لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

قصص من وحي قلم الاعضاء قصص من وحي قلم الاعضاء


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 17-01-22, 11:14 PM   المشاركة رقم: 6
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2021
العضوية: 337109
المشاركات: 85
الجنس أنثى
معدل التقييم: سارة منصور دوار الشمس عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سارة منصور دوار الشمس غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سارة منصور دوار الشمس المنتدى : قصص من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: رواية المتحول الوسيم

 

الفصل السابع
زاد خفقان قلبه بجنون ، وعادت أطراف الحزن الى اوصاله ، وهو يستمع الى ماكان يخشاه .
الشئ الذي يقتله أكثر هو هذا الشعور القاتم الذي يخدش قلبه بأنيابه . أهو بسبب ان صديقه الوحيد سيبتعد عنه هو الاخر . أم لأنه سيذهب لإمرأة ..؟
وقف من فوره ومشي بخطوات مسرعة ، يهرب من الجميع ،* الذين يتابعونه بغرابة ، تمنى لو يهرب من نفسه ، التى لا تعرف ماذا تريد ..، بل لاتعرف من هى، وما هى حقيقتها* ..!
وصل الى مبني المشفي الضخم ، نظر اليه طويلا حتى مرت الدقائق ، والدموع أصبحت تعرف طريقها الى عيناه بسهولة .
حدث نفسه ..
_ أنت زعلان ليه يااسلام ؟؟
.... ماكله هيعيش حياته وهيتجوز ادم ،لبني ، رامى ، وكمان زمايلك كلهم ، أنت اللى هتفضل كدا ... وحيد .. وأمك ..!!!
عندما جاء بخاطره والدته دخل مسرعا الى المبنى ، يقف أمام غرفة والدته الخاصة بالعناية المركزة . يراقبها من الحائط الزجاجى ..
_ ماما ..، لو خسرت كل حاجه فى الدنيا دى ، مش هيهمنى ، انا محتاجلك أنت . خليك معايا .
.. انا لوحدى .. من غيرك ...نفسي تخديني فى حضنك .. ماما ..
فى تلك اللحظة ظهر صوت صفير من جهاز ضربات القلب . فجاء صوت رنين بكامل المشفي ، فأجتمع الاطباء والممرضين بسرعة . امام عيناه ... فانتفض يدخل ورائهم الى الغرفة ، وينظر الى والدته ، الكل يتحرك ، الكل يصيح ، لم يسمع هتفاتهم، فقط* ينظر الى تلك العينان التى تتابعه وتبتسم ...وتمتم .. بحروف ..وصلت الى عروق قلبه قبل أذناه ..*
_ زهرة الياسمين ...............
توقف كل شئ و صاد الصمت وأنعدمت رؤياه عن الجميع ، فقط يرى والدته تبتسم بوجها المضئ كالبدر* وتنظر اليه ... وهذا الهواء البارد الذي يعصف و يحيط جسده وقلبه ..
الجميع يربط علي كتفيه ، وهو واقفا كالرمح لايتحرك ،عيناه تذرف الدموع ولا تتوقف وتنقله الى ذكريات الماضي . وصوتها يردد فى أذناه.
( أنت عارفة ياياسمين ، انت أحلا حاجه فى حياتي ، أنت عاملة زى النجمة اللى جتلى من السما ، برغم أن باباكى وحش فى حقي* ، بس بستحمله عشان جابك ليا .. )
( أنت طالعه حلوة لجدتك الكبيرة ، كانت تمشي فى الشارع الناس كلها تقف عشان تبصلها ، ويااه لما تتكلم .. حنان الدنيا كله بيبقي على لسانها .. )
( هفضل طول عمرى معاكى ، ومش هسيبك أبدا ، حتى لو أتجوزتى ، هاجى عشان أنيمك فى حضني، هتفضلى طول عمرك مهما تكبرى بنتى الصغيرة* )
صرخة صامته ، صدرت من قلبه ،وهو يراها* لاتتحرك ...
وما أن أقترب منها الطبيب يغلق عيناها التى جف منها بريق الحياة* ، صرخ به ودفعه بعيدا* .. واقترب منها واحتضنها بقوة ويقول
_ ماما ..، ردى عليا ...، يلا عشان نمشي ، أنا بردان ... دفيني ياماما ..
...ردى عليا ...أنت قولتى انك مش هتسبيني ...
لم يتوقف عن الصراخ ، وهو يهز جسدها بقوة ..
طلب الطبيب رجال الامن لكى يأخذوه بعيدا .
... لكنه قاومهم بقوة وأقبل بتحطيم* كل شئ امامه ...وهو لايتوقف عن الصياح ...حتى سقط على الارض وفقد وعيه ...
* * * * * * * * * * * ****
استيقظ من نومه وهو يتذكر والدته ليري انه فى شقتهم* ، فقام من فوره يبحث عنها فى البيت ، حتى وجدها تقف وهى توليه ظهرها ، فانتفض مسرعا اليها يعانقها بقوة .. ويقول ..
_ ماما ، كنت خايف أوي عليك الحمد لله أنه حلم ... أوعى تسبيني ..ابدا ...
انزلت والدته يداه برقه والتفتت تنظر اليه بعيناها الطيبة التى تملك حنانا رطبا بهما .. وتقول وهى تبسط يدها الى وجنتيه تمسح دموعه* ..
_ياسمين ...، سمحيني يابنتي .. أنا وقتى خلص فى الدنيا دي* .
...أنا وجعنى قلبي عليك أوووى يابنتي ، وروحى هتفضل تعبانه ... عليك ، كان نفسي أموت بعد مااطمن عليك* ... سمحيني ...
_ لا ... لا .... ماما ...
تلاشت الام بعد أن عانقها اسلام ... وهو يصيح بألم بالأ تتركه ...
فجاه استيقظ وهو على فراش المشفي ، وعمه ناجى .. ينظر اليه بحزن ...
بدأت الشهقات والبكاء ... وسكن الحزن داخل عيناه* المنكسرة ..التى تفيض بالدموع المؤلمة ...
ربط عمه عليه .. وقد سقطت الدموع من عيناه الاخر...
_* شد حيلك يابني .. الاعمار بيد الله .... وانا معاك يااسلام أنت مش لوحدك.
* * * * * * * * * * *****
وتمضي الايام ،و لا تأخذ من الحزن قدرا لكى تجعل العينان تجف ، بل تمر وتترك من الالم ما يزيد من وجع القلوب ...
شهرا كاملا ،لا يأكل ولايشرب ، وان لم يأتى عمه لكى يطعمه بصعوبة لا يتناول الطعام أبدا ...
يدعو الله دائما أن يسحب روحه حتى يذهب الى والدته ، فهو لا يرغب فى العيش ، فالحياة تمزق قلبه وجسده بمرور الايام ..
دخل اليه عمه ناجى فى ذلك اليوم الذي ترك بصمة داخله ، يخبره أن والدته تركت وصية* مع جيرانها .. واخبرتهم أن تعطيها له أن حدث لها أى شئ ...
اخذ اسلام* الرساله بسرعه وقام بفتحها* ودموعه تبللها ، خرج عمه ناجي من الغرفة ...لكى يترك له مساحة كافية ..
وبدأ يقرأ كل حرف ...بعيناه واذناه تتذكر همسها وصوتها الحنون
( أبنتي الغالية ياسمين
.....زهرة الياسمين ....
طول عمرى كنت حاسة ، أنى هموت قبل ماأشوفك ياضي عيني وأنت مغيرة أسمك فى البطاقة ...
لو سبتك ومشيت ، أوعى تفتكرى أنك لوحدك ، لا يابنتي أنت معاك واحد مفيش أحن منه ، عمك ناجى ،من صغرك وهو يقول اسلام دا ابني ، ومرداش اننا ندخلك مدرسة عادية ، وقال انك تدخلى مدرسة نضيفة اللى ممول فيها* وكان هو اللى بيدفع كل قرش مع ان مصاريفها كتير بس كان على قلبه زي العسل .* ابوك يابنتى الله يسامحه كان مش عاوز يدخلك المدرسة ، بس هو صمم ، ولما موفقش أنك تدخى الكلية عمك ناجى وقف قصاده .. وقاطعه فترة ميكلموش ، يارتني قولته زمان ، كان هو اللى ساعدك . ووقف فى وش ابوكي
الماضي فات ومات ... والحاضر أنت اللى هترسميه .. وتخططي ..وأنا واثقه فيكِ
ياسمين ... انا عارفة انك* تايهه عن نفسك ولسة معرفتهاش ، وانا أمك وأعرفك أكتر من نفسك عشان كدا بقولك انك وأنت صغيرة وبتكبرى قدامى ، كنت بتأكد يوم عن يوم* أنك ياسمين مش اسلام . انسي كلام ابوكي اللى كان بيسمم عقلنا بيه ،كلامه كله كان كذب ...وسامحيه عشان ربنا يغفر له .
اوعى تزعلي مني يابنتي فى يوم من الايام ،انى سرقت منك حياتك ، انا كنت بعافر عشان ابنيلك حياة خاصة تليق بيك زي باقي البنات* بس ابوكي كان بيكسرها ...
و لو كنت بتحبيني يابنتى وعاوزة* ان روحى ترتاح* ، خل عمك ناجى يساعدك* وقوليله عن كل حاجه ، صدقيني هيساعدك وعمره ماهيتغير نظرته فيكي أبدا ، عشان أنا عرفاكى خايفة من نظرات الناس ليك ، بس اعرفى أنك ملكيش ذنب فى كل اللى حصلك دا قدر ومكتوب .
وأن كان ربنا خلقك كدا فمحدش كامل يابنتي ، كل واحد فينا فيه عيب ، وكل واحد بايده يصلحه ، أبوك* كان عيبه أنه بيخاف من* كلام الناس وتأذينا بسببه ، وضيع طفولتك فى كيان مش ليكِ ، كان ممكن يصلح عيبه ويسمع لينا ، بس كان أنانى ...
والعيب الجسدي سهل تصليحه* يابنتي ، أنما العيب اللى فى وحاشة وسواد القلب ، عمره مابيتغير ...
وأعرفى أن الانسان هو اللى بيختار مصار حياته* وهو اللى بيجبر اللى قدامه يعمل ليه شأن ..
عيشي طول عمرك رافعه رأسك لأنك مغلطيش* ، ودوسي على اللى يحاول يقلل منك ، صدقيني هيتكسر ولا عمره تانى هيقف قدامك ...
انا عارفة أنك بنت قوية ، وذكية .
أنت فيكي كل حاجه حلوة ياسمين ، انا طول عمرى فخورة بيكي قبل أى حاجه أنك بنتى .
..أنت الحاجه الحلوة اللى طلعت بيها من الدنيا دى .
وانا وصيتي ليك أنك تعيشي زي باقى البنات
تتجوزى ويبقي ليك زوج ، ويبقي عندك ولاد.. واعرفى أن دا حقك .. وانك مبتخديش حاجه من حد .
وفى الاخر هقولك
خليك فكرانى ، وفاكرة كلامى ... وفاكرة انى كنت بقولك دايما يا
زهرة الياسمين ... )
تلك الكلمات لمست وترا حساس للغاية ، مما زداته ألما ، وبكاءا على حاله ..أكثر ... فكيف لها ان تقول الا ينساها
وهو يقتله الاشتياق بسيفه القاطع ،وصوتها وضمتها الحانية ومايزال يتردد كالصدي داخله .
* * * * * * * * ** ****
أفترشت دائرة سوداء حول عيناه الزرقاء ، لم تؤثر فى جمالها الناعم بل زادت من سحر عيناه أكثر ..وان أمتلكت الكثير من الدموع والكلمات الحزينة ..
وبعض مضي أكثر من شهر أخر، لا يفارق غرفته ، عزم على الذهاب الى طبيب بعد تفكير طويل ، وقراءة رساله والدته أكثر من مرة ..
بحث على الانترنت على السيرة الذاتية لأشهر الاطباء ..يقلب هنا وهناك ... حتى أرتاح الى هذا الطبيب الذي يظهر على وجهه الوقار ..
ازدرد ريقه بصعوبة ، وقلبه يخفق بجنون ، وهو ينظر الى المبنى الخاص بالطبيب..
كل يوم يذهب ... ينظر اليه طويلا ومن ثم يعود الى غرفته ...
وبعد الحاح نفسه عليه بأن يذهب ، أنتظر فى دوره .. ساعتين كاملين من تعذيب النفس ... بأن يهرب ... وهو يرى تلك العائلات .. وينظر الى أطفالهم ..وبعض الشباب والبنات ... لا يعرف ماهى جنسيتهم ..
وما أن حان دوره فى الكشف... ذهب هاربا* الى البيت ...
وتكرر الامر مرتان ، حتى جائت اليه قوة ...
ودخل .. وجسده يرتعش... ولا يستطيع أن ينظر الى الطبيب .
_ أهلا ياأستاذ أسلام ...
_ أهلا ...
_ مالك خايف كدا ... متقلقش يابني ... أنا شايف أن مفيش حد من أهلك موجود معاك ...
رفع أسلام يده لكى يمسح تلك الدمعه التى هربت على وجنتيه ..
_ أنا عندى ولد فى نفس سنك مغلبني ..اقوله يمين يقولى شمال .. مبسمعش الكلام خالص .. حتى أقوله شمال على اساس يتظبط يقولى يمين ...
ابتسم اسلام وقد ارتاح الى الطبيب بعض الشي .. فهو يحاول جاهدا ان يزرع داخله الطمئنينة
فقال الطبيب بهدوء
_ بص ياحبيبي أنا هعتبرك ابني* ،* اتكلم برحتك خالص* ...
صاد الصمت بينهم للحظات ، وانتظر الطبيب اسلام يتحدث ...
رفع اسلام عيناه الى الطبيب ليراه هادئ وقورا جدا ... فاقبل يتحدث ... مع ارتعاشه شفتاه بتوتر ...
_ أنا عملت التحاليل دى عشان لوتشوف ..
_ ماأنت شاطر أهو يااسلام ...واضح أنك عملت بحث عن الموضوع قبل ماتيجي ..
مال اسلام رأسه بايجاب ... ونظر الطبيب الى التحاليل ... وهو يميل رأسه ... وطلب منه ان يجلس على فراش* الكشف .. تحت بعض الاجهزة ...
وبعد قضاء الوقت .... قال الطبيب ...
_ حالتك كانت ممكن أتعالجت من زمان أوى يااسلام ... بس مش هسألك ليه أتاخرت ... اكيد كان فية ظروف .
أبتلع اسلام ريقه بصعوبة ... وانتظر الطبيب أن يكمل كلامه ..
_ بصى ياأنسة أنت محتاجة عملية صغيرة ، تصحيح ... جسدي ..
دهش اسلام من تصريح الطبيب ، وتحدثه معه على انه أنثي .
لا يعلم لما هذا الشعور المريح وصل الى عروقه ينبض داخله بالحماس ...* فأردف الطبيب
_ أنتِ أزاى مكنتيش عارفه أنك أنسة ، مع أن فيه دلائل كتير ...المهم ....هتيجي أمتى تعملى العملية ....
* * * * * * * * * * ** ****
وقف أمام المرآة ينظر الى نفسه طويلا وطرح شعره الى الوراء
وهو يحدث نفسه
_ كنت صح ياماما ...كنت حاسة بيا ياحبيبتي ... ربنا يرحمك يارب ....
قالها اسلام* وهو يبكي* ثم زفر بقوة* واخذت شهيقا واردف بثقه
_ انا ميهمنيش نفسي ،انا هعمل كل دا عشانك ياماما ، عشان ترتاحي فى قبرك .
وبعد مرور اسبوعا كاملا ، حاول أسلام أن يخبر عمه ، لكن فى كل مرة يفشل ،وكلما يراه يحاول أن يجلس معه يأتى أدم ولا يجعله بمفرده أبدا .
حتى ذهب اليه أدم فى غرفته ... واغلقها باحكام
و اقبل يصيح به ..
_لو اللى فى دماخى دا حقيقي ،انسي انك تاخد من ابويا ولا مليم مش مكفيك الاكل اللى بتاكله ، والفلوس اللى كان بيرميها لابوك وامك .
اقترب منه ادم يريد ان يقتله ،ولكن لم هذا الشعور يعود اليه ثانياً...
شعر اسلام بالخوف منه ،ومن تصرف ادم، حاول ان يدفعه بقوة لكنه اقترب منه اكثر يطوق رقبته حتى سعل اسلام بشدة* ،ومرت ثوانى* ثم ابتعد* عنه فجأة .... بعد ان ألقاه على الارض ...
* * * * * * * * * ****
عيناه تمر على كامل جسده ، وملابسه ..
وقد عزم على الذهاب الى .. من جاء بخاطره ...
فى تلك اللحظة ، طرق الباب ، يعلن العامل فى المنزل** أن أحد يريد أن يقابله* ...
فذهب الى غرفة الجلوس ليري من كان يفكر فيه ..
_ بقالى كتير بدور عليك لولا أدم قال....
أنتبه رامي الى اسلام الذي كان يطرح شعره الى الخلف ، فدهش من مظهره ... فأردف ..
_ ايه دا حلقت شنب المراهقين بتاعك ...هاهاها ....
لم يبدي اسلام اى ردة فعل ، فشعر رامي بالاحراج فأردف*
... البقاء لله ياصحبي .. زعلت جدا والله وكان نفسي أبقي معاك ... روحت الشقه بتاعتك قالولى أنك بعتها ...
_ رامى ...خلاص أسكت .
...أنا .. أنا محتاج ...محتاج
_ هاااه فلوس ...؟
دهش اسلام من رامي ..* فرد عليه باحراج
_ أاه
_ كم ..؟؟
_ 500 الف ..
_ اييييه ...500 الف ... ليييه ...أنا قولت أخرك 10 الاف ...
_ مش بتقول فى عقد تبع الفريق .. أكيد فيه فلوس ..
_ أيوة بس مش لدرجة دى ...
_ خلاص* هاتلى الفلوس والزياده ..، هرجعهم ليك .. بعدين ..
لمح اسلام تردد رامي فاردف
_ أنت غنى ومعاكم فلوس كتير ..، وأنا قولتلك هرجعهم ..
_ يابني انا هتجوز ، اهو ... ومش هعرف اعطيك ..حاجه وبعدين ماعمك ناجي معاه فلوس كتير .
عض اسلام على شفتيه بضيق ..وقال
_ خلاص مش عاوز منك حاجه ...
حاتلى فلوس النادي ..هما كام* اصلا..
_ 30 الف ..
_ على كم سنه
_ سنتين ..
صاد الصمت بيهم ... لحظات فأردف رامي
على فكرة أنا فرحي بعد اسبوع ، خد الدعوة ...* ومتنساش تيجي .
خرج اسلام من شروده وبسط يده اليه* وأخذها منه وعلى وجهه الضيق ..
فاردف رامي* بعد ان ذهب الى الباب ليمشي
_ بس هفكر برضه ..وارد عليك ..
_ لا ياعم مش عاوز خلاص ..
_ هنتعازم على بعض ..ولا ايه
_ ماشي تمتم بها اسلام* وقد تضايق أكثر* فكان يعتقد ان رامي سيعطي له المال بسهولة ... وشعر بتغير فى شكله وملابسه .. علم ان تلك الفتاة زوجته المستقبلية قامت بتغيره بالفعل . فزفر بقوة وقام بإغلاق الباب فى وجهه رامي .
وبعد اسبوعين كاملين من التفكير وكيف له ان يحصل على المال. جاء اتصال من رامي مباغتةً ، أخبره أنه يوافق ، لكن عليه أولا* أن يمضي على وصل أمانه بينهم ..
تحمس اسلام وبالفعل أخذ منه المبلغ ... وقام بامضاء العقد .
_الفرح بكرة هتيجي .. قالها رامي وهو يعطي اسلام حقيبة ظهر المليئة بالمال ..الذي اتفقا عليه
_طبعا ...
* * * * * * * * * * * * * ** ****
(العيادة النفسية لتأهيل المرضي النفسيين )
_ بحس باحساس غريب لما اشوفه قدامى* ، بيخليني افكر بتفكير مش من طبيعتي ، ودا بيتعبني اكتر .
انا بحب مراتى وبحب انى اكون جنبها ، لكن الولد دا .... انا كنت بكره. ... دلوقتى...* بقيت معرفش مالى ...
ياريت تساعدني يادكتور .
كان الطبيب ينظر الى صورة هذا الشاب ... فى الهاتف* ويستمع الى كلام الرجل* فتنهد وهو يقول
_هو فيه شبه من البنات فعلا* ودا يأكدلى ان حضرتك سليم ،* ممكن تكون انتبهت ليه عشان فيه من الجمال والبراءة اللى فى الاناث ، بس دا مايمنعش انه ولد ،ودا خطر عليك تكون معاه فى نفس المكان ...
* * * * * * * * * * * ** ***
_ جاهزة... قالها الطبيب وهو يربط على كتفيها وهى نائمة على فراش الجراحة ، ومن حولها ثلاث ممرضات يعطينها حقنة بنج* ...
.....يتبع ....

 
 

 

عرض البوم صور سارة منصور دوار الشمس   رد مع اقتباس
قديم 19-01-22, 01:48 AM   المشاركة رقم: 7
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2021
العضوية: 337109
المشاركات: 85
الجنس أنثى
معدل التقييم: سارة منصور دوار الشمس عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سارة منصور دوار الشمس غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سارة منصور دوار الشمس المنتدى : قصص من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: رواية المتحول الوسيم

 

اتمني يكون فى تفاعل

 
 

 

عرض البوم صور سارة منصور دوار الشمس   رد مع اقتباس
قديم 19-01-22, 01:49 AM   المشاركة رقم: 8
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2021
العضوية: 337109
المشاركات: 85
الجنس أنثى
معدل التقييم: سارة منصور دوار الشمس عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سارة منصور دوار الشمس غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سارة منصور دوار الشمس المنتدى : قصص من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: رواية المتحول الوسيم

 

الفصل الثامن
اغمضت العينان الزرقاء الناعمة ، تحت تأثير البنج الطبي ، لياخذها الى بحيرة الذكريات الخاصة بعالمها الصغير الذي تأسس بخيوط الوجع منذ الصغر حتى سنوات الشباب .
يعيد ترميم هيكله الهش الضعيف ، بهيكل اعطتها لها الايام البائسة ، بعروق الدموع ، تسدل لها درعا حديدي لعيناها التى لن تنظر للأسفل بعد الان .
مر أسبوعا كاملا* بعد نجاح عملية التصحيح الجسدي وإزالة الاعضاء الذائدة .
نائمة على ظهرها تتألم قليلا ، لكن عقلها يفكر ولايتوقف أبدا .
قلبها ينبض بالحماس ، لكن ، كيف ستواجهه عمها ناجى والجميع** .
ماذا سيحدث ؟ هل سيفرحون لأجلها ، أم يطعنونها بنظرات تخشاها الى* حد الموت .
الشئ الوحيد الذي يجعلها تتنفس الصعداء براحة ، هو كلام والدتها . التى تزورها كثيرا فى الاحلام .
دخل الطبيب عليها بابتسامة ، وهو يقول .
_ ها أخبار الأنسة ياسمين ايه ..
_ قولت لحضرتك يادكتور (زهرة الياسمين )
_ ماشي ياستي ، ها ،جيبلك معايا مفاجاة ،
* التصريح من الازهر أهو ، زى ماوعدتك بالضبط .
_ شكرا يادكتور ..
_ العفو ، يابنتي ، بصي ياسمين أنا عجبني الثقة دى أتمنى ألقيها مرسومة على وشك على طول .
..... وأضاف الطبيب كلمته وهو يقوم بالاطمئنان على جسدها بعد أن دخلت الى عمليات التجميل.
_ لو فى يوم حسيتي بالضغط و حبيتي تفضفضي مع حد* ، فأنا أرشحلك الدكتور لبيب ..
وانا بشجعك أنك تروحى فى البداية تجنبا لاى ضغط* .
قالها وهو يعطيها الكرت الخاص بعنوان هذا الطبيب النفسي* .
ترددت ياسمين قليلا وأقبلت تنظر اليه طويلا ، ثم بسطت يدها اليه تأخذ العنوان . وتقول
_ حاضر.
قام الطبيب يربط على كتفيها ، مشجعا إياها، فهو يشعر بالشفقة بعد أن وجد شهادة الوفاة الخاصة بوالدها ووالدتها معها .
فأسرع بأن يحصل على تصريح خاص من الازهر الشريف لها بتقديم حالتها لهم والحصول على الختم المثبت* .
_ ها ... ساكته ليه ، أحنا بقينا تمام أوى أهو ، بس ناقص حاجه واحدة .
شعرت ياسمين بالخوف ، ورفعت رأسها تنظر الي الطبيب بعد أن كانت شاردة فى تصريح الازهر .
فأردف الطبيب ..
_ أنك تضحكي ...
فابتسمت ياسمين بألم ، وقالت وقد تجمعت الدموع فى عيناها .
_ حاضر .
يعلم الطبيب كمية الحزن الخاص بها ، وان كانت صامته الى ان عيناها بها الكثير والكثير من الكلمات .. التى تنذف وجعا .
_ قدامى قد أيه وأخرج ، يادكتور .
_ مستعجلة أوى على الخروج ، لسة قدامك بالضبط عشرين يوم وتخرجي بقي ومعدناش نشوفك تانى .
* * * * * * * * * ** ****
وتمضي الايام ولا تفارق المرآة ، تنظر الى غرتها التى نمت حتى غطت عيناها ،تبلل شعرها وتطرحه الى الوراء ، و* تخرج من الغرفة الخاصة بالعناية الصحية ، وتجلس فى الحديقة الصغيرة الخاصة بالمشفي* ، ينظر اليها الجميع .
لا تعلم كيف يروها ، تريد أن تسأل أحدهم ،وتخبره بما يرى فيها .
فما تزال لا تعرف من هى .
وجاء اليوم الموعود ، الذي أنتظرته كثيرا ، وبنفس الوقت ترجوا أن يتأخر قليلا ، فهى ليست مستعدة بعد .
أرتدت ملابسها التى أتت بها الى هنا ، لم تتغير كثيرا وان كانت معالم الانوثة ظهرت ، الا أن ملابسها الواسعة تدارى القليل .
طوال الطريق تنظر الى المارة ، والمارة ينظرون اليها .
شعور غريب احتل كيانها ، جعلها تضم يدها الى صدرها ، حتى تخفى نفسها عنهم .
نطق قلبها بكلمة (خائفة ) جعل جسدها بالكامل يرتعش لتنتفض مسرعة من أمام الناس* ، وأوقفت سيارة اجرة. وعيناها لا تتوقف عن سكب الدموع .
عقلها يحدثها بالهرب حتى تنجو ، فصاحت ببكاء ووضعت يدها على عيناها ، حتى لا ينظر اليها احد أو ترى احد منهم .
صدم السائق من فعلها وأوقف السيارة وقال .
_ مالك يا أنسة فيه حاجه ..أنت كويسة
تلك الكلمة مرت على أذناها ، فرفعت رأسها اليه تنظر بغرابة والدموع تغرق وجهها .
فصمتت قليلا، شفتاها فقط ترتعش ، لكن عيناها لم تتوقف عن التحدث .
(انت شيفني بنت ) ( أرجوك رد عليا* )
تحركت السيارة مرة أخرى ، وجفت دموعها عن وجهها وعندما لمحت محل تجاريا خاص بالملابس ، أخبرت السائق أن يقف .
ونزلت مسرعة اليه ، وقفت أمام الجزء الخاص بالرجال ، والجزء الخاص بالنساء .
تنظر اليهم بألم طويلا ، لاتزال .. لا تزال لا تعرف ، هذا الشعور يقتلها ..
دخلت الى المحل الخاص بالرجال بعد أستسلامها الذى ذبح فوئدها .
قامت بسحب الجواكت الجينز الواسعه ...
_ حضرتك بتدور على على حاجة معينه ، قالها هذا الشاب* البائع لتلتفت اليه بطولها ، وتقول
_ اااه دا ..
صدم الشاب عند رؤيتها ... فقال ..بتوتر
_ أحم احم .. اسف ، لو بتدورى مثلا على حاجه* .
ثم صمت قليلا وعيناه تبحث فى يدها على خاتم* فلم يرى .
فاردف ..
_ لحبيبك ... ممكن تشوفى الجزء دا ، فيه* استيلات تجنن ..
اتسعت حدقة عيناها وهى تراه يتحدث معها كفتاة* .
فلمح الشاب فى عيناها دموع .. فقال ..
_ حد يبقي معاه القمر دا ويزعله .
.... وأردف متمتم
... عيل مابيقدرش النعمة ....
أحم أحم ..
كانت ياسمين تنظر اليه بغرابة ، وفجأة* أبتسمت ، واطلقت ضحكة ... عفوية ، لا تعرف كيف خرجت منها ... فقال الشاب بعد أن رأى ضحكتها ..
_ هيييح أنت أزاى حلوة كدا .. ، لا بجد كدا كتير .
_ أنت .....فعلا ، شايفني ...بنت .
دهش الشاب من طريقه كلامها ، لكن لم يلتفت الى ذلك وحاول ان يغازلها قليلا ..
_ وست البنات كمان ..
كان الشاب ينظر اليها باعجاب ، وعندما قالت هذه الكلمة ، لم يعرف أن من أمامه أنتظرت تلك الكلمة شهرا كاملا ، بل عمرا ، وعندما مرت الكلمة على أذناها ، تسبب فى بركان فى مشاعرها المعقودة ، التى تنفجر بعدة احاسيس (( خوف ، رهبة ، سعادة )
ابتسمت له أكثر ، حتى تساقطت الدموع من عيناها بغزارة ، ودخلت فى دوامة بكاء .. متواصل .
قال الشاب ..
_ أنت زعلتى بجد أنا أسف ، طب خدى الوردة دى ومتعيطيش ..
كيف لأنسان أن يبكي ويضحك فى نفس الوقت
وكيف لعين تبكي بدموع الفرحة ، والالم فى نفس الوقت ..* اهذا مايحدث معها الان ...!!!
_ انا كويسة .. قالتها وهى تمسح دموعها . وقد تحول وجهها الى الاحمر .
_ فراولة .. والله فراولة ..
قالها هذا الشاب وهو يعطي لها باقى المال بعد أن حاسبت على الملابس التى أخذتها .
وبعد أن صعدت الى السيارة ، كانت تنظر الى الوردة التى قدمها لها هذا الشاب البائع ، ولا تتوقف عن الضحك بصوت مرتفع ... طوال الطريق ،وعينها لم تتوقف عن سكب الدموع .
علم السائق أنها أمرأة مجنونة ، وقد عرفت من نظرته الخائفة منها .
وعقلها يحدثها، وما المانع من الجنون ، أن كان يقدم لها الضحك ، الذي لم يأتى اليها يوما .
* * * * * * * * * * * ** ****
وبعد عدة ساعات وصلت الى وجهتها فى بيت عمها .
أحان وقت المواجهة ?.؟
كلها تسأولات داخلها كالبرق والرعد فى قلبها.
أرتدت جاكت جينز واسعا ، ودخلت الى بيت عمها ناجى الضخم ، اخبرت البواب* وقام بفتح البوابة الخاص بها ، لاتعرف هذا البرود الذي أحتل كيانها ، ألم تكن تأكل فى شفتيها طوال شهر كامل عندما تفكر فى أخبار عمها ، أم أن كلام هذا الشاب أعطاها قوة .
وعندما دخلت وجدت عمها يقف أمامها ، ويشير اليها بأن تذهب وراءه .
_ أنت ازاى تعمل كدا يااسلام تمشي من البيت شهر كامل من غير ماتقولى ، ولا أنت عشان أمك وابوك ماتوا يبقي معندكش حد ، وتعمل اللى عوزه .طول ما أنت هنا تحترم راجل البيت . أنت هنا طفل ، وأنا ابوك ...
أنت فاهم .
لم يعرف العم أن بكلامه هذا قد جعلها تطمئن ، بأن هناك من كان ينتظرها .
لمح العم الدموع فى عينها فاقترب وربط على كتفها ، وقال
_ ياسلام ياحبيبي أنا خايف عليك ، وأنا بصراحه ، بضعف ، معرفش أنا فى جو العصبية وكدا ، فقولى ياحبيبي أنت كنت فين .
ابتسم اسلام وهو يرى لهجه عمه الشرسة تتحول الى حنان .
_* يا عمى .كنت بدور على نفسي الضايعة* من سنين .
_ ولقيتها ...؟
_ الحمد الله ، المشكله مش فى كدا ، المشكلة فى أن حضرتك هتتقبلها ، ولا لاء ..
_ بس يااسلام ياحبيبي أنا معاك فى مصلحتك أنت وبس .
فى تلك اللحظة ، دخل ادم ، لينظر اليه بغضب ، وهو يصيح فيه* بعد أن اقترب منه وأمسكه من لياقة معطفه الجينز .
_فين الفلوس اللى سرقتها ...
صاح العم ناجى فى ابنه وقال وهو يبعده عنها .
_ أنت لسة برضه ، قولتك اسلام مايسرقش ابدا ، اجرى شوف أنت ضيعتهم فين .
_ أنت دايما معاه وفى صفه ..هو حرامي ، وسرقهم .. لازم يمشي من البيت .
كانت تنظر اليه ، ولا تعلم بما يقول . ولما يهاجمها .. ولما فى ذلك الوقت بالتحديد ..
هل تهاجمها الحياة مرة أخرى ..
_ مسرقتش حاجه* بجد ياعمي ،أنا معرفش هو بيتكلم عن ايه .
فهتف أدم به
_ لا سرقتهم أومال هربت ليه .
_ مهربتش ... مهربتش .
صاح العم فى ولده
_ لو مطلعتش فى شقتك دلوقتى ، لا انت أبني ولا أعرفك .. يلا ... امشي .
وبعد أن تأكد العم من ذهاب أدم ، التفت اليها* وقال
....أهدى يااسلام ياحبيبي. .. أطلع ارتاح .. فى أوضتك ...
_ أنا محتاج أتكلم معاك .
_ وأنا ياحبيبي كمان .. بليل نتكلم ... ارتاح بس دلوقتى .
تنهدت وهى تقصد غرفتها ، وتفكر فى كلام أدم وتمتم
_ دى خطتك الجديدة يالبني ، أنت وامك.
.... هو أنا فيا حيل ليكم كمان .... صبرني يارب .
ومن ثم تسألت كيف لهذا الشاب والسائق أن يروا أنها فتاة ، ولم ينتبه عمها الى أى شئ .
فتنهدت أكثر .. ودخلت غرفتها ، وقامت بألقاء محتوياتها فوق الفراش .
* * * * * * * * * * ****
مر أسبوع كامل ، كلما تذهب الى عمها لتتحدث معه ، تجد نفسها تتحدث فى موضوع أخر ، وتبكي على جُبنها .
الشئ الذي تخشاه هو خسارة عمها .
تخشي ان يكون أعتقاده مثل والدها ، ويقف ضدها بأنها اختارت أن تكون أنثي .
هى لا تريد خسارته ، فقد أعتادت على حنانه ، والتحدث معها فى الليل ، لن تتحمل أبدا أن تخسره .
_ يارب أنا مش عارفه أعمل أيه ، ساعدني .
قالتها وهى تشعر بالالم ، وترتدي ملابسها لكى تغادر فلا تستطيع أن تبقي محبوسة فى البيت أكثر من ذلك .
أختارت أن تذهب لرامي* ، فلا تعرف غيره .
فتذكرت أنه قد تزوج ، فزفرت بشدة ، وقالت بضيق
_ يعني كان لازم يارامي تتجوز دلوقتى ؟؟ أفف .
ياترى مين* اللى وقعت فيه* أكيد حظها وحش ، مع بتاع البنات دا .
تلاشي ضوء الشمس من السماء ، ليأخذ القمر مهمته* بضوءه الهادي ..
خطت على الطريق تحت ضوء القمر ، وتنظر الى القصور فى الحى الخاص بالاثرياء .
_ ايه الرصيف النضيف دا ، مفيش ولا طوبة أحط غيلى فيها ...
تمتمت بها ياسمين* لترى حجر صغير ، فأسرعت اليه وقامت بركله عاليا بقوة ... ليطير الى وجهه هذا الشاب . الذي يتابعها على بعد خطوتان .
أطلق صيحة مؤلمة ، حتى جرى الرعب داخلها ، واستعدت للهروب ، لكن ...
_ سيف ...؟
_ ياتيييييييت* ، أنت قاصدها ... والله ماهسيبك ...
_ مكنتش أقصد .. والله ... قالتها وهى تهرب بسرعه .
فتذكرت أيام الثانوي ، عندما قام بضربها أمام زملاءه وجعلها تبكي .. فتوقفت فجأة ..
وهى تنظر اليه بغضب . حتى أستمر طولا .. وهو فقط ينظر اليه والى شجاعته التى لايرى بها الخوف مثل كل مرة يقابله ، شعر أن به شئ مختلف .. هذه المرة ..
_ ايه الشجاعة دى يلا .. واقف قدامى ومش خايف....
قالها سيف وهو يضع يده على عيناه التى تورمت من الحجر ...
وفجأة ... أرتفعت قدمها لتركل مؤخرته بقوة ، ليصرخ .. ويهتف بالوعيد ... له ... وهو يسقط على ركبته يأن من الالم ، حتى* افترش على الارض* .
_أول خطوة فى حياتي أعملها صح وراضية عنها .
قالتها ياسمين وهى تهرول الى داخل القصر ..
وبعد أن أنتظرت رامي الذي أتى لها مسرعا .. وهو يقول
_ أنت عيل ... تييتتت .. مجيتش الفرح .. يا ....تيييت
_ هبقي احكيلك ، بس تعالى دلوقتى عشان سيف ...
فقال رامي مقاطعا ..
_ لا تعال ما اعرفك على مراتي ..
_ هممم ، خليها مرة تانية ..
قام رامي بسحبه بقوة الى داخل غرفة الجلوس ، وذهب الى زوجته ..
وبعد مرور دقائق .. كانت ياسمين تنتظر وقدماها تنتفض من التوتر ... خوفا من عودة سيف ...
_ اسلام .. هتف بها رامي وهو ينزل من السلم الكبير ويمسك بيد زوجته ..
التفت اسلام وهو جالسا فى غرفه الجلوس ينظر اليهم ، فبقي ينظر طويلا صامتا ، شئ ما غاص داخل قلبه بمرارة ، ألمته أكثر وهو يراهما ثنائى جميل . مثل أبطال المسلسلات .
ابتلعت ريقها بصعوبة وهى تنظر اليها عن قرب ، فهى تمتلك من الجمال ماعلا وزاد .
تشبه الاميرات ... فابتسمت لها ياسمين ، وقلبها ينذف وجعا .. ولا تعرف لما .
لكن ،لم تحب زوجته .. أبدا .
وبعد أن سلم كل منهما على الاخر .
وصعدت الزوجة الى غرفتها الزوجية ...
وبقت ياسمين مع رامي ... فى غرفه الجلوس ، وتتذكر أنها كانت تدخل غرفته وتلعب معه العاب الفديو ، والان مكانها فى غرفه الجلوس .
_ قاعد ساكت ليه .
_ عادي
_ شوفت مراتى حلوة أزاى ..تعرف أنت تجيب واحده زيها .
انتبهت اليه رافعه رأسها بعد ان كانت تنظر الى الجانب الاخر وهو يقول هذه الكلمه ، فتسرب الالم داخل عروقها حتى نزلت دمعة من عيناها ، فحاولت مسحها بسرعه قبل أن يراها .
أخبرها قلبها عن بعض الاشياء ، التى أرادت أن تكذبها.
بل لم تسطع البوح بها .
لكن الان لما باح بمكنونه ، فلن يكون امامها سوي طريق يفتح جرحا جديد .
وهل بقي مكان لم يجرح به ..
تنهدت وهى تستمع الى كلامه عن طيبه زوجته ، وسماحتها . وأنه لم يجد أبدا مثلها .
ابتلعت ريقها بصعوبة ، وهى تحاول كتم دموعها الحزينة.
وبعد عدة دقائق
طلب رامي أن يذهبو الى الخارج ، لكى يخرجوا ، فقد أخبره أنه لم يخرج من المنزل منذ شهر كامل من غرفته حتى يبقي مع زوجته الحبيبة .
كزت على أسنانها وهى تراه يتحدث بتلك الطريقه ، وفى النهايه وافقت .
وذهبو الى مكان يعم بالشباب والبنات الخاص بالاثرياء .
شعر رامي أن الجميع ينظر اليه بغرابه ،حتى ظهر له انهم* ينظرون الى اسلام ، فقد كان اسلام يضم يده الى صدره ، ويظهر عليه التوتر ...
_ ايه يابني انت عامل كدا ليه ماتفك ايدك ..
وأعد كويس ...
_ رامي أنت مش شايف فيا حاجه اتغيرت .
_ طولت شوية* ياعني .... خلاص ياعم أنت هتزلنى ، عشان أطول منى بثلاثه سنتي .
_ أنت تافه أوووى ، لا أقصد حاجه تانيه ..
_ ممممم ، طلعلك بنچات شوية... بتشيل كام .
أنا بشيل ... 50 .. قالها رامي وهو يقوم بعرض بعضلات صدره يحركها يمينا ويسارا ..
شعرت ياسمين بالحرج فضمت يدها الى صدرها بسرعه .. وتنحنحت وهى تقول بتوتر ...
_ اللى يشوف الثقه وانت بتتكلم يقول ظ¥ظ*ظ*
شعر رامي بشعور غريب وهو يتابع اسلام* يضحك بتلك الطريقه ...
فلمحت ياسمين* انه ينظر اليها* .. فبقت تنظر اليه الاخرى ... حتى رأت عيناه تجرى على شئ أخر ...*
فالتفت تنظر الى الذي ينظر اليه بشرود
لتجد فتيات ...!!!
صدمت وهى تراه يهتف لهم ...
_ اقسم بالله عسل ، اية الحلاوة دي ....* قالها رامي بعد ان مرت الفتيات بجانبه ، وهن ينظر اليه باعجاب .
فأردف لاسلام
_ هاااح ، ايه يابني الحريم دا ...
جحظت عيناها بصدمة وهى تراه ينظر الي الفتيات ، ويقوم بالصفير لهم ... فتناقض تصرفاته فى عقلها ..فانقلب وجهها الى العبوس* أيخبرها أنه يحب زوجته ثم يقوم بمعاكسه الفتيات ... لم تشعر بيدها وهى تقوم بصفعه على رقبته بقوة ...
حتى صدم رامي من فعلتها .. فصاح
_ اسلام ياتييييت ...
* * * * * * * * * * * * ****
كان الضيق ينهش داخله بالغضب ، يعلم أنه سرق أمواله ، التى كان يخفيها فى غرفته ، ولايعلم أحد عنها سوي زوجته ..
ولا يوجد أحد فى البيت سواه ، هل سرقها لانه قام بتعنيفه لكى لا يأخد مال من والده ...
كل تلك الاسئله تحوط عقله* ، ولا تجعله يهدأ حتى ينتقم منه ، وايضا لكى يختفى هذا الشعور ايضا الذي يعذبه ..
فدخل الى غرفه اسلام ، يبحث فيها عن المال ، فلا بد من وجوده ، وبعد أن قام بتفتيش كل شئ .
نظر* تحت الفراش ... فانحنى جالسا على ركبتيه ،* ليري حقيبة سوداء كبيرة ،فقام* بفتحها ، ليجد الكثير من المال داخلها ... وأوراق تحمل رأئحة المشفي ... ففتح ورقة منهم .. وقرأها. بغرابة
( ينص الازهر الشريف
بعد أن رأى التقرير الطبي والنفسي الخاص بالمدعو* إسلام أكرم ....
أنه خنثي ، تميل الى الاناث ،وقد تم تصحح جسدها ، حتى تكون أنثي كاملة .. بأسم زهرة الياسمين .. تطبق عليها كافة حقوق الانثي . من أمور حياتها الدينية ، والحياتية .)
قرأ الورقه أكثر من عشرن مرة ، ولم يستوعب بعد ... عيناه جاحظة من الصدمة* .
وشريط حياته يعيده الى الطفولة ،* أن اسلام طوال فترة حياته مبتعدا عنهم ، الا عند سن الخامسة عشر أراد عمه ناجى أن يقربه منهم ..
يتذكر وجهه عن قرب
جسده الضعيف ،
عيناه ، شفتاه ، بشرته ...
كل شئ ... يميل الى الاناث .. كيف له الا يعرف ...
حاول أن يقف على قدميه التى ترتعش ، لكنها مالت* على الارض .
فى تلك اللحظة ، دخلت ياسمين الى غرفتها ، ولم تراه ، ولم ترى غرفتها بشكل جيد ، أنها ليست مرتبة .
فقط تقف أمام المرآة ، وتنزع ثيابها ...* وتهتف بضيق ...
_* ... طول عمره .. بتاع بنات ، صدعنى ساعة كاملة عن مراته* ، وفى الاخر .. يعاكس بنات ... هو الخيانه بالسهولة كدا ...
يارب* مراتك تعرف يارامي ...انك تيييت*
نظرت الى المرآة والى ذلك الرباط الذي* تحيطه حول صدرها حتى تخفيه . تنهدت
وعندما* بدأت فى خلع الرباط* ،لتلتقط عيناها* وهجا منعكسا فى المرآه
فالتفتت بزعر* وقلبها يخفق بجنون ، لترى* تلك العينان البرية تراقبها بصدمة* من وراء اريكتها..

.....يتبع ....

 
 

 

عرض البوم صور سارة منصور دوار الشمس   رد مع اقتباس
قديم 22-11-22, 09:48 PM   المشاركة رقم: 9
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2021
العضوية: 337109
المشاركات: 85
الجنس أنثى
معدل التقييم: سارة منصور دوار الشمس عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سارة منصور دوار الشمس غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سارة منصور دوار الشمس المنتدى : قصص من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: رواية المتحول الوسيم

 

الفصل التاسع
قام من الارض والدهشة تتوج عيناه الرمادية ، اقترب منها بخطوات متثاقلة ينظر اليها متفحصا ، فكيف له أن يصدق ماتراه عيناه الان ، فالشخص الذي كان يغار منه طوال عمره ، ويتمنى ان يذقه من العذاب ، كان خنثي !!
أحاطت يدها على صدها ، وعيناها جاحظة برعب أثار قلبها بجعله يخفق بجنون ، لم تستطع أن تكتم دموعها ، وهى تراه ينظر اليها بتلك الطريقه .
الطريقه التى كانت تخشاها من الجميع ، لم تعرف أنها مؤلمة الى هذا الحد ، حتى تشعر بالانكسار أمامه .
_ كنت خنثي ...
قالها أدم وهو يطلق ضحكة ساخرة ، قتلت قلبها بعدة طعنات،حتى تلاشت ثقتها التى كانت تبني فيها شهرا ، وتعززها .
خرجت شهقه من ثغرها ، تظهر كافة آلامها ، وهو يدور حولها ينظر اليها متفحصا بسخرية .
فاسرعت تأخذ القميص الذي بجانبها ترتدية
_
...إسلام أكرم ،هاهاهاها ...، خنثي .
أول مرة أشوف حد بالحالة دى ، حاجه عجيبة ،
الله !!! بتعيط ليه بس يااسلام ...أوبس .. أقصد يا ياسمين ..
قال أسمها هامسا فى أذناها ، لتبتعد وجسدها لايتوقف عن الارتعاش ، فكل كلمه ينطقها ، ترى أنعاكسها داخل عيناه ينبأ بالشر الماكر .
عندما راها تبتعد عنه ، حتى لايضع يده عليها ، أقترب منها وأمسكها من زراعيها ساحبا اياها ، عند مكتب والده .
لم تشفع دموعها ولا شهقاتها له ، فقد كان الغل داخل عيناه ، يذكره أنه ظل يعانى بسببها ، حتى ذهب الى طبيب .
فكيف له أن ينظر اليه ام اليها ، أم لتلك الخنثى .
دخل على والده فى غرفة المكتب بدون أن يطرق الباب ، ليجد أنه جالسا على المكتب ينظر الى بعض الصور ويبكي !!!
_ أنت أزاى تدخل عليا كدا ، أسلام ، أنت أزاى ماسكه كدا ، نزل ايدك ..
ضحك أدم بسخرية على والده بصوت يدوى فى ارجاء المنزل وقال وهو يلقي اليه الورقة طبية ..
_ إسلام هااه ، تقصد ياسمين .
أنتبه العم ناجى الى هذا الرباط الذي كانت تحيطه ياسمين على صدرها من القميص الذي لم تغلقه جيدا ..
فتح الورقة بغرابة يقرأ مابداخلها .
أرتعشت يداه وهو يقرا كل كلمه بعناية عدة مرات .
_ شوفت اللى كنت بتحاربني عشان كان خنثي .
قالها أدم بسخرية ليعم الصمت دقائق ، حتى ظهر صوت اباه يئن من الألم ، وهو يرفع بصره الى ياسمين ، التى كانت تبلل وجنتيها الحمراء بالدموعها الحارقة .
لم يستطع أن يقف على قدميه ، فسقط على كرسيه وهو مايزال ينظر اليها ، لتسقط الدموع من عيناه الاخر، وهو يقرأ لغه عيناها البائسة ..
فقال بصوت باكى منكسر
_ مقولتليش ليه ، محدش عرفنى فيكم ،
..عشان كدا أخويا مات لما خسر الفلوس ، كان عاوز يعملك العملية .
طب ليه ، ليه معرفنيش دا أنا أخوه ، كنت بشوف وشه يوميا .. ليه عذبك وعذب نفسه ...
...وأنت ، ليه مقولتيش ليه ...
... ليييه
قام العم ناجى من جلوسه وخطى اليها بتعب وأمسكها من كتفيها وهو ينهرها..
_ ليه ليه ، ليه روحتى لوحدك ، مكنتيش خايفه ، لو كان حصلك حاجه ، مفكرتيش فيا .
أنت قلبك قاسي زي أبوك .
_ كفايا ...حرام عليك ..كفايا .. ارحمونى .
قالتها ياسمين وهى تصيح ، لتقع على الارض بحسرة وعمها يمسك يدها.فنزل على الارض مقابلا لها ..ينصت اليها بألم .
_ كلكم شبه بعض ، أيوة أنا بعترف أنى خنثى ، فيه ايه يعني ، حرام؟ . هدخل النار؟ . بتعملونى كدا ليه .. كنت عيزنى أجى أقولك عشان تخليني راجل ، عشان مفضحكوش .. أنا معملتش حاجه غلط . أنا بس كنت عاوزة أمى ترتاح .
محدش فيكم له حق عليا ، أنا هعمل اللى عوزاه .
فى تلك اللحظة شعر أدم بوخز داخل قلبه ، أعتقد أن تصرف معها بعنف سيرتاح من هذا الشعور الذي يقتله ، لكن لما الان يشعر أن كل كلمه تخرج منها كالصفعه على وجهه .
قامت ياسمين من الارض وسحبت يدها من عمها الذي كان يبكي عليها وعلى كل مامرت به ، فعندما مرت تلك الكلمه على مسمعه ، أنه سيجعلها رجل ،علم مأساتها والسبب فى اخفاء تشخيصها ، أن أخاه كان يريد جعلها ولد . برغم أنها فتاة .
هرولت ياسمين الى غرفتها ، وأغلقت الباب على نفسها ، تصرخ بأقصي قوتها حتى سمعها كل من فى الحى .
لم تتوقف حتى وهى تسمع صوت عمها ، يطرق الباب ويتوسل لها أن تفتح .
ظلت فى غرفتها اسبوعا كاملا ، لايراها أحد .
لاتفتح باب غرفتها الا لدخول طعام ، فقد عقد معها عمها إن لم تريد أن يأتى اليها ويتحدث معها عليها أن تتناول الطعام ، والا لن يتوقف عن المجئ وطرق الباب .
***
لم يتوقف أدم عن المرور امام غرفتها ، ووضع أذناه على غرفتها حتى يسمع أن كانت تبكي أم لا ، فشعور الندم قد سيطر عليه ، وهو يراها بتلك الحالة .
ولم يتوقف عن العبور من الشرفة فى الظلام ، حتى يراها وهى نائمه ويظل يراقبها ، وهو يسمع شهقاتها وهى نائمة كطفل الصغير .
تذكر عندما كان فى المتوسط ، وتبكي بعد أن تعرضت لضرب من سيف ، كم كان سعيدا ذلك اليوم ، وهو يراها بتلك الطريقة .
جاء بخاطره
أن كان يعلم بحالها ، هل كان سيساعدها أم يتركها .
كلما يراها نائمه تبدو كالطفل الصغير الذي تركته أمه يبكي بمفرده ، فيشعر بالشفقة عليها أكثر ، فكم كان أنانيا معها ، لما أراد فى تلك اللحظة الذي علم ضعفها ، أن يكسرها أكثر .
الم يفكر فى مرضه الذي جاءه بسببها ، ويظل يذهب الى الطبيب معتقدا أن به علة ، ألا يجب عليه أن يسعد الان لأنه كان طبيعيا منذ البداية ، وأن قلبه السقيم كان يرى حقيقتها بدون أن ترها عيناه .
مرر يده على خصلات شعرها ، فلامست وجنتياها الدافئة ، فتسلل اليه هذا الشعور مرة أخرى . بجعل قلبه يخفق كقرع الطبول الثائر ..
يصب داخل عروقه بنقاء نسيمها عبر انفه ، فاستسلم لوجهها الذي أخذ يديه وسادة.
أحس بأنها على وشك الاستيقاظ ، عندما تقلبت بجسدها الى الجهه الاخرى ، فخرج مسرعا يعود الى شقته فى الدور العلوي .
****
جاء الصباح مصاحبا لأصوات العصافير ، تزقزق داخل شرفتها ، لتستيقظ وهى تتنهد على صوت طرق الباب .
_ ياسمين ، أفتحى ، أنا عمك ... هقولك بس حاجه وامشي على طول .
قلبها ينذف وجعا ، لكن يعترف لها أنه سامحه ، فيكفي أنه أعترف بأنوثتها .
فاقتربت من باب غرفتها بتوتر ، وفتحت الباب بيد مرتعشه .
عندما رأها عمها أحطها بين زراعيه ، يربت على ظهرها ، ويعتذر كثيرا .
_ أنا يابنتي ، أسف ، أنت برضه لازم تحسي بيا ، أنا لما روحت لدكتور قالى حاجات كتير أووى لحد دلوقتى مش قادر أستوعب ، بس قلبي شايف أنك ياسمين .
سامحيني يابنتي ، أنا مش هاين عليا أسامح اخويا ، لما الدكتور قالى حالتك كانت ممكن أتعالجت من زمان زعلت ، وقلت أزاى أنت اسحملتى كل دا .
.. أنا عاوزة أقولك حاجه ...
أنت بطلة ياياسمين ، بطلة ,انا والله ليا الشرف انك تكون بنت أخويا ، بدون أى حاجه ، عارفه ليه ..
لأنك كنت عارفه اللى فيك ، وكنت عايشة وبتنجحي ، شاطرة فى كرة القدم ، والدراسة ، وجايبه مجموع كبير مش اى حد يجيبه .
قالها العم ناجى وهو يربت على كتفيها ويحاول كتم الدموع .. فهو يريد أن يكون قويا لكى يكون داعما لها ، فلم يكن لها ذنبا فى أى شئ .
فعض على شفتيه وهو يراها تبكي بدون توقف .
فأردف ..
_ أنا معاك فاللى تختاريه ، بس بشرط ..
رفعت ياسمين رأسها اليه وعيناها تسبح فى غيوم ضبابية ...
فابتسم .. وهو يقول
_ تعرفي امبارح عملت ايه ..
روحت قدمت ليك فى كلية الهندسة،
بدون ليه ولا لا ، أنت هتكملى تعليمك ..و هعوضك عن كل حاجه شوفتيها ..
_ بس ياعمي ،
_ بدون بس .
_ طب سبني وقت أفكر ..
ربت العم على كتفيها وهو يبتسم ويميل رأسه بايجاب ، وخرج من الغرفه ويرمقها بنظرات تؤلمه أكثر .
فحينما عرف بهذا الامر ، شعر أن صخور الدنيا حطمت جسده ، وهلكته .. فما يخشاه تقبل المجتمع لها ، ومستقبلها المجهول .

****
أرتفع القمر يضئ خلايا وجنتيها الحمراء ، ويرطب عيناها الزرقاء ، وهى تمشي على الطريق بمفردها ، ذاهبه الى بيت رامي بعد تسللت من وراء عمها .
تفكر دائما
ماذا ستكون رده فعله ، هل سيبتعد عنها ، أم يشفق عليها ، أن تخيرت بين هذين الامرين لاختارت الشفقة .
وبعد أن وجدت رامي فى المنزل ، وقد باد عليه الحزن هو الاخر ..
_ انا جتلك البيت كتير ، كل لما اروح يقولولى انك مش موجود ، بجد زهقت منك ، انت ضاع من اول ماتش ..
_ معليش يارامي كنت تعبان والله ..
_انت مش عجبني اليومين دوول ..
تنهدت ياسمين وهى تميل رأسها بايجاب ..
و طلبت منه الخروج فى نزهه ، فوافق فورا ، لكنه ذهب واخذها معه الى جده بسيارته ...
مرت ساعه كامله فى الطريق ... فدهشت وهى تنظر الى خريطه السيارة
_ انت رايح فين ... بقالنا كتير ، وبعدين الخريطه دي جايبه على ساحل البحر ليه
_انت رغاي اووى النهاردة ليه ، وبعدين لسه قدامنا ست ساعات ...
_نعم ..... وقف العربيه ... وقف اصل انط منها ...
قام رامي بزيادة سرعه السيارة بجنون ،وقال
_لو مسكتش هزود .. انا بقولك اهو ..
_ خلاص يخربيتك هتموتنا ...
عضت ياسمين على شفتياها بضيق ، تفكر بعمها ،فقد تأخر الوقت كثيرا .
مرت سبع ساعات حتى اشرقت الشمس ، فلم تستطيع ان تطرد النوم من عيناها فاستسلمت له ..
طوال الطريق ورامي يقوم بمراقبتها ... ويتصفح وجهها بغرابة ،حتى جاءت سيارة كانت ستطيح بهم لولا انتباه رامي فى اخر دقيقة .
فاستيقظت ياسمين تتأوه ، اثر اصطدام رأسها بالباب ، ولكنها اكملت نومها مرة اخرى ، بسبب الارهاق الشديد.
وعند الوصول الى منزل الجد
كانت الشمس وصلت لمنتصف السماء تخفيها السحب تارة ،وتظهر اشعتها تارة اخرى .. وصل صوت الشاطئ الى اذناها لتستيقظ داهشة انها نامت كل ذلك الوقت .
كان المنزل صغيرا بلون اللبني ،يوجد على ساحل البحر ، يملك فناء واسعا وارضيته بالعشب الاخضر ، وشجرتان أحدهما موز ، والاخرى تفاح .
وشرفه كبيرة فى المدخل .
كانت ياسمين تنظر الي البيت بعجب ، فالشمس بقرصها الكبير تنعكس داخل عيناها ونسمات البحر تأتى اليها مسرعه بنعومة على كافة جسدها أمام المنزل،مما يمرر داخلها بالهدوء والراحة ، فالنسمات تحتضن جفونها التى انتفخت من كثرة البكاء ، تشعرها بالاسترخاء .
_ ازيك ياكبير ، ايه الاخبار .
هتف بها رامي وهو يحتضن جده بعناق اشتياق فرد علي الجد
_ ياوحش ياواد ياوحش ، لسه فاكر جدك .
_ ماانت عارف بقي اللى فيها يا كوكو،
دا اسلام صحبي .
_ اهلا وسهلا بيك ياحبيبي أنيست وشرفت .قالها الجد لياسمين وهو يقوم بمصافحتها ، وينظر اليها بغرابة .
وبعد أن جلست ياسمين فى حديقه المنزل تتصفح الزهور والاشجار وتنصت الى صوت البحر ، سحب الجد رامي الى الداخل ، وقال له
_ جايب ياخويا الولد الحلو دا منين ، مش عارف تجيبه لتوفى أختك .
_توفى ايه ياجدي دلوقتى .....أأأأأه صحيح توفى ، الواد اسلام دا مفيش زيه، أزاى أنا مفكرتش فى حاجه زي دى.
_ عيل أهبل..، زي ابوك . المهم ... شكلك مش عجبني ، انت مبتجيش ليا غير فى المصايب .
ايه المصيبه اللى عملتها ...
_ ليه ياجدو تقول كدا ، أنا جايا اطمن عليك
_ اهى نبرتك دى بتقلقنى .. أصلك ندل .. متعرفش حد غير فى المصلحة .
تنهد رامي وهو ينظر الى جده ، فجده قادر على قراءة مابداخله بنظر واحده .. لكن هل يخبره بما لا يستطيع أن ينطق به .
تنهد رامي وقال ، بعدين خلينا دلوقتى نهوى نفسنا .
_ ماشي ياخويا ، أنا طالع أنادى توفى .
ابتسم رامي وهو يتابع جده ، وفكر فى توفى فى أخته الصغيرة التى أنجبها والده من زوجة اخرى ، ومن ثم تخلت عنها والدتها ، لتقتن معهم ، لم تحب توفى والدة رامي والحياة معهم ، وبقت مع جدها .. ولأنها كانت تكره المدرسه فتوقفت فى المحله المتوسطه .
رجع رامي الى اسلام وهو ينظر اليه بخباثة ، ويرقص حاجبيه ذهابا وايابا .
فابتسمت ياسمين واطلقت ضحكة وهى تراه بهذه الطريقة ، ومن ثم جلس مقابلا لها .
_ ها ايه رايك .
_ المكان هنا جنة ، أنا لو مكانك أجى هنا على طول .
تنهد رامى وهو ينظر اليه طويلا ، وقال
_ شكلك مكتئب زيى ، يترى ايه اللى عامل فيك كدا .
انفتح ثغرها تريد أن تخبره بما يحدث معها ، لكن الخوف من رده فعله ، وخاصة بعد ردة فعل أدم جعلتها تخشاه أكثر ، فان نفر منها أيضا ، الى اين ستذهب . فلا يوجد لديها أى أصدقاء .
فأردف رامي وهو يتابع صمته ، ونظرات عيناه المريبة .
_ قولى يااسلام ، لو مثلا أنت اتجوزت ومراتك مش بتخلف ، هتعمل ايه ..
هتعيش معاها ، ولاتسيبها ، ولا تتجوز عليها .
أطلقت ياسمين تنهيدة طويلة ومن ثم قالت
_ لو انت مثلا اللى مبتخلفش هتحب انها تختار ايه ؟؟
شعر رامي بالتوتر ولم يستطع أن يجيب ، فأردفت ياسمين .
_ هاه ، سبحان الله مافيش حاجه كامله ..فعلا كل واحد عنده حاجة بتخليه يحس بالنقص .
وكأن ماقاله رامي وما أجابت عليه ياسمين كان ردا لها ، على حزنها . بأن الجميع لديه حفرة . يخشي أن يسقط فيها ، وينفر منه الجميع .
فى تلك اللحظة دخلت فتاة ترتدي فستانا بينك ولديها شعر طويل وعيون واسعه تنبض بالعشب الاخضر .
دهشت ياسمين وهى تنظر الى تلك الفتاة الجميلة الرقيقه ، وخاصة بعد أن وقف رامي بجانبها ويضع يده على كتفيها ...
_ دى بقي توفى أختى الصغيرة .
أبتسمت ياسمين وقامت مرحبه بها ، ونست تماما ، أنها أمامهم شابا ، يريدون أصطياده لتلك الفتاة .
جلس الجميع أمام بعضهما وقدمت لهم العصائر الملونه ، والفاكهه وخاصة الموز بكمية كثيرة .
_ توفى معتيش تاكلى موز ، هتبقي قردة ..
قالها رامي وهو يغمز لها ، وينظر الى اسلام ، بنظرات لم يفهما هو ..
كانت أصواتهم تعلو بالضحك تمتزج مع صوت البحر والطيور .. التى تذهب الى عشها مودعة النهار .
ومع دخول الليل ، اخذ رامى اسلام الى البيت المجاور لبيت جده .
_ البيت دا كنت بعد ألعب فيه مع البنات . منساش ابدا ،بنت اسمها تونة ، كانت بتحبني أووى وكل شوية تمسك فى ايدي والعيال يعدو يذفونا زى العرسان .. أأأه كانت ايام .. الواحد مكنش بيشيل هم اى حاجه .
مطت ياسمين شفتيها بضيق وتنظر اليه باستحقار وتمتمت
_ تيييييت همه البنات .
لم ينتبه رامي الى تمتمت ياسمين فقد لمح أكثر شئ يستمتع به ، فانتفض مسرعا الى تلك الارجوحة القديمة ..
وهتف الى ياسمين
_ تعالا زوقنى .. بسرعه ..
_ يعني بتاع بنات وتافه كمان .
قالتها ياسمين وهى تسرع اليه ، وتقوم بدفع الارجوحة .
_ زوق حلو .. يابني عملى فيها راجل ، وعضلات صدر .. وأنت ..
فى تلك اللحظة قامت ياسمين بدفعه بقوة ، فأردف
_ ايوة كدا ..
أأأه ... تعرف يااسلام أنا أول ماشوفتك واحنا صغيرين ،،قولت فى نفسي الولد دا نايتي ، وكنت بتستفزنى أوى وانت بتتكلم . كنت شبه ...
يلا بلاش ...عشان متزعلش .
شردت ياسمين الى الوراء ، فتذكرت الماضي كله .. فارتسمت ابتسامه على وجهها بألم ، وقالت
_ ودلوقتى لسه شبهم ...
_ مممم شوية .. انا بحب اقولك الصراحة دايما
تنهد رامي وقد باد عليه الحزن وقال ..
_ تعرف يااسلام أبويا ، حرمني من الورث ، وبيقولى هيعطي كل حاجه لسيف .
_ أكيد زعلته ، هتلاقيه لحظة نرفزة .
_ تعرف اللى وجعنى أووى ، ..
.. حياتي كلها بقت صعبه ، ومراتى شيلانى أووى ..
.. تعرف يااسلام لما عرفت ،أنى أنا ...
.... أنا ..
أنتبهت ياسمين الى تغير نبرة رامي الى الحزن ، فكانت تعتقد أن رامي حياته كلها سعادة ولايوجد به أى شئ يجعله يحزن ، أنتظرت كلمته الاخيرة ، بأذن صاغية .. وهى ماتزال تدفع الارجوحه ..
فأردف رامي
_ أنى مبخلفش ...
علمت أن الدموع تسقط من عيناه وان كان يدير ظهره ، فنبرته تكشف مكنونها .
فتساقطت الدموع من عيناها اثر صدمتها ، فأشفقت عليه .. حاولت أن تقول بعض الكلمات لتجعله يهدأ ، لكن شعرت أنها هى من تحتاج ..
فارتعشت شفتاها ، ولم تستطع ان تتحدث .
_ تعرف مراتي قالتلى ايه لما عرفت ،..
هتستغرب اووى ...
... أنها مش بتحب الولاد ، وانى أنا عندها أحسن من اى طفل ..، صعبت عليا ،أووى أن أنا حكمت عليه بحاجه زي دى ، بس بجد غصب عنى .
أنا مكسور أوووى يااسلام ، ومش عارف أعمل ايه .
_الطب اتقدم دلوقتى وبقي فيه علاج ، متعلمش بكرة هيبقي فيه ايه ...
تنهد رامي تنهيدة طويلة .... ومن ثم قال .
_ ماتزق كويس يابني ، دا لو جبت فرخه هتزقنى حلو .
_ لو سمحت تعرفوا ألاقي أى سوبر مركت قريب من هنا .
هتفت بها فتاة من أمام المنزل المجاور ، لينظر رامي واسلام اليها ليروا أنهم فتاتان يتمشان على البحر .
فتوقفت ياسمين عن دفع الارجوحه ليصل اليها همس رامي .. وهو يقول .
_ أنا البنت الشقرا وأنت التانية ... ولا أقولك سبهوملى ، عشان أنا حجزك لاختى ..
وقفت ياسمين كالرمح الصادم ،تنظر اليه بدهشه ، فكزت على أسنانها ، مما زاد دفعها للأرجوحة بقوة حتى سقط على الارض مباغتةً ،ويئن من الالم .
***
_ بابا أنا فكرت فى الموضوع دا كتير قبل ماأجى. ياريت تتفهمه .
_ خير ياادم ، اتمنى ميكونش خاص بياسيمن ، عشان مش هسمحلك تأذي البنت ..كفاية
فقال مقاطعا
_ متقلقش ، دا فى صالحها ، هى بنت عمى برضه .
..أنا شايف الاصلح ليها أنها تسافر بره ..
_ أزاى يابني ... ونسبها لوحدها ، هى محتاجة فترة نقاهة وأننا نكون جنبها .
_ مش هتكون لوحدها ، هنشوفلها حد تتجوزه .
_ مالك كدا بتتكلم بثقه ، طريقتك دي مش عجبانى ، كمان صعب جدا ان حد يوافق بحالتها ، متوجعش قلبي أكتر .
_ ماهو عشان كدا أنا فكرت كويس أووى فى النقطه دى ،
...أنا هتجوزها ..

...يتبع...

 
 

 

عرض البوم صور سارة منصور دوار الشمس   رد مع اقتباس
قديم 22-11-22, 09:49 PM   المشاركة رقم: 10
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2021
العضوية: 337109
المشاركات: 85
الجنس أنثى
معدل التقييم: سارة منصور دوار الشمس عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سارة منصور دوار الشمس غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سارة منصور دوار الشمس المنتدى : قصص من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: رواية المتحول الوسيم

 

الفصل العاشر
انتفض قائما من مجلسه ، واتسعت حدقة عيناه ،وهو ينظر اليه بصدمة ، فلم يكن يتوقع أن تخرج تلك الكلمات من فِيه، بل لم يتوقع أن ادم ينظر الى ياسمين بتلك الطريقة .
فعندما رأها وهو يمسكها بتلك الطريقة ويسخر منها أمامه، تسرب الخوف الى أضلاعه ، حتى أنه خشي أن تأتى المنية مباغتةً ، حتى لا تقبع تحت رحمة أبنه بمفردها.
_ أنت فكرنى مش عارفك ولا تائه عن تصرفاتك ، دا أنت أخر واحد ممكن أجوزها ليه .
... بطل يا أدم الكره اللى فى قلبك ، أوعى تكون فاكر أنى معرفش أنك طول عمرك بتغير منها وهى صغيرة ، نسيت انك كنت تيجي تقولى ايه ، كل يوم بعد المدرسة .
أبتلع أدم ريقه بصعوبة وهو يرى نظرة والده الصارمة ، التى تشع غضبا ونفورا ، كأنه هو الغريب الذى يطلب شيئا ، ليس من حقه حتى ان ينظر اليه .
_ نسيت كل يوم تعد تزن عليا عشان ابعدها من فصلك ، ولا أنقلها من المدرسة .
كنت بستغرب فيك ، أزاى ولد عنده 8 سنين يبقي فى قلبه الغل دا ، وطريقة الكلام اللى كلها غيرة .
مكنتش أتخيل أن ابني أكتر واحد بحبه فى أخواته ، يبقي واخد غل أمه وحقدها .
عض أدم على شفتيه وهو يخرج من مكتب والده مهزوما ، وقد تركت كلماته فى نفسه أثرا مؤلما ، فلم يكن أباه يعلم، لما كان يفعل ذلك ، فقد كان يرى اسلام سكينا على وشك قتله ، هو فقط اراد ان يحمي نفسه .
تنهد وهو يتذكر الماضي ، عندما رأها للمرة الاولى فى حياته عندما كان فى عامه السادس .
فتاة قصيرة الشعر بيضاء البشرة ، زرقاء العينان ،وفتاة أخرى ترتدي فستانا قصير بشعر طويل. يجلس الاثنان بالقرب من سيدة لايعرفها يتحدثان مع والده فى حديقة المنزل .
ظلت الفتاتين الصغيرتان يراقبونه ، حتى لمح أن أباه اشار اليهما أن تذهب ليلعبوا معه ومع أصدقائه .
اسرعت الفتاه ذات الفستان القصير اليهم ، والفتاة الاخرى تتابعها بالخطى لكن ببطئ ،حتى وصلت اليهم ووقفت تنظر بدون كلمه واحدة .
كانت عيناه لاتترك صاحبة الشعر القصير ، وينظر اليها فقط ، حتى أنه لم ينتبه الى هذا الحجر الكبير الذي جعله يقع على الارض ويصطدم به .
كتم الوجع داخله ، حتى لايصدر صوتا ، لكن صوت الفتاة صاحبة الفستان ظهر عاليا تضحك وتضع يدها على شفتاها .
والفتاة الاخرى ذهبت مسرعة تطمئن عليه وتربت على ظهره ، وتمسك بيديه حتى يقف على قدميه .
_ معلشي ، أنت كويس ...
مال رأسه بايجاب وهو ينظر الى تعبير وجهها الساحرة وعيناها النابضة بالبراءة ، رغم صمتها وعبوس وجهها الدائم الا أنها جميلة خلابة ، جعلت قلب الصغير يخفق بحرارة .
أمسكها من يديها برقة ، أمام الجميع ، وخطى الى والده وعندما وقف أمامه ابتسم بسعادة وهو يقول .
_ بابا .... أنا عاوزها عرو ....
_ أدم ياحبيبي شوفت اسلام ابن عمك أكرم .
قالها والده مقاطعا لكلماته ..لتنقلب معالم أدم الى الصدمة ، فنظر الي تلك الفتاة مرة أخرى ، لينتبه أن تلك الفتاة ترتدي لباس أولاد ، ولا تضع قرط فى أذناها .
_ ولد ... هتف بها أدم بدون تصديق ..وغضب وهو يبعد يداه عن يده ، وقام بدفعه من صدره ، حتى سقط اسلام على الارض يبكي ..
_ انت ياولد تعالا اعتذر حالا من ابن عمك .....
....انا اسف يااسلام ياحبيبي....... ، هعقبه بس لما يرجع ،
الصغير اللى فيهم بس اللى مغلبني بتصرفاته معلشي ياست رحمة .
عاد أدم مسرعا الى الفتاة الاخرى .. وهو ينظر اليها بضيق ويقول ..
_ أنت بنت وحشة ..مش حلوة .
_ لا أنا حلوة .. قالتها تلك الصغيرة بدلال .. ثم أردفت .
أنت أدم ابن عمه ناجى ، أنت شكل مامتك خالص ،... أنا اسمي لبني .
_ اسمك وحش ، معتيش تيجي عندنا ، أنت ولا الولد اللى هناك دا ..
****
تنهد وهو يتقلب على الفراش بجانب زوجته ، ويتذكر ايضا وهو ينظر الى ملامحها وهى نائمة ، أنها كانت تجيد التعامل معه فى سنوات الشباب ، حتى نجحت فى الوصول اليه بسهولة .
وأنه طوال حياته لم يفعل سوي الهروب من تلك المشاعر التى كان يخشاها ،ويبقي بالقرب من زوجته لبني لعلها تتركه.
_ لبني ..
همس بها وهو يتذكر البارحة عندما وجد هاتفها ينبه باشعار رساله تظهر على الشاشة ، بان حسابها البنكى زاد سبعمائة الف .
العدد نفسه الذي أتهمت به ياسمين بسرقته،
هو لم يجعلها بحاجة الى المال أبدا ، فلما تسرق منه .
رأسه يضغ بكل شئ ، لكن يسيطر عليه شئ واحد فقط ، يريد الفوز به .
قام من فراشه وخرج من شرفتة بهدوء ، الى الشرفه التى بالاسفل .
صدم عندما رأى الفراش فارغا ، والساعه تتجاوز الواحدة صباحا ، نظر يميا ويسارا ، وبحديقه المنزل .
لايوجد أثر لها فى أى مكان ، جاء فى خاطره أنها ربما هربت .
فهرول الى خزانه ملابسها يتصفح ان كانت فارغة ، لكن ، كل شئ فى مكانه ، قلب الفراش ليبحث عن المال مرة أخرى ، ليراه كما هو .
فى تلك اللحظة تسرب الي تفكيره
(جبتي الفلوس دي منين ياياسمين )
زفر طويلا واردف
( اكيد من رامى هو الوحيد ، اللى بتمشي معاه )
انارت بعيناه شعلة زادت وهجها أكثر ، فاخرج هاتفه ، وعقله ينسج له ردة فعل رامي عندما تخبره أنها فتاة .
تنهد بغضب وهو يري هاتفه خاليا من رقمها ، فاسرع بطلب رامي ، عدة مرات ، ولم يجيب .
( ياريتك كنت سرقتى الفلوس منى)
****
_ خييير فى حاجه ؟؟
قالها رامي وهو يقود سيارته ، فهو يرى من مرآته الجانبية أن اسلام يراقبه طوال الطريق بنظرات خاطفة .
فقالت ياسمين وهى تتنهد .
_ مكنش ينفع اللى حصل دا يارامي ، عمى هيقول عليا ايه ، لو عرف .
_ مالك يابني خايف كدا ليه ، وعمك هيقول ايه يعني ، غير أنك مع صحابك .
تنهدت ياسمين وهى تنظر من شباك السيارة ،وهى تشعر بالقلق تمنت لو لم يشعر بغيابها احد .
لم تتوقف عن أكل شفتاها من القلق ، والنظر فى عقارب الساعه فى شاشة السيارة ،حتى تسرب اليها شعور النوم .
لم يتوقف رامى عن مراقبته ، وهو ينظر الى رقبته البيضاء ، وهو نائم على باب السيارة ، حتى أقترب يلمس وجنتيه الدافئة .
لترتعش يداه وهو يمررها عليه ، ويري ان بشرته ناعمه !!!!! مثل الاطفال .
تلاشي اعتقاده بأنها الحلاقة الجيدة مثل ماكان يعتقد ، الى شئ غريب ، لم يستطع أن يكتم فضوله عن ملمس جسده ، فمرر يده على زراعيه ليراه رطبا لينا بعض الشئ .
فسارت الرعشة داخل جسده بالكامل ، وهو ينظر اليه بغرابة، فكيف لشاب أن يكون هكذا ، أعتقد أن هناك شئ ماخاطئ .
وبعد عدة ساعات
زادت الرياح الخريف تهب مع شروق الشمس تحمل انتعاش رطبا ، يمتزج مع رائحة الصباح ، تتداعب أنفها الصغير من شباك السيارة ، حتى أستيقظت لتتسلل اليها اشعه الشمس تنير بؤبؤ عيناها أكثر .
_ اخيرا وصلنا مش هتحصل تانى ، أنت فاهم . هتفت بها ياسمين . الى رامي الذي كان ينظر اليها صامتا .. حتى قال وهو يخرج علبة صغيرة من جيب سيارته .
_ أمسك التلفون دا ، عشان اعرف اوصلك .
_ ايه دا ، لا طبعا ، مش عاوز ، أنا كنت هشترى اساسا .
_ بس بقي ياعم ، أمسك . ويلا اطلع طمن عمك اللى شيلتني همه .
ابتسمت ياسمين وهى تنظر اليه ، وتميل رأسها بايجاب .
وبعد أن خرجت من السيارة ، تابعها رامي بغرابة ، وهو يقول .
_ أمرك عجيب يااسلام ، بس لازم عيوبك دي تتصلح .
هتف بكلمته الاخيرة وهو يدير مقود سيارته .
صعدت ياسمين الى غرفتها وقد علمت أن عمها خرج الى عمله ، فدخلت غرفتها وهى تتنهد براحة وتنظر الى علبة الهاتف الجديد وهى تبتسم .
جلست على فراشها وبدأت تفتح علبة الهاتف، ولم تنتبه الى الذي يجلس على الفراش مقابلا لها .
_ مشفتش حد متسامح مع نفسه أكتر منك .
مرت الكلمات على اذناها بصدمة لتلتفت برعب اليه ، حتى خرجت شهقة من ثغرها وهى تراه جالسا على فراشها باريحيه .
_ أنت هنا ليه ، أطلع بره حالا .
_ أنت نسيت ان دا بيتي ، وانت مجرد لاجئ هنا ، جبت الجراءة دى منين ، ولا عشان فاكر لما اعرف بحالتك دي هشفقك عليك . دا أنا ...
ردت ياسمين مقاطعة
- مش هسمحلك تكلمنى بالاسلوب دا أنت فاهم .
فى تلك اللحظة علا صوت رنين الهاتف الخاص بأدم فنظر الى المتصل . فقال
_ حظك حلو انى مش فاضيلك ، اسمع لازم ترجع الفلوس دي لرامي ، ايوة رامي ..مالك مصدومة كدا ، فكراني مش هعرف .
ولمى نفسك ومعتيش تروحي هنا ولا هنا ، انسي بقي انك كنت راجل .... اقصد خنثي... عشان رامي لو عرف هيقرف منك .
قالها وهو ينظر اليها بضيق ساخر ، وهى فقط تنظر اليه باستحقار . وتقول
_ أنت فاكر رامي زيك ..
التمعت عيناه عند تلك الكلمة ليتأكد مما كان خائفا منه ، فقال هامسا بسخرية..وهو يقترب من أذناها
_ وانا منتظر اشوف ردة فعله .
عشان تعرفي مين الاسوء قال جملته الاخيرة ، وسحب الهاتف الخاص بها من يدها بقوة ، وضغط على عدة أزار به ، حتى وصل اليه رنين فى هاتفه . وهى تتابعه بغرابة ،
ثم ألقى الهاتف على الفراش . وأردف
_ الدكتورة ريهام مرات عمك هتيجي قريب ،هى واخواتى ، بمعني
تعملى حسابك تفضلي فى الاوضه دي متخرجيش منها ، غير بإذني ..
قالها وهو يشير بهاتفه اليها .. ويخرج من الغرفة ويغلق الباب بقوة.
زفرت ياسمين بشدة وهى تراه بهذه الطريقة ، تريد أن تعيش حياة سعيدة ، لكن الواضح لها أن حياتها ستكون بها عدة عوائق .
ارتمت على فراشها وهى تتنهد ،لم تتوقف عن التقلب ، شعور الارهاق يغزو جسدها بثقل رهيب .
طوال اليوم لم يأتى اليها النوم ، برغم التعب الذي بها والخمول .
كل زفير يخرج على هيئة تنهيدة مؤلمة تصيح بتعب قلبها .
لا تعرف ماهذا الشعور الغريب ، ولما تشعر بهذا المرض .
أستمر الالم اسبوعا كاملا يزداد فى دخول الليل ، تتقيئ ، لاتستطيع التحدث مع أحد ، تنام على الفراش ولا تتحرك ، عيناها مغلقة وجسدها ساكن عن الحركة ،لكن حواسها كلها تنصت لما حولها .
تشعر بخطوات خفيفة تدور حولها دائما فى الليل الثقيل، لكن لم تستطع أن تفتح عيناها من شدة التعب .
الشئ الوحيد الذي تعم فيه الحياة هى عيناها التى تتنفس بالدموع المؤلمة التى تخرج الكلمات من قلبها ويبقي التعب ساكن بين أضلاعها يذقها بالمرارة .
وفى اليوم الثانى مع مرور شمس الصباح بدا يوم جديد ، قامت من فراشها بصعوبة من كثرة رنين الهاتف ..لتلتقطه ، وتقوم بالرد عليه بصوت نائم
_ مين .
_ ايه اللى مين انت مش مسجل رقمي ، لازم تيجي النهاردة فى تدريب مهم .
_ مش هقدر يارامي ، أنا تعبان اووى .
_ أنت بتهزر يااسلام بقالك اسبوع غايب ، هو أنا بقلك تعالا نلعب ، دا شغل... فريق ، ولازم تيجي .
_ خلاص خلاص هاجي .
قامت من الفراش بصعوبة بالغة ، ونظرت فى مرآتها لترى أن دموعها رسمت ممر عابر على وجهها يظهر أثر أوجاعها .
زفرت وهى تبحث عن عنوان هذا الطبيب النفسي الذي أخبرها عنه الطبيب المعالج لحالتها .
فلم تعد تحتمل وجع قلبها الدائم ، ولم تعد تتحكم فيه، فقط يزداد أكثر مع مرور الايام .
قامت بالاتصال بالمشرفة الخاصة بالطبيب لتحدد موعد بأسرع وقت ممكن .
أرتدت ملابسها بعد أن أخذت استحماما باردا ، جعلها تفيق قليلا ، وذهبت الى النادي .
لترى كل شخص تكره فى حياتها موجود ، لكن حمدت الله ان سيف ليس معهم . فرؤيته ليست محمودة وخاصة الان .
دخلت الى غرفة تغير الملابس، لتراها فارغه ، تنهدت براحة وهى تغلق الباب الرئيسي .
وتدخل الى غرفة محكمة الغلق ، وتغير ملابسها الى ملابس كرة القدم .
وما أن دخلت الى أرضيه الملعب ، كانت تشعر أنها فى حالة غائبة عن الوعي ، فى عالم أخر .
تجرى أمام الجميع ولاترى اين هى كرة القدم ، تجرى فقط مع الفريق ، وتارة اخرى مع الفريق المعاكس .
حتى أوقفها رامي وقام بتوبيخها ، فلم تفعل سوي أن تضع يدها على كتفيه تستند عليه، وتلتقط أنفاسها بصعوبة .
_ حاجة مسكرة ، عاوزة حاجة مسكرة .
شعر رامي بالغضب منه وهو يراه ضعيفا هشا يتشبه بالنساء ، لكن ، فى نهاية الامر اشفق عليه من رؤيته ينهج بتلك الطريقة ، ويظهر عليه التعب والتعرق الشديد .
فقام ببعث أحد العاملين الخاص بتنظيف النادى ، ليشترى بعض العصائر الى الفريق .
وما أن قامت ياسمين من ارضية الملعب ،لتذهب الى الحمام ، رأت اكثر من تخشي وجوده أمامها .
والاسوء انه ينظر اليها بضيق ، وخاصةً بعد أن خلع بذلته الانيقة فى ارضيه الملعب ، وارتدى ملابس رياضيه ، ويشير اليه بأنه يتحداه فى مباراة .
لكنها ذهبت مسرعة الى الحمام وبيديها علبه عصير وبعض السكاكر .
حمدت الله عندما وجدت الحمام الخاص بالرجال فارغا وأعتبرته حظا وفيرا .
أغلقت الباب الرئيسي ، ودخلت الى غرفة منهم وجلست على الحمام ، وخلعت القميص الرياضي حتى يأتى اليها الهواء .
_ ايه الحر دا هموووت ...!!
هتفت بها ياسمين وهى تقوم بتحريك قميصها يمينا ويسارا حتى يمرر اليها الهواء .
ثم أقبلت تشرب قنينة العصير ، وبعض السكاكر بنهم .
حتى سمعت صوت يطرق الباب بقوة ، وصوتا قويا يهتف
_ أفتح يااسلام ياجبان بتهرب منى ، والله ماهسيبك غير لما اعلمك ازاى ...تيييييتتت..
بعد تلك الكلمة وصل صفير الى اذناها مع خفقان شديد .
فقامت من على المقعد بصدمة مرعبة حتى سقط منها القميص فى مجرى المياة .
_ ياحظك الهباب .. أعمل ايه ... بسرعه فكرى .. قالتها ياسمين وهى تضع أذناها على الباب تسمع إن ذهب أم لا فقد عم الصمت لثوان .
هنا سمعت تحطيم الباب الرئيسي من ركله واحدة ، ليجرى الخوف فى قلبها بسرعة ، ويقل الهوا فى رئتيها .
نظرت الى القميص الذي امتلأ بالماء .. وما أن انحنت حتى تلتقطه .. تم ركل بابها الخاص بدورة المياة ..
التفتت بسرعة وتقوم بمسك مقود الباب ، حتى لايستطيع ان يفتحه ..
فهتف سيف لها بغضب
_ مش هسيبك النهارده ، غير لما أربيك . لو راجل افتح .
فردت ياسمين عليه بتوتر
_ ياعم أنا مش راجل ،.... اقصد.. راجل ومش هفتح ..
ارتعشت شفتاها وجسدها بالرعب ، لاتعرف كيف تتصرف ، عقلها يسرد لها ان علم الجميع بأمرها ، ستكون فضيحة لها .. خاصة رامي ، هى لا تريده ان يعرف بأمرها ، ليست مستعدة بعد ، الا يكفى ما فعله أدم معها .
وصل اليها هتاف سيف بغضب ...
_ كدا ...طيب
قالها سيف ليقوم بتحطيم الباب بركله ، جعلتها ترجع الى الوراء حتى سقطت على دورة المياة بقوة .
_ مفيش حد جاله اليوم اللى يقف قدامى ...
هتف بها رامي وهو يمسك الباب المحطم فى يده اليسري و ينظر اليه بغضب حتى سقطت عيناه على الرباط الذي يحيط به صدره ليردف بصياح ..
...ايه الرباط دا ربطه هنا ليه ......
قالها بعد أن اقترب منها وعيناه لاتستوعب ماتراه ، هل ما كان يشك به كان حقيقيا ؟، لكن كيف ؟ كل تلك التساؤلات تخوض داخل عقله حربا .
أمسكها من معصمها يجذبها اليه ، وعندما بسط يده حتى يزيح الرباط ،قامت بعض يده بقسوة ، ورفعت قدمها بسرعة لتركله فى مؤخرته بأقصي قوتها .
حتى سقط على الارض يئن من الالم ، وعيناه جاحظه مما يراه ..
واستغلت سقوطه على الارض وقامت بازاحه قميصه عن جسده بسرعه وهى ترتعش ، لترتديه وهى تهرب ..
....يتبع ...

 
 

 

عرض البوم صور سارة منصور دوار الشمس   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)
facebook




جديد مواضيع قسم قصص من وحي قلم الاعضاء
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 09:20 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية