لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > الروايات المغلقة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

الروايات المغلقة الروايات المغلقة


 
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (2) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 31-03-18, 09:07 AM   المشاركة رقم: 236
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jul 2010
العضوية: 176487
المشاركات: 46
الجنس ذكر
معدل التقييم: أبيات عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 98

االدولة
البلدTonga
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
أبيات غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : الفيورا المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: الأرواح تحت الأقنعة بقلمي / الفيورا

 

انشغل بالنا على الكاتبة عسى امورها طيبة يارب

 
 

 

عرض البوم صور أبيات  
قديم 31-03-18, 08:27 PM   المشاركة رقم: 237
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
كاتب مميز


البيانات
التسجيل: May 2017
العضوية: 325692
المشاركات: 233
الجنس أنثى
معدل التقييم: الفيورا عضو ذو تقييم عاليالفيورا عضو ذو تقييم عاليالفيورا عضو ذو تقييم عاليالفيورا عضو ذو تقييم عاليالفيورا عضو ذو تقييم عاليالفيورا عضو ذو تقييم عاليالفيورا عضو ذو تقييم عاليالفيورا عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 951

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
الفيورا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : الفيورا المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: الأرواح تحت الأقنعة بقلمي / الفيورا

 

أول شي.. آسفة جدا جدا جدا عالتأخير، النت كان عامل عمايله الكريمة فيني، وكان فيه ظروف.. بعيد عن الرواية، إدعولي إن ربي يفرجها علي وعلى أهلي.. يعلم الله إني أفرح كل ما أشوف دعاكم لي.

مدري إذا ذا يعتبر تعويض، بس معي بارتين؟

الثالثة والأربعون

=
=
=

-: "هذا اللي كنت أخاف منه.."

ذاك كان جواب غالية عندما أخبرها بإجابة مديره: "وش قالت لشادية لما زارتها؟"

بعد تردد لحظة، أخبرته غالية بما حصل، ليستشيط سالم غيظا من فكرة تحمل ابنة أخيه لثقل تلك الأقاويل!

وكأنما أحست غالية بما يغلي في جوفه، وضعت يدا على كتفه تهدؤه: "إنت واثق بأخلاق صاحبك صح؟"

ليجيب: "إيه.. بس بروح أسأله عن اللي قالته أمه، لازم ألقى جواب منه."

استوقفته غالية: "لا تقوله اللحين، أحس إن أمه تبيه يعرف. يمكن حتى تبي شادية تسويها سالفة وتكلم زوجها عن اللي سمعته منها. خلينا ندرس الوضع أول."

تنهد، يقتنع بوجهة نظرها. قد لا يفيد الاندفاع في مثل هذا الموقف: "يمكن أمه تقوله بدلا عنا."

لترد غالية بثقة: "خليها تقوله، بالعكس أحسن يعرف منها هي أو أي أحد بعيد عن شادية، بيقعد يحسب حساب سكوت شادية وبتصير الكرة في ملعبها زي ما يقولون." أردفت تطمئنه: "لا تخاف على بنت أخوك، مهيب لوحدها.."

شدها إليه ليقبل جبينها بسرور، يرتاح بما قالته: "ويسألوني ليه هايم فيك.."

=
=
=

قال عبد العزيز حال دخوله مكتب رئيس قسمه، يدافع عن نفسه قبل أن يُهاجم: "الدكتور وائل هو اللي بدأ مو أنا."

قطب الرئيس حاجبيه باستغراب، يسأل: "الدكتور وائل بدأ بإيش؟"

إذا.. يبدو أنه لم يصله خبر: "ولا شي.. وش اللي استدعيتني عشانه؟"

ظل الرئيس ينظر فيه بتشكيك إلى أن تنهد بقلة حيلة: "تعرف المؤتمر اللي كلمتك عنه قبل؟"

كيف ينسى أمر مؤتمر مهم كذاك؟: "إيه.."

ابتسم الرئيس: "إنت من المدعوين اللي بيمثلوا مستشفانا."

إنلجم لسان عبد العزيز عن الرد بسخرية تلقائية، فأبدا لم يتوقع هذا. لم يكن أفضل مرشح للذهاب مقارنة مع زملائه: "متأكد؟"

ليرد الرئيس: "ما استدعيتك عندي إلا وأنا متأكد يا الدكتور عبد العزيز."

أخبره أن المؤتمر سيعقد في سيدني بعد يومين من الآن، وعليه أن يتعجل في التجهيز. وكان ذاك ما نغص عليه فرحته بالدعوة، فلا يريد السفر وكادي ما زالت هلعة لما حدث لأختها.. غير التغير الذي لاحظه عليها..

إلحاحها في الأسئلة، أسئلة بدت كأنها سلسلة من الاستجوابات. شرودها ولمعة الأسى التي لاحظها تكتسي نظراتها.

إذا سأل، تطمئنه بأنها بخير بابتسامة زائفة أزعجته. تعود منها الصراحة المطلقة منذ البداية، فما بالها أصبحت كتومة فجأة؟

انزعاجه ذاك غمره عندما أخبرها عن المؤتمر ودعوته إليه، لرؤية التناقض ما بين ردها المشجع والحزن في عيونها: "إذا ما تبيني أروح، قولي."

هزت رأسها بلا: "خلاص ماله داعي تتعب نفسك فيني، أختي تعافت وما باقي لها شي وتطلع.."

كرر بحدة: "ماله داعي أتعب نفسي فيك؟ وش قصدك يا كادي؟!"

زفرت كادي بضيق، تتحاشى النظر إليه: "مدري.. المهم روح وسافر، ما بمنعك.."

ليسأل: "ليه تخلين سفري شي قاعد أظلمك فيه؟ وش فيك متغيرة ذي الأيام؟"

فاجأته الحرقة في نبرتها: "وإنت وش فيك ما تتغير؟ ما تحس..؟"

بعجب مغتاظ قال: "أحس بإيش؟"

على ما يبدو، كان رده ذاك بالغير حكيم، لأن كادي شخرت بسخرية والتفتت تعزم الخروج، لكنه منعها وشدها إليه، يسألها بين أسنانه: "إنتي تتقصدين تستفزيني ولا وش؟"

لتجيبه بجمود تحاول فك ذراعها من قبضته: "اتركني.."

تركها خشية أذيتها بالغيظ الذي يتراكم فيه منها ومن أجلها.

مضت ساعات بعدها، ليأتي الغد ويخبرها أن تتجهز لأنه سيوصلها لبيت جدها، فسفره سيكون في وقت مبكر من صباح اليوم التالي.

بدت مصدومة للحظة، قبل تزم شفتيها وتذهب لحزم أغراضها دون نقاش. وكم أشعل ذاك غيظه أكثر.

وكان قبل خروجها من السيارة أن سألته بهدوء: "كم مدة المؤتمر؟"

ليجيب بنفس الهدوء: "أسبوعين.."

لم تقل شيئا بعدها، فقط: "فمان الله.." قبل أن تنزل.

تساءل عبد العزيز وهو يقود سيارته مبتعدا، يكتسحه الأسى بوحشية، من منهما لم يحس بالأخر بالضبط؟

=
=
=

أخبرتها غدير قبل فترة أنها قبلت بابن عمها وارتاحت له، بل إنها أعطتها دعوة مسبقة لملكتها وحفل زفافها.

كان يجدر بها السرور لذلك، صحيح؟

لكن ما إن خمدت نيران غيرتها تجاه غدير حتى اشتعلت أخرى أكبر وأخطر بسبب عمل زوجها.

(حدث قبل أيام قلة، تلقي عبد العزيز اتصالا يجيبه بلهفة: "ها، بشري؟"

وعلى الرغم من كون هدف المكالمة عمليا بالكلية، إلا أن كادي لم تستطع كبح جموح غيظها، تسأل بنبرة أشبه بالفحيح فور إنهائه الاتصال: "مين هذي..؟"

أجابها أنها زميلة في العمل، الدكتورة خولة، طبيبة أطفال. كانت لهما حالة مشتركة تولتها بعد إنتهاء دوره، لكن اهتمامه بالمريض الذي كان طفلا لم يتجاوز الرابعة من عمره جعله يسأل عن تقدم علاجه.

لطالما أعجبها تفاني عبد العزيز في عمله، لكن اهتمامه وتفانيه قد يسببان موقفا ومكالمات وربما استدراجات من قبل أخريات وجدن شيئا جذابا في زوجها كما فعلت هي.)

والآن.. والآن أتى أمر هذا المؤتمر الطبي في ظل تلك الهواجس ليزيدها، ليجعلها تتأرجح وتغرق في اضطرابات مشاعرها المتزايدة منذ فترة تجاه كل شيء وبالأخص عبد العزيز، ليغيب عقلها لتنطق بما لا تريد، لتتسبب في وداع بارد بينهما ندمت عليه لحظة خروجها من السيارة.

وكان عندما اختلت بنفسها في الغرفة المخصصة لها أن أطلقت العنان لدموعها، بزخم عنيف استغربته في أعمق أركان روحها. عندما هدأت وذهبت لتغسل أثر الدموع من ملامحها، لم تستطع إلا أن تبتسم بتهكم لرؤية حالتها المزرية.

"صدقت لمار.. صايرة حنفية دموع ذي الأيام.."

إدراكها ذاك جعلها تعتدل في وقوفها، جعلها تحلل غرابة تصرفاتها واضطرابها في الفترة الماضية.

=
=
=

أتى سيكرتيره ليقول أنه ثمة رجل يريد مقابلته وليس له موعد مسبق ولا يكترث بذلك.

لم يكن نواف مشغولا تلك اللحظة فأمر السيكرتير أن يُدخل الرجل، وظل ينتظر دخوله بشيء من الفضول حتى فعل لتصيبه صدمة العمر.

لم يكن الرجل سوى شاهين الجبر.

بخطى واثقة مغترة، مشوبة بكبرياء وعراقة نسبه، اقترب شاهين لطاولة مكتبه، ليضع عليها ظرفا تعرف عليه نواف بنظرة، فهو نفس الظرف الذي أرسله لدار الجبر فور معرفته بالعنوان، ظرف لم يحتوي سوى غرض واحد، سوار منتهى.

قال شاهين ببرودة صقيعية: "بكون كريم وأحذرك مرة وحدة بس: الزم حدك."

تحداه نواف يدفع بتوجسه المتزايد من هذا الرجل الواقف أمامه، شيء في تناقض وضعية وقوفه اللامبالية مع النظرة المرعبة في عيونه أربكته: "ولو ما لزمته؟"

ليرد بكل بساطة: "ما برحمك."

ابتسم نواف ليستفزه: "منت.."

لم يستطع إكمال ما يريد قوله، لأنه بوغت بارتطام وجهه بسطح طاولة مكتبه بقوة وحشية. وعندما حاول رفع رأسه منعه من ذلك اليد التي كانت تبقي رأسه منكوسا مضغوطا على الطاولة. سمع صوت شاهين يقول بحدة كالسيف: "اسمها ما يعتب لسانك."

مضت لحظات قبل أن يدرك نواف أن شاهين قد أفلته، ليراه وهو يصارع الألم يخطو مبتعدا، يتوقف عند الباب ليلقي آخر ما عنده: "لو دخلت الحي، لو قربت منها بشارع، صدقني بعرف."

وهكذا، رحل بعد الإعصار الذي سببه.

=
=
=

قد يكون الوليد لطيفا سهل المعشر، لكنه إذا أراد الجفاء، فإنه بحق يتقنه كفن.

مهما حاولت، لم تستطع إحداث شرخ في حصن بروده نحوها، لكن ذاك البرود أشعلها لتعانده في المحاولة أكثر.

في ظل شرودها في التفكير، تعثرت في مشيها، لتشعر به يسندها، كما يفعل كل مرة. لكن على عكس المرات السابقة، لم يقل "سلامتك حبيبتي" بل اكتفى بالصمت بعد أن عادت تقف معتدلة. أضناها الشوق لسماع كلمة تحبب منه، لكنه أصبح شحيحا بخيلا بعد كرم مغدق.

أدركت ترانيم أنها أطالت النظر إليه عندما سألها بنبرة أشبه بالمُجاملة: "فيه شي؟"

وقبل أن ترد بشيء يعبر عما يعتريها من مشاعر، رن جرس الشقة عبر الانتركوم، ليكون الزائر، ويا للعجب، أريج.

انسحب الوليد لغرفته، يتركها لتستضيف أريج على مضض.

نظرت أريج أرجاء الشقة بإعجاب: "صراحة ما توقعت الشقة بذي الفخامة. آسفة ما صارت لي فرصة أزورك قبل، بس اليوم سألت البنات ودلوني."

حقا لا تعرف ما الذي تريده أريج منها، فمنذ فترة وترانيم تقلل ظهورها في التجمعات التي كانت تنخرط فيها، وحتما لم تكن بينها وبين أريج تلك العلاقة المتينة لتكترث بأمرها.

على الأقل، لم تطل في زيارتها، ولم تنخرط في استفزازاتها لها كما كانت العادة لها. لكن عندما وصلا لباب الشقة، قالت أريج كأنها أدركت شيئا: "تصدقي، من عرسك وأنا أسأل نفسي وين شفت زوجك فيه، واللحين تذكرت!"

توجست ريبة من كلامها، لتطمئنها أريج بتحريكة يد: "لا توسوسي، موب من معرفة. شفته في المطار لما كنت راجعة من إجازتي في باريس. تعثرت فشي وطاح السبرايت اللي كنت أشربه عليه." أردفت تكمل بنعومة: "اللي خلاني أتذكره هو إنه ما رفع نظره بكلمة ولا تميلح علي، ما هاوشني حتى مع إني أحرجته بين الناس. خوش رجال والله، لقيتي عملة نادرة."

لم تعجبها اللمعة الخبيثة في عيون أريج. لم تعجبها مطلقا.

=
=
=

كان عبد الرحمن خارجا من جامع القرية عندما استوقفه ذاك الرجل البغيض، عوض، والوجوم مرتسم على ملامحه، يشير إليه أن يتبعه: "أبي أكلمك بشي."

تساءل ما إذا كان سيكرر تلك المحادثة التي دارت بينهما ذات مرة، لا يعقل أن يظن أن رأيه سيتغير، أليس كذلك؟ سيكون هذا العوض أحمقا إذا فعل.

عندما وصلا لركن خال، قال عبد الرحمن يستنطقه دون اللف والدوران: "تكلم.."

بدأ عوض عندها بازدارء اختلف عن الذي رآه فيه أول مرة، بسؤال صعقه: "وش بلوتك بالضبط؟"

=
=
=

الرابعة والأربعون

=
=
=

كرر عبد الرحمن غير مستوعب: "بلوتي؟"

عقد عوض ذراعيه، يومئ بحزم: "وش اللي يفسر رجال يجيني وينصحني أبعد بيت المنصور عن أذاك غير ذا؟"

ضيق عبد الرحمن عيونه: "أي رجال؟"

هز عوض كتفيه: "مدري عنه، بس اتصل فيني وطلب مني أحذر سالم منك."

سأله بتشكيك: "وحذرته طيب؟"

شيء من الحرج والذنب اعتلى ملامح عوض عندها: "مالي وجه أكلمه فيه بعد اللي صار بيننا.. أعترف إني غلطت فحقه كثير، وهو راسه يابس وما يسامح بالساهل.." أردف والجدية تعود لتعابيره ونبرته: "مثل ما حذرتني بحذرك، لا تورط بيت المنصور ببلاويك، وبعتبر نفسي ما سمعت شي من طرف ثاني."

لم يكن الأمر بالبساطة التي رسمها عوض بتصرفه النبيل الذي فاجأه. قال له بنفس الجدية: "ورب العزة إني أنا أحرص على بيت المنصور من نفسي، ولو ظنيت إني بجيب لهم أذى ما بتشوفني هنا."

نظر عوض فيه مطولا قبل أن يسأل: "إذا كنت صادق، مين اللي بيستفيد إنه يتبلى عليك؟ وكيف عرفني؟"

خطر في باله احتمال: "معك رقم الرجال اللي اتصل عليك؟"

انتظر عوض لحظات طوال بعد أن أخرج جواله وأراه الرقم: "ها، عرفته؟"

لم يجبه عبد الرحمن، فهو كان معلقا ما بين انفطار قلبه خائبا وانبعاث غضبه مشتعلا.

متى توقفت زياراته لأمه من كونها زيارات؟ متى تحولت إلى جلسات تبادل الاتهامات والعتاب؟

كان قوله عندما واجه أمه: "وصلت فيك تتبلين علي عند الغرب يمه؟"

هذه المرة، بدت أمه متفاجئة بحق من معرفته. أربما لم تتوقع أن يفعل عوض ما فعل ويواجهه هو بدل من دس السموم وراءه؟

لا يهم. المهم أن هذا الوضع يجب ألا يستمر.

هتفت أمه ببؤس: "إنت اللي حديتني على كذا! مو راضي تشوف مصلحتك، مو راضي تشوف إن ذولا اللي ناسبتهم قاعدين يستغلوك!" عادت نبرتها للهدوء، بنبرة ناصحة: "أول شي العم استغلك عشان يحصل شغل في البنك، وبعدها رمى بنت أخوه عليك وتربطك فيهم أكثر.. لعبوا عليك، قلبوك ضدي. أكيد زوجتك ألفت عني كلام لما زرتها.."

كرر، تستوقفه تلك النقطة الأخيرة من اتهامات أمه: "زرتيها؟ إنتي رحتي القرية؟"

بهتت أمه لسؤاله: "ما.. ما قالتلك؟"

ليجيبها: "شادية ما قالت لي شي ولا جابت طاريك بحرف." قال بصرامة يكره أن يوجهها لأمه، لكن صبره نفذ، وخيبته أصبحت سما يتجرعه ببطء: "بقولك مرة ثانية يمه، أنا راضي بشادية، وراضي بعيشتي معها، ولو تزوجتني عشان مصلحة.. ما يهم. أحبها، ولا أقدر أتخيل حياتي بدونها. الله يخليك، ما أبي أنخذل فيك مرة ثانية."

سألته بجمود: "هذا آخر كلامك؟"

ليجيبها بنفس الجمود: "إيه.."

كم كره وصول الحال بهما لهذا السوء.

=
=
=

حاولت أمها إقناعها: "ولد الثامر طيب الأصل وأبوك يعرفه وضامنه، وأنا بصراحة مرتاحة له، ولا وش رأيك؟" استطردت وهي تتنهد بشيء من الحسرة: "صحيح إن كان ودي لو تزوجتي أخو منال، بس خلاص، تزوج والله يستر عليه."

كم تود أسيل أن تسأل أمها: هل استسلمتي بتلك السهولة؟

الغلطة كانت غلطتها هي ومنال. هما من عززا إعجابها بشاهين بمدحهما الدائم له، بتلميحاتهما ونغزاتهما. هما من جدد فيها الأمل مرة بعد أخرى، لتستسلم منال فجأة ومن ثم أمها بعدها.

ماذا عساها تفعل بقلبها الذي يرفض الاستسلام؟ ماذا عساها تواجه المرارة والشعور بالوحدة في حبها هذا؟

كم حسدت أمها ومنال على قدرتهما على النسيان بتلك السهولة. كم حسدت شاهين على جهله بقدره عندها. وكم حسدت تلك الدخيلة! كم حسدتها على قدرتها على كسب الغير، فلا تسمع شكاوي من منال عنها مثل شكاويها عن نسيم. لا ترى من لمار سوى الاستلطاف الكامل لتلك، تبديها عليها حتى!

هل سحرتهم يا ترى؟ أم هنالك تفصيل غفلت عنه؟

(.. ثاني مرة لا تحشري نفسك في أمور ما تخصك..)

من التي حشرت نفسها أولا؟ من التي تدخلت واختطفت ما ليس لها؟

أخيرا أجابت أسيل أمها، نفس الإجابة التي تجيب بها قبل أن تعطي القرار بالرفض: "بفكر يمه.."

=
=
=

صحيح أن زينب فتحت عيونها على واقع إكمال الوليد حياته بزواج ثان إذا انفصلا، لكن أريج كانت من فتح عيونها على احتمالية عدم الحاجة لانتظار الانفصال عنها حتى يفعلها ويرتبط بأخرى. فبمظهره وأخلاقه وحاله الميسور، كان الوليد هدفا مثاليا، خاصة لمن أكن لها الضغينة مثل أريج.

مصادفتها لحسابه في أحد المواقع الاجتماعية عزز فيها هذا الإدراك، فعلى الرغم من عدم تفاعله مع التعليقات الغزلية التي يتلاقاها، إلا أن ذلك لم يخفف من وطأة غيرتها، من فكرة كونه سيتأثر من إحداها.

الأدهى أنها أصبحت تتابع حسابه ذاك بشيء من الهوس، من التعطش لرؤية جوانب أخرى للوليد.

نادرا ما وضع صورا له. معظم مشاركاته كانت تنحصر في سفرياته والمواقف التي صادفته فيها. كان حسابه أشبه بمذكرات رحَّال، وربما هذا ما جعله شعبيا في الوسط الإلكتروني، فتجاربه ونصائحه أفادت سياحا عدة.

كان أبزر القليل في مجموعة صوره الشخصية صورة له وهو ببذلة الطيار شاركها بعد مطالبات متابعين بذلك، ووجدت ترانيم نفسها مشتتة ما بين الإعجاب المنجذب الفاضح، لأن هيئته بالبذلة أكسبته فخامة جذابة تشد بحق، والغيظ الهائج، لأن معظم التعليقات الغزلية التي تلقاها كانت بسبب تلك الصورة.

صورة أخرى شدتها كانت واحدة له ولجلال، والتناقض ما بين اغبرار جلال وإرهاقه البادي عليه والحيوية في الوليد كان مضحكا. كلاهما كانا يبتسمان للكاميرا بإشراق. عنون الوليد الصورة بـ: أول رحلة صيد مع النسيب!

(وجدت ضمن المعلقين أخيها جلال، يعترض بطرافة على الصورة الغير مطرية له، ليرد عليه الوليد بإغاظة أنه هو من أصر أن يأخذا صورة، وعليه تحمل العواقب.)

رؤية ابتسامته في تلك الصورة فطر قلبها، جعلها تدرك كم مضى من وقت لم ترها موجهة إليها، جعلها تغار من جلال، لأنه يستطيع الحصول عليها بينما هي يقابلها البعد والبرود.

=
=
=

جلس شاهين جانبها، يتناول كفها بيد ويكشف عن حرقها بيد أخرى، وعجبا لحالها المتغير، كيف أنها لم تسمح لإنسان بلمسها هكذا، بالاقتراب، بالرؤية. سألها: "ما تظنين أفضل لك تمحين ذا الأثر؟"

ردت منتهى بسكون: "وش الفايدة وهو باقي في الخاطر؟"

أفلت شاهين كفها ليرفع نظرها إليه بدلا عن الحرق: "بس لو انمحى، ما بتتذكرين كل مرة تشوفينه. ما بتكوني مضطرة تخفينه عن عيون الناس.. وشوي شوي، بتنسينه.." أردف يقترح قبل أن ترد: "تعالي معي بكرة، بوريك شي.."

وهكذا في اليوم التالي وجدت منتهى نفسها في عيادة تجميل وأخصائية تتفحص حرقها، تبتسم تطمئنها كلما استشعرت ترددها وتوجسها، لا تستعجلها بالحديث ولا تعلق لتسبب انغلاقها كليا عنها. سألتها فقط عن تعاملها مع الحرق، وماذا فعلت بعد حصولها عليه، لتخبرها منتهى باقتضاب أنها ذهبت لمستوصف.

(كان ذلك بعد هروبها لبيت عمها حامد مباشرة. أخفت أمر الحرق عنه، لا تدري لِمَ، خزي أم اعتزاز أم عدم رغبة في إشفاق أكثر.. لا يهم. أخبرته أنها تريد المستوصف بسبب كدمات من ضرب، وطلبت من عاملي المستوصف إخبار عمها بنفس الشي. كان صعبا، إخفاء أمر الحرق، لكنها في الأخير نجحت، ولسنين، ظل ذاك سرها الموجع، إلى أن اكتشف شاهين أمره عنوة.)

أخبرتها الأخصائية أن حرقها تعافى بشكل مطمئن رغم مظهره، ولن يحتاج لتدخلات جراحية، ووصفت لها كوكبة من المستحضرات الطبية لمعالجته. قالت أنه ربما لن تعود المنطقة لعهدها الأول، لكن النتيجة ستكون أفضل لها بكثير مما تراه حاليا بإذن الله.

لم تدرك بحق حاجتها لشيء كهذا، لم تدرك أنها كانت تحتاج لمحو آخر علامة تُركت فيها من تجربة مؤلمة.

والآن، عندما كشفت عن حرقها وبدأت تدهنه بما وُصف لها من مستحضرات، وجدت راحة نفسية غريبة في حركة يدها على جلدها، تتخيل مسح بقعة عصية عن الزوال بسرعة، لكن تخف شيئا وشيئا مع المسح المُصر الدائم.

(كانت بحق تمضي قدما.)

وجدت نفسها تكرر ما فعل شاهين بها مرة، لكن بجرأة أخفَت، تختار فعلها وهو نائم..

أحنت رأسها لتقبل صدغه بتأني، لتهمس بعدها في أذنه: "شاهين.. مشكور.."

من راحتها استسلمت للنوم، غير مدركة للذي أعثت في دواخله الفوضى والجنون.

=
=
=

لتتأكد وتتبين شكوكها، ذهبت كادي لتجري لها تحليلا بعد زيارة للمار، وحتى إن كانت النتيجة من ضمن الاحتمالات، صدمها التأكيد.

كانت حاملا.

ألهذا كانت مشاعرها وعواطفها في فوضى؟ ألهذا أصبحت حساسة لاتطيق ثقل أخف الأفكار وأهونها؟ أم إن انفجارها كان نتيجة تراكمات ونفي؟

وكيف.. كيف عساها تخبر عبد العزيز بالخبر؟ كيف سيتقبله؟ لا تذكر أنه تكلم عن الأطفال مرة..

تعرف كيف تشعر هي. بالسعادة المتوجسة، منغصة بالشكوك والأسى. أرادت طفلا، لكن لم ترد معرفة الخبر في ظل الوضع الحالي.

كانت لمار أول من أخبرته بالخبر، فهي تعرف مدى سعادتها بكونها خالة، وبهجتها بالخبر ستخفف من وطأة هواجسها بالتأكيد.

لم تخيب لمار ظنونها: "أخيرا بصير خالة يا عالم!"

حاولت كادي تهدئتها بإلحاح: "هدي يا بنت، فضحتينا!"

لم تكترث لمار وتابعت بحماس: "فكرتي بأسماء؟ لأنه عندي مجموعة معتبرة وفخمة! لحظة، خليني أجيب جوالي.."

ضحكت كادي، تخرج من حالة الخجل التي اعترتها لمشاركة الخبر مع شخص: "من جدك حافظة أسامي أطفال فجوالك؟"

لتومئ لمار نعم دون أي حرج: "تحسبا لأخبار مثل ذي، عبقرية مو؟ لي كم سنة أستنى خبر مثل ذا عشان أشارككم بذوقي الحلو. عقبال أسمع من طرف خالي شاهين بعدك!"

ابتسمت كادي بخبث: "وعقبالك فيوم إن شاء الله."

انتابت لمار فجأة نوبة سعال مفاجئة، يمتقع وجهها بالحمرة لدرجة منافسة الطماطم في لونها، تغير من الموضوع بصوت مخنوق: "حضرة الدختور يدري؟"

خمدت ابتسامة كادي عندها: "لا.. ما يدري.."

قطبت لمار حاجبيها، وشاب صوتها القلق: "مع إني فرحانة إنك فكرتي فيني أول.. صار شي؟"

لم ترد الإثقال على أختها، لذا رسمت ابتسامة مُطمئنة على شفتيها: "لا، لا.. بس هو سافر قبل لا أقوله. وما ينفع أقوله عالجوال."

لتبتسم لمار بدورها تغيظها: "يعني الشوق عامل عمايله فيك؟"

ضحكت، لتجيب بصدق، مضى يوم واحد وهاهي تذوب شوقا. أهذا ما يفعله الحب بالشخص؟ هذا الضعف؟: "إيه.."

بدت لمار متفاجئة من اعترافها، ولا عجب، فآخر عهدها بها كان الرفض لمفهوم الحب وواقعه.

لا تدري الصغيرة أن الكثير قد تغير.

انتهى البارتان..~

 
 

 

عرض البوم صور الفيورا  
قديم 31-03-18, 10:01 PM   المشاركة رقم: 238
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
متميزة الابداع


البيانات
التسجيل: Jun 2015
العضوية: 296904
المشاركات: 655
الجنس أنثى
معدل التقييم: امال العيد عضو جوهرة التقييمامال العيد عضو جوهرة التقييمامال العيد عضو جوهرة التقييمامال العيد عضو جوهرة التقييمامال العيد عضو جوهرة التقييمامال العيد عضو جوهرة التقييمامال العيد عضو جوهرة التقييمامال العيد عضو جوهرة التقييمامال العيد عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1266

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
امال العيد غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : الفيورا المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: الأرواح تحت الأقنعة بقلمي / الفيورا

 

رووووعة والله كنت مشتاقة لقلمك ادخل الصفحة أكثر من مره في اليوم 😂


بس ابي اقول لنواف جعله تطيح بين يدين شاهين لأن شكله م أخذت العبره

والا ترانيم يا اختي حسي شوي ع دمك وعدلي وضعك مع زوجك فوق م انتي غلطان مو معترفه بغلطك من الأساس

كادي هذا جزاه الرجال لكن نعذرك نقول تأثير الحمل ع هرموناتك وفوقها غيرتك عليه يعني إن شاء الله تتعدل اوضاعكم عما قريب

منتهى وشاهين قلوب قلوب 😍 م يحتاج اتكلم عنهم فديتهم ناس عاقلة

أخيرا عرف عبدالرحمن في مخططات أمه من وراه وليتها تستوعب لكن غاسله يدي منها

غالية والله إنها ذيبة عليها مخططات صح

لامارا وجلال منتظرتهم بكل حب ثنائي يبرد الخاطر من بعد منتهى وشاهين

والا اسيل جعلك تتزوجين وتفكينا لكن شكل برأسها شي ثاني الله يستر منها

يعطيك العافية الفيورا وربي يفرجها عليكم ويسر لكم أموركم ويكتب لكم الخير ويرضيكم فيه ويوفقك في دراستك يارب

 
 

 

عرض البوم صور امال العيد  
قديم 31-03-18, 11:10 PM   المشاركة رقم: 239
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
قارئة مميزة


البيانات
التسجيل: Jan 2016
العضوية: 308877
المشاركات: 164
الجنس أنثى
معدل التقييم: Maysan عضو على طريق الابداعMaysan عضو على طريق الابداعMaysan عضو على طريق الابداعMaysan عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 391

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
Maysan غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : الفيورا المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: الأرواح تحت الأقنعة بقلمي / الفيورا

 

الفي ربي يسعدك واخيييرا تطمنا عليك وربي قلقت عليك .. الحمدلله انك بخير وصحه وعافيه .. وربي فرحت لما ناظرت البارت بمكان آخر وعرفت انك دخلتي .. ابشري من عيوني بإذن الله ماانساك انت واهلك من دعواتي .. ربي يفرج همكم ويشرح صدروكم وينفس كربكم وييسر اموركم ..

لي عوده بإذن الله بعد القراءه ..

 
 

 

عرض البوم صور Maysan  
قديم 31-03-18, 11:30 PM   المشاركة رقم: 240
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Oct 2015
العضوية: 305275
المشاركات: 51
الجنس أنثى
معدل التقييم: د ا ن ة عضو له عدد لاباس به من النقاطد ا ن ة عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 128

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
د ا ن ة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : الفيورا المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: الأرواح تحت الأقنعة بقلمي / الفيورا

 

بااااارت يثلج الصدر

بااارت فيه كميةة مشاااعر واحاسيس وغيرة 👌😍

لا تتأخري علينا مثل هالمره 🌷

 
 

 

عرض البوم صور د ا ن ة  
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الأرواح, الأقنعة
facebook




جديد مواضيع قسم الروايات المغلقة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t205440.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Untitled document This thread Refback 11-12-17 04:58 PM
Untitled document This thread Refback 09-12-17 07:17 PM


الساعة الآن 11:52 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية