لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
التسجيل مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء


حرمتني النوم يا جمان/بقلمي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته كيف حالكم ان شاء الله بخير اليوم حبيت اشاركم بروايتي واتمنى من الله ان تنال احرفي المتواضعة اعجابكم وتلقى القبول بسم الله

إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 06-02-16, 05:02 PM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Feb 2016
العضوية: 311025
المشاركات: 102
الجنس أنثى
معدل التقييم: شخابيط فتاة عضو على طريق الابداعشخابيط فتاة عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 153

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
شخابيط فتاة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
Icon Mod 44 حرمتني النوم يا جمان/بقلمي

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كيف حالكم ان شاء الله بخير

اليوم حبيت اشاركم بروايتي واتمنى من الله ان تنال احرفي المتواضعة اعجابكم وتلقى القبول

بسم الله الرحمن الرحيم

الفصل الأول:قتلت طفلة

السعودية - جدة -1421هــ

أخرجت الكعكة من الفرن وقمت بتزينها بالكريمة وقطع الفراولة…كعكة الشوكولا هي المفضلة لطفلتي جمانة التي تبلغ الثانية من عمرها..

ركضت جمانة نحوي... رفعت يدها لتمسك بالكعكة..

التفتت اليها وامسكت يدها بسرعة:كلا ياجمان لا تفسدي الكعكة..

نظرت الي والدموع تملأ عينيها:ولكن ماما اريد فراولة…

-حسنا يا حبيبتي ولكن ليس الان ...سنذهب للخالة أمل ونأكلها هناك حسنا..

قفزت بفرح:هي هي هل يوسف موجود؟؟

نظرت اليها بابتسامة:نعم..لابد انه موجود ...هيا الان اذهبي بسرعة والبسي حذاءك…

ركضت بفرح وهي تردد:سألعب بالبلاي ستيشن هي هي..

قمت بتغطية الكعكة ووضعتها علی الطاولة بجانب ثلاجة القهوة...ثم توجهت لغرفتي وقمت بتبديل ثيابي لاستعد لزيارة أمل…

أمل هي جارتي وصديقتي في نفس الوقت. ..اذهب اليها كلما اشعر بالضيق...فمشاكلي مع زوجي خالد لا تنتهي…

السبب الوحيد الذي يجعلني احتمل العيش معه هو طفلتي جمان..

رغم صغر سنها ...الا انها ممتلأة بالنشاط والحيوية...بابتسامة منها فقط...انسی كل أحزاني…

ارتديت عباءتي وخرجت من الغرفة…

امسكت جمانة بيدي وبدأت تجرها:ماما هيا بسرعة قبل ان نتأخر…

-هههه جمانة تمهلي يا صغيرتي سنخرج الان...ولكن انظري الی شعرك لقد تبعثر دعيني ارتبه لك…

زفرت بضجر:افففف سنتأخر وربما يخرج يوسف…

امسكتها وجلست علی الاريكة وبدأت امشط شعرها الاسود ووضعت الطوق علی رأسها:جمان انظري الي لاری..

التفت نحوي وبدأت ترمش بعينيها الواسعتين وهي تتحسس شعرها المنسدل علی كتفيها:هل انتهيت؟

قبلت رأسها :انتهيت يا ماما هيا لنذهب الان ..ولا تقلقي حتی ان كان يوسف بالخارج سأطلب من خالة امل ان تجعلك تلعبين بالبلاي ستيشن حسنا…

ابتسمت بفرح:حسنا..

خرجنا من الشقة وتوجهنا نحو شقة أمل..

تسكن أمل في أعلی طابق من هذه العمارة…

الطابق السابع..

اما انا اسكن في الطابق الخامس…

طرقت الباب..وبعد عدة ثوان سمعت صوت أمل:حسنا حسنا انا قادمة…

فتحت الباب بابتسامة:مرحباً…

نظرت الی جمانة:كيف حالك ياصغيرتي جمان..

-اريد يوسف..

ضحكت امل وفتحت الباب:ادخلي ياهوازن...سأذهب لانادي يوسف..

دخلت الی الشقة و توجهت نحو المجلس وجلست علی الاريكة..

أما جمانة فقد توجهت لغرفة يوسف لتبحث عنه…

عادت أمل وجلست أمامي:سلمت يداك تبدو الكعكة شهية للغاية…

تلفتت حولها:اين جمان..

ابتسمت:لقد ذهبت لتبحث عن يوسف. ..

-هههه عزيزتي لم اجد يوسف اظن بانه قد خرج….اود ان افهم ما سر تعلقها بيوسف رغم انه يكبرها بسبع سنوات…

ضحكت:هههه انها لا تريد يوسف انها تريد ان تلعب بالبلاي ستيشن…

-اوه هكذا إذا..

وقفت جمانة امامنا:اين يوسف انه غير موجود...اخبرتك يا ماما لقد تأخرنا..

شهقت امل:لقد تذكرت اخبرني انه سيذهب للسطح..

امسكت امل بيد جمانة ثم توجهت نحو الباب وبدأت تنادي يوسف:يوسف هل أنت موجود…

-نعم يا امي انا في الأعلی…

-حسنا..جمانة ستصعد للعب معك الآن..

-حسنا..

صعدت جمانة لتلعب مع يوسف…

عادت أمل للجلوس أمامي:ها يا هوازن ما الاخبار..

زفرت بعمق:أمل لقد تعبت افكر أن أتطلق من خالد لم أعد أستطيع الاحتمال أكثر..

-كلا يا هوازن لا تقولي هذا الا تفكرين ماذا سيكون مصير جمان..

تزاحمت الدموع في عيني:ان جمان هي السبب الوحيد الذي يجعلني احتمل العيش معه..اتعلمين لقد قام بضربي اليوم لاني ايقظته لصلاة الفجر…

-لا حول ولا قوة الا بالله…

تابعت امل وهوازن الحديث…

وفي مكان اخر ليس ببعيد…

يلعب يوسف مع جمان..

وقفت جمانة امامي وهي تنظر الي باهتمام…

التفت إليها:جمان سأريك اليوم استعراضا جميلا سيجعلك تنسين البلاي ستيشن..

زفرت بغضب:اريد ان العب بالبلاي ستيشن..

-افف انظري الي فقط سأريك عرضا حصريا لن تتمكني من مشاهدته حتی في اكبر عروض السيرك..

توجهت نحو الدرابزين...قفزت فوقه وبدأت أمشي علی الدرج من الجهة الخارجية وانا امسك بالدرابزين..

فتحت جمانة عينيها بدهشة:يوسف سوف تسقط..

ضحكت:كلا لن أسقط انا بهلواني بارع..

انحنيت وكأنني القي التحية:اشكرك انستي علی مشاهدة هذا العرض..ان اعجبك اسمعيني صوت التصفيق…

قفزت جمانة وبدأت تصفق بيديها..

تسلقت الدرابزين مرة اخری وعدت للوقوف امامها:هيا الان لنذهب لنلعب بالبلاي ستيشن..

توجهت جمانة نحو الدرابزين:كلا اريد ان افعل مثلك…

-كلا ياجمانة لا تفعلي هذا لن تستطيعي…

-بلی أستطيع. .

-قلت لا هيا بسرعة..

امسكت يدها ونزلت الدرج متجهاً نحو الشقة..

كانت جمانة تحاول ان تفلت يدها الممسكة بيدي...ولكنها لم تستطع ذلك..

حين وصلت الی باب الشقة التفت نحو جمانة:جمانه اياك ان تخبري امي بما فعلته حسناً هذا سر بيننا..

-لماذا؟

-قلت لك لا تخبريها...ان اخبرتها اقسم انني لن اجعلك تلعبين بالبلاي ستيشن في حياتي ...حسناً؟

وضعت جمانة يدها علی فمها وضحكت ببرأة:حسناً

فتحت امي الباب نظرت الی جمانة التي بدأت بالضحك:يا باسط ما المضحك يا جمانة..

نظرت جمانة الي بابتسامة..

نظرت اليها بتهديد ثم التفت نحو امي بابتسامة:لا شيء انها سعيدة لانني سأجعلها تلعب بالبلاي ستيشن..

دخلت الی غرفتي …

جلست جمانة علی الارض استعدادا للعب…

فتحت البلاي ستيشن واعطيت اليد لجمانة:اسمعي سأذهب للحمام ثم أعود اياك ان تخبري امي بما حدث حسناً. .

-ههه حسناً…

توجهت نحو الحمام وحين خرجت وجدت امي قد خرجت من المطبخ وهي تحمل بيدها قطعا من الكعك...التفتت نحوي:اين جمان..

-انها تلعب بغرفتي…

-حسنا يابني لقد قمت بتقطيع الكعك لكما خذها اليها..

-حسناً

حملت قطع الكعك وتوجهت لغرفتي...بحثت عن جمانة بعيني ولكنها لم تكن موجودة…

أين يمكن أن تكون…

اتسعت عيناي بخوف...هل يمكن أن تكون…

وضعت الكعكة علی الارض وخرجت من الشقة متوجهاً نحو الدرج. ..

صعدت الی السطح...ووجدتها هناك كما توقعت..

قامت باخراج جسدها النحيل من بين الدرابزين وهي تحاول أن تقلدني…

صرخت بخوف:جمان انتبهي ستسقطين…

نظرت الي بابتسامة:لن اسقط انا بهلوانية..

قالتها ثم حاولت الانحناء لالقاء التحية مثلي...ولكن قدمها انزلقت ووقعت امام عيني…

صرخت بأعلی صوتي:جمااااااااااااان...

مر كل شيء بسرعة قبل أن أدرك...تصلبت بمكاني لعدة دقائق في عدم تصديق لما حدث…

توجهت نحو الدرابزين بخطوات بطيئة مرتبكة…

نظرت إلی الأسفل و رأيتها...هل هي حية؟؟

طفلة سقطت من الدور الثامن هل ستتمكن من النجاة؟؟

تلفت حولي بخوف ..هل سمع أحد صراخي يا تری…

نزلت الدرجات بسرعة لأصل اليها…

وحين رأيتها ازدادت رجفتي…

كانت مضجعة علی الارض والدماء تحيط بها...جثوت علی ركبتي بجانبها…

مددت يدي لالمسها بتردد...لامست يدي خدها البارد مما زاد رجفتي…

همست بخوف وبصوت مرتجف:جماان...جمان...هل تسمعيني…

امسكت كتفها وبدأت اهزها بهدوء:جمان...أرجوك...ردي علي ...الوقت ليس مناسباً للعب…

بدأت أبكي وتعالت صوت شهقاتي:جمااان...أرجوك...أرجوك...ردي علي جمان..

جمان...جمان...

ازداد خوفي:أرجوك...جمان...لا تفعلي هذا بي...هيا ..ألا تريدين اللعب بالبلاي ستيشن...ها..؟؟؟

جمان...تعالي معي لنأكل بعض الكعك...إنها مزينة بالكريمة والفراولة كما تحبينها تماماً. ..ها...ألا تريدينها؟؟؟

لم أعرف كيف أتصرف..لقد ماتت بالتأكيد...ماتت بسببي....أنا...أنا...لقد..لقد قتلتها..قتلت طفلة…

ازداد بكائي…

كيف سأخبر الخالة هوازن بهذا...وأمي...أمي...ستقتلني بالتأكيد…

تذكرت وقتها العم خالد...إنه يغضب بسرعة علی كل حال...مالذي سيفعله إن علم أنني قتلت ابنته؟؟

حاولت أن أمسح دموعي ولكنها كانت تزداد..

نظرت اليها من جديد وفكرت لماذا لا أحملها وأضعها علی السرير؟؟؟

سيعتقدون أنها ماتت وحدها..ولن يعلم أحد بما حدث..


ظن يوسف وقتها بأنها فكرة رائعة...لايزال طفلاً...لم يفكر باحتمالية انقاذها...كان تفكيره مقتصراً علی كونها ماتت بسببه...كل مايهمه الآن ألا يعلم أحد سبب موتها..


رفعت جسدها النحيل بيدي...ولكن يدي وملابسي تلطخت بالدم...تركتها بسرعة وابتعدت بخوف…

ماذا أفعل الآن...سأذهب لغرفتي وأدعي النوم...و إن سألت امي عن جمانه سأخبرها بأنني لا أعلم…

صعدت الدرجات بسرعة متوجهاً للشقة ...تباطأت خطواتي تدريجياً ثم توقفت…

نظرت إلى يدي وملابسي...حين تفتح أمي الباب ستسأل عن سبب وجود الدم علی ملابسي بالتأكيد…

ازداد بكائي...يا إلهي ماذا أفعل...هل أخرج للشارع؟؟

ولكن الناس سيلحظون الدم...وحينها سيدركون بأنني قتلتها…

نزلت الدرج مرة أخرى وعدت للوقوف أمام جمان:أرجوك يا جمان افتحي عينيك…

سمعت صوت خطوات تقترب من الباب الرئيسي للعمارة...التفت نحوه بارتباك..ثم سمعت صوت المفاتيح...

أحدهم قادم...كان يتحدث بالهاتف وهو يضحك…

إنه صوت العم خالد...سيری ابنته ميتة الآن…

تلفت حولي بفزع...أبحث عن مكان اختبئ فيه...لم أجد ملجأً سوی الدرج…

ركضت بسرعة وجلست القرفصاء أسفل الدرج..تكومت حول نفسي وأغلقت عيني بقوة…

سمعت صوت الباب وهو يفتح…

لحظة صمت...ازدادت بها دقات قلبي...تبعتها صرخة مدوية من العم خالد:جماااااااان
.
.
.
أغلقت السماعة بعد انتهائي من الحديث مع صديقي عزام..

اتفقنا علی السفر إلى مصر بعد اسبوعين…

اففف الآن ستبدأ هوازن بإلقاء المحاضرات...هذا ما تجيده فقط…

بدل من أن أجد شخصاً يستقبلني بابتسامة...أراها هي ...متذمرة من حالي…

تريدني أن أعيش وفق قوانينها...تطالبني دائماً بتقليل السفر والسهر مع اصدقائي…

لا أفهم سبب تدخلها بأدق التفاصيل...ما المشكلة إن قضيت اليوم بصحبة اصدقائي…

كونها زوجتي لا يعطيها الحق في التحكم بتصرفاتي..

لقد ضربتها اليوم...لابد أنها ستستقبلني بالعتاب...استفزتني بشدة...كنت متعبا هذا الصباح وهي مصرة علی ايقاظي للصلاة…

سأتجاهلها وكأن شيئاً لم يحدث…

فتحت الباب وقبل أن أغلقه..لاحظت وجود طفل صغير مستلق علی الارض...من يكون؟؟

اقتربت بهدوء...وازدادت دقات قلبي…

كانت طفلتي جمان...مضجعة علی الارض محاطة بالدم…

صرخت بأعلی صوتي:جمااااان

لم أعرف كيف اتصرف….جلست بجانبها وحملتها بيدي…

إن الدم يخرج من رأسها…

تحسست موضع النبض...الحمد لله مازالت حية ..

صرخت مرة اخری: هواااااازن….اين انت...جمان...جمان مالذي حصل لك يا ابنتي..

خرج بعض الجيران من شققهم وهم ينظرون الي بالذهول…

وقفت بسرعة وتوجهت نحو سيارتي...وتحركت مسرعاً نحو المستشفی…

اتجهت نحو الطوارئ وصرخت:انقذوني ….ابنتي...ابنتي تموت..

تجمعت الممرضات حولي..وأخذوها من يدي…

نظرت إحداهن الي:ما الذي حدث لها..

نزلت الدموع من عيني:لا أعلم ...لا أعلم….أنقذوها فقط أرجوكم...إنها مصابة برأسها…

اقترب أحد الرجال مني وهو يحاول تهدأتي:اذكر الله يا اخي اذكر الله...ستكون بخير بإذنه تعالی...اهدأ قليلاً…

رن هاتفي…

أخرجته من جيبي بغضب...لست في مزاج جيد لاستقبال المكالمات ...ولكن حين عرفت المتصل أجبت بسرعة وصرخت بغضب :لقد قتلتها أيتها المهملة..
.
.
.
لازلت جالساً تحت الدرج...أريد الخروج...ولكن الجيران تجمعوا حول موضع سقوطها...كما أن هناك بعض الفضوليين دخلوا من الخارج وبدأوا بتأليف القصص حول ما حدث..

انحنی أحدهم وجلس القرفصاء ثم نظر إلي:هناك فتی يختبئ هنا…

نظرت اليه بخوف..أمسك ذراعي وأخذ يجرني إلى الخارج:مالذي تفعله هنا...مالذي فعلته بتلك الفتاة…

نظر الي ثم اتسعت عيناه وصرخ:ما هذا الدم علی ثيابك...هل قمت بضربها؟؟

اومأت برأسي والدموع تملأ عيني:كلا كلا...انا لا أعلم شيئاً. .

أمسك بقميصي ورفعني عن الارض:كيف لا تعلم شيئا...كيف وصل دمها الی ملابسك..تكلم...هل قمت بضربها..

تعالت صوت شهقاتي:اتركني أرجوك أنا ..أنا ...لا أستطيع أن أؤذي جمان...أنا أحبها كثيراً. ..

لقد كنت بالخارج وحين عدت وجدتها بتلك الحال...لا أعلم ما الذي حصل لها…

أفلت قبضته.. فوقعت علی الارض...أشعر أن قدماي لا تستطيعان حملي..

كتف يديه علی صدره ونظر إلي بشك:إن كنت صادقاً لماذا كنت مختبئا...هل تعرف ماهو جزاء القاتل؟؟

وضع يده علی رقبته:سيقطعون رأسك..

نظرت إليه بخوف...بدأ الناس يتهامسون...ما الذي يفعلونه الان...لماذا يستمتعون بمشاهدة مآسي الناس…

لماذا يقومون بإطلاق الشائعات…

انا لم أقصد ذلك...لا أريدها أن تموت…

لم أعد أحتمل اتهاماتهم أكثر...وضعت يدي علی أذني وصرخت:يكفي يكفي...قلت لكم أني لا أعلم شيئاً. ..

مسحت دموعي ووقفت بسرعة...توجهت نحو الدرج...دفعتهم وركضت مسرعاً نحو الشقة…

أنا لم أقتلها...لن يقطعوا رأسي ...انا لا اعلم شيئاً. ..

وصلت إلى الباب ….طرقته بيدي بقوة…

أريد أن أهرب...أريد أن أختبئ…

لم أقتلها...لم أقتلها..

سمعت صوت امي :حسناً حسناً أنا قادمة…

فتحت الباب ثم نظرت إلي بفزع:يوسف ما بك يا بني ..ما الذي حدث؟؟

ازداد بكائي:لم أقتلها...صدقيني لم أقتلها..
.
.
.
كنت أتحدث مع هوازن بهدوء…

شعرت أن هناك شيئاً غريباً يحدث...لماذا لا اسمع صوت الاطفال…

في العادة تأتي جمانة لتتذمر من كونها تريد اللعب أكثر..

نظرت إلى هوازن:غريب الاطفال يلعبون بهدوء…

ابتسمت هوازن:هذا جيد...يبدوا أنهم استطاعوا الاتفاق علی ادوارهم باللعب…

قالتها ثم نظرت الی ساعتها:انه وقت عودة خالد من العمل سأذهب إلى المنزل..سيختلق مشكلة الآن..

وقفت وهي ترتدي عباءتها:أحضري جمانة من فضلك..

وقفت بابتسامة:حسناً. .

توجهت نحو غرفة يوسف...غريب إنها مفتوحة..

التلفاز مفتوح وجهاز البلاي ستيشن ملقی علی الأرض بإهمال..

قطع الكعك التي طلبت من يوسف أخذها موجودة علی الارض بجانب الباب…

بدأت أشعر بالخوف...أين الاطفال…

سمعت صوت الباب وهو يطرق بشدة...

ما الأمر من الذي يطرق الباب هكذا:حسناً حسناً أنا قادمة..

خرجت هوازن من المجلس ونظرت إلي:ما الأمر؟؟

-لا أعلم ..

توجهت نحو الباب وفتحته…

ثم اتسعت عيناي بخوف...ابني يوسف يقف أمامي والدموع تملأ عينيه...ملابسه ملطخة بالدم ويلتقط أنفاسه بصعوبة:يوسف ما بك يابني ما الذي حدث؟؟

-لم أقتلها...صدقيني لم أقتلها..

-يوسف ما الأمر ما الذي تقوله يابني..

وقفت هوازن بجانبي...وحين رأت يوسف شهقت بخوف:يوسف ما الأمر….أين جمان؟؟

انفجر يوسف بالبكاء:لقد ماتت...ماتت جماااان..
.
.
.
أغلقت عيني بقوة...شعرت بصداع فضيع...ما الذي يقوله...جثوت علی ركبتي أمام يوسف ثم أمسكت كتفه…

أخذت نفسا عميقاً...فتحت عيني ونظرت إليه:يوسف يا عزيزي تحدث بهدوء حتی أفهم...أين جمان؟؟

حاول يوسف أن يمسح دموعه ثم قال بصوت مرتجف:خاله هوازن أنا لا أعلم شيئاً. ..لقد قالت جمان أنها ستذهب إليك…

وحين هممت الذهاب إلى البقالة ...رأيت جمان ملقاة علی الارض محاطة بالدم...صدقيني انا لا اعلم شيئاً..

وقفت بخوف:أين هي الآن..

-لقد حملها العم خالد..

أخرجت هاتفي من حقيبتي واتصلت علی خالد بسرعة...وبعد عدة ثوان وصلني صوته وهو يصرخ:لقد قتلتها أيتها المهملة..

قالها ثم أقفل الخط علی وجهي...لم أعرف ماذا أفعل...شعرت أن كل شيء يدور حولي..

جلست علی الأرض ووضعت يدي علی رأسي ثم انفجرت بالبكاء..

جلست أمل بقربي وحاولت تهدأتي..

أما يوسف فقد ركض باتجاه غرفته ثم أغلق الباب بقوة..

حاولت الاتصال علی خالد مرة أخری ولكنه اغلق هاتفه…

يا إلهي ماذا أفعل..

وقفت بصعوبة ثم فتحت الباب…

أمسكت أمل بيدي:الی أين؟؟

-سأذهب لشقتي..

-ابقي هنا قليلاً حتی نطمأن علی جمان..

-آسفة يا أمل لا أشعر أنني بخير سأرتاح بشقتي..

-حسناً لا بأس..ولكن أرجوك حين يصلك خبر عنها أخبريني بسرعة..

-حسناً. .

ودعتها ثم توجهت لشقتي...فتحت الباب ثم جلست علی الأريكة..

حاولت الاتصال علی خالد مراراً ولكنه لم يرد…

لا أعلم ما الذي حصل لابنتي…

بكيت:لماذا تفعل هذا بي يا خالد..

ليس بيدي حيلة سوی الانتظار…

مر الوقت بطيئاً جداً...ولم يتصل خالد بعد..

نظرت إلی الساعة..إنها الثامنة مساءً..

مرت ثلاث ساعات وأنا أنتظر..

سمعت صوت الباب وهو يفتح...وقفت بلهفة..

دخل خالد وملامح الحزن تعلو وجهه..

نظر الي نظرات لم أستطع تفسيرها..

حزن؟..كره ؟...لوم؟..حقد؟..

لا أعلم حقاً..لا يهمني أن أفسر معناها...ما يهمني الآن هو جمان...لماذا لم يحضرها معه؟؟

سألته بخوف:أين جمان؟؟

رد بهدوء علی غير عادته:قومي بتجهيز نفسك سآخذك إليها..

اتجهت نحوه بسرعة:أنا جاهزه خذني إليها الآن..هل هي بخير؟؟

لم يرد...أشاح بنظره عني ثم توجه إلى الخارج..

تبعته بخوف...ما الذي حصل؟

ركبنا السيارة...وبدأ بالتحرك…

لم يتحدث طوال الطريق..

لم أرد أن أسأله..كنت خائفة من جوابه..

توقفت السيارة ..نظرت إليه وعقدت حاجبي باستغراب:لماذا أحضرتني لمنزل أهلي ؟؟

-اخرجي جمان هنا..

ازدادت دقات قلبي..هل ماتت ابنتي؟؟

هل قاموا بإحضار جثتها هنا؟؟

فتحت الباب وخرجت بسرعة..وما إن أغلقته حتی تحركت سيارة خالد لتختفي عن انظاري..

تصلبت بمكاني لوهلة..وبعد ثوان سمعت صوت هاتفي معلناً وصول رسالة..

أخرجت هاتفي من حقيبتي ثم فتحت الرسالة بخوف…

كان خالد…

أرسل لي تلك الرسالة الصاعقة...ولم أره من وقتها..

(لا تسألي عن جمانة أبداً...أنت لا تستحقين أن تكوني أما

سأرسل ورقة طلاقك بعد أيام)..

بكيت بألم…

لقد تركني…

تركني وسط تساؤلاتي…

لا أعلم شيئاً عن ابنتي..

هل هي حية ترزق؟؟

سيبقی هذا التساؤل في ذهني...إلى أجل غير معلوم…

كان هذا آخر عهدي بخالد...

ذلك الرجل متحجر القلب..

وكلت أمري لله...

حسبي الله ونعم الوكيل..حسبي الله ونعم الوكيل...

 
 

 

عرض البوم صور شخابيط فتاة   رد مع اقتباس

قديم 16-02-16, 12:02 AM   المشاركة رقم: 2
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Feb 2016
العضوية: 311025
المشاركات: 102
الجنس أنثى
معدل التقييم: شخابيط فتاة عضو على طريق الابداعشخابيط فتاة عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 153

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
شخابيط فتاة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : شخابيط فتاة المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: حرمتني النوم يا جمان/بقلمي

 

الفصل الثاني:لن أنساك أمي..

جدة-1437هــ

ضعي ملعقة من زيت الزيتون ثم قومي بتغطية الصينية بالقصدير وضعيها بداخل الفرن..

-وأخيراً انتهيت..

نظرت إلی الصينية أمامي بتفكير..هل سيعجب أبي بها ياتری؟؟

زفرت بعمق ثم أغلقت عيني وأنا اتذكر المكالمة التي سمعتها من ابي هذا الصباح..

*********
توجهت نحو غرفة أبي لاخبره بأن حليب ليان قد نفذ...اقتربت من الغرفة وقبل أن أطرق الباب سمعت ابي وهو يقول..

-أصبحت افكر بكلامك بجدية يا أمل….أظن انني يجب أن أتزوج حقاً…
المنزل في حالة فوضی دائماً. ..وأصبحت أشتهي الطعام المنزلي...
كما أن مستوی حنين الدراسي قد تدنی كثيراً..
لا ألومها...لاتزال صغيرة لتحتمل مسؤلية اخوتها..

اوه ياعزيزتي أشكرك كثيراً...حسناً لدي اجازة بعد يومين سأتي ان شاء الله..

امم ...لايوجد طعام معين..أطهي ماشئت المهم ان اكل طعاماً معدا في المنزل..

هههههه...نعم..

حسناً يا عزيزيتي ولكن كما أخبرتك أريد امرأة ناضجة تستطيع تحمل مسؤلية أطفالي..
كما أنني لن أتزوج أي امرأة بدون مشاورة حنين..

ممم نعم إنها عنيدة قليلاً ولكنها ستتفهم ذلك...
أنا متأكد أنها تعبت من هذه الحال..

حسناً ياعزيزتي إلی اللقاء..

*************

استيقظت من أفكاري علی صوت لين وهي تناديني:حنين ليان تبكي..

مسحت دموعي بسرعة:حسناً أنا قادمة…

قمت بتغطية صينية الدجاج التي أعددتها ثم وضعتها بداخل الثلاجة...سأضعها في الفرن بعد أن أعود من المدرسة إن شاء الله…

سأثبت لأبي أنه لا يحتاج أن يتزوج...أستطيع تحمل المسؤلية..

يريد طعاماً معدا في المنزل...حسناً اذا سأطهو له دائما..

أعددت زجاجة الرضاعة لليان ثم توجهت لغرفتي…

اخذت ليان من يد لين وبدأت ارضعها…

نظرت الی لين:لين ارجوك قومي بغسل الاطباق قبل ان تنامي ..

-حسناً. .

نظرت إلی ليان بحزن...عمرها خمسة أشهر فقط...توفيت أمي بعد ولادتها مباشرة..

خمسة أشهر مضت علی وفاة امي..

هل تمكن أبي من نسيانها بهذه السرعة؟؟

أنهت ليان زجاجتها ثم نامت…

وضعتها علی سريري ثم استلقيت بجانبها بتعب..وغططت بنوم عميق..
.
.
.
ذهبت إلی المركز التجاري لشراء بعض الاغراض...وحين وصلت للحساب وصلني صوته وهو يناديني..

-خالد..

التفت نحو الصوت ثم ابتسمت:اوه مرحباً عزام كيف حالك..

-بخير والحمد لله...أين أنت يارجل لقد اختفيت فجأة لم أعد أراك..

-هههه شغلتنا الدنيا..

-مارأيك أن تشرب معي كوبا من القهوة..

-حسناً لم لا…

بعد أن انتهيت من الحساب ذهبت مع عزام الی أحد المقاهي وجلسنا للحديث…

نظر عزام إلي بعد ان طلب كوبين من القهوة:هم ماهي اخبارك ياخالد..مالجديد؟؟

-الحمد لله لا جديد..

-لماذا لم تعد تأتي للسفر معنا ...إننا نفتقدك كثيراً…

زفرت بعمق:إتعلم ياعزام...في بعض الاحيان لاندرك قيمة الاشياء التي نملكها..
بعد ماحدث لابنتي جمان أصبحت أعطي الاولوية لاهلي...لم يعد السفر يهمني..

-اوه حقاً ماهي اخبار ابنتك..

نظرت الی الارض بحزن...لم يذكرها أحد أمامي منذ مدة:لاجديد..

-اسأل الله أن يسعدك بشفائها..

-آمين..

تبادلنا أطراف الحديث ..وبعد أن انتهينا وظعته ثم توجهت لسيارتي..

كنت أنوي الذهاب للمنزل بعد الحديث مع عزام ولكنني غيرت وجهتي وذهبت للمستشفی…

مرت خمسة اشهر تقريباً علی آخر مرة زرت فيها ابنتي جمان..

ولكن حين سأل عنها عزام شعرت بالشوق إليها…

دخلت إلی المستشفی ثم توجهت نحو غرفتها...

فتحت باب الغرفة بهدوء …

أخذت الكرسي ووضعته بجانب السرير ثم جلست وأنا أتأملها…

-كيف حالك ياصغيرتي؟؟

اعذريني لأنني لم أعد اتي لزيارتك ولكنني أصبحت أنشغل كثيراً…

هل تعلمين ياجمان لقد أكملت اليوم الثامنة عشرة من عمرك..ألم يحن الآوان لتفتحي عينيك بعد؟؟

تزاحمت الدموع في عيني...في كل مرة أری فيها جمان بهذه الحال يزداد كرهي لهوازن..

لقد أصيبت جمان في رأسها بشدة مما أدی لدخولها في غيبوبة...

أخبرني الاطباء أن فرصة استيقاظها من الغيبوبة شبه مستحيلة..

ولكنني لم أفقد الامل...

لقد تغيرت كثيراً بعد هذه الحادثة...

في بعض الاحيان يبتلينا الله سبحانه وتعالی حتی نعود إليه من جديد..

وهذا ماحصل معي…

لقد أصبحت أحافظ علی صلاتي...كما أنني أتصدق دائماً علی أمل أن تستيقظ ابنتي..

ألم يقل الرسول صلی الله عليه وسلم داووا مرضاكم بالصدقة؟؟

قبلت رأسها بهدوء:استودعتك الله الذي لا تضيع ودائعه..

خرجت من غرفتها..وأغلقت الباب..

لاحظت أحد الأطباء يحدق بي..ولكن حين نظرت إليه..نظر الی الأرض بسرعة. .

شعرت أن وجهه مألوف بالنسبة لي..ولكنني لم أهتم للأمر كثيرا. ..

خرجت من المستشفی وعدت إلی المنزل..وضعت الاغراض في المطبخ ثم توجهت لغرفتي لانام...

لاحظت أن الانوار مضاءة في غرفة ابنتي رغد...

فتحت الباب ونظرت إليها..

كانت تجلس علی حاسوبها:رغد ألم تنامي بعد..لديك مدرسة في الغد..

نظرت إلي:فقط لعدة دقائق يا أبي. ..انني أعمل علی بحث مهم…

نظرت إليها بشك:بحث...أم مسلسل آخر من مسلسلاتك؟؟

ابتسمت ببلاهة: نصف ساعة فقط وينتهي المسلسل..

زفرت:كنت متأكداً من هذا...أغلقيه بسرعة وإلا أخذته منك حالاً..

-حسناً…

قالتها ثم اغلقت حاسوبها ووضعته علی الطاولة..

اطفأت الانوار:هيا نامي الآن…

قلتها ثم أغلقت الباب…

توجهت لغرفتي وحين سمعت سمر صوت الباب فتحت عينيها ثم جلست علی السرير:خالد أين كنت لقد تأخرت..

-قمت بشراء بعض الاغراض ثم ذهبت لزيارة جمان..

قلتها و أنا أستلقي علی السرير..

-وكيف حالها..

زفرت:لاجديد...لقد اكملت الثامنة عشرة من عمرها اليوم..

-اوه حقاً. ..أسأل الله أن يسعدك بخبر استيقاظها..

-آمييين…
.
.
.
عدت إلی المنزل في تمام الساعة الحادية عشرة...

فتحت باب الشقة بهدوء ثم دخلت...لابد أن الاطفال نيام الان..

نظرت الی الصالة بتعجب..غريب إنها نظيفة علی غير العادة..

آخر مرة رأيت بها الشقة علی هذه الحال كانت قبل وفاة زوجتي..

توجهت نحو غرفة ابني حسام لأتأكد من نومه..

سمعت صوت ليان وهي تبكي…

توجهت نحو غرفة لين وحنين ثم فتحتها بهدوء..

كانت حنين نائمة بجانب ليان وهي تبكي بشدة..

شعرت ببعض الحزن...ليس من عادة حنين أن لا تستيقظ عند بكاء ليان...لابد أنها متعبة جداً..

توجهت نحو السرير ثم حملت طفلتي ليان بيدي وبدأت اهزها:ششش اهدأي يا بابا..

فتحت حنين عينيها ثم جلست بسرعة:أبي لقد عدت ..

ابتسمت بهدوء:عدت يا حبيبتي..

-أبي أنا لم أكن نائمة لقد سمعت صوتها وهي تبكي ولكنها بكت كثيرا اليوم لهذا لم أستيقظ بسرعة...ولكن حقاً لقد سمعت بكاءها..

-حسناً يا عزيزتي ليس هناك مشكلة عودي للنوم سأخذها لغرفتي..

-كلا يا ابي لابأس أستطيع العناية بها..

-حنين عودي للنوم لديك مدرسة في الغد..

قلتها ثم خرجت قبل ان أسمع جوابها…

اكثر امر جعلني أفكر في الزواج هو ابنتي ليان... لاتزال طفلة وحنين لاتستطيع العناية بها وحدها…

كما أنني اقلق كثيراً حين تكون مناوبتي في العمل ليلية...لا أريد ان أترك اطفالي وحدهم…

رغم أن أختي امل اقترحت علي أكثر من مرة أن أعطيها ليان لتربيها..

كما أن خالتهم اقترحت ذلك...

ولكن ابنتي حنين تصر علی أن نبقی معاً…

لا تريد أن يتغير شيء بعد وفاة والدتها..

توجهت لغرفتي...لقد نامت ليان بين يدي...وضعتها بجانبي علی السرير وغططت بنوم عميق…
.
.
.
توجهت نحو غرفة أبي بعد أن انتهيت من تنظيف المطبخ...كان نائماً…

أخرجت الأدوية من الدرج ثم ذهبت لإيقاظه:أبي..استيقظ لقد حان الوقت لتأخذ أدويتك..

جلس علی السرير ثم عاد للنوم بعد أخذ أدويته..

اتجهت نحو غرفتي ثم جلست علی سريري ..

أمسكت بهاتفي ثم كتبت تغريدة :

(لقد اكملت طفلتي اليوم الثامنة عشرة من عمرها..طفلتي العزيزة كم تمنيت أن أكون بجانبك لأراك بعد أن أصبحت شابة جميلة...اشتقت اليك كثيراً يا ابنتي)..

أرسلت التغريدة ثم استلقيت علی سريري لأنام…

شعرت بالدموع الحارقة علی وجنتي..افتقد ابنتي جمان كثيراً...لم أرها منذ تلك الحادثة...

مرت ستة عشر سنة بدون أن أعلم شيئاً عنها...

أما خالد فقد انتقل من الحي الذي كنا نسكنه ولم أعلم شيئاً عنه…

لا اعلم ان كانت جمانة حية ام لا...هل تفتقدني كما افتقدها هي أيضاً؟ ؟

أصبحت في كل يوم أكتب تغريدة لأنفس بها عن مشاعري...

من يعلم...ربما يأتي يوم وتقرأها جمانة...لا أريدها أن تعتقد بأني تخليت عنها…

اريدها ان تعرف اي قلب يملكه والدها...

ذلك المجرم استغل ضعفي وقلة حيلة ليحرمني من ابنتي…

لا أملك إخوة...وابي رجل مريض كبير بالسن...ازداد مرضه بعد طلاقي من خالد..

يعتذر لي دائماً. ..

يشعر بالذنب كلما رآني حزينة علی ابنتي..

قد أكون ضعيفة يا خالد ولا استطيع محاسبتك…

ولكن حسابك لن يكون في محاكم الدنيا…

سأحاسبك في أعظم محكمة أمام أعظم القضاة...

حين نقف علی الميزان...ستحاسب علی كل لحظة افتقدت بها ابنتي..
ستدفع ثمن كل دمعة ذرفتها حزناً عليها…

وقتها يا خالد لن أسكت علی حقي أبداً...لن أسامحك…

لقد نهی الرسول صلی الله عليه وسلم أصحابه عن افجاع الحمرة علی ولدها...كيف سيكون جزاءك وقد حرمتني من ابنتي؟؟؟
.
.
.
وقفت أمام الباب بارتباك..خلف هذا الباب تكمن أكبر مخاوفي..

يقال إنه عليك مواجهة مخاوفك للتغلب عليها...

هل حقاً سأتمكن من ذلك؟؟

أخذت نفسا عميقاً ثم فتحت الباب...

اقتربت من السرير بهدوء ثم نظرت إليها بحزن..

مددت يدي لالمسها بتردد...أريد أن أتأكد بأنها موجود أمامي ...

ولكنني تراجعت في آخر لحظة ووضعت يدي في جيبي...

أغمضت عيني وعدت بذاكرتي ليوم الحادثة…

لم يعلم أحد بتفاصيل الحادثة...ظل هذا الأمر حملا ثقيلاً علی صدري..

كنت أحاول جاهداً نسيان ما حدث ولكنني لم أستطع ذلك...

كنت افكر بك في كل ليلة …

أفتح عيني لاراك منحنية لالقاء التحية وكأنك كنت تودعينني...

وأغلقها لأراك محاطة بالدماء…

كانت تراودني الكوابيس دائماً….

كان إحساسي بالذنب يعذبني…

الشخص الوحيد الذي علم بالقصة هو الشيخ عمر...

أخبرته بها باكياً خوفاً من أن لا يغفر ذنبي..

أخبرني وقتها أن ما حدث لكي كان مقدراً...

لا يستطيع أي أحد أن يغير القدر…

فموسی عليه السلام قد قتل شخصاً دون أن يقصد...مع أن الله سبحانه وتعالی كان يستطيع أن يحفظ روح ذلك الشخص كي لا يصبح موسی قاتلاً…

ولكن موته كان ضرورياً لإعداد موسی عليه السلام للرسالة...

فقد تربی موسی عليه السلام في القصر كابن لفرعون…

لم يكن ليتحمل إعراض بني اسرائيل ...

ولكنه وبعد أن قتل ذلك الشخص خرج من المدينة وعمل في رعي الغنم حتی أصبح أهلاً لحمل هذه المسؤلية العظيمة..

أخبرني الشيخ وقتها أن الله يريد أن يعدني لشيء عظيم..ويجب علي أن أسعی لتحقيقه…

ومن يومها قررت أن أدرس الطب لأنقذ أرواح الناس لعل الله سبحانه و تعالی أن يغفر ذنبي..

وقد تمكنت من تحقيق حلمي بفضل الله...أنا الآن طالب امتياز…

كنت أعتقد طوال تلك السنوات أنك قد مت إلی أن رأيت العم خالد يدخل لغرفتك اليوم…

دهشت حين رأيته...فقد غادر الحي بعد الحادثة ولم يعلم أحد من أهل الحي عنه شيئا…

سألت الممرضة المسؤلة عن حالتك عن سبب قدوم هذا الرجل..

فأخبرتني أن ابنته تعرضت لحادثة دخلت علی إثرها في غيبوبة دامت لستة عشر سنة…

وحينها اضربت مشاعري…

لا أعلم هل أفرح لأنك حية؟؟

أم أحزن لأن الأمل في شفائك ضعيف جداً…

رآني العم خالد وهو يخرج من غرفتك وبدأ يحدق بي...لا أعلم إن كان قد تعرف علي أم لا…

فتحت عيني ونظرت إليها بعينين دامعتين:حرمتني النوم ياجمان

 
 

 

عرض البوم صور شخابيط فتاة   رد مع اقتباس
قديم 16-02-16, 12:07 AM   المشاركة رقم: 3
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Feb 2016
العضوية: 311025
المشاركات: 102
الجنس أنثى
معدل التقييم: شخابيط فتاة عضو على طريق الابداعشخابيط فتاة عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 153

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
شخابيط فتاة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : شخابيط فتاة المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: حرمتني النوم يا جمان/بقلمي

 

الفصل الثالث:جمان حية..

كنت اجلس علی سجادتي لقراءة الاذكار بعد انتهائي من صلاة الفجر…

امسكت بهاتفي بعد ان انتهيت وبدأت بكتابة تغريدة جديدة:
(اصبحنا وأصبح الملك لله...
ها هي شمس نهار جديد تشرق بدون أن أعلم شيئاً عن طفلتي…
صغيرتي:
اتمنی لك يوماً جميلاً. ..لاتنسي قراءة الاذكار)

وضعت هاتفي بجانبي ثم سجدت وانفجرت بالبكاء:

((إلهي..قلبي يتفطر حزنا وهما..

ياحى ياقيوم برحمتك أستغيث..

اللهم أنت عضدى وأنت نصيرى..

اللهم اقذف فى قلبى رجاءك واقطع رجائى عمن سواك حتى لا أرجوا أحدا غيرك ..

يا مقيل العثرات يا قاضى الحاجات اقض حاجتى،
وفرج كربتى، وارزقنى من حيث لا أحتسب..

اللهم يا من رددت يوسف ليعقوب
ويا من رددت موسى لأمه
رد ابنتي جمان الي..

الهي انت تعلم ضعفي وقلة حيلتي..

اللهم عليك بمن ظلمني وغدرني وآذاني فانه لا يعجزك
حسبي الله ونعم الوكيل
حسبي الله ونعم الوكيل
حسبي الله ونعم الوكيل ))

جلست ومسحت دموعي..

اخذت نفساً عميقاً ثم وقفت ورفعت السجادة عن الارض ووضعتها علی الطاولة…

رن هاتفي…

توجهت اليه ونظرت إلی المتصل…

عقدت حاجبي باستغراب...انه رقم غريب. .

اجبت عليه:السلام عليكم…

اجابني بالسكوت..

اردفت بعدها:ااا مرحباً من تكون..

لم يرد..

زفرت بضجر ثم ابعدت الهاتف لأغلقه…

ولكن ما ان باعدته حتی وصلني ذلك الصوت المتردد..

-ااا جمااان..

بدأ قلبي يخفق بشدة …

أعدت السماعة الی اذني مرة أخرى:ماذا تقول؟؟

صمت قليلاً ثم أجاب:جمان..لاتزال حية…

بدأت الدموع تنزل من عيني…

أجبته بصوت متهدج:من تكون؟؟

وأين هي ابنتي؟؟

- سامحيني...

قالها ثم انهی المكالمة..

انفجرت بالبكاء…

اعدت الاتصال مرة أخری ولكنه لم يرد..

رد علي ...رد علي أرجوك…

اخبرني اين هي ابنتي..

بعد عدة محاولات...يأست من رده..

وضعت الهاتف في جيبي علی أمل أن يعيد الاتصال بي ..

ثم توجهت نحو غرفة أبي…

كان يجلس علی سريره وهو يقرأ القرآن…

ركضت نحوه وقبلت رأسه..

نظر الي بخوف:هوازن..لماذا تبكين؟؟

ارتميت بحضنه وانفجرت بالبكاء:أبي...أبي...جمان...مازالت حية…
.
.
.
استيقضت علی صوت بكاء ليان..

يا الهي اشعر بصداع فضيع..

لم أتمكن من النوم طوال الليل بسبب بكائها..

كانت تبكي طوال الليل ولكني لم أرد ايقاظ حنين …

اريدها ان تنتبه علی دراستها أكثر..

جلست علی السرير وبدأت اهزها..

تسكت قليلاً ثم تعود للبكاء بصوت أعلی..

-أهدأي ياحبيبتي أرجوك لقد تعبت..

ما الأمر ياصغيرتي.. هل أنت مريضة؟؟

ازداد بكاءها..

-أففف يا الهي لو ان حنين تغيبت اليوم ..كنت سأتمكن من النوم قليلاً. .

وضعتها علی السرير وذهبت لألبس ثوبي..

قمت بتجهيز حقيبتها ثم حملتها وركبت السيارة وبدأت بالتحرك نحو منزل أختي أمل..

اتصلت عليها..وبعد عدة ثوان وصلني صوتها:أهلا أهلا بالصوت وصاحبه..

ابتسمت:السلام عليكم أولاً. .

-ههه وعليكم السلام..

-أنا في طريقي اليك قومي بتجهيز الشاي سأحضر معي طبقا من الفول..

-لا تتعب نفسك سأحضر لك فطورا بنفسي .

-كلا انا اشتهي الفول انا امام المحل أساساً هيا قومي بتجهيز الشاي بسرعة..

-ههه حسناً ياعزيزي..

اغلقت السماعة ثم توجهت لمنزلها بعد شرائي للفطور..

طرقت الباب..فوصلني صوت يوسف:حسناً حسناً. .

قالها ثم فتح الباب وهو يرتدي معطفه الطبي ..

توجه نحوي وقبل رأسي:اهلا خالي احمد كيف حالك..

-أهلا يا بني..احمل ليان قليلاً. .

حملها من يدي:انا ذاهب للعمل يا خالي سأضعها بالغرفة..

-اوه كلا افطر معنا يابني انها السابعة لن تتأخر ..

رد بعد تفكير:حسناً ..

دخلت الی المنزل وجلست في الصالة مع يوسف..

بدأت ليان بالبكاء من جديد..بدأ يوسف يهزها:لا لا لم البكاء ياصغيرتي..

-انها تبكي طوال الليل لم أتمكن من النوم البارحة..

بدأ يوسف يتحسسها:حرارتها مرتفعة قليلاً يا خالي..

-اوه حقاً هل أخذها للمستشفی؟ ؟

خرجت أمل من المطبخ وهي تحمل ابريق الشاي بيدها:كلا لا تخف هذا طبيعي بسبب الأسنان…

ما بك يا أبا حسام هل نسيت الأطفال؟؟

ابتسمت بحزن:وما ادراني..رحمك الله يا أم حسام..

حاولت أمل تغيير الموضوع:هيا لنأكل قبل أن يبرد الشاي..

التفتت نحو يوسف:اعطني اياها سأعطيها خافضا للحرارة..

اخذتها ثم توجهت نحو المطبخ. .

بدأت الأكل مع يوسف..

كان يوسف يأكل بسرعة..

التفت اليه بابتسامة:ههه يوسف مابك يابني تمهل قليلاً…

شرب فنجان الشاي بسرعة ثم وقف:الحمد لله..

نظرت إليه باستنكار:يوسف ما الأمر لم أقصد شيئا لا بأس كل كما يحلو لك..

-هههه اوه كلا يا خالي ليس هذا هو الأمر ولكني لا اريد التأخر عن العمل...لقد جلست لأجلك فقط..انت تعلم الشوارع مزدحمة..

ابتسمت:حسناً يابني بالتوفيق..

خرج يوسف من الشقة..

عادت أمل من المطبخ وبدأت تقلب نظراتها:أين يوسف؟؟

-ذهب إلی العمل..

-هل أحضرت زجاجة الرضاعة الخاصة بليان..

-اوه نعم..

قلتها وأنا أفتح الحقيبة وأخرج الزجاجة:لقد قامت حنين بصنعها قبل ان تذهب للمدرسة..

أخذت أمل الزجاجة وبدأت ترضعها..

-كلي يا أمل لم تأكلي شيئا. .

-حسنا يا عزيزي سآكل بعد أن تنام ليان..

بدأت بالأكل..

نظرت أمل إلي:أحمد..

التفت نحوها:هممم

-لقد قضيت الأمس وانا افكر بكلامك..

-هل تعنين امر الزواج؟

-نعم..

-هل وجدت عروسا مناسبة..

أجابت بعد تفكير:نعم..

نظرت إليها باهتمام:من تكون؟؟

-صديقتي هوازن..هل تذكرها؟؟

-ااا كأنني اذكرها..لقد قلت لي من قبل انها تبحث عن ابنتها صحيح؟؟

زفرت بعمق:نعم ...هذه هي..فكرت بها وشعرت بإنها تناسبك كثيراً. .انها تصغرك بأربع سنوات...عمرها ست وثلاثون سنة..
قلت انك تريد أم لأطفالك..لقد جربت الحرمان هي أيضاً….انها طيبة القلب وأنا متأكدة ان اطفالك سيحبونها..

نظرت إلی الأرض بتفكير:ولكن حنين لا تعرفها..كيف استطيع استشارتها؟؟

-لقد فكرت بهذا أيضاً...سأذهب لزيارتها هذا المساء..احضر اطفالك لمنزلي وسأصحبهم معي...ان احبتها حنين سأخطبها لك ما رأيك؟

-حسناً هذا جيد..

ابتسمت بفرح:لا تقلق هوازن طيبة جداً و أنا متأكدة بأن حنين ستحبها…

زفرت بعمق:اتمنی ذلك..
.
.
.
تلفت حولي بارتباك قبل أن أدخل غرفتها..

هذا جيد لا يوجد أحد في الممر…

فتحت الباب ثم أغلقته خلفي بهدوء…

بدأت أمشي علی اطراف اصابعي الی ان اقتربت من السرير…

لا أعلم لم كنت أشعر بالخوف..

أخذت كرسيا ووضعته بجانب السرير ثم جلست عليه..

أخذت نفسا عميقا ثم نظرت إليها:صباح الخير يا جمان..


قضيت ليلة البارحة وأنا اقرأ عن حالات استفاقت من الغيبوبة..

يقول بعضهم ان سبب استيقاظهم كان استماعهم لاصوات اهلهم وهم يتحدثون إليهم…

لا أعلم حقاً ان كان هذا الكلام صحيحاً...ولكن لاضير من المحاولة…

أخرجت هاتفي من جيبي ثم نظرت إليها:لدي رسائل لك من أمك ما رأيك أن اقرأها لك؟؟

فتحت حساب الخالة هوازن في تويتر وبدأت أقرأ التغريدات التي تكتبها وحين وصلت لآخر تغريدة امتلأت عيناي بالدموع…

حين قرأت تغريدتها هذا الصباح شعرت بالحزن وبدون تفكير مني اخذت رقمها من هاتف امي ثم اتصلت عليها واخبرتها بأن جمان حية…

هل أشعر بالندم؟

أجل انا نادم جداً. ..ما الفائدة من اخبارها بحالة جمان؟؟

علی الأقل هي تشعر الآن ببعض الأمل وتكتب هذه التغريدات لجمان..

ولكنها ان علمت بحالتها الآن سيزداد حزنها…

ما كان علي ان اخبرها.. لماذا اشعل الأمل في قلبها وحالة جمان صعبة والأمل في شفائها ضعيف جدا؟؟

ان علمت بحالتها ستنهار امالها...وسيزداد عذابها مثلي تماماً. ..أشعر بالألم وانا اری جمان بهذه الحال..

ان كانت ميتة كان كل شيء سينتهي بعد دفنها وسننسی الامر بعد بضعة أشهر…

أما بحالتها هذه يتجدد حزننا يوما بعد يوم …

ما اصعب لحظات الانتظار حين يخالط اليأس الأمل..

مسحت دموعي ثم اعدت النظر اليها..

-جمان هل تعلمين..لقد تغير كل شيء..

انني اتعذب كل يوم بسبب ما حدث..

لم يبق شيء علی حاله...لقد تسببت بتدمير عائلة..

بدأت بالبكاء وحين هدأت قليلاً تابعت الحديث:كنت الوم نفسي دائماً. ..

لو انني خضعت لرغبتك منذ البداية …

لوأنني تركتك تلعبين بالبلاي ستيشن …

لو انني لم اتركك وحدك …

لو انني وصلت اليك وامسكتك قبل ان تسقطي..

لو
ولو
ولو..

ولكنني ادركت بعدها انني لا استطيع تغيير الواقع بالتحسر علی مافات..

فقررت تجاهل الأمر وكأن شيئا لم يحدث..

ولكنني لم أتمكن من هذا أيضاً…

ففي كل يوم تخبرني امي عن معاناة الخالة هوازن دون أن تعلم أن ألمي يزداد كلما تحدثت عنها…

كما أن الخالة هوازن تقوم بكتابة تغريداتها لتسدد طعناتها في صدري…

ضحكت وسط دموعي:هههه هل تعلمين لقد أخبرتني أمي أنها تريد خطبة امك لخالي..

أرأيتي؟؟

مهما حاولت نسيانك والابتعاد عن اي شيء يذكرني بك الا ان القدر يأبی الا ان يضعك في طريقي…

أرجوك ياجمان افتحي عينيك ولينتهي هذا العذاب…

أرجوك…
.
.
.
عدت من المدرسة في تمام الساعة الواحدة…

صعدت الدرج بسرعة حتى اجهز الغداء فعمل ابي يبدأ في الساعة الثالثة..

حين وصلت الی باب الشقة وجدت لين وحسام يجلسان علی الدرج امام الباب..

نظرت اليهما بدهشة :لين حسام مالذي تفعلانه هنا!!

التفتت لين الي:لقد نسيت اخذ مفاتيحي اليوم وابي لايفتح الباب...يبدو انه غير موجود..

عقدت حاجبي باستغراب:اين يمكن أن يكون...ربما ذهب للصلاة ...لو انكما ذهبتما للخالة مريم افضل
من جلوسكما هكذا…

اخرجت المفاتيح من جيبي وفتحت الباب…

نزعت عباءتي بسرعة ثم توجهت نحو المطبخ..

وضعت صينية الدجاج بداخل الفرن ثم اخذت القدر الذي غسلت به الارز ووضعته علی الغاز..

اخبرتني الخالة مريم بالأمس ان اغسل الأرز قبل ذهابي للمدرسة اختصاراً للوقت..

خرجت الی الصالة وتحولت ملامح وجهي للغضب…

لقد قام حسام بنزع شراريبه و حقيبته و القی بهما علی الأرض..

كما ان لين القت حقيبتها وعباءتها علی الاريكة وجلست للدردشة مع صديقاتها علی الهاتف…

صرخت بغضب:لين …. حسام ...ماهذه الفوضی...ضعوا الاغراض في غرفكم بسرعة..

حمل حسام اغراضه بسرعة ثم توجه نحو غرفته ..

اما لين فقد تأففت : اففف حنين ما الذي اصابك سأرتب الصالة بعد قليل..

صرخت بصوت أعلی:كلا رتبيها الآن واريدك ان تقومي بتبخير الصالة بينما اقوم بتحميم حسام..كما انك تجلسين علی هاتفك طوال اليوم.. الا تشعرين بالملل ابدا؟؟

-افف اففف حسناً ..

توجهت نحو غرفة حسام:حسااام هي الی الحمام بسرعة انظر الی ثوبك...اففف يا الهي اريد ان افهم كيف يتسخ ثوبك بهذا الشكل!!

هيا لاحممك بسرعة..

-كلا اريد ان استحم بنفسي لقد كبرت لم اعد طفلاً اصبحت اذهب الی المدرسة الان..

-حسنا هذا افضل..

جلت ببصري في انحاء غرفته:ماهذه القذارة...لماذا لاتقوم بترتيب غرفتك؟؟

حين يذهب ابي للعمل سنقوم بترتيب غرفتك وستخافظ علی نظافتها اتفقنا؟؟

-اتفقنا..

قالها ثم توجه للحمام..

توجهت نحو المطبخ فوجدت لين تقوم بتجهيز البخور…

-اسمعي يالين سأقوم بتجهيز الغداء الآن وحين يذهب ابي للعمل سنقوم بترتيب غرفة حسام..

-اتسعت عيناها بدهشة ثم كتفت يديها علی صدرها:كلا ياحنين لقد طفح الكيل …

في الامس قمت بمساعدتك علی ترتيب الصالة و المطبخ...اما غرفة حسام اعتذر...لن اساعدك...انا
متعبة جداً. .

-ليييين..

-لا تصرخي...انت تصرخين علي منذ الامس بدون ان اعترض علی اي كلمة..

ما الذي اصابك فجأة لقد اصبحت عصبية؟؟

شعرت ان كلماتها لامست جراحي...وكأنني كنت انتظر احدا ليسألني… انفجرت بالبكاء فوراً. .

نظرت لين الي بدهشة..

قتربت مني وامسكت كتفي بهدوء:حنين عزيزتي لا تبكي...انا اسفة...لم اقصد حقاً. ..حسنا لا بأس سأساعدك بترتيب الغرفة..

تكلمت وسط شهقاتي:كلا...ليس.. هذا ...هو ..السبب..

-اذا ما الأمر اخبريني..

مسحت دموعي ثم اخذت نفسا عميقاً. .

-لين يجب ان نثبت لأبي انا نستطيع الاعتماد علی انفسنا...ابي يفكر بالزواج..

نظرت الي بدهشة:وما أدراك؟ ؟

-لقد سمعته بالأمس يكلم عمتي أمل ويقول لها ان المنزل في حالة فوضی وانه يشتاق للأكل المنزلي..

زفرت بعمق:لم اتوقع ان يفكر ابي بالزواج بهذه السرعة..

تلفت حولي وكأنني تذكرت شيئاً:غريب اين ليان؟؟

-لابد ان ابي اعطاها للخالة مريم عندما ذهب للصلاة هل اذهب لاحضارها؟؟

-نعم احضريها وانا سأقوم بتجهيز الغداء يبدوا انه قد نضج..

-حسناً. .

قالتها ثم توجهت لخارج الشقة...الخالة مريم هي جارتنا...انها امرأة كبيرة بالسن ..تعتني بليان حين نكون في المدرسة وتكون مناوبات ابي صباحية…

عادت لين بعد عدة دقائق:الخالة مريم تقول ان ابي لم يعطها ليان اليوم..

غريب انها الواحدة والنصف الآن ..اين ابي؟؟

لقد انتهت الصلاة منذ مدة…

قطع تفكيري دخول ابي الی الشقة وهو يحمل بيده قدرا:السلام عليكم..

-وعليكم السلام..

دخل الی المطبخ:همم كيف كانت المدرسة يا احبائي؟؟

انظروا لقد قامت عمتكم امل بطهو البرياني من اجلكم..تحبونه اليس كذلك؟؟

قفزت لين بفرح:نعم احبه كثيراً. .

همست بحزن:ولكنني قمت بالطهو اليوم..

التفت ابي الي:اوه حقاً ياعزيزتي ..حسنا لابأس سنأكل من طبخك أيضاً. ..هيا بسرعة أشعر بالجوع..

سألته بتردد:أين ليان؟؟

-اوه لقد بقيت عند عمتك ...حرارتها مرتفعة اليوم ستعتني بها بشكل أفضل..

تزاحمت الدموع في عيني ولكنني خاولت اخفاءها ...قمت بغرف الغداء ثم وضعته بالصالة…

اجتمعنا للأكل…

نظر ابي الی صينية الدجاج بحماس:اممم تبدو شهية للغاية...لم اكن اعرف انك تجيدين الطبخ..

ابتسمت باحراج..

اخذ ابي قطعة من الدجاج ثم بدأ بأكلها…

اغمض عينيه باستمتاع:امممم لذيذة جداً سلمت يداك.

قام حسام بأخذ قطعة ليتذوقها...ولكنه بصقها فوراً:اييو ماهذا انها سيئة جداً. .

قامت حنين بأخذ قطعة أيضاً. ..نظرت اليها بترقب...تغيرت ملامح وجهها ثم ابتسمت بهدوء لمجاملتي..

ازدادت دقات قلبي...تذوقت الارز ثم شهقت:لقد نسيت وضع الملح!!

اخذت قطعة من الدجاج لاتذوقها...لم استطع اكلها ...كانت نيئة..

بدأت الدموع تنزل من عيني:لماذا...لقد بذلت كل جهدي بصنعها..

وقفت بسرعة ثم توجهت لغرفتي. ..

القيت بجسدي علی السرير وانفجرت بالبكاء…

قام ابي بفتح الباب ثم جلس بجانبي..وضع يده علی كتفي:حنين لا تبكي ياعزيزتي...صدقيني طبخك لذيذ للغاية ولكنه لم ينضج بعد…

لقد قمت بوضعه بالفرن...سترين الان حين ينضج سيكون لذيذا للغاية..

ازداد بكائي…

-حنين ياعزيزتي تعالي وكلي معنا هيا لا استطيع الاكل بدونك...هل تريدنني ان اذهب للعمل وانا
جائع؟؟؟

جلست علی السرير ثم مسحت دموعي:انا اعلم ان طبخي سيئ لقد بذلت جهدي ولكن دون فائدة...انت أيضاً لا تثق بي…

لقد قمت بإعطاء ليان لعمتي أمل ..

انك تعتقد اني لا اصلح لفعل شيء.

-اوه كلا ياعزيزتي ليس هذا هو الامر…

ولكن عمتك امل قالت لي انها ستذهب لزيارة صديقتها اليوم وترغب بأخذكم معاها…

لهذا فكرت بأن اترك ليان عندها حتی تتمكنوا من تجهيز انفسكم ثم اخذكم اليها قبل ذهابي للعمل...هيا الان تعالي معي لنأكل حتی لانتأخر..

مسحت دموعي ثم وقفت للذهاب معه..ولكني كنت افكر بكلامه…

غريب لماذا تريد العمة امل اخذنا معها؟؟

هل يمكن أن تكون…
.
.
.
انتهيت من تزيين الكعكة أخيراً…

لم اقم بصنعها من يوم الحادثة...كانت جمان تحب هذه الكعكة كثيراً. ..

لقد قطعت عهداً علی نفسي الا اصنعها أبدا. ..

فأنا اشعر بالذنب كلما اتذكر انني منعتها من أكل الفراولة بذلك اليوم…

كان هناك شيء بداخلي يطفئ الامل بكونها حية…

كنت ألوم نفسي…

ماتت ابنتي بدون ان تتذوق الكعكة..

ولكن المكالمة التي وصلتني هذا الصباح اشعلت الأمل في قلبي من جديد..

كما ان امل اخبراني انها ستأتي لزيارتي فقررت ان اصنع هذه الكعكة للتعبير عن فرحتي..

قمت بتصوير الكعكة ثم ارسلت الصورة بتويتر..

(انظري ياجمان ..
لقد صنعت الكعكة التي تحبينها ياصغيرتي..
لقد سمعت اجمل خبر في حياتي في هذا اليوم..
اشعر ان لقاءنا سيكون قريباً…
احبك يا ابنتي)

رن جرس المنزل…

لابد أنها أمل..

فتحت الباب بابتسامة:مرحباً. .

كانت أمل تحمل بيدها طفلة:مرحباً ..كيف حالك ياهوازن اشتقت اليك كثيرا. ..

احتضنتها بشدة:و أنا أيضاً..

حملت الطفلة من يدها وقبلتها بقوة:صغيرتي الجميلة..

بدأت الطفلة بالبكاء:لماذا لماذا ياصغيرتي..

ضحكت أمل :إنها كثيرة البكاء..

ابتسمت:تفضلوا بالدخول..

دخلت امل ودخلت خلفها فتاتان وطفل صغير..

جلست علی الاريكة..

توجهت نحوها ثم أعطيتها الطفلة:امسكيها لحظة..

قلتها ثم توجهت نحو المطبخ..

أخرجت الكعكة والقهوة ثم جلست امامهم..

لم تعرفينا يا أمل..

ابتسمت امل:انهم ابناء اخي احمد..

اشارت اليهم:ابنته الكبيرة حنين عمرها خمسة عشر سنة..

وهذه لين عمرها ثلاثة عشر سنة..

اما حسام عمره سبع سنوات..

اما هذه الطفلة اسمها ليان وعمرها خمسة أشهر. .

نظرت إلی الطفلة بحزن...لوهلة شعرت أنني أنظر لطفلتي جمان..

حاولت إخفاء حزني برسم الابتسامة علی وجهي:ليحفظهم الله انهم رائعين للغاية..

وقفت ثم بدأت بتقطيع الكعكة..

-اوووه قمت بصنع هذه الكعكة...لابد ان هناك مناسبة خاصة ههه..

-ههه طبعاً زيارتك لي مناسبة خاصة..

نظرت الي بشك :اوه هذا هو السبب حقاً؟ ؟

قلت بابتسامة وانا اعطيها الكعكة:سأخبرك بالأمر بعد قليل..

قمت بتقطيع الكعكة للأطفال..

شعرت ان حنين تشعر بالضيق...كانت تهز رجلها بتوتر وتزفر بضجر..

نظرت اليها:مالأمر ياصغيرتي حنين؟؟

نظرت الي بحدة:ليس من شأنك…

نهرتها أمل:حنين ماهذا الأسلوب!!

ابتسمت بهدوء:انا اسفه لم اقصد التدخل بشؤنك..ولكني اشعر انك مللت..

زفرت ثم قالت:اففف نعم لقد سأمت جداً…

نظرت أمل اليها ثم صرخت:حنييين..

-كلا لا بأس يا امل دعيها انها محقة..المكان ممل هنا ههه...حسناً ياعزيزتي ما رأيك أن تذهبو لغرفة الجلوس لمشاهدة التلفاز..

وقفت:حسناً لا مشكلة..المهم أن لا أبقی في هذه الغرفة أشعر بالاختناق..

نظرت إليها بابتسامة:حسناً يا عزيزتي تعالي خلفي..
.
.
.
أشعر أن نارا تحترق بصدري..

حاولت إغاضتها ولكنها تستمر بالابتسامة..

هذه الافعی الخبيثة تريد خداعنا بابتسامتها حتی تتزوح من أبي..

سأجعلك تكرهين اليوم الذي قررتي به الزواج من أبي..

امرأة مطلقة...فاشلة..لا أعلم لماذا يفكر أبي بامرأة مثلها..

هل حقاً نسي أمي من أجلها؟؟

كما أنها لاتتمتع بالجمال...أمي أجمل منها بأضعاف..

تبعتها لغرفة الجلوس...قامت بفتح التلفاز من اجلنا..ثم ذهبت للجلوس مع خالة أمل..

شعرت بالندم...لو أنني جلست معهم كنت سأعلم مايقولونه…

التفتت لين الي:حنين لماذا تصرفتي هكذا...لقد أحرجتي عمتي ..

التفت اليها بغضب:لا تتدخلي..

-اففف حسناً. .
.
.
.

عدت للجلوس أمام أمل بعد أن فتحت التلفاز للأطفال..

نظرت أمل إلي بإحراج:سامحيني ياهوازن لا أعلم لم تصرفت حنين بهذه الطريقة..

-ههه اوه لا لم أهتم صدقيني بالتأكيد ستشعر بالملل مالذي تريده من الجلوس معنا..

ابتسمت أمل براحة:هذا جيد..صحيح..

ماهو الأمر الذي أردت إخباري به؟؟

جلست بجانبها ثم قلت بحماس:لقد علمت شيئاً عن جمان..

نظرت إلي باهتمام:حقاً ..ما الأمر..

-لقد قام رجل بالاتصال علي هذا الصباح وأخبرني أن جمان حية..

عقدت حاجبيها باستغراب:ومن يكون؟؟

-لا أعلم حقاً لم يخبرني باسمه وحين سألته عن مكانها قال لي سامحيني ثم أقفل الخط..

ردت بعد تفكير:هل يمكن أن يكون خالد..

أجبت بسرعة:مستحييييل...أنا أعرف صوته البغيظ جيداً. .

كما أن خالد لن يقول سامحيني أبداً..

-حسنا لدي برنامج يكشف الارقام الغريبة أعطني الرقم لأری..
.
.
.

أخرجت هاتفي من حقيبتي لأخذ الرقم..

بدأت هوازن بقراءة الرقم وحين وصلت لنهايته ازدادت دقات قلبي…

نظرت الي بلهفة:هل عرفت من يكون؟؟

نظرت اليها بارتباك:ها كلا لم يظهر أي اسم..

نظرت الی الارض بإحباط..

أما أنا فقد بدأت اشعر بالحرارة من شدة التوتر. .

لماذا يتصل يوسف بها. ..

هل كان يكذب عليها أم أنه يعلم مكان جمان حقاً؟ ؟

مالذي تخفيه عني يا يوسف بعد…
.
.
.

توجهت نحو منزل أختي أمل بعد انتهائي من العمل لأخذ اطفالي..

أصرت أمل علی إبقاء ليان لديها اليوم..

وافقت حنين علی مضض..

ركبنا السيارة وتحركنا نحو المنزل..

أنا متحمس لأسأل حنين عن الزيارة..

دخلنا الی المنزل..

توجهوا نحو غرفهم استعدادا للنوم..

توجهت نحو غرفتي ثم قمت بتبديل ثوبي واتجهت نحو غرفة حسام للاطمئنان عليه ...كان نائماً..هذا
جيد كان يود النوم طوال الطريق..

توجهت نحو غرفة لين وحنين..ثم طرقت الباب بهدوء..
.
.
.

كنت أفكر طوال الطريق فيما سأقوله لأبي..

يجب أن أجعله يغير رأيه..

أنا متأكدة انه سيسألني عن الزيارة حين نعود للمنزل..

حين دخلنا توجهت نحو غرفتي ثم قمت بتبديل ثيابي وجلست علی سريري في انتظار قدوم أبي..

بعد عدة دقائق طرق الباب:تفضل..

فتح أبي الباب بابتسامة…

جلس علی سريري:كيف حالكم اليوم يا أميراتي..

ابتسمت:بخير..

نظر الی الأرض ثم قال بارتباك:كيف كانت الزيارة...هل استمتعتم؟..

أخيراً بدأ بالسؤال..زفرت بعمق ثم اجبت:ليس كثيراً. ..في الحقيقة كنت أود الخروج من المنزل بأي طريقة..

عقد حاجبيه باستغراب:لماذا؟؟

-لقد كانت تنظر إلينا باستحقار ويبدوا عليها الضجر..

شعرت أنها تريد التخلص منا بأي طريقة..

نظر الي بإحباط:حقاً؟ ؟

اومأت برأسي مدعية الحزن:نعم لا أعلم ما مشكلتها أظن أنها تكره الاطفال كانت منزعجة من بكاء
ليان للغاية..

علت وجهه ملامح الاحباط:هذا مؤسف..

ارتسمت علی وجهي ابتسامة خفيفة حاولت جاهدة اخفاءها ..لقد نجحت خطتي…
.
.
.

عدت الی المنزل في منتصف الليل..

انتهی وقت عملي منذ مدة ولكني كنت أشعر بالضيق..

تجولت بسيارتي ثم بدأت أبحث عن الحالات المشابهة لحالة جمان..

وما قرأته سبب لي الاحباط..

من النادر جداً ان يستفيق أحد بعد مرور عام من الغيبوية..

وحتی الحالات التي تمكنت من الاستيقاظ تعاني من بعض الاثار الجانبية..

مثل الشلل او فقدان النطق..

خاصة أن الاصابة كانت برأسها…

لا أعلم مدی الضرر الذي تسببت به الاصابه..

ربما يكون الدماغ قد تأثر بهذا..

لم اجرأ علی سؤال احد من المسؤلين عن حالتها عن ذلك..

لم ارد ان اشعر بالاحباط اكثر..

سأستمر بزيارتها وسأخصص ختمة للقرآن بجانبها..

يقال أن بعض الحالات استفاقت من سماع الموسيقی..

اذا كانت الموسيقی تنفع كما يقولون لماذا لا أجرب قراءة القرآن ؟؟

سأتحدث اليها دائماً واشعرها بأهمية وجودها…

لقد قرأت عن حالة يقول صاحبها انه كان يسمع كل ماحوله وهو في اثناء الغيبوبة ولكنه لا يستطيع الرد..

قام فيما بعد بتأليف كتاب اسماه الفتی الشبح يشرح بها معاناته فقد سمع والدته وهي تتمنی موته..

سرت في جسدي قشعريرة علی إثر هذه الفكرة. ..

هل حقاً جمان تسمع ما اقوله؟؟

لا اعلم ولكني أشعر أن الفكرة مخيفة..

دخلت الی المنزل وقبل أن أدخل غرفتي وصلني صوت أمي وهي تناديني..

-يوسف أين كنت يابني لقد تأخرت..

توجهت نحوها وقبلت رأسها:أنا آسف انشغلت كثيراً اليوم…

شعرت انها تود قول شيء...فملامح الارتباك بادية علی وجهها..

سألتها بشك:أمي هل هناك مشكلة..

زفرت بعمق ثم نظرت الي:ما الذي تعرفه عن جمان؟؟

ازدادت دقات قلبي ثم اجبت بارتباك:ههه...لم السؤال...لا أعلم شيئاً عنها..

نظرت الي بحدة:اذا لماذا قمت بالاتصال علی هوازن هذا الصباح؟؟.

بدأت اشعر بالحرارة...عضضت شفتي..يالي من غبي..

كيف غاب هذا الامر عن ذهني…

بالتأكيد ستقوم الخالة هوازن باخبار أمي عن المكالمة..

يا إلهي ما الذي سأقوله الان..

لقد وقعت بورطة بسببك من جديد ...

علت وجهي ابتسامة خفيفة..فقد أدركت انك سبب كل مشاكلي..متی ستنتهي مشاكلك ياجمان..
متى؟

 
 

 

عرض البوم صور شخابيط فتاة   رد مع اقتباس
قديم 16-02-16, 12:09 AM   المشاركة رقم: 4
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Feb 2016
العضوية: 311025
المشاركات: 102
الجنس أنثى
معدل التقييم: شخابيط فتاة عضو على طريق الابداعشخابيط فتاة عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 153

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
شخابيط فتاة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : شخابيط فتاة المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: حرمتني النوم يا جمان/بقلمي

 


الفصل الرابع:مجرد اوهام

دخلت الی غرفتي بعد عودتي من منزل عمتي أمل..

جلست علی سريري وفتحت هاتفي للدردشة مع صديقاتي..

لقد نسيت هاتفي في المنزل...مللت كثيراً عند عمتي ..

أردت العودة إلی المنزل من أجله..

طرق أبي الباب ثم دخل بعد أن قامت حنين بالرد عليه. .

دخل وملامح الارتباك بادية علی وجهه..

جلس علی سرير حنين وبدأ يسألها عن الزيارة..

نظرت اليها باهتمام...فقد كنت متفاجأة من ردة فعلها هناك..

كانت تتصرف بوقاحة..

وحين بدأت بالكلام ...ازدادت دهشتي..

ما الذي تقوله...لم الحظ ابدا انها تود ذهابنا..

علی العكس لقد رحبت بنا وكانت تلاعب ليان..

لم تنزعج ابدا من بكائها!!

لقد اصبحت حنين حساسة هذا الفترة...

ربما اساءت فهم تصرفات الخالة هوازن..

ألهذا كانت تتصرف بتلك الطريقة؟ ؟

نظر أبي إلی الارض بإحباط..

شعرت بالحزن فأبي يبذل جهده لإسعادنا..

حين اقترح علينا الذهاب مع عمتي كان يريد إسعادنا..

والآن حنين عكرت مزاجه..

ازداد غضبي...مالذي تفعله.. لماذا تكذب..

لمحت طيف ابتسامة علی وجهها…

ولكن ابتسامتها سرعان ما تلاشت حين بدأت بالحديث…

-لماذا تكذبين ياحنين.. لقد كانت الخالة هوازن طيبة للغاية..

كنت أنت من تصرفت بوقاحة..كما أنك أحرجت عمتي…

التفت حنين نحوي بغضب..

نظر أبي إلي بدهشة ثم نظر إلی حنين مرة أخری..

-حنين ...هل ماتقوله لين صحيح؟ ؟

نظرت إلی الأرض بدون أن ترد..

تابعت حديثي:نعم يا أبي كانت تزفر طوال الوقت وحين تحدثت إليها الخالة هوازن قالت لها لا تتدخلي..

صرخت حنين:لين..اصمتي ايتها الغبية..

نظر ابي إليها من جديد:حنين ما الأمر لماذا تصرفتي هكذا..

وقفت حنين وبدأت تصرخ بغضب:لأنها امرأة غبية...فاشلة...مطلقة. ..لا أعلم لماذا تريد الارتباط بامرأة مثلها..

-حنين ما هذا الكلام...الزمي حدودك...وما ادراك اني اريد الزواج بها؟؟

-الأمر واضح جداً لماذا تأخذنا عمتي أمل معها؟؟؟

كما أنني سمعتك و أنت تقول لعمتي أنك تريد الزواج..

نظرت الى أبي بصدمة..هل يرغب بالزواج من الخالة هوازن حقاً!!

زفر أبي بعمق:هل لديك اعتراض علی هوازن أم أنك معترضة علی زواجي؟؟

إن كنت معترضة علی هوازن فلن أتزوجها لن أتزوج أي امرأة بدون موافقتك..

صدمت من رده..اذاً هذا صحيح..ابي يريد الزواج..

تزاحمت الدموع في عيني...

ردت حنين:أبي أنا لا أريدك أن تتزوج..أرجوك..نحن نستطيع الاعتماد علی أنفسنا..

-ولكن ياحنين أنا أفكر بمصلحتك ومصلحة إخوتك...هل تعتقدين أنني اشعر بالراحة؟؟

أنا أقلق عليكم دائماً وأخاف من ترككم وحدكم..

المنزل يحتاج لامرأة واعية تعتني بكم وتلبي احتياجاتكم..

-ولكن يا أبي..

قاطعها أبي:حنين أنا أفعل هذا لمصلحتكم لا تكوني أنانية..

ارتفع صوت حنين: أنانية!!!

هل أصبحت الآن أنانية!!!

أنا ابذل كل جهدي لاسعاد إخوتي..

أحاول العناية بلين وأذهب إلی المدرسة وأنا مرهقة من العناية بها بدون أن أتذمر ثم تقول أنني أنانية! !
مالذي فعلته من أجلنا يا أبي ها؟؟

بدلاً من التفكير بنا وبما ينقصنا ..كنت تفكر بالزواج..

من هو الأناني الآن اخبرني..

قطع صوتها علی إثر صفعة قوية تلقتها من أبي..

شهقت بصدمة…أبي...

يضرب حنين!!!

.
.
.

ألم...صدمة...ذل...انكسار…

هذا ما شعرت به..

وضعت يدي علی موضع صفعته ..

لازلت أشعر بحرارتها..

ولكن ألمها في قلبي كان اشد ..

لم أجرأ علی رفع نظري إليه…

وصلني صوته الغاضب :إياك أن ترفعي صوتك مرة أخری…

نظرت إليه بعينين دامعتين...

كان الغضب بادياً علی وجهه. ..هل تماديت بكلامي؟؟

أشاح بنظره عني ثم توجه إلی الباب ليخرج من الغرفة..

أمسك بالمقبض ثم توقف قبل أن يفتحه وهمس:خاب ظني يا حنين..

قالها ثم خرج من الغرفة…

ارتميت علی فراشي وانفجرت بالبكاء..

جلست لين الی جانبي ثم همست بحزن:حنين..

التفت إليها وصرخت:ابتعدي عني ...لا اريد رؤيتك...كله بسببك..

وبصوت أضعف:كله بسببك..

نظرت إلی الأرض ثم همست بتردد:حنين أنا آسفة حقاً. .لم أقصد..

وضعت يدي علی أذني وصرخت:لا أريد أن أسمعك...لقد أفسدتي كل شيء..دعيني وشأني…

عادت لين إلی فراشها:تصبحين علی خير..

قالتها ثم قامت بتغطية وجهها ببطانيتها…

أما أنا ..فلم أتمكن من النوم...كنت أفكر بها..

لقد كرهتها...كرهتها لحد الجنون...

كل ما يحدث لي بسببها..

تلك الأفعی الخبيثة…

لم تتزوج بأبي بعد ولكنها استطاعت أن تبث بسمها بيننا....

هل تستحق أن يضربني أبي من أجلها؟؟

أكرهها...أكرهها من كل قلبي…

كرهتها قبل أن أعرفها…

وفي هذه اللحظة بالذات ازداد كرهي لها..

لن أسامحها ابدًا..

أين أنت يا أمي…

انظري ما الذي حدث لي من بعدك…

أشتاق إليك كثيراً...

.
.
.

يوسف أنا أنتظر جواباً. ..

قالتها وهي تنظر إلي بحدة..

زفرت بعمق ثم أجبت:لقد رأيت العم خالد في المشفی بالأمس..

ارتسمت علی وجهها ملامح الصدمة:حقاً! !

-نعم..

-هل تحدث إليك؟؟

-ها..كلا ..ولكنني عرفته..

زفرت أمي بغضب:رجل بغيض...حسناً لا تغير الموضوع...أنا أسألك عن جمان هل رأيتها؟؟

أجبت بارتباك:نعم رأيتها..

تزاحمت الدموع في عينيها ثم تحدثت بخوف:لماذا كانت في المشفی...هل هي مريضة؟؟

آه يا أمي لو أنك رأيتها ...أغلقت عيني ثم اخذت نفسا عميقاً. .هل أخبرها بالحقيقة؟؟..

نظرت إليها من جديد…

كانت تضع يدها علی قلبها وهي تنظر إلي بترقب :يوسف ما الأمر لماذا لا تتكلم..أخبرني هل أصابها مكروه؟..

حاولت طمأنتها:كلا لا تقلقي إنها بخير..

كما أخبرتك لقد رأيت العم خالد ثم سمعته ينادي باسمها فظهرت أمامه...فقط..

نظرت أمي إلي بشك:فقط؟؟

-ااا...نعم...هذا كل ما أعرفه...تصبحين علی خير يا أمي أنا متعب أريد أن أنام..

زفرت بعمق:حسناً تصبح علی خير..

ذهبت إلى غرفتي وقمت بتبديل ثيابي…

ألقيت بجسدي المنهك علی السرير لأغوص في عالم افكاري ..

هل كان علي أن أخبرها بالحقيقية..

هززت رأسي في محاولة مني لاستبعاد هذه الفكرة..

إن أخبرت أمي ستقوم بإخبار الخالة هوازن بالتأكيد.

وحينها ستصر الخالة هوازن علی رؤيتها..

مالذي سيتغير إن رأتها؟؟

سيزداد حزنها فقط…

كما أنني أخاف أن يعلم العم خالد أنها وجدتها …

وقتها لا أعلم ما قد يفعله...ربما ينقلها لمكان آخر..

وحينها لن أتمكن من معرفة أخبارها..

وبدلاً من إسعاد الخالة هوازن سأتسبب بحزنها..

هل ستكون سعيدة إن علمت أنها تعيش كالأموات؟؟. .

من الأفضل أن تعتقد بأنها حية..وإن كتب الله الشفاء لجمان..

سآخذها إليها بنفسي..

شعرت بالراحة علی إثر هذه الفكرة..

لا أعلم هل اتخذت قرارًا صحيحاً أم لا..

أغلقت عيني بتعب..وغططت بنوم عميق..
.
.
.

لم أستطع الاقتناع بكلامه..

أشعر أنه يخفي شيئا. .

آه منك يا يوسف آه..

أكثر شيء يزعجني به هو قلة حديثه..

هذه عادته منذ الصغر…

لا يحب التحدث عن مشاكله..

ولكنني سأكتشف الحقيقة بنفسي..

استيقظت من أفكاري علی صوت هاتفي وهو يرن..

نظرت إلی الشاشة بابتسامة..

إنه أحمد كما توقعت...لابد أنه يريد الاطمئنان علی ليان..

.
.
.

كنت اجلس على سريري واضعاً يدي على رأسي…

لا أستطيع النوم..

لازالت كلمات حنين تتردد في أذني..

كلماتها صدمتني...جرحتني...آلمتني بعمق..

هل هذا ما تشعر به حقاً..

هل هناك ما ينقصهم دون أن أعلم..

آه يا أم حسام. ..أين أنت…

أين أنت أيتها الأم الحنون..

لقد تهت بدونك..

أنا لا أعلم كيف أتصرف ..

أبنائي في حاجة إلي ولكنني فشلت ..

لم أستطع إسعادهم..

يعتقدون بأنني لا أفكر بهم..

هل كنت أنانياً حين فكرت بالزواج؟؟

وقفت وخرجت من غرفتي متوجهاً نحو غرفة حنين ..

فتحت الباب بهدوء..

لقد نامت..

زفرت بضيق:سامحيني يا ابنتي..

توجهت نحو غرفتي…

أخذت هاتفي ثم اتصلت علی أختي أمل…

وبعد عدة ثوان وصلني صوتها: إنها نائمة ايها الاب الحنون...كنت متأكدة أنك ستتصل بي...أخبرتك أنني سأعتني بها ألا تثق بي..لا تزعجني باتصالك..

ابتسمت بهدوء..لا أعلم كيف تتمكن أمل من إدخال السرور إلی قلبي:هههه هل أنا مزعج لهذه الدرجة..

-أكثر مما تتصور...هيا هيا...إذهب للنوم...انسی ابنتك ليوم واحد فقط..إلی اللقاء الآن..

-مهلاً مهلاً ...لم أتحدث بعد...لم تسألي حتی عن سبب اتصالي..

تحول صوتها لجدية:هل هناك مشكلة؟؟

زفرت بضيق:أمل..انا لا أعلم كيف أتصرف مع أبنائي..حنين منزعجة جداً…

-اوه لماذا ما الذي حدث..

-لقد علمت أني أريد الزواج..

صمت قليلاً ثم اردفت بتردد:لا أعلم هل قامت هوازن بمضايقتها؟؟

-كلا أبدًا..

زفرت بعمق:اسمع يا إحمد...سيكون من الصعب علی حنين تقبل الامر بالتأكيد..

لا تريد أن يحل احد مكان والدتها...ولكنها ستتقبل الأمر في النهاية..

- لا أعلم بدأت أتردد..لا تحدثي صديقتك الآن حسناً. .

أحتاج للتفكير قليلاً..

-حسناً لا تقلق...سأحاول التفاهم مع حنين أنا أيضاً لا تزعج نفسك..اتفقنا..

ابتسمت :اتفقنا..

.
.
.

كنت اتقلب علی فراشي بضجر…

لا أستطيع النوم…

منذ أن تحدثت أمل معي وأنا لا أستطيع التوقف عن التفكير..

لم أفكر في حياتي أن أتزوج بعد طلاقي من خالد..

تجربتي السيئة معه جعلتني أكره الزواج…

لا يهمني في هذه الحياة سوی ابنتي..

ولكن في نفس الوقت..رؤيتي لابنته ليان جلبت لقلبي شعوراً مختلفاً..

أخبرتني أمل منذ أسبوعين أن أخاها يود الزواج…

إنه يحتاج أماً لابنائه…

حاولت التحجج بأبي في البداية ولكنها أخبرتني أن أخاها سيقوم بتخصيص غرفة خاصة له..

في الحقيقة..اخاها رجل محترم جداً...حين اخبرتني أمل عن تعامله مع أبناءه بدأت افكر بالأمر بجدية..

لا أعتقد أن شخصاً يحن على أبناءه بهذه الطريقة يسئ معاملة زوجته..

كما أن أبي شجعني على الموافقة..

قد تكون بداية لحياة أجمل…

أتمنى ذلك..

أخبرني أبي أن انشغالي بتربية ابناءه قد يخفف حزني علی فقد ابنتي جمان..

آه يا ابنتي..

كيف تعيشين مع خالد ؟؟

هل يحسن معاملتك؟؟

هل تمكنت من نسياني؟؟

ابتسمت بحزن..

لقد كانت صغيرة حين تركتها…

بالتأكيد لن تتذكرني..

ربما تحقد علي الآن…

ربما يقوم خالد بتحريضها ليزيد من حقدها علي..

قد تعتقد انني لا أريد رؤيتها..

مسحت دمعة نزلت من عيني علی إثر هذه الفكرة..

وقفت من سريري ثم ذهبت لأصلي صلاة الاستخارة من جديد..

فقد قررت الموافقة..

بعد أن انتهيت من الصلاة..أمسكت بهاتفي لأرسل تلك الرسالة لأمل:

(أنا موافقة..)

.
.
.

بعد خمسة أشهر..

كنت أجلس علی سريري بغضب...بقي اسبوعين علی زواج والدي..

وقفت عمتي أمل أمامنا وهي تحمل بيدها الفساتين. ..

-انظري يا عزيزتي حنين لقد اشتريت لك فستاناً جميلاً هيا تعالي وجربيه..

التفت اليها وصرخت:أخبرتك أنني لن أحضر زواجه...لا أريد ..

زفرت عمتي بضجر:حنين ...مالذي قلته لك...ألم نتفق بعد..

-كلا لم نتفق...لا أريدها أكرهها ألا تفهمون..

غضبت عمتي :حنين لماذا تفعلين هذا بوالدك...إنه يفعل هذا لمصلحتكم لماذا لا تفهمين…

نظرت إليها بحدة:لماذا لم تتزوجي بعد وفاة زوجك ياعمتي ها؟؟

لقد كان يوسف صغيراً وقتها لماذا لم تتزوجي أخبريني ؟؟

-لاحول ولا قوة الا بالله..حنين لا تخلطي الامور..الامر مختلف..

-كلا الأمر ليس مختلفاً...لم تتزوجي لأنك كنت تحبينه صحيح؟؟

امتلأت عيناي بالدموع:أما أبي فقد قرر الزواج قبل أن تكمل أمي سنة من وفاتها...إنه يتحجج بنا فقط…

أنا أستطيع العناية بأخوتي...لم نعد صغاراً. ..نستطيع الاعتماد علی انفسنا..

-حسنا كما قلت انت لم تعودي صغيرة..قد تتزوجين بعد ثلاث سنوات..مالذي سيحل بأخوتك وقتها؟؟

ها..أخبريني؟؟

هل سيتمكن والدك من العناية بهم وحده؟؟

أنت تعلمين أن ظروف عمله صعبه..

-لن أتزوج...إن لزم الأمر لن أتزوج. .

زفرت بضجر:لا فائدة منك حقاً..

قالتها ثم التفتت الی لين:لين ياعزيزتي تعالي لتجربة الفستان…

اقتربت لين منها…

التفت إليها وصرخت:لين لاتذهبي...إن كنت تحبين أمي حقاً لاتذهبي..

-لين لا تلتفتي اليها تعالي ياصغيرتي..
.
.
.

لم أعرف كيف أتصرف…

حنين تحاول منعي من تجربة الفستان وعمتي أمل تريد مني تجربته..

كنت أقلب نظراتي بينهم بحيرة. .

-لين ألا تحبين والدك...لماذا تفعلون هذا به...إنه يبذل جهده لإسعادكم وهذا هو جزاؤه؟؟

أتعلمون لو أن شخصاً آخر غيره لن يفكر بمشاعركم ابداً…

ولكن أباكم كان شرطه الوحيد أن توافقوا عليها…

لم يبحث عن جمالها أو صغر سنها. ..كل ما طلبه مني امرأة تحب أطفاله وتعتني بهم..

التفتت إلي:هيا يا عزيزتي لين تعالي لتجربة الفستان..

اقتربت منها بتررد…

كنت أهم بأخذ الفستان قبل أن يصلني صوت حنين: لين ..إن قمتي بتجربته أقسم أنني لن أتحدث إليك بعد اليوم هل فهمتي؟؟

نظرت إلی الأرض بحزن..

ألقت عمتي الفساتين علی الارض:لا حول ولاقوة إلا بالله ..أعانك الله يا أحمد..

قالتها ثم خرجت من الغرفة وأغلقت الباب بقوة..
.
.
.

فتحت باب غرفتها .. وفتحت معه آلام وحسرات لن تنتهي ..

إنها هناك..

طفلتي جمان..

آه يا جمان...

كانت مغمضة العينين .. مستلقية على السرير ..مستسلمة للقدر ..

في كل مرة اراها يتجدد حزني…

لقد كبرت وأصبحت شابة جميلة..

وبالرغم من منظرها البهي إلا أني كنت أشعر أن كل ما بداخل جسدها يتألم ويتأوه في صوت غير مسموع ..

كنت أنا فقط من يسمعه..

كانت الأجهزة تحاصرها من كل مكان.. وأنابيب قبيحة تخترق جسدها النحيل...

تدخل من مكان لتخرج أخرى من مكان آخر..

وأصوات هذه الأجهزة ترن في أذني..

هذا صوت دقات قلبها..

وهذا صوت شهيقها وزفيرها..

وهذه صرخة قوية حبستها بداخلي..

هناك ألم شديد في صدري..

أود الصراخ بأعلی صوتي...عل صراخي يبدد آلامي.

رحماك يارب .. رحماك..

هذه طفلتي..

طفلتي التي كانت تملأ الدنيا فرحاً وسعادة ..

طفلتي تتألم هنا...وتلك الانانية تريد الزواج..

ابتسمت باستهزاء...تلك الغبية تقوم بنشر تغريدات لجمان تدعي بها الحزن..

والأدهی والأمر أن هناك آلاف المتابعين لحسابها...يملأون حسابها بتوجيه الدعوات علي..

مالذي يعرفه هؤلاء الحمقی؟؟

كل مايرونه هو مجرد كلمات لا يعرفون صدق قائلها..

لا أحد يعلم مقدار ألمي…

ولكنها فضحت اليوم...

قامت بنشر تغريدة تعلن بها عن زواجها..

ههه...اين ذهب حزنك الآن؟؟

ابنتك تواجه الموت يومياً وانت تريدين خوض تجربة جديدة كما تقولين..

لا أعلم لم شعرت بالغضب حين علمت انها ستتزوج..

في الحقيقة لقد تعاطفت معها عند رؤيتي لحسابها لأول مرة.. وفكرت بجدية أن أخبرها عن جمان…

ولكن حين علمت بأنها ستتزوج...ازداد كرهي لها…

مددت يدي وبدأت اتحسس شعرها الناعم:لا اتحمل رؤيتك بهذه الحال يا ابنتي...

نزلت دمعة من عيني ثم توالت معاها دموع الحسرة..

كله بسببك... ابنتي تتعذب يومياً بسببك..

أقسم يا هوازن بأنك لن ترينها مادمت حياً…

أقسم بهذا..
.
.
.

وقفت أمام المرآة وأنا أنظر لنفسي برضی..

لقد ارتديت الفستان الذي احضرته عمتي امل..

انها تعرف جيداً انني احب اللون الاحمر…

كان يناسبني كثيراً…

لونه يبرز بياض بشرتي..

فتحت شعري الاسود لينساب علی كتفي..

اصبحت أشبه والدتي كثيراً. .

لم أكن أريد حضور زواجه..ولكنني حين فكرت بالأمر…

مالذي سأستفيده من عدم ذهابي؟؟.

سأبقی في غرفتي وسط حسرتي وهم يستمتعون؟؟

باءت كل محاولاتي لمنع زواجه بالفشل…

كما أن أبي أتی بنفسه اليوم ليطلب مني الحضور..

رغم غضبي منه .. إلا أنني لم أرد أن أكسر كلمته ..

لن يكون حفل زفافهم كبيراً. .

سيكتب كتابهم ثم سنقيم عشاءً بسيطا في منزلها وفقاً لرغبتها..

سينتهي الحفل في العاشرة مساءً..

فتح أبي الباب بعد أن طرقه..

نظر إلي بابتسامة: تبدين جميلة جداً. .

اقترب مني ثم قبل رأسي بهدوء..

نظر إلی عيني:أشكرك يا ابنتي علی تفهمك …

شعرت برغبة بالبكاء...كلا يا حنين..لا تبكي..ليس الآن..

-سأنزل الآن مع حسام ..

سأنتظركم بالاسفل لا تتأخروا حسناً؟ ؟

أومأت برأسي..

خرج من غرفتي وأغلق الباب خلفه..

زفرت بعمق ثم قمت بمسح دموعي..

لقد قطعت عهداً على نفسي...

لن أبكي بسببها أبداً..

لقد ولت أيام بكائي..خمسة أشهر وأنا أبكي وأتوسل إليهم دون فائدة..

منذ اليوم هي التي ستبكي..

ارتديت عباءتي ثم خرجت إلی الصالة..

كانت عمتي أمل تجلس علی الاريكة وهي تمسك بيد لين لتضع لها من طلاء الأظافر..

التفتت عمتي إلي:حنين تعالي ياعزيزتي هل أضع لك أيضاً؟؟

-كلا لا أريد..

-حسنا إنزعي عباءتك أريد رؤية فستانك…

-اففف أبي ينتظر بالاسفل هيا قال لي ألا اتأخر سترينه هناك..

وقفت وهي ترتدي عباءتها:هيا ياعزيزتي لين..

وقفت لين خلفها وارتدت عباءتها ثم خرجنا معا وركبنا سيارة أبي..

بدأنا بالتحرك إلی أن وصلنا لمنزلها..

قامت امرأة عجوز باستقبالنا بالزغاريد…

دخلت خلف عمتي وبدأت أسلم علی النساء الموجودات..

علمت فيما بعد انهم جيرانها..

تفاجأت كثيراً حين دخلت الخالة هوازن وجلست بيننا..

منظرها لا يوحي بأنها عروس!!

كانت ترتدي فستانا بسيطاً جداً بلون ذهبي..

وقد قامت بتغطية وجهها القبيح بأطنان من مساحيق التجميل…

مهما حاولت أن تبدو جميلة...لن تستطيع أن تصل لجمال أمي…

حين أصبحت الساعة التاسعة..قام يوسف بطرق الباب لاعطاء الدفتر للخالة هوازن..

وبعد أن قامت بالتوقيع...بدأت النساء بتهنئتها...

اما انا فقد شعرت برغبة بالبكاء…

لقد انتهی الامر...لقد أصبحت زوجة لابي منذ الآن..

حاولت جاهدة الا ابكي..ولكن دمعة خائنة نزلت من عيني..

مسحتها بسرعة ثم ركضت باتجاه الحمام..

بدأت اغسل وجهي بقوة :لا تبكي...لا تبكي..

أخذت نفساً عميقاً...

شعرت ببعض الرحة..

خرجت من الحمام وجلست بجانب لين..

نظرت لين الي وهي تعقد حاجبيها:حنين هل كنت تبكين؟؟

نظرت اليها بصدمة..كيف تستطيع المحافظة على هدوئها..

لماذا لاتشعر بالحزن مثلي..

تجاهلت سؤالها...ليس لدي رغبة في الكلام..

بعد نصف ساعة تقريباً. ..قاموا باحضار العشاء…

أما الخالة هوازن فقد ذهبت مع عمتي أمل إلی المجلس..

ستجلس مع أبي هناك..

طلبت مني عمتي أن أذهب لتهنئة أبي…

لماذا لا يستطيعون فهم مشاعري..

ألا يكفيهم أنني حضرت إلی هنا رغماً عني؟؟

ذهبت ليان لتهنئة أبي ...أما أنا فقد رفضت ذلك..

إن رأيته الآن سأبكي بالتأكيد…

لا أريد أن أظهر ضعفي أمام تلك الافعی…

بعد انتهاء العشاء بدأت النساء بالذهاب لمنازلهم..

وحين أصبحت الساعة العاشرة والنصف...أصبح المكان خالياً إلا من بعض العاملات اللاتي قامت عمتي أمل بإحضارهم للقيام بخدمة الضيوف وتنظيف المنزل بعد ذهابهم..

بعد أن قاموا بالتنظيف أعطتهم عمتي النقود ثم خرجوا..

تقدمت عمتي نحوي وهي تتحدث بالهاتف:حسناً حسناً سننزل الآن..

أغلقت الهاتف ثم نظرت إلي:هيا بسرعة يوسف ينتظر بالاسفل..

نظرت إليها بصدمة:يوسف؟؟

ألن نذهب مع أبي..

نظرت إلي بتعجب:تريدين الذهاب مع والدك؟

لقد خرج منذ مدة..ستبيتون عندي اليوم..

شعرت أن سكيناً تطعن في صدري..لقد كانت تلك القشة التي قصمت ظهر البعير..

لم أستطع منع دموعي أكثر..

قمت بارتداء نقابي حتى لا يلحظوا دموعي..

لقد ذهب..

ذهب وتركنا هنا..

ركبنا في سيارة يوسف وتوجهنا نحو منزل عمتي..

أما أنا فلم أتمكن من التماسك أكثر...انفجرت بالبكاء فوراً

أنا أتألم...اتألم بشدة..

لم يكن يسمع في السيارة سوى صوت شهقاتي..

لم يحاول أحد تهدئتي..فقد اعتادوا بكائي في اخر فترة..

لم يعد بكائي يهمهم..

لماذا يا أبي لماذا؟؟

تركنا منذ البداية..

كله بسببها..

أكرهها..أكرها الآن أكثر من أي وقت مضى..

تريدين التخلص منا إذًا…

انتظري حتى ترين المفاجأة التي قمت بتحضيرها من أجلك..

ابتسمت وسط دموعي وأنا أتذكر مافعلته هذا الصباح..

كنت أود رؤية وجهك وأنت تبكين..

هذه البداية فقط..منذ اليوم سأعلن الحرب ضدك..

وسنری من سينتصر في النهاية..

أنت...أم أنا..

.
.
.

قمت بإيصال أمي مع أبناء خالي أحمد إلی المنزل..

التفت إلی أمي قبل أن تخرج..

أمي أنا ذاهب إلی المشفی..

نظرت إلي بدهشة:الآن!!

هل أنت جاد!!

-اا نعم لقد نسيت شيئاً هناك لا تقلقي لن أتأخر..

-حسناً اذا انتظر حتى الصباح..

-كلا علي الذهاب الآن لن أتأخر صدقيني..

زفرت بعمق:حسناً. .

تحركت بسيارتي متوجهاً نحو المستشفی..

في الحقيقة..لم انس شيئاً ولكنني لم أتمكن من رؤية جمان هذا اليوم..

انشغلت كثيراً بسبب زواج خالي..

كما أن العم خالد قام بزيارتها هذا الصباح…

لذلك لم أتمكن من الدخول..

إنها الحادية عشرة والنصف الآن..لن أتأخر كثيراً…

سأبقی لديها لعشر دقائق فقط..

دخلت إلی غرفتها ثم جلست بجانب السرير:السلام عليكم كيف حالك اليوم يا جمان؟؟

هل تعلمين من أين أتيت.؟؟

لقد تزوجت أمك بخالي اليوم..

أتمنی لهما التوفيق…

لو أنك كنت معها كانت ستسعد بالتأكيد..

افتحي عينيك فقط وسآخذك إليها بنفسي..اتفقنا؟؟

ارتسمت علی وجهي ابتسامة خفيفة…

في بعض الأحيان أشعر أنني مجنون وأنا أتحدث اليها..

هههه لو دخل أحد الأطباء الآن وسمعني سيضحك بالتأكيد..

لقد أخبرت الطبيب المسؤل عن حالتها أنني ألحظ بعض التحركات منها..

ولكن ابتسامة ارتسمت علی وجهه ورد علي ببرود:كنت تتوهم..

أخرجت هاتفي من جيبي وفتحت تطبيق المصحف …

-احم حسنا لقد أنهينا ختمتنا بالأمس صحيح؟؟

هيا سنبدأ الآن بختمة جديدة..

بسم الله الرحمن الرحيم..

بدأت بقراءة كلماته العذبة إلى أن بدأت بالانسجام..

وبعد قراءة عشر صفحات تقريباً ألقيت نظرة سريعة عليها…

وجدتها تنظر إلي بهدوء…

ابتسمت لها ثم عدت لمتابعة القراءة..

انخفض صوت قراءتي تدريجياً ثم توقفت…

بدأ قلبي يخفق بشدة...مهلاً!!

هل كانت عينيها مفتوحتان؟؟

رفعت رأسي بسرعة لانظر إليها من جديد ولكن عينيها كانت مغلقتان..

هل كنت أتوهم؟؟

فركت عيني بتعب...يبدوا أنني أتوهم فعلاً…

وقفت من الكرسي وأنا أهم بالخروج..

ولكن مهلاً...هناك شيء لفت انتباهي..

رأسها متجه باتجاه الكرسي…

سرت قشعريرة في جسدي...

هل يعقل!!

هل كانت تنظر إلي حقا؟؟

توجهت نحو الباب وانا انتفض…

مددت يدي لافتحه..

امسكت بالمقبض ثم نظرت اليها :اتمنی لك الشفاء..

قلتها ثم خرجت مسرعاً واتكأت علی الباب…

أخذت نفسا عميقاً في محاولة مني لضبط انفاسي المتسارعة ..

-اهدأ يا يوسف..اهدأ..

إنها مجرد أوهام..

كثرة تفكيري بها هي السبب..

حاولت إقناع نفسي بأنني اتوهم فقط ولكن دقات قلبي لم تهدأ بعد..

خرجت من المستشفی بخطوات سريعة وكأنني كنت أهرب..

لا أعلم لم شعرت بالخوف وقتها يا جمان..

ستة أشهر مضت وأنا أتمنی أن أراك مستيقظة..

رغبتي الشديدة تلك كفيلة بجعلي أری الأوهام..

ربما كنت أخاف وقتها بأن أتمسك بأمل كاذب..

اعتقدت أنني إن فرحت بذلك الوقت سأكون كمن يفرح برؤية السراب..

لم أستطع استيعاب الأمر فحسب..

كنت خائفاً...جداً. ..

 
 

 

عرض البوم صور شخابيط فتاة   رد مع اقتباس
قديم 16-02-16, 10:39 AM   المشاركة رقم: 5
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jul 2014
العضوية: 271387
المشاركات: 11,135
الجنس أنثى
معدل التقييم: bluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 13814

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
bluemay غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : شخابيط فتاة المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 
دعوه لزيارة موضوعي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



بداية راااائعة جدا


ابدعتي في وصف المشاعر وتصويرها لتصل للقلب مباشرة


هوازن صحيح انها غفلت عن ابنتها ولكن خالد ظلمها بفعلته ..


اتمنى ان تجد السعادة مع احمد الذي يعاني بعد وفاة زوجته ..


حنين انانية كرهت ضيق تفكيرها ومحاولتها افساد الزواج باية طريقة..



يوسف اتوقع ان تجدي تصرفاته خيرا مع جمان
ولا استبعد ان ترجع من غيبوبتها قريبا ..



سلمت يداك واتمنى لك كل التوفيق ومتابعة تنزيلها وعدم انقطاعك


تقبلي مروري وخالص ودي



«اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي»

 
 

 

عرض البوم صور bluemay   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
النوم, جمان/بقلمي, حرمتني
facebook



جديد مواضيع قسم القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 05:34 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية