لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

قصص من وحي قلم الاعضاء قصص من وحي قلم الاعضاء


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (1) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 16-01-18, 12:15 AM   المشاركة رقم: 751
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
متدفقة العطاء


البيانات
التسجيل: Jun 2008
العضوية: 80576
المشاركات: 3,163
الجنس أنثى
معدل التقييم: فيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسي
نقاط التقييم: 7195

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
فيتامين سي متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : فيتامين سي المنتدى : قصص من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: جنون المطر (الجزء الثاني) للكاتبة الرائعة / برد المشاعر

 




نظر لساعته مجددا ثم للباب قبل أن ينقل نظره بين الحضور

في الأرجاء ، لم يتم دعوة سوى المقربين وبعض رجال الأعمال

وشخصيات سياسية معينة إلا أن غرفة الاحتفالات الواسعة تلك

باتت شبه ممتلئة رغم أنها تأخذ أغلب مساحة الطابق الأرضي
ورواح السبب الرئيسي في ذلك بالطبع ، نظر جهته وتنهد بضيق ..

لا يفهم ما سبب دعوته لكل أولئك الفتيات لا وشقراوات جميعهن ؟

هو لا يتصرف بغرابة هكذا إلا والمدعوة ساندرين في الموضوع

ومؤكد يخطط لأمر ما ولن يستبعد حربا طاحنة هذه المرة فقلبه

يخبره بأن هذه الليلة لن تسلم من الأعاصير المدمرة ، ومن الجيد

أن جده يرفض وجود الصحافة رغم أهمية ذلك بالنسبة لعملهم

فإن سلمت الحفلة من رواح وتلك الفتاة لن تسلم من البقية خاصة

زيزفون ووالدة زوجها أو في مواجهة أي كان فتلك الفتاة ظهر أنها

تنافس حبيبة رواح بأضعاف رغم صمتها الدائم ، نظر لساعته

مجددا وتحرك من مكانه مغادرا من هناك فلن يضمن أبدا أن لا

تحظر رغم يقينه من أنها لن تخلف بوعدها لوالدة رواح لكن

مزاجها المشتعل الذي عادت به للمنزل بعد خروجهما لن يستبعد

معه أن ترفض الحضور رغم أنها لم تتحدث طوال طريق عودتهما

لكن رفضها ولا النظر جهته كان كافيا ولم يستطع هو قول شيء

ولا مناقشة الأمر معها لأنها ستجعله مذنبا وبكل بساطة خاصة

بعد العرض السخيف الذي قدمته إيلينا أمامها والذي هو موقن من

أن وجود زيزفون معه كان السبب فيه ، هو لا يريد أن يجعل من

نفسه عدوا لها وعليه أن يتحلى بضعف صبره السابق معها لأنه

ومهما بحث وتقصى ستبقى هي حلقة الوصل الأقوى بحقائق

ماضيها ولن يكتشف كل شيء ويصل للحقيقة كاملة إلا من خلالها

خاصة أن ذاك الطبيب غادر إنجلترا بجواز سفر ونزل بلاده بآخر

وليس يفهم كيف فعل ذلك ولا تفسير للأمر سوى بأن تلك اليد

القوية والسلطة العليا المجهولة وراء الأمر ! لا زال لا يفهم لما

لم يقم ذاك الشخص بفك خيوط القضية حتى الآن ! ما الذي

يمنعه فمؤكد هو لن يتوانى عن تقديم أي شيء من أجلها

والثمان سنوات الماضية تشهد له بذلك ! أويس أيضا لم يحصل

حتى الآن إلا على القليل لكنه لن يبعد ذاك المدعو بشير عن حلقة

الاتهام أبدا حتى تثبت براءته أمامه هو وقاص وليس قضاء أي

بلاد ، وما سيقومون به الآن هو مراقبته وسيكتشف جميع خباياه

وإن بعد حين خاصة أنه وشقيقتاه لكل واحد منهم والدا لكن

والدتهم واحدة وجميعهم من الحالك بينما والدتهم من الهازان

وهم والدة زيزفون والمدعو بشير وأخرى متوفاة كانت متزوجه

من خماصي وتركت بعدها ابن وإبنة ، وزيجاتها الثلاث كانت

سرية غير موثقة ونسبت أبنائها الثلاثة لعائلتها وليس لآبائهم

لذلك وافقت والدة زيزفون الزواج من والدها إسحاق فمصيرها

يشبهه ابن نسب لوالدته وعائلتها أما شقيقتها والمدعوة سلافة

فقد تزوجها قريبها من والدتها الخماصية وتزوج بعد وفاتها من

امرأة من الحالك .. إلا المدعو بشير ثمة غموض كبير حوله من

اختفائه صغيرا حتى ضنوا أنه ميت ثم ظهوره مجددا واقتحامه

حياة شقيقته والدة زيفون خصيصا حتى أنه لم يهتم ولا لإبني

شقيقته الثالثة المتوفاة فكل هذا يثير الشكوك حوله ولن يتجاهله

أبدا ومن الغباء تجاهل غموض ذاك الرجل .

ما أن وصل ممر غرفتها وقف مكانه ينظر لباب الغرفة الذي

انفتح ببطء وللتي خرجت منه ووقفت مقابلة له تنظر له بصمت ...

من وضعته في مأزق معها قبل نفسه وكأنها تريد اختبار سيطرته

على مشاعره وانفعالاته وكيف بالله عليها ستتوقع غير النظرة

التي رأتها في عينيه وصعب عليه السيطرة عليها وهو ينظر

لذاك المشهد أمامه ... الثوب الأخضر الربيعي الحريري

المنساب بنعومة على جسدها النحيل مظهرا تفاصيله حتى وركيها

لينزل بعدها بانسيابية وصولا للأرض مع ذيل خفيف خلفها ،

أحد كتفيه ووصولا لوركها عبارة عن قماش شفافي مبطن بطبقة

قماش تحته بلون الجلد وقد تم وبحرفية تثبيت أزهار قماشية

صغيرة تمسكها حبة لؤلؤ صغيرة حقيقية في منتصف كل

واحدة منها في تجمعات أنيقة باللون الأخضر الغامق وأوراق

بشكل زخرفة تم تطريزها يدويا بالعقيق الأبيض والفضي تحد

حوافها وبالعقيق الأخضر داخلها .. كانت تلك النقوش تغطي

جانب الفستان الأيمن بالكامل وتمر حواف نهاية تلك الزخارف

المطرزة بخصرها حتى منتصفه وللأسفل حتى الفخذ ويمتد

القماش لكفها في كم وأحد شفاف ومزين بذات الورود والعقيق ،

أماكتف الفستان الآخر كان كباقي الفستان من القماش الحريري

ولا كم له يخفيه شعرها الطويل الذي كانت تجمعه عند ذاك

الكتف تاركة لغرتها الخفيفة الطويلة حرية الانسياب معه

في ذاك الجانب ليظهر القرط الزمردي اللامع في أذنها اليمنى

والسلسال الفضي الذي يزين عنقها ينتهي بزمردة خضراء أيضا

تظهر بأناقة من ياقة الفستان المثلثة الشكل ، كانت وبكل

بساطة حورية فاتنة ومبهرة تحار ما الرائع فيها أكثر من غيره !

حتى الرسم الأسود الخفيف لعينيها الواسعة وأحمر الشفاه بلون

التوت البري الذي يزين شفتيها وهو ذاته لون طلاء أظافرها

الذي أبرزها في تلك الأصابع البيضاء ... هذه حورية من الجنة

بلا شك ! .

" إن كان سيئا فعليا عودة أدراجي لأني لم أشتري غيره "

رفع نظره لعينيها ما أن وصلته كلماتها الامبالية تلك فحرك

رأسه مبتسما واقترب منها قائلا

" إن كنت تودين تمريني على الكذب الليلة فساقول بأنه ليس

جميلا ولست رائعة "

وما أن وصل عندها رفع ذراعه لها فرفعت يدها له وألتفت

أصابعها حول مرفقه وسار بها قائلا بابتسامة

" لا تنسي بأنك مرافقتي الليلة والمرافقة لا تترك رفيقها وتحت أي

سبب كان "

رفعت نظرها له وقالت بابتسامة جانبية

" ولا في وجود حبيبتك تلك ولا ربيكا ولا آندريا ولا إيما ؟ "

ضحك رافعا رأسه للأعلى ثم نظر لها وقال

" إيلينا بت تعلمين جيدا أنها ليست حبيبتي ، ثم لم أكن أعلم

بأنك كنت منتبهة لمكالماتي مع موظفات مكتبي هكذا ؟ "

أبعدت نظرها لطريقهما خلال الممر ذو الأرضية الرخامية والمغطى

ببساط أحمر فاخر وقالت ببرود

" المهم أن لا تكون إحدى نسائك السبب وتلقي عليا باللوم حينها "

قال مبتسما

" لن تكون أيا منهن هنا فلا تغادري أنتي بسبب والدة زوجك

فهي لم تنسى ثأرها منك بعد "

شعر بأصابعها تشتد على مرفقه قبل أن تسحبها بعنف ووقفت

مكانها حيث كانا قرب الباب الخشبي الواسع المرتفع والمفتوح

على مصراعيه فوقف والتفت لها وقد قالت بضيق محدقة بعينيه

" لا تقل زوجك مجددا ، إن كنت أنت راض عن المرأة التي

اختارها لك جدك فأنا لا ولم يأخذ أحد برأيي أيضا "

تنفس بعمق وبطء فها هي تحتج ولأول مرة على واقع لم تكن

تبالي به ، رفع ذراعه لها مجددا وقال بهدوء

" حسنا آسف خطأ ولن يتكرر ومعك حق ذاك الرجل ليس

زوجك ولن يستمر ذلك .. وسنقول والدة نجيب "

قالت بحنق

" لا تذكر اسمه أمامي "

ضحك وشدها من يدها قائلا

" حسنا زوجة والدي هل يرضيك هذا ؟ "

لم تعلق على ما قال ودخلا المكان الذي اختلطت فيه الفخامة

بالإنارة الخفيفة المميزة ورائحة العطور الفاخرة برائحة التبغ

الفرنسي المميز نظراتها تتنقل بين الموجودين ببطء كي لا

تظهر بمظهر سخيف ، لكن ذلك كان خارجا عن إرادتها فهي

عاشت منعزلة ولم تشفى من الرهاب الاجتماعي إلا من عامين

ونصف تقريبا حتى أنها في تلك المتاجر صباحا لم تفضل البقاء

فيها طويلا ، آخر ما قال لها طبيبها بأنه عليها أن تؤمن بأنها شفيت

أو لن تتغلب على وهم المرض أبدا رغم شفائها منه فعليها

اليوم مواجهة ذلك بالرغم من أنها تكره أن تستمد ذاك الأمان

من السائر قربها الآن ورفضها خوض التجربة وحيدة في مكان

لا تعرف فيه أحدا تقريبا لكنها خشيت للحظة أن تفشل فاختارته

على الفشل ، وهذا ما كان يشعر به هو جيدا واستشفه من

حركة أصابعها التي كانت تقبض على طرف كم سترته وتحرره

كل حين ما أن دخلا واستطاع ترجمة بعض مما يحدث داخلها

وإن كان لا يظهر عليها ذلك أبدا ولن يستغربه فلا يبدوا أن

ما مرت به هين ، ليته فقط أدرك ذاك الطبيب قبل أن يغادر كان

سيستعلم منه عن أمر واحد فقط وسيفعل المستحيل ليعرفه وهي

مسألة الاغتصاب في ملفها ولما تم سحبها من القضية بالسرعة

التي ظهرت بها ! شعر بقلبه انقبض لا شعوريا من مجرد الفكرة

التي يهرب حتى من التفكير فيها ويحاول استبعادها قدر الامكان

وهذا ما فعله لحظتها أيضا وقد سار بها يمينا مجتازا بعض

الضيوف وطبعا لأن أغلبهم انجليز فمن عاداتهم أن لا يستقبلوا

الضيف من دخوله الباب رغم أن الأنظار أغلبها كانت مسلطة

عليهما ولن يستغرب ذلك في ظهورها الأول والفريد من نوعه

هكذا ، قال يسحبها من يدها

" تعالي ثمة من أريد أن اعرفك عليه أولا "

ومقصده كان شخصا عند نهاية المكان من الجهة الأخرى لولا

قطعت طريقهما التي قالت ضاحكة

" أووه لا تقل بأنك وكاص ؟ "

وقف ونظر لها ، كانت امرأة في منتصف الأربعين من عمرها

لكن اهتمامها بمظهرها وجمالها يظهرانها أصغر من ذلك بكثير ،

لم يتعرف عليها من شكلها بل من طريقة نطقها لاسمه فقال

بابتسامة جانبية

" مرحبا سيدة شيرل"
ضحكت بصوت مرتفع كعادتها التي يبدوا أن السنين لم تغيرها وقالت

" تذكرني إذا أيها المحتال ؟ ألم يكن ثمة اتفاق أن تتزوجني حين

تصبح شابا ؟ "

قال بابتسامة جانبية

" وأذكر أن الشرط لم يتحقق "

ضحكت مجددا وقالت تبعد خصلات شعرها القصير خلف كتفها

" يالك من مخادع فمشروبك كان به سكر لذلك لم يمتزج مع

مشروبي واحتلت علي "

وتابعت ونظرها ينتقل للواقفة بجانبه

" سمعت أنك تزوجت .... اوه اوه اوه لديك ذوق فريد من نوعه

لذلك خنت العهد معي إذا ؟ "

ابتسم قائلا

" هذه ليست زوجتي هي ابنة عمي واسمها زيزفون "

حركت كفها بعشوائية قائلة

" لما أسماءكم غريبة وصعبة هكذا ؟ "

وتابعت مبتعدة من هناك وملوحة بيدها

" حسنا نلتقي فيما بعد عليا البحث عن سبب هذه الحفلة فمؤكد

لم يتزوج حتى الآن "

وغادرت ضاحكة ونظراته تتبعها قبل أن ينقلها للتي همست بسخرية

" يبدوا أنك تجمع الأعمار جميعها "

ضحك وسحبها من هناك سائرا بها وقال

" تلك المرأة لم أرها منذ كنت في الرابعة عشرة وتوقفي عن

مهاجمتي "

" مرحبا سيد "

التفت لهما الذي كان يقف عند الطاولة الطويلة المليئة بالأطعمة

يقضم قطعة كعك محلى يمسكها بأصابعه وكان رجلا تجاوز الستين

من عمره بشعر رمادي وصل طوله لكتفيه غير مرتب ولكنه جميل

ذات الوقت بسبب تموجه الناعم .. سترته السوداء مفتوحة كما

زري قميصه العلويين ولم يكن يلبس ربطة عنق ، ما أن نظر له

حتى فرد ذراعيه له قائلا

" أوه سيادة وكيل النيابة الوسيم "

ضحك له وتعانقا وقال ذاك مربتا على ظهره

" ظننتك ستزورني في منزلي ما أن تعلم بخبر عودتي يا محتال "

ابتعد عنه وقال مبتسما

" لو أني وجدت وقتا لفعلتها "

ضرب على صدره بقبضة يده التي لازال يمسك فيها قطعة الكعك قائلا

" أجل أجل تعذر بحجج سخيفة "

نظر بعدها للواقفة بجانبه وقال باستغراب

" هذه ليست زوجتك ؟ لا أذكر أنها كانت هكذا حين سافرت "

نظر لها وقال

" لا هذه ابنة عمي زيزفون "

صفر من فوره قائلا

" الجمال الصامت تعني ؟ أخبرني جدك عنها سابقا "

نظر له بعدها وحرك يديه قائلا بضحكة

" كان على ضرار استبدال قطع الشطرنج فعلا "

ولكمه على صدره مجددا قائلا بابتسامة

" هذه كان يجب أن تقف بجانب الملك "

ابتسم له ونظر للتي كانت تنظر له وقد أدارت حدقتيها مبتسمة

ابتسامة جانبية فضحك ضحكة صغيرة ونظر للواقف أمامهما وقال

" هذا يا زيزفون السيد إنه أحد الرسامين المعروفين هنا وهو

صديق قديم للعائلة "

نظرت له وقالت بابتسامة صغيرة مجاملة

" سررت بمعرفتك "

فكاد يغص باللقمة في فمه والتفت للطاولة خلفه فورا ورفع

كأس العصير وشربه بأكمله قبل أن يلتفت لهما مجددا قائلا بصدمة

" ليست خرساء ! "

قال وقاص مبتسما

" لا هي كانت تعاني فقط مشاكل في النطق بسبب الأكياس المائية

في دماغها وزال السبب بزوال مسببه وانتهى "

وتابع وقد أراح يده على كتفها

" وهي صاحبة لوحة النصف المفقود "

نظر لها الواقف أمامها بصدمة ووضع ما في يده أولا قبل ينظر

لها مجددا قائلا

" أنتي من أنهى تلك اللوحة الناقصة لجوش سبنسر ؟ "


نظرت للواقف بجانبها والذي كان ينظرا لها مبتسما ثم عادت بنظرها

له وقالت هامسة بابتسامة خفيفة

" أجل "

تأوه من فوره وأبعد يد وقاص عنها وأمسكها من ذراعيها ودون

أن تفهم ما يجري أو تدرك ذلك سحبها نحوه وقبل خدها بخفة

وسرعة وابتعد عنها قائلا " يا الهي لا أصدق إن تلك اللوحة

تحولت لتحفة فنية بسببك رغم أن عائلة سبينسر لم يعرضوها

سوى ليوم واحد لكني كنت محظوظا برؤيتها "

كانت متصلبة مكانها لم تفق من صدمتها بعد مما فعل فأمال

الواقف بجانبها رأسه وهمس في أذنها مبتسما

" ها قد ظهر أنه لك حبيب أيضا "

زمت شفتيها بحنق وضربته بمرفقها فضحك ولم يعلق وانطلق

الواقف أمامهما يتحدث دون توقف عن مزايا تلك اللوحة وما تثيرة

في نفس الشخص ما أن يراها وعن أسرار وكنوز وأمور تخص

الموضوع ولا تخصه ، توقف فجأة ونظر لها وقال

" ماذا رسمت أيضا ؟ "

أبعدت نظرها عنه وهمست ببرود

" لا شيء ... أعني لا شيء مهم "

نظر لها باستغراب وقال

" لا لوحات لديك ؟ "

حركت رأسها نفيا فتأوه ونظر للواقف بجانبها قائلا

" ألا يوجد مرسم لها هنا ؟ ما هذه الجريمة الشنعاء ! "

كان سيتحدث لولا قاطعته التي اقتربت منهما وكانت في السابعة

عشرة تقريبا بفستان أسود قصير وشعر يوازيه طولا ولونا

وسحبته معها قائلة

" تعالى جدي وتوقف عن تناول السكريات هيا ... معذرة منك وقاص "

وغادرت به تسحبه مرغما لا تهتم بما يقوله وابتعدت به عنهما

فرفع وقاص كأسي عصير توت وقدم لها واحد فأخذته منه تنظر

حولها بصمت تتجنب نظراتها شخصين محددين وهما ضرار

سلطان وزوجة ابنه تلك فكل واحد منهما كان يخصهما بنظرة

الا تعجبها أبدا .. نظرة رفض وعدم رضى يرميهما بها ذاك العجوز

من حين لآخر ولم تزدها إلا إصرارا على البقاء بقرب حفيده

المفضل ، ونظرة حاقدة لم تفارقهما تقريبا من عيني تلك الكريهة

كابنها .

" تلك اللوحة تم سحبها بالفعل بعد يوم واحد من عرضها فيبدوا

أن اكتشاف هوية صاحبتها لم يكن صعبا على الجميع "

أخرجها صوته الهادئ من أفكارها تلك فرفعت كأس العصير لشفتيها

وشطفت منه ببطء ولم تعلق نظرها لازال على المدعوة أسماء

وكأنها تتحداها عمدا الند بالند وتابع الواقف قربها

" أتعلمي بأن تلك المرأة في اللوحة باتت تغير من مظهرها قدر

الامكان بسببها ؟ "

أنزلت الكأس وسرق نظرها هذه المرة وقد رفعته له رغم أنه كان

ينظر للبعيد وقالت

" ألازالت حرة طليقة ؟ "

نظر لها وقال

" لا يمكن إدانتها يا زيزفون فالحجة ستكون ضعيفة بل

وسيرفضها القضاء "

اشتدت قبضتها على الكأس بين أصابعها حتى كادت تحطمه

وتحولت نظراتها للغضب فجأة وقالت بضيق

" أفهمت الآن ما عنيت سابقا ؟ من سيدين أمثالها ومن سيخرج

ضحاياهم من السجون إن كنت أنت نائب المدعي العام تقول هذا

يا وقاص ؟ "

تنقلت نظراته بين حدقتيها اللتان تلونتا بتلك الغيوم الرمادية الغاضبة

فتابعت بحدة ملوحة بيدها حتى كاد ينسكب العصير من الكأس فيها

" لما لا يحاسب القانون من يحرض غيره على ارتكاب الجريمة

أو يدفعه لها بينما يدين فاعلها ؟ من سيأخذ بحق ذاك الشاب

من تلك الحية وغيره وأمثاله الكثيرين ؟ "

شد على أصابعها بقوة وقال بجدية ناظرا لعينيها

" سيحدث ذلك يا زيزفون فليس ثمة مذنب يهرب من العدالة الإلاهية

في الأرض طويلا ، ولن يضيع حق لم يهمله صاحبه "

أبعدت نظرها عنها وسحبت يدها من يده ومررتها في شعرها

بحركة متوترة ولم تعلق فمرر هو أيضا أصابعه في شعره

المصفف بعناية للخلف وتنفس بعمق مغمضا عينيه ، أيعقل أن

يكون هذا هو السر وراء جريمة ماضيها ! أثمة من حرض غيره

على ارتكابها أو دفعه لفعلها لذلك لم يثبت عليه القضاء أي شيء !

لكن من يكون ؟ ومن الذي اختاره ليرتكب جريمته عنه ؟

هي أم شخص آخر وهو من تصمت تماما عنه بل وتتحمل الجريمة

من أجل حمايته !! .

نظر للذي دخل من الباب للتو ثم لها ومن تحريكها للكأس في

يدها بعشوائية علم بأنها غاضبة وبأن مزاجها انحدر للسوء

فوضع كأسه وأخذ كأسها منها ووضعه أيضا وأمسك بيدها وتحرك

بها من هناك قائلا

" تعالي لأعرفك بخال رواح ووالد زوج ماريه التي التقيناها اليوم "


وسار بها ناحيته فعلى ذاك الجو المشحون أن يتبدد قليلا ، وصلا

عنده ولامست يده كتفه فالتفت له لأنه كان يتحدث مع أحدهم

وقال مبتسما ما أن وقع نظره عليه

" مرحبا بنائب المدعي العام "

قال بضحكة حفيفة

" متى سأتخلص من هذه الألقاب ؟ "

ضحك الواقف أمامه وقال

" بل عليك أن تفخر بهذا "


قبل أن ينقل نظره للواقفة بجانبه قائلا بابتسامة

" ومن تكون هذه الجميلة ؟ "

ابتسم ونظر لها قائلا

" هذه زيزفون ابنة عمي إسحاق "

قاطعهم الصوت الحانق من خلفه

" فعلتها إذا ولم تحضرها معك ؟ "

التفتت للتي كانت تنظر له بخيبة أمل وقال

" أخبرتك بأنه ليس وقته يا رقية "

وتابع باحثا بنظره في الموجودين

" ألم يحظر تيم ؟ "

تنهدت بضيق قائلة

" لا إن كان هذا سبب عدم جلبها معك "

قال متجاهلا ما قالت

" أين صاحب كل هذا الحفل ؟ "


وضحك ما أن وقع نظره على الواقف بعيدا بين أربع انجليزيات

شقراوات لا يتوقف عن الضحك والحديث معهن ومنشغل بهن تماما

وقال مبتسما

" ابنك يحتفل بنفسه بطريقة غريبة "

نظرت جهته وقالت بضيق

" وهل يتعبني شخص في الوجود مثله هو وغرابة أطواره ؟

أشك دائما بأني من ربى وقاص معه صغيرين "

ضحك وقال مغادرا ناحيته

" يبدوا كان عليك تسليمه لضرارا فيما بعد أيضا كوقاص "

تمتمت بضيق " وهل أنا من اختار كل ذلك ؟ "

ثم التفتت لهما مجددا وقالت مبتسمة

" زيزفون أنتي رائعة اليوم وبشكل لا يصدق وكثير يسألون

من تكون هذه الفاتنة "

همست بابتسامة مجاملة مغصوبة

" شكرا لك "

فضحكت ونظرت للواقف بجانبها قائلة

" لم يدعوا وقاص أحدا من زميلاته ولا أصدقائه لما تركوه لك أبدا "

وما أن أنهت عبارتها تلك نظرت جهة من دخلوا للتو وقالت مغادرة

" عذرا منكما "

وابتعدت عنهما ونظره يتبعها ونظرت الواقفة بجانبه لرسغ كم

فستانها المطرز وقالت

" تبدوا وحدها من تتقبل وجودنا معا الليلة "

نظر لها وقال

" لا تشغلي نفسك بذلك فأمثالها ممن يتفهمون وضعنا كقريبين كثر

يا زيزفون وهي بالفعل امرأة رائعة مختلفة تماما عن زوجتا

والدي الأخريتين "

قالت ببرود ونظرها على الواقف بعيدا مع مجموعة من رجال الأعمال

" لا أفهم كيف فكر جدك بغباء هكذا ؟

وتابعت بسخرية

" وأراه سيكرر هذا معكم ويزوج كل واحد بأربعة لتمتلئ مملكته

بالأحفاد طبعا "

رفع رأسه ضاحكا ثم نظر لها قائلا

" ومن سيرضى بذلك ؟ أنا لا أحب التعدد وطفل واحد يكفيني "

نظرت له قائلة بابتسامة ساخرة

" ومؤكد كمحام لا تحب الطلاق أي أن زوجتك ضمنت مكانها وللأبد "

ارتسمت ابتسامة جانبية على طرف شفتيه وقال ناظرا لعينيها

" المرأة تضمن مكانها بعقلها وشخصيتها يا زيزفون لا بأفكار

الزوج ومعتقداته فالحمقاء فقط من تفكر كذلك "

وماتت ابتسامته تلك واكتسى ملامحه الجمود وهو يرفع نظره

بالواقفة قريبا منهما بقليل تنظر ليس له بل للواقفة بجانبه نظرة

غاضبة حاقدة قبل أن ترفع نظرها له ولم تكن سوى جيهان شقيقة

جمانة فيبدوا بأنها وعائلتها وصلوا منذ لحظات ، اقتربت منهما من

فورها وكما توقع ويعرفها جيدا لن تتوانى عن فعلها فشخصيتها

مناقضة لشقيقتها التوأم في كل شيء كما مظهرها الخارجي ،

وصلت عندهما وقالت ونظراتها الباردة لازالت موجهة لزيزفون

" مرحبا وقاص "

ورفعت نظرها له حين قال ببرود مماثل

" مرحبا "


وتابع يعرفهما ببعضهما

" هذه جيهان شقيقة زوجتي جمانة يا زيزفون "

وتابع ناظرا للواقفة أمامه

" وزيزفون مؤكد سمعت عنها سابقا "

نظرت لها وقالت بابتسامة ساخرة

" آه أجل الخرساء المجنو... "

قاطعها بضيق قبل أن تنهي حديثها

" لو كانت خرساء ما عرفتها بك وأظنك رأيتنا نتحدث منذ قليل ،

وإن كانت مجنونة ما كانت هنا فهي أعقل من غيرها بكثير "

زمت شفتيها بحنق لفهمها مقصده وقالت ناظرة لعينيه

" وهذا يفترض أن يكون مكان زوجتك لاابنة عمك "

نظر لها نظرة كادت تهرب بسببها فسبق وحذرتها شقيقتها من

أن السخرية من طبعه المسالم أكبر خطأ قد يقع فيه من لا يعرفه

جيدا لكنها فقدت أعصابها ما أن رأت هذه الفاتنة ملتصقة به أو

بالأحرى يبدوا هو الملتصق بها ولا يتوقف عن الضحك والابتسام

وهو يحدثها ، قال بكلمات مشدودة تعلم بأنه لم يخرج بها كامل غضبه

" ألأجل هذا جئت هنا ؟ "

زمت شفتيها بحنق وتجنبت محاربته مجددا قائلة بشيء من الهدوء

" بل جئت أود التحدث معك قليلا ... ووحدنا "

أمسك يد الواقفة بجانبه وسحبها معه قائلا

" عذرا فلا شيء نتحدث عنه "

وابتعد بها حامدا الله أنها التزمت الصمت فهو يعرفها جيدا إن قررت

الدفاع عن نفسها دمرت نفسية الواقف في مواجهتها تماما ولا يستبعد

أن مزاجها السيء بسبب حديثهم ذاك عن القانون والقضاء السبب

لكانت ستقتص لنفسها منها بالتأكيد ولهذا ابتعد بها فلا يريدها أن

تغادر المكان بسببها .


قال مبتسما ونظره على من دخلوا للتو وكانت والدة رواح في

استقبالهم عند الباب

" ها هي رفيقة تسوقك اليوم قد وصلت هي وعائلتها "



*
*
*

رفعت سماعة الهاتف ونظرها على باب المنزل وهمست قائلة

" ماذا تريد ؟ "

وصلها فورا ذاك الصوت الرجولي الهامس كفحيح أفعى برية

" ماذا حدث معك ؟ "

دارت بمقلتيها في الأرجاء تراقب الأبواب المغلقة هامسة

" كل شيء يسير حسب الاتفاق "

عاد ذاك الهمس المبحوح مجددا

" اتفاق ماذا والأمور تبتعد من بين يديك يا سار..."

قاطعته هامسة بضيق

" كل ما فعلته سابقا لم يكفيك ؟ لقد جعلته يحرم الفتاة الدراسة

والخروج وجميع ما قد يربطها بالحياة وعاشت بائسة معقدة وحطم

حلم ابنه وبقي رأسه في تراب الأرض هنا كالنعامة وتقول لم أفعل

شيئا ؟ "

وصلها ذاك الفحيح الهامس غاضبا هذه المرة

" والفتاة ستتزوج من ابن شقيقة مطر شاهين وستنتشل بالتالي

شقيقها معها يا بلهاء ، تعلمين جيدا ما سيكون عقابك إن حدث ذلك "


ارتجف جسدها بأكمله وهمست من فورها

" لن يحدث ذلك ... أخبرتك بأني سأمنع حدوثه نهائيا وقد بدأت

في التنفيذ فتوقف عن الاتصال بي هنا "

وما أن أغلقت الخط أجفلت مفزوعة ونظرت خلفها للخادمة التي

كانت تنظر لها باستغراب فصرخت فيها فورا

" ماذا تفعلين هنا ؟ ألهذا أرسلتك سيدتك لتكوني جاسوسة لها ؟ "

نظرت لها ببرود كعادتها فصرخت فيها بقوة

" تحركي من هنا "

فانتفضت في مكانها وغادرت مسرعة لحظة أن انفتح باب المنزل

ودخل منه صاحب ذاك الوجه القاسي المتجهم وكحاله في مثل

هذا اليوم من كل أسبوع بعد عودته من سوق الخضراوات في

غرير لأنه خسر بضاعته ولم يشتريها أحد بسبب إتلافها لها

بالمياه الساخنة البارحة وهي في الشاحنة فابتسمت بمكر قبل أن

تركض نحوه وأمسكت يده قائلة بجزع

" مصيبة يا إبراهيم مصيبة "

نفض يده عنها وصرخ فيها

" ماذا حدث أيضا ؟ يكفيني مصائبي "


ضربت خديها قائلة

" مخزن الأعلاف احترق بالكامل "

نظر لها بصدمة قبل أن يصرخ فيها بغضب

" ماذا ؟ متى حدث ذلك ؟ "


قالت كاذبة

" اليوم "


نظر حوله وكأنه يستوعب أين هو قبل أن ينظر لها صارخا

" مستحيل كيف يحترق وحتى أسلاك إنارة لا توجد فيه ؟ "

قالت ببكاء تمثيلي

" لا أعلم وأنت تعلم جيدا أني لا أقترب من تلك الجهة "

تحرك من مكانه خطواته تضرب الأرض بغضب فقد كلفته تلك

الأعلاف ثمن بيعهم لمحصول أرضهم نصف عام كامل لارتفاع

أسعارها كما أن الأغنام لم تحمل أو تلد ولا يفهم لما .. ! أي أنها

تأكل دون نفع من أكثر من عامين ، توجه جهة الجدار المحاذي

للمطبخ واستل سوط الأحصنة المعلق فيه بقوة ، لا خيول لديه

لكنه يحتفض به منذ أعوام لأغراضه الخاصة فقط وليعلم كل

مذنب ما سيكون عقابه من قبل أن يفكر في ارتكابه ، وقف

منتصف صالة المنزل وصرخ بأعلى صوته

" يمااااامة "

وحين لم يسمع ردا لندائه صرخ بقوة أكبر

" يماااااااااااامة "

فانفتح باب الغرفة المقابلة له في الجانب الآخر وخرجت منه

التي قالت وجسدها يرتجف ذعرا

" نعععم أبي "

ضرب به على الأرض وقال بغضب

" تعالي هنا "

جمعت كفاها عند شفتيها وبدأت بالبكاء وتقطعت كلماتها قائلة

" لم ... لست أنا أأبي أقسم لك "

توجه نحوها وجرها من كتف قميصها بقوة ساحبا لها على

الأرض وصرخ بغضب وذاك الوحش الأسود ينزل على جسدها

الصغير النحيل بقوة

" من إذا ووحدك من يطعم الأغنام ؟

من وأنتي أصبحت طوال اليوم هناك ؟ من تكلمي ؟ "

لكن ما نفع جوابها أو كلماته من بين صراخها المتألم وبكائها

العالي ترتجف وتتلوى على الأرض تحت ضربات ذاك السوط

الذي لا يرحم من جسدها شيئا صفيره يسمع من فوق صراخها

الباكي لا أحد يمكنه منع ذلك عنها ولا إيقافه ومن سيفعلها مثلا ... ؟

الخادمة المرعوبة ترتجف عند أحد الزوايا باكية تعلم جيدا

كما سبق وحذرتها من أن من يحاول منع والدها عن ضرب

أحدهم معناه أن يضرب معه أم شقيقاها التوأمان الصغيران

اللذان لم يستطيعا اجتياز باب غرفتهما لا يشاركانها سوى في

البكاء أم الواقفة خلفه مبتسمة بانتصار لنجاح النصف الأول

من خطتها ؟ من سيشعر بذاك الجسد البريء إن لم يكن القطعة

منه والواقف فوقه يضربه بكل قوة رجل حقول تربت يداه على

الحرث والحفر ورفع الأوزان الثقيلة ؟ من سيكون بعدما فقدت

الوحيدة التي كانت ستشعر بها وستضع نفسها تحت رحمته

من أجلها ؟ فلم تترك لها الحياة سوى شقيق لا حول له ولا قوة

مع غطرسة ذاك الوالد المستبد فبدأت تناديه من بين صراخها

الباكي رغم يقينها بقلة حيلته لا تحاول سوى إخفاء وجهها

بذراعها عن ضربات ذاك السوط الذي لم يهتم صاحبه

أين سيترك علاماته وإن أفقدها إحدى عينيها .

انفتح باب المنزل بقوة ودخل منه راكضا الذي وصله صوت

صراخها من قبل أن يعبر نصف أرضهم الواسعة وندائها بإسمه

من بين بكائها وصراخها شعر بأنه سكين غرس في قلبه

وشقه لنصفين ، ولأنه أعلم من غيره بأنه لن يستطيع إيقافه

ولا أخذ ذاك السوط منه رغم أن طوله يفوق طوله فهو سبق

وفعلها ومنعه عن ضربها حين نسيت باب الحضيرة مفتوحا

وهربت بعض الأغنام فكانت النتيجة أن تضاعف عقابها وتكرر

كعقاب له هو معها فما كان أمامه الآن سوى أن ينزل عندها

للأرض وينحني فوقها حاضنا لجسدها المرتجف الباكي يتلقى

عنها باقي العقاب الذي يجهل سببه ، أن ينقذها على الأقل من

الموت تحت يديه فلا أحد له في هذه الحياة غيرها يتحمل كل ما

يعانيه من أجلها فقط .. فلن يسمح بفقدان الشيء الوحيد الذي

تركته له والدته ويربطه بذكراها


*
*
*

 
 

 

عرض البوم صور فيتامين سي   رد مع اقتباس
قديم 16-01-18, 12:21 AM   المشاركة رقم: 752
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
متدفقة العطاء


البيانات
التسجيل: Jun 2008
العضوية: 80576
المشاركات: 3,163
الجنس أنثى
معدل التقييم: فيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسي
نقاط التقييم: 7195

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
فيتامين سي متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : فيتامين سي المنتدى : قصص من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: جنون المطر (الجزء الثاني) للكاتبة الرائعة / برد المشاعر

 




ضغطت زر الطباعة وراقبت نظراتها المنتصرة الورقة التي بدأت

تخرج ببطء من الطابعة هامسة بابتسامة انتصار

" ها قد حانت ساعتك يا أويس عبدالجليل غيلوان "

فها هو مجهودها ستبدأ باقتطاف ثماره أخيرا فهي عملت لأيام على

جمع كل هذه المعلومات والتأكد منها جيدا لأن عمتها والتي تكون

شقيقة والدها تسكن الجنوب لزواجها من قريبها من والدتها

فجدتها والدة والدها جنوبية فاستعانت بابنة عمتها لجلب

بعض المعلومات لها فهم يعيشون في بلدة قريبة لبلدته هناك

وساعدها ذاك كثيرا .

سحبت الورقة من الطابعة ونظرت لها بانتصار تقرأ أسطرها

وكأنها لم تكتبها وترتبها بنفسها وتقرأها مرارا على شاشة

حاسوبها ، ستنتقم منه الآن انتقاما يليق بما فعله بها وآخره

ادراج اسمها اليوم على رأس القائمة للطلبة المجدين الملتزمين

بحضور محاضراته والجميع يعلم بأنه العكس ليوسع دائرة

التهمة حولها ونطاق الشائعات حولهما لكنها الآن وجدت

ما سيلتهون به عنها ولوقت طويل جدا ، بقي الآن أن تطبع

لها نسخا بعدد طلبة تلك الجامعة وسترى بعدها كيف سيدخلها

مجددا . وقفت وغادرت غرفتها بعدما أخذت حقيبتها معها

ونزلت السلالم مسرعة ومرت من خلف زوج والدتها الذي كان

يحدث أحدهم في الهاتف قائلا بضحكة

" كنت واثقا من قدرات ذاك الجنوبي لقد أنقذنا بذكائه من ضياع

تعبنا لأعوام "

كشرت باشمئزاز سائرة نحو باب المنزل فقد كرهت كلمة جنوبي

بل وأهل الجنوب جميعهم بسبب ذاك الرجل الوقح .


*
*
*


اقترب منها وأمسك ذراعيها وقبل خدها فالتفتت له فورا

فهي لم تشعر بدخوله ولا باقترابه ! قال وهو يفتح أزرار

سترته مبتسما " ما بها ابنة شاهين الحالك مستاءة هكذا ؟ "

قالت بضيق مشيرة بالهاتف في يدها

" زوجة والد يمامة لا تجيب ومنذ أيام أتصل بها لأذهب وأزور

يمامة وفي كل مرة تتحجج بحجة جديدة ولست أفهم لما يكونون

خارج المنزل كلما اتصلت بها وتعطيها الهاتف فقط لتحدثني

وبكلمات مختصرة ؟ حتى الخادمة قالت أن هاتفها وقع في الماء !

كنت أود الذهاب لرؤيتها وأخذ بعض الأغراض لها ولم أعد أصدق

كل تلك الحجج "

قال الذي بدأ بفتح أزرار قميصه

" هو شهر واحد فقط وستكون هنا وأنتي من حدد هذا الموعد

يا جوزاء "

قالت بذات ضيقها
" بل ثلاثة أسابيع ، ثم ما في الأمر إن زرناها كل فترة والأخرى

وهي خطيبة ابننا ؟ اتصل بوالدها وأخبره بزيارتنا فهو لن تنطلي

عليه حيل زوجته بالتأكيد "

رمى القميص وقال

" جوزاء أبعدي فكرة أن أكلمه أو أراه من رأسك فأنا لا أستحمل

ذاك الرجل إلا من أجلك وإن كان الأمر بيدي ما جلست معه دقيقة

واحدة ولولا رغبتك ما زوجت ابني بابنته "

نظرت له بضيق قائلة

" وقلت من البداية أنك لا تريدها زوجة له ؟ كنت سأبحث لها

عن غيره وإن كان عمي صقر "

لم يستطع امساك ضحكته واقترب منها وأمسك وجهها وقال

ناظرا لعينيها

" أي ستزوجينها لا محالة ؟ "

لم تعلق تنطر له بأسى حزين فقبل جبينها ثم أنفها وقال

" حسنا فقط لا تغضبي مني سأتحدث معه لكن ابنك من سيأخذك

ويرجع بك اتفقنا ؟ "

أومأت برأسها موافقة دون أن تتحدث فابتعد عنها ورفع هاتفه

وتوجه جهة الشرفة ونظراتها تتبعه وهو يعيد الاتصال مرارا

ويبدوا بأنه لا يجيب عليه وهذا حال زوجته تتصل بها من أكثر

من عشر دقائق ولم تجب ! كانت تخشى أن يمل ويقلع عن الفكرة

ولم تشعر بالارتياح إلا عندما أجاب عليه وتحدث معه ومن حديثه

فهمت ما دار بينهما وفقدت الأمل تماما .

ما أن أنهى الاتصال معه عاد جهتها قائلا

" قال بأنهم في خماصة ولن يرجعوا قبل أيام "

حركت يدها وهاتفها لازال فيها قائلة بضيق

" يكذب أيضا "

فرد كفيه قائلا

" اتصال واتصلت به ماذا سنفعل غير ذلك ؟ نذهب لمنزلهم

دون علمهم ! "

تحركت جهة باب الغرفة قائلة

" بل على أبان أن يتأكد من صديقه "


*
*
*

شعرت بالاختلاف الواضح في العالم الذي دخلته للتو عن كل

ما عرفته سابقا وحتى عن جامعتها في كمبردج ، وبقدر فخامة

قصر تلك العائلة كانت غرفة الاحتفالات تلك التي يجدر تسميتها

بقاعة أجمل من كل ما رأته في الخارج .

كان عدد الحظور أكبر مما تخيلت وحد علمها أن المقربين فقط

من العائلة سيكونون هنا ويبدوا أن تلك الدائرة أوسع من حدود

مخيلتها رغم أن اتساع ذاك المكان لم يظهرهم بعددهم الحقيقي

حقا ، وما كان مطمئنا بالنسبة لها أن إحدى سيدات المنزل كانت

في استقبالهم عند الباب وما فهمته سابقا أنه ثمة علاقة قوية

تربط العائلتين فزوجها أيضا انضم لها للترحيب بهم ومن

نزلت طائرته اليوم فقط لينضم للاحتفال بنجاح ابنه الأول والمميز ،

لم تفهم رابط القرابة بين العائلتين إلا بطريقتها هي وهو أن

هذه السيدة الأنيقة تكون عمة تيم وحيث أن والد ساندرين

هو عم والدته أصبحوا أقارب بشكل غير مباشر أي كما سبق

وقالت ساندرين بأن تيم هو الرابط بين العائلتين .

لا تعلم هل الناس هنا مختلفون عن بلادها أم أن السبب يكمن فيها

هي فلم تلحظ في أعينهم تلك النظرات الفضولية التي تلحق الشخص

ما أن يدخل مكان ما وحيث الموجودين هناك في تجمعات

لا يلهيهم شيء عن أحاديثهم وضحكاتهم كان الباب الذي

دخلوا منه جزء غير مهم من ليلتهم تلك وتقريبا لا يلتفتون

له أبدا ولا تفهم أيضا هل الانجليز المختلفون في طباعهم

أم أن السبب كان دائما فيها هي حيث كان ينظر الجميع للمشوهة

ما أن تدخل لأي مكان حتى كرهت حضور أي مناسبة تكثر فيها

الأعين والأحاديث ، أما هنا فحتى العرب لا يخصونها بتلك السمة

المميزة والنظرات والأسئلة القاتلة .

شعرت بأحدهم يمسك يدها ويسحبها للأمام فانتبهت حينها للتي

أصبحت تدفعها للسير خلفها قائلة

" تعالي ننظر لتلك الفاتنة عن قرب "

واكتشفت حينها فقط بأن حديثهم كان عن الواقفة قرب المدعو

وقاص واللذان التقيا بهما نهارا في اكسفورد ، وصلتا عندهما

على صوت تأوه ساندرين وقد ضمت أطراف أصابعها وحركتهم

فوق رأس الواقفة أمامها بشكل دائري تتمتم بكلمات ضاحكة

لتحصنها من الأعين وما أن ابتسمت لها تلك الجميلة الصامتة

حضنتها وقبلت خدها ، شخصية ساندرين تراها رائعة جدا يمكنها

الانسجام مع أي شخص وكيفما كانت شخصيته بل وتنشر المرح

اينما كانت بضحكاتها وممازحتها ، حتى أنها لا ترى أحدا يغضب

من صراحتها في انتقادها لأشخاص مقربين منهم ويعتبرونها

جزء من شخصيتها المرحة الجميلة فقط ، وهي نفسها لا تنكر

ذلك فلم تغضب يوما من انتقادها لتيم أمامها لأنها بعض الأحيان

تراها متحمسة معهما بل وتثني على هداياه وشخصيته وتناديه

بالوسيم رغم سيل عباراتها الشاتمة له ، وحتى تلك السيدة التي

استقبلتهم عند الباب قالت لها ومن دون تردد ( أنا هنا من أجلك

فقط أما ابنك فكنت أود جلب المكنسة اللكهربائية لأرميه بها بعيدا )

وهي استقبلت الأمر بكل رحابة ضاحكة .


قالت غامزة للواقفة أمامها

" أجمل امرأة هنا وبلا منازع والواقف بجانبك يريد فقط أن يلفت

انتباه الفتيات له بوجودك بقربه "

ضحك وقاص وقال

" تساءلت أنا اليوم لما جميع الرجال ينظرون لي "

ضحكت ساندرين صارخة وقالت تمسك خديها

" أين زوجته يا بشر لتسمعه ؟ "

فضحك من فوره ولم يعلق فأشارت له بإبهامها وغمزت قائلة

" وأنت الرجل الأكثر وسامة هنا فقط لا تخبرها "


قال مبتسما

" ها هي خلفك "

تصلبت مكانها حينها مقلتاها الزرقاء فقط تتحركان جانبا ولم

يفضح اللعبة سوى ضحكة ماريه التي لم تستطع إمساكها أكثر

وابتسامة الواقفة بجانبه فنظرت له بضيق وقالت

" أتعلم بأني كنت أكذب وأنك لست الشاب الأجمل هنا "


قال مبتسما

" أجل معك حق فثمة واحد آخر "


قالت بصدمة

" ابن كنعان هنا ؟ "

ضحك وقاص بينما أنزلت الواقفة بجانبها رأسها للأسفل تشد

قبضتيها بقوة ولم تتنفس بارتياح إلا حين قال مبتسما

" لا بل شخص آخر خلف ظهرك هناك سرق اهتمام جميع

الفتيات الليلة "

نظرت خلفها فورا وبحثت بنظرها حتى وقع على الواقف

مع أربع انجليزيات منشغلات بالضحك والأحاديث والذي كان

ينظر لها بدوره وقد رفع الكأس في يده مبتسما فكشرت في وجهه

باشمئزاز وعادت بنظرها للواقف أمامها وقالت بملامح مشمئزة

" ذاك أكثر وسامة منك ! أشك حقا في أن يكون شقيقك "

ضحك وقال

" عليك الاعتراف بذلك "


لوحت بيدها مكشرة وشعرت حينها بيد أحدهم على كتفيها وما أن

نظرت له قبل خدها قائلا بابتسامة

" مرحبا بشقيقتي الوحيدة "

نظرت له باستغراب وقالت

" كين ! ماذا تفعل هنا ؟ "

اتكأ بساعده على كتفها وقال مبتسما

" الذي تفعلينه أنتي بالطبع إلا أني هنئت صاحب هذا الاحتفال

على نجاحه عكسك تماما توجهت رأسا لشقيقه "


أبعدت يده عنها وقالت ببرود

" أنا لم آتي لأهنئه وليس يعنيني نجح أم فشل ولولا زوج

والدتك ما أتيت "


ضحك وقال

" وحده من يتغلب عليك دائما ... مرحبا ماريه كيف أنتي ؟ "


مدت التي نظر لها يدها ليده مصافحة وقالت مبتسمة

" بخير ما أخبارك أنت ؟ "

صافحها فورا ولم يترك له الذي لف ذراعه حول عنقه مستندا

به في وقوفه مجالا ليتحدث وقد قال مبتسما

" مرحبا بالجميلتان "


كان رد فعل إحداهما ابتسامة خفيفة بينما الأخرى أدارت مقلتيها

للأعلى بضجر وقالت ماريه بحياء

" مبارك نجاح شركتك ، آسفة كان عليا المباركة لك أولا لكن

ساندي أرادت أن نلقي التحية على زيزفون "


قال مبتسما يرمق الواقفة بجانبها بطرف عينه

" لا بأس المهم حظورك فهو أكبر دليل على اهتمامك بي "


نظرت له تلك بغضب فغمز لها بعينه مبتسما فنظرت للواقف

أمامها وقالت بضيق

" وقاص أخبر شقيقك يتركني وشأني "

قال مبتسما

" رواح اتركها وشأنها "

مرر أصابعه في شعره وضحك وقال

" حسنا فقط لأني خفت منك "

ورن حينها هاتفه فأخرجه ونظر للاسم فيه ثم التفت فورا

جهة الباب ونظر للواقفة هناك في الخارج وقد أشارت له بيدها

فغادر من عندهم بعدما انضم هازار لهم أيضا وهو الشخص الآخر

الذي تكرهه تلك العربية الشقراء كما يعلم وفقط لأنه صديقه ،

توجه نحو الباب فورا وخرج حيث الواقفة على بعد خطوات

منه ترتدي فستانا طويلا باللون القرمزي قائلا

" مرحبا كنانة .. هيا ادخلي "


قالت مبتسمة

" شكرا لك رواح أنا آسفة فوالدتي متعبة ولا يمكنني البقاء "

قال وهو يدس الهاتف في جيب سترته

" اتصل خالي وقال أنها ليست بخير هل هي متعبة كثيرا ؟ "


قالت من فورها " مجرد نزلة برد لكنها تمرض بسببها كثيرا

وستحتاجني فوالدي لن يستطيع العناية بها مثلي ، هي تحتاج

لشخص صبور أكثر من اللازم "


أشار بيده قائلا " حسنا ادخلي ولو قليلا "


قالت بتوتر خالطه الحياء رغم علمه كما الجميع بما كان مخططا

له من أجلها في هذا الحفل " أنا فقط ... أردت أن .... حسنا هل

هو هنا ؟ "


نظر خلفه حيث الموجودين في الداخل ثم لها وقال

" لا لم يأتي "

نظرت له بصدمة لم تستطع أن تخفيها ولا أن تجتازها بسهولة

فهي أرادت التحدث مع رواح أولا هنا وإخباره بما حدث صباحا

في المطار ليساعدها في مهمة لقائه وإخباره بهويتها وما لم

تتخيله أبدا أن لا يكون هنا ، همست بصوت بالكاد يسمع

" لم يأتي ! "

مرر أصابعه في شعره وتنهد قائلا

" أرسلت له سائق الشركة وقال بأنه متعب ولم ينزل له أساسا

فقد اتصلوا به من الاستعلامات وهو اعتذر ، اتصلت به كثيرا

ولم يجب "

نظرت للأسفل قبل أن تبعد حدقتيها عن عينيه جانبا فلم يعد يمكنها

النظر لعينيه خاصة أن تلك الأحداق السوداء امتلأت بالدموع تشعر

بإهانة لا حجم لها أبدا فهل تفعل كل هذا لكي تأتي بينما يتهرب

هو وبكل دم بارد ؟ أي موقف هذا الذي وضعها فيه أمام الجميع

وأولهم والداها ! ألم يستطع القدوم ثم ليتحجج بأي حجة ويتخلص

منها وإن بمصارحتها وستضع هي اللوم على نفسها حينها وتعفيه

من كل هذا .


" كنانة هو الخاسر .. لو أنه جاء ورآك لما كان هذا موقفه فلا

تحزني على شخص لا يستحق "

مسحت عيناها بظهر كفها بقوة وهمست ببحة تتجنب النظر لعينيه

" لا تخبر أحدا بأنه رفض المجيء ، قل فقط أننا التقينا في وجودك

في الحديقة "

تنهد قائلا

" حسنا كوني مطمئنة فأنا كنت أيضا سأقترح أمرا مشابها "

كانت ستغادر لكنها عادت ونظرت له قائلة

" هل تعطيني رقم هاتفه ؟ "

نظر لها باستغراب فقالت قبل أن يعلق

" لن أتحدث معه أنا فقط أريده أن يفهم بأن ما فعله مناف

لأخلاق الرجال "

تنهد بقلة حيلة فهو فهم تقريبا ما تنوي فعله ، قال وهو يخرج هاتفه

" كنانة لن أتدخل في أمورك الخاصة لكني أنصحك بنسيان الأمر

وعدم الاهتمام به فأنتي لا تعرفينه على أي حال "

امتلأت عيناها الواسعة بالدموع مجددا وهمست بحزن

" الأمر مختلف تماما يا رواح ولا يمكنني شرحه لك "

نظر لها بشك وعلمت سريعا بأنه لم يصعب عليه أن يرتب الأحداث

في دماغه وأن يفهم بسهولة سبب حالتها تلك وكأنها تلقت صدمة

من شخص أحبته كل حياتها ، وما توقعته حدث فعلا وقد قال

باستغراب " هل التقيتما في المطار ؟ "

نظرت لحقيبة الفستان في يديها وقالت بصوت منخفض

" أجل ولا يعلم بأنها أنا "

وصلها صوته الجاد فورا " كان عليك إخباره يا كنانة ، بل عليك

فعلها الآن بما أنه لا يعلم "

رفعت نظراتها له وقالت بضيق

" المشكلة ليست في معرفته من عدمها بل في تصرفه فهو لم يهتم

ولا بموقفه ووالدته بل وبموقفي أيضا أمام عائلتي ومعه حق لما

سيهتم بمشاعر أو كرامة أناس بسطاء مثلنا وأقل من أن يعيرهم

اهتماما "

وغادرت ما أن أنهت كلامها ذاك وسارت في الممر الرخامي الواسع

بخطوات شبه راكضة تراقبها نظرات الذي تركته خلفها قبل أن يتنهد

بضيق هازا رأسه وقد عاد للداخل بعد أن أرسل لها رقم هاتفه كما

طلبت .


*
*
*

بالكاد استطاع الوقف مستندا بالمغسلة الرخامية الواسعة

ولم يعد في معدته شيء يخرجه حتى بات يشعر بأحشائه

ستخرج جميعها ويتخلص جسده منها ، فتح صنبور المياه

على قواه وأنزل رأسه تحته يشعر بالمياه الباردة تجمد

أوردته وبدأت تدريجيا تحجب أنفاسه فرفع رأسه يسحب الهواء

من فمه بقوة عدة مرات والمياه تنزل من وجهه وشعره وبالكاد

يصل لرئتيه القليل من كل ذاك الهواء المندفع مع أنفاسه القوية

ليستطيع العيش به مزيدا من الوقت .

خرج من الحمام بالكاد يستطيع السير وارتمى على السرير يدفن

وجهه في الوسائد الكثيرة الناعمة وهذا حاله منذ ساعات بل يراها

تزداد سوءا بمرور الوقت ولم يعرف هذه الحالة في حياته سابقا

فبعد ساعتين من نومه بعدما استحم وتناول الطعام استفاق على

ألآم حادة كالسكاكين في معدته ورغم استفراغه المتكرر حتى

خرج ما فيها بالكامل إلا أن تلك الحالة لم تزول كما أن جسده

بأكمله بات يؤلمه ولا يفهم ما سبب كل هذا ففندق كهذا لن

يقدموا طعاما فاسدا بالتأكيد لتكون حالة تسمم وليست هذه بحالة

تسمم مطلقا فقد سبق وجرب ذلك في كلية الطيران ذات مرة

وهذا أسوء وأشد منه أضعاف المرات بل ويشعر بأنه بدأ يفقد

قدرته على الشعور بجسده شيئا فشيئا وإن استمر هكذا فسيموت

لا محالة .
رفع يده بقوة خائرة وأسقطتها على الهاتف فوق الطاولة بجانب

سريره وضغط أحد الأزرار فيه ولم ينتبه حتى بمن في ذاك الفندق

سيوصله تحديدا المهم أن يأتي أحدهم ليجدوا له حلا قبل أن يلفظ

نفسه الأخير


*
*
*

وقفت سيارة الأجرى أمام المنزل مباشرة فنزلت منها وأعطت

سائقها ثمن إيصاله لها وما أن غادر نظرت لها مكشرة فهذه

الطريق البعيدة كلفتها الكثير وهي من باتت بنصف راتب فقط ،

نظرت حولها ولم يكن يوجد أي سيارة في الخارج وذاك متوقع

فمع حديقة واسعة كالموجودة خلف أسوار ذاك المنزل لن يركن

ضيوفهم سياراتهم في الخارج بالتأكيد ، نظرت لساعتها ثم رتبت

شعرها وفستانها النيلي الطويل والذي كان بدون أكمام وبفتحة

طويلة لنصف الفخذ فقد لبسته عمدا وهو أحد فساتينها القديمة

ولم تلبس ما جلبه لها مؤخرا بدلا عنهم فالليلة ليلتها هي

وستسجل فيها انتصارها التاريخي عليه خاصة بعد المكالمة

الأخرى التي تلقاها في مكتبه صباحا فهي بعدما سمعت مكالمته

الأولى تلك جعلت من أولوياتها مراقبته والاهتمام بأي مكالمة

يجريها عكس السابق ، لم تكن تعلم عن هوية المتصل لأنه

لم يذكر اسمه أبدا لكنها استطاعت ربطها باتصال تلك المرأة

حيث كان الحديث عن نفس الشخص وهو المدعو تيم لكن

هذه المرة انكشف لها أمر جديد ومهم حين سمعته يقول لمن

في الطرف الآخر ( لو كنت قتلت والدته فعلا ما كان ليكرهني

بهذا الشكل ، وإن كان حجرا للان قلبه بمرور كل هذه الأعوام )

( تيم لن يفهم أبدا أسبابي وحتى زوجته أراها في صفه وقالتها

وإن بطريقة مهذبة عكسه موتك أرحم من تركها تموت هكذا ،

أنا أتفهم موقفه لكن عليه هو أيضا أن يحاول فهم ظروفي وقتها ،

هي أرادت أن يعيش له أحدنا لكني أراه قتلني معها وأنا أكره

فعلا كل هذا الجفاء بيننا )

( تيم ابني وقد جعل من نفسه حسرة في قلبي حتى أموت )


ابتسمت بانتصار متوجهة لبوابة ذاك المنزل وكل ما فعله بها

سابقا يمر أمام عينيها كالشريط المسجل فلحظة الانتصار ها قد

حانت ومثلما حرمها من كل ما كان لديها ستحرمه ابنه وللأبد ،

فإن كان مقصده من إبعادها عن هنا مراعاة لمشاعر ذاك الابن

فهي من ستدمر تلك التضحية وللأبد وإن كان أمر خطبته لها

سرا يخفيه عنه فها قد حان وقت معرفته له .

ما أن وصلت البوابة كان الحرس في استقبالها وياله من استقبال

مميز فهي لم تتوقع هذا البتة وظنت أنه بما أن الحفل في المنزل

فالأمر أقل تعقيدا من النظام الأمني في الفنادق لكن ما ظهر لها

العكس وقد قال لها ذاك الضخم المخيف فورا

" أرني هويتك أولا لأعلم إن كان اسمك ضمن المسموح لهم

بالدخول هنا "


قالت من فورها وبضيق

" لست إرهابية ولا أملك سلاحا ولست أعتقد بأن رئيس وزراء

البلاد في الداخل لأقتله "


لم يغير الواقف أمامها وقفته ولا نظرته لعينيها ولم يكلف نفسه

ولا بالرد عليها فقالت بضيق أكبر

" اتصل فورا بسيدة هذا المنزل وسأخبرها من أكون وتدخلني "

والنتيجة ذاتها فشتمته وتحركت مبتعدة عن هناك ، ستدخل

ومهما كلفها الأمر فهي لم تصل إلى هنا لتغادر ، حتى أنها

صرفت صاحب التكسي فمن سيرجعها لمنزلها ؟

سارت بمحاذاة السياج الحديدي تنظر له عاليا حتى ابتعدت

عن بوابة المنزل قليلا ثم وضعت حقيبة فستانها فإن نجحت

خطتها وكانت في الداخل فستدخلها عبر فتحة السياج ، نظرت

حولها وللسيارة السوداء التي وصلت ويبدوا بأنهم سمحوا لها

بالدخول فورا وكشرت هامسة

" أثرياء حمقى مغرورين "

نزعت حذائها أيضا ثم ربطت منديلها حول كف يدها الأيمن

ورفعت فستانها وربطته بما أن فتحته طويلة ثم تمسكت بحديد

السياج البارد وبدأت بتسلقه فهم لا يعرفون ما كانت تفعله

وقت طفولتها ومراهقتها وكم مرة خرجت متسللة من سجن

شقيقها لها وأنها قادرة على فعل المستحيل .

ضحكت بانتصار ما أن أصبحت في الداخل تنفض يديها من التراب

العالق بهما ثم أنزلت فستانها ومررت يدها من فتحات السياج

وأدخلت حقيبتها وحذائها فها هي لا تحتاج لبوابتهم التعيسة تلك

*
*
*


ابتسمت له تستمع بانتباه لما كان يقوله فكين شخصية لا تراها

مختلفة كثيرا عن شقيقته .. شاب مرح مبتسم دائما وشخصية

ليست معقدة أبدا فهو لم يتوقف عن التحدث معها عن نشاطهم

الطلابي الجديد ولازال يحاول اقناعها دون يأس بأن تشارك فيه

والمدعو هازار انسجم معهما سريعا كما رواح بينما اكتفت الواقفة

ملاصقة لها بالصمت والتأفف كل حين بسبب مناوشات ذاك الشاب

الغير مباشرة لها فيبدوا أنها وعلى غير العادة قررت الصمت بدلا

من مجاراته في حربه وهذا لا يعد أمرا طبيعيا فيها أبدا وكانت لتشك

بسلامة لسانها أو عقلها لولا أنها رأت ذاك الميكرفون الذي وضعته

في حقيبتها بل وجلبت حقيبة مع الفستان من أجله فقط وهذا

ما هي متأكدة من أنه سبب صمتها عنه فهي تخطط لشيء بالتأكيد !

أما ذاك الطويل الوسيم المدعو وقاص فكانت تلحظ اهتمامه الواضح

بأن تفهم الواقفة قربه شديدة الصمت كما الحسن عن كل ما يتحدثون

عنه حتى أنه كان يشرح لها بعض الأمور في غمرة أحاديثهم تلك

وتراه لا يهتم أبدا بأن ينظر له أحدهم باستهجان أو أن يفهم تصرفه

بشكل خاطئ بسبب كل ما يوليه لها من اهتمام واضح فهو متزوج

وهي كذلك ومن يراهما يضن بأنهما الزوجان بينما الشخصان

الحقيقيان لا وجود لأي منهما في الصورة ! .

شعرت بضغط قبضة أصابع الواقفة بجانبها على رسغها وقد همست

لها بخفوت وصدمة " يا الهي ماريه إنه تيم "

تصلب جسدها وبدأ قلبها يخفق بقوة درجة أن أشعرتها بالمرض

وتحركت حدقتاها لا شعوريا جهة الباب فلم تجد هناك أحد فتنفست

بصعوبة هامسة بضيق " مزحة سخيفة ساندي "

فالتفتت خلفها مجددا تنظر لصاحب تلك البذلة السوداء الأنيقة يده

في جيب بنطلونه ينظر للمكان باحثا عن شخص ما وقالت بذات

همسها

" ها هو هناك جهة الشرفة لقد دخل من هناك "

كانت ساندرين ما تزال محدقة به وما أن وقع نظره عليها توجه

نحوهم مباشرة فالتفتت سريعا هامسة

" لا تنظري خلفك ها هو قادم ، الأحمق لقد كان يبحث عنك "

وشدت على يدها أكثر متابعة بانبهار شديد

" لا أنصحك بالنظر له أبدا ماريه كي لا تخونك قوتك ، يا الهي

ما أشد وسامته بهذه الملابس "

فسحبت نفسها بصعوبة وشعرت بقلبها توقف تماما عن الخفقان

وكأنه ينقصها أن تخيفها من مقابلته هكذا ؟ لا هي ليست على استعداد

أبدا لمواجهته ولا لرؤيته الآن فلازالت جراحها طرية كما لازال شوقها

قويا ولم تشفى بعد لا من حبه ولا من جراحه فلازال صوت تلك الفتاة

يمزق بذكراه قلبها قبل مشاعرها كما ذكرى لقائهما الأخير في جامعتها

، إنها أضعف من أن يستحمل قلبها مزيدا من الضغوط ومن أن تستطيع

نسيان ما حدث .

نظرت للأسفل وأغمضت عينيها بقوة ما أن شعرت بوقوفه بجانبها

وذاك القلب المتوقف تماما عاد للخفقان بسرعة لدرجة شعرت

معها أنه يسحق في داخلها ولم تعد تعي أو تفهم شيئا مما يقال

حولها وهي تشعر بتلك الأصابع الباردة تلامس باطن كفها متسللة

داخله ببطء عبث بحواسها كما أنفاسها حتى كادت تفقدها وللأبد

وهبت عاصفة من المشاعر المتناقضة في داخلها مزقتها إربا

وبدأتا رئتيها تبحثان عن الهواء تسحبه بنهم وأضلع صدرها تتحرك

بقوة صعودا ونزولا وتلك الأصابع الطويلة الباردة تجد لها طريقا

بين أصابعها مررا إياها بينها وشد على كفها بقوة وقد استدار

ساعده حول ساعدها ودمر ما تبقى من دفاعاتها فرفعت يدها

الأخرى لوجهها ومررت أطراف أصابعها على حاجبيها تحاول

إخفاء ملامحها وغرسها القوي لأسنانها في طرف شفتها ، ولم

يخرجها من كل تلك الحالة سوى مرفق الواقفة بحانبها حين

وكزتها به بقوة فرفعت رأسها ونظرت لها فلم تستطع تلك ولا

الإيماء لها بشيء وقد نظرت للملاصق لها وابتسمت ببرود قبل

أن تبعد نظرها عنه ففهمت فورا أنه كان ينظر لها لذلك لم تستطع

فعل أكثر مما فعلته .

" اوه جيد أنه ثمة من جعلك تتحفنا بزيارتك الفريدة من نوعها "

قال رواح عبارته تلك مبتسما بمكر ونظره على الواقفة بحانبه

والتي ارتجف جسدها بضعف ما أن وصلها الصوت البارد للذي

اشتدت أصابعه على كفها أكثر وقد قال موجها حديثه له

" لما لا تنظر لما يخصك فقط قبل أن افقدك البصر "

فضحك رواح وأدار مقلتيه جهة التي صرخت لحظتها بضيق

" لا تنظر لي "

فضحك مجددا ولم يبعد نظره عنها بل و غمز لها مبتسما فتأففت

مشيحة بوجهها بعيدا بينما قال وقاص مبتسما

" ها قد جائت من ستقتص لك منه "

وقفت والدته حينها معهم وقالت بضيق ناظرة له

" أنا أيضا أحتاج لمن يقتص لي منه "

تأوه رواح وكأنه صدم لرأيها فقالت بضيق مجددا

" ألم تكن ملتصقا بصديقاتك هناك ؟ ما الذي جعلك تبتعد عنهن ؟

اترك الفتاة وشأنها يكفي أنها قاطعت منزلنا بسببك "


وضع يده على قلبه وقال

" إن حظر الماء بطل هنا التيمم طبعا ثم والدتي أنتي أم والدتها ؟ "

تجاهلته ناظرة لمن اقتربت منهم من أجله فقط ومن لم تصدق

عيناها حين رأته وقالت ناظرة لنصف وجهه المقابل لها مبتسمة

بسعادة وحنان

" مرحبا بك تيم بني كم أسعدني تلبيتك لدعوتنا "

لكن الذي كان ينظر للفراغ بملامح جامدة كالصخر لم يعر ما قالت

بالا ولم يعلق عليه وكأنها لا تتحدث معه أو عنه فنقلت نظراتها

الحزينة المحبطة منه للواقف بجانبه تنظر له وقد نقلت نظرها لها

قبل أن تنزل به للأرض تشد قبضة يدها الحرة بقوة هربا من نظراتها

لها ، لا تفهم لما يعلقون آمالهم عليها هي ؟ من أخبرهم أنها تملك

عصا سحرية تحركه بها كيف تشاء ! فمهما كان موقعها في حياته

وبعيدا عن كل ما يحدث بينهما الآن لا يمكنها الاقتراب من جدار

ماضيه بسهولة .. إنه الحيز الذي سيرفض بالتأكيد أن يقترب منه

أي شخص وحتى هي ، بل وبأي حق يريدون أن يغفر لهم أو أن تفكر

هي في إقناعه بذلك ؟ أيريدون أن ينسى طفولته القاسية وعيشه

منبوذا من الجميع ؟ أم عمله صغيرا ليوفر الدواء لوالدته التي

سرقها منه المرض والإهمال لا أحد غيره يعتني بها رغم صغر سنه ؟

ما هذا الذي ستفكر أساسا في قوله له لتقنعه وهي ليست مقتنعة أيضا

به ؟

شعرت به يشدها من يدها لتدرك حينها بأنه تحرك من هناك مغادرا

وآخذا لها معه

بالكاد تستطيع مجاراة خطواته الواسعة لم يفكر حتى في معرفة

رأيها وإن كانت تريد المغادرة أم لا ، بل وكادت تصطدم به ما أن

توقف فجأة فنظرت بصدمة لسبب وقوفه المفاجئ ذاك والذي وقف

أمامه ينظر لعينيه مباشرة ومن استطاعت التعرف عليه بسهولة

فهو زارها من وقت قريب جدا .


كانت نظرته له لا تشبه نظرة شقيقته الحنونة الراجية تلك بل

كانت نظرة هادئة مركزة على عينيه فقط وكأنه ينتظر رد فعله

أولا بل وكأنهم لا يعلمون بأن ما دفنته فيه قسوة حياته الماضية

أعمق من أن يستطيعوا محوه بسهولة فإن نسي كل ما قاساه هو كيف

سينسى موت والدته أمامه وبالبطيء ؟ كيف سينسى سهره بجانبها

ليال طويلة يبكي بصمت عاجز عن فعل أي شيء من أجلها وهي

لا تستطيع سحب أنفاسها لصدرها غائبة عما حولها تماما ؟ .

رفعت نظرها له وكما توقعت كانت نظرته له قاسية عدائية وملامحه

متصلبة تماما فيبدوا بأنهما لم يجتمعا منذ وقت طويل وأن والده يفكر

في انتهاز الفرصة ليوضح له الكثير .. رغم ألمها بسبب ما قاساه

تتمنى فعلا أن تتغير نظرته لأفراد عائلته وأن يساعدوه على التخلص

من عوالق ماضيه ، ارتجف قلبها لا شعوريا ما أن انحرف نظره

عنه قليلا لشيء ما خلفه وأرعبتها تلك النظرة الغاضبة في عينيه

فنظرت حيث نظر وعقدت حاجبيها باستغراب تنظر للمرأة التي اقتربت

من الواقف أمامهما بخطوات متشابكة تشبه سير عارضة أزياء على

المسرح ساقها وفخذها ناصعان البياض ينكشفان من فتحة فستانها

كلما تقدمت قدمها اليمنى وشعرها المموج الطويل قد غطى كتفيها

العاريان ولم تتوقف حتى كانت بجانب الذي تمسكت بذراعه ومن لم

ينتبه أي منهما لنظراته المصدومة لها والتي لم تعرها بالا متجاهلة

لها وهي تجد فريستها أمامها مباشرة ومن استطاعت التعرف عليه

فورا ليس لشبه بينهما فهذا الوسيم الطويل أجمل من والده بسنوات

ضوئية بعيدة رغم جاذبية ووسامة ذاك بل بسبب النظرة التي

كان يوجهها لعينيه وتقديرها لسنه وإمساكه بيد تلك الفتاة بنية

الشعر ذات الملامح الجميلة الهادئة والعينان الذهبية الواسعة فستكون
زوجته بالتأكيد أي أن ضحيتها وهدفها اجتمعا معا وساعة حظها

قد توافقت تماما في سابقة لم تعرفها في حياتها .

رفعت رأسها بكبرياء تنظر لعينيه متجاهلة تلك النظرة القاتلة التي

كان يرمقها بها وقالت بابتسامة ساخرة

" هذا إذا ابنك الذي أخبرتني عنه ؟ لا أراه يناسب المرأة القروية

البدائية الجاهلة التي تحدثت عنها "

نفض الواقف بجانبها يدها عنه بقوة ينظر لها بصدمة لكن ذلك لم

ينقده من المصيدة التي أوقعته فيها فالواقف أمامه لم يكن يرى

سواها في ذاك المكان بأكمله وقد تابعت بذات ابتسامتها تلك

" يبدوا لي بأنك بالغت في وصفك لها عزيزي "

ولم تكن تعلم بأنها حاكت شباكها حول نفسها قبله حتى تركت يد

الواقف أمامهما تلك اليد التي كان يمسكها بقوة وتملك لتمتد تلك

الأصابع الطويلة القوية مع خطوته الواسعة لعنقها النحيل فورا

وغرسهم فيها بقوة جعلتها تصرخ بهلع قبل أن تفقد قدرتها على نطق

أي شيء ولا حتى الصراخ لانقطاع أنفاسها بسبب خنقه القوي لها

أسنانه تكاد تتحطم من شده لها مكشرا عنها ينظر لها بحقد لم يعرف

في عيني إنسان سابقا حتى أن جفناه شابهما احمرار واضح وقد

جمعت صرختها تلك الجميع حولهم بالتتابع ، وما أن امتدت له

يده عمته التي ركضت جزعة ناحيته صرخ فيها بعنف محركا رأسه

" ابتعدييييييي "

فارتدت يدها لا شعوريا تمسك بها فمها وقد رفع بيده الأخرى طرف

سترته السوداء وأخرج مسدسه المرخص الذي لا يتحرك من دونه

ورفعه في مستوى كتفه ليفهم الجميع ما ستكون نتيجة اقترابهم منه أو

محاولة إنقاذ التي بدأت حركتها في مقاومته تتراخى تدريجيا وصوت

شخير أنفاسها يسمع بوضوح فوق كل تلك الهمسات المصدومة تحاول

بيدها بوهن أن تمسك الواقف قربها مستنجدة والذي كان متصنما مكانه

ينظر لابنه .. للوحش الذي نبشت عنه بنفسها وحررته وكأنه قرر

تركها تتحمل عواقب ما أوقعت فيه نفسها بل ومن هذا الذي قد يفكر

في إيقافه وهم يرون نظرته السوداء الغاضبة المشتعلة كالجحيم

وينظرون لجسده الذي لم تستطع تلك الملابس إخفاء عضلاته

القوية تبرزها أنفاسه الغاضبة بوضوح فقد شلت الصدمة مع غضبه

الجميع عن محاولة فعل أي شيء لأجلها أو الاقتراب منه من علم

السبب منهم ومن جهله وحتى الواقفة قربه والتي شهدت كل ما حدث

منذ قليل وكأنها رميت مع ثلاثتهم في تلك الدوامة السحيقة والتي لم

يخرجها منها سوى صوت ساندرين الجزع المستجدي من بعيد

" ماريه افعلي شيئا سيقتلها لا محالة "


مسحت حينها بقوة الدموع التي لم تنتبه ولا لنزولها المتتابع فمعها

حق ستموت إن استمر في شده لعنقها هكذا لدقائق أخرى ولن ينجوا

من عقاب القانون حينها وسيدمر مستقبله نهائيا وتعرفه لن يهتم

أبدا لكن ماذا عنها هي ؟ ليكن بخير وإن كان بعيدا عنها فلا يمكنها

احتمال فكرة انتظاره لأعوام أخرى .. لن تستطيع فعلها مجددا .

مسحت دموعها التي عادت للنزول وامتدت أصابعها ببطئ لكتفه

وما أن لامست أطرافها سترته أغلقت أذنيها صارخة وذاك كان

حال جميع النساء في ذاك المكان ما أن انطلقت تلك الرصاصة

من مسدسه عاليا وتساقطت القطع الكريستالية من الثريا الضخمة

المعلقة في الأعلى مصدرة رنينا متناغما على الأرضية الرخامية

تحتها وقد وجه فوهة المسدس هذه المرة لذاك الوجه المحمر بسبب

اختناق صاحبته متجاهلا الصراخ الجزع من الجميع فتحركت الواقفة
بقربه مبعدة يد عمته التي أمسكتها باكية لتمنعها فهو لم يهتم

لاقترابها السابق وقد يؤذيها أيضا لكنها وحدها من تعرف تيم

أكثر من الجميع وترى ما لا يراه أي أحد منهم في داخله كما تعلم

عن ماضيه الكثير بل وهي الرابط الوحيد الذي يجمعه به .

وقفت أمامه وأمسكت بيده أولا ليكون مسدسه بعيدا عنها وما

أن نقل نظراته الغاضبة لها رفعت يديها المرتجفتان لوجهه

وأمسكته بهما وقالت برجاء ناظرة لعينيه ودموعها قد عادت

للتكدس في مقلتيها

" تيم والدتك في قلبك لا أحد يمكنه تشويه صورتها هناك إنك تحتفظ

بها رائعة فيه وللأبد ، تيم أرجوك لا تخسر مستقبلك وتجعلني أخسرك
مجددا بسبب هذه المرأة .. أرجوك "

لم تلحظ أي لين في ملامحه ولم تترك أصابعه عنق تلك المرأة التي

بدأت تحتضر بالفعل لكنه على الأقل لم يطلق رصاصة أخرى من

مسدسه فقالت مجددا ودون يئس يداها تتحركان ببطء على فكيه

ودموعها عادت لمفارقة رموشها مجددا

" لا تجعلها هي أيضا تخسرك .. لقد أرادت دائما أن تصبح رجلا

وأن تفخر بك ... تيم أرجوك فكر بي أنا على الأقل "

وتقطعت عبراتها في حلقها ما أن بدأت أصابعه ترتخي تدريجيا

عن ذاك العنق تاركا ذاك الجسد خلفها يتهاوى للأرض وقد فقدت

صاحبته وعيها تماما فدست وجهها وبكائها في صدره مطوقة
لجسده بذراعيها بقوة وشد هو رأسها له يغرس أصابعه في

شعرها البني الناعم ورفع مسدسه هذه المرة في وجه الواقف أمامه

لم يتحرك من مكانه ولا لمساعدة المرتمية تحت قدميه واسعافها مع

شقيقته وضرتها وقال هامسا بحقد

" علم حثالة نسائك احترام ذكرى والدتي أو أن العقاب سيكون

من نصيبك أنت في المرة القادمة "

وما أن أنهى عبارته تلك غادر من فوره ساحبا التي كانت في

حضنه من يدها مجددا ووجهته باب الشرفة الذي دخل منه قبل قليل .


‏*‏
‏*‏
‏*‏

ضم رأسه بين يديه وقد انغرست أصابعه في ذاك الشعر الكثيف

الناعم جالسا على طرف السرير ينظر للأرض بضياع وحزن ،

لا يفهم لما عليه الجلوس هكذا عاجزا عن فعل أي شيء ينتظر أن

يجدها غيره له ؟ لما ليس هو من يلبس درع المحارب ويقتحم تلك

الأراضي والغابات ويخرج حبيبته بنفسه حتى لو كان الثمن موته

فهو أشرف له من فقدانها وعيش باقي حياته وحيدا بعدها .


( قد تراني صغيرة وغبية ومتهورة لكني قسما أحبك يا رعد )


( متأكدة من أنك سترجع يا رعد وسأنتظرك طوال عمري )

( إذا رعد لأستريا يوما ما )

مسح وجهه بكفيه مستغفرا الله ومبعدا تلك الأفكار من دماغه

قبل أن تنهيه ومسحت أنامله الدموع التي بللت رموشه لحظة

أن طرق أحدهم باب غرفته طرقات خفيفة منخفضة فاستوى

في جلوسه قائلا

" ادخلي يا غسق "

انفتح الباب حينها وظهرت التي نظرت له بصمت فعاد للاتكاء

على مرفقيه ناظرا للأرض وقال بهدوء

" إن كنت لازلت غاضبة فعليك أن تقتنعي بأنه لا حيلة لي في

شيء ويكفيك لوما لي يا غسق فما في القلب لا يعلمه إلا الله "

دخلت مغلقة الباب خلفها وتوجهت نحوه وجلست بجانبه ووضعت

يدها على يديه اللتان يشبكهما ببعضهما وقالت ناظرة لنصف

وجهه المقابل لها

" أنا لست ألقي باللوم عليك فيما حدث الآن يا رعد بل في تركك

لها معلقة تنتظرك كل تلك الأعوام ، في أن تربطها بك وأنت

لست تضمن عودتك لها "

رفع يديه واتكئ بجبينه على قبضتيه وقال بحزن

" هل قلب العاشق يستمع لعقله يا عسق ؟ هل كنت أستطيع

وأد مشاعرنا معا والمغادرة دون أن أرحم قلبها الصغير المعلق بي ؟

هل كان حالنا سيكون أفضل حينها ! "

قالت بلوم

" لكن ذلك قاس جدا يا رعد ويحطم قلب المرأة بل ويقتلها

وبالبطيء ... أنتم الرجال لا تعرفون معنى هذا الشعور أبدا "

نظر لها ولعينيها الممتلئة بالدموع وقال بهدوء

" كل له أسابه يا غسق وهو له أسبابه بالتأكيد "

ضربت بقبضتها على فخذه قائلة بضيق

" أنا لا أتحدث عن نفسي بل عن تلك الفتاة ولا عن ذاك الرجل

فوضعكما مختلف تماما وليس ثمة أسباب تشفع له "

وتابعت بحدة وقد قررت أن تشمله بغضبه

ا" بل ولا أسباب تشفع لك أيضا وكان عليها أن تتزوج منذ أعوام

بدلا من انتظارك "

قال بذات هدوئه ولازال ناظرا لها

" أكنت لتفعليها أنتي ؟ "

قالت من فورها

" أجل "

ابتسم بسخرية قائلا

" وستعيشين سعيدة حينها يا غسق ؟ "

وقفت على طولها وقالت بضيق

" أنا هنا لأواسيك لا لتعكر لي مزاجي يا رعد لكنك لا تستحق "

خرجت منه ضحكة صغيرة تغلبت على حزنه وتجهم ملامحه

وقال ناظرا لعينيها

" لما تتهربين من الإجابة بالهجوم عليا يا ابنة دجى الحالك "

كانت ستتحدث وغضبها لا يزداد إلا اشتعالا لولا قاطعها

باب الغرفة الذي انفتح بقوة وصوت الكاسر قائلا بلهاث

" مطر شا......... "

وبلع باقي كلماته مع ريقه بصعوبة حين استوعب وجود

شخص آخر معه وليس أي شخص فأزاح نظره عنها له

وتابع بصوت منخفض

" إنه هنا ومعه امرأة وطلب رؤيتك أنت تحديدا "

فقفز رعد حينها وركض من فوره جهة الباب وكلاهما خلفه

حتى كانوا في بهو المنزل ووقف مكانه ينظر للتي كانت مع ذاك

الرجل بالفعل تمسك يده برسغها لازالت بفستان زواج الثنانين

الممزق والملطخ بالدماء كحال ذراعيها ووجها تنظر له تلك

العنان الواسعة الدامعة بشوق .. بحزن .. بأسى وبالكثير الكثير

من الألم ، نظرة حطمت قلبه فوق تحطمه وأفقدته حتى القدرة

على الحركة من مكانه ، فقط حدقتاه تحركتا جهة الذي رفع

رسغها ناظرا لهم حيث كان رماح وعمتهم هناك أيضا وقال

بجدية وحزم

" أول ما عليا قوله بأن تنسوا من الآن وصاعدا بأنه لشراع

صنوان ابنا اسمه جبران "

ضربتهم كلماته كالرصاص مخرسة الجميع من صدمتهم وتابع

بذات جديته وقد انتقل نظره للواقف هناك تحديدا

" هذه هي آستريا رعد ... زوجتك وبموافقة أشقائها ، أنا كنت

وكيلك والشهود من رجالي أحضرتها هنا من اليرموك مباشرة

ولم أسألها ولا ما حدث معها هناك وأنت تفهمني جيدا فإما أن تقبل

بها ومهما كان ما حدث لها أو أن تطلقها الآن وستغادر معي ..

منزلي منزلها وعائلتي عائلتها والقرار لك "


المخرج ~

بقلم امومه الحلو

من تيم لأبيه
نَسَجَ الخيال لفقدكَ قصةً ، قد فاقت الأدراك والأبصارَ ،،،
كم ندبةٍ كم صفعةٍ كم حرقةٍ ، تلك التي قد ذقتها لِلمرّ جفاكَ ..
هي وحدها.. هي وحدها من عانت مرّ الحياة لفقدكَ باكراً ، لا بل هي وحدها
من حملت ثِقلَ الحياة جُزَافَ ..
ويوم اعترفت بنبض قلبك حيّاً يُرزقا ، كان لي الموت المرير بعد حياةَ.
يا أبتِ ويا لها من حُرقةٍ ،، قول الأبِ على لسانِ من عاناها ..
قلبي الصغير ما زال نبضه في داخلي.. قلبٌ جريحٌ لصفعةِ الآفاكَ ..
لا تلتمس من حنايا خافقي عذراً لكَ ،، هي وحدها من يُنشدُ عندها الأعذارَ..
فإن استطعت لقاء من تركت روحاً لها ،، في خافقي ألماً عميقاً قد أثخنته جراحا
أخبرني حينها أنك لي أباً ، وأن بفقدها فقدت روحا حنت دائمآ للقاكَ..


من شاهر لتيم

يا نسمةً يا زهرةً يا نبض قلبي الذي يهواكَ .. طفلي لا بل شبلي؛ قل أسدِ الجسور
بِتُ أراكَ ..
رحلتُ عنك وأنت قطعةً من روحي التي قد وادعتُاهَ ، مُرًّ مريراً ذاك يوم وداعَ ..
رحلتُ تاركً خلفي الحياة بأمها ، فهل لميتٍ الحياة بعد مماتَ ؟!

عذرا ومالي عذراً سوى قلباً غلوبٌ قد حدَّ عنائهُ ، ترك الحياة كي تعيش حياةَ..
بنيّ ؛ لم أنشُدَ العيش الرغيد لفقدكم ،، لا بل حملتُ ثقلَ موطنٍ يُنشدُ عندهُ الآمالَ..

حبُ الوطن يا طفلي الصغير من فضلتهُ ،، وهل لي حياةً إن كان مثخن بجراحَ ..
أنت شبلهُ بل أنت حاملَ ثقله ،، هل ترضَ يوماً
أن يُستباح ويُداسَ ؟؟!
عذراً بني فلا عذر لي ،إن كنت إبناً تنشد الأمان تحت أباكَ ..
لكن بُنيّ إني ابن موطنٍ ، ضحى بروحه لتعش ذاك الأمان زمانا...


نهاية الفصل

قراءة ممتعة لكم .....
الفصل السادس عشر بعد أسبوعين يوم الإثنين مابعد القادم

 
 

 

عرض البوم صور فيتامين سي   رد مع اقتباس
قديم 16-01-18, 12:23 AM   المشاركة رقم: 753
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
متدفقة العطاء


البيانات
التسجيل: Jun 2008
العضوية: 80576
المشاركات: 3,163
الجنس أنثى
معدل التقييم: فيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسي
نقاط التقييم: 7195

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
فيتامين سي متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : فيتامين سي المنتدى : قصص من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: جنون المطر (الجزء الثاني) للكاتبة الرائعة / برد المشاعر

 

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 193 ( الأعضاء 22 والزوار 171)
‏فيتامين سي, ‏همتي عالية, ‏نوره نوره نوره, ‏ديـ*M*ـوم, ‏aya mahmoud, ‏ام البنين, ‏sareeta michel, ‏soma libya, ‏samam, ‏Douha, ‏رمزالنوم, ‏نزف جروحي, ‏منوني, ‏وردة شقى, ‏زهر التيوليب, ‏لولو نادرة, ‏عشقي النصر العالمي, ‏المتشردة الصغيرة, ‏الاميرة البيضاء, ‏دكتورة جلدية, ‏بيانكو, ‏FATK


قراءة ممتعة لكم ...... وردود ممتعة لنا ولحبيبتنا برد المشاعر

 
 

 

عرض البوم صور فيتامين سي   رد مع اقتباس
قديم 16-01-18, 08:14 AM   المشاركة رقم: 754
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Nov 2012
العضوية: 247753
المشاركات: 13
الجنس أنثى
معدل التقييم: FATK عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 39

االدولة
البلدAfghanistan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
FATK غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : فيتامين سي المنتدى : قصص من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: جنون المطر (الجزء الثاني) للكاتبة الرائعة / برد المشاعر

 

رااااااااائعه بردالمشاعر كالعاده شكراً بحجم السماء على هذا المجهود وإلتزامك لنا وهذه القطعه الفنيه التي نعجزعن توقع ماسيفعل ابطالها دائماً تدهشينا بردود افعالهم وقفله خطيره كعادتك تشويقه ممتعه وانتظار ماذا سيفعل رعدواستريا اصبحت أخيراً له وماريه وتيم ماذا سيحدث بينهم وأخيرا مطروغسق واللقاء بعدالجفاء هل سيحدث هذه المره مناوشات بينهم اتوقع من غسق انها ستعاتبه انه انصف آستريا ولم ينصفها 😢وقدينفجربركان مطر من كثرة الظغوط التي يواجهها 👹يستحق 😈😂ولاننسى اليمامه واخوها ايضا مالذي سيحدث لهم ننتظرالفصل القادم بشوق فهوسيكون نقاط على حروف حياة ابطالنا سلمت اناملك بردالمشاعرعلى هذه الرائعه ولك ايضا فيتامين سي كل الشكرعلى مجهودك في النقل ألف شكرلك🌷

 
 

 

عرض البوم صور FATK   رد مع اقتباس
قديم 17-01-18, 02:52 AM   المشاركة رقم: 755
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
قارئة مميزة


البيانات
التسجيل: Feb 2015
العضوية: 289774
المشاركات: 1,941
الجنس أنثى
معدل التقييم: شيماء علي عضو ماسيشيماء علي عضو ماسيشيماء علي عضو ماسيشيماء علي عضو ماسيشيماء علي عضو ماسيشيماء علي عضو ماسيشيماء علي عضو ماسيشيماء علي عضو ماسيشيماء علي عضو ماسيشيماء علي عضو ماسيشيماء علي عضو ماسي
نقاط التقييم: 4305

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
شيماء علي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : فيتامين سي المنتدى : قصص من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: جنون المطر (الجزء الثاني) للكاتبة الرائعة / برد المشاعر

 

الله يحرق جبران يااا رب
كنت عارفة ان احساسي الحمار كداااااب
يخرب بيتك لبيت معرفتك ياا زفت الزفت انت

مين زوجة ابو يمان ذيك واللي يكلمها؟
وغيس زقت تستاهل اللي عمله تيم
لولا مستقبله بسس كنت تمنيت لو خلص عليها تماما بس جزاها اللي بيسويه فيها شاهر
كلبة
دمرت فرصته الوحيدة مع ابنه عساها الحرق يا رب

غيهم حبيبي المسكين
ان شاء الله ان كنانة تكون تتصل في نفس الوقت الي هو ماسك جواله فيه
حرام
الاثنين تعلقو ببعض وهي تظنه ما حضر!
بس معقولة مرضه طبيعي كذا ما هو بسبب الاكل؟
ولا يمكن حساس لشي من المكونات؟
ولا اضطراب ما بعد الصدمة؟

زيزفون واسحاق والماضي
اعجبني خروجها عن صمتها وان شاء الله ان الينا وبطيخ فهمت اخيرا!
نجيب بنموته بجرعة زائدة وجمانه نموتها متسممه ونزوج وقاص وزيزفون ونخلص
اتمنى انها تقتنع من كلام ساندي ان وقاص غير
اتمنى
اتوقع اسحاق توأمها << بتكون صدمة!
غالبا هو المتسبب بالحريق لكن من المحرض؟

مطر وغسق
مطر قرب يفقد عقله بسبب الاحداث الاخيرة!
وغسق معندة ودماغها حجر اعوذ بالله !
ارحميه وارحمي نفسك وعيالك يختي!
الانتقال حلو بالفترة الحالية
بيرتاح رد من النطنطة ويمكن وجودهم حول آستي يساعدها ولو شوي
ما زال عندي امل ضعيف ان حالها هو بسبب سقوطها وان كلب الكلاب وكلابه ما سوو بها شي

اتمنى اني ما نسيت شي من مكونات الفصل بس قرأته استعجالي وبرد مسعجلة كمان
تسلم يدكم
ونشوفكم المرة الجاية على خير ان شاء الله

 
 

 

عرض البوم صور شيماء علي   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
(الجزء, المشاعر, المطر, الثاني)،للكاتبة, الرااااائعة/, جنون
facebook




جديد مواضيع قسم قصص من وحي قلم الاعضاء
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t204626.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Untitled document This thread Refback 27-06-17 09:03 PM


الساعة الآن 09:47 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية