كاتب الموضوع :
عمر الغياب
المنتدى :
قصص من وحي قلم الاعضاء
الفصل الثالث
مساء الخير..
اليوم سوف نتوغل أكثر في حادثة عايض تحديدًا
وكيف فقد اهله.
للمعلومة الحادثة واقعية جدًا. لكن بعض الخيال مني
حتى يتناسب مع المشهد.
كما ذكرت من قبل بأن هناك مسحة من خيال مقصود
واعذروني لو تأثرتم قليلاً..
.
.
.
قراءة ممتعة ولا تنسون ذكر الله
و
لا حول ولا قوة إلا بالله..
استلموا
.
.
رواية : من يقنع الظلال ؟ أنك فـ أهدابي. بقلم , عمر الغياب / عَـبير.
الفصل الثالث
***
وعندي كُل هذا الليل ، كيف أُضيئهُ وَحدي ؟
ـــــــ أحمد بخيت
.
.
.
عايض بضعف
: قل لي وينهم اهلي؟ بعدين وش الفايدة من واحد فاقد الأمان.
طالب ينظر له و بأمر
: ملتقاهم بجنان الخلد. افطر الله يهداك بس.
عايض بعينين حمراء من كتمه للبكاء
: آمين. موب مشتهي.
.
.
.
بعد أن انتبه على ابنته خارجة، وقفها بهمس
: عـلى وين يا شَموع ؟
شَموع بثقة
: يَبُه. على دوامي بالبنك.
طالب بهدوء
: ادخلي داخل. وانسي أمر دوام.
شَموع بخوف
: بابا حبيبي موب كذا. ترى تخنقنا والله.
طالب بوجع وهو يحميهم من امر يخفيه
خائف ولا يلام
: لا اسمع ذا الحكي منك. اقبلها من نهيّة لكن منك يا شَموع لا.
بوجع تمسح دمعتها
: يعني عشاني الكبيرة. اتحمل كل شيء عادي.
بحنو طالب
: لا عشانك عاقل وتفهمين. لا تجادليني يا شَموع.
شَموع
: طيب وش ذنب العملاء يحتروني.
طالب بقسوة
: في غيرك كثير. ما وقفت دنيا عليك. اصعدي ولا عاد اشوفك هنا في الحديقة.
شَموع بألم نظرت لعيون والدها بخيبة
: خذلتني يُبَه. وكثير ذا المرة.
رآها تغادر أمام عينيه الخائفة. فهو لم يتزوج بعد أن توفت زوجته اثر عمله.
ولا يريد أن يكرر المأساة من جديد. نعم يضيق عليهم بالخروج لكن بداخل متوفر جميع
المُرفهات .
.
.
كان تركي يضغط بجانبيه على حاجز السيارة الأمامي، وهو يحاول كتمان لهفة شوقه يحترق لتلك المُدللة، فتنهّد وهو يعود إلي التركيز في القيادة.
أخذ يتذكر السويعات القليلة الماضية في تأثر.
كانا لم يسبق على زواجه من ابنة عمه سوى الاسبوع فقط. فهل مللت يا مدللة حفيدة البدر ..!
نعم يعلم بأنه يقسو عليها. لكن هذا تركي وهذا اطباعه.
فمن هي؟ حتى تغيره في يومً و ليلة!
أخذ يضغط على الفرامل في هدوء عجيب مناقض لموقفه!
يعلم جيدًا أن أي توقف منه سيؤدي حتمًا لنهاية علاقتهم.
لكن لا. فهو متمسك بها بشدة.
وقف سيارته على جانب الطريق. اتصل عليها
رنين طويل من طرفها ..!
.
.
.
في داخلها تحترق شوقًا إليه.
لكن تعلم أن استهانت بالأمر في أول مراحل حياتها معه سيصبح طبعاً عاديًا مع مرور الوقت.
لذلك تلبست شخصية ليست بشخصيتها ..!
تأملت هاتفها المرمي فوق سريرها.
غرفتها الوردية البحتة وهي صبية. كلها تشير بأنها تماثل رقة الورد ..!
فهل من المعقول بأن يترك الورد ذابلاً و حزينًا.
حتى وقت قريب، كانت تفاصيل يومها تحاك في معظمها بأناملها التي تهوى حياكة النسيج،
فهي قد انهت من الشال لحبيبها العنيد.
كانت قد أعلنت الحرب على كل جنود الحتمية فهي غوالي. وهي تحمل إرادتها الصلبة كسلاح وحيد.
فهل ستجابه النصر مع تركي زوجها؟
الحبيب، البعيد ..!
تعاقبه بتجاهلها لاتصاله.
حينها أرسل رسالة النصية و فورية
وكلها تحمل صيغة الأمر ذاته
(ردي عليَّ. واتركي عنك تصرفات اطفال.)
دمعة انسابت على وجهها
لترسل رسالة
(طلقني.)
اتصل من جديد. شعرت برجفة تسري عبر جسدها بأكمله، فهي تتأثر بصوته كثيرًا
رفعت عينيها لسقف ثم أخذت النفس عميق
: هلا.
رفع تركي حاجبيه مُعّبِرًا عن عجبه، وسألها في جدية
: ابي اسمعها ثاني مرة.
بضيق اجابت غوالي
: خلاص كافي قريتها.
تنهّد تركي وصداع سيقسم رأسه لنصفين
: غوالي. موب شرط ابين لك مشاعري. افعالي تبين يابنت العم.
قالت أخيرًا شيء من الحزن يخترق في جنبات صدره، ضيقًا يتوسع ويختنق، فتح أزرار ثوبه العلوية
: بس تُركي أنا زوجتك. يعني ما استاهل تقول لي كلمة حلوة.
طيب آمنا بالله ماتبي تقول موب جابرتك حبيبي. بس ما استاهل تعطيني من وقتك شوي.
ارتبك تركي وهو يعلم بأنه قاسيًا. فـ احفاد البدر يمتلكون هذه الصفة ..!
أضاف بعد صمت قصير
: اخرجي. شويات واوصل.
وضعت أناملها المشتعلة وجعًا وحبًا مؤلمًا. بقرب صدرها.
: تُركي خلينا نفترق دامنا بأول المشوار. أنا انسانه شفافة و واضحة مثل الماء الي تشربه.
وأنت انسان كاسيك الغموض. مثل ما دخلنا بالمعروف نخرج.
قاطعها بحدة، يختنق. يختنق ويكابر ولا يصرح بأنه يهوى الأرض التي تمشي عليها
: يعني شفتي نفسك يوم خطبتك مرتين.
دمعة ثم بأنين
: وأنت فرحان تقولها يوم سببت بقطيعة عماني. عمي فيصل وينه عن عمي عبدالله.
قد قلتها لك من قبل تُركي أنا مابي اعيش بمشاكل.
فـ أرجوك خلنا نفترق بهدوء، وبدون ما تكلم جدي البدر.
تلك الشقية عرفت كيف تثير وجعه. وقد عادت تفتح الجروح المنسية ..!
مضت دقائق من الصمت، قبل أن يطلق بعمق
: خليك في بيت عمي. مثل ما زعلتِ تعرفين تدلين بيتك.
ثم اغلق الهاتف بكل تناقضاته ..!
: ما عاشت ولا انخقلت الي تدوسني على طرف. خلك متمسكة بجدك.
والله لو اني بفراش الموت يبطون اسيبك. أنا كذا فيك متمسك عنيد ولا اتركك ابد.
ابد يا دلوعة جدك وأبوك. تحسبيني مثل عمي كايد الي ترك حبيبته تعرس وقفت عنه.
منيب بقافي عنك واعلى مابخيلك سويه يابنت مقرن.
.
.
يوم جديد على سماء الرياض
طرقت الباب بهدوء، فجاءها الاذن بدخول، أطلت برأسها في مرح
شَموع
: عادي ادخل صح.
سلطان بملل
: وبعدين مع ذا العنّد يا شَموع. أبوك مدسيني هنا حتى ما تلمحون طيفي.
تجين أنتِ وتكشفين ذا شيء. ترى ما راح يرحمك ولا يسامحك ابد.
شَموع تجلس على طرف السرير، وقد ضمّت ساقيها إلى صدرها،
وأحاطتها بذراعيها في وضيعة كئيبة
تقدم سلطان نحوها في جزع وقد لاحظ نظرتها المنكسرة،
جلس إلى جانبها. ووضع يده على كفها في حنان
وهو يهمس
: وش فيك؟ شَموع.
ظلّت شَموع مُطرقة، وتمتمت بصوت ضعيف
: بابا طالب.
: وش فيه ذا المرة؟
رفعت إليه عينين مليئتين بالدموع، وهتفت في تأثر
: أنا احبه كثير. لكن صاير يقسى علينا مره.
تسارع نبضاته سلطان أمام اعترافها البريء الذي اخترق قلبه و زلزل كيانه،
كان يعلم بأنها تحب والدها. فقد كلفت وهي في سن صغيرة، وأصبحت كل عائلتها بعد وفاة والدتها.
.
.
جاء تصريحك يا ابنة اخي في وقت افتقد فيه حب و عطف.
ويا للقسوة رميتك أنا كذلك لا فرق بيننا
سوى اننا نحب لكن بالخفاء .
.
.
سلطان بملل
: اخرجي عني.
مسحت دموعها شَموع
: هم بعد أنت مثله. الله يسامحك عمي..
سلطان
: لا عاد اشوفك هنا. ذا تحذيري الاخير لك.
خرجت شَموع. تركض نحو غرفتها رمت نفسها على سرير وببكاء
: ليتك يا يُمه حيّة. كان شفتِ حالي وحال اختي نهيّة. اشتقت لك يممممه والله العظيم اشتقت.
.
.
كانت الشمس قد مالت للغروب و إن لم يكن الظلام قد خيم تماما،
وانعكست احمرارها على خديها .
خالها خليفة يضحك على خجلها الزايد بمنظوره
: وش دعوة يا خالي كل ها الاحراج. تراهم بنات مثلك مثلهم.
خزامى
: خـالي هم بعد يا كثرهم واجد. وأنا انسانة بطبعي حيوية ولا اتأقلم مع ناس جدد.
ابتسم لها بحنو وهو يمسح على شعرها طويل الكستنائي
: أي شيء جديد يكون صعب يا خالي. مير الله عطانا طاقة التكيف و التأقلم. ومع الوقت
كل صعب يكون سهل وعادي. فاهمتني يا خالي.
ابتسمت خزامى
: احمد ربي واشكره. انه رزقني بأجمل خال بدنيا كلها.
قرص خديها
: انا الي احمد ربي انه عوضني بأجمل بنت أخت بدنيا كلها.
بعدين موب كافي اخذتي دلال كله مني.
يلا توكلي. عمي البدر يحتريني ابطيت عليه.
خزامى
: ان شاء الله. خالي صحيح ولدك عامر ما راح يسكن هنا.
خليفة ابو عامر اردف بضيق من سيرته
: لا. ساكن مع ربعه. هو متى دل بيتنا حتى يدل القصر.
خزامى بحنو
: ماعليه خالي. مصيره يعقل ويتغير.
خليفة بوجع
: الله كريم.
خرجت خزامى مسرعة مجددًا. وهي ترتدي طرحتها فوق رأسها تقدمت في اتجاه باب الحديقة وفتحته، ثم لم تنتبه للشاب الذي كان يتبعها لداخل.
ما ان فتح الباب حتى انقبض صدرها، مع اصطدام نظراتها
هتان بضيق
: ارجعي وراك. ما أنت شايفة لوحة كبيرة . مكتوب بالخط العريض المســـــلخ.
شهقت بتراجع وهي تغلق الباب تهمس وهي تضرب على رأسها
: غبية.. طول عمري غبية.
هتان بغضب
: من هنا باب المدخل القصر. وطسـي داخـل.
وفي داخله يردد
: بنت فقر. وجـع.
.
.
استدارت باتجاه باب المدخل
عضت خزامى على شفتها حتى يفتحون الخدم الباب لها
ابتسمت وبترحيب خاص فوز
: يا مرحبـا. مرحبا بـ خزامى.
كان صوتها خجول جدًا
: الله يبقيك.
سديم و راما و شهد اللاتي يجلسون على ارائك بجوار بعض.
سديم بهمس
: بنات شفتوا صاروخ الي قدامي.
راما وهي تشهق
: يا ويلي وش ها الفتنة.. إذا انا البنت انفتنت كيف العيال.
فوز بحنو
: تفضلي حبيبتي.
بغصة خزامى
: زاد فضلك.
لتجلس بهدوء على أريكة بغرفة الجلوس مقابلة لهم. وبـجوار الـجدة هيّا ..!
بعد ترحيب كبير من فتيات القصر
وثلاثة يرمقنها بنظرات اشعاعية وكأنما تمر عبر المجهر.
نظرت هيّا التي ابتسمت لها بحنو
: اشلونك يُمَه.
صوتها حنون وجدًا. وكأنما طبطبة تلقيها على صدرك بالأمان.
تأثرت خزامى كثيرًا
: بخير حمدلله. اشلونك خالتي؟
هيّا بمحبة صادقة
: والله اني بخير. اشلون خالك عساكم مرتاحين بالمكان. ان قاصرك شيء علميني يابنتي.
خزامى برقة
: الله يسلمك ويعافيك خالتي. ما قصرتوا عساك سالمة.
شهد تهمس لـ راما اختها
: وعع. صوتها ناعم واجد. تحسسني بصوتي مثل صوت سعود أخوي.
ضحكت راما
: بعد الحق ينقال. ما شاء الله كاملة والكامل الله.
غوالي بابتسامة
: اشلونك خزامى؟
بأدب
: حمدلله.
سديم
: شوفي معك سديم بنت بندر وأخوي هتان.
بداخلها خزامى
: يا ثقل طينتك. نفس طبع اخوك سبحان الله.
لتكمل سديم بتعريفها
: و بنات عمتي فوز راما و شهد..
والي لابسة فستان اسود تكون بنت عمي مقرن غوالي. وهم بعد زوجة تركي ولد عمي فيصل.
خزامى بهدوء
: تشرفنا.
ابتسمت فوز وهي تشير لـ راما بقيام ضيافة على اكمل وجه.
.
.
هتان اغلق باب المسلخ وهو يفرك جبينه بتعب بادي عليه.
فوز بحب لابن اخيها
: الله يعافيك يا هتان. عز الله انك تبرد الخاطر.
هتان بانزعاج
: مره ثانية قولي للزفت الي بداخل لا تخرج بدون عباية.
فوز بنظرات استغراب
: منهو؟ كل بناتي وبنات عمك يتغطون عنك.
هتان بملل
: مدري عمتي. المهم العم الغالي رجعته ليلة.
ابتسمت له واتسعت عينيها فرحًا
: تقل الصدق!
هتان وعيناه تبسمت نادرًا
: شكو عمتي. تعرفيني ما امزح.
دمعت عينيها
: اللهم لك الحمد. وعشان كذا أنت بنفسك طبخت الذبيحة.
هتان الذي كان رابط اسفل قميصه البيتي لفوق بطنه، حتى يساعده بحرية الحركة
: مابي احد يعرف. ابيهم يستقبلونه من احسن الاستقبال.
مسحت دموعها بلهفة
: تبشر بالخير. يا حبيبي هو.
هتان بأمر
: وقبل ما انسى وصلِ العلم مثل ما قلت لك بالحرف.
فوز بخبث
: منو تقصد بالأول.
هتان بضيق
: عميمة. بلاها ها التلمحيات الي مالها سنع.
فوز
: ما يفوتك الفوت. وش رأيك فيها. صدق ذا المرة شفتها.
هتان بملل
: لا.
فوز بتلاعب انثوي ماكرة
: يعني شفتها ولا لا.
هتان
: أنتِ فاضية عميمة. خذي لي درب ابي اتروش .
ابتسمت بارتياح
: مصيرك تفضفض يا قلب عمتك. وحمدلله لابد ابشر أمي.
.
.
بمجلس ضيوف الرجال
ابتسم البدر بترحيب
: ياحي الله أبو عامر.
ابتسم له خليفة الذي كان يجلس بجوار البدر
: الله يحيك ويبقيك ياعمي. ما قصرت.
همس سعود لعبدالرحمن
: ذا من جده جدك ؟ بعدين يده اليمين موب موجودة
فهد
: تتمسخر أنت. لا يسمعك بس.
سعود ضحك ساخرًا
: كملت وجدك عادي يسكن ذا الحارس. موب خايف على حفيداته.
فهد بجدية
: سعود اعتدل وثمن كلمتك. الي تحاكي عنه جدك. وقراره يمشي فوق رؤسنا.
سعود بملل
: يابن الحلال اهجد. والمهم أنا واحد ابي اسافر برا. ما عادني قاعد عندكم. شيّبت وانا باقي شباب.
ابتسم بدون نفس
: الله يسهلك. بس لا تنسى تستأذن من جدي البدر.
سعود
: ذا الي خايف منه. رفضه مير الله لا يعوقني بشر.
مسافر بإذنه او بدونه.
مقرن بن البدر يجلس بجوار أخيه فيصل ..!
: و اشلونك يا خليفة؟
خليفة بهدوء اجابه
: بخير الله يسلمك.
بندر ابتسم بثقة رجولية البندرية خاصة فيه ..!
: اعتبرنا اخوانك يا خليفة دام ابوي البدر حطك على يمناه.
خليفة بهدوء
: إن شاء الله اكون قد ها الثقة.
مقرن
: ما منك خوف بإذن الله.
.
.
هتان بعد أن اخذ حماما طويلاً يبعد زفرة ذبيحة اللحم.
استقبلته سديم بالبخور و العود
تتراقص بـ حاجبيها
: اعترف.
ضحك بدون نفس
: خير.
سديم بدلال
: لبسك كأنك معرس. لا يكون ناوي تعرس بدون علمنا.
هتان
: أنتِ وحده فاضيه. وأنا موب فاضي لدلعك يا دلوعة.
سديم وهي تضع اناملها بين عقدة حاجبيه
: طيب وعشاني دلوعة اخيها هتان وحفيدة البدر وبنت أبوي بندر.
هتان بملل منها
: ايه بعد ما سردتِ ذا العريضة. وش تبين؟
سديم بحب له، تتأمله وهي تنزع كل قلق الذي اصابها منذُ الصباح
: طيب يا مدير لا تقفل ذا.. روق ياهو.
ابتسم لها وهو يأخذ العطر ويتعطر ، متأملاً نفسه عبر المرآة
: عبيطة. يلا اخرجي.
سديم
: بفهم شيء واحد كيف تعيش كذا وأنت مرتب بشكل مسطرة.
هتان التفت لها
: موب وقت نقاش الحين. سديم يلا برا.
سديم وفي رأسها "موال"
: اففف منك هتان. ترى والله شفنا بنت مملوحة تليق فيك صراحة.
هتان
: احد طلب منك تخطبين ليَّ. يا البزر.
سديم
: يوه هتان. خليني اعيش دور أخت المعرس.
ضحك يقبل باطن يده
: حمدلله وشكر اركدي وأنا أخوك. خفة عقل موب زينة للبنت.
سديم باستهبال
: علينـا.
دفعها بخفة
: يلا قدامي.
نزل هتان من السلالم، تقابله والدته وديان
: بسم الله عليك يمه. ما شفتك متى وصلت؟
ابتسم وهو يقبلها على جبيّنها
: من تو واصل. ذبحت ذبيحة وعلى سريع تروشت.
أم هتان بحب
: الله يعطيك العافية يامي.
هتان بحبّ
: يعافيك يُمَه بغيتي شيء.
أم هتان
: ايه يُمَه بس عقب ما تخلص من عشاك أنت وجدك.
فهم ماذا تريد لذلك اشار على عينيه وأنفه
: على ذا الخشم. وتراني موب خافي علي ضيقتك.
وديان أم هتان
: يأمك مافيني شيء. بس ولهت على اخيتي.
هتان
: باكر جهزي نفسك أنتِ وسديم ونسير على أهل تبوك.
أم هتان بفرحة
: تقل الصدق يُمَه. مير الله يسلمك أبوك بندر.
هتان يغمز بمرح، وبغير عن عادته الجامدة
: ولا يهمك نعلم أبوي بندر. ماتدرين هم بعد هو يخاوينا.
أم هتان
: زين يمه زين. الله يحفظك.
.
.
في الخارج
ألقى هتان الرصاص في سماء ليلة التي تشدو بجميع معاني الفرح
فهو بحركة رشيقة استقبل السيارة التي دخلت عبر أسوار القصر ..!
خاصة بعد أن نبهه ترحيبًا به.
خرجوا كل من الجد البدر والهامة البندرية وتواضع مقرن وهدوء الواثق فيصلي ..!
كانت الصـــــــدمة و رهبة تصمت الجميع ..!
لحظات سريعة مرت
حينها ترجل رياض.
و السيارة التي من وراءه ترجلوا الفرقة سارعوا لينضموا بصفوف بجوار بعض من جهة اليمين و اليسار.
بعد أن اشار إليهم هتان بضرب الدفوف و الغناء من أجل العم .
البدر بصوت. مرتفع
: يا ولد. صدق عيني الي تشوفه.
وإن كذبت عيوني.. كذبوها ذا المرة.
هتان انتبه على جده الذي استند على والده بندر، ومن يساره عمه مقرن
فيصل الذي سقط عقاله ..!
منتصف الخطوات قطعها رياض.
فلم يزده البدر شوقًا استقبله بفتح يديه
: علـي قد مابكت عيني. ها الليلة بكت فرح.
تعال يا أبوي. تعال سلم جعل عيني ما تبكيك.
هاهو والده يستقبله بـ الـــــــعناق
عنــــــاق طويل، شـــــوق عظيم له ..!
قبل عينيه وأنفه وكتفيه من ثم لثم يديه قبلاً طويلاً
ودموع انتثرت
: كل ها الفترة طويلة بعدت عنا.
رياض بصوت باكي موجوع
: اشتقت لك يالغالي. والله العظيم اشتقت.
اخوانه الذين مسحوا دمعتهم بتأثر
بندر بحُب
سقوط البدر. عجز أن يتحمل هذا الكم هائل من الفرحة
على الألم. وعلـى الفراق ..
فـــراق لمدة عشرة الســـنــيــن ..!
رياض بخوف عليه، وبندر الذي يشد بكف ابيه
هتان ابتسم
: أفا يا البدر والله الي ضعفت.
بندر بنظرة نارية لابنه وتهكمه السمـج ..!
: وقته ذا الـحكي يا هتان.
هتان بمداعبة
: يعني اسرِ.
البدر بحب لحفيده الذي يتأمل فيه جنونه وتهور شبابه و رجولته الخالصة.
: أنا ابو بندر. ما يلحقه شيء.
بندر بتوعد
: ماعليه يا أبوي. ما ودك تخلينا نسلم عليه. تعـال يا الغالي.
بعد أن ابتعد من احضان والده. تلقاه حضن اخيه الأكبر
: حمدلله على سلامتك يا رياض. حمدلله على السلامة يا أخوك.
هتف بتأثر
: الله يسلمك يا أبو هتان. ويعز غاليك.
مقرن
: والله هذي الهقوة فيك يا هتان. اشلون ما علمتنا.
رياض وهو يتلقى بحضن اخيه الثاني
: يابو عبدالرحمن. أنا الي طلبته يقفل موضوع جيتي.
مقرن
: الله يحفظك يا أخوي. نورت الدار فيك.
رياض بثقل رجولي خاص فيه و جدًا
: الله يسلمك يا أخوك، ومنوره بأهلها.
ابتسم بعنين دامعة فيصل
: أجل تخبي علينا. حمدلله على سلامتك يا العقدة.
رياض بحب له وخاص
: الله يسلمك. يا كثر معزتك وغلاتك يا فيصل.
فيصل
: لك مثلها يا أخوي يا عزوتي.
هتان الذي كان ممسك بالبشت وضعه على جده البدر و البشت جديد آخر فوق جسد رياض
: ودي بالسامري والخطوة. اكيد استاهل.
خليفة نظر للبدر ولهفته
: تستاهل سلامته يا طويل العمر.
ابتسم له و كأنما البدر اكتمل ليلة.
: جعلك تسلم يا أبو عامر.
.
.
واقفات الحفيدات عند النافذة. يتأملن تألق هتان من بعيد وصفوف الفرقة التي اشتعلت أزهايج اصواتهم بالغناء.
راما بدموع
: ياعمري. عمي رجع.
شهد تمسح دموعها بضحكة
: شفتي طيحة جدي البدر. موب مصدق.
سديم
: لبى أبوي بندر مسند جدي.
غوالي تأملت بتأثر في عمها فيصل وكيف تلقى احتضان عمها رياض
وعلى شفتيها ابتسامة رقيقة
: حمدلله.
فوز بفضول
: وش ها الصوت؟
راما بتأثر ركضت نحو جدتها هيا
: الغالي عود جديدة.
العبرة تسللت لصوتها. بلهفة و شوق
: ريـاض. يا حي رياض وحي طاريه.
فوز ببكاء متأثرة
: يا حبيبي.
خزامى التي بقيت بطرحتها، شعرت فعلًا بأنها دخيلة ..!
أرادت أن تقف لتهرب، لكن ردة فعل هيّا التي تمسكت بها وبثقة
: اخرجن.
فوز التي فهمت على والدتها.
أشارت لابنتيها و غوالي و سديم ..!
أرادت أن تخبرها بأن مكانها خطأ فهي لا تكشف عليه.
هيّا
: سامحيني على أنانيتي يابنتي. بس خليك واثقة ماشفتك إلا بنتي.
خزامـى الذي وجهها تلون بالخجل و صدمة، وقلبها الذي يدق كالطبول.
.
.
.
تقدّم رياض يبحث عن آثار وجودها وبقايا ضحكاتها في فضاء القصر.
يبحث عن بهجتها حانت منه خطواته التي وقفت وتصلبت
بشهقتها
هيّا
: يمــــــه. تعال يابعد روحــــي.
.
.
أرادت أن تنزع يديها. أرادت أن تبكي. أنا لستُ سوى غريبة عنه لماذا تتمسك بي بشدة
تلك العجوز. ما هذه الحمـــاقة ..!
.
.
لم ينتبه على حضور الصورة التي تجسد بشكل بهائي بجوار والدته، ركض نحوها
أراد أن تشبع عينيه منها.
سرت رعدة في ثنايا جسده
عينيه المحتقنه بالدمع. يصل طوله الذي تجاوز عنها بالامتار.
أمال رأسه بألم وهو متشرب رجولة ..!
فعلاً لم يتنبه على تلك ناعمة رقيقة بجانب والدته تتمسك فيها بشدة.
بهدوء ورصانة
: اشلونك يا أم بندر ؟
هيّا بحب له اختنقت بعبرتها،
: لبيه يمه.. لبيه ياروح أمك. حمدلله على سلامتك يامي.
ظلت واقفة والجنون الذي يهطل من تلك العجوز ..!
رائحته التي اخترقت وهزت حصونها ..!
هيّا أردفت بوجع واشتياق
: جيت وجات هي مثل البشاير. خذها يُمَه شوفها. ماهو يقولون شوف المحبوب يرد الصواب لصويبه.
وجد عينيه تنجذبان إليها بشكل..
هيّا
: رجعت يا رياض وأنت سندي الحين.. قعدتـي و أغلاهم. وهالبنية اليتيمة من معزة أبيها مناف. تذكره يُمَه.
أهتز صوته بعنفوان
وصدمة ..
صدمة هزت جسده لصعقة كهربائيـــة ..!
: اشلون؟
.
.
.
في فيلا طالب
تقدم طالب له
: ما اشتقت لدادشة يا عايض.
عايض نظر له ببرود
: لا. اساسًا ما البسه.
طالب
: ها الدادشة بتغيرك ١٨٠ درجة. لذلك البسها وتدرب على الكلام الي قلته لك.
تنهّد عايض
: يصير خير.
طالب بثقة
: كلنا واثقين فيك. لا تخيب أملنا.
عايض نظر لعينه مباشر على المرايا، ويردد
: معك حمد بن راشد مدير مبيعات. ونحتاج ها الطاقة الي عندكم.
ابتسم طالب
: مو قلت لك تحت ثقة. أنت بنفسك اقنعتني اشتري منك.
عايض ببرود
: ومنكم نتعلم.
طالب
: قواك الله يا عايض.
.
.
دخلت شَموع غرفة الجلوس وهي تحمل طبق الحلويات، بعد أن وزعت على نهيّة.
اتخذت مقعدًا وجلست تسمتع إلى مختلف الاحاديث التي يتبادلونها في جو مرح
عبر الاتصال مرئي من الهاتف المحمول ..!
سديم
: يوه شَموع والله وجهك شاحب مره. وش فيك؟!
ابتسمت شَموع على مضض
: لا عادي. يمكن عشاني سهرت موب عادتي اسهر.
سديم
: طيب. ايه نهيّة وش سويتي اقنعتِ ابوك.
بحزن نهيّة
: انسي سالفة السفر. هو موب راضي يخليني اجيك موب عاد اسافر.
سديم
: معليش ابوك طالب مره معقد.
بغير رضا
: معليش سديم لا تحكين كذا في ابوي.
: طيب يا نكدية.. مضطرة اقفل.
ابتسمت
: لحظة اشوف عيونك تضحك وش عندك؟
مسحت دموعها
: عمي رياض خرج من السجن قبل شوي جانا. قلت لازم اشارك بالخبر..
بتأثر نهيّة
: يافرحة أمي هيّا العودة. وحمدلله على سلامته.
سديم
: الله يسلمك. يلا اكلمك عقب.
.
.
.
اغمض عينيه في غرفته المحصورة هُنا عند طالب كما يدعى أبو عبدالله.
كانت ليلة حزينة بالنسبة إليه وهو يتوغل في ذكريات تحاصره
آنذاك عندما الغي حفل فبراير بالكويت .. وبما ان عايض من هواة التصوير
ذهب لابن عمه بجدة . عندما وصل إليه
: مساعد وش رأيك نسافر لأي مكان.
مساعد بحيرة
: إجازتنا صغيرة ياولد العم.
عايض باقتراح
: وش رأيك بمصر وقريبة بعد.
مساعد ابتسم
: مصر يا عايض. يالله معك معك ولا يهمك.
عايض ابتسم له
: اجل دور عن رحلة الطيران قريبة.
مساعد
: تعبت وانا ادور كل دنيا فُل زحمة.. بس في رحلة وحدة من السعودية إلى عمان إلى القاهرة.
تنهّد عايض
: بأي يوم؟
مساعد وهو يتأمل هاتفه الذي كان على متصفح الطيران
: الاحد.
عايض
: أجل دور مرة ثانيه.
: يابن الناس حنا الاربعاء الحين.
عايض بحماس
: ادري الاربعاء. احجز يابن الحلال.
ثم فكر فيها مساعد
: يا عايض أنا ما معي ملابس اشلون؟ ياولد العم.
عايض بحل سريع
: ابد نزل اقرب سوق خذ لك بنطلون وكم تيشيرت.
واثناء ذهابهم لسوق قريب من الميناء بجدة.
ترجل عايض من سيارته حتى يقف أمام محل بلوحته الكبيرة
لشحن البضائع عن طريق البحر.
دخل عايض و مساعد للمحل
: السلام عليكم.
اجابه رجل ما
: وعليكم السلام.
عايض
: أنتم تودونا لمصر؟
رد
: ايه نودي الي تبي.
ابتسم عايض
: أنا وولد عمي مساعد نبي نروح.
رد
: لا لا. احنّا نودي بضايع بس.
عايض
: اشلون مافي احد عن طريق البحر يودينا لمصر.
ابتسم رجل
: إلا في. في لـنـش يطلع من ضـباء كل يوم خميس اربع ساعات وانت بـ الغردقة.
عاد عايض لسيارة ليخبر ابن عمه مساعد
: ابشرك يا مساعد.. لقيت لـنش من ضباء لـ الغردقة يودينا في 4 ساعات ونصل لمصر.
مساعد بصدمة
: صدق اشلون يا عايض؟
عايض
: هو باكر تعرف بعد عشان نستغل الاجازة.
مساعد
: طيب العلم وشو.
عايض بحماس
: العلم تضف اغراضك ونمشي الحين لضباء.
مساعد
: يـلا.
أثناء وصولهم في ميناء ضباء التابع لمنطقة تبوك
قبل وقت الإقلاع ما يقارب ساعة التاسعة والنصف صباحًا ليجدون عالم من الناس
ترجلا من السيارة لذهابهم لـلـنش
عايض يقف أمام الكاونتر
: لو سحمت ابي اثنين تذكرة الله لا يهينك للنش الي بيطلع بلم ضباء للغردقة. تكفى الله لا يهينك بسرعة.
اجاب ببرود
: يا أبوي لنـش اليوم مافي.. بكره يوم الجمعة.
مساعد نظر في عايض الذي لم يستسلم!
: طيب وش الي بيطلع اليوم لمصر؟
رد بملل
: سفينة الكروز.
عايض بحماس
: طيب زين متى بتطلع؟
عامل الكاونتر
: ساعة 12 تطلع.
عايض بتفكيره المتعجل
: أجل الله لا يهينك دقيقة بس.
مساعد وجده يمشي ناحيته
: هاه وش صار معك؟
عايض بتفكير وتحليل سريع
: تبي صدق أنا ماقد ركبتها بحياتي. مير الله يسلمك اعرف واحد مصري يشتغل بديرة خل اكلمه.
وابي أتوكد منه وهو بـ وجهني.
مساعد
: ايه معك حق. دق عليه.
اتصل عايض حتى اجاب
: نعم هي كويسة اوي. خذوا لكم غرفة.
مساعد
: هاه وش قال لك؟
عايض
: ابد بقطع تذكرتين.
يشير لعامل الكاونتر
:يالخوي قص لي تذكرتين.
.
.
الساعة 12:00 مساءً
وصلوا لبوابة السفينة
عامل الكاونتر
: رحلة تأجلت لساعة 2
مساعد تنهّد
: دبرة يا ولد العم.
عايض تقدم لاحدى ضُباط
: تكفى خلنا نريح داخل ننام بالغرفة. إن شاء الله لو تمشي 10 تكفى.
: طيب خلاص اطلعوا.
حينما دخلوا للسفينة التي من الأربعة الطوابق
نظرا كل من مساعد و عايض لرقم التذكرة وبحثوا عنها. فالسفينة كانت خالية من أي احد ..!
فتحوا الباب وضعوا حقائبهم على الأرض و استلقوا على السرير
لـ ينامون.
.
.
الساعة 8:00 في الكبينة
الساعات الأولى من الكارثة
عايض يسمع سوى تنّفس مساعد المنتظم الذي يدل بأنه نائمًا بعمق.
سحب نفسه بخفة حتى خرج في الممر الخارجي
ويلتفت يميناً و يساراً وإذا بها السفينة عملاقة كبيرة جداً.
مشي عايض ويجد بعض المصلين يصلون الصلاة المغرب والعشاء
حتى يصف معهم ليؤدي الصلاة. بعد أن فرغوا.
عايض مستفسرًا
: وش العلم يا جماعة؟ كأنها ماشيه السفينة! لا زين. زين.
عاد عايض لغرفته.
عندما اصبحت الساعة
8:30
استيقظ حينها مساعد يتلفت
راقبه عايض في استغراب. وتسرب إلى نفسه القلق هو الآخر
: بسم الله الرحمن الرحيم. وش بك يا مساعد؟
مساعد بضيق وانزعاج
: يا عايض اشم ريحة حريق هي الي قومتني من النوم.
بعقدة حاجبيه عايض
: حريق! تو جاي من برا. مافي شيء. خليني اطلع و اشوف.
خرج عايض من خارج الغرفة وهو يشتم رائحة حريق خفيفًا ! والوضع مطمئن.
فكانت السفينة ممتلئة أكثر من 1400 شخص.
دخل عايض يحدق في ابن عمه
: لا إن شاء الله مافي إلا العافية. ارجع نام.
مساعد الذي نهض من مكانه
: وين انام الله يهداك. اقولك ريحة حريق. ما تشم أنت.
ثم وقف عند نافذة وإذا في وسط الليل والظلام والبحر !
لحظات قليلة حينها سمعا مساعد و عايض اصوات عويل و صراخ من الخارج ..!
قفز مساعد ليمسك يد عايض ويخرجون من الباب ..
زحام كبير في الممر
وإذا عالم من الاجساد تتحرك ذهابًا و إيابًا.!
واصوات أخرى تهتف
: حــــريق. حريـــــــــق.
مساعد بقلق
: ياولد مافي احد من ضباط. نسأل منو الحين؟
عايض بخوف خفي
: مدري يا ولد عمي.
إحدى الرجال الذين يعملون بالسفينة، يصرخ
: اطلعـــوا في السطح.
كان في كل الطابق من السفينة السطح.
لذلك عايض أمسك بمساعد وصعدوا لسطح
حتى يجد عالم من الناس تصرخ بعويل وفجيعة ..!
و ادخـــنة عملاقة تظهر من أبواب السفينة،
يلتفتون كلُّ من مساعد و عايض في البحر ووسط البحر
صوت الاطفال، وصوت كبار السن
مساعد بقلق وقد عادت مخاوفه السابقة، شعور غريب متشائم
في حزم وهو يبلغه بخبر
: اقول لك عايض ابي اروح اشوف وش السالفة؟ حريق كبير ولا صغير.
يتناول يده
: مساعد تكفى اقعد لا تروح.
مساعد
: شوي بروح بس اقعد بمكانك لا تحرك.
دخل مساعد من المكان الذي دخل به السطح .! ليقف عشرة دقائق حتى وصل وقوفه إلى ما يقارب ساعة ..!
عايض
: ابطيت يا مساعد. وها المكان مثل ثلج. يالله انك تستر.
بدأ يتحرك عايض وينادي
: مســــاعد. مسـاعد.
والادخنة من داخل السفينة تزداد بشكل مخيف .!
وبأعلى صوت عايض
: مســــــــــاعد.
التفت يمين عايض وإذا به يجد أناس يتعاركون فوق بعضهم لبعض
عايض بخوف بداخله
: وش السالفة؟ وش العلم؟
حينما اقترب منهم وإذا يتعاركون على سترة النجاة. انهار عايض بألم
عاجز أن يقف على قدميه. عجز باختناق، حتى يخرج من الباب الذي دخل منه ..!
عايض بداخله
: ارجع مكانك يا عايض غدي يجي مساعد مهوب يقول اقعد بمكانك.
.
.
أفاق عايض من ذكرياته. حينما وجد حركة قريبة من المستودع. قفز خارجاً من غرفته ..!
.
.
في المقابل
خرجت شَموع بعد أن ألقت نظرة أخيرة على اختها، و تتوجه على الباب الخارجي
كانت الساعة تجاوزت الثامنة مساءً، والخادمات يغادرون لتنظيف سور الفيلا.
أرادت فتح الباب حتى يمسكها من ذراعها
عايض بحدة
: وش تسوين هنا؟
.
.
.
انتهى,
|