لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 23-03-18, 05:25 PM   المشاركة رقم: 21
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Oct 2017
العضوية: 327451
المشاركات: 5
الجنس أنثى
معدل التقييم: ذكرى لن تعود عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 15

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ذكرى لن تعود غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : Enas Abdrabelnaby المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 

بصراحة الفصل الأخير ده يبقى أجمل فصل كتبتيه لغاية النهارده
و الجزء التاني عموما أحلى من الجزء الاولاني
هقرى الفصلين تاني و ارجع بتعليق أطول إن شاء الله

 
 

 

عرض البوم صور ذكرى لن تعود   رد مع اقتباس
قديم 30-03-18, 10:00 PM   المشاركة رقم: 22
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jul 2017
العضوية: 326474
المشاركات: 120
الجنس أنثى
معدل التقييم: Enas Abdrabelnaby عضو له عدد لاباس به من النقاطEnas Abdrabelnaby عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 124

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
Enas Abdrabelnaby غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : Enas Abdrabelnaby المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: أسيرٌ من الماضى (2) سلسلة جروح العشق الدامية

 

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قوت العتيبى مشاهدة المشاركة
   متابعه معكم الروايه ان شاء الله

تنورينا يا قمرة ❤❤

 
 

 

عرض البوم صور Enas Abdrabelnaby   رد مع اقتباس
قديم 30-03-18, 10:01 PM   المشاركة رقم: 23
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jul 2017
العضوية: 326474
المشاركات: 120
الجنس أنثى
معدل التقييم: Enas Abdrabelnaby عضو له عدد لاباس به من النقاطEnas Abdrabelnaby عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 124

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
Enas Abdrabelnaby غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : Enas Abdrabelnaby المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: أسيرٌ من الماضى (2) سلسلة جروح العشق الدامية

 

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ذكرى لن تعود مشاهدة المشاركة
   بصراحة الفصل الأخير ده يبقى أجمل فصل كتبتيه لغاية النهارده
و الجزء التاني عموما أحلى من الجزء الاولاني
هقرى الفصلين تاني و ارجع بتعليق أطول إن شاء الله

تسلمي يا قمرة رأيك فرحني جدا
اسير دي ليها معزة خاصة 😍
هستني تعليقك ❤❤

 
 

 

عرض البوم صور Enas Abdrabelnaby   رد مع اقتباس
قديم 30-03-18, 10:03 PM   المشاركة رقم: 24
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jul 2017
العضوية: 326474
المشاركات: 120
الجنس أنثى
معدل التقييم: Enas Abdrabelnaby عضو له عدد لاباس به من النقاطEnas Abdrabelnaby عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 124

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
Enas Abdrabelnaby غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : Enas Abdrabelnaby المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: أسيرٌ من الماضى (2) سلسلة جروح العشق الدامية

 

تعويضا لغيباب الفترة السابقة هنزل فصلين
ال5 وال6

 
 

 

عرض البوم صور Enas Abdrabelnaby   رد مع اقتباس
قديم 30-03-18, 10:04 PM   المشاركة رقم: 25
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jul 2017
العضوية: 326474
المشاركات: 120
الجنس أنثى
معدل التقييم: Enas Abdrabelnaby عضو له عدد لاباس به من النقاطEnas Abdrabelnaby عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 124

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
Enas Abdrabelnaby غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : Enas Abdrabelnaby المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: أسيرٌ من الماضى (2) سلسلة جروح العشق الدامية

 


الفصل الخامس
الصداقة ..
تاج المحبة ..
زهرة الكمال ..
رابطة الأمل ..
حبل المحبة ..
حنين الذكريات ..

صداقتهن إكلين ، زُين لسنوات طوال .
جمعتهم بها أيام وليال ، منها المريرة ومنها الرائعة .
كانت تَنشد الراحة ، والراحة كانت فى الكلام .
والكلام لا يحلى سوى مع الاصدقاء .
لذا وبكل عزيمة وإصرار ، أعادت الروابط بينهن ، بالرغم من مشقة أن تخرج كل واحدة من الجحر العميق الذى دفنت به نفسها .
قد تكون مرت بأيام صعبة ومريعة ، ولا تزال تطوف بها ، ولكن حالها بالتأكيد أفضل من حالهن .
الزهور المتفتحة أُغلقت وانقطع رحيقها ، فذبلتت بهدوء إلتمسته هى بنبرة صوتها فقط حين حادثتها فى الهاتف منذ يومين لتطلب منها لقاء قريب .
أما ميساء ، ذات الابتسامة المتألقة والروح المحبة للأخرين ، والتى لطالما رأتها الأم الحنون الباسمة رغم ما كانت تعانيه من والدها وزوجته ... أصبحت غير ذلك ، دائما يرافقها التجهم والجمود .. أخذت الحذر ردائا لإعاقة قلبها المتألم بعدما جرحتها الحقيقة فى كونها وحيد فى عالم كبير دون سند أو دعم .

كل واحدة منهن جرفها الحال إلى النقيض مما كانوا ، من شعلة النشاط والامل والحب ، إلى ذبول وضياع وتخاذل .. أصبح الخوف والحذر يسكون مقلتى من تحاول الخروج من جحرها .
وهى بالطبع لم تكن الإستثناء لتلك الجوانب ، فحسان طليقها الوغد .. لا يكف عن محاولاته الحقيرة فى إعادتها ، فمرة يحادثها على الهاتف ويبتزها .. ومرة يهددها بأن والدها سيعيدها له ........ ولكن بالنهاية تتركه يقول ما يقول وتصمت .. فماذا يفيد لتفعله ؟؟
فوالدها قد أدى المهمة وأعطاه الحق ليفعل ما يفعل ولم يردعه .. فماذا تفعل هى ؟

وصلت أخيرا إلى وجهتها .. "منزل زهور" .. صعدت الطوابق المتبقية لتصل لمنزلها بسرعة .
دقت باب البيت ليفتح لها ذلك الوجه الطيب الرقيق والدة زهور .. وتستقبلها بأحضان رافئة وهى تقول باسمة بمحبة :
_ رغد ، ياااه غيبتى اوى المردة دى ، عاملة يا بنتى ؟!
امتلأت عيونها بالدموع وهى تهمس لنفسها " كانت غيبة كويلة ومئلمة " ، قالت شاهقة بألم والدموع تلمع بمقلتيها :
_ مفيش حد بيسلم من القدر .
ربتت والدة زهور " سمية " على ظهرها بحنان وهمست تحاول تطييب روحها :
_ القدر ليه طرق مختلفة يا رغودة ، ومش كلها متشابهة .. فيها الحلو وفيها الاختبارات ، وربك لما بيبتلى عبد .. بيبتليه علشان يختبر صبره ، وإن شاء الله الحال هيتغير ، وهتتحل الازمة .
دعت الله بسرها بأن يفرج همها الذى أثقل قلبها بألمه .
اومأ براسها لتهمس بخفوت :
_ فعلا مفيش مهرب من قدرنا .
ابتعدت قليلا عن أحضانها وهى غير راغبة ، لتقول بلهفة طفولية وهى تمسح وجهها من أثار الدموع :
_ هى زهور فين ؟!
علّ الألم ملامح والدتها ، وأشارت تجاه الداخل لتقول بهدوء كساه الالم :
_ من وقت ما رجعت وهى بالحالة دى ، قافلة على نفسها الاوضة ، وعلطول شاردة .. ومش بتاكل ، وحالتها حالة .. الله يسامحه اللى كان السبب .
اخفضت رغد وجهها بألم ، لم تكن تتصور بيوم أن تعود وتلاقى زهور أصبحت بهذا الحال من الالم .
وماذا بعد ؟
ما النهاية لطريقٍ أهلك كاهلنا ؟

افسحت لها والدة زهور الطريق ، فإتجهت ناحية الغرفة التى تعرف تماما بأنها لزهور .
طرقت الباب بعجلة ، فلم تسمع إجابة لطرقها ، ففتحته ببطئ ، ويعينيها تتسارع لترى من بالداخل .. إلى أن وقعتا عليها .
تجلس على سور شباك غرفتها المفتوح ، ترتدى حجابا واسع تطاير مع النسيم ، تضم قدميها إلى صدرها بحزن ، وتدير وجهها تجاه الشباك المفتوح .
التفتت لها ، فأصابها الذهول من حالها .. عينيها ضائعتين بتشتت لم تعرف يوما ، وجهها شاحب بدرجة مخيفة .. حول عينيها إرتسم السواد بقتامة ، عظام وجنتها بارزة من شدة الهزل الذى لحق بها .. وشفتيها كانت تحكى قصص عن الألم بلونهما الازرق .
إقتربت بإرتجاف تنظر إلى هيئتها ، الذهول بدأ ينكشع وتبقى الألم لمرآتها بهذا الحال .
ألالام الحياة كثيرة ،ولكن حين تهبط جميعها على الظهر مرةً واحدة فهى تقسمه .
فمن كان يظن بأن تتزوج هى رجل حقير ويطلقها بليلة الزفاف ، وتصبح أحاديثها متداولة بين كل الالسنة بأفظع الكلام .
والأن زهور تعانى من قسوة الايام التى تجسدت فى هيئة ذلك الأدهم الذى من هيئتها يبدوا أنه أذاقها من الألم كؤسا ، وربما الحال هكذا أيضا مع الميساء التى إبتليت بزواجها من حقير وغد يدعى مؤيد .
وقفت أمامها مباشرة ، فإرتفعت عينا الاخرى لتناظرها ، فلم تستطع رغد سوى سحبها بقوة إلى أحضانها ، والبكاء على ما ولّ وما سوف يأتى .
ارتفع صوت بكاء زهور ، وتعالت شهقاتها وكأنها لا تستطيع أخذ نفسا ينجيها من الهلاك .
فزادت رغد من ضمها إليها ، ودموعها هى الأخرى لا تنضب .
لم تشعرا بالوقت ، دقائق أمضوها بالبكاء أم ربما ساعات ، كله يتشابه حين ينهار المرأ ويحتاج إلى من يثق به ليخرج ما عنده من كبت ، طال حبسه .
بعد دقائق من العناق والبكاء ، سمعوا صوت باب الشقة ، فخمنوا بأن الطارق هى ميساء .
فإبتعدت رغد عن زهور وهى تستقبل ميساء التى دخلت بعاصفة باكية ، لا تحتاج إلى دافع للبكاء .
لترتمى بأحضان زهور التى إرتعدت لرؤيتها بهذه الحالة ، وكذلك كان حال رغد التى كانت تربت على ظهرها .
أرتفع نشيج ميساء وتعالى صراخها ، فإزداد رعب زهور ورغد عليها .
إقتربت رغد تحتضنها من الخلف وهى تهمس لها ببضع كلمات مواسية :
_ ميساء ، حبيبتى .. أهدى وقوليلنا مالك .
صرخت ميساء بصوتا مبحوح متحشرج :
_ أنا ضعت وضيعت كل حاجة ، ليه مكنتش تسيبنى فى حالى .. أنا تعبت .
كانت تهذى بكلمات غير مترابطة ، ولكنها سوغت مبلغ ألمها .
ظلت على حالها من البكاء .. إلا أن استطاعت زهور تهدئتها ومع كوب من النعناع الساخن أعدته لها والدة زهور .. كان الحال قد أصبح أفضل .

راقبتهم زهور بروية ، كيف جلست ميساء على فراشها تأخذ عدّة شهقات متتالية ، رغد كيف إستقرت بأحد أركان الغرفة تقلب بين أصابعها وكأنها تجد حلا لمعادلة كميائية .. وهى لا تزال جالسة فى شرفتها تراقبهما بحزن .
همست أخيرا بحزن وهى تناظر صديقتيها البائستين :
_ يااه .. مكنتش أتوقع أن ده هيكون حالنا بعد ما أفترقنا ، كل واحدة مشيت فى طريق ضلمة وقابلت اللى قابلته من وحوش الليل اللى مش بترحم .
و وحوش الليل كان التعبير الأفضل لوصف " مؤيد ، أدهم ، ياسين و حسان " وربما وحوش آخرون أنحدروا من وراء كل واحد منهم .
تاهت عينا ميساء ، وغامتا بألم لتهمس بسؤال وجهته إلى زهور :
_ وإيه سبب طلاقك ، أنا افتكرت إنك بتحبيه ؟!
أحبه !!
ليتنى لم أفعل !
كنت غبية حمقاء وبلهاء ... حين ظننت بأنى سأضمد جراحهه ..
لأصدم بالحقيقة ، لقد كانت الجراح من نصيبها !!
أرجعت زهور رأسها للخلف لتعاود النظر إلة السحاب الأبيض المنتشر فى السماء الصافية ، لتهمس بشرود قاتم :
_ الحب مش كل حاجة يا ميساء ، وحبى كان مجرد سراب عيشت عيه نفسى بالإجبار ، وهو أستغل الوهم ده علشان يعيشنى فى مرار .
وأنتهت الكلمات بحقيقة ظنت بأنها كذب ، ولكن بفعله أثبت ذلك .. أثبت ألا هناك مجال للحب والغرام فى الإنتقام .. فبداخله شيطان لم يكن ليرضخ إلى قلبا أبيض يذرف دموعا خوفا عليه .
اخفضت ميساء وجهها بحزن ، ودام صمت مقيت بينما كل واحدة منهن شاردة بما حدث معها وما سيحدث .
لتكون أول من خرجت مما هى فيه رغد التى قالت محاولة الخروج من شرنقة الحزن والالم :
_ على فكرة أنا مجتش هنا علشان نفتح الجراح .. أنا جيت علشان ألم الشمل تانى ، أحنا محتاجين لبعضنا ، وبإيدينا نقدر نقوم من اللى حطونا فيه .. أحنا مضعفناش بالعكس أحنا زيدنا قوة ، وبده "وأشارت إلى عقلها" هنلاقى حل لكل مأسينا .. لكن نفوق كده ونخرج من الحزن والغم ، كانوا جابولنا إيه غير المرار .. ولو فضلنا على سكوتنا وصمتنا مش هيسيبونا ... فلازم نبقى أقوى ، ونرجع تانى لشخصياتنا .
هزت ميساء رأسها بفتور وضياع لتهمس بتخاذل :
_ للأسف يا رغد .. مش بإيدينا نقوم غير لما ننتقم من اللى عمل فينا كده ، نارى مش هتبرد غير لما أشوف مرات أبويا بتتعذب فى حياتها ، مش بإيدى والله يا رغد .. أنا مش ملاك ومن حقى أنى أثور على كرامتى ونفسى اللى ضاعوا .
أكملت زهور على نفس وتيرة ميساء بهمسٍ مشتت :
_ النفس مش بالكمال اللى يخلينى أنسى كل الالام بسهولة وأقوم وأقول إن مفيش حاجة حصلت وإنى بخير ، وأنا أبعد ما يكون عنه .. زى ما قالت ميساء أنا مش ملاك ومش هقدر أسكت وأقوم من غير ما أنتقم لكرامتى .
تهدلت جفون رغد بأسى ، لتقول بصوتا شاحب ميت :
_ معاناتى مكنتش بأقل منكم ، بس أنا تعبت من الالم ، تعبت من إنى أستنى اللى يساعدنى وتعبت من تحكم الناس فيا .. تعبت من حياتى كلها !
_ الخلاص فى الإنتقام .
همست بها ميساء بفحيح أسود .
لتهز زهور رأسها بنفى وهى تقول بتفكير :
_ لا يا ميساء ، هى مش حرب .. ولا لعبة .. دى حياة وده قدر .. مش هقولك إنسى اللى فات ولا أبدأى من جديد .. لكن لازم نقوم ، لو فضلنا فى مكانا مش هنلاقى غير التحكم بأقدارنا من أيديهم .
مهما كان طول الفترة اللى واخدنها راحة دلوقتى ، لكن لازم نجمع احجيات البازل وساعتها تقدرى ترجعى للساحة بقوة ، وتنتقمى لنفسك .
أنتِ هترجعى شغلك .. وأنا هبدأ ابنى مستقبلى فى شغل مستقل ورغد هتشاركنى ، وهنتجمع كل يوم ونفكر فى طريقة ننتقم بيها منهم ونرجع حقنا ..
مهما ضعفنا وأتكسرنا هنقدر نقوم ، وهنفعهم التمن غالى ...علشان يعرفوا أنهم غلطوا لما فكروا يلعبوا معانا .
أنتهت كلماتها ببساطة ، بينما لا تزال عينيها تتابع الشارع أسفلها بشرود .
حين يشوب الحب الانتقام .....
يضيع الحب ليولد الكراهية .....
والانتقام ........!!

*******
عادت إلى منزل خالتها بعدما ودعت زهور ورغد على وعد بلقاء آخر ، ولكن بحال أفضل .
حين وصلت إلى المنزل لم تجد خالتها ، وحين حاولت مكالمتها كان الهاتف مغلق ..
خمنت بأنها قد تكون بإحدى زياراتها لجاراته ، فإتجهت إلى الغرفة التى تستوطنها منذ قدمت لتتجمد قدماها بمكانها وتفرغ شفتيها بذهول .
لم تتصور للحظة بأن تقابله هنا ، بغرفتها !!
وعلى سريرها يجلس مخفضا رأسه بين يديه .
منذ متى لم تراه ؟!
منذ شهران !!
رفع رأسه حين أحس بأنها تقف أمامه ، فإستطاعت أن تنظر إلى وجهه المجهد .
عينيها لم تقدر على البعد عنه .. فإختارت أن تترك له الحرية كى تسبح على ملامحه لتستكشف حاله .
ولكنه لم يسرها فلحيته كانت نامية بإهمال ، حاله سئ للغاية ، بسواد عينيه وما يحوطهما ، ونظرة الغضب التى لا تزال مستقرة بهما .
نهض بتثاقل ، ليقف أمامها مباشرة .. ينظر بعمق فى عينيها بقوة دون خجل ، يقتحم أسوارهما برعونته المعتادة ليسبرهما بقوة ويحتوى ما بهما من أحاسيس .
نفس المشهد يعاد ، ونفس ردت الفعل تنتابها ، لقد حدث نفس الشيئ فى أول لقاء بينهما ، حين كاد يصدمها .
كان المتوقع بعد رحلة العيون فى تلك المرة أن يعيشا قصة الحب الوردية .
ولكن ما خالف التوقعات ، سقوط جدران الوردية وبقاء الاسود الذى يغلفه قصتهما بغموض .
إقتربت خطواته ، لتعبر الخط الاحمر الذى وضعته لأى رجل ولكن مؤيد هو الإستثناء لكل القواعد ! ، أزداد إقترابه بعدم إكتراث للنظرة المشتعلة بعينيها وبادلها النظرة بآخرى متحدية .
ليقف تقدمه على بُعد إنش واحد منها ، فزفر نفسا حارقا ، ألهب بشرتها الرقيقة ، وجعل الدماء تتدافع إلى وجنتها لتزيل بعضا من شحوب وجهها .
وترك لعيناهما المجال للحديث ، وترك الوقت كذلك .. ليظل تشابك العيون قائم بكلمات عجزوا عن البوح بها .
كان هو أول من خرج من حالة الاوعى ، ليقول بصوته المبحوح :
_ ميساء .
إسمها لم يعرف حلاوة إلا حين نطقه ، لم يعرف العذاب بحروفه إلا حين سمعت هجائه من بين شفتيه .
اسمها حمل بين طياته الحزن والالم ، الفرحة والاشتياق ..
ظلت النظرات تحمل الكثير وأسر العيون لم يكن ليفك ، ولم يجرؤ أحدهم على فعلها .
ببساطة لانهما تحت تأثير الأسر .
أسر القلوب .. أسر العيون ، وأسر الاشتياق .
اختفى العالم من حولها ، تلاشى الغضب والكره وحتى الحقد ، وتبقى الاشتياق لعيون حاكت بصدق ما بداخلها من مشاعر .
عيون تدمع شاكية ظلم الحياة ، وعيون تطلب السماح والصفح عن الخطايا .
_ بحبك .
هل كانت للكلمة عذوبة أكثر منها من بين شفتيه ؟!
وهل للكلمة معنى إلا حين ينطقها !!
إن كان قد سبر عيونها بمهارة ، فهو سبر قلبها بتملك بكلمة كانت تصف حقيقة عاصفة ليس بها مجال للشك .
_ أشتاقك حبيبى فلا تتركنى .
_ لا أريد سوى قربك ، فقربينى منكِ .
_ لا أستطيع .
_ ولكنى أستطيع ، فقط أتركى الباب مواربا .
_ وماذا بعدها ؟!
_ سأتسلل إلى قلبك ، واكون أنا ملك عرشه .
_ وبعدها ؟!
_ سأحتويكى بين ذراعى وأطبق عليك ، لن أسمح للعالم بأن ينتزعك من يدى
_ وبعدها ؟!
_ ستكون النهاية لطريق الظلمة ، وبداية لطريق النور الذى يجمعنا سويا .

_ بحبك .
اعادها بهمسٍ أقوى ، أشد تأثيرا وعزما ، وكأنه يقاتل نفسها لإثبات الحب ؟!
ولم يكن ليضيع الفرصة ، فجذبها إليه بقوة مانعا أى نوعا من الإعتراض ، ساحقا المسافات بين السطور بذراعيه ، مطبقا عليها بقوة وإشتياق وكأنه نهاية المطاف .
وكأنها الدواء بعد مرضا طويل ، وكأنها الحياة بعد ترقب الموت .
وكأنها لا بل هى الامل الذى أنبعث له فى الظلام ، بعدما يأس الحياة .
تركت نفسها له ، تركته يحتضنها بقوة ، فهى تحتاج !!
تحتاجه هو .
لذا سكنت بين ذراعيه ، وقد وجدت أخيرا المسكن لألامها .
لم تتصور بأن يكون علاج جراحها هو مسببها ؟!
الصوت الذى كان خافتا فى عقلها يوما ، علا قائلا " لا تتركنى "
واستمر العناق طويلا ، لا يقيده وقت ولا مكان فقط الاحتياج هو مالك الزمام .
*******
يبدوا أن اليوم هو يوم الزيارات العالمى !!
فها هو بابها يدق للمرة الثالثة بنفس اليوم .
المرة الاولى كانت لرغد وميساء ، والمرة الثانية لجارتهم التى أخذت والدتها للسوق والان من ؟!
فتحت الباب ببطئ ، لتتعجب نظراتها وهى تستقر على المرأة الواقفة أمامها .
بثوب رقيق وواسع وحجاب رمادى شاحب طويل ونظارة سوداء تغطى عينيها ، فلا يظهر من وجهها الكثير .
تنحنحت بحرج من تدقيقها بالمرأة ، والتى بدأت الحديث قائلة بصوتا ناعم رقيق :
_ أنتِ زهور ؟!
لم تعرف لما شعرت بأن قبضة مثلجة هجمت على قلبها فإعتقلته ، لتقول بتلعثم :
_ أيوة !!
ابتسمت السيدة بأناقة وجمال ، وقالت بصوتا حنون :
_ طب ينفع أدخل واتكلم معاكى شوية .
شعرت زهور بالإحراج ، فأفسحت لها المجال لتدخل بإرتباك .
أشارت لها ناحية غرفة الجلوس ، فتوجهت لها السيدة ، وجلست بأناقة على الاريكة واشارت لزهور بأن تجاورها ، فجلست بإرتباك .
ارتفعت يد السيدة لتزيح النظارة السوداء عن عينيها وتكشفها لزهور ، والتى ما إن رأتهم حتى عرفت صاحبهم .
نفس العينين الرمادية العاصفة ، نفس الرماد الشاحب ، ونفس اللمعة الغريبة .
نظرت لها زهور بذهول ، لتقول بتلعثم علت الصدمة حروفه :
_ أنتِ والدة أدهم ؟!
اومأت لها السيدة برأسها ، لتقول بصوتا هادئ :
_ أيوة أنا والدته ... علياء .
اخفضت زهور وجهها بضياع ، والاسئلة تتدافع إلى عقلها .
ماذا تفعل والدته هنا ؟! .. وما الذى أتى بها ؟!
ولما ظهرت الأن ولم تظهر من قبل .. وهل تحمل هى الأخرى الاحقاد لها ولعائلتها ؟!
قطعت السيدة عليا شرودها المقيت ، لتقول لها بصوتا حنون :
_ أنتِ تعبانة ؟!
ازداد شحوب وجه زهور ، فإقتربت السيدة منها لتحتضنها بحنان وهى تهمس بألم :
_ عارفة إنك عانيتى من أدهم ، أنا آسفة .. مقدرتش أبعده عن فكرة الانتقام .
إحتضنت زهور السيدة عليا بقوة ، وهى تشتم رائحته التى إشتاقت إليها ، إن المرأة لا تريد منها شرا .. إنها تحتضنها بحنان مثلما تفعل والدتها .
شعرت زهور بالدموع الساخنة تجرى على وجنتها ، فسألت نفسها بغباء " ألا تنضب الدموع أبدا ؟! "
ولكن الاجابة كانت " لا .. لا تنضب لأن الجراح لاتزال قائمة "
همست عليا برقة وهى تربت على كتفها :
_ تعرفى من أول ما أدهم كلمنى عنك وأنا كان نفسى أشوفك ، أقابلك وأعرف اللى قلبت موازينه .
رغم هدوئه المعتاد .. إلا أنه وقت ما بيتكلم عنك بحس إن فى عينه شرارة عمرى ما شفتها
من أول مرة أتكلم فيها عنك وانا قولت أن الانتقام عمره مكان سبب جوازه منك ، لكن هو عاوز يزيد ألمه وعاوز يفضل عايش فى الماضى .
أنهت كلماتها بحزن ، لتسألها زهور بعيون دامعة :
_ أنا عاوزة أعرف ، إيه اللى حصل زمان وبالتفصيل .
تنهدت السيدة عليا بألم ، وعلت ملامحها الحزن وكأن سحابة من الكأبة غطت عليها فجأة .
يبدوا أن ذكر الماضى له الاعاجيب بكليهما .
ف أدهم حين يذكر الماضى تتحول ملامحه إلى ملامح وحش شرس ، يزداد قتامة كلما تعمق فى الذكريات .
هى مثله ولكنها أكثر رقة ، فيبدوا أن الحزن هو سعتها الوحيدة .
همست عليا بوجه شاحب ميت :
_ اللتقليب فى ذكريات الماضى مش حلو ، لكن طالما أنتِ عاوزة تعرفى الحقيقة وطلبتى فأنا هقولك كل حاجة ... من يوم موت والد أدهم لليوم اللى جالى يقولى أنه هيتجوزك .
صمتت قليلا تأخذ نفسا عميقا ، لتبدأ بالسر وكأنها تسرد قصة رعب :
_ كنا عايشين فى القاهرة .. أنا وأدهم ووالده ، كانت الحياة هاديه نسبيا ، والده كان مهندس وأدهم كان متأثر بيه اوى ، يمكن علشان كده دخل كلية الهندسة وكمل مسيرة والده بنفس القسم والتخصص .
فى يوم أتصل جد أدهم .. عمران كامل العامرى .. يطلب من عاصم أنه ينزل البلد بسرعة .
عاصم محبش يسيبنى لوحدى أنا وأدهم ، وكان قلقان من طلب أبوه .
سافرنا كلنا البلد .. وكانت أول مرة ليا أنا وأدهم نسافر المنصورة .
لما وصلنا لقينا عمران كامل منتظرنا ، كان الترحيب بيا أنا وابنى من أسوأ ما شفته فى حياتى ، بكلام جده القاسى ونظرات اللى حواليه ، والاكتر قسوة كان سكوت عاصم .
بعد كده عرفت أن اللى كان عاوزه عمران من عاصم ، أنه يجوزه بنت عمه " سهر " ، أنا طبعا رفضت وثورت وقلتله طلقنى وسيبنى .
بس هو كان بيحبنى وفضلنى على أهله لما أتجوزنى .
وحتى فى اللحظة دى فضلنى عليها وقال أنه مش هيتجوزها وعصى أبوه .
لكن الموضوع مكنش أختيارى ، واللى حصل وخلى عمران عاوز يجوزها لعاصم .. أن والدك على حد علمى ، كان بيحبها وأتقدملها وهما رفضوه لانه كان من فقراء البلد .
راقبت نظرات زهور التى أسودت بشرود ، لتكمل بأسى :
_ قضينا أسبوعين فى خناقات بين عاصم وعمران ، وفى يوم كان صافى من الخناق ، عاصم قالى أنه عاوز يخرج أدهم شوية بدل ما هو محبوس هنا ويوريه الارض بتاعت ابوه وجده .
قولتله طبعا خده ، أخده وخرج ورجع وقتها جثة .
صمتت والدموع تنحدر من مقلتيها بعذاب ، لاتزال تتذكر هيئته حين جائها محمولا على أكتاف الرجال .
أكملت بصوتا متحشرج ، متقطع وكأنه يخرج بعذاب :
_ كل اللى أعرفه أن الرجال اللى كانوا فى الأرض وشافوا اللى حصل .. قالوا أن والدك هو اللى قتله وهرب ..
فى ناس بتقول أنه قتله علشان أخد منه البنت اللى كان هيتجوزها ، وفى ناس بتقول أنه قتله علشان الارض .. وتعددت الاقاويل .
لكن الحقيقة واحدة اللى أجمع عليها كل اللى شافوه وهو بيتقتل ، والدك هو اللى قتله .

إن كان هناك ما هو أقسى من دخول خنجر مسموم إلى جسدك ، فهى قد ذاقته فى هذه اللحظة .
حقيقة بشعة أُلقيت بوجهها ، والدها قاتل !!
والدها الذى رباها على القيم والاخلاق ، قاتل !!
انتبهت على صوت السيدة ليال التى أكملت بهدوء متماسك :
_ أنا لسه مخلصتش ، فمتحكميش على الموضوع من نظرة .
المعاناة اللى شوفتها منهم وعاصم عايش ، مكنتش تساوى نص اللى عيشته بعد موته .
عمران كامل كان راجل ظالم أوى .. وجبار معندوش رحمة ، مفيش فرق عنده بين أبن ابنه أو حتى أبنه ، كل الناس بالنسباله تحت العصاية .
بعد أيام العزا الثلاثة قولت إنى هروح محافظتى وادبر حالى أنا وأبنى ، وطبعا عمران مرضاش وقال أن ابن ابنه هيرتبى فى بلده وخيرنى بين أنى أعيش معاهم وأنى ارجع القاهرة ، وطبعا كان لازم أقعد .
شوفت ايام ما يعلم بيها إلا ربنا ، من قسوة عمران وولاده .. ده حتى الخدم كانوا بيتجبروا عليا .
كنت بتعامل زى الخدامة وأكتر ، من مسح وتنضيف وغسيل وطبخ وطبعا تربية الحيوانات والزراعة .
أيوة كنت بروح أرض جوزى علشان أشوفها واراقب عليها ، وفى المواسم أنزل احصد مع الحصادين ، ووقت البذر كنت أقعد للطيور علشان متأكلش المحصول .
كانت أيام صعبة أوى ، ومكنش بيكفى كده وبس .. لأ أخو جوزى الصغير اللى المفروض متجوز كان بيبصلى ويلمحلى بكلام مش كويس .. ويحاول يقرب منى .
وكنت بصبر مجبورة ، علشان ميبقاش ابنى يتيم الأب والأم .
رغم أنه هو كما كان بيعانى أوى من جده ومن أعمامه ، كان جده على أبسط غلط يضربه بجريدة النخل .
وسعات كان بيرجع متعصب من برة ويمسكه من غير أى ذنب ويضربه ويصرخ فيه أنه لازم ياخد حق أبوه .. وأن الناس أكلت وشه علشان مجبوش حقه لحد دلوقتى .
كان دايما بيقسى عليه ، وكل ده فى إدعاء التار الملعون .
ولما كنت أحاول أبعده عن الضرب كان بيضربنى معاه .
عمته ثناء .. أظن أنك قابلتيها ؟!
أومأت زهور بشرود وهى تتخيل تلك القسوة التى تصفها لها السيدة بهدوء ، لتجدها تكمل :
_ مكنتش بتسيبنى فى حالى ، وكانت أحيانا بتمد إيدها عليا قدام ابنى .

أنا وأدهم شوفنا أيام صعبة كتير على أيديهم ، أدهم متعلمش القسوة ببلاش ، كان دايما يشوف أولاد عمه وجده بيديهم مصروف كبير وهو مش بيديه غير الكلام الوحش ، ولما يجيب هو درجات أعلى منهم فى المدرسة يقوله مش هيفيدك التعليم قد ماهيهفك.. فيجى ويسألنى ليه بيعمل كده وأكون عاجزة عن الرد .
وفى يوم وأدهم عنده 13 سنة ، عم أدهم الصغير "عصام" كان سكران وراجع متأخر وكنت سهرانة أنا وأدهم بنخض الجبنة ، وفجأة دخل علينا وهو بيطوح وحاول يتعدى عليا .
فى اليوم ده كان أول مرة ألاقى أدهم الحنين اللى علطول كان بيطبطب عليا يتحول لطفل قاسى ، ويهجم على عمه بعصاية ويضربه .
وأول ما الموضوع وصل لجده راح جابنى أنا وأدهم وقدام عينى مسك السوط اللى بيضربه بيه الحصان ونزل بيه على جسم أدهم .
أدهم مصرخش ولا فتح بقه ، كان بيضرب وهو ساكت .
وأنا أطردت من البيت بعد ما ضربونى عماته ، ورجعت للقاهرة لبيتى وأشتغلت خياطة ، كنت كل شوية أسافر المنصورة .. وأشوفه وهو خارج من المدرسة ، كان بيشوفنى لكن ميقربش منى ، وكنت ساعتها خايفة ليكون فاكر إنى السبب فى اللى جراله .
وبعد خمس سنين ، لما وصل 18 سنة ، عرفت أنه دخل كليه هندسه في القاهره وأستغربت أنه هيجى القاهرة ويسيب البلد .
وفى يوم بعد ما عرفت أنه هيعيش فى هناك ، لقيت الباب بيخبط ، ولما فتحت لقيته هو أدامى .
مكنتش فاكرة أنه أبدا هيرضى يرجع ، كنت خايفة ليظلمنى ، وفضلت أستسمحه لكن هو قالى أنه محطش عليا اللوم ، ولما كان بيشوفنى مكنش عاوز يقرب علشان لو قرب جده هيعرف وهيأذينى .. ووقتها مش هيعرف يشوفنى تانى .
وعرفت منه أن جده مات ، وأن أعمامه رفضوا يدوه حقه ف اي ورث .
قولت خلاص أهم حاجة أنك رجعتلى ، بس نظراته أتغيرت وملامحه بقيت قاسية ومفيهاش رحمة .
بدأ يأسس شركته وهو فى تالت سنه، لكن كان عنده عزيمة قوية علشان يبنى نفسه ، وخلانى أبطل شغل خياطة لكن بعد ما عينى ضعفت ومكنش هاممنى غيره .
أفتكر أنه لما كان يكسب صفقة كبيرة ، كان اصحاب الشركات الكبيرة يبعتوا بلطجية يضربوه ، ومع ذلك موقفش ، كان حوت بمعنى الكلمة فى الشغل ، مدمن شغل .. ليل نهار لحد ما قدر يكون الشركة بتاعته ويخليها عالمية .

وفى يوم جيت لقيته بيقولى ببرود أنه ناوى يتجوز ، استغربت وسألته مين .. قالى على اسمك ، وطبعا عرفت أنه عاوز ينتقم وحذرته وحاولت كتير أمنعه لكن هو كان مُصر ، قاطعته وخاصمته وبرضه فضل على حاله .
لكن لما جالى من يومين وهو باين عليه الارهاق ونام على رجلى قالى أنك وحشاه ، وأنه نفسه ينسى الماضى ويكمل فى حياته معاكى ، لكن أشباح الماضى بتطارده .
أنا عذرته يا زهور لأنى شفت القسوة اللى شافها ، بتمنى أنتِ كمان تعذريه ، أدهم بيحبك لكن الماضى أقوى .
النهاردة جيت علشان أقولك أهم حاجة ، في يوم بعد موت أبو أدهم بجوالى ست شهور ، جاتلى عمتك وقالتلى أن بباكى مقتلش وأنها هتجيب الدليل اللى يثبت أن القاتل حد تانى .
حاولت أعرف مين لكن مرضيتش تقول ، وبعد شهر من لقائنا عرفت أن أهل جوزى مسكوها مع واحد من عيلتهم وطردوها هى وأبوها اللى هو جدك من البلد .
أنا بصراحة معرفش أبعاد موضعها ، لكن أنا حبيت أقولك كل حاجة عن الماضى زى ما أنتِ عاوزة .

وما السبيل إلى الخروج من متاهات الماضى ؟!
سألت زهور نفسها وهى تنظر إلى وجه المرأة الحزين ، لتسألها ببعض الأمل :
_ يعنى عمتى هى اللى تعرف القاتل الحقيقى ؟
طب هى فين دلوقتى ؟!
هزت والدته رأسها بأسف وهى تقول :
_ للأسف
يا زهور حاولت أدور عليها كتير لكن هى أختفت ، كل اللى أعرفه أنها سافرت لمحافظة تانية لكن فين ... معرفش .
هل عمتها حقا تملك حل الأحجية الصعبة ؟
هل والدها قاتل ؟
وإن لم يكن فمن القاتل ؟
وكيف كان يشابه والدها ؟
استفاقت من شرودها على والدة أدهم وهى تنهض قائلة :
_ بإيدكم أنتِ وأدهم تمسحوا الماضى ، وتبنوا مستقبل .. فبلاش تضيعوا نفسكم علشان رحلة مفهاش أمل .
*******

 
 

 

عرض البوم صور Enas Abdrabelnaby   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
أسيرٌ, الماضي, الدامية, العشق, يروح, سلسلة
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 06:01 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية