسلمك يا حبيبتي. بعدين ليه تحتروني هنا.

سديم بصدق شعور
: انتظرناك عشر السنين ما ننتظرك ساعات.

رياض باستنزاف لمشاعرهم رقيقة
: الله يكبر قدركم ياعمي. واضح عليكم السهر.

شهد
: ايه والله سهرانين. نبي نخرج برا بس ممنوعين من جدي البدر.

رياض باستغراب
: ليه وش مسوين؟

ضحكت سديم
: عمي لا يروح فكرك بعيد. بس جاء الحارس الي يشتغل عند شركة جدي البدر يسكن في ملحق الخاص. ومعطينا تحذيرات ما نعتب باب المدخل.

رياض بتعجب
: صدق. أجل ما ينلام جدكم. يلا كل وحده على غرفتها.
وباكر أنا الي بخرجكم و امشيكم.

راما
: والله كأنك حاس فينا. مسحوبين علينا والله.

ضحك رياض
: كل وحده لغرفتها. يـلله.

سلموا عليه مودعين. حتى تبقت غوالي

رياض بمحبة
: غوالي ياعمي. وش الحزن الي يسكن بهدبك.

تنهدتّ
: مافيني شيء عمي. أنت الي علمني اشلونك الحين؟

رياض
: حمدلله. كلها خيّرة. وإن كان تبين صدق. عند تُركي ورجال مثلنا ياعمي ما نعبر بمشاعرنا
فلا تحملينه واجد فوق طاقته.

غوالي
: هو شكى لك عمي.

رياض
: لا والله ولا طرى لي السالفة بكبرها. أنتم واضحين لي مثل شرب المآي.

غوالي بحزن رقيق
: هم بعد عمي. ما عمري كنت أنانية. بس واجد عليه يحسسني مهمة في حياته.

رياض بعتب
: أفا يا غوالي. ها الحكي لتركي.

غوالي بحب لها
: ماعليه عمي لا تشغل نفسك بهمومي.
بعدين توك رجعت لاحق على سماع المغثة.

تركي الذي دخل بعد أن هضم العشاء برياضة بوقت طويل حتى يتسنى له نومًا سريعًا دون أن تغزو افكاره و يسهى بها ..!

قلبه نبض وهو يسمع صوتها القريب ..!

.
.

: ياعزتي لك ياقلبك يا تركي.

نظر لها بعتب
: أجل صرنا مغثه يابنت العم.

رياض بتعجب
: من متى كنت هنا يا ولد؟

تركي بغضب
: من يوم ماشكت لك.

وأردف ساخراً
: واجد مستحملتني اثرك. امشي قدامـــي.

رياض الذي تقدم نحو ابن اخيه
: ادحر الشيطان لا يعميك ياعمي.

تركي بعتب
: عمي زوجتي انا باخص فيها.

امسك بها ليشدها إليه. بينما هي احترقت من ملامسته ..!

غوالي بوجع
: تُـركي احشمني قدام عمي.

تركي بهمس بإذنها
: على اساس حشمتيني قدام عمي. ارقي لجناحنا يا غوالي.
ولا يكثر حكيك تراها تو وصل لاحق على مشاكل.

رياض بعتب
: تُركي رخي الحبال ياعمي. ترى اقصاها بنت عمك.

تركي ابتسم له بمضض
: يصير خير. تصبح على خير.

رياض
: الله يجمع قلوبكم على خير
.
.
.

تنهّد بعد أن دخل غرفته. عشرة السنين غرفته بقيت كما كانت
وكأنما ظل يعيش فيها ..!

فتح ثوبه أخذ شاور سريع وتناول قميصه يرتديه ثم استلقى على سريره
اغمض اهدابه ، وهو يغوص في بحر لجي مُظلم ..!


.
.
.

مقهى في احدى القرى الشمال

جلس عدنان بكره له وهو يلطم على فخذه يعبر عن قهره
: آخ يا رياض. آخ وش سويت له حتى يعدايك بنظراته.

رياض بهدوء
: عدنان انثبر. لا تلفت الانظار علينا.

عدنان
: أنت صاحي وإلا مجنون. وش قصده يوم يقابلك ومعه حرسه واصحابه متكومين عنده.
بصراحة رياض لازم تتخذ موقف منه. وش ذا العم الجافي لك. امحق عم.

رياض بهدوء يحمي نفسه من افكار المريضة التي تدوال بين السنة الناس ..!
: أنت قلتها موقف. و موقفي من يزن مجرد عيال العم. وبعد ماله دخل ذا هو يقول
بكسر خشمك يا رياض. شف أنا وين وصلت..!

وانتم اقصاكم القصر والمعرض ابوك البدر.
ترى يا عدنان فاهم حركاته ولا اني بغشيم عنها.

عدنان بكره له
: بس ذا واضح عليه نيته الشينة. أنت ماشفت المقاهي والديوانية ما تتكلم إلا عليكم
صحيح يجمعكم الدم والنسب.

رياض
: ايه ادري ولا هي بجديدة عليه. هو عمي من جهة جدتي سارة عسى الله يرحمها. مستحيل اخلي قصة عمتي ندى تكرر ثاني مرة.

عدنان
: افهم شعور القهر. بس ها الشيء ما نظف اسمكم. ولا تقول لي ابوك البدر سامحه.

رياض
: شف عدنان قلت لك ما راح اكرر قصة ندى فيني. كافي انها ماتت مظلومة.

عدنان بقهر من صديقه
: خذ بثارك .. احجر بنت عمك لك. وارفع عن ظلم عمتك ندى. والله لو انها اختي او عمتي اني ما اسكت لها. مهو قضية اغتصاب و فوقها موت وظلم.

رياض
: اسكت يا عدنان. يعني مب عشانك صديقي وعلمتك عن قصة الخذلان تتخذها كذا بدون حمية
احترم الاسم الي راح.

عدنان بأسف واعتذر باحراج
: ادري فيك. ولا أنت كل شيء فيك يثوره غيرة على محارمك واعترف انه قصة عمتك واجد اتعبتني. اشلون أنتم تحملتوها ؟! ذا الي مستغرب منه صدق.

تنهّد رياض
: هي رحلت من دنيا مير حقها بالآخرة بـ تأخذه.

عدنان وشعور الكره يزداد معه
: ايه صادق.

رياض وهو يتأمل في العم أسامة الذي يجلس مقابله ومعه اصدقائه.

ندًا للنــــد

وكأنما لم يتجـــاوز صغـائـــر الأمور ..!

.
.

نعم الزمان يمضي والعُمر يمضي يا عماه ..
لكن حقدك مستمر لا ينزعه الا بفراق الروح ..!

حقدك واضح من والدِي البدر ..!
من تربى على يد ممدوح لن يخرج إلا بعثرة

وكنت أنتَ العثرة.

.
.


أسامة بـ استصغار
: اقول اشلون ترضاها عليك يا رياض.؟

رياض بتجاهل له

أسامة بخبث
: أجل فاحت ريحتكم. نهبتوا وصرتم من الاكابر وأنت ماتسوى مواطي رجليني أنت وأبوك وفوق اخوانك.

رياض الذي استفزُ تقدم نحوه
: ياعم يقولك لا تحلم واجد كود ما تطيح من سابع سما.

أسامة بكره له
: ياشين تعاليك يا رياض. تراني باخصك واعرفك مثل كف يديني.

ابتسم رياض
: صدق من متى؟

حتى يهتف أسامة
: من كنت بزر. يوم ينادونك يا رياض الورع يا ابو عصقول.

رياض
: ما شاء الله ودراس بعد تاريخي. لا زين في تطورات ياعمي.

أسامة باستفزاز
: حطني على بالك زين إن كان أبوك البدر ما طالته يدين أبوي ممدوح تجي أنت يا البزر تطولني. رح وراك بس.

رياض
: إذا انت ما احترمت السن ابوي وكبره. تراني مثلك يا عم نفس اطباعك ما احترم الي لسانهم طويل ويبي لهم قـص.

أسامة بحقد
:انا الي بعلمك احترام وقدرك يا الخسيس. يا ولد بدير حتى حكيك خايس مثله.

ضحك رياض بثقة
: واضح.

أسامة بتلاعب خبيث
: اشهدوا يا الربع. ولد بدير يتهجم على عمه. ذا التربية بدير بعد وش نقول ؟

عدنان الذي مسك رياض
: تعوذ من ابليس. ولا تخليه ينجح هو يبي يوصلك لذا المواصيل. والكل عارف لذا شيء.

ابتعد رياض بعد أن سيطر على نفسه. ماهي إلا لحظات قليلة

حتى تداهمه رجال الدورية

ممسكين به بعد أن وجدوا بصندوق سيارته حقائب ممتلئة من الكوكايين والهيروين ..!

رياض بصدمة
: عدنان وش السالفة؟ وش ذا.!

ابتسم عدنان وهو يشهد ويقف ضده
: أنا بعد ودي اقدم اقوالي. هالرياض دوم اكون معه وياما لاحظت عليه بلاوي.

اتسعت عينين رياض في صدمة وخذلان
: أنا يا عدنان تقول عني ذا ها الحكي..!

أسامة بسخرية
: أجل طحت من برجك العاجي يا ولد بدير. يالله لا تبلى المسلمين.

رياض بصدمة مؤلمة
: ها الي يصير مالي ذنب فيه. ها البلا مب لي.

رجال الدورية
: كلامك قوله لا وصلت للمحكمة.

.
.

رياض بتعب وهو يتأمل سقف غرفته
: هين يا عدنان بعتني لأجل قروش لا تسمن ولا تغني من جوع.
طعنتني من ظهري. وسنيني الي ضاعت اقسم بمن حل القسم إن حقي اخذه منكم لرد الصاع صاعـين. أنا ولد البـدر.



.
.


انتهى ,

 
 

 

عرض البوم صور عمر الغياب   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)
facebook




جديد مواضيع قسم قصص من وحي قلم الاعضاء
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 01:27 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية