كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
رد: 9 - الرحلة - آن ويل - قلوب عبير القديمة
كانت تمزق الصفحة الرابعة عندما قرعت كيم الباب لتخبرها ان الشاي جاهز. اجابتها انها لا تريد تناوله وتظاهرت بالانكباب على الطاولة كيلا ترى الوصيفة وجهها. وحين مزقت الصفحة السادسة ادركت استحالة المهمة. كذلك اذا حاولت رؤيته او مخابرته بالهاتف لتشرح له الحقيقة, ستعرض نفسها لمزيد من الاذلال...
وحينما جاء الليل لم تنم بل جلست في غرفتها تنتظر رنين الهاتف. ولما بلغت الساعة العاشرة ولم يخابرها مات املها الضعيف في ان يكون راجع افكاره وندم على استنتاجه الخاطئ. تملكها يأس عقيم وادركت ان قصر سعادتها الرملي قد تهاوى باكمله.
بعد بضعة ايام توجهت الى موبينغ لتبتاع بعض ادوات السباحة لاطفال المأوى. اتمت مهمتها في المتجر ودخلت الى احد المقاهي, وفيما كانت تقلب صفحات مجلة مدعوكة, سمعت صوتاً فاتراً يقول:
-هل لي ان اجلس معك آنسة كونيل؟
رأت نفسها تواجه كارا ميتلاند. لم تنتظر كارا اذن فيفيان بالجلوس بل طرحت حاجياتها على الكرسي الاضافي وطقطقت باصبعيها تستدعي نادلاً.
لم تقدر فيفيان ان تجد مطلق سبب يدعو كارا الى البحث عنها وتمنت لو تنزع الفتاة نظارتيها الشمسيتين لتقرأ تعبير عينيها. وقالت كارا برقة:
-اذا اردت الصراحة يا آنسة كونيل فأنا لا اودك.
-اوه... لماذا؟
-لانك مخلوقة منافقة, فمن حين مجيئك وانت تتعالين علينا بتصرفاتك, تماماً كما كان يفعل السيد كاننغهام العجوز.
-اعتبر ذلك اطراء اذ احب ان يشبهني الناس بعرابي.
-قد تستطيعين خداع الرجال انما لا يمكنك ان تنجحي في خداع امرأة لاننا معشر النساء نعرف بعضنا بعضا.
واضافت:
-ان كنت مترفعة فعلاً الى هذا الحد, فلماذا تحاولين استدراج جوليان باركلي؟
فكرت فيفيان, اذن هذا هو بيت القصيد! لابد انها بدأت تقلق... ان استطعت ان ابعث فيها مزيداً من القلق فقد احل مشكلة جوليان... قالت لها:
-لم يخطر لي انك حارسة جوليان يا آنسة ميتلاند.
-لست حارسته لكنه صديق لي ولا اريده ان يقع في شرك فتاة رخيصة تسعى الى ثروته.
-وكيف ستثبتين له خداعي يا آنسة ميتلاند؟
-لن اجد صعوبة في ذلك, وانا لا اهدد جزافاً.
فعلقت فيفيان بخبث شديد:
-ما الذي جعلك تعتقدين انه سيصدقك ويكذبني؟ قد يكون تلهى بك فترة قبل ان اظهر على المسرح, لكنه لا يبدو شديد الاهتمام بك, الس كذلك؟
-لا توهمي نفسك بانك ستنجحين في ايقاع جوليان في شرك الزواج يا آنسة كونيل. فهو ليس غبياً.
خيل اليها للحظة ان كارا ستقذفها بعصير اليندورة اذ بدا واضحاً انها تشتعل غضباً بالرغم من نظارتيها الداكنتين ,وتابعت فيفيان قائلة:
-من الطبيعي ان تغتاظي فأنت جذابة جداً, ولست معتادة على المنافسة ولا سيما في الملايو حيث الفتيات العازبات نادرات نسبياً. لكني لا ارى موجباً لكل هذا الاهتمام لمجرد ان جوليان نفذ من شركك, ولديك معجبون كثيرون غيره. ام تراك تخططين مثلي للحصول على ثروته؟
فأجابتها كارا بصوت جليدي:
-لا تعولي كثيراً على نجاحك معه, فأنا تخليت عن جوليان قبيل مجيئك الى الملايو, لكني اذا رغبت في استرجاعه, فثقي بأني لن اجد صعوبة في ذلك. اعتقد انه بدأ يمل رفقتك.
|