كاتب الموضوع :
همس الريح
المنتدى :
سلاسل روائع عبق الرومانسية
رد: سلسلة رجال العصابات الجزء الثالث .. بداية و نهايه - الفصل العشرون
ثلاث سنوات ، كان قلبه ينبض في إنتظار المجهول ، حتى الأمل لم يكن يملكه ، جزء منه كان يشعر أنها على قيد الحياة و لكن كيف ؟؟
ابتلع غصة مؤلمة و هو ينظر إليها مطولا ، هل هي روزاليندا ، أم أنه سيفتح عينيه لاهثا ليجد نفسه في غرفته و روزاليندا مجرد حلم انتهى بكابوس ، شعر بمرارة و هو يرى نفسه في إنعكاس عينيها ، اليخاندرو رودريغيز الذي ترتجف القلوب لذكر إسمه يكاد يركع أمام المرأة التي أحبها من كل قلبه متوسلا إياها أن تكون حقيقة .. و ليست حلم ..
همس بلوعة " روزاليندا "
" أنا لست روزاليندا ، هل نسيت أنك قتلتها بنفسك ؟؟ "
لم يستوعب ما قالته و نبرتها تلامس أوتار قلبه لترسل رعشة لذيذة في جسده و هو يستوعب أنها حقيقة ، ليست حلم ، لا يوجد حلم بهذه الواقعية ، بدون أن يشعر مد يديه و احتضنها ، أحس بليونة جسدها على قساوة صدره ، أن بخفوت و هو يشعر بأنفاسها المتسارعة ، نبضات قلبها الوجلة ، أحس بمقاومتها الضعيفة ليشدد من يديه أكثر و هو يتمتم في أذنها " أرجوك ، إبقي قليلا ، أريد أن أتأكد أنني لا أحلم "
إستكانت بين ذراعيه ليغمض عينيه مالئا صدره من رائحتها ، كانت لا تزال كرائحة زهور الخريف مع رائحة حلوة أخرى لم يستطع تحديدها ..
عندما تمكن من الإبتعاد عنها قليلا أحس ببلل على وجهه ، لامسه ليكتشف أنه كان يبكي ، أحس بأصابع روزاليندا تمسح دموعه بأصابع مرتعشة ، ثبت يديها على وجنتيه لتقول بإرتباك " هل تريد بعض القهوه ؟؟ "
" نعم ، شكرا لك " تمتم و هو يحاول تمالك نفسه
تركها تتجاوزه على الدرج و هو يتبعها مانعا نفسه من إحتضانها مرة ثانية .
راقبها و هي تتحرك في المطبخ لتصنع القهوة ، وضعت الكوب أمامه قبل أن تهمس " لم أنت هنا ؟؟ "
" لأجلك " أجابها بصدق
" لم الآن ؟؟ "
" لأنني لم أعرف قبل الآن "
ضحكت بتهكم " هل تريد أن تقنعني أن اليخاندرو رودريغيز العظيم عجز عن معرفة مكاني ؟؟ " لم أبحث عنك قط " قال بمرارة
نظرت له بصدمة ليستدرك " لم أبحث لأنني ظننتك ... ميته " قال آخر كلمة بإختناق
نظرت له بتشكك و هي تقول " كيف ؟؟ "
" رودني قال أنك لم تنجِ من إصابتك ، المجنون صنع لكِ قبرا "
ضحكت بسخرية و هي تقول " قبر آخر ؟؟ "
وضع كوب القهوة من يديه و هو ينهض ليقترب من مقعدها ، جثا على ركبتيه و هو يحتوي يديها بين كفيه مغمغما " أقسم أنني لم أكن أعرف عنك إلا قبل ساعات ، أخذت أول طائرة إلى هنا "
حاولت جذب كفيها و لكنه أمسكهما بقوة مسندا رأسه إليهما هامسا " رودني مات روزاليندا "
انتفضت و هي تقول " ماذا ؟؟ كيف ؟؟ "
" مات بالأمس ، هو من أخبرني بمكانك "
تحشرج صوتها " هل ... قتلته ؟؟ "
" روزاليندا " قال بعتاب
" لا تنادني بهذا الإسم "
" بم أناديك إذن ؟؟ " سألها بإرهاق و هو يشعر بإرهاق الساعات الماضية يتمكن منه
" أنا .. لا أعرف " همست و عقلها لا يزال يدور محاولا تصديق أن رودني قد مات ، ذهب بلا عودة ، لن يعود إلى هذا المنزل كل بضعة أسابيع عارضا عليها حبه الأبدي لترفضه ككل مرة مؤكدة أن قلبها الأحمق قد إختار شقيقه الآخر شقيقه الآخر ، ليبتسم هو أيضا و يقول لها " لن أيأس "
أجهشت بالبكاء و كلمات اليخاندرو تتردد في أذنيها " مات بالأمس .. مات .. مات "
إحتضنها مهدئا إياها لدقائق طويلة قبل أن يرفعها برفق محتويا وجهها بين يديه قائلا " حبيبتي ، سأعوضك عن كل ما حدث ، سنعيش معا في سعادة دون أن يعكر صفونا أي شئ "
نهضت بحدة دافعة المقعد من خلفها ليسقط المقعد على الأرض لتقول " لا يوجد شئ يدعى سعادة لنا معا ، عد من حيث أتيت اليخاندرو "
" روزاليندا "
" عد من حيث أتيت ، عد و اعتبرني ميت.. "
كتم عبارتها بكفه هادرا بعنف " لا تكمليها "
ابعدت كفه و هي تندفع خارج المطبخ ليلحق بها و يجذبها من كفها قبل أن يدفعها داخل أول غرفة أمامه ليغلق الباب خلفهما ، انتفضت هاتفة " اخرج من هنا و عد إلى لوس انجلوس ، بأي حق تعود إلى حياتي ؟؟ "
" بحق أنك زوجتي " صرخ في وجهها
تجمدت للحظات قبل أن تضحك بدون مرح و هي تقول " أنت تزوجت ماريا ، و هي أيضا ماتت "
" توقفي عن قول هذه الكلمة روزاليندا " اقترب منها ضاغطا على أسنانه
" اخرج من هنا اليخاندرو "
" لن أخرج إلا مع زوجتي لنعود إلى لوس انجلوس "
" لست زوجتك "
" لا تجبريني على تأكيد هذه الحقيقه "
|