كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات ألحان
رد: 157 - الدكتورة الغجرية ( من روايات ألحان المكتوبة )
اجاب جين وهو يضمها بين ذراعيه:
- اجمل وأروع من كل الأيام . هيا نسرع , ونترك الكوبري لأني لا ارغب في رؤية أي شخص اليوم.
سألته تانيا:
- والطاقم . اين هم؟
- ليست عندي ادنى فكرة , إنك طاقمي الوحيد.منتديات ليلاس
- إنك تعرض نفسك لخيبة الأمل, لأني لا اعلم شيئاً قط في امور الملاحة.
- لن احتاج إلى عون . إن الريح خفيفة , ولن نذهب بعيداً وسنسير ببطء.
ثم اضاف وهو يلقي إلى تانيا نظرة ملحة جعلتها تشعر بقشعريرة لذيذة:
- إني واثق ان ظني لن يخيب.
بلغا مقر الملاحة , ادار جين المحرك الذي كان يصدر صوتاً قوياً تحت اقدامهما. وفي حركة واثقة ورشيقة غادرا الكوبري العائم , ليتقدما بسلاسة نحو مخرج الخليج . وبينما كان جين يستخدم الدفة ويسيطر عليها , كانت تانيا تجلس بجواره وتحوطه بذراعها.
كان قلبها يخفق في صدرها بقوة , وضعت وجنتها على كتفه , وتطلعت من خلال جفنيها المغلقين حتى النصف إلى الجزيرة التي اختفت قليلاً في الأفق.
ولبرهة لمحت شرفتها , تلك التي كانت قد شاهدت منها اليخوت تتهادى على الامواج دون ان تعتقد انها ذات يوم ستحصل على حق التواجد على احدها.
شعرت انها اليوم تعد جزءاً من الصفوة وكان هذا الإحساس يبدو لها ممتعاً وإن كان زائلاً بعض الشيء.منتديات ليلاس
وفجأة لطفت سعادتها البوابة التي كانت تغلق الخليج إذ إنها اهتزت, وابتعدت عن جين غير انها تمالكت نفسها, واحتفظت بتوازنها , علماً بأن الأمواج كانت تهدد بزعزعة استقرار السفينة .
شعرت تانيا ان معدتها تعقد, فالقت إلى جين نظرة حزينة .
قلق جين :منتديات ليلاس
- لا تخبريني بأنك ستمرضين!
صاحت وإن كانت في داخلها تدعو الله الا يلحق بها ضرراً:
- لا تخف, إني احلم منذ ان سكنت هذه الجزيرة بطواف المحيط, هل ستفرد الاشرعة؟
- بعد ان نجتاز البوابة , غير اني سأفرد شراعاً واحداً , هذا كل ما استطيع القيام به لأني بمفردي.
وبعد ان عبرا البوابة, اصبح المحيط هادئاً.منتديات ليلاس
تبدد الضباب واضاءت الشمس سطح ماوراء البحار التي كانت مياها تأخذ لوناً تركوازيا, وعندما تحسنت حالة تانيا قامت وعاونت جين على فرد الشراع الأبيض الكبير الذي كان يصفق مستجيباً لريح الصباح.
اوقف جين المحرك, ووضع المركب على حركة اتوماتيكية حيئذ ساد المكان سكون رهيب لا يقطعه إلا تلاطم الأمواج الرقيق في مقدمة السفينة , وصرخة طائر بحري.
لم تشعر تانيا قبل الآن بمثل هذا الإحساس بالسعادة والسلام, ومن الآن فصاعداً لم يكن غيرهم جين وهي والمحيط اللا نهائي .
|