لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

قصص من وحي قلم الاعضاء قصص من وحي قلم الاعضاء


رواية المتحول الوسيم

الفصل الأول توقفت الحياة فى عيناه عندما سمع كلام الطبيب ،وهو يمسك بطفله الصغير مستقبلا اياه بين يديه وعيناه مليئه بدموع الفرحة ، التى لم تستمر طويلا ...

إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 17-01-22, 11:01 PM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2021
العضوية: 337109
المشاركات: 85
الجنس أنثى
معدل التقييم: سارة منصور دوار الشمس عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سارة منصور دوار الشمس غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : قصص من وحي قلم الاعضاء
Newsuae رواية المتحول الوسيم

 

الفصل الأول
توقفت الحياة فى عيناه عندما سمع كلام الطبيب ،وهو يمسك بطفله الصغير مستقبلا اياه بين يديه وعيناه مليئه بدموع الفرحة ، التى لم تستمر طويلا ...
_ يعنى ايه ...أنا مش فاهم يادكتور ... معلشي أنا عقلى على قدى ...
_ ياحاج ... إبنك عنده جهزين ، بنسميه بالحالة الطبية خنثي ...
_* إيه ؟؟؟؟؟ يعنى* بنت ....!!!
_ .. للاسف مش هنقدر نحدد* ابنك ايه بالظبط الا لما يوصل للبلوغ ، ساعتها هنشوف اذا كان ينفع يبقي بنت ، او ولد ....
ضم الرجل الطفل الى صدره بقوة وعيناه بها لمعة الكسرة، ورجع فى طريقه* وهو يتمتم بدون وعى ...
_ ولد ...، أنا جبت ولد ....
وما إن وصل الى البيت مع زوجته ، وقد تحول كل شئ فى عيناه الى ظلام قاتم يصب فى فيه بالمرارة ...
جلس على اريكته ومازال الطفل بين يديه ، وأذناه لا تسمع صراخ زوجته الحزين ...، بل تسمع وتتخيل معايرة الناس له ...
وضع الطفل على الاريكه ، وأمسك زوجته من كتفيها يهزها بعنف* ، وقال وعيناه جاحظه ..
_ أسمعى ، إللى سمعناه من الدكتور ميطلعش بره ولا أخواتى* ولا حتى أهلك ...أنت فاهمه ...
أحنا جبنا ..إسلام ... اسلام اكرم ....ذكر ...ذكر .... فهمتى ....فهمتى ولا لاء ..
.... أنا هدفع فلوس الدنيا دى كلها عشان يبقي ولد ، حتى لو هسرق .... ولا انى أسمع أن جبت بعد العمر دا كله خنثي ..
_ ماشي ... حاضر ... قالتها الزوجه بحزن مؤلم وعيناها تائهه لا ترى من دموعها المالحة سوي* الجروح الدامية...
تعلم أن هذا الطفل أتى بعد ثلاثة عشر سنه ، لم ترى سوي العذاب والمعايرة ، من الجميع ... بأنها عقيم ... ولم يسلم زوجها بعد الدفاع عنها أمام أهله ..من لسانهم السليط ... والان بعد* ان جاء الطفل ... لن يسمحوا لاى شخص ... بمعرفة مابه ... سوي أنه رجل ... من سيد الرجال ...
* * * * * * * * * * * ** ***
مرت ثلاث سنوات على عيناها وجسدها بالثقل الشديد، كلما تنظر الى طفلها وعيناه الزرقاء التي ورثها من جدتها ...تشعر بالالم يدوي بداخلها كالصدي ، عيون ليست كأى عينان زرقاء... فلونها يدل على الصفاء والجمال ، كأن بهما عالم كاملا من البرائة واللطافة ...
تحدثه بانه هو .... لكن ... دائما كانت تراه هى ...
اقنعت نفسها الاف المرات أنه ولد ... لكن لما قلبها وعيناها تكذبها* ...
بل ...لما تراه فتاة صغيرة ...
شردت بذاكرتها للوراء
عندما كانت* طفلة تحدث الجميع أنها ترغب* عندما تتزوج بطفلة صغيرة ، تسميها (زهرة الياسمين) ... لشده حبها لزهور..*
شفتاها دائما ماتريد أن تنطق بهذا الاسم** لكن* ....
تململت فى الفراش بجانب زوجها ، وهمست له والخوف يسري داخلها وقد بقي لسنوات ...
_ أكرم ... أنت لسه صاحي ...
_ همممم
_ أكرم ... لو مثلا ....
.....مثلا ....
_ أييه خلصي ....
_ لو مثلا إسلام كبر ووقت العملية قالوا أنه مش هينفع غير بنت ... بصراحه ...
التفت اليها* وعيناه مليئه بكيد سنوات يكتمه ... حتى أصبح مخزونا على وشك الخروج عليها كالطوفان* ...
قام بالاقتراب منها ومد يده يطوق رقبتها .. حتى توقفت عن التنفس* ...
_ ازاى تفكرى فى حاجه زى دى ...
....* .. إسلام راجل ...
كان يلفظ بها وعيناه مشتته بغل السنيين ، يريد تصديق ماينطق به ...* فكيف تحدثه على أكثر* شئ* يقلقه ....
فقدت السيدة وعيهاوهى بين يديه ، فابعد يديه عن رقبتها* ... وقام بافاقتها.. ويبكى بكسرة لم يعرف طعمها ابدا الا* عندما رأى هذا الطفل ..
وبعد ان* عاد اليه ادراكه ....
وندم على فعلته .....
أحتضنها وهو يبكى بحرقه على حياته ، التى انقلبت رأسا على عقب ، حتى أنه تمنى لولم يأتى اليه طفلا ....
... الخوف من المستقبل ، ينهش بانيابه فى جسده دون رحمه ...
لم يرد أى شئ فى حياته سوي طفلا ... رجلا يحمل اسمه ...
دائما ماينظر الى أخوته الخمسة* ، كل رجل منهم يمتلك اربع رجال ... إذا لما هو من يحدث معه هذه المتاعب* ... ومع طفله الوحيد الذي أتى بعد عذاب طويل ... ومن المرور على كافه الاطباء ..
.... فى نهاية الامر ...استعاذ بالله ، وقد أستعان به ، وصبر بكلمة ... أنه خير ... وأن القادم أفضل ....*
* * * * * * * * ** ****
_ أيه ياست ام اسلام* ، مبتجبيش اسلام وتيجي تعدى معانا ليه ... حتى يلعب مع الولاد عشان يعرفوا ابن عمهم برضه ...قالتها سيده فى منتصف العقد الرابع ..
فردت عليها ام اسلام بتوتر.
_ قريب إن شاء الله ياست نجوة ..
فقال اكرم مقاطعا ..
_ أشعال يانجوة ...أشغال* ...
ردت نجوة وهى تلوى شفتها
_ ماشي ياحج أكرم ... ربنا يعنكم على اشغالكم ..
وبعد أن صعد الاثنان على السلم ودخلوا الى شقتهم فى الطابق الثالث ...
قال ..
_ خليك دايما فى حالك دى ست شرانية ، وبتدو على اللى مستخبي عند الناس ..
_ عارفه يابو اسلام ...* انت هتقولى ....
بقولك .. هو أخوك ناجى مكلمكش ..
_ لسه برضه ..... أنت مستعجله على دخول الواد* المدرسة ليه ...
زفرت بقوة وقامت بحمل أسلام من على كتفه الى أحضانها ووضعته فى الفراش ... داخل غرفته .
وأقبلت تمسح على شعره الاملس بنعومه .... فتمتمت وهى تبتسم وتنظر الى ولدها ..
_ شعرك طول ياسلام ياحبيبي عاوز يتقص.
شعر اسلام بهمسات والدته فانفتحت عينه قليلا ... وقام بعناقها ..
شعرت الام بحنان من لمسه طفلها ، لم تشعر بها من اى أحدا من قبل ... فتساقطت قطرات الدموع على رموش ولدها* ... تفصح عن الالم الذي استوطن قلبها ...
فعدل الصغير من جلسته ، وقال باهتمام ..
_ ماما حبيبتي ... أنت بتعيطي ...
قامت الام بسرعه بمسح دموعها ، ومالت رأسها بنفى ... فقالت مغيره للحديث** ...
_ اسلام ياحته من قلبي ، تعرف أنك هتدخل المدرسة قريب.... عوزاك بقي تبقي شاطر وترفع راسنا ... وتنسي بقي ايام الحضانه ، وانك تعيط عشان انا مش جنبك ... أنت كبرت وبقيت ..راج...
فى تلك اللحظه شعرت أن تلك الكلمه غريبه عن تلك العينان التى تنظر اليهما .. فتلك العينان تنسب اليهما الزهور فقط ..
_* ...أنا عارف .. بابا قالى ...
.. متقلقيش ياماما .. أنا معتش هعيط تانى .. وهسمع كلامك ... بس متعيطيش تانى ...
مالت الام رأسها بايجاب وعيناها لم تتخلى عن الدموع فقد اصبحت صديقه دائمه تزورها بين الحين والاخر* ...
* * * * * * * * * * ****
كانت يدها ترتعش وهى تقرب المقص من شعرات ابنها ، ومع كل خصله تسقط على الارض ، ينخدش قلبها بألم ...
وبعد ان انتهت وقدمت له الملابس هتفت بمرح مصتنع
_ها ايه رايك بقي فى طقم المدرسة الجديد ..
_ حلو أووى ياماما ...عجبني ...
_ بص يااسلام ياحبيبي المدرسة دى بتاعه عمك ناجى أنت عارفه طبعا ...، يعن لو اى حد قالك حاجة تروح تقول لأدم ابن عمك .. وخليك معاه على طول ، هو هيبقي معاك فى نفس الفصل ..
_ ماشي ياماما .
قامت الام بتقبيل ابنها على جبهته ، وخرجت من الشقه لتوصله الى السيارة الخاصه بالمدرسة .. وقامت بتوديعه بعد أن تأكدت من جلوسه فى مكان أمن ...
وقلبها يخفق بالخوف ....
* * * * * * * * * * * * * ** ****
بعد مرور خمس سنوات ...
أصبح عمر إسلام لم يتجاوز الحادية عشر* ..
طوال بقائه فى المدرسه ... لم يصادق أحد ..، برغم وجود أولاد عمه فى المدرسة ... لكن يعاملونه معامله الغريب ... بل يتهربون منه، فى بعض الاحيان .
عرف اسلام فى فصله الدراسي بأنه التلميذ الموهوب .... دائما ماتراقبه الفتيات ، ودائما ما يراقب الفتيات ..
وفى بداية الفصل الدراسي الثاني ، جاء طالب جديد الى المدرسة يظهر عليه الثراء الفاحش ..
من أول يوم أمتلك مجموعه من الاصدقاء ، يتهافتون عليه الشباب .. لكن الفتيات عيناها تتهاتف على شخصا أخر ....
فى نهايه الامر انتبه هذا الفتى الثري الى هذا الفتى الوحيد الذي لم يقترب منه، والذي يجعل الفتيات تنظر اليه فقط ....
اقترب منه وقال وهو يمد له ذراعه ليصافحه.
_ ازيك ... أنا رامي ... وانت ...
شعر اسلام بالخوف عندما تلاقت أعينهم فعين هذا الفتى الثري الزيتونية مليئه بالجرائة متناقضة تماما لعيناه الزرقاء الناعمة ..
لم يمد اسلام يده ليصافحه ... واكتفى بقول ..
_ الحمد لله ....
رفع رامي احدي حاجبيه وقام بسؤاله مرة أخرى.
_ اسمك ايه ...؟
_ اس ...اسلام ....
عندما تلاقت أعينهما لبرهة عن قرب أكثر ، علم رامي أن هذا الفتي الجميل* أضعفهم هنا ... فالتمعت عينيه بخباثه ....
وقال ...
_ أيه رايك تكون صحبي ..
_ مش عاوز أصاحب حد ....
دهش رامي من تصريح إسلام فكتم غيظه وتوعد له بشئ سئ ..
وذهب الى مقعده ...، وبعد ترحيب المعلم له ..، وبدأت الدراسه ... علم أن اسلام ليس هينا وأنه متفوق فى كافه المواد الدراسية ....
شعر بالحقد .. والغيرة ... فكل من فى الفصل يهتم به ... وهو لا يعطى لهم اى اهتمام ....
وبعد مرور الايام ...
قام أحد التلاميذ باستدراج اسلام داخل الحمام الخاص بالاولاد ... بأمرا من* رامي ...
وبالفعل اقترب منه رامي ... حتى لكمه فى وجنتيه ... وعيناه ... وكامل جسده .... وهو فقط صامت يتحمل الالم ...
.... وأستمر اسلام يهرب من والدته فى المنزل* بدخوله الى غرفته ... وان سأله أحد يخبره أنه اصطدم بلوح خشبي ... فى المدرسه ..
لكن لم تصدقه والدته ...
أصبح اسلام العلكة التى بفيه رامي ، يلكمه ويعنفه دائما ، ولا يبدي اى ردة فعل ،* فوضع شرط له حتى يتوقف عن لكمه ، بأن* يتوقف عن كونه المجتهد .... لكن اسلام لم يعطي له سوي العند ....
* * * * * * * * * ** ***
تململ على الفراشه بجانب والدته ، وعلى وجهه العبوس وهو يقوم بعناقها بزراعيه الصغيرة ... وينظر اليها بعيناه الزرقاء الناعمة.
واقبل يربط عليها وقال بحنان
_ متعيطيش ياماما عشان خطرى ، انا بكره بابا اوى وبتمني انه يموت عشان معتش يضربك تانى* ...
انا نفسي اكبر وابقي راجل قوى عشان احميكي منه ...
مسحت الام دموعها ،وابتلعت شهقاتها بألم ، والتفتت اليه فى الفراش وسحبته الى احضانها الدافئة تضمه بقوة والدموع تهرب من مقلتيها* ..وقالت بتماسك...
_* اسمع ....... اسمعي ....
ياسمين ..... انت ياسمين .... انت فاهمه .... انتى مش ولد ....* أنت بنت ...
لازم تعرفي كدا ....* انا عارفه انك مخك كبير وذكيه وهتفهميني ....
..... قريب اوى هعملك العملية* ....
لم يستوعب اسلام اى شئ مما تقوله والدته ، سوي أنها تحدثه بصيغه المؤنت.....
كان الاب يستمع الى كل حرف يخرج منهما وهو خلف* الباب ،فدخل يركل الباب بقدميه بقوة ، ليقوم الاثنان بفزع ....
هتف الاب وهو يهجم على* الام ويصفعها على وجهها عدة صفعات تحت صرخاتها التى تدوى فى كل غرفه فى المنزل* ...
_ بتسممي أفكاره الواد* بايه يامجنونة* ....
قالها ثم القها على الارض بعنف** وهتف وهو يمسك ابنه* من كتفيه ويقوم بهزه* بقوة
_أنت اسلام ... انت فاهم .....* اسلام ابن أكرم* ...... انت راجل .... رااااجل .....*
... قولى انت مين ....؟
امتلئت عيناه بالدمووع ،وقد أيقن انه هو السبب الذي يجعل والده عنيفا بقسوة* مع والدته
فقال الصغير ردا على والده وعيناه غارقه بالدموع ....
_ اسلام ....
* * * * * * * * * * ** *****
اصبحت الايام تجرى بشريطها المعتاد ، يدور ويدور بنفس
الاتجاه ....
حتى أتي ذلك اليوم ....الذي غير من اتجاهه ....
_ اخلع هدومك ؟؟؟؟
هتف بها اربع شباب فى نفس واحد الى ذلك الفتي صاحب العيون الزرقاء ....
......يتبع .....

 
 

 

عرض البوم صور سارة منصور دوار الشمس   رد مع اقتباس

قديم 17-01-22, 11:03 PM   المشاركة رقم: 2
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2021
العضوية: 337109
المشاركات: 85
الجنس أنثى
معدل التقييم: سارة منصور دوار الشمس عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سارة منصور دوار الشمس غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سارة منصور دوار الشمس المنتدى : قصص من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: رواية المتحول الوسيم

 

الفصل الثاني
اراد ان يكسر نظرته وجعله عبرة لمن فى المدرسة ، حتى يتوقف عن كونه المجتهد الوسيم ..
وأتفق مع أربع طلاب أن يستهدفونه فى الحمام الخاص بالطلاب المدرسة* ..
وبالفعل تم الامساك به ،بين نظراتهم الحادة، وكأنه فريسه صغيرة وقعت بيد ثلاث ذئاب ضخمة يتوسطهم ذئب بري جائع
_ أخلع هدومك ....
هتف بها رامي بعيون شرسة ... ويستعد للقبض على فريسته ..
ضحك الثلاث طلاب الاخرين بسخرية
فهتف أحدهم بسخرية ألقت المرارة فى قلب اسلام الصغير .
_ تخيلوا هيبقي منظره ايه لما يمشي عريان قدام بنات المدرسة ...هاهاها
أقترب رامي من إسلام ودفعه بعنف من صدره حتى سقط على الارض ...
حياته التى لاتعرف سوي الحب الذي يتلقاه من والدته ،عيناه التى لا ترى خبثا ...بل حزنا على مايحدث من مشاجرات العائلة وبكاء والدته .. الذي جعل عقله الطفولى يعتقد أن الشرير الوحيد الذي يهدد حياته بالخطر هو والده بضرب والدته الدائم لها* ... كان يعتقد أن العالم سيكون رحيم بهم ...
لكن عندما رأى تلك النظرات الحاقدة، جعلت قلبه الذي لايعرف سوي البراءة يتولد داخله الغضب** يتلون داخل عينيه الزرقاء .. لتكون عين فهد واهجة بالشراسة .... ولسان يتحول الى أفعى مليئه بالسم ...
كز على أسنانه وقام من وقعته ، كالضامن حقه الذي يوجد بفهم الذئاب .....
تحت عيونهم الساخرة التى محت منها وألقت الرعب فى قلوبهم ... وهم يروا أمامهم
عينان لا تعرف الهزيمه ..عينان تريد أن تنقض حتى تنفث سمها داخل دمائهم الكريه ....عينان بها كلمات* تردد كلمه واحده ....
......لما ....
_إنت إنسان جبان ..، متفتكرش أنك هتخوفنى بالكلمتين دوول ...
.....أنا ميهمنيش أقلع هدومى ... قدام الناس* اللى يهمنى فعلا* انى أخليك تندم على انك تفكر تجبرني اعمل حاجه على هواك* ..أنت وشوية الصيع اللى معاك ...
أطلق ضحكة ساخرة .... وأردف
_ مكنتش أعرف أنى قوى لدرجه أنك تستعين بشوية عيال ...عشان تنال منى ...
شعر رامي ومن معه بصغر حجمهم أمام إسلام وأن من يحدثهم شخص .. أكبر منهم أعواما.... برغم عينيه الناريه الا أنه يتحدث بثقه ويتقن خروج أنفاسه بهدوء ...
كأنهم هم الفريسة فى حضرة الشرس ...
وكأنه ليس نفس الشخص الذين يسحبونهم كل يوم لكي يتلقى الضرب ...
حاول رامي ان يخفى توتره ..فقد شعر أنه لاشئ أمامه فقال ... ساخرا ..
_ أنت هتخليني أندم ..يا ...
فقال إسلام مقاطعا ....*
_ شوية لعب الاطفال دا ... مايجيش معايا ...
... لو أنت راجل فعلا ... أستنانى بعد المدرسة ... فى حوش الملعب ...
وأنا هعلمك أزاى تعرف تتكلم معايا بالطريقة دى ...
وبالفعل عرف إسلام أن يلعب بانفعال رامي ، وعقله المغرور ...
وطلب منه قتالا .. لم يستطع رامي أن يرفض ... حتى لا يتم أهانته أكثر .... فأقسم على جعله يذهب الى البيت زاحفا ...
خرج إسلام من الحمام أمامهم تحت عيونهم التى تقطر خبثا ...* حتى جعلهم يتسألون من أين يأتى* بتلك الثقه ...
هتف أحدهم أمام رامي ..
_ هنبقي معاك .... الواد دا مش هيروح غير وهو متكسر ....
هتف الاخر ..
_ عيل مغرور .... أنا مش هرجع غير لما أكسر رقبته ...
التفت اليهم رامي وقام بضرب ثلاثتهم حتى سقطوا على الارض ... وأصبح يركلهم* فى بطونهم بقوة .. وهو يقول ....
_ محدش يجي جنبه أنا اللى هشرب من دمه ...
طوال اليوم ورامي ينظر الي إسلام* وعيناه لاتفارقه ..، وعقله يحدثه أنه أهان نفسه عندما أستعان بطلاب أخريين ...
... وعن أهانت اسلام له بتلك الطريقه .... جعلته طوال اليوم يكز على أسنانه بعنف ...
وما جعله ينفعل أكثر ويستشاط غضبا ، أن أسلام يقضي وقته كالعاده متفوق ... لا يشغله أى شئ عن الجواب عن الاسئلة العبقرية التى يتفاخربها المعلمين ...
وعندما حان وقت الذهاب من المدرسة* ... وقف رامى ينتظره ساعه كاملة تحت الشمس الحارقة* فى حوش الملعب ... مرت عليه الدقائق والثوانى توخز جسده بالغضب وتشعله بها ....
حتى دخل عليه سائق السيارة الخاص به، يحدثه أن والدته تريده أن يذهب الى البيت الان ...
لم يوافق رامي* ... لكن السائق فعل الامر الذي طلبته منه السيده بأن يحضره غصبا...
وبعد أن أمسك السائق برامي ... ركله فى بطنه وهرب منه ... حتى وصل الى خارج المدسة ....
وهرول من سائقه حتى وصل الى الطريق العام ،ووقف* بمنتصف الطريق ....
لمح إسلام يقف على الجانب الاخر وينظر اليه ... بقوة ....
فجرى اليه بدون أن يراقب السيارات المارة على الطريق ...
دهش السائق الخاص به من السيارة التى كادت تطيح برامى على الرصيف لكنه كان أسرع .. ، فحمد الله ، وجرى خلفه ....
أما رامي انتفض مسرعا الى اسلام حتى يفتعل الشجار الخاص بهم ... لكن العجيب أن إسلام هرب منه بأقصي سرعته* ...
لم يستسلم رامى وهو يرى أن إسلام يجرى بسرعه* ... فدمه الحار لايجعله يشعر بالتعب الذي* بقدمه ... مع تجمع العرق الذي أغرق* جسده بالكامل ....
توقف عن الجرى فجأه وهو لايري اسلام أمامه .... نظر يمينا ويسارا ...
منطقه مليئه بالبيوت .... لم يراها من قبل ..، ولد الامل من جديد عندما لمحه يجرى فى نهايه الطريق الاخر .... حتى تقابلت اعينهما من بعيد ..
لا يفهم .. لما يهرب الان بعد كلامه* بتلك الشجاعة ... هل كان يقوم بالتمثيل ... كل تلك الاسئله تتهاتف الى عقله ..
ولا يعطى له جوابا ...قابل للتصديق ...
وما ان* اقترب منه وجد نفسه وصل الى رصيف ... خالى من السيارات ....
لا يوجد أى شخص ... وعندما التفت* الى الجانب الاخر ... وجده ينظر اليه بتوجس* ومع أول خطوة للجرى صدر صوت لسيارة تأتى مسرعه مباغتا...
وكأنه قد شلت قداماه .... وهو ينظر الى تلك السياره ....
لم يشعر اسلام بنفسه وهو يجرى اليه الان ،بعد الخوف الذي طوق رقبته مع أنفاسه الذاهبة تخبره نبضاته أنها لن تعود ....
لكن ... عادت فجأه ....وخفقت بقوة وهو يهرع اليه ....
يري السيارة تأتى مسرعه ...لكن لما المشهد يسير ببطئ شديدة .... ونبضاته.... مسرعه ....
توقفت الانفاس* .... وبقي نفسا واحدا يجرى على قسماته بعد أن سحبه من أمام السيارة بقوة .... ليبتعد الاثنان من أمام الرصيف* ....
......عقله يخبره ان الزمن قد توقف عند رؤية تلك العينان الغريبه عن قرب ...التى تملأها الكلمات الحزينة ...
عاد الواقع اليه عندما هتف به سائق السيارة المسرعة* ... يسبه بأسوء الالفاظ ....
لينتبه كلا منهم أنا احدهم فوق الاخر .. كانه عناق حار... ... وليس هذا الامر فحسب .......
* * * * * * * * * * * ** *****

تقلب إسلام طوال الليل على الفراش ..، بجانب والدته .... التى مالت عيناها الى الكسرة الدائمه ....
_ مالك ياإسلام ... حاطط أيدك على شفتك ليه ... وجعاك ياقلبي ..
_ هااه ... لا .. لا مفيش حاجه ياماما
_ بص يااسلام .. أنت مش عجبني اليومين دوول ... فيك حاجه غريبه أحكيلي ياحبيبي لو فيه حاجه ...
شعر اسلام بالتردد فى أخبار والدته ... لكن شئ داخلى يخبره أن مافى حياتها يكفى ...لما يخبرها باشياء تزيد ألامها أكثر ...
فقال مغيرا لمسار الحديث
_ ماما أنا المدرب* بتاع الرياضه أخترنى ألعب فى فريق المدرسة ... عشان أنا بسبقهم كلهم ... وكل شويه يقولى ... ايه رايك ..
_ أدم بيلعب فى الفريق ...؟؟
_ مش عارف ....
حارب عقلها عاطفتها ...، لا تريد الموافقه ..، لكن عيناه المتحمسة ... لا تريد أن تغلقها ... ألا يكفى مايوجد ... به ...
فقالت وهى تبتلع ريقها بصعوبة ..
_ أنت عاوز تلعب ...
_ أأأه ..
وافقت الام برغم رفضها الذي يلح عليها ، فهى تريد أن تراه سعيدا ....
فقالت تحدث نفسها .. وهى تنظر الى قدميه .. الصغيرة ...
هذه الاقدام تليق بأحذيه البالية ، ليست لاحذيه الراكلة للكرة ....
أبتلعت الالم بمرارة .. وقد أيقنت فى كل يوم يمر عليها تراه* ... أنها فتاة .... فتاة بريئة ...* انولدت لأب من مجتمع غريب ....
أقنعت نفسها أن تصمت الان ، وحينما يأتى الوقت .. سترتدي درع المحارب لأجل أبنتها ....
* * * * * * * * * * * * * ****
مر الوقت سريعا ... حتى وصل اسلام الى نهاية المتوسط
أصبحت حياة إسلام* تتمحور حول الدراسة ولعب كرة القدم ...
يعرفه الجميع بعلامة المدرسة المميزة .. غرفته مليئة بوسام الشرف .... وشهادات التفوق .... لكن ....
تنظر اليهم والدته تحت ابتسامتها الكاذبة المليئه بالالم ...
لايهمها التفوق ...، وتلك الشهادات .... وهى ترى حياة طفلها ... يملك إسم لشخصية وهميه .... مغلفة بجسد فتاة* ... ليس مكتملا ...
وقفت الام كعادتها أمام زوجها كل ليلة تصب فيه بنارها التى لا تنطفئ ... ولكن تلك الليله رأت دلالة على تأكيدها ...
_ انا عارفه ابني .... هيبقي ايه .... كل حاجه فيه بتبين انها بنت .... انت ليه مش قادر تصدق حاجه زي دي ... مهما اوريك مبتصدقش* .... ازاى هيكون ولد وعنده رحم ...
عض على شفته بألم* وهو يري بالفعل تغيرات ابنه حتى أصبح قلبه يخفق بنار البؤس* فقال بعنف ...
_ انت عاوزة تاخدي الامور على كيفك ...* طبيعي كل اللى بيحصل* ، بس مش اكيد انها بنت* ... وبعدين لو اتكلمت فى الموضوع دا تانى يبقي مفيش بينا غير الطلاق ، وعمرك ماهخليكي تشوفى اسلام تاني ... حطها حلقه فى ودنك ... ....اسلام راجل ....*
دموع تجرى كالطوفان على خديها لا تهدأ أبدا ،أصبحت حياتها كالجحيم ، فصولها تتضمن فصلا واحدا الصيف الحارق ... ربما لا تصدقون أن الخوف والرعب من المستقبل أصبح يلحف جسدها بالنار فى فصل الشتاء فلا تشعر بالبرودة ابدا* ...
عجزت الام أمام زوجها ..... تعلم أنه يعرف ... لكن فقط ... يريد أن يفعل مابرأسه... وان جمع الماء مع النار فى قنينه واحدة
* * * * * * * * * * * * * * * ****
عزم الاب على الذهاب الى طبيب ، فكل شئ يؤرقه ، جانب يوجد به باب الامل والجانب الاخر به باب الكسرة ...
ترى اى باب سيفتح له ...
.... الشئ الوحيد الذي يعرفه ، انه لن يترك نفسه عرضه لاى كلمه ....
وقف أمام الطبيب يتحدث عن احوال ولده ومابه ، فجاءه رد الطبيب بجدية
_ انت شايف ان اهتماماته وميوله تشبه الولد ولا البنت ...
_ يادكتور* هو بيلعب كورة وممتاز وطويل اطول واحد فى اولاد اعمامه .. بس ساعات ...يعنى بيحصل تغيرات ... يعنى امه بتقول ان الظروف النسائية تجيله شهر مرة وخمس شهور لا...
_ عموما يااستاذ اكرم ... لازم اشوف الحاله .. عشان اقدر اشوف ظروفها ...
_هو احتمال يادكتور يعني ....يبقي.... بنت ؟؟
_ بصراحه احتمال كبير يبقي بنت من كلامك دا ... وممكن برضه يبقي ولد ...
صدم الاب من كلمه الطبيب ... ووقع الرعب فى اوصاله* فشعر ببروده فى اطرافه .... فقال بتوتر
_ مثلا يادكتور لو يعني شوفته وطلعت* حالته ...بنت .... فى احتمال يبقي ولد ....
_ فى الزمن دا ممكن تعمل اى حاجه* ياأستاذ اكرم ... طلما فيه فلوس ....
ابتلع الاب ريقه بصعوبه ... لكن قد اطمئن قليلا ....
وذهب فى طريقه ... وعزم على احضار اسلام معه المرة المقبلة ....
* * * * * * * * * * * * ** ****
وفى صباح اليوم التالي
كان اليوم الاول للاجازة الصيفية ، أستيقظ الجميع ... فى الصباح الباكر .... وكا كل يوم جمعة تجتمع العائلة باكملها ...و لم يكن اكرم يذهب لكن... ذهب هذا اليوم* وأخذ* ابنه معه ، الان يريد أن يجعل ابنه يتحدث مع اولاد عمه ويلعب معهم حتى يأخذ طباع الرجال ... ويذهب الصمت من فمه ... والبراءة من عيناه ...
مرت عين أكرم بحسرة* على اولاد اشقائه الذين هم فى عمر اسلام ...
نعم يمتلك قامه مرتفعه عن البعض ... لكن
صوته لم يخشن .... ملامحه تزداد برائه وجمال ... وجنتيه دائما حمراء بلون الزهور .... عينيه رطبة ... بها نعومة ....
هتف اكرم موجها كلامه لابن اخيه الاكبر* (ناجي)*
_ أدم ... مابتخدش اسلام يلعب معاكم ليه بليل كورة ...
....
انتبه اسلام الى كلام ابيه، فزاد من توتره أكثر* خاصة وادم ينظر اليه بضيق ....
رد أدم
_ هو اللى مش بيحب يلعب معانا ....
دهش اسلام من طريقه ادم وطريقه كذبه* فهو دائما يتهرب منه .. ولايريد ان يتحدث معه فى اى شئ ....*
فقال الاب ضاحكا ... وهو يربط على كتف اسلام
_ دا هو بس عشان. مش متعود عليكم ... بس ابقي تعالى فوت عليه .. لما تلعبوا ... ماشي ياحبيبي
ظهر على ادم الغضب ... والضيق وهو يوجهه انظاره الى اسلام
... فأردف الاب لاسلام وهو يقوم بأخذه الى ادم واولاد عمه ....
_ روح العب معاهم يلا ياسلام ....
* كان التوتر يزداد بقسامته أكثر ... فوقف صامتا معهم وعينه فى الارض ....* حتى لعبوا الكرة
لعب جميعا مع بعضهم ... كلما يمسك ادم الكرة* لايوجها الى اسلام ... مهما يجري* امامه ... فادم كان مصمما على ادخال الكرة فى الشبكة بمفرده ....
وما ان لمح ادم ابنة عمه لبني تقف قى الشرفه تراقبهم التمعت عيناه بهذا الشعور الغريب الذي يستحوذ عليه كلما يراها* ... فأرد أن يظهر لها أنه فتوه ...
فانتظر ان تكون الكرة مع اسلام ... حتى يسحبها منه ويدخلها فى المرمى* ....
ومع اقتراب ادم من اسلام .... الذي كان ينظر الى الكرة فقط ويطير كالفراشة .... وكأن الكرة ملتصقه بقدمه ...* اصطدم به أدم فقوقع على الارض ، ولم تتحرك شعره من اسلام وسجل هدفا .....*
هتف الجميع له وخاصة لبني ....
فى تلك اللحظه .. اشتعل الغضب فى قلبه أكثر ....* فقام من الارض بدون كلمه واحده ينفض التراب من ملابسه وذهب الى البيت* ....والغضب يرسم داخله الكره الشديد لاسلام ...
* * * * * * * * * * * * ******
أجتمع الجميع فى هذا الاحتفال ، يكرمون اللاعبين الذين شرفوا المدرسة ... بمهارتهم فى مجالات الرياضه المختلفة ...
تحت إشراف شركاء المدرسة ...
وقف رئيس الخاص بفريق كرة القدم ... يعلن ... عن اسماء الفائزين ....
وكالعاده غرفة إسلام تستقبل جائزة أخرى لم يعد لها مكان .... فهو اللاعب المهاجم صاحب رقم عشرة ... المميز ...
وبعد الانتهاء من فقرات الحفل ... قال الرئيس معلنا ..
_ فريق المدرسة* تحت سن 15 سنه هيستقبل لاعب جديد ...* صاحب رقم عشرة .... ( رامى الامام ) ...
صمت الجميع وعينهم مليئة بالدهشة ، يتسألون فيما بينهم ... أليس رقم عشرة هو إسلام أكرم ... كيف يتم التبديل ...ولما ....
نظرات الشفقه تلقى اليه كالشحاز.....
.... وقف رئيس النادى أمام* اسلام بعد ماانتهى الحفل .... يقول له بأسف ...
_ أنا أسف يااسلام أنت عارف انت غالى عندى قد ايه ... بس كان الطلب من إمام بيه ... وانت عارف هو ممول الفريق والمدرسة ....*
رقم* 11 حلو برضه ... قالها وهو يربط على كتفيه
لم يشعر إسلام باى دهشه عندما سحب منه رقمه المفضل ، بل كان دهشته فى أنضمام رامى .. إلى الفريق ....
فقال .. دون وعى ..وهو يهم بالخروج ...
_ عادى ....
جلس إسلام فى ساحة النادى المقابل للمدرسة نائما على ارضيه الملعب الناعمه بمفرده... ينظر الى السماء متفقدا اياها وكم من القلق ينهش بقلبه الرقيق ... لايعرف ان كان ولدا ام فتاه .....
دائما ما ينتبه الى ملابس الفتيات وحياتهم .... ويشعر بالفضول اكثر اتجاهم ، يشعر دائما بالغرابة ... ولايجد شئ يتجسد فيه .... دائما مايخبره والده انه رجل ... لكن تلك الكلمه مع انها تترد كثيرا .. الا انه يشعر بالغرابة اتجاهها ...
.. جاء الليل مزينا السماء بالقمر ومزينا عيناه بالسحر الخاص بها** ....
رن جرس الهاتف المحمول ..معلنا عن اسم والدته .، فوقف من فوره ليذهب فى طريقه الى البيت فلم يشعر بالوقت الذي مر** ...
_ إسلام ........
...... انت يا منحرف* ..... يابتاع البنات ....
هتف بها زيتون العينان برموشه الطويلة ينفض بهما غبار سحر العيون الزرقاء* ...
التفت اسلام ليرى من يتحدث وعلى وجهه الدهشه وهوا يري أكثر وجهه يبغضه ....
ودهش اكثر لان هذا كان اول حديث يجرى بينهم بعد الحادثة ، وبعد نظراتهم الخاطفه الغامضه لبعض طوال تلك السنوات ...
فرد اسلام عليه بضيق
_ منحرف ؟؟؟؟؟ ..... ايه قله الادب دي ...
_* مالك زعلان من الكلمه كدا* اوى* .....* يابني انا كل لما اشوفك* الاقيك بتبص* على البنات .... وبعدين انت نسيت عملت فيا ايه يوم الحادثه* قالها وهو يقترب منه ينظر اليه بسخرية التى انقلبت بشئ غريب ... وهو يرى وجهه يتلون خجلا ....
.........يتبع .......

 
 

 

عرض البوم صور سارة منصور دوار الشمس   رد مع اقتباس
قديم 17-01-22, 11:04 PM   المشاركة رقم: 3
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2021
العضوية: 337109
المشاركات: 85
الجنس أنثى
معدل التقييم: سارة منصور دوار الشمس عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سارة منصور دوار الشمس غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سارة منصور دوار الشمس المنتدى : قصص من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: رواية المتحول الوسيم

 

الفصل الثالث
باد وجهه كالبركان ينفجر على وجنتيه بالحُمرة، تسأل ماهذا الشعورالذي يوخز قلبه بالالم ، حتى يخفق لهذه الدرجه ، ولما يشعر بالتشتت والحيرة ...
حاول أن يتماسك أكثر ... لكن عصف التوتر شفتاه ... فتلعثم وهو يقول ...
_ حادثة .!! أنامعنديش فكرة انت بتتكلم عن ايه .. قالها وهو يلتفت ليذهب فى طريقه مسرعا ...
يريد أن يهرب من أمامه بسرعه ومن نظرات رامي الغامضه له ، ومن شعوره بالخوف .. كأن معه شئ يريد أ
حد... وإن كان لايعرف ماهو !!...
_ أنت يابنى رايح فين ...مش بكلمك ...
قالها رامي وهو يهم بمتابعته ..، لكن اسلام هرب بسرعه منه ...
فأردف رامي ..
_ أنت سريع كدا ليه .. أنت يلا...
لم يستطع اللحاق به فقد كان مسرعا للغاية .
ولأن رامي يعشق الالغاز والغموض ، كان يري أن إسلام عباره عن لغز محير ..، يريد أن يعرف شخصيته ويكتشفه أكثر .
لم يكن ليعتقد أبدا أن اسلام سينقذه من أمام السيارة ، بعد أن رأى الموت امامه .. ليظهر هو من اللا مكان ليبعده فى تلك اللحظه ...
تسأل كثيرا لما ينقذه بهذه الجرائة ولما لم يخشي على نفسه من السيارة ، وينقذ من ؟الذي يريد أن يأذيه ...؟؟
أخبر رامي نفسه مرار، أنه لم يكن ليفعل ذلك أبدا .. فتولد داخله الفضول ...
طوال الاربع سنوات ينظر اليه ويتابعه ، حتى أنه اراد ان* يدخل* نفس الفصل الدراسي* الذي يوجد به اسلام* فى المتوسط* ..حتى* توصل الى...... أن اسلام، صبي وسيم ، مجتهد للغاية ، عاقل ولايتحدث مع أى أحد الا نادرا، وشجاع .. وصاحب لسان واثق ... شخص كهذا أجدر بأن يكون صديق له ، وليس هؤلاء الكسلالة ..
لذا عزم رامي على دخول نفس الفريق واخذ رقمه المفضل ، ليري ردة فعله .. التى* كانت مثل ماتوقعها تماما ..
_ ماشي يااسلام ...
قالها رامي وهو يتابع اسلام وهو يجرى مسرعا ...من بعيد
* * * * * * * * * ** ****
نظرت الى أظافرها التى انكسرت من فرط توترها ، ومن الهواجس التى تصاحبها فى المنام ، لتنتفض من نومها مفزعه ... بدموع الخوف على فلذه كبدها .
فلا يشغل عقلها سواه ، تريد أن تنقذه من فم الفريسة .. ومن من ؟؟ من زوجها ..أباه .. الذي أثقل همه هو كلام الناس ... عن رجولته ... عن إبنه ... يعمل ليل نهار ... يأكل من حديد حتى يرمرم عظم ابنه بالرجوله ... يريد أن يراه ببذله العرس
وهى ..!!!
تنهيدة أطلقتها تملك صرخه إن سمع صوتها لأصَمْت الاذن من الوجع الذي بداخلها . لكن ...
عيناها كفيلة بترجمه حزنها ...
_ أتأخرت ليه يااسلام ياحبيبي ...* قالتها وهى تراه يدخل من باب الشقة.
_ مفيش ياماما كنت بتهوى شويه ..
_ متتأخرش عليا تانى ياحبيبي
فى تلك اللحظه دخل الاب من باب المنزل ، وعلى وجهه أبتسامه غامضة ألقت الرعب فى عروق قلبها ... احان وقت كسر عينها ، وتحطيم أحلامها ...
_ إسلام ... بكره ان شاء الله تيجي معايه مشوار مهم
هتف بها الاب وهو يقف أمام إسلام ، وينظر اليه بقوة ... يريد أن يكتشف لغة عينه ... التى كانت منكسرة . وتائهة ..
_ أنا هاجى معاكم ..
_ لا خليكِ أنتِ هنا ...
_ ليه مش لازم أجى عشان أطمن على بنتى ....
تلك الكلمة ... خرجت من أنفاسها المتألمة .. لتخرج قدرا من حزنها ... لطلما أرادت أن تهتف بالجميع أنها طفلتها ... تريد أن تحررها من قيود الجميع ..
وان كانت مجرد كلمات ، الا أنها مرت على أذانهم كالضربة القوية** ...
هناك من تألم بحيرة وهو لم يعرف بعد ... اصل جنسه* .. وهناك من استشاط غضبا كمن ألقى الماء على كومه نار ... فما حدث سوى أنها تبخرت ورجعت النار تشتعل أكثر .
عضد الاب على شفتيه ... وحاول كتم غيظه ، ولكن تصربت دموع هائجه .. وكأن موسم الحزن الخاص بها لم ينتهى بعد ، بل بدأ بالخوف والتوتر .. من مستقبله ..
أردفت الام .. تهتف بعصبيه صارخه عن مكنونها ..
_ مش هسيبك أبدا ...، تعمل اللى فى دماخك ... إسلام بنت ... بنت ...
قالو أن لا أحد يتألم سوي صاحب الوجع ، لكن لم يرى أمامه الان أن عائلته من تغرق فى معزوفة الحزن والضياع ... أكانو قبلا يحملون هذا القدر الكبير.. ويخفونه عن عينيه...
نعم كان يري ... الحزن .. لكن لم يعتقد أبدا أنه كبير لدرجة ان جبال الدنيا تدعس قلبوهم ...
ألم يكن الوحيد الذي يبكى طويلا
الم يكن الوحيد الذي ينظر الى كل انثى وذكر ... ولا يعرف من هو ...
ألم يكن الوحيد الذي يريد أن يصيح بأعلا صوته باكيا ...
لم يستطع الاب ان يكتم غيظه* أكثر وزوجته تهتف بكلمه يخشي بقائها ... أبعد ان ربا رجلا أمام الجميع ... يخبرهم أنه مخنث ...
مرت هذه الكلمه على عقله كالسيف القاطع ، فأقترب من زوجته يصب غضبه طويل المدى عليها ... بيده الطويلة التى اخذت مهمه الكرباج على جسدها ...
لكن يد أخرى منعته ...، فبقت النظرات تتلاقى ...* عيون زرقاء براقه تغوض فى بياض عينه الذي أصبح دماء.. شعر أملس يغطي مقدمه رأسه يطير مع كله حركه .. ...
_ مش هسمحلك تضرب أمى تانى .. حتى لو أنت ابويا ...
تساقطت الدموع على خد الاب بمرارة ...وهو يراه بهذا الجمال ...* ومن صوته الرطب .. فخرجت شهقاته ... وما أدراكم بدموع الرجال ...
فسحب يده منه بقوة وأمسك معصمه ، وأخذه الى الحمام ... تحت صرخات أمه التى تدوى .. داخل قلبه المفطور ...
دفعه الاب ليجلس امام مرأة الحمام ، وأخرج جهاز لحلق الرأس ..*
كأنه يزيل الزهور البيضاء التى بالحديقه الخضراء* .
جفت الدموع فلم يبقي سوي الشهقات .
* * * * * * * * * ** ***
فى اليوم التالى ..
ذهب الاب الى الطبيب وسحب معه اسلام الذي اصبح جسدا بلا روح ...
نظر اليه الطبيب طويلا ، وطلب ان يجلس معه بمفرده ...
_ قولى يااسلام أنت بتحب ايه ... مثلا بتحب فستاتين البنات ولا المسدسات ... بتحب تصاحب البنات ولا الولاد .
شعر إسلام بالوضاعه التى يعامله بها الطبيب ، فنفر منه ومن طريقته فرد عليه اسلام
_ معرفش ...
_ لا أنا عوزك تركز معايا كويس .. ياجميل .. وبعد خمس دقائق ،طلب منه الطبيب أن يخلع ملابسه حتى يتم الكشف ....
أراد أن يموت ألف مرة ، ولا ينظر اليه هذا الطبيب ..
ومن خشيته من والده ، استسلم للأمر .. وهو يشعر بأن سيوف تطعنه تحت ملامسه يد الطبيب له ..
خرج إسلام يجلس فى غرفه الاستقبال بمفرده جسدا خاليا من الروح .وان كان يستنشق الهواء فلا يشعر به ابدا .... بقي ينظر فى الارض طويلا ...
حتى سمع همسات بجانبه لشابين ... يتحدث ويشيرَ الى موظفة الاستقبال ..
_ البت الى واقفه هناك دى مخنث ، كان ولد تخيل ..حتى لسه فى البطاقه مكتوبه ذكر .. واسمه أحمد .
_ بتتكلم بجد ... هاهاهها* يلاهوى .. دا ... تيييت .. لسه شاكله زي الرجاله ... الناس دى بتقضي طول عمرها .. محدش بيرضي يبصلها ولا حتى يتكلم معاها ...
كانت الاصوات تصل الى الجميع ، حتى الي الفتاه ..* الجميع أفواههم تضحك ، تسخر ... الا واحدا ... كان ينظر الى الفتاه ..بنظرات متشابهه ،بنفس طعم المرارة* .
الفتاه تهرب من أمامهم وهى تبكي ...!!! والجميع .. فقط يضحك ..
* * * * * * * * * * * ** ****
_ خير يادكتور طمنى* ....التحاليل اهى ...
_ خير أن شاء الله ياأكرم بيه .. الحاله ينفع تعملها من دلوقتى تحويل لبنت .. ودا بنسبه 70 فى الميه ... بس للأسف هيحتاج تظبيط شوية ... وخاصا الجزء العلوى ..
وهتبقي زي الفل ... وتعيش وتخلف زي اى ست .
وقعت تلك الكلمات على قلبه كالصقيع البارد ... جحظت عيناه ... وتساقطت الدموع بغزارة .. وقال ...
_ بنت ...!! يعنى اللى كنت خايف منه اتحقق ...
... مينفعش ولد ....
تنهد الطبيب وقال ..
_ طبعا ينفع ....
عاد وجهه الى لونه ... وقال بلهفه
_ بجد* يادكتور
_ قولت لحضرتك كل حاجه تنفع ، بس فيه مشكله ...
... دلوقتى لو ولد مش هيعرف يخلف .. لأن للأسف .. عنده ضمور فى الجهاز التناسلي الذكرى .. بس ممكن الحلول ... تظهر بعدها ..
... لو هتحوله ذكر يبقي لازم ننتظر لسن* 21
عشان نقدم له هرمونات ذكورة عشان تساوي هرمونات الانوثة ...* ولما يحصل تعادل نحوله لذكر ...
... ظل أكرم صامتا .. ولأنه كان يتوقع الاسوء* أرتاح بعض الشئ فهدفه الاساسي أن لايكون فتاه .. حتى وانا لم يستطع أن ينجب أطفال .
* * * * * * * * * * ** ****
مرت الايام على شاكلتها ، لاشئ جديد ... فقط الزهور السوداء تطبع أكثر تحت عيناه ...
ولا يستطيع أن ينسي رؤية تلك الفتاة وما مرت به .
دائم الحيرة* .. لما لم يشعر بالراحة عندما قال والده أن الطبيب أخبره أنه يميل الى الذكور أكثر ... وأنه سيكون طبيعيا عندما يصل الى سن 21، و لما ذلك الخوف لا يذهب ....
تنهد وهو ينظر الى الفريق وهما يلعبو كرة القدم ، حتى جاء من خلفه يخفى عينيه عن الرؤية ...
_ أنا مين ...!!!
هتفت بها فتاة .... فأصاب إسلام الخوف والتوتر ..
فقام بإزاحه يدها ، وقام يقف أمامها... بطوله المرتفع ...
_ لبني ..!!
_ ازيك يااسلام ... وحشتيني ...
هتفت بها لبني* وهى تقترب منه أكثر حتى يراها... هذا الشخص الذي تحاول جذب أنتباه ... وإشعال الغيرة فى قلبه أكثر ..
ونجحت بالفعل ... فأقترب منهم وفى عينيه الغضب ، وقام بدفع اسلام من صدره فرجع خطوتين الى الوراء أمام نظرات الفريق ...
_ ايه اللى جابك هنا ..
_ وانت مالك ياادم* ....
هكون جايه لمين يعني غير* اسلام ... قالتها بدلال .. لتثير الغيرة أكثرفى قلبه الثائر ..
فالتفت ينظر الى اسلام* بغضب، الذي أهتاجت وجنتاه من الغضب والضيق ، حتى التمعت الدموع فى عينيه ،حاول كتمها .. وابتعد من أمامهم ...
كان لاعبوا الفريق يتابعونهم تحت تظراتهم الساخرة والمعجبه ... فقال احدهم
_ بص البت لبني دى صاروخ .. ايه دا ياعم .. مشفتش فى الحلاوة دى ..
هتف الاخر ...
_ الواد اسلام واقف جنبها ... ومغطي جمالها خالص ... شوف عنيه بتسرج ازاى من بعيد ... تخيل لو كان بنت .. كان هيفلق البنات دى كلها ...
ضحك الجميع .... وكان أكثرهم رامي ...
قال المدرب ... يصيح باسلام .. حتى لا يبتعد .. ويأتى .. فحان وقت التدريب ...
وعندما ذهب واجتمع الجميع .. تحت اشعه الشمس اللطيفه .. والنمسات . البديعه ...
هتف المدرب ...
_ يارجاله طبعا أحنا لازم ندرب .. عشان الماتش اللى بينا وبين المدرسه التانيه ..، لازم تفوقو شويه ، وأقطعوا علاقاتكم بالبنات ... أنا بنبهه أهو ... عشان لو شفت بنت تيجي هنا لحد هنزله لاعب احتياط ... واعرفوا الكورة متحبش البنات ... عوزين قوة يرجاله ...
ضحك الشباب بسخرية ... فاردف المدرب .. لاسلام ..
_ ايه ياسلام حلقت شعرك ليه ...
هز رأسه وقال
_ عادي ..
فضجك الشباب بسخرية أكثر ... لم يشعر إسلام بالراحه مع هذا التجمع أبدا ،* ولأنه يكرهم جميعا .. وخاصة هذا الشابين .
انقسم الفريق الى شطرين ، ينافسون بعضهم ... فى التدريب ، طلب المدرب من اسلام أن يكون بالفريق الابيض .. ومن حظه السئ دخل معه رامي ... فكان هو* المهاجم الايسر ... ورامي* المهاج الايمن .
ضد الفريق الاصفر الذي يوجد به أدم أكثر من يبغضه ...
أطلقت الصفارة وبدأ الماتش فى التحرك ... بين الفريقين ...
كان اسلام ينسي كل شئ عندما يري الكرة ... ويبقي ينظر اليها كالصياد .... الذي يترقب أن تكون الفريسه بقدمه ...
اكثرهم مهارة ، سرعه ... برغم ضعف جسده عنهم ..ونحافته المقبولة ..
لعب أسلام على أن الجميع خصمه ... لم يلتزم بقواعد الفريق ..فكلما تكون الكرة مع اسلام* لا يعطيها الى رامي مهما أشار اليه ... ويحاول ان يسدد هو فى المرمي* ...
أما ادم كان يجرى ويحارب هذا السياف الكروى .. لكن أن تأخذ الكرة من اسلام .. الذي يلقب بسونيك الكرة ... أمرا صعبا ...
فهو يرى أن الكرة هى الامل الذي يهرب منه فى هذه الحياه فتزيد قوته كلما يراها مع أحد يريد أن يخطفها .. لنفسه ...
أنتهى الماتش ... 5/6 فكانت أخر تسدية من قدم اسلام فى أخر دقيقه ..* وتم هزم الفريق الاصفر
وبرغم أعجاب المدرب الشديد باسلام .. الا أنه دائما ما يوبخه حتى يتعاون مع زملاءه ... وكالعادة لم يكن اسلام ينصت .
* * * * * * * * ** ***
مرت سنه كامله بمرها الشديد يتجرع منه المتألم* ، دخل اسلام الى الثانوى ... لم ينزل من قدره فهو مازال المجتهد الوسيم البارع فى الكرة ، الذي تتهاتف عليه الفتيات ...
ومازال يلعب بمفرده ولا يشارك زملاءه ، فاستشاط غضبا هذا اللاعب الجديد ... الذي انضم اليهم حديثا ، فكان هو العدو اللدود بينهم ...
_ اسلام دايما بيلعب لوحده ، كانه عاوز يظهر أنه أحسن مننا ... وناسي اننا فريق.* .
هتف اللاعب الجديد بحنق
_ أنا بقي هعرفه قيمته كويس أووى .
فى تلك اللحظة دخل أسلام .. فكان ينتظر خروجهم .. حتى يغيروا ثيابهم .. ويتجنب النظر الى اجسادهم ... ولم يعلم أنهم ينظروه فى الداخل* ...
التفتت بسرعه ليخرج بعد أن لمح أن اللاعب الجديد عارى الصدر .. وباقى الفريق ...
لكن .. أسرع اللاعب الجديد ..* وقام بسحبه من كتفيه فكان القوة له ... ودفعه بقوة من صدره حتى أرتطم بالجدار فتأوه ... وقام بركله فى مؤخرته بقوة ....
فسقط اسلام على الارض ... من شده الالم ...
فقام اللاعب الجديد بمسكه ورفعه حتى يقف مقابلا له ...* واقترب منه بقوة ...* ينظر اليه بغضب هادر ...
حتى لثم منه رائحة العرق ... التى كانت تملك رائحه غريبة ... تركت فى قلبه أثرا غامضا
_ نزل ايدك ياسيف بدل ماكسرهالك ...!!
هتف بها من سكن بعينه أوراق الشجر... المتناثرة فى الخريف ... فى ظل الاضاءه الخافضه ... وعلى وجهه تزين الوان الغضب قسماته ..
......يتبع ....

 
 

 

عرض البوم صور سارة منصور دوار الشمس   رد مع اقتباس
قديم 17-01-22, 11:11 PM   المشاركة رقم: 4
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2021
العضوية: 337109
المشاركات: 85
الجنس أنثى
معدل التقييم: سارة منصور دوار الشمس عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سارة منصور دوار الشمس غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سارة منصور دوار الشمس المنتدى : قصص من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: رواية المتحول الوسيم

 

الفصل الرابع
تقابلت عيون اللاعب الجديد المليئة بالغضب والجراءة التى تملك سواد الليل ،* مع نظرات إسلام التى التمعت بالدموع بها و رأت الطريق مفتوح امامها فاسرعت تلتمس الحرية بعد حبسها طويلا* .
ملأ الرعب قلبه بالخوف،بجريان أنفاس هذا الشاب الغاضبة على وجهه،لا يعرف كيف يتصرف وهو يقترب منه بتلك الطريقة بعد ان لكمه وعنفه بقسوة .
.داخله يحدثه بألا تبكي ايتها العيون ارجوك .
حاول بأقصي قوته ان يدفعه من صدره حتى يبتعد عنه ، لكن هيهات ... فكان ضحية لأكثرهم عرضا وطولا ...
كلما ينظر اليه اللاعب الجديد ويرى خوفه* يزداد قوة ، يريد أن يكسر ثقته ، ورجولته التى يتفاخر بها فى لعب الكرة .
فمن هو حتى يخطف الكرة من أمام سيف الامام ويسرق منه الاضواء .
توقفت انفاسه الداهشة عندما لثم تلك الرائحة الغريبة التى تفوح منه حتى تركت أثرا غريبا داخله* ، وعيناه التى غرقت فى دموعها .... وشهقاته التى بدأت ...
تابعته ضحكات الشباب ، وسخريتهم الحاقدة على بكائه أمام سيف ،التى أنتهت بدخول رامى وهو يهتف بغضب.
_ نزل ايدك ياسيف* بدل مااكسرهالك
أنتبه سيف لرامي الذي يتحدث معه بطريقه مهينه أمام الجميع ، ونسي أنه قائد الفريق ، وأخيه الأكبر .
فابتعد سيف وتقدم نحوا أخيه بعينان غاضبه ، أيقن الجميع أنه بدأ شجار بين الاخوة .
فى تلك اللحظه ظهر صوت بكاء مرتفع جدا ، هز أذن الجميع بصدمة ...
يعرفه جيدا من ذاق طعم المرارة فى كأس الحزن مرات عدة ..* ويترجمه من يقرأ القلوب من دفتر العيون المنكسرة
صوتا يطلب نجاة
صوتا بنغمات حزينة رنانة لا ترى أمامها سوي تعقدات الحياة.
وكأنه ميعاد انفطار القلب بالضعف الذي يعلنه القوى أمام الذئاب ..
التفت الجميع الى إسلام وهو يبكى ، بهذا الصوت الذي صدم الجميع ، وعند طريقته وهو يضم ركبتيه الى صدره .
ضحك الغالب على رؤيته بتلك الطريقه ، والبعض الاخر مشفقا...
هنا
دخل المدرب ليري هذا المشهد ،ويأمر الجميع بالانصراف ...
_ قولتلك قبل كدا ، كنت حاسس إن دا هيحصل ، ونبهت عليك ، بس أعرف يااسلام ان دى نتيجه طمعك .
استمر المدرب على الكلام ، تحت شهقات إسلام ، الذي لا يسمع ولايري سوي ذكريات بكاء والدته ، ودموع أبيه ... وحياته التى لا تمتلك وجها ثابتا ...لكى يتعرف على نفسه ...
مرت ساعتين، ولم تذهب الدموع ، وكأنها فرصتها فى الهروب حتى لا تسجن ثانيا .
فتلك الدموعةالثائرة لا تعرف أن أصلها لغه القلب المفطور ...
ولن تستطيع الهرب الا برجوع دماء الحياة الى هذا القلب العليل ..
_* عيل ، جبان ....
هتف بها أدم ، بعد أن بعثه المدرب حتى يخبره أنه حان وقت الانصراف ، بحجه أنهم أقارب .
لكن لم تتوقف الشهقات ، وذهب أدم من فوره فبداخله* السعادة ، لان رجولته انكسرت ببكاءه الضعيف* وخاصة بعد أن كسر غروره .
* * * * * * * * * * * * * ***
_ هنفضل مستنين كدا كتير ياحضرت . قالها سائق الاتوبيس الخاص بفريق المدرسة .
_ ابن عمه ، هيجيبه من هناك أهو استني بس يااسطي .. قالها المدرب برجاء* ...
ثم التفت الى اللاعبين وهم جالسون فى الاتوبيس ...وأردف
_ ينفع اللى حصل دا ياسيف ، دا أنت قائد الفريق يعني لو حصل مشكله بينهم انت اللى تحلها* ..
_ يعنى ينفع اللى عمله ، دا خبطني ووقعنى على الارض عشان ياخد الكورة منى وأحنا اصلا معاه فى الفريق* مش خصم .
_ مهما كان ، هو أصغر منكم برضه .
_ عشان أصغر مننا يحترمنا
...وبعدين الواد دا مايلعبش معنا .. انا هخليه يخرج
فقال بقيه الفريق بنفس واحد يوافقون على كلام قائدهم ..
تنهد المدرب، وهو يفقد السيطرة على جميع اللاعبين فكلما يكبرون ، تتعقد الامور اكثر ،
ولكن يعرف أن كلامه صحيح، فاسلام هو من بدا ، وتمرد عليهم .
فجأة خرج رامي من الاتوبيس..، وهو يري أن أدم قادم بمفرده .
تلاقت نظراتهم ببعض .. بشئ من الغموض ...
دخل رامي على اسلام وهو يراه فى نفس موضعه ، بشهقاته ... فقال
_ الرجاله مبتعيطش ... ولا أنت شايف أيه ..
مرت الكلمه على مسمعيه ،فطبعت بملمس خشن داخله .
رفع رأسه له ... بنظرات غاضبه أكثر* وعيناه حمراء كالدماء . وقال بدون وعى .. غاضب ..
_ ليه مش أنسان ... كل واحد عنده عيون من حقه يعيط زي ماهو عايز .
_ طب قوم ياعم عشان نمشي ، وابقي عيط براحتك .
قالها رامي وهوي يقترب منه .. ويمد يده له ...
فقال اسلام بغضب ..
_ كلكم شبه بعض ....
لا يعرف لما تلك الكلمه ظهرت من* فمه ، ايعتبر نفسه غريبا عن الرجال ...
فأبتلع ريقه بصعوبه ، وقد توتر قليلا .. وبدأ وعيه فى استيعاب أن تصرفاته تشبه ...!
فقام من جلسته* بدون أن يقترب من يد رامي ، الذي كان يتابعه بزهول ..
وأغرق رأسه تحت سنبور المياة ،لتخفى أثار دموعه .. وسخونة وجهه من الانفعال .
ورفع راسه بقوة* الى الوراء ، لتتناثر قطرات المياة على رامي ...
_ ايه دا ... غرقتنى .. يا تيييييت .
أنا أصلا غلطان أنى ....
تقطعت كلماته وهو يرى شعره الرطب مطروحا للخلف ، ليظهر وجهه كاملا ، بعد أن كان يخفيه بغرته...
فتصلبت شفتاه وهو يراه بشكل مختلف ... تحت عبوس وجهه
... شفاة وخدود وردية ، بشرة بيضاء .. عينان واسعه زرقااء بها نعومة ..
حتى مر بخاطره... كيف لرجل أن يمتلك هذا الجمال ، حتى يتأثر به ... حاول طرد تلك الفكرة من رأسه ...
وخطى بجانبه حتى وصلا الى الاتوبيس ..
وصعد اليه الاثنان .
الجميع يرنوا اليه ، بغرابة ... وعلى وجهه حمرة شديدة الفتنة ..
مقعده الذي يجلس به بالجانب الاخر من هذا الاحمق الذي اصبح يخشاه .
كتم خوفه داخل صدره ، وجلس تحت نظراته التى تشبه الذئاب .
طوال الطريق يري بطرف عينه انه ينظر اليه ويراقب كافة تحركاته .
حاول أن يبعد شعور النوم من عيناه ، لكنه استسلم لأمره .
وغفى .. فى أسارير خوفه ...
وكما الذئب يراقب فريسته ، كان سيف يراقبه وبعقله علمات الاستفهام ، كيف يمكن لرجل أن تكون رائحته مثل النساء .
لابد أن تكون غليظه نافرة . أوليس رجل ...عاد اليه ذلك الشعور وهو ينظر اليه وهو نائما ... وشعره الذي مازال رطبا ..* بعض من أطرافه على رقبته ...
....رقبته !!! البيضاء الناعمة ... !!!
* * * * * * * * ** ****
تعلم أن زوجها كاذبا ، وانه يفعل المستحيل لكى يجعل طفلها رجلا ، تعلم أن خوفه من البشر قد جعله أعمى البصيرة .. بل أعمي القلب ...
لا تتوقف عن البحث وراءه وعن أى وثيقه تثبت صحه كلامها. لكن البحث وراء الثعلب كان عبثا .
_ انت ازاى مؤمن وبتصلى زينا كدا ، متفتكرش انى مبفهمش أنا عارفه نوياك كلها .
....أنت لو حصلك حاجه بعد اللى هتفذه هتقف قدام ربنا تقوله ايه ...
.... فوق حرام عليك ، مش عشانا حتى ، عشان ربنا .
تمر الايام والشهور تلو الاخر ، ويظل يسمع هذا الكلام منها ولا يتاثر به* ... ويهمل حق الله ... كل ذلك لأجل مكانته أمام* البشر .
معاملة جافة للغاية تخرج منه لعائلته ، لم تستسلم الام فى المحاولة ، ولم يستسلم الاب ...
طوال تلك السنوات يجد بعمله ، ويثمر المال ويضعه محفوظا .. برغم الجوع ، برغم قطع الكهرباء دائما ، لم يتحدث ففى اوقات الجوع ، تصب داخل بطونهم المرارة والالم ..
لطلما كان الظلام داخل أوصالهم ، فلم يكن لنور طريقا الى أعينهم ..
ولقد اقترب الموعد ...
أصبح عمر إسلام .. ثامنة عشر وقد أنتهى موسم الامتحانات ...
وظهر مجموع الثانوية العامة .. الذي لم يحمل همه أحد ... ولم يسأله أى شخص عن مجموعه الرقمي* ...
_ إسلام انت هتشتغل مع عمك ناجى ، أنسي أنك تدخل كليه .
دهش اسلام من تصريح والده ،فقال
_ بس انا نفسي ادخل هندسة حرام عليك يابابا متحرمنيش انى ادخل الجامعه .
_ مينفعش انت لازم تشتغل عشان تجيب حق العملية معايا ... انا مش هقدر اكون المبلغ دا لوحدي .
رأى أكرم الحزن فى عين ابنه والكسرة ، كأنه قد خسر كل شئ فى حياته ...* ولم يعد لديه شئ .
فأردف الاب بعد ان تنهد ...
_ بص يااسلام ، بعد مانظبط امورك كلها هقدملك فى الجامعه ، ماشي ياحبيبي . صدقني يابني انا عاوز مصلحتك .
متفتكرش انى عاوز اذيك ، انا نفسي تكون احسن واحد ، شوفت أمك مش حاسة بحاجه ،عوزة تغلبني وخلاص .
يابني الدنيا دي مبترحمش حد .
فى تلك الكلمه تذكر اسلام رؤية الفتاة (الخنثي) وكلام الناس المؤلم لها ..
فسكت وهو ينصت الى والده ... وبعقله رياح شديدة تتقابل مع نار والدته البائسه ...وحديثها الدائم لها بأنها فتاة !!!!
... تسأل فى نفسه ...
لما لا يسألوه ماذا يريد ....
ابتسم بسخرية ... على نفسه وهو يعلم انه حتى لا يعرف مايريده . فاعتقد والده انه يسخر منه.
فكتم غيظه ... وربط على كتفه .. وقال
_ بكرة هتروح لعمك ناجي ... الساعة عشرة ... قالها وهو يهيم بالخروج من المنزل فأوقفه اسلام وهو يقول
_ بابا مسألتنيش ليه جبت مجموع كام
وقف الاب وزفر بقوة زفرة خرجت من جسد متعب مثقل بالهموم ... فرد عليه
_ عشان يابني ... الدنيا دي عمرها ماهتقف فى صفك ولا هتاخد بايدك مهما كنت ناجح ... وانا مش عاوز اتوجع .. بيك أكتر من كدا .
مجرد كلمات القت داخله بحبال تطوق يديه وجسده عن الحركة ، وتنقل شفتاه الى عالم الصمت ...
* كانت والدته تتابعه من الغرفه الاخرى ،* فاقتربت منه عندما ذهب زوجها الى الخارج.
فأصبحت تخطو على قدماها بصعوبة ..
بسبب مرض السكر الذي ظهر مفأجاً مهلكا لجسدها وعيناه* الضعيفة . مما جعلها تكبر أكثر من عمرها سنوات .
_ ياسمين ، ياضي عيني ، عملتى ايه ياحبيبتي ..
هتفت بها والدته وهو تمسك بحيطان المنزل حتى تقترب منه ...
لو أخبركم ان الم حياته أختفى دفعه واحدة يوم* هلك جسد أمه .. أمامه واستوطن الخوف قلبه عليها فقط .. هل ستصدقون ... انه نسي* نفسه ..
اقترب منها مسرعا يمسك بيدها ، ويجلسها على الاريكه ، وقال ..
_ اخيرا سألتيني ياماما ...* جبت ...
.... مرة كلمه والده على أذنه ( مش عاوز اتوجع بيك يابني أكتر من كدا )
فأردف لامه ...
_ هتفرحي ياماما ...
_ طبعا ياحبيبتي انا ليا مين غيرك .. ياضنايا .... بس بصراحه انا عارفه انك طلعت الاول زي كل سنه ...
تنهد وقال
_ بصراحه طلعت الثالث ...
قامت الام بلهفه تقبل كامل وجهه ... فكيف لها ان تنسي ان ابنها ينتظر مجموعه . فعندما سمعت حواره مع والده . جرى الالم داخلها أكثر ..وربطت على ظهره ...
فأردفت
_ ربنا يحميكي يابنتي ، وتبقي أحسن واحدة فى الدنيا ...
ابتلع ريقه بصعوبة وقال بشئ من الحزن
_ماما ،انا اسلام ،وهفضل اسلام طول عمرى ...* ياريت معتيش تقوليلي ياسمين ..
_ لايابنتي متقوليش كدا حرام عليك ...، انت ياسمين ... انا عارفه وحاسة بيك ... ابوكِ كذاب .. وانت عارفة هو بيعمل كدا ليه ....
_ بابا عنده حق ... الناس وحشه ومش هيرحمونى ...
_ يعني أنت كمان حاسة ... انك ....
_ مش عارف... بجد انا مش عارف... انا بس نفسي اشوفك مبسوطة ... وتضحكي ...*
نفسي اشوفك مبتعيطيش .... انا حاسس انى السبب فى كل دا ...
_ لا ياحبيبتي انت ملكيش ذنب ..انت بس ... كل دا بسبب ابوكي الظالم ... منه لله .... منه لله .... دمرنا كلنا ...
..... انت ياسمين ...
_ متقوليش ياسمين ياماما كفايه ..
_ نفسي اقولها قبل مااموت ياحبيبتي ...
بكي الاثنان سويا ، كل منهم يريد ان يسعد الاخر برغم الدموع التى تسكن مقلتيهما ، ولا يعرف كيف يبدأ .. او كيف تاتى السعادة ... ام انها قطعت الوصال بينهم واصبح الحزن يعرف طريقها فقط .
* * * * * * * * * * * * * * ****
توقف اسلام عن الدراسة ولم يذهب الى الجامعه وبقي يعمل محاسب مالى فى المول الخاص بعمه ناجى ... لمدة عامين
كلما يراه عمه يشفق عليه ،ان هذا الصبي كان نابغة ، والان يعمل محاسب (كاشير) ، ومهما تكلم مع اخيه أكرم على ان يجعل اسلام يذهب الى الجامعه ويقوم هو بتحمل التكلفة ،لكن* لايوافق ابدا .. ولا يعطى له سببا مقنعا .
وبرغم بُعد اسلام عن الدراسة الا انه كان قريبا من كرة القدم ، يذهب دائما الى النادي الخاص بمركز بلدته ...
يخرج طاقته السلبيه بها ...
يرى زملاءه كثيرا هناك ولايتحدث معهم* ، وخاصة رامي الذي يذهب اليه دائما .
_ تعالا نلعب مع بعض .. انت يلا .. يامغرور ... ياعيوطة .
اعتقد رامي ان اسلام* يتجنب حضوره ولا يعطى له ردا .. ويستمر بلعب الكرة منفردا .
ولا يعلم انه تائها مشتتا فى عالمه المظلم...
فدخل يسرق منه الكرة* ،وقال
_ اللعب لوحدك مش حلو .. تعالا نلعب مع بعض .. يارخم.
لم يرد اسلام اللعب معه ابدا ،كان يريد ان يبقي* فى صومعته لنفسه بعيدا عن اى احد . لكن رامي اخترق صومعته .*
وبقي يلاحقه فى النادي الرياضي كل يوم وبشكل متواصل ، ...مهما عامله اسلام* بنفور وبرود .
ولان اسلام كان وحيدا ،يلعب بمفرده ، استسلم لقرب رامي منه ، واصبحت العادة ان يكونو سويا ، يلعبون مع بعضهم كرة القدم .
_ قولى يااسلام مكملتش ليه ودخلت الجامعه...
.....* ماتقول يلا انا بشحت منك الكلمه ..
_ خليك فى نفسك ....
_ اففف عليك دا انت عيل رخم ......
توقف رامي عن اللعب فجأة عندما رأى* تلك الفتاة ، التى تجرى فى الملعب المقابل للكرة الخاص بالجرى .
_ ..... اوبا ... شوف البت الصاروخ دي يلا .... ايه دا .
فى تلك اللحظه اندفعت الكرة بقوة لتصدم* بوجهه رامي ... حتى نزل الدم من أنفه ...
_* .......يا تيييت ....* ... ياخى يبقي* ... تيت ... اللى يلعب معاك ...
التفت رامي ليأخذ الكرة ويضربها فى وجهه،لكن صوت فتاة ظهر من خلفه وهى تقول بدلال
_ انت كويس ...؟
سقطت الكرة من يد رامي وهو ينظر الى هذه الفتاة الجميلة ،برقتها .. وقد لانت ملامحه وابتسم وقال
_ بخير ....
فقال اسلام مقاطعا لكلام رامي
_ متتعبيش نفسك ، ماشي مع ظ،ظ¥ بنت ،وساقط سنتين ...فى الجامعه .
التفت رامي ينظر اليه بغضب شديد ويجز على اسنانه منه ويشير اليه انا يصمت لكن* اسلام لم يتوقف عن السخرية ... حتى ابتعدت الفتاة بعد ان نظرت اليهم باستحقار .
هرول اليه رامي بغضب وهو يمسك الكرةحتى يضربه ....* لكنه لم يستطع اللحاق به .. فاستسلم لأمره* وأقبل يضحك على تصرفاته الطفولية .
ولم يتوقفوا عن لعب الكرة حتى جاء الليل ...
_انا سمعت ان فرح أدم النهاردة ،* بصراحه البت لبني دي .... هاااه ... ابن عمك دا حظه نااار ...
.... عيلتكم كلها حلوة كدا ، انت ليك اخت يااسلام .. ؟
انتبه لتلك الكلمه* وقد لمست داخله شيئا ،فنظر اليه طويلا وقال
_ اشمعنا ...
_ هاااه. ولا حاجه ... هتروح امتى*
_ مش رايح ..
_ليه ماتيجي ... عشان نظبط ... هه
_ لا
_ انت كئيب يلا . ومنكد .. احسن متروحش . بمنظرك دا
_ طيب ..
نظر اليه رامي باستحقار ساخر ، وقال
_ قوم تعالى مااوصلك* ، صحيح انت بيتك فين
_ لا ...
_ انا غلطان اصلا انى عبرتك يا تيييت .
فجأة ،رن هاتفهم الاثنان فى نفس الوقت ...نظر رامي الى هاتفه* ....
_ اففف البارد دا عاوز ايه هو كمان .
.......هاااه ... نعم .....
_ إلحق يارامي خسرنا كتتير ، البنك اتسرق ...
ثقلت انفاس رامي وهو يستمع الى مدربه الذي يعرفه على طبيعة العمل فى شركه والده .
اما اسلام نظر الى الهاتف ولا يعلم لما دق قلبه بهذا العنف .
_ ياسمين ابوك مابيردش عليا ... تعالى شوفيه ماله ...
هرول اسلام بسرعه يركب فى سيارة رامي .. وهو لايعى مايحدث ،تمني لو كان خيرا ،فلم يعد به صبرا لكي ينكسر مرة أخرى .
* اخبر رامي بعنوان بيته ،وذهبا مسرعا بالسيارة* اليه ، فقد رأى رامي داخل عيناه خوفا وتوتر** ، خشي لو تركه بمفرده يحدث له شيئا .
وما ان وصلا الى المنزل ....
كان الصراخ يأتى من كل مكان ... فتبعه رامي حتى يطمئن عليه .
وما ان رأى* اسلام والدته
هتفت له ...
_ ابوك ماات ياسمين .. ماااات
..يتبع ....

 
 

 

عرض البوم صور سارة منصور دوار الشمس   رد مع اقتباس
قديم 17-01-22, 11:12 PM   المشاركة رقم: 5
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2021
العضوية: 337109
المشاركات: 85
الجنس أنثى
معدل التقييم: سارة منصور دوار الشمس عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سارة منصور دوار الشمس غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سارة منصور دوار الشمس المنتدى : قصص من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: رواية المتحول الوسيم

 

الفصل الخامس والسادس
توقف الزمن عندما مرت تلك الكلمة على أذناه ، فقد تمناها كثيرا ، لكن ، لما يشعر بطعنة تخترق قلبه وتترك له الألم .. الذي غطى عيناه عن العالم أجمع ...وترك له رؤية دموع والدته فقط ... تسير ..بغزارة ... أهى دموع الحسرة ..أم الفرحة .
تركت الطعنة فى نفس الوقت ، ألما شديدا لم يستمر سوى دقائق ،ومن ثم تلاشي ... افقده الاحساس بكل شئ ؟
أم أن قلبه انفطر كثيرا ولم يعد به أحساس بالدنيا .
تجمعت العائلة امامهم* بملابس سهرة ، وعلى وجههم مساحيق التجميل ، يهتف البعض بعدم التصديق ،ولما ، والاخرون يضربون أيديهم فوق بعضها بزهول* .
لم يرى ولا دمعة تسقط على جفونهم ، ولا حزنا ، ولما هو مندهشا منهم ، فهو الاخر لم تسقط منه ولا دمعه واحده . فقط هذا الشعور الغريب، الذي ينقل الى عالم لا تعرفه ورياح داخل قلبه تمر ذهابا وايابا،
الاشد غرابة أنها تشعره بالراحة* ..
مازال جالسا على الارض وأمه بأحضانه دافنة وجهها فى صدره ، وهو ..ينظر حوله لاولئك الناس...يراقبهم .
وخاصة صاحب العيون الرماديه (أدم) ، الذي ينظر اليه بضيق وكأنه يريد أن يحطم وجهه .
وهل له ذنب ان أباه توفى فى يوم زفافه ، وأنقلاب الفرح الضخم الذى كان يصمم داخله بأحدث مدخلات الزفاف* لأكثر من ثلاث شهور ... الى مأتم .
لن ينسي أبدا الدمعة الوحيده التى عبرت على خد عمه ناجى حتى شعر بمرارتها .. وكميه ألمها ..
وعن دمعة هذا الشخص الذي أمسكه واقامه من الارض وأجلسه على كرسيا .. ينظر اليه بشفقه .. ودموعه تجرى على خديه .
وهو* يراقبه عن قرب ، العينان التي راى فيهما الرعب وعدم الامان طويلا ، الان يراهم تزرف الدموع
... دموع صادقة ، حزينة . لأجله !!!!
_ خليك قوى ياصحبي ، انت مسؤل دلوقتى عن أمك .. متضعفش قدامها عشان متتكسرش اكتر ، وأنا معاك لو أحتاجت أى حاجة ..
فى تلك اللحظة نزلت دمعة من عيناه الزرقاء ،وهو يرى لأول مرة يد اخرى تربط عليه ، وتقوم باحتضانه ...
اهو مرغوب بأن يكون صديقا لأحد ، اسيجد أحد يقف بجانبه .. أسيكون بين هاتين الزراعين فى كل مرة يحتاج اليهما .
* * * * * * * * * ** ****
اسبوعا كاملا ينام فقط فى أحضان والدته ، لايفارقها ولا تفارقه ، لايتحدثون مع بعضهم سوي قطرات دموعها التى أثارت عيناه بدموع الحزن عليها .. وعلى حالتها التى تدهورت ...
_ تعرفي ياسمين ، مكنتش أعرف أن هزعل عليه كدا يابنتي ، قلبي وجعنى عشانه .. مكنتش أعرف أنى هفتكر الحلو كله ..
...... الحاجه الوحيدة اللى مصبراني ، أنه مات قبل مايأذيك ويغضب ربنا يابنتي ... ساعتها كان ..... ظلم نفسه وظلمك معاه...
.... يلا* ربنا يغفرله .....
_ عشان خاطرى متعمليش كدا فى نفسك ، معتيش تعيطي ... أنت بقالك فترة سخنة أوووى ومش بتبطلى تكحي ...* أنت ختى الدوى ...ولا أجيبه ليك ..
_ خته ، خته ياحبيبتي ، أنا كويسة .... قالتها الام وهى تربط على كتفى إسلام ، وكلما تنظر اليه تسقط الدموع ، تريد أن تخبره أنها تبكى لأجله هو ، وعلى حياتها التى جرت مسرعه ، وطفولتها التى كانت بقبضت والدها المحكمة ...
لكن الان تحررت ، هتنهدت ... وقالت
_ ياسمين ...أنا هقول لعمك ناجي على كل حاجه ، وهو هيساعدنا ...
_ ابوس ايدك ياماما بلاش ، سبيني أختار حياتي
_ أنت .... قالتهاالام لتنفعل ببكاء ، ترك أثر فى قلبه هو الاخر .
علا صوت الجرس يدوى ،* مسحت دموعها وقامت لتفتح الباب مسرعة.
تغيرت قسامتها وهى تنظر الى نجوة وزوجها عم اسلام الكبير .فكانت تعتقد أنه أخ زوجها( ناجى) ..
وبعد أن جلسوا أمام بعضهم .. قالت نجوة ..
_ منجلكيش فى وحش أبدا ياست رحمة ، البقاء لله يااسلام يابني ...
هتف العم
_ أنا بقول ليه يااكرم تزعل نفسك ، ايه ياعني لما خسرت 500 الف ، دا حتى الرجال اللى اسمه .....أأأه .... الإمام دا شريك ناجى أخويا خسر من البنك 50 مليون .. والراجل زي الفل ..
لايعرف أن بكلامه هذا فتح عمق الالم من جديد فى جسديهما* ، تذكرت رحمة زوجها قبل وفاته ،عندما كان جالسا على فراشه يبكي ويصيح أن تعب عمره الذي أكل صحته ، ضاع فى ثوان .* ووجع قلبها الذي نمي عندما* وجدته غارق فى دموعه يتمتم بكلمه (ابني ) (اسلام ) ،و لا يستجيب لصوت صياحها ... ليصمت للأبد ،وتنقطع أنفاسه بحسرته ...
قالت نجوة
_ شهيد لقمه العيش ياحبة قلبي ، كان يطلع من الشغل بتاعه على شغله التانى والثالث ..
مضي وقت على صمتهم الطويل ، وعلى شهقات رحمة المتواصلة .. على حال زوجها وابنتها .. التى قطفها بصحته وعمره ، واردا أن يقتلع أوراقها ... لكنه مات زليلا ، متألما ..
قطع صمتهما العم وهو يقول ..بعد أن لكزته زوجته عدة مرات فى قدميه حتى يتكلم
_ ياست رحمة ... المرحوم قبل مايموت ، باع* الشقة دى وقالى أنه محتاج الفلوس ضرورى ، وأنا أعطتله الفلوس لأن كنت ساعتها بدور على شقه لابني عشان يتجوز فيها .. وزى ماأنت شايفه أبنى لقى عروسة وعاوز يوضب شقته .
فلو ... يعني ...
لاحظ العم تغير قسمات زوجة أخيه رحمة الى الاحمرار الشديد ...
فأردف
_ هو أكرم مقلش ليكى ولا ايه ..؟
فجأة علا صوت شهقاتها تطالب بالهواء ، انخلع قلب اسلام عليها .. وهو يراها بتلك الحالة وهى تفقد وعيها تماما ...
* * * * * * * * * * * ****
عض على شفتيه حتى نزفت بالدماء، يحاول التماسك فهو الأخر يشعر أن اخر نفس سينهى حياته قريبا وهو ينتظر الطبيب ..
_ للاسف الحالة دخلت فى غيبوبة سكر ، وبنحاول على قد مانقدر ،الامر بيد الله ادعولها ..
_ ونعم بالله يادكتور ،ياعيني عليكي يارحمة ياحبيبتي ، هتروحي فيها وجوزك لسة ميت من كام يوم ..
هتفت بها نجوة ....
فرد عليها زوجها
_ اخرصي ياولية .... الست فى غيبوبة ... ان شاء الله تفوق ....
لم يشعر اسلام* بقدماه وهى تسقط على الارض ، وعلى صوت صياحه بالبكاء يدوى فى ارجاء المشفي . فلم تعطيه الدنيا السعادة ، بل سحبت منه أوصاله التى كانت سبب فى الحياة ..
داخله يناجى ربه ..وشفتاه ترتعش بالخوف ، وقلبه يتمزق مع كل نبضة..
_ يارب مليش غيرها ، احفظهالى ليا .. أنا ممكن اموت بعدها .. مش هستحمل فراقها ابدا ...
...يارب ... يار ب...
تمضي الايام ، تاركه أوجعها تزداد، داخل كيانه تمزقة مع كل شهيق يدخل رئتيه .
يظل فى المشفي ولا يخرج .. منها الا عندما يأتى الامن ليخرجه ... يطلب رؤيتها ،ولو دقيقه واحدة ... لكن الرفض يأتى فى كل مرة ..
وبصعوبة تامه سمح له بالدخول لعدة دقائق ، تحت توصية كبيرة من عمه ناجى الذي أشفق على حالته ...
_ ماما ..متسبنيش .. أنا محتاجلك ... انت وعدتنى تفضلى معايا .. قالها وهو يمسك بيديها وتتساقط الدموع على تغطيته المعقمه ...
يراها كالبدر المضئ فى ليلة ظالمة ، تكون هى وجه السعادة تلطف بضوئها الساحر الممزوج بالامان ... برغم تدهور حالتها الصحية ، الا أنها فقط تزداد جمالا ، تطرق ذكرياته لها وهى تمنع والده من ضربه .. وتتلقى هى الضرب .. وعن أخبارها الدائم له .. أنها فتاة جميلة ..
فيتحطم قلبه أكثر ، وهو يخبره أنه لو لم يأتى لم تكن التعاسة حظها .، ولم يكن المرض يحوطها ...
تمنى لو يعود الزمن وتخرج روحه فى وقت ولادته ، كانت لتكون سعيده مع أبيه الان ...
* * * * * * * * * * * ***
طوال النهار والليل يبقي معها ، وفى جنون الليل يذهب الى غرفته المظلمه التى فرشت الدموع داخلها باشواك الماضي .. وبقي اثارها فى كل شئ .
فتح هاتفه المحمول ليري 100 رساله نصيه و300 اتصال لم يصله ..
كلها من شخصا واحد (رامى ).
(إنت فين يابني ، مختفى ليه )
(جتلك البيت ميه مرة ، وانت مش موجود )
(أدم قالى على والدتك ، أنا أسف ، هتخف وهتبقي كويسة متقلقش* )
(روحتلك المستشفي ومش عارف أوصلك )
أغلق هاتفه ، وألقاه فى الجدار فتحطم ...
فى تلك اللحظة رن جرس المنزل عده مرات ،لايريد مقابلة أحد ، لكن ، يستمر الطارق فى النقر عليه ...
أقترب من الباب ، وبعيناه شعله ، لن تنطفئ أبدا ..
_ أنت فين يا اسلام ، أنتوا كويسين يابني . قالتها نجوة .. وعلى وجهها الخبث ، يحمل كلمات يعرفها جيدا .
_ لا مش كويسين ، نعم ..
انقلبت قسماتها الى الضيق وهتفت .. بص يااسلام ، أحنا مش مجبرين ننتظر أكتر من كدا أبني عريس وعاوز يفرح ...
رد عليها اسلام مقاطعا
_ أنا هسبلكم الدنيا أنا وامى عشان تفرحوا أكتر .
قالها وهو يلقي بمفتاح الشقه على الارض ، ويمشي بسرعة من أمامها تاركا البيت بالكامل .
مشي على الطريق العام ، لايري لايسمع .. فقط ذكريات حياته تمر عليه مرارا وتكرار ، لاشئ سعيد ..لم تفرح والدته ،* بل لم يجد الفرح طريقها ابدا ،فقط أبتسامات كاذبة .. تعطيها له ... كيف لم يعرف أن وراء تلك الابتسامه الم ينذف بالوجع .
وصل الى البحر ، نظر اليه طويلا، حتى مر الليل باكمله على عيناه المستيقظة الغارقة بهالاتها السوداء* ،حتى ارتفعت الشمس تخاطب قلبه الحزين .. بأن يصمد .. لأجل والدته .
رجع الى شقته ليري ان محتويات البيت كلها بالخارج* .
والعمال يخرجون باقى الحاجات ، تسأل ما بال حقدها وسوادها ليجعلها تخرج كل أثاث البيت طوال الليل .
هل سمعت الكلمات التى قالها لها ولم ترى الوجع بكل حرف .
اتجهه الى خزانة والدته واخذ ملابسها فقط واتجهه فى طريقه ... لايعرف الى اين ...فقط يمشي عده ساعات ،* ليري أنه وافقا أمام منزل عمه ناجى ..
_ ملقتيش الا هو ، تروحى عند الأسد برجلك ... هاهاه ، بس عندك حق ماانت ملكيش حد غيره .
قالها اسلام مخاطبا قدميه التى أتت به عند منزل عمه .
تنهد وهو يصعد الى المنزل ليقابل عمه ناجى ، الذي رحب به كثيرا .
_ والله كنت جايلك ، لسه من شوي عمك قالى أنك سبت الشقه وبعتها ليه استغربت جدا وقولت لازم أشوفك ..
_ هو قالك كدا ياعمي؟ ، ابويا اللى باعها له ، وانا دلوقتى معنديش حته أعد فيها .
شعر ناجي بالم الذي بحروف اسلام ، فتنهد بحزن وقال
_* بيت عمك هو بيتك الاول مش التانى كمان، أنت زي أدم عندى* والله ، ومتقلقش الدكتور طمني على والدتك .. حالات كتير بيحصل كدا وبيقوموا على طول ..* ادعيلها انت بس ياحبيبي
قالها ناجي وهو يربط على كتف اسلام ، الذي فاضت عيناه بالدموع الكسرة ..
فأردف ناجى
_ الواد أدم أتجوز وأوضته القديمه فاضيه .. خدها أنت وارتاح فيها ..
واى حاجه تعوزها قولى ....
...ياعم توفيق ....تعالا خد اسلام وديه اوضه ادم ..
... أنا ياحبيبي دلوقتى رايح شغل ضرورى ...
..... صحيح ... نسيت اقولك ...
أدم فتح صيدلية جديده ، فى منطقة المهندسين ، قولتله محدش هيمسك الحسابات غير اسلام ...
... أطلع أطلع لما أجى بينا كلام كتيير ...
...يلا ياحبيبي مع السلامه ....
لم يستطع اسلام الرد على كلام عمه ناجي ، فالفرق بينه وبين أبيه وأخوته كالسماء والارض .
وعيناه التى تنبعث منها الحنان الابوى ، الذي لم يشعر به أبدا ألقى فى قلبه الراحة ، وأن زاد خوفه من أدم الذي يقطن فى الاعلى مع زوجته لبني* ..
حدث نفسه* بأن ذهابه الى الصيدلية أفضل له وأن كان أدم بها، مع البقاء مع أعمامه الحاقدين الذين يراقبونه ليلا ونهارا ..
خرجت من فمه ضحكه ساخرة وهو يقول
_ الضباع مستنياني فى كل مكان أروحه ...
تنهد وأردف
...يارب أنا مش عاوز حاجه من الدنيا دي ، غير أمى تكون بصحتها ، هستحمل أى حاجه بس أمى ترجعلى ...
وفى الليل تقلب اسلام طويلا على الفراش ، ينتظر غبار النوم ينتشر داخل عيناه ،فلم ينم منذ شهر كاملا ، وبالفعل جاء النوم يملا جسده بالانهاك مع ثقل الليل .
وضاع منه فرصه ان يستمع* الى المشاحنات التى تأتى من الدور العلوى بالصياح وتكسير الاثاث ،حتى انه لم يشعر بذلك الذي يقفز من شرفته العلوية الى شرفته بغرفته القديمة .... ويزفر بقوة ..
أستلقى على فراشه الكبير يتقلب فيه ويسب كل شئ .. حتى أنهكه التفكير ونام لتذهب روحه الى عالم الاحلام ...
تسللت شمس الصباح الى شرفته ترتسم على عضلات بطنه السداسيه ..
فاستيقظ قليلا .. يتقلب فى اتجاه اليمين . ليلمس جسدا نائما يمتلك رائحة نالت من قلبه وصبت داخله* بالحنين ..
_ لبنى .... ياوحشه ... مش هسامحك برضه .. قالها وهو يقترب منه ويدخله فى احضانه وينفث على رقبته بهوائه الدافئ.. ويمرر يده على جسده ..
..... أيه دا أنت طولتى أمتى ...
فجأه أنفتح عيناه ، وقام من جلسته منتفضا بصدمه .. وهو ينظر الى أكثر وجهه يكره ....
_ ماما متسبنيش .... متسبنيش .. ماما ..
تمتم بها اسلام وهو نائما ...* لتمر على أذن ادم كالضربه القاضية .، فنبض قلبه بجنون ، وأنتفض مسرعا الى شقته فى الدور العلوى ... وهو يكز على أسنانه ....بضيق حاد ...
* * * * * * * * * * * * ***
تمضي الايام على عهدتها لا شئ جديد .. حتى
جاء اليوم الذي يذهب فيه اسلام الى صيدلية أدم .
كان الاستقبال مثل ماتوقعه اسلام بالظبط ، فنظرات أدم المشتعلة بالضيق ماتزال تسكن عيناه ، نظرات تخبره أن يخرج قبل أن يطعنه ، لكنه فقط يبقي تحت حصن عمه ناجى ، الذي يمنع ادم من التكلم ...
ولا يختلف شعورهم عن بعض ،فالقلوب عند بعضها ،تقرأ من هم احبابها واعدائها ، فغالبا مايشعر اسلام بالحقد أتجاه أدم فهو مايزال فى السنه الثالثه فى الجامعة* وقد تزوج ، وفتح له ابيه صيدلية طبية ضخمة... ويكفى ان والده ناجى يحبه ويحتضنه كلما يراه ...
دائما ماتأتى* لبني الى زوجها ادم* .. وطبيعتها فى أثارة غيرته لم تتوقف الى الان* .. فكان اسلام ضحيتهما ، مجرد علكة تمضغها لبني بدرسها يمينا ويسارا ..
حتى تشعل عين أدم ..
تضايق اسلام بشدة وهو يرى نفسله مجرد لعبه فى يديها ، وأن مابه يكفى ..* فأراد أن يجعلها تندم فذهب الى* مكتب أدم وهتف
_ قول لمراتك تبعد عنى كل لما تشوفنى تتلزق فيا ، وأنا مش طايقها أساسا
لم يعرف أسلام أن تلك الكلمه خرجت الى أدم لتطعنه فى شرف زوجته** ... فاقترب منه يمسكه من قميصه ولايفرق بينهم سوي النفس .. وينظر اليه .. يريد ان يحطم عظامه بالكامل ...
_ متضربني .. ياجبان ... اضرب ، بدل ماتروح تربي مراتك ...التيييت .....
رفع يده يوجه اليه لكمه بأقصي قوته ، ومن قوة دفعه ، سقط على الارض بعيدا على كرسيا تحطم* بمجرد وقعه عليه ... فانكسرت يداه ...
حدث اسلام نفسه ...
_ مش مهم ايدي تتكسر المهم اللى بينهم هما يتكسر .. ربنا ينتقم منك يالبني أنت وامك نجوة الحرباية وابوك* مش مكفيكم انكم السبب فى اللى حصل لامى ... وكمان عاوزة تكشحيني من الشغل ....أنا بقي اللى هوريك مين هيمشي ...
* * * * * * * * * ** ****
كلما يراه أدم ينتفض قلبه بالسم الغاضب ، يريد أن يبرحه ضربا حتى يكسر عظامه ، لكن والده يقف فى كل شئ ، لا يصدق أن أباه يقف فى صفه الى تلك الدرجة ... حتى أنه يريد أن يجعله يكمل دراسته ، ويجعله يمسك بعض مشاريعه ...
وقف أمامه يراقبه بضيق وهو يأخذ اموال الحساب* ، حتى لمح صديقه رامي يأتى اليه فى الصيدلية* ليشترى منه ... وبعد أن تكلموا كثيرا .
نظر رامي بدهشة الى اسلام فهتف به ..
_ أنت يا تيييت ... مش عارف أوصلك ... تبقي أنت هنا .... ليه يا أدم مقولتليش ...
كز ادم على أسنانه عندما تقابلت عيناه مع اسلام الذي ينظر اليه باستحقار ...
لكن رامي سحب اسلام* الى الخارج.. وقال
_ أنت تيييت ياض .. كل الفترة دي متكلمنيش ... وأنا قاعد أدور عليك ....
_ يعن أنت مش عارف اللى أنا فيه ...
_ مامتك أخبارها ايه صحيح ..
_ لسة فى غيبوبة ..
_ ربنا يشفيها .. معليش ياحبيبي ... بكرة تبقي تمام ... شد حيلك أنت بس ... عشان لو شافتك بمنظرك دا هتتعب أكتر .
أنتبه أسلام الى كلمه حبيبي ..، فنظر اليه طويلا ... وصاد الصمت لحظات ...
فأردف رامي ...
_ بكره هاجى أفوت عليك ... عندى ليك مفاجأة .
_ مش هعرف ...
_ يييه عليك .. اسمع الكلام ...
قالها رامي وهو يهم بالانصراف الى سيارته ، وبقي اسلام ينظر اليه وهو يمشي من أمامه ويطلق بوق السيارة بطريقة مضحكه ، حتى أبتسم* اسلام له* ...فقابله أدم بضحكة من السيارة
جعلت قلبه يرتاح لدقائق ...* حتى رأى يد فتاة* تخرج من الشباك الاخر فانقلبت الابتسامه الى عبوس ..
* * * * * * * * * ** ****
فى اليوم التالى
ذهب اسلام مع رامي الى منزله بعد ألح عليه ، فكان يخشي من وجود سيف هناك، ولكن استسلم بإلحاح رامي ، ولأن فضوله ينهكه بالتفكير، أراد أن يعرف بأمر الفتاة التى كانت معه البارحة ...
دهش اسلام وهو ينظر الى هذا القصر الكبير ، ينظر يمينا ويسارا وأعلا وأسفل .. ويد رامي تسحبه الى غرفته ...
_ شوفوا مين هنا ....يااااه وحشتيني يااسلام .. قالها سيف وعلى وجهه ابتسامه ساخرة ...
تصلب اسلام كالرمح وهو يسمع هذا الصوت الممزوج بصوت الافعى .. الذي يخشاه،* فالتفت له وهو يزدرد ريقه بصعوبة ...
فقال رامي بسخرية .
_ مش وقتك ياسيف ، روح كمل لعب مع البنات بتوعك دلوقتى .
_ لا بنات ايه دلوقتى ...* وإسلام موجود* ...
نظراته الخبيثة وعيناه التى تشع بالحقد ، تشعره أنه يعرف بأمره ..، بسره الذي يخفيه عن العالم . ...
_ رامي أنت جيبني هنا اتهزق . قالها اسلام بتماسك .
_ سيبك منه ياعم ...تعالا* ....قالها رامي وهو يمسك بيد اسلام يدخله غرفته ويغلق الباب، فقد تضايق رامي من أخيه سيف وتصرفاته المحرجه .
نظر اسلام الى الغرفة بعجب* فيوجد بها الكثير .. من الامور التى يتمناه الجميع ..
شاشه عرض كبيرة موضوعة على حائط الغرفة ، العاب الفديو فى كل مكان ..
قام رامي بفتح الشاشة الكبيرة ، وقام بتوصيل لعبه به FIFA تحت عينان اسلام المندهشه بعجب كبير ...
_ ايه دا FIFA 2019 جبتها ازاى أنا سامع أن صعب تبقي مع اى حد ...
_ مفيس صعب يلا، مع رامي الامام ..
ضحك اسلام بسخريه وقال
_ هختار برشلونه .. وانت الريال ..
_ لا ياحبيبي انت الريال ..
_ خلاص مش لاعب .
_ياساتر* عليك .. خلاص ياعم انت برشلونه
_اوبا .. دا3D ... طول عمرك محظوظ ..
_شغل الأر دا مبحبوش ..
استمر اللعب بينهم ثلاث ساعات كامله ، وتنتهى اللعبه دائما* بفوز اسلام ... حتى تضايق رامي منه ، وقام بلكمه فى صدره ..
فانقلبت قسمات اسلام الى الضيق، واحمر وجهه .. وقام من مجلسه والقى درع اللعبه على الارض .. وذهب الى الباب .. ليمشي ..
تابعه رامي .. وعلى وجهه السخرية ..
_* أنت قموصة يلا ، خلاص ياعم ... أنا اسف ...
قالها رامي وهو يمنع اسلام من الخروج من الغرفة ... ويمسكه بقوة من كامل جسده* ...
أراد أسلام أن يخرج بسرعه حتى لا يري دموعه التى تعافر على الخروج ...
_* عشان خاطرى خلاص يااعم بقي ... . حقك عليا ..
فدفعه اسلام لكى يبتعد عنه .. وجلس وهو يكتم شهقاته ...التى* ترجمها رامي على أنه بسبب ظروفه الصعبة .. وندم على فعلته .. التى لم يكن يقصد منها سوي المرح .. كما يفعل ذلك مع باقى* أصدقائه .
_ رامي..... مين البنت اللى كانت معاك فى العربية امبارح ...
فى تلك اللحظه دخل أحد العاملين بالقصر ، يخبر رامي
_ يا رامى بيه ، أصحابك موجدين تحت فى الحديقه ...
_ ماشي ياعم حسين ، قولهم جاي اهو .
_ هتعرف كل حاجه ... لما ننزل ..
_ أصحابك مين ... أنا مش عاوز أشوف حد ..
_ يابني متقلقش .. عشان اقولك على المفاجأة .
ولأن اسلام يريد أشباع فضوله ، وافق على أن ينزل مع* رامي ... فى الحديقه ...
* * * * * * * * * * ****
هبت نسمات الرياح على أشجار الصفصاف تتراقص مع زهور الحديقه الملونة* ،تحت ضوء القمر يتناغم مع أصوات ضحكات الشباب وهمسهم* وهم يجلسون فى مقاعد ذهبية* اللون وسط أشجار حديقه القصر .
_ هو لسة رامي مصاحب اسلام* ، محدش قالى ليه يارجالة ان* الواد دا جاى .. هتف بها أدم وعلى وجهه الغضب ..وهو يقوم من مجلسه ..
فقال أحدهم
_ أعد ياعم ملناش دعوة* ، وبعدين أنته حاطه فى دماخك ليه ...أعد أعد ..
فأردف شابا أخر
_ شوف حتى لما شافك هو كمان* مرداش يدخل ولف الجهه التانية ..
وأنا كمان مبقبلوش تحسه غريب كدا ،وحركات وشه مش عجباني ..
قال الاخر
_ فاكرين يارجاله لما كنا فى الثانوى* ومسكنا فيه وسيف ضربه ، وقعد يعيط ، كنت حاسس ان بنت اللى بتعيط ...* حتى حركات عنيه* وهو بيتكلم* بتخل* جسمي يقشعر .
_ بنت ايه ياعم ، فى بنت طولها 180 ، دا شكل واحد أستغفر الله حركات عيال تيييت مدلعة مشفوش قطم ظهر الرجاله .
تعالات ضحكات الشباب الا أدم الذي كان يريد أن ينقض عليه ويذيقه من الضرب مايكفى لإخماد ناره .
_ماتيجي يابني ... قالها رامي وهو ينظر لاسلام برجاء
_ لا مش عاوز أعد مع الاشكال دى ..، أنت نسيت عملوا فيا ايه ..أخر مرة ...
_ دا أدم معاهم .. ابن عمك ...
_ دا أكتر واحد تيييت فيهم ...
_ طب خلاص خمس دقايق بس ... عشان بس اقول اللى عندى وهنمشي على طول ..
تنهد أسلام ، فرامي كثير الحاح عليه ، ولن يتوقف حتى ينفذ مابعقله ... وطريقته تزيد فضول اسلام أكثر ...
فدخل عليهم وهو ينظر الى كل شخص منهم باستحقار ..
فقال رامي معلنا أمامهم ..
_ يارجاله ..أنا عندى ليكم مفاجأة ...
لم يشعر أحد بدهشة ، الا عينان اسلام التى كانت مشتعله بالفضول ، وأذناه التى تترقب كل حرف يخرج..
_ طبعا أنتوا عرفين ، أن إمام بيه ممول نادى مركز البلد ...* وزى ماانتوا شايفين ..أنا بحب الكرة قد أيه ...قررت أنى اكون مسؤل عن النادى .. وهو أعطانى الموافقة ...
... وطبعا أنا هرجع ألعب تاني ... وملقتش أحسن منكم تمثلوا فريق النادي ..
_ طب واللاعبين اللى فيه ..هتف بها أحدهم ..
_ هيفضلوا موجدين بس أحنا الاساس ...
هااه مين معايا ... إسلام ..؟
وافق الجميع على الدخول الا اثنان .. أحدهما يبدو عليه التررد والاخر غامض ..
هتف أدم ..
_ أنا دلوقتى متجوز وبشتغل ، ومش فاضي ، خرجونى منها ...
اردف رامي .. وهو يرى أسلام متردد ...
_ أنت كدا كدا .. معانا على فكرة ..
... تمام يارجاله ... معادنا بكرة ... الساعه 10
هتف أحدهم ..
_ هى دى المفاجأة ؟؟؟...، دا أنا قولت .. أن فى أحتفاليه جديدة ...
_ ما انت ناصح اهو* يابرنس ...قالها رامي ويبدو علية السعاده
انتبه أسلام وقد نبض قلبه بجنون ... وهو ينظر الى رامي وعيناه جاحظة ..
_ انا هتجوز ... هتف بها رامي .. أمامهم ... وعيناه تتابع أسلام الذي كانت ألوان الدنيا يختفى بريقها من عيناه بل تلاشت .. وبقي غمامة تمطر بغزارة عليه بمفرده .
...يتبع ...

 
 

 

عرض البوم صور سارة منصور دوار الشمس   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)
facebook




جديد مواضيع قسم قصص من وحي قلم الاعضاء
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 01:19 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية