هبت من السرير بسرعة ودون ان تضع روبا على كتفيها وركضت إلى غرفة الصغيرة .
كان الباب مفتوحا فدخلت على الفور لكنها توقفت للحظات تتأمل منظر الوالد الذى يحمل ابنته ويحاول اسكاتها . اقتربت كلير منه وأخذت الفتاة من بين يديه .
أنا آسفة , لم أستيقظ على الفور و ...
لا بأس , كلير , فأنت بحاجة لبضعة ايام كى تتأقلمى مع مهنتك الجديدة وتوقفت نظراته على كتفيها وصدرها , فاحمر وجه الفتاة ودخلت الى غرفتها وهى تحمل الصغيرة . تناولت روبها عن السرير وارتدته بسرعة ونزلت إلى المطبخ لتعد لها الحليب .
أجلست الصغيرة على كرسيها الخاص واهتمت بإعداد الطعام , وما هى إلا دقائق حتى انضم اليها بيتر فى المطبخ فوجدها تضع الطفلة على ركبتيها وتطعمها , فابتسم لها وداعب ابنته من بعيد ووضع ابريق القهوة على النار .

أعتقد أننى اليوم سأنهى أعمالى المتراكمة كلها
ما الذى يدعوك لتقول هذا ؟ سألته وهى ترد له ابتسامته .
لأننى سأترك فى منزلى المربية المسؤولة والجديرة .
تجاهلت نظراته ولم تعلق على كلامه .
قدم لها فنجانا من القهوة وجلس يشرب قهوته بصمت , عندما أشعا السيجارة الثانية , نهضت الفتاة وهى تحمل الطفلة .
سأبدل ملابس كاثى وأبدل ملابسى , عن اذنك
ما ان بدلت ملابس الصغيرة حتى أخذت الطفلة تضحك وتحرك يديها بسرور . فتركتها فى سريرها المزود بالحواجز العالية ودخلت غرفتها لتبدل ملابسها .
بعد دقائق سمعت طرقات على بابها .
تفضل .
دخل بيتر وكان قد استحم وحلق ذقنه وارتدى بدلة كحلية أنيقة ولأول مرة منذ التقت به , لمحت على وجهه اشراق الحياة .
سأذهب إلى المكتب , أتريدين شيئا ؟
ألن تتناول الفطور ؟
تأملها للحظات بشرود .

لا , ليس لدى وقت , لقد تسلمت مؤخرا قضية ضعبة ويجب أن أحقق فى بعض الأمور المتعلقة بها . إلى اللقاء وخرج
وقفت كلير أمام النافذة تتأمله وهو يتحدث مع السيدة لورا ثم ينطلق بسيارته .
قضت كلير يومها الأول مع الولدين بانسجام تام وأظهرت لها لورا كل محبة وتعاون , وبعد الظهر , بعد أن تناولوا الغداء , اصطحبت الولدين ولورا بنزهة قصيرة فى السيارة بينما ظل جاك زوج لورا يهتم بأزهار الحديقة .
وفى المساء , تأخر الأستاذ بيتر بالعودة , فظلت كلير تنتظر عودته أمام شاشة التليفزيون . وعندما عاد , تناولا العشاء معا وسألها عن يومها الأول وكان راضيا جدا عن انسجامها مع الأولاد , لكنه انسحب الى غرفته قبلها ولم تره الا فى الصباح , فشربا القهوة معا وتوجه الى عمله .
بعد ذهاب الصبى الى مدرسته , اهتمت كلير بكاثى الصغيرة ثم تركتها مع لورا واستقلت السيارة الى المدينة حيث قصدت صاحب الشقة ودفعت له الايجار المتأخر وأحضرت بعض الملابس والحاجيات .
لكنها عندما عادت تفاجأت بوجود بيتر فى المنزل على غير عادته فى مثل هذا الوقت .

هل الأستاذ هنا ؟ سألت لورا عندما رأت سيارته فى الخارج .
نعم , جاء منذ نصف ساعة اقريبا , لكنه يبدو غير طبيعى , فهذه أول مرة يأتى فى مثل هذا الوقت وقد دخل على الفور الى غرفة مكتبه وطلب منى أن أعد له فنجانا من القهوة .
هل سأل عنى ؟
نعم , قلت له أنك لن تتأخرى بالعودة
شعرت الفتاة بالقلق , ووضعت ما أحضرته من شقتها فى غرفتها ونزلت الى غرفة المكتب .
تفضل سمعت صوت بيتر يناديها بالدخول .
فدخلت , واقتربت منه , وكان يجلس خلف مكتبه يقرأ بعض الأوراق .
ماذا هنالك , كلير ؟ سألها وهو يرفع نظره نحوها .
على الفور لاحظت الفتاة القلق على وجهه .
علمت أنك عدت باكرا , فقلت لنفسى قد يكون بحاجة لشئ ما .
شكرا لك أجابها وهو يتأملها جيدا :
كنت قد نسيت بعض الأوراق فجئت لأدرسها هنا بهدوء .
أيمكننى مساعدتك ؟

انتهى الفصل الخامس