" أنا سعيدة لسماع هذا , وعقارب الساعة الآن عادت إلى الوراء , فما خسره بالأمس , كسبته أنت الآن "
فرد ببرود هادئ " ليس بالكامل , في الوقت الحاضر لا يزال اسم سترنيغر يحتفظ بالاحتكار , هذا صحيح , ولكن أتساءل هل فكر روجر بما يحدث عندما تتزوجين ثانية؟"
وأحست ريبيكا بخفق ألم في قلبها " أجل فكر بهذا "
" وكيف بالضبط؟ بوضع خيارات أمامك ؟ هذا سيقلل من قدرتك على اختيار شريكك, فلن يقبل أي رجل بهذا , سينكشف لك كل شيء عما قريب , سوف نتحدث مجدداً عند وقت الشاي"
وابتسمت ريبيكا تحية لأمرأة في منتصف العمر ترتدي بذلة زرقاء وقالت " لقد كنت هنا منذ أكثر من عشر سنين سيدة بوند اليس كذلك؟ أنت إذن تتذكرين السيد سترنيغر ؟"
" بالطبع , اهلاً بك يا سيدي "
" شكراً لك "
وتابعت ريبيكا " سنتناول الشاي في غرفة المكتبة , إلا إذا رغبت في الاغتسال من غبار الطريق اولاً ؟"
" فكرة جيدة , فأنا لم أتوقف سوى لأبتاع بعض الثياب قبل أن أتوجه إلى هنا "
" الشاي بعد نصف ساعة إذن , سأرافقك حتى غرفتك"
لقد تأخر البلاء, ولكنه لا يزال بلاء , وهي تتخوف من ساعة كشف كل شيء , وحاولت ان ان تتصور رد فعل جوردان , ولكن لا جدوى , ستعلم في الوقت المناسب.ريحانة
وكانت الحقيبة قد وضعت في الغرفة التي اختارتها له ريبيكا, فقال معلقاً" غرفة جميلة , إنها مختلفة عما كنت استخدمه منذ بضعة أشهر , كم عاملاً عندك في المنزل ؟"
" كم عامل عندنا , ستة إذا شملت البستانيان "

" وكلهم يعيشون هنا ؟"
" لا , فالسيدة بوند لها غرفتها , ودايفد له شقة فوق الكراج , والباقي يعملون نهاراً فقط "
" وكلهم محليون ؟"
" لا يمكن ان يكونوا غير محليين في هذه المنطقة الضيقة "
" معك حق , فأنا لست معتاداً على التفكير بهذه الأمور "
وتحرك نحو الستارتين الحريريتين المعلقتين على جوانب النافذة واخذ يتحسسها " هناك الكثير ممن هو مستعد للتخلي عن الدنيا مقابل أن يكون له مثل هذه على بابه "
" ما عدا أن هذه ليست للبيع , سأتركك لوحدك الآن . المكتبة هي أول باب على يمينك بعد السلم "
فالتفت إليها مقطباً " أظن بإمكاني ان اجدها"
المكتبة كانت الغرفة المفضلة لريبيكا , جدرانها مكسوة بخشب السنديان المصقول , وإثنان منهما مغطاة برفوف مليئة بالكتب , وهي كبيرة لدرجة ان تعطي استعمالاً مزوجاً كغرفة جلوس ثانية .ريحانةمنتديات ليلاس
ووصل جوردان في نفس وقت وصول الشاي , وفتح الباب للخادمة الشابة التي تجر العربة الصغيرة أمامها , واخذها منها بابتسامة وكلمة شكر. وبعد ان جلس على الصوفا سألته ريبيكا " أتحب الشاي مع الحليب والسكر؟"
"دون شيء , فأنا أحب القهوة والشاي بدون سكر"
" سأحاول ان أتذكر هذا, ما رأيك بسندويش ؟ بعض السلمون المدخن "
" عظيم فأنا لم اتناول الغداء"
واخذ بنفسه ثلاثة سندويشاوت في طبق وتراجع في مقعده لسيتند , ثم أعلن بعد قضمتين منها " لذيذة , على الرغم من انها صغيرة وليست على قياس الرجل, وعلي ان اعود نفسي على رهافة العيش في الريف"
" إذن أنت تنوي البقاء هنا طويلاً ؟"

" ألم تكوني تتوقعي هذا ؟"
" لم أكن واثقة مما قد أتوقع , يبدو عليك إنك لا تمضي وقتاً في مكان واحد"
" أنا ذاهب حيث أشاء ساعة أشاء وحيث تدعوا الظروف , وفي الوقت الحاضر أفكر في اخذ إجازة طويلة لأكتب كتاباً طويلاً "
" وهل سيكون سيرتك الخاصة؟."
" لم أعش بعد لمدة استطيع فيها ان أكتب هذا. وليس لدي الخبرة التي تؤمن لي الحوار الكافي للقصة التي في ذهني !"
" اعتقد إنها قصة حرب مختلطة مع الحب؟ إنها عادة توليفة ناجحة" وارتفع حاجبيه الأسود الكثيف.
" هذه ليست القراءة التي كنت أفكر بأنك تقرأينها . وهذا يدل كم أن الانطباع الأول قد يكون مخطئاً"
" صحيح؟ لقد آمنت بشكل مسلم به انني ساعية وراء المال, أسعى وراء ما استطيع الحصول عليه , هذا هو انطباعك عني , أليس كذلك ؟ وعلي أن أبرهن أنك مخطئ"
" أنا مستعد لتبديل رأيي"
لن يقتنع بسهولة , وما هو البرهان الحقيقي الذي يمكن لها تقديمه ؟.منتديات ليلاس
كل ما لديها هو كلمتها , ولهذا الرجل , كلمتها لن تكون كافيه . وقالت بحزم " هذا غير مهم , المهم هو المستقبل وليس الماضي " وهذا ما هي بحاجة إلى التفكير به . والتقطت ملف أوراق مطبوعة على الآلة الكاتبة من على ذراع مقعدها , وقدمتها له " الأفضل أن تقرأ هذا "

نهاية الفصل

موفقة عزيزتى