كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
رد: 9 - الرحلة - آن ويل - قلوب عبير القديمة
رشة خفيفة من البودرة, لمسة رشيقة من ظلال العيون, مسحة بسيطة من الزيت الملمع على حاجبيها واهدابها الطويلة الداكنة. هذا كل ما احتاجته لتبرز صفاء بشرتها الملوحة بالشمس. ولما طلت شفتيها بلون زهري ادخلت كيم شريطة فضية في شعرها الأشقر ثم عقصته بشكل تاج.
وقالت فيفيان مبتسمة:
-الآن جاء دور الفستان.
قهقهت الوصيفة بانفعال وهرولت الى الخزانة فأخرجت منها الثوب الذي صممته فيفيان بنفسها. كان من الشيفون الابيض المهفهف, صدره مفصل ببساطة كبلوزة اغريقية, وتنورته كثيفة الثنايا استهلكت اثني عشرة ياردة من القماش. اما الخصر فيلفه وشاح عريض من الشاش المرصع بالفضة صنع مدينة بنارس.
زينت فيفيان عنقها بعقد الجاد وتأملت شكلها في المرآة. تراءى لها لوهلة اولى, انها تواجه فتاة غريبة اذ بدت اطول قامة وذات نحول اثيري, فيما تألقت عيناها بخضرة تحاكي الجاد الذي يزين عنقها.
انتظرت وصول جوليان وسألها وهو يجلسها داخل السيارة:
-ملهوفة؟
-جداً اشعر كسندريلا.
-اذن ارجو الا تختفي في منتصف الليل فالحفلة قد تمتد حتى الفجر.
عندما دخلا بوابة المعسكر رأت ان سرداقاً ضخماً قد اقيم خارج مطعم الضباط, وقد زين بأضواء ساحرة وقناديل ملونة.
استقبلهما عند مدخل السرادق الكولونيل ميتلاند وهو رجل طويل القامة شائب الشعر ولم تجد فيفيان اي شبه بينه وبين ابنته الرائعة الحسن. قادهما احد الجنود الى مائدة, وفيما انشغل جوليان بطلب الشراب تلفتت حولها تتفحص المكان. الاعمدة ملفوفة بأوراق النخيل وكل مائدة مزينة بزهور استوائية. اما الضباط فيرتدون سراويل سوداء ضيقة واحزمة قرمزية عريضة وسترات بيضاء قصيرة تحمل شارات ذهبية.
كان هناك عدة اشخاص صينيين رفيعي المقام يجلسون الى مائدة الكولونيل في اثوابهم الرسمية ,وفيما بدت السيدات الاوروبيات في فساتين سهرة عصرية ظهرت الصينيات في اثوابهن الوطنية المطرزة. اما الهنديات فكن يرتدين الساري الجذاب. سألها جوليان عن رأيها فيما ترى فقالت:
-انها رائعة. اشعر فعلاً اني سندريلا اخرى, اذ لم احضر من قبل احتفالاً راقصاً كهذا.
-هل نرقص؟
-اجل, فلا اريد ان اضيع دقيقة من الوقت.
اتجها الى قاعة الرقص حيث تعزف فرقة الجيش فلم تلحظ نظرات الاعجاب التي لاحقتها. لكن جوليان فطن لها ولذا انطوت لمسته على شعور بالملكية وهو يدور بها على الحلبة, وقال لها مبتسماً:
-اني اشتم رائحة منافسة, ففي اي لحظة, سوف يصطف الشبان المنبهرون بك لينتزعوك مني.
ضحكت اذحسبته يمزح لكن سرعان ما اتضحت صحة كلامه حين تقدم الى مائدتهما احد معارف جوليان داعياً اياها الى الرقص ثم امضت نصف الساعة التالية تنتقل من رفيق الى آخر, حتى جاء جوليان واستعادها من احدهم. فقال لها مداعباً:
-ارأيت اني كنت مصيباً؟ لقد وصل اصدقائي. تعالي اعرفك اليهم.
-آسفة لاني تركتك بمفردك. لم اقصد ان اهجرك لكني لم استطع التهرب منهم بسهولة.
رد مبتسماً:
-اخشى ان تتركي وراءك بعض القلوب المحطمة يا حلوتي.
|