لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 21-09-16, 11:06 AM   المشاركة رقم: 76
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متألق


البيانات
التسجيل: Aug 2016
العضوية: 319977
المشاركات: 394
الجنس أنثى
معدل التقييم: نغم الغروب عضو ذو تقييم عالينغم الغروب عضو ذو تقييم عالينغم الغروب عضو ذو تقييم عالينغم الغروب عضو ذو تقييم عالينغم الغروب عضو ذو تقييم عالينغم الغروب عضو ذو تقييم عالينغم الغروب عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 848

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نغم الغروب غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نغم الغروب المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: الرحيل ...إليه

 

الفصل السابع عشر حديث العشاق



تبعته بفضول إلى ركن الغرفة و هناك رفع إحدى الملاءات التي غطوا بها الهدايا فبدا لها من تحتها أجمل عصفور رأته في حياتها
التفتت الى جاسر و ابتسامة حائرة على شفتيها فأجاب التساؤل الذي في عينيها : لم أبتعه لك حتى تحتفظي به يا حبيبتي بل لكي تطلقيه
تلألأت الدموع في عينيها فواصل بصوت دافئ : و حين تطلقيه أطلقي معه جميع مخاوفك يا عزة و جميع هموم الماضي، هل تستطيعين؟
ظلت تنظر إليه بتردد ثم رمت نفسها بين أحضانه و دفنت وجهها في صدره أما هو فضمها إليه بلطف ، شعر بجسدها يرتجف بشدة بين ذراعيه فسألها بصوت حان : هل أنت خائفة مني يا عزة؟
تطلعت إليه بخجل و قالت بصوت خافت : خائفة و لكن ليس منك
أحاط كتفيها بذراعه ثم أخذها و أجلسها معه على الفراش و هو يقول : ما رأيك يا عزة أن أحدثك ببعض طرائف ليلة الدخلة
هزت رأسها موافقة فواصل بمرحه المعهود : سأبدأ بقصة ذلك الرجل الذي نام ليلة دخلته تحت الفراش ، أتعرفين لماذا؟
سألته بابتسامة واسعة : لماذا؟
وشوش لها الإجابة في أذنها فتعالت ضحكاتها و هكذا ظل جاسر يلاعبها مرة بالكلمات و مرة باللمسات حتى استسلمت لرغبته فيها برضى كامل.
…………………………………………………………………………………………………………………
في المنزل الآخر كانت ميسون تنتظر عاصم و هي تجوب الغرفة جيئة و ذهابا ، احتارت في أمر هذا الرجل الذي حتى في ليلة زفافهم يتركها تنتظر ، أخيرا شعرت بالتعب يأخذ منها مأخذه فاتجهت إلى الأريكة لتنتظره جالسة و ابتسمت ابتسامة حالمة و هي تتخيل ما سيحدث بينهما بعد وقت قصير. شعرت بنفسها كأنها سبحت طويلا في بحر الشوق إليه و الآن اقتربت من أن ترسي سفينة قلبها على شطآن حبه و وصاله.

حين دخل عاصم الغرفة أخيرا كانت ميسون قد استسلمت للنوم و هي بكامل زينتها. ركع بجانب الأريكة حيث نامت نصف جالسة و أخذ في تأمل وجهها الساحر وهو محاط بخصلات شعرها الكستنائي الذي يراه لأول مرة ، مد يده و بدأ في تحسس نعومته بين أصابعه. كانت جدائله تصل إلى حد خصرها تقريبا ، أبعد شعرها بلطف فكشف عن رقبتها الرقيقة العاجية و دون أن يشعر حطت شفتاه عليها و قبلها بشوق. تململت ميسون في رقدتها ثم فتحت عينيها ببطء لتجد عاصم يحدق فيها بنظرات لا توصف.

- عاصم تمتمت متنهدة بضعف

فانحنى عليها مداعبا شفتيها بشفتيه برقة ثم قام و أوقفها معه. كانت لمسته رغم قصرها قد زعزعت أعماقها فكيف عندما يتمادى أكثر. أما هو فظل فاغرا فاه و هو يحدق في مفاتنها فعندما أوقفها سقطت الملاءة عن جسدها الذي بدت معالمه واضحة خلف الغلالة الشفافة التي ترتديها ، كان دائما يرى ميسون مخلوقة رقيقة دقيقة التفاصيل لذلك لم يتصور أن يكون جسمها بهذا الشكل ، لم يكن يتخيل أنه يحوي هذه الاستدارات و هذه الانحناءات الساحرة. أما ميسون فقد توهج خداها لتحديقه فيها بكل تلك الرغبة الجامحة.

أخيرا تكلم عاصم فقال و صوته مختنق من شدة اشتهائه لها : أين كنت تخفين كل هذا يا ميسون ؟ و مد يديه يتحسس ليونة خصرها و استدارة جسدها ثم شدها إليه بقوة حتى أنّت من الألم الممزوج بالنشوة

أما هو فكان يغمغم بصوت لاهث و هو يتنشق عبير شعرها بلهفة : ما أجملك يا حبيبتي و ما أشد فتنتك ، لا أكاد أصدق أنك أخيرا أصبحت لي ، صرت ملكي ، لكم أتمنى أن أضمك إلي ضمة تعودين معها إلى أصلك : ضلعا في صدري

أبعدها عنه قليلا و واصل يقول بأسف زائف: لكني حينها لن أستطيع فعل ما أنوي فعله بك

قالت بدلال : و ما الذي تنوي فعله بي ؟

أجابها كأنه يؤنبها : و هل تظنين أنك ترتدين لي مثل هذه الأشياء و تفلتين من العقوبة

أضاف و هو يتأملها ثانية بنظرات جائعة : حبيبتي أنا أنوي التهامك قطعة قطعة

فتحت فمها لتقول شيئا ما غير أنه لم يمهلها وانحنى عليها في قبلة طويلة دافئة جردتها من أي صبر باق لو كان لديها صبر. عندما ابتعدت شفاههما قالت متنهدة : عاصم

سمعت صوته الحاني يجيبها : يا قلب عاصم
ثم رفعها بذراعيه بيسر و حملها إلى الفراش حيث حلقا معا في سماء العشق بدون قيود.

فتحت ميسون عينيها بعد نومة خفيفة و احتارت هل تصدق أن ما عاشته و عاصم حقيقة أم كان فقط حلما آخر من ضمن أحلام يقظتها العديدة.
ظلت تتأمل زوجها بافتتان و عشق ، زوجها ، رددت الكلمة عدة مرات و تنهدت بسعادة مطلقة . أخيرا أصبحت تنتمي له و ما أحلاه انتماء.

فتح عينيه و نظر لها نظرته العميقة التي طالما احتارت في فهم معانيها. قالت بهمس : لا أكاد أصدق يا عاصم ما صرنا إليه، حين أتذكر أول لقاء لنا و كيف كنا نكره بعضنا البعض و الآن ، الآن

صمتت و قد خانتها الكلمات فأكمل و هو يجلس و يسند رأسها على صدره العاري : الآن أصبحت زوجتي و ملكي يا حبيبتي
سألته وهي ترفع عينيها إليه : منذ متى بدأت تحبني يا عاصم ؟

رد عليها و هو يمرر أصابعه على بشرة ذارعها :قلة من سيجيدون الإجابة عن هذا السؤال ، لم تكن لحظة بذاتها تلك التي كشفت لي عن عشقي لك يا ميسون فأنت تغلغلت في دمائي دون أن أدري و لم أستطع منك فكاكا و الحق أني لم أرد هذا
ربما بدأ اهتمامي بك منذ أن تلقيت صفعتك على خدي ، فليست أي امرأة تجرأ أن تمد يدها علي و أنا من أنا .

هزت رأسها و هي تقول بتهكم : ما أشد تواضعك يا حبيبي

- و من يستطيع أن يكون متواضعا و هو يراك بين ذراعيه دون غيره

قالت و هي تدفن رأسها في عنقه و تتنشق رائحته :و أنا لا أريد أن أكون لغيرك ، أنا ملكك يا حبيبي بكل ذرة من كياني و الحمد لله أن قلبك اختارني دون سواي ، كنت لأموت لو لم تفعل

شردت نظراته قليلا و هو يقول :
- قبل أن ألقاك ظننت أني عفت جميع بنات جنسك. ظننت قلبي حصنا منيعا على النساء. و رغم أني كنت في أشد الحاجة لامرأة تدفئ برودة ليالي و تؤنس وحشة قلبي إلا أني تعودت على وأد جميع رغباتي. دفنتها في قبر عميق و ظننت أنها ماتت حتى جئت أنت فأحييتها بنظرة واحدة من عينيك. عيناك اللتان لم أر لهما مثيلا من قبل.

أحسست حين حدقت في بحر العسل الممتد فيهما بالأمان ، أحسست أن صاحبة هذه العيون لا يمكن أن تغدر ، لا يمكن أن تخون ، لا يمكن أن تهجرني و تتركني وحيدا في العراء.

بنظرة واحدة جردتني من القشرة الصلبة التي غلفت بها قلبي بإحكام و شعرت بمدى ضعفي أمامك. لذلك حاولت جاهدا الابتعاد عنك ، تجاهلك ، إخراجك من عقلي
و خاطري و لما عجزت حاولت أن أنفرك مني، أن أجعلك تبغضينني و تفرّين مني.

التفت إليها و قال لها بحيرة : و لكنك لم تفعلي يا ميسون و أنا أستغرب كيف استطعت أن تحبيني و أنا على ما كنت عليه معك من غلظة و جفاء.

داعبت خده بأناملها ثم همست له بوله: ربما جفاؤك يا حبيبي هو ما شدني إليك ، لكم تعودت قبلك بمن يطلب ودي و لكن لا أحد ملأ عيني كما فعلت. عشت قبلك و أنا أظنني باردة نائية و لا أنكر أني كنت كثيرا ما أصاب بالغرور . حين رأيتك أعجبت بك على الفور و خيل إلي أنك بادلتني شعوري لكنك سرعان ما تغيرت علي و شعرت حينها أني منبوذة تماما ، كنت قاسيا جدا معي ، جلفا و فظا و رغم ذلك لم أستطع إلا أن أزداد تعلقا بك كنت تجذبني إليك رغما عني ، كنت نارا يا عاصم و كنت الفراشة التي تتوجه لحتفها بكامل إرادتها.

ليال طويلة ظللت فيها ألوم قلبي و أحاول أن ألملم شتات نفسي التي ذابت فيك و لكني لم أقدر

قبل رأسها بعمق و قال : يسعدني أنك لم تفعلي

صمتت قليلا ثم سألته معاتبة : لماذا تأخرت في طلبك الزواج مني ؟ لماذا تركتني تائهة في حيرتي و لم ترح بالي و لو بكلمة واحدة ؟!
أجابها مراوغا : ميسون كل هذا الحب الذي في قلبي لك و لم تشعري به

مررت أناملها على ذقنه و هي تقول برقة : بلى شعرت و لكني لم أفهم لماذا لم تصرح لي أبدا قبل يوم عقد قراننا
- لم أشأ أن أفعل ذلك أثناء سفرنا معا، خشيت عليك من نفسك و مني و فضلت أن أنتظر حتى وصولنا ثم حصل ما حصل من مواجهتنا لقطاع الطرق و إصابتي و إصابة جاسر

صمت قليلا ثم قال باعتذار : لكن أكثر ما جعلني أؤجل الأمر هو رغبتي في أن أجنب أمي أي ضيق
عقدت حاجبيها و هي تسأله : و ما الذي قد يضايق أمك من رغبتك في الاقتران بي

تنهد و هو يفسر لها : حبيبتي ضعي نفسك مكانها ، أعود من رحلتي بامرأة غريبة من نفس مدينة أم الزهراء ، المرأة التي خطفت ابنتي و ضيعت سنوات من عمري ، و أقول لها أمي أريد الزواج من هذه المرأة الغريبة التي لا تعرفينها و لا تدرين شيئا عن طباعها

واصلت بإلحاح : لماذا لم تصارحني و تطلب مني كتمان الأمر
- لم نختلي ببعضنا إلا للحظات يا حبيبتي و لم أر جدوى من الأمر ما دمت لا أنوي في أي حال أن أطيل الأمر

زمت شفتيها و قالت و هي تشيح بنظرها بعيدا عنه : و الأمر كان مرهونا بموافقة أمك من عدمها و لو لم تفعل كنت لتهجرني و تنسى أمري أليس كذلك؟

قال بصبر : كلا ليس كذلك ، افهميني يا حبيبتي ، أغلى النساء في حياتي هن أمي و ابنتي و أنت
سألته مشاكسة : بهذا الترتيب؟

احتضن وجهها بين كفيه و قال لها بصدق : لا يوجد ترتيب فكل منكن أغلى عندي من الأخرى ، كنت قادما مع والدي الذي أخبرته كل شيء منذ أول يوم وكنت أنوي أن أخبر أمي برغبتي فيك لكنها سبقتني ، أتدرين ماذا قالت لي عنك
- ماذا؟

- نصحتني أن أبادر بخطبتك لنفسي قبل أن يحظى بك غيري ،و أكدت لي أنك أنت من ستداوين جميع جراحي، فهل ستفعلين يا حبيبتي ؟

نظرت له بحنان و همست : طبعا سأفعل يا حبيبي و لكن ألا تخبرني عن هذه الجراح و عن سببها ؟

أظلمت عيناه للحظات ثم قال بحزم : ليس الآن يا ميسون فلا أريد أن أفسد علينا ليلتنا هذه
ابتسم بمكر ثم قال و هو يداعبها : أتعلمين أنني اشتقت إليك ثانية

نظرت إليه و قالت و هي تدعي البراءة : و لكني لم أبرح مكاني بجانبك

أجابها بلهفة : أريدك أقرب

 
 

 

عرض البوم صور نغم الغروب   رد مع اقتباس
قديم 21-09-16, 11:16 AM   المشاركة رقم: 77
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متألق


البيانات
التسجيل: Aug 2016
العضوية: 319977
المشاركات: 394
الجنس أنثى
معدل التقييم: نغم الغروب عضو ذو تقييم عالينغم الغروب عضو ذو تقييم عالينغم الغروب عضو ذو تقييم عالينغم الغروب عضو ذو تقييم عالينغم الغروب عضو ذو تقييم عالينغم الغروب عضو ذو تقييم عالينغم الغروب عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 848

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نغم الغروب غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نغم الغروب المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: الرحيل ...إليه

 

هذا كان الفصل الأخير و لا يظل سوى فصل صغير أو بالأحرى خاتمة للرواية
سأقوم بإنزالها قريبا بإذن الله

 
 

 

عرض البوم صور نغم الغروب   رد مع اقتباس
قديم 22-09-16, 12:52 PM   المشاركة رقم: 78
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متألق


البيانات
التسجيل: Aug 2016
العضوية: 319977
المشاركات: 394
الجنس أنثى
معدل التقييم: نغم الغروب عضو ذو تقييم عالينغم الغروب عضو ذو تقييم عالينغم الغروب عضو ذو تقييم عالينغم الغروب عضو ذو تقييم عالينغم الغروب عضو ذو تقييم عالينغم الغروب عضو ذو تقييم عالينغم الغروب عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 848

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نغم الغروب غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نغم الغروب المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: الرحيل ...إليه

 

الفصل الثامن عشر و الأخير مني و إليك



ثلاثة أشهر مضت ، لم تشعر ميسون بمضيها كأن أيامها تفر فرارا من دفتر حياتها و هكذا هي أيام السعادة قصيرة دائما.

كانا قد انتقلا إلى بيت خاص بهما بينما فضل الطفلان أن يظلا بجانب الجدتين كما يطلقان عليهما : والدة عاصم و مربية ميسون.

ثلاثة أشهر و لم تشعر أنها شبعت من عاصم و قربه فلم يكن يطيل المكوث في البيت. يوميا يخرج منذ طلوع الشمس و لا يعود إلا بعد غروبها. و رغم كثرة أعبائها اليومية كانت تشعر في كل لحظة بوطأة غيابه و شدة شوقها إليه.

لكن هذا هو عاصم الذي أحبته و عشقته ، ليس بالرجل الذي خلق لتشبع منه امرأة .
اتكأت على إطار النافذة و هي تراقب غروب شمس هذا اليوم و ابتسمت مفكرة أن الحياة كلها غروب و شروق ، تغرب أشياء من حياتنا لتشرق بدلا منها أشياء أخرى .

سمعت صوت الباب الخارجي فانطلقت راكضة لترتمي في أحضان عاصم كعادتها كل يوم ، رفعها عاليا فور وصولها إليه أما هي فقد أحاطت عنقه بكلا ذراعيها بقوة كأنه غاب عنها دهرا. أبعدها عنه بصعوبة و أحاط وجهها بكفيه و ظل يحدق فيها لدقائق ثم غمغم بصوت خافت : ماذا فعلت بي يا ميسون ؟

أجابته و هي تعود لحضنه : نفس ما فعلته بي

حملها بين ذراعيه و قال و هو يسير بها إلى البيت : الرجال أصبحوا يتغامزون علي يا ميسون
قالت متسائلة : و لماذا؟

أجابها و هو يجلسها على حجره : سمعتهم يقولون بأني أصبحت رقيق القلب منذ زواجي و أني لم أعد أقسو عليهم كما في السابق
مررت سبابتها على شفتيه و هي تسأله : و هل كنت تقسو عليهم حقا؟

لوى فمه و هو يقول بضجر : أنا لا أكاد أطيق الرجل الشكّاء البكّاء لذلك فحين يأتيني أحدهم ليشتكي لي من تعب أو إعياء أقول له : لست أمك يا هذا و لتعلم أني لا أدرب النساء على القتال فلو كنت منهن فلترحل عني

ضحكت ميسون و داعبته قائلة : و هل يسمون هذه قسوة ، هذا منتهى الحنان منك يا حبيبي
قال و هو يقبل طرف أنفها بلطف : سمعتهم يتمنون لو أني تزوجت من قبل لكانوا استراحوا من كثير من العناء

تمتمت بشيء من الضيق : و لكنك تزوجت من قبل بالفعل

لم يجبها و قام من مجلسه و ذهب ليغير ملابسه ، حين عاد وضعت راحتيها على صدره و قالت له باستعطاف : عاصم ألم يحن الوقت لتحكي لي عن كل ما حصل من زوجتك الأولى ، لقد مضى ثلاثة أشهر على زواجنا يا حبيبي

تأملها قليلا ثم قال بلا مبالاة : لا يوجد الكثير لأحكيه لك عنها
- أخبرني على الأقل كيف قابلتها و لمذا تزوجتها

بدأ يحدثها على مضض : في ذلك الوقت كنت شابا أهوج ، كنت في ريعان شبابي و لم يكن عقلي قد اكتمل بعد ، كنت ذهبت برفقة أبي لأن له عم هناك ترك له بعض الميراث.
كنت مارا بجانب بيتهم عندما رأيتها في الحديقة

صمت كأنه يتذكر : بدت لي حينها كحورية ، كانت أجمل امرأة رأيتها في حياتي ، شقرة شعرها و غنج عينيها أخذا بمجامع لُبِّي ، سحرني جمالها و صرت أنام و أصحى على صورتها
و لم يهنأ لي بال إلا حين أصبحت زوجتي و لم أعبأ حينها برأي أبي عن أبيها و أمها و لم يشأ هو أن يثقل علي

عندما انتقلت لتعيش معي هنا سرعان ما بدأت في التذمر و التبرم ، افتقدت مجالس الغناء و اللهو التي تكثر لديكم و لا توجد عندنا

لم يتوافق طبعها مع طباع نسائنا فقد كانت شديدة الكبر و الترفع و كنت لأحتمل كل هذا منها لأني أحببتها بصدق ، غير أنها غلبت عليها طباع والدها و نشزت تماما .

بدأت ألاحظ عليها كل ما قد يسوء الرجل من زوجته : كانت تتمايل في مشيتها و ترفع صوتها بالضحك و لا تنهر أي رجل يتغزل بها. حاولت أن أصلحها بقدر ما أستطيع ، أمرتها أن تغطي وجهها حين تخرج للسوق و لكنها أبت أن تطيعني في أي شيء و كانت دائما تقول أن ما هي فيه بسبب كثرة غيابي عنها ، كانت تريد رجلا طوال الوقت بين أحضانها و لم أكن هذا الرجل.

صمت ثم واصل ببطء : ثم جاء ذلك اليوم الذي هربت فيه من بيتنا و لم أرها أبدا بعد ذلك حتى من بعيد وذلك أفضل لأني لو كنت فعلت كنت قتلتها . فهي لو لم تكوني تعلمين هربت مع رجل آخر.

عضت ميسون على شفتيها و لكنها لم تستغرب بينما أكمل عاصم يقول : كان بائعا شابا قدم إلينا مع إحدى القوافل و كنت أنا قد أطلت الغياب فلم يشعر أحد بشيء و حتى فيما بعد طلبت من الجميع إخفاء الأمر حتى لا تظل ابنتي تعاني من آثاره.

التفت إليها و قال بمرارة : أنت قد لا تشعرين بوطأة الأمر علي و لكنه كان شديدا ، لم أتخيل أبدا أنها قد تفعل مثل هذا الشيء و أنا التي راقبتها مئات المرات أثناء نومها .

عرفت دائما أنها طائشة و لكني لم أتصور يوما أنها خائنة .ترك الأمر آثاره العميقة في قلبي و تغيرت نظرتي إلى النساء خاصة الجميلات و الغنيات منهن.

ابتسمت بأسى و هي تقول : مثلي
- نعم مثلك لذلك عندما أحسست بنفسي أتوق إليك خنقت مشاعري داخل صدري رغم أنك لم تكوني تشبهينها في شيء لا شكلا و لا موضوعا

سألته و هي لا تكاد تخفي غيرتها : هل كانت أجمل مني ؟
أجابها بعدم اكتراث : الحق أني لا أستطيع تذكر شكلها بوضوح

واصل و هو يقبلها على جبينها : غير أنك يا حبيبتي أجمل امرأة في عيني
ابتسمت برضى ثم واصلت استجوابها له : لماذا تأخرت في استردادا ابنتك من عائلتها ؟؟
- لقد حاولت معهم بشتى الطرق لكنها كانت قد أوغرت قلوبهم علي و

أخبرتهم أني أقوم بضربها و أن أهلي لا يتقبلونها بينهم و كل هذا الهراء
سألته بعدم تصديق :و هل قمت بضربها حقا ؟!

تنهد بعمق و هو يقول : أنا لا أنكر أني صفعتها مرتين بسبب غيرتي الشديدة عليها و لكني عدت و طلبت منها السماح غير أنها لم تنسى لي ذلك

بعد أن توفاها الله ذهبت و والدي إلى أهلها لنعزيهم في فقدها و لكن أباها أبى أن يقابلنا ، حاولت بكل الطرق أن أتفاهم معه بالحسنى غير أنه أبى إباءًا تاما ، لذلك اظطررت لفعل ما فعلت فلم يكن من السهل علي أن أتعامل مع فتيات الليل ، لا تتصورين كم كنت سعيد الحظ بلقياك تلك الليلة

ابتسمت و هي تعترف له قائلة : أتعلم أن أكثر سبب جعلني أوافق على أداء تلك المهمة البغيضة هو غيرتي عليك ، فلم أرد لك أن تكلم إحدى أُولَئِكَ النسوة

ضمها إليه بقوة ثم تمتم قائلا : لو كان هناك أي شيء يجعلني أتذكر ذلك الرجل بخير فهو أنه كان السبب في التقائي بك ، لا أكاد أتصور الآن ماذا كان ليكون طعم الحياة بدونك

غابا في قبلة طويلة ثم قالت بلهجة حالمة : أرأيت يا حبيبي إلى غرابة هذه الدنيا ، قد نكره شيئا لنعرف بعد ذلك أن كل الخير وراءه ، لا تدري كم كرهت الرحيل عن دياري و ترك كل ما ألفته و أحببته خلفي ولكني لم أكن أعلم أني كنت أقوم بأجمل رحلة في حياتي

أكملت وهي تطوق عنقه بذراعيها و تنظر له بمنتهى الحب : كان رحيلا مني
إليك




تمّت و الحمد لله

 
 

 

عرض البوم صور نغم الغروب   رد مع اقتباس
قديم 22-09-16, 01:03 PM   المشاركة رقم: 79
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متألق


البيانات
التسجيل: Aug 2016
العضوية: 319977
المشاركات: 394
الجنس أنثى
معدل التقييم: نغم الغروب عضو ذو تقييم عالينغم الغروب عضو ذو تقييم عالينغم الغروب عضو ذو تقييم عالينغم الغروب عضو ذو تقييم عالينغم الغروب عضو ذو تقييم عالينغم الغروب عضو ذو تقييم عالينغم الغروب عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 848

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نغم الغروب غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نغم الغروب المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: الرحيل ...إليه

 

وصلت معكم إلى نهاية الرواية
أشكر كل من تابعها و شكر خاص لكل من شجعتني بعباراتها اللطيفة
دمتم بخير و أتمنى لكم التوفيق في هذا العام الدراسي الجديد

 
 

 

عرض البوم صور نغم الغروب   رد مع اقتباس
قديم 23-09-16, 09:52 AM   المشاركة رقم: 80
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Mar 2011
العضوية: 218827
المشاركات: 147
الجنس أنثى
معدل التقييم: الخاشعه عضو على طريق الابداعالخاشعه عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 172

االدولة
البلدFalkland Islands
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
الخاشعه غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نغم الغروب المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: الرحيل ...إليه

 

السلام عليكم
تسلم ايدينك.....كفيتي وفيتي وهذا من حسن اخلاقك
الروايه جدا كانت راقيه وجميله ....فيها من الماضي الجميل
اتمني أقرأ لك شي جديد عما قريب ان شاء الله
شكرا جزيلا نغم😍

 
 

 

عرض البوم صور الخاشعه   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
...إليه, الرحيم
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 09:44 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية