لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات منوعة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات منوعة الروايات المنوعه


مملكة الأسد - سلسلة الدوائر الثلاثة ( كتابة )

مملكة الأسد روزميرى كارتر الملخص : نيكولا البحث عن وظيفه كمرشدة سياحيه .. من اجل التغير الكامل بعد صدمة خطيبها لها هل

إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 30-08-19, 12:21 AM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Feb 2018
العضوية: 328781
المشاركات: 406
الجنس أنثى
معدل التقييم: سيريناد عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 23

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سيريناد غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : روايات منوعة
New Suae مملكة الأسد - سلسلة الدوائر الثلاثة ( كتابة )

 

الدوائر الثلاثة


مملكة الأسد

روزميرى كارتر

الدوائر الثلاثة

الملخص :

نيكولا
البحث عن وظيفه كمرشدة سياحيه ..
من اجل التغير الكامل بعد صدمة خطيبها لها
هل يستحق العمل هذه المجازفه؟
المدير ...
تحبه...
ولكن ..هل هو يحبها؟

 
 

 

عرض البوم صور سيريناد   رد مع اقتباس

قديم 30-08-19, 12:23 AM   المشاركة رقم: 2
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Feb 2018
العضوية: 328781
المشاركات: 406
الجنس أنثى
معدل التقييم: سيريناد عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 23

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سيريناد غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سيريناد المنتدى : روايات منوعة
افتراضي رد: مملكة الأسد - سلسلة الدوائر الثلاثة ( كتابة )

 

الفصل الاول


_ستكونين انت التاليه انسه سلون.
نظرت نيكولا الى موظف الاستعلامات وقالت لنفسها "التاليه والاخيره"ومن هذه الحاله بالذات سأكون اقلهم كفاءه بالتاكيد! كان مظهر الذين قدموا الى طلب الوظيفه يوحي بانهم فعلا مرشدون سياحيون , فارعو الطول الوانهم برونزيه واجسادهم رياضيه .نظرت نيكولا الى تنورتها ,واخذت ترتب شكلها والشك يراودها.



هل كانت مخطئه في التخلي عن وظيفتها كسكرتيرة ,التي كانت وظيفه ممله ولكن ذات اجور جيده ؟كانت تصرفها يتصف بالجنون وهذا ما قالته صديقتها ماجي :
_انك تصرفين ما قد جمعته من النقود لملاحقة احلامك المجنونه .
ولكنها قالتها بشيء من اللين لانها تعلم ان احاسيس نيكولا المجروحه لم تكن قد التأمت بعد .
نعم من الجائز انها قد تصرفت بغباء وجنون كرد فعل لتصرفات جوناثان .ولكن ها هي الان تجلس هنا وكان وضعها المالي وغرورها يمنعانها من التراجع .نظرت نيكولا حولها الى صور الحيوانات المعلقه والى مزهريه وضعت فيها الازهار البريه والاعشاب والتي اضفت على مكتب سفريات ديلاني نوعا من البهجه .
.

كانت الكفاءه مطلوبه من المرشد السياحي بالاضافه الى الخبرة .احست نيكولا بالقلق وهي تفكر بالكلمه الاخيره .لقد كان الاعلان في الجريده يصر على الخبره , ولكنها لم تعر لها اهتماما . كانت تفكر فقط في التخلص من وظيفتها ومن جوناثان والة الطابعه . اما الان وهي تجلس في مكتب ديلاني للسياحه وبعد ان رأت الاخرين الذين تقدموا للوظيفه تعجبت لعدم اهتمامها بهذه الناحيه .
كان في استطاعتها ان تترك المكتب وتخرج لتعود الى دربان للبحث عن وظيفه اخرى او لعلها تستطيع العوده الى وظيفتها القديمه ...لا...لقد قطعت شوطا كبيرا ولن تتراجع الان .كانت تصرفات جوناثان قد لقنتها درسا فلماذا لا تبحث عن متعتها الشخصيه كما فعل هو ؟
_لا تخبريهم انه لم يسبق لك ان عملت كمرشده سياحيه من قبل .
نصحتها ماجي عندما تأكدت ان نيكولا مصره على رأيها :
_اذا كنت مصممه فلا بد ان تكذبي لتنالي الوظيفه .لا تدعيهم يكتشفون انك عديمة الخبره .

.

_ستكتتسبين ذلك اثناء العمل ,ستضطرين لذلك .
كانت نصيحه جيده وقد قررت اتباعها .كانت تتوق للحصول على هذه الوظيفه .ارادت تغيير حياتها ومتشوقه للعمل في الطبيعه ومع الحيوانات بالاضافه الى انها صرفت مبالغ باهظه للمجئ الى هنا وقررت الحصول على هذه الوظيفه بطريقه او باخرى حتى اذا كان ذلك يتطلب الكذب .
كانت نيكولا مشغوله بافكارها ولم تلاحظ خروج فتاة من المكتب الى ان ناداها موظف الاستعلامات قائلا :
_انسه سلون ,سيراك السيد بيترسون الان .
ابتسمت نيكولا قائله :
_السيد بيترسون ؟
_نعم السيد بلاي بيترسون .
ارادت ان تسأل اي نوع من الرجال هو ؟فهو الرجل الذي يمسك مستقبلها بيده , ولكنها امتنعت عن السؤال لعل موظف الاستعلامات يظنها ضعيفة الشخصيه .
توقفت قليلا عند الباب الموصد لتستجمع ثقتها ورسمت ابتسامه على شفتيها . كانت تبدو جميله عندما تبتسم وكثيرا ما نالت رغباتها بواسطة هذه الابتسامه خاصه من الرجال .وكان منهم جوناثان الى ان قرر ان اثينا ابنة السيد مورجان صاحب الشركه ستوفر له مستقبلا اهم من اي حب يحمله لنيكولا .لعل ابتسامتها ستؤثر على السيد بيترسون بنفس الطريقه .

فتحت نيكولا الباب وتيقنت من خطواتها وهي تنظر الى ضوء الشمس الداخل من الشباك المفتوح ثم ,استدارت لتنظر الى رجل يجلس خلف المكتب وخاطبها بلهجه لا اباليه قائلا :
_اجلسي يا انسه سلون .
في غضون ثوان تعودت عينا نيكولا على الاضاءه واتجهت الى المقعد بجانب المكتب لتجلس وتذكرت ان تتصرف بكل ثقهة نفس .ولكنها احست بالقلق فجأة _هل من الممكن ان يؤثر صوت شخص ما على ثقتها ؟
امتدت اليها ذراع طويله عبر المكتب ,كانت اصابع يديه باردة الملمس وقويه ,نظرت الى الرجل الجالس وراء المكتب واختفت ابتسامتها نهائيا .
كان رجلا بكل ما تحمله الكلمه من معاني الرجوله .كان وجهه يدل على القوة والرزانه .شفتاه تدل على انه رجل جدي ,اما عيناه فكانت تسترعي الانتباه , زرقاء اللون ذكيه من نظرته قليل من السخريه .
_ان اسمك نيكولا سلون ؟
قال السيد بيترسون .كان يحمل قلما بيده وبدأ يسجل الملاحظات على ورقه امامه :
_كم يبلغ عمرك؟
_واحد وعشرون عاما .
_انك صغيرة السن .
_لست صغيرة جدا .
نظر اليها نظره فاحصه وبنفس الوقت نظرة رجل لأمرأة .
_ولعل ذلك صحيحا ,ما حالتك الاجتماعيه؟
_لديكم كافة المعلومات عني من رساله كتبتها لكم .
قالت نيكولا وقد نفذ صبرها .

.

_اعلم ذلك لكني احب ان تعيدي سرد المعلومات امامي .والان حالتك الاجتماعيه ؟
_غير متزوجه .
_هل انت على وشك الزواج ؟

_لا .
اجابت نيكولا بحده .
_حسنا .
نظر اليها نظره اخرى , وتمنت نيكولا ان تكتشف معنى هذه النظرات .
_انك من دربان على ما اعتقد !

_نعم .

_لقد قطعت مسافه بعيدة للمجئ الى نيلسبروت بحثا عن عمل .
_انها ليست مسافه بعيده للذي يريد الوظيفه .
_لقد ذكرت في رسالتك ان لديك خبرة كمرشد سياحي .
_نعم لدي خبره كثيره .

.

_لنر اذن .
قال السيد بيترسون
_ اخبرني عن خبرتك !
كانت عيناه توحيان بأن بأمكانه النظر الى اعماق الشخص وفي هذه اللحظه بالذات قررت نيكولا ان تتخلى عن الكذب .
اخذت نيكولا نفسا عميقا وابتسمت له :
_في الحقيقه ان ما قلته ليس صحيحا ,وليست لدي اية خبرة تذكر .
نظر اليها بلاي بيترسون نظرة بارده متوعدة وكان على وشك ان يخبرها انه اذا كان لديها وقت تريد ان تمضيه هنا في الحديث فأن وقته من ذهب وليس لديه مجال للجلوس ومبادلته الحديث ,ولكنه غير رأيه وقال :
_لماذا كذبت ؟
سألها ببرود .

.

_لو اني لم اكذب لما استطعت الدخول من الباب .
ابتسم السيد بيترسون ابتسامه لم تكن تتوقعها .كانت نيكولا قد قدرت عمره حوالي الاربعين سنه ولكن عندما ابتسم كان واضحا ان عمره لا يتعدى الثلاثين .
_حسنا يا انسه سلون , توقفي عن هذه الابتسامات والنظرات واخبريني ما الذي يجعلك تظنين انك صالحه لهذا المنصب .
احمر وجهها ولكنها قالت بهدوء :
_اني كفوءه احب العمل وعلاقتي بالناس جيده .
_استمري .
_واني احب الحيوانات .
_الاليفه بلا شك ؟
_اني احب الحيوانات المتوحشه والبريه كذلك .اني اعترف اني عديمة الخبره في هذا المجال ولكني قد امضيت عدة اجازات في حدائق الحيوانات البريه .
_هل لديك كلام اخر ؟
نظرت اليه وهي تفكر ماذا يريد بعد ...
_هل لديك اي خبره في التمريض؟
_التمريض! بالطبع لا !
_ان الناس يتمرضون لابد انك تعلمين ذلك .
قالها بلهجه ساخره .

.

_صحيح انهم يمرضون ولكنهم ينقلون الى المستشفى .
_هذه رحلة الاحراش الافريقيه ,ان المرشد السياحي ليس طبيبا ولكن من الواجب ان تكون لديه معلومات كافيه عن الاسعافات الاوليه لحين ايصال المريض الى المستشفى .
_هل لديك معلومات عن وسائل الحفاظ على الحياة .
_بوسعي ان اشعل نارا .
_اهذا كل ما لديك من خبرة ؟
اهذا مايسمونه بالاستجواب من الدرجه الثالثه ؟لقد اخبرتها ماجي انها مخطئه في طلب هذه الوظيفه ولكن الندم لن ينفعها الان ولن تستسلم بدون مقاومه .مالت نيكولا الى الامام وعيناها تنذران بالشر .
.

_انك تسيطر على مجرى الحديث لصالحك ياسيد بيترسون !
_هل افعل لك ؟
_نعم . وهذا ليس انصافا منك .انك تجعلني ابدو غبيه !
_قرأت الاعلان يا انسه سلون وقد اصررنا على الخبره .
_نعم.....
_مع ذلك تقدمت لهذه المقابله متجاهله انك لم تعملي كمرشد سياحي من قبل .
لعله اوسم رجل وقعت عليه عيناها ولكنه بالاضافه الى ذلك اكثرهم غرورا بأستثناء جوناثان الذي كان غروره من نوع اخر .لعل كلام السيد بيترسون صحيح ولكن هذا لا يدعوه الى مخاطبتها بهذه اللهجه .
_ان ما تقوله صحيح ,لكني مع ذلك استحق الفرصه .

_هناك مجال للمناقشه .
نظر اليها مرة اخرى نظرة فيها مزيج من السخريه والاعجاب .
_حسنا ,يا انسه سلون سأعطيك فرصتك .لديك ثلاث دقائق لأقناعي .

.

_اني اعترف ان ليست لدي خبرة لكني احب الحيوانات ومتأكده ان علاقتي بالناس جيده وكل حياتي احلم في العمل بالطبيعه .
نظرت الى وجهه والى النظره الجامده التي ارتسمت عليه ولم تتبين اذا كان لكلامها اي اثر عليه
_هل سبق لك ان حلمت بشيء ياسيد بيترسون ؟

قالتها بعاطفه صادقه .
نظر السيد بيترسون الى وجهها والى وجنتيها المحمرتين وشعرها الطويل الجميل .
_استمري .
قال السيد بيترسون .وانتبهت نيكولا الى انه لم يجبها على سؤالها .
_لدي حلم , اريد ان اعمل كمرشد سياحي في مكتب ديلاني .ليست لدي خبره تذكر لكني مستعده للتعلم .سأكون عند حسن ظنكم .انا متأكده من ذلك لاني سأعطي كل طاقتي لهذه الوظيفه .
-انك تبيعين نفسك بصورة جيده .
قال السيد بيترسون وتمنت نيكولا ان تصفعه.
-هل يعني ذلك اني حصلت عى المنصب ؟
-لا .اننا لا نتخذ القرارت قبل المناقشه الجديه .
لقد كان يخبرها بصوره مؤدبه ان الجواب هو النفي وان الوظيفة ستكون من نصيب شخص اخر ,وربما احدى الفتيات الجميلات التي رأتهن .شعرت نيكولا بالحزن .
-اين يمكننا الاتصال بك؟
سألها بلاي بيترسون .

.
لابد انه يريد عنوانها ليرسل لها خطاب رفض ذا اسلوب مؤدب !
"عزيزتي الانسه سلون ,نحن نأسف لعدم استطاعتنا اعطاءك المنصب ,اذا شئت الاتصال بنا في المستقبل ..... الى اخره من الكلمات اللطيفه والعديمة المعنى .
تجاهلت نيكولا المحاذير وتخلت عن هدوئها ما الذي ستخسره ؟مالت في جلستها الى الامام كطائر شرس على وشك الانقضاض على فريسته .
-لقد قررت ان اصبح مرشدا سياحيا ياسيد بيتر سون وهذا ما سأفعله وليس بوسع احد ان يمنعني .
نظر اليها بعينيه الزرقاوين .
-هل يمكننا الاتصال بك في عنوانك في دربان؟

.


هذا كل ما قاله .من الواضح جدا ان كلامها لم يؤثر عليه قط !احست لوهله انها قد تصرفت بغباء ولكنها قررت انها لا تبالي بما قد فعلته انها فقط تريد الوظيفه .
_بأستطاعتكم الاتصال بي هنا من نيلسبروت.واعطته اسم الفندق الذي تنزل فيه .
_ولن تعودي الى دربان الان اذن ؟
_لا لن اعود حتى يصلني جوابكم .
_انسه سلون.
قال السيد بيترسون وهو يضع قلمه على المكتب ورفع عينه لينظر اليها جعلها ترتجف قليلا
_ارجو ان لا تكوني قد صرفت الكثير من النقود في رحلتك الى هنا ,لابد انك ادركت ان احتمال حصولك على الوضيفه ضعيف جدا .
_كثير من النقود؟لقد صرفت النقود بغباء .
هذا ما قالته ماجي وكانت محقه فيما قالته .هاهي تدفع اجرة سكنها في الفندق بالاضافه الى فواتير الطعام وتذكرة الطائره التي اقلتها .لقد اوشكت ان تنهي كل ما جمعته من نقود .ولكن لا داعي لان تخبر السيد بيترسون الذي يجلس خلف مكتبه وكأنه اله بوجهه الوسيم وملابسه التي يبدو عليها انها باهظة الثمن .
لا داعي للكلام . لقد ادركت بانها سترفض وان مساعيها لن تجدي نفعا.

.
ابتسمت نيكولا ابتسامه مشرقه وقالت :
_لا ابدا ياسيد بيترسون انه في طاقتي ان اصرف كما اريد .
رمقها السيد بيترسون بنظرة اخرى فاحصه .لابد ان يعلم ولكن هذا مستحيل لا يجب ان ادعه يؤثر علي هكذا .انه مغرور. وعادت نيكولا تكرر ما قالته :
_اني املك المال واستطيع الصرف

ولكن بنبره جاده .
_اني سعيد لسماع ذلك .اعتقد ان المقابله قد انتهت يا انسه سلون ,وسنعلمك بالقبول او الرفض .
كانت الشمس مشرقه والسماء خاليه من السحب ولكن نيكولا اخذت تسير وكأنها لا ترى ما حولها "سنعلمك بالقبول او الرفض !هذا ما قاله السيد بيترسون ,وكان واضحا انه يعلم الجواب مقدما .
لم يعد هناك سبب لبقائها في نيلسبروت .انها تعلم ان جوابها سيكون الرفض ,فلماذا لا تعود الى دربان لعلها تجد عملا هناك قبل ان تنفذ نقودها .ليتها اصغت لنصيحة ماجي .ماجي العزيزه كانت بخلاف نيكولا تتصرف بهدوء وبدون تسرع لكن بعد ان تركها جونثان ليرتبط بفتاة اخرى غنيه لم تجد الا هذه الطريقه ,ولو كانت ماجي مكانها لتصرفت بهدوء وتعقل وسيطرت على غضبها .نعم لقد كانت ماجي محقه في كل ما قالته ولكن مافائدة من ذلك الان .
توقفت نيكولا في سيرها قليلا لترمي حجرا وكأن حركتها هذه ستريحها من حيرتها .حاولت ان تطلق ضحكة ولكنها كانت اشبه بصوت بكاء نظرت حولها وكأنها ترى المكان لاول مره .من المحتمل انها لن تعود الى هنا مرة ثانيه .لقد دفعت اجرة مبيت هذه الليله فلن تضطر للرحيل حتى يوم الغد.,فلماذا لا تقوم بجوله استكشافيه .لقد عرفت جواب السيد بيترسون مقدما فلم لا تبقى في انتظار مكالمته من الفندق . رفعت وجهها تجاه الشمس وشعرت بدفئها .لقد تركتها المقابله متوترة الاعصاب ,وقد ساهم حديث السيد بيترسون من زيادة توترها واستغربت لذلك فهو غريب عنها فلماذا يولد هذا الشعور من نفسها ولكنها لن تراه مرة ثانيه .

.
كانت نيلسبروت مدينه جميله ,اجمل مما تصورتها ,فهي زاهية الالوان حدائقها مليئه بالزهور الحمراء والبيضاء .اما شوارعها فهي واسعه اتجهت نيكولا لشراء الفواكه ووقفت تشتري المانجا ,ثم اتجهت الى متنزه قريب ,وجلست تأكل كان المكان هادئا وجميلا وبدا جوناثان وصديقته انيثا بعيدين للغايه .اما المقابله مع السيد بيترسون فقد نستها تماما .ابتسمت نيكولا وحمدت الله على عدم بقائها في الفندق .كانت الشمس على وشك ان تغرب عندما اتجهت نيكولا الى الفندق .فتحت باب غرفتها وسمعت رنين الهاتف ....
_انسه سلون؟
كان الصوت هادئا اجش :
_اين كنت ؟لقد اوشكت ان اتخلى عن مكالمتك ؟
كان يخاطبها وكأنه يعرفها منذ مده طويله .
هل كان يتصور انها ستجلس بجانب الهاتف في انتظار مكالمته؟كانت على وشك ان تجيبه عندما قال :
_لقد كدت ان امنح الوظيفه الى شخص اخر .
احست نيكولا بالدماء تختفي من وجهها .امسكت سماعة الهاتف وكأنها تخاف ان تسقطها من يدها .
_اتعني انكم ستمنحوني المنصب؟
_اذا كنت لا تزالين ترغبين في ذلك .لقد ظننت ان غيابك يعني انك غيرت رأيك .

.

لا ,مازلت عند رأيي!
ساد الصمت للحظات ثم استأنف السيد بيترسون الكلام :
_ستبدأ رحلتك الاولى يوم الخامس والعشرين .
اخذت نيكولا تعد الايام .هذا يعني انها لن ترحل قبل حوالي شهر .
_ستشتركين في دورة تدريبيه قبل اسبوع من مغادرتك .
هذا يعني انها ستضطر للعوده الى دربان لمده قصيره ثم تعاود الرجوع الى نيلسبروت مما يعني صرف كميه لا بأس بها من النقود .
_هل يمكنني ان ابدأ العمل اسرع من ذلك ؟
تغير صوت السيد بيترسون اجابها :
_هناك رحله قبل ذلك ,والدوره التدريبيه تبدأ بعد غد .
_سأقبل بهذه الرحله اذن .
قالت نيكولا بسرعه وبدون تفكير .
صمت السيد بيترسون ثم قال :
_اذن قد صرفت النقود بدون حكمة .
شعرت نيكولا بالاحمرار يعلو وجهها وشكرت الله انه لا يستطيع رؤيتها عبر اسلاك الهاتف واجابتها قائله :
_نعم ...قليلا .
_اعتقد انك صرفت اكثر من القليل.
هل كان يقصد ازعاجها؟
_هل يعنيك الامر ؟

.

_انها ثاني مرة تكذبين فيها .
اخذت نيكولا تفكر بأجابه مناسبه ولكن سبقها في الكلام :
_ارجو ان تكوني صادقه معي في كلامك من الان وصاعدا يا انسه سلون .
كانت نيكولا تكره الكذب وقد اضطرت للكذب مرتين هذا اليوم ,لهذا وجدته من السهوله ان تجيب طلبه .وبما انها لن تتعامل معه مستقبلا لان شركة ديلاني شركه كبيره وبلاي بيترسون عضو من اعضاء ادارة الافراد بينما ستعمل هي كمرشد سياحي واحتمال رؤيته قليله وهذا ما ازعجها . وماذا لو كان بلاي بيترسون وسيما ! لقد كان جوناثان وسيما كذلك وقد سبب حبها له كل هذا الالم .وهاهي تبدأ عملا جديدا ,لذا قررت ابعاد الرجال عن افكارها .
_لن اكذب مرة ثانيه ياسيد بيترسون .
قالتها بصدق .

.

استمتعت نيكولا كثيرا بالدوره التدريبيه التي عقدت في احدى حدائق الحيوانات البريه المفتوحه .كانت رائحة الشواء تنتشر في كل مكان .اخذت نيكولا تتعرف شيئا فشيئا على الحيوانات المختلفه واعشاب المنطقه ,كما تم تدريبها على الاسعافات الاوليه وكيفية التعامل مع المشاكل والحوادث التي قد تقع .
مساء احد الايام والشمس على وشك الغروب كانت تقف بجانب الحاجز السلكي الذي يحيط بمخيم التدريب واخذت تنظر عبر مياه النهر الى الاحراش والجاموس البري الذي اتجه الى الماء .
لقد كان بلاي بيترسون محقا في كلامه .هناك اشياء كثيره يجب ان يتعلمها المرشد السياحي وها قد اعطاها الفرصه لعله كان يظن انها ستكون بائسه اذا رفضها وها هي تبذل ما في وسعها لتتعلم كل شيء .

.


اخذت تفكر ببلاي بيترسون وتصورته بجانبها قويا مغرورا كله رجوله .تذكرت كلماته الاخيره معها عندما طلب منها ان تكون صادقه واستغربت ان يكون تأثيره قويا عليها لهذه الدرجه .
نجحت نيكولا من طرده من افكارها وركزت افكارها على الحيوانات التي امامها .يجب الا تفكر بأي رجل في الوقت الحالي .يجب ان تكرس اهتمامها على عملها كمرشده سياحيه وقد صممت ان تكون ناجحه في عملها الجديد .سيكون بلاي بيترسون فخورا بها .يا الهي هاهي تفكر به مرة ثانيه .كيف يستطيع ان يغزو افكارها بهذه السهوله ستكون هي فخوره بنفسها .
انهمكت بعملها الجديد .كانت تستمع لكل كلمه يتفوه بها المدرب وكانت تقضي الليل في قراءة انواع الكتب التي تختص بالحيوانات البريه .

.

انتهت الدوره التدريبيه وعادت الى نيلسبروت ومرحلة قلق جديده .فهناك عدة ايام لحين بدء الرحله ونقودها على وشك ان تنفذ وقد انزعج مدير الفندق عندما طلبت منه الانتظار حتى تحصل على مرتبها لتتمكن من دفع اجرة الغرفه ,بالاضافه لذلك هنالك مشكلة الوجبات الغذائيه .كان من المقرر ان تبدأ الرحله يوم الجمعه .ولكن اليوم الاربعاء ,وهاهي النقود قد اشرفت على الانتهاء وبلغ قلقها ذروته .
لقد جاءت الى مكتب ديلاني لتسلم الزي الذي سترتديه في العمل للتأكد من مقاسه ,ولكنها كانت مشغوله حتى انها لم تنظر الى نفسها بالمرآة.
ماذا سيكون الجواب لو انها طلبت قرضا ؟

بحثت عن المدربه ولكنها لم تكن موجوده في المكتب اما الفتاة التي ساعدتها في ارتداء الزي فلم تكن لديها اي معلومات من هذه الناحيه .
نظرت نيكولا الى موظفة الاستعلامات وخطت خطوتين بأتجاهها ثم توقفت كان مظهرها يدل على انها لا تعرف للجوع معنى .لعلها تستطيع ايصال نيكولا الى من له معرفة بهذه الامور .اخذت نيكولا خطوة اخرى باتجاهها ثم توقفت فقد انتبهت الى شخص سبق لها ان تعرفت عليه يقف في نهاية الردهه.
_انسه سلون .

.

كانت موظفة الاستعلامات تناديها بينما كانت تتجه مسرعه اليه ولم تعر اهتماما لنداء الفتاة .
_سيد بيترسون !
التفت اليها وعلى وجهه نظرة عابسه .كان طويل القامه اطول مما تصورته ثم تذكرت انها لم يسبق ان رأته واقفا . ففي المقابله كان جالسا وراء مكتبه .
_نيكولا سلون ,تبدين كمرشد سياحي بكل معنى الكلمه بهذا الزي .
كان صوته يختلف عن المقابله وكان يبتسم .شعرت نيكولا بسعاده وشكرته على ملاحظته .
_متى تبدئين بالعمل ؟
_يوم الجمعه .

.

اخذت نيكولا نفسا عميقا وهي تستجمع شجاعتها .
_اريد ان اطلب منك مساعده .لا اعرف الى من اتجه .هل باستطاعتي ان اتكلم معك على الانفراد ياسيد بيترسون ؟
_بالطبع ,تعالي معي .

 
 

 

عرض البوم صور سيريناد   رد مع اقتباس
قديم 30-08-19, 12:33 AM   المشاركة رقم: 3
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Feb 2018
العضوية: 328781
المشاركات: 406
الجنس أنثى
معدل التقييم: سيريناد عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 23

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سيريناد غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سيريناد المنتدى : روايات منوعة
افتراضي رد: مملكة الأسد - سلسلة الدوائر الثلاثة ( كتابة )

 

الفصل الثانى




دخل بلاي بيترسون من باب الغرفه التي يقف بجوارها وتبعته نيكولا ,وانتهت الى ان الغرفه تختلف كليا عن الغرفه التي تمت فيها المقابله .
كان اسم ديلاني قد كتب على الباب ,والغرفه تليق بمدير اداره شركه ديلاني هذا ما تصورته نيكولا .
كانت الغرفه قد غلفت من الداخل بالاخشاب ,والارض مغطاة بالسجاد الثمين ,وقد علقت على الحائط عدة لوحات جميله...
_حسنا؟
انتقلت عينا نيكولا من الغرفه لتواجه السيد بيترسون ..
_حسنا! .
سألها السيد بيترسون للمره الثانيه .كان لعينيه بريق مميز , وكانت على شفتيه ابتسامه جميله .اخذت نيكولا تفكر بهاتين الشفتين وما سيكون شعورها لو قبلها .احست فجأة بغرابة افكارها لقد كانت لديها مشاكل كافيه دون الاضافه اليها .




_لقد كنت اتساءل .قالت نيكولا :هل من الممكن ان اطلب قرضا ماليا ! الى حين استلامي راتبي ,اعلم ان هذه المسأله ليست من اختصاصك ,لكن لا اعلم الى من اتجه .
_بأستطاعتي ان اساعدك ...
ورمقها بنظره جعلت وجنتيها تحمران .
_انك حقا قد جازفت بكل ما تملكينه من نقود ,اليس كذلك ؟
تمالكت نيكولا اعصابها واجابت :
_انت تعلم ذلك مقدما .
توقعت نيكولا اجابة منه ولكنها تعجبت اذ انه لم يجبها بل اخرج دفترا لصكوكه الخاص به وبدأ يكتب.
_هل تكفيك هذه الكميه ؟
سألها وهو يناولها الصك .




_نعم انها تزيد عن ما احتاج اليه ,لم اتصور انه بأمكانك ان تفعل هذا اعني انك احد اعضاء ادارة الافراد اليس كذلك ؟
_نعم,ولكن هناك بعض الاشياء التي بأمكاني القيام بها !
صمت السيد بيترسون قليلا ثم استأنف كلامه :
_هل المجازفه من طبعك؟
كان يخاطبها بنبرة مازحه وازدادت دقات قلب نيكولا سرعة.
_ان كان الامر مهما بالنسبة لي فاني مستعده للمجازفه ,هل تعلم انك مجازف ايضا !
نظر اليها بتعجب وقال :
_هل انا كذلك ؟
_لقد سلمتني الصك دون ان تكون لك سلطه بفعل ذلك ,كما انك تجلس في مكتب السيد ديلاني ولا اظنه يوافق على هذا .ماذا سيكون رد فعله لو علم انك تجلس هنا ؟
اذا كان كلام نيكولا قد اغضبه فأنه اخفى ذلك واجابها قائلا :
_حقا ماذا سيقول ؟ماذا سيقول ؟اذاً انت تعتقدين ان كلينا من المجازفين؟
كان وسيما للغايه .لابد وان النساء تلتف حوله اينما ذهب كما تتساقط اوراق الاشجار في الخريف وتساءلت ,نيكولا مع نفسها فيما اذا كان متزوجا.




اتسعت ابتسامة السيد بيترسون واخذت نيكولا تضحك وقال بلاي :
_اذن لقد وجدنا صفه مشتركه بيننا .هل استمتعت بالدوره التدريبيه ؟
_نعم ,لقد استمتعت بكل دقيقه .
_هل تعلمت الكثير ؟
_كثيرا جدا .هل تعلم ان وزن خرطوم الفيل يصل احيانا الى ثلاثمائة باون ؟
_لا اعلم ذلك .
_هو كذلك.
_لم اكن اعلم ان هذه الدورات التدريبيه تتعمق في المواد لهذه الدرجه .
عندما يبتسم تظهر اسنانه بيضاء جميله .ان النساء اللواتي يعتقدن ان الممثل روبرت ريدفورد جميل لم يروا بلاي بيترسون بعد.
_ان الدوره فعلا لا تتعمق بالمواد لهذه الدرجه .
لم تكن نيكولا على علم بان بلاي بيترسون كان في الوقت ذاته يفكر بجمالها وبعينيها البراقتين وشعرها الجميل وابتسامتها المشرقه .استمرت نيكولا في حديثها :
_لقد حصلت على هذه المعلومات من كتاب ,لقد اكملت قراءة ثلاثة كتب عن عالم الحيوان كما ملأت كراسه كامله بالملاحظات المفيده .
لم يجبها بلاي بيترسون على الفور بل صمت قليلا ونظر اليها بطريقه جعلت قلبها يسرع .
_من الواضح ان هذه الوظيفه تعني الكثير بالنسبه لك.
قال اخيرا .
_نعم انها تعني الكثير .
اجابته برقه .
_اني سعيد لسماع ذلك .
كانت كلماته غير متوقعه .
ارادت نيكولا ان تسأله لماذا اعطيتني المنصب؟لماذا وقع اختيارك علي بالذات ,بينما قد تقدم من طلب الوظيفه من هم اكثر كفاءه وخبره مني .ولكنها منعت نفسها من السؤال .لقد اتفقا على انها فتاة مجازفه ولكن لا داعي لان تجازف الان .ها هي قد حصلت على الوظيفه ولكن هذه الاسئله قد راودتها منذ يوم المقابله .
_هل لديك سؤال ؟سألها السيد بيترسون.
_لا .
_اذن اتمنى لك التوفيق وسأقول لك مع السلامه .
ومد يده مصافحا ,فمدت هي يدها . كانت يده قويه باردة الملمس .لماذا شعرت بالحزن لانتهاء حديثهما .هذا غريب جدا.ابتسمت نيكولا ابتسامه واسعه لتطرد هذا الحزن الذي اصابها .
استيقضت نيكولا فجر يوم الرحله وركضت لتفتح الشباك وهي ما تزال في لباس النوم ,كانت السماء ماتزال مظلمه والشمس لم تشرق بعد ,ولكن السماء كانت تبدو صافيه والنسيم رقيقا .بالتأكيد سيكون يوما جميلا ,ولا بد ان تكون الرحله ناجحه .





بعد دقائق من الوقوف امام الشباك المفتوح بدأت نيكولا تشعر بالبروده .بعد بضع ساعات من شروق الشمس سيكون الجو حارا اما الان فالجو بارد .وضعت نيكولا ذراعيها حولها في محاوله لتدفئة نفسها واخذت تتأمل حديقة الفندق الصامته .كانت اثناء النهار مليئه بالالوان اما الان في الظلام كانت تبدو مخيفه غير واضحة المعالم .نظرت نيكولا الى ساعتها .كان بأمكانها ان تعود الى النوم لساعة على الاقل ولكن النوم قد هرب من عينيها . كانت غرفتها في الفندق تحوي مدفأة صغيره وبعض حاجات المطبخ وقد سبق ان اشترت بعض الحاجيات كي لا تضطر للذهاب الى المطعم اخذت تفكر باليوم الذي امامها وهي تحتسي فنجانا من القهوه .





لم تستطع العوده الى النوم فأخذت حماما دافئا وغسلت شعرها وارتدت زيها الجديد .ان الشمس تشرق بسرعه في جنوب افريقيا وما ان انتهت من ارتداء زيها حتى كان بامكانها ان ترى نفسها بالمرأة دون ان تشعل ضوءا .وكانت سعيده بما رأته .كانت قد وضعت القليل من المكياج مع انها لم تكن بحاجه لها فكان بعينيها بريق تشوق لعملها الجديد وبشرتها قد اكتسبت لونا برونزيا جميلا نتيجة اسبوع التدريب الذي امضته في المخيم تحت الشمس .
_المرشد السياحي نيكولا سلون .
قالتها بصوت مرتفع وهي تنظر الى صورتها في المرأة لقد اعطاها الزي الذي ارتدته اناقه واظهر رشاقة جسدها .حمدت الله ان بلاي بيترسون قد رأها وهي ترتدي هذا الزي.
وصلت نيكولا الى محطة الباص قبل الموعد .كانت تحمل ملفا يحوي اوراقا مختلفة. كان اسم السائق جون بايلي ولم يسبق لها ان تعرفت عليه ولكنهم اخبروها انه سيأتي بعد مده قصيره .وصل المسافرون قبل سائق الباص .كانت نيكولا قد امضت ساعات عديده في قراءة قائمة بأسماء المسافرين حتى انها شعرت بانها تعرفهم شخصيا ,كان عددهم يبلغ العشرين واخذوا يأتون ازواجا وافرادا واستقبلتهم نيكولا بأبتسامه جميله وهي تقول :
_مرحبا بكم الى سفريات ديلاني السياحيه ارجو ان تستمتعوا بالرحله واعطت كل مسافر ملفا يحوي معلومات عامه عن الرحله .
_شكرا .




اجابها كل من السيد والسيدة كان يبدو عليهما انهما عروسان في شهر العسل وكانا من اصل ايطالي .
_لقد تطلعت للقيام برحله كهذه منذ مدة طويله .
قالت السيده بارنز ,امرأة في العقد الخامس من عمرها وتتكيء على عصاة في مشيتها .
وقررت نيكولا ان تجلسها في المقعد الامامي حيث يوجد مجال لتضع عصاها .كان بين المسافرين السيد والسيده سلايد امريكي الجنسيه ,كلاهما وسيما الطلعه يحملان الات التصوير وقدما نفسيهما لنيكولا بأسمي بيل ومي.!
_ارجو ان تحصلا على صور جميله اثناء الرحله .
قالت نيكولا وهي ترحب بهما.
_سيكون ذلك عظيما .
اجابها بيل :
_سنريها الى عوائلنا عند عودتنا .
وصل المسافرون نساء ورجالا ,كلهم متشوقون للرحله ,باستثناء العروسين .كان اصغر مسافر بينهم هو شاب اسمه ديريك مارسون ,طويل القامه ذو شعر احمر .رمق نيكولا بنظرة جعلت نيكولا تبتسم .




_يجب ان اجلس الى جانبك .
قال ديرك مبتسما .
_هذه سفره سياحيه في الاحراش وليست مكانا للمواعده كما اني مرشدتك السياحيه .لقد اشرفت المقاعد الخاليه ان تنتهي فلماذا لا تجد لك مكانا ياسيد مارسدن .
_ارجوك ان تناديني ديرك .
اجابها بلطافه :
_متى سنصل يانيكولا ,هل تسمحين لي ان ادعوك باسمك ؟
_بالطبع الجميع سيناديني باسمي .
قطبت نيكولا حاجبيها وهي تنظر الى الساعه .
_سنرحل بعد دقائق .نحن بأنتظار مسافر واحد لم يصل لحد الان . السيدة جلوريا باين .كان الاسم اضيف الى نهاية القائمه كان واضحا ان حجزها قد جاء في اللحظه الاخيره .
_ان السائق لم يصل لحد الان ,ولا اعلم اين هو !
_انه هنا .




اجابها صوت مألوف.
التفتت نيكولا بسرعه وشهقت :
_انت !
كان بلاي بيترسون يبدو مختلفا اليوم ,فهو يرتدي زيا مشابها للذي ترتديه نيكولا .
_هذا مستحيل .
قالت نيكولا وهي تنظر الى لائحة المسافرين .
_لقد كتب اسم السائق هنا اسم جون بايلي.
_لقد اخذت مكانه .
قال بلاي بيترسون :
_وهاهي المسافره التي كنت تنتظريها .
نظرت نيكولا الى المرأة التي تقف بجانب بلاي فأذا بها امرأة فارعة الطول ,ذات شعر اشقر طويل فائقة الجمال ترتدي بنطلونا انيقا وتقف بقرب بلاي بطريقه توحي للناظر انها تعرفه منذ مده .حاولت نيكولا ان تخفي انزعاجها فأبتسمت لجلوريا قائله :
_اني سعيده بوجودك معنا ياسيده باين ارجو ان تقضي وقتا ممتعا .
ابتسمت جلوريا باين وهي تنظر للسيد بيترسون :
_اني واثقه من اني سأقضي وقتا سعيدا .هل تأتي معي يابلاي ؟
_بعد قليل ,اذهبي مع نيكولا لتجد لك مقعدا .
راقبت نيكولا جلوريا باين وهي تصعد الباص بساقيها الطويلتين ثم التفتت الى الرجل الواقف الى جانبها :
_سيد بيترسون اني لا افهم ...
_سنتكلم فيما بعد .
اجابها السيد بيترسون :
_نحن في طريقنا الى سفرة سياحيه في الاحراش الافريقيه فلا داعي للرسميات .ارجو ان تناديني باسمي بلاي .
احست نيكولا بالتوتر وهي تصعد الباص وبلاي وراءها كانت السيدة بارنز تجلس في المقعد الامامي وتبدو منزعجه وجلوريا تقف الى جانبها .




_هل لديكم مشكله ؟
سألت نيكولا .
_ان هذا سخف .
قالت جلوريا باين ووجهت كلامها الى بلاي متجاهله نيكولا .
_اردت ان اجلس هنا .
_ان المقعد قد حجز من قبل السيده بارنز .
اجابت نيكولا بادب ,هناك مقعد الى الخلف قليلا .
_اعلم ذلك .
اجابت جلوريا وقد نفذ صبرها .
_اني اريد هذا المقعد بالذات .
_بامكاني ان انتقل الى مقعد اخر .
اجابت السيده بارنز والانزعاج واضح على وجهها .
سكت المسافرون جميعا وكأنهم ينتظرون نتيجة هذه المشاحنات .لم تتوقع نيكولا ان يحدث شيء في رحلتها انه اول اختبار يواجهها .
_لا داعي لان تنتقلي ياسيده بارنز .
قالت نيكولا بهدوء
_لقد اقترحت هي الامر .
قالت جلوريا باين .




_اني لن اتضايق اذا انتقلت الى مقعد اخر .
قالت السيدة بارنز.
_انك لن ترتاحي هناك .هذا المقعد احسن لك .
قالت نيكولا في محاوله للسيطره على الوضع .
_بلاي ...!
نادت جلوريا باين مستنجده به .
يا الهي لا تدعه يجيب لا تدعه يقول شيئا .
قالت نيكولا وهي تحادث نفسها اذا حدث فهذا يعني انه لا يحترمني ولن يحترمني الركاب بعد ذلك .
_اني مسؤوله هنا ياسيدة باين وارجو ان تجلسي في مقعدك حتى تبدأ الرحله فنحن مستعدون للانطلاق .
كانت نيكولا تتحدث بحزم .القت جلوريا باين نظره اخيره على بلاي قبل ان تجلس لم تتمكن نيكولا من رؤية وجه بلاي الذي كان يقف وراءها ولكنها رأت وجه جلوريا كانت نظراتها غريبه وكأنها تعلم شيئا لا تعلمه نيكولا .




بقي بلاي صامتا لم يتكلم وبعد لحظات التفتت جلوريا الى نيكولا بنظره مليئه بالحقد والكراهيه ثم جلست في مقعدها .
تنفست نيكولا الصعداء واتجهت الى مقدمة الباص واستلمت الميكرفون في يدها وبدأت ترحب بالمسافرين .
_اسمي نيكولا سلون وانا مرشدكم السياحي ,سائقنا اليوم يدعى بلاي ونتمنى ان تستمتعوا بالرحله .
بينما هم يسلكون الطريق الذي يتجه الى خارج المدينه اخذت نيكولا تريهم المعالم المختلفه والاعشاب والحشائش البريه كما حدثتهم عن مزارع البرتقال والتبغ التي تشتهر بها المنطقه .جعلت نيكولا كلامها قليلا ومفيدا حتى لا تزعج المسافرين .




قبل ان يصلوا الى حديقة الحيوانات البريه اوقف بلاي الباص واخبرتهم نيكولا ان من يشعر منهم برغبة في شرب شاي او قهوة او الذهاب الى دورة المياه يجب ان يفعل الان لانهم لن يستطيعوا النزول من الباص عند دخولهم الى الحديقه الى ان يصلوا الى المخيم .
عندما عاد بلاي الى الباص كان المسافرون متشوقون للدخول الى حديقة الحيوانات وقد اخرجوا الات التصوير استعدادا لالتقاط الصور وامال الجميع من جلستهم بأتجاه النوافذ بأستثنار جلوريا التي كان يبدو عليها الضجر وتساءلت نيكولا عن السبب الذي جعلها تشترك في رحله كهذه ونظرت باتجاه بلاي الذي يجلس خلف مقود الباص بكل ثقة نفس وكان هذا هو عمله المعتاد. انه احد افراد الاداره ماذا حدث لجون بايلي ؟ماذا يفعل بلاي هنا ؟ان بلاي بيترسون لديه الكثير ليشرحه .




بعد قليل وصلوا الى مدخل الحديقه الحجري ,واستعدت نيكولا لاداء عملها .انها الان مرشده سياحيه فعلا .امسكت الميكرفون في يدها وحدثتهم قليلا عن ما قد يرونه في طريقهم .بعد ان ساروا حوالي ربع ساعه انتبهت نيكولا ان شيئا بني اللون يختبئ وراء الاشجار ومالت الى الامام قليلا ولمست كتف بلاي :
_لقد رأيت شيئا.
اوقف بلاي الباص وتمنت ان يظهر هذا الحيوان المختبئ ليرضي السياح .
_ماهو ؟
سأل السياح وهم ينظرون من النافذه والات التصوير في ايديهم .
لبضع لحظات لم تتبين نيكولا سوى لون بني بين الاشجار .لعلها قد اخطأت ولكنها لاحظت حركه ايضا لقد كان الحيوان مختبأ بصوره جيده .
_هل سنتوقف هكذا كلما تخيلت نيكولا شيئأ .
قالت جلوريا بصوره غير لطيفه .
لم يعرها احد اي اهتمام حتى بلاي الذي عاد الى تشغيل محرك السياره وتقدم ببطء حوالي مسافة متر واحد بحيث يتمكن الناظر من رؤية الحيوان بصورة احسن لقد كان كبيرا بلا شك .
_ماذا الان ؟
سألت نيكولا .
أطفأ بلاي محرك السياره وقال :
_لننتظر قليلا .
_الن يزعجك الانتظار؟
التفت بلاي اليها مازحا :
_انت المرشده.
كلما نظرت نيكولا الى بلاي احست بشعور غريب لم يسبق ان شعرت به من قبل .
_اود الانتظار .
قالت نيكولا بصوت خافت.
_انا حقا مرشد سياحي لقد ارتديت الزي صباح اليوم ووقفت امام المرأة وقلت بصوت عال نيكولا سلون المرشد السياحي وحتى وقتها لم اصدق نفسي .
_والان؟
سألها بلاي .
_الان فقط بدأت اصدق.
تعالت اصوات السياح :
_ها قد بدأ وحشك بالتحرك سنتمكن من رؤيته بوضوح يانيكولا.
كان الحيوان يتحرك فعلا باتجاه الشارع ,وفحأة خرجت من بين الاشجار زرافة طويله الرقبه توقفت قليلا من سيرها ونظرت الى الباص ثم استدارت الى احد الاشجار وبدأت تأكل اوراقها وبدا الجميع بألتقاط الصور .




انتبهت نيكولا الى حركة اخرى هاهي زرافة اخرى لابد انه الزوج .
بعد قليل جاءت الزرافه الثانيه ووقفت تأكل الى جانب الاولى .
_هل انت مستعده للذهاب الان ؟
سأل بلاي .
_لننتظر بضع دقائق اخرى .
قالت نيكولا .لقد كان لديها شعور داخلي ان هناك زرافات اخرى وبسعاده نظرت لترى زرافتين صغيرتي الحجم تخرجان من بين الاشجار .اخذت نيكولا تضحك كان لضحكتها رنه جميله كانت تضحك بدون تحفظ ولم تلاحظ ان عيني رجلين في الباص كانا يراقبان ضحكتها هذه .
_عظيم .
قال السيد سلايد .
وقالت السيده بارنز
_ان منظر هذه الزرافات جميل حقا .
لم تسمع نيكولا كلامهما لم تسمع سوى بلاي وهو يقول لها :
_لقد احسنت العمل.
بدأ الباص بالتحرك مرة اخرى وعادت نيكولا تنظر من النافذه انها بدايه جيده .
***
شعرت نيكولا وهي تدق باب الشاليه باضطراب وقد زادت خفقات قلبها بسرعه لا تكوني غبيه قالت مخاطبه نفسها لقد جئت لانجاز عمل فلا تضطربي هكذا سمعت جواب من الداخل :
_ادخل .
ففتحت الباب ودخلت .
كان بلاي قد ادار ظهره للباب كان يرتدي بنطلونا قصيرا اما صدره وظهره فكانا عاريين ولم يرتدي حذاء .من الواضح انه قد خرج للتو من الحمام فشعره مبلل.
_قدومك بهذه السرعه !
قالها دون ان يستدير ليرى من قد دخل .
تعجبت نيكولا فكيف له ان يعلم انها ستأتي واجابته :
_بأمكاني ان اعود فيما بعد اذا اردت .
كانت تتكلم بصعوبه عندما سمع صوتها استدار سريعا والدهشه على وجهه :
_نيكولا!!
_اني اسف كان يجب ان انتظر قليلا .
تقدم بلاي خطوه باتجاهها :
_ماذا تفعلين هنا ؟
_ولكنك قلت ...
وتوقفت نيكولا في كلامها وشعرت فجأة بجفاف في فمها .
_لقد كنت تتوقع قدوم شخص اخر.
اخذ بلاي خطوة اخرى باتجاهها ,لم يسبق لنيكولا ان رأت رجلا مثله كان عريض الكتفين طويل القامه كله رجوله .كانت الغرفه واسعه مثل غرفتها ولكن بوجودها هنا مع بلاي بمفردهما كانت تبدو صغيرة جدا .نظر الى عينيها وقال :
_ماذا تفعلين هنا ؟




ما هذا ؟من المؤكد انها مجنونه كيف سمحت لنفسها ان تأتي لغرفته لقد كانت تعلم تأثيره القوي عليها فأجابت قائله :
_سنتكلم فيما بعد.
كانت على وشك ان تترك الغرفه عندما شعرت بيديه تمسكان يديها :
_بلاي ...
_لابد انك متشوقه لرؤيتي ماذا بك؟هل جئت تطلبين قبله؟
_انك واثق من نفسك جدا !
_حقا؟
قالها وهو يضحك وبدون انذار جذبها اليه وامسكها بقوة .
_نعم ,انك واثق من نفسك لابعد الحدود!
ضحك مرة ثانيه :
_لماذا يرتجف جسدك هكذا ؟
رفعت نيكولا رأسها محاولة للسيطره على اعصابها ,على الموقف واجابته :
_اني قد تعودت ان اختار اصحابي بنفسي .ارجوك ان تطلق يدي !.
افلت بلاي قبضته ,واتجهت نيكولا مسرعه الى الباب :
_لماذا اتيت يانيكولا؟
سألها بلاي برقه .
_واردت ان اعرف سبب وجودك هنا بدل من جون بايلي .ولقد فهمت!
_لعل الامر لا يبدو مهما بالنسبة لك لكنه مهم بالنسبة لي .او لعله كان يبدو كذلك!
_حقا.
_لقد بدا الامر مهما عندما رأيتك في الباص صباح اليوم .
_الم يعد مهما الان؟
_لا.
اجابت نيكولا ولكنها كانت تكذب .
_لقد كان جون مريضا.
_ولماذا لم يرسلوا سائقا اخر ليحل مكانه؟
بالرغم من غضبها لم تستطع ان تبعد عينيها عنه .لقد كان وسيما للغايه .
_اني احب القيام باعمال مختلفه .
قال بلاي وهو يشرح الامور .
_اني كنت متشوقا لقيادة الباص في سفرة سياحيه.
_تعني فعلت هذا لمتعتك الشخصيه فقط .
اجابت بلهجه غاضبه .
_نعم فعلت ذلك لمتعتي الشخصيه .
اجابها بلاي ومد يده ليلمس وجهها ثم رقبتها .لم تتمكن نيكولا من الحركه .كانت نيكولا تبذل جهدا كبيرا لتخفي ما يجول في نفسها .
_كنت اعتقد انك ستفهمين الامور .
قال بلاي برقه .
_انا؟
اجابت نيكولا بدهشه .
_نعم انت يانيكولا !لقد قلت ان كلينا من المجازفين هل تستغربين اذا شعرت انا برغبه في تغيير عملي ؟
_هذا جائز ولكن هناك شيء لا اشترك فيه معك .اذا كنت ممن يبحثون عن مغامرات عاطفيه عابره ,فانا لست من هذا الصنف يابلاي بيترسون .




_لقد كنت اعتقد ان كل النساء من هذا الصنف.
نظرت نيكولا الى بلاي وتعجبت من طريقة كلامه فأجابته قائله :
_اعتقد انك قابلت امرأة غير مناسبه .
_لعل ذلك صحيح.
لقد كان ما تصورته عن بلاي صحيحا .ان النساء فعلا يتهافتن عليه هذا واضح من تصرفاته فها هو يظن انها ستستسلم له بهذه السهوله ولا عجب من هذا فهو وسيم للغايه .
_يجب ان اذهب الان .
قالت نيكولا بصوت متقطع .
_لقد كنت تتوقع قدوم احد ما عندما دخلت .
نظر اليها بلاي وابتسم وتعجب لبراءتها وسذاجتها .وتعجبت نيكولا لنظرته ثم ادركت السبب وقالت:
_جلوريا؟
_نعم ,جلوريا .
اجابها بلاي .
شعرت نيكولا بالم حاد في صدرها عند سماع هذا الاسم على شفتيه وقالت بصوت خافت :
لازال الوقت مبكرا لم تمض نصف ساعه منذ وصولنا .لابد انها ستأتي لا تيأس.
_لا ,لن ايأس.
قالها بطريقه ساخره ,خرجت نيكولا واقفلت الباب خلفها .
لم تكن نيكولا قد ابتعدت عن شاليه بلاي اكثر من خمسين خطوه عندما لمحت جلوريا متجهه اليه .توقفت نيكولا في سيرها ونظرت الى جلوريا التي تبدو جميله كالعاده .ولكن لماذا تشعر بالتفاهه .ان حياة بلاي الخاصه لا تهمها بأي شيء ,لذلك حاولت ان تتحاشى محادثة جلوريا ثم سارت في الاتجاه المعاكس ولكنها تأخرت فقد رأتها جلوريا وهاهي تسير بأتجاه نيكولا .
_نيكولا!




_اهلا سيده باين .ارجو ان يكون سكنك قد راق لك ؟
_نعم ,لماذا تحدثيني بلهجه رسميه؟
_ حسنا اذن سأناديك بجلوريا.
كانت جلوريا ترتدي بنطلونا مختلفا .يبدو عليه انه باهظ الثمن وكأنها قد دخلت الى محل البسه مختص بالازياء اللائقه للاحراش الافريقيه .
_لقد لاحظت انك لا تخاطبين بلاي بلهجه رسميه يانيكولا.
_ماذا تعنين بذلك؟
قالت نيكولا.
_اذا لم اكن مخطئه فذاك الشاليه خاص به .ولقد خرجت منه منذ دقائق!
_لا, انت لست مخطئه.
_لابد انك كنت متشوقه لوضع يديك على بلاي ؟
كانت نيكولا تفكر بان جلوريا لها نفس طريقة بلاي في التفكير وارادت ان تجيب بكلام لاذع ,ولكنها تذكرت انها تعمل لشركة ديلاني وانها مرشده سياحيه ,ويجب ان تعامل الزبائن بصوره جيده حتى اذا كانوا مخطئين في تصرفاتهم ,فاجابتها:
_من هذه الناحيه فانت مخطئه جدا في تصوراتك!لقد كانت لدي بعض المواضيع التي اردت ان ابحثها مع بلاي والتي تخص الرحله .
_يا الهي انك كفوءة للغايه لم يمض نصف ساعه على وصولنا وحتما انت تهتمين بالاستعدادات الخرى .
_نعم ,وبما اني لم اكمل الاستعدادات ,علي ان اذهب.
_بعد لحظه ليس الان .
قالت جلوريا ,ومدت يدها لتمسك بذراع نيكولا .
_اود ان اخبرك بان بلاي باستطاعته التهام الفتيات الصغيرات في جلسه واحده.




نفذ صبر نيكولا فأجابت جلوريا قائله :
_اذا كان ماتقولينه صحيحا فليس لديك ما تخافينه اذن!
_كيف تجرؤين ان تتكلمي معي هكذا ؟
اجابت وهي تصرخ في وجه نيكولا ,ساخبر ادارة شركة ديلاني عن تصرفاتك هذه غير اللائقه.
_لم اقصد الاساءة لك جلوريا.
اجابت نيكولا:
_انك امرأة جميله ومثقفه ولا اتوقع ان يساويك بلاي مع فتاة صغيره !
لم تنتظر نيكولا الى اجابة من جلوريا ,واستمرت في سيرها وتجاهلت حديقة المخيم الجميله والطيور التي كانت تغرد .كم ذهب جمال هذا اليوم ,وتمنت لو ان جلوريا باين لم تأت في هذه الرحله ولم يمرض جون بايلي.

 
 

 

عرض البوم صور سيريناد   رد مع اقتباس
قديم 25-10-19, 09:07 PM   المشاركة رقم: 4
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Feb 2018
العضوية: 328781
المشاركات: 406
الجنس أنثى
معدل التقييم: سيريناد عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 23

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سيريناد غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سيريناد المنتدى : روايات منوعة
افتراضي رد: مملكة الأسد - سلسلة الدوائر الثلاثة ( كتابة )

 

الفصل الثالث
لم تحزن نيكولا طويلا . لقد كان لديها الكثير من الاعمال وكانت قد صممت على ان تكون هذه الرحله ناجحه .
اخذت تشرف على المواقد استعدادا لحفلة الشواء الليله ,وانتبهت الى ديريك مارسدن يسير باتجاهها كان شابا لطيفا احمر الشعر وابتسامه صبيانيه ترتسم على وجهه :
_اهلا نيكولا .
قال مرحبا بها .
ابتسمت له نيكولا فأستمر قائلا :
_انا سعيد لرؤية الابتسامه على وجهك !
_هل انت معجب بابتسامتي اذن؟
_لقد خفت ان تذهب تلك الغوله بابتسامتك!
نظرت اليه نيكولا بتساؤل :
_اتعني جلوريا باين؟
_ومن غيرها .
قال ضاحكا .
_اذن لقد سمعت حديثنا !
قالت نيكولا بنبرة اتهام وتساءلت اذا كان احد غيره قد سمع حديثهما .
_لقد سمعته عن طريق المصادفه .انها حقا متوحشه .
_انها غير لطيفه انها ...
توقفت نيكولا عن الكلام ووضعت يدها على فمها ..
_يا الهي لا يجب ان اتكلم هكذا !
_ولم لا ؟
_انتما مسافران معي وانا مرشدكم السياحي .
قالت نيكولا .
_ولكنك انسانه .
قال ديريك مبتسما ,نعم انك انسانه وجميله جدا .
_لقد بدأت اتساءل .


قالت نيكولا وفي عينيها بريق:
_انك تحاول ملاطفتي يا ديريك .
_اني لا اقول اكثر من الحقيقه .
واتسعت ابتسامته .
انه حقا يحاول ملاطفتي ولكنه شاب لطيف وكلامه هذا اعاد لي ثقتي بنفسي .
_هل انت مستعد للذهاب ؟
قالت نيكولا في محاوله لتغيير مجرى الحديث.
_لا زال هناك متسع من الوقت للقيام بجوله في الحديقه سأبدأ بجمع بقة المجموعه .
وقفت نيكولا بجانب الباص تنتظر الركاب وقد استعادت ثقتها بنفسها .لقد كان وجود جلوريا باين في هذه الرحله من سؤء حظها ولكن يجب عليها ان تعتاد هذا الصنف من الناس فلابد انها ستواجه مشاكل متعدده في رحلاتها القادمه .لقد اخبرت بلاي في المقابله انها جيدة التعامل مع الناس ولهذا يجب ان تتصرف بصوره جيده مع جلوريا باين .اما بلاي بيترسون فكان مشكله اخرى وحاولت ان تبعده عن افكارها .
اخذ بلاي بيترسون مكانه وراء مقود الباص .والتقت عيناه بعيني نيكولا وكان يقرأ افكارها .

_هل انت مستعد ؟
سالته نيكولا ببرود بعد ان صعد الجميع الى الباص .
_نعم مستعد وراض .
قالها بطريقه احست بها نيكولا بانه يعني شيئا اخر .احمرت وجنتاها وضحك بلاي وقال :
_ما رأيك انت ؟
_اني مستعده لاعطاء كل ما لدي من طاقه .
اجابت نيكولا بهدوء وليظن باجابتها ما يشاء .
لم تنتظر نيكولا لرؤية اثر اجابتها عليه بل التفتت الى الركاب وقد امسكت الميكوفون في يدها :
_سنسلك الطريق المحاذي للنهر .ارى انكم على استعداد لالتقاط الصور ,ارجو ان تسنح لكم فرصة لالتقاط صور جيده .
كان جو الباص يسوده المرح .وكان الركاب قد اخذوا يتحدثون ويتعرفون على بعضهم البعض ,باستثناء جلوريا التي امتنعت عن التحدث وتساءلت نيكولا عن سبب مجيئها الى هذه الرحله .

كانت طريق النهر من اختيار نيكولا وقد وافقها بلاي على هذا الاختيار لقد كانت جلوريا معجبه ببلاي .كان لعينيها بريق غريب عندما تنظر اليه ولم ترتح نيكولا لهذه النظره .لا بد ان تكون رحلتها القادمه اكثر سهوله بغياب بلاي وجلوريا .لقد كان وجودهما يقلق توازنها .كانت نيكولا قد احسنت الاختيار كانت الحيوانات كثيره ان حديقة الحيوانات البريه تختلف كثيرا عن حديقة الحيوانات الاعتياديه لان الحيوانات هنا طليقه وليست مسجونه في اقفاص هذه افريقيا كما كانت منذ قرون ومع ذلك تمكن الركاب من رؤية العديد من الحيوانات ومنها الامبالا والكودو والحمار الوحشي واخذت نيكولا تتحدث عن هذه الحيوانات باختصار وتشرح مميزات كل منهم.
سعد الركاب كثيرا لرؤية القرده ,فأوقف بلاي الباص ليتمكنوا من مشاهدة حركاتها المضحكه ,اخذ الجميع يلتقط الصور .
كانت جلوريا هي الوحيده التي بدا عليها الملل .
_انت لا تستمتعين بهذه المناظر؟


سألها ديرك بأدب.
هزت جلوريا كتفها واجابت :
_انني ابحث عن صيد اكبر .
ولم تنظر الى ديريك عندما اجابته كانت تنظر الى بلاي الذي كان قد ادار كرسيه واخذ يستمع لحديث الركاب .
كانت نيكولا تنظر الى بلاي كذلك ,وقد احس هو بذلك فأستدار لينظر اليها .ابعدت نيكولا عينها عنه وقالت :
_عندما ينتهون من التقاط الصور سنستمر في السير .
_هل سنرى الفيله ؟
سألت السيده بارتز وهي تشير الى كومه من الاوساخ .
_اتمنى ذلك .
اجابتها نيكولا .


_ولكن هذه الاوساخ ليست بالدليل الكافي فهي قديمه وليست حديثه .
_يجب ان تبحثي عن البخار المتصاعد من الاوساخ.
قال ديريك مما اثار ضحك الجميع .حاولت نيكولا ان تبعد افكارها عن بلاي وجلوريا ,وتركز على متعة المسافرين .
عند عودتهم الى المخيم اخذت نيكولا تشرف على الاستعدادات المختلفه لحفلة الشواء في الليل .في الايام التاليه سيكون بامكان المسافرين اختيار طريقة اكلهم .لقد كانت المواقد متوفره للذين يودون تناول الطعام بمفردهم بالاضافه الى اللحوم المجمده .ولكن الليله الاولى في المخيم كانت العاده ان يجتمع الجميع لتناول الطعام .
كانت نيكولا قد اكملت جميع الاستعدادات قبل غروب الشمس .وبدأ العمال بأيقاد النيران في المواقد ووضعت اللحوم على النار .بعد ذلك ارتاحت نيكولا قليلا .
سارت نيكولا باتجاه الحاجز الذي يحيط بالمخيم واخذت تنظر الى النهر .كان منظر غروب الشمس جميلا جدا .لقد احسنوا اختيار موقع المخيم هذه افريقيا التي كان الجميع يلأتي لرؤيتها بدائيه ,مجهوله ,جميله .

_مرحبا نيكولا .
قال صوت مألوف من ورائها .
_اهلا يابلاي .
اجابته نيكولا لم تكن قد سمعت وقع اقدامه على الرمال الناعمه.
_هل استمتعت بيومك الاول كمرشد سياحي ؟
_لقد استمتعت بجزء من اليوم .
ضحك بلاي من اجابتها وقال:
_لكل رحله مشاكلها!
_بالتأكيد .
قالت نيكولا.
_يجب ان تتعودي على حل هذه المشاكل .
_هل قلت اني قد عجزت عن حلها ؟
واستدارت نيكولا لتواجج ووجهت اليه الكلام الذي كان يدور في رأسها النهار كله:
_لم انسى اني تحت التجربه !هل هذا سبب وجودك هنا بلاي ؟هل انت هنا لأختباري ؟
لابد انه سينكر ذلك سيقول ان جون بايلي كان كريضا ولكنه قال :
_هل تمانعين في ذلك ؟
كانت نيكولا تفكر مع نفسها .لابد ان اخضع للامتحان ولكن لايريد ان يكون بلاي هو الذي يمتحنني .ولبلاي قالت وهي تهز كتفيها :


_ان كل الممتحنين متشابهون .
_لماذا تقولين هذه الكلمه وتشبهين الممتحن بالسجان ؟
_انظري نيكولا اني ارى فيلا !
_اين ...؟اني لا اراه ...
ركزت نيكولا الى حيث اشر بلاي لترى فيلا كبيرا اطلق صوتا عاليا واخذ يحرك اذنيه الكبيرتين .ثم اتجه الى النهر وادخل خرطومه ثم اخذ يرش نفسه بالماء .
ارادت نيكولا ان تذهب لتنادي السياح ولكنها امتنعت ستكون هناك فيله اخرى اما لحظه مثل هذه مع بلاي فلن تتكرر.
ان بلاي مغرور.انها تعتقد انه جاء في هذه الرحله لمراقبتها .لقد تعرف بشكل سيء للغايه عندما ذهبت لزيارته ,ومع ذلك هاهي تقف الى جانبه تستمتع بالمنظر .وكانت تعلم ان جزء من متعتها هو سبب وجود بلاي الى جانبها .من السهل على المرأة ان تحب رجلا مثل بلاي ,ليست هي بل امرأة اخرى .ترددت نيكولا قبل ان تسأل سؤالا كان يراودها دائما :
_بلاي؟
_نعم؟
_لماذا منحتني الوظيفه ؟
ضحك بلاي وقال :
_ان هذا سؤال جيد!
_ارجوك ان تخبرني .
قالت بتوسل .
_الا تعلمين لماذا؟

_لقد كان الاخرون ممن تقدموا للوظيفه اكثر كفاءة وخبرة .
_اعلم ذلك.
_اذا لماذا وقع اختيارك علي؟
كان بلاي يراقب الفيل فاستدار لينظر اليها :
_ارجوك يابلاي اخبرني لماذا ؟
كان بلاي ينظر اليها وكأنه يريد ان يأسر عينيها وكأنه يتحداها من ان تحاول تجاهل نظرته وقال :
_كان لدي شعور داخلي .لقد اعجبتني جرائتك .
_حقا؟اهذا كل شيء؟
_لقد كان الذين تقدموا اكثر خبرة وكفاءة منك ,ولكنهم كانوا يفتقدون شيئا مهما .
_ما هو؟
سألت نيكولا.
_الحماس ,لقد اعجبني حماسك وشوقك للعمل .لم ار هذا منذ فترة طويله .عرفت اننا كنا نبحث عن الصفات الخاصه .
ابتسمت نيكولا وهي تنظر الى بلاي .لم تستطع اخفاء سعادتها .
وفكرت في شركة مورجان الزراعيه وبجوناثان الذي سيتزوج ابنة مدير الشركه وقالت :
_انك انت جريء كذلك .الم تمانع ادارة شركه ديلاني عندما اخترتني بالذات ؟

ابتسم بلاي مرة ثانيه ,وذكرتها ابتسامته باليوم الذي دخلت معه الى مكتب السيد ديلاني .تفاجأة نيكولا ببلاي وهو يمد يده ليلمس شعرها واخذ يبعده عن اذنها كانت حركه لا اراديه ولكنها شعرت برعشه تسري في جسدها :
_لقد اتفقنا ان كلينا من النوع الذي يحب المجازفه .
وابتسم ثانية.
_بالتأكيد .
اجابت نيكولا .
لابد انه سيبعد يده ولكن يده لم تزل على اذنها .ما الذي يحدث لم يسبق لنيكولا ان تأثرت برجل هكذا .ما سر تأثيره علي ؟حرك يده من اذنها الى رقبتها كان بأمكانها الابتعاد ولكنها بقيت مكانها .
_ستنجحين يانيكولا سلون .
قال بلاي برقه.
_ارجو ذلك .
اجابت نيكولا بصوت اقرب الى الهمس .
_ان مجازفتي ستأتي بنتائج طيبه .
قال بلاي .


_نعم, سأجعلك تفتخر بتعييني في هذا المنصب.
_افتخر؟ لا اظن انك قد اخترت الكلمه الصحيحه يانيكولا .
كان بلاي قد قرب منها بيده واحست نيكولا بقربه منها . كانت تعابير وجهه غريبه واحست نيكولا بنبضاتها تسرع .
لابد انه سيقبلها هنا حيث يستطيع اي شخص رؤيتهما .كانت تريد ان يقبلها .ارادت ان تشعر بشفتيه على شفتيها ولكنها في نفس الوقت كانت تعلم ان ذلك مستحيل .
_لا تستطيع ان تقبلني .
قالت بسرعه
_ولم لا .انك ترغبين في قبله .
قالها بسخريه وودت لو انها تستطيع ان تصفعه .
_انك وغد .
قالتها وهي تصرخ في وجهه وتعجبت لهذا التغيير المفاجيء في الوضع .
_العالم يحب العشاق.
_ولكننا لسنا عشاقا يابلاي بيترسون.
_هذا مجرد تعبير .
قالها وهو يحرك اصابع يديه ببطء شديد على كتفيها .
_ان هذا الحديث لا يعجبني وارجو ان تبعد يديك عني .
وابعد بلاي يديه عنها وشعرت نيكولا بالندم والغضب في آن واحد.

كان الفيل لايزال واقفا على شاطيء النهر .شاهدت نيكولا العروسين مافروني وهما يراقبان الفيل عن بعد .كان المنظر قد فقد سحره بالنسبه لنيكولا .
_لدي اعمال يجب ان اقوم بها.
قالت ببرود وابتعدت عنه .
خيم الظلام في المخيم .استخدمت المصابيح النفطيه لللأضاءه وعلقت في الاشجار .كان بعض السياح قد احضروا مصابيح يدويه تعمل على البطاريه .
اوقدت النيران في المواقد استعدادا لحفلة الشواء وامتلأ المخيم برائحة اللحم المشوي .اجتمع السياح حول النار بجو من السعاده واخذوا يتبادلون اطراف الحديث لقد كان يوما جميلا .كانت نيكولا تنتقل بينهم لتشاركهم الحديث وتساءلت فيما اذا شعر احدهم بالتوتر في داخله .
انتبهت نيكولا الى وجود جلوريا قريبا من بلاي وكأنها قطعة من جلده .لولا بلاي لأستمتعت كثيرا بهذه الليله .لقد كانت صادقه عندما قالت انها تحب التعامل مع الناس وها هي جهودها قد اثمرت فالركاب ملتفون حول النيران يتبادلون الاحاديث والطرائف وكأنهم اصدقاء قدامى .

شكرت الله لوجود ديريك فهو شخص ممتع ولم يخف اعجابه بها .بعد مده قصيره انتهى شي اللحم واخذ كل حصته ووجدوه لذيذا للغايه .بعد ان انتهوا من تناول العشاء والحلويات كان الجو قد بدأ يبرد حيث قام عمال المخيم بأيقاد نار كبيره وتجميع الجميع للجلوس حولها وتأمل السنة النيران .
بدأ ديريك يقص مغامراته في صيد الحيتان كانت قصته طويله ولكنه سردها بطريقة مضحكه وبعد ان انتهى منها اخذ كل واحد منهم يسرد قصه ونكته .


بعد ان انتهوا من سرد القصص والنكت كانت النيران قد هفتت قليلا وسمعت نيكولا احدهم وقد بدأ يعزف جيتاره ولكنها لم تتبين وجهه وبعد ان وضع حطبا جديدا فوق النار تبينت نيكولا وجه بلاي .لقد كان هو الذي يعزف .كان يبدو ساهما وتمنت نيكولا لو انها تستطيع رؤية عينيه .
جلست جلوريا الى جانب بلاي ولو اقتربت قليلا لكانت تجلس في حضنه .هل كانت جلوريا من النساء اللواتي يلاحقنه من اجل قبلاته ؟لابد انها من هذا الصنف .ما رأي بلاي بهذا الاهتمام البالغ من قبل جلوريا؟ الم يضايقه اهتمامها الواضح للجميع .باصرار ابعدت نيكولا هذه الافكار من رأسها وحاولت ان تستمتع بوقتها .بعد قليل بدأ بلاي بالغناء .كان صوته جميلا بعد ان انتهى من اغنيه بدأ بالاخرى .كانت نيكولا تراقبه وهاهي ترى وجها جديدا من وجوه بلاي العديده شارك الجميع في الغناء مع بلاي ومعهم نيكولا .فجأة سمع الجميع زئيرا يأتي من جهة الاحراش .سكت الجميع والتفت احدهم الى الاخر :
_هل هو اسد ؟


سألت السيده بارنز .
نظرت نيكولا الى بلاي وأومأت برأسها :
_نعم اسد اليس هذا شيئا جميلا ؟
_لست متأكده ...
قالت السيده بارنز بشيء من الخوف :
_انه يبدو قريبا جدا !
كان حقا يبدو قريبا .نظرت نيكولا الى وجوه الجالسين .كان قسم منهم يبدو خائفا بينما كان ديريك يرحب بفكرة وجود اسد بينهم .
_قد يكون على بعد عدة اميال من هنا .
قالت نيكولا :
_ان الاصوات تنتقل على بعد مسافات كبيره في الليل .
_ولكنك لا تعلمين ذلك بالتأكيد قد يكون الاسد على الجانب الاخر من الحاجز .
قالت جلوريا .

_اني حقا لا اعرف ذلك بالتأكيد .ولكن الاسد ليس مهتما بنا انه يبحث عن وجبة عشاء .بالاضافه الى ذلك هناك النار التي نجلس حولها فلن يأتي هنا .
_ياله من خطاب .
قالت جلوريا .
_ان نيكولا محقه في كلامها .
قال بلاي :
_لسنا في خطر ياسيدة بارنز .ما رأيكم باغنيه اخرى قبل ذهابنا للنوم!
بدأ بلاي يعزف نغما خافتا ثم بدأ يغني :
هيا ياطفلي
طفلي ذا الشعر الجميل
سأجلس قرب النار
واغني لك اغنية الصغار


كانت اغنيه تعلمتها نيكولا في طفولتها وسبق ان غنتها مع والدتها كان بلاي يغني بمفرده .كان البقيه يجهلون كلمات الاغنيه وبعد لحظات شاركته نيكولا الغناء .
هيا هيا ياطفلي
اتريد ان تلعب مع القمر
اتريد ان تجري مع النجوم
سيأتون اذا توقفت عن البكاء


كان صوتها منسجما مع صوته .نظر اليها بلاي ولم تيعد عينيها هذه المره .احست بسعاده كبيره في داخلها .كانا يغنيان معا وكان احدهما يغني للاخر هذا اللحن الجميل وكأنه لحن لاغنية العشاق .
انتهت الاغنيه ولكنهما اعاداها مرة ثانيه نسيت نيكولا الناس الجالسين معهما .لم ترى سوى بلاي .لم ترى سوى بلاي .لم يعد هناك وجود لجلوريا او ديرك الذي يجلس الى جانبها .
انتهت الاغنيه واخذ الجميع يصفق لهما .نظرت نيكولا حولها وابتسمت وكأنها قد قابلت هؤلاء الناس فجأة لقد اختفوا عنها وهي تغني .قال ديريك وبصوته نبرة غريبه :
_لقد كانت الاغنيه جميله .
اما جلوريا فقالت :
_ما رأيكم في ان نغني اغنيه للبالغين هذه المره يابلاي .سنغني اغنيه واحده فقط.
_يجب ان نستيقظ مبكرا لدى نيكولا خطط عديده لقضاء نهار الغد اليس كذلك ؟
قال بلاي .


_هذا صحيح ,سنغادر المخيم مع شروق الشمس .
قالت نيكولا.
كان بلاي ينظر اليها مرة ثانيه ولكنها لم تستطع رؤية عينيه في الظلام لكنها توقعت ان تكون نظرة ساخره ,الم تعن له الاغنيه شيئا؟
لابد انه شعر بعاطفتها وهي تغني او لعله مثل جلوريا عديم الشعور كانت جلوريا قد وضعت يدها على ذراعه وقد اقتربت منه وكانت تنظر الى نيكولا نظرة ملؤها الحقد والكراهيه وكأنها تقول لنيكولا لقد غنيت معه اما انا فسأفعل الكثير مع هذا الرجل وما سنفعله سيكون للكبار فقط .
شعرت نيكولا بالاحمرار يعلو وجهها .
لم يبذل بلاي جهدا لابعاد جلوريا عنه .فجأة وضع ديريك ذراعه حول كتف نيكولا لوهله ارادت ان تبعد نفسها عنه ولكنها انتبهت الى الغضب في عيني بلاي اذ قد انتبه الى حركة ديريك .ان بلاي يستطيع ان يفرحها وان يبكيها ويستطيع ان يغضبها ولكنها لن تسمح له بذلك .لن يسيطر على حياتها كما فعل جوناثان .

 
 

 

عرض البوم صور سيريناد   رد مع اقتباس
قديم 25-10-19, 09:10 PM   المشاركة رقم: 5
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Feb 2018
العضوية: 328781
المشاركات: 406
الجنس أنثى
معدل التقييم: سيريناد عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 23

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سيريناد غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سيريناد المنتدى : روايات منوعة
افتراضي رد: مملكة الأسد - سلسلة الدوائر الثلاثة ( كتابة )

 

الفصل الرابع

استيقضت نيكولا في اليوم التالي قبل شروق الشمس بمده طويله .ارادت ان تستعد لاستقبال يومها بنشاط .لقد طلبت من المجموعه ان يكونوا مستعدين لمغادرة المخيم الساعه الخامسه والنصف صباحا .وقد احتج قسم منهم لهذه الساعه المبكره ,ولكن نيكولا اعلمتهم ان احسن وقت لمشاهدت الحيوانات هو في الصباح الباكر حتى جلوريا تقبلت الوضع او لعلها لم ترحب في ان تترك بلاي يذهب بمفرده .


اغلب المسافرين يكونون ذوي نوايا طيبه ولكن قسما منهم قد يرفض الاستيقاظ فمن الواجب على المرشد السياحي ان يتولى ايقاظهم حتى لا تفوتهم الرحله .هذا ما كان يقوله المدرب لنيكولا .
كانت الحشائش والاعشاب مغطاة بقطرات الندى عندما خرجت نيكولا من غرفتها وسارت من باب الى باب لايقاظ مجموعتها ونصحت كل واحد منهم بأرتداء ملابس دافئه لان الجو لازال باردا .سيعودون الى المخيم بعد ساعتين لتناول الافطار وعندئذ يمكنهم تغيير ملابسهم وارتداء ملابس صيفيه .
نظرت نيكولا الى ساعتها ووجدت انه ما يزال لديها متسع من الوقت .بأمكانها ان تعود الى غرفتها لتستلقي على سريرها قليلا او ان تتمشى قليلا في حديقة المخيم .فضلت نيكولا الاختيار الثاني .كانت السماء لاتزال مظلمه قليلا واتجهت نيكولا لتقف قرب حاجز المخيم واخذت تتأمل ماء النهر .
_لقد استيقظت مبكرا .
قال احدهم وتبينت نيكولا صاحب الصوت الذي سكن احلامها الليله الماضيه .
وضعت نيكولا يدها على الحاجز وكأنها تبحث عن شيء لتستند عليه ثم اجابته :
_لدي متسع من الوقت قبل بدء الرحله فجئت هنا .
_اعتقد ان لديك سببا اقوى من ذلك ,كان بأمكانك ان تعودي الى غرفتك .اني متأكد انك تحبين هذا المكان يا نيكولا .
لقد كان كثير الثقه بنفسه كما كان جوناثان .لقد كان جوناثان دائما واثقا من نفسه ,يعلم مايريد .
_نعم .اني احب هذا المكان انك قد نهضت مبكرا كذلك يابلاي .


_هذه صفة اخرى مشتركه بيننا .
قال بلاي مبتسما .
_اتعني ان كلينا يحب النهر .
قالت نيكولا بتسائل .
_اني لا امله ابدا .
_بامكانك ان تبقى سائق الباص .
قالت وهي تمزح.
شاركها بلاي الضحك ثم قال :
_لقد احضرت لك قدحا من القهوة.
كان منظر بلاي يليق بمدير شركه وليس موظف عادي .كانت تصرفاته تدل على القوة والسيطرة.انه رجل يعطي الاوامر ولا يستلمها لابد انه يحتل مركزا كبيرا في الشركه .
نظرت نيكولا اليه وهو يناولها قدح القهوه .اقتربت منه خطوه ثم توقفت يجب ان تتوقف عن التفكير بهذا الرجل لماذا تستجيب له هكذا .


_بلاي,يجب ان اذهب .
قالت نيكولا بشيء من التردد.
_لاتزال اغلب مجموعتك نائمه .
قال بلاي برقه وكأنه قد شعر بترددها .
_لدي اعمال يجب ان اقوم بها .
قالت نيكولا بصوت خافت .
_لقد انهيت كل اعمالك يانيكولا.
لقد كان صادقا لقد اكملت جميع الاستعدادات ان رفضت شرب القهوه ستبدو تصرفاتها طفوليه لا يجب ان يراها بلاي بيترسون تتصرف كطفله بالاضافه الى ذلك فهي تريد ان تبقى هنا مع بلاي وان تقترب منه
كانت القهوه ساخنه ولذيذه اخذت نيكولا ترتشف القهوه وتتلذذ بدفئها استندت في وقفتها الى الحاجز وامسكت بالقدح امامها .كان البخار يتصاعد من قدح القهوة ليلتقي مع البخار المتصاعد من القدح الذي في يد بلاي كما التقت اصواتهما ليلة امس.


-انظري .
قال بلاي وهو يشير الى شيء ما .
نظرت نيكولا لترى غزالا يقف بالقرب من حاجز المخيم كان ينظر اليهما .
_انه لا يخافنا .
قالت نيكولا بتعجب .
_ان الحيوان يعلم بمن يثق .
_كيف؟
_لديه شعور داخلي .
صمت بلاي قليلا ثم عاد يتكلم بصوت فيه صلابه :
_هل انت متأكده من شعورك يانيكولا؟
_اتمنى ذلك .
اجابت نيكولا بشيء من التأني .
_اني اتساءل .
_ماذا تقصد من كلامك هذا !
_كنت افكر بديريك .والرجل الذي تركته وراءك.
امسكت نيكولا قدح القهوه بقوة لئلا يقع من يدها .
_لم يسبق لي ان حدثتك عن جوناثان !
قالت نيكولا.
_اسمه جوناثان اذن.


هاهي قد وقعت في كمين نصبه بلاي بمهاره.
_لم يكن ذلك ضروريا .
صمتت نيكولا قليلا وحاولت ان تستجمع افكارها :
_هل سألت عني؟
_انك تعلمين اني لم افعل شيئا كهذا .لقد لاحظت علامة خاتم على اصبع الخطوبه .وكانت عيناك تبدوان حزينتين .
تذكرت نيكولا انه قد سألها اثناء المقابله فيما اذا كانت متزوجه او على وشك الزواج ,قد اجابته بالنفي ,ولم يستمر هو في سؤالها لابد انه قد ادرك ان هناك رجلا في حياتها .
_هل انت مطلقه ؟
سألها بلاي .
هل يجب ان يعلم كل شيء لماذا لم يسألني في المقابله ؟
اخذت نيكولا نفسا عميقا واجابته قائله:
_لا لقد تركني ,اعني انه هجرني .
_هذه كلمه قبيحه .
قال بلاي .
اخذت نيكولا رشفه من قدحها وتمنت لو انها تشرب قليلا من البراندي .
_نعم انها كلمه قبيحه .
_هل تودين الكلام في هذا الموضوع ؟
هزت نيكولا كتفيها وعادت تنظر الى البخار المتصاعد من قدح القهوه .


هزت نيكولا كتفيها وعادت تنظر الى البخار المتصاعد من قدح القهوه .ان بلاي بيترسون يريد كافة المعلومات عن الفتاة التي تعمل في هذه الشركه .
_انها قصه عاديه جدا .كنا نعمل في نفس الشركه ونفس القسم احببنا بعضنا البعض او تهيأ لنا ذلك ثم اتت ابنة مدير الشركه وانتهى كل شيء .
_انه غبي وقد احسنت بالتخلص منه .الازلت تحبينه ؟
اخذت نيكولا تفكر لقد تصورت اني احبه اما الان فاني اتساءل اذا كنت احبه فعلا اجد نفسي اكثر تفكيرا ببلاي بيترسون ثم اجابت بصدق:
_لا.
اخذ بلاي يدها بيده :
_الا زلت تتألمين؟
ترددت نيكولا قبل ان تجيبه :
_نعم قليلا.
_ان الصد يؤلم دائما.
هل سبق ان صدتك امرأة؟ انك تبدو قويا شديد الوثوق بنفسك هل سبق ان احزنتك امرأة ؟سيكون ذلك سببا مقنعا يجعلك تكره النساء .
_هل كان جوناثان سببا في تقدمك لهذه الوظيفه؟
نظرت نيكولا الى عينيه واجابت :
_لا, لقد كنت دائما احلم بان اصبح مرشده سياحيه .
_اذن التوقيت كان مجرد صدفه ؟
_ليس بصوره كليه .لقد كنت حزينه واردت ان اترك المكان الذي اعمل فيه وكنت منذ طفولتي احلم بعمل كهذا
_لقد فهمت .


_حقا؟لقد جاء دوري الان لاستجوابك ياسيد بيترسون .
_لماذا سألتني كل هذه الاسئله ؟هل انت نادم على اعطائي الوظيفه؟
_لا.
_هل تشعر بالندم لانك لم تستجوبني بصوره جيده ؟هل تشعر سفريات ديلاني بحاجه ماسه لتعلم كل صغيره وكبيره عن موظفيها ؟اتريد ان تعلم كم مره امشط شعري في الليل ؟هل اخبرك عن اي فردة حذاء ارتديه اولا ؟هل تريد ان تعلم .....
_كفى !
قال بلاي بحده :
_ان هذا التصرف لا يليق بك .
كانت يده لازالت موضوعه على يدها .حاولت ان تبتعد عنه ولكن قبضته كانت قويه.
_ماذا تريد اذن؟
_اريد اشياء كثيره ,هل بأمكانك ان تحزريها ؟
كان صوته ناعما رقيقا .
_لقد حان الوقت لذهابنا .
قالت نيكولا بحده .
_انك مرشده سياحيه ياعزيزتي .ما اريد ان اعرفه هل انت امرأة كذلك ؟
_بالطبع انا امرأة
_اني سعيد لسماع ذلك .
قالها وفي عينيه بريق غريب .
استدار بلاي يواجهها ,واخذ قدح القهوه من يدها ليضعه على الارض.


وامسك وجهها بين يديه ونظر اليها :
_بلاي ,ان الوقت يسرقنا !
قالت نيكولا .
_لازال لدينا متسع من الوقت هل تخافين مني نيكولا ؟
_لا اني لا اخافك .
_اعتقد انك تكذبين مرة اخرى .
وتحرك ابهامه الى خدها .حاولت نيكولا ان تخفي عواطفها وقالت :
_اني لا اخافك .يا الهي ,ولماذا اخافك ؟لقد بلغت سن الواحد والعشرين !بلاي ان الناس قادمون اتركني .
_انك تتكلمين كثيرا .اريدك ان تحذري ديريك .
_ديريك ؟
تساءلت نيكولا بعجب.
_انه معجب بك .هناك اشخاص مثل ديرك في كل رحله .انهم يتصورون ان المرشده السياحيه احدى الوسائل الترفيهيه المهيأة لهم من قبل الشركه.
_كيف تجرؤ ان تتكلم هكذا !
_عندما تنتهي الرحله يختفي عن الانظار تاركا الفتاة بقلب محطم .
_اذن انت تحذرني .
كان بلاي لايزال يمسك بوجهها بين يديه واخذ يحرك اصابعه على وجهها شعرت نيكولا بالدفء يسري في جسدها يا الهي لماذا لا يتوقف ؟ولكنها لاتريده ان يتوقف!
_انك تعتقدين اني احذرك .لقد تعرضت لتجربه محزنه سيكون ديريك خطرا بالنسبه لك .
ان ديريك شاب لطيف وقد ساعدني في بعض اللحظات الحرجه اذا كان هناك شخص خطر فهو انت يابلاي .نظرت نيكولا الى وجه بلاي .لقد كان بامكانه قراءة افكارها بسهوله .لا يجب ان يعلم تأثيره عليها .كان شعورها هذا هو الذي دفعها لان تقول :
_ديريك خطر؟هذا مستحيل ان حياتي مليئه برجال من امثال ديريك .ان من الاوجب ان يخافني ديريك .
_لا اصدقك انت تكذبين .


كان صوته حادا.
_ان ما اقوله هو صحيح لقد كان جوناثان احد الرجال الذين صادفتهم في حياتي .
_كفى!
_لم انهِ كلامي .لقد سألتني اذا كنت امرأة وسأجيبك ,اني امرأة منذ مده طويله .
اجاب بلاي بسرعه :
_اثبتي ذلك !
_ماذا ؟
_اثبتي ذلك !اقضِ هذه الليله معي .
نظرت نيكولا حولها بخوف لقد كان الكلام سهلا .وهاهي قد تكلمت ولكن ماذا ستفعل الان وقالت بسرعه :
_ليس لدينا وقت .
_لقد قلت هذه الليله وليس الان ياعزيزتي .
_غرفتك ام غرفتي ؟
_سأتي الى غرفتك .
وابعد يديه عن وجهها .
_حسنا ليكن ذلك.
اخرجت نيكولا الكلمات من بين شفتيها بصعوبه لم تعد تعلم كيف تتصرف .ماذا ستفعل هذه الليله كيف ستتخلص من هذا المأزق الذي كان من صنعها .لم يسبق لها وان قضت ليله مع رجل ولن تبدأ بذلك الان .
_اذن اتفقنا والان لاعطيك نموذجا لما سأوفره الليله لك .
لم تدرك نيكولا مغزى كلماته الا بعد فوات الاوان ,وضع بلاي ذراعيه حولها وضمها اليه لم يعد هناك مجال للهرب وشعرت بشفتيه فوق شفتيها ,ولم تعد نيكولا تقوى على الحركه .
كيف يجرؤ على تقبيلي ومن سمح له بذلك حاولت نيكولا ان تتخلص منه كان يمسكها بقوة وزادت قبلته قوة .انهارت مقاومة نيكولا كليا واخذت تبادله القبلات .
ابعد بلاي شفته فجأة وابعدها عنه بيديه وقال :
_لابأس!


_ماذا تعني؟ هل تريد الكمال .
_ولم لا؟ ولكن لا تيأسي سأعطيك فرصة اخرى هذه الليله .
_انك وغد .
كانت نيكولا تصرخ في وجهه.
_ولكني عشيق جيد ياعزيزتي .لقد توقفت عن تقبيلك لاني سمعت احدهم يفتح الباب .
لقد انقذت اذن .وهل كانت ترغب في ان ينقذها احد؟كانت تشعر بالدوار في رأسها وكان جسدها يرتعش .
_كنا سنتوقف على كل حال لقد اكتفيت من قبلاتك .
لم يجبها بلاي .بل اكتفى بضحكه تدل على انه لم يصدق كلامها .وضعت نيكولا يدها على خدها الذي تحول الى قطعة حجر استدارت نيكولا مبتعده عن بلاي الذي وضع يده على ذراعها فجأة وقال :
_بالنسبه لديريك تذكري ما قلته ....
لم يكمل بلاي كلامه لقد كان شخص ما ينادي :
_بلاي؟بلاي, اين انت ؟
وبعد ثوان ظهرت جلوريا .وتوقفت عندما رأت نيكولا تقف قريبا من بلاي ,وتغيرت قسمات وجهها فجأة ,ولكنها قالت بنبره لطيفه .
_ياله من صباح جميل ,لابد انكما قد استيقظتما مبكرين .
_لقد استيقظت انت باكرا كذلك .
قال بلاي وهو ينظر اليها مبتسما , كان يكلمها بطريقه لطيفه وليس بسخريه كما كان يخاطب نيكولا .


استدارت نيكولا وتركتهما دون ان تتكلم ولم يلحظ احدهما ذهابها .لم تذهب نيكولا الى الباص مباشرة بل اتجهت الى غرفتها ونظرت الى مرآتها ورأت ان شعرها قد تناثر على كتفيها بشكل غير مرتب وكان وجهها احمر وعيناها شاردتين .يا الهي كيف تسمح لبلاي وجلوريا ان يروها بهذا الشكل .
غسلت نيكولا وجهها بماء بارد .اعادت تمشيط شعرها .لم ترغب في رؤية بلاي وجلوريا ولكن ليس بيدها حيله .كان الركاب بأنتظارها ولا يجب ان تتأخر .نظرت الى ساعتها ,لديها دقيقه واحده فأسرعت الى الباص وعندما وصلت كانت الاخيرة اذ ان الجميع كان في انتظارها .
واحست نيكولا ان مشكله ما قد وقعت .كان الركاب كلهم صامتين والجو مشحونا وشعرت بالغضب عندما انتبهت الى السبب كانت جلوريا تجلس في المقعد الامامي بدلا من السيدة بارنز التي كانت تجلس في المقعد الخلفي والضيق واضح على وجهها .نظرت جلوريا الى نيكولا وابتسمت بتحدٍ.


التفتت نيكولا الى بلاي .كان صامتا ومن الواضح انه قد ترك الامر لنيكولا باعتبارها المسؤوله عن الركاب .
_بما ان مرشدنا السياحي قد وصل لتبدأ رحلتنا !
قالت جلوريا بصوت رقيق مغر .
سيطرت نيكولا على غضبها وقالت بلطافه :
_ستبدأ رحلتنا بعد ان تعودي الى مقعدك وتعود السيده بارنز الى مكانها .
_ليس في نيتي ان اعود الى مقعدي السابق .
_اذن سننتظر حتى تغيري رأيك .
اجابتها نيكولا بأدب .
شعرت نيكولا ان الركاب يقفون الى جانبها فقررت ان تصر على موقفها .
_لقد وصلت اولا .
قالت جلوريا .
_ان هذا ليس سببا .لقد قلت امس ان على الراكب ان يحتفظ بمقعده طيلة الرحله.
_هيا تحركي .


قال ديريك واجابته جلوريا بنظره بارده وتمنت نيكولا لو انه لم يتكلم .
_بلاي .
قالت جلوريا :
_لماذا لا تقول شيئا ؟

_ارجو ان لا تدخلي السائق في هذه المشكله .
قالت نيكولا بلهجه امره لتمنع بلاي من التحدث :
_انا المسؤوله هنا .
_انت تعلمين كما اعلم انا ان بلاي ليس سائقا فقط .
اجابتها جلوريا .
اللعنه على هذه الامرأة واجابتها نيكولا باصرار :
_في هذه الرحله بالذات هو سائق فقط وانا اطلب منك وللمرة الاخيره ان تعودي الى مقعدك .
_واذا رفضت ؟
_سنقضي النهار في المخيم .
لم تجبها جلوريا على الفور .كان وجهها شاحبا .اما بلاي فكان واقفا وراء نيكولا .ساد الصمت في الباص لم تستطع نيكولا رؤية وجه بلاي ولكنها كانت تشعر بقربه .
_يا الهي ما هذا .


قال ديريك .
_هيا ياسيده باين لا تفسدي النهار علينا .
قال السيد سلايد .
ببطء تركت جلوريا المقعد ورمقت نيكولا بنظره تشبه نظرة الافعى الى فريستها وركلت نيكولا في رجلها .حاولت نيكولا ان تخفي حرقة الالم واخفضت عينها الى الارض حتى لا يروا دموعها وهكذا عادت جلوريا الى مقعدها الخلفي وعادة السيده بارنز لتجلس في المقعد الامامي .
استدارت نيكولا لتواجه بلاي وقالت :
_بامكاننا ان نرحل الان .
الن يقول شيئا ؟تساءلت نيكولا مع نفسها هل رأى كيف ركلتها جلوريا ؟
لابد انه لم يرها ,لم ينتبه احد .ان جلوريا ذكيه .
لم يتكلم بلاي ولكن عيناه كانتا تنظران الى نيكولا بنظرة غريبه اكان يهنئها على تصرفها ؟
بعد ان شغل بلاي محرك السياره توجه الى الاحراش .والتفت الجميع للنظر من النوافذ .لقد انتهت المشكله على خير ,ولكن جلوريا لن تنسى ما فعلته نيكولا .اما بلاي فهو من النوع الذي لاينسى الا قليلا .اخذت نيكولا تنظر الى الاحراش بحثا عن الحيوانات وهي تفكر بالمشاكل التي تنتظرها .
انتبهت نيكولا الى حركه بين الاشجار وفجأة خرج خنزير بري ضخم كانت السماء لازالت مظلمه لم يتمكن الركاب من التقاط الصور ولكنهم سعدوا لرؤية هذا الحيوان وبعد قليل انتبهوا الى القرده فوق الاشجار بحركاتها المضحكه .


_اني لا امل مراقبة القرده ,انها حيوانات جميله ومسليه .اتمنى لو اني استطيع اخذ واحد منهم الى منزلي .
قالت السيدة بارنز وهي تخاطب نيكولا .
_لو فعلت ذلك فسيتعبك .
قالت نيكولا وهي تبتسم .
كانت القرده في كل مكان واخذوا يتسلقون الباص لينظروا من النوافذ الى الركاب .وتمنت نيكولا لو كان بامكانهم البقاء لمراقبتهم ولكن الوقت قد تأخر وطلبت من بلاي ان يستمر في سيره .
كان التوتر قد زال عن الركاب وقررت نيكولا ان تتناسى مشكلتها مع جلوريا فأمسكت بالميكروفون في يدها وقالت :
_سنتجه الى النهر .
_هل حان وقت الشرب؟
قال السيد سلايد


_نعم .ان اكثر الحيوانات تتجه الى الشرب في الظلام ,لذلك طلبت منكم الاستيقاظ مبكرا لعلنا نرى .
تعالت اصوات الركاب عندما وصلوا الى ضفة النهر ,ورأوا مجاميع الحيوانات .
استدارت نيكولا لتنظر الى بلاي :
_ان هذا المنظر اشبه بالصوره .
_نعم انه شيء جميل .
لقد كان حبه للحيوانات واضحا من نبرة صوته لابد ان حبه هذا هو الذي جعله يأتي كسائق مكان جون بايلي .
كان هناك قطيعان من حمير الوحش على ضفاف النهر بالاضافه الى بعض الغزلان وثلاثة زرافات يشربون من ماء النهر .انتبه بلاي ونيكولا الى الفيل الكبير الذي اخذ يتحرك ببطء وجذب انتباه الركاب اليه .اتجه الفيل الى احدى الاشجار ولف خرطومه حول الشجره وكسرها .
_انه يكسر الشجرة كما اكسر انا عود الكبريت .
قال السيد سلايد .


اتجه الفيل بعد ذلك الى النهر وادخل خرطومه في الماء وقال بلاي مخاطبا نيكولا :
_هل تعرفت عليه ؟
_اهو نفس الفيل الذي شاهدناه تلك الليله ؟
_نعم اني متأكد من ذلك .انه صاحبنا .
لعله ذلك بالفعل او قد يكون فيلا اخر لم تهتم نيكولا لذلك ما كان يهمها هو كلمة (صاحبنا(.
نظرت نيكولا الى بلاي الذي كان يبتسم بدون تلك النظره الساخره .اخذت نيكولا خطوة نحو بلاي ثم توقفت .ارادت ان تلمس وجهه وشفتيه ولكن هذا مستحيل حتى بغياب هؤلاء الركاب .
_لقد احسنت فعلا .
قال بلاي بصوت منخفض .
_اتعني رؤيتي للفيل .لقد رأيته انت كذلك في نفس اللحظه .
_اعني تصرفك مع جلوريا .
_نعم ,لقد كنت مضطره لذلك .
قالت نيكولا .
_نعم ,لكن كوني حذره يانيكولا .
_ماذا تعني ؟
_انك لا تحبينها .
_هل قلت ذلك ؟
_لا .لكنه واضح .
صمتت نيكولا قليلا وقالت :
_انه ليس وصفا سهلا .
_انها زبونه يانيكولا .
انها امرأة كذلك ! امرأة جذابه بالنسبة لك ,وهي كذلك معجبه بك !
_نيكولا ؟
_نعم سأكون حذره !
قالت نيكولا بصوت خافت .

 
 

 

عرض البوم صور سيريناد   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)
facebook




جديد مواضيع قسم روايات منوعة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 11:00 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية