لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات منوعة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات منوعة الروايات المنوعه


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 29-07-19, 12:11 AM   المشاركة رقم: 6
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Feb 2018
العضوية: 328781
المشاركات: 406
الجنس أنثى
معدل التقييم: سيريناد عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 23

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سيريناد غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سيريناد المنتدى : روايات منوعة
افتراضي رد: الغريب الغامض _ ناتالى _ كتابة

 

الفصل الخامس



مع أن جوانا كانت تتوقع زيارة قادمة من برايان تورنبول, الا أنه لم يظهر لها طوال ما تبقي من الأسبوع, ووصلتها رسالة من محاميها يبلغها أن السيد تورنبول قد زاره وهو راض تماما لمعرفته بأنه ممثل أخيها القانوني خلال غيابه, وهنأها علي وجود رجل يحل لها المشاكل التي قد تعترضها في رعاية الأولاد
رمت جوانا الرسالة في النار بغضب...
وكان علي جوانا أن تذهب الي أوتارا لتشتري عشر نسخ من نص التمثيلية التي سيقدمها نادي الهواة, ثم أمضت أمسيتين تراجع نصوص الرواية, وكانت السيدة بدفورد قد لخصت التمثيلية كي لا تستغرق أكثر من أربعين دقيقة
ومن الطبيعي أن أول شيء يجب فعله هو تنظيف القاعة التي ستجري فيها الحفلة, وعليها بالطبع الاتصال به لأخذ موافقته علي بدء العمل, وعندما طلبته ردت عليها سامنثا, وبدت محبطة لسماع صوت فتاة ولكنها كانت ودية وعرضت عليها المساعدة بما اعترفت أنه سيكون مهمة عملاقة, فشكرتها جوانا.
وعندما وصلت الي القصر القديم , وجدت سيارة برايان متوقفة أمام المنزل فنظرت اليها بغير رضي, انها تمثل كل شيء تكرهه, سريعة ,غير مريحة ,غير آمنة, وكالرجل الذي يملكها تماما.
وقال لها صوت ضاحك بعد أن وقفت تحدق بالسيارة بعبوس" انها آلة مسكينة"
فقفزت واستدارت لتجد برايان يقف عند الباب وأحست أن تفكيرها شفاف, فقد عرف أنها تكره سيارته, فنظرت اليه وقالت" ماذا؟"
"هذا الغرض البسيط الذي أثار غيظك ,هو مجرد آلة...وهي غير معادية بالمرة"
"ما عدا عندما يكون شخص ما بداخلها"
"ألم تسامحيني بعد علي ذلك الحادث الذي أوقعك في الوحل؟ لقد كانت غلطتك وأنت تعرفين ذلك, ولا يجب أن تحقدي علي السيارة, يبدو وكأنك علي وشك ركل المسكينة" وضحك
فقالت هاتفة" لست طفلة ولا أركل"
"كم أنا مرتاح لسماع ذلك"
وأخذ من سيارتها حفنة من المكانس, وتابع" أري أنك قدمت مستعدة, لقد بدأت سامنثا بالعمل, هل ندخل؟"
ووجدت أن شخصا ما قام بعمل كبير في القاعة, فمعظم الأثاث قد دفع نحو المنتصف وأنزلت الستائر المخملية المغبرة, ووضعت كومة قرب النافذة, حدقت سامنثا في كومة الستائر" لابد أنها كانت جميلة جدا, أثرية حقا"
"حسب ما أذكر كانت بلون البرقوق القاتم, وكانت قديمة وبالية حتي عندما كنت طفلة صغيرة, وأنا مندهشة لبقائها قطعة واحدة"
تلمسها برايان بأصابعه" انها ليست قطعة واحدة, فما يمسكها ببعضها هو ثقوب العث, يجب أن أوصي علي صنع المزيد من الستائر, كم هذا مكلف! لم أكن لأعتقد أن السكن في منزل قد يكون مزعجا لهذه الدرجة"
فقالت سامنثا" دعني أساعدك"
"وكيف ستفعلين ذلك أيتها الصغيرة؟ أن تسهري طوال الليل تخيطي لي ستائر جديدة؟"
"لا, بل أساعدك علي اختيار الألوان و....."
"آه, هذا أستطيع فعله بنفسي وما أريده هو العون الفعلي"
تدخلت جوانا" يمكن القول بأن سامنثا كانت ذات فائدة كبيرة لك حتي الآن"
"صحيح؟ أظن أنك محقة, في الواقع لم أكن ممتنا لها بما فيه الكفاية, أنا آسف سامنثا ,سامحيني"
"بالطبع, فأنا سعيدة لمساعدتك"
قالت جوانا" وماذا ستفعل بالستائر؟ أنت لن تحتاجها, علي الأقل في الوقت الحاضر, فاذا اشتريت القماش سأخيطها لك, وأظن أن هذا تقييم عادل للمساعدة"
"أنت؟ وهل لديك وقت؟"
فابتسمت" لدي وقت لكل شيء شرط أن أفعله, علي كل سيبعدني هذا عن تمارين فرقة الهواة للتمثيل, ولو بقيت في البيت لأخيط الستائر فالأمر يستحق"
سألتها سامنثا" ألا تحبين التمثيل؟"
"ليس كثيرا, علي كل لا أستطيع التمثيل"
فقال برايان" هراء, الأمر لا يعدو ارتداء ثياب وعرضها, وكل النساء يحببن هذا"
بعد أن أهان مستمعيه استدار برايان ليحضر بقية أدوات التنظيف من سيارة جوانا
وعملوا معا بصمت, الي أن سمعوا بعد وقت طويل صوتا من الخارج ودخل عليهم آرثر بدفورد, فقال له برايان" مرحبا, لم أسمع سيارتك"
"لقد قدمت سيرا"
فسألته جوانا" أوه...هل جئت عبر قناة الكنيسة؟ كنت أتساءل عما اذا كانت البوابة لازالت في مكانها"
"لازالت هناك...ولكن العشب قد نما عليها وأصبحت تقريبا صدئة, دخلت عبرها بسهولة والممر من الناحية الأخري ملئ بالأشواك التي تبلغ الخصر طولا"
قالت جوانا وكأنها تحلم" كنا نذهب عبرها الي البحر, كنا بالطبع نتعدي علي حق المرور ولكن السيدة أندرهيل لم تكن تمانع أبدا, وكنا نأخذ معنا الطعام الي السلم الحجري, هل تذكر يا آرثر"
أجاب آرثر بطريقة فظة" نعم, هل ستتأخرين كثيرا يا سامنثا؟"
تحركت سامنثا بمضض" كنت سأذهب منذ زمن, ولكنني كنت...هكذا... أتساءل...ألا تريد مساعدة في اختيار الستائر برايان حبيبي؟"
بدا الأم علي آرثر ووجدت جوانا تشد علي عصا المكنسة حتي سبب لها علامة حمراء علي راحة يدها, ورفع برايان ذقن سامنثا بأصبعه, وقال مداعبا" أتظنين أن بامكانك مساعدتي يا قطتي؟"
قاطعته جوانا" سنحتاج لأن نقيس الستائر ونتأكد من طولها الصحيح, واذا أردت المخملي ثانية , يجب أن أذهب معك"
بدا علي آرثر الانزعاج وكأنها خانته وذهبت الي معسكر الأعداء, ونظرت الي سامنثا فصعقت.....لم يكن ذلك التعبير الناعم أبدا علي وجهها , بل كانت تحدق بها بحقد غير مقنع, ولكن هذا ليس الذي صدم جوانا , بل كانت النظرة المحتسبة الراشدة التي زحفت الي عينيها, علي عكس نعومتها المعتادة, فوقعت المكنسة من يدها.
التقط برايان المكنسة وقال" هذا لطف منك يا جوانا, سأقبل, لو سمحت...متي ستكونين حرة؟"
"بأقرب فرصة سيكون أفضل, وبما أن ذلك سيكون لأجل الحفلة, فسيعطينني البريغادير بدفورد فرصة, ما رأيك بالغد؟"
"رائع ولكن بعد الظهر, وربما أقنعك بأن تمددي فترة بقائنا معا لتناول العشاء"
حاولت جوانا التحجج بالأولاد وعشاءهما ووضعهما في الفراش, فقال ساخرا" أنا واثق أن سامنثا ستكون مسرورة للعناية بهما, انها تحب مساعدة الصغار"
بدأت جوانا الاعتراض" ولكنني..."
فقاطعها آرثر" بالطبع يجب أن تذهبي, وبامكاني المجئ بالأولاد من المدرسة ووضعهما مع ايزابيل الي حين عودتك, ولا أظنكما ستتأخران, وهذا شيء قليلا ل ايزابيل لتعمله لقاء فكرتها المجنونة, فلتتحمل القليل من المسئولية"
"ولكنني لا أحب أن يتضايق أحد من أبناء أخي......."
"لا تتحججين ,اشكري الله علي قضاءك ليلة بعيدة عنهما"
وكانت علي وشك الرفض مرة أخري عندما لمحت وجه سامنثا المتشدد المتوتر, فرفعت رأسها وقالت كأنها ستذهب الي ميدان المعركة" حسنا جدا, سأفعل, وبامكانك يا آرثر أن تقول ل ايزابيل أنك من طوعتها كمربية أطفال, فأنا لن أفعل"
لمعظم ما بعد الظهر معه كان الحديث كله عن العمل, ولكنها كانت لا تزال تحس أنه من تحت تلك النظارة السوداء التي يرتديها يضحك منها, انه لا يعجبها ولا تثق به وممتعضة جدا من تكليف ريتشارد له بالوصاية علي الولدين, وسألها" لماذا تبتسمين؟"
"من أفكاري"
"وهل هي مضحكة؟"
"لا, ليس في الواقع, ولكن من السخرية أن ريتشارد يظنني قاصرا غير مسئولة"
"لماذا؟"
"لماذا؟ ألم تلاحظ؟ لأنني لست قاصرا فأنا راشدة ومستقرة وأنا أكبر من أن أدعي طفلة لا أصغر"
فقال لها بهدوء "أنت طفلة مكتملة"
وأدار الحديث في اتجاه آخر, ولم يعودا للحديث الشخصي الي أن كانا علي طاولة العشاء, ولاحظت أن اهتمامه قد تغيرت نوعيته فاتجهت الي صمت مرتبك, وقال معلقا علي بعض كلامها" وهل ما يظنه بك الآخرون مهم جدا؟"
"ليس الجميع, بعض الناس فقط"
"مثل آرثر بدفورد؟"
احمر وجهها"انه واحد بين آخرين, أصدقائي...."
قال بغضب" أصدقاء! أنهم أثرياء متطفلون, أنت تتركين الناس يتباهون عليك, وأنت تشجعينهم, ريتشارد, آرثر وعمته المجنونة, أنت لست مدينة لهم بشيء, فلماذا تتركين لهم فرصة التدخل في حياتك؟"
"لم أدرك هذا من قبل"
"أوه...هذا هراء...يجب أن تعرفي هذا, فأنت تركضين بين يدي آل بدفورد وكأنك خادمتهم المستعبدة ,فلماذا بحق الله؟ نحن لم نعد في القرن الثامن عشر ولا هم أسياد القرية"
ردت عليه ببساطة" ولكنني أحبهم"
"حب! أنت ترتمين بين أقدامهم وتقولي لهم "دوسوا علي" ويفعلون....يجب عليك أن تأخذي موقفا حاسما, قرري ما يجب أن تفعليه لكسب عيشك ولا تتورطي معهم خارج هذا النطاق"
"وكيف؟"
"يا الهي!...وكيف أعرف؟ أنت التي تقولين أن عندك خبرة, أليس لك دفاعات في حياتك بالمرة؟"
"لم أتعلم أن أقف بعيدة عن الناس الذين أهتم بهم, ولست أدري ما الذي يجب أن أتعلمه"
صفق بيديه فوق الطاولة" اذا أنت ضائعة"
وبعد أن انتهوا من العشاء لم يكن مستعدا لترك الموضوع, فبعد أن أوصلها الي منزلها وقف مستندا الي طاولة المطبخ يحدق بها " أتعلمين ما قاله لي ريتشارد عنك؟"
"شيء قد لا يرضيني"
"ولكنه اعتقد أنه إطراء لك, ألا تريدين أن تعرفي؟"
"أنت تجعله يبدو رهيبا"
"لقد قال أنك فتاة صغيرة هادئة واعتقدت من كلامه أن ليس لديك التفكير أو الإرادة الخاصة بك, وأنك لست ذكية"
"يمكن أن أصدق أن هذا ما قاله"
"ولكن لا يجب أن تصدقي هذا, انها صورة غبية تلك التي للناس عنك هنا, ولا يجب أن تدعيهم يقنعونك بها"
هذه الجدية الجديدة حيرتها, فمن ناحية كرهت اعتقاده أن له الحق في التطفل علي حياتها الخاصة, ومن ناحية أخري وجدت صدقه واهتمامه خطرا قليلا, فمما يقطع الأنفاس أن يجد المرء نفسه موضوع اهتمام مفاجئ من شخص آخر, فقالت يلطف" لا أظنك تعرفني جيدا لتصدر علي الأحكام"
"بل أعرفك, أعرفك جيدا أكثر مما يعرفك جيرانك, فأنا من حاولت وضع العصي في دواليبه من أجل الولدين , أتذكرين؟"
"وهل تتوقع أن أعتذر؟"
"يا الهي..لا! لقد كنت علي حق, ولكن الشيء الذي لا أفهمه لماذا غيرت مسارك عما اذا كان ريتشارد علي حق وأنك قد لا تكونين صالحة لرعاية الأولاد؟"
"وكيف عرفت أنني تغيرت؟"
"لقد قلت لك...أنا أعرفك جيدا"
ووضعت يداها علي خديها"ولكنك لا تعرفني , لا يمكنك...أعني أننا لم نلتق من قبل, هل كنت تتجسس علي؟"
"ليس أكثر مما كنت تتجسسين علي"
فاحمر وجه جوانا" أوه..انها الشائعات, ولن تخبرك الشائعات الحقيقة, فأنا لا أعرف شيئا عنك, فمثلا لست أدري لماذا تضع مثل هذه النظارات السخيفة, الا اذا كنت تقصد منها أن تظهر كنجم سينمائي وتبهر سامنثا المسكينة"
"هل قلت أنك لا تملكين أية دفاعات؟"
"لا أملكها ضد الناس الذين أحبهم,فأنت علي حق, أنا لست بحاجة مثل هذه الدفاعات ضد من أحبهم"
"مثل آرثر بدفورد؟ أنت سليطة اللسان وعنيدة, اذا كنت تريدين معرفة شيء عن نظارتي فما عليك سوي السؤال وسأقول لك, لقد حدث لي حادث مع المتفجرات وأصيبت عيني بضرر"
فشهقت بارتجاف وبدأت تتمتم" أنا آسفة...لم أكن أعلم...."
وفجأة أطفأ النور فشهقت وهي تشعر بالرعشة لوقوفهما معا بهذا القرب في الظلام "ماذا تفعل؟"
"بما أنك لا تحبين نظارتي السوداء فسأخلعها, ولكن لسوء الحظ لا أستطيع تحمل الضوء بعد, وبامكانك صنع القهوة في الظلام"
"أوه لا تتصرف كالأطفال, فأنا لن ألعب في مثل هذه الساعة"
"ألست تتلاعبين بحق الله؟"
وجذبها من ذراعها بقسوة وأخرسها بفمه, كان غاضبا ولكن كان في قبلته شيئا أكثر من الغضب, وكأنه كان يرتجف من رغبة جامحة فيه لأن يأخذها بين ذراعيه, ولم تبدي جوانا أي مقاومة, وقد أحست برأسها يتمايل وتركت نفسها تغرق في إحساس جديد عليها وأغمضت عينيها وتركت أصابعها تعبث بشعره, وفجأة تنفس بعمق وأبعدها عنه
وحدقت به بذهول, ويدها لا تزال تقبض علي طرف سترته واكتشفت بعجب أنها لم ترغب في أن يبعدها عنه هكذا, ليس من حقه أبدا أن يجعلها تشعر بالدفء والحياة كما لم تشعر في حياتها ثم يتركها ويدفعها عنه, ومدت أصابعها لتتلمس وجهه, تراجع عنها وكأنه لدغ, وأمسك بيدها بقوة للحظة ثم أبعدها عنه وقال لها"أنت بحاجة أن تتعلمي العناية بنفسك قبل العناية ب آرثر بدفورد, وتلك القهوة تغلي علي النار"
وخرج....
وتركها ترتجف خجلة من نفسها بشكل غريب, ما لم تفهمه هو ما الذي فعلته لتغضبه؟
في الأيام التي تلت وجد الولدان أن عمتهما تائهة الفكر, وكانت مشغولة جدا بالطبع, ولكنها كانت دوما مشغولة من قبل دون أن تنسي أين وضعت كتبهما, أو سماحها لهما بالبقاء ساعات صاحيين دون تذمر, وأحيانا كانا يجدانها تحدق في الفضاء دون حراك.
بعد ظهر يوم السبت, وكان يوما رائعا, وبينما كانت جوانا تجلس الي ماكينة الخياطة تخيط الستائر, تسلل الولدان من المنزل من باب المطبخ, ومع أن صوت الماكينة القديمة يطغي علي أي صوت فقد فضل بوب بتفكير طفولي أن يخرجا علي أطراف
أصابعهما ويحملان أحذيتهما في يديهما , وأغلق الباب خلفهما بحذر مبالغ فيه, ثم انطلقا في الممر الموحل الي الشاطئ بأسرع ما يستطيعان.
وبالطبع كان تفكير جوانا الجالسة وسط بحر من المخمل الأزرق الداكن بعيد جدا عن أولاد أخيها, وكانت ايزابيل والتي عبرت عن دهشتها عندما عرفت بتبرع جوانا لخياطة ستائر عزبة الريح, تنوي زيارتها لتستشيرها ببعض أمور الحفلة, وخلال ذلك الوقت ستمرر, وبالتأكيد, بعض الأوامر لها والمهمات الأخري.
ووصلت ايزابيل بفكرة حماسية جديدة, إضافة الي الخطابات, فلقد تبادر الي ذهنها بما أن القاعة كبيرة وأثاثها خفيف, فلماذا لا تملأها بأغصان الصنوبر؟ الأشجار في المزرعة يجب أن تقطع في فترة الميلاد علي كل الأحوال, ف البريغادير معتاد علي إعطاء كل عائلة من موظفيه شجرة ,فلماذا لا تقطعها باكرا قبل عشرة أيام وتزين القاعة بها وتزينها بالألوان والأضواء.
"ألن يكون هذا جميلا؟"
"وكم عددها؟" سألتها جوانا
"دزينة تقريبا فالقاعة كبيرة كفاية"
"دون شك, كم تتوقعين حجم الأشجار؟"
"أوه, حجم لا بأس به, بارتفاع عشرة الي اثني عشر قدما علي الأقل"
"يا الهي, وأين ستضعينها؟"
"أوه, في أوعية زهور, ستجدين لها شيئا, أتعلمين...هذا المخمل رائع, كم ثمنه؟"
"لست أدري , لم أدفع أنا, حتي أنني لم ألاحظ"
"انه جميل, كذلك البطانة...قماش ناعم, ولونها رائع...الرجل له ذوق جميل, أم عاونته علي الانتقاء؟"
"لا, فهذه ستائره وعليه أن يعيش معها ولا علاقة لي بها"
فردت ايزابيل بدهشة" آه لا حاجة لأن تأكلي رأسي, فهذه من الأشياء التي لا أتصور أن يفعلها الرجال, هذا كل شيء"
ردت جوانا من بين أسنانها" انه حر"
"هو كذلك بالفعل, هل تظنين أنه سيبقي في العزبة؟ انه لا يبدو وكأنه يرغب أن يكون من السكان, اذا كنت تفهمين ما أعنيه"
"ألم يعرض المشاركة بالكورس"
فضحكت ايزابيل" لست أدري ما هو حقه في أن يكون متكبرا هكذا, مع ذلك, أراهن أنه سيرتدي ثياب التنكر, فالجميع سيفعل حتي المسكين جاك"
"يا الهي, وماذا سيرتدي؟"
"أوه...لا شيء مريع, فلن يتحمله, سيرتدي ثياب صيد زهرية قديمة"
"هل يعرف بهذا؟"
"ليس تماما, ولكنني سأخبره في الوقت المناسب"
"ألم تبيعي شيئا من التذاكر بعد؟"
"لقد فعلت, مدير المصرف الذي يتعامل جاك معه طلب عدة بطاقات, واضطررت الي كتابتها باليد, فلماذا لا تطبعي بعضا منها, وافتحي حسابا في الدفتر معها, أنت تعرفين ما تفعلين"
"ولكن لا أظن أن لدي الوقت"
"أنت دائما تجدين الوقت لما تريدين فعله" ونظرت ايزابيل شذرا الي الستائر المخملية
فأجابت جوانا" حسنا ايزابيل, سأطبع لك الدعوات بكل سرور, ولكن عليك أن تجدي من يبيعها لك وستحتاجين الي ملصقات"
"لقد فكرت بهذا, أفريل ستجعل الأولاد يرسمون شيئا, ثم نختار ما يناسب, أما بالنسبة للبيع فقد أعطيت رقم الهاتف وأخشي أن يضطر كل من يتواجد بالمكتب الي التعامل مع البيع, ولم أدرك أنك قد لا ترغبين بهذا"
"الأمر ليس هكذا, كنت آمل أن أنهي بعض أعمال المكتب خلال تنفيذك هذا المشروع, ولكنني أري أنني لن أستطيع إنهائها"
"لن يمانع جاك, لقد قلت له أن الأمر لن يستمر أكثر من فترة الميلاد, علي كل الأحوال ستكون راحة لك أن تقومي بأشياء غير تلك الحسابات والأعمال المكتبية طوال اليوم"
"ولكنني لا أعمل في الحسابات طوال اليوم"
"اذن تقومين بدفع الفواتير وقراءة الإعلانات, علي الأقل أفكاري أكثر حيوية"
وسمعتا دقا عنيفا علي الباب فسارعت جوانا لتفتح وتجد برايان يرفع يده علي وشك أن يدق الباب ثانية وبعنف, فجفلت وقالت" نعم؟"
"أنت أكثر امرأة مهملة وغبية التقيتها في حياتي"
"أنا...أنا آسفة؟"
"الأفضل أن تكوني آسفة, وستكوني أكثر أسفا لو حدث هذا مرة أخري"
" حدث ماذا؟"
"أن تتركي هذان الولدان يخرجان وحدهما"
ووقف خلفه جسدان مرتجفان قلقان وكأنهما يقفان علي قمة القطب الشمالي, وكاد قلب جوانا يخرج من مكانه لهما, وركعت علي ركبتيها وأخذتهما بين ذراعيها بينما وقف برايان يراقبها بمرارة.
وفتحت فمها لترد عليه فلاحظت أن مونيكا علي وشك البكاء فوقفت وقالت بغيظ" لم أكن أعرف, وأعتذر اذا كانا قد اقتحما منزلك ثانية"
"اقتحما! هكذا بالفعل, ولكن السلالم الحجرية التي تقود الي البحر, كان يمكن أن يقعا بسهولة ولا يدري بهما أحد"
فشحب وجه جوانا وقال بوب بصوت رفيع متحديا" كان يمكن لأحد أن يعرف, بيت وستان مردوك يعرفان أين نحن, ولا يمكن لنا جميعا أن نقع ونموت"
قال برايان بلهجة معتدلة" ربما...ولكن أكان يمكن لهما أن يجراك من حفرة ما لو وقعت بها؟"
فكر بوب بالأمر وأصابعه تتلوي في يد جوانا" لا...."
فابتسم برايان" جيد, تذكر هذا اذن, ولا تفعل ما فعلت ثانية"
وللحظات حدق ب جوانا دون تعبير علي وجهه, وكان يضع نظاراته السوداء وكان وجهه المقنع بعيدا ومتحفظا, ومات ما كانت ستعتذر به علي شفتيها, وكأنه الديان الذي يلوح في الكوابيس, نظر اليها ببرود واتهام, وأحس الطفلان بادانته لها فاحتضناها
وقال ل جوانا" ولا تفعلي هذا مرة ثانية, أو سأضطر لفعل شيء حول الأمر"
فرفعت رأسها لتهديده, ولكنها لم تقل شيئا, وخرجت ايزابيل من الغرفة غير قادرة علي كبح فضولها أطول, ووقفت خلف جوانا ثم تقدمت محاولة التخفيف من توتر الوضع "هل خالف بوب ومونيكا أوامرك يا جوانا؟"
"لا, لا بالمرة"
تنفس برايان بغضب" وأعتقد أنك ستتركينهما وشأنهما وكأن شيئا لم يكن؟"
فردت عليه بهدوء رهيب وهي ترتجف من الغضب "هذا شأني أنا"
" هذا مجرد اختلاف في الآراء"
وحاولت ايزابيل ثانية أن تنجدها" لا أظن حقا سيد تورنبول أن بامكانك قول هذا, ف جوانا مسئولة عن الولدين علي كل الأحوال"
"هي فعلا كذلك"
وتابعت المسكينة ايزابيل تقول دون أن تعرف الحقيقة" واذا كانا قد أتلفا ممتلكاتك فيمكن أن يعتذرا, ولا يمكن أن تلوم جوانا, فليس من السهل علي امرأة أن تربي ولدين بهذا السن"
فأدار نظارته السوداء اليها وأجاب بأدب" لا؟ ربما اذن هما بحاجة الي أب يعتني بهما"
واستدار علي عقبيه ..... وذهب.

 
 

 

عرض البوم صور سيريناد   رد مع اقتباس
قديم 29-07-19, 12:12 AM   المشاركة رقم: 7
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Feb 2018
العضوية: 328781
المشاركات: 406
الجنس أنثى
معدل التقييم: سيريناد عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 23

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سيريناد غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سيريناد المنتدى : روايات منوعة
افتراضي رد: الغريب الغامض _ ناتالى _ كتابة

 

الفصل السادس



ما أن ذهب حتي أدخلت ايزابيل الولدين المرتجفين الي قرب النار, كانا باردين وموحلين ولكنا لبلل الذي كان في ثيابهما كان يبدو بسبب الضباب وليس بسبب البحر. تبعتهم جوانا وهي ترتجف أيضا, وأمرت الولدان بأن يصعدا ليخلعا ملابسهما ويستحما.
وما أن غطسا في الماء الساخن حتي استعادا روحهما المرحة وسمعتهما جوانا يضحكان, فدخلت المطبخ وبدأت تحضر لهما الحليب الساخن, ولحقت بها ايزابيل قائلة" واو...! انه لا يراعي كلماته أبدا, أليس كذلك؟"
فردت جوانا باختصار" لا"
"أهناك شيء أستطيع فعله؟ أقطع الخبز؟ أو أي شيء؟"
"سيكون هذا لطف منك, ولكن لا تحمصي الخبز"
"من السخرية أن يضبط الولدين يفعلان ما طالما متعتيهما من فعله يوم أن استطاعا الهرب منك, فهما عادة طيبان"
وتقدمت منها لتضع ذراعها حول كتفي جوانا" والآن لا تقلقي مما قاله ذلك الرجل الغير محتمل, علي كل الأمر لا يعنيه"
فهزت جوانا رأسها" كان يمكن أن يغرقا...."
"هراء, كان يمكن أن يبتلا ولكن حتي هذا غير مؤكد, فالأطفال لديهم إحساس مرهف لحماية أنفسهم, فلم يغرق أحد من أولاد مردوك حتي الآن"
"ولكنهما أكبر سنا وأضخم جسما, وعاشا هنا طوال حياتهما, ومونيكا لا زالت صغيرة...."
"وهل هذا سبب لتمضي وقتك تتوقعين أحداثا مأساوية؟ ستكبر, ولن يصيبها أكثر مما يصيب الأولاد في سنها, حاولي أن تكوني منطقية"
"ليس من السهل أن تكوني منطقية مع أولاد الآخرين"
"وهذا سبب إضافي للمحاولة, والا فسوف تعقدي المساكين"

وتوقعت تماما أن تري برايان مرة أخري بعد أن يهدأ, ويقرر ما هي الخطوات التالية, وحضرت نفسها للقاء آخر بكل ما تستطيع جمعه من شجاعة, وعندما لم تسمع عنه أي شيء, ازدادت خوفا, ولم تستطع أن تخلص نفسها من الشعور بأن أزمة حادة تملكت علاقتهما وأنه لن يسمح لوصايتها عليهما أن تمر هكذا دون اعتراض, وفي صباح يوم الجمعة الذي تلا..... وقع الانفجار.
أعلمتها رسالة من محامي ريتشارد أن علي بوب أن يذهب الي مدرسة داخلية ويمكن له أن يبدأ الدراسة في مدرسة الكاتدرائية المحلية في المنطقة في شهر كانون الثاني القادم, وهو محظوظ جدا لحصوله علي مقعد في منتصف السنة الدراسية, ومما لا شك فيه أن عليها شكر السيد برايان تورنبول الذي كان تلميذا سابقا في تلك المدرسة لأنه هو من رتب الأمر.
وذبلت جوانا فتصرف بوب الملائكي لم يغب عن ملاحظتها وهي تعرف السبب, فهو أنه يعرف أنه قد أساء التصرف, وخائف, ليس من العقاب ولكن من الإساءة اليها, وإرساله الي مدرسة داخلية قد يبدو كالعقاب الأكبر.
الولدان يعيشان فقط علي أمل عودة والدهما الي المنزل, وهي تقدم لهما كل مساعدة تستطيعها. بامكانها دائما أن تقول لهما ....انتظرا قدوم والدكما لتعرفا رأيه, مثيل...مونيكا تريد كلبا, انها تحب الكلاب وتلتصق دوما ب بونتي ولكن بونتي كلب ضخم وخشن التصرفات بالنسبة لها, ولكنها لا تستطيع أن تأتي لها بجرو تربيه لأنها لا تعرف ما اذا كان ريتشارد سيوافق أم لا؟؟
وقالت لها ايزابيل وهما تتحدثان بالموضوع يوما" ولكن ريتشارد لن يمانع لقد كان دائما يحب الحيوانات"
"أعلم هذا ولكن لو أتي في الربيع وأراد أخذ الولدين معه في ترحاله فلن يحب أخذ كلب أيضا, فالأمر مكلف جدا"
"وهكذا لن تحصل المسكينة علي كلب"
"اذا لم يحصل شيء غير متوقع, سأهديها جروا في الميلاد "
ابتسمت جوانا لهذه الفكرة, يجب أن تجد طريقة تعلم أخاها أنها قررت إدخال كلب في حياة ابنته, وأنها لن تستسلم لرغباته دون مقاومة.
"ومن أين ستحصلين علي الجرو؟"
"لم أفكر بهذا بعد, لقد قررت لتوي, والأفضل أن أحصل عليه من شخص أعرفه بدلا من محل بيع الحيوانات...سأسأل آرثر."
قالت ايزابيل بحماسة" اتصلي ب آرثر الآن"
ولكن جوانا ترددت" لا...شكرا لك, سأذهب بنفسي الي هناك قريبا"
الأسبوع الذي تلا كانت منشغلة تماما, فقد طبعت الدعوات وسلمت وقبضت ثمنها طوال النهار, وخيطت أزياء الأطفال وزيها في الأمسيات.
أحد زبائن آرثر وجد لها جروا لكلب صيد ذهبي اللون, وما عدا ذلك فقد تخلت عن مشتريات العيد.
وطوال ما مر من وقت لم تلتق أبدا برايان , ما عدا مرة أو اثنين وبالصدفة, وكان دائما مع مجموعة من الناس أو يتأبط ذراع سامنثا, ولعلمها أنها جبانة, فلقد كانت دائما تتجنب المواجهة معه, وكتب لها مرة واحدة عندما اعترضت لدي المحامي أنها لا تملك المال الكافي لتغطية مصروف بوب في المدرسة الداخلية, وباختصار أرسل لها صورة حكمين من المحكمة يقضيان بأنه المسئول عن مصاريف الولدين....
وانتابها رغبة في أن تذهب وتصرخ في وجهه قائلة انهما ليسا بحاجة لإحسانه, ولكن الاقتناع الكامل لديها بأنه سيقول لها أن لا شأن لها بالموضوع قد منعها أن تفعل.
ولم تشاهده ثانية قبل يوم الحفلة الراقصة, فقد وصلت جوانا الي العزبة لتجد برايان يتصارع مع شجرة ميلاد عملاقة, فصاحت" ماذا تفعل....؟"
وركضت نحوه لتمسك ببعض الأغصان وتوازن له الشجرة, وأوقفا الشجرة مستقيمة وقال لها" شكرا لك, لقد بدأت فجأة تتصرف لوحدها, انها الأخيرة والأصغر, وفكرت أن أساعد بإدخالها.أوه...لقد علق بي الصنوبر فأصبحت كالقنفذ الأخضر"
سحبت جوانا يدها عن الشجرة وقالت" أري هذا, ما الذي دهاك لمحاولة حملها لوحدك؟"
"لقد كان الأمر علي ما يرام ثم بدأت تترنح, أستطيع القول انها جميلة, لم أحصل في حياتي علي شجرة ميلاد مثلها"
وأحست بشفتيها تنفرج عن ابتسامة بالرغم من استيائها منه" أنا سعيدة لتمتعك بها, لقد توقعت أن أجدك بحالة هستيرية"
"صحيح؟ وهل أبدو من النوع الهستيري؟"
"لا, ولكن خطط ايزابيل تهز أصلب الأعصاب, ولقد هرب منها زوجها الي المقهي"
"رجل متعقل, ولكنني لن أفعل مثله, سأتمتع بوقتي...يبدو المكان في الداخل وكأنه غابة استوائية, وهناك كهربائيان يحاولان وضع الأنوار علي كل الأشجار, ادخلي وانضمي إلينا, هناك سيدة من الجمعية ترش الرذاذ الأبيض علي كل شيء...تعالي...."
وتغلب علي ارادتها فتبعته... ولم يكن قد بالغ في وصفه, فاخترقت طريقها بين الأشجار والأغصان, وأكوام من الزينة والكابلات والشرائط, وأحست بالامتنان ليده التي تقودها
ونظرت اليه" هذا فظيع...ماذا فعلنا لمنزلك؟"
فابتسم بخبث" لم يكن منزلا بعد, وربما هذا كله سيجعله منزلا, علي كل الأمر لا يهم وهي ليست غلطتك, فلا تبدين كالمذنبة هكذا"
"لا أستطيع...ولدي في السيارة أكوام من أزياء التمثيل وأكواب الشاي والله يعلم ما غيره"
فضحك" حسنا هذا لا يبدو لي غير ممكن التصرف فيه, الشاي وأغراضه تدخل المطبخ, والأزياء في الطابق العلوي, فالسيدة بدفورد قد أفردت بضع غرف للملابس, سوف أرشدك اليها وأوصل الأزياء الي فوق, هل جئت بآلتك معك؟"
"لا"
بدا علي وجهه الضحك ولكنه لم يعلق "تفكير راجح منك"
وبدا لها كم هو أكثر ودا وأقل ترهيبا عندما لا يرتدي نظارته فسألته" هل تشعر بتحسن عينيك؟"
واحمر وجهها بعد أن تذكرت آخر مرة تحدثا فيها عن عينيه وبدا أنه هو تذكر أيضا ما حدث, فأجاب بمرح" بالكاد أحتاجها الآن, مع أنني لازلت لا أحتمل الضوء الساطع"
وأحست أنه يداعبها فرفعت رأسها وقالت" كم هذا أمر غير ملائم, اذن فلتحضر تلك الأزياء, هذا اذا كنت تستطيع تحمل ضوء النهار"
وسارت أمامه خارج الردهة وهي تسمع صوت ضحكته الخفيفة...
الأمسية كانت باردة ورطبة, وبدأت العتمة عند الثالثة, وتصاعد الضباب البارد حول التلال, وبدا لها أن بوب ومونيكا لن يخيبا أملها بهما, فلقد أخذ بوب دور صاحب الفندق في تمثيلية الميلاد ومونيكا دور الملاك, وكلاهما لم يعانيا أبدا من رهبة المسرح, وصلت بهما الي العزبة, ولم يكن برايان هناك....ولكن سامنثا كانت تقوم بتقديم الخدمات للمشتركين الواصلين ومال آرثر الي أن يغلق المطعم تلك الأمسية تاركا غرفة الاستقبال والمقهي فقط للزبائن الدائمين, وشارك مع الطاهي وسامنثا بالطبع في العمل في العزبة, وقال آرثر ل جوانا" الحقيقة أن هذا كله قد خرج من أيدينا ولا أعتقد أن ايزابيل تعرف ما سيكلفها, وليس فقط أنها لن تجني المال منه بل هي ستخسر أيضا, هل تعلمين كم تذكرة باعت؟"
"لقد طبعت لها ستمائة بطاقة, ولكنني لا أعلم اذا كانت قد باعتها كلها, أنت تعرفها أكثر مني"
"بالطبع أعرفها, انها تقدم تذكرة مجانية لكل من يقرضها مفك"
"تقريبا"
"انها محبوبة ولكنها مجنونة"
موضوع حديثهما صعدت السلم ودخلت الي الغرفة يتبعها برايان الذي التفت الي جوانا وقال مخاطبا آرثر" أوه..لقد وجدتها أخيرا يا آرثر, انها مجنونة تماما,أوافق معك"
فاحمر وجه جوانا"من ...أنا؟"
فضحك آرثر" لا يا حبيبتي, ولكن عمتي, أنا مستعد لأن أراهن علي خسارتك يا ايزابيل"
"صحيح؟ حسنا...لقد كلفتني أكثر مما توقعت ولكن لابد أن نكسب مالا ما لا يقل عن خمسمائة الي ستمائة دولار, والسيد تورنبول نبرع أن يرفع أي مبلغ نكسبه الي الألف, وهذا هو هدف الجمعية"
قالت جوانا مذهولة" ماذا؟"
وقال آرثر"هذا ثمن مرتفع يدفعه المرء لقلب منزله رأسا علي عقب"
مرت لمحة انزعاج علي وجه برايان" أوه..هذا هراء, انها تجربة فريدة من نوعها, متي تظنون أن العرض سيبدأ؟"
فقال آرثر ساخرا" أو اذا أردت التأكد, متي سينتهي؟"
فزجرته عمته" لست مضطرا للبقاء, تستطيع أن تأكل وتشرب فالحفلة غير رسمية بالمرة, أريدها أن تكون حفلة حرة, ستجد أنني وضعت المقاعد في مجموعات صغيرة بدل وضعها كأنها في باحة كنيسة, فالهدف هو تمتع الناس بالحفل"
فضحك" لا بأس اذن, متي سنبدأ بالتمتع؟"
تدخل برايان" كما عرفت...ستخلي القاعة لأجل الرقص عند التاسعة والنصف, علي الأقل هذا ما قاله شباب الفرقة الموسيقية"
قال آرثر وهو ينظر لساعته" جيد..سأتذكر هذا, لقد أصبحت الآن السادسة...الأفضل أن أذهب لأغير ملابسي"
فقالت ايزابيل" وكذلك أنت يا جوانا...هل أحضرت ثوبك معك أم ستذهبين الي المنزل؟"
"ثوبي معي, فأنا أساعد في تمثيلية الأولاد, ولا أظن أنني سأرتديه قبل نهاية البرنامج"
"اذن لن تتمكني من بيع كتيبات البرنامج"
تدخل برايان" أنا واثق أن سامنثا سيسعدها مساعدتك, انها تموت شوقا لعرض نفسها في ثوب التنكر منذ أن وصلت"
ضحكت ايزابيل" أنا واثقة من ذلك"
بحلول السابعة والنصف أصبحت التمثيلية جاهزة للعرض, ورافقت جوانا و أفريل الأطفال الي المسرح في منتصف القاعة وأطفأت الأنوار ما عدا نور المنتصف وزينة أشجار الميلاد, وجلست جوانا قرب أحد المداخل تراقب بوب ومونيكا, وأحست بحركة خلفها وقال برايان من فوق كتفها" مساء الخير...أطن أن ولدينا في هذه التمثيلية"
"انهما ليسا( لنا)"
"انهما لنا بالطبع"
"هذا شيء يجب أن نناقشه, مع أشياء أخري...مثل أمر دفع تكاليف مدرسة بوب"
"ليس الآن يا فتاتي الطيبة, تعالي لنتحدث في أي وقت....أهلا وسهلا بك"
"حسنا سأفعل"
وأضيئت الأنوار بعد انتهاء الرواية بنجاح وسارع الأطفال للصعود الي غرف الملابس وحاولت جوانا التخلص من يد برايان التي منعتها من اللحاق بالأولاد
"يجب أن أذهب...."
"لا, لا يجب عليك أن تذهبي"
"بلي, يجب...أنا وعد أفريل أن أساعدها في خلع ملابس الأطفال وتنظيف كل شيء"
فترك يدها وقال وهو ينظر اليها "أوه...اذا كان هذا كل شيء...سوف تعودين؟ ولن تهربي مع الأولاد؟"
"أعدك"
"بوب ولد رائع وعلي أن أعرفه أكثر, أعتقد أنه يشبهك...أوه, هيا اذهبي والعبي دور المربية , ولكن أحذرك لو حاولت الهرب....سألحق بك وأعيدك الي هنا"
فلمست كتفه برقة" لا تقلق...سنفشل معا متحدين, وأعتقد أن أمامنا فشل كثير هذه الليلة"
"صحيح؟ يا الهي, ماذا يخبئ لنا القدر بعد في هذا البرنامج؟"
"حسنا....الكورس الغنائي هو التالي, ثم تمثيلية الهواة ثم أنا, وبعدي الهواة مرة أخري"
"لن أفوت دقيقة من البرنامج, اذهبي الآن وأنهي عملك"
وفكرت جوانا أنها ستكون محظوظة لو استطاعت ارتداء ثوبها في الوقت المحدد, فابتسمت له وتركته.
كانت ايزابيل محقة, فالثوب بدا رائعا عليها, وضعت قليلا من الزينة علي وجهها وعينيها وحملت قيثارتها متوجهة للطابق السفلي.
لقد حضرت لنفسها ثلاث قطع موسيقية من القرن الثامن عشر فكانت معزوفات صغيرة شجية, أسرت لب المستمعين بشكل ظاهر, ولتنهي وصلتها لعبت لحنا سريعا جعل الحضور يصفقون مع النغم.....
ثم وقفت نحني رأسها شاكرة وبينما كان التصفيق والاستحسان يتصاعدان انسحبت من الغرفة....ولكن برايان كان بانتظارها, وضع يده علي ذراعها
"أظن أنك كنت ستهربين, لماذا؟"
"لقد استنفدت طاقتي, ولم أتحمل أن يطلبوا مني المزيد"
فضحك" حسنا سأقبل بهذا القدر, تعالي لنتكلم معا"
"نتكلم؟"
"أنت قلتي أنك تريدين التكلم معي, واذا كنت لست راغبة في أن تغطسي في بحر من التهنئات والإعجاب, فتعالي لنجلس في مكان هادئ ونتكلم, اذهبي وضعي آلتك في كيسها وانضمي الي في المكتبة"
وحدقت به ثم دون كلمة أطاعته, وعندما وصلت للغرفة وجدت أن دموعها قد انهمرت دون أن تحس بها, فمسحتها بسرعة....فمن الغباء البكاء الليلة, بعد أن كان لأول مرة لطيفا معها ولم تشعر بالخوف منه.
وانضمت اليه بعد خمسة عشر دقيقة وبعد أن كبحت بجهد نفس الدموع وأضافت رشة من البودرة التي قدمتها سامنثا للمشتركين في الحفلة, وكانت المكتبة في ظلام ما عدا الضوء البرتقالي المنبعث من النار, وكان برايان يقف في العتمة قرب الطاولة....ولدهشتها, لاحظت أنه ملأ صينية بالطعام.
ونظر اليها للحظة وهي واقفة في الباب ثم قال وكأنه نسي" آه...أجل, جوانا....تفضلي بالدخول, لابد أنك جائعة"
"ليس كثيرا"
"لندع الطعام قليلا اذا, فهو بارد وبحاجة للتسخين"
فردت بصوت منخفض" أتظن أنني بحاجة للتسخين أيضا؟"
"فعلا, تقدمي واجلسي قرب النار, وأخبريني ماذا تريدين قوله"
تقدمت لتغرق في سجادة سميكة علي الأرض قرب المدفأة ثم قالت" لا أظن أنني أستطيع...ليس هكذا, فأنا لدي جدل كبير معك أحفظه في رأسي ولكن لا يبدو أنني أستطيع اخراج ذلك الجدل من رأسي عندما أتحدث معك"
"لن تخرج لوحدها!"
"لماذا؟"
"لأنني أقول وأنا أتحدث اليك نفس ما تفكرين به في رأسك"
فكرت بالأمر قليلا "أجل....أعتقد أن هذه هي المشكلة"
"حسنا هذا صدق كافي, ما عدا أنني لا أذكر أنني تجادلت معك"
"هذا لأنني أخاف منك"
"ماذا؟"
"حسنا...ربما أخاف مما قد تفعله ....للطفلين"
"يا فتاتي العزيزة, قد أكون ساكنا في قصر دراكولا ولكنني لم أصل بعد الي مرحلة الاستيلاء علي الأطفال"
"لا, أعني فقط طفلي, ظننت أنك ستجبرني علي التخلي عنهما"
"ولم أفعل هذا يا فتاتي العزيزة؟ أتريدين التخلص منهما والانطلاق حرة في حياتك كما يحاول ريتشارد أن يفعل؟"
"أوه....لا, لا...بالطبع لا, أقصي سعادتي أن يبقيا معي للأبد"
"آه...الآن هنا تكمن الصعوبة"
"أتعني أنك مصمم علي ارسال بوب الي مدرسة داخلية"
"حسنا, لا أظن أن سيتناسب بعد الآن مع صفوف الآنسة فورستر, انه أوعي من أن يتوافق مع أولاد أصغر منه وأقل ذكاء بكثير...وحيث ينجح هو ستتبعه الفتاة, كما رأيت بنفسي"
"مونيكا ستكون علي ما يرام هنا, سأحضر لها كلبا هدية الميلاد"
"وهل ستفعلين هذا؟ أم أنه لم يبدر في ذهنك استشارتي"
"لقد فكرت في هذا ولكنني قررت أن لا شأن لك في الأمر, فأنت لست عضوا في العائلة, فأنت تمثل دور مأمور تنفيذ لمصلحة ريتشارد الي أن يعود الي منزله"
فصاح بها بغضب" كيف تجرؤين علي التحدث معي بهذا الكلام؟"
فردت عليه بإصرار وبصوت مرتفع"
أنت لا شأن لك بالعائلة ولن أقبل بك, كل ما أريده هو أن تتركني والأولاد لشأننا, كل هذا الاملاء و ارسال بوب الي المدرسة ودفع تكاليفه بمالك اللعين ومنع الولدين من فعل بعض الأشياء, هذا كله ليس من شأنك!"
وبشهقة توقفت عن الكلام عند تحرك متوحش منه...وحاولت النهوض فمنعها, وللحظة ظنت أنه سيضربها, ولكنها بخوف أدركت أن نواياه مختلفة تماما, وحاولت الهرب منه ولكنه أمسكها بكلتا يديه
في العتمة حيث هما لم تستطع ملاحظة تعبيرات وجهه... ولا حتي ملامحه, وبجنون...كان غريبا, يتنفس بصعوبة في العتمة وكأنه السارق الليلي وأمسك بها بقوة اليه...وخدش قماش معطفه الخشن خدها الناعم, وحدقت به بعينين متسعتين, محاولة ايجاد شيء مألوف أو مطمئن في طيفه المنحني عليها, وأخذت جوانا ترتجف وهو يعانقها ولكن الرجفة هذه المرة كانت تنبع من عظامها وأغمضت عينيها باستسلام....
ماذا تفعل هنا في العتمة مع رجل لا يرغب بها؟ بل يريد, اذا كان يريد شيئا, أن يمرر لحظة عابرة؟
وأقفلت أصابعه علي رقبته من الخلف وبادلته القبلة بالقبلة....
وتوقفت أنفاسها, نصف من العجب ونصف من الاحتجاج, ولاحظ هذا فرفع رأسه ونظر اليها وكأنه يستطيع رؤيتها في هذا الظلام, وقال بصوت أجش" هذا كان يجب أن يحصل قبل أسابيع"
وارتفعت يدا جوانا الي وجهها وقالت ببؤس" ولكنه لا يسوى شيئا"
"هناك طرق أفضل لحل الخلافات بالكلام الذي تستسيغيه, الأمر بسيط, الطفلان بحاجة للأمان والاستقرار...."
فقاطعته بسرعة" والحب"
فتنهد" حسن جدا, والحب الذي تعطينه لهما, ولكنهم بحاجة للاستقرار وأنت, كما سمعت عدة اتهامات, مجنونة, لذلك فهما بحاجة الي شخص آخر يوفر لهما الاستقرار, وأنا شخص لا يمكن زحزحته.....فتزوجيني, وعندها سيحصلان علي كل ما يحتاجان اليه"
فشهقت" كيف تجرؤ؟"
وبدا لها الأمر كإهانة, ولكن مع الصوت الناعم الهادئ لم تستطع معرفة ما اذا كان يداعبها للإزعاج أم لا.
"أوه...لكنني أجرؤ, أجرؤ يا حلوتي السخيفة جوانا, أجرؤ كثيرا...."
وجذبها اليه ثانية وعانقها بقوة...ثم وعلي حين غرة وبشكل مستحيل حدوثه....فتح الباب لتظهر ايزابيل بدفورد وهي تقول "برايان...الأولاد يصدرون ضجة فظيعة ويبدو أن جوانا اختفت ومونيكا تصيح بهستيرية...."
وصمتت.... بعد أن تعودت عيناها علي الظلام ولاحظت وجود فتاة بين ذراعي مضيفها وقد احتواها بينهما, فقالت بخجل" سامحني...."
ولم ينظر برايان اليها فتابعت "سأصعد الي فوق لأفتش عنها, لابد أن تكون في مكان ما, أنا آسفة يا برايان ويا..." وكانت تغلق الباب خلفها عندما أضافت "سامنثا"
أجفلت جوانا وأحسبها وقبلها بسرعة لكنها انسلت من بين ذراعيه واختبأت وراء المقعد, ركبتاها تصطكان وهو لم يعترض ولم يلحق بها, واعتقدت أن ألسنة النار تلامس وجهها فوضعت يديها علي خديها وتمتمت وهي تحتقر نفسها" أوه ...يا الهي...أوه ....لا"
"جوانا"
"لا...أرجوك, أظن أننا أنهينا كل ما نريد قوله لبعضنا"
"ولكنني لم أنته بعد"
فقالت بحزم" ولكنني انتهيت, كم تظن أن مالك سيسمح لك بالتمادي يا برايان؟"
وأحست بالطيف أمامها يرتجف" لن يصل اليك, كما هو واضح, لم أكن أدرك أن المال القذر له هذه الأهمية في حياتك, لست مدينة لي...مهما صرفت علي الولدين...فلا شأن لك به, ولا تحاولي أبدا رد المال لي بطريقتك"
شعرت وكأنه يصفعها, أين ذهبت تلك الضحكة المشتركة, ذلك التفاهم الأفضل الذي هنأت نفسها عليهما منذ قليل؟
وتنفست باضطراب وسيطرت علي الدمع الذي هدد بالتدفق... واكتشفت أنها تريد أن .....تغضب.....أن تصرخ......وأن تبكي
تريد قبل كل شيء أن تهينه بعمق وايلام كما أهانها....
فردت عليه بعنف" كم أنا سعيدة لسماع هذا" وخرجت من الغرفة.

 
 

 

عرض البوم صور سيريناد   رد مع اقتباس
قديم 29-07-19, 12:13 AM   المشاركة رقم: 8
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Feb 2018
العضوية: 328781
المشاركات: 406
الجنس أنثى
معدل التقييم: سيريناد عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 23

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سيريناد غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سيريناد المنتدى : روايات منوعة
افتراضي رد: الغريب الغامض _ ناتالى _ كتابة

 

الفصل السابع



كان الولدان ,عندما وجدتهما, في المطبخ وقد طيب آرثر خاطرهما, مع أن مونيكا كانت تبكي ولكن في نظر جوانا كان ذلك نتيجة الافراط في التأثر أكثر منه خوفها من هجران عمتها لها... ونظرت جوانا الي الساعة لتجد بذهول أنها تجاوزت العاشرة فقالت بحزم " حان وقت الذهاب الي المنزل فأنا مرهقة حتي ولو لم تكونا..."
فرد عليها بوب" أستطيع البقاء صاحيا طوال الليل"
"انه أمل خائب لأنك لن تحقق هذا"
وأخذت المنديل من يد آرثر ومسحت وجه مونيكا" علينا حقا الذهاب يا آرثر"
فقال آرثر بقلق" هل أنت بخير؟ لقد كان لونك شاحبا منذ أيام حسب ما قالته ايزابيل..."
فضحكت" أنت لا تعرف المغازلة يا آرثر,أليس كذلك؟ حقا انني بخير"
"اذا كان بامكانك الانتظار سأوصلك, اذ يجب أن أبقي لأقدم العشاء...وبعدها..."
فهزت رأسها" أوه ...هراء...لطف منك أن تعرض علي هذا ولكن الأمر سخيف, ففي هذه الحالة يكون اما عليك أن تأخذ سيارة البريغادير وتتركها قرب منزلي وتعود سيرا , و اما أن تأخذ سيارتك وعلي أن أعود لأخذ السيارة الكبيرة وهذا أمر غير عملي ...ولن أكون كسولة"
"ولكنك تبدين تعبة ولا أظن أن عليك قيادة السيارة, اسمعي...بامكان سامنثا ايصالك, ثم أخذ السيارة الكبيرة لأتركها عندك وأكمل طريقي سيرا, فلا أريد أن أبقي هنا كثيرا, وسيكون عذر جيد لي للهرب...سأبلغ سامنثا"
"ولكن قد لا ترغب في الذهاب الآن, ولا يمكن أن تطلب منها هذا"
"أستطيع أن آمرها بذلك, فأنا رب عملها...مع أنها تحاول نسيان ذلك عندما يناسبها الأمر"
"ولكن هذا لا ينطبق علي ايصال الناس بالسيارة...انها ساقية وليست سائقا"
فرد عليها بصوت مرتفع"سوف تعمل ما أقول لها, أحضري قيثارتك وألبسي الولدين معطفيهما, واذا كنت تريدين ايصال أي شيء الي المنزل ضعيه في السيارة الكبيرة أو اكتبي لائحة به"
وذهب يبحث عن سامنثا, بدأت جوانا تزرر معطف مونيكا, وارتدي بوب معطفه بنفسه, بينما دخلت سامنثا المطبخ, وبدت مسرورة وقالت وهي تبتسم"قال لي آرثر أنك تعبة ولست مدهشة لذلك...هل أنتم جاهزون؟ سأوصلك بكل سرور ولكن لن أتأخر"
وبدا عليها أنها مؤمنة أن وجودها ضروري جدا للاحتفال
ردت جوانا" أنت طيبة ...لو تضعين الأولاد في السيارة, سأصعد الي الغرفة لأجلب قيثارتي"
وبعد أن انتهت خرجت الي برودة الليل ,تعد نفسها بأن لا تعود الي منزل العزبة أبدا...ولم يكن وعدا مأساويا ولا مريحا, فقد أحست وكأنها جردت من كل دفاعاتها علي يد عدو أفضل تسليحا منها حتي قبل أن تكتشف الأرض التي تقاتل عليها. ولكن مهما كان ارتباكها فلم يكن هناك أدني شك عمن كسب المعركة, وأكملت طريقها الي منزلها بصمت مؤلم.
عندما وصلوا, ساعدت سامنثا الأولاد بالنزول من السيارة فركضا علي الفور نحو الباب الخلفي الذي لم يكن يقفل عادة. وقالت جوانا وقد عادت الي رشدها" شكرا لك سامنثا"
وحملت القيثارة ثم فتحت الباب لتخرج من السيارة ولكن سامنثا أوقفتها
"لا...انتظري لحظة, أنا سعيدة لحصولي علي هذه الفرصة لأكلمك...لن أبقي , ولكن أحب أن ...حسنا...لست أدري كيف أصيغ الأمر..."
"تصيغين ماذا؟ انظري يا سامنثا..أنا تعبة, تعبة جدا, ولأكون صادقة أنا متوترة الأعصاب, وحتي الآن حاولت كبت أعصابي مع مونيكا و بوب ولكن صبري يكاد ينفذ , وأكره أن أفقد أعصابي معك وأنت كنت لطيفة جدا معي لايصالي الي المنزل"
وبدا علي سامنثا الألم" لا أريد أن أغضبك...أريد فقط أن ...ألمح...."
"أنا أبعد ما يكون عن فهم أي تلميح الآن, واذا كان لديك ما تريدين قوله...فقوليه بحق الله...ولننتهي منه"
"أريد أن أقول أنني مسافرة الي مونتريال بعد الميلاد"
"أوه...تهنئتي لك, وأنا سعيدة لأجلك اذا كان هذا ما تريدينه, ولكن ألم يكن من الممكن لهذه البهجة أن تنتظر حتي أكون صاحية كفاية؟"
تجاهلت سامنثا ما قالته وتابعت بسرعة" مع برايان..."
وغاصت في المقعد وكأنها تختبئ من شيء, منتظرة ماذا ستفعل جوانا, التي قالت ببطء وهي غير مصدقة"برايان؟ أتعنين برايان تورنبول؟"
هزت سامنثا رأسها وأحست جوانا بأن معدتها قد تقلصت فجأة تاركة حفرة باردة مكانها فقالت بهشاشة" تهنئتي لك"
"نحن لم نخبر أحدا في القرية...سأذهب فجأة"
"فكرة جيدة"
"بالطبع لن أعود...فقد قررنا هذا.... وسأتابع مهنتي هناك وسنبقي معا"
"سيكون هذا رائعا, ولست أدري لماذا تخصيني بهذه المعلومات؟ أتريدينني أن أستلم وأعيد لك بريدك أو شيء ما؟ ألن يكون آرثر أهل للثقة أكثر في هذه الحالة؟"

 
 

 

عرض البوم صور سيريناد   رد مع اقتباس
قديم 29-07-19, 12:15 AM   المشاركة رقم: 9
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Feb 2018
العضوية: 328781
المشاركات: 406
الجنس أنثى
معدل التقييم: سيريناد عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 23

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سيريناد غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سيريناد المنتدى : روايات منوعة
افتراضي رد: الغريب الغامض _ ناتالى _ كتابة

 


وضعت سامنثا يدها الناعمة علي ذراع جوانا"الأمر...أنني فقط...لا أستطيع أن أقول له... سيتألم كثيرا, فاعتقدت أنك ربما...تخبرينه بنفسك, بعد أن أذهب وسوف يتغلب علي ذلك الهوس حولي"
وأحست جوانا بالغضب ففتحت الباب وقالت بحزم" لن أفعل هذا, فهو ليس من شأني, ولا تقلقي نفسك في أن يموت آرثر من تحطيم قلبه عليك, فما من شك أنه سيعيش بعد هذه الضربة"
وتركتها لتدخل الي المنزل, وما أن أصبحت هناك حتي اكتشفت أنها ترتجف من الغضب, وانفجرت عاصفة من الدموع كانت تكبحها منذ وقت طويل ووضعت رأسها بين يديها علي طاولة المطبخ, وتمتعت ببكاء لم تعرف مثله منذ أن كانت في السادسة عشرة من عمرها, ثم وقفت لترش قليلا من الماء البارد علي وجهها وعينيها لتنعشهما ثم شربت قليلا من الماء
في الخارج سمعت صوت سيارة تقف ,لابد أن آرثر قد وصل ومعه السيارة الأخري, وتمنت جوانا أن لا يرغب آرثر في الدخول, كل ما عليه أن يفعل هو أن يرمي المفاتيح من ثقب الرسائل في الباب, ولكنها سمعت صوت وقع أقدامه ثم صوته يقول وهو يخربش علي الباب" هل لي أن أدخل؟"
فتحت جوانا غصبا عنها وقالت بلهجة أقل من مرحبة" هس...!"
"هل نام الأولاد؟"
"أتمني هذا, فهما متوترين من الاثارة وأتمني ألا يمرضا في الغد"
"انهما قويان, واذا سألتني سأقل لك أن بوب في أوج انطلاقه من الغد وربما سيعرض علي معجبيه توقيع الأوتوغراف لهم"
قالت متوسلة" اياك أن تقترح مثل هذا الشيء, فبدون شك سيعتقد أنها فكرة جيدة"
"انه ولد مجنون, ولكني لا أطن أن لديه فرصة مع أفريل فورستر ألا تعتقدين هذا؟"
"لن يستمر هذا الاعجاب أكثر من بضعة أيام...سيذهب الي مدرسة داخلية بعد رأس السنة"
"صحيح؟ هذا قرار مفاجئ, لماذا قررت هذا؟"
"لم أفعل, وليس مفاجئا..انها رغبة ريتشارد"
"آه أذكر...لقد كنت قلقة حول نوايا ريتشارد منذ بداية السنة, انها فكرة متعقلة, وبوجود واحد منهما فقط في المنزل سيتاح لك الوقت لشؤونك الخاصة, أعتقد أن مونيكا لن تذهب؟"
"ليس لمدرسة صبيان؟"
ضمها آرثر اليه" وأنت لا تريدينها أن تذهب علي كل الأحوال, ولكنك حمقاء عاطفية يا جوانا"
أحنت رأسها فوق كتفه" يمكنك قول هذا, ولكنني لا أستطيع منع نفسي فلا تسخر مني يا آرثر...لقد مر علي أكثر مما أتحمل اليوم, وقد أنفجر بالبكاء في أي لحظة"
قلق آرثر فرفع ذقنها ليتفرس في وجهها" يبدو لي أنك بكيت فعلا...ما الأمر؟"
"كل شيء خاطئ...وأنا صحبة مزعجة الآن,فالأفضل أن تذهب. أين المفاتيح؟"
وأعطاها المفاتيح وقال" لا أحب أن أتركك هكذا, فأنت لست سوداوية الطباع عادة"
فهزت كتفيها" أنا تعبة...وسأكون أفضل حالا بعد نوم مريح"
"أنت بحاجة لأجازة, لقد عملت بجهد لمدة طويلة, لماذا لم يلاحظ أحد هذا؟"
"هراء, هذا الأمر ...مؤقت,من تأثير الخريف الكئيب...بطريقة أو بأخري"
جلس الي طاولة المطبخ وقال" بالتأكيد....وكذلك بالنسبة العزبة و تورنبول و سامنثا...والجميع, هل تعلمين أن سامنثا مسافرة؟"
"انها مضطرة للسفر آخر الأمر, فهي لن تقنع بأن تكون ساقية في مطعم قروي طوال حياتها"
"لا...ظننت أنها قد تقنع بالباء ولكنني كنت مخطئا"
"أنا آسفة لهذا"
"آسفة؟ لكنني لست بآسف...لقد كنت مخطئا, فهي ليست فتاة لطيفة بالمرة"
"لم أكن أعلم أنك تبحث عن اللطف"
فضحك وتعبير كوميدي علي وجهه وفي صوته" ولا أنا, ولكنني عرفت هذا المساء, عندما كانت تقف لتضع الماكياج علي المرآة, ولم تعط فرصة لأحد أن يقف معها....انها أنانية جدا, قد تبدو كطفلة, ولكن لن يرتاح من يعيش معها"
ودهشت جوانا لثقته الكاملة بكلامه, ولاحظ دهشتها, فأمسك بيديها وقال" أنا أثير ضجة لا لزوم لها حول الأمر, أليس كذلك؟ مشكلتي أنني لم أفعل مثل هذا من قبل"
"مثل ماذا؟"
"مثل سؤال صديقة قديمة أن تتزوجني"
فحدقت به بذهول فضحك وقال" لا تبدين مجاملة كثيرا يا حبي, لماذا أنت مصدومة هكذا؟"
"لأنني...فعلا مصدومة"
فوقف وتقدم نحوها, واحتواها بين ذراعيه بقوة" فكري بالأمر, لدينا أشياء كثيرة مشتركة...ونعرف بعضنا منذ زمن بعيد...وأعلم أنك مهووسة بحب الطفلين وتعلمين أنني حساس جدا"
حررت جوانا نفسها بلطف"آه...أجل,وهذا كل ما في الأمر؟ سامنثا الخائنة, آرثر يا عزيزي أنت ,ما هو معروف عموما, بالمصاب بالصدمة.الأفضل أن تعود الي منزلك وتنام"
أعادها بين ذراعيه" كلام هراء, أصغي لي جوانا, لقد كنت غبيا فيما يتعلق ب سامنثا, وأعترف بهذا, ولكنها لم تكن رديئة بل كانت جميلة ونوعا ما عاجزة, وأردت أن أعتني بها"
"وماذا بعد؟"
"عندما رأيتها الليلة, أدركت أنك مختلفة عنها, هذا غباء, لقد فكرت بك كطفلة دائما وربما لأنك لم تزعجينا أنا و ريتشارد أبدا عندما كنا صغار, كنت دائما تشغلين نفسك بنفسك...وكنت مكتفية"
"شكرا لك!"
"ولكنني لم أعد أؤمن بهذا...فعندما رأيتك الليلة, وكنت شاحبة , و ايزابيل كانت محقة حول فستانك...فهو يجعلك تبدين مختلفة"
"آرثر....هل تخبرني, وبجد, أن طلبك الغريب ليدي هو نتيجة ظهوري في فستان جميل؟"
بدا عليه الانزعاج" كنت أحاول أن أشرح لك"
"لست بحاجة لشرح أي شيء....أفهمك جيدا"
"ولكنك لا تصدقينني"
"بلي...أصدقك تماما,أنت تريد زوجة تبدو مثل الحمامة وتتصرف مثل سندريللا , وهذا أمر رائع منك ولكنني لست مرشحة, فأنا لست هكذا...كما تعرف جيدا"
وأخذت تفكر لابد أنها مجنونة, هذا ما أرادته منذ زمن طويل, ومررت يدها علي عينيها اشارة للقلق وقالت" أرجوك أن تذهب يا آرثر, أنا آسفة...ولكنني لا أستطيع الزواج منك , مستحيل...وغدا في ضوء النهار ستري بوضوح كما أري أنا الآن"
"ولكن...."
"أرجوك لا تصر, تصبح علي خير"
فخرج دون أن ينبث بكلمة

 
 

 

عرض البوم صور سيريناد   رد مع اقتباس
قديم 29-07-19, 12:18 AM   المشاركة رقم: 10
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Feb 2018
العضوية: 328781
المشاركات: 406
الجنس أنثى
معدل التقييم: سيريناد عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 23

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سيريناد غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سيريناد المنتدى : روايات منوعة
افتراضي رد: الغريب الغامض _ ناتالى _ كتابة

 


وارتمت جوانا علي الجدار وأسندت خدها علي زجاجا لنافذة لتبرده...انه لن يعود أبدا...ودهشت لاحساسها بأن الأمر مريح, وتفحصت مشاعرها...وبدا لها أنها قد تعودت علي الاخلاص ل آرثر حتي أنها لم تلاحظ أن هذا الاخلاص قد بدأ يخبو, مع أنه لم يتلاشي بالمرة
انها تحبه, فهو صديق مألوف وكريم معها, ولكنه أثار غضبها بتردده وميوله الهوائية...ونظرتها العملية للحياة سوف تزعجه بالتأكيد...ألم تقل لها ايزابيل أنها ليست رومانسية؟حسنا...هذا صحيح,و آرثر أكثر من أي شخص تعرفه يريد زوجته أن تكون رومانسية
هذا الاكتشاف محبط, انها لم تعد تحب آرثر, وربما ليست قادرة علي أن تحب أحدا, فلقد انقلبت لتصبح دجاجة حاضنة ليس في رأسها أي تفكير يتجاوز حياة الولدين, المرة الوحيدة التي نسيت أن تكون فيها متحفظة ومتمدنة كانت عندما تشاجرت مع برايان حولهما أو هذا المساء عندما كانت بين يديه...
ووقفت فجأة وكأنها أحرقت نفسها وصاحت بصوت مرتفع من تلك الفكرة الرهيبة"لا..."
الأمر خيالي لا يطاق...انه سخيف, واذا لم تكن تناسب آرثر فان برايان تورنبول يبعد كثيرا عن طبقتها, علي الأقل تملك العقل السليم لتفهم هذا
في الأيام التي تلت, كان أمامها عمل كثير, أكثره في العزبة...فقد نظمت حملة من الكشافة تحت توجيه الكاهن لتفكيك الزينة و ايصال شجر الميلاد الي من كانت ستصل اليهم أصلا, ولم تزر المنزل بنفسها...فقد افترضت أن سامنثا ستعلن نفسها مسئولة عن تنظيف المنزل عدا عن ازالة الأجسام الغريبة من قاعته, وكانت ايزابيل زائرة دائمة وبدا أنها تفكر ب برايان تفكيرا يرفع من مكانته وعندما رأت جوانا قيمة الشيك الذي دفعه لتمويل حفلة ايزابيل لم تندهش, ووجد البريغادير بدفورد بشكل خاص روحا طيبة في الرجل, وأخذ يقص علي جوانا كم أن صحبته ممتازة
يوما عندما وجد جوانا لم تتجاوب معه, ولم يكن من عاداتها وضع السدود أمامه عندما يرغب في الحديث, وتساءل في نفسه عما اذا كانت مريضة وفي حاجة لأجازة طويلة في أسبوع الميلاد, وقرر أن يبحث الأمر مع زوجته ايزابيل, وعندما فعل أجابته زوجته"الأفضل أن تعطيها الأجازة قبل الميلاد لتتمكن من شراء ما تريد, وقل لها أن تترك الولدين معنا"
وكرر البريغادير هذا ل جوانا قائلا" اذهبي متي شئت, غدا أو بعد ظهر اليوم, سيوصلك آرثر الي المدينة انه ذاهب اليوم"
فردت بعجل أن الغد سيكون أفضل وأنها تريد سحب بعض المال وعندما يصل آرثر الي المدينة اليوم يكون المصرف قد قفل
وكان هناك ثلج خفيف فوق الأرض عندما سافرت جوانا الي المدينة في الصباح التالي, وعلي الرغم من أن الريح المريرة, لم تكن الأرض قد تجمدت بعد. السنة الماضية بنت جوانا للولدين رجل ثلج أمام المنزل واليوم كانا يشعران بالشوق لتكرار الأمر وبدئا بالعمل فور وصولهما الي المزرعة, وبدا عليهما السعادة وهما يحملان الثلج...والي أن يذوب لن يزعجا ايزابيل.
وعندما عادت جوانا كانت سيارتها ممتلئة وحالة تفكيرها أكثر سعادة,فقد صرفت كثيرا علي شراء الهدايا دون تفكير, تحس أن المستقبل غير مؤكد وأن عليها الاستمتاع بيومها. وكان هناك عامل تحدي كبير ممزوج مع متعتها وكانت تعرف هذا,ومن الجيد لها مع ذلك أن تكون مبتهجة ثانية مهما كانت الدوافع,ودخلت فناء المنزل وهي تغني

 
 

 

عرض البوم صور سيريناد   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)
facebook




جديد مواضيع قسم روايات منوعة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 08:01 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية