لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > المنتدى العام للقصص والروايات
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

المنتدى العام للقصص والروايات القصص والروايات


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-01-21, 03:26 PM   المشاركة رقم: 26
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2017
العضوية: 327052
المشاركات: 98
الجنس أنثى
معدل التقييم: شتات الكون عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
شتات الكون غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : شتات الكون المنتدى : المنتدى العام للقصص والروايات
افتراضي رد: رواية: أحببتُ حُطاما سَبق أوان الرحيل\ بقلم شتات الكون

 



Part 9
.
.
.



قبل لا ندخل في البارت حبيت أنوّه على كذا نقطة عشان نصير في الصورة السليمة مُنذ البداية، شخصيات الرواية ليسوا منزّهين كل التنزّيه فهم بشر يصيبون ويخطئون، والأحداث فيها من الواقع والخيال النّاطق، لم اقتبس الأحداث من حياة أحد أبدًا أبدًا، وليس هدفي تزيّين الحرام، بعض تفاصيل الأحداث لم أحبّذ التطرّق لها لأسباب عدّة حفظًا للحدود التي وضعتها لنفسي، كتبت اشياء كثيرة من وجهة نظر مختلفة خاصة لشخصيات الرواية، بعض الأحداث ربما كُتبت لتكون خارج دائرة المألوف بطريقة ما، فيه تعدد باللهجات لمناطق السعودية ودول أخرى إن اخطأت فيها اعتذر للجميع حاولت بجهد أن اظهرها بشكل صحيح ولكن اعلم اني بشر أُصيب واخطأ فألتمس لكم العذر من الآن، و يُسعدني ان اشارككم ايّاها بصدر رحب..فأنا اتقبل النقد ووجهات النظر بأدب ورُقي، روايتي ايضًا تحتاج لتأني في القراءة كما أنّها معقدة بعض الشيء، كتبت أجزاء كثيرة منها ولكن اعتذر منكم لن استطيع أن اشاركم اياهم في دفعة واحدة لعدّة اسباب منها ما زالوا على قيد التعديل غير إنّي مقيّدة بظروف خارجة عن إرادتي..لذلك سيكون هناك بارت واحد في الأسبوع "اليوم" لن يكون محدد..في الواقع لا استطيع تحديده استنادًا لظروف حياتي الشخصية.

أتمنى ما أحد يسوي سكيب للكلام^^










.
.

سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
(لا تلهيكم الرواية عن الصلاة، اللهم بلغت اللهم فاشهد)
.
.
.
.
تَنظر ببهوت إلى وجهها من خلال المرآة ، تحدّق لقساوة الزّمن المُرتسم على جبينها منحدرًا للأسفل ليستقر على شكل خطوط وخدوش تضاريسيّة تشرح معانِي الحروب التي خاضتها خلال سنوات طويلة، كفيلة تلك السنوات أن تُبهت هذه التضّاريس لتبدأ مرحلة التعّرية وتبدأ تلك الدموع بالتدفق لتمتزج مع ريّاح عواصفها التي استيقظت من سُباتها العميق، اهتّز جسدها من برودة المكان ووحشته عليها، أنزلت نظرها إلى يدَيها وإلى الدماء التي جفّت لتلتصق بعمق خُبثها على جلدها الضعيف!

فتحت صنبور الماء ووضعت كفّي يديها تحت الماء
أخذت تفرّك كفّيْها ببعضها البعض، وهي تفكّر...
.
.
ماذا يُعني هذا الشرّط؟
لماذا جدّها فرضه عليها؟
ماذا يُعني تُنجب طفلًا من ليث؟
ماذا يقصد؟
هي
لا تفهم شيء
لا تستوعب حُزن أهلها
ولا تتوقع ردّات فعلهم في مُعاقبتها
هي لم تستوعب شيئًا
تريد أن تفهم سبب هذا الشرط؟
تريد أن تلتمس شرحًا لصّد والدها؟
.
.
ضغّطت على يدها اليسرى بيمينها وهي تحاول أن تفرّك بقايا الدّم
نظرت لعيناها المحمرتين من خلال المرآة
.
.
وطالت المسافات بيني وبينك أيها الوطن الحبيب
جميعهم بدؤوا بمحاربتي رافضين عودتي إليك
كُنت ارسم في خيالي كيفية احتضانُك
وشم رائحتك التي افتقدتها حتى إنني اشعر وكأني نسيتها!
يا وطني
مازالوا يُريدون بقائي في غُربةٍ
تقتاتُ عليّ لؤمًا
لا يُريدون منّي إلتماس الراحة ولا
احتضانهم بين يديّ لتطويق ذكريات طفولتي
لأحتضانها من بين يديهم
لا يُريدون!
.
.
لم يبقى أثر للدماء على يديها ، أخذت تُرشح وجهها بماء بارد جعلها تتنفّس بصوت عميق وتشهق بصوت منخفض!
مسحت على شعرها، تريد أن تستوعب ما حدث
والأهم تستوعب رغبة جدّها من أن تُنجب لهُ حفيدًا
ولكن كيف؟
اسندت ظهرها على الجدار، لا تستطيع أن تتقبّل فكرة الإنجاب ومِن منَ
مِن ليث!
لا تستطيع أن تستوعب هذه الرّغبة التي ستجبرها على رؤية مخاوفها بوضوح، هي من حاربت تلك الأنفس الضعيفة من التقرّب إليها
الآن يدعونها بالتقرّب والضّغط على انفاسها؟
مستحيل
الأمر يبدو مخيفًا بالنسبةِ إليها هي تخشى من أن يقترب منها النّاس على أمر تلك الرغبة التي هزمت اعصابها لتتنشّط على صورة الغضب والدفاع عن النّفس بشكل قاتل وعنّيف.
ولكن الأمر بدأ مختلفًا
فهي متزوّجة
وليث زوجها
فهذا القُرب حلالًا ليس لهُ آثامًا أو ذنوب
ليس لهُ عواقب أو تُبعات أو حتّى عواصف؟
ولكن
رحيل تخشى ذلك
.
.
اغمضت عينيها ، لابد من التنّازل من أجل العودة ، من أجل الإستيقاظ من هذا الكابوس ولكن...
.
.
يجول ذهابًا وإيّابًا أمام الحمام
سمع صوت تدفق المياه
وبعدها لم يسمع شيء
كان متوقعًا أن يستمع لصوت بكاؤها أو حتى انهيارها ولكن لم يسمع شيء
خشيَ من أن تفوق توقعاته وتفعل بنفسها مالا يتوقعه!
لذلك تقدّم لناحية الباب طرقه بهدوء
طرقتين متتاليتين ثم توقف يريد جوابًا منها
ولكن ...
.
.
هي كانت تفكّر بعمق كيف توازن بين مخاوفها وكيف تعود للسعودية بالقبول بهذا الشرط؟
ارتعدت سواعدها
تحاول أن تضغط على نفسها لقبول هذا الشرط من أجل أن تعود لأحضان الوطن
ولكن عقلها العصي لا يقبل الفكرة
لا يقبلها ابدًا!
.
.
اطرق الباب من جديد
قلبه بدأ يخفق خوفًا من أن تفعل هذه المجنونة بنفسها شيئًا يُجلب عليه المصائب
تحدث: رحيل؟
.
.
دعني افكّر
اقرر
ألتمس نقطة تُهدّأ من غضبي
دعني انتشل نفسي من ضوضاء هذا العالم الذي لا يُناسبني
للتو خرجت من ظلامي لألتمس النّور
ولكن بدأ النور حارقًا لي
بدأ يضربني بسوط نيرانه
ليضرب على ذاكرتي ويُثير زوبعة أفكاري
ومخاوفي
دعني افكر
ثم اقرر
لا وقت لي
ولا قدرة لي على البقاء هُنا
.
.
تحدث بغضب : رحيل افتحي الباب لا اكسره....
.
.
كُل شيء محطّم ومنكسر ومتوقف للنظر إلى تلك الشظيّة التي تُعكس وجهها بطريقة مُرعبة للنّفس التائهة في هفوات تفكيرها الآن...
عقلها مجبور على التفكير بطريقة سريعة لحسم الأمر ونهيه من جذوره

شعرت بالضّغط، تشعر وكأنها داخل صندوق ضيّق ومظلم يطبّق بفاهه الكبير عليها ليبتلعها في ظلامه وضيقه بسكون وبداخله يتواجد الضعف والخوف من نقطة انكسارها
شدّت بيديها على رأسها وهي تفكّر بعمق تحت ضرب وتهديد ليث من كسر الباب...

سمعته يصرخ: رححححححححححيل للمرة الثانية اقول راح اكسر الباب....
.
.
أخيرًا تحركّت لتفتحت الباب
لتجعله يتفحّص وجهها المبلول
وجسدها الغير متزّن
تحدثت بصوت محشرج قليلًا: في شي بقوله....
.
.
ليث سكت
أخذ ينظر لها
يُريد أن يستوعب حالتها
كيف تحوّلت من عاصفة قابلة لإلتهام كل ما هو أمامها إلى ريح عابرة لا تضر ولا تُخدش الأشياء!
كتّف يديه: تكلّمي اسمعك....
.
.
رحيل اغلقت باب الخلاء خلفها اقتربت قليلًا منه، تنفّست بعمق
شدّت على اسنانها، اشاحت بنظرها عنه لتنظر إلى فراغ نفسها التي تعصف بداخلها لتُنهيها عن مواجهة هذا الخوف!
.
.
ليث
شعر باضطرابها ولتشتت ذهنها اقترب خُطوة للأمام ليبقى الفاصل بينهما مسافات قصيرة
: تكلّمي.....وش فيك؟
عادت خُطوة للوراء وحدّقت في عينيه بثبات
: موافقة على الشّرط!

عقد حاجبيه لم يستوعب حديثها حقًّا ، رحيل بدأت تتجاوز توقعاته من ناحية ردّات الفعل ، كان يظن ستحرق المكان برمادها عبثًا لإيقاف هذا الشرط ولكن الآن هي تُخرسه وتشتته وترعبه من التعرّف عليها من جديد
.
.
ابتسم بسخرية هُنا، لا يُريد أن يخطو خطوة تًنّدمه عليها في المستقبل
يعلم الآن ليست في عقلها، لن ينتهز فرصة ضعفها
لا يُريد البدأ معها بُطرقها وبطرقه الملتويّة!
هي ليست على ما يُرام بسبب ما عاشتهُ في السجن
تحتاج إلى رعاية ولكن من نوع آخر!
.
.
تحدث بمراوغة: اي شرط؟
رحيل بحدّه:شرط جدّك..موافقة موافقة عليه.. نجيب ولد....ما نيب مستعدّة ابد ...اطوّل هنا .....همّي الوحيد ارجع السعودية ...الباقي ما يهم....

ليث ضحك بخفة ثم مسح على رأسه: طيب أنا ما نيب مستعد انفّذ هالشرط....
رحيل وبدأت تُفقد اعصابها : ما يهم تكون مستعد ولا لا....لأنه حتى انا ما نيب مستعدة....بس مجبورة أوافق عليه عشان نجاتي!

ليث سكت هُنا اقترب منها قليلًا نظر لعينيها التي تهتزّان: في وقت كافي نفكر فيه عشان نستعد ......وفي وقت كافي قبل هالإستعداد نكون فيه فاهمين بعض...

رحيل هزت رأسها: أبدًا ما فيه وقت لكل اللي قلته......

ليث زفر بضيق يعلم ليس لديهما وقت لكل هذا
ولكن رحيل غير مُتاحة لحمل المسؤولية الآن!

ليث: عن نفسي مانيب مستعد.....
ثم توجّه للعودة إلى صالة الشقّة وهي تتبعه بصوت عالٍ: وانا ما نيب مستعدّة ابقى هنا لفترة اطول من اللي مضت.....ليث......لا تجلس تعاندني....
جلس على الكنبة ونظر للزجاج المنتثر على الأرض تحدث متأفأفًا: انا ما اعاندككككككككككك........بس حقيقي مو مستعد ....
رحيل مشت لتعبر امامه وتتحرّك بعدم اتزان وتصرخ: اجججججججججججججل كلّم جدّك وقوله ما نبي نجيب هالولد...........ولا تدري عاد....قوله رحيل عقيييييييييييييم ما تجيب عيال ابد......

ليث نظر إليها وإلى تبدّل حالها ، رحيل ليست بخير.....تحتاج إلى تصحيح سلوك ما بعد الخروج من السجن.....تحتاج إلى رعاية نفسية واحتضان من جديد ....فكيف يقتلها بمسؤولية طفل ترى به نجاتها للعودة إلى الوطن؟ هو لا يريد أن يصحح خطأه بخطأ آخر لا يُريد أن يجبرها عليه بطريقة تُزيد من كُرهها له!

لم يتحدث كان ينظر لها فقط
لتكمل: أنا ما اقدر اجلس هناااااااااااااااااااااا....ابقى ارجع للسعودية حتى لو هم ما يبون يشوفون وجهي........ما يهم.......اهم شي ارجع.....
ثم عادت للوراء لتمشي دون أن تعي حتّى بها وطئت على بقايا شظايا الكأس التي رمتهُ هنا،
نهض وتحدث الآخر دون ان يعي أنها وطئت على شظايا الزجاج
: رحيل انا ما علي منهم ....انا فاهم انّك بحاجة من انك تستوعبين كل شي بعد السجن..حَبّه حَبّه...مابي اضغط عليك في شي..فلا تضغطيني واتخلّيني أطيش عليك بعد...استوعبي نفسك واللي حولك يا رحيل!

رحيل تحرّكت للأمام والتصقت بعض الشظايا في قدم رجليها ووطئت عليهما شعرت بالألم ولكن لم تُعيره اي اهتمام ولم تنظر لأسفل قدمها!
تحدثت: أنت تعاند....ما تغيّرت نفس قبل......لا تمثّل علي أنّك مهتم ومقدّر أوضاعي....عارفة ما يهمّك هالشي.....بس تبي تعاندني هذا مشكلتك!

ليث كاد يصرخ في وجهها ولكن سمع رنين هاتفه
فقالت: رد يمكن جدّك.....رد لا يموت علينا....
ليث اغمض عينيه تمتم بالإستغفار: جدي .....هو ....جدّك بعد...ولمّي فمك ....وحاسبي على كلامك.....ولا تخلّيني افقد اعصابي عليك....


رحيل ابتعدت عنه وهي تحّك رقبتها بتأفف شديد صرخت: أأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأف... اففف...

بينما هو سحب هاتفه بملل من كثرة الاتصالات عليه نظر إليها بغضب
ثم انزل
نظره لشاشة هاتفه (أمل يتصل بك)

اجاب: هلا أمل....
رحيل هُنا اخذت تشرد بذهنها وهي تقظم على أطراف أظافر أصابعها

أمل بعد مرور ربع ساعة ذهبت لشقة اخيها ركان لتهرب من نفسها ومن أفكارها السوداوية التي تحاوطها من كل جانت لتراه صريعًا على الأرض والدماء تخضّب بذلته انهارت بالبكاء والخوف مرّت خمس دقائق لتستوعب الأمر ثم اتصلت على الإسعاف وحينما وصلوا ركبت معهم
واتصلت على ليث لتبكي: ليث.....ركككان....ليث......
وانخرطت في نوبة البكاء وهي تحدّق لأخيها على السريروالمسعف يحاول بكل جهده مساعدته
ليث انقبض قلبه: أمل..الوووو......شفيه ركان؟....تكلّمي ....

أمل مسكت يد ركان وهي تشد عليها: دخخخخلت عليه الشقة.....وشفته متصاوب....فييي احد....اطلق عليه.......ليث تكفى تعال......حنا في سيارة الاسعاف.....تعال المستشفى...
ليث ازدرد ريقه دار حول نفسه
: ارسلي لي الموقع.......وهدي من نفسك انا جاي....
ثم اغلق الخط
نظر لرحيل: اذا تبين ترتاحين ادخلي الغرفة اللي على يدك اليمين .....

واشار لها ....
وبعدها قال: وياليت تهجدين ولا تسوين بنفسك مصيبة!

ثم خرج ليتركها تحدّق في بقع الدم الناتجة من وطئ قدمها على الأرض بسكون!
.
.
لم تنم جيّدًا عينّيها بدأتا متيقضَتّين طوال اللّيل
وهي تقرأ رسائلهُ
وترجمة حُبّه وندمه لها
تخافه
وتخاف من الجميع
تخشى من أنها في الموقع الخطأ من الحُب
هي خائنة الآن لنفسها قبل اهلها
وتخشى من أن تُعاقب على جزئَيْن من امرها
جزء الإبتعاد عنه بشكل أبدي
وجزء عقوبة اهلها لها والذي لا يُبدي لها بأي خير!
إصراره على أن ترد عليه
لتستمع لهُ
يُقلق تفكيرها ويعبث في قلبها
بكت بكل حساسيتها المفرطة
بكت وكأنها تُريد أن توبّخ حُبها الذي يتدفق في وجدانها بِلا إدراك لخطورة الأمر...
تُحبه لن تنكر ذلك ولكن ردات فعله الأخيرة بدأت تُخيفها
وتُشعرها بلذعة ذنب هذا الحُب...
اليوم هو اليوم الثامن وهما مُنفصلان عن الحديث مع بعضهما البعض
ولكن هو ما زال يسترق منها شظيّة حُبه برسائله التوّاقة لسماع صوتها

تشعر بالخمول، بالضيّاع وعدم التماسّك غير قادرة على التنفّس بشكل طبيعي
يُخنقها هذا الحُب
هذا الوجع الذي يُشعل بفتيله
الخوف من ذنبٍ قد يؤدي بِها للهلاك
هي خائفة ومُشتاقة إليه في الآن نفسه، تُحبه ولكن لا تضمن ردّات فعله
هو مندفع لهذا الحُب بروحه المراهقية الطائشة
وهي مستسلمة في وقتها وندمها فيما بعدُها!
.
.
انفتح الباب عليها سمعت صوت والدتها: وصايف.....وصايف يمه قومي.....الساعة ست ونصف....قومي تجهزي وراك مدرسة.....

لا تريد أن تذهب للمدرسة
لا تريد أن ترى أحدًا
ولا حتى سماع أيّ صوت من البشر

التفتت على والدتها بعَينينها الجاحظتين والمحمرتّين
تحدثت: ما بروح يمه....راسي مصدّع...وبطني....يألمني....

نظرت لابنتها بخوف، وهرعت إليها متساءلة: علامك وانا أمّك.....
ثم جلست على طرف السرير وتحسست جبينها: كأنك مصخنة؟

وصايف حدّقت في والدتها وهي ترغب وجدًا في احتضانها والبكاء على كتفها: اي يمه اشوي....
ام وصايف برحمة وحنان: أجل بلاها روحتك اليوم للمدرسة.....اجلسي ...وبنزل اسوي لك شي تاكلينه وبجيب لك خافض حرارة...

هزّت رأسها بهدوء
بينما والدتها
شعرت هُنا بالعتاب على نفسها ، هي دومًا تُعاتب نفسها وتوبخها على التقصير!
هي لم تهتم لابنتها مُنذ يومين
مُنذ ان دعت عقلها معلّقًا لسماع صوت رحيل التي رفضت أن تُسمعها صوتها!

تنهدت لتعبر أمام ابنها ريّان: حبيبي ريّان روح شغلك....اختك ما راح تروح المدرسة ...
فهد كان جالسًا بالقُرب من أخيه وهو يشرب الشاي: ليش؟
ام وصايف نظرت لهُ بإهتمام: اتعَبِينه ....فيها حرارة...
ريّان: أجل نوديها المستشفى؟

ام وصايف ابتسمت على مضض: لا وانا خالتك ماله داعي...لا تعطّل نفسك روح لشغلك....
ريّان هنا هز رأسه ونهض ليبان طوله وعرضه ووقفته المُهيبة بالزّي العسكري
فقال فهد: كلّمك ليث اليوم؟
ريّان نظر لأخيه: لا...
فهد بعد أن غابت خالتهما عن مرأى عينيه: وراها ما تبي تكلّم خالتها؟
ريّان وهو يسحب مفتاح سيّارته من على الكنبة: علمي علمك...على إني واثق مشتاقة لها موت....
فهد وضع كوب الشاي على الطاولة: بكلمه اليوم باخذ منه العلم...
ريّان قبل ان يولّي بظهره لأخيه ابتسم بسخرية: اشوفك مهتم....
فهد يبرر سريعًا: عشان خالتي وبس...
هز ريّان رأسه بضيق ثم اختفى عن انظار أخيه....
.
.


 
 

 

عرض البوم صور شتات الكون   رد مع اقتباس
قديم 12-01-21, 03:27 PM   المشاركة رقم: 27
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2017
العضوية: 327052
المشاركات: 98
الجنس أنثى
معدل التقييم: شتات الكون عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
شتات الكون غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : شتات الكون المنتدى : المنتدى العام للقصص والروايات
افتراضي رد: رواية: أحببتُ حُطاما سَبق أوان الرحيل\ بقلم شتات الكون

 





بينما في الغرفة
لم يذهب لوالده خلال اليومين الماضيين لا يريد أن يراه ولا يسمع حديثه الذي يُفلق قلبه إلى نصفَيْن
ولكن قلبه القاسي الرحيم!
جعله يُبادر في محادثة ابن اخيه ، كما أنه يريد أن يؤكّد شكوكه من عدمها
قلبه غير مطمئن، يحس هُناك شيء خفي يسعى أبيه وراؤه
لم ينسى شكل ليث بعد أن انفرد أبيه بالحديث معه قبل أن يغادر الوطن بساعات قليلة...
اتصل ولم يأخذ سوى ثوانٍ حتى اجابه: هلا يا عم....

شدّ على يده اليُمنى ثم قال: أخبارك؟

ليث
لم يتوقع اتصال عمّه ابا رحيل ابدًا، ولكن رحيل ووالدها واخويها يكسرون توقعاته
حتى لم يتوقع يومًا فهد سيُبدي اهتمامه بالأمر خلف أسوار قساوته التي اكتسبها ربما من جدّه ووالده!

أحب أن يُطمئنه بأن يشركها في رده على قول: حنا بخير....

سكت الآخر ليتنفّس بعمق: متى بترجعون؟

لا رجوع الآن....ليس بمقدرته الرجوع في هذه الفترة
مسح على رأسه وهو ينظر لفراغ غرفته ببهوت
: بنطوّل اشوي يا عم...
ابتسم بسخرية: من الآخر ليث......ابوي وش قال لك يوم العزيمة؟

هل شّك أو حسّ بريبة الأمر : عمي ما قال شي....

ابا فهد ارتفع صوته : تعلّمني في ابوي؟
ليث اغمض عَيْنيه لا يريد أن يشعل النيران هُناك: وصّاني على رحيل...
ضحك مقهورًا: هههههههههه...........طيب طيب....راح اعرف منه يا ليث....مع السلامة....
ثم اغلق الخط ورمى هاتفه على السرير
.
.
ليث
ضغط بيديه على رأسه مُتعب لا يسعه هذا الكون
يشعر بثقل العالم المتكأ على صدره
يومان لم يذق فيهما النوم جيّدًا
يومان وهو يحارب ويناضل بصمت!
انكسر ظهره على صاحبه حينما رآه طريحًا على سرير المرض بسببه!
ولكن يُحمد الله كثيرًا أنّ تلك الرصاصة اللعينة استقرّت في كتفه ولم تُحدث أي ضررًا مبالغًا في أنسجته أو غيرها!
انتبه وقتها لخوف أمل وذعرها وبكاؤها الشقي الذي عبث بذاكرته للوراء
كانت تبكي خوفًا من أن تُفقده
خوفًا من أن تخسر ما تبقى لها من عائلتها
لم تنم جيّدًا هي الأخرى، مُتعبة وجهها مصفر
اضطر أن يأتي بِها إلى شقته هو ورحيل
ابقاها معه في الغرفة،
نظر إلى بهوت وجهها وهي نائمة..تحرّك قليلًا وانحنى
ليقبّل جبينها بلطف...
ثم نهض ليخرج من الغرفة
لينظر إلى باب غرفتها المقابل لغرفته
لم تخرج منها إلّا للضرورة ولم يتحدث معها بعد نقاشهما الأخير قبل اتصال أمل عليه لزف خبر إطلاق النّار على ركان....

تنهد ومشى للصالة ثم جلس على الكنبة وأخذ ينظر لهاتفه وللرسائل التي تصله
ثم فُجىء برسالة ركان
(شوف المصيبة!)
ابتسم بسخرية
حياته عبارة عن مصائب عدّة فأي مصيبة يرى يا تُرى؟
رأى الرابط الذي رسله ركان
ضغط عليه ليحوّله إلى الموقع الرسمي لأخبار الموهبين والمبتكرين
عقد حاجبيه
ثم قرأ
العنوان
مُلهم الموهوبين
بالخط العريض قرأ بهدوء

صرّح الدكتور الحائز على جائزة نوبل العالمية لتطويره وجهودة في الصناعة الكيميائية اوليفر أليجاه
انه ما زال ولا يزال يهتم في استقطاب الموهوبين ورَعيهم تحت يده وإعطائهم الدافع المطلوب لصقل مواهبهم ثم تحفيزهم للإلتحاق في الألمبياد الدولي للعلوم.

حتى أنّه صرّح في تغريدته في صباح هذا اليوم ليؤكّد دعمه لتلك المواهب النّادرة.

"مازلت أدعم الموهوبين وآخذ بيدهم لناحية الباب المشرق"
)Inspirational scienceكما أنه صرّح في مقابلته في برنامج ( أنه قام بمقابلة موهوبين على مدار مسيرته العملية، وذكر فيها أنه رأى الكثير من الطلاب والطالبات الموهوبين من كافة الدول المختلفة وشجّعهم بالإلتحاق في مسابقات الموهوبين المحلية والدولية والكثير منهم التحق بها في ذلك الوقت .

والجدير بالذكر أنه قال"ألتقيت بطالب عربي الجنسية موهوب جدًا ولكن متردد حاولت تشجيعه بكفى الطرق حتى إنني دعمته معنويا وماديا واخضعته للتدريب في معملي الخاص ونجح في عمل تجربته بشكل مذهل اخبرته يجب عليه الإلتحاق في المعهد الخاص لتطوير المهوبين ولكن رفض ولكن اقسم لكم هذا الشاب موهوب حتى انني لم انسى اسمه كان اسمه ليث""

سألته المذيعة رينا بقولها " هل تدعم الموهوبين من أجل الحصول على المال من وراءهم؟"

اجابها بمختصرِ موجز" انا فقط ادفعهم للعيش في مغامرة العلم أما المال الذي سيجنونه فيما بعد فهذا مكافأءة لدءب عملهم ليس لي شأن به، نحن لا نبيع ونشتري عقولهم لكي يُدفع لنا مال!

أكّد في حديثه أنه ليس عضوا في المسابقات العلمية بشتّى صورها إنما هو لا زال دكتور جامعي ومديرًا لقسم الموهبين في الجامعة ، وتطوعا منه يدعمهم ماديًّا و بروحه الطيّبة لرفع معنوياتهم.

وختم حديثه الأخير" أي شخص يملك موهبة ولو كانت بسيطة يجب عليه أن يقف شامخا امامها ويقوم بتطويرها ليغيّر بها وجهة العالم أجمع"
.
.

عضّ على شفته السفليّة
نهض وكأنه بدأ يعي حقارة هذه الممجموعة التي تدّعي انها تستقطب الموهوبين من أجل تطويرهم وفي الواقع هي تستقطبهم لتنتفع من وراء عقولهم في جني الكثير من المال وإن لم يوافقوها في شيء ابتزّتهم وهدمت حياتهم لتجعلها رأسًا على عقب!

فكّر مطولًا ذكر اسم ليث لا يعني ليث غيره!
هل هذا تهديد آخر ومبطّن على مرأى الإعلام ودواعيه؟
هل اليفر أليجاه نفسه "اللورد" همّ بالاتصال على ركان الذي ما زال في المستشفى، ولكن داهمته مكالمة أخيه فيصل وبعقل شارد
وبغير قصد سحب أيقونة الرد
ليتأفف
وهو يقول: هلا فيصل

فيصل وهو يمضغ الخبز وينظر لأخيه محمد : رد

ثم قال: وينك يا بطل.....صار لي يومين اتصل عليك ولا ترد...

ألتمس نبرة السخرية في لفظ "يا بطل" ولكن لم يهتم
واجابه بصوت منفعل قليلًا

: بالله ارد على مين واترك مين؟....يومين وجوالي ما وقّف اتصالات...

ضحك الآخر بقهقهة عالية: هههههههههههههههههههههههههههههههههه اكيد ريّان ما تركك لحالك....

ليث بجدية وتفكير : هو بس ريّان؟.....ما باقي إلّا الأموات......هو وفهد...بس باقي وصايف!

فيصل نظر بدهشة لمحمد: اوووووووووووف....فهد....ما صدّق.....

ليث لا يريد ان يلتهي معه اكثر: المهم....اخباركم؟

محمد نهض ليسكب له قهوة في كوبه الخاص

فيصل شرب القليل من الماء ثم قال: تبي الكذب ولا الصدق؟....ولا تبي المجاملة؟

ليث بنرفزة: أبي الصّدق...

فيصل نظر لمحمد: قبل لا اقول شي....ترا واضح ما تبي تكلّمني يا النفسيّة...

محمد ابتسم وهو يردف بصوت عالي: الله يعيييييييييينك عليه يا ليث...تراه رايق...وتعرف لروّق شصير؟!

ليث سمع صوت محمد ابتسم قليلًا : والله عاااااااااااااد انت متصل علي في وقت غلط.....

فيصل بخبث : ليكون قاطعة الأجواء الرومنسية....

محمد رمى على اخيه الملعقة التي امامه والملتصق بها بقايا الجبن السائل
وعلى نفس اللحظة صرخ به ليث: فييييييييييييصل اخللللللللص علي......ولا تتمصخر .....

ضحك هُنا فيصل: ههههههههههههههههههههههه لا انت ولا احميد قسم بالله فيكم انفصام......بس خذ العلم....الأوضاع هنا نار وشرار....بالمختصر حفلة...والفضل يرجع لك........

ليث بعصبية: وشدخلني أنا...
محمد فهم تلميحات فيصل فهمس: فويصل....العقل....

فيصل تحدث: عشان رحيل وانت....هذا اللي اقصده....الأجواء يعني طبيعي تكون كذا.......المهم طمني عليك وعلى بنت العم.....

ليث مسح على جبينه: بخير...طمني على امي كنت اكلمها امس وصوتها ما يبشر بخير....

فيصل لا يريد ان يُخبره بشي مما حدث بين والدته ووالده لذلك قال: هو في أحد صوته يبشّر بالخير.....كلنا.....وحتى احميد اللي ما عمري شفته متشائم صار مع القطيع فجأة!

محمد ضحك وعض على شفته بعد ان شتم اخيه فيصل ليبتسّم الآخر ببرود

ليث: لا صوتك انت الله لا يضرّك ....دوم يبشّر بالخير...

فيصل شعر انه يتمصخر عليه وضحك: ههههههههههه ما عليك زود...

ثم قال ليث: شفيه محمد؟.....على نفس الموّال....


فيصل نظر لمحمد الذي يرتشف قهوته بسرحان: هو المواويل كثرت وانا اخوك.....بس موّال محمد هو نفسه...
محمد نظر لأخيه هُنا ثم قال: اي لقيت لك شي تتمصخر عليه الحين....
ضحك فيصل: هههههههههههههههههههههههههههههههه

ثم قال ليث: لا يطوّل السالفة يروح يكلّم جدّي...بهدوء وخلصنا....

فيصل: ابشرك جدّي قافل باب بيته لا يبي احد يجيه ولا يدخل عليه....والعالم الله.... ماخذ فترة نقاهه مع جدّتي....
لم يتحمل هُنا محمد ضحك لتتبعثر القهوة من فاهه على الأكل وعلى جزء بسيط من فيصل
الذي نهض: الله يقرفك...
سمع ليث ضحك محمد وصوت فيصل العالي
فقال: اسمع يا الرايق ....اكلمك بوقت ثاني...الحين مشغول....

فيصل سحب منديلًا ليمسح رذاذ القهوة من على ملابسه: ولا يهمّك ....ارسل جدولك...عشان اتصل في اوقات فراغك....

ليث: انقلللللللللللع عاد...عطيتك وجه...وسلم لي على الكل....
فيصل : الله يسلمك يوصل إن شاء الله باي...
ثم اغلق الخط وهو ينظر لمحمد: الله يقلعك بتخليني ابدّل ثوبي من جديد.....
دخلت هُنا هيلة وهي تنظر لهما: وش هالحفلة اللي مسوينها بالمطبخ.....

فيصل غمز لأخيه محمد: حفلة توديع العزوبية....

محمد وهو يُكمل لقمته : قسسسسسسسم بالله صاير مستفز مع ذا الصبح......اعقلها لا اكفخك....
هيلة ضحكت هُنا....
ثم قال فيصل: اجهزت اختك....

هيلة : ما بتروح الجامعة....بس انا بروح.....وراي كويز....لو ما علي كان غبت مثلها....

فيصل : تقدرين تقولين باختصار هي ما بتروح بدون كثرت كلام....

محمد اشار لها: تعالي بس تعالي.......اشربي من قهوتي تركت لك في الدلة منها اشوي....
هيلة نظرت إليه بنصف عين: اشوي؟

فيصل نظر لهما: تتعاطون قهوة انتوا؟ ....قسم بالله عليكم معدة فولاذية ما تتأثر...

صرخت هنا: قووووووووووووول لا إله إلا الله...وجع وجع...حسد من صباح الله خير....

محمد نهض: اذا جانا شي والله منك.....

فيصل ضحك: ههههههههههه المهم...روح تجهز....وراك دوام....

محمد بضيق: والله ما ودي .....نقلوني من المستشفى....وانا اللي تعوّدت على مستشفانا..
فيصل بسخرية: صار مستشفانا مرة وحده؟
هيلة نظرت له وهي تسكب لها القهوة: نقلوك ليش؟...تأديبي؟
ثم ضحكت بخفة
ابتسم فيصل
ليردف محمد مقلدًا صوتها: تأديبي!
هيلة: أجل ليش؟
محمد: نقلوني عشان العجز اللي صاير بمستشفى الفاهد....

(اسم المستشفى لا يمس الواقع بصلة)

ما إن انهى الاسم حتى شهقت بقوّة مما لفتت انتباهما
فيصل رمى عليها علبة المناديل: وجعععععع ان شاء الله..

هيلة اتت قُبال محمد: أحلف؟
محمد نظر لها بتعجب: انهبلتي؟...اشفيك...؟

دخلت هُنا اصايل وهي تتجّه للثلاجة تسحب علبة البنادول تحت مرأى عين اخويها..
فقال فيصل: ما راح يسكّن صداعك إلّا الدخّان وأنا اخوك...زرّعتي بمعدتك بهالمسكنات على الفاضي!

نظرت إليه بصدمة وهيلة التفتت عليه
ليصرخ محمد: فويييييييييييييييصل .....اخرب اخلاقها بعد!

فيصل ضحك: هههههههههههههه امزح امزح...

اصايل : والله تخوّف لروّقت....
هيلة: حييييل يخوّف تحسينه دخل في شخصية ثانية....انفصام ...الحمد لله والشكر
فيصل رمقها بنظرات لتنخرس وهو يقول: كلي هوا.....وقولي علامك تشاهقين؟
والتفت على محمد: بلاك ما دريت نقلوك للمستشفى اللي تشتغل فيه دانة.....
اصايل اقتربت منهما وهي تسحب كاس الماء لتشربه بعدما ابتلعت الحبة
محمد بعدم اهتمام: هذاني دريت منك...وش فيك مستشطّه؟
فيصل بسخرية نظر لأخيه: اقولك ليش مستشطّة....فتحت في راسها السيناريست...والسيناريو للي ممكن يصير بعد خبرتها المُكتسبة من خلال متابعتها للمسلسلات التركية....والمصرية.....والهندية.......من الآخر بدّت تفلّم....

اصايل توافقه الرأي لتكمل بابتسامة ساخرة: عاد الحين راح تنتظر لقطة سقوط اغراض دانة على الارض وانت تلم لها اغراضها وفجأة ويا سبحان الله تحبون بعض....وتزوجون..

محمد ضحك هنا: ههههههههههههههههههههههههههه
هيلة التفتت على اصايل وهي تردف بشراسة: قسم بالله انتي وفيصل من طينة وحدة....ليتك ساكته بس....

نهض فيصل ووضع يده على كتف اصايل التي نظرت له بابتسامة عريضة: والله هذا اللي يعجبني فيها ....بينا اشياء مشتركة....وهذا برهان أخوي قوّي لقوّة القرابة بينا...!
هيلة بسخرية: اي حنا مو اخوانك...على أساس لاقينكم في كرتون جنب المسجد ......الحمد لله والشكر....قال قوّة قرابة قال....
محمد : هههههههههههههههههههه اتركيهم عنك.....

ثم نظر لفيصل: ههههههههههههههههه تشتركون في نقطة الخُبث
ضحكت هنا اصايل رغمًا عنها:هههههههههههه....ما عليك زود....
محمد اشار: شوف حتى الردود..

ضحك فيصل ونظر لأصايل: ههههههههههه....والله حتى الشكل بينا تشابه....
هيلة كشّت عليهما بيديها: ونفس ثقالة الدم...
فيصل ليغيض هيلة: والله عاد ما شفت ثقالة دم مثل ثقالة دمّك اوختاه المسلمة...ديززززززل!

اصايل تعزز له: والله بتفقع الحين ......انتظر....

هيلة رمقتهما بنظرات لتجعلهما يضحكان بخفة وفي الآن نفسه لم تعطيهما اي مجال للحديث وبجدية قالت: محمد ....هو صدق الوضع دمار شامل لكم للاثنين بس يمكن تواجدكم في محيط عملي واحد.....يخليك تغيّر رايك....

اصايل تهز رأسها: اذا هو غيّر رايه دانة والله ما راح تغيّر....

محمد بنرفزة: انا اقول اتركي عنك الحكي وروحي جهزي نفسك....
فيصل التفت على اصايل: لهدرجة صعبة؟
اصايل بجدية نظرت له: بشكل ما تتصوّر......
هيلة بتأفف: انتي انكتمي...
ثم التفتت على محمد: اترك دانة للأيام....وانت شوف وضعك... اذا جدّي اصلًا ما زال على رايه....لازم تعيد النظر في الموضوع بجديّة!

فيصل غمز لأصايل وأصايل تحدثت: كلّش ما في أمل!
محمد نظر لأصايل ثم اطرق: وراك ما بتروحين الجامعة؟
هيلة وهي تتأفف من جديد : غيّر السالفة بسببك....اروح اتجهز احسن لي....
ثم خرجت من المطبخ لتردف اصايل بتنهيدة: مالي خلق اداوم....واشوف الخلق.....

فيصل: والله مالك داعي.....تضايقين نفسك....على شي راح وانتهى...وهي الحين الحمد لله....طلعت ...

اصايل بجدية: الحمد لله...بس ابي استوعب الوضع..وكل شي...واحاتي امي....صار لها يومين ما تنامين زين ولا تاكل.....وابوي نفس الشي....
محمد بتنهد: الله يسهلها...
فيصل سكت
في الواقع يُقلقه صمت والده وانعزال والدته
: بإذن الله بتعدّي....
اصايل بهدوء: بروح انام.....عن اذنكم...
ثم خرجت من المطبخ ليضّج هاتف فيصل بنغمته المزعجة
محمد نظر لأخيه: وش هالنغمة الصاخبة!
ضحك فيصل:ههههههههههههههههههههههههه خاصة لصاخب الأوضاع وحاد الطبّاع عبيد....
ضحك محمد هُنا وهو يهم بالخروج من المطبخ: سلم لي عليه هالتّعبان....من زمان عنه....
فيصل ابتسم وهو يرد على صاحبه: اررررررررررحب مليون.....هلا والله بأبو عبيد......اسهلت وامطرت ......لك وحشة يا حمار...

غرق في ضحكته ، حقًّا اشتاق لصاحبه الذي قاطعه بسبب سوء التفاهم الأخير الذي حصل...
: هههههههههههههههههههههههههه.....دامك مشتاق هالكثر يا الـ###......وراك ما تتصل علي وتسأل؟

فيصل نهض ليخرج من المطبخ متوجهًا لعتبات الدّرج للذهاب إلى غرفته: والله عاد يا عبد لله الصدق إني انشغلت .....

عبد لله بسخرية: مادري وش هالشغل اللي صدّك حتى عنّي.....ليكون تخطيطاتك الشيطانية هي اللي صدتّك وتعتبرها شغل!؟

ضحك فيصل وفتح باب غرفته ودخل: للأسف افكاري الشيطانية باتت بالفشل يا الخوي....
عبد لله
اجزم الآن ما حصل لأصحابه بسبب فيصل والجميع يثبت له ذلك بأدلة وبراهين قوليّة!
: بالله؟.......والحادث اللي صار.....وطلال وزيد المسجونين؟

فيصل عقد حاجبيه لم تُعجبه نبرة عبد لله أبدًا
جلس على طرف سريره : وش تخربط انت؟
عبد لله رفع نبرة صوته: ما توقعتك حقود هالكثر يا فويصل....تدبّر الحادث لماهر...وتسجن البقيّة؟....وش هالحقد....ادري اللي سواه ما ينسكت عليه بس مو لهالدرجة......خاصة ماهر عدمت حياته...فقد عينه اليمين ....ووضعه تبن في المستشفى....

فيصل غضب
وفهم هذه الاتهامات الواهية التي سددوها لهُ النّاس بالأقاويل الباطلة نهض متنرفزًا من الأمر هو كان مخططًا أن يوقعهم في فخ اعمالهم دون أن يلحق بِهم أذى يؤدي بهم للهلاك ولكن لم يخطط على موت احدهم وما حدث لماهر لا شأن له فيه
هو محطّم على هذه الصداقة التي بدأت يومًا عن يوم تكشّر عن انيابها
لتبعده مسافات طويلة بقلب موجع ومليء بالغضب

: احتررررررررررم نفسك عبيد.....وش هالكلام الفاضي...اللي صار لهم مالي دخل فيه...مانيب مجنون اخطط على ذبح مويهر.....ولا خططت على سجن لا طليّل ولا زويد......اللي جاهم جزاهم واقل من جزاهم...بس مالي دخل فيه....واذا ما تدري هم اللي جابوا لهم هالفتن بعد سرقتهم لمخططات لمهندسين غيري......خذ العلم من اصحاب المشاكل نفسها مو من الناس.....

عبد لله تمتم بالاستغفار لم يقتنع كليّا بالأمر
: اخذتها من صاحب الشأن.....ماهر....رحت زرته وقال لي هالكلام....

فيصل صُعق وشعر بالقشعريرة تسري في اطراف جسده لتتمكّن من جزئه المركزي الذي توقف عن التفكير فجأة؟
كيف تهون عليه العشرة هكذا ليبدأ بالتلفيقات عليه حتّى بعد ما حدث لهُ
توقّع ذهابه له في ذلك اليوم سيصهر تأنيب الضمير من على قلبه ليجعله يتألم ولكن من الواضح ماهر لن يتألم ابدًا على ضياع صداقة عميقة حدثت بينهما، مسح على رأسه واخذ يشتم ماهر بقهر

ثم اردف: خويّك هذا ودّع عقله.......ما يعرف شقول.....قسم بالله لم رحت زرته قلت يمكن بيتأسف ويظهر لي ندمه....طلع الـ###......حاقد علي بدون سبب......واضح بيستمر في عداوته لي حتى بعد ما خسر....كل شي.....

عبد لله سكت ثم قال: الكل مصدوم يا فيصل...والكل جالس يأكّد أنك انت المسؤول....
فيصل ضحك بقهر: ههههههههههههههه والمجنون اللي يصدّق....صدق اني طايش...بس ما توصل اني اذبح آدمي يا عبيد...اظنّك خابرني ولا حتى انت مثله؟
فهم انه يشبّه بماهر مسح على وجهه: انا مصدوم..وبوقت الغضب الواحد يطيش ولا يحسب حساب لفعايله.....
فيصل صرخ: يعننننننننننني مصدق؟
عبد لله اغمض عينيه: ابي اشوفك.....نجلس نتفاهم....
فيصل : ما في شي ينتفاهم عليه....الكلب المسعور حتى وهو مجروح يأذّي.....وانا عارف انّك مصدّق مويهر....صدقه ....لا اوصّيك اي شي يقوله تراه صح..فمان الله.
ثم اغلق الخط في وجه عبد لله وهو يشتم ماهر بكل قهر وغضب
ركل برجلة السرير ثم توجّه إلى الخلاء ليستحم
ليقلل من حرارة غضبه، وهو يفكّر أمر السجن هذا بسبب كشف ليث لحساباتهم على الظاهر يعلم بذلك لن ينسى
مكالمته معه حينما قال له
(ومسكت عليهم مخططات لمهندسين سارقينها منهم مثل ما سرقوا مخططاتك انطردوا وتم احالتهم للتحقيق ويمكن ياخذون تأديب سجن)
تأفف وفتح صنبور الماء لينهمل على رأسه بهدوء!
.
.
.
.
.
.
قدّمت اوراقها للعمل في المستشفى المتواضع والقريب من سكنهما وقبلوها ، بدأت تداوم فيه بعقل شارد وحياة باهتة لا معنى لها، لا شيء قادر على إستعادة هدوء ما بداخلها، كل ما تشعر بِه ضجيج مؤلم ومؤذي خبيث يطوّق بيديه على قلبها ليضعف نبضاته ويزيد بركله على ذاكرتها استرجاع موقفهما الأخير
قُبلته الحانية على جبينها مودّعًا إيّاها موجعة تشعر بحرارتها إلى الآن هذه القُبلة ألهبت وتينها الضعيف،
مشت في الممر تنظر للأطفال من حولها الجميع مُتعب خاصة قلبها
تُريد فقط أن يُجيبها على اتصالاتها المتكررة
تريد أن تسمع صوته ليبّث الطمأنينة في حياتها
ولكن لا يُجيب
وهذا الأمر بدأ يقلقها بدلًا من أن يجعلها تشك من انه يصدّها
خشيت من انّ تلك العصابة هجموا عليه وجعلوه يرحل في سفره الأبدي!
خرجت إلى الشارع وركبت سيارتها وهي ترتجف خوفًا من أن يكون مصابًا بمكروه، أو فعلوا به ما فعلوه وألقوا بجثّته بعيدًا عن أعين النّاس
هزّت رأسها بعنف وفيه هذه اللّحظات
سمعت رنين هاتفها قامت بتشغيل سيارتها ثم سحبته على أمل من أن ترى اسمه
على الشاشة ولكن تملّكتها الخيبة على صوت والدها الذي قال: سوزان بوصِّي حبيبتي....انا رايح عالإسكندرية.....عندي شُغل حخلّصوه في يومين وراقع ليكي .....ما تطلعيش من القاهرة ...تمام!

سكتت، تعلم في الواقع لم يذهب إلى الإسكندرية بل ذهب خارج البلد بالأمس رأت تجهيزاته الذي حاول إخفاؤها عنها سيذهب خارج البلد للإستمتاع واللّهو كما يشاء له بعيد عن انظارها وبعيد عن تجهمّاتها الغير مرغوبة
الأمر الذي جعل والدتها تطلب الطلّاق منه وتعود لبلدها الأم "المغرب" هذه السفرات التي تخلّف وراؤها خيانات عديدة لا تُغتفر
والدتها في الواقع عاشت في مصر لفترة طويلة قبل أن تلتقي بوالدها ، فكما اخبرتها جدّها كان يعمل في مصر وكانوا يترددون كثيرًا ليبقوا في القاهرة لفترة ثم اكملت دراستها المتوسطة والثانوية في المغرب واتمّت الجامعة في مصر وتعرّفت على والدها وتزوجا في فترة قصيرة ولكن بعد فترة لم تتحمّل والدتها طبع والدها الحاد والغير مبالي لهذه الحياة
انجبتها وبعد ثلاث سنوات من انجابها لسوزان طلبت الطلّاق
تطلقا دون أيّة مشاكل وبتفاهم، عاشت سوزان عند والدتها إلى سن الرشد وبدأت تتنازل في رؤية والدها لها
وبقيت سوزان مشتته تارة تذهب لدى والدتها وتارة تنزل لوالدها
اكتسبت ثقافة البلدين ولهجة البلدين
ولكن مؤخرًا وبسبب وفاة والدتها بقيت في مصر فترة طويلة لتكتسب منها أمور تجعلها منها مصريّة بنتًا لهذا البلد دون تهجين في اللهجة!
ولكن بعد ان تعرّفت على ركان بطريقة لم تتوقعها اختلّى اتزان اللهجات في لسانها لتتعدد....
.
.
لا تستطيع ان تُنطق اي شيء، تفهمه يخشى عليها بالعودة إلى امريكا
فهي عاشت هُناك لفترة طويلة مبتعدة عن بلدّيها
"المغرب ومصر"
كانت تقسو على نفسها حينما تذهب للمغرب بعد وفاة والدتها كل شيء هُناك يذكّرها بوجه والدتها ، عائلتها هُناك مازالوا محزونين على هذا الفقد الذي جاء مبكرًا
وكانت تتملل من فكرة الذهاب والعودة لمصر بسبب والدها وبعده عنها في اشّد حاجتها إليه
فكانت تفضّل البقاء بعيدًا عن تلك الدولتين
لتنعزل عن العالم وتبقى في وجهة مغايرة عن وجهتها تمامًا
لتلتقي بعدها بحُب كبير سرق منها الملل والكلل
.
.
اردفت: اوك...
ثم اغلقت الخط وقادت سيارتها بذهن شارد، خسرت والدتها وحنانها
خسرت من أن تحضى بأب مثالي لا يبتعد عنها في أشّد ضيقها مهما كانت ظروفه!
خسرت كل شيء حتى الحُب الذي تمنّتهُ خسرتهُ في غمضت عَيْن...اجتمعت الدموع في عَيْنيها وبدأت ترى الطريق على ضباب الأمل من اتصال ركان!
تُحبه لماذا لا يعي العالم هذا الحُب؟
هذا العُشق الذي نبت في جُنبات قلبها؟
لماذا يحاولون ابعادهما عن بعض ؟
.
.
لا تريد أن تتوجّه إلى المنزل لا تريد قادة سيّارتها إلى حديقة الأزهر هذه المرة تريد ضجيج البشر يخالطها ويقترن بضجيجها الداخلي لعلّى بذلك تُشفي جزءًا من هذا الألم العاطفي المخيف!
.
.
.
.
خبأت أوراق التحاليل عن ابنها الذي ألحّ على ان يراها قبل خروجهما من المستشفى ولكن أبت ذلك ، وطمئنتهُ أنها بخير ولكن لم يهدأ
هي مصدومة في الواقع كيف حامل؟ وبعد هذه السنوات؟ لا تريد ان تعود للتجربة نفسها تحمل....تشعر بحركات ابنها ثم يموت دون سبب؟
لا تريد أن تتجرّع هذا الألم وهي في هذا السن
لا تريد أن تضع أملًا كبيرًا في هذا الحمل!
اخبرت زوجها وابتسم وتهلل وجههً يومها وسُعد بذلك ولكن اردفت: مابي احط امل كبير في هالحمل يا بو ذياب...
طبطب على كتفها: الأمل بالله كبير ...لا تقنطين من رحمة الله......اللي حفظ ذياب وكبّره ...بيحفظ هاللي ببطنك.....لا تسيئين الظن بالله .....
هزّت رأسها بهدوء: والنعم بالله....
.
.
نزلت من الغرفة وهي تمسح على بطنها وتستودع حملها الله، تدعو الله خاشعة من قلب طاهر ومرتجف بأن يتّم هذا الحمل على خير، للتو دخل ابنها عليها وزوجها كان جالسًا في الصالة، كانت ستدخل إلى المطبخ لتنظر لأمر الغداء وتقرر ماذا تطبخ لهذا اليوم ولكن توقفت
سمعت زوجها يقول: تعال وانا بوك...عندي لك خبر....

ذياب ابتسم
توقّع خبررغبته بالزوّاج وصلت إليه ، وربما خالتهُ حدّثت والدته بأمر عهود مر يومين مُنذ ان حدّثهُ صارم ربما اقنع اخته وخالته اتصلت لتبشرّهم
جلس بالقرب من والده: خير يبه.....وش هالخبر اللي مخلّي وجهك منوّر...
شعرت في الواقع بالخجل دخلت المطبخ لا تريد أن ترى ردّت فعل ابنها وإن كانت ردّت فعله الفرح والإبتهاج، كيف يكون له اخًّا وهو في عمر السادسة والعشرين من عمره وبعد أن ظهر الشيّب على رأس والده، هي تعلم بواقعيّة حدوث الأمر هما مازالا قادرين على الإنجاب
ولكن هي تخجل وتخاف من الظروف التي قد تحصل لها وتقلب هذا الفرح حُزنًا!
.
.
بو ذياب: خير خير وانا ابوك...
ثم اطرق بهدوء: بجيك اخو ولا خت...
ذياب *تبّلعم* عقد حاجبيه ولم يفهم كيف سيكون له أخ أو اخت
شعر لوهلة انّ عقله وقف عن التفكير
: شلون يبه؟
بو ذياب بجدية: أمّك حامل...يا ذياب...
الآن فهم لماذا خبّأت ورقة التحاليل عنه، فهم سكوتها خلال اليومين الفائتين ، فهم لماذا تتحاشى النظر إليه ربما خجلة من الأمر
ابتسم وشيئًا فشيئًا ضحك بخفة ليشد على يد والده: صدق يبه؟
ابتسم والده: والله صدق....عاد أمّك مستحية تقولك...وغير انها خايفة اصلًا الحمل ما يتم...تدري انت...قبلك وبعدك سقطّت كثير .....وتعبت من الأمر.....ولكن ربك الكريم يرزق عبيده من حيث لا يحتسبون....

ذياب لا يدري يفرح من أجل أن يكون لهُ اخًّا وهو الذي تمنّ أن يكون له اخ أو حتى اخت....ام يحزن على والدتها وخوفها من عدم اتمام هذا الحمل
: الله يتمم لها على خير.....الأهم تتوكّل على رب العباد...وتهتم في صحتها......
بو ذياب بصوت واطي: عشان كذا قلت اقدّم على مكتب الخدم...واجيب وحده تساعدها....
ذياب : ارتاح انت....انا بروح....المكتب وبقدّم على طلب الاستقدام.....لا تشيل هم يبه...
ثم نهض وهو يقول: عن اذنك...
توجّه للمطبخ ونظر لوالدته وهي تقطّع الخيار ابتسم وهو يغمز لها: يعني الحين انتي عن انسانين؟
والدته رفعت نظرها إليه: شقول؟
اقترب منها ليُشير إلى بطنها: هنا اخوي؟
ابتسمت على مضض وخجلت قليلًا ثم قالت: لا تتأمل كثير من انه يجي....
ذياب مسك يدها ليوقفها عن تقطيع الخيار: لا تقولين كذا يمه....قولي الحمد لله وما هوب صاير إلّا اللي كاتبه ربي....
ام ذياب: الله كريم...
قبّل رأسها : باذن الله بيجي لي اخت ولا اخو....ويتم هالحمل....المهم الحين انتي تهتمين بنفسك....وتتوكلين على الرّب الرحيم...ولا تعطين فرصة للشيطان يضعف حسن ظنّك بالله.....
ام ذياب بصوت متهجد: والنّعم بالله....
ثم نظرت إليه: اليوم بكلّم خالتك اشوف وش صار...
ذياب تنهّد: دامها ماتصلت يعني ما صار شي...لا تتصلين يمه.....انا بنتظر....
ام ذياب بحنية: الله يجعلها من نصيبك يا وليدي...وفرّح قلبك...قول آمين...
قبّل يدها وهو يردف: آمين يا الغالية آمين.
.
.
شعر أنّ الوقت المُناسب هو اليوم اجمع والدته ووالده في المجلس دانة ما زالت في المستشفى وربما اليوم ليدها مناوبة وستتأخّر في المجيء بينما عهود ما زالت هي الأخرى في الجامعة ونواف في مدرسته
هو خرج من دوامه وأتى ليتحدّث: يمه.....يبه....تدرون ذياب....كلّمني....وتدرون انه مصّر على خطبته من عهود....وانا مصدوم اصلًا من انكم رافضينه مرتّين على لسان عهود....وادري انكم تدرون هالشي غلط.....بس الغلط من انكم تستمرون وتردّون الولد مرة ثالثة على لسانها وبدون ما تدري هي...
تحدث بصغة الجمع ليخفف من حدّة الحديث على والده لذلك اشرك والدته في حديثه لكي لا يُثير ريّاح والده العتيّة

ام صارم نظرت لأبنها ثم زوجها وهي تفرّك بيديها خائفةً من ان تستفّز غضب زوجها بأي كلمة تُخرج وتهوي على وتره الحساس لذلك حاولت أن تنتقي كلماتها بحذر: ذياب ما فيه ردى عشان ينرد وينعاف....لكن ابوك هو من يقرر....
صارم زمّ شفتيه: يبه اذا انت رافض عشان عيال عمي...ماشوفه هالشي سبب مقنع....هذا محمد متقدّم لدانة واشوفك رافض....
بو صارم خرج من قوقعة صمته: انا رافض طريقة ابوي في عرض الزواج على الاثنين!......بس مو رافض فكرة بنت العم لولد عمها....
صارم شعر انه سيدخل في الدوّامة نفسها فقال: واذا ما كان ولد هالعم من نصيب بنت عمّه...نوقّف رزق البنت؟....يبه.....انت بلسانك تشهد على رجولة ذياب واخلاقه......واعرفك ما تجبر احد على شي ما يبيه....اترك فرصة للعهود تقرر...يبه....لا ترفضه مرّة ثالثة وتكسر الولد....انا اشهد انه شاريها....
بو صارم بانفعال: ما قلت هو بايعها ....ومن كلمتني امّك مرة ثانية عن خطبته من جديد وانا عارف الرجّال شاري هالقرب .....
ام صارم لتليّن قلبه: فكّر يا بو صارم.....والله انا مابي اوقّف رزق بنتي على شي ما هوب جاي....ماحد من عيال عمها تكلّموا....وإن جيت للحق....عيال بو فهد إن فكروا بهالشي كبار عليها....وعيال بو ليث بعد....
نظر إليها ليردف: فيصل من قدها يا ام صارم!

لم تتوقع ان يختبص في يوم وليلة هكذا تذكر قبل يومين اظهر لها لين قلبه ماذا حدث؟
تحدث صارم: ويمكن فيصل ما يبي من العيلة يبه.....ما ندري من يبي.....
بو صارم تنهد ثم قال: اتركوا الاوضاع تخف وتطخ ....انا افكر في دانة ومحمد ولا في عهود وذياب.....لا تضغطون علي...

ام صارم بجدية: دانة مثل ما انت شايف هي رافضة...ودامك وراها مثل السند ماحد يقدر يجبرها...ادري خايف من عمي يجبرها...وهي ترجع لورا ولعلاجاتها...بإذن الله ما هوب صاير شي....
صارم بهدوء: ما على دانة خوف يا يبه.....وبعدين محمد بعد رافض.....جدي ما راح يقدر يجبرهم......
بو صارم مسح على لحيته: لم تهدأ الأوضاع نكلّم ذياب ونشوف ....
تهلهل قلب زوجته وابتسمت وهي تنظر لصارم الذي وقف وقبّل رأس والده
بو صارم: انا رايح لابوي....عن اذنكم...
ثم خرج
وام صارم نظرت لصارم: باذن الله بس ترجع بكلمها...وباخذ رايها وبكلّم اختي بعد...
صارم هز رأسه فهم موافقة والده على الأمر بشكل جزئي وفضّل والدته تُخبر عهود من الآن لينظروا في الأمر فيما بعد ويضع والده أمام الأمر الواقع لمعرفة اخته بهذه الخطبة، وإن وافقت ربما يصعب عليه الرّفض!
تنهد ثم
خرج من المنزل هو مبتسم على هذا الإنجاز الذي احدثه الآن سيفرح ذياب يثق اخته لن ترفضه
التفت على الشّارع الآخر ونظر لفهد يشير إليه : اخبارك يا ولد العم؟
صارم نظر إليه: هلا وغلا يا رجّال من يوم ما راح ليث ما عاد شفناك....
فهد تحدث وهو يتقدم للأمام لناحية صارم: تدري رحنا الريّاض لخالي بعد سفر ليث على طول ورجعنا على اوضاع انت اخبر ابها...
صارم عقد حاجبيه: عسى بس خالك بخير....
فهد هز رأسه: بخير بخير....
ثم ألتفت لينظر لنواف الذي يمشى على الرصيف ليقترب منهما
عقد حاجبيه ونظر للساعة: الساعة احدعش وربع..
فهد فهم مغزى حديثه: يمكن طلّعوهم بدري ....
نواف اقترب منهم القى التحية عليهما ثم همّ بالدخول ولكن استوقفه صارم حينما مسك كتفه: هربان؟
فهد نظر لجدية صارم ونبرته ، ونظر لتعب نواف واحمرار عينيه وتمزّق ياقة ثوبه وللجرح المرتسم على خدّه
انتبه لكل هذا صارم ليكمل: علامك طالع من حرب؟
نواف بتأفف: مالك دخل...افففففففف
صارم استفزّته هذه الكلمة ، مُنذ ثمان أيّام وحال نواف لا يطمئنه يخشى عليه من التورّط بأمور خفيّة لا يريد أن يعرفوها!
شدّه إليه: تكلّم معاي عدل...
فهد تدخل هُنا: صارم اذكر الله واترك الولد....
نواف بعصبية: فكني.....الله ياخذك...توني طالع من هوشة...واي هربان من المدرسة وش بسوي...؟
همّ صارم ان يصفعه على وجهه ولكن فهد المصدوم من ردّت فعل صارم مسك يده : صااااااااااااااارم جنّيت..
ثم ابعده عن نوّاف ليقول: نواف ادخللللللللل داخل...
نواف دخل ليصبح فهد أمام صارم الذي همّ بالدخول: صارم....هدي نفسك ماله داعي تحوس الولد.....
صارم : صار له اكثر من يوم مو عاجبني ولا على بعضه...واليوم هوشة وهربان...بكرا وش بسوي...
فهد بجدية: اتركه يهدأ وكلمه بعدين....ترا نوف كبر ما عاد بزر....صار عمره ثمنطعش سنة ولا يقبل منك تعامله هالمعاملة وكل ما شدّيت معه بيشد.....وبعاند....ولا بتاخذ منه لا حق ولا باطل...
صارم ابتعد عن فهد وتمتم بالاستغفار ثم قال: قسم بالله مطلّعني من طوري....

فهد بهدوء: تبيني اكلمه؟
صارم بجدية: ما راح تاخذ منه لا حق ولا باطل على قولتك.....بكلمه بعد ما يهجد.....الحين عن اذنك يا ولد العم..عندي شغل...
فهد بهدوء: طيب طيب...انتبه للطريق..واذكر ربّك...
.
.
كانت تمشي وتحدُّثها دومًا ما تضيع في الحرم الجامعي ولا تجد مخرجًا يدلّها على وجهتها الصحيحة تكلمها إلى ان تلتقي بها بعد ان تصف لها المكان
وصلت إليها لتُلقي على مسامعها شتيمة خرجت من غضبها وتعبها من المشي وضياع الوقت
: الله ياخذك .....كم شهر مر ولا حفظتي الأماكن....صدق انّك نكتة وصدق انّك بنت تحضيري بقره بمرتبة الشرف!

ضربتها على كتفها بعد أن سمعت حديثها : لا تطنزين علي....اليوم اصايل ما جات معي.....وضعت....متعودة على قسمنا ...قسمك انتي لدخلته اضيع....واصايل هي اللي تقودني...

عهود بقهر: اي دايم الصخول يقودونهم النّاس يا صخلة...

هيلة عادت لتضربها وتلفت انتباه الفتيات من حولهن: جب عاد لا تتمنين علي....قلت لك تعالي قسمنا وش قلتي....الكفتيريا حقتكم فيها اكل شين...استغفر الله...
عهود دفعتها لتمشيا إلى الأمام : شوفي ساعتك اشوي ويأذن الظهر...واشوي يخلّص بريكي....
هيلة نظرت للوقت وانصدمت : هأأأأأأأأأأأأأأأ......شلون ....
عهود: من بقارتك والله...احد يضيع....بس انتي...حتى بنات التحضيري الثّانيات....ما يضيعون...كل مكان يعرفونه....بس انتي مدري شفيك......

هيلة : قسسسسسسسم بالله سكت لك عاد ...لا جلسين تهينين عقلي....ياخي عقلي دايم يخوني....انا من الآخر خوّانة في نفسي....خوووووووووانة....
عهود ضربتها على ظهرها حينما رفعت صوتها : جب فشلتيني يا الهمجيّة الكل يطالع....
هيلة ضحكت بخفة : ههههههههههههههه احسن عشان توقفين سب وشتم ....
عهود بتأفف: طيب ....دام الاوضاع مخيسة بالبيت....وما باقي شي على بريكي وخلّص....انا اقول نسحب على آخر محاضرة انتي عندك بس محاضرة ؟
هيلة بكذب وهي تشتت ناظريها عنها: اي...
عهود قرصتها: والله ادري محاضرتين اعرف جدولك راسلته في قروبنا.....
هيلة ضحكت وهي تقرصها:هههههههههههههههههههههههه... دامك تدرين ليش تسألين...
عهود : كيفي...سمعي حضري المحاضرة اللي ما قبل الأخيرة وانا بطلب لنا غدا ما بحضر اخر محاضرة وبنتظرك لخلصتي رنّي في مكانك واتصلي علي واجيك....الحين تعالي نروح نتوضا...
هيلة نظرت لها: انا ما صلي...
بسبب عذرها الشرعي.







 
 

 

عرض البوم صور شتات الكون   رد مع اقتباس
قديم 12-01-21, 03:29 PM   المشاركة رقم: 28
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2017
العضوية: 327052
المشاركات: 98
الجنس أنثى
معدل التقييم: شتات الكون عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
شتات الكون غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : شتات الكون المنتدى : المنتدى العام للقصص والروايات
افتراضي رد: رواية: أحببتُ حُطاما سَبق أوان الرحيل\ بقلم شتات الكون

 



عهود دفعتها للأمام: طيب استحي على وجهك وقصري صوتك...فشلتيني والله....

هيلة ضحكت وهي تستفز بضحكتها عهود، توجّهتا للخلاء دخلت عهود للتتوضّا وبقِيّت هيلة تنتظرها في الممر، واخرجت الكتاب من الحقيبة الكتاب الذي استعارتُه من زميلتها، نظرت للغلاف من جديد وقرأت اسمه ، عنوانه غريب نوعًا ما، قرأت الفهرس لتنظر إلى المواضيع الذي يُناقشها، الكون، حقيقة مجيء العالم، نظريّات باسماء مختلفة، ثم بدأت تقرأ بقيّة العناوين بصمت إلى أن رأت نفسها تقرأ مقدمة الكتاب انهتها في خلال دقيقة
وقلبت الصفحة على عنوان الطبيعة وحقيقة وجودها في العالم....
ولكن سمعت صوت عهود: يلا امشي...
هيلة اغلقت الكتاب هُنا ولكن عهود سقط نظرها عليه: وصرنا نقرا؟
ضحكت هيلة: ههههههههههه من زمان اقرا ترا...
عهود رمت المنديل في القمامة بعد أن جففت به وجهها: ادري...
ثم سحبت الكتاب من يدها لتقرأ العنوان وتنصدم: منين لككككك؟
هيلة عادت خطوة للوراء: بسم الله شفيك؟
عهود بجدية: هالكتاب ممنوع مستحيل تشوفينه بمكاتبنا.....
هيلة فتحت عيناها: مو من جدّك؟....بالله كيف البنت صار عندها...
عهود اخذت تتصفّح اوراقه: أكيد الوضع تهريب....حاله حال المخدرات والعياذ بالله!
ثم قرأت عنوان لتضج: يا الحقيرةة..مواضيع مثل وجهك........
هيلة : بسم الله ...بسم الله...أهدا من كذا يا عهود.....
عهود سحبت هيلة من الممر لتنعزلا أمام الوجهة الزجاجية: مامزح للأسف.....ذا كتاب إلحادي ميّة بالمية....بيتكلّم لك عن فلسفة بعيدة عن الدين.....وبقنعك بنظريات غبية...وبخرّب عقلك...أمانة من اللي عطتك إيّاه؟
هيلة سكتت حينما ألتمست الجدية في صوت عهود ثم قالت: بنت متعرفة عليها....عطتني ايّاه لم عرفت اني احب اقرا....بعدين لا تخليني احكم عليه يمكن مربوط بأدلة وبراهين شرعية ...
عهود بغضب: هالبنت لازم يتم التبليغ عنها....هالكتب تسبب انحراف فكري من الآخر كيف تجيبه..... ولها عين تجيبهم الجامعة...بس واضح هذي وراها شي...وانتي صيده بالنسبة لها وعطتك هالكتاب.......العناوين ابدًا ما تبشّر بالخير.....
هيلة ضحكت: ههههههههههههههههه......عهود لا تبدين تفلمين علي اشوي وتقولين البنت منحرفة.....
عهود زجرتها: اي منحرفة!.....ترا لو احد بشوف هالكتاب عندك بتروحين ورا الشمس حياتي....انقلعي عطيها هالكتاب.....أو خلينا نشتكي عليها....
هيلة بخوف: لا شنو نشتكي ما نشتكي...اعطيها اياه اوك....وتولي بعدها مالنا دخل فيها....
عهود بجدية: روحي عطيها اياه.....ولا عاد تستعيرين من اي بنت كتاب....ترا الجامعة مو مثل المدرسة....محطيها واسع..وفيها اشكال واجناس مختلفة...فيه المؤدبة وفيه المختلّة وفيه المنحرفة....لا توثقين في اي احد بسرعة.....
هيلة : طيب روحي صلّي اذن...وانا بروح الكلاس....
عهود بتحذير: عطيها اياه..
نظرت لها هيلة باستسلام ثم مشت وعبرت من أمامها!

.
.
.
كانت تشعر به، ما زال يُتابعها بنظراته وتشعر أنّ الأمر بدأ يُضايقها حقًّا هي لا تدري تقبل هذا الحُب أم تقبل تسلّط جدها لا تدري تقبل أيّهما في الواقع؟
كشفت على مريضها تأكدّت من وضعه وكان مستقر ثم خرجت من الغرفة بعد ان وجّهت بعض التعليمات المهمة للممرضة لتقوم بها بعد خروجها تمامًا...
نظرت لموضي تأتي بالقُرب منها وهي تقول: ما خلصتي؟
دانة وهي تسحب النقّاب قليلًا للأسفل لتنظر للملف الذي في يدها: والله باقي حالة...
موضي نظرت للملف: مت جوع ترا....
ابتسمت من خلف النقاب: اذا حدّك جوعانة اكلي...
موضي: لالا دام باقي لك حالة بنتظر....
دانة ضحكت بخفة: هههههه كيفك...
ثم ذهبت للغرفة المنشودة، هي قرأت الملف التابع للمريضة قبل دخولها عليها لتطمئن عن الأوضاع اخذت بما يُقارب الخمس دقائق وهي تعاينها وتحدد مدى استقرار حالتها ثم خرجت لتنظر لموضي التي تنتظرها : اخيرًا...
دانة : بروح مكتبي بحط الأوراق وبجي مكتبك......
موضي : طيب بس لا تتتأخرين اكيد الأكل برد...
دانة وهي تمشي: طيب...
ثم ذهبت متجهة للمصعد ، دخلت ليدخل سريعًا معها رعد، فهمت حركته كان يُراقبها بعد خروجه من غرفة مريضه تُدرك ذلك وبدأت تفهم حركاته خاصة بعد اعترافه لها، شعرت في الواقع بالخوف من أن تكون معه في مكان واحد رغم أن وجودهما مع بعضهما البعض لم يأخذ إلا ثوان قليلة
ولكن قال: اعتذر لو سببت لك احراج على اعترافي يا دانة....بس صدقيني انا جاد في مشاعري وو....
انفتح باب المصعد وخرجت سريعًا دون ان تستمع لبقيّة حديثه
بينما هو تنهد لفعلتها التي استفزّت مشاعره من الداخل واغلق الباب عليه
.
.
أما هي حينما دخلت إلى مكتبها وضعت الملفات على الطاولة وهي تتأفف
وتردف: قسممممممم بالله وقح.....اففففففففف..الله يستر منك!

ازاحت من على وجهها النقاب ورمتهُ على الكرسي....ثم مسحت على وجهها مرتّين تشعر بالضّغط، وتود لو تنقل من المستشفى إلى مستشفى آخر....لا تستطيع ان تبقى في مُحيط مراقبة من قِبله وإن كان يحبها فهي الآن مشتتة ما بين اوضاعها لا مجال لإعطاء الحُب المتبادل ولا مجال في التفكير في شيء آخر....
جلست على الكرسي تفكر لدققتين ثم نهضت بعد ان تذكرت موضي والغداء سحبت النقاب ارتدته على عجل ثم خرجت!
.
.
قلبه غير مطمئن ذكر اسمه في الإعلام يُعني هُناك حرب ستُقام، ذهب إلى صاحبه ، لينظرا هما الإثنان في الأمر رغم انّ ركان بحاجه كُبرى للراحة خاصة بعد خسارته للدم الذي نزفه
تذكر وقتها حديثه وسبب اطلاق ابا سلمان عليه، دخل واغلق الباب تقدم لناحيته ثم جلس على الكرسي عن يمين ركان: اخبارك اليوم...
ركان نظر إليه: بخير...أنت اخبارك واخبار أمل؟
ليث بهدوء: كلنا بخير...وأمل بخير...كنت بجيبها معي بس كانت نايمة ولا حبيت اجلّسها.....
ركان كح على خفيف ثم بلل شفتيه : شفت الخبر؟
ليث تنهد: هالخبر يعني الموت ...
ركان نظر إليه: ركان.....بو سلمان وصّل رسالة اللورد صح...لم كلّمك وعلّمك مكان رحيل هذا يعني نيّتهم ما يموتون رحيل أبد....ولم جاني .....وترك صاحبه يصوّبني في كتفي هذا يعني ما يبون يموتوني...كل هذا عشان يخوفونك ورهبونك.......ليث.....هالنّاس الوصخة ما تبي تموّتك على كثر ما تبي تخوفّك وتضعفك.....
ليث بانفعال: يبون يضعفوني...لين اتمنى الموت يا ركان.....اليوم اطلقوا عليك .....في مكان يخليك تعيش....بكرا يذبحونك عشان يكسروني...ورحيل عاد حكاية ثانية انا لسى ما سألتها وش صار...بس واضح وش صار يا ركاااااان واضح....

ركان رفع نفسه قليلًا عن الوسادة وهو يتوجّع: هد نفسك يا ليث.....هد نفسك.....أنا قلت لك...عشان ما اصير حمل ثقيل عليك......ما راح اساعدك في الظاهر....بس انا معك.....في الخفا!

ليث نظر له: لالا....من يوم ورياح انت اطلع منها...وزين جات على كذا عرضية .....مابيهم يلفّون عليك وعلى أمل....

ركان ابتسم بسخرية: ليبون يلفّون لفّوا علينا من زمان .....بس هم هدفهم اقوى من كذا....هدفهم يصيبونك في المكان اللي يقتلك!
ليث رمش مرتين ، سرح بذهنه وهو يستمع لركان الذي اكمل
: ورحيل هي المكان الي يوقف قلب الجميع.....هي مو بس زوجتك هي بنت عمّك ومن لحمك ودمّك.....ويعرفون لو سوو لها شي...ما راح يوجعون قلبك عليها وبس....راح يوجعون قلبك على عمّك وحزنه لها...وعيلتك كلها.....يا ليث....هم يبون يتركون بصمة كبيرة على عيلتك!

سكت ، وبدأ الأمر مقنعًا هم يريدون ان يوجعوه في رحيل فقط لأنها زوجته وابنت عمّه وتحمل الكُنية نفسها ، فهدمها يُعني هدم كيانه وكيان عائلته ، هم في الواقع يريدون هدم ركن عائلته الأساسي ويفهمون أنّ مسألة الشرّف لدى العرب حساسة لديهم بشكل كبير وهم يؤلمونه من هذا الجانب
تحدث: ساعات افكر احقق مطالبهم...
ركان: وإن حققتها راح يبتزونك لمطالب اكبر منك يا ليث صدقني...
ليث بعضف: شسوي؟
ركان نظر إليه: خذ زوجتك وارجع السعودية .....
ليث ابتسم بسخرية: ماقدر....الوضع هناك زلزال يا ركان...وجدّي مصعّب كل شي علي.....شرط علي ما ارجع إلّا وانا عندي ولد منها...كيف بقدر ارجع؟
ركان سكت، نظر لليث ولضعفه وانكساره
: تفاوض معاهم.....في كل شي إلّا انّك تدّخل هالأدوية الرخيصة للبلد....
ليث هز رأسه وبتفكير: هذا اللي بصير يا ركان...هذا اللي بصير...على الأقل احفظ دمي لفترة .....
ركان بخوف: لا تكلّم كذا .....
ليث نهض وهو يقول: مابي اتعبك وانت بهالحال....بكلّم بو سلمان وبطلب منه اقابله وجها لوجه....بتفاوض معاهم على اي زفت يوقّف تهديداتهم على الأقل لفترة......
ركان بهدوء: طيب....واتصل علي طمنّي...
ليث انحنى ليقبّل جبين صاحبه معتذرًا على الألم الذي سببهُ له
على سرق جزء بسيط من اهتمامه ليصبح خاص به وبقضيّته التي لا حل لها
ابتعد ثم خرج ليترك ركان : الله يحفظك.
.
.
.





 
 

 

عرض البوم صور شتات الكون   رد مع اقتباس
قديم 12-01-21, 03:31 PM   المشاركة رقم: 29
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2017
العضوية: 327052
المشاركات: 98
الجنس أنثى
معدل التقييم: شتات الكون عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
شتات الكون غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : شتات الكون المنتدى : المنتدى العام للقصص والروايات
افتراضي رد: رواية: أحببتُ حُطاما سَبق أوان الرحيل\ بقلم شتات الكون

 


.
.
استيقظت من النّوم وتشعر بالجوع يطحن أمعاؤها، عليها أن تخرج، ولكن تمنّت ألّا ترى وجهه ولا وجه زوجته
لا تريد أن تُحارب يكفيها ذلك اليوم الذي خرجت فيه حاربت كثيرًا الآن تُريد استراحة مُحارب لأنها ستخوض حربًا قاسية فيما بعد
هي تُخطط لها مُنذ يومين!
لبست من الملابس التي اشتراها لها ليث، اخرجت الجينز الاسود والذي كان يُناسب قياسها ، واخرجت بذلة خفيفة ربما تُناسب الصيف لا تدري لماذا اشتراها ليث سحبتها وكانت باللون الابيض ارتدتهما
ثم سحبت الجاكيت الكبير عليها بلونه الرصاصي
اغلب ملابسها الوانها تُناسب الجنس الآخر في الواقع وغاتمة ولكن
تُناسبها هذه الألوان فهذا لون حياتها اصلًا!
.
.
في يوم دخل عليها ليث يريد منها ان تحدّث ريّان وخالتها ورفضت رغم انها مشتاقة لأصواتهما ولكن في مثل هذه الظروف وعمعمة شرط جدّها رفضت ان تتقبّل صوتهما ، تشعر وكأنهما هما الأخرين متفقان على قتل روحها بهذا الشّرط ، شعرت وكأنها محاصرة من قِبل الجميع على أن يعيقوا مجيئها للبلد!
.
.
خرجت من الغرفة وذهبت للمطبخ لترى الأخرى واقفة امام الثلاجة تنظر لها بصمت وبشعرها المبلول....لا تحمل ناحية هذه الإنسانة لا حُب ولا كُره ولا بغض تراها كنظرتها لأي فتاة لا صلة بها اصلًا
دخلت المطبخ ....لتسحب كيس *الأندومي* من على الرّف ثم توجّهت لمكان الأواني لتسحب بعدها (القِدر) سكبت بداخله الماء ثم وضعته على مقود الفرن
تحدثت دون أن تنظر لأمل التي سحبت فطيرة باردة من الثلاجة وبدأت بأكلها بعينين سارحتين: احسبك معاي؟
أمل التفتت عليها، نظرت لضعف رحيل وهزلها، للجروح التي بهتت على وجهها ولصمتها خلال اليومين ولحالها الذي يُظهر لها بأنها فتاة لا حياة لها رغم أنها تتنفّس!
ازدردت ريقها هذا هي التي ستسرق منها ليث؟
وكيف لم تستطع أن تسرقه خلال يومين منها؟
ربما لأن ليث متعاطف مع وضعها،
كيف؟!
تحدثت أمل بصوت متعب: لا...
ألتفتت عليها رحيل نظرت لإحمرار عَينيها ولرجفة يديها التي تُمسك بالفطيرة
: واضح انك جوعانة مرا.....بحسبك معي...
ثم سحبت رحيل كيس آخر لتضعه في القدر
رحيل وهي تضع البهارات تتحدث بهدوء: كم صار لكم وانتم مزوجين؟

أمل
هل حقًّا لا تعلم؟ أم تتغابى عليها الآن
ولكن كل شيء تتوقّعه من ليث ربما حقًّا لم يخبرها بذلك لم تهتم
ولتحرقها وبكذب اردفت: ثلاث سنوات....بس اليوم دخلنا السنة الرابعة...
هزّت رأسها رحيل، يعني لم يتزوّج مباشرة بعد سجنها
ابتسمت بسخرية لتردف: ما عندكم عيال؟

احترق قلب أمل ، هل تسألها لتحرقها أم تسألها لأنها فعلًا لا تعلم عن شيء حول زوجها ليث....ولكن هذه النقطة مستفزّه خاصة أنها مجرمة في حق نفسها قتلت روح كانت تنمو بداخلها تنهدت ثم سحبت هواء عميق.

أمل بنرفزة: يعني تبيني اصدّق انك ما تعرفين شي عن ليث ؟ ولا قد قالك عن زواجي ...
رحيل التفتت عليها وببرود قاتل لقلب أمل: ماعرف عن ليث ولا شي.....ولا ادري عن حياتكم....

أمل سكتت، هو غامض وقاسي ولكن لم تتخيّل يومًا انه يصل إلى درجة مثل هذه
: معقولة ما تعرفين عنه ولا شي ......ولا قصدك ما تعرفين عن شي بعد ما دخلتي السجن؟
ثم ابتسمت بخبث
رحيل تجاهلت السؤال وهي تمزج بالملعقة (الأندومي)
أمل كررت: اكلمك...
رحيل اردفت : ماعرف عنه شي لا قبل ولا بعد...

سكتت الأخرى يُحرقها التواجد في مكان واحد مع فتاة شاركتها في حُبّها ، تظن لو أنه غير متزوّج برحيل لاستطاعت جذب قلبه لها وأوقعتهُ في شبّاك حبها ولكن ترى العائق الآن رحيل أو ربما تريد أن تضع رحيل كالحبل الذي تعلّق عليه اسبابها الواهية، على أنها لم ترى ردات فعله في حضورها لأن وبكل بساطة رحيل حابسة نفسها في الغرفة خلال اليومين الفائتين.

لا تدري تريد أن توجع هذه الفتاة بأي شيء تريد أن تفرغ حُزنها من خسارة نفسها أمام حُب ليث ووجعها على ركان فيها!

قالت : ليش انسجنتي؟

سكتت رحيل لا تحبّذ الأشخاص الفضوليّين الذين يقتحمون رأسها بالأسالة التي تطرق رأسها طرقًا بالمسامير، لا تريد أن تتدخّل في شؤونها عن طريق الاسألة كما إنها شعرت بنبرة السخرية التي تخرج ما بين اسنانها وهي تتحدث، ستُهديها تهديدًا خفيفًا ربما سيقتلع قلبها عن مكانه ولكن هي تستحق ذلك ...
سحبت السّكين الموضوعة جانبًا وبشكل سريع التفتت على أمل لتدفعها على الجدار وتثبّت السكّين على رقبتها هي لا تنوي أن تكون قاتلة بالمعنى الحرفي ولكن يومًا عن يوم الأشخاص الذين قابلتهم توّاقين للموت بشكل لم تتوقع أن ترى مثلهُ يومًا .....نظرت لرهبتها وخوفها
ورجفة جسدها بدأت تتسلل إليها غمزت لها: دخلت السجن بقضيّة الشروع بالقتل.....ولكن ما قتلت في الواقع.....خدش بسيط مثل.....
ثم مررت السكّين لتزلقها بخفة من على رقبت أمل التي بدأت تتنفّس بصوت مسموع لرحيل الذي شعرت بنشوة الإنتصار عليها ، مررت السكّين إلى اسفل عنقها عبورًا إلى صدرها ثم احدثت خدش بسيط ولكن موجع لأمل
لتردف: مثل كذا تمامًا...
أمل
(تغدّت فيني قبل لا اتعّشا فيها)
فهمت نظرات غضبها وترجمته على هذه الطريقة الوحشية
خافت منها وتأوّهت من الخدش البسيط الذي احدثته ابتسمت رحيل في وجهها
وغمزت لها من جديد: جميلة ما شاء الله مالوم ليث....عرّف يختار له تصبيرة!
ولوّت فمها بطريقة تُظهر انحراف تفكيرها الكذب: حلوة ولذيذة....
ارتعبت أمل ولم تستطع ان تردف حرفًا واحدًا ، فهمت انحطاط تفكير رحيل هُنا بينما رحيل كل فعلها هذا من أجل التخوّيف، ابتعدت عنها ثم رمت السكّين بعيدًا ...ثم سكبت لها الطعام والتفتت على أمل التي تنظر لها بتقزز
: تركت لك في القدر.....
ثم خرجت من المطبخ لتهمس أمل وهي تتبعها بنظراتها: وقحة وواطية.....هيّن يا رحيل!
.
.
.
يحدٌّق في الفراغ
يستمع لصوت ابنه العالي على ذبذبات مزعجة
ولكن ساكت
لا يُبدي بوجهه ردّات فعل قاسية تُخرس ابنه
بينما بو صارم الذي دخل عليهما
حاول أن يهدّأ غضب ابا فهد الذي صمت يومين وانفجر في يومه هذا
اطرق: عارف قايل لليث شي....كلّمته وقال مطولّين بجلسون هناك لفترة....يبه لمتى وانت تدّخل خاصة في سالفة رحيل....وش قايل له........انا ابيهم ينزلون اليوم قبل باكر....ابي اربّي رحيل من جديد.....ابي انتقم من نفسي....ابي اصرخ في وجها واعاتب......انتظرت هاليوم والحين انت جالس تبعده عنّي.....يبه وش قلت له؟...وش قلت؟

بو صارم متعجب من صمت ابيه وانفلات لسان اخيه هكذا ليخرج ويلفظ من فمه حديث موجع: بو فهد اذكر ربّك....وش بقول ابوي...يمكن ليث مشغول هناك...بيخلّص شغله وينزلون...
بينما والدته كانت تستمع لحديثهم من خلف الباب وتصفق يدها اليمين باليسار تحسرًّا على قهر ابنها
الذي اكمل: مقهور منها يبه وانتي تزيدني قهر بفعولك.....تحسسني ما ربّيت....تقسي عليها ولكن بالواقع تقسي علي يبه.....خليتني اوطّي راسي بالأرض لمريت قدّام النّاس رغم النّاس ما تعلم بالحال...
الجد يستمع لإبنه
لفضفضته وتناقض حديثه
نظر لوجهه المحمر، وغرقرقت عَينيه، لم يتوقع أن يرى ابنه يُعاتبه يومًا هكذا ، يُكسره ان يرى ابنه الأكبر مكسورًا بلؤم تفاصيل الحادثة
بكت والدته خلف الباب
وبو صارم : بو فهد هد نفسك.....
بو فهد التفت عليه: وش اهدّي يا خوي....وش أهدي....هالنفس وهالروح ثمان سنين وهي تصرخ من داخلي وتبكي...بقهر....موجوع منكم كلكم.....مو بس من رحيل...تناظروني وكأني انا اللي جبت لها هالشي.....تندموني على موافقتي على زواجها وتغريبها في عمر صغير......تندموني وانتم ما تحسون يا خوي....
ثم التفت على والده: والحين......ابوي بكمّل علي النّاقص....تكفى يا يبه قول وش قايل لليث.....وش قلت له قبل لا يمشي المطار وش قلت له؟

وقف هُنا الجد نظر لأبنه وشفتيه ترتجفان من لفظ الكلام الذي خبّأه في صدره : سنين وانا اكتم بصدري واحاول ما اظهر الكلام يا عبد الرحمن.....
بو صارم نظر لوالده وابا فهد سكت وهو يبتسم بسخرية الحال الذي وصل إليها!
اكمل الجد: بعدتكم عن مجالس القيل والقال.......بعدتكم عن جماعتنا عشان لا يغثّونكم بالكلام وانا وقفت اتصدّيه ....
بو فهد بانفعال: ماحنا غشيمين يبه.....ٍسمعنا الكلام والقيل والقال......لمتى نحسب لهم ألف حساب....تحاسب لهم وتخاف منهم وهم لا حسبوك منهم ولا عدّوك ولد لهم...
الجد هنا نظر إليه بشرر: مابيهم يحسبوني منهم ابيهم يكفّون شرهم عنّي.....
بو صارم اردف بجديّة: ما بكفون شرّهم دام هذا تفكيرهم عنك......من لم طلعت من الديرة وجيت الخُبر...وحنا نسمع كلامهم اللي كسّرنا يبه....طلعت عشان فضيحة ...وطلعت وهجيت عشان تستر على نفسك.......رغم انهم يعرفون سبب جيّتك للخُبر زين....ويدرون انّك صرت في ضيقه لا يعلم فيها إلّا الله ....ويدرون انّك بعد انّك وقتها محتاج للريّال ولا حوجّوك....بس انت طنّشتهم وجيت هنا واشتغلت وربي رزقك....وحطيت هالبيوت وضفيتنا فيها بدون لا تهتم.....الحين وش صار؟ ليش تهتم لهم؟ ليش صاير تحسب لهم ألف حساب لكلامهم ولكلام النّاس؟

الجد بنبرة قاسية ومنفعلة: لم يوصل الكلام لبناتي وسمعتهم راح اهتم!

بو فهد عقد حاجبيه: يتكلمون عن بناتنا؟
بو صارم اطلق شتيمة قاسية عليهم
ليكمل الجد: بو سعد حاط علي......ويتصيّد علي الأخطاء......وشفتوا ولده الله يرحمه وش سوّا بالصورة اللي خبصنا فيها......وخلّتنا نزوّج ليث......طلّع كلام عن ليث.....وطلّعوا كلام على رحيل وانّه غلطان معها...دام سواته في بنات الغير كذا....هذا هو غلط مع بنت عمّه زوجوه ايّاها وتستروا على الموضوع وخلوهم يروحون بلاد الغرب.....كسرني الكلام...وعوّر قليبي......واللي صار لرحيل كسرني زود وتركني اهوجس واخاف بو سعد....وبو وافي وبو الهاجس وكل كبار القبيلة يسمعون بذا الخبر.......وصدق بعدها تخترب سمعة السّامي......
نظر لأبنه: تحملّت يابوك الشي الثقّيل......تحملت لين هالقلب....بكا قهر......
بو صارم بعصبية: حسبي الله عليهم....حسبي الله.....
الجد: يستفزوني عشاني جلست هنا واشتغلت.....وسويت اللي ما قدروا هم يسوونه.....على إني عمري ما خططت اترك الديرة....إلّا انه وقتها كنت محتاس والظروف حدّتني ابتعد عنهم واترك لهم الظنون.....
بو فهد رمش مرتين
آلمه الأمر
الآن فهم النقطة التي توجعه
اهتمام ابيه بحديث الغير
قساوته ولكن لا يهمه
: وتبي ليث يتّم معها ولا يطلّق رحيل عشانهم وعشان تثبت لهم انه كلامهم غلط....
الجد بانفعال: بكرا لطلّقها وش بقولون حتى بعد هالسنوات ذي.......مّل منها وستروا عليها.....وجا الوقت اللي يتخلّص منها؟!...بكرا والله لتنقهر على الكلام اللي تسمعه على رحيل.....ما راح يتركونها بحالها وانا ماسمح لهم .....بالقيل والقال....خاصة لوصلوا للحريم!
بو صارم: هذول لا عندهم غيره ولا نخوة....يوم يتكلمون عن بنات السّامي هم يشوهون سمعت بناتهم اللي يحملون نفس الكنية....

الجد بقهر: ما هوب عدّينا منهم وانا بوك.....ما يهمهم هالشي....حتى دانة لم درست طب واشتغلت....وصلني كلام يسم البدن عنها....
بو فهد بغضب: يا كثررررررر بناتهم اللي درسوا طب وتمريض ويشتغلون في المستشفيات يا يبه جات على دانة....
الجد ابتسم موجوع: لا جات علي انا اللي ماعرف اربّي......هذا قولهم ...
بو صارم اقترب منه: محشوم يبه محشوم....
بو فهد بوجع: يبه......ادري الكلام يوجع وادري انّك تصدّيته بكلام يضرب فيهم ضرب......بس انا بعد موجوع......لا توجعني.....قول وش قلت لليث....
الجد بوهن: قلت له ما يرجع إلّا هو ورحيل عندهم ولد يشيل اسمي واسم عيلة السّامي ويسكّت اللي جالسين يناشبوني وانا بعيد عنهم!
.
.
.


انتهى







أتمنى يكون البارت أخف من البارت الثامن

بس حابّة انبّه واشدد على شغلة معيّنة
بهالبارت يمكن قضيّة ليث صارت اوضح

لذا حابة اوضّح شغله أنا لم اقتبس حياة ليث من أحد كُتبت قضيّته لتكون محايدة بين الواقع والخيال

وكثير من الأحداث راح تمر علينا
كتبتها دون اقتباس لحياة أحد(أكرر
وإن صادف وتشابهة بين الواقع

هذا من محض الصّدف



قراءة ممتعة

حقيقي اشتقت لردودكم وتفاعلكم ونقاشاتكم




 
 

 

عرض البوم صور شتات الكون   رد مع اقتباس
قديم 21-01-21, 05:28 PM   المشاركة رقم: 30
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2017
العضوية: 327052
المشاركات: 98
الجنس أنثى
معدل التقييم: شتات الكون عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
شتات الكون غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : شتات الكون المنتدى : المنتدى العام للقصص والروايات
افتراضي رد: رواية: أحببتُ حُطاما سَبق أوان الرحيل\ بقلم شتات الكون

 





Part 10
.
.
.
.
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
(لا تلهيكم الرواية عن الصلاة ، اللهم بلغت الله فاشهد)
.
.
.
هُناك طنين ممزوجًا بالأنين الذي تمكّن من دواعي خوفه منه، الخوف الذي يتسلل إلى قلب الإنسان ويُخرس اللّسان في تلك اللّحظة مُزعج ويهوي بالقلب في سبعين خريفًا من التشتت، ارتجفت شفّتَيْه....بحلق في وجهه أبيه ثم ألتفت على أخيه ، اشعرهما وكأن ما قيل جُرم بحقه!
هو يعلم بماهية علاقة رحيل بليث، هو وأخيه علي علِما بنوعيّة علاقتهما الزوجية التي خبأها ليث عنهما، بعد الفحص الطبي والإجراءات القانونية التي خضعت لها رحيل قبل أن تُحكم لإثبات الأدلة اندهشا كثيرًا، اخرجوا حقيقة معيشتهما معًا، اثبتت الفحوصات عذريتها وما حدث لها ليس تحرّشًا!، وهُنا بدأت التلفيقات سريعًا دون أن تترك لهما مجالًا في إستيعاب عظائم الأمور، لم يستوعبوا شيء من حقيقة القضيّة إلّا بعدما حُكِمت ظُلمًا...يذكر أخيه بعد أن تمّت محاكمة رحيل....بدأت الظنون تجول في خاطره
واخذ يوبّخ ابنه ويسأله هل ما حدث لها سببًا لطَيش افعالك؟
لم ننسى أمر الصورة؟ تحدّث؟
ولكن ليث اظهر الحقيقة لكي لا يجعل أبا رحيل هو الآخر يطيش بأسالته؟
أخبرهما أنه لم يقرّب منها ولم يحدث بينهما شيء، مبررًا ذلك بأنه كان راحمًا صُغر سنها ولكي تتأقلم بالعَيْش معه وتتكيف ومن ثم يعشا طبيعيًا بعد أن يتعرّفا على بعضهما البعض ويجذبها إليه بلطفه!
كان ليث وقتها خبيثًا في إظهار حنيّته على رحيل في انتقاء الكلمات لإقناع كلًّا من والده وعمّه...
اغلقوا هذا الدفتر وارتفعت منزلة ليث في عَيْن عمّه درجات عُليا ، صبر على رحيل ولم يدخل عليها متفهمًا ومراعيًا صغر سنّها وربما خوفها منه آنذاك كان رادعًا له من التقدّم في هذه العلاقة ، بينما درجة رحيل هبطت من عينه إلى الدرجات السُفلى رغم تيّقنه بظُلمها ولكن قلبهُ لا يغفر الأخطاء بسهولة!
ابتسم بسخرية وهو يُشير لأبيه: كأنك يا يبه تطلب المستحيل......والله كأنك تطلب المستحيل....

يفهم الظروف تغيّرت والأفكار تبدلّت والعوامل المحيطية ايضًا اشتعلت بالتغيرات ربما ليث صبر طيلة هذه السنوات احترامًا لهُ ولكن أتى الفرج لهُ بأن يخرج من انطواء لسانه ليُبسطه بقرار الطلّاق، أتى الوقت الذي يخرج من صمته وربما ينفصل عنها كليّا، أو ربما ابنته هي من تطلبه وتمنعه من كسر حواجزها الأنثوية التي انسلخت خلف أسوار الظلام!

يرى الأمر مستحيلًا لأسباب عدّة ولكن والده مع ضغط معارفهم عليه لن يتنازل ، سيثبت عكس حديثهم ليدفع ليث ثمن هذا الإثبات باهضًا في ترجمته!

بو صارم لا يعي شيء مما يدور في عقل أخيه ، سكت ونظر لإنفعال ابيه : ما في شي مستحيل...ما فيه ابد.....ما ورا الزواج إلّا الذريّة!

هزّ رأسه بعجز ثم خرج ليترك أبيه واخيه في عولمة التفكير ،
الجد: علامه اخوك استخف يتبوسم وقول مستحيل ولا كأنهم مزوجين ....وش بيجي بعد الزواج غير البزران؟

بو صارم شعر وكأنّ هُناك حلقة فهم مفقودة عليه ان يستوعبها من أخيه الذي هرب لكي لا يأخذه يمنةً ويسرة بالأسالة امام ابيه
تحدث: يمكن يبه عشان الظروف.....ما هي مُناسبة كلّش...
دخلت الجدّه هنا بعد أن خرج ابنها وتقابلت معه ولكن حدّق في عينها مطولًّا وكأنه يُعاتبها هي الأخرى ثم خرج من المنزل..

تحدثت: يا بو عبد الرحمن كلّم الولد ينزل.....وإن كان لها نصيب تحمل...وتجيب الظنّا تجيبه هنا ......مير قلوبنا ما عادت تتحمّل المسافات الطويلة.....كلّم ليث وليّن قلبه ينزل معها....بشوفة عينك....ولدك عبد الرحمن مكسور....حتى لو ما يبي يشوفها ...يبيها تصير على ارض وطنها......يبي يحس بقربها وإن كانت بعيدة!

سكت أبا صارم وعقله شارد في تناقضات أخيه وخوفه يزداد من أنّ هُناك شيء خفي لم يحدّثه عنه.

الجد بلغ منتهى العصبية: يرجعون لجاهم الظنّا......ولا لا عاد يرجعون.

بو صارم تنهّد بضيق، لا يدري كيف يُنصف أخيه من حكم أبيه ولا يدري كيف يُرضي أبيه من قراراته الغير المُنصفة!

استأذن: عن اذنكم.

ليرتفع صوت الجد: هذا انتم اذا ما عجبكم الكلام هجيتوا ولا نشوف إلا غبرتكم....
ارتفع صوت والدته ليستمع له وهو يخرج: وتلومهم بعد؟......هجوا من فعايل ابوهم وش نقول وش نحكي.....ما نقول إلّا الله يعدي هالليّام على خير...

ثم انقطع صوتهما عن مسامعه وفي الواقع دخلا في نقاش حاد، بينما هو عاد لمنزله
.
.
بينما ابا فهد خرج أمام منزل أخيه طرق الباب
وفتحه لهُ فيصل الذي عاد من عمله مبكرًّا لهذا اليوم
ابتسم في وجهه: هلا عمي...حيّاك....
وشرّع الباب على مصرعيه ليُشير لعمّه ويحثّه على التقدم
دخل ابا فهد ثم نظر لأبن اخيه الذي يأخذ من ليث الشبّه الكثير في طوله وعرضة، وحتى نظراته ومشيته!
: ابوك هنا؟

هُناك محتسبًا ومعتكفًا في غرفته ، لا يريد أن يرى والدته التي افرغت بداخله غضب السنين مما آل عليه ابنها من أجل تلك التي نامت في السجون سنوات طويلة!

حرك رأسه: اي....تفضل المجلس البيت بيتك.....راح اناديه.....

ثم تقدّم ليفتح الباب، دخل...وقام بتشغيل التكييف....ابتسم على مضض ثم خرج، لتستقبله والدته بوجهها الذي لا يُطمئن قلبه
قال: عمي بالمجلس....
تحدثت : حيّاه الله......
ثم بحلق بنظره لأصايل التي نزلت من على عتبات الدرج: اصايل روحي ودّي لعمي ماي بالمجلس...
اصايل عقدت حاجبيها: اي عم؟
فيصل بهدوء: عبد الرحمن...
ثم صعد على عتبات الدرج سريعًا ليخبر والده بمجيء أخيه،
.
.
اصايل غفت ربما لساعتين ثم جلست من نومها صلّت الظهر وخرجت من الغرفة تشعر بالخمول والأرق الذي يطوّق جَفنيها
حقًّا طعم الأرق كطعم العلقم، ودمار نظام النوم يمتص راحة الإنسان ويطوّق الجسد ويضعفه ليرجفه ويجعله ضعيف مع هبوب الريّاح يسقط ويتهاوى على الأرض استسلامًا باحثًا عن أمل النّوم العميق!

مسحت على رأسها حينما سحبت كأس الماء ووضعته على صحن مناسب للضيوف، خرجت للمجلس ....
دخلت واستقبلتها برودة التكييف ابتسمت حينما سقطت عينيها في عين عمّها الذي بادرها برد الإبتسامة
تحدث: نورّت المكان يا عم.......
ابتسم وهي تنحني على رأسه لتُقبله بعد أن سحبت الطاولة المتوسطة في الحجم ووضعتها امامه لتضع الكأس عليها...
رد: منوّر بأهله.....
ثم اردف بحنان وهو يبعث بعَينيه أرق ليحتضن ارقها العنيف: اخبارك يا بنتي؟.........زمان عنّك وعن هيلة ما عدتم تجون بيتنا مثل زمان...

يقصد حينما كانت رحيل هُنا قبل حتى زواجها بليث، كانت اصايل الأصغر من رحيل بثلاث سنوات تذهب شبه يومي لهُناك وتأخذ معها هيلة ليتمتعا باللّعب مع رحيل مع "مرجوحتها" التي تمنّت أن يشتري والدها مثلها تمامًا لتوضع في منزلهم، كان لهذه "المرجوحة" الفضل من ذهاب اصايل وهيلة لمنزل عمهما بشكل يومي!

اصايل غصّة في ذكرياتها مع رحيل ابتسم : حقك علينا يا عم.....بس تعرف الدراسة .....وضغط الاختبارات....

لا تدري كيف تبرر تغيّبهم الطويل عن منزله ولكن رأت الدراسة كافية من أن تشتت الذكريات والاختبارات برهان غليظ ينّم عن الإلتهاء بها!
دخل هنا والدها وهو يقول: حيّ الله من جانا..

اصايل هُنا انسحبت من المجلس: عن اذنكم...
ثم اغلقت الباب...وتحدث ابا فهد: الله يحييك ويبقيك يا خوي....
جلس ابا ليث عن يمين اخيه، طال الصمت بينهما
والنظرات للاشيء
تحدث ابا ليث: جيتني عشان رحيل...عارف....بس وش فيك وش اللي مكدّر خاطرك يا خوي؟

ابا فهد اطلق تنهيدة طويلة ليعقبها بقول: فيني مصايب الكون يا خوي....مصايب الكون....

هز رأسه الآخر وكأنه يؤيّده على أنّ مصائب الكون تمركزت بمحورها عليهما لتثقل هذا الجسد وتُكسبه وزنًا إضافيًا من الحمول!

: هذا حال الدنيا وانا اخوك....ما هوب كل يوم فرح وسرور....يوم حزن...ويوم بكى...ويوم من شدّت فرحتك ما تعرف تعبّر ولا تعرف وش تسوي....
بو فهد بنظره مهتزّه: تصايلت علينا الهموم......اشتقت للفرح...اشتقت للّحظة اللي على قولتك ماعرف اعبر فيها ولا اعرف شسوي....

سكت ابا ليث، هو الآخر مهموم من حديث زوجته ونظرتها الجديدة لرحيل ، مهموم من أمر ليث، الذي بدأ بمصائبه مبكرًا في رحلة ابتعاثه
انقطع هذا الهم حينما تزوّج من ابنت عمّه ليبدأ في هم آخر!: شفيك؟
ابا فهد نظر لأخيه: ابوي....يا علي ابوي....مهموم من كلام بو سعد.....وجالس يقرر عشان ينتقم من كلامه....ويثبت له العكس!
بو ليث ابتسم بسخرية: والله هالبو سعد ما شفت اوقح منه.....لسانه متبري منه......تعوّدنا عليه.....لسان سليط ولا يترك الخلق للخالق...يلوك فيهم لوك.....الله لا يبلانا.......وش بيكلّم ما زال يعاير ابوي بإفلاسه...وما زال....يتقوّل عليه بالشينة وقول هج للخُبر عشان يتكتّم على سواد وجهه وش الجديد؟....وش اللي جابر ابوي يهتم؟!

ابا فهد بقهر: الجديد يكلّم على بناتنا....وخوض في اعراضنا!

أبا ليث بحمية وغضب: يهبى إلّا هو......وش يكلّم.....وش يقول ....
ابا فهد ليختصر: تذكّر سعد ولده لم جاب الصورة اللي فيها ليث مع البنت.....ولم داروا في ولدك انه شين الطبايع والفعول وراعي بنات....حطوا الردّى في بنتي وقالوا ولدك غلط معها وزوجناهم.....وابوي مولّع ضو على ذا السالفة اللي لملمها مع نفسه.....
ابا ليث بعصبية: ذا ما يخاف الله.....يتكلّم في اعراض الناس بلا خوف ولا مستحى....الله يبتليه ويشغله عنّا.....هالمتخلّف!

ابا فهد : المصيبة ابوي.....شرط على ليث ما يرجع إلّا وعنده من رحيل ولد.....

ابا ليث بحلق بعينيه: وشو؟

ثم هز رأسه: بذي الظروف؟......وبعد السنوات واللي صار؟

ابا فهد فهم مغزى اخيه: ولدك ما ندري عنه يبي يستمر بذا الزواج ولا لا.....ولكن الواضح ...
قاطعه ابا ليث: ما قد شفت ليث ينوي الطلاق يا بو فهد....ولدي اعرفه زين......ما راح يطلّق........بس خوفك بنتك تطلب الطلاق...ولنزلت تخلعه.....وانت اخبر بعلاقتهم...والوضع صار اصعب من قبل!

ابا فهد: اذا ولدك ما فيه نيّة طلاق....هي ما بتقدر تخلعه!......بس اترك كل هالامور على جنب....كلّم ولدك وشوف وش ردّه.....الظروف ما تجي على الكيف والمزاج.....وعارف رحيل في وقت مهزوز.......مابي...

قاطعه ابا ليث بعدما التمس تناقضه وخوفه على رحيل بشكل غير مباشر: ما بصير شي من غير رضاها...باذن الله....
ابا فهد سكت ثم قال: ما يهمني.....إللي يهمني يرجعون ويقطعون سيرة الغربة.....وسالفة الولد والحمل ذي.....بطوّل الأمر...وبتقصّر العمر!.....وما ظنتي ليث بيقدر بيتقرّب منها وهي بمثل هالظروف شفت كيف راعى صغر سنها يوم تزوجها...بتجي على الحين؟.....اشهد انه ما يسويها...وغير كذا ...السجن يبدّل الشخص لشخص ثاني...وانا مانيب غشيم ..رحيل ما هيب رحيل اللي حنا خابرينها....وما ظنتي تقبل تجيب ولد وهي بهالحال!

لا ينكر هو الآخر الظروف صعبة ، ورحيل بعد مرور ثمان سنوات في السجن والغربة وبعيدة عنهم ربما تحوّلت لدميّة مليئة بالأمراض النفسية وربما تحولّت إلى وحش يريد الإنقضاض على كل شيء ، إلى الآن يدرك جزء كبير من تحوّلها والذي يعد سببًا لإنقاطعهم عنها يُدرك ذلك ولكن لا يستطع أن يُناقش اخيه في هذا الأمر،

: بكلمه.....وبتفاهم معه لا تشيل هم.....
وقف هُنا ابا فهد: قوله ينزلون......ولا يهتم لشرط جدّه.....انا بكون في وجه كل شي يصير...
ابا ليث بهدوء: ما راح يصير شي....وبكلّم ابوي...
ابا فهد بتحذير: انتبه تقول له عن علاقة ليث برحيل قبل هالبلبلة......
ابا ليث: يمكن يغيّر من رايه بعدها....
ابا فهد بضيقة: ما راح يتغيّر شي...يا علي....فلا تقول حتى لأخوي سلطان لا قوله.....
هز رأسه وطبطب على كتفه: على هالخشم....المهم لا تحاتي ولا تشيل هم وريّح بالك وهد اعصابك....
هز رأسه الآخر ثم خرج
.
.
.
ألقت بثقل جسدها على السرير بعدما أن عادت من المدرسة، لم ترتاح لنظرات صاحبتها التي انهت علاقة الصداقة معها خاصة بعد أن خاضت معها تلك الجولة الجريئة والتي كُفِئت عليها بهذا الكسر المُضاعف، لم تفهم هذه النظرات ولا تدري ما سببها، ولا يهمها ذلك أبدًا ولكن أثارت فضول في نفسها لِم تبعث نظرات الشرر إليها هكذا؟
سحبت
هاتفها سجلّت دخول في حسابها على موقع التواصل الإجتماعي(الإنستغرام)
سحبت بأصبعها طرف الشاشة للأسفل لتظهر لها صورة جديدة قامت بتنزيلها وصايف؛ صورة للنّافذة وكان الهواء لهُ دورًا في جعل الصورة مثالية بتطيير الستارة الشفافة لتنعكس أشعة الشّمس ببهوت في الصورة وتُعطي لمعانًا طبيعيًا شفاف!
كُتِب تحتها( اللهم أنت الشافي المعافي فاشفني)
ضحكت بسخرية ، اتدعو الله ان يُشفيها من هذا الحُب؟ أتقول هذه المراهقة أنها ابتُليّت بالحُب حقًّا وتصفه بالمرض وترجو الله الشفّاء منه!
هزت رأسها وهي تكرر: تبالغ هالبنت تبالغ.....والله إنها من جَنب الحُب بس دراما!

دخلت على الصورة ومن الفضول دخلت على الردود لتقرأ رد شاذ ما بين هذه العبارات(الله يشفيك، حبيبتي وصايف ما جيتي المدرسة؟، شفيك ردي علي واتساب برسل لك الواجبات، الله يشفيك، فقدناك في الفصحة، وش فيك؟)
ثم نزلت عيناها على رد اشعل الغضب بداخلها

(وما أجمله من مرض حينما يشدو بألحانه عتاب انغامٍ مذلولةٍ على شط نور العُشق المستضيء بمشاعرٍ ممزوجة، آسفة على الحديث اللّئيم ولكن امرضتيني معكِ فأنا لا أستحق أن أمرض لوحدي ، فكلانا في عهد الحُب مرضى!)

اطلقت شتيمة صبيانية على نواف علمت هو من كتب هذه الجُملة التي ستسبب لوصايف البلاء المستعجل على رأسها، دخلت حسابه ، كان جديد لا صور به، لا عدد متابعين هل انشأه من اجل ان يكتب عبارته التافه التي ستلتهم النفوس بالشكوك والظنون من حول وصايف
(مريض)
جملته
(امرضتيني معكِ، وفكلانا في عهد الحُب مرضى) كافلة من ان تُسكب البنزين على نيران فهد لو دخل إلى حسابها هي لا تضمن من انه لا يعرف حساب اخته فهو فضولي حشري يُدخل نفسه فيما لا يُعنيه ويغتصب خصوصية الغير خافت من الفكرة ولم تخف من ان يكون ريّان على دراية من حسابها!

اتصلت على وصايف مرارًا وتكرارًا ولم تُجيبها فأخذت تشتمها هي الأخرى وتشتم حُبّهمها المزعوم بالمصائب حتمًا!

نظرت لرقمه تريد الآن ان تتوصّل لها ستخبرها عليها ان تحذف الردود قبل وقوع الكارثة
نظرت لاسمه ، هي اخذت ارقامهما خفيةً من جوال ابيها
شعرت لو اتصلت عليه لن يدقق في الامر مثلما لو اتصلت على اخيه
اتصلت
.
.
كان جالسًا أمام المكتب ، مُتعب للغاية، رحيل لم تنزاح من ذاكرته ، هو اعلم واخبر بما يدور في نفسية السجين، السجن ليس للرفاهية ، السجن للتأديب لمن يستحق التأديب ولأخذ الحق ورد الحقوق لأصحابها ، السجن كارثة الإنسان الذي يعلق بداخله كالعنبوت التي التهمت نفسها في خيوطها الضعيفة!
يرى تغلّبات السجناء هُنا ، يرى نفسيتهما التي تحوّلهم إلى اشخاص آخرين، يفهم رحيل عانت في السجن وفي غربته، يفهم شعورها تمامًا غُربة وطن وغربة سكن مخيف، مظلومة تلتهمها التّهمات من كل جانب، لا يريد أن يتوقّع ما هية طريقتها في العيش هُناك!
لا يريد
لو سجنت هُنا في بلدها لارتاح قلبه، لهدأت عواصفه ولكن هُناك يبدو الأمر مختلفًا ، ولكن السجن سيبقى سجن وإن اختلفت القوانين سيبقى الاثر نفسه وواحد في نفس السجين!
سمع رنين هاتفه سحبه وهو ينظر للرقم ، عقد حاجبيه
ثم اجاب بصوته الرجولي: الو...
يُربكها صوته بعكس صوت اخيه الذي يستفزها، يجبرها على أن تكون محترمة بعكس اخيه الذي يجبرها على ان تخرج من إطار الاحترام في الردود!
ريّان شخص مغاير لفهد ، وريّان سيبقى مهيبًا بصوته وحتى حضوره
بعكس فهد الذي تهابه وصايف، شديد البأس قاسي الوجه فخم الصوت ولكن مستفز بشكل يُثير جنونها
تحمحمت لتردفت: الو ريّان انا مزون...
خفق قلبه هنُا خشي من انّ مصيبة جديدة اوقعت نفسها بداخلها
يا تُرى ماذا فعل هذه المرة خاله ليؤدّبها؟

اردف: هلا مزون...خير....فيك شي....خالي في شي؟

تقسم لو اتصلت على فهد لصرخ بوجهها قائلًا( شالمصيبة الجديدة اللي خلتك تتصلين علي؟)
ابتسمت بتوتر: لالا ما فيني شي...بس اضطريت اخذ رقمك من جوال ابوي...عشان...وصايف.....
ريّان سكت ، اخذت رقمه من هاتف ابيها هل بعلمه او لا؟
لا يهم!
تحدث: وش فيها؟
مزون لا تدري لماذا الإرتباك سيطر على لسانها واخرسه، اخذت نفس عميق بعدما ابعدت الهاتف عن اذنها لتقول: ابي اطمن عليها واتصل ما ترد ..
وبكذب: واتصل على خالتي وهم ما ترد..

شدّت على اسنانها على اخر كذبةٍ مفضوحة ، ماذا تقول؟ ولماذا تخبّط في الحديث معه؟ تبًا لهذه الربكة، حقًّا كان عليها أن تتصل على خالتها بدلًا من أن تتصل عليه لا تدري كيف غاب عنها الأمر هذا، ولكن لو فعلت واتصلت عليها تعلم خالتها ستبدأ بالوساوس يعني لا مخرج لها من الاحتمالين!

ريّان بهدوء: وصايف اشوي تعبانة ويمكن نايمة ولا ردت عليك ...وامي يمكن بعيدة عن الجوال.....

مزون لتنهي الامر: طيب ممكن اكلمها الحين من جوالك...
ريّان ابتسم رغمًا عنه: بس انا مو في البيت انا في العمل..
مزون كيف غاب عنها نظرت لساعة الحائط لتضرب على جبينها بقوّة !
ولكن حقًّا تخشى عليها من هذا الرد الغبي الناتج من نواف
تحدثت: اوه....سوري...لو ازعجتك......مع السلامة...
ريّان: مع السلامة....

اغلق الهاتف، وحدّق فيه، مراهقة بها الاتزان وبها الانفعال والاختلال تجمع بين المتناقضات لتصبح متكاملة بعين اخيه فهد الذي ينفي هذا الشعور، ولكن ما يرهبه في الأمر شعورها هي ليس باتجاه اخيه فهد!
هما الاثنان مفضوحين امامه، فهد ربما يكن بداخله شعور ناحيتها خاصة الاهتمام الذي يطلقه على منحنى العصبيّة واثبات النفور ونرفزته من وضعها
وهي حقًّا تمقته وتعامله بعكس ما تعامله هو
ابتسم بسخرية ،
.
ثم نهض ليخرج إلى غرفة الإجتماع المنعزلة
.
اغلقت الخط، وهي تشتم نفسها، ماذا لو سأل خالتها لماذا لم تُجيبي على ابنت أخيك؟ فرقعت اصابع يدها السليمة بعد أن شدّت على قبضة يدها، الأمر بدأ بالتفاقم بسبب الوساويس والخوف من الاحتمالات التي تطرق رأسها طرقًا ، بللت شفتيها أعادت الاتصال على وصايف، لم تُجيبها شتمتها من جديد بكل قهر، انفتح الباب خلسة
التفتت سريعًا وكأنها واقفة تنتظر دخول أحد، تعجب من تصلّب وقفتها وحدّة نظرها
تحدث: لِيلِي وصلت....
يُقصد عاملة المنزل، هو بالعادة يستأجر عاملة في الأسبوع ثلاث مرات لتقوم بتنظيف المنزل ويعطيها المال المستحق بيدها ثم تذهب للشركة التابعة لها ولكن الآن اضطر للأمر ذهب واستقدم عاملة بعد ما حدث لابنته ستبقى هُنا مطولًّا، فابنته لن تعود كما كانت خاصة بعد الحادثة، رغم انها لم تكن ربّة منزل بالمعنى الصرّيح ولكن اثر يديها على بُقاع اركان هذا المنزل واضحة، هي من تقوم بغسيل ملابسها وملابسه، هي من تنظف بقدر المستطاع ارضيات الغرف جميعها، تهتم بتفاصيل النظافة كلها كوالدتها المرحومة
من ناحية الطبخ يختم على شهادة فشلها بنجاح ولكن كانت تُساعده في الأمر حينما يدخلان المطبخ معًا!

نظرت له وهي تعقد حاجبيها : مَن لِيلِي؟

راشد: استقدمت خدامة من المكتب...عشان البيت....انتي بعد وضعك ما عاد يسمح لك الحين تغسلين وتكوين ملابس ولا تنظفين وانا ما عاد لي وقت كافي اسوي شغل البيت وشغل العمل...
هزت برأسها : طيب طيب....
راشد بهدوء: انزلي تحت.....علميها على اماكن الاشياء والامور الاساسية.....حطيتها بالغرفة اللي تحت.....

هزت رأسها ليكمل: انا طالع.....لا تنتظريني على الغداء...

ثم ترك غرفتها وكأنه يقول هيّا افعلي ما امرتك به، بينما هي اتصلت على وصايف للمرّة الألف ولم تُجيبها فقررت ان ترسل لها رسالة تخبرها عن مصيبة تعليق نواف ومصيبتها من الاتصال على ريّان بدلًا من خالتها،
ثم نزلت للدور السفلي نظرت إلى العاملة ذات الملابس المرتبة والنظيفة وذات الوجه الآسيوي المبتسم
ابتسمت على ابتسامتها ثم اقتربت، لتردف بمزاج يُعاكس مزاجها قبل أن تنزل وتراها: يا مرحبا ترحيبة الصبح للشّمس ....حزّة عناق الليل مع طلعة النور....في لحظة كل المعاني غدت همس....والقلب غارق في بحر انس وسرور....العين عافت نومها من ضحى أمس....لا شك جابرها وانا صرت مجبور....

"ملاحظة: الشعر مقتبس"

العاملة المنزلية ما زالت تقف تنظر لها بابتسامتها ضحكّت بخفة لتردف: هههههههه الله يسلم انتي ماما...
ضحكت بخفة مزون ، هل استوعبت انها ترحّب بها اقتربت
لتردف: بيني وبينك سارقة هالابيات الشعرية....لجل عيونك الآسيوية...
سمعت صوته وهو يقول: لا تخبلين فيها من أوّل يوم.....

ثم اردف: انزحي عنها .....هذا وانتي وجعانه وفيك حيل.....

نظرت له بتفحّص ثم اردفت وعلى ثغرها ابتسامة شغب، تحاول أن تعامل ابيها كما في السابق لينزاح ستار الغضب عنه وتحاول الآن تمرير ما حدث لها من ربكة مع ريّان وغضب مع وصايف

اقتربت منه وغمزت بعبث: الحكي قالب شمالي إلّا اشوي.....اعترف موعد غرامي مع شمالية؟

نظر إليها وابتسم رغمًا عنه ، فهم تريد العودة معه على سجيّتها بنت مع ابيها بروح مرحة ، حقًّا افتقد ضحكاتها ومزاحها وحتى شغبها وكأنها طفله ذات سبع اعوام ولكن ما فعلته مؤخرًا جعله يجن ليعاملها مجبرًا بكل قساوة وبلا حفاوة، تنازل هذه اللحظة عن مشاعر الغضب
ولكي يُثبت تنازله جارى جنونها كالمعتاد

ليقول: صدق المشاعر بالحشا شايله شيل واجمل ليال الشوق والحب عشنا واليوم صار الوصل مقطوع بالويل ويل وآسى في داخل القلب شفنا.
.
.
"ملاحظة: الشعر مقتبس"
.
.


ابتسمت على استجابته لجنونها، خشيت حقيقةً من أن يكشّر بوجه عنها ولكن ردّه هذا يخبرها انه عاد راشد والدها وصديقها وكل الاشياء الجميلة التي تخشى من تأتي عاصفة لتقتلعها من ارض الثبات إلى ارض القلق والتوتر
بدأت بالتصفير وبدأ هو بالتوبيخ
: قص في لسانك لا عاد تصفرين ...ألف مرّة اقولك هالحركات ذي ما تلوق بالبنات...
.
.
لم تهتم لقوله كل مافعلته دفعت جسدها لناحيته لتقبّل رأسه ثم جبينه ويده، وتحتضنه بيدها السليمة تحت انظار العاملة التي ضمّت يديها متأثرة من هذا المنظر العاطفي، تنهّد راشد وشعر بقساوته طوال تلك الأيّام التي مضت عليها طبطب على ظهرها ليسمع صوت شهقة لم يتوقعها منها، هذه المجنونة تدخل في أمزجة متعددة وغير متوقعة في الثانية الواحدة، احتضنها بحضنه الأبوي الحان، يعز عليه انكسارها بهذا البكاء ولكن ما فعلته حقًّا لا يُغتفر ولكن قلبه الرؤوف وابوّته تحثّه على الغُفران فهي يتيمة ليس لها احد غيره تنكسر وتشد نفسها به، تتألم منه وتبحث في احضانه عن دواء يُعالج ألمها الناتج من غضبه، ابعدها ليقبّل جبينها ويبعد خصلات شعرها عن وجهها بعد أن التصق بالقُرب من عَينَيها الدامعتين!

تحدثت بين رجفات شفتيها: آسفة والله ما اعيدها......حط ببالك يبه....أنا مزون بنت راشد...مستحيل أوطّي راسك و..اخسي اوطّي راسك في يوم من الأيّام....ولا عاش من يوطّيه يا يبه...
ثم نظرت ليدها المكسورة: وانا استاهل هالكسر....بس قولي عساني ما كسرت هالقلب.......الله لا يسامحني لو كسرته.......وبهدلت حاله...

مسك كف يدها : لا تقولين كذا وانا بوك....
مزون رفعت يده وقبلّت كفه: سامحني يبه وارضى عني....وتكفى لا عاد تصّد عني يبه...انا بصدّك وبليّاك والله ما اسوى شي......انت مو بس ابوي....انت امي واخوي وكل شي....
رقّ قلبه عليها جذب رأسها لناحية صدره وطبطب عليها وقبلّه ابعدها
عنه ثم ابتسم: لاحظي حتى انتي السانك انعوج...
ضحكت بخفة وهي تمسح دموعه: تعرفني يبه.....علي فصلات اتكلم بكل لهجات المملكة......خاصة لصار مزاجي حوسة....
راشد ضحك وهو يعبث بشعرها: هههههههههههههههههههههه والله انتي الحوسة....
ابعدها عنه: بطلع ومثل ما قلت لك تغدي واكلي دواك......ولا تخبلين البنت....وتجننيها...
ابتسمت: ابشر...بس ترا والله ما سويت شي بس جلست اهلل وارحّب فيها من ابيات الشاعر المجهول اللي مادري وش اسمه....
ابتسم هنا: هذا انا حذّرتك....عن اذنك...
ثم مشى عنها وهي تلتف على العاملة لتقول: روحي الغرفة مال انتي ارتاحي...
هزت رأسها العاملة برضا لا تريد مزون أن تُدخلها المطبخ من أوّل مجيئها، واضح مُتعبة من الطريق ستتركها ترتاح وفيما بعد ستطلّعها على المنزل وعلى واجباتها، كانت ستتحرك لتصعد للغرفة وسمعت رنين هاتفها الذي بيدها نظرت للاسم
اجابت تحوّلت هنا إلى كتلت غضب لتردف: لا كان رديتي.....جعلك اللي ما نيب قايلة....

وصايف للتو جلست من نومها ونظرت للهاتف ولعدد الاتصالات المتكررة من مزون لذلك اتصلت عليها مباشرة خشيةً من حدوث امر مهم: المزاج مسلتم دور الجدّه؟
مسحت على شعرها لتردف مزون: صحصحي يا غبية....حمارك مسوي مصيبة....
وصايف نهضت من على السرير شدت على عينيها: اي حمار هالحزّه؟
اخذت الاخرى تردف بصوت مسموع: الوغد نوافّوه.....
وصايف بملل وتأفف: شوفي....ثبتي على لهجة بعدين كلميني انا كلمك شرقاوي وانتي نجدي على شمالي ...شفيككككككككككككك فاصلة الوايرات ؟....عقلك ضارب؟

ابتسمت رغما عنها مزون ولكن حقًا الموضوع مخيف: ادخلي على اخر بوست نزلتيه وشوفي نواف وش كاتب لك يا بقرتنا الحبيبة....
وصايف لا تريد تُكثر الحديث تشعر بالخمول وتعب جسدها اردفت: لا سكرين...
ثم ذهبت لناحية الدرج للكمودينة سحبت من داخله *الآيباد* دخلت على حسابها سريعًا ثم ضغط على الصورة ودخلت للردود
قرأت ما كتبه نواف، وغلبتها الضيقة، كلاهما عانا من هذه الفعلى المشؤومة التي انزلت بهما في وهم المرض النفسي قبل أن يكون جسدي
شعرت انها قست عليه ، ولكن تخشى من ان ترخى الحبل فيزداد جنونًا
سمعت صوت مزون التي تصرخ: ابك وييييييييييييييينك ؟
مزون رجعت لتحدّث مزون : حذفت الرد....
مزون بجدية: هالولد مبدول(خبل) يا وصايف.....وظنتي بجيب لك الطلايب....
مزون انتبهت لانتكاس مزون في اللهجة بشكل صارم
عقدت جابيها لتردف: انتي في الشمال؟
مزون ضربت على جبينها بغض: انا من أكلم؟...ِشكلي اكلم جدار....ولا اظنك ما زلتي نايمة!
وصايف رغم الحزن الذي تشعر به ابتسمت بتعب: والله .....اعرفك تقلبين بدوية بحت...لطسيتي هناك....
مزون : وش فيهم البدو؟
وصايف بضيقة من حالها مع نواف: اهلي وناسي وانا منهم ما غلطت بشي....
مزون باستهبال: وش فيهم الحضر...
وصايف : قزريها علي قزريها....قسم بالله ودي اخنقك..
ضحكت مزون على كلمتها تلك: ههههههههههههههههههههههههههههههه
لتوقفها وصايف بقول: احس اني قسيت عليه...
صرخت مزون ونقزت من مكانها كالمقروصة: لااااااااااااااااا تحسين تكفين لا تحسين.....هذا ابليس يوّزك عشان تخربينها وتروحين وطي!...احساسك هذا غلط......تكفين لا تحسين وصايفوه....لا تجيبين العيد بنفسك....

بكت وصايف هنا
مزون بجدية: بدت تولجني(تاذيني= تغثني)..... بذا البكى ....
ثم بهدوء قالت: مزون.....تحمّلي هالمشاعر اللي انتي الحين فيها...صدقيني انها اهون بكثير من مشاعرك لو استسلمتي له......
ولكي تخفف من حدّت الأجواء: سمعتيني يا ام عضرود....
وصايف اخيرًا تحدثت وهي تمسح دموعها: والله انتي العصله....نحيفة وما فيك معالم.....
مزون ضحكت: هههههههههههههههههه...حلياك (مثلك)....
وصايف بدأت تتحمد وتتشكر عليها: واضح الولّه ....تبين تروحين الشمال؟
مزون صعدت على عتبات الدرج : تبين الصدق اي...ولهت على بيت جدتي...وولهت على ريحة امي....الديرة تذكّرني بأمي كثير...
وصايف بتنهد: الله يرحمها....
مزون لكي لا تنغمس وراء رغبتها في البكاء لتذكّر والدتها قالت: يلا اتركك......اوه صدق.....لحظة....ترا كلّمت ريّان وكذبت كذبة بتودّرني......
وصايف بتعجب: اتصلتي عليه؟....ليه؟...كيف جبتي رقمه...
مزون دخلت غرفتها: خذته من جوال ابوي بدون ما يدري...اتصلت عليه عشان اطمن عليك كنت اتصل ولا رديتي وواضح ما قريتي الرسالة اللي رسلتها لك...
وصايف : لا ما شفتها.....طيب.....وش هي الكذبة....
مزون باحراج: قلت له اتصلت على خالتي ولا ردت وعشان كذا اتصلت عليه عشان اطمن عليك.....
وصايف سكتت لوهلة ثم اخذت تضحك إلى ان دمعت عيناها: هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه...... ...
مزون ابعدت عن اذنها السماعة: وجع ان شاء الله وش ضحكت الهول ذا.....
وصايف بخبث: اه منّك يا مزنوه....مانتي هينة ....تبين تصيدين ريّان أجل؟
مزون فتحت عيناها على وسعهما: هييييييييييييييييييييي....عن الغلط وش اصيده انتي الثانية؟....ما نيب مجنونة مثلك.....
وصايف: ههههههههههههههه طيب طيب بحاول اصدقك.....والحين لا تحاتين بغطي على كذبتك انقلعي باي....
مزون بتأفف: باي.
.
.


 
 

 

عرض البوم صور شتات الكون   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
رحيل، وجدان، ضمير، حب، غموض،
facebook




جديد مواضيع قسم المنتدى العام للقصص والروايات
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 11:00 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية