لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات منوعة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات منوعة الروايات المنوعه


الغريب الغامض _ ناتالى _ كتابة

الغريب الغامض من روايات ناتالى الملخص ****** من الطبيعى ان ارغب فى منزل قرب الولدين .... طالما أنا مسئول عنهما لست مسؤولا عنهما قانونياً أنا

إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 25-07-19, 08:10 PM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Feb 2018
العضوية: 328781
المشاركات: 406
الجنس أنثى
معدل التقييم: سيريناد عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 23

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سيريناد غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : روايات منوعة
Newsuae الغريب الغامض _ ناتالى _ كتابة

 





الغريب الغامض

من روايات ناتالى




الملخص
******
من الطبيعى ان ارغب فى منزل قرب الولدين .... طالما أنا مسئول عنهما
لست مسؤولا عنهما
قانونياً أنا مسؤول , ومالياً أنا مسؤول ولقد أرصدت الأموال لمستقبلهما وأنا الأمين عليهما
ومع ذلك فلم تكن لتحلم أن هذا سيؤثر عاطفياً عليها
فهل سيكون لوجوده أثر على حياتها ؟
وهل نظرته اليها ستختلف عن مجرد كونه " الوصى " ؟

 
 

 

عرض البوم صور سيريناد   رد مع اقتباس

قديم 25-07-19, 08:16 PM   المشاركة رقم: 2
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Feb 2018
العضوية: 328781
المشاركات: 406
الجنس أنثى
معدل التقييم: سيريناد عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 23

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سيريناد غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سيريناد المنتدى : روايات منوعة
افتراضي رد: الغريب الغامض _ ناتالى _ كتابة

 

الفصل الأول




ركضت جوانا عبر المرجة باتجاه مدرسة القرية, ولم يكن هناك رصيف للطريق, بل كانت منزلقة بسبب أوراق الشجر المتساقطة المبللة...مرة أو أكثر كادت تقع بشكل خطير.ألقت نظرة سريعة الي ساعتها...انها الرابعة الا ربع ولابد من أن يكونوا قلقين لتأخرها والآنسة فورستر لا تطيق صبرا كي تقفل أبواب المدرسةوأحست بألم في خاصرتها فخففت من سرعتها, سخافة حقا أن تخاف من معلمة الأطفال ومع إنكارها أنها تخافها توقع رؤية وجه الآنسة فورستر المتجهم دفعها الي الركض مرة ثانية.فجأة ودون توقع سمعت صوت هدير محرك سيارة خلفها, وتذكرت أن لا أحد يأتي بسيارة علي هذه الطريق سوي شاحنة المزرعة, وأحيانا سيارة البريغادير بدفورد, وقفزت دون وعي نحو القناة...وكان العشب رطبا فكان عليها أن تتشبث بشجرة شوكية كي تمنع نفسها من الانزلاق فوق ما أصبح بفضل المطر جدولا صغيرا يندفع بسرعة, وصاحت "اللعنة"وتوقفت السيارة ونزل السائق منها ثم نظر حوله وتقدم, وحدقت به جوانا وقد أحست بالانزعاج من عدم اهتمامه الزائد,ومن موقعها المزري علي الأرض بدا لها طويلا يرتدي نظارة سوداء بدت سخيفة وغير ضرورية هذا المساء...ومن خلف النظارة بدا مقطبا ,في ظروف عادية مواجهة رجل غريب كان سيفزعها, ولكن بما أنها مبتلة وتشعر بالبرد ومتأخرة ,وفوق كل ذلك فزعة, وليتوج كل هذا وقف الرجل ينظر اليها دون عرض للمساعدة وكأنه يضحك عليها, وكأنها جرو متكور لجانب الطريق...فكافحت بشراسة لتقف ,فقلب شفته وقال"أظن أنك بخير؟ لا أري دما أو طرفا مكسورا"ولا فضل لك في هذا ! حسنا ساعدني لأقففتجاهل يدها الممدودة, وانحني ليلف ذراعه حولها ويوقفها علي قدميها,ثم يضعها فوق الطريق وبقي ممسكا بها وكأنه يظن أنها ستقع ثانية ثم بدأ ينفض عليها الأوساخ, فصرت جوانا علي أسنانها وقالت بغضب "شكرا لك""لا داعي للشكر كنت موحلة, هل تحبين الوحل؟""الأفضل أن ترشها علي سيارة مسرعة"ونظرت الي سيارته لتجدها من النوع الرياضي المنخفض الذي كان يفضله شقيقها ولاحظت بسرور أنها مليئة بالوحل"ترش عليك الوحل؟ وهل ظننت أنني قد أصدمك؟ أهذا هو سبب غطسك في الوحل؟ فهمت..أنا آسف"وردت عليه بأدب مبالغ فيه"أنت لطيف جدا"فضحك وأضاف"أوه يا الهي, أنا حقا آسف...ولكن لم تكوني بحاجة للقفز هكذا عن طريقي فالسيارة يمكن إيقافها بلحظة وأنا لم أكن مسرعا""السرعة أمر نسبي, فمعظم السير عندنا هنا يكون علي أربعة أرجل""حسنا لقد كنت مسرعا حسب المقاييس المحلية ولكنني كنت أبعد عنك ميلا""لم أشعر هكذا ,كان لدي انطباع أنك لاحقتني""أنا آسف"وأخذ ينظر اليها وكأنها شيء لم يشاهده من قبل ووجده مثيرا للاهتمام"لا يبدو عليك الأسف"وقال بحذر" أعني أنني آسف...لأنك متوترة الأعصاب هكذا"بلغت قمة الغضب فجذبت ذراعها من يده "كيف تجرؤ علي مثل هذا القول؟"أخذ يهتز من الضحك"اسمحي لي أن أوصلك الي حيث أنت ذاهبة وسنناقش الأمر""لن أفعل""يبدو أنك غير متمدنة""لا...ولقد تأخرت"ونظرت الي ساعتها فوجدتها ملطخة باللون الأخضر وبدت العقـرب تحتها تشير الي عشر دقائق بعد الرابعة" اعذرني يجب أن أذهب, علي أخذ الأولاد من المدرسة,"واستدارت لتذهب فأحست ثانية بالألم في خاصرتها وتأوهت, فأمسك بكوعها بسرعة وقال مقطبا"هل أصبت بأذى""لا شيء...حتي أنك لا ذنب لك به, كنت أركض وأحسست بالألم"فضحك" حسنا هذا صدق كاف منك, ومع ذلك لا أستطيع تركك تسيرين في هذا الطريق الموحل,سأوصلك للمدرسة""ولكنها ليست بعيدة"فسار الي السيارة وفتح الباب"اصعدي""حسنا, انها في آخر الطريق أمامنا الي اليسار,"نصف ميل بعد وجدت الأطفال ينتظرونها ولا أثر للسيدة فورستروقالت للرجل وعينها علي مونيكا" هنا ..أرجوك""هل هذه الطفلة لك؟""أجل انها واحدة اثنين"ولاحظت مونيكا السيارة تبطئ قرب المدرسة, ونزلت منها جوانا فبدأت تحاول تسلق الجدار المنخفض لتخرج من المدرسة اليها ووقعت حقيبتها منها فتجاهلتها صائحة وهي تركض نحو السيارة"أبي"وتجمدت جوانا, لماذا لم تفكر بما سيفعله منظر السيارة بالأولاد؟ ألم يتبادر الي ذهنها أنها تشبه سيارة ريتشارد؟وأحست بالفزع وهي تراقب المشهد.

منقذها وهو ينزل من السيارة بعد أن صرخت مونيكا واستدار بسرعة وصفق الباب وراءه, وتلقي الفتاة بين يديه واستدار بها وهو يرفعها في الهواء ضاحكا وقال برقة" أخشي أن تكوني مخطئة ولكن والدك محظوظ, هل الآباء وحدهم من يتلقون التحية؟ ألا تستاهل الأم واحدة؟"

"هذه ليست أمي ,انها جوانا فقط"

"أوه...."

وتدخلت جوانا" مونيكا ابنة أخي وهو تعيش معي وشقيقها الذي يلعب هناك"

"فهمت, حسنا يبدوان بحجم معقول ويمكن وضعهما في المقعد الخلفي وسأوصلكما الي المنزل"

قاومت جوانا كبرياؤها, ستكون نعمة لها أن لا تضطر الي السير أكثر من ميل ونصف والطفلين يجرجران أذيالهما خلفها ومع ذلك فكان كبريائها سيفوز لولا ظهور الآنسة فورستر في تلك اللحظةمدرسة القرية فيها صفان يؤويان حوالي ثلاثين طفلا, الصغار تعلمهم معلمة عجوز عمرها من عمر المدرسة تقريبا والكبار ومن بينهم مونيكا وبوب هم في صف الآنسة فورستر وكانت شابة رياضية صغيرة شعرها أشقر قصير وترتدي النظارات, وكانت لها نظرة مخيفة لا يجرؤ حتي بوب علي عدم إطاعتهاوقالت التنين الصغيرة وهي تقفل باب المدرسة الخارجي

"آه آنسة راينهارت, هل أخرك شيء عن القدوم؟" ودون أن ترفع صوتها أو تلتفت " نحن لا نسير فوق الحائط دايفيد"

تخلي بوب عن لعبه وتقدم ليقف بجانب جوانا التي قالت" لقد تأخرت في عملي ثم وقعت علي المرجة وهذا السيد ساعدني وأوصلني لما تبقي من الطريق"

وأدارت الآنسة فورستر نظارتها اليه ولدهشة جوانا ابتسمت له وبدت تماما مثلها مثل البشر وتجاهلت الآخرين وهي تسأله ما اذا كان قد أضاع طريقه ودخل القرية عن طريق الخطأ ثم التفتت الي جوانا لتسألها

"هل أصبت بأذى"

"لا أظن"

"آسفة لما حدث لك وبالطبع لم تكن غلطتك ولكنك قلت أنك تركت عملك متأخرة وهذه هي المرة الثالثة هذا الأسبوع يا آنسة ولن أستطيع حقا إبقاء الأولاد كل هذه المدة وعليك أن تحاولي الوصول في الوقت المحدد

"أجل آنسة فورستر"

"لا أضمن أن أكون حرة للبقاء معهما كل يوم"

"لا آنسة فورستر"

وتدخل الرجل" هذا صحيح, ونحن قد أخذنا ما يكفي من وقتك منذ وصلنا" وتجاهل نظرة جوانا المعترضة وتابع" فليحضر الأولاد حقيبتهما ولن نؤخر الآنسة فورستر أكثر من ذلك"

وبدت الآنسة فورستر مذهولة, فهي بالتأكيد لم تعني هذا ونظرت جوانا بارتباك من أحدهما الي الآخر ولاحظت أن الآنسة فورستر كانت أكثر من مستعدة لمتابعة الحديث مع الرجل الغريب مهما استغرق من وقت, ولكنه أشغل نفسه بوضع الأولاد في المقعد الخلفي للسيارة, وانحني لها مودعا ولحقت به جوانا .

قال الرجل بعد أن غابت المدرسة عن أنظارهم" أوه انها ضابطة نظام فظيعة" ثم التفت الي جوانا" هل علمتك في الماضي؟"

"من؟ أفريل فورستر؟ يا الهي انها أصغر مني سنا"

"لا يمكن لأحد أن يعرف هذا"

أحست بالتوتر فقد ارتابت الي أنه يوجه لها اهانة" أوه...؟ ولماذا؟"

"هكذا...مجرد انطباع...قولي لي أين سآخذك؟"

"الي أين أنت ذاهب؟"

"الي عزبة الرياح ,ان استطعت أن أجدها"

"أوه" المنزل المذكور كان فارغا لأكثر من سنة منذ وفاة آخر مالك له, والقرية مليئة بالإشاعات أن الورثة يقنعون مديرية الآثار الوطنية لشرائه, فهو منزل مبني منذ العصور الوسطي, صغير ولكن جميل, ... حتي وقت متأخر, فبعد موت السيدة أندرهيل العجوز أصبح مهجورا,ولطالما هز سكان القرية رؤوسهم أسفا علي الأراضي الزراعية المحيطة به والتي أصبحت بالتدريج جرداء وهناك ربيه في المنزل نفسه ومن المتفق عليه أن السيدة أندرهيل قد أهملته خلال سنواتها الأخيرة, وأنه سيكلف كميات ضخمة من المال ليستعيد أهليته للسكن, واذا لم يصلح عاجلا...فلن يعود هناك أمل فيه سوي أن يهدم وفي نظر البعض ستكون تلك مأساة.

"هل تعرفين العزبة؟"

فابتسمت جوانا بأسف وهي من قضت طفولتها تلعب في حدائقه"أجل أعرفه, انه قرب البحر وأظن من الصعب عليك أن تجده بسهولة, هناك بوابة خلفية له, تفتح الي باحة الكنيسة, كنت أستخدمها بنفسي منذ زمن بعيد, ولكن له طريق خاصة تصل الي المنزل عبر الغابة التابعة له, عليك أن تتجه في تلك الطريق بعد ميلين من القرية.

"بعيد بهذا القدر؟ ولكني ظننت المنزل في القرية؟"

"أجل, والقرويون يدخلون اليه عبر باحة الكنيسة أو من علي طريق البحر ولا يمكن الوصول بالسيارة من كلا الطرفين."

"ولكنك قلت ميلين...وغابة المنزل, هل كل هذه الأرض تابعة له؟"

"كانت كذلك, وأظن البريغادير بدفورد قد اشتراها من السيدة أندرهيل منذ سنوات ولكن لا يزال هناك حق المرور الي المنزل قائما مع أنني لست أدري في أية حال هي الطريق الآن""

"لن تكون أسوأ من طريقكم المحلية وعلي أن أخاطر"

وقالت مونيكا من المقعد الخلفي" كانوا يقطعون بعض الأشجار من الغابة في عطلة الأسبوع الماضي, كنت أنا و بونتي هناك نتمشى وقال لنا السيد آدامز أننا لا نستطيع البقاء لأنهم سيسقطون الشجرة الكبيرة قرب البوابة لتنظيف الطريق"

ورد عليها بوب" لم يكن ذلك لتنظيف الطريق يا غبية, بل لأن الشجرة مريضة ولا يريدون لمرضها أن ينتشر...هذا صحيح, أليس كذلك يا جوانا؟"

لأن جوانا تعمل في مكتب بدفورد الxxxxي فقد اعتقد الأولاد أن عليها معرفة كل شيء عنه وعن أرضه, ومع أنها ولدت وكبرت في القرية , ان الأولاد الجدد فيها من سنة يعرفان أكثر منها, حول الأرض ومواسمها والأماكن المحلية الخاصة والناس بالطبع, وكانت تحس أحيانا أنها تعيش مع اثنين من أكبر ناقلي الاشاعات في القرية ,
ردت عليه".لست أدري, وأنت تعرفي يا مونيكا أنني لا أحبك أن تأخذي بونتي في نزهة وحدك"
و بونتي هو كلب من فصيلة الذئب الألماني, وهو ملك ل أرثر بدفورد, وعلي الرغم من محبتها للحيوانات فقد كانت تخاف من بونتي ولا تخرج معه سوي برفقة جوانا كي تدفعها للقبول بتربية كلب في منزلهما الريفيوقال الرجل" وما خطب الأشجار؟ هل هو مرض الحافور الألماني؟"
فتنهدت جوانا" أعتقد هذا, لقد حدث بعض التحطيم في الشجر وسقوطه في التلال ولكن البريغادير بدفورد كان يأمل ألا يصل المرض الي هنا"
"ومن هو البريغادير بدفورد؟ هل هو الحاكم المحلي"
"يمكنك دعوته هكذا"
ووصل الي نهاية الطريق فتوقف وسأل" الي أين الآن؟"
"استدر الي اليمين ثم بخط مستقيم عبر الوادي وسأكون شاكرة لو أنزلتنا قرب الدكان ثم تابع سيرك وتجاوز محطة الأتوبيس ثم قصر الأمير."
"شكرا لك, وهل لهذا الطريق لوحة؟"
"لست واثقة, أتتذكرين يا مونيكا؟"
"لست واثقة"
"أخشي أن لا نكون مفيدين لك, فأنا عادة لا ألاحظ ما هو موجود حولي, كل ما أذكره أن الطريق مظلم, يظلله شجر الغار والورود المتسلقة وما شابهها, أوه وهناك بوابة حديدية"
"مقفلة؟"
"بالطبع لا, لم تكن مقفلة أبدا كما أذكر"
"اذن لابد أنها مغطاة بالأعشاب ولا يمكن تمييزها, أمر محبط...وكأنه قصر الأميرة النائمة المهجور, وهل هذا المدخل الي اليمين أم الي اليسار؟"
"الي اليسار باتجاه البحر والمنزل قرب الشاطئ, ولهذا سميت العزبة بالرياح"
"أنا مسرور أنك ذكرت هذا!"
"ولماذا؟"
"لأنني ظننت الاسم قد آتي من خرافات الغيلان"
"آه..هذه هي الدكان أيمكن أن تقف هنا؟"
وتوقف أمام الدكان علي حافة الطريق فقالت" لا لزوم للتوقف تابع سيرك بعد أن ننزل"
"ولكن هناك لزوم اذا كنت أريد أن آكل الليلة, هذا اذا لم أذكر صباح الغد,أم أنهم سيرفضون خدمتي لأنني أوصلتك؟"
"لا تقول هذا لم يبدر الي ذهني أنك قد تريد شراء"
"ولماذا لا؟ هل ظننت أنني بيض البوم ودماء السعادين لمجرد أنني سأعيش في منزل الغول؟"
"لم أفكر بهذا مطلقا,أنت لم تقل أنك ستقيم هناك؟"
"حسنا سأقيم هناك, ومع أنني لا أريد استعجالك ولكن يبدو أن الدكان ستقفل ألا يجد أن نطلب ما نريد قبل أن يقفلوا الأبواب؟"
"أوه..أجل بالطبع"
وسارعت علي الفور الي دخول الدكان وطلبت الخبز ومربي التوت وتبعها الأولاد مع الغريب الذي نظر حوله بينما تطلب جوانا مشترياتهاوقالت جوانا للسيدة هوب صاحبة المحل" ربما تفضلين خدمة هذا الرجل أولا"
"حسنا بالطبع فأنت لست مستعجلة يا عزيزتي"
واشتري الغريب كمية سخية بما فيها البطاطا" الشيبسي" التي جعلت عيون الطفلين تتسعان اعجابا كذلك اشتري علبة كبيرة من القهوة سريعة التحضير والتي تحتفظ السيدة هوب بمثلها للسيد بدفورد, وسألته وهو يضع المشتريات في علبة الكرتون كبيرة" وهل تظن أنك ستبقي هنا طويلا؟"
فنظر الي علبة القهوة الكبيرة في يده وابتسم" في العادة أنا أتناول القهوة بكثرة"
وأخفت جوانا ابتسامة, ومع أنها كانت لا تزال تهدئ نفسها من مواجهتهما الا أنها لم تكن تنكر أنه كان يتعامل مع السيدة هوب بتفوق, فقد كان يصد كل سؤال تطرحه ولكن بأدب حتي أنها لم تلاحظ أنه يصدها, وبعد عشر دقائق من الأخذ والرد لم تكن قد تعرفت علي بعد علي اسمه, وأعجبت جوانا بعامله معها وهي التي عانت من حشريتها وثرثرتها , وعندما قدمت له الفاتورة أخرج دفتر الشيكات من جيبه فأوقع دفترا صغيرا فالتقطته مونيكا وقالت" هذا جواز سفر يجب ألا تضيعه, والا لن تتمكن من العودة الي بلدك, أبي لديه واحد وكذلك أنا وبوب"
أخذ منها الجواز وأرجعه الي جيبه وأقلق قلة اهتمامه مونيكا فقالت بغيظ" لا يجب أن تضيعه"
"لن أفعل"
ولم يقدم الرجل أي شرح لماذا يتجول في كندا وجواز سفره في جيبه ,والتقت عينا السيدة هوب بعيني جوانا بتعجب فأدارت جوانا وجهها ,السيدة هوب سيئة الظن كأهل القرية تماماوأعادت نظرها اليه, له وجه متحفظ ووجنتان مرتفعتان وفم ممتلئ ولاحظت أن النظارة السوداء تراقبها باهتمام وبدون منطق, وجدت أن نظرته هذه فيها شيء من الفظاظة وعن قصد رفعت حاجبيها وردت له نظرته الفاحصة, فالتوت زاوية من فمه وكأنه يوشك علي الابتسام, وقال لها بمرح" حسنا, يبدو أنني اشتريت كل ما أحتاجه الآن, شكرا لك لإرشادي علي الطريق, الوداع"
وراقبه الولدان وهو يضع صندوق مشترياته في السيارة, فنظرته الي أولويات التموين بدت لهما مختلفة تماما عن نظرة عمتهما, وشاركتهما السيدة هوب النظر الي رحيله, وقالت متفلسفة" أعتقد أننا سنراه كثيرا, هذا اذا قرر السكن في القرية"
آخر كلماتها بدت كسؤال بشكل واضح, فقالت جوانا بحده أنها لا تعرف من هو, وقالت للطفلين" هيا بنا فالسيدة هوب ترغب في إقفال الدكان ,ولقد حان وقت الذهاب لتناول الشاي والا فلن تتمكنا من كتابة فروضكما المنزلية"

في الطريق التفتت جوانا للصغيرة مونيكا"هل أنت متعبة؟"
"لا ,هل يمكننا الذهاب لرؤية عم آرثر؟"
"أنت تعني هل بامكاننا الذهاب لرؤية بونتي, حسنا أعتقد هذا, ولكن ليس لوقت طويل فالعم آرثر سيكون مشغولا وأنتما لديكما فروض منزلية لتنهياها"
وبدأ الطفلان يركضان نحو قصر الأمير, انه فندق يقع عند طرف القرية ويبدو ككوخ ريفي عتيق وهو ملك ل آرثر بدفورد, ابن أخ مخدومها واشتراه منذ خمس سنوات عندما كان مجرد حانة قروية بسيطة ونجح أن يجعله أفضل مطعم في المنطقة يعمل فيه أشهر الطباخين وأجمل الساقيات...
وعلي العموم كان الرأي السائد أنه أنفق مبلغا لا بأس به علي إصلاح هذا المكان العتيق, وهذا أمر تعرفه جوانا جيدا فقد عملت له أعمالا مكتبية في تلك الأثناء ومع ذلك فقد كان عليه أن يستدين مبالغ من المال من عمه كي يعبر بعض الأزمات المارة, وتعلم جوانا بما أنه موسم الصيف قد انتهي وموسم الميلاد لم يبدأ بعد أن أزمة جديدة تلوح في الأفق, وتعلم أيضا أن البريغادير بدفورد سيكون صعب الإقناع لمد يد المساعدة هذه المرة, وحاولت جوانا أن تلمح بهذا للشاب الذي تحب عمه وتحمل حبا خاصا به شخصيا.
ودخلوا لغرفة الجلوس وكان آرثر الذي يحب أن تكون المدفأة مشتعلة عند دخول أول زبون الي المطعم, يشعل الحطب. ولطالما أفتتن الأولاد بعملية الإشعال والنفخ في الحطب وأرادوا أن يشاركوا فيها, فوافق آرثر وسرعان ما تعالي اللهيب مزمجرا يطقطق الحطب ويملأ المدفأة ثم يهدأ بعد أن أخذ طريقه عبر المدخنة, ووقفت جوانا تراقب المشهد وهي تبتسم وتدخلت قائلة للطفلين" عمكم آرثر لا يريد إشعال مدخنته ولا حرق منزله ,هذا يكفي"
فاستدارت مونيكا الي آرثر الذي قال" حسنا النار مشتعلة بشكل رائع الآن ولا نريد أن نزيدها اشتعالا, لماذا لا تخرجا وتلعبا مع بونتي؟"
وصاحا ابتهاجا وخرجا راكضين فقال آرثر بارتياح" واو, تلك الفتاة سيكون لها شأن ,لها إرادة قوية"
"انها حساسة جدا عندما تفسر لها الأمور بشكل مناسب, وليس من الصواب الاستجابة لها كل مرة, فبتلك الطريقة لن تكتشف أن هناك بعض الأشياء لا يمكنها الحصول عليها وأشياء أخري من الخطر ان تفعلها"
"قد يكون ذلك خطأ, ولكن الآن هذا أسهل, ولست أدري كيف تتمكنين من السيطرة عليها فهي لا تقبل بالرفض أبدا, أنت تبدين متعبة...هل يتعبك هذان الطفلان؟"
فضحكت"لا..ليس في الواقع, لقد أحسست بالتعب منذ استيقظت وتأخرت في العمل وفي المصرف وفي طريقي الي المدرسة ووقعت في القناة....انه يوم سيء علي"
"يا حبي المسكين, أنت أصلتا لست بارعة في المحافظة علي المواعيد, لقد أمضيت ساعات كثيرة في انتظارك عند سفح التل لتوصيلك الي البلدة أكثر مما انتظرت النساء الأخريات مجتمعات"
فكشرت جوانا بوجهها" كان هذا منذ خمسة عشر سنة"
"ولكنك لم تتغيري ,هل هناك سبب خاص لتعبك اليوم؟"
وأخذت جوانا منه فنجان القهوة مع علمها بأنها يجب أن تكون الآن في طريقها الي المنزل, ولكنها لم تكن ترغب في خسارة تلك اللحظات الثمينة مع آرثر, وإضافة الي رغبتها في إقناعه بأنها لم تعد تلك الفتاة الصغيرة متسخة الأصابع بالحبر والتي يتذكرها جيدا, فهي كانت تحس, وبشيء من الانتقاد الذاتي ,أنها لم تصل الي درجة الأناقة التي يتطلبها آرثر في محبوباته, لذا كانت تشعر بالامتنان لأن تبقي مثل هذه المشاعر سرية في نفسها وأجابته" لقد كان فكري مشغولا بأشياء, لقد وصلتني رسالة من ريتشارد"
"ريتشارد؟ أتعنين أخيك؟ كنت أظن أنه لا يزال في المستشفي؟ هل سيخرجونه منها؟""لا, وأنا قلقة لهذا فهو يعتقد أنهم لن يسمحوا له بالخروج أبدا"
"ماذا؟"
"لقد مضي عليه هناك سنة الآن منذ السيول التي قتلت لودي"
"أذكر هذا, لقد حدث في أستراليا, وعندها استلمت الأطفال"
"أجل, ومن يومها أصيب بنوع من الحمي, بدت كالملاريا ولكنهم قالوا أنها حمي من نوع نادر وأن عليه الدخول الي مستشفي خاص للعلاج, وهو في تلك المستشفي منذ زمن الآن, ولابد أن الشركة التي كان يعمل بها تدفع مصاريفه ومصاريف الطفلين كل شهر, ولهذا لم يكتب لي خلال سنة سوي ثلاث خطابات, في الميلاد وفي عيد ميلا الطفلين, والآن هذه الرسالة المطولة, يذكرني بها كم أن الطفلين بحاجة الي أب, وأنني لست مسئولة كفاية لأن يبقوا معي الا علي أساس مؤقت, وأخشي أن يكون يفكر بارسالهما الي أهل زوجته"
"ولكن هذا ليس بالأمر السيئ وبامكانهما هناك الذهاب الي مدرسة محترمة بدل هذه المدرسة التي لا تنفع هنا, ويتركك هذا حرة لأن تعيشي حياتك كما يحلو لك"
"ولكنهما حياتي"
"اذن هذا خطأ"
"لا تكن سخيفا أنت تعرف ما أقصده, انهما جزء من حياتي , وسيبقيان كذلك حتي لو ذهبا الي مونتريال للعيش مع جديهما"
"انسي الأمر, مثل هذه الأمور تأخذ وقتا طويلا للترتيب وهو لم يقل لك فعلا أنه يريد إرسالهما الي هناك, أليس كذلك؟"
"لا"
"اذن وفري عليك الحزن حتي يفعل"
وفتح باب الغرفة فاستدار لتبدو عليه نظرة نصفها غبي ونصفها نظرة غريبة فقال" جوانا لا أظنك تعرفين سامنثا, انها تعمل هنا مع الطباخ الجديد"
فغاص قلب جوانا لجمال وجه وبسمة الفتاة التي كانت مؤدبة جدا, ووضعت يدها علي ذراع آرثر "هناك رجل في الخارج يريد أن يعرف متي نقدم العشاء, من الواضح أنه قد انتقل الي هنا حديثا ولا مطبخ في منزله ولا يريد أن يتأخر في العشاء لأن لديه بعض الأعمال, وقلت له أننا نستطيع خدمته متي يشاء أهناك مانع؟ انه رائع.
"هل هو هكذا فعلا؟"
وقالت جوانا" أظن أنني أعرف الرجل, في الواقع انه الشخص الذي دفعني للوقوع في القناة يا آرثر, يبدو أنه سيسكن في العزبة القديمة وهو لا يحبها جدا من نوع الأسماء التي دعاها بها مع أن هذا مخجل, فهي منزل جميل ولكنه لا يبدو من النوع الذي قد يعجبه"
وقالت سامنثا محتجة" انه جذاب جدا يا آرثر وأنا واثقة أنه سيعجبك"
"حسنا اذا كان سيصبح زبونا عندنا, فعلي أن أعجب به أليس كذلك؟"
وقالت جوانا دون أن تفكر" جذاب؟ بالتأكيد لا"
وفتح الباب خلفها وبما أنه لم يحن موعد فتح المطعم بعد فلم تعره جوانا اهتماما, فلابد أن من فتحه هم الأولاد أو الطباخ الجديد أو الساقي فتابعت" لقد ظننت أنه قذر خسيس"
فقال لها آرثر" لا يمكنك الحكم علي الناس بمظاهرهم"
فقالت بحزم" حسنا لم يعجبني تعبير وجهه حتي أنه لم يظهر أي تعاطف معي عندما وقعت في القناة وبدا لي....قاسيا"
ومن خلفها سمعت سعالا غاضبا مقصودا وقال الغريب بتواضع ولكن بخبث ظاهر وعيناه علي جوانا" أرجو أن تعذروني لدخولي هكذا ولكن الجو بارد في الخارج لقد كنت مسافرا لفترة طويلة ونسيت كم هي هذه المناطق من كندا ...باردة"
وللحظة غاضبة أعادت له نظراته الساخرة ثم استدارت علي عقبيها وخرجت مسرعة.

 
 

 

عرض البوم صور سيريناد   رد مع اقتباس
قديم 25-07-19, 08:18 PM   المشاركة رقم: 3
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Feb 2018
العضوية: 328781
المشاركات: 406
الجنس أنثى
معدل التقييم: سيريناد عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 23

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سيريناد غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سيريناد المنتدى : روايات منوعة
افتراضي رد: الغريب الغامض _ ناتالى _ كتابة

 

الفصل الثانى




لم تشاهد جوانا الغريب في عزبة الريح في الأسابيع التي تلت ,فقد كان البريغادير بدفورد يحاول الحصول علي قرض لشراء بعض الآلات الزراعية وهكذا بقيت مشغولة في المكتب العقـاري الذي يملكه طوال الوقت, حتي أنها لم يكن لديها وقت للاستماع الي ثرثرة السيدة هوب عندما تقف عندها لتشتري الخضار فقد كانت القرية تهمهم بفضول حول بضع وقائع تثبت أن المنزل القديم يتساقط إضافة الي كثير من المعلومات والتوقعات الأخري المثيرة.

وعلمت جوانا انه قريب بعيد للسيدة أندرهيل وقالت السيدة هوب" ومع أن زوجي يعتقد أنه جاسوس, علي أساس نظارته السوداء وحمله لجواز سفر"

"جاسوس؟ أتعتقدي أنه أحد جواسيسنا أو جاسوس أجنبي؟"

"ما أسخفك جوانا! أنت لست أفضل من زوجي بأفكاره السخيفة, لابد أن الأفلام علي التلفزيون أثرت بكما, ما الذي يفعله جاسوس هنا ؟"

فكرت جوانا بالأمر" لا يجب أن يفعل شيئا في الوقت الحاضر, ربما يؤسس لنفسه مركزا هنا وعندما نعتاد عليه يأتي ببعض السياسيين الكبار أو العلماء للسكن هنا ثم يعود الي عمله ويتابع تجسسه دون أن يدري به أحد"

"يتابع عمله؟ سيد مهذب ولطيف مثله؟"

"أوه.. يجب أن يكون مهذبا ولطيفا والا لن يستطيع كسب إعجابنا ولكنني واثقة انه هنا لهذا السبب أو ربما هو من وزارة الداخلية ولابد أنهم سمعوا أن البريغادير بدفورد قد شاهد أسماك قرش قريبة في الجوار"

"يجب أن تخجلي من نفسك جوانا! لماذا تؤلفين مثل هذه القصص عن الناس المحترمين وليس لديك أي برهان علي صحة ما تقولين, لقد آن لك أن تكبري, لا أدري ما سيفعله هذان الطفلان معك؟"

"لا يبدوان لي ممانعان"

"أستطيع قول هذا, أنت قاسية بطبيعتك, وهذا الأمر كان دائما صفة عائلتك, ليس منهم واحد مات ميتة طبيعية كما أذكر!"

"أتتوقعين مني أن أحبسهما في المنزل لمجرد أن جوي كسر رقبته في الصيد"

"ووالدك رحمه الله"

"والدي توفي في حادثة سيارة"

"آه, لقد كان يقود سيارته بسرعة مجنونة, ومن حسن الحظ انه لم يقتل أحدا معه, كان معتادا علي القيادة بسرعة وأنت الي جانبه وريتشارد علي ركبته, حتي يكاد الدم ينشف في عروقي"

"حسنا ليس في سيارتي سعة كي أجلس أحدهما علي ركبتي فيها"

"هذا أفضل"

وأعطتها السيدة هوب باقي نقودها ببطء ثم أزيحت الستارة خلف الدكان وخرج السيد هوب فصاحت زوجته" ها هو هوب! جوانا توافقك الرأي حول السيد تورنبول"

فقالت جوانا متسائلة" تورنبول؟"

"أجل هذا اسمه, برايان تورنبول, لقد قلت ل هوب لو أنه جاسوس وهذا أمر لا أصدقه أبدا فلابد أن جهة ما تدفع فواتيره"

"أوه... صحيح, فلديهم سمعتهم ليحافظوا عليها, علي العودة الآن للعمل والا فلن أتمكن في أخذ الأولاد في الموعد المحدد من المدرسة ...وداعا الآن"

وخرجت مسرعة فقالت السيدة هوب معلقة" المسكينة! ليس لديها وقت لنفسها, عملها والعناية بالطفلين فقط"

ولم يكن آل هوب الوحيدين الذين يفكرون بالقادم الجديد, هكذا عرفت حوانا بعد عودتها للمكتب الxxxxي, فقد اكتشفت أن السيدة بدفورد بوقارها وحشمتها قد وضعته تحت البحث حتي أن زوجها قال لها "أتجمعين ملفا عن الرجل؟"

ووجدت جوانا البريغادير بدفورد يجلس في المكتب الملحق بمنزله, قرب النافذة, وقال لها بعد أن حياها" ايزابيل تريدك لبعض عمل الخير ومن الأفضل ترك طبع تلك الرسائل الي الغد, انها في غرفة الجلوس ولديها مشروع يتعلق بعزبة الريح والله يعلم ماذا تنوي... كانت تتكلم عن حفلة راقصة...هاه حفلة راقصة!!

"في العزبة؟"

"بالضبط, والله أعلم كيف ستتدبر الأمر أعني, ان المرء لا يستطيع اقتحام منزل غريب كامل ليطلب منه إقامة حفلة راقصة في منزله"

"بل هذا ممكن ان كان لفعل الخير"

"فعل الخير! إنهن عصبة من النساء دون شيء يشغلهن فيحشرن أنوفهن بما لا يعنيهن, وسيكون جيدا لهن لو أن الشاب طردهن...هل تعتقدين أنه قد يفعل؟"

وتنهدت جوانا انها تفهم تماما لماذا يأمل بأن يرفض تورنبول هذا, ثم قالت مفكرة" لا أعرف الكثير عنه لقد التقيته مرة واحدة ويبدو كثير الثقة بنفسه, ولا أعتقد أن بامكان السيدة بدفورد إقناعه بحفلة راقصة اذا لم يكن يرغب فيها, ومن ناحية أخري قد يظن أنها فكرة جيدة أن يفتح منزله ليعرف الناس به...لست أدري"

ولكن السيد تورنبول حتي الآن رفض العديد من دعوات السيدة بدفورد لتناول الشراب أو العشاء أو حتي شرب الشاي, وكان يعتذر بلباقة لانشغاله بأمور, وقالت السيدة بدفورد تشكو الأمر ل جوانا" علي الأقل يقول انه مشغول, ولكنني أظن أنه يتجنبني"

"أوه بالتأكيد لا, فهو لم يمض عليه زمن هنا"

"ليكتشف أنني دائما أكون أسعي وراء مطلب عندما أدعو الناس لزيارتي؟ هذا صحيح, لم يمضي عليه زمن طويل ليعرف هذا, ربما تحادث جاك معه من وراء ظهري؟؟"
فضحكت جوانا "أو أنه شكاك بطبيعته"
ورفعت ايزابيل يديها يائسة" في هذه الحالة فليساعدنا الله, فانه لن يعطينا العزبة لو أنه شكاك"
"ولماذا تريدين العزبة؟"
"أنا سعيدة لسؤالك, انه مشروع لي, صبي لنفسك بعض القهوة واجلسي الي جانبي"
ففعلت جوانا ما قالته لها ثم سألتها" حسن جدا أخبريني عن كل شيء, يبدو أن لا عمل لي في المكتب بعد الظهر ولكنني أحذرك, يجب أن أخرج عند الثالثة والثلث والا سأتأخر علي الأولاد "
"أوه الأولاد, لا تقلقي سأوصلك بالسيارة فهذا يستحق, أنت مستمعي الوحيدة المتعاطفة معي, فالجميع يسأم مني, حتي جاك العزيز المسكين, يتمني دائما أن أفقد حماسي وأسكت ولكنني لن أفعل"
"تسكتين عن ماذا؟"
"عن فكرة سهرتي التنكرية للعصور الوسطي"
"سهرة تنكرية؟"
هزت السيدة رأسها بانتصار, ففكرت جوانا للحظات وسألتها"ولكن كيف؟ ولماذا؟"
"لماذا؟ لجمع التبرعات ...ولماذا غيره؟"
لم يربكها كلام السيدة بدفورد فهي معتادة علي مثل هذه الحفلات المولعة بها.. فجمعية السيدة بدفورد تشكلت بغرض جمع الأموال لشراء ثلاثة قطع من الأراضي لعمل منتزه عام عليها, ولكن جوانا رغم معرفتها بكل هذا بقيت منحازة" حفلة تنكرية؟ ولكن ما هو المميز بالأزياء القديمة؟ لماذا لا تقيمين حفلة راقصة عادية؟"
"لأن لدينا قصر قديم من العصور الوسطي في القرية, فعزبة الريح تناسب الغرض وخاصة أنني أريدها بسرعة"
"بسرعة ...متي؟"
"أوه...وقت الميلاد"
فابتلعت جوانا ريقها فحدقت بها المرأة الأخري قائلة" أنا لا أحب ترك مثل هذه الأمور عالقة...فقد تفسد"
"ولكن .....الميلاد"
"بالطبع, يمكننا أن نشعل حطب كبيرة ويمكن للفرقة التمثيلية أن تقدم عرضا للمناسبة, ويمكن للأطفال أن يغنوا تراتيل الميلاد... وسنقدم لحم عجل...."
وقفت جوانا من مقعدها وقالت بقوة" لا!"
"ولكن عزيزتي من الطبيعي أن يستطيع آرثر التعامل مع الأمر"
"ليس مع عجل"
"ولماذا لا؟ اذا كان آرثر لا يمانع في طبخه"
قالت جوانا بعبوس وهي تعرف محبوبها كما تعرف زوجة عمه تماما" آرثر لن يقبل شراء حيوان مسكين ونقله الي هنا ثم رؤيته يذبح وينظف ويوضع علي النار"
"ولكن هذا سيكون رائعا, يمكننا أن نحرق عظامه علي شاطئ البحر"
"لا حرق للعظام ولا عجل, هذا اذا كنت تريدينني المشاركة في تنظيم السهرة"
فأجابتها السيدة العجوز بخشونة" بالطبع لن أريدك أن تشاركي في تنظيمها, انها مسئولية كبيرة عليك عزيزتي ومتي سيكون لك الوقت وأنت تعملين ل جاك كما تفعلين وتعنين بالأولاد كل ليلة, وكما أفعل دائما سوف أنظم الحفلة بنفسي ولم أفكر أبدا بأنك قد تشاركينني"
اغتاظت جوانا رغم ارتياحها وصممت علي رأيها" بدون عجل"
ودون توقع استسلمت السيدة بدفورد"أوه حسن جدا مع أنني أعتقد أنك لست رومانسية"
"ولكنني كنت دائما هكذا"
"مختلفة عن آرثر كثيرا, لقد وافق علي الفكرة فورا, ولم يعترض بسخف علي أي شيء"
"لم يعترض...؟"
"أجل فلديه مخيلة أكثر من بعض الناس, علي كل الفكرة لا تزال فكرة حتي الآن فطالما لم أستطع مقابلة السيد تورنبول والحصول علي موافقته, فلا فائدة من بحث الأمر"
"آه... هل تظنين أنه قد يرفض؟"
"ليس تماما, هل تظنين أنه يرفض طلبي؟"
"ربما لن يرفض ولكن لن يبدو أنه يعمل هنا أليس كذلك؟ وربما اشتري المنزل لقضاء العطلات فيه, ولا أظن أن عليك الاعتماد علي مقابلته وأخذ موافقته"
فردت عليها ايزابيل بثقة" سأمسك به وسيوافق...سأذهب هذا المساء لرؤيته بعد أن أوصلك الي المنزل, لقد آن وقت الذهاب...هيا بنا"



بعد أن وضعت الولدين كل في سريره, نزلت جوانا المطبخ لتبدأ عملها المنزلي ولتغسل ثيابهما كما كل أسبوع وكانت لا تزال تهنئ نفسها لأنها لا تنتظر الآن زيارة أحد, عندما فوجئت بطرق عنيف علي الباب فأزاحت سلة الغسيل وذهبت لتفتح
كان برايان تورنبول يقف عند الباب فأصيبت بدهشة لكنها قالت بسرعة "تفضل بالدخول"
وسارعت الي إقفال باب غرفة الاستقبال بعد أن دخلا فقال" أهذا تصرف عدائي؟"
"لا ولكنني لا أريد أن يسمع الأولاد صوتنا اذا كانا لا يزالا صاحيين وخاصة بوب فهو يتأخر في النوم"
"بوب؟"
"آه انه ابن أخي لقد التقيت به"
"أوه أجل عرفته, ألا يحب أن يزورك أحد بعد حلول الظلام؟"
"لا تكن ظالما"
"وهل من عادته أن يرمي زجاجات الحليب المحطمة ليمحوا آثاره ذلك الوحش الصغير"

"انه ليس وحشا صغيرا ثم ماذا قلت؟"
"زجاجات حليب مكسورة انها منشورة علي الطريق هناك ولقد أصيب ثلاثة من إطاراتي وأردت استخدام هاتفك"
"ولاحظت علي الفور أن أصابعه مليئة بالشحم ,لابد أنه كان يهم بتغيير إطار عندما اكتشف حالة الآخرين, وهذا يفسر نظرة التجهم علي وجهه, وتصاعدت فيها رغبة خبيثة للضحك ولكنها تمالكت نفسها" بالطبع تفضل, انه هناك , واذا أردت الاتصال بالكاراج في القرية فالرقم علي لوحة الأرقام, سأصنع لك القهوة فأنت مبلل وتشعر بالبرد"
وهربت لتضحك لتستسلم لنوبة من الضحك وكانت تجفف عينيها عندما شعرت أنها مراقبة, وكان برايان تورنبول يقف بالباب ومن منظر وقفته أدركت أنه هناك منذ لحظات طويلة يراقب ضحكها فقال بغضب" هل تضحكين دائما علي مشاكل الآخرين؟"
"ليس بإرادتي"
"ظننتك جننتي... أول الأمر أدخلتني المنزل وكأن المنزل مراقب ثم ادعيت أن ابن أخيك لا يحب زيارة الناس لكم بعد حلول الظلام, والآن أجدك تضحكين بهستيرية في المطبخ"
"أنا آسفة ,يبدو الأمر شاذا ,أعرف هذا"
"انه شاذ , علي الأقل بالنسبة لي ولكنني وافد جديد والكثير مما يجري في هذه القرية يبدو غريبا لي, فأصحاب الدكان الصغير يرتابون بأنني أقوم بأعمال سحر أسود في منزل دراكولا..."
فضحكت جوانا مرة ثانية لتسميته الغريبة لمنزله وتابع" زوجة البريغادير وزوجة القس تلاحقانني , لماذا, لا أستطيع أن أتخيل, وها أنت, واليوم غزا المنزل طفلان مؤذيان, فعلا ما بوسعهما لتدمير اللوحة الوحيدة الصالحة لدي"
"كم هذا ...مؤسف, هل كانت غالية الثمن؟"
واتسعت عيناه" لقد عرفت, لابد أن ولداك هما المذنبان"
وللحظات كادت تنكر الأمر, ولكن مونيكا قبل أن تنام اعترفت بأن معلمة المدرسة أخرجتهما بنزهة واكتشفت هي وبوب مدخلا الي منزل العزبة عبر أحد النوافذ وتسببت أثناء دخولها بتحطيم احدي اللوحات, ولكنها قالت" أخشي أنك محق هل كانت اللوحة غالية الثمن؟ أرجو أن لا يكون قد حطماها تماما ومما أخبراني به فقد أصابهما شيء من هذه المغامرة"
فقطب جبينه بسرعة"أتعني أنهما أصيبا بأذى؟"
"مونيكا أصيبت قليلا, وهكذا عرفت جوانا بالأمر عندما لم تستطع تفسير إصابتها بخدوش لذا قالت الحقيقة"
"هل أخذتها للدكتور؟"
"لا أظن أن..."
"لا أستطيع التصديق...لأجل الله يا فتاة, تلك اللوحة معلقة هناك منذ مئة سنة أو أكثر ولا نعرف أي نوع من الحشرات فيها أو ما تحمل من جراثيم"
نظرت اليه بعدائية" أنا أدرك تماما ما المخاطر ولا أفقد تعقلي كلما أصيب واحد منهما بخدش في ركبته, صحيح أنها أصيبت بخدش ولكن اللوحة لم تمزق الجلد وقد يتورم كتفها قليلا بعد أن ارتعبت وكلاهما أمر غير خطير وما أنا مهتمة به أكثر هو ما سبباه من ضرر للوحتك ويجب أن تسمح لي بالطبع دفع الأضرار"
"كلام هراء"
"ولكنني أصر"
"حسنا ..لست أدري كم ستكلف أو حتي اذا وجدت أحدا يصلحها"
"اذا وجدت أحدا يصلحها فأرسل لي الفاتورة"
فتنهد وهو يقول" أوه, حسن جدا, والآن هلي تسمحين لي لأن أغسل يدي؟"
"ماذا؟ أوه..طبعا"
"وبعدها سأتصل بالكاراج لاصلاح سيارتي انها عند حافة الطريق الي بيتك"
وعاد بعد أن غسل يديه الي غرفة الجلوس, وسمعته يتحدث في الهاتف وهي تملأ الإبريق الفضي القديم وتضعه علي النار, وعندما عاد الي المطبخ كان يعبق برائحة القهوة الطازجة
"العجوز الغبي يقول ان علي السيارة الانتظار حتي الصباح"
قالت وهي تضع الفنجانين علي الصينية" لقد ظننت أنه قد يقول هذا, هل أنت جائع؟"
"أجل, ماذا تعنين أنك ظننت أنه قد يقول هذا؟ ولماذا لم تقولي لي قبل أن أتصل به؟"
"لأنني لم أكن واثقة فربما قبل المجيء لأجلك, ولكنه لن يفعل من أجلي, انه رجل رجعي ولا يقبل أن تقود النساء السيارات لذا يشعر بالانتصار علي عندما تتعطل سيارتي"
"وهول ا يحب السيارات الرياضية الغريبة أيضا ولا من يقودها"
"قد يكون الأمر أسوأ, عندما تنتهي من القهوة سأخرج سيارتي وأوصلك الي العزبة, الي أي مدي أنت جائع؟ أتريد سندوتش جبنه أم تريد طعاما مناسبا؟"
فنظر اليها وقد ظهر المرح بعينيه" هل تعرضين علي إطعامي؟"
احمر وجهها لعدة أسباب فقالت بحياء" حسنا...أنت مبلل وتشعر بالبرد...وهذه ليلة سيئة"
"انها فعلا كذلك" وأخذ الصينية منها وبدأ يدهن بالزبدة قطعا كبيرة من الخبز وتابع" ولن يتحسن الطقس كما أتصور, لقد تطفلت عليكم وقد أزعج الطفلين...انه احسان كبير منك"
قالت له جوانا مؤكدة" قد أفعل نفس الشيء لأي إنسان ولكي تعرف الحقيقة ...أنا السبب في كسر زجاجات الحليب علي الطريق, لقد وضعتها هناك في كيس كي لا يتحمل موزع الحليب مشقة المجئ الي هنا, ولكن الأمر لم يكن مرضيا أظن أن علي الذهاب لكنس قطع الزجاج عن الطريق, فالليلة باردة وفيها ريح كثيرة, وقد يقع غيرك في الفخ"
ووضعت طبق الخبز و الزبدة فوق الصينية وقالت "اذهب واجلس بجوار النار وتناول قهوتك, لن أتأخر دقيقة"
وأعاد لها الصينية ضاحكا" هذا صحيح لن يستغرق الأمر أكثر من دقيقة, وأنا جاهز للخروج ومبلل سلفا" وتناول المكنسة وتقدم نحو الباب وعاد بعد خمس دقائق وخلع معطفه السميك وفرك يديه ليعيد اليهما الدم, فجرت له جوانا كرسيا قديما مريحا الي قرب النار ثم صبت له القهوة وتناول السندوتش ليلتهمه بشراهة ويقول بفم ممتلئ" لقد كنت لطيفة معي"
"وأنت كذلك, حول الأولاد وكل شيء...وأنا مدينة لك"
ونظرت اليه نظرة أملت أن تكون جميلة حتي تطلب منه مسامحة الأولاد
ولكن....ثبت أن طريقتها غير ناجحة
لأنه أجابها " أجل...أنت مدينة لي, أليس كذلك؟"

 
 

 

عرض البوم صور سيريناد   رد مع اقتباس
قديم 29-07-19, 12:06 AM   المشاركة رقم: 4
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Feb 2018
العضوية: 328781
المشاركات: 406
الجنس أنثى
معدل التقييم: سيريناد عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 23

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سيريناد غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سيريناد المنتدى : روايات منوعة
افتراضي رد: الغريب الغامض _ ناتالى _ كتابة

 

الفصل الثالث



ساد صمت حاد حاولت جوانا خلاله التفكير في رد مناسب, ولكنها في النهاية تخلت عن المحاولة, وقالت بنزق" لا حاجة لأن تبدو سعيدا هكذا بما تقول, فقد يظن الناس أنك ترحب بمن يتلف لك أغراضك وأثاثك"
وفكر بما قالته وعيناه نصف مغمضتين"لا..لا أظن أن بامكانك قول هذا, أنا لا (أرحب) بالضبط ولكنني لا أعارض أن تكوني مدينة لي"
"ولماذا؟"
بدا كأنه يزن رده ومدد جسده براحة في المقعد القديم وأغمض عينيه وتساءلت ما اذا كان قد نام تحت تأثير الدفء وأسئلتها المربكة, ولكنه عندما تكلم في النهاية كان كلامه لا علاقة له بسؤالها" هذه غرفة مريحة جدا"
"شكرا لك, لماذا تريدني مدينة لك؟"
فابتسم متراخيا "مجرد نوع من التكتيك"
"تكتيك؟ أتمني أن تتوقف عن تهديداتك المبطنة وتخبرني بما تفكر بصراحة"
فتنهد" كنت أشعر بالارتياح, أحذرك أن هذا لن يعجبك, هل سترمينني الي الخارج لحظة سماع ما سأقول؟"
وبدا ساذجا وبريئا في إمساكه بفنجان القهوة بين يديه وضمه الي صدره حتي وجدت جوانا نفسها تميل الي المرح مرة أخري وتبدأ بالضحك" ممكن جدا, وهل تريد ضمانة قبل أن تبدأ؟ حسنا...اذا أخبرتني الحقيقة لن أغضب"
فتمتم متعمدا إثارتها" أوه...ولكن هل أستطيع الاعتماد علي كلمتك؟"
"أظن هذا, اذا كان الطفلان لم يدفعاني لفقدان أعصابي والخلال بوعدي فلا أظن أنك ستؤثر بي كثيرا"
فرد عليها ساخرا" انها فكرة مطمئنة"
ووضع الفنجان من يده وعلي الرغم من أنه كان يبتسم فقد ظنت أن بامكانها كشف عدة تعبيرات غير مريحة علي وجهه
"أول شيء الأفضل أن أقدم نفسي"
"ولكنني أعرف اسمك"
"وهل هذا يكفي؟"
فهزت رأسها" الا اذا رغبت في إظهار رخصة قيادتك أو شارتك البوليسية أو أي شيء من هذا القبيل"
"ماذا؟"
"أو بطاقة المخابرات الخاصة بك"
"أنت مجنونة... لقد عرفت هذا"
"لا...لا...حتي ولو كنت مجنونة فهو نوع من الجنون يشاركني فيه الكثير فالسيد هوب يقول أنك لست كما تبدو, ويظن أنك عميل سري ولكنه لم يقرر في أي جهة أنت"
"وأنت تظنين أنني عميل سري محلي, لماذا؟"
"حسنا لم تبدو لي قادم من أصقاع روسيا"
"انه منطق خاطئ يا صغيرتي فربما أكون جاسوسا ل( كي جي بي) السوفيتية ولا يمكنك الحكم بالمظاهر"
"لم أفكر بذلك"
"حسنا فكري به المرة القادمة, هل هناك المزيد من القهوة؟"
"لست أدري اذا كانت لا زالت ساخنة,....هل جثت الي عندي كي تعترف بأنك جاسوس دولي"
"هل تصدقينني ان قلت نعم؟"
"ليس لدي أي سبب لعدم تصديقك لذا أستطيع القول ...نعم أصدقك"
"أنت تغرينني ..فعلا...ولكنني لا أستطيع الكذب علي بريئة ساذجة مثلك, أنا خبير بترول, لا أكثر ولا أقل"
وفكرت جوانا بردة فعل وصوله الي القرية علي أهلها, وكبحت ضحكة وأقنعت نفسها بالاعتدال"لا أصدق هذا"
"أؤكد لك لقد أمضيت معظم أيامي في الخارج, أدرس الخرائط وأنفذ الخطط"
"أين؟"
"في الشرق الأوسط, وشمال إفريقيا, كنت أبني موقع حفر البترول هناك"
"ولكن هذا ما يعمل به أخي, انه يعمل لمؤسسة كبيرة في استراليا مع انه لم يحصل علي أي هادات"
"نحن ندعوهم مستشارين, وأعلم ما حصل ل ريتشارد, لقد.."
"هل التقيت به؟"
"عملت معه, في الواقع عملت معه في استراليا وأقمت معه ومع لودي فترة قبل مقتلها"
"صحيح؟ ولكن لماذا لم تقل هذا علي الفور؟ وما هي الظروف التي أوصلتك الي هنا؟ ......لم تكن فرصة أليس كذلك؟"
"أخشي أن لا تكون صدفة"
فوقفت وتقدمت من النافذة تحدق الي الخارج نحو عتمة الحديقة وأحست بقشعريرة برد تجتاح جسمها وشعرت بجفاف في حلقها, لابد أنه قد أتي ليبلغها أن عليها إرسال الأطفال الي جدهم, وأن ريتشارد قد قرر لهما مستقبلهما وهو والدهما, وتذكرت طفولتها معه فهو لم يستخدم أبدا الورق لتحرير أوامره بل كان يرسل من يملي التعليمات كي يقلب حياة الجميع رأسا علي عقب وقالت بصوت بارد" تابع كلامك"
"الأفضل أن تعودي للجلوس فالأمر ليس سهلا"
"ألهذا أخرت قوله لي ,ماذا؟ ثلاثة أسابيع؟ ألم تستطع مواجهتي من قبل؟"
"حسنا, أنا لم أتلق استقبالا حماسيا في البداية حتي وقبل أن تعرفي من أنا...انظري ,بامكاننا لبحث عن حل فلا تنزعجي"
"لست منزعجة, أظن أن ريتشارد طلب منك أن توصل الأولاد الي جدهم, وليس لدي ما أقول سوي أنني لن أفعل شيئا قبل أن أكتب له, هل أنا واضحة في كلامي؟ والآن أرجو أن تذهب من هنا"
تجاهل كلامها وأمسك بيديها ليجبرها علي الجلوس وقال بلطف" توقفي عن الارتجاف, فان ريتشارد لم يكلفني بشيء , ولو فعل فلن أوافق, فتوقفي عن تعذيب نفسك, ما الذي أعطاك مثل هذه الفكرة؟"
"ألن....تأخذهما...ولكن....ريتشارد قال....أعني ....لقد وصلتني رسالة منه...."
"اذن لابد أنه شرح لك"
"لا...لقد ....كانت رسالة غامضة, وفهمت منها أنه يريد أن يعيد الأولاد الي أهل لودي, اشتكي من مدرسة القرية وقال أن بوب بحاجة الي استقرار في حياته, فماذا يمكن أن أفكر غير هذا؟"
"هل قال هذا؟ أستطيع اذن فهم ارتباكك, يبدو أن ريتشارد ليس أفضل مني في شرح ما يريد, ولقد أعطاني رسالة أوصلها لك وأرجو أن يكون قد شرح لك فيها بشكل أفضل, ولكن من الأفضل أن أعطيك شرحا مبسطا أولا, فعلي الأقل ستتوقفين عن القفز الي الظن السيئ"
وعاد نحو المدفأة ووقف ويداه وراء ظهره يحدق باللهب" لست أدري كيف أبدأ, يبدو الأمر مهينا, أترين...ريتشارد قلق علي الأولاد, ولقد أجروا عليه في المستشفي العديد من الفحوصات والتجارب وسيقومون بالمزيد, وهو ليس ملازما للفراش طوال الوقت ولكنه ببساطة لم يتخلص بعد من تلك الإصابة والأطباء لم يعرفوا ما هي, ومن الواضح أنه مرتبك جدا لعدم تقدم حالته, لقد طلب مني أن أذهب لأقابله"
حدقت به فتنفس عميقا وتابع" لقد كان ثائر الأعصاب, وقال أن شيئا ما يجب أن يتم من أجل الأولاد وبشكل دائم, ولا يمكن أن يعيشا كضيفين مؤقتين معك, ولا يظن أن هذا إنصاف لك من بين أشياء أخري, لذا...اقترح أن... يريدهم الذهاب الي مدرسة بعيدة"
"بعيدة؟ أتعني مدرسة داخلية؟ كلاهما؟ ولكنهما صغيرين جدا,وسيكرهانها...أوه...لا يمكنه فعل هذا! وأنت لا تستطيع كذلك, لن أسمح لك ,سأرسل برقية ل ريتشارد...وسأقابل المحامي في الغد, لن تستطيع..."
فرد عليها بهدوء" بل أستطيع, أو بالأحري أستطيع اذا حكمت علي الموضوع بشكل صحيح, فقد عينني ريتشارد وصيا عليهما في غيابه, ولقد عرضت الوكالة علي مكتب محاماة حين وصلت الي كندا, ولهذا السبب لم أكلمك في الأمر من قبل, لقد أردت معرفة موقفنا القانوني, ويقول المحامي أن معك قضية محقة اذا أردت المقاتلة لأجلها, فالمحاكم عادة تتعاطف مع النساء اللواتي سيفترقن عن حملانهم الصغيرة"
قالت هامسة" لا تجرؤ مرة ثانية علي السخرية مني!
"لست أسخر والله يعلم! ولا ألومك علي شعورك بالحرارة, أردت فقط أن أقول لك أنك لست عاجزة تماما, ولديك القدرة علي المقاومة اذا رغبتي ولكن كما قيل لي العملية بطيئة ومكلفة, وسيكون من الأفضل للجميع وخاصة الطفلين لو اتفقنا علي ترتيبات معينة"
وجدت نفسها راغبة في البكاء فأدارت ظهرها له تبحث عن منديل" أي نوع من الترتيبات؟"
فضحك" لست أري فائدة في مناقشة الأمر الليلة, فلست في مزاج يسمح لك بالموافقة علي أي شيء , فلنترك الأمر للغد, سأجيء لأراك"
"لا أريد أن أراك ثانية"
"أنا واثق من هذا, ولكنه ليس مهم, أليس كذلك؟ سأترك لك رسالة ريتشارد"
وأعطاها الرسالة ولكنها بقيت مديرة ظهرها له فتنهد ووضعها علي ذراع المقعد
قالت بحرارة" الصدف! انني لا أؤمن بها...ماذا عن زجاجات الحليب؟ أراهن أنك كسرتها بنفسك لتجد عذرا بالدخول الي هنا, والمنزل...كيف اشتريت ذلك المنزل؟"
"قصر دراكولا؟"
"لا تسميه هكذا, انه منزل جميل"
"ولكنه قديم...أوه ..هيا, لن نختلف من أجل منزل"
"انه منزل قديم جميل, ولكنني أعتقد أن نوعه لا يعجبك"
"لقد كان هكذا وهو الآن...خرابه, انه قذر وملئ بالجرذان"
"ولماذا اشتريته اذن؟"
"انه يناسب روحي الرومانسية"
"لقد اشتريته لتتجسس علي, أليس كذلك؟ هل دفع ريتشارد ثمنه؟"
تقدم منها ليديرها اليه بحده وقال متجهما" هذا يكفي, لقد تسامحت بما فيه الكفاية مع صدمتك الطبيعية,....." وشاهد الدموع تترقرق في عينيها , فقال بلهجة أكثر اعتدالا" كنت بحاجة الي منزل ,فليس لدي أية روابط في كندا وبدا لي قصر دراكولا هذا مكانا مناسبا, ومن الطبيعي أن أرغب في أن أكون قرب الأولاد طالما أنا مسئول عنهم"
"لست مسئولا عنهما"
"قانونيا أنا مسئول, ماليا أنا مسئول, فلقد أرصدت الأموال لمستقبلهما وأنا الأمين عليها"
وللحظات حدقت في وجهه الهادئ دون قدرة علي الكلام وبدا من وراء نظارته أن يضحك منها, فتراجعت خطوة وأطلقت يدها نحوه بضربة قوية, فآلمتها يدها وأمسكتها بالأخري, وأحست بالذعر وهي تنتظر الرد...قال أخيرا بهدوء وسيطرة غريبة علي أعصابه" أنت متكدرة, وسأتركك الآن, ولكن اذا حاولتي فعل هذا مرة ثانية, فسأرد عليك بكل اهتمام"
فتراجعت خائفة الي الوراء, وقالت بفزع" أنا واثقة أنك ستفعل..ولكنني لن أفعل هذا ثانية, أنني آسفة لقد نسيت نفسي"
فابتسم لها" وأنا كذلك, لا بأس, أنا واثق أنني أستحق الصفعة, فلنقل أننا تساوينا ونبدأ من جديد, ألا يمكن أن نكون أصدقاء؟"
"صعب"
ودون أن تتوقع أخذ وجهها بين يديه وقال" أتعلمين أنك مشاكسة, وريتشارد قال لي أنك رقيقة ناعمة لن تسبب لي المشاكل, لقد أساء تقديرك تماما"
"أتمني هذا, فلدي كل النية أن أسبب لك القدر الأكبر من المشاكل"
"أصدقك تمام, حسنا...وداعا الآن"
وفجأة انحني ليقبلها, فاجتاحها الذهول ووقفت مدوخة ...ثم سمعت الباب الأمامي للمنزل يغلق بهدوء خلفه
للحظات ضاعت المسألة الأكبر في المسألة المستجدة الأصغر...وجلست تفكر في تلك القبلة, فكيف يجرؤ في أن يقبلها هكذا وكأنه بحاجة لأن يجعلها تطمئن؟
أخيرا مدت يدها الي الرسالة ففتحتها, وبدا لها أن مجرد فتحها للرسالة هو دليل ضعف وأحست أنها مشاركة في مؤامرة ريتشارد....
كتب لها بعاطفة ولكن كالعادة دون رابط, أول شيء ذكر لها عن حالته ومرت عليها مرور الكرام, ثم ركز ثانية علي انتقاد ضعفها وانتقاد مدرسة القرية وهذا ما أوصله الي صلب الموضوع, وفي جملتين قصيرتين عرض لمستقبل الطفلين ووضعهما مع عمتهما تحت رعاية برايان تورنبول....والإمضاء أخاها المحب, وهذا كل شيء.
تركت الرسالة تقع من يدها, ووضعت رأسها بين يديها, ماذا ستفعل؟ والي من تلجأ للنصيحة اذا لم يكن لشيء آخر؟
لابد أن محاميها سيؤكد ما قاله برايان, والسيدة بدفورد ستستمع اليها بحماس ولكن لن تستطيع فعل شيء, آرثر....انه فاتن وأهل للثقة عندما يكون لديه وقت ولكن نصيحته لن يكون لها طبيعة مؤثرة, وأخيرا أخذت أحزانها معها للفراش ونتيجة لها بالكاد استطاعت أن تنام.
لما تبقي من الأسبوع بقيت مشغولة تحضر حسابات المزرعة ل البريغادير بدفورد, وعندما لم تكن تطبع له البيانات كانت تتجول في المزرعة تجمع أرقام التكاليف وتقديرات الإنتاج من مدير المزرعة ومساعديه, لذا لم تتح لها الفرصة لأن تقص ما حدث لأحد.
ولكن مهما استطاع عملها أن يمتص تفكيرها خلال ساعات النهار, فهي لم تستطع أن تسيطر علي هذه الأفكار وهي ترتاح, فأمضت ساعات لا عد لها مستيقظة تشعر بالبرد , تدير في رأسها العديد من الخيارات....
بامكانها اللجوء للقضاء, بامكانها الهرب مع الأولاد, ولكن القضاء مكلف وغير مؤكد نتيجته, واذا هربت فلابد أن أحدا سيجدها, أنها عاجزة عن فعل أي شيء وهي تعرف هذا, وحاولت أن تفكر بمنطق.... ربما سيكون الأولاد أحسن حالا في مدرسة داخلية مع أتراب من عمرهما, ولكنها تعرف كم انزعجا من غياب والدهما المطول وموت أمهما, ولن يصدقا هذا....هذا المنزل الريفي وعمتهما جوانا يمثلان الأمان الوحيد الذي يعرفانه, وسيكون من الظلم إبعادهما.
شحب لون جوانا بشكل ظاهر وما أن حل مساء الجمعة حتي أصبحت عيناها حفرتين سوداوين في وجهها.
قالت لها ايزابيل بدفورد وقد ظهر عليها القلق" جوانا؟ عزيزتي, ما بك؟"
"ماذا؟ آه...مرحبا, أنا آسفة لقد كان تفكير ي بعيدا"
"لقد كان في القطب الشمالي, هل أثرت فيك مصائب جاك المالية, أهذا هو السبب؟"
"لا بالطبع..."
"هذا جيد, لا يجب عليك أن تتأثري بها, فنحن لو اضطررنا لبيع المزرعة فالحياة ستستمر, ورغم أن جاك لا يشعر بالأمر, ولكنه سيكون سعيدا في العيش بمنزل ريفي بسيط ليزرع خضاره بنفسه....فان المزارع تعتمد علي الآلات كثيرا هذه الأيام, وكل سعادة المزارع ذهبت مع هذه الآلات, لذا لا لزوم لانزعاجك"
ونظرت لها جوانا معجبة, وهي تعلم جيدا أن خسارة المزرعة ستكون مأساة كبيرة لها وقالت" أنا لست منزعجة"
"فلماذا التجهم اذن؟ هذا ليس من عادتك, عندما دخلت عليك الآن وجدت أن وجهك ما كان يسميه جدي...بوجه يرعب الأشباح, هل أنت تعبة؟ أم أن السبب طقس الخريف؟"
"كلاهما"
"ما أنت بحاجة اليه هو بعض الهواء النقي, فأنت لا تتنزهين بما فيه الكفاية"
"الطقس لا يناسب"
"لا تتحججي, الهواء يبقي هواء حتي ولو كان باردا قليلا ورطبا في مثل هذا الوقت من السنة, ألم تعودي تركبي الخيل في هذه الأيام؟"
وتنهدت جوانا, فعلي الرغم من أنها ليست فارسة ماهرة الا أنها كانت تتمتع بركوب الخيل, وقبل أن يصل الأولاد للسكن معها كانت دائما تستأجر جواد من القرية وتخرج في نزهة الي التلال, فيكي دوبلن, صديقة طفولتها ومديرة مدرسة الفروسية الآن, كانت تخرج معها أحيانا برفقة زوجها وينضم اليهم آرثر بدفورد, ولقد توقف كل هذا بسبب الأولاد, سألت ايزابيل بإصرار" هل توقفت عن ركوب الخيل؟"
"أوه...في الواقع لا وقت لدي, علي كل ان الاسطبلات مشغولة جدا هذه الأيام وأشك أن في استطاعة فيكي أن تؤجرني جوادا لأكثر من ساعة, ولا أحب أن تكوني نزهاتي قصيرة فعندما أركب الخيل أريد أن أبتعد"
"لا يهمني ما تقولينه, كل ما أعرفه أن عليك الخروج ولو لبضع ساعات , سأقول ل أرثر ليهتم بهذا"
فقالت جوانا بحزم" لا , شكرا لك"
"ولكن اذا كان شخصا آخر سيكون الأمر مختلفا, ألا تفهمين؟ اذا كان آرثر ينتظرك ستضطرين للذهاب"
"أجل وقد يكون هذا أمر غير مناسب أو لم يبدر الي ذهنك أنه قد يكون مشغولا بأشياء أخري؟ حتي أنه قد لا يرغب في الخروج معي"
"هراء, سيفيده الخروج أيضا, فقد بدا لي متوترا آخر مرة, ربما بسبب الطاهي الجديد, هل شاهدته؟"
"لا, بل شاهدت الساقية , قال آرثر انهما عملا معا, انها جميلة, هلي هي زوجت الطاهي؟"
"يا للسماء ...لا ,انها ليست ساقية حقا,انها ممثلة, آرثر أخبرني, وهي شقيقة الطاهي وهو يقول أنها أنهت عقدها الصيفي ولم تحصل علي عمل جديد لذا أتت لأخيها ليعيلها, ووظفها آرثر كساقية, ذلك الشاب له قلب من ذهب, لا قلب له ليرفض طلب أحد."
"انه بحاجة الي ساقية , وهي جميلة...بل أكثر من جميلة"
"هراء, انها تبدو كدمية خرافية مزخرفة علي شجرة الميلاد, من مثلها لا شيء حقيقي فيه."
"أنت حقا لا تحبينها, أليس كذلك؟"
"لست أهتم, ولكنني أعلم أن آرثر غبي, لقد ذهبنا لنتعشي هناك ليلة أمس, لهذا يبدو جاك منزعجا فهو ليس متعودا علي طعام المطاعم"
"ولماذا وافق المسكين علي الذهاب؟"
"لأنني قلت أن آرثر سيغضب اذا لم نفعل, ولكن الحقيقة أنني أردت رؤيتها فجواسيسي قالوا أن هناك امرأة رائعة الجمال هناك, وآرثر مفتون بها ولكنه دائما يقع في حبال المرأة الغير مناسبة"
"كوني صادقة, من هي في نظرك المناسبة له؟"
"أوه لست أدري, فتاة لم يجدها بعد, وليست احدي فتيات المدينة اللواتي هو معجب بهن, فتاة تعرف عن حياة القرية والمزارع وتكون سعيدة للعيش هنا معه"
"لا أعني أن أكون فظة ايزابيل ولكن لدي عمل كثير, هل جئت لتريني لأجل شيء محدد أم لمجرد تبادل الحديث؟"
"كلاهما"
وضعت جوانا ورقة جديدة في الآلة الطابعة وانتظرت, ثم قالت" حسنا؟"
"الأمر صعب قليلا, أريد الحديث عن مشروعي"
"آه...أجل"
"أعلم أنني قلت أنني لا أريد مشاركتك في تنظيمه وكنت أعني ما أقول ....ساعتها"
"ساعتها؟ ولكنك الآن غيرت رأيك, ماذا تريدني بالضبط أن أفعل؟"
"الحقيقة ,أريدك أن تمدي لي يد المساعدة... فذلك لرجل المتوحش الذي في العزبة لا يتواجد أبدا, وعندما تكلمت معه أخيرا في الهاتف قال أن بامكاني الذهاب الي عنده في الغد, ولكنه لم يبدو مرحبا..."
"ولن يكون"
"في الواقع بدا عدائيا, وبامكاني الذهاب وحدي, فقد دعاني, ولكنني أفضل كثيرا أن يكون معي رفقة"
"أنا؟ أوه..ايزابيل...لا!"
"ولكنك تعرفينه وتحدثت معه"
فضحكت جوانا" لقد تحدثت معه بالفعل, وهو دون سؤال أكثر رجل مزعج متعجرف قابلته في حياتي"
"اذن لا يمكنك تركي أذهب لوحدي"
"أنت معتادة علي مثل هذه الزيارات ايزابيل, فاستخدمي سحرك وقوة إقناعك عليه"
"لا أظن أنني قد أجرؤ...انه يبدو..."
"بغيضا؟"
"ليس بالضبط...ولن أقول شريرا, لقد شاهدته ليلة أمس في المطعم, وهو يبدو متمدنا,ولكنه يبدو متعجرفا قليلا, أطن أن كلمة مدني أكثر مناسبة له, انه من النوع الذي يجلس لينهي كل شيء علي الهاتف , انه من النوع الذي لا يجرؤ أحد أن يقول له لا"
فضحكت جوانا" أظن أن هذا من صنع الله مثل الهزات الأرضية, وأنا واثقة أن رجال البترول لا يهتمون بأشخاص محددين, فالجميع سواء لديهم"
"هذا لأن ليس لك الخيال الكافي, أو أنك تنظرين اليه من وجهة نظري ستعرفين أن لديه هالة مميزة وأنا حساسة جدا مع أمثاله"
"في هذه الحالة لم لا تكتبي له رسالة ولا تقابليه...هالة لهالة؟"
تجاهلت ايزابيل مزاحها وقالت"لأنه سيقول لا, أوه أرجوك تعالي معي, لا تقولي شيئا, سأتحدث بنفسي, ولكنني سأكون مرتاحة لوجودك معي وأنت مثالية وحساسة... ومهما كان لا يعجبك فأنت لست مدينة له بشيء"
وتوجهت نحو الباب وجوانا تراقبها يائسة وتابعت" سآخذك بعد الغداء في الغد وأنا شاكرة لك سلفا, أعلم أن الأمر يبدو سخيفا ولكنني فعلا أشعر بالخوف منه"
وأغلقت الباب بلطف وراءها, وجلست جوانا تحدق بالباب برعب... وقالت لنفسها" أما أنا فلست أخافه" ثم توقفت وفكرت" فليساعدني الله .. ألست خائفة منه أيضا؟"

 
 

 

عرض البوم صور سيريناد   رد مع اقتباس
قديم 29-07-19, 12:10 AM   المشاركة رقم: 5
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Feb 2018
العضوية: 328781
المشاركات: 406
الجنس أنثى
معدل التقييم: سيريناد عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 23

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سيريناد غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سيريناد المنتدى : روايات منوعة
افتراضي رد: الغريب الغامض _ ناتالى _ كتابة

 

الفصل الرابع




لو أن جوانا نامت القليل خلال البضع ليال الأخيرة, فانها تلك الليلة لم تنم مطلقا, وفي الثالثة والنصف فجرا تخلت عن صراعها غير المتكافئ مع النوم ونزلت للطابق الأرضي وكانت آخر بضع جمرات لا زالت تتقد في المدفأة فأضافت بضع حطبات لها, ونفخت في الجمر حتي اشتعلت ألسنة النار.
صنعت لنفسها قليلا من الشوكولا الساخنة وجلست ترتشفها أمام النار, محاولة أن تقرر ماذا ستقول ل برايان تورنبول, فقد وعد بالمجيء لرؤيتها ولكنه لم يفعل ولم تقتنع بأن تقتحم بيته بمعبة ايزابيل بدفورد, وصرت علي أسنانها وهي تحاول التفكير بطريقة للخلاص من هذا المأزق ولكن دون أن تصيب النجاح, وأخيرا استغرقت في نوم غير سوي متكورة علي الأريكة ورأسها محني علي ذراعها.
وبهذه الوضعية وجدها الأولاد المذعوران في الصباح التالي وهزها بوب مرتعدا" جوانا...جوانا !ما بك؟"
فأجفلت متألمة, فنومها لم يكن مريحا علي الاطلاق وأفاقت في غرفة باردة تشعر بالمرارة وأطرافها مخدرة, ولكنها أحست بخوفهما فاستجابت معهما رغم حالتها المزرية
"لم أستطع تذكر ما اذا كنت قد وضعت حاجز الوقاية أمام النار أم لا, فنزلت لأري ونمت هنا, هذا كل شيء, كم الوقت الآن؟"
"الوقت متأخر ,لقد استفقنا منذ وقت طويل" وبقي بوب مرتابا فسألها" لماذا لم تضعي الحاجز وتعودي لسريرك؟"
"لماذا؟ أوه...أعتقد أنني كنت تعبة فجلست أرتاح وغفوت."
"ولكن لماذا....؟"
"أوه بوب! أرجوك انسي الأمر, لا يهم لماذا, لقد كنت تعبة ونمت وها قد تأخرنا علي الفطار"
وبقي الطفلان قربها وهي تنهض متألمة وتذهب للمطبخ, وتناولوا الفطار في صمت كامل, وجاء ساعي البريد وتناول معهم الشاي وعلق علي وجوههم المتجهمة ثم ذهب, ورفض الولدان الخروج من المنزل مع أن الجو كان جميلا وجلسا جنبا الي جنب بجوار النار, وسرت جوانا لانشغالهما بحل لغز لتكمل هي عملها المنزلي, ولكن ما ان رن جرس الهاتف حتي وقفا علي جانبيها ينظران بفضول الي السماعة وكأنهما يستطيعان رؤية وجه المتكلم, وكان المتصل ايزابيل بدفورد, فتركاها وعادا قرب النار ليتابعا لعبهما, وقالت ايزابيل" سأراك بعد ظهر اليوم"
"أجل؟"
"هل يمكن أن نستخدم سيارتك؟ لقد تعطلت السيارة الصغيرة وأنا أكره قيادة الكبيرة"
"حسنا, في أي وقت؟"
"بعد الغداء مباشرة وقبل أن أفقد شجاعتي"
"لا تكوني سخيفة, سوف أتأخر, فقد نمت متأخرا وتأخرت في العمل المنزلي والأولاد لن يتناولا الغداء حتي الساعة الثالثة علي الأقل, فلنقل عند الرابعة, سأجئ لأصطحبك"
"أوه, حسن جدا, ولكن لا تلومينني اذا اضطررنا لتناول الشاي عنده"
وصلت الي بوابة المزرعة وأوقفت سيارتها القديمة أمام الباب ومرت بأقرب طريق عبر المكتب الي الباحة الخلفية ثم عبر المطبخ, الاسطبلات هذه الأيام فارغة الا من بضع دجاجات تزود آل بدفورد وآل راينهارت بالبيض, وللحظات وقفت تنظر حولها في الباحة الخالية, بعد ظهر أيام الخريف المعتمة كانت الباحة مخيفة وأحست جوانا بالارتجاف
فجأة سمعت ايزابيل "جوانا , لا تقفي هكذا والا تجمدت من البرد, ادخلي"
"آسفة, هل أنت جاهزة؟"
"أجل, اصعدي الي هنا لدقيقة فقط, أريد نصيحة منك"
"حول ماذا؟"
"لست واثقة من ملائمة هذا الشال"
"هيا ايزابيل, أين شجاعتك؟"
"لست أدري ما تعنين..."
"بل تعرفين, أنت تحاولين التأخير ولن أبقي في الداخل لأجل عرض أزياء, أنت من رغبت في الحديث مع الغول, وأنت من تواعدت معه, ولقد حصلت علي سائق ولا يمكن أن تتجابني الآن"
"أوه, حسن جدا, أنت فتاة عنيدة ,جوانا"
بعد دقيقتين ظهرت في المطبخ بأبهى أناقتها, ببذلة رائعة لها شال مربوط عند العنق وقالت" حسنا لنذهب وننهي الأمر ولكنني أحذرك...أنا خائفة"
بعد نصف ساعة كانت تعتذر لمضيفها لجلبها معها رفيقة غير مدعوة , شارحة أن سيارتها تعطلت وأن جوانا كانت لطيفة جدا في إيصالها, ولم يبدو علي برايان تورنبول أي اكتراث.
وتابعت ايزابيل" ولكنك بالطبع التقيت ب جوانا"
"بالطبع كيف حالك آنسة راينهارت؟ ألا تتفضلان....بالدخول؟ أخشي أن يكون المنزل لا يزال دون ترتيب ولكن هناك نار مشتعلة في المدفأة داخل المكتبة وهذا كل ما أحتاج اليه في هذا الطقس, أليس كذلك؟"
وفتح لهما باب المكتبة ونظر بسرعة الي جوانا وهي تمر من أمامه
"حسنا سيدة بدفورد, بما أنك وجدتني الآن, ماذا أستطيع فعله من أجلك؟"
وتلبكت ايزابيل من سؤاله المفاجئ, فقد كانت تفضل التظاهر بأن زيارتها ودية قبل أن تخوض في أسبابها, فأجابت بعد قليل من الصمت لتستعيد أنفاسها" من الصعب قليلا أن أشرح لك ولا أعتقد أن الأمر سيعني لك الكثير الا اذا كنت تعرف شيئا عن تاريخنا المحلي"
"لا أعرف عنه شيئا"
"أوه...حسنا"
ونظرت الي جوانا علها تساعدها, ولم يكن من طبيعتها أن ترفض, فقالت" هناك طريق أثرية قديمة تعود لسكان البلد الأصليين, أو علي الأقل كانت,وهي الآن تمر عبر حقلين تملكهما شركة خاصة ترفض الاعتراف بالحق العام للمرور عبرها, ورفعنا الأمر للمحاكم وفعلنا ما بوسعنا ولكن من المكلف أن نرفع هذا الي محاكم أعلي, ورأينا أن أفضل ما نفعله هو شراء الحقلين"
"أفهم هذا, ولكن ما دخل هذا بي؟ فأنا لا أملك أية أرض علي تلك التلة؟"
وقالت ايزابيل" لك علاقة بالتمويل"
"آه فهمت , سأكون سعيدا للمساهمة, سأحضر دفتر شيكاتي....."
"لأجل السماء نحن لا نطلب مالا"
فنظر الي جوانا ثم الي ايزابيل" لا تريدون مالا؟ ماذا تريدون اذا؟"
"نريد منزلك"
"منزلي؟"
وأحست جوانا بقليل منا لتفوق وأجابت بهدوء
"السيدة بدفورد تفكر أن بامكانها جمع المال اللازم لشراء الحقلين, بتقديم حفل عام هنا....بما أنه أعتق بيت في القرية"
"هنا؟ انه عتيق فعلا, ويطقطق طوال الوقت حول آذاننا, وبالكاد يكون قريبا من عمر تلك الطريق الهندية القديمة, وما نوع ذلك الحفل؟"
فأجابت ايزابيل" أوه...حفل تنكري"
وساعدتها جوانا" قليل من الغناء, فالكاهن لديه مجموعة كورس رائعة, وربما يقدم الأولاد تمثيلية اذا كان الحفل وقت الميلاد, وقد يهتم بعض هواة التمثيل ,ولهم جمعية هنا ,بتقديم عرض أو اثنين"
ولاحظت جوانا وهي تتكلم تصاعد الذعر في وحهه, وكان صعبا منع نفسها من الضحك ولكن ايزابيل لم تلاحظ ذلك وتابعت في سرد خيالاتها بينما وقف هو مسمرا في أرضه غير قادر علي إزاحة نظره عنها, وأنهت ايزابيل بلهجة انتصار" ثم أن جوانا تلعب علي القيثارة"
فأغمض برايان عينيه وقد أحس بالقشعريرة ثم فتحهما ليحدق بذهول في جوانا التي ردت النظرة بكل براءة, وتابعت ايزابيل وهي تصفق بيديها" والآن سيد تورنبول ....ما رأيك؟"
ساد صمت مطبق بدا خلاله كأنه ينتقي كلمات رده" رأيي ...أن هذه ....فكرة تأسر الاهتمام, ولكن ....كما ترين... ليس هناك مكان حتي لي أنا هنا في الوقت الحاضر, فما بالك بأولاد المدرسة وكورس الكنيسة والممثلون الهواة....والجمهور"
فسارعت ايزابيل تطمئنه" سنأتي جميعا لنساعدك في تحضير المكان, بالطبع, أليس كذلك يا جوانا؟"
وبدا عليه الانزعاج" أنت لطيفة جدا, ولكن لدي ما يكفيني من مساعدة هنا, الأمر ليس مسألة تنظيف وتعليق ستائر, فهناك تغييرات وترميمات يجب أن تتم"
"قبل الميلاد؟"
"حسنا...لا ,لا أعتقد..."
"اذن ليس هناك سبب يمنعنا من استخدام المنزل قبل الميلاد شرط أن نرتبه, أعني أننا بهذه الطريقة لن نتلف لك الديكور الجديد أو أي شيء آخر"
"أعتقد أن هذا صحيح"
وفتح باب المكتبة فالتفت قائلا" أوه...ها قد وصلت المساعدة التي تكلمت عنها, وأظن أنها ستدخل لنا الشاي, أتمني أن تكوني تحبين الشاي سيدة بدفورد؟"
وانفتح الباب كاملا وظهرت منه فتاة تحمل صينية كبيرة ومليئة , تقدم برايان ليأخذها منها وقال" لا لزوم لأن تخدمينا, لقد فعلت ما هو كفاية وبحسب مقدرتك المهنية"
كانت الفتاة هي سامنثا بريكس, شعرها الجميل كان معقوصا الي الخلف ليكشف عن رقبتها الجميلة, وظهر بعض الغبار علي خدها مما يظهر أنها فعلا كانت تساعده في الأعمال المنزلية, وقال وهو يأخذ الصينية منها" شكرا لك, مساء الخير سيدة بدفورد, مرحبا جوانا, أتمني أن تكونا تحبان كعك الجوز مع الجنزبيل" وضحكت ل برايان بطريقة مثيرة حتي أن ايزابيل نظرت الي جوانا" هل يعلم آرثر أنك هنا؟"
وبدت الدهشة علي سامنثا" لست أدري, وهل هذا مهم؟ فأنا لا أبدأ العمل عنده حتي السابعة مساء...وأنت تعرفين"
فتمتمت ايزابيل"أوه..لا , بالطبع...سامحيني"
وناولها برايان فنجان الشاي وقال" لقد كانت سامنثا تحضر هنا كثيرا, انها حقا لطيفة, فأنا لا أبقي هنا كثيرا وهي تحتفظ بالمفتاح وتدخل العمال متي كنت غائبا"
فقالت ايزابيل بطريقة مدروسة" أنت محظوظ لأن لديها وظيفة ملائمة"
"ألست محظوظا؟"
وصبت سامنثا الشاي ل جوانا وأعطتها الفنجان وهي تضحك" أوعه, انه لطيف, وأنا لا أدري متي يحضر حتي يذهب, انه يختفي فجأة, ومن حسن الحظ أنه غير متزوج, فلن تستطيع أي زوجة تحمل نمط حياته"
وحاولت ايزابيل أن تعيد شد انتباه برايان الي الموضوع الرئيسي ,فقد كان علي وشك الموافقة قبل دخول سامنثا, وراقبت سامنثا وجه برايان و ايزابيل تتحدث ولم يشد انتباهها غير كلمة واحدة...(تمثيلية) فقالت دون تفكير" أوه, هل ستقدمون تمثيلية هنا؟في القاعة الكبري؟"
قال المالك الفخور" القاعة الكبري! انها مخزن غلال كبير أكثر منها قاعة, ولا يمكن تدفئتها أبدا, والتدفئة المركزية لن تمدد في المنزل حتي الربيع"
ردت ايزابيل بجدية" اذن سنستخدم الحطب, فهذا ما كان القدماء يستخدمونه, ولدينا الكثير من الحطب في المزرعة, فلا تهتم بهذا الأمر"
"لا أهتم؟ سيدة بدفورد...هل أنت جادة؟ لقد رأيتي حالة المكان, حتي المطبخ غير قابل للاستعمال, فكيف يمكن أن تقيمي أي نوع من النشاط هنا؟ ستكون مهزلة!"
نظرت اليه وعيناها تلمعان بفكرة جديدة" بالطبع, كان يجب أن أفكر بهذا من قبل"
"تفكرين بماذا؟"
"بالمهزلة, سنقيم حفلة راقصة...محترمة, ولكن بملابس هزلية, سنجعل الناس يتنكرون بملابس هزلية, أوه...سيكون الأمر ساحرا"
وهزت سامنثا رأسها بحماس موافقة علي الفكرة, بينما بدا علي برايان الذهول, وارتجفت جوانا لتفكيرها بما سيقول البريغادير بدفورد عندما يعرف بالفكرة, ولكن ايزابيل وقد وجدت لها مشجعا في حماسة سامنثا, فلن يوقفها شيء الآن, وتابعت" سنقيم الحفلة في وقت مبكر من المساء,
فالأمهات قد يرغبن في وضع أولادهن في الفراش بعد تقديم العرض, الي أي ساعة تسمحين لطفليك بالبقاء صاحيين جوانا؟"
"حتي الثامنة"
"أوه...حسنا, سيضطران للبقاء ساهرين لمدة أطول, ولنقل أنهما سيكونان في الفراش عند العاشرة, فيمكن لهما اذن تقديم عرضهما عند التاسعة, ثم يذهبان للنوم"
وقال برايان ساخرا" ومتي يذهب الكورس الي النوم؟"
"أوه...إنهم كبار, ويمكنهم السهر"
قلت جوانا" أنت تريد للسهرة أن تنجح ,أليس كذلك؟"
فقال لها بصوت منخفض حتي لا تسمع ايزابيل" لا تحاولي تجربة مدي صبري, أنت مرتاحة بالتفرج علي, وتعرفين أنني لن أستطيع الخلاص من هذه المرأة الهيبة"
فردت بهمس ساخرة" ولكن سامنثا لا تبدو موافقة معك"
وتدخلت ايزابيل" فكر بجمال العصر الذي ستختار ارتداء ثيابه, الثامن عشر...."
وساد صمت قصير قبل أن تبدأ ايزابيل و سامنثا الحديث عن روعة الفكرة, بينما بقي ضحية جوانا...ساهما, ثم قال ل جوانا" أري أنني مضطر للمشاركة, فالجميع سيفعل, آرثر, سامنثا, الكاهن, حتي أولاد أخيك, وأنت بالطبع, سأنتظر بشوق سماعك تعزفين علي ذلك المثلث"
"انه القيثارة"
"أوه..القيثارة بالطبع, كم هذا سخف مني"
قالت ايزابيل" ولكنها لا تلعب القيثارة لأحد"
فرد ساخرا" ولكنها ستضطر للعزف هذه المرة, أليس كذلك؟"
وحدقت به جوانا, انه يسخر منها, انها جسارة, انها إزعاج, ومع ذلك فقد كانت لهجته مهددة قليلا, متحدية.....
طوال بعد ظهر ذلك اليوم, بقيت جوانا تؤنب نفسها علي جبنها أمام برايان, مع أنهما يجب أن يتشاركا بالكثير بوصفه وصيا علي الولدين, وله الحق أن يتناقش معها في ذلك الموضوع, وبعد ذلك اللقاء غير المرضي, يجب أن يسعي لرؤيتها, مع أنها لم تكن تتوق لمثل هذا اللقاء.
لذلك عندما سمعت دقا علي بابها هذا المساء, قفز قلبها من مكانه وطلبت من الولدين بحده أن يصعدا الي غرفتهما, ويتحضرا للنوم قبل أن تتوجه لفتح الباب
ولكنها دهشت عندما ظهر لها بالباب آرثر ومعه الكلب بونتي وعلي الفور قفز الكلب الي الداخل, لتلقاه مونيكا وقد ذهبت طاعتها لعمتها أدراج الرياح.
قالت ل آرثر وهي تأخذ معطفه" لقد خرجت في ساعة غير ملائمة لعملك, أليس هناك زبائن الليلة؟"
"ليس هناك من لا يستطيع الموظفون التعامل معه, شعرت فجأة أنني بحاجة للخروج, لقد أحسست الجو في المطعم خانقا, فقد بدأ الزبائن في شرب قهوتهم وعبق الجو بدخان السجائر والطعام البارد, ولم أستطع التحمل فخرجت مع بونتي"
أدخلته الي غرفة الجلوس فاختار الجلوس قرب النار وأخذ يحدق أمامه وتبدو عليه التعاسة, وجلس بونتي تحت قدمي سيده, فتقدمت جوانا لتجلس تجاه آرثر, وابتسمت له قائلة" لو أنه بخمس حجمه الحالي, لكان سيكون مخلوقا رائعا"
"ماذا؟ آه..بونتي, انه كلب جيد"
وعاد لسرحانه من جديد, وجلست جوانا بهدوء تنتظر أن يتكلم, لم يحرجها صمته, فهي تعرفه منذ زمن بعيد وتحس بالسرور لمجرد رؤيته يجلس قرب النار عندها, لأنه نادرا ما يترك قصر الأمير ليلا"
رفع رأسه أخيرا وقال بتجهم" ماذا سأفعل جوان؟ أنا في ورطة كبيرة, وهي غلطتي بالكامل"
"معظم المآزق السيئة تكون من صنع يد المرء....ماذا فعلت؟ أو لم تفعل هذه المرة؟"
وللحظة ظنت انه سيجيبها, ولكنه وقف وتوجه للنافذة, ثم قال" أنا أحب يا جوانا, وهذه المرة حب حقيقي, وهي....أوه...انها لطيفة معي وتتركني أداعبها وأخرج معها, ولكنها لا تشعر بي, ممكن أن أكون أي إنسان آخر, انها جذابة والجميع يريدها وهي تعامل الجميع سواسية, ولن أتحمل , يجب أن تنظر الي بجدية.... فماذا أفعل؟ أعتقد أن الأفضل أن أكون واحدا من عدة رجال بدل أن أخسرها"
"وهل تسمح لك كرامتك بهذا؟"
"الكرامة؟ وما هي الكرامة؟ لم يبق لي منها شيء, ومنذ أسابيع....ما أن رأيتها. انا آسف جوانا, لم أقصد أن أجيء الي هنا لألقي عليك محاضرة"
"ألم تقصد؟"
"حسنا بلي, أظن هذا, أشعر أنك الوحيدة التي أستطيع التحدث اليها بالأمر"
فسألت بجفاء" أعتقد أن عذابك هذا له علاقة ب سامنثا بريكس؟"
"لا حاجة أن تسخري مني, فرباطة جأشك وبرودك لا يعطيك الحق بأن تضحكي علي الناس"
"لست أضحك عليك لا سمح الله! ولكني أحب توضيح الحقائق"
ونظر اليها آرثر, وارتاحت قسمات وجهه, وعاد الي قرب النار وأمسك بيدها" أوه يا جوانا...أنت دائما طيبة معي, وتجعلينني أضحك"
فقالت بسخرية" شكرا لك, اذن فسيدتك هي سامنثا, وأنت تحبها, وتراها كل يوم, وهناك بضع منافسين يجب عليك إزاحتهم, لا أري في هذا صعوبة , ظننتك في ورطة أكبر"
"انها لا تلاحظ وجودي, أنا موجود فقط لأشعل سيجارتها وأفتح لها الباب"
"وتدفع أجرها"
"أوه..حسنا, وأدفع أجرها, ربما هنا يكمن الخطأ, ربما لو كانت تعمل ل برايان تورنبول بدل أن تراه بين وقت وآخر..."
"تورنبول؟"
"انه الرجل الذي اشتري العزبة...لأقد ظننت أنك تعرفيه , ايزابيل قالت انك تعرفيه, علي كل هذا ليس مهما, فالمهم أنها مجنونة به, فهي تقضي كل أوقات فراغها بمنزله, وهو لا يخرجها أبدا بل يتركها مستعدة له هناك, وهي تذهب اليه كالحمل, انه يستغلها وهي لا تلاحظ, وهي تظن أنه سيأخذها الي مونتريال, ويساعدها علي ايجاد عمل "
"لابد أنها بلهاء, فهو حتي لا يعرف شيئا عن المرح"
"لا, لكنه غني ومثقف, ولديه اتصالات....اتصالات! كم هي ساذجة"
"انها متفائلة, ألم تحاول التلميح لها أنه قد لا يكون كما تتصوره؟"
"التلميح؟ لقد قلت لها صراحة, ولكنها لم تصدقني, فهو مخلص لها ولكن ليس لديه الوقت الآن, ولن تصدق أي شيء عنه"
"أتعني أنها لن تصدق عنه شيء الا اذا تحول اهتمامه الي ناحية أخري؟"
"أو أن تأتي احدي صديقاته المثقفات الي هنا"
"ولكن من الصعب أن يفعل هذا"
"لا لن يفعل, فلا أمل اذن"
وكالعادة وجدت جوانا نفسها ممزقة بين الانزعاج وبين أن تأخذ عنه كل أحزانه, ونظرت اليه بمحبة وتكونت لديها فكرة....بساطتها تذهل, وخطرها مخيف, وبدأت بسمة تتكون عند أطراف فمها, وتمتمت"لا أمل؟ أوه....لن أقول هذا...."

 
 

 

عرض البوم صور سيريناد   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)
facebook




جديد مواضيع قسم روايات منوعة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 09:55 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية