لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > الروايات المغلقة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

الروايات المغلقة الروايات المغلقة


 
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 13-11-19, 03:10 AM   المشاركة رقم: 116
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Oct 2018
العضوية: 330628
المشاركات: 159
الجنس أنثى
معدل التقييم: وطن نورة ،، عضو على طريق الابداعوطن نورة ،، عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 176

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
وطن نورة ،، غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : وطن نورة ،، المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي

 

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة missliilam مشاهدة المشاركة
   انا نسيتووووني انا وردي 😭😭😭 بت يا نور بت يا نور مش هبطل عياط لغاية اما تغني لي لك حق تزعل تررررررن 😂😂 اسمعي يا بت عشان يعدي فهيدان القلب العيب فوق ما هو معديه يا ما شاء الله خليه يقول لغادة على الأقل انه كان مريض او يعاني من خطأ طبي كده بالحرف بدون زيادة وتم الحمدلله علاجه وربنا يوفق فهيدان بغادته 😂😂


يا اهلا وسهلا ❤❤
حياك الله ياعيوني أنتي وين اختفيتي والله فقدتك :(
هههههههههه متزعليش بأه
وفهد وغادة نشوف وش بيصير معهم بس انتي خليك معنا وامتعينا واسعدينا بردودك ❤
شكرا لك مليون مره:)♡♡

 
 

 

عرض البوم صور وطن نورة ،،  
قديم 13-11-19, 03:12 AM   المشاركة رقم: 117
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Oct 2018
العضوية: 330628
المشاركات: 159
الجنس أنثى
معدل التقييم: وطن نورة ،، عضو على طريق الابداعوطن نورة ،، عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 176

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
وطن نورة ،، غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : وطن نورة ،، المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي

 

.
.
.


أتمنى لكم يوم سعيد و قراءة ممتعة مقدما ❤


# الفصل التاسع،،
" قَلبٌ منْهوبٌ وَ حزينْ "

.
.
.


كان يجلس في سيارته يحاول أن يثبت رأسه كي لا يقع من شدة النعاس.. لم تكن إلا فكرة سيئة جدًا،، أن تظل ساهرًا لوقتٍ متأخر وفي الغد ينتظرك يوم عمل حافل .
تثاءب وقدمه تضغط على دواسة الفرامل لتصدر صوتًا علّه ينبه عينيه بأجفانها التي ستنطبق على بعضها.. ينتظر قليلاً كي تحمَى سيارته قبل أن يذهب..

كان حاكم موظفًا في أحد الشركات البترولية الكبيرة بعد أن تخصص في هندسة البترول أثناء دراسته الجامعية. لم تكن طموحه لكنها كانت إحدى الخيارات الممتازة التي ستضمن له وظيفة مرموقة مستقبلًا.. وكان له ذلك.
أغمض عينيه يسند رأسه للخلف وهو يشعر بأن حريقًا اشتعل فيها.. ولم يدرك بأنه كاد أن يغفو إلا عندما فتحها بسرعة ما إن سمع صوت إغلاق الباب الحديدي لتقع عينيه على الخارجات من منزل خاله خالد.

عرف الأولى والتي كانت تنحني على عصاها تمشي على مهل، تضع عباءتها فوق رأسها.. جدته شعاع أم والدته لم تخفى عليه بخطواتها الوقورة وكفيها المجعدين.. خرج من سيارته وهو يتمنى أن تكون صاحبة القامة الممشوقة بجانبها تداري خطواتها بحذر وحرص هي من سكنت قلبه في الفترة الأخيرة..
تنحنح مقتربًا يرتب قميصه من الأمام يتأكد من هندامه : صبحهم الله بالخير..
غارت عينيها في تجاعيد جفنيها ما إن رفعت رأسها تنظر له مبتسمة : صبحك الله بالنور والرضا والسرور.. هلا أبوي.
اقترب خطوة لتبتعد من كانت بجانبها -وعرف من تكون- خطوة.. أمسك بكف جدته يقبله : هلا بك يا بنت هادي، وش أخبارك يمه؟
لتجيب بهدوء ونبرة حانية : بخير ونعمة يالله لك الحمد. أنت وش أحوالك كيف أصبحت؟
قبّل رأسها : أصبحت بخير بشوفتك عساني ما خلا منك..
ثم نظر للواقفة بجانبها ينظر لعينيها بضمير : وش أخبارك جادل؟

ابتلعت ريقها بارتباك تشد على كم عباءتها وهي ترى ابتسامته الواسعة. رغم أنها معتادة عليه وعلى سماع صوته خصوصًا وأنها تحادثه يوميًا ، إلا أن وقوفه أمامها هكذا يرتدي بنطالاً أسوداً رسمياً وقميصاً رماديًا بوجهه الصَّبِيح يحادثها وجهًا لوجه كان مختلفاً.. أخفضت بصرها ما إن شعرت بنظرته تخترق عينيها : الحمدلله.

تأملها بهيامٍ واضح - مع أنه لا يظهر منها سوى عينيها- دون أن يشعر بنفسه ولو سأله أحد قبل سنةٍ من الآن من هي الجادل لكان أجاب بأنها ابنة خاله فقط فلا شيء مميز يخصها..
أما الآن فكل الإجابات اختلفت ولم تعد الجادل ابنة خاله فقط بل شيءٌ مختلف يمتلك قوة سحرية استطاعت أن تزرع نفسها بين أضلُعه من مكالمات صوتية فقط.. فكيف إن أصبحت معه تحت سقفٍ واحد؟ لا أحد يعلم كم ينتظر هذا اليوم ومتلهفٌ له بشكلٍ موجع.
لا يذكر إلا القليل من ملامحها في صغرها، فقد كانت هادئة تلتصق بوالدتها أغلب الوقت وعندما كبرت وأصبحت في الرابعة عشر من عمرها ذهب هو مع والديه و فهد لمدة سنة كاملة, وعندما عاد من الرحلة الأصعب والأتعس والأمَّر في حياته، وجدها تسدل غطاءها عمّن لا يحلّون عليها..

كان قد سأل ريم مرّة بعد أن طرحت والدته اسمها ما إن قرر الزواج : تشبه مين؟
ريم بتفكير : تشبه خالتي مشاعل .
عبس في وجهها : أعطيني أحد شفته و أذكر ملامحه.. مرَة خالي خالد آخر مره شفت وجهها يوم كنت بالمتوسط.
لتقول بحنق : يا أخي أنتم عائلة عجيبة غريبة، فيه شي اسمه نظرة شرعية أطلب تشوفها مافيها شي.
حاكم ببؤس : أنتِ بتقولين لي!! والله أنا ودي بس أخاف أهلك يطلعوني من الملّه.
تكتفت بجدية : أنا أعلمك من الحين لا جا رجلي أبي نظرة وأبي مكالمات وزيارات قبل العرس .
استوت ملامحه ببرود : عاد أنتِ بالذات بنخلي الملكة والعرس بنفس اليوم عشان ندبسه ولا يمدي يغير رايه.


تسارعت نبضات قلبه ما إن وصله صوتها خافتًا تجيب سؤاله تخفض رأسها بخجل.. باغتته الضحكة رغمًا عنه فمن يصدّق بأن الجادل ذات الصوت الخافت الغارق بالخجل أمامه الآن هي نفسها الجادل التي تحادثه لساعات وصوت ضحكتها مرتفع يصل لكل خلية في جسده ويذيبها..
نظر لجدته بابتسامه : هاه الحلوات وين رايحات من صبح الله؟
لتجيبه العجوز بتذمر : عندي موعد ابلشوني به و لازم أروح .
عقد حاجبيه بقلق : موعد وش؟
أم خالد : عشان السرطان .
وقع قلبه بخوف ونظر للجادل مستفسرًا بهلع : سرطان؟
ابتسمت واتضح ذلك من عينيها التي ضافت : الله يكفينا الشر بس تشخيص عادي تسويه كل فترة عشان نتطمن، ولا هي مافيها إلا العافية إن شاءالله.
عاد ينظر لها بأنفاس سريعة يقول بعتب : طيحتي قلبي يمه.. الله يمتعك بصحتك وعافيتك ويبارك بعمرك ويخليك لنا .
تجمعت الدموع في عينيها ترفع كفها لتربت على خده وعبرتها سدت مجرى الصوت من فرط شعورها..
انتبه لها و أمسك يدها يقبلها : تعالي معي أنا بوديك.
قالت بصوت محتقن : السواق مشغل سيارته من نص ساعة م..
قاطعها : افا تروحين مع السواق وأنا موجود يمه؟ ذي بحق والله ما يوصل الشيخة شعاع والشيخة الجادل غيري يلا قدامي أشوف .
أم خالد بتردد : وشغلك؟ ما نبي نعطلك يا أمك.
وقف بجانبها يلف ذراعه حول كتفيها يداري خطواتها ما إن مشت : ماعندي شي اليوم إجازة ياقلبي..
خطت الجادل خطوة خلفهم لكنها توقفت بإحراج تقول بتردد : أجل أنا برجع يا جدّه..
أدار حاكم رأسه بقوة كادت أن تسقطه أرضاً على صوت جدته المستنكر : ترجعين وين؟
ابتلعت ريقها تصرف بصرها عن عينيه : برجع البيت.
ثم نظرت له مجددًا : خلاص حاكم بيروح معك .
لتقول أم خالد باستنكار : وحاكم بيدخل معي عند الطبيبة؟
حاكم بنبرة تهديد : لا والله ماني بداخل.. تعالي يالجادل معها أنتِ أدرى بمواعيدها.
ثم تابع يحرك شفتيه بدون صوت مستغلاً ضعف نظر جدته : اقسم بالله أوريك إن قلتي لأ.


ربط حزامه بعد أن ساعد جدته التي تجلس بجانبه بربط حزامها.. يقول بحماس ينطلق بسيارته والتي تجلس خلفه عاثت بثقله الفساد : وش تبين تسمعين ياجدّه؟
أم خالد بهدوء : ما أبي أسمع شي .
حاكم بابتسامة عريضة يعيد من ضبط مرآته الأمامية : أفا وأنا كنت ناوي أحط لك فيروز.
نظرت ناحيته باستنكار : وش فيروز؟
حاكم : حبيبتي.. ياجدّه ماهو معقول ماتعرفينها!!
قالها يرفع عينيه للمرآه الأمامية لتقع بعيني الجادل التي هربت بها بعيدًا ما إن غمز لها وهي تفهم مقصده..

اعتلى صوت الألحان في المكان لتنهره أم خالد بسخط : أصبحنا وأصبح الملك لله.. اقفله ياولد واذكر ربك تبي أول شي ينكتب في صحيفتك اليوم معصية؟
أغلقه بسرعة : وش أحط طيب؟ شكلك تبين شعر أنا قايل من أول!
أم خالد بضيق : لا تحط شي.. ولا حط إذاعة القرآن كود ابليسك يهجد.

رفع هاتفه يجري اتصالاً ما إن وقف للإشارة، وصوت القارئ العذب يرتل آيات الله جعل سكينةً تحط على المكان وتغشاهم..

لم تدع له أم خالد مجالاً لأن يأخذ نفسًا حتى ما إن أنهى اتصاله تقول بانفعال تضرب فخذه برأس عصاها : وتقول عندك إجازة يالسلِقة وأنت داق على مديرك تقول منت مداوم!!
أمسك بيدها قبل أن تضربه مجددًا : يا بنت الحلال أنا أبيها من الله..
سحبت يدها بقوة جعلت عصاها تصطدم بالنافذة خلفها : والله لو أدري انك كذوب كان ماطعتك..
حاكم ضاحكاً يفرك مكان ضربتها فقد هوَت عصاها على فخذه ككرةٍ من نار : والله العظيم إني أبيها من الله أمس سهران ومافيني حيل أداوم اليوم..
ثم أردف متحلطمًا : وتكفين بشويش بغيتي تكسرين القزازه..
أم خالد : وين فيه سهران؟
حاكم : مع العيال.
كشّت على وجهه بكف يدها المتزين بالحناء الأحمر : الله يعل العدو.. انتبه لشغلك واتركك من السهر وقلة الحيا بكرة بتفتح بيت. مير إني داريه ماخلاك تنقز بوجهي من صبح الله إلا اللي معي ولا لو هي وقفت علي كان شطفتني بموترك ولا لفيت يمّي حتى.
ضحك بإنشراح : افا ذي هقوتك فيني أجل!
أم خالد بتهكم : أعرفك ليه ما أعرفك؟!

عاد بصره يرتفع للمرآه حيث الجادل تنظر للخارج من نافذتها يقول بابتسامة : طيب أنا بسألك و أبيك تحكمين من معه الحق.. أنا والجادل كم قعدنا مخطوبين؟
أم خالد بعد تفكير : قريب الثلاث أشهر.
حاكم : وكم صار لي من عقدت عليها؟
أم خالد : قريب الست أشهر.
حاكم : اهاا ياعيني عليك يعني صار لها حرمتي قريب ٦ شهور ..
لتقول العجوز بملل ونفاذ صبر : ايه يعني زبدة الحكي وش تبي؟
حاكم بعبوس : يرضيك لا فيه اتصال ولا دخله ولا طلعه كأننا أغراب؟
أم خالد بعد صمت : الصدق لا والله مايرضيني، بس خالك داري إن علومك رديّه إن سمح لك ما أنت طالع من مجلسه بتجيب له فضيحة.
خالط عبوسه ابتسامة : والله انكم ظالميني. طيب مين ياخذ لي حقي يا جماعة ماغطيني ٩ شهور لا وفوق ذا العرس باقي عليه شهرين!! والله لو إني أنتظر بزر كان ولدته يمه.. هذا وأنتِ ملكة الرومنسية بالعايلة وابيك فزعه.
ضحكت : ياكثر بربرتك. لا أخذتها قدام الناس سو اللي تبي.
حاكم : والله لا تندمون بخليكم تسمعون باسامينا ولا تشوفونا.
أم خالد بفقدان أمل : وش ناوي تسوي يعني؟
حاكم رافعاً سبابته بوعيد ينظر للطريق أمامه : بحبسها في البيت وبقعد عندها ولا أشوف أحد منكم يوطوط عند بابنا.. أبي أعوض عمري اللي ضيعتوه.
أم خالد باستمتاع : بسلامتكم.

في الخلف كانت الجادل تتظاهر بالنظر للخارج من نافذتها علها تداري الارتباك الذي ضرب قلبها لتتسارع نبضاته فوق المعدل الطبيعي بكثير.. تهرب بعينيها من عينيه التي لم تفارق المرآه الأمامية يرفعها كل ثانية أملاً في أن يكسب نظرةً منها..
كانت تشعر بخجلٍ رهيب رغم أنه حاكم نفسه الذي تحادثه في الهاتف لساعات دون كلل أو ملل لكن وكما يبدو ليس سهلاً أن يجتمع صوته وصورته معًا..

.

رن هاتفها بعد مضي ساعة كاملة في غرفة الانتظار.. أخرجته ووجدت اسم حاكم يجمّل شاشته فأجابت بخفوت : هلا.
حاكم : للحين مادخلتوا؟
نظرت لجدتها الساكنة بجوارها : باقي قبلنا وحدة.
ليقول بهدوء : طيب اطلعي لي أنا واقف برا.

قالها وأغلق الاتصال كي لا يعطيها مجالاً للاعتراض..
أدخلت هاتفها في حقيبتها تأخذ نفسًا بارتباك قبل أن تقول بصوت واثق : يمه أنا بروح أشوف وش فيهم تأخروا وبجيك طيب؟
هزّت رأسها دون أن تقطع استغفارها تشير لها بكفها الآخر..
شدت الجادل على حقيبتها في حضنها بقوة كادت أن تمزقها قبل أن تقف تخرج بخطى ثابته..

ارتعشت أطرافها ما إن وجدته يقف في الممر الفارغ المؤدي لغرفة انتظار النساء.. يسند كتفه على الحائط وينظر ناحيتها وما إن رآها حتى ودفع جسده يتجه حيث تقف ليقف أمامها بابتسامة لم ترى الجادل أوسع أو أجمل منها..
همست بارتباك : وش بغيت؟
رفع حاجبه مستمتعاً : سلامات يختي مسوية نفسك ماتعرفيني؟
الجادل بارتباك غير قادرة على وضع عينيها يعينيه المتفحصة : شوي وينادون جدتي ياحاكم وش تبي؟ إذا مستعجل وتبي تمشي مافيه مشكله تقدر تروح بتصل عل..
قطعها من تمتمتها العابثة : والله انك ماتستحين، امسكي بس امسكي..

حطت عينيها على ماكان بين يديه ولم تنتبه له، حامل أكواب في أحده كوب قهوة مغلق والآخر عصير برتقال بكأس شفاف..
الجادل : وش ذا؟
حاكم بعبوس : العصير لجدتي أخاف يجيها هبوط.. خذي.
الجادل وقد لاحظت عبوسه : والقهوة؟
ضوق عينيه ينظر لها يقول بعد ثانية صمت بإزدراء : للممرضة.. امسكي بروح أقعد .
ضحكت بهدوء تمسك طرفها الآخر تحرص ألا تلمس أصابعها أصابعه لكن حاكم كان أذكى من ذلك وأغلق أصابع يده الأخرى حول معصمها..
الجادل بضيق : وش تسوي أنت اترك يدي.
ثم أردفت ضاحكة ما إن تبدلت نظرته لمزيج من الاستنكار والبلاهه : تكفى حاكم والله ابطيت على جدتي بتفقدني.
شد على معصمها يبتسم : تضحكين أجل!!
تلفتت حولها : تكفى لا تطلع جدتي وتشوفك..
ثم صفعت يده عندما لم يبدي أي استجابه تقول بحدة : ولد..
ارتفعت ضحكته ينظر لعينيها التي بدأت ترمش بسرعة ليقول بعدها بخبث متعمد ما إن ابتعدت هاربه : شفتي الكلمة ذي؟ والله لا أطلعها من عينك و أوريك منهو الولد بس أنتِ اصبري علي.

وقفت بالقرب من باب غرفة الانتظار ما إن انتهى من جملته..
التفتت تنظر له لتجد ابتسامته والتماع عينيه.. ابتسمت رغمًا عنها ابتسامة واسعة متأكدة من أنه شعر بها دون حتى أن يراها.. ترفع حامل الأكواب الكرتوني عالياً بكلتا يديها تقول بصوت متغيّر من قوة ما تشعر به في هذه اللحظة : شكرًا على المشاريب..
ليقول قبل أن تختفي من أمامه : بالعافية يا قلبي.
.

ابتسم حاكم بمودة وهو يربط حزامه على صوت جدته المتذمر : اسمعي أنتِ وقولي لأبوك ذي آخر مرّه أروح بها لقلة الحيا ذي. تسمعين ولا ماتسمعين؟
الجادل بهدوء : اسمع..
أم خالد : و إن زدت سمعتك تقولين كلمة موعد بقص لسانك.
الجادل بذات الهدوء : أبشري.
ضحك حاكم يتحرك من مواقف المستشفى : وش فيك عليها يمه؟
ضربته برأس عصاها : ضحكت بليا ضروس قل آمين.
أمسك رأس عصاها قبل أن تحط على كتفه مجددًا : يرحم شيبانك لا عاد تستعملينها تراها توجع .
سحبتها بقوة منه لتصطدم بالنافذة خلفها وعلى ذلك خرج من بين شفتيه صوت غريب أقرب للأنين، يقول بعدها بقلق : الحين وش فيك معصبه علينا قالوا لك شي؟
الجادل بابتسامة حانية وهي ترى تصدد جدتها بالنظر للخارج من نافذتها بغضب : هي بعد كل موعد تسوي ذا الحركات لا تشغل بالك.
حاكم : يمه كله عشان مصلحتك وعشان نتطمن عليك ي..
قاطعته بصرامة : على شحم.
ليضحك مستنكرًا تشاركه الجادل هذه المره بضحكة مرتفعة تخلت فيها عن خجلها : إن شاءالله!!

.

تعمد حاكم أن يأخذ أطول طريق يؤدي لمنزلهم.. كان طويلاً لدرجة أن جدته نامت وانتظمت أنفاسها السريعة والغاضبة أخيرًا..
كانت الجادل تعلم أنه يتعمد فعل ذلك فهناك طريق يختصر كل هذه الإشارات والشوارع.. لكنه تعمد أن يأخذ أطولها كي يكسب بعض الوقت لبقائهم معًا في نفس المكان.. هذا الهاجس جعل إحساساً عذبًا يلاطف قلبها لتتسع به جميع شرايينها.
استرقت النظر للمرآه ولم تجد عينيه هذه المره.. كان ينظر للطريق أمامه بهدوء يدٌ على المقود والأخرى على -القير- مستمتعًا بالهدوء و وجودها معه حتى قرر قطع الصمت يهمس : بنت.
خرج صوتها والكلمة بعشوائية : سم؟
ابتسم : وش فيك مستحيه تراني حاكم.
أخذت نفسًا عميقًا : أدري بس الوضع غريب شوي..

سكت لفترة قبل أن يقول : طيب جادل..
الجادل برقّه : سم.
اتسعت ابتسامته حتى كاد فمه أن يخرج من حدود وجهه : تدرين إن ذا أجمل صباح مر علي من دخلت الثلاثين. يا بنت ماقد ابتسمت بعمري زي اليوم تيبست شدوقي..
ارتعش قلبها بين ضلعيها، تشعر بصوته يرفعها لسابع سماء : حاكم جدتي نايمة لا تصحى وتسمعك.
ضحك بخفوت لازال يهمس : المرَه نايمة وغرقانه بالنوم مدري وش سوّت فيها الدكتورة!!. المهم ماعلينا، وش رايك نروح نفطر؟ معنا جدتي محد بيقول شي.
الجادل بسرعة وهي ترى منعطف بيتهم : لا تكفى.
ليقول بامتعاض : الله يسامح اللي في بالي المفروض تكونين جنبي الحين بدل ما أنتِ وراي أسرق الكلام منك سرقة..
لم يجد استجابه منها فأردف مواسيًا : هانت ما بقى شي والله لا أطلع سنة الجفاف والقحط ذي من عيونهم.
ضحكت بخجل ليضرب الهرن بشكلٍ متواصل يهمس بصوتٍ مرتفع ما إن فزّت جدته بذعر : وتضحك بعد!!
تلفتت أم خالد حولها بهلع : حسبي الله على عدوك من ولد خلعت قلبي.
وقف أمام منزل خاله يبتسم ابتسامة واسعة : قطو ياجدّه نقز قدامي بغى يحوسني حوس.
فتحت بابها تقول بتهكم ما إن خرجت الجادل تغلق الباب خلفها : اثقل وأنا أمك .
عقد حاجبيه باستنكار لازال مبتسمًا : سمّي؟!!
أغلقت الباب ما إن وقفت الجادل بجانبه : ماكنت نايمة الله يعقلّك.. المره ماتحب الرجل الخفيف اثقل.
ضحك : ياعيني عليك والله إني قايل إنك ملكة الرومنسية الأولى، يعني سامعتني أغازل حرمتي ولا خربتي علي!! لو إنه رجلك ولا ولدك كان دبغوني.
أم خالد بإزدراء : مايحتاج رجلي و ولدي، أطلّع لك هزاع الحين يرنّك رَن..
حاكم : عوذه.
ثم أردف بامتعاض : بس دام الدعوة تمثيل كان سويتي نفسك نايمه من يوم مانزلنا من المستشفى عشان تطول السواليف مو عند لفة البيت .
أم خالد بسخرية : الله من زين الحكي صكيت راس الضعيفة.
رفع حاجبه بثقة : والله مايجيب راسها إلا حكاي لكن فيه بعض الأمور أنا ما أحب أتكلم عنها.
ضحكت تتأمل وجهه بحب : الله يكملك بصمتك وأنا أمك..
لتتابع بعدها بمودة تربت على خده : جعلني ماخلا منك تعبتك معي.
مسك كفها يقبله أكثر من مره : وش تعبه الله يخليك لي يمه بالعكس والله إنه أحسن يوم مر علي.
فتحت بابها تغور عينيها بتجاعيد أجفانها ما إن ابتسمت بحنو : ايه سمعتك تقوله للجادل يابيّاع الحكي. اترك يدي بس البنت حرقتها اللواهيب.
حاكم بهمس وعينيه تتلامع رغمًا عنه : ادعي لنا يمه ترى صدق طقت كبدي ولا أظن أقدر أصبر شهرين زيادة.
أم خالد بنبرة صادقة وهي تمد يدها للجادل التي انحنت لتساعدها : الله يعجل ويجمعكم على خير..
.
.


كانت غادة تجلس لوحدها في غرفة أعضاء هيئة التدريس بعد أن أنهت محاضرتها قبل نصف ساعة.. وتبقّت لها واحدة بعد الظهر ففتحت جهازها كي تسترجع بعض النقاط..
إلى أن تمللّت فأصبحت تتلهى بهاتفها تاره وبالمكتوب على شاشتها تارةً أخرى..

كان الصمت في المكان مهيباً لا صوت سوى صوت نَقر سبابتها على مفتاح "إنتر" كي تنتقل للشريحة التالية..
إلى أن اخترق السكون رنين هاتفٍ أفزعها..
رنّ واستمر بالرنين حتى صمت، وبعد ربع ساعة تقريبًا عاود الرنين.. عقدت حاجبيها بانزعاج ما إن رنّ للمره الثالثة..
و وقفت تبحث عنه لتصمته أو تكسره عندما رنّ للمره الرابعة لتجده فوق مكتب سارة..
اقتربت والنغمة التقليدية للأيفون استفزت أعصابها.. سكَت ما إن وقفت بالقرب منه لتقول بحنق : وجع..
لكن لم يلبث إلا وعاود الرنين مجددًا. خمس مكالمات -حسبتهَا- في أقل من نصف ساعة جعلتها تقلق رغم أن لا علاقة لها لا من قريبٍ ولا بعيد لكنها تحب سارة وتخشى عليها ويهمها أمرها!!

نظرت للشاشة نظرةً خاطفة وهي تصمتُه تردد في نفسها "الله يستر" ، وكادت أن تبتعد لولا عينيها التي التقطت اسم المتصل وصورته التي وضعتها سارة له..
تلفتت حولها بشكلٍ دراميٍّ مضحك -رغم عدم وجود أحد في المكان غيرها- قبل أن تعاود النظر للشاشة.. تنقد نفسها وتصرفها لكن الضرورات تبيح المحظورات وفضولها في هذه اللحظة بالذات ضرورة ملحّه إن لم ترضخ لها ستموت لامحاله..

كان المتصل يحمل اسم (فهد) . وصورته واقفاً على ملئِ الشاشة يلتصق بكتفه شخصٌ آخر لا يظهر منه سوى جانبه وجزء بسيط من رأسه وكأن الصورة قد قُصّت ليبقى صاحب الاسم فقط.
انتهى الاتصال وذهبت معه الصورة لتخرج منها : " لا أمانة دقيقة".. دون قصد فهي لم تُشبع فضولها بما يكفي..

وقفت نصف ساعة.. بل أنها جلست على كرسي مكتب سارة تراقب الهاتف تنتظر اتصالاً سادسًا منه إلى أن فقدت الأمل وعادت أدراجها تتصنع التركيز بمحتوى شرائح محاضرتها وهي أبعد من أن تناله، تسرح بين سطرٍ وآخر تحاول أن تتذكر شيئاً التقطته عينيها من صورته لكن لا فائدة..
لا شيء يتراءى لها سوى تيشيرته الأصفر وأذن من كان يقف بجانبه.

انقضى الوقت دون أن تشعر به ولم تعي بأنها أضاعته بما لا ينفع إلا عندما دخلت إحدى أعضاء هيئة التدريس، تتبعها أخرى وأخرى وأخرى.. بدأت تراقب بقلق، عينٌ على ساعتها والثانية على الباب فمحاضرتها على وشك أن تبدأ بعد أن ينتهي الوقت المستقطع لأداء الصلاة..

ما إن دخلت سارة مع الباب حتى اعتدلت جالسة بعد أن كانت تتراخى بجلوسها، جهازها الحاسوب مغلق منذ أن بدأ عقلها يصوّر لها دوائراً سوداء وحَلقًا يرتديه صاحب الأذن في الصورة لتعلم وقتها أنها استنزفت خلاياه.
تنحنحت وحاولت بنبرتها أن تخرج عادية وهي تراقب تقدم سارة الأنيق باتجاه مكتبها : مِس جوالك دق أكثر من مره..
جلست على كرسيها بسرعة ترفعه بقلق و تسأل بعفوية : مين؟
رفعت كتفيها ببراءة : ما أدري!
وضعت الهاتف على إذنها بتوتر بعد أن طلبت رقمه : هذا فهد.. الله يستر..

ضمّت غادة شفتيها تحاول أن تصرف بصرها عن سارة التي قالت بلهفه : هلا فهد، وش فيك حبيبي خمس مكالمات خوفتني؟

"هذا شكله دلوع أمه وش فيها شوي وتدوخ من الخوف وهي تكلمه!!" كان ماتبادر لذهنها وهي تتأمل سارة وملامح وجهها التي ذابت بابتسامة ما إن وصلها صوت فهد : يمه مافيه شي بس بغيت أقولك إني بمشي البحرين..
عقدت حاجبيها لتعقد غادة المنسجمة معها حاجبيها تلقائيًا : ليه عسى ماشر؟
فهد : أبد بس فيه ورشة عمل هناك واللي المفروض يروح اعتذر ..
أسندت غادة ذقنها على كفّها تبتسم ببلاهه ما إن تراخى حاجبي سارة بارتياح وتبتسم : زين انتبه على نفسك . متى راجع ؟
فهد : إن شاءالله بدري أنا وصلت الحين ويبي لها ساعتين وشوي.. قلت أقولك عشان لا تأخرت ماتخافين.
سارة : الله يحفظك وطمنّي عليك كل شوي.
ليقول قبل أن يغلق : أبشري..

تنحنحت غادة تقف بسرعة لتخرج من المكان تحمل أغراضها على عجَل وكادت أن تقع ما إن تعثرت قدمها بسلك الشاحن الموصول بالكهرباء خوفًا من أن تتهور وتسأل "خير ، وش فيه فهد؟"
.
.

(عزام أنا بطلع من دوامي الحين، تكفى لا تتأخر)
اختفت شفتها عندما اطبقت أسنانها العلوية عليها بترقب، تلتمع عينيها بحماس وهي تبحث بين -الايموجيات- في ألوان القلوب حتى استقرت على قلب باللون البرتقالي والساعة الرملية بجانبه، تقرأ ما كتبت مجددًا قبل أن ترسله..

وضعت هاتفها في حقيبتها وخرجت من المبنى بعد أن أسدلت غطاءها على وجهها وعينيها تنظر لساعتها التي تشير للواحدة ظهرًا بين دقيقة وأخرى..

ما إن دخلت المنزل حتى ورفعت عباءتها لمنتصف خصرها تصعد الدرج بسرعة تأخذ كل درجتين في قفزة.. تدخل غرفتها كالاعصار تبدل ثيابها لتأخذ الدرج نزولاً بسرعة..
دخلت المطبخ تشمر عن ساعديها تنوي إعداد الغداء والانتهاء منه قبل أن تنشغل بتجهيز ما تحتاجه .

كانت منهمكة في عملها إلى أن سمعت صوت باب البيت يغلق .. تصاعدت نبضات قلبها بشكلٍ مربك ظنًّا منها بأنه عزام.. لكن تبدلت لهفتها لقلق ما إن خرجت من المطبخ لترى عبدالإله يحمل مريم بيد وبالأخرى يحمل كيسًا لأحد الصيدليات، اقتربت منه : عبادي!
استدار ناحيتها بذعر عندما فاجأه صوتها : بسم الله الرحمن الرحيم، أنتِ وش مرجعك بدري؟
وقفت أمامه تعقد حاجبيها لا تعلم بماذا تجيب ، لذا قالت عوضًا عن ذلك : وش فيه؟
كانت مريم تلف يديها حول عنقه بكل قوة تدفن وجهها في رقبته رغم أنها نائمة.. بالكاد استطاعت شعاع أن تحررها تأخذها بين يديها على صوت عبدالإله يزفر بتعب يحاول تحريك يده التي خدَرت : ميمي تعبت ودقوا علي مدرستها قالوا تعال خذها .
شعاع بقلق تضعها على كنبة قريبة من الباب، تتحسس جبينها المشتعل : بسم الله عليها وش فيها؟
ارتمى على الأخرى بعد أن وضع كيس أدويتها على الطاولة بالمنتصف : حرارة، توني جاي من المستشفى .
قبلت أصابعها تتأملها بحنو : حبيبي ميمي ماتشوف شر..
تأملها عبدالإله تمسك يد ابنته وتمسح على شعرها بالأخرى قبل أن يقول : وش عندك طالعة من شغلك؟
شعاع : استأذنت.
رفع حاجبيه : عسى ماشر؟
كانت تحاول أن تتلهى بالنظر عنه لا تعلم لماذا تشعر بالخجل في هذه اللحظة : اليوم خميس.
عبدالإله ببلاهه : اهاا اليوم خميس..
ثم أردف بعد ثوانٍ باستنكارٍ حقيقي : وإذا؟
نظرت له تشعر بالحرارة تخرج من وجنتيها : شكله عزام ماقال لك!
لتتابع ما إن اتضح على وجهه عدم العلم : بنروح شالية اليوم .
عبدالإله : كلنا؟
ابتسمت تقول بخجل : لأ، أنا وهو بس.

رفع حاجبيه دون أن يعلق ولكن نظرته تكفي لتقول بسرعة وتبرير : تغيير جو لا أكثر ولا أقل.
ضحك وهو يرى اشتعال أذنيها يقول بمودة : يسعد لي جوّك يا شيخة.
ضوقت عينيها تحاول أن تداري احراجها ترد عليه بصوت شبه مرتفع : أنا منيب مسؤولة عن الأفكار اللي طرت عليك.
تعالت ضحكته مستمتعاً وتجاهلته تعاود النظر لمريم التي بدأت تفتح عينيها ببطئ تتأوه بتعبٍ واضح..
شعاع بلهفه : حبيبي أنا التعبان بسم الله عليك.
مريم بهمس : جوعانة.
شعاع تعاود تقبيل أصابعها : يخسى الجوع وش تبين تاكلين آمري تدللي..
مريم بابتسامة شاحبة : أبي شوربة كريمة.
شعاع : تم،، وش بعد؟
مريم : وعصير برتقال.
شعاع بابتسامة : ابشري، وبعد؟
أغمضت عينيها تحاول أخذ أنفاسها بصعوبة : بس.
داعبت أرنبة أنفها بسبابتها تقول مرققةً نبرتها : و بسوي لك كريم كراميل أدري تحبينه، وش رايك؟
هزت رأسها لا طاقة لديها كي تتكلم. كان وجهها شاحبًا بأجفانٍ حمراء وشفتين أكثر احمراراً و كأنها جمرة مشتعلة.
شعاع وعينيها التقت بعيني عبدالإله : متى دواها الجاي؟
عبدالإله وتعب ابنته اتعبه رغم أنه عارض صحي بسيط : على الساعة ٧.
نظرت لساعتها قبل أن تقف : زين باقي وقت..
ثم أردفت بحنو : ياعمري عليها شكلها صدق تعبانه أول مره تطلب الأكل من نفسها بالعادة هواش إلى إن ترضى تاكل.

.

عاد عزام من عمله على حدود الساعة الرابعة والنصف بعد أن رأى رسالة شعاع.. رغم أنه مستثقلٌ كل هذا إلا أن هناك شيءٌ فيه يجبره على أن يجاريها، الله وحده يعلم ثقل كل ذلك على قلبه لكن وجه شعاع طيلة الأيام الماضية وصوتها المتلهف تذكّره قبل أن ينام يمنعه من أن يكسر خاطرها : عزام تكفى لا تنسى الخميس..
: تكفى عزام لا ترتبط بشي هالويكند.
: جهزت كل شي عزام تكفى لا تسحب علي.
آخرها ليلة البارحة عندما سألته بأمل : عزام للحين على اتفاقنا صح؟

كانت جميع إجاباته صامتة.. يهز رأسه دون أن ينظر لعينيها حتى.. يستثقل الساعات التي ستجمعه بها لوحدهم، ماذا سيقول وكيف سيتصرف دون أن يجرحها وهو الذي اعتاد على حياة الصمت معها؟.. همٌ يثقل عاتقه ليس كرهًا ولا نفورًا ولا لعيبٍ فيها.. فشعاع أعذب من أن ترتبط بشخصٍ قلبه مسلوب مثله.. العيب فيه و المشكلة الحقيقة تكمن في قلبه المنهك وعقله ومايدور به.

صعد السلالم يدخل مفاتيحه في جيبه يستنكر الهدوء لكن سرعان ما ابتسم ساخرًا من استنكاره فهو لا يعرف كيف يكون وضع بيته في ساعات العصر الأولى. ممزقٌ خارج منزله أغلب الوقت وعندما يعود تكون الساعة قد تجاوزت وقت العودة الطبيعي لأي شخص يخرج من بيته باكرًا..

توجه لغرفته مباشرةً ليجد شعاع تقابل حقيبة متوسطة الحجم بحيرة وتركيز لدرجة أنها لم تنتبه لدخوله..
أغلق الباب بهدوء : سلام!
قفزت مرعوبة بعد أن أخرجها صوته من سرحانها، لكن سرعان ماتبدّلت ملامحها لشيءٍ يراه عزام لأول مرة، كأن نوراً تسلط على وجهها وأناره.. نظرت لساعتها قبل أن تنظر له تبتسم برضا : هلا وعليكم السلام..
.

دخل غرفة عبدالإله دون أن يقرع الباب ليجده يتمدد على سريره بدون غطاء يغطي عينيه بذراعه، ومريم تنام بجانبه.. ضاق تنفسه ما إن دخل خصوصاً وأن المكيف مغلق : عبادي أنت باقي حي ولا مت مختنق؟
أبعد ذراعه عن عينيه ينظر بتوهان يحاول تثبيت بصره على عزام الذي تقدم حتى جلس بالقرب من جسد مريم.. عقد حاجبيه بدون تركيز : الساعة كم؟
عزام متحسسًا وجه مريم بقلق : توها مابعد تصير خمس. شعاع تقول مريم تعبانة وش جاها؟
عبدالإله وقد رفع ذراعيه يتمدد بقوة : حرارة ، بسيطة إن شاءالله .
عزام : وديتها المستشفى طيب؟
رمقه بإزدراء : لأ كنت انتظر التوجيه منك طال عمرك!
ضحك : مجرّد تساؤل ياخوي البنت نار شابّه..
ثم بدأ يقبل جبينها ويحاول أن يوقظها لينهره عبدالإله : توها نامت إن صحت جلدتك.

لكن تهديده لم يكن إلا كلمات عابرة مرّت على مسمعي عزام الذي حاول بكل ما أوتي من قدرة على أن يوقضها، واستيقضت.. ليقول بود ما إن بدأت تفرك عينها : ميمي بروح أنا وشعاع تجين معنا؟
هزت رأسها تنفي : لأ ما أقدر..
عزام : ليه؟
لتجيبه بأنفاس مقطوعة : تعبانة !
مد شفتيه بعبوس يقترب مقبلاً خدها المشتعل برقة : بسم الله عليك خذي دواك على وقته ويروح التعب كله إن شاءالله.

ابتسم عبدالإله يرى تجاوب مريم معه ما إن سألها عزام بحنان مفرط "وش يعورك؟" . لتشير لأجزاء متفرقه من جسدها تتشكى ألم رأسها وعظامها وبطنها وهو يستمع لها يقبل كل مكانٍ تحط يدها عليه.. مريم لم تفقد والدتها -رغم أن لا أحد يعوض مكان الأم- لأن جميع أفراد العائلة من أكبر فردٍ فيها إلى الأصغر يغرقونها بالحب ويتلقفونها بأيدي حانيه حتى أصبحت نقطة الضعف التي يلين الجميع أمامها : متى رايحين عزام؟
عزام بابتسامة : انتظر التوجيه من بنت أختك طال عمرها .
ضحك مستمتعاً : آمين جعل عمرها يطول على الطاعة، والله مهجّدتك بنت أبوها.
رفع حاجبه : كله ماشي برضاي يالحبيب لا تخليني أطنقر و أقلب السالفة عليها.
عبدالإله وقد تكرمشت ملامحه بذعر : عويذ الله من شرك.. مير يحصل لك وحده تسنعك وتدور على اللي يبسطك؟ لو وحدة ثانية كان صافحه يدها بوجهك وتقول هات من غير لا تعطي.
سكت عزام قليلا قبل أن يقول بنبرة صادقة وابتسامة هادئة : في ذي أنا أشهد.. ماعمرها قصرت معي أبد.
عبدالإله بمودة : صدقني أمك دعت لك يوم إنك أخذت شعاع، مابتلقى مثلها في الحريم لو لفيت الدنيا..

علقت الكلمات على طرف لسانه ما إن وصله صوتها : الغدا يا شباب..
عبدالإله بنظرة مذهولة : صدق بنت مشاعل من يطرونها تجي على طول.
تخصرت تنظر لعزام الذي كان يعطيها ظهره ثم لخالها المبتسم : ماشاءالله تحشون فيني؟
وقف عبدالإله يقترب منها يرفع حاجبيه بمبالغة لازال مبتسمًا : اووه .
وضعت يدها على أذنها تقول بتهكم : وأنا أقول وش جاها أذني قامت تصفّر أثاريكم قطعتوا لحمي تقطيع!!..
عبدالإله : كل ماجيت اسكِت رجلك يقول هل من مزيد واضح قلبه مليان.
شعاع وعينيها التقت بعزام الذي استدار ضاحكًا باستنكار لتقول بابتسامة : ماعليك حبيبي.. قالوا كيف عرفت إنها كذبة قال من كبرها.
عبس عبدالإله ما إن تبدلت ملامح عزام لتشفي وانتصار غريب، يكش بكلتا يديه عليها : ما أقول إلا هه ..
ثم على عزام : وهه.. عليك وعليها..
ليتعداها بعد ذلك مبتعداً خارج الغرفة : أنا نازل لأختي جيبوا بنتي معكم.
اتجهت شعاع حيث عزام لازال يقابل مريم وقد أعطى الباب ظهره، وقفت خلفه مباشرةً تقول بهدوء : ميمي صحت؟
ابتسم بحنو يمسح بسبابته على أصابعها : ايه.
شعر برائحة عطرها تغشى حواسه كلها ثم بشفتيها تقبل خده بسرعة تهمس بالقرب من إذنه : شكرًا..

عقد حاجبيه ولم يستوعب شيء، ينظر لها تقترب من مريم وتنزل لمستواها تتحسس خدها بابتسامة حانية : سويت لك شوربة الكريمة اللي تحبينها .. وعصير برتقال وسلطة فواكة بدون موز وتفاح.
ثم مدت شفتيها بعبوس على مرأى من عيني عزام الذي توقف عقله عن التفكير لا يعلم لماذا تشكره وعلى ماذا ؟ .: بس باقي الكراميل للحين ما برد.. قومي كلي معنا عشان تاخذين دواك بعدين.
.
.


نزلت ريم الدرج بخفّه ولم ينتبه لها سوى حاكم الذي قال يتأمل شكلها المهمل ابتداءً من شعرها الغير مسرّح وانتهاءً بجواربها الطويلة تغطي بنطال بيجامتها الواسع لمنتصف ساقها.. يقول بتهكم : حسبي الله عليك كانك بتعقديني أنا ماقد شفت بحياتي بنت تشبه كل شي إلا البنات مثلك..
وقتها كان سلمان وأبناؤه فهد وحاكم يجلسون في صالة المنزل بعد أن عادوا من صلاة المغرب.. قبل أكثر من ربع ساعة..
انهت ريم صلاتها ونزلت للدور السفلي لتجهز القهوة إلى أن تنتهي والدتها من صلاتها ولم تتوقع بأن أول شيء ستجده هو تعليق شقيقها اللاذع، مع ذلك لم تتأثر فهي تعلم أنه يمزح -رغم أنه ليس كذلك أبدًا بل أنه لم يكن جادًا في حياته مثل هذه المره فشكلها كارثي حقًا- لتقول ببرود تتجاهله تماماً تنحني تقبل رأس والدها : مسّاك الله بالخير يبه.. وينك ما شفتك اليوم؟
ابتسم وعينيه تتعلق بها ما إن جلست بجانبه : أنا موجود أنتِ اللي وين غاطسه؟
حاكم : من تخرجت يبه وهي أكل ومرعى وقلة صنعه، دور لها وظيفة ورمّت جنوبها من النوم..
ريم : يبه أنت تشوف بعيونك وتسمع بأذانك من الصبح وهو يحارشني لا طولت لساني عليه لا يزعل.
ليقول والدها يمسح على شعرها علّ شعراتها المتطايرة بغضب تهدأ : وهو صادق وأنا أبوك مشطي شعرك بدل ماهو شمس شارقه كذا. حطي كريم حنّي عليه شوفي كيف جاف.. عيب أنتِ بنت.
عقدت ذراعيها على صدرها تعبس باستياء واحراج لم تتوقع تعليقه الذي جعل حتى فهد يضحك : يبه من جدك!! هذا بدل لا تعزز لي قدام السَلق عيالك تقوم تفرحهم فيني؟
ضحك بهدوء : لا يهمونك خليك واثقة من نفسك.
ريم بزعل وأعلى اذنها اشتعل : هو أنت خليت فيها ثقه؟ المفروض تشوفني ملكة جمال حتى لو إني صلعة ترى ما جبت الشعر الخشن إلا منك ولا أمي شعرها ناعم حرير يهفهف.
عاد يربت على شعرها : ذا لأني أغليك أكثر وحدة في عيالي أعطيتك أغلى شي عندي..
ريم بإزدراء : الله يزيد الغلا فديتك..
حاكم : يبه أنا خلاص قررت نسعى في موضوع نصيبها ونزوجها.. تعرف أحد من الشيبان نوهقه فيها ؟

هذه المره كان صوت فهد هو من ردّ عليه بضحكة هادئة : حرام عليك عاد، والله ياللي بياخذ ريم ياهو بيعيش متهني طول عمره.
قفزت من مكانها تتجه له تنحني عليه بسرعة أرعبته ليمسك أكتافها يحاول دفعها للخلف لكنها كانت أقوى حتى استطاعت من أن تقبّل رأسه أكثر من مره بامتنان واضح : والله يا بخت غادة بتصبح وتمسي على كلام يفتح النفس..
ثم رمقت حاكم المستمتع بطرف عينيها دون أن تعي تأثير الاسم الذي قالته بعفوية على وجه فهد الذي برَد وابتسامته التي شُدّت بتوتر : والله يعين اللي في بالي كانها بتصبح وتمسي على غثى وكلام يقطع الخلفَه.
حاكم : ترى مرجتي قلبه على باله بتقرمين جبهته.
مدّت ريم فمها بزعل لكن يد فهد الحانية سحبتها لتستقر بجانبه يلف ذراعه حول أكتافها يقربها له : لا عاد إلى هنا وستوب تراك مصختها.

خجلت ولا تعلم لماذا ما إن مالت على صدره لتلتصق رائحة عطره القوية بأنفها ، لكن فهد ولفترة طويلة كان مستمعًا فقط قليل الكلام إن لم يُوجّه له الحديث.. احتضنته مره أو اثنتين أو ثلاث خلال الأحد عشر عامًا الماضية.
مرّه عندما عاد من السفر وكان حضنًا غريبًا غير مريح البته وكأنها تحتضن رجل لا تعرفه فصاحب هذا الجسد كان شقيقتها لمدة ليست بالقصيرة.. الثانية كانت عندما تخرجت من المرحلة الثانوية وكان حضنًا سريعًا يبارك لها فيه بعد أن حصلت على نتيجتها وتحرر منه بسرعة كالملسوع.. أما الثالثة فكانت بعد أن تخرجت من الجامعة عندما عادت للمنزل بعد حفل تخرجها لتجده باستقبالها هو وأخويها الآخرين و والدها الذي مد لها كيسًا بداخله علبة مخملية سوداء تحتوي طقمًا من الذهب الأبيض يليق بالخريجة الجامعية.. لتحتضنه بكامل قوتها ما إن وصلت إليه تغرق بعبرتها دون أن يخفَى عليها تصلبه وعدم قدرته على لف يديه حولها حتى، إذ بقت تتدلى على جانبي جسده..

ابتسم فهد وهو يراها تتحرر منه تقف بسرعة تقول قبل أن تبتعد : ياويلي من أمي نسيت لا أسوي القهوة..

تابعها بعينيه حتى اختفت.. وهو الذي شعر بأضلعه تذوب من قرب أخته بعد أن كان يتحاشى هذا النوع من القرب لفكرة حمقاء -لازالت تأتيه من حينٍ لآخر- ترسخت في عقله.. كان يخشى من نفور ريم وعدم تقبلها له رغم أنها أظهرت العكس تمامًا فهي من أول يومٍ رأته فيه كفهد احتضنته وكأنه كان معها البارحة. ليس هويةً جديدة بجسدٍ جديد يحبس داخله روحًا مُستنزفه..

ومايفوق كل ذلك هو شعوره بالخجل منها فهو لمدة لا يستهان بها كان أختها الكبرى، تتحدث معه بكل سلاسة عن أمورٍ تخص البنات ما إن تطرأ عليه الآن حتى ويشعر بأنه سيذوب في ثيابه..

غير المرّات العديدة التي كانت تبدّل فيها ريم ثيابها أمامه لينتبه لبروز مفاتنها رغم صغر سنها.. يعلّق رغمًا عن ذلك ضاحكًا وهو يقارنها به، يشد قميصه على صدره باستنكار لتظهر المنطقة مستويه : الحين مين أكبر أنا ولا أنتِ؟ وش ذا الغش!..

كان يرى علاقتها العفوية مع حاكم، أو حتى ناصر لكن ما إن يأتي لنفسه يجد أسواراً بينه وبين جميع أفراد عائلته وليس ريم فقط.. حتى وإن حاول الجميع إظهار العكس.. هو بناها ولا أحد سواه لازال يشعر بأنه خارج حدود الصورة دائمًا، وأنّ خَلف كل ابتسامة هناك سيل من السباب والشتائم..
لازال يخشى لقاء البعض وهو يرى في عينيهم أسئله كثيرة
يشعر بقلبه يستنفر مرتبكًا ما إن يضطر الدخول و حيدًا لمجلسٍ يجمع رجَال جماعته..

الكثير من المواقف تجمعه بريم تجعله يحاول أن يبتلع ريقه لكنه لا يستطيع من فرط الإحراج.. والمشكلة لم تكن ريم بل كانت تتركز في عقله مع من يحيطون به، كان يشعر بنظرات الجميع سواءً كان يعرفهم أم لا، تتركز عليه وعلى أعضاء معينه من جسده وكأنهم يرون ماخلف ثيابه..

وحتى بعد مضي ثمانية عشر سنة من عمره، لم تلقي به أمه في بحر الحياة ليحارب الموج العالي والغرق لوحده.. بل كانت معه لم تفارقه دقيقه.. من العلاج الجسدي وحتى العلاج النفسي إلى أن وقف على أقدامه مرةً أخرى رغم عدم ثبات ساقيه.. كانت وكأنها تحاول أن تنقذ الغرق من الغرق.. فهد كان غرقًا وسحبها لتغرق معه، لكنها في نهاية المطاف استطاعت أن تطلع بكليهما للسطح ليبصر النور مجددًا.

يتذكر جيدًا سنته الأولى في الجامعة بعد أن بقى سنةً كاملة في المنزل لم يكن مستعدًا فيها ليختلط بأحد.. لم يدع فيها طبيبًا أو استشاريًا نفسيًا إلا وقد فتح ملفًا في عيادته.. يحكي معاناته في كل مره حتى شعر بأن العالم كله أصبح يعرفها.. أصبحت القصة تخرج من بين شفتيه من تلقاء نفسها وكأنه يسمّع نصًا يحفظه بدون أي تأثر وكأنها ليست شيئًا يخصه..

تلك الأيام يذكرها فهد وكأنها حصلت بالأمس.. أول يوم كان همًّا يحمله منذ أن تم قبوله في الجامعة وحرم عينيه النوم، ليكتشف صباحًا وما إن رأى عيني أمه أنها شاركته السهد.. تدخل عليه غرفته تحمل مبخرًا تتصاعد منه رائحة العود تبتسم ابتسامة باهتة : ها كيف المعنويات ؟ مستعد؟
ليهز رأسه بالنفي في عينيه رعبٌ محبوس يشد على شفتيه وداخله يذوب من القلق..

دخل الجامعة يلتصق بحاكم -الذي كان في سنته الثانية- ونبضات قلبه تتصاعد بارتباك مبالغ به لأن الموضوع برمتّه لا يستحق، أو هذا ما كان يحاول تهدئة روعِه به فلا داعي للارتباك والقلق.. مع ذلك كان يشعر بأن قلبه سيخرج من فمه من شدة التوتر..
أطوالهم متقاربة يفوقه حاكم ببعض السانتيمترات، يرتدي ثوبًا شتويًا كحلي اللون بوجه يتضح على صاحبه بوادر الورطة تزيّن بشارب وعوارض خفيفة وشعر لامع مسرّح للخلف بعناية كلما تحركت منه خصل أعادها لمكانها الصحيح ماسحًا على راسه بقوة براحة يده المرتعشة.. وقفَا في الممر المزدحم.. يقول حاكم بابتسامة قبل أن يبتعد : فهد إن بغيت شي دق علي بخلي جوالي مفتوح.. تعرف وين قاعتك؟
أخرج ورقةً تسفطت لمئات السفطات من جيب ثوبه يفتحها لترتعش بوضوح رغم محاولته الفاشلة بالسيطرة على أطرافه، عقد حاجبيه يحاول التركيز لكن دون جدوى ليسترق حاكم نظرة لما بين يديه ضحك بعدها : الورقة مقلوبة الله يخلف عليك..
حط بصره على وجه شقيقه ليقول بشفتين بدأت تبيّض : حاكم والله خايف أحس الكل يطالعني.
حاكم بهدوء : مصدق عمرك ياشيخ والله محد حولك العالم تركض تبي تلقى قاعاتها ذا ثاني أسبوع وبياخذون حضور.
ابتلع ريقه أكثر من مره وقد التقى حاجبيه في المنتصف من قوّة عقده لهما.. ليأخذ حاكم نفسًا بقلق : أول يوم طبيعي تقمط ياخي.. اقسم بالله بطني قام يعورني وأنت السبب امش بس لا نتأخر..
ارتعشت شفتي فهد دون شعورٍ منه ليقبض عليها بأسنانه علها تسكن، يشعر بأقدامه تُغرس في الأرض رغم ذوبان عظامه من فرط التوتر، غير قادٍر على الحركة..
سحبه حاكم من ذراعه بسرعة يصدُّ به في أحد الزوايا عن أعين الشباب الذين يعبرونهم ما إن التمعت الدموع في عينيه يقول بأنفاس متسارعة وقلق : ولد وش فيك؟ تحس بشي؟
أجهَش بالبكاء ثم بكَى، تخرج أنفاسه سريعة تسابق بعضها وكأنها تحاول الفرار.. يغطي عينيه بأصابع يده يحاول أن يسيطر على نفسه لكن دون جدوى خصوصًا وأن مايضغط على قلبه يزيد في كل مرة يأخذ فيها نفسًا..
ارتعب حاكم، يتلفت حوله وصوت نشيج فهد لفَت مسامع البعض لتتلصص أعينهم عليهما، لف يده حول كتفه يقربه منه علّه يداري دموعه يقول بصوتٍ خافت مثقل : فهيدان وش بلاك؟
ثم أردف عندما لم يجد إجابة : تبي نرجع البيت؟
هز رأسه بالإيجاب بسرعة يقول بصعوبة ونبرة مخنوقة : تكفى الله يخليك.

إحتاج اسبوعاً كاملًا بقى فيه معتزلاً الجميع حتى جمع شتات نفسه وقرر الذهاب للجامعة مرةً أخرى.. هناك خوف لا يعرف سببه.. يشعر بأن أي نظرة من أي أحد -حتى وإن كانت عفوية- ليست عادية.. نظرة مضاعفة مليئة بالقرف والإزدراء وكأنه قد كُتب على جبهته (كان الجوهرة وصار فهد)..

ورغم أنه قضى الاسبوع كاملاً يقوي نفسه.. يسمع توبيخ حاكم بأنه يجب أن يتخطى الجوهرة فهو الآن فهد ولا أحد سيعرفه إلا كفهد إن لم يفضح نفسه بحركاته، إلا أنه لم يكن قراراً صائباً أن يخرج من قوقعته، ربما يحتاج لسنواتٍ من التوبيخ إلى أن يتخطى الماضي تمامًا.
لأنه ومع كامل الأسى والأسف لم يستطع أن يبقى جالساً وكتفه يلتصق بكتفِ شابٍّ على يمينه.. وآخر على يساره.. وصفٌ أمامه وآخر خلفه..
كان يشعر بأن أنفاسه تضيق يسمع أصواتهم الثقيلة وأحاديثهم وممازحة الدكتور معهم، ليقفز خارجًا من القاعة ما إن ضرب الجالس بجانبه فخذه بخفه يقول بتودد : "القى معك منديل؟"
لا يُرى سوى غباره يختبئ في أحد دورات المياة ويتصل على حاكم..

دخل حاكم دورة المياة الفارغة.. ينظر للابواب البيضاء بجانب بعضها يقول بهمس مرتفع : فهد؟
انتظر لثواني قبل أن ينتبه للباب في آخر الصف والذي فُتح قفله.. شد خطاه الواسعة يفتحه ليجد فهد يجلس على الكرسي بعد أن أغلق غطاءه ملامحه قد احمّرت من شدة حبسه للدموع، والتي لم تلبث حتى انسابت بضعف ما إن رأى وجه حاكم المرتعب..
اقترب منه بعد أن مدّ فهد يديه بتوهانٍ واضح، ليغلق الباب خلفه يجلس أمامه على أقدامه يحتضنه بكامل قوته.. يقول مستفسرًا بعبرة : فهد؟؟

لم يصله سوى الشهيق المتواصل دون توقف.. ليشد عليه أكثر لم يستطع أن يمنع نفسه من أن يشاركه بكاءه علنًا هذه المره، دون خجل.. فحاكم قد قضى سنةً كاملةً يبكي في آخر الليل لوحده على حال أخته وبكائها الموجوع الذي كان يصله كل يوم ظنًا منها بأن الجميع قد نام..
من كان بين يديه الآن يتشبث به خائفًا وجِلًا بضياعٍ هكذا لم يكن إلا الجوهرة.. البكاء لم يكن إلا بكاء الجوهرة والخوف لم يكن إلا من قلب الجوهرة فهو لا يعرف غيرها و مازال فهد غريبًا عليه حتى بعد مرور سنة..
ابتعد عنه يمسح أنفه بكم ثوبه يحاول أن يقوي نبرته : عيب عليك تصيح في الحمامات مثل النسوان.
ثم سحب منديلاً من رول المناديل المعلقة بجانبة، يمدها لفهد قبل أن يسحب أخرى له يمسح بها وجهه بقوة : اخلص قبل لا يستبطيني الدكتور بالموت رضى يطلعني قال لك عشر دقايق بس.
أخذ فهد نفسًا عميقًا أزاح ثقلًا كان يجثو على قلبه، يبتسم بعده و يمد يده ليمسح بنعومة فتات المناديل الذي علق تحت عيني حاكم.. ليصفع الآخر يده : سلامات ياخوي وش الابتسامة الدايخة ذي؟
ضحك بهدوء يقطع ضحكته شهقات متتالية من أثر البكاء جعلت حاكم يقف كالملسوع ويقول ممازحًا : خلّك أسد واصطلب توّك ثالث اسبوع وهذا ثاني يوم دوام لك مابعد واجهت المحكّات الصدقية.

ما إن فتح حاكم الباب ليخرج يتبعه فهد من دورة المياة الصغيرة والضيقة حتى واتسعت عيني الفتى الذي يقف أمام المغسلة أمامهم مباشرة يغسل يديه..
ليقول حاكم بسرعة : لا تفهم غلط هذا أخوي..
أغلق صنبور المياه ونفض يديه بقرف : وجع بذا الأشكال حريقة تحرقكم يالمخا***..

وقتها اكتشف فهد أنه لازال يحتاج لبعضٍ من الوقت كي يستقر نفسيًا، ليوقف قيدَه وتنقضي تلك السنة من عمره أيضًا دون أن يدرس فيها شيئًا.. يجد نفسه يقف في نفس مكانه و الجميع يتقدم في حياته بخطى واسعة وثابته.. ماعداه.
.

لم يدرك بأنه كان سارحًا مختنقًا بالذكرى إلى أن شعر بالجسم اللين الذي التصق به يلف ذراعه حول كتفه، ويخلل أصابعه في شعره يهمس بحبٍ مصفّى : اللي ماخذ عقلك يتهنى به.
التفت ليجد أن صاحبة اللمسة الحانية والنبرة الدافئة التي تجعل قلبه يرفرف بين جوانحه ماهي إلا والدته،، ليبتسم لابتسامتها وهو يعلم أنها قالت ماقالته وهي تقصد بكلامها غادة.. لأنه عندما عاد من عمله قرب المغرب كانت تنتظره في غرفته بفارغ الصبر تخبره بأنها ستتصل على والدتها في اليومين القادمة..
ليقول بابتسامة باهته : توكلي على الله.
لكنها قالت بتردد : وما أدري إن كان أبوك قال لك ولا لأ خصوصًا أنه مارضى بعد مادرى.. بس غادة فيها صرع..
ثم نظرت بأمل وتبرير : بس ما أشوفه يعيبها أبد!
ليقول مبتسمًا بأسى : يعني بقول لأ وأتشرط و أرفع خشمي وأنا ربي بلاني بأكبر من اللي بلاها فيه يمه؟ صرع ولا غيره ما يفرق يكفي إني باخذها وهي على عماها ماتدري!
لتقول بعتب : فهود لا تزعلني منك عاد..
ثم أردفت بهَم : باقي أقنع أبوك الحين،، الله يسخر لي رضاه بس.
ليقول بتنهيدة : أبوي خليه علي أنا أتفاهم معه.

كانت تظن أن غادة اشغلت تفكيره وهي حتى اسمها لم يحرك في قلبه الساكن شيئًا..
عاد ينظر لحاكم المتشاغل بهاتفه بامتنانٍ مفرط.. فقد كان هوَ المواساة عندما تراكمت عليه الهزائم.
.
.

ابتسمت صيتة بعد أن قبّل عزام رأسها للمرة الثالثة، يسأل بحرص : يمه أكيد ماتبين تجين ؟ تعالي غيري جو.
لكن عبدالإله سرق الإجابة قبل أن تتكلم : خلااص ياخوي فكنا كم مره قالت لأ.. روحوا فكونا نبي نرّوق أنا وأختي بالهدوء لحالنا .
عزام بابتسامة : إن ما رجعت لين عِشا السبت اعرفوا إن شعاع تصرّفت فيني.
ليحرك عبدالإله حاجبيه بمرح : فداها.
عزام باستمتاع ما إن لمح نزولها راكضة على الدرج : هذا لا صرت مملوك لك قل فداها لكن الحمدلله إني للحين تحت حِمى صيتة بنت عبدالله الله لا يخليني.
تقدمت شعاع حتى وقفت بجانبه ترتدي حجابها تقول بأنفاس لاهثة : أعطيت ميمي دواها خلاص احسب من الحين ١٢ ساعة وأعطيها لا تهملها خلها تطيب بسرعة .
عبدالإله بسرعة : شعاع لا يرجع فكينا منه.
ضحكت تعقد حاجبيها بدون فهم ولم تعطي الموضوع أي اهتمام بعد أن قبلّت صيتة : خالة ما ودك تجين معنا ؟
ضحكت صيتة ما إن قال عبدالإله متذمرًا : خلاص يا مسلمين خلاص.. ولا أقولك صيتة عقاب لها ولرجلها قولي طيب وروحي خربي عليهم.
صيتة : الله لا يجعلني أم رجِل قشرا..
ثم أردفت تنظر لشعاع بمودة : ياقلبي بقعد مع عبادي وميمي.. بس عاد لا أوصيكم استانسوا عنّا كلنا..

تعذّرت شعاع بارتداء نقابها علّها تداري تجمع الدم في وجهها ليقول عبدالإله بخبث : انتبه لا جيت تسبح ياعزام أدري بك تغرق في شبر ميّه ثم عاد ينقلب الانبساط لشي ثاني حنا في غنى عنه.
سحب الحقيبة المتوسطة التي تحوي حاجياته وحاجياتها : فمان الله يمه أنا بمشي قبل لا أكفر باخوك.
عبدالإله باستمتاع : ارسلِي اللوكيشن شعاع يمكن أجيكم بكرة.
ليقول عزام مبتعدًا : الله لا يحييك.
أشارت شعاع بيدها "مع السلامة" قبل أن تمشي لتلحقه لكن يد عبدالإله أمسكت بذراعها : هلا؟
عبدالإله بابتسامة جادّة : لا أوصيك طيري عقله خليه ينسى أمه .
كادت عيناها تخرج من محاجرها مصدومةً مما قال ولم تتوقعه منه حتى وإن كانت علاقتها قوية به غير مقيدة لكنها لم تصل لهذا الحد من الشفافية، يتراشق هو وعزام أحياناً أحاديثاً من هذا النوع من باب المزاح وكانت تشتعل، فكيف إن قيلت لها سواءً كانت تصريحًا أم تعريضاً أو إشارة؟
نظرت لصيته التي بدأت تضرب كتفه بشكلٍ متواصل : حسبي الله على عدوك ياللي ماتستحي ذا كلام تقوله للبنت!!
ترك يدها يحاول أن يتصدى لصفعاتها لتجدها شعاع فرصة كي تفّر هاربة من المكان تقول بسرعة بعد أن قرصت خاصرته بقوة ليصرخ : أنا رايحة.. باي.

:
*

مضت عليّ أيام كنت أحاول فيها الهرب بالنوم، وأيام كان النوم يهرب فيها مني. واليوم هو أحدها..
تقلبت في فراشي كثيرًا أتصنّع النوم واتظاهر به عل عقلي يقتنع لكن دون جدوى إلى أن استسلمت أخيرًا وقررت الخروج للصالة ربما تغيير المكان يجذب النعاس..

كان الوقت قريبًا من الرابعة فجرًا والمنزل يقبع في صمتٍ مهيب.. عقدت حاجبّي باستياء وأنا أتحسس الحائط في الظلام الدامس اخطو خطواتي بحذر.. لم أعتد على أن أغلق جميع أنوار المنزل قبل أن أنام وعزام يعرف أني أكره ذلك، يعرف طبعي وتطبّع به ..
وشعاع لم تعتد على طبعي فاسبوع واحد منذ أن عادت هي وعزام من سفرهم بعد الزواج واستقرت معي لا يكفي..
بحثت عن مفتاح النور حتى وجدته وما إن أنارت الصالة حتى وقفز قلبي بفزع وأنا أرى الجالسة على الأريكة : يمه بسم الله..
اعتدلت في جلستها تعيد خصل شعرها خلف أذنها : بسم الله عليك خالتي..
اقتربت منها بأنفاس متسارعة : شعاع؟
ضحكت ضحكة لا معنى لها : ايه.
نظرت لها بقلق لأسال بعد ثانية صمت : وش تسوين هنا؟ ليه قاعدة بالظلام أعوذ بالله؟ خبصتي قلبي يابنتي..
ابتسمت وابتسامتها واسعة بزيفٍ فاضح..: ماجاني نوم.

لا أعلم لماذا شعرت بقلبي يهوي وأنا أرى وجهها، ليس خوفًا هذه المره ولكن إحساس غريب.. جلست بجانبها : عزام وين؟
شعاع بتنهيدة : نايم .
ثم أردفت بضحكة : أدري المرَه السنعة ماتترك رجلها حتى بعد ماينام بس عاد اليوم استثناء.
عقدت حاجبّي : صاير بينكم شي؟
كنت أتمنى وعينّي تطوف على وجهها الغارق بألف تعبيرٍ وتعبير أن تطفئ شعلة الشك في داخلي وتقول "لأ" .. فما معنى أن تترك فراشها بوجهٍ مختنق وهي لازالت عروس وابني لازال عريسًا لم يمضي شهرين منذ أن اقترنا ببعضهما، ومشاكل من أي نوع في هذا الوقت المبكر وخصوصًا في حالة عزام لا تنبئ بخير أبدًا..

أخذت شعاع أنفاساً طويلةً وعميقةً على مرأى من عيناي.. لتقول بعدها بضيق : لا خالتي تطمني.
نظرت لي بعدها، ترفع عينيها لتقع في صميم عيناي وما إن رأيت التماع سطحها حتى وعرفت أن هناك عتبٌ تتمنى أن تصرخ به في وجهي..
ابتسمت بارتباك وكل فكرة سيئة سوداء طرأت في بالي، جلّ ما أخشاه وأخافه أن يكون عزام قالها صريحةً في وجهها "أمي اجبرتني آخذك".. أو أن يكون أساء معاملتها بأي شكل وشعاع لا تستحق كل ذلك.

أردفت شعاع ولم أكن أعلم بأن لما قالته تتمه : حسيت إني مكتومة ومابغيت أضايق عزام بحركتي الكثيرة..
لم أجد طريقةً أفضل من هذه كي أعرف إن كان عزام أتمّ زواجه بها أم لا، فسألت بابتسامة باردة وأنا والله محرجة من نفسي : الله يبلغني وأشوف عيالكم صدقيني عزاموه بيقول يازين حركتك الكثيرة يا شعاع عند القرود عيالي..
ضحكت : آمين يارب.

لم أكن أعلم بأني كنت أكتم أنفاسي حتى خرجت دفعةً واحدة بعد ضحكتها.. نظرت لي بابتسامة لم أرى أعذب منها، لأجد نفسي أقول رغمًا عنّي : ماعليه وأنا أمك اصبري على عزام شوي أنتِ تعرفين اللي مر فيه.
تلاشت ابتسامتها تمامًا وكأنها صُدمت، ثم عادت وليتها لم تعد لأنها كانت تشبه كل شيء إلا الابتسامة : أدري ، أنا بس مهوب هاين علي أكون طرف ثالث يا خالة.. والمشكلة اللي مالها حل إن اللي سارقة قلبه ماعادت موجودة..
ثم تابعت تأخذ نفسًا عميقًا علَق في حنجرتها : أنا أحب عزام، وحتى وأنا أدري إن قلبه مع غيري.. و على قد الكره اللي أشوفه بعيونه من يطالعني إلا إني عجزت أكرهه.. هو الوحيد اللي أدري أنه مهوب متقبلني ومع ذلك أبيه بكل ما فيني ..
فتحتُ فمي، لكنها -ولله الحمد- قالت قبلي تنظر لكفيها بابتسامة هادئة : أنا أشوف فيه شي محّد يشوفه، أدري بقلبه و أدري بعيونه ومستعدة أتمّسك فيه لآخر يوم بعمري..
قلت باستنكار مندفع : كره!! والله الكلمة كبيرة وتوجع يا شعاع.
رفعت بصرها لي، وليتها بقت تتأمل كفيها لأن التماع الدموع على سطحها كان ذا تأثيرٍ قاتل على روحي، تقول لازالت تبتسم : توجع،، بس صدق.

*
:

رآها تأتي بخطى سريعة، تركب و تغلق بابها بقوّة قبل أن توجه التكييف على وجهها بعد أن أبعدت نقابها تتمتم : حسبي عليك يا عبادي.
ابتسم يراها تهف على وجهها بكفها ليحرّك سيارته مبتعدًا : وش مسوي بعد؟
أراحت ظهرها على الكرسي، تأخذ نفسًا : مايستحي احرجني ورب الكعبة.
ضحك بهدوء وشعرت بقلبها يتقافز في صدرها من ضحكته : هيّن مايستحي ذي قاضيين منها..

ابتلعت ريقها أكثر من مره عندما عم الصمت بعد ضحكته التي أذابتها، تشعر بارتباك مفاجئ لا معنى ولا داعيَ له. لكن هدوء عزام وسكينته في هذه اللحظة.. ابتسامته الصغيرة على وجهه واتسعت بثقة كأنه يخبرها بأنه انتبه لعينيها المتلصصه تحاول استراق النظر إليه، رائحة عطره التي تعج بها سيارته حتى أسكرتها وأنوار البيوت التي يعبرونها لتنعكس على سطح عينيه و وجودها معه والبدر يضيء السماء أمامهم.. وقبل كل هذا أنه معها الآن محققًا طلبها,, كل ذلك يجعلها تشعر بأن قلبها يذوب حبًّا فيه وكم تتمنى أن طوفان مشاعرها يصل له ويجرَفه دون أن يجد أحدًا ينقذه ..

وجدَت نفسها تغمض عينيها تلقائيًا ، تغرق.. تغرق.. تغرق ما إن وصلها صوته الرخيم خافتاً ليعبث بنبضات قلبها : وين الوجهه الحين؟
سكتت لثانية، سكنَت تجمع شتات نفسها تحاول أن تنظّم أنفاسها قبل أن تعتدل جالسة، تفتح هاتفها على الموقع قبل أن تقول والحماس وصل ذروته : الحين أدلّك..

انطلقت سيارته في الطريق الطويل، ترافقه سيارة أو اثنتين بمسافة.. يأخذ الاتجاهات منها ونبضه مستقرٌ في صدره على عكسها وقد عرَف ذلك من ارتعاش كفها التي تشير بها.. حتى صوتها لم يكن طبيعيًا مرتجفًا رغم أنها تحاول أن يكون طبيعيًا مرحًا : عزام بما إني القائدة والمخططة ترى عندي قوانين ولازم تسمعها وتنفذها .
عقد حاجبيه لم يلتفت : قوانين وش ؟
شعاع : قوانين لازم تسمعها وتنفذها حط عشر خطوط تحت لازم .
ضحك باستنكار : بعد؟
شعاع بابتسامة تحمد الله على مزاجه الرائق اليوم : للأسف مضطر ولا عندك خيار ثاني.
رفع حاجبه يبتسم يحاول أن يجاريها يشعر بحماسها ولا يريد أن يكدرها ليقول عكس مايبطن : سمعيني..
شعاع بارتباك حاولت إخفاءه : الجوال ممنوع ممنوع ممنوع.. أول ما ندخل تقفله وتعطيني اياه.
استوت ملامحه ببرود : والسبب؟
قلقت من تغير نبرته وشعرت أنها تمادت فقالت بسرعة : ممكن تخليه صامت بس تكفى لا تمسكه طول الوقت.
سكت لثواني قبل أن يقول بجمود : مم.
لم تفهم معنى "مم".. لكنها سكتت ما إن قال بدون ابتسامة : والحين وين أروح؟
ابتلعت ريقها تقرّع نفسها بعد أن انتزع الجو تمامًا : آخر الشارع خذ يمين.
.

وَضح الرضا على وجهها بعد أن انهت جولتها هي وعزام في المكان الصغير، "شالية" بأحد المنتجعات بغرفتين وصالة ومطبخ يفتح عليها بالإضافة لبركة سباحة خارجية خاصة أمامها شاطئ البحر ومياهه المتلألئة..

لم تجد ضحكتها مفراً من أن تخرج عندما وجدت بتلات ورد حمراء تتناثر على السرير ومن فوقهم منشفتين على شكل بجعتين بينهما قلب..
ابتسم ما إن تردد رنين ضحكتها عاليًا : وش؟
شعاع لازالت تضحك : الجادل الحمارة. قلت لها ماله داعي الحركات ذي لكنها سوت اللي براسها.
عزام وابتسامته اتسعت بود : عوبا.
شعاع بخبث : عاد لو تدري إنها قالت خلي الورد مجفف عشان ترجمين به عزام لا غثّك.
ضحك باستنكار : ما أقول إلا الله يعينك يا حاكم كانها بتشيب بك قبل حلّك.
ابتسمت : وحاكم ماهو هيّن بعد، قدر ولقى غطاه سبحان الله،،
المهم..
ثم أردفت بعد أن صفحت كفّها أمامه : الجوال؟
رفع حاجبيه : صادقة أنتِ؟
شعاع بارتباك حاولت تغليفه بالثقة : ما عمري كنت أصدق في حياتي من ذا اللحظة.. الجوال لو سمحت.
ضحك باستنكار يخرج هاتفه من جيبه يضعه في كفها : ما أدري ليش قاعد أجاريك باللي تبينه؟؟
رمشت أكثر من مرّه تحاول ألا تبيّن صدمتها من سرعة استجابته.. لتقول بابتسامة واسعة : لأني شعاع مو حي الله.
ضحك : طيب يا شعاع ياللي مو حي الله وش ناوية عليه؟
غمزت له : لا تسألني عشان ماتنصدم.
اتسعت عينيه بشكل درامي أضحكها: لا أنا كذا ببدأ أخاف.
تلامعت عينيها بخبث لا يدري هل توهمه أم كان موجودًا فعلاً، تقول بهمس قبل أن تبتعد من أمامه : لازم تخاف.

قالتها تهدد بمرح -أو هكذا وصلت لمسمعه- ولم يتوقع عزام أنها كانت تقصد كل حرفٍ في جملتها..
.
.

في نهاية الاسبوع تنحنح عزام عندما توجهت الأنظار له، يقلّب في الأوراق بين يديه رغم أنه يعرف ماذا يجب أن يقول.. أخذ نفسَاً يضعها جانبًا يوزع أنظاره على الموجودين قبل أن يقول بنبرة واثقة : التقارير اللي وصلتنا تقول إن الضحايا الثلاثة من إدارات مختلفة ولا لهم أي علاقة ببعض ولا قد التقوا أثناء الخدمة.. لكن بعد مابحثت في سجلاتهم من أول يوم استلموا فيه إلى آخر يوم اكتشفت إنهم التقوا فعلًا.. كلهم ولمرّه وحده على طيّارة تابعة لطيران الشرق الأوسط من مقرها في بيروت عام ٨٤ يوم الخميس ٣ من شهر ٥.
اعتدل أبو هيثم بجلوسه : طيب؟
عزام بمحاولة لذِكر جميع المعلومات المزحومه في عقله دون أن يغفل عن أي تفصيل : في البداية الثلاثة وصلوا بيروت بطيارات مختلفة وأوقات مختلفة، الضابط فلاح, الضحية رقم ٨ وصل بيروت بداية الاسبوع يوم الجمعة ٢٧ أبريل على الخطوط السعودية من الدمام.. الضابط مفلح, الضحية رقم ٥ كان على الخطوط الملكية الهولندية من امستردام يوم الثلاثاء ١ من شهر ٥.. وعلى نفس الخطوط اليوم اللي بعده وصل الضحية رقم ٦, الضابط سامي..

سكت لثانية ينظر فيها للموجودين قبل أن يردف يأخذ نفسًا : يوم الخميس الساعة ١ ونص الليل توجهت طيارة من نوع كونفير٩٩٠ وهي من النوع النفاث والضيق ياخذ من ٤٠ إلى ٤٥ راكب بس وتوقفوا عن إنتاجها عام ٨٧. كانت الوجهه لمطار دوموديدوفو في العاصمة الروسية موسكو.

سكت مجددًا وطال صمته إلى أن قال اللواء بعدم رضا : والمعلومات ذي وش بتفيدني فيه؟
تنحنح يبتلع ريقه.. يعتدل جالسًا ليقول محاولاً السيطرة على نبرة صوته : طلبت من بسام يجيب لي برنت بأسماء كل الركاب اللي راحوا معهم على نفس الرحلة ..
ليقاطعه : طيب وبعدين ؟ عزام الله يرضى عليك شوية منطق أنت تبي تجيب ناس وتسألهم عن شي صار عام ٨٤؟
عزام وقد ارتفع طرف فمه بابتسامة صغيرة : أنت قلت لا تستهينون بأي تفصيل وأنا ما أشوف إن المعلومات ذي مضيعة وقت ومتأكد بنلقى خيط يدلنا على شي وتنحل القضية ذي.

سكت قليلاً قبل أن يقول بزفره : طيب، نشوف وش اللي طلع مع بسام..
رفع بسام ملفًا ورقيًا باللون الأصفر الفاتح ، يلوّح به بابتسامة : أشهد إنها ماهي مضيعة وقت .
ليسأل اللواء بأمل : بشّر وش طلع معك؟

أزواجٌ من الأعين تركزّت عليه.. عقد حاجبيه بجديّة وتوتر مما سيقول وهو يعرف بأنه ليس بالهيّن ليفتح الملف يكح قبل أن يسترسل بنبرة ثابتة : الطيارة التابعة للخطوط اللبنانية واللي طارت من أراضيها يوم الخميس من عام ٨٤ لموسكو كان فيها ٨ ركاب بس.
تكلم خلف يعيد نظارته التي وصلت لأرنبة أنفه يقول باستنكار وعدم استيعاب : كيف؟
على عكس اللواء عساف والذي سأل بقوة : من هم؟؟ وش أسماءهم.
بسام ونبض قلبه تسارع لا إراديًا : معي،، وكلهم ضباط..
تراخى جسد عساف على الكرسي خلفه وهو ينظر له بأنفاس سريعة،، ليأتي صوت عزام يبدد الصمت الذي حط عليهم بعد معلومة كهذه : طيب لقينا ثلاثة.. مين الخمسة الباقيين؟
زفَر بسام يصرف بصره عنه : بحثت باسماءهم ولقيت إن الأسماء كلها ترجع لفرقة سرية طلعت عام ٨٤ روسيا في مهمة خاصة .
خلف بنفاذ صبر : فهمنا سالفة روسيا وش اللي بعده؟
بسام وقد انعقد حاجبيه يشعر بالعرق يتشكل أعلى جبينه : الفرقة ذي فيها ثمانية ضباط أغلبهم أعلنوا أهلهم انهم مفقودين .
ليسأل أحدهم يجلس بجانب عزام الجالس أمامه : وش المهمة؟
نظر له بسام بسرعة وكأنه يتجنب الجالس بجانبه : مالقيت أي تفاصيل..
لكن عيناه حطّت على عزام ما إن قال بنبرة هادئة : فلاح ومفلح و سامي.. ذولي ثلاثة، من الخمسة الباقيين؟
ارتفع صدره وانخفض بعد أن سحب هواءً شعر به سيفجّر رئتيه، يبتلع ريقه الذي جفّ فجأة ليشعر به كالموس يجرح بلعومه.. يخفض بصره ويفتح الملف ليقول بعد أن غلّف صمتٌ مزعج المكان، معددًا بضيق : الضابط مسفر بن صالح، الضابط تركي بن محمد، الضابط سيف بن سعد، الضابط نايف بن عوجان، والضابط...
سكت وبقى فمه مفتوحًا دون أن يخرج صوته.. لا يعرف كيف يقول اسمًا كهذا..؟ وهو الذي سقط عليه الهَم منذ أن قرأ الأسماء أول مرّه لا ينام الليل يفكر بوقعه على من سيسمعه..
ابتلع ريقه مجددًا يعقد حاجبيه وهذه المرّه شعر به كالجمرة التي أحرقت جوفه.. ليستنطقه اللواء عساف بنفاذ صبر وتوتره وصل ذروته : ياولد وش بلاك انطرمت مره وحده!! تكلم انطِّق..
رفع بصره ليحط على عزام الجالس أمامه بملامح جامدة لا يُعرَف ماتُخفي،، يقول بأسى ينطق الحروف ببطئ وكأنها تأبى أن تخرج : والضابط ذيب بن عزام بن خالد بن ساجر.


.
.
.
.


# نهاية الفصل التاسع
نلتقي قريبًا السبت إن شاءالله


سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك ♡.

 
 

 

عرض البوم صور وطن نورة ،،  
قديم 13-11-19, 04:36 AM   المشاركة رقم: 118
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
قارئة مميزة


البيانات
التسجيل: Nov 2010
العضوية: 203368
المشاركات: 938
الجنس أنثى
معدل التقييم: missliilam عضو جوهرة التقييمmissliilam عضو جوهرة التقييمmissliilam عضو جوهرة التقييمmissliilam عضو جوهرة التقييمmissliilam عضو جوهرة التقييمmissliilam عضو جوهرة التقييمmissliilam عضو جوهرة التقييمmissliilam عضو جوهرة التقييمmissliilam عضو جوهرة التقييمmissliilam عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1391

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
missliilam غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : وطن نورة ،، المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: أَحلَامٌ تَأبَى أنْ ’ تَنْطفِئ ،، / بقلمي

 

فهيدااااان وحوووويكم ربي يحفظكم يا احلى اخوات انتوا ولو انه حاكم يستاهل قرصة عشانه زعل ريم 😈😈 ايش رأيكم نأجل العرس سنتين كمان😈😂😂😂 الا صح والله ليش معذبينه بالتأجيل حرام من الصبح وعينه تلمع شكله لازم يبكي عشان يحسوا 🤔🤔 ما تبكي يالا اللاااه هو انت حتُغلب؟ 😂😂😂 ذييييييب لو طلع عااااايش موتوووووه 😫😫😫 كان فين لحد دلوقتي وايه علاقته بعذوب شكله أنقذها ولا ايه اللي حيخليه بطل يا اخواتي ؟ عزااااااموووه يا شيخ والله انت حبك غلط تركيبة الحب بتاعتك تصنف من نوع الحب الخاااانوقي طب تصدق كده لو كنت تزوجت الجوهرة كان كرهتك ااه والله طب نفكر بالعقل كده عمرك شفت حاجة تندلق وحد يمسكها؟ مهي لو اتمسكت ما كانتش حتبقى مدلوقة يا ناااصح 🤦🏻‍♀🤦🏻‍♀🤦🏻‍♀ ايه لازمة الكلام ده لزمته يا بوبو الفشار هو انك مدلوووق اووووي وعلى رأي طنط شعاع المرة لا تحب الرجالة المدلوووقة اووي ما تثبت على سن ورمح امال اجمد كده وخلي البت تفرمك بالراحة وانا علي الكيس الاسود مجاااناً لعيونك يا ابو وولف انت 😂😂😂 شعاع حمي السكين الأول😂😂😂😈 عبادي يا شابوري الشنبات يا اخي ما اقدرش ازعلك والله بس الا ما يجي لك يوووم😈😂😂😂 فهد يا فهد يا ورد وشهد الهي تنستر انت بس جمد لي قلبك بعد الاستعانة بالله ثم اعمل برأيي ده ما خاب من سمع كلامي وخد باستشاراتي طبعاً بعد الاتكال على الله مااااشي يالا وقد حزر من فرز وده تهديد شديد بنكهة الكيس الجديد😈😂😂😂 شعااااع حزنتني وصادقة والله كلامها عن الجوهرة يشبه كلامي في ردي السابق 😭😭 ايوا صح بت يا نور وين الاغنية يا بت 😂😂 احنا ما بنسيبش تاارنا وااااصل 😂😂 اشتري نفسك واقري تعليقي اللي فات وابقى هاتي معاك الاغنية في ايدك وانت راجعة😂😂😂❤❤ ولا اقول لك خلاص عبال ما ترجعي تكون الكريم كراميل بردت بإذن الله يبقى هاتي لي كم واحدة معاك أصل مريم مش بتحبها لوحدها فهناك ايضاً بعض من الشلة 😂😂😂❤❤🍮🍮🍮🍮🍮🍮🍮 ربي يسعدكم ياااا رب❤❤❤❤ وكما نقول دائماً فإن سررتم معنا.. يبقى كمل ا انتوا😂😂❤❤❤ إلى اللقاء على خير بإذن الله 😘❤❤ ايوا صح ايه اللي وداك لروسيا يا مستر وولف بيه لا ومن 84 ده الدوري ولا اللي ما عرفش اسمه ايه كان السنة اللي فاتت ولا اللي قبلها رايح قبل الهنا بخمسة وتلاتييين سنة ليييه تكونش يا اخويا بتحط حجر الاساس بتاع الاستاد عجباً لأمرك من وولف حير من بعد قطيع الوولفات 😤😤😂😂❤❤ وسلامتكم❤😂

 
 

 

عرض البوم صور missliilam  
قديم 13-11-19, 12:37 PM   المشاركة رقم: 119
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
قارئة مميزة


البيانات
التسجيل: Sep 2010
العضوية: 190192
المشاركات: 574
الجنس أنثى
معدل التقييم: أبها عضو ذو تقييم عاليأبها عضو ذو تقييم عاليأبها عضو ذو تقييم عاليأبها عضو ذو تقييم عاليأبها عضو ذو تقييم عاليأبها عضو ذو تقييم عاليأبها عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 748

االدولة
البلدKuwait
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
أبها غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : وطن نورة ،، المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: أَحلَامٌ تَأبَى أنْ ’ تَنْطفِئ ،، / بقلمي

 

يااا هلاااا ،،، و يا مرحبااا ، حيّ الله الحامل والمحمول💐
تصدقين يا وطن نورة، كل يوم أطل على المنتدى، أشيّك نزلتي جزء وللا بعد،
غيابچ اللي طال أثار في نفسي القلق و الحزن، 😥
خفت إنچ تمرين في ظروف صعبة تمنعچ من الاستمرار،
وكل مرة ودّي أكتب رسالة، أتطمن عليچ وعلى أبطال قصتنا،
بعدين أتذكر كلام الأديب المبدع معاذ المعلم عن عبارة ( قاتل الله الإلحاح) وعلى قولة الوالدة الله يحفظها،، (الحَنَّة مو زينة 😂 )
فأتراجع عن كتابة الرسالة 😓 ،
وأقول في نفسي خليها على راحتها، إن شاء الله إنها بترجع وبتكمل ، المهم الحمدلله على سلامة الوصول يا وطن نورة، وآخر الغيبات إن شاءالله😁
لي عودة بإذن الله للتعليق . 🍃

 
 

 

عرض البوم صور أبها  
قديم 13-11-19, 08:47 PM   المشاركة رقم: 120
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
قارئة مميزة


البيانات
التسجيل: Sep 2010
العضوية: 190192
المشاركات: 574
الجنس أنثى
معدل التقييم: أبها عضو ذو تقييم عاليأبها عضو ذو تقييم عاليأبها عضو ذو تقييم عاليأبها عضو ذو تقييم عاليأبها عضو ذو تقييم عاليأبها عضو ذو تقييم عاليأبها عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 748

االدولة
البلدKuwait
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
أبها غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : وطن نورة ،، المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: أَحلَامٌ تَأبَى أنْ ’ تَنْطفِئ ،، / بقلمي

 

السلام عليكم ورحمة الله ،،

سلمت يمناكِ وطن نورة،، 🌸🍃

حاكم &

الله يسعدك يا شيخ ويحقق أمانيك، طول ما أنا أقرأ جزئيتك وأنا شاقة الحلچ وأضحك 😁
خفت يمرون عيالي ويقولون شفيها الوالدة تضحك بروحها 😂

*مكالمات تالي الليل يا حاكم ما منها فايدة ، ما وراها إلا التعب ،، شوف وحرّ جوف 😉
*خفة الدم الظاهر وارثها من ملكة الرومانسية الجدة ،الله يحفظها ،،
ما شاءالله عليها القلب خضر 💚والبساط أحمدي ❤، وعطتك على جوّك وهواك. 👍🏼

* (وأنا أبوك مشطي شعرك بدل ماهو شمس شارقه كذا)
والله حتى أبوهم دمه خفيف ،،،يا زينهم 😁 باستثناء ناصر طبعاً.❌

*تدرين يا وطن نورة، يوم لزّم عليهم حاكم يوصلهم، خفت وقلت الله يستر عسى ما يصير عليهم حادث، ويكون تفسير الحلم ..😣
والحمدلله يوم إنهم وصلوا بالسلامة 🤲🏼


غادة &

اشتغلت اللقافة من الحين يا أستاذة غادة ؟
ما تنلامين والله ، لزوم النظرة الشرعية 👀 😁

(وحَلقًا يرتديه صاحب الأذن في الصورة )
شدتني العبارة ،، من كان بجوار فهد،،، رجل أم امرأة ؟

عزام & شعاع

أرجو أن تكون رحلة ماتعة، تؤتي ثمارها ولو بعد حين،، 🥰
كسرت خاطري،،، موجوعة من بداية زواجها ، وتنتظر منه بس كلمة وللا لمسة وللا نظرة ، ترفعها فوق بالعلالي . 😥

*ميمي سلامتك حبيبتي،، 🌸
والله قهرني عزام يوم يعزّم فيها تروح معاهم ،
لا بعد عازم الخال والأم،، باقي أهل حيكم نسيت ما عزمتهم يا شيخ . 😠😡

فهد&

مازالت ذكريات فهد الأليمة،،،، تتوالى
صوّرتِ لنا اليوم جانباً من حياته، التي صارع فيها صعوبة انخراطه في المجتمع، وداخل أسوار الجامعة بالتحديد ،، ياالله يا وطن نورة ،، وصفكِ مبهر تبارك الله، ماشاءالله عليك،
فعلاً صعب جداً دمجه في مجتمع رجولي بحت بمجرد مرور عام واحد فقط،على عودته، كان يحتاج فترة زمنية أطول .
، أظن لو أن أباه أرسله في بعثة خارجية وفي بلد أجنبي، ربما كان ذلك أخفّ وطأة . وأسرع في اندماجه في المجتمع.

*استنكرت موقف حاكم وهو يواسي فهد داخل حمامات الجامعة !
( الله يهديك ، ماكو إلا ذا المكان ! جبت لنفسك الريبة 🤭 🤢 )

*حساسية فهد المفرطة من التصاق أي رجل به، يعود إلى بقايا جواهر التي تعيش بداخله والتي تربت على الحياء ، لاحظت ذلك أيضاً في موقفه مع صالح صديق حاكم .

* ذكرياته مع ريم،، محرجة للطرفين، فلا يمكن نسيان مواقف مشتركة بينهما دامت أعواماً عديدة وهما يتكاشفان الأسرار والأحاديث الخاصة بالنساء . فشلة والله 🙈


لجنة التحقيق &

*إلى الآن أتساءل أين الضحية رقم 7 ؟ 🤔

* إذا كانت الأحداث الحاضرة تجري في عام 2019،،،
فإن الرحلة التي سافر فيها ذيب أبو عزام من بيروت إلى روسيا عام 84
كانت قبل خمس وثلاثون سنة، وقبل ولادة عزام ،
( عمر عزام كما ذكر في أول القصة هو اثنان وثلاثون عاماً )
أليس كذلك يا وطن نورة ؟ 🤔
أشعر أن تلك النقطة توصلنا إلى شيء مهم ( بس مادري شنو 😂 )

*الركاب الذين كانوا على الطائرة المتجهة من بيروت إلى موسكو كان عددهم 8 ضباط ،، وهو عدد القتلى الذين تم تصفيتهم ووسم الرقم على الذراع .

&جا على بالي توقع يا وطن نورة ..
*القتيل رقم 7 اللي ندوّر عليه ،هو ذياب،بطلنا المفقود .
واللي حصل إنهم فعلا اغتالوه وحطوا وسم رقم 7 على ذراعه، لكن الحقيقة إنه ما مات ، وتم إنقاذه في آخر لحظة من قِبل ناس مروا عليه، وتم إخفاؤه بعيد جدا عن أعين العصابة. يكونشي في السودان ؟

اشرايك بالتوقع ؟ 😉

كل الشكر والتقدير للمبدعة المتألقة وطن نورة .🍃🌸🍃

 
 

 

عرض البوم صور أبها  
 

مواقع النشر (المفضلة)
facebook




جديد مواضيع قسم الروايات المغلقة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 01:15 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية