لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > مغامرات ليلاسية من وحي خيال الأعضاء
التسجيل مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

مغامرات ليلاسية من وحي خيال الأعضاء روايات اثارة و أكشن و مغامرات على نمط روايات مصرية للجيب


لهو الهجارس/ بقلمي

طلبي ببقائك هنا ليس من حقي ورحيلك يؤلم قلبي وحتى ان بقيتي فعدم كونك بجانبي سيفقدني عقلي خبرني يا فتاة ما عساي ان افعل؟ يوم الاربعاء كعادته ترك

إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 31-12-19, 11:16 AM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Dec 2019
العضوية: 333862
المشاركات: 2
الجنس أنثى
معدل التقييم: Assiaaljrjry عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدIraq
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
Assiaaljrjry غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : مغامرات ليلاسية من وحي خيال الأعضاء
افتراضي لهو الهجارس/ بقلمي

 

طلبي ببقائك هنا ليس من حقي
ورحيلك يؤلم قلبي
وحتى ان بقيتي فعدم كونك بجانبي سيفقدني عقلي
خبرني يا فتاة ما عساي ان افعل؟


يوم الاربعاء كعادته ترك العمل لأبنائه الثلاثة وغادر الى الصيد في الغابة وفي الطريق خارج المدينة يقود سيارته بسرعة عالية وعند وصوله الى الغابة اراد ايقاف السيارة لكن المكابح لم يعمل واصطدم سيارته بشجرة كبيرة جعل من سيارته كومة حديد بالية تضم عظامه وينهش لحمه....


بسيارته السوداء الراقية وقف بعيدا عن هدفه وبجانبه فتاة رائعة الجمال، قالت له بريبة
- انت اخاه فكيف لي ان اصدقك؟
وضع دراعاه على المقود وعيناه على اخيه الذي يتعامل مع بعض الرجال المريبين
- لي اهدافي ايضا، انها فرصة يا انسة لتنتقمي لمقتل اخيك، ان لم تستغليها لا اضمن لك الحصول على اخرى، بل اقول انه من المستحيل ان تحصلي على اخرى دون ان تتأذي
- لماذا انا، بالتأكيد لست الوحيدة التي ترغب بالانتقام من هذا الوغد
- هذا لأنك طبيبة وحسناء يا انسة وفوق هذا انت زميلتي، والان قولي لي هل ستعملين معي ام لا؟
التزمت الصمت لا تعلم بما تجيبه، نظرت للقاتل ثم اعادت بصرها لجالس بجانبها ولم تستطع ان تميز ان كان صالحا ام طالحا لكن ما لم يخفى عليها الحزن الدفين الذي يملئ عينيه الملونتين فقالت بتردد
- انا موافقة لكن لن افعل شيئا لست مقتنعة به
- اذا لست موافقة، فأنا لست اعمل لديك لأرى ما يعجبك وما لا يعجبك
كشرت بإنزعاج إنه صعب المراس وبه هالة مخيفة بالتأكيد، استدار نحوها فكتمت انفاسها، تنهد بانزعاج ثم قال مقتضبا
- لأكون صريحا معك، حتى تصلي لهدفك ربما ستضطرين للقتل، ولاستغلال مهنتك بشكل معاكس او حتى قد تضطرين للتخلي عن حياتك الحالية، فالانتقام لعبة رهانها حياتك وراحتك
رأت بنفسها انها لا تملك الجرأة فقالت خائفة ان يؤذيها لرفضها
- سيد يوجين، لست موافقة، فأخي بالتأكيد لم يكن ليرغب ان اكون قاتلة بسببه
نظر لعينيها ثوان طالت بالنسبة لها ثم اطلق ضحكة ساحرة وقال لها مبتسما
- إن كاي يا انسة كلير لا تحسبيه من البشر انه ليس سوى ثعلب وقتل الحيوانات ليست بجريمة، نحن نصيد يا انستي نصيد الوحش الذي سلبنا الكثير في حياتنا
- هل تقول بأن اخاك يا سيد يوجين سلبك شيئا مهما؟
- بكل تأكيد وحتى انا سلبته الكثير فنحن يا انستي نعيش بقصر الوحوش على كل حال ان كان هذا قرارك فليس بيدي حيلة
استغربت عندما لم ترى في وجهه اي امارات الانزعاج او الخبث فهي ظنت انها ملزمة بالموافقة فقالت مستغربة
- انت لم تجبرني ولم تهددني لما؟!
ابتسم وهو يحرك السيارة ليخرج الى الشارع العام عائدا الى المشفى الى مقر عملهما
- انا بحاجة لشخص يثق بي ليضع يده بيدي لا ان ينتظر الفرصة ليفترسني او يهرب من يدي.
بعد طريق طويل اوقف السيارة امام بوابة المشفى لكنها لم تتحرك فقال لها
- انسة كلير لقد وصلنا
التفتت اليه ثم قالت بتردد
- هل تستطيع ان تعطيني وقت لأفكر بالأمر يومان فقط
- حتى الليلة انسة كلير فالوقت ثمين بالنسبة لي
ترجلت من السيارة واسرعت الى المشفى اما هو فحرك سيارته وبيده الهاتف يتصل بأعز انسان على قلبه
- بيلا هل تستطيعين الذهاب الى القصر؟
- جين لا استطيع فلدي عمل الأ...
- هيا يا صغيرتي سأكون في القصر في غضون نصف ساعة كوني هناك ولا تناقشيني...




ما لم يعلمه يوجين بأن ازابيلا كانت في القصر بالفعل ولكن لم تكن برغبتها، قال لها وهو يجلس قريب منها
- أكان جين؟
- دانيال دعني وشأني، مالذي تريده بحركاتك السخيفة هذه فانا مخطوبة اخيك
- اريد ان يفسخ الخطبة، اريد ان يفقد ثقته فيك، امممم هذا كل شيء حاليا...



فتح باب القصر وجد ان دانيال جالس على مسند الكرسي التي تجلس عليه ازابيلا وفي عينيها نظرات الخوف، ابتسم ابتسامة مزيفة وهو يعلم بمكر اخيه ثم قال وكأنه لم ينتبه لأي شيء
- عزيزتي بيلا، جميلة كعادتك وعلى الموعد
رد دانيال بمكر
- ان جميلتك هنا منذ الصباح جين
- حقا؟! من الجميل ان ارى مخطوبتي تنسجم مع اسرتي
تقدم وجلس على الاريكة مستريحا ثم قال لإزابيلا
- سأذهب الى مزرعة مارك هل ترافقينني بيلا؟
قال دانيال مقتضبا قبل ان تجيب ازابيلا
- الا زلت ترافق ذلك الفتى؟
ابتسم جين ببراءة مزيفة
- لماذا انه فتى جيد،
- انه ابن احد الد اعداء اسرتنا جين
- لكن ما اعرفه أن جميع افراد اسرته قتلوا... حرقا...
رفع دانيال حاجبه بتعجب من ما قاله يوجين فقال بريبة
- قتلوا؟! ... ومن فعل هذا؟!
- لا اعلم، ربما احد اعدائه .... اللدودين
- الى ما ترمي؟!
- لا شيء لا شيء البتة، والان بيلا هل ترافقيني ام ماذا؟
في التلفاز احتل الشاشة صورة احدهم ينقل الى المشفى والادوات المسعفة حوله فانتبهت ازابيلا وقالت برعب
- يا إلهي إنه سيد جيمس
التفت الاثنان للشاشة مستغربين ووجدا ان والدهما يحتل الاخبار بأنه اصيب بحادثة ربما تكون مدبرة....
اسرع الاخوان ليتجهوا الى المشفى ورافقت ازابيلا يوجين وبعد ساعتين كان الاخوة الثلاثة جالسون أمام غرفة العمليات ينتظرون الأخبار، جلس كاي بجانب يوجين ثم قال له بهدوء
- جين، عد الى للمنزل
رفع جين رأسه لأخيه الأكبر مستفهما فأكمل كاي
- والدتك لا بد من انها قلقة اذهب اليها لتواسيها وان رغبت تعال بها الى هنا
- حسنا سأذهب الى المنزل، انقلوا ابي للمشفى الذي اعمل فيه بعد ان يخرج من العملية، لا تدعوه في هذا المشفى المقرف
نهض ثم همس لإزابيلا
- انا ذاهب للمنزل هل اوصلك؟
- سأتصل بمارك ليأتي ويأخذني عد انت ولا تشغل بالك علي عزيزي
غادر يوجين المشفى متوجها الى القصر وفي طريقه اتصل بزميلته كلير
- هل اتخذت قرارك؟
- اجل، انا موافقة
- جيد، سيحضرون والدي بعد عدة ساعات او ربما في الغد كوني على استعداد، استلميه، لا اريد له ان يموت وبكل تأكيد لا اريده ان يستيقظ
- حسنا كما تريد
- وايضا سأغيب عدة ايام فلا تفشلي الخطة
اغلق الخط ثم دخل الى القصر وترجل من سيارته متوجها لغرفة والدته، صعد السلالم بهدوئه المعتاد، وضع يده في جيبه ولمس علبة السم الذي بداخله، طرق باب غرفة والدته ثم دخله، وجدتها واقفة على الشرفة حزينة ذابلة، اخذ كأسا من الماء ثم وضع فيه السم وتقدم بهدوء من والدته وقال لها مبتداءا
- لا تقلقي لن يموت
التفتت اليه كريستن والدته وتبسمت بحزن، اعطاها الماء فشربت منه ثم اخذ القدح من بين اصابعها النحيلتين وقال لها
- ارى بأن وجودي لم يحل محل ابنك كريستن
عقدت حاجبيها من كلامه فأكمل
- الأسد يبقى اسدا وإن عاش بوكر الثعالب
قالت بصدمة والسم بدأ مفعوله يسري بجسدها
- أنت تعرف؟
سقطت بين ذراعيه وقلبها يضطرب وانفاسها تتقطع، فقال بحقد والقدح سقط من يده ليتناثر في الارض
- كل شيء... وسأنتقم....

انتهت العملية بنجاح، وأخرج جيمس الى العناية المشددة، قالت ازابيلا معتذرة لكاي بعد ان اطمأنت لحالة جيمس
- كاي، علي الذهاب سيغضب يوجين ان علم ببقائي في المشفى
- كما تريدين


مشت خطواتها مبتعدة وهي تتصل بمارك الذي كان ينتظرها خارج المشفى، ليعلمه بانها ستخرج الان، وعندما وصلت لباحة المشفى شخص من خلفها أمسكها من ذراعها بقوة ولفها اليه
- هو لن يعود الى هنا، الان يبكي بحضن والدته كما تعلمين
- دانيال دعني وشأني، ان قام احد بتصويرنا هذا سيسيء الى جين
- ان أردتي سلامته فابتعدي عنه
تبسم عندما لمح مارك قادم فترك يدها، قال وهو يغادر
- الكلب الوفي قد وصل، وفكري فيما قلته.
وصل مارك الى ازابيلا وكان دانيال قد غادر
- مالذي كان يريده منك ذلك الوغد؟
- وليتني اعلم ما يريده، هيا مارك خذني الى المنزل انا تعبة
- لنغادر




اتصال من يوجين ورد لهاتف كاي فأخذ الاخير هاتفه لكن صوت انثوي غريب اجابه
- سيد كاي؟!
- نعم، من على الهاتف عذرا؟
- انا زميلة الدكتور يوجين، السيدة كريستن اصيبت بنوبة قلبية، والدكتور يوجين ليس بحالة جيدة، ارجو ان تحضروا الى هنا،
- كيف حال السيدة؟
- هلا حضرت اولا، فالأوضاع ليست جيدة
اخبر كاي دانيال بما بحدث وغادر مسرعا الى حيث يوجين وزوجة ابيه

اغلقت الهاتف ثم اعطته ليوجين الذي كان يبتسم بمكر، قالت وهي تجلس امامه
- انها والدتك لا تبدو لي حزينا دكتور يوجين؟!
- وهل يؤرق القاتل مقتل القتيل؟
- سيد يوجين وافقت عل العمل معك لكن وضح لي بعض ما تفعل على الاقل لأثق بك
- هدفنا واحد، ثقي بهذا فقط، وثقي بأنك ان بقيتي بجانبي ستحصلين على مرادك وانتهى، تستطيعين المغادرة .
خرجت كلير منزعجة واغلقت باب مكتب يوجين ثم ذهبت الى مكتبها ويؤرقها ما ورطت نفسها به، فرغم كون يوجين احد زملائها إلا انه غامض جدا ولا يختلط مع بقية الاطباء، وكل ما يهتم فيه في المشفى هو عمله


وصل كاي الى المشفى، تمتم بسخط وهو يدخل من البوابة
- سحقا، اليوم كل ما افعله هو الركض من مشفى الى اخرى
اسرع الى مكتب اخيه ودخله وجد اخيه متمدد على الاريكة فقال منزعجا
- مالذي يحصل، يا الهي، جين
لم يجب يوجين بشيء فتقدم وجلس على كرسي وقال بصوت عال قليلا
- جين اني اكلمك
همس بتمثيل متقن للحزن
- لقد.... ماتت...
- تمثل وكأنك حزين عليها، انهض جين
جلس جين مستغربا وقال بريبة
- مالذي تقوله؟ كاي إنه والدتي
قال ساخرا، كاي
- لا استطيع ان اصدق ان الفتى يوجين الذي كان ثعلبا ماكرا اصبح بين ليلة وضحاها، قط اليف، اخبرني الان ما لديك
ابتسم بشحوب ثم قال ببراءة طفل
- اخي كاي، الم تكن تشتكي دائما من كوني قط اليف وضعيف؟!
قبل ان يجيب كاي وقف يوجين وغادر المكتب مكتئبا، قال كاي من خلفه
- لست بريء كما تدعي يا ابن روي انسلوردي، فقط ليمت جيمس ذلك الابله سأفتح لك الصحيفة السوداء للماضي
خرج من المكتب وجد فتاة تهم بالدخول فقال بضجر
- انه ليس هنا
- عذرا هل انت احد اقارب الدكتور يوجين؟
- انا اخوه
- اه، في الواقع بشأن السيدة كريستن ....
- اجل، اجل، تفاهمي مع يوجين
غادر وتركها فقالت كلير بعد ان ابتعد كفاية عنها
- ابن يقتل والدته والابن الاخر لا يعير اهتماما حتى لما سأقوله عن والدته المتوفاة، هل هم عائلة سليمة العقل حقا؟!....






مضى اليوم كئيبا لعائلة نورثن، ولكن في ذات الوقت الابناء الثلاثة الغير الاشقاء استعدوا لإبتداء الحرب الذي لن ينتهي إلا بإنتصار الأذكى بينهم كان الاخر الاكبر كاي مرتابا من يوجين، فهو لم يهدأ له بال منذ ان بدأ يوجين بمصاحبة مارك انسلوردي، انسلوردي، اخذ هاتفه ثم أمر رجاله بمراقبة يوجين وبعده رمى الهاتف على الطاولة وقال لنفسه
- انه يعلم بانتمائه لعائلة انسلوردي، وإلا لما مارك لا يفعل شيئا رغم قرب جين منه؟

جلس أمام اللوحة التي رسمتها محبوبته يتأملها بكل حواسه وخواطره، مشدود الى تفاصيله الدقيقة يتخيلها ليعيش احداثه في عقله، القصر الابيض الكبير يلتهمها نيران حمراء والبركة الواسعة ملونة بحمرة الدماء اناس صرعى اثر اصابتهم واخرين متفحمين سوادهم اختلط بسواد الليل لكن حمرة النيران بعث فيهم وهجا كأنهم أخشاب متفحمة تضيء بين اركانهم انوارا حمراء
- اراك مأخوذ بهذه اللوحة جين؟، أهي لأن بيلا من رسمته أم المنظر المتوحش الذي تحمله على صفحتها؟!
انتبه لصديقه مارك الذي كان واقفا بجانبه وبيده كوبين من القهوة، اخذ واحدا من يد مارك ثم همس ولا زال المنظر عالق بفكره
- كنت احاول أن أعيش اللوحة كفرد من اصحاب ذلك المنزل، لأعيش رعبهم وخوفهم، وألمهم
نظر مارك بحقد الى يوجين ثم قال بمغزى
- انها حادثة حقيقية، حدث ذلك قبل ستة وعشرون عاما، قتل جميع افراد الاسرة حرقا، ولم ينجو منهم سوى طفل واحد
علم جين مقصد مارك فتبسم بحزن ثم قال وهو ينظر الى اللوحة
- ربما لم يكن الناجي الوحيد، لو نزع ثوب العزاء نفض غبار الماضي من فكره ونظر جيدا حوله، لربما... ربما يجد ذلك الناجي الأخر الذي يلبس ذات ردائه،
لم يحتمل مارك تفلسف يوجين عليه فقام منزعجا قبل ان يفضح نفسه وخططه مظهرا حقده، اعتذر من يوجين متعذرا بالنعاس وغادر تاركا يوجين في خلوة حزينة حتى الجنون، كئيبة حتى الموت،
اغمض يوجين عينيه يتذكر اليوم الذي قبل سنتين، اليوم الذي عرف بكونه لا ينتمي لعائلة نورثن...

دخل المنزل تعبا من المشفى لكن قبل ان يدخل للداخل لمح والده واخاه الاكبر كاي يتجادلان في الحديقة اقترب قليلا حتى يستمع لجدالهما

كاي غاضبا علق لوالده
- ابي، بأي حق يرثك جين، هو ليس حتى بفرد منا، وإن حمل اسم اخي المقتول هذا لا يعني بأنه اصبح اخي
- إن كريستن تراه بمحل ابنه وماذا افعل لها، هي اصيبت في ذلك اليوم الذي اختطف فيه يوجين ولا تستطيع الانجاب، ماذا تريد مني ان افعل
- ان تحرم جين من الميراث في وصيتك
- كاي
- رباه، يا ابي انه حتى الان لم يطأ قدماه احدى شركاتنا انا واخي خضعنا لأمرك واخترنا ادارة الاعمال أما ابن انسلوردي فماذا اختار؟ اختار ان يكون طبيبا وفعل هذا رغم اعتراضك ....

وضع يده على اللوحة المرسومة النيران التي تلتهم القصر الكبير تمدد من اللوحة لأصابع يده حتى التهم يده ووصل لذراعه وكتفه فصرخ، حينه استيقظ من الكابوس، وجد نفسه قد نام على الأريكة وضع يده على وجهه بتعب، ثم نهض ووقف امام اللوحة وعندما اراد لمسها، شعور مزيج من الخوف والألم داهمه، اخذ معطفه ثم خرج بسيارته يتجول في المدينة، ظلام حالك والسكون مرير للبشر، وحشة تملئ الطرقات وأطياف تتجول بصمته الكئيب باعثا شعورا بالغربة والأسى....



اشرق الشمس معلنا فجرا جديدا، فجر حزين لعائلة نورثن في ظاهره، وقد احتل شاشة الأخبار موت زوجة احد اكبر التجار في البلدة وبث شيء من الجنازة التي لم يحضرها الابن يوجين نورثن من شدة حزنه كما قال المخبرون والاب لا زال راقدا في المشفى فما سيكون مصير الابناء الثلاثة في ظل هذه الظروف العصيبة وكيف سيتجاوزونها...

مضى اسبوع منذ موت السيدة كريستن، دخل يوجين الى القصر وجد أن اخواه جالسان على العشاء اراد الصعود لغرفته لكن اوقفه صوت كاي
- جين تعال
نظر يوجين اليهم بإشمئزاز ثم قال بضجر وهو يهم بالمغادرة
- لست جائعا
رمى كاي الشوكة من يده بغضب ثم صرخ
- عليك اللعنة، قلت لك تعال اريد اناقشك بأمر مهم وبعده اذهب حيث تريد
تجاهل يوجين غضب كاي واستمر بطريقه صاعدا الادراج للطابق العلوي لكن بلمح البصر كان كاي بجانبه، امسكه من يده لكن يوجين كاد ان يسقط لولا ان امسك من كتف كاي فاستغرب الاخير الضعف الذي فيه وسأل
- ما بك؟
انتزع يوجين نفسه من كاي بغضب ثم صرخ
- دعني كاي، منذ متى وانا اهتم بأموركم اللعينة، بالكاد اتحمل رؤية وجهكم فيكف بمشاركتكم، دعوني وشأني فحسب
اكمل طريقه الى غرفته والحزن اثمله حتى سلب كل طاقته وعقله، عاد كاي الى طاولة العشاء ولا زال مستغربا من تصرف يوجين فقال لأخيه
- هل يعقل أنه حزين لموت كريستن؟
اجابه دانيال وهو يأكل العشاء
- من يدري بعد كل شيء كان يحسبها والدته، لا تهتم بهذا الطفل
- وكأن امره يهمني، لكن عليه ان يستعيد رشده هذا الاحمق لأجل الاعلام على الاقل، سيشوه صورة عائلتنا بحماقته وسيكون هدفا للكثير من اعدائنا، لم اكن لأهتم لولا خشيتي من ان يحرمنا والدنا من الميراث، لست اعلم لما هو متعلق بهذا القط الاليف لهذه الدرجة
- ربما لأنه أليف، اتصل بمخطوبته هي تستطيع اخراجه من حالته الكئيبة
- الوقت متأخر الان اتصل بها انت غدا، ليس لدي الوقت لاعتني بالأطفال



رمى نفسه على فراشه بتعب، اغمض عينيه لكن لم يستطع تصوير الكثير من اسرته في مخيلته، تذكر قبسات من الماضي، أنسه في ظلمة قصر الوحوش بين الثعالب الماكرة..
دخل المنزل واسرع الى غرفته بعد ان سمع حديث جيمس وكاي، فتح جهازه الحاسوب ثم ادخل اسم عائلة انسلوردي ليرى أي العوائل هم فوجد القصر الكبير الذي تحول لركام اثر نار اضرم فيه، تصفح اكثر ينظر لوجه افراد العائلة التي التقط لهم الكثير من الصور في المؤتمرات وفي الحفلات، فعلم انهم كانوا عائلة عريقة أبيدت بين ليلة وضحاها، وفي بحثه توصل لإسم مارك انسلوردي، ممثل مرموق وسيم بعض الشيء، بحث عن مكان اقامته فوجده يقيم في ذات البلدة التي هو فيه، ابتسم لحسن حظه وتشجع لمواصلة البحث، وفي اثناء مواصلته للبحث وجد ان مارك يعيش في مزرعة كبيرة خارج البلدة بعدة كيلو مترات،


همس لنفسه وهو ينظر للسقف
- سنتان مرت وكل شيء بات جاهزا تدمير الشركة وكاي وجيمس، جميع الاوراق بيدي، لكن يبدو بأنه وقت تحرك الثعلبان ايضا، هل هي مصادفة؟ أم أنهما كانا ينتظران سقوط جيمس فحسب، على كل حال، سأعطي لهما ما يريدان، في الوقت الحاضر
ابتسم بسخرية ثم أكمل بوجه بريء وعيناه تلمعان من الكره والحقد الدفين.
- فأنا القط الأليف بعد كل شيء ...



على بزوغ فجر جديد فجر بلا شمس يدفئ ولا نور ليضيء، ماطر بصخب حزين، استيقظ على منبه الهاتف وعندما نهض وجد نفسه قد تأخر على المشفى فاليوم يومه الأول بعد الإجازة، نهض مسرعا وبدل ملابسه دون ترتيب وخرج من الغرفة متوجها الى الخارج لكن اوقفه دانيال في الصالة وناداه
- صباح الخير جين
- صباح الخير، دانيال
- انتظر هل استطيع ان اتحدث معك
- انا متأخر سنتحدث لاحقا
خرج يوجين فتبعه دانيال وركب السيارة بجانبه فقال يوجين منزعجا
- دانيال، انا متأخر على الدوام
- اريد الذهاب الى المشفى زيارة لوالدي
حرك يوجين السيارة يقود مسرعا قليلا حتى يصل في الوقت المناسب، اخرج دانيال من كيس كان بيده قطعتان منن الكعك ثم مد واحدة ليوجين الذي اعتذر لكن دانيال مده لفم الاول الذي اضطر ان يفتح فمه واخذ منه قضمة ثم قال
- دانيال انا اقود السيارة، ان تم تغريمي بسبب تصرفاتك الطفولية فأنت من ستدفع الغرامة
- من يصدق ان يوجين نورثن يخشى من دفع الغرامة
لم يجب يوجين فقد وصل لموقف سيارات الجامعة وبعد ان اوقف السيارة قال لدانيال
- وصلنا، لا تأتي الى مكتبي لتزعجني هل اتفقنا؟
- اجل، اجل
نزل جين وتوجه الى المشفى بينما كان دانيال لا يزال جالسا على مقعد السيارة وبيده قطعة الكعك الذي لم يتناول يوجين منها إلا الشيء اليسير، قال محدثا نفسه
- اردته ان يتناولك كلك لكن يبدو بأن هذا الأبله لا يحب الكعك كثيرا لا يهم سأرميك لأقرب سلة قمامة



دخل يوجين لمكتب المدير وملابسه مبتلة بعض الشيء بسبب كونه مشى تحت المطر في طريقه من الموقف الى المشفى سأله المدير مبتسما
- ارى بأنك بحالة جيدة دكتور يوجين
- انا بخير شكرا لك لإهتمامك، واعتذر عن التأخير، والان سأعود اليوم الى العمل كما هو محدد، فقط اتيت لأعلمك
- عمل موفق يا بني
اومأ برأسه بالشكر وعندما هم بالمغادرة اصيب بدوار خفيف فاستند على الجدار ثم غادر مكتب المدير متوجها لمكتبه، وضع اشيائه ثم جلس على كرسيه يرتب في حاسوبه بعض الاشياء ، طرق باب مكتبه ثم دخلت كلير وقالت مبتسمة بعد ان اغلقت الباب
- حمدا لله على سلامتك، سمعت من الزملاء بأنك كنت مصابا بالاكتئاب بسبب موت والدتك
رد يوجين بتمثيل ساخر عليها
- اجل، لقد اثر بي كثيرا ولست اعلم كيف سأستمر بالحياة دونها
- هههههه يالك من مخادع، هل سيبقى والدك على هذا الحال اخشى ان يكتشفوني
- سأطلب ان نعيده الى المنزل وهناك اريدك ان تكوني ممرضته الخاصة، وحتى ان قتلته لن ينتبه احد ناهيك عن إبقائه نائما
اصيبت بالتوتر فأكمل يوجين بجدية
- خطوتي التالية هي التخلص من كاي، هل ستكونين معي ام ماذا؟ ان لم تكوني قادرة على الاستمرار انها فرصتك الاخيرة للإنسحاب لأنك ان دخلتي ذلك المنزل قد تكونين فرد منها
- ماذا تعني
- اعني اريدك ان تتزوجي من كاي
- وهل سيقبل
- انت جميلة وذكية، اوقعيه في شراكك، حضري نفسك لن يطول الامر فأنا ايضا اريد ان انهيه بأقرب وقت
- عندما تنتهي من كل هذا ما سيكون مصيري؟
- ما تريدين قد تكونين الوريثة الوحيدة لأموال نورثن بعد اختفاء جميع افراد عائلته بحكم كونك ارملة الابن الاكبر، كل شيء بيدك وكل خيار يكون متاح امامك
- ماذا عنك
- لن يكون هناك شخص يدعى يوجين نورثن في النهاية لأنه لم يكن قط، تستطيعين المغادرة


خرجت من مكتبه ، استراح بجلسته ثم رفع رأسه للأعلى مستغربا من ضعف قوته اليوم، والدوار الذي يصيبه استعدل بجلسته راغبا بالنهوض لكن داهمه صداع مفاجئ فبقي جالسا ووضع مرفقاه على الطاولة ويداه على رأسه يحارب الصداع القاتل الذي يفتت خلايا عقله...

سماء رمادية مائلة للسواد كأنه يعلن الحداد بنهاية يوم طويل، الأجواء ماطرة بجنون والسحب كثيفة يكاد يكتم الأنفاس، شوارع المدينة صاخبة ومزدحمة كوحوش تصدر ألاف الأصوات ، ضجيج يفقد المرء صوابه كما يفعل الماضي...


على الطريق العام يقود سيارته السوداء، اطفأ التدفئة عندما شعر بالغثيان، والعرق يصب منه صبا رغم البرد والشتاء، همس بتمني وهو ينظر لقطرات المطر الذي يهطل بجنون على زجاج سيارته
- ليتك كنت لتطفئ النيران في ذلك اليوم... هل لو كنتَ لكنتُ ....

افزعه صوت ابواق السيارات فانتبه انه انحرف من الطريق فأسرع واعاد تحكمه بالموقد ليعود للطريق، اوقف سيارته في مرأب القصر وترجل منها وهو يتصل بمخطوبته طالبا إياها للعشاء ، ثم اغلق الخط عنها ودخل المنزل، توجه للصالة، رمى نفسه بتعب على الأريكة، تعب لم يصب به من قبل قال لنفس هامسا:
- لا ينقصني سوى أمارات المرض، إنه الشتاء بعد كل شيء...
انتهى من قول جملته ولكن لم يعد يحتمل الشعور بالغثيان فأسرع الى الحمام مترنحا كثمل شرب مئة كأس من النبيذ ...



جلس الاخوان على طاولة العشاء فقال كاي منزعجا للخادمة:
- نادي يوجين وخبريه ان يحضر وإلا اتيت وسحبته من غرفته اللعينة
اسرعت الخادمة الى غرفة يوجين وطرقت باب غرفته، خرج من الغرفة يرتدي سروالا منزليا اسودا وقميصا ابيضا خفيفا غير مرتب وشعره البني فوضوي يقطر من اطرافه الماء تجاهل الخادمة ونزل الى الاسفل الى طاولة الطعام أخذ مكانه وجلس وكأنه حي ميت، عيناه متورمتان ووجهه شاحب كالأموات، سأل دانيال ببراءة
- ما بك جين؟!
نظر اليه يوجين ولم يجبه فقال دانيال بضحكة
- هل مرض الطبيب؟!، لو كنت مديرك لطردتك منذ وقت طويل، فأنت تمرض اكثر مرضاك
اتصال ورد لهاتف المنزل من حرس البوابة فنهض يوجين وفتح الخط
- دعها تمر، إنها ضيفتي
عاد مكانه ثم ازاح الاطباق ووضع رأسه مكانه بسبب الصداع القوي، سأله كاي
- من القادم
- طبيبة
- لأجل؟
- والدي، اخي ارى بأن بقاء والدي في المشفى لا داعي منه، فحالته مستقرة دعونا نعيده المنزل وستعتني به إحدى زميلاتي
- افعل تريد
ابتسم بشحوب وقد كان يعلم بنفسه بموافقة اخويه لأنهما يتمنيان موته لا حياته، دخلت كلير ومن خلفها ازابيلا والقيا التحية على الجالسين ثم جلست ازابيلا بجانب يوجين وتعمدت كلير الجلوس بجانب كاي رغم وجود بعض الكراسي الفارغة، اعتدل يوجين بجلسته عندما حضرن الخادمات لوضع الطعام وفي اثناء ذلك قال دانيال متسائلا وهو ينظر الى يوجين وازابيلا اللذان يجلسان مقابلا له
- أظن قد مر ثلاث سنوات على إعلان خطبتكما، متى تنويان الزواج؟
اجاب يوجين بضجر
- لا يخصك
تدخل كاي
- لو كنت تنوي تأخير الزواج لما كان عليك أن تعلن الخطبة منذ البداية، أي خطبة هذا الذي يدوم ثلاث سنوات؟ حتى أن بعض الزواج لا يدوم كل هذا المدة، حددا موعدا لزفافكما وإلا فاعلنا فسخ الخطبة، ولا تجعلا من عائلتنا حديث الصحف
ابتسم يوجين ثم قال ببراءة ماكرة وهو يضع الشوكة على الصحن
- مضى عام ونصف منذ أن ماتت زوجتك سارة، الست تنوي الزواج، فالصحف تنشر اشاعات بأن كاي نورثن عقيم
ضرب كاي يده بقوة على الطاولة غاضبا
- يوووووجين
اصاب يوجين الدوار مرة اخرى، وضع يديه على الطاولة وهو يشعر بالغرفة تدور من حوله، ثوان طالت والجميع مستغرب لحالة يوجين الغريبة، بعد ان استعاد يوجين ادراكه اعتذر وترك الطعام متوجها لغرفته، جلس على فراشه محاولا ضبط نفسه، لكن شعورا بالغثيان هاجمه بسبب الدوار، فأسرع الى الحمام، انفاسه اضطرب ونبض قلبه تتسارع، جلس على الأرض بعد أن ما عادت تحمله قدماه، خارت قواه والرؤية بدت ضبابية بعض الشيء، وضع يده على الحائط لينهض وبقوة ضعيفة خرج من الحمام ثم رمى نفسه على سريره وأنفاسه تضيق، فتح الازرار الاولى لقميصه الابيض الناصع ثم حاول النداء لكن صوته لم يسعفه، والعرق يتصبب منه والبرد يكاد يجمد عظامه رغم كون غرفته دافئا....

انتهى العشاء سريعا بعد مغادرة يوجين للطاولة، ثم غادرت كلير بعد ان شكرت على الطعام، الساعة التاسعة اخذت ازابيلا شنطتها لتغادر وخرجت الى مرأب القصر ثم ركبت سيارتها لكنها فوجئت بالشخص الذي يجلس في المقعد الخلفي وقالت بخوف
- دانيال، مالذي تفعله بسيارتي؟
- اخرجي من القصر اريد التحدث معك
- لن اتحرك قل ما عندك وغادر سيارتي
- حسنا،... ابتعدي عن يوجين
- لماذا؟!
- ستتزوجينني
- هل فقدت عقلك، أنا مخطوبة اخيك
- ازابيلا، انا بكامل قواي الجسدية والعقلية، لكن ان لم تفعلي ما امرك به لن اضمن لك ان يكون جين كذلك
- مالذي تريد الوصول اليه؟
- ان يعلم ذلك الوغد بأن لا شيء له في هذا القصر، فكل ما يملك هي بقبضتي، مخطوبته، عمله، ماله، وحتى حياته، كلها بين يدي
غادر السيارة وبقيت هي ترتجف من الخوف ثم تحركت مسرعة عندما رأته يهم بالعودة الى السيارة، وغادرت القصر وهي مضطربة، تقود وعينيها اغرورقت بالدموع، والمطر بدا هادئ بعض الشيء، فأوقفت سيارتها في جانب الطريق بعد ان ابتعدت بما فيه الكفاية عن قصر الوحوش، استراحت بجلستها لتستمع لهمس المطر لعله يهدئ من روعها، وتجمع شتات افكارها، خائفة مرتعبة من دانيال فقررت ان تبتعد عن هذا القصر الذي يحكمه قانون الغاب، ثم تبسمت بشحوب وقالت تشجع نفسها
- سأطلب من جين أن يأتي الى مزرعة مارك هناك لن يستطيع ان يفعل دانيال شيئا سنتزوج انا وجين هناك ثم نسافر خارج البلاد، فسحقن لهم وللميراث اللعين

ليل ماطر حزين، ينشد بلحنه شكواه السكين، عن ظلمة الليل عن أنين الأشباح، عن افئدة اصبحت كرماد احرقته نيران الاحقاد والأطماع، وتبث شكوى قلوب تنادى للنجاة من اشباح ماض تسلبه الإرادة والحياة....
كلير طبيبة تملئ حنايا قلبها حنين لماض لن يعود، لام لأب لأخ لن تراهم من جديد، ويلفها حرير اسود كليل بلا قمر ولا نجوم من الأحقاد، يخنق ضميرها كطبيبة تنقذ ولا تقتل، لا انسحاب لا مجال، وذكرى مقتل اخيها امام عينيها يغشيها يسلب منها الإرادة والجرأة لرفض منحة يوجين للإنتقام من قاتل أخيها
ازابيلا أمام لوحاتها جالسة، وضعت كل احاسيسها ومشاعرها في هذه الألوان التي تلمع متناسية ما حصل في مساء اليوم مع دانيال، وضعت بعض من الخضراء تمزجها مع بنية العسل في عيني محبوبها الذي لطالما حيرها جمال عينيه الذي لا يثبت بلون، تركت من يدها الفرشاة تتأمل وجهه البريء وعينيه الحزينتين الغامضتين، ابتسمت على طيف ذكرى مرت ببالها عن لقائهما الأول في إحدى حدائق المدينة العامة، كعادتها وجنونها جلست في الحديقة تراقب بعينيها عن جمال يستحق الرسم وقعت عيناها على فتى يجلس في إحدى مقاعد الحديقة الفردية وبين يديه كتاب مندمج فيه، تفحصت بعينيها لون شعره البني الداكن، نحيل بعض الشيء وله لحية خفيفة تزين وجهه الابيض الذي يميل للسمرة قليلا، بدأت ترسمه وكأنه أمير تبدل الخلفية وملابسه كيفما يوحي اليها عقلها فرسمته فارسا من العصور القديمة ربما بدى اجمل مما هو في الواقع، اخذت تنظر لعينيه لترسمه فحارت من لونه، عند وقوع الشمس عليه يبدو كالعسل وانعكاس العشب يطعمه بشيء من الأخضر، عندما همت بمزج الألوان انحاز الشمس ونوره فبدا عينيه داكنتين ذات لمعة، تبسمت بشقاوة ثم مشت اليه ولم ينتبه لإقترابها حتى جلست أمامه كطفلة شقية فقال مستغربا ببعض من السخرية بسبب طريقة نظرها اليه
- هل فقدتي والديك صغيرتي؟
كشرت منزعجة ثم قالت بجدية رسام مجنون اخذ عقله لوحة وألوان
- ما لون عينيك؟
- عذرا؟
نهضت ثم اشارت بيدها الى مرسمها المتنقل ثم قالت ببهجة وشقاوة
- أنا رسامة كما ترى، انا ارسم، وفي الحقيقة حيرني لون عينيك
ابتسم يوجين لطفولتها ثم نهض من مكانه وفي غفلة منها وضع يده على خصرها ثم قربها منه فصاحت مرتعبة وهي تخلص نفسها من يده
- منحرف
هز كتفيه وفي فمه بسمة شقية ثم قال بتبرير بعد ان ابتعدت عنه مسافة متر
- الم تسألي ما لون عيناي؟، أردتك ان تريه من القرب لتعرفي لونهما....


سقطت دمعة من عينيها وبسمة حزينة تزين شفتيها فقالت وهي تتأمل اللوحة التي بصفحتها صورة يوجين
- ما هذا الحزن الذي استوطن عيناك؟، مالذي سلب منك الحياة، حتى غدوت لا مبالي كميت لم يوارى في التراب، اراك ولا ارى دفئ الحياة في عينيك، اراك ولا ارى صخب المشاعر الذي عودتني عليه؟




رغم سكون الليل تارة بمطر خفيف وصخبه تارة أخرى بعاصفة تفزع القلوب، حل صباح غائم ابيض كأكفان موتى، باردة كعروق بلا دماء....


تحرك سيارة الإسعاف من امام باب القصر بعدما نقل السيد جيمس الى قصره، رغم تعبه قرر يوجين التوجه الى المشفى وفي نفسه يريد فقط الخروج من هذا القصر الذي يكتم الانفاس، بعد ذهاب الإسعاف رمى مفاتيح سيارته لاحد الحرس، ثم ركب في الخلف، وعندما صعد الحارس للسيارة قال بهدوء تعب
- قد الى المشفى
- كما تأمر سيدي


بعد مغادرة يوجين مباشرة غادر كاي متوجها لإحدى اوكار عصابته، واصبح المنزل خاليا تقريبا.
رتبت كلير الاجهزة الطبية وبعده خرجت الى غرفتها لكنها لمحت دانيال يجوب المكان، فارتابت منه، اتجهت لغرفتها لكنها بدأت تراقبه من فتحة باب غرفتها فرأته يدخل لغرفة جيمس فسارعت خلفه ودخلت دون اذن فرأت أن دانيال ينوي ان يقتل جيمس لكنه سرعان ما حاول اخفاء الامر باديا غضبه
- ألم تتعلمي وأنت بهذا السن أن طرق الباب من الآداب؟
- لم اعلم بوجود احد، اسفة




خرج من غرفة الفحوصات بعد ان اعطى عينة من دمه، وطلب ارسال النتيجة اليه عبر البريد الالكتروني، ركب سيارته وامر السائق ان يعود به الى القصر وفي هذا الوقت اتصل دانيال بإزابيلا، ولكنها ولموقفه الاخير معها لم تجب فأرسل رسالة مفادها أنه قام بتسميم جين، ان ارادت نجاته فلتأتي الى القصر على الفور فما كان منها الا ان اسرعت الى القصر...



عاد يوجين الى القصر وتفاجئ بوجود مخطوبته، جلس بجانبها على الأريكة وقال لها منزعجا
- مالذي تفعلينه هنا بيلا؟
- ولما انت منزعج من وجودي هنا؟
- لا اعلم، ربما لأنني كلما طلبتك كان لديك عمل وفقط عندما اغادر القصر اجدك هنا!
- الى ما ترمي يوجين؟! ألا تثق بي؟
- غادري هذا القصر الملعون فقط، ولا تأتي إلى هنا إن لم اطلبك
- يوووووجين
نهض منزعجا وتوجه الى غرفته والألم يكاد يقتله



في الأسفل، بعد مغادرة يوجين، تجمعت الدموع في عينيها نظرت الى دانيال الذي دخل الصالة مبتسما
- أرى أن كل شيء يسير كما اريد من تلقاء نفسه
نظرت اليه ونظراتها فقط وبلا صوت توصل له كم الحقد والكره الذي تحمله اتجاهه، رفع يداه للأعلى مستسلما ثم قال ببراءة مصطنعة
- لا تنظري الي هكذا...





تمض الايام وكأنها أشهر لا تعد، والمكر والأحقاد يتغنيان كأساس لكل أمسية بين الإخوة الغير الأشقاء،

استلم نتائج الفحوصات اخيرا، تبسم بسخرية ثم قال وهو يقرأ عن المادة السمية التي تجري في عروقه
- أتحاول قتلي باستخدام سم بطيء المفعول لهذه الدرجة وأنا خبير في السموم، هل انت احمق ام غبي دانيال؟!
توجه الى مكتبته الطبية واخرج نوع من انواع المضادات ثم حقن نفسه، قال منزعجا
- سم بطيء المفعول لكن قوي، لا يهم فلن يقتلني
خرج من غرفته ثم نادى احد الخدم واعطاه اسم احد المضادات وطلب منه ان يشتريه له من إحدى الصيدليات



دخل الغرفة يمشي بهدوء وعيناه على تلك الطبيبة الحسناء التي تضبط الأجهزة الموصلة على والده، قال بهدوء ولكن هدوء مرعب افزعها
- أنت، لما أنت بهذا القصر ايتها الطبيبة؟!
التفتت إليه وقد سقط من يدها الادوات الطبية لفزعها، ثم قالت بإرتباك
- لقد... افزعتني، سيد كاي
استند كاي على الجدار ثم قال مبتسما بشرانية
- افزعتك؟ ما رأيك إن أخبرتك بأن وجودك هنا يفزعني، أيتها الطبيبة
نظرت إليه مستغربة دون أن تجيب فأكمل
- يفزعني الأطباء، يبدون لطفاء لكنهم يحملون بداخلهم وحوش لا يمكن السيطرة عليه
قالت بمغزة
- وأخاك؟
- أوليس طبيبا؟
- بلا، بلا، ا.. انت هنا لرؤية والدك؟
- لما علي ان اتي لرؤية من هو شبه ميت؟!
ثم تركها وغادر لا يعلم لما من الأساس دخل خلفها الغرفة انزعج من نفسه كيف سمح لنفسه بأن يذهب خلفها ولسوء حظه خرج يوجين من غرفته فقال بصوت عال قليل بريء بظاهره
- يبدو بأن عرسا قريبا ينتظرنا
فصرخ كاي منزعجا
- مالذي تقوله جين، احفظ لسانك قبل ان اقطعه لك
نظر يوجين اليه ببراءة
- مالذي قلته؟
كانت نظرات كاي نارية فضحك يوجين ضحكة عالية ثم قال وهو يدخل الى المصعد
- لا تزال شابا اخي العزيز، لا تخجل
اغلق بوابة المصعد فهمس يوجين
- عجوز منحرف...
فتح باب المصعد وجد أن دانيال جالس على طاولة الافطار بكسل والنعاس في عينيه فقال بصوت عال كي يسمعه
- لم يكن كذبا أن الكسل يولد الغباء
رفع دانيال رأسه مستغرب من حيوية يوجين وعندما قلب برأسه الجملة التي قالها يوجين رمى من يده الملعقة فقد ادرك ان يوجين عالج نفسه ثم قال لنفسه وهو يضع يده على شعره الاسود
- إن كان يعلم بأني من وضعت له السم سيكون هناك الكثير من المتاعب...



رمى المفتاح الى الحارس، فاسرع الحارس وفتح له الباب ليركب ثم اخذ مكانه ينتظر الامر من يوجين، أما الأخير فبعد أن جلس اتصل بمخطوبته لكنها لم ترد فانزعج وقال للحارس الذي اصبح منذ فترة فجأة سائقه
- اذهب الى الفندق
فانطلق السائق الى الفندق الذي يمتلك فيه يوجين شقة وقد اعطاه لمخطوبته كهدية ...

اخذ مفاتيح الشقة من جيبه ثم فتح الباب، وبعد ان اجتاز الرواق الصغير جدا صدم بالمنظر، الشقة مقلوبة كل شيء فوضى في فوضى، نظر للصالة ولم يجد مكانا للجلوس من اكوام الملابس والخردة التي على الأرائك وكذلك على الأرض، اجتاز الصالة وهو مذهول ودخل لغرفة النوم كانت ازابيلا الشقراء نائمة كحورية على السرير الأبيض الضخم، على الرغم من الفوضى التي في غرفة النوم كان نظرات يوجين فقط على تلك الشعيرات الذهبية التي تنساب كخيوط شمس رقيقة الشيء الوحيد الظاهر منها، اقترب منها ثم جلس على حافة السرير بجانب رأسها وأزاح الخصلات القصيرة من عينيها، وفوجئ بأثار البكاء التي على وجهها المنفوخ من شدة البكاء ربما طوال الليل او لأيام هو لم يزرها او حتى يتصل بها، ناداها بهمس كلحن الناي، فلم تجب وضع يده على خدها ففزعت ابتسم وقال
- اسف، لأنني افزعتك عزيزتي
جلست على السرير وشعرها الذهبي تناثر على كتفيها وذراعيها نظرت نظرات غير مستوعبة ثم قالت وهي ترى بأن وجه يوجين مشرق وليس كأخر يوم رأته فيه شاحب كالأموات، فقفرت إليه وضمته بذراعيها تبكي بلوعة وتهمس
- حمدا لله بأنك بخير
استغرب يوجين فعلها وهو الذي ظن بأنها متخاصمة معه، ابتعدت عنه وهي تمسح دموعها، قال مستغربا
- ما بك؟
صرخت غاضبة فجأة تؤنبه على الأيام الذي لم يتصل بها او حتى يرد على مكالماتها، نهض يوجين ثم قال وهو يستغرب تقلبها
- هل أصبت عقلك؟!
- اجل فعلت، ومن يكون على معرفة بك هل يستطيع الحفاظ على سلامة عقله ؟!
- يبدو بأني لن استطيع التفاهم معك اليوم، على كل حال جئت لأخبرك بأني حجزت لك تذكرة الى خارج البلاد لعدة ايام او اشهر الى ان ينتهي هذه المشاكل اللعينة مع دانيال وكاي وبعده سأعيدك الى البلدة
صمتت بدهشة وفتحت عينيها على وسعهما، أيريد أن يبعدها؟!

 
 

 

عرض البوم صور Assiaaljrjry   رد مع اقتباس

إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)
facebook



جديد مواضيع قسم مغامرات ليلاسية من وحي خيال الأعضاء
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 05:19 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية