كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
رد: 186 - انتظري
3 -عاصفة الرغبة
خرج كوبر من غرفة النوم إلى الردهة الطويلة من بيت المزرعة الواسع باتجاه غرفة
الجلوس . سمع ضيفته غير المرغوب بها تترك غرفتها منذ للحظات , وعرف أن الوقت قد حان ليخرج بدوره من غرفته . كان قد دخل إلى غرفة ستيفاني ليقبلها قبلة المساء ويتمنى لها ليلة سعيدة , منهيا بذلك احتجاجاتها علي النوم باكرا..وأسئلتها حول ايريس , مع وعد بأخذها لزيارة جراء الكلبة الاسكتلندية في سقيفة نوم العمال , في اليوم التالي ...كان يأمل أن يكون الأمر مناسبا بعد إخراج ايريس برايتون من المنزل وإيصالها إلى (ردهاوس ) .
اقلقه وجودها , لقد أحس بانجذاب نحو نساء جميلات المظهر من قبل وهو لم يعد ذلك الولد الارعن , فهو ارمل منذ ست سنوات , وهذا وقت طويل بما يكفي ليتجاوز حزنه اثر فقدان زوجته في حادث سيارة , واستكشف بعض إمكانياته الرومانسية مع رفيقات له بما يكفي , ويمكنه تجاوز إعجابه بايريس بسهولة تامة كما الأخريات ...لذا فقد خمن أن سجلها الإجرامي هو الذي يجعله متوترا ....لا يرغب أن تكون ستيفاني على معرفة بنساء مثلها , لكن بعد انتهاء العاصفة ورحيل ايريس سيكون من الصعب حمايتها من هذا الأمر .
أرجفته الصدمة عندما وصل إلى نهاية الردهة التي انفتحت إلى غرفة جلوس .... كانت ايريس تقف أمام المدفئة ...دون أن تعي وجوده , كانت تمرر أصابعها في شعرها المبلل, تنفش خصلاته الطبيعية الطويلة وهي تميل قريبا من حرارة النار المجففة .. قبل ذلك , كان شعرها يبدو بنيا قاتما , لكن أمام نور النار تخلله مزيج فاتن من اللون الأحمر الذهبي الذي ذكره بأخر ألوان غروب الشمس .
استدارت نحوه وعيناها مغمضتان بسبب الحرارة , تمرر أصابعها بلطف خلال الضفائر التي تصل إلى خصرها النحيل . وبرغم الجدية المرتسمة على وجهها الذي لوحته الريح والذي تظهر عليه الحرارة , فقد كان التراقص اللطيف للخصل يعطيها نظرة برية مثيرة , جعلت كوبر يصر بأسنانه .
اجبر نفسه على التحرك , كأنه دخل لتوه ... ثم تكلم وهو يحرص علي أن تكون نبرة صوته قوية .
- لا بد أن هناك مجفف شعر في مكان ما في غرفتك .
انفتحت عينا ايريس , والتقطت نظرته قبل أن تشيح بنظرها بعيدا .
- لم ابحث عنه ... وهذا جيد كذلك .
وابتعدت عن النار تمرر المشط في شعرها عدة مرات لتخفف من تطايره , ثم دست المشط في جيبها .
- جدي لنفسك مكانا تجلسين فيه ... سأقول لاليانور أننا على استعداد لتناول الطعام
جلست في مقعدها متعبة ... حسن جدا أكان يرحب بها أم لا , ستحصل علي وجبه ساخنة ومكان تنام فيه بانتظار انتهاء العاصفة .
لو أنها وصلت إلى المزرعة قبل ساعتين , لتمكنت من العودة إلى (ردهاوس ) قبيل العاصفة ... نظرت إلى النار متوترة الغرائز يلفها إحساس مألوف من الغضب و‘دانة النفس , فراحت تتذكر ...
كانت عمياء أمام العمليات القذرة التي كان بلاك . اخوها غير الشقيق . يقوم بها ,ولو أنها كانت تتساءل كيف يحصل على المال الكثير , ثم يبدده في كل مكان ..في وقت كان يحكمها قلق دائم حول دفع الضرائب المتراكمة عليها, واضطرارها إلى بيع جزء من قطيع الماشية الذي تملكه.
|