كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات ألحان
رد: 155- الحقيقة المرة ( روايات ألحان المكتوبة )
رفعت عينيها وهي مشدودة الى صدر شوك.
همس بنبرة حاسمة :
- احكي لي.
قالت في قرارة نفسها : لا , هذا يكفي , إذا فتحت فمها الآن فلن يخرج منه إلا النحيب . هزها شوك من كتفيها برقة.
- مهما كان العبء الذي تحملينه فقد اصبح ثقيلا . ألا ترينه ؟ سيقضي عليك هذا إذا لم تخفيفه على الأقل.
تنهدت قائلة :
- إنه ميت .
التزم شوك الصمت فترة طويلة , اظلمت السحب المتجمعة بالخارج الحجرة . كان هناك رعد بسيط كشف عن الإحباط على وجه تريشيا .منتديات ليلاس
- بادي .. إنه عجوز . العجائز يكونون مرضى في اغلب الأحيان. هذا لا يعني ان...
- لا, إنه ميت , ادفع الفواتير وانت تعتني بقطيع الماشية وهو يموت في هذه الاثناء.
اغمض شوك عينيه واحتضنها. عندما فتح عينيه رأت تريشيا فيهما إحساسا غير معروف.
استطردت وهي تكتم نحيبها :
- متأسفة . لا تشفق عليه ولا أنا كذلك.
- ولماذا؟
- إنه مرهق . لقد حان الوقت.
ارتعدت الفتاة. تركها شوك تتكور بين ذراعيه مثل الطفلة المتعرضة للخطر.
تمتم قائلاً:
- هيا يا تريشيا , تحرري من قيدك.
ضمها اليه بقوة كما لو كان ينفخ فيها الحياة , تركت رأسها على كتفه , امطرت السماء بالخارج مطراً مدرارا . اسند شوك ذقنه على شعرها واستمع الى المطر المتساقط ونحيبها معا.
بكت تريشيا حتى شعرت بالتعب . كانت ستنهار على الأرض بدون وجود شوك الى جانبها . كانت تحتاج الى هذا الدفء الناعم, الى هذا الشخص الذي تتعلق به.
هدأت العاصفة وتبعتها امطار منتظمة وهادئة . كانت تريشيا تستمع اليها وهي تتناغم مع انفاس شوك.منتديات ليلاس
- اعتقد انه يتمنى الموت كما لو كانت الحياة تمثل بالنسبة له مشقة يتخلص منها قبل ان يتمكن من اللحاق بأمي . لقد فرض على نفسه هذه العزلة وهذه الوحدة مخصصا وقته كله لجرين هيلز . لقد اختلفت مشاعره بموت ماجي .
لقد اعتبر نفسه ميتا. احيانا ارغب في ضمه الى صدري واصرخ فيه قائلة : لا ترحل ! هذا...
انهى شوك كلامها وهو يغوص بنظراته في نظراتها.
- هذا يؤلمني . الحزن يسبب المعاناة يا تريشيا , إنه قد يجعلنا نبكي . الم يحدث لنا هذا من قبل؟
كان صوته ينم عن التأثر والتعاطف.
- سافتقده يا شوك , إنه لا يريد ان يسمع مني هذا , لكنه صحيح.ريحانة
داعب شعرها واغمضت عينيها قبل ان تقترب منه , ماذا عانت تريشيا إذن ؟
- تريشيا , كم ليلة سهرت فيها على راحته؟
- خمس , خمس ليالي طويلة.
وهو أي شوك تجرأ على ملاحقتها بتهكماته!
- لماذا لم يدخل المستشفى؟
|