لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 29-09-17, 01:41 AM   المشاركة رقم: 61
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jul 2017
العضوية: 326571
المشاركات: 69
الجنس أنثى
معدل التقييم: بسمه ااسيد عضو له عدد لاباس به من النقاطبسمه ااسيد عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 101

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
بسمه ااسيد غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : بسمه ااسيد المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي **الحلقة26 : عائلتى ج(2)

 

رواية "ظلال الماضى"
**الحلقة26 : عائلتى ج(2)
أصطحبت فريدة طفلها قبل أنتهاء اليوم الدراسى، وما ان وصلا الى المنزل حتى صعد الصغير غرفته لابدال ملابسه والراحة حتى موعد الغذاء..
توجهت فريدة الى أحد مقاعد الصالون لتستريح قليلا حتى يتسنى لها التفكير فى خطوتها القادمة.. وما هى الا لحظات حتى وجدت مصطفى يدخل الصالون على عجل، فقبل وجنتيها وجلس على المقعد المجاور لها: فى أيه يا فيرى اللى حصل فى المدرسة؟ أنتى فعلا هددتى أنك هتمشى المديرة؟
أومأت فريدة برأسها ايجابا: طقم الأدارة كله..
فتابع ضاحكا: ده تهديد كبير شوية..
فريدة بملل: ولا كبير ولا حاجة.. ايميل ابعته للادارة المركزية فى لندن بالمشكلة هيخليهم يغيروا طقم الأدارة كامل، ومتنساش تبرعاتك وعلاقاتك ليهم وزنهم..
حاول مصطفى اثنائها عن عزمها: كفاية عليهم التهديد، غلطة تانية نفذى اللى أنتى عوزاه..
فريدة بلين: أنت شايف كده؟
مصطفى: معندناش وقت نضيعه فى متابعة الموضوع يا فيرى..
فريدة بحدة: غلطتهم كانت ممكن تزيد لولا ستر ربنا..
مصطفى: دى أول أدارة مصرية بعد الفريق الأنجليزى مسافر.. غلطة زى دى هترجعهم تانى..
أستغربت فريدة وجهة نظره: يعنى عشان تحيزك لجنسيتك تتغاضى عن الغلط؟
تدارك مصطفى الموقف: لأ طبعا.. أنتى فهمتينى غلط.. أقصد نديهم فرصة كمان..
زفرت فريدة بضيق: أنت شايف كده؟
أومأ برأسه ايجابا، فنظرت له مؤيدة: حاضر..
جذب مصطفى رأسها اليه مقبلا له: حبيبى يا ناس مطيع وهادى..
ترك رأسها فأراحته على المقعد، فاستشعر أنها على غير مايرام: مالك يا حبيبى؟ مش معقولة ده بس السبب؟
التمعت عيناها فهى بالفعل أصبحت تتحمل الكثير.. مسئولية عائلتها وضغوط العمل بالاضافة لتلك الخبيثة عايدة.. ويبدو أنها لحظتها المثالية لاستعادة رباطة جأشها بدفعة ثقة مغلفة بكثير من العاطفة الايجابية من زوجها وأبيها الحبيب: I am not okay, can you love me more? ( لست بخير، أنا بحاجة لدعمك العاطفى)..
--------
جذبها من يدها ليصعدا سويا باتجاه غرفتهما حتى دلفاها، فأجلسها على مقعد زينتها لتناظر أنعكاسها بالمرآة.. كانت مطرقة الرأس، فرفع ذقنها بأطراف أنامله.. رأته ينظر لها من خلال المرآة بحدة لم تكن تتوقعها، ليقطع أسترسال أفكارها بأشارة أصبعه على أنعكاسها: مين دى؟
لتجيبه فى بلاهة: أنا..
ضغط على فكها بلطف ليثير أنتباهها: مين دى؟
لتجيبه فى حيرة: أنا..
ترك فكها ليضغط برفق على كتفها فتلتفت له وهو يحادثها بهدوء: أى حد يقدر يقول أنا..
ثم تابع برزانة وثقة: بس مش أى حد يقدر يكون فريدة منصور..
نظرت مرة أخرى لنفسها بالمرآة لتطالع وجهها، أو بالأحرى تطالع شبح فتاة طردتها لتحيا، بينما نظر لعينيها بقوة يحثها على تذكر هويتها التى بنياها سويا..
هى بالفعل نقيض ماضيها
هى القوة
هى الثقة
هى أبنة مصطفى الجوهرى
الذى شكل خامتها اللينة الضعيفة
ليجعل منها معدنا قاسيا
يتحمل أقصى قدر من الأحمال دون أنهيار
لم تعد تلك المرتجفة المترددة
هى فريدة منصور
تحدى يثبت به لنفسه أنه قادر على أنقاذ من يحب
فقط ان طلب منه مد يد العون
ضغط بقوة على كتفيها، فتأوهت ألما: أنتى مين؟
سحبت كفيه لتقف مواجهة له وهى تطالعه بقوة: أنا فريدة منصور..
أحتضنها بقوة ليمنحها الأمان والحب اللذان تحتاجهما الآن، فتهمس ببطء:
- انت الوحيد اللى شايف حقيقتى..
- مهمكش تعرف انبارح..
- كل همك انى اقف على رجلى..
- هدفك انهاردة وبكرة..
فيهمس لها بدوره وقد زاد من قوة ضمها لصدره:
- الحياة يا فريدة دايما بتدينا فرصة تانية..
- الفرصة دى هى الأمل فى بكرة..
- أنتى محتجانى زى ما أنا محتاجك..
--------
قضى مصطفى ذلك اليوم بصحبة أسرته مما أثر بشكل ايجابى على الحالة النفسية لآدم.. وقد قام كلا من مصطفى و فريدة بالتعاون مع آدم لتنفيذ فكرته التى أراد تنفيذها صباحا بالمدرسة.. وكثيرا ما كان يقع الخلاف بين الصغير وأمه بسبب الألوان.. فآدم عشوائى لا يحب تناسق الألوان، عكس والدته صاحبة الذوق الفنى الراقى.. وقد أضطر مصطفى للفصل بين الطرفين لفض الأشتباكات..
وقد أتفق الجميع على أن يأخذ الصغير أعماله الفنية معه غدا الى المدرسة ليقوم بشرح فكرته عمليا لزملائه ومدرسيه، على أن يعتذر من جديد على أخطائه أمام زملائه حتى لا يقلده طالب آخر..
--------
أسند مصطفى ظهره الى السرير ولبس نظارته الطبية ليطالع أحد الكتب كما هى عادته قبل الاستغراق فى النوم.. وبعد قليل دخلت فريدة الغرفة وبيدها عصير البرتقال.. فرفع نظره اليها مبتسما: آدم نام خلاص؟
أقتربت منه زوجته الجميلة وعلى ثغرها ابتسامة مشرقة: أيوة يا حبيبى.. أخيرا نام.. اليوم كان مرهق لنفسيته جدا..
أعطته العصير وخلعت روبها الأزرق الطويل ليظهر من تحته قميص نومها الشيفون القصير والذى كان من نفس لون الروب.. القته على ظهر كرسى التسريحة جوارها.. ووضعت أحد عطورها الفرنسية المفضلة لزوجها, وأعادت ضبط أحمر شفاهها ذو اللون الصارخ والذى امتزج مع بياض بشرتها وعيناها العسليتان ليعطى لوحة مثالية لامرأة فاتنة..
أنهى مصطفى عصيره ووضعه على الكومود جواره وهو ينظر لها بعيون عاشقة.. أغلق الكتاب ووضعه الى جواره عندما اقتربت منه بدلال..
أمسك يمناها وقرب أصابعها منه ليلثم يدها بقبلة رقيقة زادت من ابتسامتها ووردت خديها بحمرة.. فاقتربت من الفراش, وقفزت خلفه برشاقة وأحاطت رقبته بذراعيها وهى تهمس بالقرب من أذنه: عندى طلب من فضلك متكسفنيش يا روحى..
رفع يدها مرة اخرى ليقبلها: أنتى تؤمرى يا عيون مصطفى..
استندت بذقنها على كتفه: ممكن نقضى عيد ميلاد دومة فى الاقصر وأسوان..
صمت مصطفى، فأكملت: أنا واثقة أنك كنت هتفاجئنا بحفلة كبيرة يومها، بس أنا نفسى نقضيه احنا ال3 بس من غير عذول
مصطفى: أنا عارف انك مبتحبيش الاختلاط والتجمعات.. عشان كده بوظتيلى المفاجأة من بدرى..
ضحكت زوجته: مش أنا اللى بوظتها المرة دى..
أدار وجهه ليطالعها باستغراب: أمال مين أن شاء الله؟
فريدة: دومة..
قطب مصطفى ما بين حاجبيه: أزاى يعنى دومة؟
قبلت وجنته وهمست بأذنه: دومة أشترى تذاكر قطار لينا أحنا الثلاثة بتاريخ اليوم السابق لعيد ميلاده..
ابتسم مصطفى: دمة برده اللى عمل كده ولا مامت دومة؟
سردت فريدة لزوجها كيف أكتشفت تلك المفاجأة، كما وضحت كيف رتب طفلها للأمر فى الخفاء بمعاونة مربيته.. سعد مصطفى بصغيره، وحمد الله كثيرا على النعمة التى منحها له الله بعد سنوات عجاف قضاها وحيدا بلا أمل فى لم الشتات مع من تبقى من عائلته.. الآن لديه أسرة أغنته عن معارك كان دائما الطرف المنهزم فيها..
قاطعت شروده زوجته عندما استدارت برشاقة لتكن قبالته: لحقتك قبل متعمل حاجة.. بس بجد الرحلة دى هتفرحنى انا ودومة اوى.. انت مبتاخدش اجازات ووحشتنا اوى.. خصوصا أن ظروفنا الفترة دى متلخبطة ومعدناش بنلتزم بمواعيد أكلنا سوا..
قبلته من خده: عشان خاطرى وافق يلا عشان خاطرى..
مصطفى: ولو أنه صعب انى اسيب المستشفى واخد اجازة بس مقدرش ارفضلك طلب انتى او دومة..
بفرحة الاطفال: بجد متشكرة أوى أوى أوى.. أنا بحبك خالص يا بابتى..
ألقت نفسها بأحضانه، فرفع وجهها بأطراف أنامله ليقبلها من شفتيها: وانا بموت فيكى يا حبيبتى.. بس فى حاجة عاوز أطلبها منك..
حركت اصبعها على كلتا عينيها مبتسمة: من عنيا.. أأمر تطاع..
مصطفى بجدية: أنا قررت أفتح مصنع أدوية..
صاحت فريدة بذهول: What! (ماذا)..
----------------------------
يتبع
ان شاء الله
#رواية_ظلال_الماضى
#بسمه_السيد
#سلسلة_بين_دموعى_وابتسامتى
#قصص_وروايات_بوسى

 
 

 

عرض البوم صور بسمه ااسيد   رد مع اقتباس
قديم 02-10-17, 01:21 PM   المشاركة رقم: 62
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jul 2017
العضوية: 326571
المشاركات: 69
الجنس أنثى
معدل التقييم: بسمه ااسيد عضو له عدد لاباس به من النقاطبسمه ااسيد عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 101

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
بسمه ااسيد غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : بسمه ااسيد المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي **الحلقة27 : مصنع الأدوية

 

**الحلقة27 : مصنع الأدوية
مرت عشرة أيام مليئة بروتين العمل لمصطفى وفريدة.. لم يتحدث كلاهما عن مشروع مصطفى الجديد، والذى رفضته فريدة بشكل مبدئى.. وقد قرر مصطفى أقناعها خلال رحلتهم لأسوان.. فهو وقت مناسب ستكون فيه متفتحة العقل، بعيدة عن ضغوطات العمل المستمرة والتزماتها العائلية.. كما أنه الآن مشغول بكثير من الجراحات غير المعتادة، بالأضافة الى تقديمه مواعيد كثير من العمليات لينعم بأجازة لمدة أسبوع يصطحب فيها عائلته الى أسوان..
بينما فريدة هى الأخرى منشغلة بأمر صفقاتها الجديدة التى بدأت تظهر أسمها فى السوق كمبتدئة فى هذا المجال.. وعلى صعيد آخر تحاول توفير وقت أكبر لطفلها.. كما لم تنسى متابعة تلك الحمقاء التى تظن نفسها قد ترقى لتكون غريمتها.. هى فعلا حمقاء تنهج منهج الشباب المتهور، فهى تكاد تلازم مصطفى بحجة شغفها للتعلم.. ولا تخلو صحبتهما من كثير من المدح بعلم مصطفى والتغزل المباشر فى مهاراته.. كل خطوة تخطوها تلك الفتاة فريدة على علم بها من عينها بداخل المشفى "الممرضة الشابة".. وما أثار حفيظة فريدة أن زوجها لم يحادثها ولو سهوا عن عايدة.. فمما يبدو أنه لم ينتبه لنيتها، أو أنه بالفعل منتبه ولا يعنيه أمرها، أو ربما أعجبه تصرفاتها معه.. طردت الأحتمال الأخير لثقتها بنضج زوجها، وبقى لديها الأحتمالان الأخران واللذان لم تحسم الجدال بينهما..
--------
وصلا ليلا بعد سفر بالقطار أستغرق ساعات طويلة الى ذلك الفندق الصغير بأسوان.. ذلك الفندق الذى يمتاز بعراقته وعمره الطويل، فأجواؤه كما البيوت الأسوانية بسيطة مريحة مما جعلته ملجأ للسائحين الذين يرغبون بالمعيشة الأسوانية، فاكتسب شهرته على مر السنين..
وقع أختيار مصطفى على ذلك الفندق لمعرفته السابقة به، فقد كان قديما يقضى أوقاتا شتوية جميلة خلال أجازاته السنوية من جامعته بلندن بصحبة عائلة أبيه الراحلة أيام جده سليم باشا الجوهرى..
كان ثلاثتهم يعانون من أرهاق السفر فبمجرد وصولهم للفندق صعد ثلاثتهم لذلك الجناح الذى هو عبارة عن غرفتين صغيرتين متصلتين بباب داخلى.. أحتل آدم الغرفة ذات المساحة الأصغر وقد نام الصغير بثيابه ولم تستطع والدته أبدالها، فدثرته بفراشه ولحقت بزوجها فى الغرفة الأخرى.. لتنعم الأسرة بجرعة نوم طويلة لبدء رحلتهم باليوم التالى بين أحضان أسوان الساحرة..
--------
أربعة أيام فى الجنة
أسوان حلم جميل
أمتزجت فيها الألوان لصنع لوحة فنية مبهرة
نغمات موسيقى منسدلة من هنا وهناك
أختلطت رغم أختلافاتها فصنعت سيمفونية فنان
بين ماضى وحاضر
أصبحت جسرا لتاريخ أمتد لألاف الأعوام
هنا ترى معابد أبوسمبل وكوم أمبو
تتجسد على ضفاف النيل عراقة حضارتنا الفرعونية
بمعبدى أبوسمبل ونفارتارى
لتلتفت فتجد حائط صد بمثابة أضخم أمجاد الحاضر
سدنا العالى حامى مياهنا الغالى
ساعات تلتها ساعات
تجوال بين جنبات جزيرة النباتات وحديقة أميرتنا فريال
لتختم بليلة بصحبة أهلنا بالنوبة
حيث مالذ وطاب من طعام بوصفات الأجداد
وفلكلور نوبى يؤثر قلب وروح كل مشتاق للجمال
--------
أنها الليلة الأخيرة بأسوان تقضيها العائلة بأحد بيوت النوبة البسيطة.. خلد الصغير للنوم سريعا، تشوقا ليوم غد حيث قبلة رحلتهم الجديدة، طيبة الجميلة أسيرة الشمس صاحبة اللقب الخالد مدينة الشمس..
مصطفى يطالع السماء تلك الليلة من شرفة غرفته الصغيرة عندما دلفت زوجته تتهادى بقميص نومها الستانى الأحمر بدلال.. نجمة من السما هبطت لتكون بضوئها ملكه.. لا يطالع جمال الجسد فقط بل بالأحرى ينفذ الى ضياء روحها التى أشعت بجلال فى حياته.. فطالعها بنظرات عاشق متيم أسر عينيها، فأخفضت رأسها حياء.. فاقترب منها، ثم ألتف حولها ليقف خلفها.. ضمها من خصرها فالتصق ظهرها بصدره، ليشتم عبيرها الأخاذ فيستمتع بذلك العطر الفرنسى الذى يحب تسميته بأسمها بدلا من أسم ماركته الشهيرة:
- أنتى ميلقش عليكى غير خمس حروف بس..
- فريدة..
- أميرة..
- جميلة..
- وأخرهم (جذب مصطفى يدها برقة وقربها من فمه ليطبع على أناملها قبلة رقيقة) حبيبة..
لمعت عيناها، وانفرجت شفتاها عن ابتسامة أشرقت لها وجهها.. لقد منحها زوجها السعادة التى تجعله بحق زوج صالح.. فالتفتت بوجهها ناحيته تطالع عيناه، ثم همست بهيام:
- طب أرد عليك بأيه؟
- لسانى بيعجز أدامك يا مصطفى..
- بحبك..
قبل شفتيها بنعومة عدة قبلات متتالية فسحبها لعالمه الخاص، لتفيق على كلماته الهادئة: بيتهيألى نقدر نكمل كلامنا دلوقتى..
سحبها من يدها ليجلسا على فراشهما.. هو لا يكل ولا يمل حتى ينفذ غايته.. لا يجبرها على شئ, ولكنه يستطيع أسر طاعتها بمهارة يحسد عليها.. هى طفلة بين يديه، تعاند كثيرا وتعترض أكثر، ولكنها تستسلم فى النهاية لرؤيته الشمولية..
وقد فطنت هى تماما لما سيحادثها بشأنه.. يستطيع أبهارها بقناعاته.. تنظر له بأعجاب طفلة بأبيها.. تريده يحدثها واصلا ليلا بنهار بلا ملل ولا كلل.. كثيرا ما تعانده، لتستمتع بوقت أكبر بصحبته.. تبهر بحججه وفلسفته، فتتمادى فى الرفض لتنهل من خبرته.. وهى تعلم أن فى النهاية ستستسلم لأرادته..
أدعت فريدة التذمر وابتسامة انفرجت لها شفتيها عن آخرهما.. فضحكت عيناها العسليتان، ليضوى اطارهما الزيتونى بسهام أخترقت عيناه السوداوان لتشتعل طبول مهرجان بهما معلنة عن بدء ليلة مليئة بالمشاكسات ومنتهية بكثير من الرومانسية: لأ.. أحنا متفقناش على كده.. دى أجازة مفيش شغل..
جذب فكيها برفق بأطراف أنامله: بطلى شغب شوية.. أنا سبتك كتير براحتك عشان لما نتكلم نوصل لقرار أخير..
أبعدت وجهها عن يده بعناد: أنا مش موافقة يا مصطفى.. المشروع ده خسران خسران..
مصطفى بهدوء: ممكن أعرف ليه خسران؟
فريدة ببساطه: لأن ببساطة ده مش تخصصك ولا تخصصى.. أزاى هنعمل مصنع أدوية وأحنا مش أهل للمشروع؟
مصطفى: بسيطة هيبقى تحت أيدك فريق متخصص قانونى وأدارى وصيدلى..
فريدة: لما نشتغل فى حاجة مش بتاعتنا يبقى ده أول خطوات الفشل.. أولا معندكش سيولة تكفى لبنا مصنع وشراء ماكينات وأجهزة.. غير أن ده كله هيخضع لوزارة الصحة.. وهندخل فى دوامات تمتد لسنين فى حالة أننا أصلا قدرنا نبنيه..
مصطفى: متشغليش بالك بالفلوس.. كل الأرصدة اللى فى البنوك تحت أمرك، وشركتك هتوصل لأفضل عروض توريدات المكن والأجهزة وده هيوفر جامد..
قاطعته فريدة: وليه اللفة دى كلها.. يا سيدى نبنى مستشفيات جديدة فى محافظات الصعيد مثلا.. المشروع ناجح جدا، ومربح للغاية.. والأهم هنقدر عليه مش جاهلين بيه..
مصطفى: أنتى عارفة البلد بتتكلف أد أيه كل سنة فى أستيراد أدوية؟ طب عارفة كمية الأدوية اللى كتير بتشح فى السوق عشان تغلى ولا تحتكر؟
قاطعته من جديد: أعذرنى أنا مش موفقاك.. مش معنى أن فى مشاكل فى سوق الأدوية هنا أننا ندخل فى مشروع فوق أمكانياتنا ومنعرفش فيه حاجة..
مصطفى بغموض: لأ نعرف..
تعجبت فريدة: هنعرف أزاى بس؟
مصطفى بغموض أكثر: بعدين يا فريدة هعرفك كل حاجة..
فريدة بتذمر: يا مصطفى أصلا مش هعرف أخطى فيه خطوة واحدة..
مصطفى: كل اللى مطلوب منك دراسة جدوى تفصيلية فى أقرب وقت..
أزدادت تعابير وجهها تبرما، ولم يعيرها أهتماما حتى لا تتمادى: بعدها هتشوفى حتة أرض مناسبة لبنا المصنع، وترتبى موضوع شرا المعدات..
فريدة: كده مش هنخلص ولا بعد كام سنة، أنت عارف كم التصاريح والأوراق القانونية أد أيه، غير البنا طبعا؟
مصطفى: كويس أنك جبتى السيرة..
طالعته بتعجب، بينما أكمل هو حديثه: محدش يدرى بالموضوع نهائى.. مفيش ورقة هتتكتب فيها كلمة مصنع أدوية.. هتشترى حتت أرض عادى وتبنيها بسرعة والمعدات هتتعاقدى عليها، ولما كل حاجة تبقى جاهزة عندى اللى هيخلصوا الورق فى لمح البصر..
فريدة بتعجب: ليه ده كله؟ ليه مصمم أوى كده؟
يهمس مصطفى بحزن: عاوز ألم عيلتى حواليا..
ألقت بنفسها بين أحضانه: يا حبيبى أنا وآدم معاك علطول.. ومحناش محتاجين تدور على مشاريع تأمن حياتنا..
ربت على رأسها بحنو: فريدة عاوز كل الورق يتكتب بأسمى..
أستغربت فريدة كلماته، فلأول مرة يصنع فرق بينهما.. هى لم تطلب منه شئ يوما، بل هو المعطاء بسخاء.. ضايقها ذلك ولكنها أجادت المحافظة على تعابير وجهها: حاضر..
ثم أستأنفت حديثها لتنهى الحوار فى ذلك الأمر: طب فى مفاجآت تانية ولا كده خلاص؟
مصطفى: هنغرق مصر بسلسلة صيدليات..
فريدة: جهة توزيع يعنى للأدوية.. فكرة ممتازة طبعا..
ثم أعقبت: بس ممكن نتفق مع صيدليات موجودة بالفعل..
مصطفى: عاوز الصيدليات تبقى كلها تحت أسم صيدليات الحياة..
فريدة: زى الشركة؟
أومأ برأسه مؤيدا لما توصلت له، فتابعت: الفلوس تحل كل حاجة.. وكده هنوفر كتير.. أسم الحياة هيكون على كل لسان فى مصر..
----------------------------
يتبع
ان شاء الله
#رواية_ظلال_الماضى
#بسمه_السيد
#سلسلة_بين_دموعى_وابتسامتى
#قصص_وروايات_بوسى

 
 

 

عرض البوم صور بسمه ااسيد   رد مع اقتباس
قديم 05-10-17, 12:21 AM   المشاركة رقم: 63
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jul 2017
العضوية: 326571
المشاركات: 69
الجنس أنثى
معدل التقييم: بسمه ااسيد عضو له عدد لاباس به من النقاطبسمه ااسيد عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 101

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
بسمه ااسيد غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : بسمه ااسيد المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي **الحلقة28 : مذبحة القلعة 2002

 

رواية "ظلال الماضى"
**الحلقة28 : مذبحة القلعة 2002
وصلت عائلة مصطفى الأقصر فى الصباح الباكر لليوم التالى، فتناولوا الأفطار بمطعم ذلك الفندق الشهير الذى وقع أختيار مصطفى عليه.. ولم يرغب الصغير فى نيل أستراحة، فقد كان متطلعا لزيارة المعالم السياحية التى أخبرته أمه عنها طوال الطريق من أسوان للأقصر لتقصى على الملل المتسرب لصغيرها.. وبالفعل قضوا اليوم بين أحضان معبد الكرنك وما حوله، وقد عادوا عندما تملك التعب والأرهاق منهم فخلدوا للنوم مباشرة..
عند العاشرة والنصف ليلا دق هاتف غرفة مصطفى، فتململت فريدة بضيق: يوووو.. ده وقت حد يتصل فيه..
ثم جذبت الوسادة فوق رأسها لتمنع عنها صوت الرنين، بينما رفع مصطفى السماعة ليجيب من وسط نعاسه: ألو.. مين؟
أنتفض مصطفى من نومته فزعا عند سماع محدثه من الطرف الأخر: طيب أنا راجع حالا.. أتصرف على ماجى..
ثم أغلق الهاتف دون سماع رد محدثه..
أعتدلت فريدة، فسألته بقلق عندما طالعت ملامحه الجامدة الناظرة للفراغ: خير يا مصطفى..
مصطفى بسكون يسبق العاصفة: قومى أجهزوا، هنرجع حالا..
أستغربت فريدة قراره: ليه؟
فصاح مصطفى بها لأول مرة منذ دخولها لحياته: بقولك قومى.. يلا..
أرتجفت فريدة على أثر صراخه بها، هى لم تعد حمقاء كالماضى فتواجه شخص غاضب.. الفرار هو الحل الأمثل الذى سيضمن لها النجاة دون خسائر قد تتسبب فى أذيتها.. فأسرعت مهرولة لذلك الدولاب تسحب فستانا بسيطا ترتديه.. وعلى عجالة هرولت لحجرة طفلها توقظه رغم تذمره.. وقد حمدت الله كثيرا أنها لم تجد متسعا من الوقت قبل نومها لأفراغ الحقائب، والا لكانت تأخرت فنالت صدمة أخرى من عصبية مصطفى التى تشهدها لأول مرة..
ألتقط مصطفى سماعة الهاتف ليتصل باستقبال الفندق: ألو.. أنا مصطفى الجوهرى.. حضرلى عربية تنزلنا القاهرة فى خلال 10 دقايق.. بأى تكلفة.. المهم العربية تكون حالتها كويسة..
طوال الطريق حافظت فريدة على صمتها، واستطاعت السيطرة على طفلها حتى لا يزعج أباه الجالس بجوار السائق فى سابقة تعد الأولى من نوعها.. كان مصطفى متجهم الوجه صامت تماما، يبدو أن بعقله مئات الأحاديث والحسابات المطولة.. وصلوا القاهرة ولكن بدلا من الذهاب للفيلا اتجهوا الى المشفى..
وبمجرد وصول السيارة الى البوابة هبط مصطفى سريعا فأمر الأمن بمحاسبة السائق بسخاء.. بينما أمر بتوفير أحد سيارات المشفى لتوصيل زوجته وطفله الى المنزل.. ودون توديعهم أتجه مصطفى مهرولا لداخل المشفى وسط نظرات فريدة الساخطة..
--------
بعد ساعات يذرع رجل ذو هيبة الطرقة أمام غرفة العمليات ذهابا وأيابا فى توتر.. يدخن سيجاره الضخم بغضب وكأنه يصارعه.. يرتدى بذلة فخمة، ولكنها أصبحت غير مهندمة من أثر الأتربة العالقة بها، فلطخت سوادها.. بالأضافة لتلك البقع الحمراء بياقة قميصه ذو اللون الأبيض سابقا..
يخرج مصطفى من غرفة العمليات ومازال واضعا الكمامة على فمه، فيصيح بذلك الرجل عند رؤيته: أطفى الزفت ده يا عم رشدى.. دى منطقة عمليات..
على عجالة رمى سيجاره أرضا ليدهسها بكعب حذائه الكلاسيكى ذو الماركة المعروفة، بينما مصطفى يتابعه بطرف عينه فى غضب، فى حين أشار لأحدى الممرضات بالتصرف لتنظيف المكان.. بينما يخرج السرير المتحرك بالمريض متجها لغرفته فى نفس الدور..
أقترب رشدى من مصطفى ليسأله: طمنى..
كلمة واحدة تحمل أملا كبيرا له، بينما تحمل عبء كاملا على مصطفى.. فيجيب مصطفى مضطرا: مقدرش أقول حاجة دلوقتى.. لو عدى 48 ساعة الجايين على خير، ممكن نقول أن فيه أمل..
أومأ رشدى برأسه متفهما: ومنال؟
مصطفى بجدية: مع الأسف مش هتقدر تمشى تانى..
أخذ رشدى نفسا طويلا، ثم زفره ببطء وهو يضغط على شفته السفلية بأسنانه محاولا السيطرة على نفسه.. بينما أراد مصطفى تأدية واجب العزاء: البقاء لله..
فرد رشدى بقوة وشموخ: لا يا ابن سالم احنا صعايدة مبنخدش عزا الا لما ناخد التار..
ثم تركه وذهب لأقرب كرسى ليجلس عليه، بينما أضطر مصطفى للمغادرة لمتابعة حالة مرضاه..
--------
تترجل عن سيارتها بسرعة وتوتر أمام المدخل الرئيسى لمستشفى الجوهرى عشرينية صاحبة قوام رشيق، ترتدى قميص أبيض وبنطلون أسود وحذاء رياضى, تجمع خصلاتها السوداء القصيرة برباط شعر أسود وتخفى وجهها خلف نظارة شمسية داكنه..
حاولت الدخول ولكن منعها الأمن، بسبب أوامر دكتور مصطفى صاحب المشفى بعدم السماح لأى فرد الدخول أو الخروج هذه الفترة.. غضبت فأثارت فوضى، فأضطر فرد الأمن صاغرا الأتصال بالدكتور مصطفى الذى صاح بشدة بسبب مقاطعته عن عمله ولكنه أستكان قليلا عندما علم بهويتها، فأمر بدخولها سريعا..
ما أن دلفت للساحة الداخلية للمشفى حتى أصطحبتها أحدى الممرضات الى الطابق الثالث حيث وجدت أباها جالسا مطرق الرأس، فطالعته بحقد: أخواتى فين؟
بمرارة رفع رأسه: دلوقتى بقوا أخواتك! جاية ليه يا بنت غفران؟
جزت على أسنانها واقتربت منه ومازالت تلك النظرة على محياها: عملت فيهم أيه؟
لم يجيبها، كانت حدقتيه زائغة.. لا يستطيع رفع نظره اليها ليجيبها على سؤالها الذى يبدو بسيطا فى حروفه المنطوقة صعبا على قلبه الذى يحاول الصمود.. وعندما طال صمته تفوهت بغضب وهى تصرخ بوجهه: أنا قلتلك مترميهمش فى حفرة كامل أبو المجد.. قلتلك طلعهم برة دايرة أبليس بتاعتكم دى..
ثم أتجهت بعنف تمسكه بكلتا يديها من ياقة قميصه الملطخة ببقع دماء صائحة بغضب شديد : جرجرتهم لسكتك أنت وهو ليه؟
خرج مصطفى من غرفة المريض معترضا على ذلك الصوت العالى بالخارج: فيه أيه؟ ليه الدوشة دى؟
تركت الفتاة أبيها، والتفتت للطبيب تطالعه برجاء وهى تقترب منه: مصطفى.. فين أخواتى؟
وقفت قبالته ومازالت تتابع أسئلتها برجاء: قولى أنهم كويسين وبخير.. أرجوك..
أطرق مصطفى وجهه لأسفل: أنا أسف يا بيان..
وكأن خنجرا رشق بقلبها فأغمضت عيناها تحاول الحفاظ على ثباتها لتسأل سؤالها الأخير: طب أولادهم؟
ظل مصطفى مطرق الوجه، بينما تنظر له بيان بدموع راجية أن تكون الأجابة عكس ما تتوقع..
--------
قررت فريدة تعويض الصغير عن قطع رحلته، فقضت اليومين الباقيين بصحبة الصغير مابين النادى وأماكن الترفيه للصغار.. وعند أنتهاء الأجازة أستأنفا حياتهما اليومية عدا مصطفى المختفى تماما كما لو كان منعزلا عنهما..
عقدت النية على الأتصال به من مكتبها بالشركة لتكن البادئة مادام قد نسيهم هو فسوف تذكره هى، ولكن زاد حنقها عندما أجابتها أحدى الممرضات أن زوجها مشغول وعند تفرغه سيعاود الأتصال بها..
أغلقت هاتفها فى غضب، لا تفهم ما يجرى حقا.. وهل سيؤثر ذلك سلبا على حياتها الهادئة أم لا.. وحتى لا تخضع لمشاعر وأفكار سلبية قررت مطالعة الصحف المرصوصة على طرف مكتبها طوال الأسبوع الماضى..
سرقها الوقت حتى أنتبهت لعنوان خبر غريب بأحد الصحف القومية، فطالعته باهتمام.. الخبر تحت عنوان "مذبحة القلعة من جديد" بقلم الصحفى " خالد البلتاجى"..
اتصال هاتفى ورد فريدة بمكتبها منعها من قراءة ذلك المقال، فتركت الجريدة من يدها لتسحب سماعة الهاتف: ألو..
الممرضة: ألو.. أزى حضرتك يا مدام فريدة..
فريدة: أهلا يا صباح..
صباح: بحاول أتصل بيكى يا مدام فريدة بقالى يومين..
فريدة: خير..
صباح: المستشفى مقلوبة..
فريدة بعصبية خفيفة: صباح أنجزى.. مانا عارفة.. مقلوبة ليه..
ثم صمتت قليلا لتتابع: هو ده اللى عايزة أعرفه..
صباح: محدش يعرف حاجة، غير أن فيه حادثة.. فجأة المستشفى أتقلبت.. والدور التالت أتفتح.. وأتمنع أى حد يتحرك من مكانه.. لحد مرجع دكتور مصطفى.. معايا يا مدام..
فريدة: متعرفيش مين اللى فى الحادثة؟
صباح: لا والله يا مدام..
فريدة: طب كملى..
صباح: دكتور مصطفى أدى كل الموجودين فى المستشفى سواء دكاترة أو تمريض أجازة مدفوعة..
رفعت فريدة أحد حاجبيها لأعلى وهى ترجع ظهرها لظهر مقعدها: أزاى يعنى؟ والمرضى؟
صباح: أى حد معاه حالة فضل..
فريدة: وأنتى وعايدة؟
صباح: أجازة يا هانم..
فريدة: وهى مشيت عادى! محاولتش تفضل يعنى؟
صباح: حاولت يا هانم.. وكانت مصيبة على دماغها.. صوت دكتور مصطفى وهو بيطردها من مكتبه سمع المستشفى كلها..
ابتسمت فريدة: طيب يا صباح وقفى كل اللى طلبته منك.. كده مهمتك أنتهت، وأنا هكمل.. حسابك وفوقه مكافأة كبيرة هتوصل النهاردة بيت مامتك..
صباح: شكرا يا مدام..
أغلقت فريدة سماعة الهاتف، ثم سحبت أحد أقلامها لتعبث به مفكرة فى ذلك الأمر الغريب:
- ايه الحكاية بالظبط؟
- الدور التالت ايه حكايته؟
- ده عامل زى الفاتيكان..
- أنت عاملها دولة داخل دولة يا مصطفى؟
ثم أبتسمت: ولا أنا مالى..
وقد زادت ابتسامتها اتساعا فى ظفر محقق لاشك فيه: المهم أنك كده هتمسك عايدة لوحدك من غير تدخلى..
----------------------------
يتبع
ان شاء الله
#رواية_ظلال_الماضى
#بسمه_السيد
#سلسلة_بين_دموعى_وابتسامتى
#قصص_وروايات_بوسى

 
 

 

عرض البوم صور بسمه ااسيد   رد مع اقتباس
قديم 09-10-17, 12:20 AM   المشاركة رقم: 64
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jul 2017
العضوية: 326571
المشاركات: 69
الجنس أنثى
معدل التقييم: بسمه ااسيد عضو له عدد لاباس به من النقاطبسمه ااسيد عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 101

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
بسمه ااسيد غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : بسمه ااسيد المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي **الحلقة29 : نوبة غضب ج(1)

 

رواية "ظلال الماضى"
**الحلقة29 : نوبة غضب ج(1)
مرت أيام أنقطعت فيها الصلة بين فريدة وزوجها.. كلما أتصلت جاءها الرد عبر أحد مساعديه بأنشغاله وحين توفر الوقت سيعيد الأتصال الذى لن يحدث.. حتى أنها ذهبت للمشفى ولكن منعت من الدخول مما زاد من حدة غضبها وتوترها..
تجلس على مقعدها الجلدى تتأرجح يمينا ويسارا، مسقطة رأسها من فوق حافة ظهر المقعد للخلف لتطالع سقف مكتبها:
- ايه الحكاية الزفت دى؟
- مين يعنى اللى هيكون فى الدور التالت؟
- مصطفى كان قايلى أن الدور ده خصصه جده سليم باشا أيام عبدالناصر لقيادات الثورة..
- ودلوقتى بقى للكبار.. وزير.. محافظ..
- يمكن يكون رئيس الجمهورية؟
- لا لا لا.. أكيد هيسافر ألمانيا يتعالج.. أو هتبقى المستشفى ثكنة عسكرية..
- ما انتى شايفة مصطفى عامل حوليها حظر تجول.. مانعك أنتى شخصيا تقربى..
- برده مين هناك؟
قطع تفكيرها رنين الهاتف القابع على سطح مكتبها، فرفعت السماعة لتجيب عند سماعها صوت محدثها بعتاب: أخيرا أفتكرتنا!
مصطفى بصوت يفضى بارهاق شديد: أنا أسف يا حبيبتى..
وبمجرد سماعها لاعتذاره توترت فاقتربت بمقعدها للمكتب، وأجابت باضطراب: أرجوك متعتذرليش تانى.. أنت لو عملت فيا أيه مش هشيل منك.. بس..
صمتت قليلا وقد زاد أرتباكها: أنا قلقانة عليك.. وخايفة..
سألها متعجبا، وقد زاد حدة صداعه: خايفة!
أجابته بارتباك: أنا مش متعودة على غيابك عنى.. ومش فاهمة السبب..
طوال السنوات الماضية يسعى بجهد حثيث لجعلها قوية تستطيع مواجهة الحياة بكل صعابها.. وقد نجحت بالفعل، ولكنها تفعل ذلك وهى متشبثة به، كطفلة متعلقة بأبيها فتلازمه.. يخشى أن يكون للقدر رأى آخر فيحيل بينهما، فتنهد بقوة: فرى.. أنتى قوية بنفسك..
رفضت كلماته هذه المرة، فأجابت بعصبية ممزوجة بالحدة: لأ أنا قوية بيك.. فى غيابك تايهة وضايعة..
زفر بضيق، ولكنه تمالك أعصابه: عارفة الأيام اللى فاتت كانت صعبة عليا.. مشغول.. مبنمش.. مش عارف حتى أكلمك أنتى وآدم.. بس مطمن عشان أنتى مكانى..
--------
يجلس بمكتبه بالمشفى يراجع بعض الأوراق الأدارية.. عيناه حمراوان من طول السهر.. يتثاءب بين الفينة والأخرى، فيغمض عيناه ويضغط عليهما، ثم يفتحهما بقوة لمطالعة الأوراق أمامه حتى سمع رنين الهاتف..
لم يكن رنينا عاديا، وأنما هى مكالمة دولية.. طالع تاريخ اليوم، ليجده ليس يوم الأتصال المعتاد..
تبا..
أذن مصيبة جديدة قد وقعت..
ود لو تجاهل الأتصال عله ينعم بالراحة، ولكن لا مناص من الأجابة.. فرفع سماعة الهاتف، ودون حتى ألقاء للتحية سأل مباشرة: Adrian, what's happened? (أدريان ماذا حدث؟)..
أدريان بأسف: I'm sorry my friend, he disappear again.. (أسف يا صديقى ، لقد هرب مرة أخرى)..
أشتعل رأسه غضبا، فأجاب بانفعال: What did you say! How? (ماذا! كيف حدث ذلك؟)..
ثم بخيبة أمل أكمل: Where were you? I was trust you Adrian.. (وأين كنت؟ لقد وضعت ثقتى بك)..
أدريان بحيرة من أمره، فقد خذل صديقه ولم يحافظ على الأمانة التى كلفه بصونها: Mostafa, Really I don't know what I should say.. (لا أعرف بماذا أجيبك)..
مصطفى بعصبية وقد أصابته نوبة غضب: Find him now.. If he falls in danger, I'll kill you.. (جده فى أسرع وقت.. سأحاسبك حسابا عسيرا أذا أصابه مكروه)..
أدريان: I'll bring him again.. (سأجده)..
شدد مصطفى على صديقه: Adrian, he's your responsibility.. (أنه مسئوليتك أدريان)..
أدريان: Don't worry.. (لا تقلق)..
حاول مصطفى الهدوء: Notify me about any new.. (أبلغنى بالمستجدات)..
أدريان: Ok (حسنا)..
مصطفى: When you find him, put guards in front of his room.. (وعندما تعثر عليه ضع حراسة مشددة على غرفته من رجالك)..
ثم تابع: And you must know how he escaped.. (واعرف بطريقتك كيف أستطاع الهروب مرة أخرى)..
أدريان: ..Ok (حسنا)..
أغلق سماعة الهاتف.. ظل يحك جبهته بيسراه.. لقد تملك الغضب والقهر منه.. فمهما فعل له، سيظل هو يهرب منه.. خوفه الآن أن يتسبب ذلك الفتى الأحمق فى نهايته، فآخر مرة نجده فى اللحظة الأخيرة بمعجزة ألاهية يخشى ألا تتكرر.. فيالحظك البائس مصطفى، فالمصائب عندك لا تأتى فرادى أبدا..
--------
شهر كامل قضاه مصطفى بالمشفى.. أكتفى بمكالمة هاتفية للمنزل كل مساء قبل موعد نوم آدم للاطمئنان عليه وعلى زوجته.. ويرسل السائق لها كل يومين لأحضار ملابس نظيفة.. وقد أستطاعت فريدة تقبل الوضع، وتخفيفه عن صغيرها بمزيد من الترفيه والرعاية..
بينما العمل على قدم وساق بشركتها.. فهى تجهز عقود صفقات جديدة من ناحية، ومن أخرى تجهز بيانات مشروع زوجها الجديد "مصنع الأدوية" بمعاونة ثلاثة من أكفأ موظفيها.. تريد فى أقرب وقت تجهيز دراسة جدوى شاملة للمشروع.. كما كلفت أحد موظفيها بالبحث عن أرض ذو مساحة مناسبة تصلح لأنشاء مصنع كبير بمنطقة جديدة لتوفير الأموال..
--------
يطالع مصطفى الأوراق الخاصة بالدور الثالث بمشفاه حيث أذونات التوريد، لينتبه لوجود طلب شراء أحد العقاقير شحيحة التواجد بالسوق.. أستغرب من الأمر فأخر معلوماته أن لديه بالمخزن رصيد من ذلك العقار، أذن فما الداعى لشراء جديد؟.. أستدعى مسئول الصيدلية ليسأله عن الأمر، وقد توعد بمحاسبة المقصر..
أمسك مصطفى بورقة صغيرة يشير بها للصيدلى الجالس على المقعد المقابل لمكتبه: ممكن أفهم أيه أذن الصرف ده يا دكتور؟
تناول الصيدلى الورقة بهدوء ليطالعها، ثم بعد دقيقة تفكير عدل من وضع نظارته الطبية على أنفه ليجيب: ده أذن شرا لعقار ..... حضرتك منبه عليا أن قبل الرصيد ميخلص أنى أجيب غيره عشان صعوبة توفيره..
ثم ناوله الورقة مرة أخرى، ليعيد ضبط نظارته: وده اللى عملته فعلا..
زفر مصطفى بضيق، وبعصبية حاول جاهدا السيطرة عليها: أزاى قرب يخلص! هو أحنا أستخدمنا الرصيد اللى فات أمتى أصلا؟
تلميح بتبديد العهدة لم يقبله الصيدلى الشريف على نفسه، فأجاب بحدة مبرئا ساحته: والله أنا كل مهمتى أصرف الروشتات، ومش مشكلتى أن دوا السحب عليه كان أوفر الفترة اللى فاتت.. وتقدر حضرتك تراجع دفاترى..
مصطفى وقد تمالك أعصابه: الدفاتر لو سمحت دلوقتى.. عاوز أعرف مين اللى سحبوا الدوا ده وأمتى؟
بعد دقائق أحضر الصيدلى دفاتره ليراجعها مصطفى، وقد كانت مفاجأة بالنسبة له أن كثيرا منها سحب بأمر من الطبيبة "عايدة البلتاجى"..
أستدعى مصطفى كبيرة الممرضات، وأمرها بأحضار كل الملفات الطبية الخاصة بالطبيبة عايدة ليراجعها بنفسه.. ومفاجأة أخرى أذهلته، نفس عدد العقاقير المسحوبة موزعة على ملفات المرضى على الرغم من عدم حاجتهم لها.. أذن اما هى طبيبة فاشلة تعرض حياتهم للخطر، أو أنها وسيلة لأخفاء العقاقير.. الأحتمال الأول أثبتت حالة المرضى أنعدامه، حيث أنهم جميعا قد تحسنت حالتهم بل أن أغلبهم غادر المشفى بالفعل.. أذن لا يبقى سوى الأحتمال الآخر.. هى سارقة.. هى خائنة لقسم الطبيب المقدس..
أصابته نوبة غضب جديدة:
- بنت ......
- أنا تسرقنى!
- بتستغفلنى أنا!
- كانت بتدور أزاى تكسب ثقتى طول الوقت عشان مدورش وراها..
- أنا بقى هعملك حظر مزاولة المهنة يا بنت البلتاجى..
ثم خرج صائحا بأحد مساعديه: هاتلى عايدة البلتاجى حالا..
----------------------------
يتبع الجزء الثانى
ان شاء الله
#رواية_ظلال_الماضى
#بسمه_السيد
#سلسلة_بين_دموعى_وابتسامتى
#قصص_وروايات_بوسى

 
 

 

عرض البوم صور بسمه ااسيد   رد مع اقتباس
قديم 09-10-17, 12:24 AM   المشاركة رقم: 65
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jul 2017
العضوية: 326571
المشاركات: 69
الجنس أنثى
معدل التقييم: بسمه ااسيد عضو له عدد لاباس به من النقاطبسمه ااسيد عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 101

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
بسمه ااسيد غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : بسمه ااسيد المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي **الحلقة29 : نوبة غضب ج(2)

 

رواية "ظلال الماضى"
**الحلقة29 : نوبة غضب ج(2)
تتهادى على الدرج بخطوات قصدت أن تكون متمهلة للغاية مرتدية ذلك الفستان الذى لم يتعدى ركبتيها، أحمر اللون أمتزج مع أحمر شفاة نارى.. حذاء أسود ذو كعب عالى يدق الأرض دقا معلنا أقتراب وصولها.. تعمدت أن تكون أطلالتها ساحرة، بعيدة عن كلاسيكيتها المعتادة فى العمل.. أرادت أن تريها وجه الزوجة الشابة التى تفننت فى أحكام السيطرة على قلب زوجها..
عطر فرنسى فواح أسفر عن قدوم أمرأة لا تتمتع بأنوثة مثيرة فقط فتجعله سلاحها الوحيد، وانما أندمج مع ذكاء شديد جعلها محاربة من العيار الثقيل.. هذا ما علمته عايدة مع الأسف متأخرا.. تتمنى لو عاد الزمن للوراء فلا تطع والدتها ولكانت أكتفت بتحذير فريدة الوحيد لها، فتخلت عن معركة هى الخاسرة الوحيدة بها.. وأى خسارة الآن ستواجها، فمستقبلها الآن فى خطر.. ووحدها فريدة من بأمكانها أثناء دكتور مصطفى عن عزمه، بعدما نفذت منها كل سبل أقناعه.. بالطبع لم تتمادى بالغباء مرة أخرى وتذكر أسم فريدة، والا كان القضاء على مستقبلها مؤكدا.. فرجل مثل ذلك الطبيب لن يسمح بالزج بأسم زوجته فى تلاعب بأرصدة أدوية.. كما من غير المعقول أن يصدق أنها مجرد ضحية كيد نساء خبيث، خاصة مع أختفاء فريدة تماما من المشفى.. فبالنسبة اليه لا تحتاج زوجته خوض حرب لأجله، لأنه باختصار قلبا وعقلا وروحا لها..
نظرت لها فريدة بهامة مرتفعة بعد أن جلست بمقعدها الوثير واضعة ساقا فوق أخرى بتعالى: أهلا دكتورة عايدة.. نورتى بيتى المتواضع..
حدجتها عايدة بنظرة ساخطة: دى فيلا يا مدام فريدة مش مجرد بيت..
طالعت فريدة المكان من حولها لتجيب بابتسامة متشفية: هى فعلا فيلا.. بس بالنسبة لينا "تقصد عائلتها" مش مجرد مساحات كبيرة، دى بيت دافى..
زفرت عايدة بضيق، فلا داعى الآن لاستعراض قوة المنتصر.. هى جاءت لتعترف بالهزيمة لتنجو بمستقبلها: من فضلك يا مدام تنهى الحرب دى..
رسمت فريدة ملامح الدهشة على وجهها ببراعة: حرب أيه!
عايدة: مدام فريدة من فضلك.. أنا مش غبية عشان معرفش أنك ورا موضوع الأدوية..
فريدة ومازالت مرتدية قناع الدهشة: دكتورة عايدة حقيقى مش فاهمة تقصدى أيه.. تقدرى تشرحيلى الموضوع..
عايدة بعصبية حاولت السيطرة عليها: أنتى اللى ورا سرقة الأدوية.. وورطينى فيها..
فريدة ببرود: وياترى هعمل كده ليه؟
أجفلت عايدة من سؤالها.. فهل ستعترف بلسانها أنها قد حاولت أستدراج زوجها فى علاقة لهدم بيتها والحلول مكانها: خلصينى من المصيبة دى.. واوعدك أنى مش هقرب تانى..
صمتت عايدة عن أستكمال كلماتها، فابتسمت فريدة أبتسامة صفراء رافعة أحد حاجبيها لأعلى: مش هتقربى من أيه؟
أستجمعت عايدة شجاعتها لمرة أولى وأخيرة، فغريمتها لن تتراجع عن كسر أنفها: مش هقرب من دكتور مصطفى تانى..
حدجتها فريدة بنظرها مطولا قبل أن تجيب بابتسامة ظافرة: أنتى مقربتيش منه أولانى عشان تقربى منه أصلا تانى..
أزدردت عايدة ريقها فى توجس فلا سبيل لديها لأقناع فريدة بالتخلى عن أنتقامها: مدام فريدة أنا واقعة فى مصيبة ومستقبلى بيروح.. ده غير أنى أخواتى الأتنين أختفوا ومش عارفين نوصلهم.. أنا حياتى كده بتدمر..
أثار أنتباهها حديثها عن عائلتها: يعنى أيه أختفوا؟
دلكت عايدة جبهتها: خالد أخويا صحفى كتب مقال من فترة، ومن يومها أختفى.. وشاهين أخويا الكبير ظابط حاول يدور عليه، وهو كمان أختفى.. بقالهم أكتر من شهر..
دائما كانت العلاقات الأسرية نقطة ضعف فريدة.. نظرة اللا حول ولا قوة بعينى عايدة هى نظرة تذكرها بماضيها.. لذا كان القرار واضحا بالنسبة لها، فنطقت بعد صمت طال أمده: أعتبرى الموضوع منتهى..
أذن الحرب ستنتهى ولكن فى صالحها، فتابعت بتمهل: تقدرى تقدمى ورقك لأى مستشفى تانية من دلوقتى.. ولو محتجانى أساعدك فى موضوع أخواتك قوليلى أعمل أيه، ومش هتأخر..
--------
يتناول رشدى قهوته بصحبة مصطفى بمكتب الأخير بالمشفى: أنت متأكد يا مصطفى أن كامل وضعه أستقر؟
مصطفى: طبعا يا عم رشدى.. عم كامل وضعه الصحى مستقر، الحقيقة أن محافظته على صحته طول السنين اللى فاتت ساعدتنا كتير فى السيطرة على النزيف.. وخلاص نقلته غرفة عادية من ساعة..
زفر رشدى ببطء، فقد كانت الفترة الماضية عصيبة للغاية.. لم تكن خسارة بورصة، أو هيبة هى المصيبة لأن الكارثة الحقيقية هى خسارة كلاهما للذرية.. نعم خسر كامل ورشدى كامل العائلة.. كل ما بنياه سويا نسفته رياح الغدر بليلة.. ليلة واحدة ضاع فيها الذرية والنسل..
رشدى بشرود: كويس.. لازم يقف على رجليه فى أقرب وقت.. عندنا نار لازم تحرق الكل..
شعر مصطفى بالضيق من كلماته رغم علمه المسبق بأن حرب أتية لا محالة.. فالأمبراطور كامل أبو المجد وسيادة المستشار رشدى فهيم لن يتركا ثأرهما مهما حدث.. هو فقط ينتظر عودة رفيق دربه من فراش المرض: مش كفاية اللى خسرتوه يا عم رشدى.. فكر فى بيان.. أرمى الماضى ورا ضهرك وحاول تبدأ من تانى معاها.. معدلكمش ألا بعض..
حك رشدى ذقنه مفكرا لثوانى: متجوز بيان يا مصطفى..
ترك مصطفى قهوته وقهقه بشدة: أيه يا عم رشدى.. جواز أيه بس! مانت عارف أنى متجوز ومخلف.. وبحب مراتى..
رشدى: أتجوزها عشان أطمن عليها..
مصطفى: بيان زى أختى.. ومش الجواز اللى هيطمنك عليها.. أنت عاوز تخليها برة دايرتك، وفى نفس الوقت تكون مطمن عليها..
رشدى بضيق: طالع لأبوك سالم غاوى تحليل وتقرفنى فى عيشتى.. أعتبرها جوازة مصلحة..
مصطفى: أنا بحب مراتى.. مكتفى بفريدة وآدم.. خرجنى برة حساباتك يا عم رشدى.. ثم بتتكلم كده وكأنك متعرفش بيان.. دى عمرها مهتسمع كلامك.. وماظنش أنها ممكن تبقى من مناصرين الجواز فى يوم من الأيام..
رشدى: طب سيبك من بيان.. لسه مصمم على موضوع المصنع؟
مصطفى: أكيد طبعا.. ولا ممكن أتنازل عنه.. الحلم ده أتأخر سنين طويلة..
رشدى: مصطفى أنت باصص تحت رجلك وبس.. بطل تجرى ورا حتت عيل مشحططك وراه.. ومادمت بتحب مراتك وأبنك أستكفى بيهم، وسيبك منه..
هز مصطفى رأسه نفيا: مش هتخلى عن حتة منى يا عم رشدى.. عيلتى هلمها تحت جناحى، حتى لو غصب عنهم.. أنت رميت بيان من حساباتك، وهى دلوقتى اللى فاضل من عيلتك.. والله أعلم هتقدر تقرب منها ولا لأ.. أنا مش هكرر غلطتك..
رشدى: أنت فاكر أن موضوع المصنع شوية مبانى وخطوط أنتاج.. لا.. أنت مش حاسب حساب الناس اللى برة..
مصطفى باستغراب: ناس مين؟
رشدى: اللى بيدوروا المكنة.. اللى بيعشقوا كل ترس فى التانى عشان الحركة.. اللى يقدروا يخلوا ترسك متزيت، أو ينشفوه فيتكسر أول ميتحرك..
مصطفى: برده مش فاهم تقصد أيه؟
رشدى: أقصد أنهم مش هيسمحولك تعمل مصنعك ألا تحت أذنهم.. كامل لو كان فايق كان رفض فكرتك..
مصطفى بعصبية: أنتم ملكمش عندى غير نصيبكم فى أرباح المستشفى بتاعت كل سنة.. أى حاجة برة المستشفى متخصكمش أصلا..
رشدى باستياء: يا غشيم أنا بتكلم فى مصلجتك.. دى مافيا..
--------
دخل غرفة نومه، فيجدها تجلس بمحلها على فراشهما تتصفح أحدى مجلاتها الأجنبية.. طالعته بابتسامة، فبادلها باستغاثة حبيب: تعبت يا فريدة.. محتاجلك..
قد نصف الحب على أنه عاطفة مسيطرة على القلب، تبدأ بأعجاب يتحول للهفة ملازمة المحبوب.. وقد تكون مشاعر من نوع خاص كالتى بين فريدة ومصطفى.. فكلاهما يكمل الآخر.. كلاهما يحتاج للآخر.. ليكن بينهما ألتحام لا انفصال فيه.. ليس حب بالغين، ولكنه حب نصفين أكتملا معا..
فتحت ذراعيها عن آخرهما كدعوة صريحة ليسكن بين ضلوعها، ولم يتمهل هو فلبى ندائها مباشرة.. ظلت تربت على رأسه الساكن على قلبها، يتابع أنتظام دقات قلبها فتخمد طبول الحرب برأسه شيئا فشئ..
لم تسأله عن شئ.. هى أذكى من أرهاقه.. تعلمت معه أخماد فضولها.. هو يحتاج الآن حضن الزوجة الدافئ، وهى ستمنحه أياه دون أستفسار عن الأسباب.. تعلم أنه سيخبرها عندما يحن الآوان..
ترك حضنها ليتوسد رأسه على ساقيها، دافنا وجهه بها.. فسحبت الغطاء فوقه، وعادت لتتابع اللعب بأناملها الرقيقة التى غاصت بين خصلاته السوداء الناعمة.. ظلا على ذلك الحال طويلا حتى ظنته خضع لسلطان النوم الذى بدى أنه قد تحداه كثيرا، ولكن مصطفى أثبت أنه خصم قوى للنوم فتحدث مغمض الجفنين: عارف أن اللى بعمله صح.. بس خايف يكون هباء منثورا.. بعمل زى مبعملش.. بقرب زى مبقربش..
قطبت فريدة ما بين حاجبيها، فهى لم تفهم كلماته ولم تعى مقصده.. فعمن يتحدث؟ وأى شئ يفعل؟، ولكنها لم تحاول سؤاله.. فزوجها يحادث نفسه بصوت عال..
ضم وسطها بيديه بقوة أكبر ليلتصق بها كطفل صغير لا يطيق بعدا عن أمه، ثم فتح عينيه الحمراوان من أثر السهر يدقق النظر بها وكأنه يحفر ملامحها بعقله..
تسرب الخوف لقلب فريدة من تصرفات زوجها ونظراته، ولكنها أرادت بثه الطمأنينة فاقتربت بوجهها منه، ثم طبعت قبلة رقيقة على شفتيه فأخرجته من غياهب فكره ليسبح معها فى بحر لحظاتهم السعيدة..
----------------------------
يتبع
ان شاء الله
#رواية_ظلال_الماضى
#بسمه_السيد
#سلسلة_بين_دموعى_وابتسامتى
#قصص_وروايات_بوسى

 
 

 

عرض البوم صور بسمه ااسيد   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
"ظلال, الماضى", رواية
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 08:15 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية