كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
رد: 9 - الرحلة - آن ويل - قلوب عبير القديمة
-لا اؤمن بصداقة بريئة بين رجل وامرأة وخصوصاً مع فتاة جذابة مثلك.
اضاف العبارة التانية وهو يجلسها معه على الاريكة ويقربها منه فانتزعت يديها وابتعدت عنه ثم فردت تنورتها لتجعل منها حاجزاً, وقالت بحزم:
-اذا كنت عابثاً محترفاً فليس شرطاً ان يكون كل الرجال مثلك.
-انا؟ عابث محترف؟ انت تصدمينني بهذا القول.
حاول التظاهر بانكسار الخاطر لكنه اردف وعيناه تتألقان:
-اصدقيني القول, الا تبتهجين في اعماقك اذا اخبرتك رأيي فيك وهو انك من اجمل الفتيات اللواتي رأيتهن في حياتي, وانك تغرينني بمعانقتك.
اجابته برود:
-بما انني واثقة تماماً من انك قلت الكلام نفسه لثلاثين فتاة على اقل تقدير ,فاجيبك بصدق ان رأيك لا يفرحني.
جاءها تشن لحظتها بشرابها المثلج ولما انصرف سألها جوليان:
-ما الذي يعطيك انطباعاً باني من النوع العابث؟
-هل تريدني ان اصدقك بانك من النوع الخجول؟ فها انت تتحدث عن معانقتي ومعرفتنا لم تتعد الاسبوعين حتى الآن.
-ولم لا؟ ان ذلك, لا يجعل مني ذئباً, فأي رجل يلتقي فتاة جذابة فمها كالوردة, يشعر برغبة في معانقتها باسرع وقت ممكن.
انفجرت ضاحكة وقالت بمرح:
-اوه, جوليان لا امل في اصلاحك! فم كالوردة! هذا الاغراء الشاعري انقرض مع سفينة نوح. قد تقول بعد قليل ان بشرتي كالدراق وان عيني كالنجوم. الا تدري ان الفتاة لم تعد تنخدع بهذه التعابير العتيقة؟
لم يأبه لضحكها الساخر وقال هامساً:
-بل ان بشرتك تذكرني بالعاج الناعم الملمس, اما عيناك فاشبههما بذلك الحوض تحت النوافير اذ انهما صافيتان جداً وتتألقان بالظلال الخضراء المتماوجة فيهما.
تجاوبت على الرغم منها مع هذا الوصف الشاعري مع انها ادركت انه مجرد اطراء. اجل, لم تنخدع بتقربات جوليان الناعمة لكنها, في الوقت نفسه, لم تحس مناعة تامة تجاه تملقاته وخصوصاً بعد الطريقة الجافة التي ودعها بها طوم.
كان جوليان خبيراً في تقييم ردود الفعل الانثوية تجاه تقرباته الغزلية ولذا بادر الى ازاحة تنورتها الوارفة واقترب منها قليلاً, وقال بصوت اجش:
-الا تميلين الي قليلاً بالرغم من اساليبي الماكرة؟
فاجأها تصرفه فاحتارت في امرها... قالت وهي تحاول بشجاعة, ان تتصنع رباطة الجأش:
-بالطبع انا اودك يا جوليان فانت كنت في منتهى اللطف وساعدتني كثيراً منذ التقينا, لكني...
فقاطعها بقوله:
-اعتقد انك خجولة اذ توردت ثانية. يا حبيبتي الصغيرة...
اقترب منها وعانقها الا انه فوجئ بالنتيجة ,فبدل ان تحدق اليه بنظرة تذوب هياماً -كما تفعل الاخريات- دفعته عنها بعنف وقفزت واقفة تقول بحزم:
-لاتكرر هذه الفعلة من فضلك.
ثم جلست على كرسي قريب واكملت الشراب. شعر جوليان بهزيمة واضحة في مهمته الرومنسية. فلو انها صفعته او انفجرت باكية لاستطاع مداراة الموقف, اما ان تزيحه جانباً وتفهمه بحزم انها ترفض تقرباته فهذا تصرف خارج عن خبرته وغير معتاد عليه. هتف بحرص:
-لاحاجة بك الى كل هذا التحفظ.
|