كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
رد: 186 - انتظري
ضحكت ايريس دون أن تبدو عليها الدهشة , فالكثير من عمال المزارع يفضلون أي عمل زراعي متعب على لعب دور " القابلة " ...وسألت:
- كيف حال الطقس ؟
- لا يزال الثلج يتساقط بقسوة وسرعة , وإذا استمر هكذا , فستعلقين هنا مدة أسبوع ... من الأفضل التحدث إلى الرئيس حول توظيفك هنا .... بإمكانه دائما استخدام عامل جيد .
ضحك ....
فتبسمت ايريس قصرا , فقد المح جارد إلى هذا في وقت مبكر , وتظاهرت أنها لم تسمع , ولأن هذا لن ينجح معها لمرة أخرى , نظرت إليه بارتياب .
- لا فرصة لي هنا لان جسمي لا يتحمل برودة هذا الطقس .
أجفلت في داخلها لهذه الكذبة ... فقد أمضت كل شتاء من حياتها في وايومنغ و تعمل في ظروف أكثر سوءا . لكن الكبرياء بداخلها لم تسمح لها باخباره , هو أو أي شخص آخر في مزرعة برتسوم , أن الرئيس رفض استخدامها , ولاسباب سيوافق الجميع عليها تماما لو عرفوا بها .
كانت ممتنة للقصة التي رواها كوبر لرجاله , فحسب ما يعرف أي واحد منهم , أن الباص فاتها في ردهاوس وكانت ستعلق في البلدة بسبب العاصفة لولا عرضه عليها الاقامة في المزرعة , ومع وجود اليانور مرافقة لها , أعطاها عدم كشفه الحقيقة , أكان بدافع اللطف أم لا , الفرصة لتكون مقبولة على أساس العمل والقدرة ... ولقد قبلت على أساس هذه المؤهلات من قبل , لكنها كانت ( رئيسة) فريق عملها . وكان من دواعي سلواها أن تعرف بان هناك من يقيم مهارتها.
ضحك جارد لها , وقال :
- استطيع القول أن هذه أعلى صيحة لثور سمعتها هذا الأسبوع ....أنت من عائلة مزارعة من مكان ما في وايومنغ إذن .... أن لم تكوني من وايومنغ , فأنت من مونتانا.
أنهت ايريس قهوتها , وأحست بارتباك دون أن تعرف ... ودون أن تنظر إليه , أقفلت
"ترموس " القهوة .
- لا يعني مجرد أنني تربيت في مزرعة في وايومنغ , أنني أحب الشتاء .
لكن الحقيقة أنها تحب الشتاء وايومنغ , جيدا كان أم سيئا , وقبل أن يقول جارد المزيد انفتح الباب الشرقي للسقيفة .... ونفخ الثلج والريح الباردة إلى الداخل مع ثلاثة رجال دخلوا .
نادى جارد بروح مرحة :
- بحق الله , حان الوقت ليريحنا احد هنا أيها الرئيس .
رحبت ايريس بانقطاع الحديث , وتقدم جارد ليقدم ايريس إلى الرجلين الآخرين المرافقين لكوبر ... كان رايكو أطولهما وتالبوت الأقصر هزت ايريس رأسها لكل منهما تحية ووقفت صامتة إلى أن انتهى جارد من كلامه .... أبقى جارد الرجلين , ثم تابع الحديث من حيث تركه لكنه اخذ يوجه التعليقات إلى كوبر .
- يبدو أن هذه العاصفة جاءتنا بالحظ , فقد كنت تنوي استخدام رجلين للعمل هنا ثم وصلت الآنسة ايريس فجأة , إنها ثابتة الجأش كما يجب , ومستساغة للعين أكثر من أي شخص عمل لديك .
احمر وجه ايريس لكلام جارد المتحمس , لكن الخوف تمسك بها , فمع كل كلمة , كان تعبير وجه كوبر يزداد تجهما ... بدت نظرته السوداء وكأنها تتهمها بتدبير أمر كسب ثقة جارد واستغلال نفوذ العجوز معه , كي تدفعه إلى إعادة التفكير بإعطائها فرصة العمل .
وقفت ايريس متصلبة تنتظر بقسوة أن يوقف كوبر جارد عند حده .... لكنها دهشت لان كوبر لم يفعل ذلك , بل اسرت نظرته الخشنة نظرتها , وهز جارد رأسه الأبيض ثم ضحك ليقول :
- اعتقد أنني تدخلت فيما لا يعنيني.
التفت كوبر إليه , فتابع :
- اعرف ..... اعرف ... لو أنني اخذ دولارا لكل مرة أتدخل فيما لا يعنيني , لا متلكت نصف المقاطعة .
|