لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 06-08-16, 07:21 PM   المشاركة رقم: 171
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
اميرة القلم


البيانات
التسجيل: Aug 2014
العضوية: 273354
المشاركات: 4,068
الجنس أنثى
معدل التقييم: برد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسي
نقاط التقييم: 4345

االدولة
البلدLibya
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
برد المشاعر غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : برد المشاعر المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبق فرح مشاهدة المشاركة
   يعطيك العافية عزيزتي

الفصول تزداد حماسة، في انتظار لحظة اللقاء بين القطبين ...

دمت بخير

الله يعافيك يا عمري أتمنى ما يموت حماسك للنهاية ‏

 
 

 

عرض البوم صور برد المشاعر   رد مع اقتباس
قديم 06-08-16, 07:28 PM   المشاركة رقم: 172
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jul 2016
العضوية: 319113
المشاركات: 40
الجنس أنثى
معدل التقييم: مي نيم عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 70

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
مي نيم غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : برد المشاعر المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: جنون المطر / بقلمي برد المشاعر

 

جاني النوم والبارت للان مانزل ""

 
 

 

عرض البوم صور مي نيم   رد مع اقتباس
قديم 06-08-16, 08:35 PM   المشاركة رقم: 173
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Feb 2016
العضوية: 310968
المشاركات: 386
الجنس أنثى
معدل التقييم: ملكة الجليد عضو له عدد لاباس به من النقاطملكة الجليد عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 103

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ملكة الجليد غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : برد المشاعر المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: جنون المطر / بقلمي برد المشاعر

 

مرحبا ميشو
باانتظار بارت اليوم والقفلة الغير متوقعة
مطر محجوز وهو في حمايتي ومسمحوح له بااي شيء
بس ياريت مايفضحنيش

 
 

 

عرض البوم صور ملكة الجليد   رد مع اقتباس
قديم 06-08-16, 08:57 PM   المشاركة رقم: 174
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
متدفقة العطاء


البيانات
التسجيل: Jun 2008
العضوية: 80576
المشاركات: 3,163
الجنس أنثى
معدل التقييم: فيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسي
نقاط التقييم: 7195

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
فيتامين سي متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : برد المشاعر المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: جنون المطر / بقلمي برد المشاعر

 



جنون المطر (( الجزء الأول ))

الفصل العاشر


ما أن أغلقتا الباب خلفهما دخلتا مجتازتين الحديقة التي كان يظهر عليها

الاهتمام الفائق وقد غرس فيها جميع أنواع الخضراوات وكأنها مزرعة

مصغرة وهذا ما يفعله أغلب سكان هذه البلدان فهم يزرعون ويجنون الثمار

والبذور ثم يعودوا ويغرسوها من جديد ويقتاتون منها حتى أصبحت البلاد

شبه مكتفية من المزروعات المتنوعة لوفرة المياه والأرض الخصبة واجتهاد

أهلها حتى أصبحت مطمعا في آخر شيء تبقى لهم فيها وكأن البلدان الأخرى

تحولت لمصاصين دماء يترقبون بنهم لنهب أي شيء من هذه البلاد المشتتة

المقسمة مستغلين حاجتهم لهم , نظرت لها جليلة وهما تقتربان من المنزل

وقالت بابتسامة لم يخفى عن غسق المكر فيها " حتى دخلتي وعيناه

تراقبانك بتركيز هل لي أن أعلم السبب ؟ "

نظرت لها ببرود ثم أبعدت نظرها عنها وقالت بدون مراوغة

" سنتزوج ما أن أعود للمنزل "

شهقت السائرة بجانبها بقوة ووقفت لتتوقف لوقوفها وقالت بسعادة

" رائع !! هذا خبر رائع يا غسق "

نظرت لها لبرهة دون تعلق ثم قالت مستغربة " ضننت أن الأمر

سيزعجك بسبب شقيقك وثاب !! "

حركت تلك يدها بلامبالاة وقالت بشيء من الحنق " لا يستحقك

أنتي تختلفين عنه كثيرا فتاة رقيقة فتية تشبهين النسيم الحريري

العذب وهو خشن اللسان والمعشر "

نظرت لها بصدمة من كلامها عن شقيقها وتابعت تلك بحماس

" لكن جبران مختلف تماما فكم يمدح فيه والدي من بين أشقائك

جميعهم رغم أنه يحبهم ويثني عليهم بالإجماع لكن جبران يقول

عنه دائما أنه أعقلهم وأهدئهم وأرجحهم عقلا "

هزت غسق رأسها بأسى ويأس منها وقالت " لو لم أكن أعرفك

جيدا لقلت أنك مغرمة به "

ضحكت وضربت لها كتفها وقالت " غبية , وأنا لو لم أكن أعرفك

جيدا لقلت بأنك ستغارين وما تفوهت بكلمة "

تنهدت غسق بحيرة فقد مست وترا حساسا جدا في قلبها , قالت بشرود

" خائفة يا جليلة , أخاف أن لا أسعده , أن لا أحبه كما يأمل مني فأنا

لم أراه إلا شقيقا لي ولسنوات طويلة ومنذ ولدت في هذه الدنيا "

قالت بحيرة مماثلة " إذا لماذا توافقين عليه ؟ ما الذي يجبرك على

ذلك وأنا أعلم بغيري أنه في تلك العائلة لا أحد يكدرك أو

يرغمك على شيء !! "

هزت رأسها مجددا ورفعته للأعلى لتعانق حدقتيها السوداء الكبيرة

المحاطة بصفي رموش كثيفة طويلة ومستقيمة زرقة السماء الصافية

وقالت بحزن " يرغمني مشاعره نحوي يا جليلة , يرغمني كل ما

فعله من أجلي فلم أنسى يوما أنه عصى والدته وأوشى بها لوالدي

شراع وأغضبها منه حتى ماتت من أجلي فكيف أكافئه بالنكران "

تنهدت المقابلة لها بأسى وحزن وقالت " لكن الحياة بين الرجل والمرأة

دون حب تشبه الموت البطيء يا غسق , صحيح أنه للاحترام والعشرة

دورا أساسيا في استمرار زيجات كثيرة لكنها دون حب باردة وجافة

وخالية من أي ألوان , إنها تشبه بلعك للطعام بدون ملح "

أنزلت رأسها ونظرت لها وقالت مميلة ابتسامتها الباردة " قد ينجح

الأمر معنا من يدري , فلن أخذله أبدا بعدما وافقت عليه "

شدتها من يدها جهة الباب قائلة " تعالي إذا لتتعرفي جدتي "

وتابعت وهما تجتازان الباب " وزواج بدون حب من رجل يحبك

وأخلاقه عالية أفضل من رجل ليس به ولا صفة منهم "

قالت وهي تجاري خطواتها المسرعة " معك حق , ينقص واحد

من الكل أفضل من أن تطير جميعها "

ودخلتا من باب المنزل الخشبي البسيط لمنزل أبسط منه كحال أغلب

من يعيش في تلك البلاد يتمسكون بالجدران التي تؤويهم من النوم في

العراء وأهون عندهم من أن يجدوا أنفسهم خارج بلادهم في مخيمات

للاجئين , عبرتا صالة المنزل الصغيرة ذات الطلاء المقسوم لنصفين

ووصلتا لغرفة بباب خشبي قديم جدا لا يوجد به ولا حتى مقبض

دفعت جليلة الباب ودخلت قائلة " ادخلي يا غسق فقد أخبرت جدتي

أنك قادمة وسعدت جدا بأن ابنة زعيم صنوان ستزورنا وسأعرفها

بك مجددا لأنها مؤكد نسيت كل شيء "

وتنحت من أمامها لتظهر لها العجوز ذات التسعين عاما جالسة على

فراش على الأرض نحيلة وقصيرة , التجاعيد قد غطت جسدها بأكمله

من وجهها وعنقها لذراعيها النحيلتان لساقيها اللتان تظهران من فستانها

الصيفي بأزهاره القرنفلية الصغيرة المتراصة على طوله , تنظر لهما

بعينان شبه مغمضة لتبث الاستغراب في قلب الواقفة بجانب حفيدتها بأن

حكمت هذه العوز على أبنائها الستة أن لا تترك منزلها ولا مدينتها ولا

جاراتها واستسلم الجميع لعنادها ليتبادل أحفادها الاهتمام بها

خرج صوتها الرقيق الرنان قائلة ناظرة لهما عند الباب

" حبيبة لما فتحت باب المنزل ؟ من جاء ؟ "

أمسكت جليلة بيد غسق واقتربت من جدتها قائلة " جدتي هذه أنا

والدتي الآن بأولادها وأحفادها ولم تعد هنا وكما أخبرتك ابنة

الزعيم شراع قادمة وها قد وصلت "


*

*


رفع رأسه بعدما أخرجه من تحت السرير استجابة لنداء الجالسة

فوقه وقال " نعم أمي "

مالت بجسدها قليل لتراه وقالت " أتركها بني ستخرج من نفسها

أخاف أن يضرب رأسك في خشب السرير ويؤذيك "

وقف على طوله ينفض يديه من غبار الأرضية وقال " هذه السلحفاة

مشاكسة حقا , الأخرى أجدها مكانها تحت الشجيرات أما هذه

فأقضي اليوم بحثا عنها , وها قد وجدت مخبئا جيدا "


ابتسمت بتعب وحب مراقبة ملامح ابنها الذي مهما حولت منه ظروفه

لبارد ولا مبالي بقي فيه روح الفتى الطفل الذي حرم من التمتع كأقرانه

قالت بذات ابتسامتها " ماريه منذ يومين لم تأتي كعادتها قد تكون متعبة "

حرك كتفيه وقال ببرود " ذهبت وعادت معي للمدرسة أي أنها

ليست مريضة "

تنهدت وقالت بهدوء " اذهب واسألهم عنها فهي لا تترك يوم

دون أن ترانا فيه "

لاحظت جيدا نظرات الضجر والرفض في عينيه وإمالته لفهمه

فقالت بعتب " تيم الفتاة يتيمة وتحبنا حقا وترى أننا عائلتها وأراها

تفعل جهدها لتكون صديقا لها فلا تلمها على ما يفعله الغير "

توجه للباب منهيا ذاك الحديث وقائلا ببرود " أخبرتك أني رأيتها

اليوم مرتين لكنك لا تقتنعين يا أمي "

وخرج من الغرفة راضخا لأوامرها لأنه يعلم بأنها لن تتركه حتى يذهب

لهم , نفض يديه وتأفف بكدر ونظره على باب منزلهم سائرا جهته وتمتم

ببرود " ماذا سأسألهم ؟ أين ماريه لما ترفضون أن تخرج لنا ككل

يوم ؟ ليطردني ذاك المتوحش من الباب "

وصل الباب ووقف أمامه ثم حرك شفتيه بعدم اقتناع وتحرك مبتعدا

دون أن يطرقه ولف حول المنزل حتى وصل لنافذة غرفة معينة ثم

انحنى ورفع حجرا صغيرا ورماه عليها وما هي إلا لحظات ودفع

شيء ما النافذة وفتحها للخارج ورأى اليد الصغيرة البيضاء التي

تمسك بحديد الحماية في النافذة لأنها لا تصل لها طبعا وخرج

له صوتها الرقيق قائلة " تيم , هذا أنت ؟ "

قال ساخرا " نعم وهل ثمة من سيسأل عنك غيري في هذه الحياة "

خرج له صوتها الرقيق الطفولي الغاضب قائلة بضيق

" أفضل منك أنت لا أحد يسأل عنك "

قال ببرود " أنتي طبعا ومتعادلان هكذا "

خرجت كلماتها الغاضبة الصغيرة مجددا وهي تقول

" ماذا تريد إذا ؟ "

قال رافعا رأسه للأعلى حيث النافذة المفتوحة ويداه في جيوب بنطاله

" أين أنتي لا تخرجين ؟ هل يسجنونك ؟ "

خرج صوتها الطفولي الحزين قائلة " نعم عمتي تسجنني في الغرفة

من يومين ولا أخرج إلا للمدرسة "

تنفس بقوة وكما توقع فهذه هي أفعالهم في الأطفال المحتاجين لهم

قال " هل ضربوك أو منعوا عنك الطعام "

قالت من فورها " لا لم يضرباني ويحضرون لي الطعام لكنها

لا تسمح لي بمغادرة الغرفة , أريد الخروج لأراك وعمتي

وألعب بالسلحفاة الصغيرة "

هذا ما توقعه فهم يفعلون أي شيء من إهمال لها وسجن ولا يؤذونها

جسديا لأنها تشكل لهم مبلغا جيدا من المال وحال اشتكت من ضربهم

لها ستنتقل منهم لمنزل أحد أعمامها الآخرين , ولأن هذا المنزل عائد

لجدهم جميعهم كانوا مضطرين لاستقباله ووالدته لأنه منزل جدها

ولاستقبالها أيضا كحل أولي , قال ببرود " لابد وأنك فعلت شيئا

يستحق فهم لم يسجنوك في الغرفة من قبل "

قالت من فورها " لم أفعل شيئا "

رفع رأسه ونظره للسماء الصافية وقال بحروف ممطوطة

" مارياااا اعترفي "

قالت بإصرار " فعلت ولن أقول "

مالت ابتسامة على شفتيه ونظر ليدها الممسكة لحديد النافذة

وقال " لا جرم أن تخجلي من أفعالك لابد وأنها جريمة سيئة "

لم تجب ولا تريد أن تقول له السبب بأنهم سجنوها لاكتشافهم اختفاء

الأطعمة التي كانت تأخذها لهم وضنوا أنها تأكلها من ورائهم , كي

لا يرفضوا منها شيئا فيما بعد , خرجت كلماتها الطفولية الرقيقة من

خلف تلك النافذة قائلة " زهراء أخبرتني أن ثمة جنية تحقق الأماني

تأتي لنافذة المنازل كل ليلة وأنها كتبت لها أميتها في ورقة ورمتها من

النافذة ولم تجدها في اليوم التالي وأنها تحققت لذلك كتبتُ أمنيتي في

ورقة ورميها لها البارحة مؤكد أنها وجدتها وأخذتها معها , انظر

إن أخذتها فلا يمكنني الخروج "

نظر تحته ووجد بالفعل ورقة مطوية ومرمية أرضا فهز رأسه بيأس

ورفع نظره للنافذة مجددا وقال " لكن لا وجود للجنيات , والدتي

أخبرتني أنه من كان يتمنى شيئا فيطلبه من الله وهوا يصلي "

خرجت كلماتها الرقيقة الحازمة " لكنها أخذت ورقة زهرة

وحققت أميتها فأخبرني هل أخذتها أم لا "

أخرج يده من جيبه وانحنى للأرض ورفع الورقة وفتحها ونظر

للكلمات الغير مفهومة فيها فهي بالكاد درست هذه السنة وكانت

جميعها كلمات لأحرف بدون نقاط لم يفهم منها شيئا فطواها مجددا

ووضعها في جيبه قائلا " لم أجدها فما الذي تمنيته لنرى إن

كان سيتحقق "

قالت من فورها وبسعادة " لقد أخذتها معها إذا , لن أخبرك

عن أمنيتي كي أسخر منك حين تحققها لي "

رمى يده بلامبالاة وقال مغادرا " أعلم أنها بأنك تريدين

التحول لسلحفاة صغيرة غبية "

وابتعد عائدا للغرفة حتى دخل وجلس على سريره وأمسك كتابه

وقال للتي تنظر له بصمت " إنها مسجونة في غرفتها وليست

مريضة ولا تريد أن تقول السبب الذي عاقبوها به "

تنهدت بأسى وحزن على حال تلك الصغيرة وقالت ناظرة له

" تيم أنت لابد وستخرج من هنا يوما صغيرا كنت أو كبيرا

فعدني أن تأخذها من هنا "

حول نظره من الكتاب لها مستغربا وكان سيتحدث فقالت " أعلم أنك

لن تتركني لكن إن أنا تركت الحياة فلا تبقى لهم يا تيم كي لا يدمروا

مستقبلك بني ولا تنسى الورقة التي أعطيتها لك لتغادر لهم فلا

تتركها يا تيم وأخرجها معك هل تعدني ؟ "

قال ببعض الضيق " أمي توقفي عن الحديث عن موتك أنتي

تأخذين الدواء ووعدتني أن لا تتركيني "

قالت بإصرار " لا أحد يمسك الموت بني فحتى الأصحاء يموتون

فلا تبقى لهم يا تيم وخذها من هنا بني أرجوك "

قال بتذمر " وكيف آخذها ؟ من سيرضى لطفلة أن تغادر مع طفل

لا يعلم كيف سيصل للأشخاص الذين ترك والدي أسمائهم

وأرقامهم في الورقة "

قالت بجدية " إن خرجت طفلا فعد فيما بعد حين يكون بمقدورك

إخراجها وأخرجها بني عدني بذلك "

تنهد باستسلام وقال بهدوء " أعدك أمي فلا تموتي أنتي أيضا

أرجوك "

*

*

ثبث نظره على ابنه الذي تلعب أصابعه بقلم حبر مذهب على ورقة بيضاء

أمامه في خطوط متشابكة لا معنى لها وعيناه سارحة في الأرضية الخشبية

المغطاة بسجادة سميكة فاخرة وكأنه يرسم الرسومات المتداخلة عليها مرهفا

سمعه للصوت الذي ملأ الغرفة خارجا من التلفاز الكبير المسطح المعلق

على الجدار ثم نظر للاثنين الجالسين معهم أحدهما قد استند بمرفقيه على

ركبتيه مشبكا أصابع يديه ببعض ونظره للأرض والآخر قد وضع ساق

على الأخرى متكئا على ظهر الأريكة الجلدية السوداء مادا إحدى ذراعيه

على ظهرها ونظره جانبا حيث التلفاز وقد غطى صوت المحلل السياسي

خلف تلك الشاشة جالسا على الطاولة الدائرية على صمتهم جميعا وهو

يصدح مرتفعا في أرجاء غرفة المكتب المغلق قائلا " ما من شخص نظر

للأمر بنظرة سياسية بحته إلا ووجد أن ابن شاهين علم كيف يجتاز نقطة

رفض المجتمع الغربي لما يفعل , هو ليس بغبي ولا ساذج وعلى علم تام

بطريقة تفكيرهم , الغرب اليوم يقفون في وسط الدائرة سامحين للجميع أن

يتحركوا في محيطها ويوم ينقض النسر على الفريسة يصفقون له بحرارة

كما وعدوه سابقا لأن وعودهم قد سبقت لجميع الأطراف فالحرب الآن حرب

الأقوى والأذكى الذي لا يضع عبئا على مساندة الغرب له بل يتحرك معتمدا

على نفسه فقط جاعلا الجميع خلفه وليس أحدهم أمامه وهويتبعه , وسيرتكب

الهازان أكبر خطأ إن اتبع تلك النظرية السخيفة ورأى أن خلاصه سيكون

بوقوف الدول الأخرى معه فيدعهم أمامه وهوخلفهم ويصل به الأمر للجنون

بأن يؤذي أبناء قبائله وهذا ما سنراه قريبا إن بقيت هذه سياسة ابن شاهين

وهذه سياسة ابن راكان وسياسة الغرب القديمة والمعروفة ( أنا مع الجميع

بما أن الجميع واقفون وحين يقع البقية أكون كسبت الذي صمد واقفا )

الحل السياسي بين الهازان والحالك أمر أشبه بمطاردة السراب والجميع

يعلم ذلك والدول العربية أولهم ويعلمون أنهم كمن يصنع رداءا من أشعة

الشمس ما أن ينجلي النهار يسرقه منه الظلام , الحل عسكري وعسكري

جدا , اليوم بين الحالك والهازان وغدا بين صنوان والمنتصر وذاك

اليوم قادم لا محالة مهما طالت السنين "

رفع بعدها ورقة ووجهها للمذيع الجالس أمامه وقال " هذه وثائق خرجت الآن

للضوء ما كان لأحد أن يحلم أن تكشف , قبل عامين من الآن مبعوث سري

وصل للهازان وبعدها على الفور بدأت الخروقات في الهدن وبدأ ابن شاهين

يتلقى جثت رجاله عند الحدود مع الهازان , وبدأت التصفيات الداخلية في

الحالك لرجال معينين وضربات قاسية لابن شاهين في أهم رجاله , ألم

يدرك الهازان أنها لعبة ! أنها وعود كاذبة منهم غرضها إشعال الحرب

بينهم وبين الحالك , بل غرضهم فعلا تهييج البحر الغامض المدعو مطر

شاهين , غرضهم أن يحدث ما يحدث اليوم لأنهم يريدون هذا ويعلمون

أنهم لو عرضوه من عامين على ابن شاهين ما وافق عليه لذلك اتخذوا

أساليب أخرى أكثر التواءً كمن يحرك الجمر من تحت الرماد , والأداة

طبعا هي الهازان وها قد اشتعلت الحالك فعلا لتحرق وأول من أحرقت

كان من حرّكها , كانت خدعة بدأت بأن طلبوا من الهازان التغاضي عن

الإرهابيين في مدن وجبال أرياح وصولا لما يحدث اليوم في الداخل .

الغرب لا يمدون يدهم إلا لأنفسهم فإن مدوا يدهم لك فاعلم أنهم

يمدونها لأنفسهم وليس لك ... "

ثم بدأ الصوت بالانخفاض حتى اختفى صوت الرجل ونظروا ثلاثتهم

للجالس خلف طاولة المكتب وجهاز التحكم في يده ونظره على التلفاز

الذي أصبح صورة لرجل يتحدث من غير صوت وقال أحدهم " سيد

ضرار لم تعطنا أي أوامر بالنسبة للتدخل فيما يجري , حتى نقود

المساعدات لازالت مجمدة بأوامر منك "

هز رأسه بحسنا دون أن يتحدث ليفهم صاحب السؤال أن الأمر مؤجل

قليلا وقال ابنه سلطان ونظره لازال في الفراغ " بعض الدول بدأت

بتجهيز المخيمات عند الحدود فالناس بعد وقت قد لا يجدون

مكانا لهم داخل البلاد "

تحدث حينها الواقف بجانب الجالس خلف مكتبه متكأ على المكتبة

الضخمة خلفهما مكتفا يديه لصدره وقال " ابن شاهين وعد بالسلم

وابن راكان يبدوا سيهرب نهاية المطاف متخل عن أبناء الهازان

فمن التعقل التسليم له سلما "

أربع عيون نظرت حينها نظرات حادة لذاك الفتى ذو الأربعة عشرة

عاما الواقف كالنمر بجانب جده , من بدأت علامات الرجولة تظهر

على جسده الطويل وأكتافه وشاربه الأسود الخفيف ونظرته الواثقة

فلطالما رآه الكثيرين برفقة جده وأكثر حتى من والده , والجميع يعلم

أن هذا الفتى أصبح مطلعا على أمور كثيرة تخص تجارة عائلته أكبر

من سنه بكثير , ولا مشروع أو صفقة لا يكون حاضرا فيها رغم

صمته التام , نظرات الفخر ظهرت بوضوح على الجالس بجانبه وكأنه

يقول لهم من له لسان فليناقشه , فهوا يعلم كما الجميع مدى تعلق حفيده

وقاص بشقيقه رواح ومدى تأثر الآخر من الهازان فأخواله عائلة كنعان

جميعهم خرجوا منها ومن لم يقتل داخلها قتل خارجها وآخرهم خاله شاهر

الذي تم تصفيته بعد خروجه للحالك بأعوام ولم يبقوا إلا واحد فقط فر

منهم للخارج , أما جده والد أمه فقد أعدم أمام الملأ بتهمة الخيانة وقد

تسلل حقد رواح عليهم إلى قلب وقاص كالسم في الجسد وهوا يرى

شقيقه وزوجة أبيه المفضلة يبكون أهلهم عاما بعد عام حتى لم يبقى

في عائلتهم سوا النساء والأطفال المهددين بالموت ما أن يكبروا

ويشتد عودهم


*

*


رفعت سجادتها وطوتها ووضعتها جانبا ثم وقفت متوجهة للباب الذي

طُرق طرقات خفيفة وفتحته وقالت ناظرة للواقف أمامها " الكهرباء

منقطعة من ثمان ساعات , يبدوا عادوا لبرنامجهم وأسوء من السابق "

هز رأسه بنعم متنهدا ثم قال بهدوء غامض وملامح عابسة " الهازان

لحقت الحالك وأغلقوا أنبوبي الغاز والنفط وبما أنه قل إخراج الغاز

من البلاد ستزداد ساعات انقطاع الكهرباء "

قالت بضيق ناظرة لملاح شقيقها المكفهرة " ومن يعاقبون بهذا غير

أنفسهم ونحن معهم ؟ لن يخسر أحد شيئا غيرنا "

هز رأسه بحيرة وصمت ثم قال " هل اتصلت بغسق ورأيت

إن وصلا هناك "

هزت رأسها بنعم قائلة " ومن الصباح تحدثت معها قبل أن تنقطع

الكهرباء وسأحدثها صباحا ما أن ترجع مجددا "

ثم أضافت بهدوء " ما كان عليك الموافقة يا شراع في أحوال

وأوضاع كهذه , ماذا إن حدث لها شيء ؟ "

قال مغادرا " وأنا لم أكن مقتنعا لكن كان عليها أن تبتعد عن

هنا قليلا فهي تكره هذه الأجواء في العائلة "

وغادر جهة ممر غرفته على نظراتها الحزينة الحائرة فهي تعي كم

يعانون هذه الفترة فكيف به هو من يحكم قبائلهم ؟ دخلت وأغلقت الباب

خلفها وتوجهت لمصباحها الصغير وأطفأته فقد تناصف الليل ولا شيء

لديها سوى النوم , أسدلت الغطاء على جسدها وقد عم الظلام أرجاء الغرفة

في ليلة قمرها كان هلالا فقد غاب البدر الذي يعم نوره منتصف الأشهر

نظرت جهة النافذة المفتوحة والنجوم المتلألئة وتنهدت بحيرة ( قلبي ليس

مطمئنا ورغم أني أعلم أن غسق لن تخاطر بنفسها في وضع كهذا وأن

موافقتها على جبران تعني أنها رفعت فكرة معرفة أهلها من دماغها لكني

أخشى أن تتهور وأن يصل بها الجنون للتفكير في أن تتسلل للحالك للوصول

لتلك العجوز ووقتها ستحل الكارثة على الجميع سواء إن علمت من هم

وعادت أو إن أمسكوا بها ولم ترجع فخروجها من هناك لن يكون كدخولها

في كل الأحوال ) همست مستغفرة الله وأغمضت عينيها متأملة أن

تكون مجرد ظنون لا مكان لها من الصحة

*

*


طافت بنظرها في ظلام الغرفة الذي لا يُرى معه شيء وقالت بشبه

همس " جليلة ألا تملين هنا ؟ شهر كامل من دون أن تري أحدا إلا

جارات جدتك العجائز مثلها "

شقت ضحكتها العالية ظلام الغرفة وقالت " لا أتعب من الوحدة بل

من العمل في حديقة جدتي , شهر كامل من الأعمال الشاقة , كان

عليهم ترك أحفادها معها لا حفيداتها "

نظرت جهتها وقالت مبتسمة " لكن الرجل لا يطبخ الطعام ويغسل

الثياب بينما الفتيان يقمن بكل ذلك "

تنهدت بأسى وقالت " غسق أمازلت مصرة على جنونك ؟ "

أبعدت نظرها عنها وقالت ناظرة لسقف الغرفة الذي لا يظهر منه

إلا القليل في ضوء النجوم " بلى وكلي إصرار وغدا في مثل

هذا الوقت سأكون هناك "

جلست النائمة بجوارها وقالت ناظرة لطيفا تحتها " وكيف ستطرقين

الأبواب وتسألي عنها ؟ بل هل فكرتِ في قطع كل تلك المسافة والعودة

قد تطلع عليك شمس الصباح وأنتي في الطريق جالسة من التعب "

قالت بإصرار " بل سأذهب وحصان جارتكم سيفي بالغرض بما

أنها سمحت لكم بامتطائه متى أردتم شرط العناية به , ثم

المسافة ليست بعيدة "

قالت جليلة بجدية وجمود " ماذا إن أمسكوك رجال ابن شاهين ؟ "

قالت بضيق ناظرة لطيف وجهها فوقها " جليلة لا توتريني فوق

توتري بعدما وجدت الفرصة "

أعادت مجددا " ماذا إن أمسك بك رجاله يا غسق ؟ ماذا إن آذوك

وأنتي فتاة ولن يستطيع أحد الدخول والتحقق من الأمر حتى

إن قتلوك ودفنوا جثتك "

انقلبت مولية ظهرها لها وقالت " نامي يا جلية فلن تغيري رأيي مهما

حاولتِ فأنتي لم تجربي مثلي أن تكوني بلا نسب وبلا عائلة "

هزت رأسها بيأس منها ونامت في مكانها تاركة المولية ظهرها لها

تسبح في أفكارها ( ماذا إن أمسكوا بي ؟ ) هذه هي الفكرة التي كانت

تحاول طردها طوال الوقت بعبارة ( الجميع يعلم هنا أنه ثمة خروقات

وأناس تتسلل في جنح الليل المظلم ولدي الطريق والطريقة فلما أخاف )

لكن خوفها من أن يمسكها رجال الحالك هناك لم يكن أعظم من خوفها من

أن يأخذوها له فلا شيء أعظم بالنسبة لها من أن تقابله وجها لوجه فبالرغم

من أنها سبق وشاهدت قفاه من بين رجاله وهم مغادرين في لقاء المهادنة من

أربع سنوات في أحد الدول المجاورة وقد رأت قفا رجل بشعر أسود فاحم

شديد النعومة واللمعان قد حف ياقة القميص الأبيض من تحت سترته الزرقاء

الغامقة لرجل بطول فاق طول رجاله بقليل رغم طولهم , لكنها لازالت حتى

الآن ترسم له صورة الرجل البربري ذو الشعر الطويل المموج الأشعث

ولحيته طويلة متشابكة مخيفة وحاجباه عريضان أسودان , فلم تجد صورة

أفضل منها تكون مناسبة له , وعلى هذا نامت وغلبها النعاس محاولة أن

تتجاهل أي شيء يجعلها تتردد وتتراجع , لذلك ما أن حل النهار وبزغ

نور الفجر خرجتا بالحصان تتجول وتتفقد المكان لتربطه بالخارطة لديها

وقد عبرتا بعض حقول الشعير والقمح وصولا لمزارع الرمان حيث هنا

أخصب الأراضي وأفضل مناخ لغرسه , أشارت لها بإصبعها للبعيد في

حركة نصف دائرية وقالت " وها هي هناك تنتهي حدود توز , المنطقة

بعدها خالية سوا من أشجار البلوط العالية والأعشاب والشجيرات البرية

أرض ملغمة بالأفاعي لا يسلكها إلا الجنود من أجل الحراسة وهي تمتد

لعشرين كيلوا مترا لتجدي نفسك عند حدود بلدة حجور حيث معسكرهم

الحدودي وسفح جبل مرتفع يوصلك للجزء الشمالي منها حيث سمعت أنها

مقسومة لجزأين , أما أرضهم فتشبه أرضنا بأشجارها العالية لكن ألغامهم

ليست أفاعي فقط بل ورجال في كل مكان "

نظرت لها الواقفة بجانبها بنصف عين وقالت " لن تخفيني يا جليلة "

هزت تلك رأسها بيأس منها وقالت وهي تشد اللجام وتستدير " إذا لنرجع

فقد اقترب وقت الظهيرة وجدتي ستقلق على الموجودة معها وإن نسيت

من تكون , وستكون نسيت دوائها بالتأكيد "

وابتعدت عائدة فلحقت بها سريعا ونظرت لها بجانبها ممسكة حبل

لجام الحصان في يدها تقوده معهما وقد قالت لها " أقسم لو كنت

مكانك ما تجرأت على فعلها فأي شيء قد أتخيل نفسي أفعله

إلا أن أدخل حدود الحالك أو الهازان "

قالت السائرة بجانبها وببرود " لو كنتِ مكاني لفعلتها "

ثم نظرت للأزهار التي جمعتها في يدها تحضنها أناملها الرقيقة

شديدة البياض وتابعت بهدوء " وضعت خطة جيدة لن تفشل بإذن

الله وطريقي سيكون آمنا فلا تخافي "

حركت جليلة عيناها بضجر وعدم تصديق وقالت ببرود " آه حسنا

سلمي لي على ابن شاهين ما أن تريه "

خرجت ضحكتها رغما عنها وقالت " ابن شاهين في جبهات القتال هناك

في جبال أرياح تفصلنا عنه آلاف الكيلو مترات , ما سيحظره هنا ؟ "

قالت ناظرة لها بنصف عين " رداءة حظك أو حظي طبعا قد تحظره

أو تأخذك له , ومن الآن أنا لا دخل لي ولم تخبريني بشيء "

*

*


اشتدت ملامحه وازدادت قسوة وقال بصرامة " لا هذا ليس ما أريده

لا تصوروا للناس أني بطل وأني من يفعل كل هذا , لا أريد أن يكون

موتي في أي لحظة خسارة لكم , لا توهموا الناس أن هذا كله من صنع

مطر شاهين وإن مت تقهقر الرجال وخف الحماس وخافت الناس , أذكروا

البقية أريد لصدى أسمائهم أن يتردد في القبائل كل يوم ليعلم الجميع أنه

إن مات ابن شاهين فسيكون بعده من هوا أفضل وأقوى منه "

غاب الواقف مقابلا له بنظره للأسفل وقال بهدوء " والحقيقة سيدي ؟

كل شيء من تخطيطك والحماس ممتد من وجودك فبما سنخبر الناس "

ضرب الطاولة تحته بكفه بقوة أشعرت الواقفين حولها أن معالم الخريطة

المرسومة على الورقة تحت كفه تناثرت من شدة ضربته وغضبه وزمجر

بصوته الجهوري ونبرته المبحوحة " سحقا لكم لا تصوروني للناس بطلا

قلت لكم , لو كنت وحدي وحيدا ما فعلت كل ذلك , أنا أثق بكم وإن مت

سأموت مطمئنا عليكم بعدي فلا تخذلوا الناس فيكم , لا تخذلوا الأجيال

القادمة التي تحلم بمستقبل مختلف , لا تتركوا البلاد تتحول لخراب أكبر

عاما بعد عام وغيرنا يتفرج علينا ويضحك على حالنا ويمتص خيراتنا

لا تعلقوا كل شيء بي أنا أو جلست في منزلي وتركت كل شيء لكم "
ثم جال بنظره في الواقفين حول تلك الطاولة وعددهم تجاوز العشرة رجال

ونظراتهم الثابتة تعانق نظراته القوية المتفحصة لأعينهم حتى العمق

وخرجت الأحرف من شفتيه القاسية ثابتة حادة حد التحجر منخفضة

وحازمة وهوا يقول " هل هذا مفهوم "

ليصله الرد منهم فورا بأصوات متفاوتة لكنها واحدة في ثقتها

وقوتها مصرحين " مفهوم سيدي "

أبعد يديه عن الطاولة منتصبا في وقفته وقال " إذا اختاروا لي من بين

جميع المحطات الإخبارية التي طلبت مقابلة معي أشهرهم وأبلغوهم عن

موافقتي على إجراء المقابلة فأول خطوة ستكون إشهار الأسماء لأبناء

قبيلتنا جميعهم وعلى لساني وأني بالفعل أعتمد عليهم في كل شيء

لا نريد لتعبنا أن يضيع سدى بمجرد أن أموت "

هزوا رؤوسهم بحسنا دون كلام فقال " إذا انطلقوا وابدءوا العمل

وأكملوا باقي المهمة وأنا سألحق بكم ما أن أنتهي من زيارة حدودنا

مع صنوان ولن أغيب طويلا , وأعتمد عليكم يا رجال "

ثم قال مغادرا بخطوات سريعة واثقة " تميم وبشر اتبعاني علينا

الوصول لقرية حجور قبل الظلام "

*

*

مسحت يديها في جانبي ثوبها تنظر للواقفة تحتها وقالت " هذه آخر

دجاجة نستطيع ذبحها من أجل البيض صغيرتي ثم سنتحمل أكل

مرق الخضار حتى تفرج علينا "

نظرت لها لوقت قبل أن تهز رأسها موافقة وقالت بكلمات

رقيقة صغيرة مثلها " دجاج وبيض "

ابتسمت بحب ماسحة على خصلات شعرها البني الناعم مبعدة لهم

عن جبينها الصغير وقالت " نعم بنيتي سنأكل الليلة لحما والدجاجة

الأخرى نتركها لتبيض لنا بما أنه لا خروج من هنا والحرب

متوقفة جهتنا حاليا "

ثم أمسكت يدها وسارت بها حتى الخزانة في الغرفة التي تنامان فيها

وتركت يدها لتفتح بابها الحديدي وجلست أمامها وأخرجت مربعا جلديا

يشبه التمائم مخاطا بإحكام بخيط جلدي أيضا ومتصل به خيطان آخران

ربطتهما حول عنق حفيدتها الصغير ليتدلى ذاك الثقل الجلدي على صدرها

الصغير وقالت وهي تدسه لها داخل ثيابها " لا تخلعيه أبدا يا زيزفون لا

أحد يعلم ما سيكون عليه مصيرنا وإن كنت سأبقى لك أم لا "

ثم نظرت لعينيها المحدقة بها ووضعت يدها على صدرها حيث تشعر

بتلك القطعة الجلدية تحتها وقالت ببطء " لا تنزعيه أبدا زيزفون "

وبعد برهة هزت تلك رأسها بحسنا قائلة بهمس " لا تنزعيه "

ضمتها لحضنها بقوة وقالت بحزن وعينان يغشيها سراب الدموع

" ليحفظك الله يا ابنتي لا شيء يشغلني في هذه الحياة غيرك

فلا أحد لك غيري "

ثم أبعدتها عنها تمسح عينيها بقوة ونظرت للعينين الزرقاء الحزينة

التي أدركت سريعا أنها فهمت ما كانت تقول لها فوقفت وأمسكت

بيدها وقالت خارجة بها من الغرفة " دعينا نرى عشائنا وما حدث

له ولنجفف باقي اللحم فلن نستطيع تخزين شيء في الثلاجة

والكهرباء مقطوعة بشكل تام من أيام "

*

*

شدت العمامة السوداء على وجهها مغطية فكيها وأنفها بطبقة أخرى

بعدما لفتها على رأسها وشعرها وأحكمت شدها , لباسها كان سروالا

جلديا أسودا ضيقا وحداء مرتفع يساعدانها في امتطاء الحصان وسترة

سوداء تحتها قميص رمادي غامق مزرر وقفازات سوداء تغطي يديها

البيضاء الرقيقة , أمسكت بحبل اللجام وامتطت الحصان بخفة متجاهلة

كل ما تقوله الواقفة تحتها وهي تردد الكلام نفسه وإن كانت الصيغ

مختلفة " غسق لن يرحمك أحد إن امسكوا بك ولا حتى ابن شاهين

ورجاله فأعدلي عن جنونك "

شدت الحبل ليلتف رأس الحصان وعنقه مع حركتها ورمتها بنظرة

باردة من عينيها السوداء الواسعة التي لم يعد يظهر منها شيء سواهما

وقالت وقد لكزت خاصرة الحصان بقدميها ليتحرك " دعواتك لي يا

جليلة فلن يثنيني إلا الموت عن ذلك "

وغادرت والحصان يركض بها مبتعدا في خط مستقيم ووجهة محددة

وهي أقصى القرية جنوبا تاركة إياها واقفة مكانها عند باب المنزل

فرفعت يديها عند شفتيها وتمتمت بقلق وتوجس " يا رب أحفظها

حتى ترجع وأبعد عنها الخطر فلن يرحمني أحد وقتها "

ودخلت على نداء جدتها الموجودة في الداخل وهي لازالت تناديها بسم

والدتها ( حبيبة ) وعقلها مع من انطلقت تعبر الحقول مسرعة وقد تحول

احمرار غروب الشمس لبداية ابيضاض ما قبل الظلام حيث سيسترها ما

أن تكون وصلت لحدودهم عند الحالك , ركض بها ذاك الحصان في خط

مستقيم لا وقوف فيه ولا التفات وما تركته ورائها لم تنظر له ولا نداء

ذاك العجوز في أحد الحقول صارخا " هيه يا فتى أين تنوي الذهاب

خارج الحدود "

فالهدف أمامها كان واحدا والتراجع عنه معناه ضياعا للوقت وضياعا

لفرصتها الوحيدة فلم يكن يزيدها التقدم نحو نهاية حدودهم إلا عزما

وإصرارا وهي ترى ما تمنته لعامين يقترب منها , ستعرف من يكون

والدها من هم قبيلتها وعائلتها ولما ولدت على يد امرأة من الحالك بينما

والدتها كانت زوجة لشراع صنوان قبل ذلك ! كل تلك الأفكار كانت حافزا

لها لم ترى معها شيء آخر حتى وجدت نفسها تعبر أشجار البلوط المرتفعة

وتخرج من حدودهم متبعة الخارطة في يدها وقد أطبق الظلام الشديد على

المكان ولم تعد ترى سوا أشباح الأشجار وأصوات الحشرات ووقع حوافر

حصانها تدوس الأغصان والأوراق اليابسة فخففت من سرعتها وتحول

ركضها به لسير معتدل فقد أخذ منها التوتر والتوجس نصيبا وبدأت تشعر

بتعرق كفيها الممسكة بحبل اللجام بقوة وبتسارع نبضاتها حين اكتشفت

أنها ولأول مرة في حياتها أصبحت داخل حدود الحالك , شعرت حينها

أن الهواء مختلف عن هناك , سكون الليل أشد توجسا وظلامه أكثر حلكة

وسوادا وحتى السماء شعرت أنها مختلفة عن مدنهم هناك وكأنها مليئه

بالعيون التي تراقبها , والأشجار تهمس مخبرة الجميع عن تسللها لهم

وكزت الحصان ليزيد من سرعته قليلا وتمتمت بإحباط " سحقا لذاك

الرجل أشعر بالرعب من مجرد الدخول لطرف حدوده "

وبعد السير لمسافة أبعد وقفت موقفة الحصان ونظرت للأعلى بعيدا حيث

ظهر أمامها بوضوح المكان المرتفع كسفح جبل فعلمت أنها قد وصلت

لمشارف الجزء الشمالي من قرية حجور حيث تكون المرأة المقصودة

وأصبحت ترى هدفها يقترب منها أكثر فلم يبقى أمامها سوا اجتياز مقر

الجنود عند أسفل ذاك السفح المرتفع والعودة منه , أخرجت الخارطة

المصغرة من جيبها وشغلت المصباح اليدوي الصغير ونظرت لها مرة

أخيرة لتحدد الطريق الآمن الذي ستسلكه بعيدا عن حركة جنودهم ثم

لكزت الحصان ليتحرك بها راكضا فآخر جزء من مهمة دخولها

قد أصبح أمام عينيها

*

*

جلس مفزوعا ونظر من فوره للنائمة بجانبه وقد تساندت بمرفقها لتجلس

أيضا وقال بصوت منخفض " من هذا الذي يطرق الباب في هذا الوقت ! "

جلست معتدلة على الفراش الذي كانت تنام عليه وقالت بهمس وجس

" لا أعلم , هل تكون والدتي عادت ؟ "

وقف على صوت الطرق الذي تكرر بقوة أكبر وقال بضيق " كنت أعلم

أن خروجها لصنوان لن يجلب لنا إلا المشاكل وها هي تنزل علينا

من أول ليلة "

وقفت معه قائلة وهي ترفع غطاء رأسها " لكنها خرجت عن طريق بلدة

معامير وستكون دخلت الجيلانية في صنوان من وقت , وزعيم صنوان

وفر لها الحماية وابنه الأكبر من سيستقبلهما ويدخلها ويؤمن عودة

ضرغام سالما حتى يدخل الحالك "

خرج متمتما يغلق أزرار قميصه " جل ما أتمنى أن لا يكون أحد

رجال الزعيم ابن شاهين مرسلا منه "

وشقت خطوات حدائه المنزلي صمت المنزل الطيني المفتوح متوجها

لبابه ليقف مصعوقا ما أن فتح الباب وهوا يرى ابن شاهين بنفسه أمامه

وأربعة رجال يقفون خلفه لتطير منه الحروف أدراج الرياح وجف حلقه

وشفتيه محاولا إخراج أي كلمة ترحيب أو دعوة ليدخلوا وقال الواقف

مقابلا له منهيا محاولاته الغير المجدية للحديث " بلغ والدة

زوجتك أني أريد رؤيتها "

كان شعوره بالرغبة في البكاء أمر لا يصف حالته تلك وهوا ينظر

بخوف للجسد الطويل عريض الكتفين الذي ملأ الباب أمامه ويده

تمسك بقوة حزام سلاحه الرشاش المثبت على كتفه ولنظراته الحادة

ثابتة على عينيه المصدومة وملامحه الجادة الحازمة , فبدأت قطع

الحروف تخرج منه متلكئا " نـ .. نـ عم , لكــ ... لكن سيدي

... أنا ... هي ... أعني "

ليوقفه الصوت الحازم مزمجرا " قل شيئا مفهوما أو ادخل وبلغها

عن وجودي أو أدخل لها بنفسي "

" والدتي ليست هنا "

جاء ذاك الصوت من خلف الواقف أمامه مما جعل عينيه تتحركان

خلف المقبل له وهوا يلتفت أيضا للتي وقفت خلفه وتحدثت بثبات

افتقده هوا الرجل قائلة " هي ليست في المنزل سيدي ويمنكم

الدخول والتأكد بأنفسكم , وما أن ترجع سنرسلها إليك "

نظر لارتباك زوجها بشك ولإخفائها يديها خلف ظهرها ولم تمسك

بإحداهما غطاء رأسها عند ذقنها جيدا كما هوا معتاد لدى النساء أمام

الرجال الغرب , ورجل مثله ما كان ليفوته كل هذا فقال بهدوء حذر

" أين ذهبت ؟ أريد الذهاب لها بنفسي "

راقب النظرة التي أرسلها لها زوجها وكيف بادلته بنظرة حازمة وكأنها

تحذره أو تسكته ثم نظرت له وقالت " هي خارج القرية الآن ولم تخبرنا

عن وجهتها فهي خبيرة بأمور النساء ويطلبونها للاستشارة دائما فلا

تكلف نفسك سيدي وستذهب لك بنفسها ما أن ترجع "

نظر لها متفرسا ملامحها بهدوء غريب حذر فلوا كانت هي من فتحت

الباب لهم ولم يخرج زوجها لكان صدقها وهوا معترف بذلك لنفسه بسبب

براعتها في الحفاظ على هدوئها وأعصابها لكن الشك بدأ ينتابه وكبر أكثر

وهوا يفكر في طلب عمته أن يسألها بنفسه عن تلك المرأة من صنوان وما

أنجبت فالقابلات هنا لا يخبرن إلا زعيم القبيلة بأمور تخص الوالدات كجنس

المولود مجهول النسب ووالده , امتدت يده بسرعة خاطفة لتلتقط ياقة قميص

الواقف أمامه وقد أصبح في قبضته وشده ناحيته بقوة وقال بحدة " تتحدث

الآن أو قسما رأيت مطر شاهين على حقيقته , أين العجوز عزيرة تكلم "

بدأ جسده بالارتجاف ووجهه احمر من شدة اختناقه وقال بصوت متقطع

وعيناه ستخرجان من مكانهما شاخصتان فيه " غـــ ـادرت سيدي أقــ ـسم

ليــ ـست هنا "

هزه بقوة أكبر وقال " تكلم أين هي قبل أن أعلق مشنقتك وسط القرية "

" خرجت لصنوان "

التفت بسرعة ناحيتها وقد أخرجت هذه المرة يدها وأمسكت بها حجابها

وكانت الصدمة ليست من نصيبه وحده بل وممن خلفه والواقف أمامه

ولازالت ياقة قميصه في قبضته , قال بنبرته المبحوحة الغاضبة

ترسل عيناه شررا أسود ناحيتها " صنوان !! "

تراجعت للخلف خطوة تنظر لعينيه السوداء برعب ظهر جليا على

ملامحها الصامدة طوال الوقت وقالت برجفة في صوتها الهامس

" نعم منـ ـذ ليلة يوم أمس "

دفع الذي في قبضته ليتراجع للخلف بقوة وصرخ بغضب

" وتخرج لصنوان لماذا ؟ "

هزت رأسها وقالت بتوجس " هذا مالا يعلمه أحد "

شد قبضته بقوة وقال والشرر لازال يتطاير من سواد حدقتيه الذي

أشتد دكونا " أمس أم اليوم ؟ "

قالت بتلعثم " أمس سيدي "

قال بذات غضبه الأسود المخيف " لكن الذي دلنا على منزلها

قال أنه رآها ظهر اليوم "

ليزداد الخوف والصدمة على ملامحهما كمن شعر أن مقتله على يد

الواقف أمامه لا محالة , لكنه التفت لرجاله وقال بحزم " تحركوا

وفتشوا حدود القرية شبرا شبرا أريدها حية "

انطلق ثلاثة منهم وبقي واحدا فقط خلفه فعاد بنظره لهما وقال بحزم

" من أخرجها من هنا ؟ تحدثا بسرعة "

تحدث هذه المرة زوجها قائلا بخوف " ضرغام حجاج سيدي "

ضرب الباب بقبضة يده بقوة وغادر مسرعا وآخر رجاله يتبعه

وقال ملوحا بيده " لمنزل زعيم القرية أخبره أن يسلمني ضرغام

ذاك قبل الفجر مفهوم "

تحرك حينها راكضا في الجانب الآخر ممتثلا للأوامر وتابع هو

سيره الغاضب وخطواته القوية مجتازا أزقة القرية بمنازلها المصفوفة

وشوارعها الخالية حتى كان خلف مدرسة القرية وترجل بخطوات سريعة

نازلا السفح لتوقفه الخطوات التي اقتربت منه ووصل عنده خيالين عرف

هويتهما ما أن اقتربا وقال أحدهما " الجنود تحركوا جميعهم من المقر

سيدي ولن تفلت منهم وإن كانت ذبابة "

التفت فجأة التفاتة نسر شعر بفريسة وتحركت رؤوس الواقفان أمامه

للخلف ما أن سمعوا صفير رصاصة عبر ظلام الليل وهمس ببحة

" ما هذا !! "

وجاءت الأخرى سريعا لتؤكد سابقتها فتحرك مسرعا وقد تبعاه من

فورهما وأحدهما يقول " يبدوا أنهم أمسكوا أحدا , هذه الرصاصة

من بنادق رجالنا "

بدأت خطواته بالتحول من السير السريع للركض وهما خلفه

وصرخ قائلا " هل أخبرتموهم أني أريدها حية "

قال من فوره " نعم سيدي "

وواصلوا الركض في ذات المسار لتنطلق الرصاصة الثالثة عابرة

بصفيرها الأجواء ليزداد ركضهم قوة وهمس من بين أسنانه

" سحقا لهذه الليلة "

وأوقفهم الخيال الراكض ناحيتهم بسرعة تضاهي سرعتهم وقال بصوت

منقطع الأنفاس من الركض " أصبنا أحدهم متسللا سيدي , يبدوا فتى

من هيئته وكان داخلا وليس مغادرا وكان يمتطي جوادا "

أمسك كتفه مبعدا له من أمامه وواصل ركضه حيث أصبح صوت

الجنود على مرمى من مسمعه واضحا وقد لحق بالثلاثة الراكضين

أمامه حتى وقف أولهم وصرخ " وجدته إنه هناك مرمي أرضا "

" توقفوا "

كانت تلك صرخته التي أوقفتهم مكانهم وقد اجتازهم بخطوات ثابتة

ممسكا لحزام سلاحه المثبت على كتفه وقد ساروا خلفه وقال أحدهم

" كان على جواد , أحد الرصاصات أصابته سيدي بما أن

الحصان قد هرب موليا دبره "

واصل سيره مبعدا الأغصان المعيقة لحركته بيده وقال آخر " يبدوا

صغيرا في السن من هيئته الضئيلة ولم يعرف كيف يتحكم في هيجان

حصانه بعد الرصاصة الأولى , لقد رميناه ونحن في الأعلى "

أشار لهم بيده ليقفوا مكانهم تحسبا لأي خدعة وواصل هوا سيره دون

أن يعلق على كلامهم ونظره مثبت على الجسد المرمي أرضا على بعد

خطوات منهم وقد غطى سواد الليل مع سواد ملابسه على أي ملامح

له , وكان كل ما يفكر فيه أنه قد يكون ضرغام حجاج ذاك عاد بعدما

أخرج العجوز فلن يكون هذا الجسد لعجوز أبدا رغم أنه بعيد كل البعد

عن أجساد الرجال , ما أن وصل له حتى انحنى لذراعه فورا وأمسكها

بقوة موقفا لذاك الجسد الذي كان يقصره بكثير ورأسه منسدل للأسفل

فأدرك بأنه فاقد للوعي تماما ولا داع لسؤاله عن شيء وهوا لا يعي

ما حوله فتركت يده الأخرى حزام سلاحه وأمسك بها العمامة عن

رأسه وشدها بقوة مبعدا لها وقبل أن يتبين شيء من ملامح الوجه

الذي لازال مخفيا في الأسفل تصلب مكانه وهوا يرى الشعر الأسود

الطويل الكثيف الذي تبعثر مع شده القوي للعمامة حتى أنه وصل

لكتفه وصدره وقد شعر بملمسه الحريري وهوا يضرب عنقه وخده

وبدون أدنى تفكير شد ذاك الجسد لصدره مطوقا له بذراعه ليخفيه

عن أعين رجاله في الخلف وصرخ بهم " أجلبوا سيارتي لأقرب

نقطة من هنا ولا أريد أحدا في هذا المكان , تحركوا بسرعة "



نهاية الفصل .... موعدنا القادم مساء الأربعاء إن شاء الله

ودمتم في حفظ الرحمن جميعا

 
 

 

عرض البوم صور فيتامين سي   رد مع اقتباس
قديم 06-08-16, 09:18 PM   المشاركة رقم: 175
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
متدفقة العطاء


البيانات
التسجيل: Jun 2008
العضوية: 80576
المشاركات: 3,163
الجنس أنثى
معدل التقييم: فيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسيفيتامين سي عضو ماسي
نقاط التقييم: 7195

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
فيتامين سي متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : برد المشاعر المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: جنون المطر / بقلمي برد المشاعر

 

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 30 ( الأعضاء 13 والزوار 17)
‏فيتامين سي, ‏مهره الفهد, ‏منى سعد, ‏زاد اله, ‏عبق فرح, ‏مانسيتكـ, ‏..swan.., ‏زهر التيوليب, ‏ملكة الجليد+, ‏نزف جروحي, ‏منيتي رضاك, ‏غزلان سلمى, ‏مجرد ذكرى

 
 

 

عرض البوم صور فيتامين سي   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المشاعر, المطر, بقلمي, جنون
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 07:18 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية