كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات غادة
رد: طريق الأقناع - دانوتا ماجسكي ( من روايات غادة المكتوبة )
" استطيع منحك بضع دقائق" قالت المرأة الشابة.
" عظيم" قال ضاحكاً" هذا ما أريد ان اسمعه!"
انتاب آن بعض الخمود. كانت بحاجة ماسة لأن يقول لها مارك بأنه يرغب بمقابلتها, لكنها بنفس الوقت فضلت ان لا يطلب ذلك منها كي لا تضعف امامه.
الأسبوع المقبل , بقيت آن تستشير بعض المؤسسات الصغيرة, وكانت حتى لو قابلت اصدقائها تخبرهم بأنها تركت عملها , وتسأل ان كان احد ما يرغب بتعيين موظفين فهي على استعداد.
لكنها لم تكن تشعر بالملل عندما تجلس طوال اليوم بقرب الهاتف , إن كان على الأقل يلزمها بعض الحظ.ريحانة
كانت تبكي كل يوم , كانت ترتدي ثياباً سميكة لأنها كانت بداية ايام الخريف لتتهيأ للخروج من مبنى لأخر .
عندما تعود الى منزلها في فترة منتصف بعد الظهر . كانت تفكر بهدوء وتنتظر اي اتصال هاتفي. بعد انتظار طويل, قامت بتنظيف منزلها بعصبية , على الأقل هذا العمل ينسيها هذه الايام السوداء التي تمر بها.
كانت آن تقوم بهذه الأعمال المنزلية كل يوم لدرجة انه لا يوجد حبة غبار في المنزل, الأرض كانت تلمع , ثيابها مرتبة في خزانتها , مطبخها رائع.
فكرت بفكرة جديدة الا وهي المطالعة, كانت تجلس على كنبة قريبة من الهاتف وتغرق بمطالعة احد الكتب. لكن سماعة الهاتف بقيت صامتة , وبمضى الوقت كانت آن تشعر بالأسى.
نفس الأفكار تتضارب في مخيلتها . هل اتصل بها احد خلال اليوم عندما كانت غائبة عن المنزل؟ أليس من الأفضل ان تبقى طوال اليوم في المنزل ؟لكن لا , لو اتصل بها احد في غيابها فلابد له ان يعيد الاتصال مرة اخرى على الأقل في فترة بعد الظهر.
اضطرت ان تبقى محافظة على صمتها , كان يجب عليها على الأقل ان تكون لها احدى الصديقات في عملها. لكن النساء اللواتي تخرجن بنفس السنة كن قليلات.
على الاقل لم يكن هناك مجال لأندريه فوستر ان يصب نقمته عليها ويضع ذلك الملف على مكتبها , لو كن الخريجات كثيرات لكان انشغل عنها بأخرى, لكن هل خدعني شوك روبنس. لا فهو أكد بأنه لن يتكلم عن ذلك الملف ليتيح لي الفرصة بإيجاد عمل آخر . ثم ان الخداع ليس من طبيعته. كل الذي يحدث لها الآن هو سوء الحظ . كل شيء سيكون مرتب . يلزمها فقط حظاً وفيراً.ريحانة
في نهاية الأسبوع , الأحسن بالنسبة لآن لم يكن سوى ذكرى. لكنها كانت مضطرة ان تعلم سالي بأن وضعها على احسن مايرام , لكن ماكان يسعدها ويدفعها الى الأمام , هو اتصال مارك الذي يجريه مساء كل يوم.
منذ ان تسمع صوته الدافء الحنون تنتابها حالة نسيان , يتحاوران كثيراً بمشاغلهم . مارك لا يذهب من مخيلتها لأن شفاهه لا تزال تفكرها به , رغم الكليو مترات التي تفصلهم عن بعض كانت ترغب ان تعيد هذه القبلة في المرات التالية.
|