- لكن !
كانت كل قطع اللغز لم تكتمل عند باتريشيا . استمر جيف في شرحه :
- دعيني اشرح لك ما ذهبت من اجله إلى واشنطن لقد تأكدت من أن جيللر هو الشاهد الذي بحثنا عنه دون جدوى وكان من الواضح ان الجميع يشكون في انه من اعضاء المافيا . ولكني اتصلت باصدقاء لي في الحكومة فاكدوا لي شكوكي : فجيللر كان مثل ابيك عميلا للمخابرات المركزية تم دسهما جهاز المخابرات هو وأبوك وسط عصابة المافيا .
صاحت باتريشيا وهي لا تستطيع ان ان تكتم ارتياحها .
- حمدا لله !
- لقد كانت بعض النواحي يسودها الغموض ولكني كنت متأكدا تماما انه يشهد لصالح والدك وإلا انكشف سره امام المافيا . والأموال التي أوصي بها لكم كانت كتعويض عما سببه من سنوات مضت .منتديات ليلاس
- إذن مايك لم يكن يعرف كل شيء .
قصت باتريشيا على جيف كل الاتهامات التي وجهها مايك ومحاولة ابتزازه لها الأمر الذي جعلها تتحمله .
- ولكن لماذا لم تخبريني في الحال ؟ ألم يكن عندك ثقة بي؟
- لقد اخطأت وأنا اعترف بذلك ولكني كنت سأفعل عندما أفسد كل شيء .ريحانة
- إن هذا النمط من الناس يتنفس الاكاذيب ولست ادري لماذا تصرفت هكذا بعنف . لقد اثار غضبي بطريقته الوضيعة في الحديث . لقد اردت ان تعرفي الحقيقة من فمي عندما ابشرك ببراءة والدك واقدمها لك على صحيفة من الفضة .
- لست في حاجة إلى صحيفة من الفضة سنعمل معا في هذه القضية كما نعمل في كل القضايا .
- كل القضايا ؟ حقا كلها ؟
قالت باتريشيا :
- نعم .
كانت مسألة حضوره بنفسه إليها هي ابلغ دليل على حبه لها لم تكن تعرف إن كان ما تحس به من رطوبة على خدها بسبب الضباب أم دموع الفرح . اخذ وجهها بين يديه :
- باتريشيا يا حبي ! عديني ألا نتجادل ابدا ؟!
- إن الجدل ليس مشكلة وإنما المشكلة هي إيجاد حلول للمؤتمرات . أنا لا اخشى المعارك او الخلافات ولكن عدني أنت او تحاول التغلب عليها .
- هذا وعد !
ودت باتريشيا ان تدوم هذه اللحظات للأبد. اخذ قلبها يدق بشدة واضطراب وكأنه احس بأن ما أعلنه جيف سيغير حياتها تماما.
- من الرائع ان تسكني هكذا بجوار البحر ولكن ألا تعتقدين انك تستطيعين الاستغناء عنه لتأتي وتسكني معي ؟ على اية حال يمكنك الحضور هنا في أي وقت فالمكان ليس بعيدا .

- هل يمكن ان تحدد سؤالك أكثر ؟
- احبك يا باتريشيا واريد ان تشاركيني حياتي اريد ان اتزوجك!
- اوه , يجيف ...جيف !
تعلقت برقبته كالطفل وغمرت وجهه بالقبلات هذه المرة ليس هناك أي ظل من الشك , لقد كانت دموعها المنسابة فوق خديها دموع فرح وسعادة.ريحانة
سألها :
- هل افهم أن الأجابة نعم ؟
- وما رأيك ؟
- قوليها يا باتريشيا , اريد ان اسمعك تقولينها .
- نعم يا حبيبي , نعم , نعم اريد ان اصبح زوجتك .
في هذه اللحظة احست باتريشيا بشيء يجذبها من أسفل وعندما خفضت عينيها رأت كلبا صغيرا من نوع الكانيش يعض بنطلونها .
على بعد مترين منهما كانت صاحبة الكلب وهي امرأة متوسطة العمر لها جسد مصارع تنظر إليهما نظرة عتاب, تجاهل هذه النظرة وصاح :
- إننا سنتزوج !
اكتفت المصارعة بالإجابة قبل ان تبتعد برفقة كلبها :
- اتمنى ذلك!
قال جيف:
- لست ادري إن كنت توافقينني على رأيي بالإسراع بالزواج , لا تجيبي الآن وإنما فكري.
صمت قليلا ثم اكمل :
- لقد حلمت طوال عمري ان اعيش هذه اللحظات ولكن الحقيقة تفوق الخيال .
ردت باتريشيا :
- وهذا ليس سوى البداية .
- اتذكرين اول يوم التقينا فيه في الحفل الخيري ؟ لم استطع ان أرفع عيني عنك وكأنني احسست انه في يوم ما سنعرف السعادة معا .منتديات ليلاس
قالت وهي تمزح :
- كم هو مضحك ما تقول لأنني في هذه الليلة اعتقدت طوال العشاء انك تضع عينيك على عنقي ولكني قلت في نفسي إن هذا مجرد تخيلات من عندي .

***
فجأة رن جرس الباب , ظلا لحظات مسمرين في مكانهما همست :
- دعنا نتظاهر بالموت حتى يرحلوا .
ظل الباب يرن عدة مرات ثم سمعا صوت أوراق تدس من تحت الباب وعندما ذهب القط دومينو ليعبث بها قفزت باتريشيا لتنقذها من بين مخالبه . نزعت ورقة مطوية ولم تصبر حتى قرأتها وإن كان ذهنها بعيدا :
" لقد تم إخطارنا انه نظرا لإخلالك بعقد الايجار حيث تملكين حيوانا أليفا فالرجاء التخلص من قطك خلال ثلاثين يوما او التكرم بالعثور على شقة اخرى "
الإدارة
ابتسمت باتريشيا وهي تناول جيف الورقة التي اطلع على محتواها بسرعة ثم سألها :
- اتظنين ان دومينو سيحب الإقامة في بل إير ؟
- عندما افكر في هجومه عليك في اليوم الذي حضرت فيه إلى هنا! لم يكن يظن وقتها انك منقذي.
قال جيف وهو يفكر :
- نعم , إن الصدفة أكثر من الخيال .منتديات ليلاس
اخذت باتريشيا الإنذار وكورته ثم القت به إلى دومينو ليلهو به , كانت تعيش في عالم خيالي حتى إنها تصورت أن عروستها المصنوعة من الصيني كانت تغمز لها بعينها .

تمت