لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
التسجيل مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-10-20, 09:07 PM   المشاركة رقم: 126
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
قارئة مميزة


البيانات
التسجيل: Sep 2010
العضوية: 190192
المشاركات: 574
الجنس أنثى
معدل التقييم: أبها عضو ذو تقييم عاليأبها عضو ذو تقييم عاليأبها عضو ذو تقييم عاليأبها عضو ذو تقييم عاليأبها عضو ذو تقييم عاليأبها عضو ذو تقييم عاليأبها عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 748

االدولة
البلدKuwait
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
أبها غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : طُعُوْن المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: يراقصها الغيم / بقلمي (الرقصة السابعة)

 

شكراً طعون على الجزء الاستثنائي 🌺

سهام & فهد

( اللي على راسه ريشه يتحسسها )
هذا هو بالضبط ما ينطبق على فهد ،، يشعر وكأن سهام تقرأ أفكاره، تنبّش دواخله ، وتطلّع على عمله المشين في المستشفى وتنظر إليه نظرة استحقار ،،

( هل تطمح إلى التخريب بينهما ؟
هل لا زال يملك حيزًا من تفكيرها ؟؟
و اذا كان كذلك فما وضع خطيبها ؟؟ )

لاااا يا عريس ،، آمالك بعيدة جداً،،
من أنت لتسعى شمعة لتخريب زواجك الميمون !
من أنت لتحتّل حيّزاً في تفكيرها ،، ما أنت إلا اسم رُبط باسمها غصباً،،
ثم انحل ذاك الرباط .


(لذلك سيتابع مراقبتها .. لن يفوته أي شيء .. فهو ليس مغفل كما يظنون )

مو صاحي والله . 😳
وإنت وش دخّلك؟ 😤
مو عندك ست الحسن والدلال،، روح راقبها ليل نهار ،، ما أظن إنك ملّيت منها وتو صار شهرين على عرسكم !! 🤔


( اتسعت عينيها بعدم تصديق ثم هتفت بانفعال و دفاع : حقيييير .. شمعة اشششرف منك و من امثااااالك .. 
ترا سمعتها خربت بسببك ..)

الحمدلله ،، هذا الدفاع عن أختها، يبين أن مكانة شمعة لم تتغير رغم الظروف،، فما زالت هي أختها التي تثق بها تماماً،، ولن يأتي متطفل صار زوجاً لها منذ شهرين ليشكك بنزاهتها !

( شمعة طلعها من راسك والا والله ما يصير لك خير .)

هل سيصل بها الأمر ، أن تحارب زوجها من أجل سمعة شمعة ونصرتها ؟ 🤔
أظن نعم ،، فمهما صار،، تظل علاقة الأخوة هي الأبقى والأقوى.





نجد& ريما

مزيج من التفاهم والحب والحنان،،
سينقش أثره لا محالة في قلب الصغيرة،، فليست كل زوجة أب قبيحة الخصال. 🌷
نجد،، لن تنسى ابتهال جميلكِ ما بقِيَت .🌹



رصاص &

توشك أن تنجلي تلك السحب القاتمة،، ستمطر عليك شفاءً،، ستصبّ عليك السكينة صبّاً،،
صبراً يا رصاص ،، فما دامت دارين حولك ،، ستمنحك فيضاً من علاجٍ ناجعٍ مزجته لكَ بالحب،، فقط اجعل أملك بالله سياجاً تحتمي به من جائحة ذاك المرض،، 🍃


شمعة& ناصر

" إن ضعت بك يا هلا بالتيه ما أهتدِي ..
تموت معك الظنون و يستريح اليقين "

😍😍😍😍

يا سلام عليك يا رصاص ،،
أحلى شوفة شرعية ،،
لا سلام لا كلام بس بصبصة يا بصباص😂😂

الاطمئنان ،،، ما أجمله من شعور يا شمعة ،، السلام،، مع النفس
فامضِ على بركة الله ،، يا عروس 😍


ابتهال &

أتمنى لكِ التوفيق،،والعودة إلى أحضان الوطن سالمة غانمة،،
وأرجو أن تعود ريما إلى أحضانكِ دون عقبات يضعها لكِ يوسف
وأرجو كذلك أن لا تضيع جهودكِ سدى،، فقط من أجل منافسة يوسف في شهادته ،،
( سؤال شنو تخصص يوسف وابتهال ؟ ) 🤓



كل الشكر والتقدير لكِ شهودة ،، 🌺
وعذراً على التعليق القصير .

 
 

 

عرض البوم صور أبها   رد مع اقتباس
قديم 12-10-20, 10:10 PM   المشاركة رقم: 127
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو راقي


البيانات
التسجيل: Aug 2015
العضوية: 300973
المشاركات: 633
الجنس أنثى
معدل التقييم: simpleness عضو على طريق الابداعsimpleness عضو على طريق الابداعsimpleness عضو على طريق الابداعsimpleness عضو على طريق الابداعsimpleness عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 475

االدولة
البلدBahrain
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
simpleness غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : طُعُوْن المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: يراقصها الغيم / بقلمي (الرقصة السابعة)

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

فصلين جميلين سَلِمَت يداكِ.

موقف شمعة من مكالمة ناصر مُحرج جدًّا الله يعينها حزَّتها. وناصر ترى واجد خفيف، اثقل ياخي.. مرتبك ومعتفس وخايف، أقول اصطلب وصير رجال أحسن لك!
أهم شي تفاهموا في النهاية واتفقوا، وإن شاء الله بتتأقلم شمعة شوي شوي.. بدايتها خير من الشوفة والهدوء اللي بينهم، نتمنى النهاية كذلك.

ابتهال أشوف إن قرار دراستها في الخارج قرار مُندفع، وُلِد من رَحْم القَهر والغيظ أكثر مما إنّه انولد برغبة حقيقية لتحقيق هدف مُهِم. لذلك تبعات القرار كانت مُعقدة والله العالم بتنتهي على شنو.

رصاص المسكين موقفه صعب جدًّا، يعني كفاية إن التجربة مُرعبة لدرجة ما تنوصف، كذلك الموقف مرتبط بتأنيب الضمير، يعني لو عاش تجربة كان فيها هو الشخص الوحيد المُعَرَّض للخطر فيها؛ كان ما عليه.. ممكن يكون وقعها على نفسه أخف.. بس كان في ذمته أرواح.. الله لا يخلي أحد في مكانه.

خطبة يوسف لنجد أعتقد كان يوسف يبي منها إثارة ابتهال ولفت انتباهها له، بما إنّه يعتقد إنها انشغلت عنه ببنتها. طبعًا الخطوة غبية.. وموافقة نجد أغبى وأغبى. يعني مادري ليش البشر يحبون يعقدون عليهم الأمور!

سهام وفهد الثقة بينهم هشَّة جدًّا.. تكاد تكون معدومة.. لأن كل واحد بنى هذه الحياة فوق ولا شي.. ما في أساس لهذه العلاقة وكأنهم بدأوا البناء من الهواء من غير ما يثبتون شي بالأرض.. لذلك العلاقة متأرجحة بسبب تصرفات فهد العاصفة وشكوك سهام.


تُشكَرين طعون.

 
 

 

عرض البوم صور simpleness   رد مع اقتباس
قديم 13-10-20, 10:13 AM   المشاركة رقم: 128
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مشرفة منتدى الحوار الجاد


البيانات
التسجيل: Apr 2008
العضوية: 70555
المشاركات: 6,382
الجنس أنثى
معدل التقييم: شبيهة القمر عضو ماسيشبيهة القمر عضو ماسيشبيهة القمر عضو ماسيشبيهة القمر عضو ماسيشبيهة القمر عضو ماسيشبيهة القمر عضو ماسيشبيهة القمر عضو ماسيشبيهة القمر عضو ماسيشبيهة القمر عضو ماسيشبيهة القمر عضو ماسيشبيهة القمر عضو ماسي
نقاط التقييم: 5004

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
شبيهة القمر غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : طُعُوْن المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: يراقصها الغيم / بقلمي (الرقصة السابعة)

 

ههههه والله وطحت يانويصر ومااحد سمى عليك ..
ابتهال والعوده للوطن ..او العودة ليوسف ؟؟
ننتظر اي العودتين ستكون !!

شهوده .. القصه جميله بس نبي اكشششن وشي يحرك الاحدااث اكثررر ...
تسلم يمناش لاعدمناش 🥰

 
 

 

عرض البوم صور شبيهة القمر   رد مع اقتباس
قديم 13-10-20, 05:53 PM   المشاركة رقم: 129
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مشرفة المنتدى العام


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 164962
المشاركات: 9,787
الجنس أنثى
معدل التقييم: ام البنين عضو ماسيام البنين عضو ماسيام البنين عضو ماسيام البنين عضو ماسيام البنين عضو ماسيام البنين عضو ماسيام البنين عضو ماسيام البنين عضو ماسيام البنين عضو ماسيام البنين عضو ماسيام البنين عضو ماسي
نقاط التقييم: 5994

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ام البنين غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : طُعُوْن المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: يراقصها الغيم / بقلمي (الرقصة السابعة)

 

فيه اليوم بارت أو غلطانه

 
 

 

عرض البوم صور ام البنين   رد مع اقتباس
قديم 13-10-20, 10:01 PM   المشاركة رقم: 130
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Nov 2013
العضوية: 260961
المشاركات: 2,244
الجنس أنثى
معدل التقييم: لولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييملولوھ بنت عبدالله، عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 2193

االدولة
البلدUnited Arab Emirates
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
لولوھ بنت عبدالله، غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : طُعُوْن المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: يراقصها الغيم / بقلمي (الرقصة السابعة)

 




الـرقصـة التـاسعـة



،



ماض



يرى الموت فاغر فاه ، و ھو يھوي إليھ بأعين مفتوحة .. يھوي إليھ دون أن يملك حق الفرار ..
دون أن يستعد ..

"فلا تدري نفس ماذا تكسب غدًا و لا تدري نفس بأي أرض تموت " ..

و ھو يھوي بسرعة مخيفة اتسعت لھا عينيھ ذعراً .. كان يناجي دون صوت " يارب .. يارب .. يارب " .. لم يجد أي دعوة كي يلفظھا ..
و لم تسعفھ الأحرف و الكلمات ..
فقط يناجي وھو يعلم بأن الله يعلم مافي قلبھ ..
يناجيھ بيقين وھو يستشعر قربھ منھ كما لم يستشعر ذلك من قبل ..
خذلھ صوتھ و لم تتحرك حنجرتھ لتصدر صرخات الفزع .. خذلتھ عينيھ فلم تذرف أدمعھ كما يفعل مساعده ..
بل كان ساكنًا كمن أدرك مصيره و أيقنھ .. دقيقتين ھن ..
و لكنھ شعر بأنھا بطول أعوامھ السابقة جميعھا .. مرت ثقيلة بثوانيھا ..
سريعة بقذفھ إلى مصيره ..
لم تكن سوى ثوان عندمت دوى صوت ارتطام الطائرة بالأرض ثم احتكاكھا و سرعتھا التي كانت مفجعة لھم جميعًا ..
ترتج الطائرة أكثر من قوة الإصطدام ..
تقتلع كل ما تمر عليھ ..
صوتھا مع سرعتھا كانت كصفعة ايقظتھ من جموده ..
فقد اسرع يمد يده إلى القابض كي يوقف الطائرة عن الاستمرار بزحفھا المخيف ..
فقد كانت تقتلع السنابل من جذورھا و تسحقھا تحت ثقلھا ..
يتشبث بكل ما بقي لديھ من قوة ..
وكل ما يفكر فيھ ھي أصوات الاستنجاد التي تصلھ مختلطة
بعويل الأمھات .. و صرخات الرجال المخيفة ..
غارقًا بعرقھ حتى التصق شعره بجبينھ وھو يثبّت الطائرة بعزم
لا يعلم من أين تولّد بداخلھ و تكاثر ..
و بعد لحظات عصيبة استنفذت طاقتھ ، استطاع إيقاف الطائرة ..
نظر إلى المساعد بجانبھ و بادلھ النظر بتصميم ثم قفزا بسرعة و خرجا من قمرة القيادة ..
نظرا إلى الطائرة المدمرة من الداخل ثم إلى جمع المسافرين .. أخذا يصرخان بالركاب كي يخرجوا من الطائرة و قد فتحت جميع
مخارجھا ..
تولى ھو مھمة اخراج الذين في المقدمة ، و قد تولى مساعدة اخراج الذين في المنتصف ..
بينما المضيفات تولين مھمة اخراج الركاب في ذيل الطائرة ..
كان يساعدھم على عدم التدافع و قد أخذ يصرخ بالإنجليزية ولا يعلم ھل يفھمونھ أم لا و لكن ذلك ما كان يستطيع فعلھ ..
ازداد تعرقھ حتى ابتلت ملابسھ و التصقت بجسده من شدة توتره .. فأمامھم فقط تسعون ثانية لإجلاءھم ، ثم ستنفجر الطائرة ..
فما زال بھا من الوقود ما يكفي و لا زالت المحركات ساخنة .. يشعر بأنھ يريد أن يقذفھم خارج الطائرة و ليتصرفوا بأنفسھم ..
اخذ يحذرھم عن البقاء بجانب الطائرة بعد خروجھم .. بل عليھم الھرب إلى أقصى مكان يستطيعونھ ..
لا يعلم بأي مكان حطت الطائرة و لكنھ يعتقد بأنھا بإحدى المزارع التي تحيط بالمطار ..
فقد كانوا على بُعد دقائق من الھبوط عندما دخلوا في العاصفة ..
بقي يساعدھم ولكنھ اخذ يلتفت إلى الخلف من الأصوات المرتفعة و التجمع الرھيب الذي يبدو منھ بأنھ لم ينزل أحد منھم حتى الآن ..
و يبدو بأنھم قد اخذوا بالتدافع ..
شتتھ ذلك عما كان يفعلھ و أخذ يشير إلى مساعده يريد أن يستفسر منھ .. و لكن الآخر قد ضاع بين زحامھم و لم يعد يراه ..
قد يكون بين أرجلھم الآن وھم يدوسون فوقھ دون أي تفكير ..
فغريزة البقاء تجعل كل واحد منھم يريد الفرار بنفسھ قبل أن يقضى أجلھ ..
عاد إلى من حولھ و تابع بتعليماتھ بسرعة رھيبة في الكلام لم يعتقد بأنھ يملكھا ..
و جل تفكيره كان أن ينتھي منھم ثم يذھب لمساعدة باقي الطاقم ..
و لكن كل ذلك ذھب ھبا ًء عندما اندلعت النيران بلحظة واحدة و اخذت تعدو بسرعة وھي تأكل جوانب الطائرة ..
ثوان كانت قبل أن تنفجر الطائرة بصوت كان وقعھ على قلبھ مھيب .. وقد طار من النافذة بجانبھ التي تلاشت بفعل الضغط الھائل..
سقط جسده على بُعد عدة أميال من المكان ..
بثوان فقط طار لمسافة كبيرة ..
ثم ارتطم جسده بالأرض و تعلقت عينيھ بالسماء ..
نظر إلى السماء الداكنھ من العاصفة بعينين شبھ مطبقتين .. و الھواء من حولھ قد اشتد حتى شعر بالسنابل تلامس وجھھ.. وكأنھا تحنو على وجنتيھ و تقبلھا ..
ابتلعھ الظلام بعد ذلك ..
و لم يستيقظ منھ إلا بعد شھرين .. بذاكرة مفقودة ..
و نفسية معطوبة ..



حاضـــراً



تنھد وھو يعود إلى الواقع بعد أن انتھى من سرده ..
نظر إليھا وقد كانت تجلس بتحفز واضح ..
قد يكون لأنھا توقعت انھياره كما في الجلسة السابقة ..
لذلك ابتسم لھا بارتجاف ابتسامة سرعان ما تلاشت ..
فليس بمقدرتھ الابتسام ..
وما يشعره بداخلھ يجعلھ يرغب بالصراخ حتى يبح صوتھ ..
و يبكي حتى تجف أدمعھ ..
كانت تشعر برغبتھ ..
و بمشاعره المتضاربة بداخلھ ..
و لكنھا لم تقوى على الوقوف كي تخرج .. لم تطعھا قدميھا كي تتحرك ..
فبقيت بمكانھا متخشبة و كأنھا لم تصدق حتى الآن بأنھ لم يفقد وعيھ بعد..
لم تنتابھ نوبة ھلع ..
و لم يفقد السيطرة على نفسھ كما في السابق ..
دمعت عينيھا فرفعت أناملھا المرتجفة و مسحتھا بسرعة .. تنحنحت كي تصفي صوتھا .. و لم تفلح ..
فقد قالت بصوت متحشرج : خلاص خلصت الجلسة لليوم ..
كانت تريد لھ أن يخرج .. و لكنھ لم يفعل ..
فقد بقي ساكنًا بمكانھ .. فقط اومأ بھدوء فزفرت ..
أجلت صوتھا مجددًا ثم قالت بصوت أكثر ثباتًا : الجلسة الجاية رح نطبق طريقة جديدة للعلاج ..
بشرحھا لك و إذا وافقت نبدا .. تمام ؟
اومأ بصمت فاحتارت ..
ھل تتقدم منھ و تجالسھ ما دامت الجلسة قد انتھت؟ .. أم تخرج و تجعل لھ مطلق الحرية بما يفعلھ !
بقيت مترددة للحظات ثم عزمت أمرھا و وقفت ..
تابعھا وھي تخرج كما بعد كل جلسة .. يدرك بأنھا تجعل لھ المجال كي يعبر عن نفسھ..
و لكنھ الآن يريدھا ..
يريد أن يشعر بھا ..
فيكفيھ بأن قلبھ لا زال منقبضاً كما ھو دوماً عندما يتذكر صوت الإنفجار المھول ..
وضع يده على صدره و اطبق جفنيھ .. بقي صامتًا لعدة لحظات ..
من يراه ساكنًا بھذه الصورة لم يكن ليتخيل بأن ھناك جيوش تتقاتل بداخلھ ..
بأن ھناك بداخلھ ما سيبقى رمادًا حتى الموت ..
فصرخاتھم بداخلھ ..
عجزھم عن الخروج ..
ھلعھم و ھم يرون الموت يناديھم لبتلعھم ..
يريد أن يخبرھا بما يشعره الآن ..
أن يضع يدھا على قلبھ المنقبض فتبسطھ بطمأنينتھا ..
انتھت الجلسة و لم يخبرھا بعد بأن الذنب يأكل ضميره .. و أنھ لو لم يلتھي لثوان كان سيستطيع انقاذ الأكثر ..
انتھت و لم يخبرھا بأنھ لا يفتأ يفكر بمصير كل واحد منھم ..
ھل قذفت بھم النار كما فعلت بھ ؟
أم اصطلتھم و لم يجدوا وقتًا للھروب؟ ..
ھل ماتوا بسرعة أم اختنقوا حتى الموت ؟..
من سمع صرخاتھم ؟؟
ھل ھي بنفس قوتھا كما بكوابيسھ أم انھا خفتت دون إرادتھم ؟ ..
ھل ل ّوحوا بإيديھم بمحاولة يائسة بالإستنجاد ؟؟ أم أن أيديھم قد تقطعت قبل ذلك ..
ھل تلاشو كذرات ھواء أم ماتوا ولا زالت أجسادھم مكتملة ؟..
ھل تلاحمت اعضاءھم من شدة النيران أم استطاعوا فصلھم عن بعضھم ؟؟ ..
آھھ عميقة خرجت منھ فجثى على ركبتيھ بيأس ..
قبض بنواجذه على كفھ وھو يكتم بكاءه ، فخرج كأنين مشروخ .. أنينھ مع شھقاتھ المتقطعة المكتومة جعلتھا تضغط بكفيھا على أذنيھا وھي تقف خارج الغرفة ..
جلست بجانب الباب و وضعت رأسھا بين ركبتيھا ..
ضغطت على يديھا التي تحتجزھا بين رأسھا و ركبتيھا اكثر ..
ھمست برجاء : بس .. بس .. بسس ..
أخذت تأرجح جسدھا للأمام و الخلف و ھي تكرر تمتمتھا برجاء يائس .. تريد أن تدخل إليھ و لكنھا اضعف من أن تقابل وجعھ ..
و تعلم بأنھ لن يرغب برؤيتھا لھ وھو بھذه الحال .. فلو لم يتيقن من ذھابھا لما فعلھا ..
بقيت تعذب نفسھا بسماع أنينھ و لم تقوى على الذھاب ..
عقلھا يخبرھا بأنھ لا يحق لك التجسس على لحظات ألمھ الخاصة ..
و لكن قلبھا يأبى أن تتحرك ..
بكل تعنت يأمرھا أن تبقى كي تطمئن عليھ فقط ..
رفعت رأسھا و مسحت وجھھا من دموعھا التي لم تشعر بھا .. شدت شعرھا للخلف بقلة حيلة ..
ثم اخذت تضرب رأسھا بالحائط خلفھا برتابة و ھي تبتلع غصتھا ..
قبضت كفھا ثم وضعتھ على قلبھا و ھمست بمناجاة : يارب اھدي سره .. يارب طمن قلبھ .. يارب ..



،



" عيسى الله يخليك افھمني .. وش لھ داعي العجلة بالله ؟ "

كانت جملتھا التي قالتھا بمحاولة للھدوء ..
فـ أخيھا لتوه قد أخبرھا بأن الناصر قد ھاتفھ و أخبره برغبتھ بتحديد موعد عقد القران ..
لا يعلم بأنھا تكاد تطلق لسانھا بجميع الدعوات التي تعرفھا والتي لا تعرفھا كي تصبھا فوق رأس ذلك الناصر المخادع ..
ألم يخبرھا بأنھ مستعد لإعطاءھا فرصة ؟ فأين ذلك الاستعداد و أين الفرصة ؟
لتوھا قد استوعبت بأنھا قد خطبت حقًا و لم يكد يھنأ بالھا بعد ..
فيأتيھا برغبتھ التي تريد أن تحشوھا بفمھ كي يبتلعھا و لا يرغب بھا بعد ذلك أبدًا ..
و لكن ما قالھ أخيھا جعل عينيھا تتسع حتى خاف أن تنزلق من مكانھا .. فقد نقل لھا كلام الناصر و كيف اقنع أخيھا ،
و ھو يبدو بأنھ مقتنع و بشدة : الناصر يقول إنھ ما يصلح تطول الفترة و
انتو مع بعض بنفس المستشفى .. و إنكم مارح تسلمون من التلميحات
عشان كذا لازم يكون بينكم رابط شرعي و ترتاحون من الھمز و اللمز ..
باستھجان حاد : و ميييين قال إني ما أعرف اللي يصلح واللي ما يصلح !! و كلام الناس تراه لاحقني ليمن أمووووت .. ما رح يسكتھم عقد ولا زواج ولا حتى وقد عندي درزن ورعان ..
ھز عيسى كتفيھ بلا رد ثم قال باختصار : انتي شوفي الوقت اللي يناسبش خلال ذا الأسبوع و ردي لي خبر .. ترا إلا ھي ملكة بينا و بينھم ما تحتاج وقت ..
اخذت نف ًسا عميقًا كي تھدئ نفسھا ..
و راقبتھ وھو يخرج و يخرج ھاتفھ ثم التفتت إلى عمتھا الصامتة منذ البداية ..
قالت برجاء : عمة .. قولي شيء ..
نظرت إليھا عمتھا بھدوء ثم قالت بعد لحظات بروية : تملكي على الناصر .. خلي فھيدان يروح من طريقش ..
شخرت باستھزاء .. ثم ھتفت بإصرار : عميمة فھيدان ماھو بطريقي .. تفاھمي مع ولد صديقتش و خبريھ إني منيب موافقة لأنھ واضح قد اقنع عيسى ..
عمتھا بصراحة و بوح : تدرين إن فھيدان كان جاي لش مخصوص للمستشفى ؟
زمت شفتيھا ثم أومأت بموافقة و قالت بھدوء : خبرتني الممرضة اللي بالإستقبال إنھ سأل عني بالإسم ..
عمتھا بذات صراحتھا : و تدرين إنھ قال لأخيتش إنھ وداني بنفسھ
للمستشفى و إنھ قابل خطيبش ھناك ؟
اتسعت عينيھا بصدمة و ھتفت بانفعال : الحقير ..
عمتھا بحكمة السنوات : وافقي على الملكة و اقطعي الطريق على فھيدان .. خذي الناصر ومارح تنضامين لا ضويتيھ ..
برجاء : بس عميمة مابغى اتملك ھالحين .. ابغى لي وقت ..
عمتھا بإصرار : الوقت اللي تبغينھ خذيھ لا ملكتوا .. بتقدرين تقنعينھ وقتھا باللي تبغينھ ..
لكن ھالحين وافقي و خلي فھيدان يدحر إبليس ..
بعدم رضا ھتفت بقھر : وشھو يبغى ذا ! يعني مانيب مرتاحة منھ لا أول ولا تالي !
العمة بسخرية من حالھ ابن اخيھا : يبغى اللي تركھ قبيل ..
بحقد اشتعل بعينيھا : ھا والله إنھ يعقب .. أنا ببلغ عيسى إني موافقة و لو يبغون بكرة ماعندي مانع .. ھي الا ورقة نوقعھا و خلصنا ..
عمتھا بتفكھ : وشھو ! نسيتي التحليل اللي لازم تسوونھ قبيل ؟
ھزت كتفيھا بلا مبالاة وھي تقف : ماعليش بيدبرھا .. وإلا قده وارث فلوس أبوه عالفاضي ..
خرجت باشتعال فقھقھت عمتھا باستمتاع ..
فلم يكن سواھا من اقنعھا الناصر بأن تقف معھ بعد أن عرف بأنھا تعلم عن
مكالمتھما السابقة .. وقد كان لھ ما يريد ..



،



ماض ..

قبل سنتين من الآن ..

و بإحدى رحلاتھ .. كان قد اشرف على المجمع الذي قد تم بناؤه بتصميمھ الخاص ..
و ھو الآن بطريقھ إلى المطار كي يعود إلى أبھا ..
سار ًحا بما يحدث بحياتھ مؤخ ًرا .. استجداءه لابتھال ..
و محاولتھ الحقيقية لمراعاة نجد و التي دائ ًما ما تبوء بالفشل .. يدرك بأن المتضرر الوحيد من وضعھ الشائك ھو ابنتھ ..
و بعكس ما كان قبل .. لقد أصبح يحبھا حقًا ..
ليس و كأنھ لم يكن يفعل من قبل .. و لكنھ الآن حب نقي صاف ..
اصبح يشعر بأبوتھ بعد أن تركتمھا ابتھال خلفھا و أسرعت للحاق بما فاتھا ..
شعر حينھا و كأنھا تقول لھ ھا قد تخليت عن ابنتي فلا تفعل ..
وكأنھا قد تركتھا خلفھا لاختبار ابوتھ ..
وھا قد نجح فيھ ..
و يستغرب حقًا كيف لھا أن تركتھا خلفھا ؟ لا يشك بأمومتھا مطلقًا ..
و لكن ما يجرحھ بحق بأنھا قد تركتھا بسببھ .. لأنھا لم تعد تطيقھ ..
و أصبحت تنفر منھ بشكل يوجعھ ..
بينما ھو بالمقابل يزداد لھا حبًا .. يُشعلھ ..
يزداد ولعًا حتى أصبح شخص آخر لا يعرفھ ..
وصل إلى المطار بالوقت المحدد ..
ً
نقد سائق الأجرة و ترجل حاملا حقيبتھ الصغيرة ..
تابع الإجراءات و جلس على أحد مقاعد الانتظار حتى وقت رحلتھ القريبة ..
اخرج ھاتفھ و ابتسم عندما رأى الخلفية لشاشة ھاتفھ ..
فقد كانت لريما بعد أن تعافت ..
لذلك ھو يفضل ھذه الصورة ..
كي يذكر نفسھ دو ًما بأن الأولوية لھا ..
ثم لوالدتھا بعد ذلك ..
لن يخيب ظنھا فيھ مجددًا..
و على ذكرھا فقد فتح ھاتفھ و انتقل إلى رقمھا .. بقي يستمع إلى الرنين البعيد المتقطع ..
ثم اغلق ھاتفھ و أعاده إلى جيبھ ..
فكما كان يتوقع ..
لم ترد كما دأبھا في المرات الكثيرة التي تفعلھا ..
يريد أن يسمع صوتھا فقط .. ولكنھا تبخل عليھ بھ ..
لم يعھدھا شحيحة بالعطاء كما أصبحت مؤخ ًرا .. يقسم بأنھ كان سيصلح كل شيء لو لم تسافر .. و لم يمنعھ من اللحاق بھا سوى غضبھ منھا ..
و كبرياءه الذي شعر بأنھ سيدوس عليھ لو فعلھا ..
كما أن ھناك خاطر صغير كان يھمس لھ دو ًما بأن ھذا ھو تعويضھا .. لذلك تريث ولا تلحق بھا ..
و قد فعل ..
و لكنھ يشتاق لھا كشوق اليائس للأمل .. كشوق العقيم للولد ..
يشتاق ولا يملك أي حيلة على قلبھ ..
و ھي أصبحت كنخلة باسقة .. و لكن بدون تمر ..
بدون أي شيء يرطب على قلبھ .. بدون حلاوة كانت تسكره ..
شامخة متعالية ..
و ھو كطفل صغير يتشبث بأسفلھا .. و يتطاول على ساقيھ كي يصلھا ..
و لكن ھيھات ..
لم تعد ابتھالھ ذاتھا ..
و لكنھا ستعود ..
فھي لا تجيد التصنع .. ولا تحبذ الجفاء .. ھي امرأة تعطي بلا حدود ..
لذلك ھو متيقن من عودتھا عندما تحقق ذاتھا .. و تشعر بأنھا قد ردت اعتبارھا ..
نبھھ صوت النداء على رحلتھ فاستقام و شد الخطى .. وصل إلى الطائرة ثم إلى مقعده ..
و جلس ينتظر اكتمال المسافرين ..
كانت ساعة و نصف ما أبعدتھ عن ابھا .. و نزل من الطائرة بشوق لابنتھ ..
فعندما ذھب لم تكن متواجدة .. بل كانت لدى جدتھا ..
خرج من المطار و صدم بالجو ..
فالجو عاصف ..
مطر غزير و أصوات الرعد ..
ثم التماعة البرق جعلتھ يلتفت حولھ بإدراك ..
لذلك قد دخلوا بمطبات ھوائية قبل الھبوط .. و لم ينتبھ لكل ذلك ..
كان المطر ينھمر بغزارة أجبرتھ على العودة إلى الخلف .. لم يرى أي سيارة للأجرة ..
اسقط بيده ولم يعلم ماذا يفعل ..
تذكر بعد ذلك صديقھ فھاتفھ ..
اخبره الآخر بأنھ سيأتي في الحال ..
لا يعلم ما الذي جعلھ يتقدم إلى المطر المنھمر بعد أن انھى المكالمة .. فتح ذراعيھ على اتساع و رفعھا إلى السماء و كأنھ يحتضن الغيم ..
ارتفع رأسھ بالمقابل و استقبل المطر بنفس رحبة ..
راحة عميقة شعر بھا فابتسم بخفوت تحول إلى قھقھة مستمتعة ..
نبھھ صوت رجل أمن من خلفھ يخبره بأن من الأفضل العودة إلى الداخل كي لا يدخلھ برد بسبب ملابسھ المبللة و الريح التي تعصف من حولھ قد تسبب لھ المرض ..
أطاعھ و دخل بعد أن مسح على ملامحھ و حاول التقليل من البلل الذي تشرب ملابسھ ..
بقي واقفًا ينتظر صديقھ و لم تكن سوى ربع ساعة حتى أتى ..
خرج بعد أن اخبره صديقھ بأنھ قد وصل و ھرول إلى سيارتھ ..
ركب بالأمام و ضرب كفھ بكف صديقھ بتحية رجولية .. بقي يتحدث معھ ببعض المواضيع حتى وصل إلى منزلھ .. ودعھ و خرج وھو يشعر بالبرد ..
يشعر بأن قلبھ ينتفض بصدره ..
لذلك اخذ يقفز الدرجات بسرعة و قد بدأت اسنانھ تصطك ببعضھا .. اخرج مفاتيحھ بيد راجفة عندما وصل إلى باب شقتھ ..
فتحھا و دخل بعجالة وھو يبحث عن الدفء المنشود ..
تلفت بحثًا عنھا ولم يجدھا فھرول إلى غرفة النوم .. دخل و وجدھا ھناك ..
التفتت إليھ و عقدت حاجبيھا عندما رأت حالھ ..
سألتھ باستھجان : ھووووو .. انت فقدت عقلك !
قال بضجر و تأمر : موب وقتش .. جيبي لي شيء اتدفى فيھ ..
زمت شفتيھا بملل و تحركت إلى احد الأدراج ..
أخرجت منھ ملابس ثقيلة و بعض احتياجاتھ ثم التفتت إلى الدرج الآخر و أخرجت منھ لحاف ثقيل ..
شتت نظراتھا وھي تراه قد بدأ بخلع ملابسھ دون أي احترام .. تجاھلتھ و تقدمت إلى احد ادراجھا الخاصة ثم أخرجت منھ جھاز ھوائي يستخدم للتجفيف..
شغلتھ و التفتت عليھ و بصوت بارد : تعال انشف لك شعرك عشان ما تمرض ..
ثم اردفت بتمتمة خافتھ : ھذا اذا ماقدك مرضت و خلصت ..
تجاھل تمتمتھا و اقترب منھا وقد تدثر باللحاف .. بدأت بتجفيف شعره وھي شاردة ..
راقبھا وھو يتمنى أن يكسر رأسھا كي يفتحھ و يرى بماذا تفكر .. غامضة بشكل يستفزه ..
و كأنھا صندوق مطبق شديد الإحكام ..
قال بھدوء بعد ان انتھت : ريما ھنا والا باقي عند عمتي ؟
بھدوء بارد : ھنا .. بس طلعت لفوق عند أمي عشان أولاد اختي فيھ و تبغى تلعب معھم ..
أومأ بصمت و تقدم إلى السرير ..
اضطجع عليھ و ھي تراقبھ ..
قالت بھدوء ، و لإبراء ذمتھا فقط : لا تنام وانت لسى ما صليت العصر ..
بسكون و ھو لا يشعر برغبة في الحديث : قد صليتھ مع الظھر ..

ھزت كتفيھا و استدارت لتغادر بعد أن اطفأت الضوء ..

و بعد عدة ساعات ..
دخلت كي توقظھ لصلاة المغرب .. فكان يشتعل حقًا ..
نفخت بملل فليس لھا مزاج للتطبب .. و لكنھا مجبرة ..
لذلك قامت بما كانت ستقوم بھ أي واحدة بمكانھا ..
ساعدتھ ليستحم كي تخفض حرارتھ .. ثم جلبت لھ المسكن .. و بقيت تنتظر لديھ طيلة الليل ..
و لكنھا كانت تعجز عندما ترتفع حرارتھ .. فليس لھا صبر على التكميد ..
فتوقظھ ليستحم و قد كان نزقًا جدًا ..
و لكنھا تتجاھلھ ببراعة ..
حتى تحسن قليلاً وذھب بنفسھ إلى المستشفى ..

بعد تلك المرة لم يعد يراھا كما دوماً ..
نجد الباردة اللا مبالية ..
اصبح يراھا بعين أخرى ..
اصبح يرى نجد المھتمة الدافئة ..
نجد الحقيقية التي تخبئھا تحت قناع الجمود و البرود .. و كم رغب بأن يسألھا لماذا حقًا وافقت عليھ ؟
ھل لأجل ابتھال كما فھم ؟
أم لديھا أسباب أخرى ؟؟
و لم يستطع سؤالھا قط ..



،



بعد عدة أيام



استأذنتھ أن تذھب إلى والدتھا كي تساعدھا بالأشياء المفترض جلبھا لعروس أخيھا و قد أذن لھا ..
و لكنھ يشعر بھا متباعدة جدًا و ذلك ما يحزنھ .. يريد سؤالھا لماذا و لكنھ يخشى الإجابة ..
لذلك ھو يصمت ..
منذ بدأت جلساتھ تقريبًا وھي تتباعد رويدًا رويدا .. و لكنھ لم يعد يستطيع الصمت ..
سيذھب إليھا و يسألھا ..
و ليتحمل الجواب ..
ھو يعرف دارين .. و أكيد ھو من عدم خذلانھا لھ..
و لكنھ الشيطان يوسوس لھ حتى كاد يخرج رأسھ و يضربھ في الحائط ..
ركب سيارتھ بإصرار .. سيسألھا ذلك ..
لن يصمت أكثر ..
فھي دارين .. ليست كأي احد حتى يتجاھل ..
مسافة الطريق و كان عند منزل أھلھا من الخارج .. رفع ھاتفھ و ضغط على رقمھا ..
وصلھ صوتھا بعد عدة رنات : ھلا رصاص .. بدون مقدمات : أنا برا .. افتحي لي الباب ..
ارتفعت حاجبيھا بتعجب و أرادت سؤالھ عما حدث و لكنھ قطع المكالمة بينھم ..
غضنت جبينھا باستنكار .. فما بالھ الآن ؟
نظرت إلى والدتھا التي تستفسر منھا ماذا حصل فأخبرتھا و استقامت خارجة من المكان ..
تقدمت إلى الباب و شرعتھ أمامھ و ھي تناظر إلى ملامحھ بنظرة ثاقبة جعلتھ يقطب بضيق ..
أغلقت الباب و تحركت خلفھ وھو يتجھ إلى مجلس الرجال الداخلي .. أخذتھا الھواجس يمنة و يسرة ..
فالمعتاد أن يدخل إلى البيت عند والدتھا و لكنھ اختار المجلس ؟
رأتھ وھو يضغط على مفتاح الإنارة لينتشر الضوء و دخلت خلفھ ..
اغلق الباب بجمود فسألتھ بتوجس : صار شيء رصاص ؟ حد فيھ شيء ؟
ھز رأسھ بالنفي ثم سألھا بالمقابل : إنتي اللي علميني وش صار ؟
رفعت كتفيھا بجھل .. و بصدق : ماني فاھمة عليك ..
اقترب منھا و بتساؤل لحوح : داارين .. لا تستغبين .. ممكن تفھميني وش فيش ؟
عقدت حاجبيھا بتعجب و تساءلت : ھاو ! وش فيني ؟
بنفاذ صبر : دااارين لا تستفزيني ..
تحدثت بصدق : والله ماني فاھمة شيء ..
نظر إليھا للحظات ثم سألھا بتوتر : ليش صرتي بعيدة عني ؟
سيطرت على ارتباك ملامحھا و قالت بھدوء استفزه : ليش تقول كذا ؟
قبض على ذراعيھا و قال بنرفزة : لأني احسش بعيدة .. من بعد الجلسات وانتي بعيدة .. و كل يوم تبعدين أكثر ..
نظرت إليھ و قالت بمھادنة : يتھيأ لك ..
ھز رأسھ بالنفي و قال بإصرار : لاا ما يتھيأ لي .. أنا واثق زي ماني واثق إنش تخبين علي شيء ..
ثم أردف بخشية : متغيرة عشاني ما اقرب منش ؟ بس انتي تدرين إنھ مھوب بيدي ..
وضعت يدھا على شفتيھ بسرعة و قد تضرج وجھھا ..
قالت بتوبيخ : وش فيك شطحت .. محنا بمكان يسمح لنا نتكلم بشيء زي كذا ..
ابعد يدھا من على شفتيھ و قبض عليھا بكفھ ..
قال بصراحة : دارين ! لا تراوغين .. أنا حاس انش موب طبيعية من بعد الجلسات .. و أنا ما قربتش من فتره ..
بتوبيخ و احراج : خفض صوووووتك ..
كتف يديھ بعناد : موب مخفض صوتي .. جاوبيني والا ترا ھذي ھي عمتي داخل ..
زفرت و ھي تھتف بغيظ : ياربي ..
ثم نظرت إليھ بانفعال و قالت بعتب : انت من جدك تسألني ھالسؤال ؟ أنا تتوقع إني سطحية لھالدرجة ؟ ابتعد عنك عشانك ما قربت مني ؟
قال بإقرار وقد اتبع نھج الصراحة : لا تنكرين إن ھالشيء مھم بحياة كل زوجين ..
جادلتھ وھي تكابر على إحراجھا : ما انكرت .. بس أنا موب كذا .. خيبت ظني والله ..
برجاء وقد عاد يقربھا منھ و يشد على ذراعيھا : دارين .. جاوبي واللي يرحم والديش ..

عبرة اعترضت حنجرتھا ..
لم تعتقد بأن تفكيره سيقوده إلى ذلك .. ھي تدرك كل شيء كما قال ..
و تدرك بأنھ ليس بإرادتھ ..
فھو فاقد للرغبة بذلك ..
وھي لم تشتكي .. كان يكفيھا قربھ منھا و إن كان ببعض القبل..
و بأنھا تراه أمام عينيھا دو ًما .. بأنھا لھ وھو لھا ..

خرج صوتھا ببحة و قد تدلت دمعة وحيدة من بين أھدابھا : يكفيني إني عندك..
ثم استدارت لتغادر ..

لحقھا بخطوتين واسعة و احتضنھا من الخلف ..
التصق ظھرھا بصدره فشد عليھا ..
قال باعتذار وھو يسمع شھقاتھا قد بدأت بالإنفلات : أنا آسف دارين .. والله آسف .. بس انتي تعرفين ..
أبعدت ذراعيھ و قالت دون أن تلتفت إليھ : عندنا بيت نتناقش فيھ إذا رجعت .. و ھالحين عن إذنك ..
خرجت وقد اجبر قدميھ على الثبات و عدم اللحاق بھا ..
ھمس لنفسھ بتوبيخ : مالت عليك .. مسوي صريح .. احمد ربك انھا متحملتك ..
أردف بضجر : أوووووف ..
بقي للحظات يستجمع نفسھ ثم تحرك وخرج من المجلس جھة البيت .. فيجب أن يسلم على عمتھ و يأخذ اخبارھا ..
فلا يريد لھا أن تشك بأنھ يحدث بينھما شيء ..



،



اليوم رحلة ابتھال للعودة بعد سنوات الغربة ..
و اليوم و للمصادفة ھو يوم عقد قرانھا ..
وصلھا اشعار من الواتساب فدخلتھ ..
وجدت ابتھال قد كتبت لھا " تدرين إني احبش أكثر من كل شيء ؟ الف مبروك عليش ناصر و لو إنھ يذكرني اسمھ بناس ما احب اتذكرھم "
قھقھت بخفوت و قد فھمتھا ثم ردت عليھا بإغاظة " و تدرين إني احبش كمان .. زي ما تدرين إن يوسف بكل صلاة يدعي علي من يوم علمتيھ إني اللي ساعدتش "
ارتسمت ابتسامة واسعة على شفتي ابتھال و ردت عليھا بوقاحة جعلت شمعة تقھقھ بعلو ..
أغلقت ھاتفھا بعد ذلك و وضعتھ على السرير ثم تحركت إلى المرآة الطولية التي تحتل ركن غرفتھا ..
نظرت إلى زينتھا الخفيفة ..
و جلابيتھا الأنيقة التي تناسب الوضع ..
فليس بالخارج سوى أھلھا و أھلھ .. فقد عقد قرانھما عصراً ..
و الآن يجب أن تخرج إليھم ..
اخذت نفس عميق و خرجت بثقة ..
ھي لا تعرف اختھ جيدًا ..
فمعرفتھن سطحية من أيام الدراسة ..
وقد كن بنفس المجال و لكن لم يكن بينھن أي نوع من العلاقات ..
مضى يومھا ھادئ جدًا كھدوءھا ..
لم يطلب ناصر رؤيتھا أو تعتقد بأنھ قد طلب و قابل أخيھا طلبھ بالرفض ..
لا تعلم ھل طلب أم لا و لكنھا كانت مرتاحة جدًا لعدم رؤيتھ ..
لا تعلم بأن ذلك ھو اتفاقھ مع عمتھا .. كي لا يثير حفيظتھا فتغلق الأبواب بوجھھ ..
انتھى اليوم بھدوء و فرحة لا نظير لھا من جھتھ .. كان يضع يده على خافقھ كل حين كي يھدئھ ..
أرسل لھا بعد أن استقر على فراشھ : مبروك .. لحظات و وصلھ الرد برسمية : الله يبارك فيك ..
ابتسم بحب ثم خرج من الواتس ..
بقي يبحث عن مراده لدقائق حتى وجده .. أرسلھ لھا بترقب ..
فھو من مراقبتھ لھا علم بأنھا تحب القراءة ..
و لا بد بأنھا تحب الشعر .. لذلك أرسلھ لھا ..
عندما وصلتھا الرسالة و فتحتھا .. عقدت حاجبيھا بريبة ..
ھل من المعقول أن تكون عمتھا قد أوشت إليھ بأنھا تحب شعر البدر ؟
فليس من المنطقي أن يرسل لھا و بيوم عقد عقرانھم قصيدة للبدر خصو ًصا إلا لو كانت عمتھا اخبرتھ بذلك..
لم ترد عليھ و أغلقت الھاتف ..
تخلصت من زينتھا و استعدت للنوم ..
فغدًا لديھا عمل و لن تتغيب عنھ حتى لا يظنون بأنھا ستتقاعس عنھ .. وضعت رأسھا على وسادتھا بتعب ..
فقد كان اليوم مرھق نفسيًا لھا .. أن تتصنع الابتسامة و الخجل .. و ھي بعيدة كل البعد عنھا ..
وأن تجامل ھذه و تضحك لتلك ..
و فوق كل ذلك جلوس اختھا كالغريبة ..
دون أن تشاركھا بأي شيء ..
ما يحدث بينھا و بين اختھا قد فاق خيالھا ..
فلم تتوقع مطلقًا بأنھ سيأتي اليوم الذي تكون فيھ مع اختھا كالغريبة ..
اخذتھا افكارھا حتى غرقت بالنوم ..
استيقظت باليوم التالي و استعدت للذھاب ..
مرت على عمتھا كالعادة ثم توجھت إلى المستشفى .. كانت متوترة ..
تفكر كيف ستتعامل معھ وقد اصبح زوجھا ..
تشعر بأنھا بلھاء لا تعلم ماذا تفعل ..
و لكن حقًا كيف ستفعل ؟
مر يومھا دون أن يظھر و لا تعلم ھل حضر أم لا فھي لم تراه مطلقًا .. زفرت بضجر ..
فتوترھا لم يكن لھ داع ..
خرجت من المستشفى و استقلت سيارة السائق .. كانت شاردة بكل ما يحدث حولھا ..
بحياتھا التي بدأت تأخذ منحنى آخر جدي ..
فزواجھا من ناصر تخشى أن يفشل ..
ليس حبًا بھ و لكن لا تريد لسمعتھا أن تسوء أكثر ..
رن ھاتفھا فأخرجتھ من حقيبتھا ..
اتسعت عينيھا بصدمة وھي ترى اسمھ يزين الشاشة ..
شعرت بدقات قلبھا مسموعة فمسدت عليھ .. لقد فاجأھا بحق ..
أجلت صوتھا ثم فتحت المكالمة ..
وصلھا صوتھ العميق بالسلام فردت عليھ ..
سألھا إذا ماكانت لا تزال في المستشفى فأخبرتھ بأن دوامھا قد انتھى وھي ذاھبة إلى البيت ..
لم تفھم زفرة الراحة التي اطلقھا ..
ثم قولھ بأن لديھ أمانھ سيتركھا معھا ..
و من الصعب أن يجلبھا إلى المستشفى ..
كان التعجب يملأ رأسھا وھي تنزل عند بيت عمتھا و تدخل إليھ .. بقيت تنتظره في الديوانية الخارجية فقد اخبرھا بأنھ قريب و اخبرتھ بالمقابل بأنھا ستنتظره ھناك ..
خلعت حجابھا بعد أن وضعت حقيبتھا على المسند ..
و وقفت تنتظره بعد أن سمعت صوت الباب يفتح و خطوات تقترب من ھناك ..
وقف أمام الباب يتأملھا ..
لا يعلم لماذا و لكنھ توقع بأن تقابلھ بالنقاب أو الحجاب ..
أما أن تطلق شعرھا و تقف أمامھ دون أي حجاب على رأسھا فذلك كثير عليھ ..
تقدمت منھ و سألتھ بقلق وھي ترى يديھ خاليھ : ناصر .. حد فيھ شيء ؟
يا إلھي .. ما بالھا و حرف الراء الذي تنطقھ برقة شديدة تجعل الآه تخرج من صدره دون شعور ..
تقدم منھا حتى قابلھا و انحنى عليھا بعد أن مد يده بالسلام المتعارف .. عندما شعرت بخشونة خده ابتعدت للخلف بخطوة تلقائية فشد على كفھا .. نظرت إليھ بتوتر وھي تسحب كفھا بقوة آلمتھا : وش الأمانة اللي بتتركھا
عندي ؟
و قبل أن ينطق اتسعت عينيھا وھي ترى الواقفة خلفھ .. التفت فرآھا تھرول إلى جھتھ ..
ظن بأنھا تريده ،
و لكنھ اخطأ فقد اجتازتھ إلى الواقفة أمامھ و التي بدورھا قد جثت على
ركبتيھا و احتضنتھا بحنان ..
راقب حديثھن الودي بدھشة و قد افتتن بشمعة آخرى لم يعرفھا ..
ثوان و ضرب الإدراك عقلھ فسأل بتوجس وھو يسمع الطفلة تناديھا " خالو شمعة " : من وين تعرفينھا ؟
وقفت عندما تذكرتھ و قالت بتساؤل و ابتسامة تزين ثغرھا : انت اللي من وين تعرفھا ؟
ھز كتفيھ ببديھية : بنت صديقي
ردت عليھ بالمثل : وانا بنت صديقتي ..
ثم وقفا وج ًھا لوجھ و الإدراك ينير كليھما ..
فلم يكن الإسم الذي ذكرتھ ابتھال بأنھ يذكرھا بأشخاص لا تحبذ ذكرھم سوى للواقف أمامھا ..
و لم تكن المرأة التي يكرھھا صديقھ و يتھمھا دو ًما بأنھا من ساعد زوجتھ سوى الواقفة أمامھ ..
حبيبتھ و زوجتھ ..



،



قراءة ممتعة :)



 
 

 

عرض البوم صور لولوھ بنت عبدالله،   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)
facebook



جديد مواضيع قسم القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 06:55 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية