المنتدى :
سلاسل روايات مصرية للجيب
الانتـظار _ د.نبيل فاروق
الانتظار ...
كالمعتاد وصلت هى أولاً وكان عليها أن تنتظره .. كل مرة يحدث هذا . كل مرة يكون عليها هى أن تنتظر , زفرت فى حنق وتطلعت إلى ساعتها , ثم عادت تتطلع إلى الطريق . إنه لا يحترم أية مواعيد حتى فى عمله , يصل متأخراً وهى على عكسه تماماً .. تصل دوماً فى موعدها وتنتظر .
ولأول مرة منذ أن بدأت علاقتهما تشعر نحوه بالسخط .. لماذا تحتمله هى دوماً ؟ لماذا تحترم قواعد التعامل أن تدلل النساء الرجال قبل الزواج ؟
وفى أعماقها انفجرت ثورة , لا لن تنتظره هذه المرة .
لقد وصلت فى موعدها وما دام هو لم يصل فليتحمل النتائج .. وفى حزم اندفعت تغادر مكانها فى غضب .. وعبرت الطريق فى عصبية مفاجئة , وارتفع صرير إطارات سيارة تحتك فى الطريق بقوة مع محاولة صاحبها إيقافها باستماتة ... وأعقبه صوت ارتطام السيارة بجسم لدن .
وشعرت هى بالصدمة ثم تلاشى شعورها بالألم بغتة , وراحت روحها تفارق جسدها ... فى نعومة وهدوء محلقة نحو الأبدية .
والعجيب أنها لم تشعر برهبة الموت حينئذ ... بل كل ما شعرت به هو السخط ؛ لأنه حتى فى هذا ستذهب هى أولاً ....
وسيكون عليها أن تنتظره ...
|