" لا تعتمد على هذا كثيراً! لقد بدأت أدرك بأن روجر ربما كان قد طلب مني الكثير!"
ونسى كلاهما وجود اليزابيث , التي توقفت وقدمها على اسفل السلم , والتي قالت بحدة " عليكما الذهاب إلى مكان أكثر خلوة كي تناقشا اموركما , إلا إذا كنتما تريدان ان يعرف العاملون عندكما كل شؤونكما "
وتحرك جوردان " أنت على حق فلنذهب إلى المكتبة إذن !"
وجذبت ريبيكا ذراعها منه بقوة لم تكن تدري إنها تمتلكها وقالت " لا ! ليس هناك ما يقال بعد !"
ولم تحاول اليزابيث إيقافها عندما مرت بقربها , وقفزت ريبيكا فوق السلم بسرعة تبين مدى ما في صدرها من غضب , ولم يحلق بها جوردان , وهذا أمر يشكر عليه.ريحانة
وبدت الساعة التالية وكأنها طويلة العمر , وامضت ريبيكا معظمها مستلقية على الشرفة فوق أحد المقاعد , إلى أن بدأ هواء الليل البارد يهب , واحست بالتحسن قليلاً بعد الحمام وتغيير الثياب, وكانت اليزابيث في غرفة الاستقبال مع كوب من العصير والتونيك تحتسيه , فقالت لها " لقد قمت بضيافة نفسي , وأنا واثقة أنك لا تمانعي "
فابتسمت ريبيكا " تمتعي بحريتك , فلديك حقوق هنا أكثر مني"
وجاءها الرد البارد " الوقت متأخر قليلاً للشعور بالحرارة الآن , كان عليك قول لا لروجر عندما ذكر لك الموضوع , ربما ما كنت سترثين كثيراً , ولكن على الأقل لكان ضميرك مرتاح , وهو ما يقلقك كما اعتقد ؟"
عضت ريبيكا على شفتيها!
" اعتقد أنك تظنين هذا غباء مني !"
" ليس غباء بقدر ما هو مقدار من الأقتناع , فأنت سترثين مدخولاً قيماً مهما حدث, سينتهي جوردان بلا شيء إذا رفضت الزواج , وليس لأنني أوافق على طريقة روجر بتسوية الأمور, بل أنني أرى أن هذا ليس هو السؤال , وأنا لا أنوي أن اقف مكتوفة لأراقبك وانت تحرمين ولدي من حقوقه , إنه يستحقها يا ريبيكا"

وقال جوردان من على المدخل " سأحارب معركتي الخاصة , ابتعدي عند التدخل , ارجوك يا أمي"
فأجابت دون أن تؤثر بها لهجته " على شخص ما أن يؤكد الحقيقة , فأنت لست بحاجة لأن تمر بكل هذا يا جوردان , ليس بعد ما مررت به في الأشهر الماضية "
واطلقت ريبيكا كلماتها عبر أسنانها المقفلة " لقد سئمت وتعبت من سماع ما يشار به إلى ما عانيت خلال الأشهر الماضية !"
" لن تعرفي ولن تمري بمثلها "منتديات ليلاس
" ولماذا ؟ هل هو شيء تخجل منه؟"
"بطريقة ما , قد تكونين على صواب"
وبدا على اليزابيث الإشمزاز " لا تكن سخيفاً ! لم يكن هذا من خيارك!"
" انسى الأمر يا أمي ".منتديات ليلاس
والتفتت إلى ريبيكا " ماذا تحبين أن تشربي؟"
" عصير برتقال أرجوك "
وساد صمت مزعج في الغرفة بينما كان يصب الشراب وتقبلت ريبيكا الكوب وهي تجلس على الصوفا المقصبة وجلس بدوره على الصوفا الأخرى قبالتها إلى جانب أمه " الأفضل أن أوصلك غداً إلى المطار, متى تفكرين أن تسافري؟"
" في أي وقت بعد الغداء , فلست أنوي العمل كثيراً في المساء , عدا مراجعة بعض الأعمال , على فكرة متى ستستعيد حقائب ثيابك؟"
" تفكيرك مثل تفكيري , يجب أن اتصل بهم "
"حسناً , لا تدعهم يماطلونك فصديقنا جورج أمضى أكثر من ستة اسابيع يلاحقهم "
وابقت ريبيكا نظرها على كوبها وهما يتحدثان , وهي لا تدري كيف ستمر عليها الأمسية إذا استمرا في تجاهلها , جزئياً قد تكون مستحقة هذا , ولكن لن يحل هذا أي إشكال.ريحانة

وحلت إليزابيث لها المشكلة , ولم يكن في تعبيراتها أي أثر للعداء عندما نظرت إليها قائلة " إذا سارت الأمور كما أنا واثقة منها, فسوف تسافر أمك إلى المدينة بنفسها تقريباً , ولقد اقترحت عليها الاقامة معي فالفنادق أمكنة موحشة"
" أنت حقاً واثقة ؟ أليس كذلك؟"
" اجل , إنني واثقة , هل لا يزال لديك شكوك؟"
" لا, فأنا واثقة أنك تعرفين خلفيات عملك"
فضحكت اليزابيث" أنا لا أقول إنني لم اخطئ أبداً, ولكن لم يحصل من وراء اخطائي اية كارثة بعد , على كل سترين مانراه , الأمر الرئيسي الآن أن تفكرا بحل لمشكلتكما "
فدمدم جوردان غاضباً" قلت لك أن لا تعودي لذكر الأمر"
" ولكن هذا سيكون تجاهلاً لواجبات الأمومة يا حبيبي , على كل لن أقول المزيد الآن , إذا كان هذا ما تريد"
وحافظت على وعدها طوال ما تبقى من السهرة , فضحكت , ومزحت حتى تمكنت من ترطيب الجو , ووجدت ريبيكا نفسها غير قادرة على المحافظة على عدائيتها , فمهما كانت وجهات نظر اليزابيث , فقد كانت شخصية لا يمكن أبداً إلا أن تعجب بها , ولو كانت الظروف مختلفة لأصبحتا صديقتين حميميتين.منتديات ليلاس
حوالي الحادية عشرة , تحركت اليزابيث باتجاه أن ترتاح . فالغد سيكون يوماً مطولاً , والأفضل لها أن ترتاح باكراً.وحذت ريبيكا حذوها , وتركت جوردان لوحده , ولم يكن يبدو مستعجلاً على النوم, وتركتاه ممداً على مقعد وثير يرتشف فنجان قهوته .
وصعدتا السلم بصمت ,وما أن وصلتا إلى أعلى, حيث عليهما أن تفترقا كل إلى غرفتها , حتى توقفت إليزابيث لتقول لها " يجب عليك أن تقرري رأيك , وأنت تعلمين هذا , فالأمور يجب أن لا تستمر بينكما هكذا "
وردت ريبيكا بصوت يخلو من أي تعبير " لا يزال أمامنا ستة أشهر تقريباً, والزواج يمكن أن يتم ولو قبل بضع ساعات من نهاية المدة ."

" وتنوين أن تتركي جوردان منتظراً إلى آخر لحظة ممكنة كي يعرف مصيره, هل هذا ما تنويه؟ ماذا فعل لك ليجعلك تنتقمين منه هكذا؟"
فانفجرت ريبيكا قائلة " بالكاد أعرفه , هل يمكن أن تكوني متشوقة للزواج من رجل تعرفينه؟"
" هذا يتوقف على ما قد أكسبه"
" أنا لا أتكلم عن هذا , أنا أعني العواطف حتى أنه لا يعجبني !"
" ولكنك منجذبة إليه كما هو منحذب إليك , والهواء لا يكاد يتحرك عندما تنظران إلى بعضكما "
" إنها العدائية "منتديات ليلاس
" كل هذا لا يتجزأ وقليل من النكد يبقى العلاقة بعيدة عن الملل , ولن تنجحي أكثر منه , إنه رجل , وليس واحداً من هذا الجيل الجديد المائع ! تعاملي معه بالطريقة الصحيحة, وبمقدورك عندما تستمري في التحكم بكل شيء"
" لا أريد التحكم , عمت مساءاً"
" للحقيقة , لا اظن أنك تعرفين ماذا تريدي , احلام سعيدة "
قطع الكلام هكذا مع اليزابيث كان أقل من قلة تهذيب وريبيكا عرفت هذا , ولكن ليس من شأنها أن تتدخل , فاهتمامها مؤسس على مصلحة ابنها, ولن يؤثر بفكر ريبيكا, روجر كان لها زوجاً رائعاً : لطيف , متفهم, مهتم تماماً بسعادتها وراحتها , ولكن جوردان .
وقطعت حيل أفكارها على الفور , تقلبت فوق السرير دافنة وجهها بالوسادة , متمنية أن تنام , فلا فائدة من التخيل .ريحانة
بين صحو ونوم احست بحرارة جسد روجر ورائها , ليس قريباً جداً منها ولكن على مسافة كافية للتحسس به, فتراجعت لتلتصق بجسده , وأخذ يمرر يده بنعومة فوق جسدها , لم يكن قد فعل هذا من قبل ورغبت في المزيد , المزيد يا حبيبي روجر !
وافلتت تأوهة من بين شفتيها , واخذ جسدها كله ينتفض قبل ان تتحرك لتقابل حرارة عناقه , لم يحدث مرة أن شعرت هكذا وهي معه , وكان العالم كله يدور ويدوخ , وتمتمت دون وعي " روجر , اوه حبيبي روجر !"

واحست بتصلب الجسد الحار الملتصق بها وعادت فجأة إلى كامل وعيها , إلى الواقع بعد ان احست بالفارق , إنه ليس روجر بل جوردان, كيف لم تستطع معرفة الفارق؟
ورمى ذراعه فوقها ليمنعها من القفز من السرير , وضغطها لتعود إلى الأستلقاء فوق الوسائد, ورفع نفسه على كوعه لينظر إليها .منتديات ليلاس
"فات أوان التراجع , وسنبدأ من هنا "
"لا!"
ووضعت يدها على صدره ودفعته بكل قوتها , يائسة " إبتعد عني ! لا أريدك !"
" أنت كاذبة , فأنت مستعدة لي في هذه اللحظة , في الواقع أنت ترتجفين من الرغبة!"
صاحت بغضب " لقد ظننتك روجر"
" يمكنك إقناع نفسك بهذا, ولكن جسدك يعرف الفرق , لقد لاحظت الدهشة فيك وأنت تكتشفين وإذا تعاميت عن الحقيقة فلأنك كنت ترغبين في المتابعة , لأنك لم تتمكني من إيقاف نفسك عن التجاوب, وبما أننا وصلنا إلى هذا الحد , فلن تتراجعي الآن , ولا يهمني أن أبقى الليل كله لأقناعك بالأعتراف!"
وبد لها واضحاً أن أي كمية من القوة الجسدية لن تستطيع ان تجعله يتراجع , وكل ما تبقى لها التوسل العاطفي فهمست " لا يمكن أن أكون مثلك أعيش كل لحظة بلحظتها , لا استطيع يا جوردان !"
" لا تستطيعي , تستتطيعي أن تكوني ما تشائين , إنسي الأمور الأخرى وركزي على التمتع بهذه اللحظة , كما أفعل أنا"
ولعدم وجود أي وسيلة مفتوحة أمامها للخلاص, حاولت ان تجعل مشاعره تبرد , ولكن سيكون صعباً عليها أن تسيطر على استجابة جسدها , فلمسة يده كانت تعذبها , عذاب لن تتحمل , ان يتوقف, وأي نية كانت تخالجها لتكون باردة تجاهه, تلاشت منها أمام قوة غامرة من تصاعد الرغبة , ولم يعد أي شيء آخر يهم .ريحانة