لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-01-16, 05:56 PM   المشاركة رقم: 51
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Dec 2015
العضوية: 307841
المشاركات: 179
الجنس أنثى
معدل التقييم: عالم خيال عضو على طريق الابداععالم خيال عضو على طريق الابداععالم خيال عضو على طريق الابداععالم خيال عضو على طريق الابداععالم خيال عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 460

االدولة
البلدAland Islands
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
عالم خيال غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عالم خيال المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: ابنة السماء..

 

طبعاً لا يمكنني الاعتراض على رأيك لأنني سأحمل رأياً مشابهاً لو لم تكن الرواية من كتابتي
بمعنى أنني أعرف ما سيجري لاحقاً، ومن ناحية أخرى لأن الحب أحياناً لا يكون منطقياً
الأحداث وشيكة في الرواية بالطبع، ففصلان هادئان هما أكثر ما يمكنني منحكم إياه
وأتمنى أن يروقك انقلاب الأحداث بتلك الصورة

 
 

 

عرض البوم صور عالم خيال   رد مع اقتباس
قديم 13-01-16, 03:58 AM   المشاركة رقم: 52
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
اميرة القلم


البيانات
التسجيل: Aug 2014
العضوية: 273354
المشاركات: 4,068
الجنس أنثى
معدل التقييم: برد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسي
نقاط التقييم: 4345

االدولة
البلدLibya
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
برد المشاعر غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عالم خيال المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: ابنة السماء..

 

في انظارك خيال وواثقة من اداع خيالك في نقل دفة الأحداث لمسارات أخرى غير متوقعة وأتمنى تكون النهاية سعيدة فهذا أهم ما في الموضوع هههه طماعة ‏

 
 

 

عرض البوم صور برد المشاعر   رد مع اقتباس
قديم 13-01-16, 10:21 AM   المشاركة رقم: 53
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Dec 2015
العضوية: 307841
المشاركات: 179
الجنس أنثى
معدل التقييم: عالم خيال عضو على طريق الابداععالم خيال عضو على طريق الابداععالم خيال عضو على طريق الابداععالم خيال عضو على طريق الابداععالم خيال عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 460

االدولة
البلدAland Islands
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
عالم خيال غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عالم خيال المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: ابنة السماء..

 

الفصل العاشر {عرس ودماء}


في اليوم التالي، وكان يوماً تبددت فيه الغيوم وبدأت الشمس تنير السهول وتنشر بعض الدفء في أرجائها بغير موعد، ابتدأت الاستعدادات باكراً للعرس المرتقب.. انشغل الرجال منذ ارتفاع الشمس في عرض السماء بذبح عدد كبير من الخراف تكفي لإطعام القبيلة كاملة ولضيافة من وصل من الضيوف لحضور هذا العرس.. سالت الدماء غزيرة وخضبت بقعة غير بسيطة من جانب المخيم، واصطبغت ملابس الرجال وأيديهم باللون الأحمر القاني.. وفي الآن ذاته، انشغلت النسوة بترتيب ساحة المخيم وتغطيتها بالمفارش المزخرفة التي جلبتها كل منهن من منزلها كما يفعلن عادة في كل عرس يقام في القبيلة.. بينما قام بعضهن بعجن العجين وإعداد مختلف الفطائر المحشوة والحلويات المحلية.. بعدها ومع ميلان الشمس لمغيبها، بدأن بتحضير أنواع الطعام الرئيسي للعشاء، من أرز باللحم والخضار وأنواع مختلفة من المرق وتحضير الخراف المشوية، وبدأت رائحة الطعام الشهي تغمر المخيم كاملاً ويسيل له لعاب الضيوف الذين احتشدوا وسط الساحة..
وبينما اجتمع الرجال وسط المخيم يحتسون أنواعاً من الشاي المعطر بالأعشاب المختلفة ويتبادلون الأحاديث مع الضيوف، فإن الفتيات قد سارعن لإنهاء ما عليهن من أعمال وارتداء أفضل ما يملكنه من ملابس وتسريح شعورهن الطويلة مع تزيينها بزينة فضية أو ذهبية، وتزيين أعينهن بكحل فاحم يزيد جمالهن ويلفت الأنظار إليهن.. كان الاحتفال يستغرق الليلة بطولها، وعندها تتمكن كل فتاة من استعراض جمالها ورقصها الفاتن، وربما اقتناص زوج قبل أن يتقدم بها العمر وتقل فرصها في الزواج بأحد الشباب.. وعندها لن يغدو أمامها إلا الزواج برجل يفوقها في العمر بعدة عقود دون أن تملك الرفض أو القبول..
عندما دخلت ججي الخيمة لرؤية تينا، بعد غروب الشمس ببعض الوقت، دهشت لمرأى خطي الدموع التي سالت على خديها دون توقف.. كانت تينا قد ارتدت ثوب عرسها بلونه الأحمر الزاهي كما هي العادة في تلك القبائل، وقد كان على شيء من الاتساع مع حزام ذهبي يتوسطه يظهر دقة خصرها.. وعلى أطراف الكمّين الواسعين كان الثوب مزداناً بحواشي مزخرفة مشابهة للتي زيّنت جزءه السفلي.. أما حلق الثوب فقد كان مطرزاً بخيوط ذهبية لامعة على شكل زهور بديعة المنظر اعتنت تينا منذ صغرها بإتقانها.. وعلى أطراف الثوب أقراص معدنية رفيعة تلتمع بنور المشاعل وتصدر صوتاً ناعماً كلما حركت تينا ثوبها..
وقد اعتنت ستينا بتزيين وجه تينا منذ بعض الوقت.. فاستخدمت كحلاً شديد السواد لعينيها الواسعتين بحيث أظهرت جمالهما، بالإضافة لنقاط موزعة بدقة في خديها وجبينها وذقنها كانت النسوة يؤمنّ أنها تبعد الحسد عن العروس الجميلة.. ولمسات خفيفة من دهن معجون بأعشاب تصبغه باللون الأحمر لإضفاء لون جميل على شفتيها وخديها.. أما شعرها فقد ظفرته في جديلة سميكة على ظهرها وعطرتها بماء الورد، وتخللت خصلاته بعض الزهور البرية البيضاء بالإضافة لبعض الأوراق الموزعة بعناية تطبيقاً لتقليد قديم ورجاء عميق بأن يدوم الرخاء حياتها الخاصة وحياة قبيلتها عامة..
ورغم الجمال البادي على تينا بشكل ملحوظ، لكن الكآبة المخيمة على وجهها والدموع التي تسيل بلا انقطاع قد أفسدت أغلب زينتها وجعلتها بادية التعاسة..
اقتربت منهما ججي بينما ظلت ستينا تتذمر وهي تقول بضيق "حتى متى ستستمرين بالبكاء؟.. لقد قمت بتصحيح الكحل في عينيك عدة مرات، وفي كل مرة تفسدينه بهذه الدموع التي لا تتوقف.."
قالت تينا بصوت متهدج "لكني لا أريد الزواج الآن يا أمي.. ولا أريد الزواج بهذا الرجل.."
شدّت ستينا على كتفها بيد وقالت "وما الذي يمكننا فعله يا تينا؟.. هل تقدرين على رفض أمر من أبيك؟.. لقد حاولتِ ذلك قبلاً، وكانت النتيجة سيئة.. فما الذي تقدرين على فعله الآن؟"
خفضت تينا وجهها وهي تنشج بصمت، فزفرت ستينا بضيق لإدراكها أن دموعها لا تساوي شيئاً عند قادور أو غيره من الرجال.. ولما اقتربت منهما ججي متسائلة "ما الذي يجري؟.. ما بالها تينا؟"
قالت ستينا بضيق "حاولي أن تهدئيها قليلاً يا ججي.. سأذهب لأرى ما فعلته النسوة بطعام العشاء.."
وغادرت متذمرة دون أن تمحو الكدر الواضح على ملامحها، بينما اقتربت ججي من تينا المنزوية في جانب الخيمة، وقالت برفق "ما الذي جرى يا تينا؟.. لمَ هذا البكاء اليوم بالذات؟"
نظرت لها تينا بشيء من الغيظ لأن شقيقتها لم تدرك ولو للحظة مقدار التعاسة التي شعرت بها في الأيام الماضية، ثم قالت باكية "أنت السبب فيما أنا فيه الآن.. لولاك، لتزوجت الرجل الذي أحب، ولما أجبرني أبي على الزواج من ذلك المأفون.."
نظرت لها ججي بدهشة وقالت "وكيف يكون هذا ذنبي أنا؟"
رمت تينا رأسها على ذراعيها وهي تبكي دون انقطاع، بينما لمست ججي كتفها متسائلة "أهناك من تحبينه في هذه القبيلة يا تينا؟.. من هو؟.."
قالت تينا بتهدج "وما المهم؟.. لقد رفضني بكل صراحة، وأخبرني أنه لا يريد الزواج بي.. فما الذي أستطيع فعله الآن؟.."
ظلت ججي تنظر لها وهي بحيرة من أمرها.. استاءت للبؤس الشديد الذي تشعر به تينا، لكنها تدرك أنها لا تملك أن تعاونها بأي شكل من الأشكال.. فقادور لن يرضى بتدخلها في هذا الأمر، ولا يمكن إلغاء هذا العرس بعد أن ابتدأ بالفعل.. فما الذي يمكن فعله؟..
سمعتا صوت امرأة قرب الباب تقول لهما "فلتستعد العروس.. سنخرجها للساحة بعد قليل لتقابل زوجها.."
وأطلقت زغرودة سعيدة وهي تبتعد لتنضمّ لبعض النسوة.. بينما قفزت تينا واقفة بتوتر كبير وقالت برجفة "لا يمكنني أن أصمت على هذا.. لا يمكن لأحد أن يجبرني على هذا الزواج.."
قالت ججي بضيق "تينا.. ما الذي يمكنك فعله الآن؟"
لم تجبها تينا وهي تتجه للجانب الخلفي من الخيمة، فأنصتت للأصوات لتتأكد من عدم وجود أحد قربها.. ثم رمت معطفاً عادي المظهر على كتفيها لتخفي ثوبها زاهي اللون، ورفعت جانب الخيمة الخلفي لتنسلّ منه.. لكن ججي سارعت لإيقافها وجذبها عائدة للخيمة وهي تقول بحنق "ما الذي تفعلينه يا مجنونة؟"
قالت تينا بانفعال "سأهرب.. ألم تدركي ذلك بعد؟"
قالت ججي بحزم "وتظنين أنني سأتركك تفعلين ذلك؟"
تدافعت الدموع من عيني تينا وهي تقول "لماذا؟.. لقد أفسدتِ أمنيتي بالزواج بمن أحب، والآن ترغمينني على الزواج بمن أكره؟.. كيف يمكنك أن تكوني قاسية هكذا؟"
قالت ججي بحنق "أنت تتهمينني بإصرار شديد أنني السبب في تعاستك هذه.. فما الذي فعلته؟.. كيف أبعدتك عمن تحبين إن كان هو قد رفضك بنفسه؟"
لم تجب تينا وهي تشيح بوجهها، فأمسكت ججي كتفيها وقالت "أفيقي من أحلامك هذه يا تينا.. لو فكرتِ بالهرب، فسيأمر أبي بقتلك على الفور.. حياة تعيسة كما تصفينها أفضل من أن تُقتلي في هذه السن الصغيرة.. فما الذي يحدوك لليأس بهذا الشكل؟"
ثم أضافت بابتسامة "كما أنني لا أظن أن تبريق سيئ لهذه الدرجة.. لقد لاحظت نظراته إليك عدة مرات، وقد بدا لي أنه معجب بك، وربما كان يحبك.. لا يمكن أن تكوني تعيسة معه بالشكل الذي تتصورينه.."
قالت تينا بصوت مرتجف "سهل عليك قول ذلك.. فأنت ستحصلين على الشاب الذي تحبينه دون شك.."
نظرت لها ججي بصدمة ودهشة، عندما دخلت ستينا الخيمة.. فقالت على الفور وهي تقترب منهما "ما الحاجة لهذا المعطف البالي يا تينا؟.. ها قد أفسدت زينتك من جديد.."
وأسرعت لنزع معطفها عن كتفيها وإصلاح ما تقدر على إصلاحه.. قبل أن تجذبها خلفها وهي تقول "هيا.. الجميع ينتظر عروسنا الجميلة.."
تبعتها تينا بصمت واستسلام والمرارة واضحة على وجهها.. هل يستحق الأمر منها أن تُقتل على يد أبيها لتمنع هذا الزواج؟.. لقد فات أوان الندم، وما عادت تملك وسيلة للفرار من هذا المصير الذي تبغضه بشدة..
ولما دفعتها ستينا لتقترب من مجلس قادور، وسط زغارد متواصلة من النسوة المبتهجات، تعالى صفير إعجاب من بعض الشباب، بينما بدت غيرة واضحة على وجوه بعضهم ممن سعى لنيل حبها سابقاً دون أن تعبأ بأحد منهم..
اقتربت تينا بخطوات راجفة من موقع أبيها، ثم جلست على يمينه بإشارة منه بينما جلس تبريق على يساره مرتدياً أبهى حلة يملكها.. وفي موقع بعيد جلست ججي قرب كين وتأملت تينا مغمغمة "انظر لتلك الحمقاء.. إنها لم تكف عن البكاء والتذمر، ولو ألقت نظرة جادة على تبريق لأدركت مدى سعادته بها.."
قال كين "أتظنين أن سعادته تلك تعني أنه لن يعاملها بقسوة فيما بعد؟"
قالت ججي مقطبة "فليحاول ذلك.. صدقني ستهشم قبضتي أسنانه الأمامية دون أن أسأله عن سبب تصرفاته تلك.."
ابتسم كين دون تعليق، بينما قالت ججي "ما لا أفهمه أن تينا كانت غاضبة مني بشدة.. لقد اتهمتني عدة مرات أنني سبب تعاستها هذه.. أهي تقول ذلك لأنني لم أتدخل في هذا الزواج ولم أطلب من أبي رفضه؟"
نظر لها كين بشيء من القلق وقال "هل أخبرتك بالسبب لمثل تلك الاتهامات؟"
قالت ججي بحيرة "لا.. لقد كانت تبكي وتلقي كلاماً لم أفهم منه شيئاً.. وهذا ما زاد تعجبي.."
صمت كين دون أن يعلق وقد ارتاح لأن تينا لم تأتِ بذكره أمام ججي.. لم يكن يريد أن تعرف ججي بحب تينا له وسبب رفضه لها.. لا يدري لمَ، لكنه يشعر أن ججي ستكرهه لو أدركت أنه سبب تعاسة تينا هذه..
سمع ججي تقول بعد أن طال صمته ولاحظت شروده في النار التي تتوسط المخيم "ماذا عنك أنت؟.. ألا تفكر بالزواج؟"
نظر إليها كين وهو بدهشة من تحدثها في هذا الموضوع، فنظرت إليه مضيفة "أم أن فتيات الأكاشي لا يعجبْنك؟.. أيجب أن تكون زوجتك من الكشميت؟"
تساءل كين بدوره "ماذا عنك أنت؟.. ألا تفكرين بالزواج؟"
ضحكت ججي بسخرية واضحة وقالت "أتزوج؟.. أتظنني أستطيع الزواج لأنجب الأبناء وأقضي أيامي أنجز أعبائي المنزلية وأطبخ الطعام وأخيط الثياب؟.."
وأشارت لساعدها مضيفة "لم أقم بتقوية ساعدي واكتساب تلك المهارات في استخدام السيف والقوس لأقضي أيامي زوجة لرجل ما.."
نظر لها كين بدهشة، رغم أن تلك الأفكار ليست غريبة على ججي.. ثم علق وهو يراقب الفتيات الراقصات قرب النار "لكن هذا لا يمكن أن يدوم يا ججي.. أنت صغيرة، لكنك يجب أن تتزوجي في يوم ما، ويجب أن تنشئي عائلة خاصة بك.."
قالت بسخرية "الأكاشي لا يعتبرون من تبلغ التاسعة عشر من عمرها صغيرة.. الفتيات يتزوجن قبل السادسة عشر من عمرهن، وأنا كما قلت لك لا أهتم بهذه الأمور.."
ثم أضافت بابتسامة جانبية "ثم إن أبي يعدّني رجلاً.. أم أنك نسيت؟.."
لم يعلق كين على هذا القول بينما دفعت ججي كتفه بقبضتها وهي تضيف "ألا ترى الفتيات يبذلن جهداً محموماً للفت الانتباه برقصهن حول النيران؟.. لا تخيّب آمالهن واختر إحداهن زوجة لك.. أنت في سن مناسبة لذلك تماماً.. ولا أظن أي فتاة ترفض الزواج بشاب وسيم وهادئ مثلك.."
وأضافت بهزء "هذا لو كان لهن الخيار بذلك حقاً.."
ظل كين ينظر للنار الكبيرة وسط المخيم وشيء من الاستياء يخامره.. لمَ تحدثه ججي في أمر الزواج بالذات؟.. ألأنها لاحظت اهتمامه بها؟.. هل هي وسيلة غير مباشرة لتخبره أن يكف عن التفكير بها؟.. لكن لا.. ججي لا تستخدم أساليباً غير مباشرة أبداً.. إنها واضحة وصريحة في آرائها دون أن تعبأ بما قد يشعر به الآخرون تجاه ذلك.. وهذا أشعره باستياء أكبر..
إن ججي لم تره كرجل أبداً في يوم ما.. بالإضافة لكونها ترفض فكرة الزواج من الأساس.. أهذا يعني أن عليه أن ييأس منها بشكل تام وييأس من هذا الحب الذي لن يرى النور يوماً؟..

************************

بعد أن غادرت ججي لتهنئة العروسين، جلس كين قريباً من مينار الذي انعزل عن البقية يدخن غليونه بصمت ويحتسي بعض الشاي.. ولما جلس كين قربه بصمت، تساءل مينار وهو يعبث بغليونه الخشبي "ما بالك؟.. تبدو مغموماً.."
زفر كين بضيق للحظات، ثم غمغم "ججي لا تراني نداً لها أبداً.."
تساءل مينار "أهذا مهم؟.."
قال كين بضيق "أعني أنها لا تراني كرجل أبداً.. تنظر لي نظرة دونية على الدوام، حتى لو لم تكن تعني ذلك.. وهذا ما يغيظني.."
علق مينار قائلاً "جام تربّى على أن القوة هي الحكم الوحيد في علاقاته مع الآخرين.. فكيف تريده أخذك بعين الاعتبار وأنت أضعف منه بمراحل؟.."
قال كين قالباً كفيه "وما الذي يمكنني فعله؟.. مهما حاولت، لن أصبح أقوى منها أبداً.. جسدي ضعيف ولا يمكنني تجاوزها، وهذه هي الحقيقة المؤسية.."
فعلق مينار "لا وجود لجسد ضعيف وجسد قوي.. هناك جسد أهمله صاحبه فغدا ضعيفاً، وهناك جسد بذل صاحبه فيه وقتاً وجهداً حتى أصبح قوياً.."
نظر كين لقبضتيه وهو يشد عليهما ويرخيهما متسائلاً في نفسه كيف يمكنه أن يحقق أمراً كهذا، بينما سعل مينار عدة مرات وهو يدخن غليونه مستخدماً أعشاباً كريهة الرائحة، فغمغم كين "كيف يمكنكم أن تحتفظوا بقواكم وأنتم تستخدمون مواد ضارة كهذه العشبة الغريبة؟.. ألا تدرك أن تدخين مثل هذه الأعشاب يحشد الصدر بأبخرة ضارة ويجعله ينتن بسرعة؟.."
نظر مينار لغليونه معلقاً "ربما.. لكنه أمر اعتدنا عليه بين الأكاشي، لذلك لا أرى مانعاً من ممارسته رغم ما تحاول تخويفي به.."
قال كين "ليس مجرد تخويف بل هو واقع.. لماذا يصر الأكاشي على الحياة البهيمية هذه ولا يحاولون التحضر؟.."
ضحك مينار لقوله قائلاً "هذا ما لا يمكن أن يحصل فلا تحلم به.."
دمدم كين وهو يتذكر تصرفات ججي الخشنة "أدرك ذلك.."
سادهما الصمت لبضع لحظات ولا يتردد إلا صوت مينار وهو ينفث دخان غليونه بهدوء ورتابه، ثم قال قاطعاً الصمت "أتعرف ما الذي سيجري لو حاول الأكاشي التحضر مثل باقي الأمم؟.."
نظر له كين بتساؤل، فأجاب مينار "لو حاولت قبائل الأكاشي نزع رداء همجيتها والتحلي ببعض التحضر كما تفعل باقي الأمم، فستغدو لقمة سائغة وسهلة لباقي الممالك التي تتلهف للحصول على هذه السهول والوصول للبحر الذي تطل عليه.. نحن قلة مقارنة ببقية الشعوب، وجلّ ما نخشاه أن نذوب في الممالك القريبة ونصبح ذكرى لا يتذكرها أحد وتاريخاً لن يعبأ شخص بتسجيله وتخليده.."
لم يعلق كين بموافقة ضمنية على ما قاله مينار وهو يتأمل النار المتوهجة أمامه، ثم غمغم "ألستَ نادماً لما نتج عن دفعكم ججي لتسلك مسلك الرجال؟.."
أجاب مينار ببساطة "لا.. فما ستواجهه وهي فتاة من الأكاشي سيكون أسوأ بمراحل.."
وأشار لتينا التي كانت تجلس في موقعها دون أن تخفي ملامح وجهها البائسة مضيفاً "وهذا أقرب مثال لما أعنيه.."
نظر كين لتينا التي لم ترفع بصرها منذ جلست في ذلك الموضع.. وراوده شيء من تأنيب الضمير لرؤية البؤس في ملامحها.. لقد سعت إليه محاولة الخلاص من هذه الزيجة التي ترفضها، لكنه لم يقدم لها يد العون ولم يعبأ لما يجري لها.. فهل هو سبب تعاستها هذه؟.. لكن كيف يجبر نفسه على الزواج بها وهو لا يراها إلا أقرب لشقيقة صغيرة له.. لم يكن اهتمامه بها يتجاوز ما قد يفعله لو كانت شقيقته بالفعل، فهل فسّرت تينا ذلك تفسيراً خاطئاً؟.. وبالعكس من ذلك، رغم كل الاهتمام الذي يبديه كين تجاه ججي، فإنها لم تفهم في يوم من الأيام مقدار ما يحمله لها من مشاعر..

************************

في اليوم التالي، وبعد احتفالٍ طال حتى ساعات الفجر الأولى، استيقظت تينا على بعض الجلبة في جانب من المكان.. تلفتت حولها ناعسة ملاحظة ملامح الخيمة الغريبة عليها، عندما صفا عقلها وتذكرت أنها ما عادت في خيمة أبيها، بل في خيمة زوجها البغيض ذاك.. فاعتدلت وهي تتلفت حولها بقلق.. لقد قضت ليلتها جالسة في زاوية المكان والدموع تغرق وجهها، ولا تزال آثار تلك الدموع واضحة على خديها وهي تشعر بآلام شديدة في جسدها بسبب نومها بتلك الطريقة الغريبة..
انتبهت في تلك اللحظة إلى تبريق الذي كان يجلس قرب النار المشتعلة وسط الخيمة، ولما انتبه لتحركاتها المتوترة نهض واقترب منها قائلاً "هل استيقظت؟.. كيف يمكن لعروس أن تقضي ليلتها مندسّة كفأر؟"
توترت تينا بشدة وغالبت غضبها من قوله وهي تنكمش على نفسها وتدير وجهها بعيداً بصمت.. فوجدته ينحني قربها ويناولها كوباً من الفخار قائلاً "تناولي بعض الحليب الدافئ حتى أقوم بتحضير بعض الطعام لك.."
ولما لم يجد منها استجابة، وضع الكوب أمامها وعاد لموقعه لينشغل في عمله، بينما اعتدلت تينا في جلستها بألم شديد.. لاحظت في ذلك الوقت ذلك الغطاء الذي وضع على كتفيها وهي نائمة.. فشدته حول جسدها لتحصل على بعض الدفء وهي تتمنى لو تتمكن من الاقتراب من النار.. لو أنه يغادر هذه الخيمة، لأمكنها التحرك بشيء من الحرية بدل الجلوس بذعر في زاوية المكان..
ظلت تراقب تبريق بصمت ومرارة وتتخيل وجود كين مكانه.. لو كان كين هو زوجها، لكانت الآن أسعد فتاة في هذه القبيلة.. لو كان كين هنا........
تذكرت نصيحة أمها لها بأن تصرف النظر عن الحب الذي لم تحصل عليه، والتعاسة التي ستتبع مثل ذلك التفكير.. ورغم عدم اقتناعها بهذا الأمر، لكنها فضّلت أن تتبع نصيحتها وهي تزفر بضيق وكدر شديدين..
التفت إليها تبريق وتأمل الكدر على ملامحها، ثم اقترب منها قائلاً "هل ستظلين صامتة طوال الوقت يا تينا؟.."
لم تجبه وهي تدفن وجهها بين ذراعيها، فقال وهو يجثو على ركبتيه أمامها "هل ستظلين غاضبة لزواجي منك بهذه الصورة؟"
نظرت له بحنق وغضب.. ثم دمدمت وهي تدير وجهها جانباً "وهل ظننتَ أنني سأقع في حبك فور زواجك بي رغماً عني؟"
قال تبريق "لا.. لكن لم أتوقع أن تقضي ليلتك باكية منتحبة بتلك الصورة.. لقد خشيتُ أن تقضي نحبك لشدة البكاء الذي رأيته البارحة.."
عادت لصمتها وحاجبيها معقودان بشدة.. مد تبريق يده وأزاح خصلة من شعرها برفق، فلاحظ أنها أبعدت رأسها عنه بضيق شديد وتوتر أشد.. عندها قال "ما الذي يمكنني أن أفعله لأنال رضاك يا تينا؟.. أتظنين أنني سعيد بتعاستك هذه؟"
قالت بغضب "لو كنت تريد سعادتي لما سعيت للزواج بي رغماً عني وأنت تدرك أنني أحب رجلاً آخر.."
قال بضيق "وأتركك لذلك الذي رفضك بكل صراحة؟.. ألا تفهمين أنك لم تكوني لتتزوجيه حتى لو أطلقت سراحك؟.. أنتِ الحمقاء الوحيدة التي لم ترَ اهتمامه المنصب على ججي وحدها.."
أشاحت تينا وجهها بغضب ومرارة، فتنهد تبريق وهو يتأمل ملامحها بصمت.. ثم قال "لنعقد مهادنة بيننا ولو مؤقتاً.. سأفعل كل ما تطلبينه، شرط أن تزيلي هذا العبوس من ملامحك ولا تظهري غضبك كلما رأيتني.. أريدك أن تتناسي كرهك لي، وتمارسي حياتك بصورة عادية حتى تعتادي على وجودي.."
رغم يقينها أنها لا يمكن أن تتناسى كرهها له، لكن بدا لها هذا عرضاً لا يمكن تفويته.. فنظرت إليه وقالت بحزم "لا بأس.. شريطة أن تلتزم بما أطلبه منك.."
هز تبريق رأسه موافقاً، فقالت على الفور "أولاً، لا أريدك أن تلمسني.."
نظر لها تبريق بدهشة وتساءل "لمَ تزوجتك إذاً؟"
قالت بعصبية "هل سترفض شرطي الأول؟.."
زفر بضيق وقال "حسناً.. لك ذلك.."
فقالت بسرعة "ولا أن تتباسط معي بالحديث بتاتاً لو لم أكن أنا البادئة.."
هز تبريق رأسه موافقاً وهي تضيف "أعمالي سأقوم بها متى ما شئت.. ولا يمكنك التذمر لو لم أقم بأي منها.. سأخرج متى ما أشاء وأعود متى ما أشاء ولا يحق لك التدخل في أموري.. سأحدث من أشاء دون أن تفرض سلطتك عليّ....."
فقال تبريق بسرعة "لن أسمح لك بالحديث مع كين وملاحقته بعد أن أصبحت زوجتي.."
فقالت بحنق "لا يحق لك التدخل في شروطي.."
فقال بصرامة "لا.. لو ظننت لوهلة أنني سأصمت وأنا أراك تتبسطين مع حبيبك وتضحكين معه فأنت واهمة.. أنا لن أسمح لك بإذلالي أمام القبيلة أبداً.."
ونهض مغادراً بغضب وتينا تقول حانقة "إذاً لا يحق لك أن تطالبني بألا أغضب.. لا يحق لك المطالبة بأي شيء.."
وعقدت ذراعيها على صدرها بحنق وهي تزفر بشدة.. لقد ظنت لوهلة أن تبريق سيستسلم لطلباتها ويخضع لها.. لكنه، كما هم رجال الأكاشي جميعاً، لا يطيق أن تفرض عليه امرأة شروطها.. ولا يطيق ألا يظهر قسوته عليها كما اعتاد طوال حياته.. فكيف يكون تبريق أفضل من غيره كما تدّعي ججي؟..

************************

في الليلة التالية، كانت آثار ذلك العرس لا تزال باقية في جوانب المخيم.. وبينما رحل أغلب الضيوف مع بدء نهار اليوم التالي، فإن بعضهم قد فضّل البقاء وتوطيد الأواصر مع قبيلة (أبناء الذئاب) لمصالح مشتركة بينهم..
في تلك الليلة الهادئة، والتي غاب قمرها خلف غيوم كثيفة منذرة بجوٍ عسير، سكن كل شيء في المخيم المقام على حافة المنحدر الصخري.. انزوى أغلب الأكاشي في خيامهم هرباً من البرودة التي تزايدت حتى ما عادت النار قادرة على تخفيفها ولو بشكل ضئيل.. خلت ساحات القرية من حلقات السمر المعتادة من الشباب والرجال.. ورغم النيران التي تشتعل كما هي العادة وسط تلك الساحات، إلا أن أصحابها قد كفّوا عن الجلوس قربها تاركينها للريح تعبث بها، بينما كفّ الصبية عن الركض وسط القرية بنشاط كما يفعلون عادة.. وفي جانب المخيم، في الموقع الذي يطلّ على المنحدر والخليج من خلفه، جلس مينار بصمت متدثراً بمعطفه وهو يدخن غليونه ويرمق الأفق المظلم بصمت.. وبعد وقت قضاه وحيداً، انتبه لتلك الخطوات التي اقتربت منه وصوت ججي يقول "من العجيب وجودك خارجاً في مثل هذا الوقت.. هل تنتظر هطول الثلوج؟"
تساءل مينار "ماذا عنك أنت؟.. ما الذي أخرجك في مثل هذه البرودة؟"
جلست قربه قائلة "كنت أبحث عنك ولم أعثر عليك في خيمتك.. لقد مللت من البقاء في الخيمة دون عمل وأتيت للحديث معك.."
فقال مينار "وما الذي أتيت للحديث عنه؟"
صمتت ججي للحظات، ثم تنهدت وقالت "مازلت أشعر بالضيق لما جرى لتينا.. لقد رأيتها اليوم عندما قمت بزيارتها صباحاً.. كانت ما تزال تبكي لزواجها من شخص لا تحبه، وما تزال بائسة المظهر بشكل لا يليق بعروس.. فهل أخطأتُ بعدم التدخل في أمرها قبل أن يتم هذا الزواج بالفعل؟"
نفث مينار دخان غليونه وقال "أتظن أن تدخلك يمكن أن يأتي بنتيجة أفضل لها؟"
قالت ججي بضيق "لا أعلم.. وهذا ما يسبب لي الضيق.. لا يسعدني رؤيتها بهذه الحالة، فهي شقيقتي الصغرى وأنا أتمنى أن أراها سعيدة.. لكن لا يمكنني أن أتهم تبريق بأنه سبب تعاستها.."
لم يعلق مينار وهي تضيف بتبرم "لقد كانت تبكي بحرقة قبل عرسها فلم أتمكن من معرفة أي أمر منها.. كل ما فهمته أنها كانت تحب شخصاً ما وكانت ترجو الزواج منه.. لكنه قد رفضها.."
ثم أضافت بغيظ "لو علمت من هو ذلك المأفون الذي يجرؤ على رفض فتاة جميلة كتينا ويتسبب بتعاستها، فلابد أن يذوق مني لكمة أو اثنتان.."
علق مينار بابتسامة "وأنت لم تدرك من هو قط؟"
نظرت له ججي بشيء من الدهشة، ثم تشبثت بملابسه قائلة بانفعال "أتعلم أنت من هو؟.. أخبرني هوية ذلك الوغد بسرعة يا مينار.."
قاطعها مينار في تلك اللحظة وهو يحدق في الأفق البعيد بتقطيبة قائلاً "أترى ما أراه يا جام؟"
نظرت ججي للأفق الأسود حيث يشير بصمت للحظات، ثم تساءلت بحيرة "وما الذي تراه؟"
أجاب مينار "أرى ناراً.."
أطلقت ججي ضحكة متعجبة وقالت "نارٌ وسط المياه؟.. يبدو أن بصرك قد وهن يا مينار.."
قال مينار بحنق "ما الذي تعنيه........؟"
قاطعهما صوت انفجار قوي اندلع من موقع ما خلفهما في المخيم، وقد كان من القوة بحيث تناثرت شظاياه في بقعة واسعة حوله.. استدار الإثنان خلفهما بذهول ودهشة ليريا تلك النار العظيمة التي اندلعت من أحد المواقع القصيّة في المخيم.. فقفزت ججي واقفة وهي تهتف "هل نتعرض لهجوم من إحدى القبائل؟"
استلّت سيفها الذي لا تتخلى عنه وهي تهمّ بالاندفاع نحو ذلك الموقع، لكن مينار أمسك ذراعها وهو يقول بجدية وانفعال "مهلاً يا جام.. ألا ترى ما أراه حقاً؟"
قالت ججي بتوتر "ليس هذا وقته يا مينار.. يجب أن نصدّ المهاجمين قبل أن يلحقوا بنا خسائر أخرى.."
لكن مينار لم يفلتها وهو يشير للأفق الأسود.. ولما دققت البصر هذه المرة للحظات، تراءى لها أن ناراً في موقع بعيد قد اشتعلت لوهلة قبل أن تنطفئ.. ولم تكد النار تنطفئ حتى سمعوا انفجاراً مماثلاً في موقع آخر من مخيمهم بحيث أثار ذعراً أكبر بين الأكاشي وهم يتراكضون هاربين من عدو لا يرونه..
نظرت ججي حولها بتوتر ودهشة، ثم هتفت "ما معنى هذا؟.. أتظن أن لتلك النار التي تشتعل عند الأفق علاقة بما يحدث هنا؟"
أجاب مينار "أغلب الظن أن هذا ما يحدث.."
واندفع عبر المخيم تتبعه ججي التي لم تتخلّ عن سيفها رغم أنها لا تعلم من العدو حقاً.. وبينما تعالى الصياح في جوانب المخيم وتراكض الرجال باحثين عن العدو ومحاولين إطفاء النار التي اشتعلت في موقع الهجومين السابقين، فإن ججي تلفتت حولها بحثاً عن المتسببين بذلك الانفجار دون أن ترى دخيلاً في المخيم.. ولم يكن صعباً العثور على واحد على ضوء النيران التي ألقت وهجاً قوياً في بقعة واسعة من المخيم.. فهل كان سببه حقاً تلك النار التي تشتعل وسط المياه؟..
اندفع مينار نحو قادور الذي وقف وسط ساحة المخيم يصيح برجاله ملقياً أوامره، فاقترب منه مينار وهو يسمعه يصيح "ابحثوا عن المهاجمين.. لابد أن جماعة منهم قد بدأت الهجوم علينا بغفلة من الجميع.."
اعترضه مينار قائلاً "لا حاجة بكم للبحث عن عدو يا قادور.. فلن تعثروا على أحد.."
سأله قادور "ماذا تعني؟"
أجاب مينار بتوتر كبير "لأن عدونا لم يقترب منا عبر السهول.. بل عبر البحر القريب.."
نظر له قادور مصعوقاً وججي تقول بانفعال "رأينا ناراً تشتعل وسط البحر، وبعدها بدأت هذه الانفجارات تتابع في المخيم.. فما معنى هذا؟.."
فوجئوا في تلك اللحظة بانفجار قوي يصيب موقعاً وسطاً بين الخيم، فصاحت ججي وهي تستدير لذلك الموقع "لقد أصيبت خيمتك يا مينار.."
لم يعلق مينار بينما اندفعت ججي نحو الخيمة صائحة "كين...."
لم يتبعها مينار وهو يقول لقادور "ما العمل الآن؟ هذا هجوم لا قِبَلَ لنا به.."
قال قادور بحنق "من الذي يقف خلف هجوم مثل هذا؟.."
علق مينار بتوتر قائلاً "ومن تظنه يكون؟.. عدونا الذي أوهمنا أنه صرف النظر عن محاولة غزونا منذ سنوات.."
في تلك الأثناء، كانت ججي تركض نحو خيمة مينار التي تهشمت بشدة واندلعت النيران فيما سقط من أخشابها تأكله بشراهة.. فاقتربت من بقايا الخيمة وصاحت "كين.. أأنت بخير؟"
اندفعت نحو أقرب الأخشاب إليها وحاولت رفعها بأقوى ما تستطيع.. حاولت إزاحة الأخشاب بعيداً وإيجاد وسيلة للبحث عن كين تحت حطامها وهي تشعر بقلق شديد.. إنه لم يستجب لها بكلمة، فهل فقد الوعي؟.. هي واثقة من وجوده هنا لأنها رأته عندما أتت بحثاً عن مينار.. فما الذي جرى له؟..
ازداد توترها وهي تزيح ما تقدر عليه من أخشاب، حتى استطاعت أن ترى طرف ذلك المعطف الملقى أرضاً.. كان ذلك معطف كين، وهي تظن أنه كان يرتديه عندما رأته لآخر مرة.. فانقبض قلبها بشدة وهي تحاول رفع تلك القطعة الخشبية الكبيرة عن الموقع وتصيح "كين.. هل تسمعني؟.. أجبني أرجوك.."
لكنها لم تجد منه استجابة ولم تتمكن من رؤية وجهه أو جسده من تحت الركام.. فحاولت استنفار ما تملكه من قوة لرفع ذلك الجزء المنهار وهي تسمع صدى انفجارٍ آخر يدوي في جزءٍ آخر من المخيم.. لكنها لم تفلح في ذلك والقطعة الخشبية تهوي مجدداً تاركة ججي تلهث هامسة بذعر "ما الذي سأفعله الآن؟"
شعرت بيد توضع على كتفها وصوت يقول "ما الذي تفعلينه؟"
استدارت بدهشة خلفها لتجد كين ينظر إليها بتعجب.. عندها زفرت وهي تهوي جالسة قائلة بتوتر "أنت لم تكن في الخيمة..!.. لقد ظننت لوهلة أنها قد هوت على رأسك.."
فقال كين "لقد سمعت الانفجار الأول، ولم أتمكن من البقاء في موقعي فخرجت لاستطلاع الأمر.."
فغمغمت ججي "لحسن حظك بالتأكيد.."
ساعدها كين على النهوض متسائلاً بقلق "أأنت بخير؟.. ما الذي يجري هنا؟"
أجابت ججي متلفتة حولها "لا نعلم.. نرى ناراً وسط المياه في الجنوب ثم يندلع الانفجار فجأة وسط المخيم.. وأنا لا أفهم ما يجري حقاً.."
كف كين عن اللحاق بها وهو يقف مبهوتاً، ثم هتف "أهناك سفن تربض وسط الخليج؟"
نظرت له بدهشة، بينما أمسك كين كتفيها وهو يقول بانفعال "هذه القنابل تطلقها المدافع من السفن.. إنه ليس هجوماً برياً إذاً.."
وركض نحو وسط المخيم حيث وقف قادور يصيح بمن حوله من الرجال "اخرجوا من المخيم واحتموا بأعلى تلة قريبة.. غادروا الموقع قبل أن تهوي القنابل على رؤوس الجميع.."
فهرع كين إلى مينار قائلاً "هل رأيتم السفن التي تسببت بهذا الهجوم؟"
أجاب مينار بتوتر "لا.. لكننا نجزم بوجودها.. الظلام حالك بسبب الغيوم الكثيفة التي تحجب نور القمر.. ولا أعلم كيف يتمكن أعداؤنا من إصابة مخيمنا في هذا الظلام.."
فقال كين متلفتاً حوله "لابد أنهم اهتدوا بضوء النيران المشتعلة في الخيم.. هذه النيران تدل على موقعنا بوضوح.."
استدار إليهم قادور قائلاً بتقطيبة "ساعدوا الأهالي على الهرب من المخيم بأسرع ما نستطيع.. هناك الكثير من الإصابات بالفعل، لكن لا نريد المزيد منها قبل مواجهتنا للعدو بالفعل.."
فقالت ججي وهي تمسك بذراعه "عليك الرحيل أنت أولاً يا أبي.. لا نريدك أن تصاب في مثل هذا الهجوم.."
وافقها مينار قائلاً "انسحب يا قادور مع المنسحبين من رجال القبيلة.. فما عاد لديك ما تفعله في هذا المكان.."
لم يعلق قادور وهو يهز رأسه إيجاباً.. بينما التفت مينار إلى ججي وكين قائلاً "سأعاون من أستطيع معاونته هنا.. عليكما إبعاد الخيول والماشية قبل أن يقضي عليها انفجار مثل هذا.."
هز الإثنان رأسيهما موافقين، وأسرعا لتنفيذ ما طلبه وكين يتساءل بقلق "أتظنين أن الملك العربي قد أرسل سفنه في هجوم جديد؟"
قالت ججي مقطبة بغضب "ومن غيره؟.. تباً له.. هذه مواجهة غير عادلة.."

************************

في جانب آخر من المخيم، استيقظت تينا من نومها فزعة على صوت ذلك الانفجار.. كانت قد لجأت للنوم باكراً لكي لا تضطر لرؤية تبريق أو الحديث معه، وفضلت الهرب بهذه الوسيلة دون أن تملك وسيلة أخرى للخلاص من هذا الزواج.. لكن الانفجار المرعب قد أيقضها فتجمدت في موقعها وضربات قلبها تتزايد بشدة.. ما هذا الصوت المفزع؟.. هل كان جزءاً من حلمها؟.. لكن الصياح والوهج الذي بدأ يتعالى من موقع بعيد من الخيمة قد جعلها توقن أنها لم تكن واهمة..
أسرعت تغادر الخيمة بقلب واجف لترى النيران مشتعلة في إحدى الخيم التي لا تبعد عنها بكثير، بينما اندلع انفجار آخر في موقع آخر من المخيم شهقت له تينا وهي تقول فزعة "يا إلهي.. أهذه نيران من السماء؟.."
تلفتت حولها بحثاً عن تبريق فلم تعثر عليه، فانطلقت في المخيم بحثاً عن عائلتها لتطمئن عليهم.. كان تراكض الرجال وصياح بعض النسوة يفزعها أكثر فأكثر، ولم تشعر بالراحة حتى رأت خيمة قادور منتصبة في موقعها كالعادة، ورأت أمها تقف أمامها مفزوعة بدورها.. اندفعت تينا إلى أمها صائحة "أمي.. أأنتم بخير؟"
أسرعت ستينا تضمّها إلى صدرها وهي تقول بصوت مرتجف "أنت بخير يا صغيرتي؟.. شكراً للسماء.. ظننت أن الانفجار الأخير كان قريباً من خيمة زوجك.."
تساءلت تينا بقلق "كيف ججي وأبي؟.. هل هما بخير؟.."
رأتا قادور قادماً نحوهما بخطوات مسرعة، فأسرعت إليه تينا وهي تقول "أأنت بخير يا أبي؟.. كيف هي ججي؟"
قال قادور بسرعة "كلنا بخير.. أسرعا بالمغادرة مع البقية خارج المخيم.. لا يزال الهجوم يستهدفنا، وما يزال الأوغاد بعيدين عن قبضة أيدينا.."
قالت ستينا بقلق "ما الذي يجري هنا؟.. من هم؟.. وكيف أمكنهم إحداث تلك التفجيرات الهائلة في المخيم؟"
رأت قادور يسرع للخيمة فيتناول خوذته ويرتديها، ثم تناول سيفه ودرعه وستينا تسأله بإلحاح "من هم هؤلاء يا قادور؟"
أجاب قادور وهو يهرع خارجاً "إنه هجوم من الملك العربي كما يبدو.. وهو قادم عبر البحر.."
ثم نظر إلى الفزع في وجهيهما وأضاف "أطيعا ما طلبته منكما.. غادرا المخيم دون إبطاء.."
وغادر لموقع آخر من المخيم، بينما جذبت ستينا يد ابنتها وهي تركض مع من مرّ قربها من رجال ونساء القبيلة مغمغمة بقلق "من أين أتانا هذا الهجوم الغادر يا ترى؟.. إن ابنتي لم تكد تهنأ بعرسها يومين متتاليين.. يا للحظ السيئ.."
تبادر لذهن تينا في تلك اللحظة أنها لم تبحث أو تسأل عن زوجها بتاتاً.. لكن لم تكن تملك رفاهية الوقوف والسؤال عنه في تلك اللحظة وهي تركض مع أمها التي تقبض على يدها بقوة.. هو رجل، ويمكنه تدبر أموره جيداً.. كما أنه ولابد منشغل بأمر هذا الهجوم، لذلك لا تظنه سيبحث عنها أو يقلق لأمرها..فلمَ عليها هي أن تقلق لأمره؟.. تبعت أمها مغادرتين المخيم وهي تبعد تبريق عن ذهنها تماماً، بينما انفجارٌ آخر يدوي في الجانب البعيد من المكان مطيحاً بمجموعة أخرى من الخيام..
وفي جانب آخر من المخيم، انطلق كين مع ججي نحو الماشية التي علا صوت ثغائها المذعور والأحصنة التي تصهل وترفس محاولة الخروج من الموقع الذي احتجزت فيه وصوت القذائف يثير ذعرها بشدة.. رأتا عدداً من الرجال يحاولون إبعاد الماشية عن ذلك الموقع ويفتحون جوانب السور المحيط بها لمنحها القدرة على الابتعاد بأسرع ما تستطيع.. فاقتربت ججي تعاون الرجال في هذا وهي تصيح بكين "قم بإبعاد الماشية نحو السهول على ظهر حصانك.. يجب ألا نتركها تتشتت فزعة من الأصوات العالية.."
لم يعلق كين وهو ينطلق نحو حصانه فيمتطيه دون سرج، وحمل سوطاً يستخدمه الرجال لتوجيه الماشية في المراعي القريبة، ثم سار بحصانه يتقدم القطيع الذي ركض مغادراً الموقع بهياج شديد.. وبفرقعات من سوطه، كان كين يدفع الماشية الشاردة لتعود لبقية القطيع وهو يوجّهها نحو التلال القريبة، ولم تلبث ججي وأحد الرجال أن انضما إليه على ظهور الأحصنة وهما يقتادان من يمكنهما اقتياده من الأحصنة الأخرى بعيداً عن المخيم.. وقفت ججي على ظهر الغبراء للحظة تتأمل المخيم الذي اشتعل بعدّة نيران متفرقة، ثم صاحت بكين الذي انشغل بإعادة بعض الخراف الوليدة التي ذعرت وهي تركض مبتعدة "كين.. يجب أن أعود للمخيم.."
صاح بها كين "لماذا؟.. علينا إنهاء ما نفعله هنا.."
فقالت بقلق "يجب أن أعود لأرى ما يفعله أبي.. إنه لن يغادر المخيم قبل مغادرة الجميع.. أنا واثقة من هذا.."
وأدارت الغبراء وهي تصيح "أترك لك إنجاز باقي الأعمال هنا.."
اندفعت مبتعدة بينما صاح بها كين "مهلاً.. لا تكوني حمقاء......"
قاطعه صوت انفجار قوي اندلع بينهما وأضاء المكان لوهلة بينما دفعته قوة الانفجار بقوة حتى سقط حصانه وهو يصهل بذعر.. كان كين محظوظاً لتفادي سقوط الحصان عليه، وقد حاول الاعتدال جالساً بعد أن نهض الحصان وركض مبتعداً.. ولما ألقى نظرة على موقع الانفجار تجمد للحظات وهو يغمغم "ما هذا الحظ السيئ.."
كان الانفجار قد سقط وسط جزء من الماشية التي تخص القبيلة، فأصاب أعداداً كبيرة منها.. ولما تبدد الدخان الناتج عن ذلك الانفجار، رأى كين بوضوح الأشلاء المتناثرة والدماء التي صبغت بقعة كبيرة أمامه، أما الرائحة الناتجة فكانت عسيرة على الوصف..
بعد أن فقد كين حصانه، نهض وركض محاولاً الدوران حول موقع الانفجار ومتفادياً وطء الأشلاء وهو يصرخ "ججي.. أأنت بخير؟"
سمع صوتها وهي تنهض من على مبعدة "أنا بخير.. كان من الممكن أن تسقط هذه النار على رأسي.."
ونظرت خلفها للموضع الذي سقطت فيه القنبلة وهي تضيف بأسيً وغضب شديدين "هذه الماشية هي أغلى ما نملك هنا.. يا له من هجوم حقير.."
غمغم كين بقلق "أتظنين أنهم يعبؤون بالماشية أو بحياتكم نفسها؟.."
ثم تلفت حوله وهو يضيف "ما الذي سنفعله الآن؟"
سمعا صيحة من الرجل الذي سبقهما مع باقي القطيع "أريد بعض المساعدة هنا.. لقد أصبح الوضع عسيراً على السيطرة بعد هذا الانفجار الذي أصاب القطيع بالذعر.."
فغمغمت ججي "لم يعد لدينا بدٌ من تهدئة الوضع هنا.."
أسرعت نحو الغبراء التي عادت إليها بعد أن هدأ ذعرها قليلاً، فامتطتها وأردفت كين خلفها قائلة "لنبحث لك عن حصان جديد.. ولننهِ هذا الأمر قبل أن يزداد سوءاً.."
فغمغم كين بقلق وهو ينظر للمخيم خلفه "حتى متى ستظل تلك القنابل تسقط على رؤوسنا؟"
مع كل ضربة جديدة، كانت النيران تشتعل في موقع جديد في المخيم، والمزيد من الضحايا يسقطون والأكاشي عاجزون عن ردع هذا الهجوم.. فمتى سيكف أولئك الأعداء عن لعبتهم المميتة هذه؟..

************************

 
 

 

عرض البوم صور عالم خيال   رد مع اقتباس
قديم 13-01-16, 01:27 PM   المشاركة رقم: 54
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jul 2014
العضوية: 271387
المشاركات: 11,135
الجنس أنثى
معدل التقييم: bluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميعbluemay عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 13814

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
bluemay غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عالم خيال المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: ابنة السماء..

 
دعوه لزيارة موضوعي

لما قرأت العنوان

توقعت ان تكون تينا هي المعنية بالدماء

وثانيا فكرت بتبريق ريما تقتله >> افكار اجرامية اعرف ههههه


اجواء الاحتفال بالعرس كانت نابضة بالحياة وخصوصا مشهد الخراف المشوية يم يم سال لها لعابي ههههه


عندي شعور انه هجوم كشميتي وليس عربي

فلنرى ما ستسفر عنه الفصول القادمة


سلمت يداك ومتشوقة لمعرفة القادم


لك ودي


«اللهم أغفر لي هزلي وجدي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي»

 
 

 

عرض البوم صور bluemay   رد مع اقتباس
قديم 13-01-16, 08:27 PM   المشاركة رقم: 55
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Dec 2015
العضوية: 307841
المشاركات: 179
الجنس أنثى
معدل التقييم: عالم خيال عضو على طريق الابداععالم خيال عضو على طريق الابداععالم خيال عضو على طريق الابداععالم خيال عضو على طريق الابداععالم خيال عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 460

االدولة
البلدAland Islands
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
عالم خيال غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عالم خيال المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: ابنة السماء..

 

أفكارك عنيفة ههههه

سنعرف أصحاب الهجوم ومصير القبيلة في الفصل القادم بإذن الله

وسعيدة لتشوقك لباقي الرواية

 
 

 

عرض البوم صور عالم خيال   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
السماء.., ابنة
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 10:53 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية