كاتب الموضوع :
~FANANAH~
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
رد: حين المغيب
ومن يعلم أكثر من قلب الأم، إصرارها على التواصل مع ابنتها الوحيدة هو ما فتح لريم طريقا لتتحرر جزئيا من كابوسها
ولكن ما لم تعلمه أن أبواب الجحيم قد فتحت أمامها فما أن تغلق عل أبواب منزلها بأسراره حتى تجد أبوابا
من نوع آخر؛ فمن القادر على إغلاق الأفواه عن الحديث ؟.
.
.
استطاعت ريم التأقلم مع وضعها الجديد من دراستها الجامعية وزياراتها العائلية، ولكن ما أثار سكون المياه الراكدة هي
الأحاديث المتناقلة عن "عدم حملها بطفل" !
أو عن " أسباب غياب زوجها المتزايد ؟" ، قلة اهتمامها بالموضوع سهلت أمر تجاهلها لتساؤلاتهم هي لم تجَن
لتقرر إنجاب طفل من زوج يماثل حقارة زوجها؛ يمكنها الصبر وتحمل هذه الحياة ولكن طفلها الصغير إذا ما أتي
لهذا العالم كيف ستحميه وهي غير قادرة على حماية ذاتها !.
.
.
مرت ثمانية أشهر ولا تزال ريم في محاولتها الفاشلة الواحدة تلو الأخرى في اصطياد زوجها لحل خلافاتها ولتعدله
عن المسكر ولكن كيف لها أن تقنعه وهو لا يبقي سوى لتغيير ملابسة والخروج ، أصبحت تشعر بأنها في فندق وكما
أن اهتمامه بها أصبح معدوما مع كل يوم فأصبح يعتبرها مثل قطعه إضافية من الأثاث المتناثر بالمنزل !
لم تتخلى عن قلقها حول شكوك والدتها المستمر بشأن حملها أنها أم وبالتأكيد ترغب ببضعه أحفاد ولو أنها تعلم ما خفي عنها لما تمنت لها أن تحبل من فهد زوجها الغارق في ملذاته ومتعه كما لو أنه لم يتزوج بشرية بل إضافة لديكوره المنزلي .!
ازداد شهر إضافي ليمر 9 أشهر على زواجها ولكن تجد أن روحها تستنزف شيئا فشيئا ، لم تعد تشعر بأنها حية
بل مجرد جسد يسير حسب احتياجاته لربما ما حدث الأسبوع الماضي هو ما أوقد فيها هذه المشاعر التي تناستها
أو تغافلتها مع الوقت حين ذهبت لزيارة خالتها برفقة والدتها وتركتهما ليتحدثا فيما تجلب القهوة من المطبخ كانت مطمئنة
كون خالتها تعيش بمفردها وابنها الوحيد حازم بالخارج يلهو مع رفقائه،لم تنتبه للشخص الذي دلف للمطبخ بخفة من الباب الجانبي المؤدي لقسم أخر من المنزل،وحينما التفتت بخفة اصطدمت بحاجز صخري كادت أن تسقط بفعل ردة الفعل
لولا أن أمسكها بخفة محيطا بذراعه حول خاصرتها لتغزو رائحة نفاذة رجالية جيوبها الأنفية التقت نظراتها بنظراته
الممزوجة ما بين الدهشة والإعجاب لم تستطع استيعاب كل ذلك دفعه واحدة لتنزلق خصلة على جانب عينيها
ليزيلها هامسا بشوق "ريم " .
.
.
لم تطل فهاوتها حتى نفضت ذراعه بعيدا عنها وخرجت مسرعه وجسدها يرتجف كورقة تحارب سقوطها من غصنها، لقد مرت فترة طويلة منذ رؤيتها لحازم ذلك الفتى الذي كان يكبرها ب 3 سنوات وكان يخبرها حين يلتقون سرا للعب بأنها ستكون له بيوم ما .
ولكن وعد الطفولة يمحى ، والوعود تصنع لتنسى !
.
.
|