كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
رد: 440 - ابحت عن قلبي - هيلين بركوس ( الفصل الرابع )
ابتلعت ريقها وهزت كتفيها وقالت وهي تبتعد " كما تريد "
في اللحظة التالية كانت يداه القويتان تمسكانها من كتفيها وتديرانها إليه ليقول بنعومة " وأنا أريد ذلك "
دس وجهها في عنقه ثم احتضنها بقوة بالغة فيما وقفت هي جامدة تماماً. كان قلبها يخفق عالياً وقد انحبست أنفاسها. عواطفها المشبوبة التي تشتعل كلما لمسها هذا الرجل اخذتها على حين غرة مرة اخرى .ومالبثت ان اندفعت شكوكها ومخاوفها عائدة إليها .
حدثت نفسها بصمت بأن تتصرف بعدم اكتراث وان تنهي هذا الأمر بمقدار من احترام النفس , عله يتذكرها كالفتاة التي لم تستسلم له .
انتصبت واقفة , واخذت تسوي شعرها ضاحكة بمرح قبل أن تقول " طعام لذيذ , وحلوى شهية , أنت شخص سيء التأثير"
- هذا ما أرجوه . ولكن ما زال أمامنا مشوار طويل .
الدفء الواضح في عينيه جعل وجنتيها تحمران .
نظرت إليه بحذر , لكنها لم تحب . المكان الوحيد الذي ستذهب إليه الآن هو بيتها . ومن الليلة فصاعداً, ستحرص على أن ترفض أي دعوة من نيك مورغان , هذا إذا طلب منها أن يراها مرة اخرى .
قالت بوجه مشرق " هل نبحث عن سيارة أجرة الآن ؟"
في الطريق إلى شقة كوري لم يتكلما كثيراً, لكن الجو في المقعد الخلفي من السيارة بدا مشحوناً بالكهرباء , بالنسبة إليها على الأقل . أما نيك فجلس وذراعه حولها ويده الملقاة على كتفها بشعرها , بينا مدّ ساقيه الطويلتين أمامه.
لم يكن عناقه يعني شيئاً , وازداد التراجع في ذهنها وهي تحاول إقناع نفسها بتفاهة ما يحصل بينهما , وبأن عناق امرأة بالنسبة إلى رجل مثل نيك هو عادة اجتماعية .
لماذا ابتعد عنها ؟ هذه الفكرة التي راودتها عندما غادرا شقته , بقيت تخزها فهي ليست من ابتعد اولاً. واعترفت بتعاسة بأن هذا ما كان ينبغي ان يحدث , لكنه لم يحدث . هل السبب يعود إلى ما كتشفت عنه من دون وعي؟ إلى حقيقة أنها لم تعاشر أي رجل ؟ هل هذا ما جعله يتجنبها ؟
هل شعر بأنه لا يريد أن يزعج نفسه بامرأة عديمة الخبرة مثلها ؟ أو لعله رآها عنيفة المشاعر , سرعة التأثر , و... غريبة الأطوار نوعاً ما ؟
استمرت أفكارها تدور وتدور حتى توقفت سيارة الأجرة أمام المنزل. وإذا بالذعر يتملكها لفكرة أنها لن تراه مرة اخرى . ذعرها هذا سخافة بالغة ... لكنه , ومع ذلك كان موجوداً.
- سأوصلك إلى بابك.منتديات ليلاس
هذه المرة لم تعترض. وطلب من سائق السايرة أن ينتظر , ثم رافقها على الرصيف وتبعها إلى داخل المبنى بعد أن فتحت الباب الأمامي.
عندما وقفا أخيراً أمام باب شقتها , رفعت بصرها إليه . كيف استطاع أن يصبح جزءاً من حياتها في يومين ؟ هذا مخيف , مخيف جداً.
قال بخشونة " لا تنظري إليّ بهذا الشكل"
سألته وقد جرحت كبرياؤها كبرياؤها لنبرته الغاضبة " أي شكل ؟"
- كأنك تعتقدين أني سأعاملك بعنف , وأؤلمك .
لقد توقعت فعلاً أن يؤلمها إذا تورطت معه , ولكن ليس جسدياً.
- يا لجهنم , يا كوري.
وثار غضبه فجأة , ويان ذلك عليه .
- امنحيني فرصة , أرجوك . لا أدري كيف تصرف وليام معك, لكنني لست هو . قد يبدو هذا واضحاً لكنني أرغب في أن أقوله .
فقالت وهي ترتعش " أعرف أنك لست هو "
- أحقاً ؟ لا أظن ذلك. لم يحدث هذا بعد .
|