كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات ألحان
رد: 115 - عودة الماضي - روايات ألحان المكتوبة
خفت صوته شيئا فشيئا يبدو انه سيغفو . حاولت شيلا ان تنسى ما حدث واستمرت في مواجهة الحمى التي اصابت جايسون بأن تمسح رأسه بالمنشفة المبللة على الرغم من فظاظته وخشونته لم تستطع شيلا ان تمنع نفسها من الإعجاب به. إنه ذو سحر خاص.
من يعرف ؟ ربما في ظروف اخرى كانت ستحبه . تفحصت ملامح وجهه الحادة في إعجاب تنبهت :انتبهي يا شيلا إنك على وشك أن تصبحي مثله.ريحانة
حاولت ان تركز في عملها . لكنها لم تستطع ان تتجاهل انبهارها بملامحه الصارمة. تلك الندبة الطويلة التي تعلو إحدى وجنتيه بدا معها كالقراصنة وشعره الأسود الطويل الساقط على جبهته العريضة . بين أنفه وفمه خطان عميقان أرجعتههما إلى المعاناة وليس إلى العمر .
تنهدت في حزن ادهشها هي نفسها . كما لو كان قد سمعها , فتح الرجل عينيه وتفحصها في ثورة :
- بالله عليك, أغلقي هذه النافذة الملعونة !
اخذ يحك جسده مرتجفاً .
- الجو بارد, هل تريدين موتي أم ماذا؟
قالت وهي تجففه :
- يالها من لغة !
إنها لم تسعى إلى موته من البرد , ولكنها أرادت فقط ان تخفض حرارته .
أزاح جايسون الغطاء, إنه يهذي من جديد, قال وهو يغرق نظرته اللامعة في عينيها :
- تعالي إلى جواري.
ارتسمت ابتسامة راجية على شفتيه ثم قال :
- هل تريدين ان نقتسم تلك الحرارة ؟
اعادت شيلا الغطاء بصرامة :
- نم !
أحكم جايسون قبضته على قبضة يدها :
- لا تتركيني .
ومرة اخرى , نجح بغرابة في ان يكون صبياً صغيراً ورجلاً في نفس الوقت , ولسعادتها تحررت من قبضته بسهولة , إنه يفتقر إلى القوة.منتديات ليلاس
- سأبقى حتى تنام.
جلست آملة في ان يتحدث خلال نومه . كان هناك أمل في ان يكشف هو شيئاً عن شخصيته وجزءاً من مقاصده . إنها تهتم به لذلك , لذلك فقط . وعلى الرغم من ذلك لم تستطع ان تمنع نفسها من أن تنظر من جديد إلى ملامحه الجذابة , قال :
- اقتربي .
جلست على حافة السرير , كان يرتجف على الرغم من شدة حرارته .وعندما شعرت ان نومه أصبح أكثر عمقاً همت لتأخذ بعض الحرية . وبمجرد ان تحركت نهض جايسون في وثبة . صاح :
- شيلا .
وحاول ان يخرج من أغطيته , حاولت ان تمنعه لكنه استعاد قواه . لمعت عيناه كماستين سوداوين . كان يبدو واثقاً بحركته ويبدو كالمجنون , صاح :
- غطيني , سأذهب!
همست وهي تحاول ان تعيده إلى السرير .
- بهدوء , توقف يا جايسون , أرجوك, أنت مريض وأريد فقط مساعدتك , لن تخسر شيئاً.
أطلق زفرة ألم ناظراً إلى شيلا بكراهية أذهلتها , اجاب بمرارة :
- أنت لم تساعديني قط . لقد تركتني أسقط!
تعثر , تقلصت ملامح وجهه ثم نظر إليها فجأة وبحنان وضع يده فوق شعرها , سألها :
- يا إلهي ! لماذا فعلت بي هذا يا طفلتي ؟ لماذا رحلت؟
|