آسفة على التأخير

-4الحلم يعود من جديد
احست ريهام بالحزن لما يحدث لزوجها فهي تراه يهتم بأولاد اخيه بصورة ملفته للنظر وتشعرها بالعجز والهم لأنها لم تمنحه الطفل الذي يريده وقد قالت لنفسها سوف يتوقف عن الاهتمام بهم تدريجيا مع مرور الوقت وعند اول طفل انجبه له . ولكن الطفل لم يأتي والاهتمام بأولاد اخيه ازداد خاصة مع الطفل الصغير هاني . رغم مرور ست سنوات على زواجهما وعلاجهم الدائم دون امل وأزداد الامر سوءاً بابتعاد هاني عنها بحيث انه دائم السؤال عن جميلة وحسن وهاني في دخوله وفي خروجه من البيت واتصاله بهم دائما قبل ان يناموا عند امهم , فأخبرته بما تشعر وبما يفعله لها , ثم طلبت منه الاهتمام بها وترك اولاد اخيه وامهم لحالهم خاصة انه مرت سنه على ولادة هاني وهم ليسوا بحاجه اليه مثلها ولكنه رفض قولها واخبرها بان اولاد اخيه مسؤوليته هو وعليها ان تساعده في الاهتمام بهم وليس دعوته الى الابتعاد عنهم هكذا.
استمر هاني بالاهتمام بأولاد اخيه وزوجة اخيه ولاحظ الناس دخول وخروج هاني لبيت اهل زوجة اخيه المتوفي ووصل الخبر الى اهل دلال فانزعجوا وخاصه ان هاني اخو احمد المتوفي ومتزوج من ريهام وابنتهم دلال لاتحل له ومازالت صغيرة السن وبإمكانها الزواج مره ثانيه , ودخوله وخروجه سوف يضر بسمعتها وسيجعل الناس يتحدثون بالسوء عنها , ولذلك قررت والدة دلال التحدث الى والدة هاني في هذا الامر والطلب من هاني الابتعاد عن بيتهم لفترة من الزمن وان كان يريد الاهتمام بأولاد اخيه فسوف يتم احضارهم الى البيت كلما اراد رؤيتهم والاطمئنان عليهم خاصه ان اخيه احمد متوفي منذ سنتين تقريبا ولا يجوز له الدخول والخروج اليهم كلما اراد ذلك فهو متزوج من ابنة اخيها ولا داعي للقيل والقال من جهتهم ايضا .
اخبرت أم أحمد أبنها هاني بما يقوله الناس في مساله الدخول والخروج على زوجة اخيه خاصه ان زوجة اخيه مازالت صغيرة وفي سن الزواج ويوما ما ستتزوج برجل اخر وتذهب معه . عندما سمع هذا الكلام بدأ الحنين يعود الى قلبه مره اخرى ويشتعل في راسه و يدعوه للتنفيذ وقد غضب عندما سمع بان دلال قد تتزوج برجل اخر غيره وتتركه و تأخذ معها اولاد اخيه بعيدا عنه . عندها طلب من والدته ان تخطبها له ليتزوجها حفاظا على سمعتها وعلى اولاد اخيه من أن تتزوج من رجل غريب .
قالت والدته مستنكره : ولكنك متزوج ماذا سيحدث لزوجتك ريهام وهي ابنة خالها ؟ قال هاني : ستبقى ريهام زوجة ليّ مادامت هي راغبة بذلك ولن اتركها فليس فيها عيب ولا ذنب , ولكن اولاد اخي بحاجة اليّ اكثر منها , ثم اني اريد اولاداً يحملون اسمي ويسعدوني .
قالت الوالدة : لا اعرف ماذا اقول يا بني ولكني سأسال دلال واهلها عن رأيهم في الامر غدا وانت لابد ان تسأل زوجتك ريهام و تأخذ رأيها في الامر .
اخبر هاني زوجته ريهام بأمر الخطبة , فتغضب وترفض ان تعيش معه ثانية وتذهب الى بيت اهلها وهي غاضبة فتره من الزمن . ولكن الوضع في بيت اهلها صعب وسيء خاصة ان اخيها الكبير يعيش مع اهلها وزوجته الحامل واولاده الثلاثة في البيت .
عندما اخبرتهم بالأمر تضايقوا في البداية وتركوها فترة من الزمن ترتاح ولكن عندما هدأت سألها اخوها عما تريد فقالت : سأطلب الطلاق وسأعيش معكم .
قال لها : هل انت حمقاء , تتركين زوجك وتطلبين الطلاق بسهولة وانت عاقر ليس لك اولاد فمن سيتزوجك بعد ذلك وانت لا تنجبين , ثم انظري الى البيت فهو لا يتحمل المزيد من الاشخاص ليعيشوا فيه , ولن يسأل الناس عن سبب طلاقك ولكن سيسألون هل انت مطلقه ؟ هل لديك أطفال ؟ هل انت غنيه ؟ وانت لست صغيره في السن . اما غرفتك فقد قررت ان اجعلها غرفة للأولاد الصبيان فيما بعد اما الان فهي مكتب خاص بي .
احست ريهام ان الابواب سدت في وجهها خاصة ان كلام اخيها صحيح و والديها يرفضان ان تكون ابنتهم مطلقه والشرع اباح للرجل ان يتزوج اربعه بشرط العدل وهاني لم يظلمها طوال عيشها معه , ولكنه اخبرها واستأذنها قبل ان يذهب ويخطب دلال حماية لأولاد اخيه وأيضاً هو يريد اولاد من صلبه يحملون اسمه ويساعدونه على الكبر . وهو دائم الاتصال بها يريد منها العودة الى البيت ولكنها ترفض دائما. ولكن الان بعد ان فكرت بهدوء وارتاحت علمت انها ستخسر الكثير ان تركت زوجها وعاشت مع اهلها .
جاء هاني لرؤيتها بعد ان تركها تهدأ عند اهلها ليتحدث معها ويعرف رأيها النهائي وماذا تريد منه قابلته ريهام بحزن ولكنها قررت العيش معه افضل من العيش مع اهلها وزوجه اخيها التي تغيظها دائما بالحمل والولادة وقصص المطلقات العاقرات .
قالت له : انا موافقه على زواجك من دلال ولكن هناك شرطين , الاول : تستأجر لي بيت خاص بنا بعيدا عن بيت اهلك . والثاني : العدل في كل شيء ولا تزرني ولا ازرها .
قال هاني : لكِ ما أردتِ و لكن ما يحدث بينكما هو بينكما انتما الاثنتان و انا - ان شاء الله - لن اظلمك و لن اسبب لك الاذى ابدا , و لكن هذه سنة الحياة و قدر الله , العمر يمضي و الاولاد زينة الحياة الدنيا .

-5فتاة الغروب
ذهبت أم أحمد الى بيت اهل دلال واخبرتهم بأمر الخطبة , استنكروها في البداية ولكن عندما اخبرتهم بحججها وتعليلاتها استكانوا قليلا للأمر ولكن المسألة كلها بيد دلال .
رفضت دلال الزواج من هاني لعدة اسباب . ولكن اهلها ألحوا عليها التفكير في الامر مره ثانيه وما الذي سيحدث لأولادها ولها بعد عمر طويل , ومن حق عمهم ان يهتم بهم وقد اباح له الشرع ذلك بالعدل . قررت دلال ان ترفض هاني بصوره نهائيه ولكن منظر طفلها الصغير النائم بجوارها واولادها وهم يتحدثون عن عمهم وما الذي فعله لهم اليوم واين سيأخذهم غدا والهدايا التي احضرها لهم كلها في وجهها تدعوها الى التفكير مرة ثانية .
قضت ليلتها وهي تفكر وتفكر حتى استغرقت في النوم بعد ذلك وهي تحلم بزوجها وقد تحول الى هاني وهو ممسكا بيدها .
وفي الصباح جاءها اولادها يسألونها ان كانت ستتزوج من العم هاني وانهم سيعيشون مع الجدين في البيت الكبير مره ثانيه ويلعبون ويمرحون ثانيه . كانت السعادة والفرحة واضحه على وجوههم وشفاهم تدعوها الى الموافقة عندها قررت الموافقة حفاظا على اولادها .
عندما علم هاني بموافقة دلال على الزواج طار من الفرحة والسرور وعادت الى خياله الاحلام التي كان يحلم بها طوال السنوات الماضية والسعادة التي سيعيش فيها مع دلال وحولهم الاولاد - أولاده واولاد اخيه الصغار- .
بعد الملكة بين هاني ودلال وقع اخر جدار يفصل بينهما وقد اصبحت فتاة الغروب حلاله وزوجته , وقدم لها هدية الزواج وهي عباره عن لوحة فنية تمثل فتاة الغروب وقد رسمها منذ سنوات وغلفها وتركها في غرفته في دولابه بعيدا عن اعين الناس .
وعندما رأت دلال الصورة رأت انها تشبهها كثيرا وعندما سألته عنها قال : لقد رسمت هذه اللوحة منذ اول مره رأيتك فيها وقد كنت عند خالك في السطح تنظرين الى غروب الشمس وقد بعثر الهواء شعرك الاسود في كل الجهات , وقد احببتك من لحظتها , ولكن شاء الله ان تكوني زوجه لأخي واكون زوجاً لأخرى ولكن الله رءوفا رحيم جعلنا نلتقي مره اخرى بعد هذه السنوات لأكمل اللوحة واعيش حلمي . الحلم الذي عشت حياتي وانا افكر فيك واتمنى الحصول عليك كزوجة لي الى اخر العمر فالحمد الله . واتمنى من كل قلبي ان اعوضك عن الاحزان السابقة ونعيش حياتنا بسعادة وهناء ويجمعنا الحب والزواج ويعيش حوالينا الاهل والاولاد . أولاد أخي واولادنا الذين سننجبهم فيما بعد. سنعيش مع اهلي هنا حتى يهتموا بأولاد اخي وبك عند غيابي عن البيت و عند ذهابي الى ريهام فلها حقا مثلما لكي حقا فيّ حتى يأذن الله و يقدر جمعنا في بيت واحد و حولي الاولاد جميعاً منكِ و منها بإذن الله . قالت دلال : هذا حق وواجب وادعوا الله ان يحقق حلمك ويوفقني لإسعادك واعطاءك الاولاد الذي ترغب بهم . اما ريهام فهي اختي قبل ان تكون ابنة خالي وسأكون بجانبها كلما احتاجت لمساعدتي لان راحتك هي راحتي وسعادتك هي سعادتي . ثم اخفضت راسها خجلا كبنت في العشرين وابتسم هاني لها بكل حب وشوق وهو يرى حلمه يتحقق في النهاية .
تم الزواج بعد شهر من الملكة في ابهى حله وسعادة طاغية و قد ظهرت دلال كعروس بكر لأول مره تتزوج وتعيش الحياة الزوجية من جديد . وقفت وهي تمسك بيد زوجها هاني واولادها امامها واهل زوجها من خلفها يحمونها ويملؤون حياتها بالفرح والسعادة وقد كانت صورة رائعة تمنت ان تكون ريهام موجوده ولكن الامل في حضورها يوما ما بينهم يملئ نفسها وروحها من اجل زوجها _ من اجل هاني _ ستحقق وتضحي وتعمل المستحيل له و لعائلتها الحبيبة .

و هذه هي النهاية


أشكر كل من شاهد موضوعي او قرأ قصتي سواءاً أعجبته أم لا .

الى اللقاء في قصة جديدة .