لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
التسجيل مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 22-02-16, 01:37 PM   المشاركة رقم: 91
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مراقب عام
قارئة مميزة
فريق كتابة الروايات الرومانسية
مشرقة منتدى الروايات الرومانسية المترجمة

البيانات
التسجيل: Dec 2010
العضوية: 206072
المشاركات: 13,995
الجنس أنثى
معدل التقييم: زهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 66888

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زهرة منسية غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : منى لطفي المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: جوازة.. نت!!... رواية بقلمي/ منى لطفي...

 
دعوه لزيارة موضوعي

للاسف مايو الكلام عندنا رخيص رغم ان المفروض نوزنه بالذهب
احسدي علي راحتك ولا يهمك

 
 

 

عرض البوم صور زهرة منسية   رد مع اقتباس
قديم 22-02-16, 01:37 PM   المشاركة رقم: 92
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Feb 2011
العضوية: 216585
المشاركات: 468
الجنس أنثى
معدل التقييم: منى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1595

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
منى لطفي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : منى لطفي المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: جوازة.. نت!!... رواية بقلمي/ منى لطفي...

 

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة bluemay مشاهدة المشاركة
   السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

صباح الخيرات على احلى البنات


حلقة كارثية .. ابتدت حلوة وانتهت مرة .

الا صحيح ما قلتيلي انتو المكالمات عندكم ببلاش >>> ساعتين يا مفترين بتتكلمو بالتلفون لووول



قصة غادة محزنة محزنة وتقطع القلب .. وما بعرف مرارتها غير اللي بدوقها ولو انه ممكن تكون قريبة كتيرة من فهم اللي بحب بحق وحقيق .

طبعا غلطت غلط شنيع بتفتيشها ورا زوجها .. والله العمى ارحم من شوفت الحقيقة المرة .

الله جل جلاله امرنا بعدم التجسس بنهيانا عنه .. يعني غير انه الوحدة تنكد عيشتها وتدمر نفسيتها وينكسر شي ممكن ما يتصلح ما رح تجني شي .

منة ابدعت بوصف اﻷمر ونهيها عن اتباعه.

ونصيحة من شي مر فيني وسمعت عنه وقرأت انه الوحدة لو شكت او حست بتغير من ناحية زوجها انها تلجأ لله وتقوي صلتها به، القلوب بيد الله يقلبها كيف يشاء.

يعني اوصلي لمالك القلوب عز وجل وهو القادر سبحانه انه يعيد لك زوجك ويرجع قلبه ناحيتك. بس انتي اخلصي النية لله واصدقي التعلق به وكتري دعاء واستغاثة بالله .

والله لن تخيبي ولن يخيب رجاك فيه سبحانه .



سيف طبيعي يتصرف هيك ﻷنه كبريت ذاتي اﻹشتعال .. بس بصراحة صددددمة لمنة ومنه بالتحديد انه هم لسه عالبر وهيك بتصرف

كيف لو كانوا متزوجين ..!!!


لو مكانها ما برجعله لو شو ما كان ، لا حياة مع الشك والظن السيء ستكون مريحة.



روعة تسلم ايديك يا قمر

متشوقة لردة فعلها ولو انو متأكدة رح يحفى وراها ليلين راسها ويعيدها لمكانها السابق .


تقبلي مروري وخالص ودي


★☆★☆★☆★☆
بعد نهاية النقاش او الحديث مع أحد
لاتنسوا دعاء كفارة المجلس:

سُبْحَانَكَ اللهم وَبِحَمْدِكَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أنت أَسْتَغْفِرُكَ وأَتُوبُ إِلَيْكَ

تسلمي ميوية حبيبتي على كلامك الجميل بجد كل كلمة قلتيها صحيحة تماما، وبحب أضيف عني شخصيا لو مر اي مشكلة في حياتي أو اتعرضت لموقف صعب بلازم دعاء الاستغفار، اسهل حاجة بدل ما تكلمي صاحبتك او اختك او قريبتك تشتكي لها في حل اسرع ونتيجته اسرع وبتلاقي حل مشكلتك بسهولة، اتوضي وافرشي سجادة الصلاة وصلي بنية قضاء الحاجة، ركعتين مش هقولك اكتر، وادعي كتيييير في السجود، وابكي، وما تخجلي من ربنا، كلميه سبحانه وتعالى بيسمعك من فوق سبع سماوات، بتلاقي بعدها بردا وسلاما على قلبك وبتحسي انه المشكلة هينة جدا، وتلاقي الحل او ااتصرف الصح وكأن حد بيقولك المفروض تعملي ايه، دا بيكون الهام من عنده سبحانه وتعالى " وقل ادعوني أستجب لكم".. ربنا أقرب الينا من حبل الوريد ورحمته وسعت كل شيء علما...
اللهم ارحمنا برحمتك، ربي لا تكلني الى نفسي طرفة عين، اللهم اغنني بحلالك عن حرامك واكفني بفضلك عمن سواك....

 
 

 

عرض البوم صور منى لطفي   رد مع اقتباس
قديم 22-02-16, 01:39 PM   المشاركة رقم: 93
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Feb 2011
العضوية: 216585
المشاركات: 468
الجنس أنثى
معدل التقييم: منى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1595

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
منى لطفي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : منى لطفي المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: جوازة.. نت!!... رواية بقلمي/ منى لطفي...

 

الحلـقـة الـسـادسـة:
نظرت الى هاتفها المحمول الملقى بجوارها على الفراش وهو يضيء بقوة وكأنه ينهرها لتقوم بالرد على المتصل الملح الذي هاتفها لمرات لم تعد تستطيع حصرها... وقد أحرق هاتفها من كثرة الاتصال.....
صوت طرقات هادئة ولكن حازمة على باب غرفتها انتزعتها من افكارها، ثم صوت شقيقها مناديا لها، مسحت وجهها براحتيها كي تمحو أي أثر لدموعها التي فاضت بكثرة منذ عودتها من العمل برفقة اخيها والذي شاهدها وهي تنطلق خارجة من مكتب سيف كالقذيفة ولم تمهله الفرصة لسؤالها عن سبب حالتها الغريبة التي يراها لأول مرة عليها، وهى تكاد ترجوه بصوت متلهف ونظرات ضائعه أن يقلّها الى المنزل بينما يقف سيف خلفها بعد ان لحقها بسرعة صاروخية يناديها بصوت مشروخ حزين محمل بنرة غريبة من التوسل!، ولكنها لم تلق بالا اليه وحاولت التماسك وهى تطلب من اخيها الذهاب الى المنزل، فألقى احمد بنظرة متفهمة اليها مفسحا لها الطريق لتتقدمه بينما رمى سيف بأخرى متسائلة و..... مُنذرة!، في حالة ان ثبت له أن له يد في حالة الانهيار التي يراها على شقيقته الصغرى!!
توجهت منة الى باب غرفتها وأدارت المفتاح مرتين لفتحه وهى تنظر الى أخيها قائلة بابتسامة ممزوجة بشجن غريب وهى تفسح له كي يستطيع الدخول:
- اتفضل يا ابو حميد، انا عارفة انك مش هتسكت لغاية ما تعرف سبب الحالة اللي انا كنت فيها انهرده في المكتب، وبصراحه استغربت اوي لما لاقيتك ما لاحقتنيش تسألني اول ما دخلنا البيت، واقنعت ماما كمان انى تعبت من اللف مع عميلة للمكتب وشكلي اخدت ضربة شمس علشان كدا شكلي تعبان بالشكل دا!!...
دخل احمد مغلقا الباب خلفه في حين سارت هي حتى جلست على طرف فراشها ممسكة بيديها الاثنتين طرف الفراش بجوارها، تناول احمد كرسي مكتبها الصغير الموضوع أسفل نافذة الغرفة العريضة، ووضعه أمامها ثم جلس عليه ومال ناحيتها مشبكاً يديه بعضهما البعض وقال بحنان أخوي فياض:
- أنا حبيت اسيبك لغاية ما تهدي خالص، لاني عارف السبب اللي خلاكي منهارة بالمنظر اللي شوفتك بيه انهرده !!..
رفعت اليه عينين متسائلتين و متوجستين عما يعلمه فعلا عن سبب حالتها النفسية التي تواجهها لأول مرة، رفع كتفيه وأنزلهما علامة الجهل متابعا:
- هو انا طبعا مش عارف السبب بالظبط، لكن.. ممكن أخمّن!!..
لتطلق منة أنفاسها التي حبستها مغمضة عينيها ومندهشة في نفس الوقت من نفسها لخوفها من معرفة احمد بسبب حالتها وان سيف هو المتسبب الرئيسي والوحيد لما كانت عليه من شفير الانهيار!!..
ابتلعت ريقها وشردت بنظراتها التي يغشاها الحزن الى البعيد وقاطعته قائلة بابتسامة مريرة ترتسم على شفتيها الذابلتين:
- مش محتاجة تخمين!، كل الحكاية ان انت احيانا بتمر بموقف صعب عمرك ما مريت بيه قبل كدا، بيحتاج منك وقفة جامدة، علشان تهدا وتفكر وتحلل وتوصل لحل للوضع اللي حصل!!..
تطرق احمد للموضوع مباشرة:
- انت اتخانئت مع سيف؟
نفضت منة رأسها لتطاير خصلات شعرها الكستنائية اللون ثائرة محيطة بوجهها الصغير الفاتن وهى تسبل جفنيها كي لا تفضحها عيناها:
- مش بالظبط!،...،،،، تُرى أي شيء جعلها تنفي شجارها الدامي لقلبها مع سيف؟!، هي لا تعرف!، ولكن ما تعلمه فقط أنها لا تريد إشراك أخيها بالأمر، فهي ناضجة كفاية لتحل مشكلاتها بمفردها، كما أنها لا تريده ان يخسر صديق عمره، حتى لو....إنفصلت هي عن سيف!، يجب ألا تجعل أخيها يخسر شقيقه الروحي كما يحلو له تسميته!، .... ألم عميق أصاب قلبها عندما طرأ على فكرها أنها بالفعل قد وضعت كلمة النهاية بالنسبة لعلاقتها هي وسيف!، أفاقت من شرودها على صوت تذمّر اخيها الواضح وهو يقف قائلا بحيرة بالغة:
- ما هو مش معقول؟، انا شايفك بعينيا وانت طالعه بتجري من مكتبه وهو أول ما شافني معاكي كان هاين عليه يقولي ما تسمعش كلامها وتبعد!..
ابتسمت ابتسامة ساخرة صغيرة وأجابت وهى تطلّع الى اخيها المشرف عليها:
- أيه بئيت حكيم عيون حضرتك!!..
نظر اليها أحمد بجدية سائلا اياها بحسم:
- يعني سيف مالوش يد في حالتك الغريبة دي انهرده؟
أجابت منة بتلعثم طفيف وهى تهرب بعينيها من نظراته القوية:
- انا قلت لك يا احمد مش بالظبط!، عموما أنا اعرف احل مشاكلي ازاي، وبعدين إنت ليه مُصرّ انك تعرف؟، سيبني لغاية ما أرتب أفكاري وصدقني انت أول واحد هقوله، كل الموضوع انى عاوزة اعتمد على نفسي ،انا مابقيتش طفلة يا احمد أي حاجه تحصلها تجري على اخوها الكبير تشتكي له!!
اجاب أحمد بحزم:
- طيب تقدري تفهميني سيف تحت في عربيته بئاله اكتر من 3 ساعات ليه؟؟..
أصابت الدهشة منة وقالت بغير تصديق:
- إيه؟، سيف تحت في عربيته؟...، قبل ان تنهي سؤالها كان أخيها يهز برأسه ايجابا ويقول متنهدا بعمق:
- ايوة يا منة، مرابط تحت البيت، ولا راضي يطلع ولا يفهمني فيه ايه!، كل اللي طالع عليه خليها ترد عليا!، خليها تكلمني!، أنا عمري ما شوفت سيف منهار زي انهرده!، ثم عقد جبينه متسائلا:
- هو ايه اللي حصل بينكم بالظبط؟!....
أجابت منة بجمود بينما خافقها الأحمق كاد ان يطير من بين جنبات ضلوعها خوفا على من تسبب في هذه الفوضى التي تعيشها مشاعرها الخائنة:
- خليه يطلع يا احمد، بس ارجوك مش عاوزة بابا وماما يعرفوا حاجه لغاية ما يمشي، قولهم انه جاي يزورني وبس، نظرت اليه بعينين محملتين بالرجاء وهى تتابع:
- أرجوك يا احمد!!...سيبني أتصرف لوحدي وصدقني لو معرفتش هجيلك واحكي لك واطلب منك تدخل، زفر أحمد عميقا وقال وهو يوميء باستسلام:
- حاضر يا منة، زي ما انت عاوزة، وفي أي وقت عاوزة تتكلمي تأكدي انى هسمعك كويس أوي، أنت مش اختي وبس...لأ، انت بنتي كمان يا منون!!، بس اوعديني يا منة... اوعديني أنك لو حاسيت انك لو مقدرتيش فعلا توصلي لحل للموقف اللي بينكم انك هتصارحيني، انا اخوك قبل ما اكون صاحبه، وانتم الاتنين غاليين عندي، ويهمني مصلحتكم انتو الاتنين!!..
هزت منة رأسها بالايجاب...، تقدم منها احمد وأخفض رأسه مقبلا جبينها بحنان أخوي، ثم طالعها بابتسامة وهو يقول:
- ياللا، قومي كدا اغسلي وشّك ورتبي نفسك وانا هكلمه يطلع...
ثم انصرف مغلقا الباب خلفه في حين تسمرت نظرات منة الى البعيد وهى تدعو الله أن يلهمها الصواب...
*************************************************
كاد سيف أن يعانق أحمد فرحاً ما ان فتح له الاخير الباب، فهو لم يصدق أذنيه عندما هاتفه أحمد داعيا اياه للصعود الى المنزل مخبراً ان منة قد وافقت على الجلوس اليه...
تركه احمد بعد ان أتى له بكوب من عصير الليمون الطازج وهو يقول بهدوء:
- بص يا سيف انا معرفش ايه اللي حصل بينكم بالظبط، منة مش عاوزة تحكي، لكن تأكد انى هبقى في صف اختي، لاني واثق ومتأكد انها أبدا مش متسرعه،وبتفكر كويس اوي وعقلها سابق سنها، وبالتالي أي قرار هتاخده هتلاقي الدعم الكافي من عيلتها ليه!!، ثم استأذن منصرفا، تاركا اياه عرضة لقلق عظيم ينهش روحه خوفا من حديث احمد...

قابلت منة والدتها قبل دخولها الى سيف، اقتربت منها امها ووضعت يدا حانية على وجنتها وهى تقول بحنو:
- منون حبيبتي، انا أمك...واكتر واحده فاهماكي، انا عارفة ان الموضوع مش حكاية ضربة شمس زي اخوك ما قال، وان وجود سيف دلوقتي في اللحظة دي وفي الحالة اللي انا شوفته عليها لما دخلت أسلم عليه... بيقول انه اكيد حصل بينكم زعل، بصي حبيبتي ... الزعل والخصام هما دول الملح والفلفل بتوع الجواز، عاوزاكي تفكري بعقلك كويس اوي، مافيش حد كامل يا منة، كلنا فينا اخطاء، فلازم نتعلم ازاي نتقبل الطرف التاني بعيوبه قبل مميزاته طالما عيوبه دي مش حاجه اساسية، بمعنى مش عيب في الاخلاق!، لانه دا العيب الوحيد اللي مينفعش الواحد يتعامل معاه أو.... يتجاوز عنه!!....

كانت كلمات أمها لا تزال تتردد في أذنيها عندما دخلت غرفة الجلوس حيث يجلس سيف منتظرا كمن ينتظر حكما بالاعدام كما وصفه شقيقها ممازحا في محاولة منه لكسر جمودها الواضح، بينما نظر اليها والدها بعمق وهو يهمس لها قبل ولوجها الى الداخل:
- تأكدي يا منة أنى معاكي في أي قرار هتاخديه، بس بشرط تحكمي عقلك كويس، لان الحالة اللي فيها خطيبك دي مش حالة واحد فيه سوء تفاهم بسيط او زعل خفيف بينه وبين خطيبته...لأ!، دي حالة واحد يائس و....خايف!، ربنا يهديكي حبيبتي....ويصلح لكم الحال......
ولجت منة بخطوات بطيئة، رفع سيف رأسه بلهفة فهو عرف بحاسته أنها معه في ذات الغرفة من قبل أن يراها!، فقد تغير الهواء المحيط به، وانتشرت ذبذبات في الجو، ونبض قلبه بعنف بين جوانحه،هتف واقفا ما أن أبصرها حقيقة ملموسة تقف أمامه بكامل هيئتها التي تثير جنونه وولعه بها:
- منة.....، نظرت اليه بخواء تام، ابتلع ريقه بصعوبة، وقال بصوت خرج متحشرجا بالرغم عنه:
- مش بتردي على اتصالاتي، كنت ناوي أفضل تحت البيت ان شالله حتى لبكرة الصبح، بس لازم كنت أشوفك!!...
نظرت منة الى البعيد متحاشية النظر الى عينيه اللتان تغشاهما نظرة استعطاف وتوسل غريبة على شخص بقوته!، قالت محاولة التماسك وبهدوء لا يشي بداخلها المفكك:
- وانا أهو، يا ترى فيه حاجه تانية نسيت تقولها، أو...، وحانت منها التفاتة اليه لتتابع بسخرية لم تستطع تفاديها:
- أو حاجه شوفتها او عرفتها جاي تواجهني بيها؟!!، كادت شهقة ان تفلت منها ما ان ابصرت وجهه، لم تكن قد طالعته لحظة دخولها اليه، انه أبدا ليس بسيف الذي تعرفه!، فالآخر كان دائما بكامل أناقته وهندامه المثالي، بينما من تراه أمامها الآن فبعيد كل البعد عن أي أناقة أو مثالية!، كان شكله يوحي بالساعات العصيبة التي مرت عليه، فعيناه حمراوتين وشعره مشعث بقوة نتيجة تمريره لأصابعه فيه عدة مرات، وهندامه غير مرتب، فربطة عنقه محلولة وسترته مليئة بالكسرات نظرا لطول جلوسه في السيارة، وأزرار مقدمة قميصه محلولة حتى منتصف صدره العضلي، حتى أن شعيراته السمراء التي تغطي هذا الصدر القوي كانت ظاهرة للعيان....
هربت بنظراتها بتردد خجل من منظره المزري ولكنه لم يفقد في نفس الوقت جاذبيته الطاحنة، حتى أن شعيراته البارزة من خلف القميص كانت وكأنها تستفزها كي تمد يدها ممسدة لها بأصابعها البيضاء الرقيقة!!، هتفت بداخلها وهى تشيح بنظراتها بعيدا عنه بقوة" رباه .. ماذا يحدث لي؟، لم يحدث أن نظرت الى رجل مهما بلغت درجة وسامته بتلك الطريقة من قبل؟، لما هو مختلف؟، لما لم أصارح أحدا من أهلى باتهامه إياي بالعبث من وراءه؟، وانا على يقين أنه لو أن أبي أوأخي علم بما رماه في وجهي من اتهامات باطله فذلك كفيل بانهاء ارتباطنا في التو واللحظة والى أبد الأبدين؟!"، أفاقت من شرودها على صوته وهو يقول بينما ابتسامة رجاء صغيرة ترتسم على فمه القوي الحازم فيما يشير بيده الى الاريكة العريضة:
- ممكن نقعد طيب الأول؟!،
هزت رأسها في صمت بالايجاب وجلست على أقصى طرف من الاريكة ليجلس هو على ذات الاريكة ولكن في أقصى الطرف الآخر!..
تحدث محاولا بث الهدوء في صوته، فيكفيه أنها هنا الآن بين ناظريه، تستمع اليه وان كانت تشيح بعينيها الرائعتين عنه، ولكن وجودها معه يكفيه حاليا وهو كفيل بأن يجعل عيناها تراه بل وترى آيات عشقه السرمدي لها والذي يصرخ به كل إنش في جسده الحيّ!...، تحدث قائلا:
- منة عاوزك تسمعيني كويس من غير ما تقاطعيني، وبعد كدا أنا مستعد أسمعك لغاية ما تقولي كل اللي عاوزاه، لم ينتظر ردها وتابع قائلا وهو ينظر امامه الى نقطة وهمية بينما تسترق هي النظر اليه:
- أنت عارفة انى ولد وحيد على اربع بنات، انا اخوهم الكبير، والدي رباني من صغري على اني راجل البيت، لما كان بيضطر انه يسافر كان دايما بيقول لي أنه مسافر وسايب راجل وراه، يمكن من وانا عمري سبع سنين، ما افتكرش انى لعبت زي الاولاد اللي في سني، وانا اساسا كنت بحب أرافق والدي في كل مكان بيروحه، وكبرت وشخصيتي تبلورت اكتر وبئيت جد اكتر، مش هقول انى كنت مقفل،...لأ!، لكن ما كنتش بؤمن بالحب والحاجات دي ، كنت راسم لنفسي انى لما افكر اتجوز هختار واحده تناسبني وتناسب عيلتي، لما خلصت ثانوية عامة وجبت مجموع كبير يدخلني كلية الهندسة هنا في مصر، صمتت انى اتابع تعليمي هنا، ووالدي وافق، وسكنت هنا في شقة لوحدي، كنت شايل مسؤولية نفسي، وساعدني في كدا خالتي اللي عايشة هنا، عمر كان اصغر مني بـ 3 سنين، بس كنا قريبين من بعض، اتعرفت على احمد عن طريقه، انا كنت في اخر سنة وهما في سنة تانية، قابلت طبعا بنات كتير في الجامعه، نظر اليها مطلقا بسمة صغيرة وهو يقول في حين أرادت هي أن تصرخ به مطالبة اياه بعدم ذكر أي صفة مؤنث أمامها!، تابع متفكّها بغية اضفاء طابع المرح على حديثهما لكسر حدة الموقف بينهما:
- انا طبعا عارف انى وسيم، وكانت بنات كتير اوي تحاول تلفت انتباهي ليها، وانا بصراحه مش قفل!، لكن عمري ما انسقت ورا أي علاقة، ولا مشاعري استجابت لاي واحده كانت شايفة فيا عريس مناسب، يعني شاب وسيم ومن عيلة كبيرة في الصعيد، علاقاتي كانت كبيرها كوباية عصير في كافتيريا الكلية بس!!، لم تستطع منة منع نفسها من النظر اليه بدهشة بينما تابع هو ببساطة قائلا:
- آه!، مستغربة ليه؟!، المهم..... اشتغلت في اكتر من مكان، بقه عندي خبرة كويسة ، والدي اداني الشقة اللي هي المكتب دلوقتي كهدية تخرج، أجلت ان اشتغل لنفسي لغاية ما اكتسب الخبرة اللازمة، اتخرج عمر واحمد وفي مرة عرضت عليهم يشاركوني، وفعلا... فتحنا المكتب وابتدينا نشتغل سوا، حاسيت انهم اخواتي بجد، وكان اهلي في الوقت دا ابتدوا يضغطوا عليا علشان اكمل نص ديني على رايهم، لغاية ما كنت راجع في مرة من البلد بعد ما نقاش وجدال كبير مع والدي وشبه تهديد منه انى لو ما اخدتش خطوات جادة في موضوع الجواز دا، انه هو اللي هياخدني من ايدي ويروح يخطبني للي هو يختارها!!، طبعلا يومها كنت شايط، ورجعت ع المكتب على طول ، كنت محتاج انى أفضفض مع احمد بالذات، بحس انه على أد ما هو مرح لكن عقله يوزن بلد، وفي وسط دا كله ...، ابتسم ناظرا اليها بحب جعل اللون الاحمر ينتشر في وجنتيها وأشاحت بنظرها بعيدا في خفر وأرتباك، بينما تابع هو بصوت خافت أجش:
- وسط دا كله دخلت نسمة طريّة، خلتني غصب عني ألتفت ليها، ومن ساعه ما شوفتها وانا حاسيت ان حالي وكياني كله اتشقلب، وانى مش هرجع زي الأول الا اذا قدرت أفوز بيها!..
اقترب قليلا منها في جلسته وقال بلهفة:
- كل ما كنت بشوف حد حواليكي او جنبك كنت بتجنن!، عرفت الخوف لأول مرة في حياتي!، خوفي أنى أفقدك!، لما سمعت عمر بيمدح شغلك وبيقولك تشتغلي معاه في فريق لوحدكم كنت عاوز ساعتها أصرخ فيه وأقوله منة مش ممكن تكون مع حد غيري، حتى لو شغل!، ولما سافرنا السخنة...وشوفت سماجة اللي اسمه طارق دا.. كان هاين عليا اضربه لما لمحت نظراته ليكي، انا عارف ومتأكد انك بريئة، وانك متعرفيش معنى نظراته دي ايه، ودا اللي جنينني، ومقدرتش أستحمل، صممت ان احمد يخليني أفاتحك في الموضوع، انا كنت مصارحه من الاول ، بس قلت تاخدي فرصة تعرفيني كويس قبل ما اتقدم رسمي، لكن خفت...، لاقيت انك ممكن تروحي من ايدي، اقترب أكثر منها حتى لم يعد يفصل بينهما الا انشات قليلة واستمرت على تحاشيها النظر اليه بينما لفحتها أنفاسه الثائرة وهو يميل عليها متابعا بيأس قاتل:
- لما شوفتك نازلة من العربية، غيرتي عمتني، ما شوفتش قودام عيني غير اللون الاحمر بس، كنت عامل زي التور الهايج، ما بين انى عاوز أنزل أضربه لغاية ما أخلص عليه، وبين أنى عاوز أخطفك من قودامه ومن قودام أي راجل تاني، منة...أنا...أنا بحبك!، بحبك الحب اللي كنت بسخر منه!، بحبك الحب اللي عمري ما آمنت بيه، انتِ ماتتصوريش عملت فيا ايه؟، انت سحرتيني ببراءتك وخفة دمك، لما اتخطبنا ملاني خوف من نوع تاني!، كنت خايف أحسن تراجعي نفسك وتلاقيني أنى مش فارس الاحلام بتاعك!، انا عارف انى جد شويتين وشخصيتي مثلا مش زي شخصية احمد اللي انا بحسده على ارتباطك الكبير بيه!، نزولك انهرده من العربية قودامي ولما شوفت طارق خلتني أحس أن أسوأ كوابيسي بتحقق قودامي، وانك هتسيبيني، وانا... مقدرش...مقدرش أسيبك يا منة، انت خليتيني أحس انى عايش فعلا، شقاوتك وضحكتك وعينيكي اللي بتوه لما بشوفهم، يمكن انا أكبر منك ب 8 سنين، لكن انت عقلك أكبر من سنك بكتير، قدرت تعملي اللي مافيش واحده قدرت تنجح فيه!، نظرت اليه منة بتساؤل لم يتجاوز شفتيها ليجيبب عن تساؤلها الصامت بهمس مبحوح:
- خلتيني أحبك لدرجة اني أحس ان روحي مش بتترد جوه جسمي الا معاكي، عارفة يوم خطوبتنا لما اعترضت على كتب الكتاب وقلتيلي اننا اتفقنا ان الخطوبة لو ما اتفقناش فيها كل واحد يروح لحاله، ساعتها حاسيت انك لو بعدت عني هموت، أصريت على كتب الكتاب علشان أقدر أنقلك ولو جزء بسيط من احساسي بيكي، منة ...أرجوك.. ما تسيبينيش، انت متعرفيش انت ايه بالنسبة لي؟، انا من غيرك أموت...أموت يا حبيبتي!!....
لم تستطع منة منع دموعها من النزول، لقد مسّ صوته شغاف قلبها، استشعرت الصدق في نبراته، ولكن الجرح لايزال طريا وعميقا ، تكلمت من بين دموعها الصامتة وعيناها مليئة بعتاب ممزوج بألم جعلته يخنق آهة أسف وندم لتسببه في الحزن الذي أصاب معشوقته، فهو سبب هطول هذه الالماسات اللامعه على وجنتيها المرمريتين، وسمعها وهى تقول بصوت مخنوق ببحة البكاء:
- بس اللي يحب حد ما يجرحوش!، ما يهينوش!، ما... ما يكسروش يا سيف!!، لتفقد السيطرة على نفسها وتنهمر في بكاء حاد، دافنة وجهها بين يديها، بكاءا قطع نياط قلب سيف ولم يستطيع معه الوقوف جانبا فاحتواها بدون شعور بين ذراعيه وهو يكرر هاتفا:
- أنا آسف، آسف، آسف، اعملي أي شيء، اطلبي مني أي حاجه، الا انك تبعديني عنك، انت كدا بتحكمي عليا بالاعدام يا مُنايا، أنا مستعد لأي شيء الا انك تبعدي عني، أرجوكِ....
هدأت نوبة بكائها قليلا وسط توسلاته العميقة، وانتبهت الى ذراعيه اللتان تحوطانها، ابتعدت بتردد، محاولة دفعه براحتيها الصغيرتين واللتان ما ان لمستا صدره حتى شعرت بمضخة عملاقة تضخ تحت يديها وهدر الدم في أذنيها عاليا لملمس صدره الصلب لراحتيها الطريتين، قالت وهى تشيح بنظرها بعيدا في تلعثم وارتباك واضح:
- أنا مش... مش عارفة أفكر كويس، ممكن تسيبني لغاية ما أهدا؟!، أمسك سيف بيديها مثبتا اياهما على صدره وقال بقوة:
-اهدي براحتك، وخدي الوقت اللي انت عاوزاه، بس واحنا سوا، مع بعض...، لأني بالتأكيد مش هسمح لأي حاجه تفرقنا او تبعدنا عن بعض...
رفعت عيناها المبللتين بالدموع اليه وقالت بخفوت:
- مش هينفع!، لازم أخد القرار وانا بعيد عن أي ضغوط...
لم تعلم أي صورة جذابة كانت ترسمها امام عينيه الشغوفتين، برموشها المبللة وأنفها الاحمر من شدة البكاء وشفتيها النديتين من كثرة قضمها لها بأسنانها اللؤلؤية الصغيرة كعادتها دائما، بلع ريقه بصعوبة وهو يحارب نفسه كي لا يقوم بما يموت شوقا اليه!، ركز بصره على شفتيها وقال بصوت أبح للانفعالات التي تمور بداخله والشوق الذي ينخر جسده مطالبا اياه باشباع توقه القاتل اليها، قال وانفاسه الساخنة تلهب بشرتها الحليبية:
- على جثتي انك تبعد عني!، كتب كتابنا في معاده، وصدقيني لمصلحتك انت قبل أي حاجه، انا خلاص صبري نفذ...، اعملي فيا اللي انت عاوزاه بس وانت شايله اسمي، أنا راضي بأي ترضية تقولي عليها، انما كتب الكتاب هيبقى بعد بكرة في المعاد...، أنخفض صوته حتى غدا كالهمس بينما نبراته جعلت الدماء تجري ساخنة في عروقها:
- مفهوم يا منة؟!، لم تستطع سوى الايماءة برأسها ، ثم تملّصت من بين يديه ليترك يديها على مضض، وقفت ما أن فك قيدها وكفكفت دموعها براحتيها الدافئتين لأمساكه بهما ، وقالت بكل ما أوتيت من قوة قبل ان تركض منسحبة من أمامه:
- كتب الكتاب في معاده .. اوكي، لكن من هنا لغاية كتب الكتاب ما فيش تليفونات ولا مقابلات، ودي أول حاجه، لغاية ما أفكر في باقي العقاب هيبقى ازاي!!، ثم ركضت سريعا من امامه تاركة اياه غارقا في ذهوله، فهذه المشاغبة الصغيرة قد علمت أي سلطانٍ لها عليه!، ومن الواضح أنها تنوي السير في الانتقام منه حتى النهاية!، ولكن.....ليس مهماً!، طالما انها في النهاية ستكون أمرأته هو و...بين يديه!، وسيعلّمها كيف يكون الحب؟،سيكون أستاذها في تعليمها أبجديات العشق، بل سيجعلها تتنفسه عشقا تماما كما يفعل هو!!......
**************************************************

 
 

 

عرض البوم صور منى لطفي   رد مع اقتباس
قديم 22-02-16, 01:40 PM   المشاركة رقم: 94
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Feb 2011
العضوية: 216585
المشاركات: 468
الجنس أنثى
معدل التقييم: منى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1595

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
منى لطفي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : منى لطفي المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: جوازة.. نت!!... رواية بقلمي/ منى لطفي...

 

نفّذت منة ما وعدت به سيف، فلم تستقبل أية مكالمات منه ولم ترد على رسائله العديدة، كما امتنعت عن الذهاب الى العمل، وتوعدها سيف في ضميره بأنه سيأخذ بثأره منها، ولكن فليعقد القرآن أولاً وبعد ذلك لكل حادث حديث!!....
***************************************
أتى يوم العقد القرآن وظهرت منة بأروع صورة، لم يكن سيف رآها حتى وصل المسجد حيث يعقد القرآن، فقد أتت المزينة ومصففة الشعر الى المنزل للاهتمام بالعروس، وكان برفقتها صديقاتها ايناس وسحر ونشوى، اللاتي لازمنَها منذ الصباح الباكر، وقام أحمد وعمر بالاهتمام بتوصيل عائلة العروس وصديقاتها والعروس نفسها الى مكان عقد القرآن، حيث أقلّ عمر العائلة، بينما ركبت العروس ورفيقاتها مع شقيقها، والذي كان يلقي بنُكاتِه المرحة مختلسا النظرات الى من يهفو اليها قلبه... ايناس!!..
كاد سيف أن يستشيط غيظا لإصرار منة على عدم مرافقته في الذهاب الى المسجد، فقد أرسلت اليه عبر أخيها رسالة تخبره فيها أنها ستحضر مع عائلتها لوجود صديقاتها معها، نظر سيف بغيظ الى احمد الذي لاعب له حواجبه وقال من بين اسنانه:
- مبسوط انت بأختك؟!، أجاب أحمد ساخرا:
- طبعا!، بنت راجل بصحيح...، كلمتها واحده!، مش هتشوفها يبقى مش هتشوفها!...
ذُهل سيف وقال:
- وانت عرفت منين ان الهانم حاكمة عليا اني ما شوفهاش الاّ يوم كتب الكتاب؟..
أجاب أحمد بمكر:
- وهي دي عاوزة ذكاء؟!، واحد زيك فضل مرابط في عربيته بالساعات، ولما ترضى عليه.... ما يطلبش انه يشوفها خالص؟!، وبعدين دي حتى الشغل ما كانتش بتروحه!، وطبعا قالت لماما وبابا انها اخدت اجازة علشان تجهز نفسها لكتب الكتاب...
لم يسأل أحد من عائلة منة عن سبب الخلاف بينها وبين سيف، واحترموا رغبتها في الكتمان، وسعدوا بإزاحة الغُمّة التي كانت تلوح في سماء ابنتهما، وقد شعروا بالفخر لمقدرة صغيرتهما على حل مشكلاتها بحكمة وكتمها لما يحدث بينها وبين زوجها، فأية خلافات اذا تدخل الأهل فيها ولو بغرض الاصلاح تتفاقم.....، لا بد ان يصل الزوجين بنفسيهما الى حل يرضي جميع الاطراف، وتدخل الأهل لا يكون الا في حالات استثنائية يكون فيها الحياة الزوجية لأبنائهم مهددة بالانهيار التام.....

وصلت منة بصحبة صديقاتها الى قاعة عقد القرآن، وجدوا سيف بانتظارهم خارج القاعه الملحقة بالمسجد الخاصة بعقد القرآن، كان يقف بجانبه والده والذي عرفته منة ما ان شاهدته، بزيّه الصعيدي التقليدي ولكن الباهظ الثمن كما تدل عباءته الفخمة والعصا العاج المطعمة بفصوص من الاحجار الكريمة أعلاها والتي كان يمسك بها، وبرفقتهم اربعة رجال في عمر سيف تقريبا، خمنت أنهم أزواج أخواته البنات.....
ما ان شاهد سيف منة وهى تهبط من سيارة احمد بمساعدة صديقاتها ، حتى حبس أنفاسه لشدة جمالها، ولم يشعر بنفسه وهو يترك والده في منتصف حديث ما، ليسير ناحيتها كالمسحور، ويقف امامها مذهولا من هذا الجمال الرباني الصاعق الذي يقف أمامه يكاد يتوارى منه خجلا، قال سيف بصوت مبهور:
- إيه الجمال دا!...، لكز أحمد سيف في خاصرته وقال بجدة زائفة:
- احترم وقفتي بينكم على الاقل!، أشاحت منة بوجهها بعيدا تكتم ضحكتها بينما تطلع سيف الى احمد في اللحظة التي تبادلت فيها الصديقات الابتسامة في محاولة لكتم ضحكاتهن التي أوشكت على الانفجار!، قال سيف بغيظ من بين اسنانه:
- مش وقتك خاااالص يا احمد!، بقول ايه ... ما تشيلني من دماغك بقه!، يعني انساني انهرده علشان خاطري...
تظاهر احمد بالتفكير ثم اجاب باستفزاز واضح:
- أفكر.....
تأبط سيف ذراع منة واتجها الى داخل القاعة لتجد والدها ووالدتها واقفان بالداخل لمقابلة المدعوون، اسرعت اليها والدتها تحتضنها وعيناها تدمعان لرؤية صغيرتها وقد غدت عروس جميلة تتأبط ذراع عريس وسيم ودعت الله أن يكفيهما شر عين حاسدة متمتمة بداخلها بالأذكار المحصنة.....
مرت مراسم عقد القرآن كالحلم، شعرت منة كأنها تحلم وعندما طُلب منها أن توقع باسمها أسفل العقد الرسمي الذي يربط مصيرها بمصير سيف، رفعت عينيها تطلع اليه لثانية قبل ان تضع اسمها في خانة الزوجة، لتطالعها ابتسامة عشق صاف وفرحة تزغرد في مقلتيه، فابتسمت بتوتر وذيلت العقد بتوقيعها، لتنطلق زغاريد الفرح بعد ذلك....
وقفت منة وسيف جنبا الى جنب لتلقي مباركات الاهل والاصدقاء، محاطين بوالديهما، تقدم منها حماها بعد انتهاء عقد القرآن وقال وهو يفتح ذراعيه على وسعيهما:
- مبروك يا مَرَتْ ولدي، الف الف مبروك، واحتواها بين ذراعيه مقبلا جبهتها، وسط ضحكات عائلتها وخجلها الشديد، شعرت بالارتياح لشقيقاته البنات، سميحة وسمية وسلمى وسارة، اللواتي كن يرتدين عباءات سمراء حريرية بتطريز أنيق راق ، رحبوا بها مهنئين بالزواج الميمون بشدة وهن يطلق زغاريد الفرح ، ابتسمت منة وهمست لسيف حتى لا يسمعها أحد:
- انتم كلكم على حرف السين؟، ايه امبراطورية سين... بس للابناء فقط؟؟، ابتسم سيف ونظر اليها بمرح مجيبا:
- ابتدي انت كمان ياللا جهزي اسامي امبراطورية الولاد بتاعتنا، خلي بالك لو الامبرطورية اقل من 6 افراد مش هستلم!!
فتحت منة عينيها على آخرهما، ونظرت اليه بحدة قائلة بحنق طفولي:
- امبراطورية ايه...و6 مين؟، احنا لسه يدوب شبكة وكتب كتاب!!...
نظر سيف الى الطقم المرصع بالالماس شبكته اليها والذي قد ألبسها اياه بعد الانتهاء من عقد القران ولم تكن قد شاهدته قبلا فهو كما سبق واخبرته قد اختاره لها بمفرده فهي هديته اليها، قال سيف ونظره معلق على جيدها حيث تتدلى سلسال الطقم فوق فستانها المقفول ولم يظهر أي يء من هذا الجيد المرمري فقد التف وشاحا من الستان حوله ليخبئه عن الأعين:
- بمناسبة الشبكة.. عجبتك؟...
اجابت منة وهى تشيح بنظراتها خجلا:
- آه، جميلة بجد...، زوقك حلو فعلا..
همس بالقرب من أذنها:
- انا عارف ان زوقي حلو، والدليل على كدا اني اخترتك....
نظرت اليه منة لتتوه في ابتسامته التي تنير وجهه الرجولي، شتان بين هذا اليوم وذاك اليوم الذي أتى لمصالحتها فيه، فهو الآن يبدو كنجم سينمائي لامع، بحلّته الكاملة الرمادية اللون، وقميص من أرماني بنفس لون الحله وربطة عنق من لون فستانها.... وكان قد سألها عن لونه حينما اشترته منذ فترة، وقد شذب لحيته فغدا وسيما يخطف الانفاس، بينما لا تزال تلك الخصلة الشارده فوق جبينه العريض تستفز منة لاعادتها الى الخلف مع باقي رفيقاتها من خصلاته الابنوسية الناعمة!!...
قطع استرسالهما في الحديث والدها الذي احتضنها مباركا لها ثم احتضن سيف موصيا بها خيرا، وجاء احمد الذي ما ان احتضنها بين ذراعيها حتى كادت ان تبكي فربت على ظهرها بينما يطوقها بين ذراعيه بقوة وهو يقول بحنان:
- مبروك يا منون، ماتتصوريش فرحتي قد ايه يا حبيبتي...، ابتعدت منة عن احضانه ونظرت اليه بحب اخوي صاف وقالت بينما الدموع تلمع في مقلتيها:
- الله يبارك فيك يا حبيبي، عقبالك يا رب...، حانت منه نظرة الى شاغلة عقله وقلبه التي تقف على بعد خطوات منه منخرطة في حديث ودي مع سحر ونشوى وقال وهو يغمز منة بشقاوة:
- قريب اوي ان شاء الله، احنا خلصنا من كتب كتابكم اهو..، فوقي لي انا بقه، ماشي؟،
ضحكت منة واجابت وهى تطرف برموشها لابعاد الدموع عنها:
- ماشي الكلام...، شعرت منة بذراع عضلي يطوق خصرها فجأة وصوت سيف يقول بحنق مفتعل:
- ايه ايه ايه، حيلك حيلك، مين دي اللي تفضى لك؟، ياللا يا بني...ياللا من هنا... يحنن!!..
شهق احمد بتمثيل وقال بنصف عين:
- سيف.. ابو السيوف... ما تفتكرش علشان كتبت كتابك يبقى هتؤمر وتتحكم.. لا!!، بعد الزيطة دي ما تخلص على خير كدا ان شاء الله منة هترجع معانا، يعني هي لسه تبعنا يا خفيف...
قال سيف بمداهنة:
- وانا قلت حاجه يا ابو حميد، دايما كدا فاهمني .... صح!!، كل الموضوع اني مش عاوز حاجه تشغل عروستي عني انهرده ممكن؟
تظاهر احمد بالتفكير ثم أومأ برأسه في جدية مفتعلة واجاب:
- امممم... ممكن!، عطفنا عليك وسمحنالك بانهرده بس...،
لاحظ احمد أن والده يشير اليه، فاتجه اليه بينما مال سيف على اذن منة قائلا بحنق:
- هو ايه!،... كل الرجالة انهرده مسموح لها تبوس وتحضن وانا في جيبي تصريح رسمي فهمي نظمي اني ابوس واحضن براحتي مافيش غير مسكة ايد بس وبالعافية كمان!!..
تخضب وجه منة احمرار حتى كاد ينفجر بينما حانت منها التفاته الى يدها حبيسة قبضته منذ ان انتهى عقد القرآن رافضا تركها، تابع سيف همسا وقد فاض الشوق من عينيه وهو يطالع وجهها المسدل امامه خجلا وحياءا:
- تصدقيني لو قلت لك انى غِرت من كل واحد لمسك انهرده سواء باباكي او اخوكي او حتى ...والدي أنا؟!....، رفعت نظراتها اليه لتأسرها نظرة العشق التى تشي بها عيناه، ولم يقطع حبل اتصالهما الا نحنحة ذكورية التفتت اليها منة ليشرق وجهها بحبور وهى تهتف:
- أهلا نادر...ازيك، انت لسه واصل انت وطنط سهام ولا ايه؟..
سعل نادر ليجلي حنجرته وقال بما أمكنه من هدوء:
- معلهش يا منة معرفناش نوصل بدري عن كده، مبروك ألف مبروك...( تقصد نادر الوصول متأخرا بعد عقد القرآن كي لا يضطر أن يكون شاهدا عليه كما سبق ان قالت خالته عواطف لوالدته سهام، فهو لن يستطيع بأي حال من الأحوال على هذا الأمر الذي لن يتمكن من احتماله، ويكفي أنه أتى مهنئا كي لا تغضب خالته او يحزن عمه عبدالعظيم او احمد صديق واخيه)
بادلته منة التهنئة بحماس قائلة:
- الله يبارك فيك عقبالك....، أشارت الى سيف الواقف بجانبها ساكنا منتظرا ان تقوم بتقديمه الى هذا الضيف الذي أشرق وجهها سعادة ما ان رأته!!..، مد سيف يده لمصافحته بينما عيناه تنقدان نادر ابتداءا من رأسه المكلل بالشعر البني، ثم عيناه بلون الزرع شديد الخضار، وبنيته العضلية، مرورا بحلته الزرقاء اللون التي أضفت على بشرته الذهبية وسامة ملحوظة، تقدمت منها خالتها بصحبة والدتها محتضنة اياها مهنئة لهما، لاحظ سيف ترقرق الدموع في عيني خالتها لم يعجبه نظرات نادر المسترقة اليه في تساؤل !!، ولكنه نفض هذه الافكار بعيدا عن رأسه ما ان اقتربت والدته ومعها بعض النسوة من العائلة للسلام على العروسين...

بعد الانتهاء من عقد القرآن تفرق الجمع بينما دعا والد منة عائلة سيف الى وليمة العشاء التي تم الاعداد لها لأفراد العائلة المقربون من الطرفين، حيث قام أحمد بالاتفاق مع مطعم شهير لتقديم بوفيه كامل يشمل على جميع صنوف الطعام مما لذ وطاب......
*************************************************
ساد وقت تناول الطعام جو من المرح المحبب، لم تكن سهام تنوي حضور العشاء ولكن عواطف أصرت، وما ان انتهت محنة تناول الطعام بالنسبة لسهام وولدها حتى سارع نادر بالاستئذان لاضطرارهما للسفر الليلة ، واعتذرت سهام عن عدم حضور رانيا لمرض ابنتها المفاجيء....
انفرد سيف ومنة في غرفة الجلوس، وقامت والدتها بإدخالهما اليها بناءا على طلب من شقيقته سارة - التي تصغره بعامين وهى متزوجة منذ ما يقرب الثمان سنوات ولها من الابناء ثلاثة - فقد استشعرت حاجه أخيها للانفراد بعروسه فلم تستطع عواطف الرفض فهو لم يعد أجنبيا عنها بعد اليوم، تطلع سيف لشقيقته بنظرة شكر فغمزته بدورها بمكر وقد ارتسمت ابتسامة خبث على فمها الصغير المكتنز!!
ما ان أغلقت والدتها الباب خلفها حتى تقدم سيف من منة الواقفة في تردد تنظر الى الاسفل في حياء وقال بهمس بجوار أذنها:
- حماتي دي ست ممتازة بصراحه، كان فاضلي شوية واخدك من وسطيهم واجري والجدع فيهم يحصلني!!..
ضحكت منة بحياء وقالت وهى تشيح برأسها الى الجهة الاخرى:
- ليه يعني؟، ما احنا مع بعض... انت سبتني ابعد عنك لحظة واحده من ساعة ما كتبنا الكتاب!!..
اقترب سيف حتى كاد يلتصق بها قائلا:
- بس لسه اهم حاجه معملتهاش!!..
رفعت منة وجهها اليه لتطالعه بعينين متسائلتين ببراءة:
- ايه هي دي؟، تاهت نظرات سيف بين وجنتيها المتوردتين خجلا وبين عيناها اللامعتان و....شفتيها الشهيتين بلونهما الزهري اللامع ، لم يستطع الصبر أكثر من ذلك، صدقا لم يستطع الابتعاد وقال بخفوت بينما تتسلل يداه لتطوقان خصرها وهو يميل عليها في حين وضعت هي راحتيها على يديه محاولة ازاحتهما وقد بدأ الخوف يتسلل اليها وهي تسمعه يقول بصوت أجش خافت:
- اني أبارك لك .....، همست منة وهي تحاول ابعاد وجهها عن انفاسه الساخنة التي تلهب بشرتها الحليبية:
- ما انت باركت لي و.......، لم يمهلها تتمة كلامها، وامسك برأسها بين راحتيه مثبتا وجهها امامه بينما نظراته مسلطتان على شفتيها المرتجفتين فشعرت بغريزتها ما ينوي فعله وهمست بخوف:
- سيف ما تتهورش، انته تعمل ايه؟، قال سيف وقد غدا كالمنوم مغناطيسيا:
- هتشوفي أنا هعمل ايه؟، همست منة باعتراض :
- سيف ما ينفعش ....، ليبتلع سيف باقي عبارتها بين شفتيه، ساحقا اياها بين ذراعيه، ضاغطا عليها بقوة ، بينما شفتاه تنهل من رحيق شفتيها وقد غدا كالعطشان السائر في الصحراء والذي يكاد يقضي نحبه ظمأً وإذ بواحة عذبة رقراقة أمامه فطفق ينهل منها كيف يشاء ليروي عطشه ولكن.... لم يكن عطشه ليرتوي ولم يكن شوقه لينطفأ....
انتبه على رفرفات كعصفور حبيس تضرب في صدره، فابتعد عنها وهو يلهث ليجد انها تضربه بقبضتيها الصغيرتين ليبتعد عنها بينما غدت ساقيها وكأنهما كائنين هلامين لم تستطيع الوقوف عليهما واستندت الى سيف الذي طوقها دافنا اياها بين ذراعيه بقوة لا يريد افلاتها...
همست منة من بين انفاسها اللاهثة والتى كادت تزهق طلبا للهواء الذي حجبه عنها سيف بعناقه الصاعق:
- وقح...، سمعت ضحكة رجولية عميقة أشاعت في سائر حواسها الفوضى ثم همس من بين طيات حجابها بمزاح:
- هي دي الوقاحه في نظرك؟، لا.... انت لسه ما شوفتيش الوقاحه اللي على أصولها، بس ما تقلقيش هوريهالك هوريهالك هتروحي منّي فين؟!، لكمته بقبضتها الصغيرة فابتعد عنها ضاحكا بينما قالت بحنق خجول:
- لا انت مش بس وقح.... وقليل الأدب كمان !!، همّ سيف بالرد عليها عندما قاطعه صوت طرقات على الباب ثم دخول امها حاملة صينية عليها قطعتي من الكعك احدهما قطعة من كعكة شيكولاته والاخرى من كعكة الفانيليا،مع كأسين من العصير الطازج، وضعت الصينية فوق الطاولة الرخامية الصغيرة وتبادلت العبارات المازحة معهما ثم انصرفت تاركة اياهما بمفردهما للمرة الثانية!!....

 
 

 

عرض البوم صور منى لطفي   رد مع اقتباس
قديم 22-02-16, 01:44 PM   المشاركة رقم: 95
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Feb 2011
العضوية: 216585
المشاركات: 468
الجنس أنثى
معدل التقييم: منى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييممنى لطفي عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1595

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
منى لطفي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : منى لطفي المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: جوازة.. نت!!... رواية بقلمي/ منى لطفي...

 

ما ان اغلقت والدتها الباب خلفها حتى شهرت سبابتها في وجهه قائلة وهى تتراجع الى الخلف بينما يتقدم هو منها وابتسامة ماكرة تعلو شفتيه :
- خليك مكانك ، اوعى تقرب، صدقني انا مجنونة وهَلِمْ عليك الناس!!...
نظر اليها بعبث وقال بجدية مزيفة:
- ايه يا منة.. انت ضميرك وحش ليه؟، انا هقعد على الكنبة وراكى علشان آكل التورتة...، ثم غمزها بخبث متابعا وهو يحرك رأسه يمينا ويسارا في أسف مصطنع:
- لا لا لا ...، انت ظنونك بئيت وقحة يا منة!!، شهقت بحدة ، فطالعها بمكر ثم جلس الى الاريكة العريضة، تناولت طبقها وهمت بالجلوس بعيدا ليجذبها من خصرها فتسقط جالسة بجواره لا يكاد يفصلها عنه انش واحد وقال :
- اقعدي هنا، مكانك جنبي، لو مامتك دخلت ولاقيت كل واحد مننا في ناحية هتقول ايه؟، نظرت اليه بغيظ ثم تناولت قطعة كبيرة من الكعك وهى ترمقه بنظرات غيظ، ابتسم وقال وهو يشير الى طبقها:
- على فكرة انا بحب تورتة الشوكولاته، ممكن ادوق حتة من طبقك؟، مدت له الطبق وقالت وهى تبتلع لقمتها :
- اتفضل، كُلها كلها، مش عاوزة...، نظر اليها وهو يتناول الطبق واضعا اياه جانبا وقال بخبث وهو يميل عليها:
- لا مالوش لزوم الطبق، انا هدوق من هنا!!، قطبت حائرة لتُفاجأ به وهو يشير الى فمها وقبل ان تنتبه الى نيّته كان يتناول فتات الكعك المحيط بفمها بشفتيه النهمتين معتصرا شفتاها!!...
ابتعد عنها عندما شعر بحاجة كلا منهما للهواء وقال ونظراته تلهبها بحرارتها:
- تصدقي عمري ما دوقت كيكة شوكولاته بالطعامة دي؟، لم تجبه منة ، وبدلا من ذلك تناولت كأس عصير المانجو الطازج الموضوع امامها مرتشفة جرعة كبيرة منه لترطب حلقها الجاف، فقال ونظرات الشوق الحارقة تراقب شفتيها النديتين من العصير والمنتفختين بفعل قبلاته اللاهبة:
- لو قلت لك بحب المانجة هتخليني أدوقها؟، نظرت اليه واجابت محاولة التماسك:
- لا وانت الصادق هدومك هيّ اللي هتدوقها!!....
************************************************
انتهت السهرة وسط الفرحات والضحك وقد أصر احمد على سيف أن يتابع السهرة هو ومنة مع الجميع ويدع هذه الصومعة التي وكأنه لم يكد يعقد قرانه على منة حتى ينفرد بها بمعزل عن الباقين، همس سيف اليه من بين اسنانه:
- انا قلتها قبل كدا هادم اللذات!، بينما اندفعت منة موافقة أحمد وهى تتجه الى الخارج برفقته، ليقبض سيف على مرفقها ويميل عليها غير سامحا لها بالمرور:
- ما صدقتِ.. مش كدا؟، عموما هتروحي مني فين يا مُنايا، ودلوقتي ايدك في ايدي واوعي تبعدي عني خطوة واحده، أحسن لك!!، نظرت اليه بنصف عين واجابت بابتسامة بريئة زائفة:
- أنا!، معقول!، لا لا لا ... اوعي تفتكرني صح!، ياللا بقه علشان عاوزة اقعد مع اخواتك شوية مالحقتش اتعرف بيهم، قال بنزق :
- يا سلام، وانا ايه ان شاء الله؟، فوق البيعة!...
زفرت منة ثم نظرت اليه وقالت مهادنة كمن تحايل طفلا صغيرا بدلال أسره حتى كاد أن يفقده صوابه:
- انت الكل في الكل طبعا، انت مش عارف كدا ولا إيه؟، هما اخواتك وانا علشان كدا يهمني علاقتي بيهم تبقى كويسة، ياللا بينا بقه؟!..، ومنحته ابتسامة جعلته يتيه بين رسم شفتيها الشهيتين يكاد يضرب بعرض الحائط بأي آداب أو سلوك فيسحبها اليها ساحقا ابتسامتها المغرية بشفتيه النهمتين لها!!
تسمر سيف في مكانه فنادى احمد الواقف بعيدا عنهما امام الباب:
- يا هووو، أخينا،... ثم مال برأسه الى شقيقته الواقفة تطالع سيف وتقطيبة خفيفة تعتلي جبينها :
- ماله دا؟، انت عملتِ فيه ايه؟..
هتفت منة بتلقائية:
- وربنا ما عملت حاجه، هو اللي إتْسَلْوَحْ لوحده كدا!!....
فيما صوت منة الرقيق الهامس كالبلبل المغرد يتردد في أذنيه وهي تتدلل عليه لأول مرة بينما استعاد مذاق شفتيها الشهي الذي يكاد يفتك به شوقا اليها ليعيد الكرّة مرات ومرات!!...
انتبه من شروده على وقفتهما المتسائلة، سعل قليلا ثم اتجه اليها محيطا خصرها بذراعه وسط تعبير شديد الجدية وتقدم أحمد جاذبا منة وهو يقول وسط دهشتهما:
- ورايا يا احمد، عاوزين نقعد مع الناس شوية، مش معقولة كدا، ايه نازل رغي رغي رغي... ارحمنا!!، وسار هو ومنة متجهين الى الخارج بينما يتابعه احمد بعينيه المذهولتين وهو يشير الى نفسه متسائلا في دهشة:
- أنا؟!.....
**************************************************
بدلت منة ثيابها وخلدت الى الفراش طلبا للنوم الذي خاصم جفنيها، فكلما أغلقت عينيها تتراءى لها صورة سيف، وتستعيد ما حدث هذه الليلة، وقد تحسست بأصابعها شفتيها أكثر من مرة متذكرة قبلاته اللاهبة وحرارة أنفاسه التي كادت تذهب بعقلها!، لم تكن تتصور في أكثر خيالاتها جموحا أن مذاق قبلتهما الأولى سيكون كالعسل اللاذع!، فهي حلوة كمذاق العسل، ولكنها تترك أثرا حارقا فوق الشفاه كلذعة العسل الخام!، ارتسمت ابتسامة على شفتيها الحمراوين عندما تذكرت تقاعس سيف على اللحاق بوالده وذلك عندما أبدى أهله استعدادهم للانصراف مما جعل والده يتندر قائلا بتساؤل مفتعل:
- إيه رأيك ناخد منة معانا؟، ما هو انت شكلك إكده مش هتتعتع من مُطرحك واصل!!...، لينفجر الجميع بالضحك مما اضطره للانصراف ملقيا بنظرات ولهة اليها وهو يتمتم في اذنها بكلمات دغدغت احاسيسها الفتيّة:
- اوعي تنامي، هسهر معاكي لوش الصبح، حقي بقه، انا ماصدقت.....
انتبهت من شرودها على رنين جرس المحمول بجانبها، مدت يدها ليطالعها اسمه، اجابت مبتسمة بهمس :
- مجنون!، معقول مانمتش لغاية دلوقتي؟..
اعتدل سيف في رقدته فوق فراشه وقال بصوت داعب أذنيها:
- أنا قلت لك هكلمك يبقى هكلمك، بس اعمل ايه في التحقيق اللي اتعمل لي من أخواتى ، قلتوا ايه، عملتوا ايه، عروستك زي القمر..، ما سابونيش الا لما قلت لهم ناموا علشان هتسافروا الصبح بدري، اجوازهم دخلوا ناموا وسابوهم لي هما واولادهم، كنت تشوفيهم تقولي سيرك قومي فتح جوة بيتي!!..
انفرجت منة بالضحك، وعقبت على حديثه من بين ضحكاتها:
- حرام عليك يا سيف، دا جزاتهم انهم فرحانين بيك؟!..
تنهد سيف عميقا وقال وهو يمرر أصابعه القوية السمراء بين خصلات شعره فيشعثها بينما شعر بنغزات من الشوق اليها ما ان تناهى الى سمعه صوت ضحكاتها الخلابة وشرد فيما حدث بينهما عندما كادت أن تذوب بين يديه كقطعة السكر، قال زافرا بعمق:
- بقولك ايه... هنبتديها كدا؟!، مش كويس... للصحة العامة على الأقل!!..
قطبت منة واستفهمت بابتسامة حائرة:
- يعني ايه؟، مش فاهمه!!..

اطلق ضحكة عميقة وأجاب:
- هفهمك يا مُنايا، بس لما اشوفك... فيس تو فيس يعني، أصل الموضوع دا بالذات ما ينفعش يتشرح شفوي لاااااازم تحريري!!..
استمرت المكالمة بينهما لما يقرب من ساعتين، حتى طالعت منة ساعتها الموضوعه فوق الجارور بجوار فراشها فهتفت قائلة:
- سيف احنا بئالنا ساعتين واكتر بنتكلم، ياللا علشان نعرف ننام شوية قبل ما نصحى نصلي الفجر، ثم سألت مقطبة:
- انت بتصحي تصلي الفجر يا سيف طبعا مش كدا؟، ولا من اللي بيروح عليه نومة ويقول هبقى أصليه صبح ويعمل نفسه مش سامع حاجة؟!..
أجاب بصوته الرخيم:
- لا طبعا يا قلب سيف، بصلّيه وفي المسجد كمان، بس انا بقه من انهرده هبطّل أظبط المنبه، عاوزك انت اللي تصحيني، عاوز أصحى على صوتك!!،
قضمت شفتها السفلى بأسنانها اللؤلؤية وقالت بخفر:
- حاضر، تصبح على خير..
هتف قبل ان تنهي المكالمة:
- استني استني، مش هتقوليها بقه؟.
سألت بحيرة:
- هي ايه دي اللي اقولها؟..
أجاب بخبث:
- حبيبي؟؟..، نفسي أسمعها من بين شفايفك اللي مش هيخلوني أعرف أنام دول!!،،،
تصنعت الغضب وهتفت بجدية مصطنعه:
- سيف؟، اجابها هائما:
- نعم، يا قلب سيف...
قالت بلهجة العالم ببواطن الامور:
- انت وقح!، فتح سيف عينيه على وسعيهما وقد فارقته حالة الهيام التى أصابته وقبل ان يجيبها تابعت بجدية مزيفة:
- دي مش شتيمة حضرتك!، لأ.... دا اكتشاف!، وأدي أول اكتشاف اكتشفته ولسه مكملناش يوم مع بعض، سيف.... نام يا سيف علشان شكلك هيّست!!...
قضم سيف شفته وقال بصوت خافت:
- ما هو المشكلة في نام دي!، انا لو نمت هحلم احلام هصحى منها تعبان انا عارف!!....
قطبت منة حائرة وما لبث أن أشرق عقلها بالفهم فهتفت بقوة هذه المرة قبل ان تغلق الهاتف في وجهه:
- قليل الأدب....، لتغلق الهاتف بقوة ، بينما رنت ضحكات سيف وقال وهو يطالع محموله:
- مجنونة...، بس بمووت فيكي.....
وزفر بعمق قبل ان يضع هاتفه جانبا ويغلق جفونه ليستسلم للنوم محتضنا الوسادة بين يديه وقد ارتسمت على وجهه ابتسامة من نال غايته بعد طول انتظار.....
- يتبع -


فستان منة


انتهت الحلقة ياللا توقعاتكم في المرحلة القادمة من توم وجيري ههههه قصدي سيف ومنة... حلقة اولها كان عتاب وبكا وعياط وآخرها ..

هههههههههه في انتظاركم الحلقة القادمة يا قمرات... غدا ان شاء الله.. في موعدنا المعتاد

 
 

 

عرض البوم صور منى لطفي   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
لطفي..., بقلمي/, جوازة.., رواية, نت!!...
facebook



جديد مواضيع قسم القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 11:32 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية