كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
رد: 9 - الرحلة - آن ويل - قلوب عبير القديمة
8 -توقف القطار ببطء فقادها تشن وسط الازدحام الرهيب الى مقصورتها ووضع فيها حقائبها واستدار مودعاً بحزن صامت..
انتشر فجأة مرض الزحار وضرب المنطقة باكملها واخذ يفتك بالناس حتى امتلأت بهم المستشفيات. كان ذلك بالنسبة الى فيفيان, تجربة غريبة ومثيرة نفسياً. ابرقت الى السلطان شارحة له السبب الذي اوجب تأجيل سفرها. انصرفت بكل قواها الى ادارة مستشفى خاص اقامته في منزلها, حيث كانت تعمل ساعات طويلة بلا انقطاع وهي تركض في ارجاء البيت, تغير الشراشف ,تنقل اوعية الماء, تهيء اكواب الحليب والسكر ,تقيس الحرارة وتغسل اجسام مرضاها. كانت تشتغل بدأب وصبر حتى يفتك الاجهاد بظهرها وعينيها. فقد كان هناك شيء يحثها على الاستمرار. كان طوم يعود المرضى يومياً, ولفرط انهماكها في عملها لم تكن تحس بالارتياح لحصولها على ارشاداته المهنية وتشجيعه.
نزعت المنديل عن رأسها وقالت وهي تمرر اصابعها في شعرها:
-لقد عمل تشن بشكل دؤوب مع انه ما يزال يتظاهر بعدم رضائه عن كل هذا. سوف افتقده حين ارحل.
-اذن, ما تزالين مزمعة على الرحيل؟
-طبعا.
عادا فجأة الى موقعهما القديم, لم يعودا طبيباً وممرضة بل رجلاً وامرأة... قالت:
-لكنني عدلت عن شيء واحد, اذ لن ابيع البيت. سوف اسأل الآنسة بكستون ان كانت تود استعماله مأوى للأطفال. لا ادري لماذا لم افكر في ذلك من قبل. لم تفرحني في الحقيقة فكرة بيعه الى السيد وونغ.
-هل اخبرت آنا؟
-كلا, لم اجد وقتاً لذلك. ابرقت الى آدمز وطلبت اليه الغاء مفاوضات البيع وايجاد شار لمجموعة الجاد. المال سيشكل منحة صغيرة واعتقد ان عرابي كان سيوافق على بيعها من اجل غاية كهذه.
-لكن ماذا عنك انت؟ ان ثمن البيت كان سيؤمن لك ثروة.
-اجل, لكني لا احتاجها. انا شابة ولدي عمل. سأتدبر أموري.
مساء احد الايام احست فيفيان بثقل كبير. شقت طريقها الى الردعة وهي تتمسك بالاثات خشية السقوط. كان كل شيء يموج امام بصرها وامتلأت اذناها بطنين مزعج. رأت تشن يحدق اليها من مكان بعيد. خاطبته فبدا انه لم يسمع كلامها, فمدت يدها الى زر الكهرباء اذ خيل اليها ان الدنيا اظلمت فجأة. وهنا احست نفسها تهوي ثم تلقفها الصمت والظلام بشكل فجائي.
بعد اسبوع من ذلك التاريخ قاس طوم حرارتها وجس نبضها ثم قال:
-لاريب انك بدأت تضجرين من هذه الغرفة. سأسمح لك بالخروج نصف ساعة. لقد اصبت بنوبة ثوية من الحمى. يجب ان تأخذي الامور بتمهل.
ساعدها على ارتداء روبها وحملها الى الحديقة حيث كان الشاي والساندويش موضوعين على طاولة خيزران امام الاريكة الهزازة.
قال بعد ان سكب الشاي وقرب الساندويش من متناولها:
-اذن تم الاتفاق على ان تنتقل آنا والأطفال الى هنا بعد رحيلك؟
-اجل, واصر تشن على البقاء لمعاونتها. كنت قلقة على مصير الآخرين لكن كيم فاجأتني بوجود خطيب لها يعمل مساعداً في مخزن تبريد اما سائر الخدم فسوف يعملون في بيوت بعض العسكريين. وهكذا توصل الجميع الى حلول سعيدة.
|