كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
رد: 440 - ابحت عن قلبي - هيلين بركوس ( الفصل الرابع )
فقاطعها " حسناً , لا تظني شيئاً . أنت تعجبيني أكثر بهذا الشكل"
- والآن , اسمع ...
ثم لاحظت ابتسامته فتابعت بضعف " أنت تحاول أن توتر اعصابي"
وقف ومال يلامس أنفها " أنا ؟ هذا غير صحيح . أنهي قهوتك بينما اذهب وأتحدث إلى جون . سنترك السيارة حالياً في موقف سيارات المطعم "
وتوارى عن الأنظار قبل ان تعترض. أرادت كوري أن تبقى بعيدة عنه على ضفة النهر , لكنها لم تستطع إذ اختار معظم اللندنيين هذا اليوم ليخرجوا من بيوتهم إلى الهواء النقي . كانت السماء الزرقاء فوقهم أجمل من أن يمضوا النهار بين الجدران .
سارا يداً بيد وهما يتبادلان الحديث. وجدت نفسها راضية مرتاحة أكثر مما كانت عليه في حديقة المطعم .
- بدأت تحترقين .
وجذبها إلى ظل شجرة حيث جلسا على العشب الكثيف والدافئ . وعلى ماسفة منهما , راح غلامان يلاعبان كلباً بإلقاء الكرة له فركض خلفها وهو ينبح دون حماسة .
التفتت كوري إلى نيك الذي تمدد على العشب بجانبها , شابكاً يديه تحت رأسها وقد أغمض عينيه . لكنه ما لبث أن أفتح عيناً واحدة وهو يقول " لقد تمشينا , وحان الآن وقت القيلولة "
كان هذا مغرياً للغاية " أنت تجعلنا نبدو كزوجين متقاعدين . كما أنني لا آخذ قيلولة أثناء النهار"
- حاولي.
ومد يده يجذبها إلى جانبه , واضعاً رأسها على صدره , واخذ يمرر يده على شعرها , قائلاً " حتى الوسادة موجودة , والآن نامي كالبنت العاقلة "
بقيت لحظات متوترة , لكن عندما لم يحاول أن يعانقها شعرت بالارتياح . حرارة النهار, الظل الذي وفرته أوراق الشجرة , والصمت الذي يسود في المكان , اجتمعت لتزيل توتر اعصابها وتبعث النعاس إلى اجفانها . لم تنم الليلة الماضية أكثر من ساعتين او ثلاث , كما أن الغداء جعلها تشعر بالنعاس.
عندما فتحت عينيها , كان نيك ينظر إليها , متكئاً على مرفقه بينما رأسها مرتاح على وسطه . قال برقة بالغة " مرحباً"
فأجابت " مرحباً"
وعندما انحنى وعانقها بدا لها طبيعياً ان تحيط عنقه بذراعيها . ما زالت غير مسنيقظة تماماً لتقاوم فكرة أنها كانت تنتظر هذه اللحظة طوال النهار. اللحظة التي يعامقها فيها مرة اخرى .
لم يحاول ان يتمادى , ومع ذلك انتعش كل عصب فيها , وأخذ يئز بالأحاسيس. عندما ابتعد عنها , كان يتنفس بصعوبة , وهو يقول " المزيد من هذا سيجعلني أنسى أين أنا . ونحن لا نريد ان نخيف الأولاد الصغار , أليس كذلك؟"
ابتسمت كما أرادها أن تفعل , لكنها لم تستطع أن تمنع نفسها من التساؤل عما إذا تصورت نبرة الدهشة في صوته . على أي حال , أثبت ظنونها بقوله " لا أدري ما الذي فعلته بي يا كوري جايمس , لكنه غريب "
قالت متفكهة بشيء من الحيرة " هل هو جيد أم سيء ؟"
فأجاب وهو يمر بإصبعه على وجنتها " هذا يعتمد ..."
- على ماذا ؟
- كم مرة عليّ أن أحدد ما أريد.
|