لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
التسجيل مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء


نامي فقد حل الظلام نامي ولاتنسي لقائي في المنام إن الوصال محرم والحلم ليس به حرام

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته كيف حالكم يا آل ليلاس؟ وأخيرًا نزلت روايتي وانا كلي رجاء إنها تعجبكم نزلت دي الرواية في منتديات أخرى بس ما لقيت التفاعل

إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-11-17, 08:42 PM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Nov 2017
العضوية: 327759
المشاركات: 55
الجنس أنثى
معدل التقييم: شقى الماضي عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 63

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
شقى الماضي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي نامي فقد حل الظلام نامي ولاتنسي لقائي في المنام إن الوصال محرم والحلم ليس به حرام

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيف حالكم يا آل ليلاس؟

وأخيرًا نزلت روايتي
وانا كلي رجاء إنها تعجبكم

نزلت دي الرواية في منتديات أخرى بس ما لقيت التفاعل اللي أنا أبغاه
واليوم عرفت عن دا المنتدى وبإذن الله الاقي تفاعل

ما أسمح لأي أحد ينقل الرواية دون ذكر أسمي.. أو إنه ينسبها لنفسها
وأنا راح أكون خصمه يوم القيامة، لأنو في النهاية دي الرواية تعبت عليها
وما أرضى أحد ينسبها لنفسه وهو ما تعب فيها أبدا

ودحين أسيبكم مع الفصل الاول
بعنوان "مجرد بداية"

وهي مجرد بداية تعريفية لـ بعض شخصيات الرواية.. وبالفصول القادمة بإذن الله حتنعمق فيهم

قــــــــــــــــراءة مــــــــــــمـــــــــــتــــــــــــعــــــــــــــة

 
 

 

عرض البوم صور شقى الماضي   رد مع اقتباس

قديم 12-11-17, 08:46 PM   المشاركة رقم: 2
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Nov 2017
العضوية: 327759
المشاركات: 55
الجنس أنثى
معدل التقييم: شقى الماضي عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 63

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
شقى الماضي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : شقى الماضي المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: نامي فقد حل الظلام نامي ولاتنسي لقائي في المنام إن الوصال محرم والحلم ليس به حرام

 

لمحة من الماضي..
قبل 19 سنة، تركيا.. إسطنبول

جالس على الكرسي يطالع في ملامحها اللي كانت دووم تفتنه وخصلات شعرها الكستنائية تتحرك مع نسمات الهوا اللطيفة، يعشقها وبجنون.. دخلت في حياته بدون أي مقدمات، حياته التعيسة تغيرت من لما شافها، صار يحس إن وجوده له معنى، فيه شخص يهتم له.. شخص يحبه.. شخص مستعد يضحي عشانه وما راح يتركه في يوم!

طالعت فيه لما حست بنظراته، ابتسمت بحياء وخدودها حمرت وهي تقول: مشعل، لا تنظر إليّ هكذا.

مشعل بهيمان وهو يطالع في عيونها اللي بلون البحر الصافي: إن لم أنظر إليكِ هكذا كيف سأنظر؟ إنني لا أستطيع الشبع من تأملك يا ذات الوجه الملائكي.

بلعت ريقها بتوتر وهي تعبث بطرف كمها.. سنة كاملة وهي معاه، عشقته بكل تفاصيله.. السيئة والحسنة، ما تقدر تتخيل يوم يمر من دونه، صار حاجة أساسية في حياتها وما تقدر تتخلا عنها، هم من بلدين مختلفين ولغة مختلفة، عادات مختلفه وأفكار مختلفة، بس قدروا يكونوا مع بعض رغم كل اختلافاتهم، هو قدر يتفهم بيئتها المتفتحة، وهي تفهمت غيرته عليها بس عمره ما جبرها على ترك شي تعودت عليه!

رفع يده لوجهها ورجع خصلات شعرها ورا إذنها وبصوته اللي يبعث الدفا لأعماقها: أتمنى من كل قلبي أن أمضي ما تبقى من حياتي معك.

طالعت فيه ودقات قلبها زادت كأنها عرفت إيش راح يقول

دخل يده بجيب جاكيته.. خرج علبة سوداء صغيرة وفتحها: دينيز، أتقبلين الزواج بي؟

طالعت في الخاتم اللي بوسط العلبة بعيون مليانه دموع وتكلمت بصوت متأثر: مــشــعــل!

طالع فيها بكل حب، قعد أسابيع عشان يفاتحها بالموضوع بس ما قدر بسبب تردده، بس خلاص تأكد إنه يعشقها وبجنون، سنة كاملة كانت كفيلة لتثبت هالشيء: أريدك أن تكوني زوجتي، وأن نكون تحت سقف واحد، وتنجبين لي طفلة مثلك تمامًا يا ذات وجه ملائكي.

سكتت لفترة قصيرة وعيونها تتنقل ما بين ملامح وجهه والخاتم، تبا تنطق بـ نعم.. بس تحس كل شي خانها، تحس صوتها انبح من الفرحة وعدم تصديقها، مالت بجسمها عليه وضمته وهي تقول بهمس مسموع: نعم.. أقبل بأن أكون زوجتك حتى الممات.

بلع ريقه بتوتر وهو يحس بحرارة تسري بجسده، هذا أكثر شيء يخاف منه.. يخاف من مشاعره المجنونة والمندفعة لما تقرب منه بهالشكل، يخاف يسوي الغلط.. ويندموا اثنيناتهم، يمكن هي تشوفها حركة أقل من عادية وممكن تحضن صديقها، بس هو لا، ما يفكر كذا، ما تعود على كذا، ولـ هالسبب قرر يعرض عليها الزواج، لتدخل علاقتهم هذي في إطار الزواج.. بعدها ما راح يخاف من أي شي!



"الفصل الأول"
"مجرد بداية"



في الوقت الحالي..
عروس البحر الأحمر.. جدة

جالس في كرسي طاولة الطعام، حاط يده على ذقنه وغارق بأفكاره.. صحى من سرحانه على أكثر صوت يعشقه في هالحياة: بابا.. ها ايش رأيك في الكلام اللي قلتو؟

رفعت عيونه لها وقال: ايش قلتي؟

تنهدت بأسى: يا ربي منك، نفسي أعرف في ايش تفكر، المهم ما علينا كنت أقول، ليه ما تعيش عمتي ندى عندنا..، شافت ملامح وجهه تغيرت فكملت بسرعة: يعني.. أمم حرام تعيش في عمارة قديمة وعندنا فيلا كبيرة.. ما فيها غير عمي عبد العزيز وستو هدى واحنا.

أخذ نفس عميق: كلمت عمتك قبل كدا.. مارضيت وما حترضى.. وعاد تعرفي أبوكِ ما يحب يجري ورا أحد.

طالعت فيه وهي مو مقتنعه بكلامه: دحين سارت عمتي أي أحد، أظن إنو هيا أكتر وحدة لازم تجري وراها، يعني حاول معاها دي المرة، ازا رفضت أوعدك إني ما حكلمك في دا الموضوع مرة تانية.

حرك رأسه بالنفي وكمل أكله: تغريد ما أقدر، أسويلك كل شي تبيه الا دا الشي.

تغريد قطبت حواجبها: بابا، صراحة انا مليت من البيت دا، دايما فاضي وانا لما ارجع من المدرسة أكون لحالي، إنتا تكون في مستشفتك.. وعمي عبد العزيز يكون برضو معاك، وستو هدى تكون نايمة، وانتو لما ترجعوا تكونوا تعبانين، محد فيكم متفرغلي!!

أبوها: عندك بتول، أبوها صاحبي.. وهيا صاحبتك، بيتهم قدامنا تروحيلهم وقت ما تبي.

طالعت في عيونه ودموعها بدت تملي عيونها، نزلتهم بسرعه وبزعل: بس عمتي حتكون غير، هيا وبنتها وولدها الصغير، طول عمري وأنا أتمنى يكون عندي عمة، الله يخليك حاول فيها اخر مرة عشاني بس!

حرك رأسه بقلة حيلة، تعرف إنه ما يقدر على دموعها، ما يحب يشوفهم وهي أغلى ما عنده: طيب.. عشانك بس!

ابتسمت بفرح وقامت من محلها، راحت عنده وباست خده بحب: يااااه فديتك يا أحلى مشعل في الدنيا.

تكلم بجدية مصطنعه وهو يكتم ضحكته: يا بنت قولي يا أحلى بابا في الدنيا.. أبغا شوية بر.

.
.
.
.


وقف قدام وحدة من الشقق، أخذ نفس ومد يده ليضغط على الجرس، انتظر ثواني وبعدها جاء له صوتها: ميـــن إنتا؟

مشعل بهدوء: أنا مشعل.. إنتي ميس؟

…:إيوه أنا ميس.. انتا ليش جاي هنا؟ ما سمعت إيش قالتلك ماما؟ قالت ما تبا تشوفك!

قطب حواجبه وجاء بيرد بس سمع صوت ندى وهي تعاتبها على كلامها، وبعدها فتحت له الباب، رفعت عيونها له وبهدوء: معليش.. خدها على قد عقلها.

ناظر فيها وما تكلم كلمة، وجهها شاحب، عيونها فقدت لمعتها، مين هذي؟ مستحيل تكون نفسها ندى، أستغربت من نظراته وأرتبكت، بعدت عن الباب: يلا أدخل لا توقف كدا.

دخل وهي سكرت الباب ولفت له: غريبة دي الزيارة مو من عادتك!

أخذ نفس نفس وطالع فيها: بكلمك في موضوع، تنهد وبدون مقدمات: تعالي.. تعالي بيتي يا ندى.

ابتسمت بسخرية: دحين دا هوا موضوعك؟ برأيي جيّتك هنا على الفاضي، خسرت بنزين سيارتك.. وضيعت وقتك الثمين، قلتلك قبل كدا يا مشعل.. فينك من أول.. ليش ما جيتني وقت كنت احتاجك من جد، إنتا جيتني وتأخرت.. مره تأخرت أستنيتك سنين ولا جيت، كملت حياتك برا ونسيتني..، فتحت باب الشقة ولفت له: لا تجي تاني مرة هنا ازا كان دا موضوعك.

خرج من الشقة بدون ما يتكلم ونزل من الدرج بسرعه، عارف إيش بيكون ردها ليش أنصدم كذا؟ حاس قلبه يحرقه من كلامها.. قاسية بس ما يلومها، ما عنده الحق لـ يلومها، ما يقدر ينكر إنه وده تكون في بيته وتحت عيونه، بس هي ما تبي، ما يقدر يجبرها، يجبرها بعد غياب دام سنين!!

وأما عند ندى، رفعت يدها لخدها ومسحت دمعتها، بتحاول ما تبكي وتكون قوية، سنين لحالها عانت وما سأل عنها في يوم، سندت رأسها على الباب وراح بالها لماضي بعيد، في الوقت اللي أتخلى عنها!


قبل 22 سنة!

قفل شنطة سيارة التاكسي بعد ما حط أغراضه فيها، اعتدل بوقفته ورفع عيونه للفيلا يشوفها لآخر مره في حياته، أنتبه لها وهي واقفة عند الباب بلبس خفيف وبالي يادوب يغطي جسدها الصغير، ملامح وجهها حزينه.. مكسورة لفراقه، فتح ذراعيه يناديها لـ تدفن نفسها في حضنه

ركضت ناحيته بأقدامها الحافية ورمت نفسها في صدره، أعتلت شهقاتها وصوت بكاها اللي يوجعه، تكلمت بصوت طفلة ما تعدت الـ 12 سنة: مــشـ..ــعـــل لا تروح وتـسـيــ.ــبـــنـي عـنـدهم، نـا..صـر وهــدى يـكـرهـونـي، الله يــخـ.ـلــيــك أقـعـد عــشــا..نــي.

مرر يده على شعرها القصير وهو يشدها له أكثــر بدون ما ينطق بكلمه

سائـق التاكسي نطق بتذمر وهو يضغط على بوري السيارة: لـو سمحت ممكن تستعجل شويا، ترا المطار بعيد من هنا.

أرخى مسكته من عليها وبعدها عن حضنه شوي، حاوط وجهها بيدينه وبنبره حازمة: ندى توعديني انك تكوني قوية قدام ناصر وهدى حتى لو رحت؟

رجفت شفاتها وزادت دموعها: لا تـ.ـروح!! لا تسيـ.ـبني عـنـد..هـم.

قرب منها وباس جبينها بعمق: أنا آسف، بس أوعدك إني حجي عشان أشيلك من دا الجحيم.

ابتعد عنها ومشى للسياره بخطوات متسارعه، يتجاهل وجع قلبه من صراخها باسمه الممزوج بشهقاتها وصوتها الباكي، تترجاه عشان ما يروح ولا يبعد عنها!!
** ** ** ** **


بعد مرور شهرين ونصف من الوقت الحاضر

خرجت من غرفتها بفستانها المدرسي ونزلت الدرج متجهة ناحية غرفة الطعام، ابتسمت وهي تشوفه جالس ينتظرها على الفطور: صباح الخير.

رفع عيونه نحوها وبحنان: صباح النور والسرور بشوفة بنتي الحبيبة.

باست رأسه وجلست بجانبه: الله يخليك ليا يالغالي، معليش عذبتك معايا أمس..، وبحرج: حسيت نفسي كأني طفلة.

قرص أنفها بخفة وهو يضحك: طيب انتي طفلة في عيوني مهما كبرتي، وعاد أمس ذكرتيني بـ أيام زمان، كنتي معذبتني مررره.

تغريد: هههههههههههههههه الله يسامحك يا بابا مدري اللي كان معذب مين، بس في النهاية كانت أيام حلوه ما أنساها.

بلعت غصتها وهي تسمع ضحكهم اللي وصل لمسامعها، دخلت للغرفة وهي ترسم ملامح الجمود على وجهها، حقد كبير بداخلها اتجاهه هو بالذات، لأنه حرمها من أبوها، حرمها المواقف اللطيفة معه، وتحسد بنته على الحنان اللي تأخذه منه، وهي إنحرمت من حنان أبوها، سحبت كرسي وجلست عليه بهدوء، سمعت صوته يكلمها: ميس، فين ندى.

ميس تكلمت بدون نفس: مدري.

ما علّق بأي كلمة وكلها ثواني حتى تدخل بهدوء وهي ماسكة ولدها من يده: انا جيت، كنت بغير ملابس عبودي.

جلست بجانب بنتها وولدها بحضنها الكل سمّى بالله وبدأوا يأكلوا، وندى رفعت عيونها له كأنها تذكرت شيء: مشعل، اليوم ميس حتداوم في مدرسة تغريد خلاص؟

هز رأسه بالإيجاب: آههم، والمريول انا وتغريد رحنا وأشتريناه مره وحدة.

رفعت رأسها ناحيتهم وبصدمة: إيـــــش! نقلتوني بدون رضايا، بدون ما ادري؟

مشعل بـ برود وهو يكمل أكله: مو لازم تدري، وانا نقلتك عشان أوصلكم وأخدكم انتي وبنتي مره وحده..، كمل بنبره آمره: خدي من تغريد المريول وغيري اللي لابستو بسرعه.

قامت من الكرسي وضربت الطاولة بـ غضب: الــســـواقـــيـــن مــالــيـــن الـــبــــيـــت، يـــقـــدروا يـــاخــدونــي مــن مـــدرســـتــي الـــقـــديـــمــة حــتــى لــــو بــعــيــده، مــو انــتــا الــلــي تــقــرر عــنــي مــالــك حــق يــا مــشـعــل.

ندى بحده: إحترمي خالك يا بنت، بلا قلة حيا!

ميس وهي على نفس حالها: وإنــتــوا خـلـيـتـوا فـيــا أحــتــرام؟

ناظرها بـ برود ولا مبالاه لصراخها وهي تخرج من الغرفة، جت تقوم وتلحقها بس وقفها صوته الحازم: ندى سيبيها، حتصرخ وتبكي ونضيع وقتنا عليها، وأصلا عارفين ليش معصبه كدا تبغا تشوف لؤي..، أخذ نفس وكمل بهدوء: الله يهديها.

ندى من أعماق قلبها: آميــــن.

تغريد كانت تتابع اللي صار بصمت، خلاص شي تعودت عليه، يجتمعوا في طاولة الطعام وبعدين ميس تعصب على أي سبب وتطلع، تعودت على نكدها، أكثر حاجه ندمت عليه إنها تمنت عمتها تعيش عندها، من لما جات والمشاكل ما تخلص.. يا من طليقها أو من ميس، وكل هذا تشوفه يأثر على أبوها وراحته.. زفرت بخفة وكملت أكلها وهي تتمنى كل شي يرجع مثل قبل
** ** ** ** **


دخلت غرفتها وشافتها دافنه نفسها بالسرير وتشهق من البكاء، قطبت حواجبها على حالها، معقوله كل هالبكاء عشانه؟ عشان الشخص اللي تعذبت منه وما أحترمها وذاقت أنواع الذل والإهانة عنده، جلست على طرف السرير وبهدوء: ميــس بنتي.. مسحي دموعك وغيري ملابسك، شوفي خالك ما قصر دخلك في أحسن مدارس جده، إش تبي بهديك المدرسة.

عدلت جلستها وهي تمسح دموعها وتكلمت بحقد: إنتوا تسوو كدا عشان تبعدوني عن بابا صح؟ هزت رأسها بالايجاب بحرقه: بابا كان صادق يوم كان يقولي إنو انتي تكرهيني، كل شيء تسويه بكيفك، ما أهمك اللا نفسك.

ندى تكلمت بصوت شبه هامس وهي مصدومة من كل كلمة خرجت من فم بنتها: ميـس أش دا الكلام؟ عيـب عليكِ والله..، قامت من السرير وبصوت هادي تخفي فيه حسرتها: يلا بسرعه سوي اللي قلتلك عليه، لا تتعبيني وتتعبي خالك.
** ** ** ** **


دخلت السيارّة بـ وجهة عابس عكس مرح أخوها وأبتسامة تغريد، ثلاثتهم منتظرين مشعل يخرج من الفيلا


داخل الفيلا

واقف بالمدخل منتظر ندى تجيب فطور عبد الله اللي ياكله بالفسحة، كلها ثواني وجات ندى ومعها علبة صغيره فيها فطوره وأخذها: متأكده انك ما تبي تروحي مع ميس للمدرسه، عادي تقعدي لحالك؟

ندى بـ ابتسامه باهته: لا لا في تغريد وأدري انها ما حتقصر وتكون معاها طول الوقت، وأصلا ميس ما تباني..!!

أخذ نفس عميق: الله يصبرنا على دي البنت.

ندى بنبره بان فيها الألم: مشعل، إحنا أكيد مضيقين عليك، كملت ببعثره: غلطت لما جينا عندك يا أخويا.

قطب حواجبه من كلامها اللي مو عاجبه وبنبرة جادة: دآ الموضوع مقفل وما ينفتح تاني مرا يا ندى أوكي..؟

نزلت راسها: أنا آسفه، بس..

قاطعها بـ إصرار: بدون بس، وعلى فكرة بعد يومين موعدك مع الدكتورة النفسية وانا حوصلك.

رفعت راسها وناظرت عيونه وبضيق حاولت تخفيه: طيب.. بس مو عندك دوام؟

مشعل بـ ابتسامه: لا عادي هداك الوقت حخرج وأوديكِ.
** ** ** ** **


داخل مستشفى متواضعة، كان في الطابق الأرضي متوجه ناحية الاصنصير لـ يدخله، ضغط على آخر طابق حيث يوجد مكتبة، الحين يقدر يكمل أعماله بعدما تفقد أحوال المرضى والموظفين فهو ما يحب يكون في مستشفاه الخاص أي نقص أو شكوى، لأنه قبل ما يضر أسمه وسمعته اللي تعب عليهم يضر المرضى والناس الواثقة منه

وقف سكرتيره بـ ابتسامة لما شافه: دكتور.. دكتور عبد العزيز جوا المكتب.

مشعل إلتفت له بـ إستغراب: جوا المكتب؟ متأكد سلطان؟

سلطان: إيوه.

رجّع نظره لباب المكتب وصار يمشي ناحيته، دخل وشافه جالس ينتظره: السلام عليكم.

بـ ابتسامة واسعه قام من الكرسي متوجه له حتى يوقف قباله ومد يده: وعليكم السلام.

تعداه بتجاهل تام ومقصود لـ يده الممدودة، جلس على كرسي مكتبه وسأله: إيوه.. كيف كانت إجازتك اللي أخدتها من عندك؟

لف له وبقهر من حركته: كدا الأخوان يسلموا على بعض؟

مشعل: تدري انو حينخصم من راتبك النص؟

عبد العزيز:طيب تدري انو تصرفك زي البزورة؟ مو واحد حيخش الاربعين بعد كم شهر!

مشعل ببرود: ليه تجاوب سؤالي بـ سؤال؟

حرك رأسه بقلة حيلة ومشى للكرسي وجلس عليه: سارت لي ظروف! وكنت مضطر اغيب دي المدة كلها..، سكت شوي وبعدها قال بتردد: كيف حالها؟ شافه يطالع فيه بـ استغراب، فوضح له: أممم.. ندى ندى، كيف حالها.

ظهرت على ملامحه أثار الفهم وبهدوء: الحمد لله بخير.

عبد العزيز: أبغا أشوفها لازم أكلمها.

مشعل طالع فيه بسخريه: تشوفها؟ طيب لو أقولك انها ما تبا تشوفك؟ ولا تسمع صوتك!

عبد العزيز: ما يسير كدا انا أخوها لازم أكلمها.. وبرجاء: الله يخليك يا مشعل.. حاول فيها أكلمها وأشرحلها أسبابي، صدقني حتسامحني.

مشعل ببرود: طيب هيا تكرهك وما تعتبرك أخوها! ما أقدر أجبرها على شي ما تباه، ما أبغا أفقد ثقتها بعد ما كسبتها بصعوبة.

أخذ نفس وهو يحاول يتحمل كلماته القاسية وبنبرة موجوعة: هيا كدا بتظلمني، سامحتـك إنتا وكرهتني، ريحتك من تأنيب الضمير يا مشعل وأنا...

قاطعة بنبرة حاده شوي: عبد العزيز لا تقارن نفسك بيا، وهو يهز رأسه بالنفي: إنتا ما عشت نفس اللي عشناه أنا وندى.

عبد العزيز بنفس نبرته: بس اللي عشتوه مو بسببي.

مشعل بـ لا مبالاة: مو مشكلتي.. خلاص يا عزيز، ندى ما تبغاك، ما تبا تسمع حتى أسمك.. يعني أجبرها إنها تكلمك مثلا؟!

ما تكلم بكلمه، اكتفى بنظرة غريبة ما فهم معناها، وبعدها خرج من الغرفة
** ** ** ** **


في مدرسة تجمع بين بنات المتوسط والثانوي

…:طيب هيا دحين فينها؟

تكلمت بـ عدم إهتمام وهي ترتب شعرها: مدري عنهآ، تلاقيها اتصاحبت مع بنات..،
لفت لها وكملت: بليز بتول لا تجيبلي سيرتهآ.

بتول: صراحه انتي مرا بطاله، دي بنت عمتك ما يسير تقولي كدا.

تغريد بـ تسليك: طيب طيب.. لما هيا تسير طيبه انا ابطل شر..، شيّكت على ساعتها الملتفة حول معصمهآ النحيل: اوف، أتأخرت وعليا أبلة هاجر.

بتول ضحكت بشماته: اوووه الله يعينكم، وربي بس درستنا حصتين الترم اللي فات وكرهت عمري صوتها خرقلي اذني.

تغريد طالعت فيها بحقد: انتي بس سيري سنة تالت وداك الوقت اتشمت فيكِ وانا رايحة للجامعه.

بتول ضحكت أكثر على شكلها: أقول يلا روحي لا تهزأك بس.

ناظرتها بعدم أهتمام وطلعت للدور الثاني ودخلت لأحد الصفوف، ناظرتها المعلمة ورجعت تعبث بالوراق اللي كانت بالطاوله، ابتسمت براحة لأنها ما تكلمت، ما تحب أحد يتفلسف عليها ويهزأها، وأصلا ما توقعت انها تتهزأ من بداية الترم الثاني، حست بنظرات شخص تتسلط عليها، ناظرتها وشافت بنت تبتسم لها فـ ردت لها الابتسامة وجلست بمحلها.

أما هي فكانت تناظرها من بعيد، تبي تتعرف عليها وتكون صديقه مقربة منها، من أول تحاول وتحاول وهذي فرصتها، تشوفها شخصية متواضعه وحبوبه وإبتسامتها ما تفارقها، وأخيرا إجتمعوا بفصل واحد، قامت من كرسيها وصارت تتوجه نحوها، وقفت عندها، وفجأة توترت وانخرست ما عرفت إيش تقول.

رفعت رأسها لما حست بها، حركت نفسها وطالعت فيها بـ أستغراب من سكوتها: تبي حاجه؟

حكت شعرها: اءء.. إيوه، مدت يدها بـ إبتسامة: أنا جود.

مدت يدها وصافحتها وهي مبتسمة: وأنا تغريد.

جود: عادي أجلس على الكرسي اللي جنبك؟

تغريد بـ تأكيد وابتسامتها ما زالت على شفاتها: ايوه ايوه عادي.

جود: فيـن صحبتك بتول غريبه أول مره أشوفك بدونها؟

تغريد بضحكة: تعرفي بتول وما تدري انها سنة تاني ثنوي مو تالت، إلا بسألك.. إنتي جديده بالمدرسة.

هزّت رأسها بالنفي: لا جيت في أولى ثنوي.

تغريد: أمــا! غريبه أول مره أشوفك.

جود ضحكت على شكلها المتعجب: لالالا.. أكيد شفتيني قبل كدا بس ما تتذكريني.

تغريد بتفكير: يمكن.

مرت الدقايق وهم مندمجين بالكلام مع بعض كأنهم يعرفوا بعض من أول، قاطعهم الجرس معلن إنتهاء الحصه

جود: أووه ما حسيت بالوقت! طيب أصبري ممكن سنابك أو أنستقرامك..، حست بـ أن وجهها أنقلب فكملت بسرعة: بس اذا ما تبي مو لازم تعطيني.

تغريد بحرج: لالا مو كدا بس انا ما عندي لا سناب تشات ولا إنستقرام.

جود: ليه أبوكِ ما يرضى؟

تغريد بـ إندفاع: لا وي بابا مو كدا.. انا مو حابة اني أسوي حسابات، بس عندي واتساب أذا تبي أعطيكِ رقمي.

هزت رأسها بالموافقه: أوكي أعطيني رقمك.

تغريد: حلو خليني أطلع ورقه أكتبلك رقمي.

طلعت الورقه وكتبت رقمها، مدتها لها وابتسمت: بكلمك اليوم إن شاء الله.
** ** ** ** **


بالليل

كان في إحدى الكافيهات وبيده لَيْ الشيشة يشفط منها وينفث الدخان، خرج من جيب بنطاله الجوال وأتصل على وحدة من الارقام المسجلة عنده، أنتظر كم ثانية وبعدها رد: السلام عليكم، دي عيادة الدكتورة النفسية سمر؟

الطرف الثاني: إيوه هادي عيادتها.

…:أبغاكِ تحجزيلي أقرب موعد عند الدكتورة.

…:طيب أستنا لو سمحت ثواني بس.. وبعد فترة قصيرة: أقرب موعد بكرا يوم الثلاثاء الساعة ثمانية بالعشاء.

…:طيب حلو.. أحجزيلي بأسم عبد العزيز ناصر نجم الدين.


**


نهاية الفصل الأول..

أتمنى رأيكم في الرواية كبداية، توقعاتكم للأحداث والشخصيات
وأتقبل جميع انتقاداتكم بصدر رحب

 
 

 

عرض البوم صور شقى الماضي   رد مع اقتباس
قديم 14-11-17, 08:45 PM   المشاركة رقم: 3
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Nov 2017
العضوية: 327759
المشاركات: 55
الجنس أنثى
معدل التقييم: شقى الماضي عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 63

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
شقى الماضي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : شقى الماضي المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: نامي فقد حل الظلام نامي ولاتنسي لقائي في المنام إن الوصال محرم والحلم ليس به حرام

 

نزلت آخر درجتين من درج المدرسة بخطوات سريعه وهي تتعدى تغريد وجود: يلا يا بنات أنا حروح أكيد جات سيارتي.

تغريد مسكت يدها وسحبتها بخفه: يا هو بدري ليش مستعجله أول مره أشوفك كدا.

بتول طالعت فيها: فارس اللي حياخدني دي المرة مو السواق.

تجمدت ملامحها من سمعت اسمه، فكت يدها وببرود: أهااا.

حست بها فتضايقت منها بس سكتت لأنها ما تبا تتكلم قدام جود

تكلمت جود وهي مو حاسة باللي صاير: أنا اللي دايما ياخدني اخويا، يدرس في المبنى التاني للأولاد.

تغريد طالعت فيها: أخوكِ يدرس في نفس المدرسة.

جود بابتسامه: اخويا التوأم.

بتول شهقت: يا حيوانه ما قد قلتيلي انو عندك توأم.

تغريد طاحت عيونها على ميس، جالسه على وحده من الكراسي وواضحه العصبية من هزة رجولها ووجهها المحمر

بتول طالعت في نفس المكان اللي تطالع فيه وفهمتها: أوه غريبة ما راحت مو الفروض المتوسط اليوم يخرجوا من الساعة وحده ونص.

تغريد ولزالت عيونها عليها: إيوه.. شكلو بابا نسي وتأخر عليها.. وهي تمشي ناحيتها: بروح اكلمها.

مشوا ناحيتها لين وصلوا عندها فتكلمت تغريد: ميس ما رحتي.. بابا ما جا؟!

رفعت عيونها لها وبعصبية: يعني إنتي إش شايفه، أبوكِ أتأخر عليا أكتر من ساعه.

تغريد ناظرت بتول بمعنى: شفتي كيف أسلوبها؟ أخذت نفس وناظرتها: طيب يلا ألبسي عبايتك أكيد بابا جا.

خرجت عبايتها من شنطتها وصارت تتمتم لنفسها: أكيد حيكون برا مو إنتي خلصتي وأنا أتحرق في الشمس دي.

سمعتها بس طنشتها، وصارت تلبس عبايتها بدورها، بتول قربت منهم: وأنا رايحه كمان… مع السلامة.

تغريد بـ ابتسامه: سلام.. أشوفك بكرا.

جود: وانا كمان بروح اكيد اخويا جا.



"الفصل الثاني"
"ماضي مؤلم"



بعد شوي..

دخلت السيارة وراء تغريد تكلمت بحده موجهة كلامها لـ مشعل: الـسـاعــه كـــم؟!

رفع حاجبه على نبرتها: الساعة تلاته!

ميس وبنفس نبرتها: يـوم الاثـنـيـن والـثـلاثـاء أخـرج الـسـاعـه وحـده ونــص، لا تـتـأخـر عـلـيـا بـكـرا زي الـيـوم ولا خـلـي الـسـواق يـاخـدنـي!

مشعل حرك السيارة وهو يجاريها: إن شاء الله مدام ميس.

تنرفزت من بروده وكلمة "مدام" زفرت بقهر ولفت وجهها لـ نافذة السيارة
** ** ** ** **


العصر..

نزل من جناحه الخاص بخطوات هادية وثابته، مشى لوحده من الغرف وطرق الباب عدة مرات حتى سمع صوتها وهي تسمح له بالدخول، دخل للغرفه وشافها تمسح وجهها بفوطة وشعرها مبلل: ندى.. حنروح للدكتورة اشبك ما اتجهزتي.

نزلت فوطتها وهي تشتت عيونها عنه وبتردد: لازم أروح؟ طالعت في ملامحه وبسرعه: ما أحس نفسي مرتاحه يا مشعل، عكس اللي قلتلي هوا.

مشعل اقترب منها بهدوء وهو يحط يدها على خدها وبنبرة دافية.. مريحه: ما ابا أجبرك على شي، بس لازم تكملي عند الدكتورة، في أول الجلسات إحساسك بالضيق يكون طبيعي، كان نفس إحساسي.. بس سرعان ما يتبدل بالراحة، شوية شوية تحسي بالثقل يخف لين ما يروح، صدقيني يا أختي ما حتندمي.

فرت دمعه على خدها، اشتاقت حيل لكلامه الحنون وخوفه عليها، بعدت عنه ومسحت دمعتها بارتباك: معليش، ما حسيت على نفسي.

مد لها علبة المنديل من التسريحة لتأخذه وبنبرة هادية: تاني مره لا تنكسفي تنزلي دموعك قدام أخوكِ الكبير، لأني أنا اللي كنت دايما أمسحهم..، أخذ نفس عميق وكمل: يلا أستناكِ تحت.


بعد نصف ساعة.. بالعيادة النفسية

جلست على الكرسي المقابل للدكتورة رافعه عيونها لها تتأمل ملامحها، ملامحها تدل بأنها إنسانه طيبة ومريحه، ما تقدر تنكر هالشي، بس لاتزال تحس بالضيق، وهالضيق مو راضي ينفك عنها

الدكتورة بابتسامة هادية: ندى.. كيف حالك اليوم؟

ندى بهدوء يغلب عليه الكآبة، والحزن من نبرة صوتها: الحمد لله.

الدكتورة: طيب حلو، كيف تبينا نبدا جلستنا لليوم؟ بـ إنك تقوليلنا آخر الطورات، أو نكمل محل ما وقفنا الجلسة اللي فاتت؟

ندى: اللي يريحك يا دكتورة سمر.

أخذت نفس وتكلمت: طيب، خلينا نكمل في محل ما وقفنا، وقفنا من لما تزوجتي لؤي!

ندى نزلت عيونها بضيق: ما أبا أتكلم عنو.

الدكتورة طالعت فيها بتمعن: ليـش؟

تجمعت الدموع بعيونها وبهمس موجوع: لؤي صفحة سوده في حياتي، مستحيل أنسى اللي سواه فيا، عذبني..، كملت برجفه أتملكت صوتها: مـ.ـا رحمـ.ـني! غمضت عيونها وصارت دموعها تنزل وراء بعض

الدكتورة عدلت جلستها وهي تسمع كلامها: اتزوجتو لما كان عمري 18، وهوا أكبر مني بسنين وسنين، ما قبلت.. عاندت وانا اللي تضررت، في يوم الزواج رضيت بقدري وقلت يمكن يعوضني عن اللي عشتو عند ناصر، يمكن يعوضني عن غياب مشعل اللي طول في تركيا ولا عاد رجع، تزوجت بـ لؤي وكان كويس في البداية، ووحدة مرة وداني عند ناصر..، كملت بنبرة ساخرة: يحسب أنو اشتاقلي ويبا يشوفني زي أي أبو في دي الدنيا.. عشان من يوم الزواج ما شافني، المهم وداني عندو.. ومن لما شافني..، تكلمت وهي تخفي عبراتها.. رغم إنه مرت سنين على هالموقف إلا انه يألمها: طردني وضربني قدام لؤي ويقولو.. انتا ليش جايبها عندي.. أنا زوجتها ليك عشان تفكني منها ولا عشان تجبلي هيا

مسحت دموعها اللي نزلت وكملت: ومن بعد داك اليوم لؤي متغير عليا، أساسا ايش كنت حتوقع منو غير كدا، ازا شاف ابويا يضربني ويهينني قدامو هوا ما حيسير أحسن منو!


في غرفة انتظار الرجال..

جالس ومعه كم رجال، يسولفوا ويتجاذبوا أطراف الحديث مع بعضهم، أما هو في عالم ثاني، سرحان، يفكر في حالة أخته وتعبها، كان يشوفها تذبل قدامه يوم بعد يوم، وهي تحاول تبين إنها قويه.. ما يهزها شي، لكن فين مستحيل تقدر تخبي عنه، تعب معها حيل، ما رضت بسهولة تروح لدكتورة نفسية، ولكن حاول معها وجاها بـ أسلوب الإقناع واقتنعت، وبرضو لما عاشت معه ما رضت بسهولة.. غمض عيونه بقوه وهو يتذكر اللي صار قبل وكيف رضت تعيش عنده

دخل للشقة بعد مآ فتح له الباب عبد الله اللي عمره سبع سنوات، خاف من منظره ووجهه مغرق دموع ويشهق، نزل لمستواه وحاوط وجهه، مسح دموعه وبحنان رغم الخوف الفضيع اللي دب بقلبة: عبودي حبيبي إيش فيه؟ فين ماما؟ ليه ما فتحت لي هيا الباب؟

عبد الله بعد عنه ومسك يدينه يسحبه للصاله وهو يبكي أكثر: ماما.. ماما!

دخل للصالة وهو لسا مو فاهم، قطب حواجبه بقوة لما شاف منظر ندى وهي بحالة يرثى لها، جالسة على الأرض.. جالسة على زجاج الطاولة المكسور وهي تبكي وتشهق، بعد عبد الله عنه عشان لا يتعور، مشى لها وما تعور من الزجاج لأنه كان لابس جزمته، حاوط كتوفها وحاول يقومها، قلبه شوي ويخرج من خوفه عليها.. وبالذات وهي في هالوقت منهاره، سألها بـ ارتباك: ندى حبيبتي.. ايش فيه.

ندى لا رد سوى صوت شهقاتها اللي كانت تزداد وتحرق قلبه، مشعل خاف عليها أكثر من قبل: ندى اتكلمي لا تخوفيني كدا.

ندى حاوطته وصارت تبكي على صدره ومن بين شهقاتها: لـ.ـؤي.. لـ.ـؤي!!! جا لهـ.ـنا..، تعلقت فيه أكثر وببكا: جــ..ــــا!!!

غمض عيونه بقهر على الحالة اللي وصلت لها بسببه، مسح على ظهرها وشعرها لـ يهديها: دا الكلب إيش عرفوا بمكانك!

…: أحترم نفسك ولا تسب بابا، أنا قلتلو عن مكان بيتنا!

لف لناحية الصوت وشاف ميس فقطب حواجبه، بعد ندى عنه وجلسها على الكنبة بهدوء، مشى لها وهو يقول بنبرة هادية عكس الحريقة اللي بداخله: ايش قلتي؟!!

ميس بنظرات مليانه كره وتحدي: أنــا الـلـي قــلــتــلو عــ… ما قدرت تكمل لأنها طاحت على الأرض من قوة الكف اللي جاء لها منه

مآ قدر يستحمل أكثر من كذا فضربها كف بـ أقوى ما عنده، ما توقعها منها، ما توقع إنها توصل لهدرجه، تعرف أمها قد ايش تكرهه، وحتى ما تقدر تشوف وجهه، لدرجة إنه هو اللي يوصلهم له، ما يخليه يشوف وجهها ولا هي تشوف وجهه، سحبها من شعرها ورفع رأسها له، همس لها بحرقه: يا الله قد إيش إنتي زي أبوكِ، كريهه.. حقيره وتكرهي الراحة لـ ندى، لكن بوريكِ شغلك، وربي حتندمي إنتي وأبوكِ.

ميس صرخت بوجع من مسكته: أييييي، سـيـب شـعـري يـا حـيـوان، ســيــبــو!!!

تركها ودفعها لتطيح على الأرض مرة ثانيه، ما أهتم لها ولف لـ ندى ماشي لها بـ أسرع ما عنده، مسكها من كتوفها ووقفها رغم عنها، قال بصراخ وهو يهزها بقوه: شــوفــي يــا نــدى دي آخــر مــره أقــلــك تــجــي الــبــيــت عــنــدي، مــا حــتــرفــضــي ولا والله لأجـرك من شــعــرك إنــتــي وأولادك، فــهــمــتــي؟ وبصرخة أعلى: فــهــمــتــي ولا لا؟

نزلت رأسها وهي تبكي بقلة حيلة: طـ.ـيـ.ـب!!

رجع لواقعه فتنهد بقوه، ناظر يده اللي ضرب ميس بيها، أول مره يمد يده على أنثى وما يندم، إيوه ما ندم، رغم صغر سنها إلا إن حركاتها إجراميه، أصلا هي ما تهمه أبد، كل اللي يهمه راحة ندى وبس، مستحملها عشان ندى!

……


ضلت تسمعها، تسمع كل كلمة تقولها من بين شهقاتها بتمعن، تسمع وتكتب بالنوته، وهي مسحت دموعها وقالت: أنـ.ـا.. آسـ.ـفه، تعـ.ـبتك معـ.ـايا!

ابتسمت بهدوء ومدت لها علبة المناديل: لا وي، دي وظيفتي، تتكلمي وأسمعلك! سكتت شوي وكملت: نوقف من لؤي ونشوف التغيرات والإيجابيات اللي سارتلك؟

حركت رأسها بالإيجاب ومسحت دموعها بالمنديل، الدكتورة سمر: طيب كيف سارت علاقتك بمشعل وبنتو؟ تقبلتيهم؟ قدرتي تسامحي مشعل؟

نزلت عيونها ليدينها اللي ضامتهم لبعض: قلتلك قبل كدا، مهما يسير مستحيل أزعل على مشعل، ولما أشوف بنتو تغريد.. كأني أشوفو..، تجمعت الدموع بعيونها وهي تتذكر: صح سابني وسافر.. بس من لما جا ما قصر.. هوا اللي وقف معايا وما كان قد الثقة، حاول يثبت للقاضي إني بتعرض للعنف وقدر يثبت، وخلى لؤي صغير بعيون الناس، كيف ما أسامحو وهوا سوالي دا كلو؟

الدكتورة: طيب وعبد العزيز؟

تغيرت ملامحها للشمئزاز: عدوي، يوم كنت أعاني من لؤي ما حماني منه ما دافع عني.. حالو حال ناصر، قلوبهم متجرده من الرحمة وخلاص، كلهم شافوا كيف لؤي ضربني، وما تحركت شعره منهم، ما أعتبرو أخويا، وناصر ما أعتبرو أبويا!

الدكتورة: طيب ما جربتي تسمعيلو؟ تعطيه فرصة تانية.. زي ما أعطيتي لمشعل؟

هزت رأسها بالنفي: لأ، ما أقدر أسمع أعذار كدابة، وهي تتنهد بتعب: ما أقدر!

في عز وجعها واحتياجها لمشعل ما كان موجود، راحت لعبد العزيز وصدها بكل قسوه، ما أشفق عليها، ما فكر فيها وهي أخته، حقد أمه اتنقل له، والحين يباها تسامحه، بكل سهوله تسامحه وهو خلاها بين يدين رجل قاسي لـ مدة عشر سنين، سامحت مشعل، لأنهم تقاسموا الأوجاع في طفولتهم، ما كانت تلقى حضن يحتويها من قسوة ناصر الا مشعل
** ** ** ** **


دخل غرفتها المظلمة وهي متلحفة بشرشف السرير، تتفرج فيلم في اللاب توب وتبكي، ضحك بخفة على شكلها وهو عارف إنها بتبكي على خرابيط، فتح الأنوار وبضحكة: يا بنــت استخفيتي تبكي على فيلم؟

ناظرته ودموعها لزالت تنزل، وقفت الفيلم: والله القصة حقيقيه..، وهي تمسح دموعها: كلام البطل يحزن إش أسوي؟

ضحك مرة ثانيه ومشى ناحية البلكون، بعد الستارة شوي وعيونه مثبته على الفيلا اللي قدامهم.. على بلكون غرفتها تحديدا، تخيلها وهي واقفه فيها وخصلات شعرها السوداء تتحرك مع نسمات الهواء، أبتسم وهو يتذكر.. كيف الحين صار شعرها؟ طويل؟ تعدى كتفها على الأقل؟ كانت تكره الشعر الطويل، ودايم تقصه لتحت أذنها

تنهد وهو يرجع يتخيلها، تبتسم ابتسامه تاخذ قلبه وعيونها العسلية الصافية تتلاقى بعيونه، وخدودها دايم يشبهم بالتفاح، لذيذه ولونها احمر، قطب حواجبه وهو توه بس يتذكر انها صارت ما تطيقه، حتى انها ما تطالع في عيونه ولا تبتسم في وجهة، ما كانت علاقتهم كذا قبل لا يعترف بحبه لها، كانت علاقة قويه، كان يحميها ويدافع عنها وهي تشكره، كانت تمدحه وتعتبره بطلها وكان يطير من فرحه، بس كل هذا صار ماضي يتمناه يرجع!

تكلم بصوت هادي يخفي وجعه: ما سارت تخرج ولا سرت أشوفها.

بتول فهمت انه يقصد تغريد ما غيرها تكلمت وعيونها عليه: من لما اعترفت بحبك ليها.

فارس لف لها واخذ نفس عميق: ابغاكِ تكلميها تاني مرا!

نزلت عيونها عنه وناظرت شاشة اللاب توب بصمت، كانت عارفه انه بيجيها ويطلبها هالطلب، ما تدري ليش هو يحب يعذب نفسه كذا، يعرفها ويعرف جوابها من أول مره اعترف بحبه لها.. الرفض، اصلا تغريد دوم ترفضه بدون ما تبالي بمشاعره، وهي ما يهون عليها تشوف أخوها ينكسر قلبه للمره الألف!

فارس بهدوء وهو يخرج من الغرفة: لا تنسي يا بتول بكرة تكلميها، ولا أنا حكلمها بنفسي. قالها وخرج من الغرفة
** ** ** ** **


بالعيادة النفسية..

خرج إحدى المرضى من مكتب الدكتورة.. قام من الكرسي لأنه عارف إنه بيدخل بعد هالمريض، مشى لمكتبها ودخل بعد ما طرق الباب، جلس بالكرسي وهو يحس نفسه متوتر

ابتسمت ومسكت ملفه وقرت أسمه: عبد العزيز ناصر.. طالعت فيه بابتسامة خفيفة تنتظره يبدأ يتكلم.

حك جبينه بتوتر، ايش يقول بالضبط؟ ما يعرف من فين يبدا ولا من فين ينتهي، أستغرب لأنها ما عرفته من أسمه، بس ما يلومها ندى مو هي المريضة الوحيدة لها، شاف المرضى الكثآر عندها، تحفظ مين ولا مين، أخذ نفس وتكلم: أنا عبد العزيز زي ما قلتي.. أخو ندى بالتحديد.

قطبت حواجبها، مسكت ملفه من جديد وقرت أسمه مرة ثانيه، معقولة ما انتبهت لأسمه ولا عرفت التشابه بين الأسماء: طيب أنا بسمعلك قول اللي تبغاه.

نزل عيونه ليدينه: طبعا تعرفي انو انا اخو ندى من ام ثانية، واكيد ندى قالتلك لما صديتها لما جاتني تشتكيلي عن لؤي.. ودحين أنا جيت هنا عشان أبين لك موقفي…

قآطعته وهي ترفع عيونها من الورقة: ليه ما تروح لندى وتبرر لها بدآل مآ تجي عندي!

عدل جلسته وطالع فيها بجدية: طيب دي هيا المشكلة، ندى تكرهني وحتى صوتي ما تبا تسمعو، جيتك هنا عشان تساعديني.. أبا ندى تسامحني ولو كلفني عمري كلو!

دكتورة سمر: طيب قولّي.. بيّن موقفك.

عبد العزيز أخذ نفس عميق: أبويا هددني بأمي.. قال إنو حيطلقها وبيطردنا لو فكرت إني أساعد ندى، في البداية ما أهتميت قلت خلليه يسوي اللي يسويه، بس أمي بكيت.. وترجتني، ما قدرت أستحمل وعشانها بس وافقت، صديت ندى بس صدقيني قلبي كان يتقطع لما ورتني جسمها كلو كدمات ومتورم من ضرب لؤي..، طالع فيها وبحرقة: بس ما كان بيدي شي، ندى من جهة وأمي وأبويا من جهة، ما كانت سهلة عليا! نزل عيونه للأرض وقال بـ فشيله وهو يتذكر اللي أكتشفه: وبعد فترة أكتشف إنو دا الشي مآ كآن إلا مسرحية من أمي، هيا ما أهتمت إنها تتطلق من أبويا ولا لا، حقدها على ندى عماها، ما أكتفت بتعذيبها وهيا عايشة عندنا، عذبتها حتى وهيا بعيدة عنها، رفع عيونه لها وبرجاء صادق: ابا اسوي لندى حاجة تتمناها طول عمرها عشان تسامحني على اللي سار.

الدكتورة حركت رأسها بتفهم: فاهمة موقفك يا عبد العزيز، واقدر اللي جالس تسويه عشانها، بس لازم تصبر عليها، اللي مرت فيه ندى مو هين، ولا تنسى انها معتبرتك سبب من اللي مرت فيه.

عبد العزيز طالع فيها: مستعد اصبر طول عمري.. هديك الفترة كنت مضطر اسوي اللي اسويه، ولا انا كنت ادافع عنها قدام ابويا وامي، وعمري ما توقعت اني حكون ضدها في يوم من الايام..، رفع عيونه للسقف وهو يتذكر موقف صار بيناتهم وبصوت هادي: قبل ما تتزوج ندى بكم يوم في الليل، مريت من غرفة ابويا وامي ولقيت الباب مفتوح، أستغربت وجيت بقفلو بس شفت ندى بين ظلام الغرفة وبيدها سكينة، هداك الوقت عصبت عليها، لاني عرفت اللي كانت تفكر فيه، كانت تفكر تقتلو! اخذ نفس عميق وكمل: سحبتها من الغرفه وصرت أهزأها على خطوتها الغبية والجريئة بنفس الوقت، وانا كنت داري ما فكرت بدا الشي الا لأنها ما سارت تستحمل كل اللي جالس يسير لها، من قسوة ابويا وامي.. مشعل اللي سافر لدراستو وما عاد رجع ولا سأل!

خرج من العيادة، دخل لسيارته وحركها متوجه لبيته، الحين حاسس بأمل كبير بأن الدكتورة تلاقي شي في ندى تساعده فيه، مستعد يعطيها عمره عشان تسامحه، هو كذا، حنية الكون كلها متجمعة فيه من صغره، حتى لما كان يشوف تعامل ابوه وامه مع مشعل وندى ما كان يتقبل هالشيء، كان على فطرته النقية والحنونة، ما تطبع بأطباع أمه وابوه أبد!

دخل لشقته وحيله مهدود، من الصباح وهو يشتغل بالمستشفى، وبعدها على طول راح للدكتورة، تنهد.. اكيد الحين هي قلقانه عليه، وهو ما كلمها ولا قلها فين رايح، شاف الخادمة اللي جابها خصيصا لأمه وباين عليها آثار الضيق والتذمر: مستر عزيز، مدام هدى ماهي راضيه تاخد أدويتها، تباك أنتا تعطيلها هيا.

حرك رأسه بالإيجاب: طيب دحين حروحلها.

دخل عليها بالغرفة بعد ما طرق الباب، شافها وهي تطوي سجادتها وتلف له، قالت بصوت دافي هادي: عزوز حبيبي فين كنت؟ خفت عليك.. ليش ما اتصلت عليا؟

طالع في ملامحها.. جزء بسيط تشوه في حريق أخذ كل شيء عزيز على قلبها، من جمال ومال.. وحتى طغيانها أحترق معاهم.. وصارت ضعيفه، بلا حيلة، ما لها غيره، تكلم بصوت هادي: انا كان عندي شغله مهمه.. ليش ما أخدتي الدوا؟؟

هدى بضيق: ما حبيت آخدهم من غيرك..، سكتت شوي وبعدها قالت وهي تنزل عيونها للأرض: عبد العزيز فيه بعض اغرضي في بيت مشعل.. نسيت اجيبهم، تقدر بكرا تجبلي اياهم كانت في غرفتي.

قطب حواجبه: ايش نسيتي؟

هدى: فيه بعض ادويتي وقرآني.. بس عادي خلاص مو لازم تجيبهم..، كملت بصوت خافت: يعني اذا ما تبا ندى تشوفك.

عبد العزيز: لا عادي بكرا بكلم مشعل يعطيني مفتاح البيت، قرب منها وباس راسها: يلا تصبحي على خير يا أمي.


**


نهاية الفصل الثاني..

لا تنسوا تكتبوا توقعاتكم هيا اللي تحفزني للكتابه

 
 

 

عرض البوم صور شقى الماضي   رد مع اقتباس
قديم 23-11-17, 06:54 PM   المشاركة رقم: 4
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Nov 2017
العضوية: 327759
المشاركات: 55
الجنس أنثى
معدل التقييم: شقى الماضي عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 63

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
شقى الماضي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : شقى الماضي المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: نامي فقد حل الظلام نامي ولاتنسي لقائي في المنام إن الوصال محرم والحلم ليس به حرام

 

الساعة 9:00 صباحًا.. بالمستشفى

يمشي بخطوات هاديه وثابته باتجاه مكتبه، وبيده كوب القهوة الصباحية المعتاد عليها شاف سكرتيره سلطان وهو يبتسم له.. فرد الابتسامة له: السلام عليكم.

سلطان: وعليكم السلام.. صباح الخير دكتور مشعل.

مشعل: صباح الخير.

كمل خطواته لمكتبه جاء يدخله بس وقفه صوت عبد العزيز من وراه يناديه بإسمه فلف له وطالع فيه بصمت

عبد العزيز تكلم ببرود وقلبه شايل على مشعل بسبب قسوة كلامه وانه ما عطاه فرصه ليبرر لندى او يكلمها: ابغا مفتاح الفيلا، بمرها اليوم!

رفع حاجبه: وليش إن شاء الله؟

عقد يدينه حول صدره وطالع فيه ببرود: لا تخاف.. ما بسوي لندى شي، فيه أشياء أمي ناسيتها بروح أجيبها.

مشعل وهو يدخل للمكتب: لما تروح مرني عشان أعطيك هوا.

لف متوجه لمكتبه، رن جواله فسحبه من جيبه وناظر الرقم بابتسامة، دخل لمكتبه بسرعه ورد: هلا والله.

جاءه صوت أنثوي ناعم: اهلين بيك دكتور عبد العزيز.

جلس على كرسيه وريح ظهره عليه: هاه بشري وديتي الهدية؟

…: ترا قلتلي يوم الخميس اشبك!

عبد العزيز: المهم وديلها لا تنسي.. البنت اسمها جود.



"الفصل الثالث"
"صاحب الهدايا المجهول"



في المدرسة الثانوية للبنات..

رن الجرس معلن عن انتهاء الحصة الثالثة وبداية الفسحة.. خرجت تغريد من الفصل، شافت بتول تخرج من فصلها فراحت لها وهي تبتسم: هاي بتول.

طالعت فيها وتذكرت فارس وكلامه فتضايقت، سألتها وهي تحاول تتجنب شعور الضيقة: فين جود غريبه ماهي معاكِ؟ دي البنت اللي فجأة سارت صحبتك.

تغريد بضحكة: غايبه اليوم.. ليه تسألي؟ غيرانه منها!

ضربت كتفها بقوه: إنقلعي.. اصلا ما تلاقي صحبه زيي.

مسحت على محل الضربة بألم: آآآآييي.. أعوذ بالله اش دي اليد!!

ضحكت عليها وهي لوت بوزها: بروح الحمام تجي معايا؟

حركت رأسها بالإيجاب تذكرت مرة ثانيه كلام فارس فقالت بتوتر بسيط: أممم تغريد أصبري في حاجه بقلك هيا.

تغريد باستغراب: طيب قولي يعني تستأذني مثلا.

تكلمت بسرعه: فارس يا تغريد.

حركت عيونها بملل: اشبو كمان؟

بتول بزعل: يحبك ترا، لا تسوي فيه كدا.. بليز تغريد.

تغريد ببرود: طيب وازا يحبني؟ ايش أسويلو يعني؟

بتول بانفعال تكلمت: انتي ليش كدا تسوي في أخويا؟ هوا ايش سوالك حتى تكرهي كدا، رفضك لأخويا ما لو أي مبرر، جا وخطبك عشان تتأكدي إنو ما بيلعب عليكِ وقد ايش هوا جاد بمشاعرو ليكِ، بس انتي برضك رفضتيه، ليش؟

تغريد تنرفزت من كلامها وبنفس الوقت توترت من نبرة صوتها، ما تحب تتضارب معاها، أخذت نفس عميق وتكلمت بهدوء: بتول.. شوفي أخوكِ ما شاء الله انسان كامل من كل النواحي.. والكمال لله، بس ايش هيا المشكلة؟ أنا حقولك، أنا ما في قلبي لفارس أي حب.. هوا كان مجرد أخو ليا، ودحين سار أخو صحبتي وبس.

بتول كانت راح تتكلم بس قاطعتها على طول وهي تمسك يدها وطالعت فيها برجاء: بليز خلينا نقفل على دي السيرة لأني تعبت منها.. نعيدها ونزيدها على الفاضي والله.

بتول بضيق: خلاص طيب، وأساسا أخويا هوا الغلطان المفروض يستحي على وجهو.

تغريد بابتسامة: يلا ننزل؟

بتول تنهدت: طيب.
** ** ** ** **


الساعة 3:15 عصرًا

خرج من سيارته ومشى لناحية بوابة الفيلا الكبيرة، شاف حارس الفيلا اللي انتبه له ومشى له وهو يرحب فيه بحراره: اوووه استاذ عبد العزيز فينك ما شفناك من أسبوعين لا انتا ولا مدام هدى.

ابتسم له عبد العزيز: والله احنا نقلنا من هنا رحنا نقلنا في شقة.

الحارس: اهااا مدام ندى تجي وانتا تروح.. والله ما يصير.

ضحك عبد العزيز على كلامه.. ما يدري انه خرج من هنا عشان ندى بس تاخذ راحتها، مايبيها تشوف أمه ويزيد حقدها وكرهها: عبد الكريم.. الكل موجود في الفيلا؟

الحارس بتفكير: ايوه بس أستاذ مشعل في المستشفى.

حرك رأسه بالإيجاب ودخل بعد ما فتح له الحارس البوابة.. دخّل مفتاح الفيلا في الباب وبعدها دخل للفيلا نفسها
** ** ** ** **


المستشفى

خرج مشعل من مكتبه وبإذنه جواله يكلم في تغريد: حبيبتي تغريد لا تستنوني على الغدا اليوم..، طالع في ساعته الملتفة حول معصمه: عندي اجتماع مهم حيكون لين الساعة اربعه.

تغريد وهي تخرج من غرفتها متوجهة لناحية الدرج: طيب دحين نازلة اكلم مؤمنة تحط الغدا………...يلا مع السلامة انتبه على نفسك.

قفلت السماعة ورفعت رأسها لتتفاجأ بعبد العزيز واقف قدامها، ابتسمت بعدم تصديق وبفرحه: عـــمــي عـــزيـــز!!

عبد العزيز بضحكة: بشحمو ولحمو.

نزلت الدرج بسرعه وضمته: وحشتني يا دبة، من زمان عنك انتا وستو هدى..، بعدت عنه وطالعت فيه بشوية زعل: فين رحتو كدا فجأة؟!

اخذ نفس عميق وزفره: نقلنا شقة تانيه!

تغريد بصدمة: امــــا.. ليه كدا؟

عبد العزيز يحاول يصرفها: يعني خفنا ندى تضايق مننا.

تغريد: طيب تعال اتغدا معانا دحين حنحط الاكل.

عبد العزيز بإندفاع خفيف: لا لا لا، بس جيت آخد كم شي من غرفة امي.

تغريد تضايقت شوي: طيب كنت أحسبك جاي تسلم علينا، على العموم سلملي على ستو هدى لما ترجع لها.

عبد العزيز حس فيها فحط يده على كتفها وبنبرة هاديه: لا تزعلي يا حلوه، يوم الجمعة زي دا الوقت حاخدك مع امي نتغدا برا..، غمز لها: وحقولك كل شي.

رفعت عيونها له وابتسمت برضى: إن شاء الله.. تبغى مفتاح الغرفة؟

عبد العزيز: لا شكرا ما يحتاج..، رفع المفاتيح اللي بيده: أبوكِ قالي انو هنا فيه المفتاح.. يلا حطلع للغرفة.


………


خرج من الغرفة ومعه حقيبة صغيرة فيها أغراض أمه، قفل باب الغرفة بالمفتاح، التفت وبنفس الوقت انفتح باب الغرفة المقابلة له، تجمد وهو يشوفها تخرج منها، همس بصوت مسموع: نـــدى..

رفعت عيونها له برعب وهي توها بس تنتبه له، قطبت حواجبها وهي تستوعب انه عبد العزيز، تراجعت كم خطوه للوراء لتدخل الغرفة وتقفل الباب وراها بقوة

طالع في باب غرفتها بنظرة هادية لفترة وبعدها نزل من الدرج
** ** ** ** **


في صباح اليوم اللي بعده
بالمدرسة.. بداية الدوام قبل الطوابير

دخلت جود للمدرسة وقفت على جنب وفسخت عبايتها، دخلتها في شنطتها، رفعت عيونها وشافت بتول وتغريد متجهين نحوها، ابتسمت لهم: هاي بنات كيف حالكم.

تغريد: الحمد لله تمام.. اقلك ليه غايبه امس؟

جود وهي تمشي معاهم: أمممم.. رحنا في الصبح للمطار، نستقبل اخويا كان يدرس في كندا.. بس دحين الحمد لله خلّص.

بتول: مين؟ أخوكِ نادر؟

جود ضحكت: يا هبله كم مره أقولك.. نادر توأمي، مهند اللي رجع مع زوجتو وولدو.

تغريد شهقت وكأنها تذكرت شيء: يـا بنـــــات اليوم خميس صح؟

بتول طالعت فيها: ايوه.. ايش فيه يعني؟

تغريد ابتسمت من قلب حتى بانت أسنانها: اليوم ميس حياخدها ابوها.. لين الويكند الجاي.. يا سلاااام يعني راحه نفسية!

بتول حركت عيونها بملل: يالليــــل، ترا عرفنا انك تكرهيها بس خلاص عاد.

جود بتفكير: نفسي اعرف ليه تكرهيها قدي كدا؟ مع انها بنت عمتك حرام عليكِ!

تغريد عدلت نفسها وطالعت فيها بجديه: والله اسباب كتيرة.. وأهمها انها ما تحترم امها..، تنهدت بضيقه وبنبره هادية يخالطها الحزن: بعض الناس امنيتهم الوحيدة في دي الدنيا يقابلوا أمهاتهم، تحسسهم بحنانها، وتغمرهم بأحضانها الدافيه، وهيا تكرهها، وانا عشان كدا أكرهها!

بتول ضربت كتفها بخفه: دوبي اعرف انك تكرهيها لدا السبب.. ما قلتيلي.. كنتي تقولي انو من لما دخلت حياتنا بابا اتغير، وما سار زي اول!

طالعت فيها وابتسمت: امس في الليل جلست افكر من جد ليه انا اكره ميس، وطلعت بدا السبب، وحسيتو مقنع.. لأني أنا اتمنى ماما تكون فيه عشان اعاملها احسن معامله وهي كدا تعامل عمتي.

جود اجتاحها الفضول من كلام تغريد: ليه فين امك؟

تلاشت ابتسامتها تدريجيًا وقالت بصوت هادي بدون ما تطالع فيها: الله يرحمها.

انحرجت من نفسها: اوه.. انا آسفه، الله يرحمها.

تغريد طالعت فيها وهي تحاول تكون طبيعيه: لا لا عادي، ماتت لما كان عمري 9 سنوات، بس برضو اتذكرها واتذكر كل تفاصيلها.

بتول حست بالجو المتوتر فجت تبي تتكلم لتغير الموضوع بس سكتت وهي تشوف وحده باين انها ما تدرس هنا من عبايتها ولبسها.. قربت منهم وسألت: مين فيكم جود.

جود قطبت حواجبها وطالعت فيها: انا جود.. ايش فيه؟

البنت بابتسامة غريبة وهي تمد لها كيس: دي الهدية وصليها لأختك رنين.. قوليلها من الدكتور عبد العزيز.

عطتها الكيس وراحت بسرعه بدون ما تعطيها فرصة لتتكلم

تغريد وبتول طالعوا فيها وهم مستغربين، فقالت بتول: جود مين دي ومين الدكتور عبد العزيز.

جود بدهشة: يا بنات لحد يسألني أنا زيكم مفجوعه..، تنفست بقهر وهي تشد على يدها: الحيوان طلع اسمو عبد العزيز..، طالعت في تغريد وبتول اللي مو فاهمين شي من كلامها: دا يا بنات من فتره بس يرسل هدايا لأختي، بس كان يجيبها للبيت وما كان يكتب اسمو، كنا نسميه صاحب الهدايا المجهول، بس دحين عرفنا أسمو!

تغريد قطبت حواجبها: طيب انتو كيف ساكتين كدا، وجع اش دي الوقاحة في دا الرجال.

جود بسخرية: رنين الغبية خايفه خطيبها يعرف وبعدين يزعل ولا شي.


نهاية الدوام

جالسة بداخل الفصل مع كم بنت تعرفت عليهم، دق الجرس من فترة طويلة.. كانت راح تخرج بس تذكرت هذاك اليوم لما تأخر عليها فهي حبت ترد له نفس التأخير، يقول انه نساها فتأخر، وهي الحين نسته وتأخرت، ما راح تسكت عن حقها ولا تنتظر احد ياخذه لها هي تأخذ حقها بنفسها

وحدة من البنات كلمتها: ميس! غريبة ما رحتي لين دحين؟

ابتسمت وهي تريح ظهرها على الكرسي: خالي قال انو حيتأخر اليوم، دحين الساعة كم؟

نفس البنت وهي تشوف على ساعتها: سارت الساعة تلاتة.. ما رح تروحي؟

ميس قامت بهدوء وهي تسحب شنطتها: دحين حروح!

خرجت للساحة وهي تفكر تأخرت عليه ساعة ونصف، يا ترى كيف هو؟ أكيد معصب ومتنرفز، اخيرا بتشوف غير بروده اللي شوي ويجلطها، تقدمت لها وحدة بنت ما عرفتها فقطبت حواجبها وهي تسمع سؤالها: انتي ميس صح… ترا تغريد راحت لما شافتك أتاخرتي!

توسعت عيونها للأخير: ايـش تــقــولــي..، نزلت شنطتها بسرعه وهي تخرج عبايتها منها وتلبسها بعجلة، تكلمت بعصبية وهي تلف طرحتها: وجع ما استنوني حتى.. ياربي اش حسوي.

جود كتمت ضحكتها وهي تشوف ردة فعلها: امزح معاكِ يا هبلة، تراهم يستنوك بره من اول.

ميس طالعت فيها ودفعتها من كتفها بنرفزة: من متى عرفتك عشان تمزحي معايا كدا؟ اصلا من فين تعرفي تغريد؟

جود بضحكة: انا صحبتها وكم مره اشوفك معاها فعرفتك.

مشت عنها وهي تتوجه لبوابة المدرسة وتمتمت بنفس نرفزتها: وجع جيت بحرق دمهم ألاقيهم جالسين يحرقوا دمي انا.


ميس دخلت عندهم.. وما لقت غير البــرود والتجاهل من مشعل، عكس تغريد اللي كانت متنرفــزة منها، تحرك رجولها ونفسها تتضارب معها، بس سـاكته عشان أبوها طلب منها إنها ما تعيرها أي أهتمام ولا تصغر عقلها مثلها
** ** ** ** **


الساعة 4:00 عصرًا..

جالسة على سريرها وبيدها علبة مغلفة بغلاف مخملي عليه نقوش باللون الذهبي المطفي، محتاره تقول لأختها عنه او لا، لو عرفت بتعصب وينقلب مزاجها، وهي ما تبي يصير لها كذا، فتحت درج كمدينتها ودخلت العلبة فيها، شافت اختها وهي تدخل بخطوات هادية، علقت عبايتها على الشماعة ولفت لها: جود.. روحي كلمي ماما.

طالعت فيها وبخبث: ما شاء الله، دوبك تجي ها.. فين كنتي.

طالعت فيها وهي رافعه حاجبها: كنت مع فيصل.. خرجنا نشوف اثاث الشقة وأغراض المطبخ، عند مانع حبيبتي؟

جود ضحكت وهي تقوم من السرير: لا لا ابدا، خدو راحتكم، بس ترا قرب زواجك، لازم ما تقابليه كل شوية عشان يشتاقلك. قالتها وعلى طول خرجت لأنها عارفه انها تتنرفز من هالكلام

وهي حركت رأسها بقلة حيلة وضحكت غصب عليها، مشت لدولابها وهي تخرج لنفسها لبس مريح للبيت، طاحت عيونها على كيس هدايا.. قطبت حواجبها ومسكته، لقت ورقة صغيرة معلقة بالكيس وقرت المكتوب فيها: إن شاء الله تعجبك الهدية مع حبي واشواقي.. عبد العزيز!

دخلت جود بحماس وسرعان ما تلاشى هالحماس وهي تشوفها ماسكة الكيس، سبت نفسها مليون مره على غبائها نست تشيله، عضت شفايفها بخوف: رنيــن!

لفت لها واقتربت منها بعصبية: جــود!! إش داا!!

جود وهي تحاول تخفي ارتباكها، فضحكت وهي تسحبه منها: ههه.. اش دا؟ لا ولا شي، أممم يعني..

قاطعتها بحده: جود اتكلمي!

حركت رأسها بقلة حيله وباستسلام: شوفي الدرج حق الكمدينة.

فتحته وطلعت العلبة، طالعت فيها لثواني وبعدها رفعت عيونها لجود: كيف اعطاكِ هيا؟

جود: جات وحدة وقالتلي دي هدية من الدكتور عبد العزيز وراحت.

رنين بعصبية: كيف يعني راحت!! ما قدرتي تسأليها، على طول كدا سبتيها تروح.

جود تنرفزت: خلاص ايوه راحت، يعني اش اسوي.

قطعت الغلاف وهي تبي تفتح العلبة، بس مسكتها جود: لا لا تفتحي، متأكدة انك حتعصبي زياده، وانتي مو ناقصة.

رنين طالعت فيها بحده: مالك صلاح اسوي اللي اباه.

سكتت وهي متنرفزه من عنادها، وضلت تشوف عليها وهي تفتح الهدية، فتحتها وقطبت حواجبها وهي تشوف خاتم وبداخل العلبة ورقه، أخذتها رنين وقرتها بصوت مسموع: خاتم خطوبتنا.. لا ترميه زي الهدايا اللي قبل، لأنك حتلبسيه ليا في يوم من الايام.

طالعت في جود وبسخرية: شايفه لفين وصلت حقارتو؟ رمته بالسلة بدون اهتمام: هه.. مرا واثق من نفسو!

جود بدون ما تحس شهقت: واااا حرام عليكِ يا رنين شكلو يجنن، ليش رميتيه؟

طالعت فيها وهي رافعه حاجبها، انكتمت من نظرتها: أمزح أمزح، أيوا أرمي الخاتم، أحسن خلي فلوسو تضيع!
** ** ** ** **


عصريّة اليوم التالي

دخلت المطعم وعيونها تدور بين الناس الجالسين، تبحث عن عبد العزيز وهدى، ابتسمت ابتسامة واسعة وهي تشوف عبد العزيز يلوح لها بيده لتنتبه لهم، راحت عندهم وسلمت على عمها بالخد: أهلين.

عبد العزيز بابتسامه: اهلا بيكِ نورتي المطعم.

مشت ناحية هدى وسلمت على رأسها ويدها، أبتعدت عنها وطالعت فيها: كيف حالك ستو وحشتينا.

حطت يدها على خدها وبحنان: الحمد لله يا بنتي، وانتي كيف حالك؟

تغريد: بخير الحمد لله.

وآخر شي صافحت الخادمة وبعدها جلست في محلها، سحبت المنيو وصارت تقلب صفحاته: طيب، طلبتوا ولا لا؟

عبد العزيز: بس المشروبات، وطلبنالك معانا ليمون نعناع.

هدى: يا بنتي ليه تأخرتي؟ خفنا عليكِ.

ابتسمت بإحراج: أممم والله جالسة أقنع بابا اني اجي هنا.. لأنو كل جمعة هوا يودينا مطعم مع عمتي ندى لأنو ميس وعبد الله يكونوا مع ابوهم.

عبد العزيز عدل جلسته بإهتمام: على سيرة ميس.. سمعت انو لسانها طويل، كيفكم معاها.

كشرت بوجهها وقالت بضيق: بالله لا تسألني عن دي الإنسانه، يا ربي مدري كيف عمتي وبابا مستحملين طول لسانها، وربي لو أنا ما حسكت لوحدة زي كدا، تخيل امس اش مسوية في بابا المسكين، متأخرة عليه ســآآآآعــة كاملة، وبابا سكت لها، كملت بنبرة مقهورة: ياربي عليه مدري كيف بابا صابر قد كدا.

هدى بصوت هادي: اكيد حتستحملها يا بنتي.. في النهاية دي بنتها.

تغريد تنهدت وطالعت فيهم: تراني مفتقدة جوكم في بيتنا.. مرآ البيت ساير كئيب، حتى بابا متغير دي الأيام باين انو شايل هم، هم ايش؟ ما أعرف! من لما جات عمتي وبابا اتغير كدا.. والله لو أدري انكم حتخرجوا ما كنت حتمنى ابدا انو عمتي تجي وتسكن عندنا، كنت متوقعة انو لو جات، حيتملى البيت ونكون عائلة وحده، ما اتوقعت انو حيسير بدي الكآبه!

سكتوا ومحد منهم عرف ايش يقول، ما توقعوا ان عدم وجودهم بيأثر عليها كذا، عبد العزيز حط يده على كتفها وبنبرة هادية: حيجي يوم وكل شي يتصلح! ويسير نفس اللي تبغيه واكثر.

طالعت فيه: متأكد؟

عبد العزيز بثقة: أوعدك!!

تغريد بضحكه: اووه.. دامك قلت أوعدك، فأنا واثقة فيك.

هدى ابتسمت: ايوه كدا اضحكي، ما يليق لك الحزن والكلام الفاضي.

تغريد بـ حنين: ماما كانت تقول نفس كلامك..، ابتسمت ومسكت يد عبد العزيز وبيدها الثانية مسكت يد هدى: الله يرحمها، وإنتوا ربي لا يحرمني منكم.

جاء لهم الجرسون ووزع عليهم العصيرات وأخذ طلباتهم للأكل، قامت تغريد من كرسيها: انا بروح الحمام، اغسل يدي واجي.

حرك رأسه بالإيجاب: طيب نستناكِ.. بس بسرعة تعالي، ولا حخلص الاكل عليكِ.

تغريد ضحكت بخفة: اصلا ما تقدر، ولو سويتها.. حدبحك!
** ** ** ** **


بعد عدة أيام

في إحدى المحلات للمفروشات

مشى وعيونه تدور بين الأثاث المعروض يبحث عن شيء يناسب ذوقها، يعرفها صعبه.. ما يعجبها أي شيء، تتعبه كثير من هالناحيه بس كل شيء يهون لأجل فرحتها لما تشوف اللي يعجبها، حس بيدها الناعمة تمسك يده وتشبك أصابعها بأصابعه، ابتسم لما سمع صوتها الهادي وهي تهمس له: شكلي حمشي طول الوقت وأنا ماسكتك كدا.. ياربي منك مدري فين فجأة تختفي!

ضحك بخفة على كلامها ليقول بعدها بحب: جالس أدوّرلك كنب للصالة، كل ما أوريكِ شي ما يعجبك.. طفشتيني.

طالعت فيه وببراءة مصطنعه: ياا ظالم.. أجل أنا طفشتك وما يعجبني شي؟ غيرت نظرتها للغرور وكملت: قول إنك انتا اللي طفشتني والأشياء اللي تختارها مو حلوة!

حب تعابير وجهها اللي تتغير بطريقة لطيفة مع كل كلمة تنطقها جاء بيرد عليها بس قاطعة صوت جوالها وهو يرن، شافها تفتح شنطتها لتدور جوالها: أقول رنين لا تردي تلاقيها جود ولا مهند يبو يعكروا صفونا.

مسكت جوالها وطالعت الرقم وبعدها طالعت فيه بضحكة: نفس اللي قلتو.. طلعت جود.

كشر بملامحه: لا لا لاتردي.

رنين: لا وي كيف ما أرد يا فيصل.. يمكن تحتاجنا في حاجه.. تبانا نجيب شي لها او لماما.

أنهت كلامها وبعدها رفعت سماعتها حتى يوصلها صوت جود الباكي، وهي تتكلم بكلام غير مفهوم، وقفت فجأة وهي مفجوعة منها واللي خلى فيصل يستغرب: جــود أهدي.. أتكلمي بشويش كيف أفهمك أنا؟ شهقت بخفة وحطت يدها على فمها: أيـــــش؟ مــــامــــا؟ خـــلاص دحين هــــدي نـفـسك دحين أنا وفيصل جايينكم.

قفلت السماعة وناظرت فيصل والخوف يعتريها: فيصل.. ماما.. ماما طاحت، نادر ماهو في البيت ومهند ما يرد على جوالو.. لازم نروح لهم.


……


إلتفتت لأمها المتمددة على مراتب السيارة الخلفية ورأسها على فخوذ جود اللي صوت شهقاتها مالية السيارة، ما تنلام فهي اللي شافتها لما طاحت من الموية المبللة أرضية الحمام، طالعت فيها رنين نبرة الخوف باينه على صوتها: جود طيب قوليلي اش سار بالزبط.

حاولت تستجمع نفسها فمسحت دموعها وقالت: شفتها طايحة.. ولما سألتها.. قالتلي قبل ما يغمى عليها إنها طاحت.. حاولت تقوم بس طاحت مره تانية..، كملت ودموعها ترجع تنزل: جيت أساعدها.. بس ما قدرت.. أنفلتت من يدي وطاحت..، وهي تبكي أكثر: كلو مني.. كلو مني، ما أنتبهت لها من البداية.

فيصل زاد سرعة السيارة وتمتم بصوت مسموع: لا حول ولا قوة الا بالله.

رنين زفرت والضيقة ماليه قلبها: خلاص يا جود أهدي ما سار الا خير..، لفت لفيصل وكملت: بتودينا أي مستشفى؟

فيصل وعينه على الطريق: مستشفى مشعل نجم الدين.. هناك في دكتور مرا ممتاز، أتوقع اسمو عبد العزيز!

رنين طالعت فيه و الدم نشف بعروقها بعد ما سمعت الاسم اللي نطقه!


**


نهاية الفصل الثالث

 
 

 

عرض البوم صور شقى الماضي   رد مع اقتباس
قديم 12-12-17, 03:19 PM   المشاركة رقم: 5
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Nov 2017
العضوية: 327759
المشاركات: 55
الجنس أنثى
معدل التقييم: شقى الماضي عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 63

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
شقى الماضي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : شقى الماضي المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: نامي فقد حل الظلام نامي ولاتنسي لقائي في المنام إن الوصال محرم والحلم ليس به حرام

 

رنين زفرت والضيقة ماليه قلبها: خلاص يا جود أهدي ما سار الا خير..، لفت لفيصل وكملت: حتودينا أي مستشفى؟

فيصل وعينه على الطريق: مستشفى مشعل نجم الدين التخصصي.. هناك في دكتور مرا ممتاز، أتوقع اسمو عبد العزيز!

رنين طالعت فيه والدم نشف بعروقها بعد ما سمعت الاسم اللي نطقه ومن ثم تكلمت باندفاع: لااااء فيصل..، سكتت لما شافته يناظرها باستغراب من ردة فعلها فكملت بتردد وارتباك خفيف: أمم يعني.. انــا، أنا سمعت انهم مو كويسيين ويبالغو في حالة المريض.

فيصل حرك رأسه بالنفي: بالعكس يا رنين.. واحد من الشباب لما تعب راح هناك، مدحلي طبيب منهم..، سكت شوي ليفكر: والله نسيت مو متأكد من أسمو ازا عبد العزيز ولا لا، بس يقول إنو أخو مدير المستشفى.

سكتت وما نطقت بحرف وهي خايفه بأنها تلتقي فيه، تلتقي فيه بعد غياب!



"الفصل الرابع"
"لقاء بعد غياب"



كان واقف بالممر ينتظر خبر من الدكتور، صار لهم عشر دقايق من لما دخل يكشف عليها، طالع في جود اللي جالسه في وحده من الكراسي ومسنده رأسها على الجدار، هديت عن أول ووقفت دموعها، يعني صارت أحسن من أول بكثير بس بادي على ملامحها الخوف والإرهاق، ورنين تروح وتجي بالممر تفرك يدينها بتوتر فضيع، مشى لها ووقف قبالها، حاوط يدينها وبنبره هادية: رنين خلاص أهدي.

طالعت فيه وبلعت ريقها: إيش أسوي؟ خايفه.. ماني مصدقه إني شفت ماما بصحة وعافيه أخيرًا، ما أباها ترجع زي أول.

أبتسم لها ليطمنها: لا.. أن شاء الله ما فيها إلا كل خير.

رنين وملامحها بدت ترتخي: إن شاء الله..، طالعت في جود وبعدها رجعت نظرها له: أنا بروح الحمام، وبسأل جود أذا تبا تجي معايا.

فيصل: تمام.. خلاص اذا خرج الدكتور انا حكون فيه.

راحت لجود لتقولها، فقامت معاها تروح تغسل وجهها وتصحصح شوي


بعد عدة دقائق

فيصل واقف يستمع بإهتمام وهو يوصف حال أم رنين: دحين نحتاج نسوي لها أشعة للحوض.. لأني أتوقع فيلو كسر، وبعدها إن شاء الله ننقلها لغرفة عشان ترتاح فيها.

فيصل: طيب يا دكتور اذا طلع فيه كسر ايش راح يسير.

سكت لثواني وبعدها قال بجدية: ممكن تحتاج لعملية، وهو يكون على حسب الكسر ونقول إن شاء الله ما تحتاج، وتخرج بالسلامة.

فيصل أبتسم له: طيب شكرا دكتور مشعل ما قصرت.

مشعل أبتسم بدوره: ولو دا واجبنا.

دخل فيصل لغرفة الطوارئ اللي كانت فيها أم رنين، شافته وهو يجلس بجانبها فسألته بتعب: فيـ.ـن رنــيــن وجـ.ـود؟

فيصل: دحين حيجوا.. راحو الحمام.

الأم بنفس نبرتها المتعبة: طيـ.ـب أيـ.ـش قـ.ـال الـدكـ.ـتـور؟

فيصل: دحين ارتاحي يا أمي بعدين حقول كل شي لما يجوا رنين وجود.
** ** ** ** **


دخلت رنين على الغرفة اللي حطوا أمها فيها ولقت جود ماسكة يد أمها النايمة وتقرأ عليها قرآن: كلمت نادر، دحين جاي، ومهند حيجي مع أمل وحيحطوا سيف عند أهلها.

بنفس الوقت دخل فيصل والضيق باين على وجهه، حست رنين بيه فسألته: ايش قالك الدكتور.

وهو يتنهد: تحتاج عملية في الحوض لأنه مكسور، قال العملية لازم تصير اليوم لأنو الكسر مرة خطر.. ممكن في الليل راح يسويها.

بان على وجهها الأسى: يا الله يا لطيف..، سكتت شوي بعدها قالت بتردد: طيب هوا اللي حيسوي العملية لماما؟

فيصل بحيرة: مدري والله ما قالي.. لا بس أتوقع إنو هوا اللي حيسويها!

……


خرج من المصعد بخطوات سريعة.. خرج من عنده ونسى يقول له شيء مهم، مشى للاستقبال يسأل عن رقم الغرفة فقاله الموظف وراح لنفس اللي قاله، وقف قبال الغرفة، طرق الباب وبعدها دخل على طول: السلام عليكم، استا…

ما قدر يكمل وهو يشوفها واقفه قباله، بلع ريقه وهو يرمش عدة مرات يبي يستوعب هي حقيقة أو من كثر ما يتخيلها صار يشوفها قدامه، هي حقيقة بس ليش ملامحها بارده وهي تشوفه، ما عرفته؟ معقوله نسته؟ نسته وهو طول هذي السنين كلما غمض عيونه تدور صورتها في باله، لاحظها وهي تشبك أصابعها بأصابع فيصل وعيونها تطالعه بثقة، هي نفسها نفسها، نفس النظرات ونفس الثقة والشموخ، نفس الملامح!

حس بنظراته لها فإحترق بداخله من الغيرة وشد بيده على يدها، طالع في مشعل وبحده: خــيــر يـا دكــتـور مــشــعــل؟؟!!

تدارك نفسه ووجه نظره لفيصل، اللي باين على وجهه الغيرة.. مين هذا؟ ما يتذكره؟ ما قد شافه، قطب حواجبه على الخفيف، هو يعرف عائلتها فرد فرد، من كبيرهم لـ صغيرهم.. هذا مين يكون؟ اجل يا أنه زوجها او خطيبها، تراجع بخطواته للوراء وخرج من الغرفة!
** ** ** ** **


بينما هو يفحص المريض على السرير طُرِق الباب عدة مرات ليدخل بعدها ممرضه ومعه ملف، إلتفت له ولاحظ توتره: ها سامي اش فيه؟

وهو يحك حاجبه الأيمن بخفة: أمم الدكتور مشعل أداني دي الأوراق يقول انتا اشرف على دي الحالة، وكان باين عليه العصبيه.

رفع حاجبه وابتسم بتهكم: طيب حطهم على المكتب ولا تخرج..، وهو يلتفت للمريض: خلاص يلا عدل نفسك نقعد هناك.

عبد العزيز جلس يشرح للمريض عن حالته وأعطاه دواءه وموعد لمراجعته، وآخر شيء راح المريض، ريح عبد العزيز ظهره على الكرسي وسحب الملف ليفتحه، ناظر أسم المريض بتمعن "سعاد أحمد الـ………" فإبتسم بغموض: جيتوني بنفسكم وما تعبتوني! نقل نظراته للممرض: سامي ما قالك ليه طلب مني اشرف بدالو على دي الحالة.

سامي: لا والله يا دكتور، بس اذا تباني اروح واكلـ..

قاطعه وهو يقوم: لا خلاص ما يحتاج انا بروح أكلمو.

خرج من مكتبه وبيده الملف، دخل مكتب مشعل بعد ما طرق الباب وأذن له بالدخول، قال بـ إستهزاء: خير قالولي إنك معصب!

مشعل بنبرة باردة بدون ما يطالع فيه: لا أبدًا مين قال؟ بس بقولك انو ملف المريضة اللي أعطيتك هوا اليوم تحتاج عملية خطيرة في حوضها.

عبد العزيز: طيب ليه انتا ما تسويها سار شي؟

مشعل ناظره وبنبرة حادة شوي: الليله عندي اجتماع ولغيت كل مواعيدي عشانو، تعرف دا الشي ما يحتاج تستغبي!!

عبد العزيز بخبث: دحين بس دي هيا المشكلة؟ ولا عشانك شفت رنيـن؟ لالا اكيد عشان شفت خطيبها فيصل؟ طيب شفت أختها جود؟ ولا أمهم سعاد؟

طالع فيه بحقد حس من كلامه إنه يبي يستفزه، تفاجأ بأنه عرف عنهم بس ما حب يبين له هالشيء فرجع لنبرته الباردة: اللي يكون، المهم انتا اللي حتشرف على حالة امها..، وبتحذير: ما أبا أي احد منهم يعرف أنك أخويا، خبي بطاقتك الشخصية في جيبك بعدين أدخل لهم.

عبد العزيز رفع حاجبه: مين قال اني بروح؟ يمكن ما أرضى!

مشعل أبتسم ببرود: مو بكيفك! ويلا خد الملف وروح لهم!
** ** ** ** **


صباح يوم الأحد..

تغريد وندى ومشعل مجتمعين على طاولة الطعام، مشعل جالس يأكل بصمت، وكل تفكيره عندها هي، شوفتها من بعد سنين طويله قلبت كل أفكاره، تذكر فيصل ونظراته المليانه غيرة فتضايق وبان هالشيء على وجهه وتأفف بصوت مسموع وهو يرمي ملعقته بصحنه

من أول وهي حاسه انه سرحان وفي باله شيء شاغله بس ما هي عارفه ايش هو، وتدري انه اذا ما قالها حتى لو سألته مستحيل يقولها، بس استغربت حيل منه: بـابـا.. ايش فيه؟

ندى: صح يا مشعل، باين إنك مو على بعضك.

مشعل وهو يحاول يخفي ضيقته: لا بس فيه مشكلة بالمستشفى شاغلتني..، كمل وهو يغير الموضوع: المهم ما علينا، ما سألتيني عن الاجتماع اللي كان يوم الربوع، قلت لعمتك ندى يوم الجمعة، حزري أيش؟

تغريد استمعت له بـ إهتمام: ايش؟

مشعل: تتزكري لما جاتي شركة وعرضت عليا برنامج؟ داك اليوم اتفقنا على كل شي، وخلاص بعد اسوعين حنبدأ عرض البرنامج وحيكون بث مباشر!

تغريد بفرحه: أمآآآنه؟ قول والله.. يعني حركات يا بابا حتسير مشهور!

مشعل ابتسم على فرحتها: اي والله، بس يعني مو شرط أنشهر، الشهرة ما هي مهمة، اهم شي اني اكمل اللي بديت فيه.

ندى وهي مبتسمة: الله يوفقك يا رب، ويعطيك على قد نيتك.

مشعل: آمين يا رب.
** ** ** ** **


كانت متمددة على سريرها ومسترخيه على الآخر، حتى تدخل لها جود وهي معصبة: هي رنين.. بسرعه كلمي زوجك خليه يجي، ترا أتأخرت عن المدرسة.

فتحت عيونها وناظرتها: احمدي ربك انو جاي يوديكِ للمدرسة، غيرو ما كان سواها!

جود: والله لو نادر او مهند كانو هنا ما كنت احتاجو، وبعدين تعالي.. هوا زوج اختي على الفاضي خلينا نستفيد منو شويه كمان!

شافتها تغمض عيونها بتجاهل بدون ما ترد عليها، جاء في بالها وعلى طول جلست بجانبها، قالت بنبرة هادية خبيثه: رنيـــن، حتروحي المستشفى؟ ولا لا.

فتحت عيونها وهي فاهمة المقصد من سؤالها فعدلت نفسها وجلست: ايوه بروح..، طالعت فيها وبغرور: ليه تحسبيني خايفة من شوفتو؟ لو تلاحظي انو هوا اللي ارتجف لما شافني.

طالعت فيها بإستخفاف: يا عيني عليك.. مسويه فيها مو خايفة؟ وانتي لما قال فيصل حنروح دي المستشفى وجهك اختفى لونو من الخوف.

سكتت لفترة بسيطة وبعدها تكلمت: كانت ردة فعلي طبيعيه يا جود، لو حطيتي نفسك في مكاني.. انتي عارفه انك حتشوفي الشخص اللي سابك لسبب تافه.. تشوفيه بعد خمسة سنوات.. ايش حتتوقعي حتكون ردة فعلي؟

تنهدت جود: ادري وما ألومك، بس كان سببو مقنع بالنسبة ليا، كان خايف عليك، ولولا خوفو ما سابك..، وهي تطالعها بجديّة: وغير كدا هوا يعنيلنا كلنا، كلنا نحبو يا رنين، وبالأخص ماما!

رنين بصوت جاف وهي تحاول تخفي السيل المنجرف من ذكريات قديمة خبتها لفترة طويلة: جود سيرة دا الرجال ما عاد ابا اسمعها، ولا تجيبي سيرة لمهند ونادر.. وكمان فيصل لا يوصلو شي.. الحمد لله راح وجا بدالو دكتور تاني.

جود بهدوء: طيب بس حقولك آخر شي.. انا في المدرسة اتعرفت على بنتو.

رنين: تغريد؟

شافتها وهي تحرك رأسها بالإيجاب، دق الجوال فسحبته من الكمدينة، طالعت في جود.. وبنبرة هادية: يلا دا فيصل.. اكيد هوا اسفل.
** ** ** ** **


بالمستشفى

رتب آخر الأوراق وآخر ملف، قفلهم ورفع عيونه للساعة المعلقة فوق الباب، الساعة 1:00 زفر براحه وأخيرًا بدأ بريكه، علق لابكوته، مشى للباب وخرج، شاف السكرتير سلطان جالس بمكتبه ولأن مكتب أخوه قريب جدًا فسأله: سلطان الدكتور مشعل جوآ؟

هز رأسه بالإيجاب: ايوه.

عبد العزيز: غريبه مو المفرض يكون خارج من الساعة وحده؟

سلطان: ما أدري والله ما أعطاني خبر.

هز رأسه بهدوء ومشى لباب مكتبه، دق الباب سمع صوته وهو يسمح له بالدخول فـ دخل

رفع عيونه للباب يشوف من اللي دخل، نزل عيونه للأوراق وما تكلم، مرت دقيقة وما سمع له صوت، ما أهتم، مرت دقيقة ثانيه وهم في حالة صمت، رفع عيونه له مرة ثانية وشافه يناظر فيه، أعطاه نظره بـ معنى: خيـــر؟

عبد العزيز بعباطه حرك كتوفه: لا بس أشوف جمالك.

مشعل طالع فيه بجديّه: لا من جد إيش فيه؟

عبد العزيز بهدوء: في موضوع مهم لازم أكلمك فيه!

مشعل: طيب قول! إيش تستنى؟

عبد العزيز: رنيـن!

قطب حواجبه ونزل راسه للأوراق يعبث بيها: لا تجيبلي سيرتها، ما أبا أزعجها بعد السنوات دي كلها.. وأنتا تعال، ليش قدي كدا مهتم فيها، شيلها من بالك، البنت مخطوبة!

مال بجسمه على الجدار بـ ابتسامة غامضه ظهرت على شفايفه: أدري ترا أدري، بس يا مشعل ترا خطيبها أنا أعرفو، وتراه مو كفو! حتطلق منو في الوقت المناسب وأنا حكون بدالو.

مشعل بنرفزة واضحه: عبد العزيز أهجد، انتا داري كم الفرق بيناتكم؟ لما تبا تتزوج اتزوج وحده تناسب عمرك، ولا تجلس تهايط عندي..، وهو يقلد نبرته بسخرية: أنا حكون بدالو!!

عبد العزيز ضحك وهو يهز رأسه: هههههههههه! إن شاء الله، إن شاء الله، لا تخاف عليا ولا عليها دامها تحت عيوني!

حرك رأسه بأسى، ما يدري ايش يفكر فيه ويخاف حيل انه يسوي شي غبي، بالذات ان عبد العزيز كل حركاته من تحت لتحت، فيه خباثه بطريقة غريبه تظهر عليه في بعض الأحيان
** ** ** ** **


في جهة ودور ثاني من المستشفى

رفع عيونه لأخوه اللي كان جالس في الكرسي وهو شارد الذهن، حزن عليه، أكيد ما نام وهو مع أمهم، المفروض يرجع البيت ويرتاح بس هو أصر إنه يقعد معاها وما يتركها لحالها بالمستشفى، حتى انه غاب عن المدرسة، ناظر في السرير.. فاضي، أمه بالحمام من أول وهي بالحمام، مرر نظره وطالع في رنين اللي كانت بجانب نادر وبعد هي سرحانه: رنيــن.. كلمتي فيصل؟

طالعت فيه: ايوه كلمتو.. قال انو امل حتجي معاه.. تقول انها تبا تزور ماما، بس ماما زكية ما تقدر تجي لأنها حتقعد مع يوسف، يقول المرة الجيه حتجي.

مهند: اها.. الدكتور جا ولا لا؟

حركت رأسها بالنفي: لأ ما جا بس نادر قال في الصبح انو جا، بس انا ما شفتو.

مهند وهو يقطب حواجبه: يا شيخه دا الدكتور كأني شايفو في مكان، ما ادري فين بالزبط تعرفي اسمو؟

نادر اللي كان يسمع لهم تكلم بنبرة هاديه وهو يوافق مهند: حتى انا، كأني شفتو.. بس ماني متذكر.

رنين: بصراحه ما ادري عنكم، بروح وأسأل بعدين عن أسمو.. سكتت شوي وقالت: انا بروح الحمام، ماسكة نفسي من اول وماما طولت مرا.

مهند: طيب روحي واحنا حننتبه على امي.

وقفت ومشت للباب لـ تخرج من الغرفة، قطبت حواجبها وهي توها تتذكر إنها ما تعرف فين تكون دورات المياه في هذا الدور، شافت ممرضة تمر من جنبها فسألتها ودلتها على المكان، دخلت لـ دورات المياه، وبعد خمس دقايق خرجت، لفت وكملت طريقها، تجمدت في أرضها وهي تسمع صوته يناديها، هذا الصوت قدرت تميزه رغم السنين اللي مرت، صوته يفرق عن كل الأصوات، هذا صوت مشعل!

...: رنــــيـــن!

………



كان يلاحقها من لما خرجت من الغرفة ليـن وصلت دورة مياه النساء، كان وده يكلمها على طول، بس ما جاته الشجاعة ليكلمها قدام الناس، خاف إنها تخرج من المستشفى فلحقها وأرتاح لما دخلت دورة المياه ومن حسن حظه ما فيه أحد بالممر، وإلحين صار له كم دقيقة ينتظرها، الدقايق جالسه تمر ببطئ وكأنها تعانده، كلها ثواني يشوفها تخرج وتلف معطيته ظهرها، أخذ نفس وناداها: رنــيـــن!

أخذت نفس تهدي رجفتها وكملت طريقها بخطوات متسارعه، ما تبي تلتفت له، ما تبي ترجّع ذكرياتها معه

قطب حواجبه لما شافها تكمل طريقها ومتجاهلته، إيش تظن؟ تظنه مو عارفها، تظن إنها ممكن تتخبى منه وما يعرفها، ما تقدر تبعد، وما رح يخليها تبعد أكثر من كذا، مشى وراها، مسك يدها ولفها له: رنــيــن، لا تشردي مني!

سحبت يدها وبنبرة حادة: خيـــر خــــيــــر! إيش تحسب نفسك تمسك يدي كدا.. وانتا إيش جالس تخرف، ميـــن رنين دي ما أعرفها.

مشعل بـ إصرآر وهو ينآظر عيونهآ: إنتي رنيـن..، تغيرت نبرة صوته وصآرت ليّـنه حيــل: ليش انتي بتشردي مني؟ كرهتيني بعد ما سبت المعيديه؟!

عقدت يدينها حول صدرها وهي تنزل عيونها عنه، وبـ استسلام لنبرة صوته اللي اشتاقت لها: ما عمري كرهتك، بس لا تنسى إنك انتا اللي رحت وشردت مني..، رفعت عيونها له: انتا مو بس سبت المعيدية، انتا سبتني كمان!

مشعل وبنفس نبرته: كل شي سويتو عشانك! عشان راحتك، أنا خلّيت دكتور تاني يشرف على حالة أمك بعد ما عرفت إنك كنتي بتتهربي مني.. ما كنت أباكِ تحسي بضيقة وتوتر بوجودي!

جت بترد عليه بس قاطعها صوت حــاد واضح عليه العصبيـة: رنيـــن!

التفتت وراها ناحية الصوت، شافت فيصل وهو يتقدم منهم، حست بالمصيبة اللي هي واقعه فيهـا، تعرف فيصل غيور، ولما يغار يصير مجنون، وما حست فيه اللا وهي تنسحب من مرفقها بقسوه، لـ درجة إنها تحسه شوي وينخلع فشهقت من الوجع: فـيصل بشويش.. إنتا بتعورني!

توسعت عيونه بصدمه وهو يشوفها تنسحب كذا، بعدها عنه بقوة حتى اصطدم ظهره بالجدار، وبحدة: خـــيــــر لو سمحت.. فين إحنا، في حراج عشان تسحبها كدا.

فيصل والعصبية عمت عيونه: انتا اللي خيـر.. أحترم الشيب اللي براسك جالس تتكلم مع زوجتي!

مشعل بصرامة: زوجتك كانت تسألني اذا فيه حمامات تانيه ولا لأ، لأنو دي مقفلة.

مسكه من ياقته وسحبه له، وبصراخ: إيش اللي يأكدلي كلامك، إيش دراني إذا ما كانت بتخونني.

حس بالقرف من كلامه.. مستحيل يفكر للحظة إن علاقته برنين تكون كذا، مستحيل يفكر فيها بطريقة قذرة.. حكم عليها بدون ما يسمع لها؟ يظلمها كذا بكل سهوله؟ رفع عيونه لها يشوف إيش ردة فعلها من الكلام اللي سمعته، وما لقى غير الجمود معتلي ملامحها، أكيد انجرحت بعد ما سمعت هالكلام منه، جاء بباله كلام عبد العزيز: يا مشعل ترا خطيبها أنا أعرفو، وتراه مو كفو!

ما أخذ كلامه بجدية، لكن اللي يشوفه صح، يا ترى إيش اللي عاجبها فيه، تحبه مثلا؟ معقوله تحب واحد كذا ما يحترمها، أتهمها بالخيانة قدامها وقدام شخص غريب ما يعرفه، مسك يدينه بقوه ونزلها: إذا ما صدقت فدي مشكلتك!

أنهى كلامه وبعدها نفض يده بقرف

ناظره بحقد وبعدها التفت لـ رنين، وبنبرة امره: أمشي، حنخرّج أمك من هنا.

مشت خلفه ونظرات مشعل تلاحقها، ما بتعدي الأمر بسهولة، بتسكت الحين على كلامه القوي اللي قاله في حقها، مو هي اللي تنظلم وتسكت، ما رح تسمح له يخرج أمها مو بكيفه، هي تعرف كيف تتصرف معاه!


***


نهاية الفصل الرابع

 
 

 

عرض البوم صور شقى الماضي   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مشغل, معتز, تركيا, تغريد, عائلة
facebook



جديد مواضيع قسم القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 07:36 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية