لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 29-08-16, 07:09 AM   المشاركة رقم: 861
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو راقي


البيانات
التسجيل: Aug 2015
العضوية: 300973
المشاركات: 633
الجنس أنثى
معدل التقييم: simpleness عضو على طريق الابداعsimpleness عضو على طريق الابداعsimpleness عضو على طريق الابداعsimpleness عضو على طريق الابداعsimpleness عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 475

االدولة
البلدBahrain
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
simpleness غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : simpleness المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: ذات مُقيّدة حوّل عُنُقِ امْرَأة / بقلمي

 

بسم الله الرحمن الرحيم
تَوَكَّلتُ على الله

الجزء الرَّابع و الأَرْبعون

الفَصْل الثَّاني

ماضٍ

البُكاء قَد نَصَّبَ نَفْسه مَلِكاً طاغياً على سَعَادتها..نَحَتَ دُموعه فَوْقَ مَوَاضِع ذات زَمَن عانَقَتها قُبْلات ذلك القاسي..وَجْنَتيها و شَفَتيها مَثَلاً..،شَهَقَات تَعْبُر حَلْقها لتُحيل النَّحيب نَاياً مَشْروخاً..يَعْزِف مُوسيقى الفِراق..و الأَنَّات حُبِسَت في صَدْرها لتَرْتَطِم بأَضْلُعٍ جَمَّدَها شِتاء بُعْده..كان الدّفء و الرَّبيع و شَمْسُ الحَياة..قَسَى و تَكَبَّر ثُمَّ أَلْقاها بين أَرْضٍ و سَماء لا تَعْرفان سوى ظُلْمة شِتاء سَرْمَدي..،انْكَمَشَ جَسَدَها المُضَّجِع وَسَط سَريرها المُصَيّرتهُ دُمُوعها بَحْراً من أَسَى،لا تَطوفه سُفُن إنْقاذ..أَغْمَضَت عَيْنَيْها و بانْطوائها على نَفْسِها تُعيد إحْياء صُورة الجَنين الذي قَضَى نَحْبه بعد أن تَقَلَّب في رَحْمها تِسْعة أَشْهُر..صَغيرتها..طِفْلتها التي أَرادت أن تَنْهَب الحَياة من بين قَبْضَتها الصَّغيرة..و كأنَّ الله أَراد أن يُعاقِبَها على سُوء فِعْلها..فهي لخَمْسة أَشْهُر تَعَلَّقَت بها..كانت أَنيسها في وِحْدَتها..الرُّوح التي تَسْمَع صَوْت تَحَطُّم حُبّها..الحُب الذي خُلِقَ لوالدها..لطالما حادَثَتها..بهَمْسٍ مُتَهَدّج أَخْبَرتها..بأنَّ والدُكِ قاسٍ صَغيرتي..كِبْرياؤه فاقَ حُدود حُبّي الذي ناغى رُجولته..لم يَسْمَعني و ظَلَمَني..و هو الذي كان قَد وَعَدَني بأَمانٍ تَنامُ منهُ رُوحي بلا خَوْفٍ من فَقْدٍ مُتَرَبّص..لم يَصْدق عَزيزتي..خانَ الوَعْد والدِكُ و لم يَصْدق..،أَزاحَت جِفْنيها المُتَوَرّمان من حِمْل البُكاء..انْكَشَفت عَدَسَتاها المُضطَّرِبَتان..غِشاء الدُّموع قد صَعَّبَ عليهما رُؤية المَجال بوُضوح..تَنَشَّقَت بتَقَطُّع و هي تُمَرّغ جانب وَجْهها في وسادتها الصَّامِتة،مَرَّرَت لسانها على شَفَتيها تَسْتَطْعِم مَرارة حالها الرَّث..بالأمس انْتهت عِدَّتها..انتظرتهُ طوال تلك الفَتْرة..بَقِيَت واقِفة عند نافِذة الأَمَل تنتظر إشْراق وَجْهه ليُعيد بَثَّ الحياة فيها بعَوْدته..لكنَّهُ لم يَعُد،و النَّافِذة وَقَعت رَهْن قُيود لَيْلٍ أَسْود..لا نِهاية لهُ..،اَسْتَقَرَّ بَصَرُها على نُقْطة لم يُتَرْجمها عَقْلَها..لم تَدْرِ حينها كانت تَنْظُر لغطاء سَريرها الأَبْيَض،أم لكَفَنِها المُبْتَسِم بَخَبَث..فالمَوْتُ لَوَّحَ لها مُذ عَلِم فَيْصَل بوُجود رَجُل يًسَمَّى أَحْمَد..،خَبى بُكاءَها و الدُّموع الْتَزَمَت الصَّمْت وَسَط مُقْلَتَيها..مَضَت أَيَّام لا تعلمُ عَدَدَها لم تَرَ فيها وَجْه بَشَرٍ قَط..مُنذُ أن عادت من لُنْدن و هي تَعيش بين جُدْران غُرْفَتها الكَئيبة..هذه الغُرْفة التي شَهِدَت على فَقْدِها الأوَّل..الثَّاني..و الثَّالث..و الرَّابع أَيْضاً..فَفَقْد ابْنتها لا يَقْتَرِن مع فَقْدِها لحَبيبها..كُل فَقْدٍ انْتَبَذَ لهُ حُزْناً أَكْثَرُ وَجَعاً من الآخر..حُزْنٌ يَمْرَقُ القَلْب كما سَهْمٌ يُفَرّق حجراته لتُمْسي الرُّوح أُنْثى ثُكِلَت أُمومتها و أُعْدِمَت قِصَّة عِشْقَها..،عادَت لتُغْمِض عَيْنيها هارِبةً من الواقع الأَبْكَم..الرَّافِض أن يَبيعها بِضْع كَلَمات تَكُون تِرْياقاً يُعيدها للخَوْض في هذه الدُّنيا الماكِرة..ظَنَنتُ أنَّها ابْتَسَمَت لي أَخيراً،لكنَّها أَثْبَتَت لي أن خَلْفَ ابْتسامتها أَنْيابٌ تُنْذِر بجَحِيمٍ عَظيم..،زَفَرَت ارْتِعاشاتها المَحْشورة في صَدْرها و هي تُبْصِر من جَديد..بصعوبة تَحَرَّكَت تُريد أن تَرْفَع جَسَدها المُتَصَلّب عن السَّرير..و كأنَّها حُنّطِت فَوْقه طيلة أَشْهُر حِدادها..جَلَست بمَيَلان صَوَّرها غُصْنَاً نَهَب الخَريف أَوْراقه ليَشيب من حُزْنه و الأَرْضُ تُناديه لسُقوطٍ نهائي..خُصْلات شَعْرها قَد فَقَدَت تَمَوُّجاتها الجَذَّابة..كانت تُحيط بوَجْهها بذُبول،و كأنَّها تُعَزّيها..حَرَّكَت بَصَرَها على الغُرْفة المُسْتَسْلِمة للظَّلام..عدا ضَوْءٌ خافت يَنُوح على يَمينها ..،أَرْجَعَت خُصْلاتها خَلْف أُذْنها و هي تُعيد إطْلاق الزَّفَرات ليَضُجُّ المَكان بالوَجَع..آآآه من الوَجَع،هُو لا يَرْحم و لا يُشْفِق على قُلوب فاقِدة..تَخَضَّلَت عَيْناها بدُموعٍ حارِقة و في جَوْفِها نَطَقَ صَوْتٌ مَخْنوق..اشْتَقْتُكَ فَيْصَل..،أَغْمَضَ البُؤس عَيْناها..واحَتا الصَّبيب الآسِن..مَسَحت بظاهر كَفَّيها البَلَل المُسْقِم وَجْنتيها،قَبْلَ أن تُبْعِد الغطاء عنها لتُلامس أطراف أصابع قَدَميها الأرْضيَّة الباردة من شِتاء و من مُكَيّف لم تُغْلقه على الرَّغم من انْخفاض دَرَجَة الحَرارة..فكانون لم يُطْفئ أُوار رُوحها لا في أَوَّله و لا في ثانيه..،وَقَفَت لتَخْطو جِهة المَصابيح،ثوانٍ و احْتَضَنَ الغُرْفة ضَوْءٌ أَصْفَر كَئيب..رَمَشَت مَرَّاتٍ مُتتالية لتَعْتاد على الإضاءة الغَريبة عنها..و إن زارَ الضَّوْءُ بَصَرها،فيُسْتَحَال أن يَبْتَلِع عُتْمَة رُوحها..،اتَّجَهت للأَرْكان الغابِرة باحِثةً عن هاتِفها المَنْسي..وَجَدَتهُ في حَقيبَة يد قد أُلْقِيَت بإهْمال عند خِزانة ملابسها..كان بالطَّبْع لا يَعْمَل..فهو أَفْرَغ طاقَته طيلة الأيَّام التي هَجَرتهُ فيها..لذلك شَبَكَتهُ بشاحنه ليَسْتَعيد وَعْيه و يُعينها على مُهِمَّتها..فهي و أَثْناء انْعزالها شَرَعت تُنَبّش بأصابع فَقْدها عن من يَنْتَشِلها من دَوَّامة الوِحْدة و الخُسْران..،تَرَكت الهاتف قاصِدةً دَوْرة المياه..حَيْثُ هُناك اصْطَدَمَت أُنوثتها بوَجْهٍ تَطوف بهِ دُهور الكَمَدِ و العَويل..مَسَّت وَجْنَتيها المُحْتَقِنَتين باحْمرار دامي..عَيْناها غائِرَتان للحد الذي قَرَّب أجْفانها من الإنْطباق و حَجْب الرُّؤية..شَفَتيها نالت منهما تَشَقُّقات إثْر احْتِكار مَوْسم الجَفاف لهما..فَرَّ احْمِرارهما الباهت ليَغيب اليَنَع عنهما،عن اللتان قَضى ذاك ليالٍ يَرْتَشِف منهما و يُناغيهما بغَزَلٍ مَبْحوح..،مَرَّرَت لسانها على الشَّفَتان الحَزينتان و هي تَبْتَعِد عن انْعكاس صُورتها المُشَوَّهة..خَلَعَت رداءَها كاشِفة عن جَسَدِها الذي فَقَد أوْزانٍ من هَمّ الغِياب..نُحولها كان جَلِي و يَحْكي تَعَباً لا تُبْصرهُ سوى عَيْن مُحِبَّة..و أَسَفاً أنَّ عَيْناه أَعْدِمَ حُبَّهما..،حَشَرَت ذلك الجَسَد المُعَفَّر بخيبات الفِراق أَسْفَل ماء بارد أَرْجَفَها من رأسها حتى أَخْمَصِ قَدَمَيْها..مُحاولةً أن تَنْشَغِل بَرَجْفَتها عن الآثار المَنْحوتة على بَطْنها..لا تُريد أن تَرى خَرائط الضَّياع التي نُسِيَت عَليه بَعْدَ أن سَرَقوا منهُ طِفْلَتها..لَيْتها حَفِظَتها في جَوْفها و لم تَدع يد الدُّنيا تَلْطم طُفولتها..كانت تَتَنَفَّس داخلها..كيف انْقَطَع نَفَسها بخُروجها ؟ هل كان هَواء الدَّنيا مُلَوَّث ؟ أم أنَّها بوُلوجها للحَياة لَمَحَت مآسٍ تُهَدّد عَيْشَها ؟ لذا فَضَّلت أن تَكُون طَيْراً طاهِراً يُحَلّق إلى سَماء آمِنة..نامي بسلام يا صَغيرتي..أُرْقدي بقَلْبٍ أَبْيَض،لم تُنَجّسهُ الدُّنيا بمُدْلَهِمَّات بَشَرها..،خَرَجت و الرَّجْفة لا زالت تَسْكُن أَوْصالها..جَسَدها يَمْطُر غارِقاً الأَرْض من أَسْفَلها..و شَعْرُها قد أخْنَقَتهُ المياه حتى الْتَصَقَ بإعْياء على جوانب وَجْهها،كَتِفيها وظَهْرها..و كأنّهُ أَراد أن يَحْتَضِن جَسَد الجِنان المُقْفَر من رَبيع..،جَلَسَت على المَقْعَد قُرْبَ هاتفها..تناولتهُ بكف و الكَفُّ الأُخْرى بارْتعاش كانت تَشِد رداء الإسْتحمام لتُخْفي جِرْح فَخْذها النَّاظر لها بعَيْن الذّكْرى القاسِية..ضَغَطَت أَرْقاماً حَفِظَتها لكِثْرة اتّصالات النَّجْدة التي كانت تَقُوم بها في الماضي..و ها هُو الحاضر يُعيدها لطَوْق النَّجاة ذاته، بعد أن صالَ العذاب بها و جال حتى اضْمَحَلَّت قُواها،ليَبْقى فُتات الضّعف و لا غيره..،رَفَعتهُ لأذْنها و الرَّنين تَشْعُر بهِ يَقْرَع وَسَط قَلْبها..باغَتَتها رَعْشة كانت نَتاج صَوْته الهادئ المُعانق مَسْمَعها،:جِنـــان !
فَتَحَت فَمها مُحَرّكة لسانها لتُجيبه،لكنَّ الغَصَّة حالت بينها و بين الكَلام..فَرَّت منها شَهْقة مُلْتاعة أَقْلَقَته ليَعُود صَوْته عارٍ من الهُدوء،:جِنان شصاير ؟ إنتِ قاعدة تصيحين !
رَفَعَتَ كَفَّها الخاوية من دِفء إلى وَجْهها..تَشَرَّبَت بخُطوطها المُتَعَرّجة سُمَّ دُموعها و لسان حالِها يُجيبه بنَعَم..نَعَم أنا أَبْكي..و لم تَعْرف عَيْناي صَديقاً غَيْرَ البُكاء..في الصَّباح أُزَعْزِع شُعاع الشَّمْس بنَعيق نَوْحي..و في المَساء يُشاركني القَمَر انْتِحابي..و النُّجوم تَسْلخ لَمَعانها لتُمْسي باهِتة كما عَدَسَتَي المُنْطَفئ بَريقهما..نَعَم أنا أَبْكي و البُكاء قد شَيَّدَ صَرْحه بين قَلْبي و نَبْضي..،
قَال بنَبْرة لَيّنة و كأنَّهُ يُحادث تِلك المُراهِقة التي عَرَفَها،:اخذي نَفَس و اهدي عشان تقدرين تكلميني
الْتَقَطَت بضع ذَرَّات هَواء ليَرْتَفِع من صَدْرها صَوْت شَهيق حاد يَحْكي مُعاناتها لاسْتلال النَّفَس..ازْدَردت غَصَّاتها،بَلَّلَت شَفَتيها مُسْتَعِدَّةً للنُطْق..غادرَ من حَنْجَرَتِها هَديلٌ يَئن،و في أنينه كَلِمات تَمِدُ يَد الحاجة ناحيته..،:ابـ ـي اشوفك أحمـ ـد
أَتى صَوْته غارِقاً في اسْتنكاره و سؤاله كذلك،:وين..في لندن ؟
ضَمَّ شَفَتيه بعد أن نَطَقَ بسُؤاله و إغْماضٌ لَحْظي لازمَه..هي تُحادثه من رَقْمها المَحَلّي..إذاً هي هُنا ! أكَّدَت لهُ ببحَّة،:أنا اهني أحمد..صار لي أربعة شهور اهنـ ـي
أَفْصَحَ عن تَوَجُّسه،:صاير شي سيء جِنان ؟
كَرَّرَت بتَقَطُّع يَنم عن قُصْر صَبْرها،:ابــ ـي اشوفـ ـك أَحْمـ ـد..أرْجووك
حَبَسَت شَهْقة بين أَضْلاعها و أُذْنَها تَتَرَقَّب جَوابه،مُتعاضِدة مع حَدَقَتيها المُسْتَسْلِمَتين لاتّساعٍ و ضيق..هَمَسَ لها بعد ثوانٍ من الصَّمْت،:نفس المكان..بكون هناك بعد ربع ساعة
هَزَّت رأسها سَريعاً بالإيجاب و لسانها يَنْطُق،:اوكـــي
فَوْرَ انْتهاء المُكالمة وَقَفَت لتَقودانِها قَدَماها إلى غُرْفة ملابسها..ارْتَدَت بنطال من الـ"جينز" و سُتْرة صوفية خَفيفة سَوْداء..اللون الذي لم يُفارقها مُنذُ أن وُسّدت طِفْلَتها قَبْراً لا تَعْلم أين أَرْضُه..ارْتَدَت عَباءتها على عَجل قَبْلَ أن تَحْشر خُصْلاتها المُحْتَفِظة بشيء من البلل تحت غِطاء رأسها..تناولت مفاتيحها لتُغادر الغُرْفة بَعد مَضي شُهور كَئيبة..،قابَلَت والدتها في الأَسْفَل..هي واصلت مَشْيها دون أن تنطق بكَلِمة..لكنَّ سُؤالها المُسْتَنْكِر أَوْقَفها،:وين رايحة جِنان!
اسْتَدارت لها و هي تراها تَتَقَدَّم منها بأناقتها المُعْتادة..غَريبٌ كَيف أنَّ الحُزْن لا يَعْبَث بشَخْصية والدتها القَوِيَّة..على الرّغم من انْكساراتها المُتَعَدّدة إلا أنَّها دائماً ما تَتَجَلَّد بالقوَّة..حتى فَقْدَ مُحَمَّد لم يَنَل من أنوثتها..طال صِحَّتها لكن كان عَصِيَّاً عليه القَبْضَ على ذاتها..،على عَكْسِها هي..كُل فَقْدِ يَشْطُر ذاتها إلى أَنْصافٍ لا تُجَمَّع حتى أَضْحَت الرّوح خاوية من ذات..بلا تَعْريف هي..فالليْلُ يَعْرفها بأنثى البُكاء..و الحَياة تُسَمّيها سَيّدَة الفَقْد..،أَرْدَفَت والدتها بعد أن أَصْبَحَت أمامها و ابْتسامة مُتَرَدّدة تُحَيّي شَفَتيها،:ماما جِنان الحمد لله إنش تركتين الغُرفة "حَطَّت بيَدها على كَتِف جِنان الهَزيل مُواصِلة بسؤال" بس وين رايحة حبيبتي ؟
شَدَّت على الحَقيبة مُجيبةً ببحَّة عَظيمة،:بروح اشم هوا..تمللت من البيت
اسْتَفْسَرَت،:مع نَدى ؟
صَمَتَت لثوانٍ و الحَديث يَسْعَر في جَوْفِها..غَريبٌ هذا السُّؤال و نادر جِدّاً أن يَصْدُر من والدتها ! لسَنوات لم تُوَجّههُ إليها..كانت تَتَمَنَّى أن تُخْطئ وَ لَو لمرَّة و تَسْألها إلى أين إنتِ ذاهبة..لرُبَّما هذا الإهْتمام الشَّحيح كان الشُجَيْرة الصَّغيرة التي تَسْتَظِل بها عن حَرور الدُّنيا..لكن لم تَكُن هُنالك شُجَيْرة و لا ظِلٌّ يَحْويها..لذا كان البَحْثُ عن مُنْقِذٍ يُشْبعها بشُعور الإهْتمام..لعَلَّها تَرْتَدي تاجَ الوُجود..فبإهمالهم أَمْسَت عَدَم،رُفات يَتَخَبَّط بلا هُدى حتى اصْطَدَمَ بأَحْمَد..ذاك الذي تَفَهَّم ضَياعها و لم يُلْحقها بسوء حتى بَعْد سَنوات..،بَلَّلَت شَفَتيها قَبْلَ أن تُجيبها بكَذِب،:ايــه..مع نَدى
هَزَّت رأسها و ابْتسامتها تَتَسِع من بشارة الأَمَل المُحَلّقة لها..أَمَلٌ بتَحَسُّن ابْنتها و التَّحَرُّر من صَدْمة فَقْدها لجَنينها و زَوْجِها..،بمَلَق مَسَّت خَدَّها لتَقُول،:زين يُمَّه انتبهي لنفسش..في أمان الله
تَراجعت للخلف لتَسْتدير مُواصِلة طَريقها..غادرت لخارج المَنْزل حَيْثُ أُرْكِنَت سَيَّارتها لفَتْرة لم تَكُن قَصيرة..تَعْتَقِد أنَّ عَلي كان يُشَغّل مُحَرّكها بين الفينة و الأخرى حتى لا يَهْرَم و تُخْتَزَل طاقته..،رَكِبَت لتَحْتَك العَجلات بعد ثوانٍ بالطَّريق أمام مَنزلهما..كانت السَّاعة قد تَجاوزت الثَّامنة مَساءً..و الأُسْبوع في وَسَطه،لذلك كان الشارع صامِتاً من ضَجيج..إضافة إلى أنَّ الطُّلاب يَخُوضون امتحاناتهم النّهائية..،ابْتسامة مَريرة شَدَّت شَفَتيها..قَبْل ولادتها المَشْؤومة بأُسْبوع قَدَّمت امتحانها الأخير لشهادة الماجستير..لا عِلْمَ لها بنتيجتها و لم يَصلها خَبَر عنها..كُل الذي كان يَصْخَب في داخلها المَوْت الذي نَهَب طِفْلتها..تَصَدَّعت الإبْتسامة،و المَرارة تَحَوَّرَت إلى أَسَى مُوْحِش،لَهُ أَذْرُع سَوْداء..تُهَدّد باخْتناقٍ يَطْمِسُ الفَرَحَ عَنْها..،زَفَرَت عُلَلَها مع امْتزاج ماء عَيْنيها برَفْرفة الأَمْواج الجَليَّة رَقَصاتها الهادئة..و كأنَّها تَتَهَدْهَد باسْتِجابة لعَزْفٍ يَصْدَح من بين أَوْتارِ شتاء سَاكن..،أَرْكَنَت مَرْكَبَتها..أَوْقَفَت المُحَرّك ثُمَّ فَتَحَت الباب سامِحة لِقَدَمَيها برَسْمِ آثارهما فَوْق الرّمال النَّائِمة..مَسَّ وَجْنَتَيها نَسيمٌ بارد يُنْعِش الرُّوح إلا رُوحها..فهي قد تَحَلَّلَت بين ضِيقِ لَحْدٍ حَوَى أُنْثاها الصَّغيرة..،بَدَأت تَمْشي و الهَواءُ يُعَرّف أَطْرافها على أَحَدِ الفُصول المُنْتَبِذة بُرودة تَبْعَثَ خَدَراً ين الخَلايا..و هي التي تَخَدَّرت حَواسها عن كُل إحْساسٍ سَعيد يَنْبُض بالأمَل..و باتت تَسْتَشْعِر لَسَعات سَوْطٍ مَسْموم..يَسْلُخ جِلْدها ثُمَّ يَبْصُق سُمَّه ليَمْتَزِج مع دمائِها المُسْتَفْرَغة من جِراح لها صَديدٌ مُوْجِع..يَنْبَعُ من قَلْبٍ فاقِد..،تَوَقَّفَت أَمام إبْداعٍ إلهي تَغْرَقُ العَيْنَ فيه تَسْبيحاً و تَهْليلا لعَظَمةِ الخالق الأَحَد..ارْتَفَع صَدْرها كاشِفاً عن اسْتنشاق عَميــق أَتْبَعهُ انْخِفاض غادَرت معهُ زَفَرات مُوَشَّحة بالتَّعَب..وُلِدَت نُجوم دَمْعِ لامِعة وَسَط مُقْلَتيها..و في حَلْقِها تَكَوَّمَت غَصَّة أَخْنَقَت هَمْساً كان يُريد أن يُنادي يـــا رَب..،صَوْتُ خُطوات ضَجَّت من خَلْفها..اسْتَدارت لتُبْصِر وَجْههُ المُعانِق ساعات مَصائبها..و ضَياعها..هُو بانَ لهُ تَحْت أَجْنِحة الليْل وَجْهها الشَّاحِب كالمَوْتى..و في عَيْنَيْها لَمَحَ بَوْحٌ مَخْنوق،صَيَّرَهُ الحُزْنَ دَمْعاً أَحْمَر..تَصَدُّع مَلامحها وَشْوَشَ لهُ بأنَّ خَطَراً مُبْهَم قد كَبَّل هذهِ الضَّعيفة..تُرَى ما الذي حَصَل ؟ نَطَقَ وهَو يَبْعُد عنها خُطْوَتان من قَلَق،:جِنان ليش جذي حالش ! شصاير ؟
إغْماضٌ آسِف احْتَكَرَ عَيْنيها،و كَفَّيها بوَهَن احْتَضَنتا ذَوْي ملامحها..إلهى كم تَشْعُر بالضَّياع،و الضّعف تَنْتَعِلَه إجْباراً..هي جَرْداء من قُوَّة..كانت و لازالت عَبْدةً بين يَدي الضّعف..،اقْتَرَبَ خُطْوة مع ابْتلاع الصَّدْمة لِعَدَسَتِيه المُتَّسِعَتَين..هَمَسَ يُطالب بتَفْسير،:جِنان..أحد من أهلش فيه شي ؟ زوجش..أمش و أبوش ؟ "بنفاذ صَبْرٍ أَرْدَف" تحجي أَرْجوش
أَزاحت يَدَيها قَليلاً لتَتّضح لهُ عَيْنها اليُسْرى و هي تَنْضَح بالدَّموع..من قُعْرِ أَلَمها انْتَشَلَت صَوْتها لتَكْوي قَلْبها بالحَقيقة مُجَدّداً..،:بنتـ ـ...بنتـ ـي ماتت..كنت حـ ـامل..وَلَدت البنت...بـــس مَيْـ ـتة
يَدَهُ ارْتَفَعت عابِرة الهواء التي تَجَمَّد بينهما من الصَّدْمة،لتَحُط فَوْق فَمَه كاتِماً شَهْقة ارْتَطَمَت بأضْلاعه..ازْدَرَد ريقه مع انْحراف يَده إلى خَدّه المُشْعر،و هَمْسٌ عاطِف ناحَ من حَنْجَرته،:الله يعوضكم
فَرَّت الغَصَّة من صَدْرها مَعْقودةً بالشَّهْقَة مع تَحَرُّك رأسها بنَفْيٍ يائس..و لسانها يُفْصِح عن المأساة،:طَلَّقْنـــ ـي " أَغْمَضَت بهوان مُكَرّرة بحَرْقة" فيصـ ـل طَلَّقْني
حاجِباه أَرْفَعَهُما الإٍسْتنكار و في عَيْنَيه لَمَحتَ سُؤاله لتُجيب بنَدَم،:شافْنا...ذاك..اليـ ـوم
يَدَه تابَعَت مَسَيرها قاصِدةً نَظَّارته..خَلَعها و هَوَ يُخْفِضها مع انْعِقاد عَيْنيه بالرّمال بذُهول..يَدَهُ الأُخْرى تَخَلَّلَت أَصابعها خُصْلاته و كَأنَّه يَبْحث من بينها عَن حَبْلِ خَلاص من هذهِ الصَّدَمات المُتراشقة عليه مَدافع لا تُصَد..،تَخَبَّطَ بَصَره بذَرَّات الرّمال و الأُكْسُجينات الشَّحيحة..قَبْلَ أن يَرْتَفِع لوَجْهها ناطِقاً،:ليش ما قلتين له عن نُوع علاقتنا !
رَفَعَت كَتِفَيْها تُتَرْجِم لهُ افْتِقاره لطَريق صُلْحٍ و لِقاء،:ما رَضى يسْمع..هُو..هو شاف الصَّورة قَبل..وو شــ ـاف الرّوايات و الــ ـكلام..فيوم شافنا..جَنْ أحمـ ـد
انْكَمَشَ جَسَدها لتَرْتَفِع ذراعيها لتُحيطانه و تُهَدّآن رَوْعه المُسْتَعِر من ذِكْرى الجِرْح المُخَلَّف وَسَط فَخْذِها..أَكْمَلت و الفَزَعُ يَحُوم حَوْلَ مَلامحها..،:و كأنه صار مَجْنون بعد ما شافنا..صار..صــ ـار قاسي "ارْتَعَشَ ذِقْنها من ثِقْل بُكاءٍ مَقْهور و هي تُرْدِف"قَسى و ما رحمنـي..نَسَى وعده و تركنـ ـي
انْهَمَكَت في جَرّ عَويل لهُ لَحْنٌ كَئيب على إثْرهِ اجْتَرَعت السَّماء قَمَرَها..لتَحْميه من مَرَضٍ قد يُطْفئ جَماله..انْتَشَرَت رايات الدّمع من مُقْلَتَيْها..قَهَرٌ..تَعَب..خُذْلان..ضَعْفٌ و فَقَدٌ كانوا يَمْرَقون صَدْرها على شَكْلِ شَهَقَات حادَّة..و ما بَيْنَ شَهْقة و شَهْقة كان يَرْتَفِعُ أنينُ احْتياج..احْتياجٌ زُرِعَ في أَرْضِ فَقْدِهاالسَّخِيَّة..،




حاضِر

الليْلة الماضية
رائِحة عِطْره تَكالبَت على أَنْفاسِها لتُسَمّمها..نَعَم كانت الرَّائحة سُمٌّ بامْتزاجه مع نَفَسِها الهَلِع..سُمٌّ يَهْمِس لها بتكرار الرّزِيَّة..اسْمهُ الذي حَلَّقَ طَيْراً مَرْعوباً من حَنْجَرتها لم تَتْبَعهُ كَلِمات رَجاء أو اسْتنجاد..فَصَوْتُها قد كُفّنَ في جَوْفها حتى ظَنَّتَ أَنَّها نَسِيَت كيف تَتَكَلَّم..أَرادت أَن تَرْفَع يَدَيها لتُبْعده عَنها و تُنْقِذ أُنوثتها من اغْتصاب مُحْتَم..لكنَّ قُواها خانَتها..و تَطايَرت من بين فَراغات أصابعها تُراباً مَنْثورا..ذَوَت قُدْرَتها و النَّبْضُ في قَلْبها شُلَّ من فَزَع..صَوْتُ نَشيجٍ وَهِن ارْتَفَع من صَدْرها،و كأنَّما كان صَوْتُ تَهَشُّم أَضْلاعها..تَهَشَّمَت حتى تَهْربُ الرُّوح..فلَيْتَها تَمُوت و لا تَحْضُر حَواسها هذه الفاجِعة..،نَفَسَهُ سَلَخ بَشْرَتها المُهْتَرِئة من الدّمع..قُرْبهُ كانَ ساحِقاً و مُخيفاً للحَد الذي أَرْبَكَ بَصَرها المُتَخَبّط و الذي لا تَعْلَم كيف اهْتَدَى إلى عَيْنيه،ليَجْتَرِع غَبَشَهما الغامِض..عَيْناها الجَاحِظَتان تَعَلَّقتا بهما،اصْطفاقة هُدُب مَريرة تَكَلَّمت،تَرْجوه أن ارْحَمْني..،ارْتعاشة مُؤلِمة باغتت جَسَدَها،وُلِدَت اسْتِجابةً لوَجْسِه المُنْتَبِذ من الرّياح هَفيفها،:مسْتسلمة بكل ما فيش..الضعف إلْتبسش " أَرْدَفَ و من بين أسْنانه خَرَجَت الكلِمات شَظايا عَلَّها تُوْقِظ عَقْلها" يعني لو كنت ولد حـــراام..باخذ اللي ابيه منش بدون أي متاعب
تَراجَعَ عَنْها سامِحاً لثَغْرة الصَّدْمة أن تَتَوَسَّط شَفَتيها..و من خِلالها تَلِجُ أَنْفاسُ الخَلاص و الإسْتيعاب..،تَرَكَ السَّرير ليَقِف بطُوله الفارع أمام ناظِرَيها المُتَتَبِعانه و الذُّهول حاديهما..حامَ حَوْلَها طَنينٌ أَشْبَه بسُكون الصَّحْراء بَعْد انْتهاء الوَغَى..تَجَمَّدَ الدَّمْعُ على صَفْحة مُقْلَتيها،و الشَّهَقَات تَوَقَّفَت عن تَقْطيع رُوحها و نَثْرَها أَشْلاء..مُتَرَقّبة خُطْوَته التَّالِية..،هُو ابْتَعَدَ عن مُحيطها قَليلاً ليَسْتَقِر وَسَط غُرْفة نَوْمه مُواصِلاً دَرْسه القاسي..بصَوْت كان يَتَجَرَّد من حُكْم البُرود شَيْئاً فَشَيء،و عَيْناه تُبْصِقان غَضَبَهُما الأَسْود عَليها،:تصرفاتش أَبَداً ما تدخل العَقل..و لو صَفّيتين لي أَلْف تَبرير ما بتقنعيني
تَقَدَّمَ خُطْوة و يَدُه أشارت إليها سَهْماً يَخْتَرِق وَعْيَها،و عُقْدة اسْتنكار تَتَوَسَّط ما بين حاجبيه تَشْرَح لها عُظْم الغَضاضة التي تَتَذَيَّل اَفْعالها،:يعني إنتِ تَبين تذبحين أمش ؟ تبين تجيبين الفَضيحة لأهلش ! "مَسَّ صِدْغه بأصابعه مُرْدِفاً بمَلامح انْكَمَشَت ضيقاً" شنو من عَقل في راسش !
حَرَّكَ عَدَسَتيه على وَجْهها المُحْتَكِر فَصْلَ الجَليد،و حَواسها المُرْتَدِية مِعْطَفاً من سُكون..قال ليُفْرِغ آخر حُممه عَلَّها بالإحْتراق تَعي فَداحة ما قامت بهِ،:إنتِ مرأة..بنت..أُنْثى..إذا مَسّش سوء بيظل عــــااار لين ما تموتين..لذلك خَلّي شغل الرجال..للرجال
انْحَنى ليَلْتَقِط سُتْرَته..رَفَع جذعه بهُدوء..أَلْقى عَلَيها نَظْرة تَسَرْبَلَت بالحدّة قَبْلَ أن يُلْقيها جانبه مُتَّجِهاً ناحيةَ الباب..أَخْرجَ من جَيْب بنطاله مفتاح،و تَحْتَ نَظَراتها الفاقِدة حَشَرَهُ في القفل ليَنْفَصِل بعد ثوانٍ جَسَدهُ عن الغُرْفة،و يَغيب عن بَصَرِها الذي تَقَلَّبَ على الأرْكان بتَيه..يُنَبّش عن جَوابٍ وتَفْسير للذي حَصَلَ للتو..رَمَشَت ببطء ساحِق و هي تَسْتَمِع للهَمْس في جَوْفِها..غادر..هُو غادرَ و تَرَكها..لم يَقْتَرِف جَريمة هَدَّدَ أُنوثتها بها..هُو لم يَمَسَّها،و لم يُلَوّث شَرَفها الذي بَقِي على دُرْنه الأَوَّلي..أَهي حُرَّة إذاً ؟ عادت لتَنْظر للباب الذي اخْتَفَى من خِلاله..انْفراج بَسيط مَنَعَهُ من الإنْغلاق..ظَلَّت لثوانٍ تَسْتَرِق النَّظَر عَبْره من مكانها..ثانية..ثانيتان... .. ثَلاث.. أربع..الثَّانية الخامسة و لا شيء..السَّادسة..و في السَّابعة مَرَقَ الصَّمْتُ الصَّاخِب تَنَشُّقٌ حــاد جَرَّحَ حَلْقها..و من خَلْفِهِ تَوالت الشَّهَقات كما سُيوف تَنْحَر حِبال صَوْتها..تَطافَرَت الدُّموع من عَيْنيها وَدَقاً اخْتَلَطَ بهِ مِلْحُ عَبَرات ناحَت في جَوْفها..ارْتَفَع منها البُكاء بهستيريَّة تَحْكي دقائِق الرُّعب و الهَلَع التي عاشَتها بِسَببه..كُل ذلك كان تأَديبٌ قاسي افْتَقَرَ لفُتات شَفَقَة يُنْثِرها فَوْق جَواها المُرْتَعِش..أَفْقَدَها وَعْيها..حَشَرها في غُرْفته و فَوْق سَريره قَيَّدها..و هو تَجَرَّأ و عَرَّاها من عَباءَتها..اقْتَرَبَ منها قُرْباً يُنْذِر بالفاحِشة..فقط ليُأدّبها ! أيُّ قَلْبٍ يَغْفو خَلْفَ أَضْلُعه ؟ أَمُتَأكّد أنَّ ما يَنْبض في جَوْفهِ قَلْب ؟ أم أنَّهُ بلا نَبْضٍ وُلِد ؟ و بَدَلاً عنهُ وَرَثَ سُيوفاً و رماحاً و سِهاما..يُأدّب النَّاس بها..،انْحَنى جَسَدها بإعياء للسَّرير،بلا إرادة منها اتَّخَذَت وَضْعَ سُجودٍ مُخْفِية وَجْهها بكَفَّيها و نَحيبها شَقَّ رداء الليْل..انْخَرَطَت فيه حتى صَيَّرها فَراشة مُنْطَوية بهَوان وَسَط شَرْنَقة..تَتَغذَّى بين خُيوطها على الخَوْف و الأَلَم..تَمْضَغ الفَقْد و تَجْتَرِع الغَصَّات..فهي لم تَنْسَلِخ عن الدَّمع لعُشرون عاماً..فمَتى الخَلاص يا إله الكَوْن ؟

،


فَوْق إحْدى أرائكه كان يَجْلُس،بين سَبَّابته و الوسطى تَسْتَقِر سيجارته..يَسْتَنْشِق منها ليُعيد تَكْديس كُتَلَ الجَلَد في ذاته في مُعادلة عَكْسية للطَّبيعة ! فحَريق هذه السيجارة بدَلاً من أن يُذيب بُروده هُو يُضَعّف منه..و كأنَّما هذه البَيْضاء المَقْبوضة بشَفَتيه تُتَرْجم بعَمَلها التَّناقُضات المُتشابِكة بتَعْقيد لذات هذا الرَّجُل..،كان قَد سَتَرَ صَدْره بعد أن عَرَّاه ليُرْعبها..و نَجَحَ..فبُكاءَها لم يُنهِ مَسَيره بَعْد..تَحْتاج لدقائق و رُبَّما ساعة لتَتَخَلَّص من الشَّعور الذي بَثَّهُ في رُوحها..عَيْناه لا تَرْمشان،مُتَعَلّقتان بهاتفها الغافي فَوْقَ الطَّاولة أمامه..اسْتَنْشَقَ بعُمْقَ،ثُمَّ نَفَثَ دُخَّاناً تَكاثف بانتشار،امْتزجَ مع سُحبه المُتداخلة برمادية كَئيبة لتَحْمله لساعاتٍ مَضَت..،

،


أَسْرَع حاشِراً جَسده خَلْف الباب بعد أن ضَغَط الأرْقام لِفَتْحه.. تَنَفَّسَ الصُّعَداء مع اسْتناد ظَهْره به و رأسه يَرْتَفِع بإغْماضٍ مُسْتَرْخي..حَمْداً لله،اسْتطاع أن يَخْتَفي قَبْلَ أن تَطَأ أَقدامهم المَكان..فلو رَآهُما أَحدهم حينها ماذا سَيَقُول ! فَقُرْبَهما المَجْنون،و الشُّحْنات الغريبة المُتَدَفّقة من جَسَديهما يُسْتَحال أن تُفَسَّر بالحُسْنى..فَتِلك الجَريئة لم تَضَع أَمامهُ خِيار غَيْر إلْباسها رِداء الإغْماء..،ببطء ارْتَفَع جِفْناه كاشِفان عن لَيْليه الغَبَشيين..حَرَّكَ عَدَسَتاه على السَّقْف مع انْتباهه لحَرارة جَسَدها المُخْتَرِقة العَباءة لمُباغتة جَليد ذِراعيه..أَخْفَضَ رأسه بهُدوء لِيَسير بَصَرهُ ناحية وَجْهها..رَمَشَ بخِفَّة كانت ارْتِباكاً جاهَدَ ليَمْنَعهُ عن نَفْسه..فلا داعي له ! تَجاهل نَبْضه الذي اسْتَجَاب للرّمال السَّمْراء المَنْثورة على وَجْهها..لَيْسَ من الطَّبيعي و لا المنطقي و لا الإعْتيادي أن يَلْتَفِت قَلْبَه المُقَطَّع إلى أَشْلاء لهذهِ الأنثى أو غَيْرها..بل يُعاقَب إن حاوَل مُجَرَّد مُحاولة أن يَجْعَل عِلاقته بها تَحْدو مع ظَعينة الحُب و ما يُشاطره من المَشاعر المُهَجَّرة عن ذاته..فالحُبَّ مُحَرَّماً في عَقيدة ذاتك مُحَمَّد..،اسْتَقَلَّ السُّلَّم صاعِداً للأَعْلى حَيْثُ شِقَّته..دَلَف قاصِداً غُرْفةِ نَوْمه بتلقائِية..مَدَّدها فَوْقَ السَّرير ثُمَّ رَفَع نَفْسه باسْتدِراة مُسْتَعِدَّاً للخُروج..خَطَى خُطْوة لكنَّهُ تَوَقَّف بَعْدها بفَجْأة و خاطِرٌ ما يَحُوم حَوْل عَقْله..قَلَّبَ بَصَره على المَجال أمامه قَبْل أن يُدير رأسه ليَنْظُر لها من خَلْف كَتِفه..ببطئ لَيْثٍ مُتَحَفّز قابَلها بِجَسَده..عادَ و اقْتَرَبَ منها،اسْتَقَرَّت رُكْبة يُمْنَاه فَوْقَ السَّرير المُحْتَضِن جَسَدها الغائِب عن الصَّحْوة بسُكون..امْتَدَّت يَدَهٌ بتَرَدّد سُرْعان ما طَرَده عن حَواسه..تَلَقَّف طَرَف عَباءَتها عند صَدْرها و بخفَّة جَرَّها لتُفْتَح الأَزْرار بأكْمَلها بانْسيابية..أَبْعَد الطَّرفان اللذان افْترقا مع انْحِراف يَدَهُ لظَهْرَها..شَدَّ العَباءة من هُناك و اليَدُ الأخْرَى تَسْحَب الكُم عن ذارعها..بعد ثَوانٍ عَسيرة نَجَح في فَصْل جَسَدها عن سُتْرَها..زَفَرَ و كأنَّهُ كان يَصْعَد جَبَلاً تَشُوبه الأَخْطار..،رَفَع عَيْناه لغِطاء رَأسها دُون أن يُفَكّر أن يَلْتهم مفاتنها بنظراته و لو للحْظة..بسُهولة أَزاح الغطاء مفْرِجاً عن خُصْلاتٍ ناعِمة اصْطَبَغَت بلونٍ بُنّي داكن..تَكاد العُيون تَخالهُ سَواد نَقي..غَفَت برِقَّة حَوْلَ وَجْهها لتُكْمِل لَوْحة الأُنوثة المُفْرَطة..زَمَّ شَفَتَيه بضيق من أَفْكاره المُلْتَبِسَها الجُنون..وَقَف بِيَد تَقْبض على سُتْرَها ليَتَّجه ناحية الأريكة المُنْتَصِبة في إحْدى زوايا الغُرْفة..ألقى ما بيده هُناك قَبْل أن يَخْرُج مُغادِراً الشّقة بأَكْملها..غادَر المَبْنى من الباب الآخر دون أن يَدْخُل المَرْأب..قابَلَتهُ الشَّمْس المُسْتَرِقة أَشِعَّتها النَّظَر على هذه الأَحْداث اللامُتَوَقَّعة..غَبِيَّة و مُتَهَوّرة هذه الأُنْثى..حتى و هي مَحْنِية للخَوْف و الضّعف حِذاءها تَأتي إليه بجُرْأة لتَضُرّه ! تَوَقَّفَ عند باب السّائق..كانت سَيَّارتها تَعْمل حتَّى الآن..مالَت شَفَتاه بسُخْرية..كانت تَظُن أنَّها سَتَقْضي عليه في ثوانٍ و بسُهولة و من ثُمَّ تَعود لها هارِبةً..ارْتَفَع حاجِبه بثِقة تَجَلَّت في عَيْنيه..لم تَعْرفيني بَعْد مَلاك..،بسُرْعة و قَبْلَ أن ينتبه لهُ أَحَد أَوْقَفَ المُحَرّك قَبْلَ أن يتناول المِفْتاح منها..أَقْفَلها و لم يَنْسَ أن يَأخُذ حَقيبتها ليَعُود إلى شِقّته دون أن يُلْفِت النَّظَرَ إليه..،هُناك فَوْق الأريكة اسْتَراح جَسَده و الحَقيبة تَسْتَقِر في حُظْنه..فَتَحها مُباشرة و كأنَّها شَيْئاً يَخصّه..حَشَرَ يَده يُنَبّش فيها عن مُبْتَغاه..ثوانٍ و أَخْرَجها و هي قابِضة على هاتفها..قَلَبه بخِفَّة قَبْلَ أن يَضْغَط على الزّر أَسْفَل الشّاشة التي مَرَّر إبهامه عليها ليَفْتَحه..اتَّجَه مُباشرة لتَطْبيق الـ"واتس اب" بحَثَ بين المُحادَثات عن رَقْم والدتها و لكن لم يَجد..و بعد تَقَصّي تَبَيَن لهُ أنَّ هاتِفها غير مُتَوَفّر فيه هذا التَّطْبيق..،مَسَّ بعَفَوِيَّة صدغه بطرف سَبَّابته و هو يَعُود لتَفَقّد المُحادثات..لو كان يَعْرف اسم زَوْجة يُوسف..لكنَّها ليست مُشْكِلة..ببساطة سَمَح لنفسه بالدُّخول إلى المحادثات..اسْتَغْرَق الأَمْر عِدَّة دَقائق قَبْلَ أن يَقْرأ في إحْداهن اسْم يُوسف..رَفَع عَيْنه يَنْظُر للإسم...حُـــور..أَلْقى نَظْرة سَريعة على الحَديث السَّابق ليَتَأكَّد قَبْلَ أن يَنْتَقِل لخُطْوَته التَّالية..أرْجَعَ ظَهْره للخَلْف و من ثُمَّ زَحَف بهِ بخفَّة بجَلْسة أَقْرَب للإسْتلقاء..رَفَع الهاتف أمام و وَجْهه و هُو يَمْسكه بثَبات بكلتا يَدَيه..عُقْدة خَفيفة احْتَلَّت ما بين حاجبيه..و بتَرْكيز تَحَرَّك إبْهاماه ليَكْتب حُروفاً أَمْلاها عليه عَقْله المُدَبّر..دَقيقة و اخْتار خِيار الإرْسال لتَصِل الكَلِمات إلى حُور الغير مُتواجدة حالياً..عادَ و قَرأ ما كَتَبه

"حُور..قولي لأمي ما راح اجي على الغدا..زَميلة معاي عازمتني على بيتهم أنا و زميلاتي..و يمكن اتأخر..اذا اتصلتون و ما رديت يعني إنّي في الإجْتماع"

خَرَج من التَّطْبيق و البُرود لم يَبْرح ناصِية حَواسه..أَغْلَقَ الهاتف ثُمَّ تَرَكه على الطَّاولة بجانب الحَقيبة..وَقَف و هو يُواسي سُتْرته عند خصره من الخلف،قَبْلَ أن يَخْطو مُغادِراً الشِقَّة..حَيْث في المَرْأب اسْتَقَرَّ جَسَده بين مُوَظَّفيه مُتَجاهِلاً تلك التي ارْتَسَم جَسَدها فَوْقَ سَريره..و تَغْلَغَلت رائحتها بين ثَناياه الدَّافِئة..،

،

يتبع

 
 

 

عرض البوم صور simpleness   رد مع اقتباس
قديم 29-08-16, 07:16 AM   المشاركة رقم: 862
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو راقي


البيانات
التسجيل: Aug 2015
العضوية: 300973
المشاركات: 633
الجنس أنثى
معدل التقييم: simpleness عضو على طريق الابداعsimpleness عضو على طريق الابداعsimpleness عضو على طريق الابداعsimpleness عضو على طريق الابداعsimpleness عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 475

االدولة
البلدBahrain
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
simpleness غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : simpleness المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: ذات مُقيّدة حوّل عُنُقِ امْرَأة / بقلمي

 



خَبَت نيران دُموعها بَعْدَ مَضْي دَقائق لا تَعْلم حِسابها..لا زالت مُتَوَسَّدة سَريره بنُحول انْسَكَب على مَلامحها..على يَمينها كانت مُضَّجِعة بجَسَدٍ تَضَعْضَع من تَعَبِه..و وَجْهُها قَد بانت مَعالمهُ المَسْفوكة من الدّمع للهواء المَحْشور في الغُرْفة..،تَتَنَفَّس بإرهاق تَجَلَّى في صَوْت الأنين المُخْتَنِق بين أَضْلُعها..خُصلاتها الْتَصَقَت بوَجْنَتيها و جانب عُنُقِها..تُدْفئها من بَرْدٍ نَفَثَهُ شِتاء ذاك الغَريب..،بصُعوبة حَرَّكَت ذراعها اليُسْرى المُتَصَلّبة من الهَلَع..بانَ انْكشافها لعَيْنيها،فهي كانت تَرْتدي سُتْرة ذات أكْمام قَصيرة لم تَسْتُر ذراعيها..زَمَّت شَفَتيها بحَرَدٍ تَمازج مع صَبيب مُقْلَتيها..ليس من حَقّه أن يُزيح سُتْرَها..كيف أَجْرأ على ذلك ! انْتَقَل بَصَرها لرِسْغها المُحاط بساعة جِلْدية ناعمة..أَلَمٌ حاد زار فكّها و هي تَتَعَرَّف على الوَقْت..ازْدَردت ريقها بغَصَّة..كانت السَّاعة قد تَجاوزت الثَّامنة مَساءً..أَغْمَضَت بأسى مع اسْتِقْرار باطن يَدها على جَبينها المُغَضَّن..إلهى كيفُ هُو حال والدتها ؟ فهي غائبة مُنذ الصَّباح..ضَغَطَت عَليه و سُؤالٌ أَعْزَل ضَّجَ في جَوْفها..ماذا سَتَقُول لها ؟ فهي لم تَتَوَقَّع أَبَدأ هذا السيناريو..زَفَرَت بإغْماضٍ مُرْهَق مع هُبوط يَدها إلى صَدْرها..شَرَعَت تَتَنَفَّس بهُدوء لتُرَشّح جَواها من زَلازله و أَعاصيره..فذاك أتاها مُحَمَّلاً بكوارث الدُّنيا أَجْمع ليُأدّبها..غَريــــب...و جدَّاً ! ثَبَّتَت راحة يَدَيها على السَّرير بالقُرْب من بَطْنها،ثُمَّ بخفَّة رَفَعت جَسَدها ليَتَكالب الأَلم على عِظامها الغافية لفَتْرة طَويــلة..بملامح مُنْكَمِشة عَضَّت على شَفتها السُّفْلية و هي تُمْسْك ظَهْرها لتُمَسّده مُحاولةً أن تُخَفّف من الألَم..حَرَّكَت ساقَيها المَطْويتان..شَدَّت بكَفَّيها على حافَّة السَّرير و هي تُطالع الأَرْضِيَّة الخَشَبِيَّة..بحَذَر لامستها بأطْراف أصابع قَدَميها..و كأنَّها تَخْشى أن تَنْدَمج بَصَماتها مع بَصَماته المُبْهَمة الشَّيفْرة..ثوانٍ وَ وَقَفت مع مَسير عَدَسَتيها على الأَرْجاء..و في طَريقهما الْتَقَطَتا عباءتها و حجابها فَوْق الأريكة..خَطَت ناحيتهما و شُعورٌ يضاد الرَّاحة يَنْمو داخلها..و كأنَّ الغُرْفة جُزْءاً منها..أَو سَتَكون جُزْءاً منها..! حَرَّكت رأسها تَطْرُد هذه التَّرُهات عن فِكْرها..من الغباء أن تُفَكّر هكذا..،بدأت تَرْتدي العباءة و هي تُحاول أن تَسْتَرِق النَّظَر من فَتْحة الباب..تُريد أن تَعْرف أين هُو و ما ذا يَفْعل..فهذا الصَّمْت و السُّكون يُثْقِلان قَلْبها ويُعيدان جَرَّ صُخور الخَوف بين حُجْراته..أَخيراً انْتَهَت بعد أن أَخْفَت شَعْرها بالغطاء الذي أحاطت بهِ وَجْهها بإحْكام..خَطَت للباب بهُدوء..أَمْسَكَت بالمِقْبَض بيد،و الأُخْرى سافرت للَوْحة وَجْهها لتَمْسَح بقايا بَلَلِها..أَغْمَضَت للحَظات مع تَحَرُّك شَفَتيها بتَسْمِية هامِسة..فَتَحَت العَيْنان ثُمَّ و بهُدوء شَرَعت الباب لتَخْرُج..قابَلَها مَمَر يَحْوي بعض الغُرُف المُغْلَقة..بدأت تَمْشي بانْتباه و حَواس مُتَيَقّظة..تَجاوزت المَمَر،خَطَت خُطْوتان و الثَّالِثة قَطَعَها سَيْفُ عَيْنيه المُتَرَبّصتان..نالت منها رَعْشة تَكَهْرَبَت منها أَوْصالها..و كأنَّهُ سَمِع صَوْت خُطواتها الصَّامِتة ! شَدَّت على قِماش عَباءتها بقَبْضَتَيْها السَّابحَتين في العَرَق..اسْتَاءَت من ذاتها التي تَخْشاه..التَّوَتُّر البَغيظ المُقَيّد حَرَكتها..تَوازنها المُتَخْلْخِل،و نَبْضُها المُسْتَعِر..من هُو ليَهابهُ الوُجود هَكَذا ؟ حاوَلت أن تُحَرّك قَدَميها لأي زاوية تَحْتمي فيها من سَطْوة نَظَراته السَّوْداوية..لكنَّهما كانتا كالمُقَيَّدَتان بالأرْض..،صَوْته المُجْتَرع البُرود مَرَقَ مَسْمَعيها،:اتوقع انتهى الإغْماء و انتهى الصياح بعد...صح ؟
وُقوفه أَرْبَكَ أَهْدابها..تَكَوَّم النَّفَس في رئتيها رافِضاً الخُروج حتى لا يَتَبَدَّد من قُرْبه..ها هُو يَعُود لاقْترابه..اسْتَكان أمامها على بُعْد خُطْوة فَقَط..و هُو بهذه الخُطْوة يَسْمَح لها بجَرّ الأَنْفاس..غَيْر عالماً بحَجْم الفَوْضى الذي يُبْصقها على شَهيقها و زَفيرها..تَخَبَّطَ بَصَرها على صَدْره الذي زَأرَ ليُرعبها قبل ساعة..قَبْضَتها أَخْنَقت قُماش العباءة المسْكين مع مُواصَلة صَوْته مَسير كلماته،:أعْتقد مو اللحين الوَقت المُناسب عشان نتناقش عن الجُنون اللي كنتِ ناوية تَسويه
احْتَكَّت أَسْنانها بقَهَر من نَبْرته المُنْتَشِية سُخْرية..فَتَحَت فَمها تُريد أن تُذَكّره بالحُرْمة التي تَعَدَّى عليها..بلسانٍ ارْتَدى حِدَّة مُهْتَرِئة..،:مو من حقك تشيل عنّي عبايتي و شيلتي..ماني حَلال عَليك
مالَ في وُقوفه مع اتّكاء يده على خِصْره ليَقُول بابْتسامة مُغْرَقة بالثّقة،:اعْتَبرتها نَظْرة شَرْعية "خَفَت صَوْته ليُرْدِف بوَجْسٍ شَحب منهُ لَوْنها" و لاَّ مو من حقي اتفَقَّد البنت اللي ابيها تكون حلالي ؟
تَصَلَّبَ فكَّها و جُحوظ جَزِع أحاط بعَيْنيها..شَعَرت بأوْداجها تَتَفَجَّر منها دِماء لا مَرْئيَّة لها رائِحة نَتِنة كانت الخَارِطة التي تَسوقها ناحِية مُسْتَقْبلٍ غامِض..رَفَعَت رأسها ببطء الصَّدْمة لتَبْعَث لهُ نَظَرات تَحْكي عَدَم الفَهم..هُو أَكْمَل بذات الثَّقة السَّقيمة،:قبل جم يوم خطبتش من أمش و أخوش..ينتظرونش ترجعين طبيعية عشان يكلمونش بالموْضوع "اسْتقام في وُقوفه و هو يَسْتَأنف حَديثه دون أن يَمْنَحْها ثوانٍ لتَسْتَوعب هذا الخَبر الصّاعق" انتظر منش مُوافقة "حاجبه اعْتَلى ليَقُول و عَيْناه تَلْتَحم بعَيْنيها الضَّائعتين عَلَّهُ يَهْديهما لأَرْض الخَلاص" قضية ابوش قضيتي..و ارتباطنا أول مفاتيح حُلولها..،



الوَقْت الحالي
رائِحة خَفيفة لها بُرودة لَذيذة داعَبَت أَنْفَها..عِطْرٌ امْتَزَج مع رائِحة رُجوليَّة تَعْرفها..تُريد أن تَفْتَح عَيْنيها لتُبْصِر صاحبها و تُخْبره أنَّ لهُ ذَوْق جَذَّاب..لكنَّ النَّوْم كان مُحْكِماً سَيْطَرته على وَعْيها....كالعادة..،..هَمْهَمت و هي تَنْقَلب على يَمينها..دَغْدَغ بَشْرَتها الصَّافِية نَسيم بارد تَغَلْغَت فيه تلك الرَّائِحة..زَحَفَ جَسَدها بانْقيادٍ لها..و مع تَحَرُّكها يَتَضاعف تَرْكيزها حتى شَعَرت بها تُسْقي جَوْفَها..أَخيراً وَصَلت للنَّبْع الذي تَفُوح منه..دَفَنت وَجْهها وَسَطه مُمَرّغة أَنْفها بخفَّة لتَسْتَنْشِق..ثوانٍ و هَدَأت أَنْفاسها و ابْتسامة حالِمة تُجَمّل شَفَتيها..،هُو اسْتَيْقَظ قبل دقائق..بَقي على السَّرير يَتَأَمَّلها كعادته في كُل صَباح..يَتأَكَّد من تَطابقها مع خَيالها المَنْحوت فَوْقَ صَفْحة قَلْبه..لذلك كان شاهِداً على تَصَرُّفها الغَريب..و ها هُو الآن مَحْموماً من النار التي أَشْعَلَها احْتكاك نَبَضاته ببعضها البَعْض..نَفَسَها الدَّافئ كان مُحَمَّلاً بالرَّبيع..و مَلْمَس وَجْهها لعُنُقِه يَغْزِل بأوْداجه الحَرير..شَعْرها ذو الخُصْلات الطَّويلة على غَيْر العادة تَوَسَّدَ صَدْره العاري،كما سِهام صُنعت من الرّقة لتَمْرَقه و تُعانق أَضْلاعه..،ثَقُلَت أَنْفاسه و خَدَرٌ شَهي بدأ يُناغي حواسه..لا يَسْتطيع أن يَمْضي مع قافِلة السَكَر هذه..يَجَب أن يَتَجَهّز لعَمله..اسْتَنْشَق بعُمق قبل أن يُخْفِض رأسه ليَهْمس في أُذْنها،:حَنيــن
حَرَّك الهَمَس وَتَرَ الصَّحْوة لثوانٍ فقط تَسَبَّبت في إزْعاجها..و على إثْر ذلك ضَعَّفَت من دَفْن وَجْهها في عُنُقِه، و هذه المَرَّة أعانتها كَفّها التي ارْتَفَعت لتَتمَسَّك بكَتِفه..ارْتَفَع حاجبه و الإسْتنكار يَسْبح وَسَط عَيْنيه..ما بها ! هَمَس من جَديد يُناديها،:حَنين قُومي "كَرَّرَ و هو يُخْفض صَوْته أَكْثَر" حَنيـــن
عُقْدة لم تُبْصرها عَيْناه تَوَسَّطت حاجيبها..فَتَحَت عَيْنيها لتَصْطَدمان بالظَّلام..تَصافقت أَهْدابها مُدَغْدِغةً عُنُقِه..ابْتَسَم و آثار ضِحْكة تَسْكن ملامحه..أَبْعَدَت رأسها و هي تُزيح خُصْلاتها عن جانب وَجْهها لتَلْتَقي العَيْنان..فَغَرَت فاهها تُحاول أن تَسْتوعب سَبب قُرْبه هذا..تَخَبَّطَت عَدَستيها..لحْظة..الرَّائِحة..و قَبْلَ أن تَكْتَمِل الفِكْرة هَمَسَ هُو بتَعَجُّب،:شكنتِ تسوين ؟
تَرَاجعت عنه و هي تُشيح بَصَرها عن مَدار عَيْنيه..الإحْمرار أَنْبَت نَفْسه بين ملامحها و بين ثَنايا عُنُقِها و نَحْرِها..غَبِيَّة..غَبِيَّة...بجُرْأة الْتَصَقت به لتَسْتَنْشِق رائحته..رَفَعت الغِطاء تُريد أن تَتَسَتَّر على حَرَجِها..لكن يَده قَبَضَت عليه ليَمْنعها..قال بخُفوت و لَحْنٍ مُشاكِس،:شكنتِ تشمين ؟
حَرَّكَت شَفَتيها بكلمة لم يَفْهمها..عَقَّدَ حاجبيه بضِحْكة و هو يَقول مُحاولاً إغاظتها،:شنــوو..ما سمعت ؟
رَفَعت صَوْتها قَليلاً ليصله هَمْسها المَبْحوح،:و لا شــي
أَزاح الغطاء عنه و هو يَقول بنَبْرة مُلْتوية،:النّوم على طول مسيطر عليش..و اللحين تشمين ريحتي "غَمَزَ لها بتَلاعُب و هو يُكْمِل" لو كنتِ تصلّين قلت هذي تتنسى
تَرَك السَّرير قاصِداً دَوْرة المياه..و قَبْل أن يَدْلف اسْتدار ليَجْترع اللون القُرْمزي الذي اخْتنق في وَجْهها..وَصَلتها ضِحْكته العالية لتَغُوص أَسْفَل الغِطاء هارِبةً بحَرَجِها العَظيم..،الخَبيــث..إنَّهُ يُراقبها..يُلاحظ أَدَّقَ تَفاصيلها..حتى ذلك المَوْضوع الحَسَّاس..أَغْمَضَت بشِدَّة من ارْتعاشة الخَجَل التي باغتتها..زَيَّنَت شَفَتيها ابْتسامة ناعمة لا تَدْري لماذا بَزَغَت..و لم تُسْهِب في بَحْثها عن سَبباً لها..،أَبْعَدَت الغِطاء عنها لتَجْلُس..الْتَقَطت هاتفها ليَرْتَطِم وَعْيها بالسَّاعة..فَغَرَت فاهها بعدم اسْتيعاب..إنَّها السَّادسة و النصف صَباحاً..أَيُعْقَل !! تَلَفَّتَت مُنْتَبِهة للشَمْس المُضيئة الغُرْفة..هذا يعني أنَّها نائِمة مُنذ ظُهر البارحة ! وَضَعَت يَدها على جَبينها بصَدْمة من نَفْسها العاشِقة للنَوم حَدَّ الثَّمالة..هَمَست بلا تَصْديق،:شنو هذا حَنين ..مو إلى هالدرجة عــاد !
غَفَت و هي تُرَتّب كلماتها فَوْق سُطور مُتَعَرّجة..تَرْفض الإسْتقامة عن الغُرور..قَرَّرَت أن تَتَنازل عن كِبْريائها لبعض الوَقْت،لتَسْتَطيع أن تُفَكّر بعَقْلانية..و انْتَهى عَقْلها بعِدَّة نتائج..جَميعها اتَّفَق على ضَرورة الإعْتذار منه..لذلك ظَلَّت تُقَلّب في صُندوق مُفْرداتها عن كَلِمات اعْتذار تُليق به..فلا جَدْوى من هذه الأَفْعال مثلما قال..فَرُوحها تَسَيَّدت مُهِمَّة الإرْتجاع،و بَعْدَ تَحْليلٍ و تَنْقيحٍ للمواقف..اكْتَشَفَت أنَّه لم يُسئ لها..كان رَقيقاً..لَطيفاً..مُهْتَمَّاً و مُحِبّا..فلمِ تُقابل خَيْره بشَر يُحيل عَيْشَهما مُسْتَنْقَع من رَماد ؟ لا تَرْتَفع منهُ سوى رائحة قَبيحة لها لونٌ أَسْود يُعْمي عَيْن الفَرح المُنْبَجِسة من إلْتقاء أُنوثتها برُجولته..،أَخْفَضَت كَفَّها مع خُروجه..اتَّجَه مُباشرة لغُرْفة المَلابس..تَرَكَت السَّرير لتَمْشي حافِية حَتَّى دَوْرة المياه..أزالت آثار النُّوم عن وَجْهها و نَظّفت أَسْنانها قَبْلَ ان تَتَشَرَّب قَطَرات الماء الغافية فَوْق بشرتها بمنشفة صَغيرة..خَرَجت لتراه يَخْرج من غُرْفة الملابس مُرْتَدياً بنطاله فَقَط.. وفي يَده قَميص أَسْود..شَتَّتت التَّرَدُّد عنها لتَرتَدي قُلنْسوة ثِقة لدقائق..نَطَقت بهُدوء و عَيْناها تُلاحقه حتَّى اسْتَقَرَّ أمام المرآة..،:بسَّام ابي اكلمك
عَقَّب دُون أن يَنْظر لها،:ان شاء الله اذا رجعت من الشغل
عُقْدة خَفيفة طالت ما بين حاجبيها..هَتَفَ صَوْت في داخلها بلا حادَّة..لا تَسْتطيع الإنْتظار أَكْثر..فَصَبْرها قَد اسْتُنْزِف بأَكْمله بالأَمْس..بإصرار قالت،:لا بسَّام..اللحيــن
اسْتَدار جسده برأس مُنْخفض بانْدماج لحَرَكة يَداه اللتان تَحْشران القَميص في البِنْطال..و بنَبْرة ارْتَشَفَت منها عَدَم الإهْتمام،:مابي اتأخر على الدوام..انتظري لين ارجع
تَقَدَّمَت منه بانْدِفاع تَرْجمهُ صَوْت خُطواتها..تَوَقَّفَت أمامه تَمْنَعهُ من التَّحَرُّك و هي تَعْقِد عَيْنيها بِعَيْنيه..ارْتَدَت عَباءة الجِدّية و هي تَقول،:باقي ساعة و شوي على شغلك..ما بتتأخر
نَقَل بَصَره بين حَدَقَتيها المُحيطة بهما هالة من إصْرار غَريب.. ترك القَميص ليَهمس بتَجاوب،:قُولي
أَسْدَلَت أَجْفانها لتُخْفي عنه عَسَلها المُنْتَشية منه نَبَضاته.. ارْتَفَع صَدْرها بوُضوح،كاشِفةً عن اسْتنشاق عَميــق كان التِرْياق الذي بهِ تُجَدَّد وُجودها..بهذا النَّفَسَ وَعَدَت ذاتها بأن تَكُون حَنين نَقِيَّة من كِبْرياء آسن نَغَّصَ اسْتقرار عُشَّها الزَّوْجي..أَبْصَرت لتَحْتَضِن بين أَجْفانها نَظْرَته التَّائِهة فيها..شَعَرَت بالبُكاء يُزَعْزع ثَباتها..تَشَبَّثَت ببقايا قُوَّتها ناطِقةً من بين حَشْرَجاتها،:آســفة
هَمَسَ بسُؤال مَبْحوح،:عــلى ؟
مالَ رأسها بخِفَّة لتَميل مَعهُ السَّحابة المُثْقَلة وَسَط مُقْلَتيها..أَجابت و الصّدق لسناها،:آسفة على رفضي لك في البداية..آسفة على قراري بعدم لقاءنا فترة الملجة..آسفة على ليلة عرسنا..آسفة على تستري على ملجتي الأولى..آسفة على صَدّي و برودي..و آسفة على اللي سويته آخر شي"بَلَّلت شَفَتيها ليَسْتَطْعم لسانها مُلوحة وُلِدَت من دُموعٍ تَراشقت من عَيْنيها دون أَن تَشْعر..أَكْمَلت بغَصَّة" بسَّام والله إنّي ما حبيت راشد..ما انكر إنّي حاولت أحبب نفسي فيه،لأني ظنيته بيكون الشخص اللي برتبط فيه..لكن ما قدرت..كل اللي حبيته الكلام اللي في الوَرق..حبيته لأنّه يحسسني بشعور غَريب إذا غاب تشتاق له روحي "بَعَثَت لهُ نَظَرات تَرَطَّبَت من وَدَقِها لتَقُول بلحنٍ راجي" صدقني مادري من صاحب هالرسايل..ما عمري رفعت عيوني لأي رجال عشان انتبه إنَّ في أحد ممكن يحبنـ ـي..ما تربيت على هالشي..عشان جذي قلت إنهم من راشد..و للحين احاول اقنع نفسي إنه صاحبهم..تكون منه و لا من شخص ثاني ممكن يسبب لي مشاكل "تَنَشَّقَت و هي تَمْسح صَبيبها بظاهر يَديها و لسانها يُواصل" عَوَّدت روحي من يوم إني صغيرة على راشد..أَجْبرت نفسي إنها تتقبله و اسْتسلمت لفكرة إنَّه يكون شريك حياتي..لأنها كانت رغبة أبوي..و ما حبيت اكسر فرحته..لكــن "تَصَدَّعَت ملامحها من رُعود تلك اللَيْلة المُوْحِشة..لَيْلة الخِيانة و سُقوط الأَقْنعة..اخْتَنَقَ صَوْتها من زُحام الغَصَّات و العَبَرات ليَخْرج ضَعيفاً يكادُ أن يَهْزمه الوَهْن"فَشّلني قدام أهلي و قدام معارفنا..ظليت انتظره بفستاني و حنتـ ـي و زينتي..لكن ما جاء..كَسَرني قدامهم كلهم..ما قَدّر فرحة ابوي و ولا احترم أي أحد "أَغْمَضَت تُريد أن تَنْسِف الصَّورة و تُهَجّرها عن أَرْض ذاكرتها" ما قدرت اتخَلَّص من أَثَر ذيك الليـ ـلة..سامحني. لأني تركت ذكراها تشوه ليلة عُمرنا..بس ما كنت ابي اشوف نظرات الشفقة من الناس اللي شهدوا على إهـانــ
إبْهامه بحَرَكة خاطِفة لامَسَ شَفَتيها،مُصْطَدَّاً بحنانه للرَّصاصات المُنْطَلِقة من لسانها لتَنْغَرس في قَلْبها..مَسَحَ بخفَّة عليهما،و كأنَّهُ يُريد أن يَبُثَّ الحياة بين تَشَقُّقاتهما..كَفّه اليُسْرى ارْتَفَعت لاحْتضان اهْتراء وَجْنتها..شَدَّ بحَنو و هَمْسهُ صَيَّرهُ المَوْقف سَحابة عَبَرت أَزْمنة عِشْقه لتُمْطِر عَذْباً على رُوحها الحَزينة..،:حَنين ما انخلقت عشان تنهان..هُو أهان نَفْسه و بَصَم على وَثيقة سُوء أَخلاقه "الْتَقَط دُموعها بخُطوط راحتيه الوالهتين و هُو يُرْدِف و عَيْناه تُرْسِلان لها طُيوراً من ثِقة" هو اللي خَسَر و إنتِ اللي رَبحتين خلاصش منه..ربي يحبش حَنين..أبْعده عنش قبل لا يقلب حياتش إلى سواد
قَرَّبَ وَجْهه منها أَكْثر..و بخِفَّة قَطْرة النَّدى قَبَّلَ عَيْنها اليُمْنى..و بنقاء صَباحات العاشقين كانت قُبْلته لليُسْرى..هَمَسَ بابْتسامة رَقيقة و هُو يُداعب رْمشيها،:ارْحمي جمال هالعيون..ترى أتعبتهم الدموع
هذا هُو بَسَّام..نعم هذا هُو الذي نَفَرتهُ بشظايا جَليدها في لياليهما الأولى..تَساءَلت و هي تَهْفو إلى عَيْنيه،:مسامحني ؟
أَصْدَرَ صَوْت نافي من بين شَفَتيه تَقَوَّست لأجْله شَفَتيها..اتَّسَعت ابْتسامته و هُو يُراقِب ارْتعاشتهما اسْتعداداً لفَصْل البُكاء الجَديد..نَطَقَ،:اصلاً ما كنت زعلان..بس كنت ابيش توتعين لنفسش
ابْتَسَمت براحة و هي تَرى كيف أَخْرَج لسانه لها بمُشاكسة طُفولية..مال رأسها قَليلاً و هي تُقَرّب شَفَتيها من خَدّه..و بنعومة بالــــغة قَبَّلته لتُلْهِب مَشاعره العابدة حَنينها..هَمَسَت لهُ بصدق بَرَق في عَيْنيها،:شُكْراً بَسَّام
حَطَّت أَسنانه على شَفته قَبْلَ أن يَهْمس بملامح مازِحة،:شكلي اليوم ما بروح الدّوام
تَساءَلت ببراءة أَجَّجَت من رغبته،:ليــش ؟
نَقَلَ بَصَره بين عَيْنيها و موضع السَّكَر يُعْلمها بالسَّبب..لحظات و أَكَّدت لها قُبْلته المُشْتاقة مَقْصَده..،



تَسَلَّلَت الصَّحْوة إلى وَعْيه..مِثْلَما تَسَلَّلَت الشّمْس من أَسْفَل السَّتائِر،لتُداعب سُكون عَيْنيه و تَتَوه في حَوَر اليُسْرى منهما..أَزاحَ جِفْنيه ببطءٍ ناعِس..اضَّجَعَ على جَنْبه الأَيْمَن بمَلامح غَزاها النَّوم و جَعَّدَها..رَفَع يَده ليَدْعك عَيْنه برِسْغه يُزيح الغَمامة الحاجِبة عنه الرُّؤية..أَبْعَدها و هو يَرْمش بحَرَكات مُتَتالية..انْقَلَب على بَطْنه مع امْتداد ذراعه للمِنْضدة بجانب السَّرير..تناول هاتفه ليَسْتَفْسِر الوَقْت..كانَ يَقْتَرِب من الحادية عَشَر..فَتَحَ الهاتف ليَصْطَدم بَصَره بصَفْحة حُفْظ الأَرْقام..عُقْدة خَفيفة بين حاجبيه أَعْرَبَت عن عَدَم فهمه..لكن ثوانٍ و تَبَدَّدت لتَتْبعها ابْتسامة أمالت شَفَتيه..تَذَكَّره..رَقم مَرْوة..انْشغَل و نَسي أَمْره..و منذُ تلك السَّاعة لم يَلْتَفِت لهاتفه..كان قَد تَوَقَّف عند تَسْمِيَته..لذا واصَل عَمَله الآن و هو يَعُود ليَسْتَلْقي على ظَهْره رافِعاً الهاتف أمام عَيْنيه..،
"الدكتورة مَرْوة"
حَرَّكَ رأسه بالنَّفي..لا..لا يَصْلُح،فهو مُتَشَبّع بالرَّسْمية..إذاً مَرْوة دُون أَلْقاب..ارْتَفَع صَوْت رافِض من بين شَفَتيه..غير مُناسب أَبَداً،فهو يُوْحي بانْسجام العِلاقة أَو أنَّ وشائج من صِلة تَرْبطهما..مَسَّ بتَفْكير خُصلات شعره المُبَعْثرة بعَفَوية جَذَّابة..أَسْدَلَ جِفْنيه و هو يَتَنَفَّس بهُدوء..لاَحَت لهُ أَطْياف مَواقفهما الماضِية..ارْتَسَمت ضِحْكة على ملامحه..أَبْصَرَ و هُو يُبَلّل شَفَتتيه..اخْتار بِضْعة حُروف قَبْل أن يَحْفَظ الرَّقم..نَظَر لإسم مع اتّساع ابْتسامته..يُناسبها و بِشِدَّة..."مُشْكِلة"...نعم هي مُشْكلة بالنّسبة له.. فوُجودها حَوْله يَبْعَث في نَفْسه شُعور غير مُريح..و هذا ما يُضايقه..،رَفَعهُ إلى أُذْنه بعد أن اخْتار الإتّصال..نَطَقَ صَوْت في داخله..رُبَّما هي في المُسْتَشفى و مُزْدَحِمة في عَمَلِها..حَرَّك رأسه مع تَقَوّس شَفَتيه..سَيُجَرّب..طالَ الرَّنين و كاد يَنْقَطِع إلا أنَّ صَوْتاً مُتَسَرْبلاً ببحَّة النَّوم عانَقَ مَسْمعه..،:الــو
رَفَع جَسَده ليَجْلُس،تَنَحْنَحَ قَبْل أن يَقول،:السلام عليكم
صَمْتٌ ارْتَفَع منها و لم يأته تَعْقيب لسلامه..أَبْعَد الغِطاء عنه تارِكاً السَّرير..خَطى بخفَّة ناحِية النَّافِذة و هو يُناديها،:دكتورة مروة تسمعيني ؟
أَجابهُ هَمْسٌ مَشُوب بذراتٍ من ضِيق،:شبغيت دكتور عبدالله ؟
تَوَقَّفَت قَدماه مع احْتلال الإسْتغراب على ملامحه..حَكَّ خَدَّه بطرف سَبَّابته مع إفْصاح لسانه عن اسْتغرابه،:عرفتين صوتي !
عَلَّقَت بكلمات تَقَلَّدَت بالجَليد،:اللحين إنت متصل لي عشان تشوفني اعرف صوتك لو لا !
عَضَّ على شَفته يُكْبِح ضِحْكة أَرادت أن تُغادر حَنْجرته..واصل مَسيره حتَّى النَّافِذة..أَزاح السَّتائِر سامِحاً للشَمْس بأن تَتَباهى بضَوئِها الرَّاقص على جَسَده و أَرْكان غُرْفته..غَلَّف صَوْته بالجِديَّة ليَقُول،:أنا متصل اعْتَذر "انْتَظَر لثوانٍ اسْتجابة منها،لكنَّهُ واصِل عندما اصْطَدَم بالصَّمْت" أنا آسف "كَرَّر بصدق مَسَّتهُ حواسها" فعلاً آسف..ما كان له داعي اللي سويته..و الحجي اللي قلته بعد "قَبَضَ على خُصْلاته من الأمام و هو يُرْدِف بتَبْرير و عَيْناه تَتَقَلَّبان على الزُجاج" بس كنت متضايق شوي و شايل هم شي
أَنْهى حَديثه بزَفْرة مَأهُولة بتَعبه المُتكالب عَليه من مَوْضوع عَمَّار و شَقيقته..رَفَع ذراعه ليَتَّكئ بباطنها على النَّافذة،مُسْتَقِرَّاً بجبينه على ظاهر كَفّه المَقْبوضة..هي عَقَّبت على كلماته بكلمات كانت كالمطرقة تَدق ناقوس أَدبه،:بس يا دكتور لازم تتعلم تفصل مشاكلك و همومك عن الشغل أو عن أي شي ثاني..النّاس ما لها ذنب اذا كنت إنت متضايقك "و بنَبْرة مُبَطَّنة اسْتطاع أن يَفك خُيوطها" احْترمهم عشان يحترمونك
أَغْمَضَ عَيْنيه و ضِحْكة قَصيرة مَبْحوحة فَرَّت منه،أَتْبَعها بهَمْسٍ لم يَعْلم أنَّهُ زَعْزَع سُكون نَبْض تِلك..،:ان شاء الله..على أمرش..آخر مرَّة اصير قليل أدب "أَرْدَف ليُعَرّفها على جُزَيء من شَخْصيته" و ترى اللي صَدر مني مو من طَبْعي..عبدالله أَرْقى من جذي "أَبْصَر فَجْأة و كأنَّهُ تَذَكَّر شي..رَفَع رأسه مع انْخفاض ذراعه ليَقُول آآه بغيت انسى..ما تشوفين شر..الدكتور حسين يقول تعبانة
ردَت بهَمْسٍ كان الفُتات النَّاجي من صَوْتها الذي أَبْكَمتهُ عَفَويته....السَّاحِرة..،:الشر ما يجيك
تَراجع للخلف و هو يَحْشر كَفّه في جَيْب سروال مَنامته..هَمْهَم قَبْل أن يَقول،:زيــن..نشوفش على خير
قالت هي لتُنْهي المُكالمة المُتَدَثّرة بالغَرابة،:مع السلامة
ردَّ بوَجْسه الباذخ،:مع السَّــلامة
أَخْفَضَ الهاتف عن أُذنه..نَظَرَ للشاشة بابْتسِامة واسِعة كَشَفَت عن صَفَّ أَسْنانه..هَمَسَ و هو يَهز رأسه،:في كل الأوقات و في كل الأوْضاع عندها رد !

،

على الجِهة الأخْرى..كانت تَنْظر للهاتف المُحْتَضِنَتهُ بيَديها..تَنْظر لرَقْمه الغير مُسَجَّل..إمارات التَّعَجُّب تُشارك آثار النَّوم كَسْو مَلامحها..لم تَتَوَقَّع و لو لوَهْلة أن يُحادثها ! هُو في أفْضَل الأحوال قَد يُبَرّر فعلته حينما يُصادفها في المُسْتَشْفى..لكن أن يَتَّصِل ! رَفَعت رأسها و هي تُغْمض بشِدَّة..ضَغَطَت على شَفَتيها بقوَّة مع انْحسار كَفَّيها عن الهاتف،لتَرْتفعان إلى صَدْرها..جِهة ذاك الأبْلَه الذي عَصِفَ صَوْت عبدالله بشَعْبه..هَمَسَت لذاتها تُوَبخها،:اعْقَلى مَرْوة..الغباء اللي صار قبل ما لازم ينعاد..سيطري على نفسش
انْتَظَرت لدقيقة حتَّى خَبَت نَبَضاتها..و حَلَّت الرَّعْشة عُقْدتها عن أَطْرافها..زَفَرت و بيدها أَرْجعت خَصلاتها الشَّقراء للخَلَف..قَلَّبَت عَيْنيها على الغُرْفة و ابْتسامة مُشاكِسة تبزغ على وَجْهها..نَطَقَت بحاجب ارْتَفع تعَجُّباً،:و الله و طلع قلبك رَهيف يا عبدالله !
أَلَقَت جَسَدها على السَّرير..احْتَضَنت الوسادة لصَدْرها و ضِحْكَتها تَنْبَجس من أَعْماق رُوحها المُحيكة خُطَطاً مُعْتَمة النَّتيجة..هَمَسَت بتَمَنّي ماكِر و هي تَدْفن وَجْهها في الوسادة،:يُوم اللي اشوفك هايم فيني يا ولد بَلْقيــس



أَعْلَمَها فَيْصَل في الصَّباح الباكِر عن طَريق رِسالة قَصير أنَّ المَدْرسة التي سُجّلت فيها جَنى حَدَّدت مَوْعداً للمقُابلة و الإمْتحان..و هو اليوم في الثَّانية عَشَر مَساءً..لذلك اضطَّرَت أن تَتَغَيَّب عن العَمَل لتُرافق صَغيرتها في مِثْل هذا اليَوم المُهم..كانت مُقَرّرة أن تَذهب معها في سيَّارتها الخاصَّة..لكن كان لفَيْصل قَراراً مُخْتلفاً..فهو اقْتَرَح أن تَسْتَقِل سَيَّارته مع جَنى..رَفَضَت في البِداية لكنَّهُ أَصَر بقَوْله الغير قابل للنّقاش

"ماله داعي كل واحد في سيارة و احنا بنروح لنفس المكان عشان الشخص نفسه..نروح كلنا مع بعض..خل تحس البنت إنه يُوم طَبيعي و إنها حالها حال أي طالبة"

لذا وافقَت على مَضض من أَجْل جَنـى..فُرُبَّما قُرْبها من فَيْصل في هذا اليُوم يُنْبِت زَهْراً من حَميمية دافئة وَسَط قَلْبها المُتَعَطّش للدفء..فهي في آخر حَديث لها مع نَدى في مَكْتبها اعْتَرَفت بجاهزيتها لفعل المُسْتَحيل من أَجْل ابْنتها..و مُشاركته الرّحلة أَبْسَط المُسْتَحيلات..،كانت هي و جَنى تَنْتَظِران في غُرْفة الجُلوس قُدومه..بكلماتها الرَّقيقة تَعْقِد إكْليلاً من ثِقة لتَتَطَيَّب بهِ ذات صَغيرتها،و التي كانت لا تَحْتاج لجُرْعة من ثِقة تَسْري في عُروقها مَسْرى الدّماء..فهي وَرَثتها من والدها الذي لم يَكْتفِ و أَصْبَح يُطْعمها إياه طيلة سنواتها الماضية..،رَنين الهاتف تَداخل مع حَديثهما،ثانيتان فقط و انْقَطَع..قالت جِنان و هي تَنْظر للشاشة،:يله ماما جَنى..بابا وَصل
تَرَكَت جَنى مَكانها لتَجْري بحَماس مُحْفُوف بسَعادة بالِغة الْتَمَسَتها أُمومة جِنان المُتَيَقّظة..لَحِقَتها بهُدوء لخارج المَنْزل حيث ينتظرهما..ارْتَدَت نَظَّارتها و هي تَقْتَرب من السَّيارة..جَنى بتلقائية اسْتَقَرَّت في المقاعد الخَلْفِيَّة..و هي بالطَّبع يَجِب أن تَجْلُس في مَقْعد الرَّاكب..حَبَسَت أَنْفاسها و كأنَّها ستَغُوص وَسَط بَحْرٍ مُحْتَدِم الأَخْطار..أَصْمَتَت حَواسها و صَلَّبَت أَطْرافها..و لَم تَنْسَ أن تُقَيّد نَبَضاتها و قَلْبها..و بَعْد أن أَنْهَت اسْتبدادها على ذاتها فتَحَت الباب مُتَّخِذةً مَكانها..أَغْلَقَته لتَنْفَصِل عن العالم الخارجي و تَمْتَزج مع عالمه المَأهول بشَعْبٍ من كِبْرياء..رَعْشة بــاردة صَفَعت أَوْصالها و مَرَّت بَرْقاً خاطِفاً عابِرة عَمودها الفَقَري..فعطره الأَذْفَر قد تَشَبَّثَ بكُل زاوية من السَّيارة..و هي مُتَيَقّنة أنَّ بَعْد دَقيقة سَتَجِد ملابسها..أَنْفاسها و رُوحها قد تَشَبَّعوا بالرَّائِحة..زَفَرت بتَهَدُّج مع اسْتسلام مُقْلَتيها لإغْماضٍ مُرْهَق..نَعم فقُرْبهُ مُرْهِق..يَطوف بين الحَنايا كما مَرَضٍ عُضال لا يُشْفى منه..و عَجَباً أنَّها تَسْتَلِذ بوَجِع هذا المَرَض..كانت مَشْدوهة لتَقَلُّبات جَواها و تَخَبّطه..و مَسْمَعيها قد ضَجَّت فيهما قَرْع طُبول نَبَضاتها..هي حتَّى أَنْفاسها كانت تُعاين بوَعْيها المُرْتَبِك بَعْثَرَتها..و من بين فَوْضاها أَتاها صَوْته بِبَحّته المُمَيّزة و أَسْرى في صَدْرها أَغْدرة عَذْبة،:سلام جِنـــان
مَرَّرَت لسانها على شَفَتيها و يداها المُتَعَرّقتان تَشُدَّان على حَقيبتها المُسْتَقِرَّة في حُضْنها..هي لم تَنْتبه أنَّها دَلَفَت دون سَلام..ابْتَلَعت تَخَبّطها لتَرُد بصَوْت انْكَمَشَ من تَوَتّره،:و و عليكم السَّـ ـلام
كانت تَجْلس على طَرف المَقْعَد بظَهْرٍ مُسْتَقيم من تَشَنُّجها،و وَجْهها مُتَصَنّم،تُناظر للأمام و كأنَّها مُعاقَبة..،تَحَرَّكَت السَّيارة ليَشْدو حَديثهما هُو و َجَنى..كان يَصِلها صَوْتيهما و لكَنَّ عَقْلها الغائب اسْتَعْصى عَليه تَفْسير الكَلمات..فهو لا زال يُحاول أن يَسْتَعيد لُبّه المَغْشي عليه من المَوْقف..احْتاجت لدقائق لتَسْتَرد أَنْفاسها و تُرَشّح جَواها من ثَوْرته..بخفَّة تَراجعت للخلف لتُسْنِد ظَهْرها..تَركَت يَداها الحَقيبة ثُمَّ أَرْخَتْهما في حُضْنها..شَرَعت تُمَسّد رِسْغيها لتُنْعش الدَم المُتَجَمّد في عُروقها..هذه المَرَّة كانت تَجْتَرع الحَديث باسْتيعاب..مُلْتَفِة بكامل حَواسها للأَرْيَحية التي تَحْتويه..فحَديثهما كان سَلِس..مُتَناغم..تَفُوح منهُ فِطْرة شَهِيَّة..أَبوي و طُفولي..و الحَنان يُلَوّنه..على عَكْس حَديثها معها..أَشاحت وجْهها للنَّافِذة مع امْتلاك ابْتسامة أَسَى لشَفَتيها..غَفَت فَوْق وَجْهها الأَشِعة المُخْتَرِقة الزُّجاج..و كأنَّها بضَوْئِها تُطَبْطِب على جِرْحها المَسْفوح على ملامحها..فطِفْلتها لا زالت تَخْجَل منها..لم تَعْتَدها بَعْد..و لم يُزْهِر الكَلام بينهما بمثل هذا اليَنَع..فتُرْبة الفِراق القاحِلة كانت السَّبَب الأعْظم للحَيْلولة دون نُضْج حَديثهما.. سامَحَك الله يا فَيْصَل..،



يتبع

 
 

 

عرض البوم صور simpleness   رد مع اقتباس
قديم 29-08-16, 07:26 AM   المشاركة رقم: 863
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو راقي


البيانات
التسجيل: Aug 2015
العضوية: 300973
المشاركات: 633
الجنس أنثى
معدل التقييم: simpleness عضو على طريق الابداعsimpleness عضو على طريق الابداعsimpleness عضو على طريق الابداعsimpleness عضو على طريق الابداعsimpleness عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 475

االدولة
البلدBahrain
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
simpleness غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : simpleness المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: ذات مُقيّدة حوّل عُنُقِ امْرَأة / بقلمي

 



أَتى الصَّبْحُ مُشْرِقاً بزَهْو لم تَسْتَشعره حواسها المُخْتَبِئة في غُرْفتها..و ها هُو يَسْتَعِد لتَوْديع الأَنام دُون أَن تَظْفر شَمْسه بنَظْرة واحدة لملامحها النَّاعمة..عَقارب السَّاعة قَد مَضَت بَيْن دَقائق الواحِدة مَساءً و هي لا زالت تَتَقَلَّب فَوْقَ سَريرها..تُوْدع بين أَغْطِيَته حَديث نَفْسَها المُشْتَعِل..تَكاد تَنْتف شَعْرها من فَرْط تَوَتُّرها..سُؤالٌ واحد مُنذُ الفَجْر يَحُوم في جَوْفها..لماذا لم يَقول شَيْئاً ! لم يُعَقّب على الكَلِمات التي كَشَفَتها إليه بعدَ مُعاناة عَظيمة..هُو وَجَّهَ لها نَظْرة تَخْلو من مَعْنى قَبْل أن يَحْشر جَسده في مَرْكَبة أخيها..و إلى الآن لم يَنْطق لسانه و لا بِكَلِمة...ماذا يعني هذا ؟! انْتَفَخ خَدَّيها لتَفر من بين شَفَتيها زَفْرة مُسْتَنْزِفَة الصَّبْر..انْقَلَبت على بَطْنِها و هي تَدْفن وَجْهها في الوسادة المُتَشَبّعة بأنْفاس سَخُنَت من حَرارة التَّفْكير..ألن يَعَلّق على مُوافقتها ؟ هُو طَلَب منها اتّخاذ القَرار الذي يُعيد لها سَعادتها..تَخَلَّت هي عن أي شائبة قد تُعَكّر صَفْو تَفْكيرها..أَلْقَت كُل شيء خَلْفَ ظَهْرها..لتَخْلو رُوحها مع السَّعادة..تَكاشَفَتا و تَصَارَحَتا دُون قُيودٍ أو خَجَل..باحت الرُّوح بما اكْتَنَف في جَوْفها..عَرَضَت صُور الماضي و أَفْصَحت عن ذِكْريات تَوَقَّفت زُهورها عن النّمو لوَهْلة..بسبب قَحَطٍ أَتت بهِ رياح خَفِيَّة لا تُفَسَّر..و بإزاحة السِتار عن خَبايا الرُّوح و انْقشاع الصَّمْت عن قَلْبٍ أَبْكَمهُ الخَوْف..تَجَلَّت الحَقيقة..و اسْتَوَى الجِسْر الذي سيَنْقلها للضّفة الأُخْرى..حَيْثُ هُناك كان يَقِف هُو..طَلال..،شَدَّت على الوِسادة بكلتا يَدَيها و عَيْناها المَخْفِيتان تَشِدَّان من إغْماضهما،اسْتِجابة لهِتافات النَّبَضات المُبْصِرة ملامحه..تُرى ما هُو حالك يا مَجْنون؟ ارْتَجَفَت من انْفتاح الباب المُفاجئ..رَفَعت رأسها ليَتَّضِح نُور وَجْهها المُتناثرة عليه الخُصلات كما أَغْصانٍ مَلْساء..وَجْهُ جُود بانَ لها مع ارْتفاع صَوْتها المُسْتَنْكِر،:يعني إنتِ لين متى بتظلين نايمة !
و هي على وَضْعها أَبْعَدت خُصْلاتها عن وَجْهها مُجيبةً بلَحْن مُتَمَلْمل،:مو نايمة اصلاً
رَفَعَت نَفْسَها و هي تَسْتَدير جالِسةً و ظَهْرها يَسْتَنِد للسَّرير..جَرَّت الغِطاء حَتَّى صَدْرها مع جُلوس جُود أمامها و التي قالت مُوَضّحة،:ابي اسَلّم عَليش "قَرَّبت وَجْهها من وَجْه نُور لتُقَبّل خَدَّيها و هي تَقول" الحمد لله على السَّلامة
هَمْسٌ هادئ ارْتَفَع من حَنْجرتها دون أن تَرْتَفع عَيْنيها،:الله يسلمش
تَراجعت قَليلاً و هي تَسْتَفْسِر،:يوم الا إنتِ مو نايمة ليش ما نزلتين تحت ؟
أَجابت و نَظَرها يُعْقَد بأَصَابعها المُحِيكة وِشاح من اضطّراب،:بـــس
عُقْدة خَفيفة اتَّضَحت بين حاجبيها عندما تَراءت لها مَلامح شَقيقتها المُتَدَثّرة بالغَرابة..تَساءَلت باطْمِئنان،:شنو فيش ؟
هاجَت أَهْدابها من احْتِلال جَيْش الدُّموع لمُقْلتيها و بالتوالي أَرْعَدَت الإرْتعاشات شَفَتيها..شَهْقَة باغتَت صَمْتها و على إثْرَها اعْتَلى حاجبا جُود تَعَجُّباً..اقْتَرَبت منها أَكْثَر و هي تَرى كيف أَخْفَت وَجْهها النائِح بكَفّيها..نَطَقَت بتَوَتُّر مع مُعانقة يَده لكَتِفها،:نُوور اسم الله عليش شنو فيش ؟ ليش هالدموع !
نُور كانت غارِقة بين أَمْواجٍ من حِيرة تَلْطم أَفْكارها..تَجاهل والدها أَضْرَم قَلَقاً وَسَط قَلْبها الذي خَرَج عن صَمْته و ثار ليَرْفَع كَلِمته. ردَّة الفِعْل تلك لم تَكُن تَتَوَقَّعها..هي خائفة..بل و مَرْعوبة..تَخْشى أنَّ القِطار قَد غادر من دُونها..و السَّكَّة قَد وُجّهت ناحِية طَريقاً آخر..شَهَقَت نَبْضة..أَيُعْقَل أنَّ والدها قَد أَعْطى فَهْد جَواباً ! هذا الخاطِر نَحَر بُكاءَها فَجْأة..ببطء مُحْتَرِز أَخْفَضَت يَديها مع تَعَلُّق عَيْنيها بسنابك هذه الفِكْرة..إلهى إن كان فِعْلاً هذا الذي حَصَل ! ازْدَرَدت ريقها و هي تَتَخَبَّط ببصَرها..حَتْماً سَتَرْفض..لو أتاها والدها ليُعَزّيها بهذه الكَلمات ستُخْبره برَفْضها السَّاحق..لا تُريد غَيْر طَلال..لا تُريد أن تُسْجَن مع رَجُلٍ لا يَمْلُك مفاتيح فُؤادها..لن تَخون أحَداً..هي نَجَحت في صَوْن عَبْدالله..لكن القَدَر أَراد أن يُفَرّقهما رَغْم وَفائها..لكن بعد ذلك الكابوس..تَغَضَّنَت ملامحها مع سَيْطَرة الرَّائِحة على أَنْفاسها..شَعَرت باللَّوْعة تُشْعِل حَطَبها في صَدْرها..ليَرْتَفِع دُخَّانها بعد ثوانٍ مُباغِتاً سُكون حَلْقها..بسُرْعة رَفَعت يَديها لفَمِها تُحاول أن تُكْبِح الإسْتفراغ الذي قَضى على تَماسُكها..بحَركات سَريعة تَركت السَّرير قاصِدة دَوْرة المياه..دَفَعَت الباب بجانب جَسَدها لتَمْتَد يُمْناها إلى المَغْسَلة المُصَيّرها المَوْقِف طَوْق نَجاة..تَمَسَّكَت بها بملئ قُوَّتها المُضْمَحِلة من اسْتفراغ حَوى سواد كابوسٍ يَنْطوي على نَفْسه بخُبْثٍ يَرْتَشف راحتها و اسْتقرار وُجودها..كانت تُفْرِغ ما في جَوْفِها و الآهات تُحَلّق من حَنْجرتها طُيُورٌ مَسْلوبة الجِنحان..تُحَلّق بوَهْن..لتَصْطَدِم بجبالٍ لا مَرْئيَّة..تَعْتَرِض طَريق كل مَخْلوق يَبْحَث عن السَّعادة..،جُود كانت تَقف على يسارها و هي مُمْسكة بالباب بفَمٍ فاغِر و عَيْنان دَثَّرتهما الصَّدْمة..هَمَسَت بتَوَجُّس عندما تَوَقَّفَ اسْتفراغها،:نُــــور شصاير ! والله خوفتيني
رَشَحَت وَجْهها بالماء ثَلاثاً قَبْل أن تُطَهّر أَسْنانها سَريعاً بالفرشاة و المَعْجون..أَغْلَقت صُنبور الماء و هي تَسْتَدير لتُقابلها..وَجْهها قَد احْتَقَن بحُمْرة تَبْعثُ في النَّفْس خَوْفاً مَعْقوداً بقَلَقٍ لا يَهْدأ إلا بجَواب..عَيْناها قد تَجَمَّد فيهما دَمٌ عَبيط..رَشَّحت صَوْتَها من حَشْرَجاته لتُجيب ببحَّة مَشْروخة،:ما فيني شي جُود لا تخافين "خطت خارجةً و هي تُكْمل بابْتسامة صَغيرة أَجْبَرَت شَفَتيها على اسْتعارتها و لو لثواني" بس النفسية معتفسة تدرين من شنو..و بعد اتوقع في بوادر للمَرض
تَساءَلت مُطالبة بتَأكيد و عَيْناها تَتَفَحَّصانها بدِقَّة،:أكيد ما في شي ثاني ؟
أَكَّدت و هي تَقِف أمام المرآة لعَقْد شَعرها،:ايـــه جُود..صدقيني ما في شي ثاني
أَفْرَجَت عن زَفْرة مُرْتاحة قَبْل أن تَهْمس،:زيـــن الحمد لله
قالت بهُدوء و البَحَّة لا زالت تَسْكن صَوْتها،:روحي تحت و بلحقش بعد دقايق..ابي ملامحي تتعدل مابي اخوّف أمي
هَزَّت رأسها بتَفَهُّم،:اووكــي "أَرْدَفَت بحماس تَبَسَّمت لهُ نُور بحُب" انتظرش تحت عشان نسووولف و اعلمش شنو صار
بخُفوت عَقَّبَت،:اوكي
انْتَظَرَتها حتى خَرَجت لتَسْمَح لتَنهيدتها الطَّويلة أن تَلِج للحياة..أَفْرَغتها مُذَيَّلةً باخْتلاجات رُوح مُتَخَبّطة.. ولَيْتَها تَقْضي الدَّهْر تَسْتَل التنهيدات من بين أَضْلُعها لتُمْسي الرّوح نَقِيَّة من لواعج حُب نُفِي عن بَلَد الحُرّية..مَسَحت على وَجْهها بخِفَّة و كأنَّها تُنْفِر الإحْمرار عنه..جَلَست على المَقْعَد القَريب و في داخلها بَدأت تَعد الدّقائق..ستنتظر خمس دقائق فقط ثُمَّ ستقصد الطَّابق السُّفلي..فبقائها وَحيدة يُشْعل جَمْرة من الفِتَن بين قَلْبها و عَقْلها..لتَحْتَدم حَرْب الأَفْكار..،




يَفْصِل جَسَدَيْهُما مَقْعَد..و الفُؤادان تَفْصِلَهُما مُحيطات..أَراضٍ و سَماوات من فِراق..و كأنَّ الطَّبيعة اتَّحَدَت لتَحَرّم عليهما الإرْتواء من كَأس اللقاء..،عَشْرُ دَقائق انْقَضَت و هُما يَنْتظران انْتهاء صَغيرتهما..دَلَفَت للمَكْتب الذي يُقابلهما مع مُعَلّمتان..إحْداهما كانت من جِنْسية آسْيَوية..،كان يَجْلس على يِسارها..و هي على يَمينه قد اسْتَقَرَّت..و كلا الرُّوحين تَمَنَّتا لو يَحْتَضِنهما وُجود الآخر من جَميع الجِهات..الصَّمْتُ كان يَتَراكم فَوْق المَقْعد الذي يَتَوَسَّطهما..مثل جَبَلٍ كان يَعْلو ليَمْنَع الكَلِمات من الإنْتقال من قَلْبٍ إلى الثَّاني..،هي رَأسها مُنْخَفِض لأَصابعها الغازِلة خُيوط تَوَتُّر تَلْتَف حَوْل مَشاعرها لتَجُرَّها إلى الحُفْرة الدَّامِسة..البائِتة فيها حَقيقة قاتِلة..حَقيقة خِطْبته لياسمين..،لا زالت في طَوْر التَّرَشُّح من شوائب هذه الحَقيقة..تَشْكط طحالب الذِكْرى النَتِنة عن رُوحها المُنْطوَية كما صَدَفة..في جَوْفها تَغْفو لُؤلؤة ناصِعة البَياض..لها بَريقٌ نَقي..و بَريء..لُؤلؤة تُسَمَّى جَنى..هي من أَجْلها سَلَخت جِلْدها لتُتيح لخلايها بناء طَبقات جَديدة..لا تَنْحَشر بين ضيقها بَصَمات أصابعه..هي أَجْبَرَت شَفَتيها على التَّنازل عن ذاكرتها..ليَضيع بين الرّياح و تَقَلّبات الزَّمن مَذاق قُبْلاته..أَعْمَت عَيْنيها عن صُوَراً حَوَت مواقف تضِجُّ بعِشْقٍ أَجَنَّهما..و تَشَجَّعَت و عَرَّت جَواها من مشاعِر زَرَعتها رُجولته بين حُجراته المُتَصَدّعة من غيابه..هي تَخَلَّت عن العالم الذي أَوْجَدَهُ في ذاتها..لِتَنْســاه...،أمَّــا هُو..عاقِداً ذِراعيه على صَدْره المُفْعَم بمَشاعر ثائِرة..تَرْفض الإنْحناء لمَلِكٍ طاغي..يُسَمَّى الفِراق..اشْتَاقَها..و بِغياب أَنْفاسها عنه فَقَد جُزْاً من ذاته..يَشْتاقُ إلى سُكْرَة خَمْرٍ حَلال..يَشْتاق إلى عَيْنين تاهَت بين اصْطفاقة أَهْدابهما نَبَضاته المَشْدوهة لها..و يَشْتاقُ إلى رائِحة تُحْيي في رُوحه أَلْفَ رَبيعٍ و رَبيع..لكنَّه مَجْروح..حَدَّ الرَّغْبة في العِتاب مَجْروح..هُو لم يُعاتبها قَط..كُل الذي دار بينهما شجارٌ و صُراخ..فالكَلِمات قد تَبَرَّأ منها عِتاب المُحِبّين..،كان يَنْظُر للَّوْحات المُعَلَّقة على الحائط أمامه..يَنْظُر بتَرْكيز شَديد كأنَّهُ يحفظ خُطوطها..تَمَنَّى بَصَره لو يَمْتزج بألوانها و أن تَبْتَلع رُؤيته الأَصْباغ الحاِرقة..حتى يَقْضي على رَغْبة التَّزَوّد من رَغْد ملامحها..،مَرَقَ الصَّمْت رَنين هاتفه..أَخْرجه من جَيبه ليَنْظر للشاشة..كانت ياسمين..زَمَّ شَفَتيه و الحيرة تَطوف وَجْهه..لا يَسْتَطيع أن يُجيب و جِنان بجانبه..و في الوَقْت نَفْسه لا يُريد أن يَترك جِنان و يَخْسَر فرصة التَّنَعُّم بقُرْبها..من الأَفْضَل أن يتجاهل الإتّصال حتى يَنْقَطِع..،هي رَفَعت رأسَها بخِفَّة و عَيْناها بعَفَويَّة الْتَقَطتا الإسْم الوامض..ارْتَفَعَ حاجِبها ببرود..هُما في السَّابق كانا يتبادلان المُكالمات..فلا جَديد بعد الخِطْبة..أَشاحت وَجْهها عن الهاتف قَبْل أن تَقِف لتُغادِر الَمَكان..لن تَكُون حِمْلاً ثَقيلاً يَمْنعهُ من مُحادثة خَطيبته براحة..،هُو الْتَفَت سَريعاً مُنْتَبِهاً لابْتعادها..اكْتَنَفَ الضّيق في صَدْره و هو يراها تَنحرف لأحَد المَمَرَّات..زَفَر بإغْماضٍ مُسْتاء..بالتَّأكيد قَرَأت الإسم الجَلي جِداً..إذاً لا بُدَّ أن يُجيب..مَرَّر لسانه على شَفَتيه و هو يَرْفعه لأذنه و بِبحَّته،:هلا ياسمين
أَتاهُ صَوْتها الخَجِل،:هلا فيصل..عسى ما شر ما داومت اليوم ؟
بنَبْرة حاوَل أن يُجَرّدها من البُرود،:مافي شي..بس رايح مع جَنى..عندها امتحان و مقابلة في مدرستها
بتَفَهُّم،:اهــا اووكي..الله يوفقها
عَقَّبَ و هو يَنْظر ليَده المَبْسوطة على فَخْذه،:ان شاء الله
قالت بعد أن اسْتَشْعَرت بُروده،:بس حبيت اتطمن عليك..مع السلامة
حاول أن يَبْتَسِم لتَخْرج كلماته لَطيفة،:شُكْراً ياسمين..مع السلامة
أَغْلَق الهاتف و من بَيْن أَضْلعه حَلَّقَت زَفْرة مَعْقوفة الجِنْحان أَوْجَعت رُوحه..بَعَثَ نَظرات مَحْنِيَّة الفَرَح لحَقيبتها المَتْروكة على المَقْعَد..وَجْسٌ بائِس تَخَبَّطَ في جَوْفه..كيف المَسَير إلى أَرْضُ نِسْيانكِ جِنان؟

،

على الجِهة الأُخْرى

وَجَّهَت بُوْصَلتها إلى اللامَكان..لم تَدْرِ إلى أَيْن تَهْرب..مَشَت بلا هدى تُنَبّش عن أي زاوية تَتَلَقَّف انْكسارها..قابَلها مُبَرّد للماء..خَطَت إليه و الغَرَق الناشِر أَذْرعه وَسَط رُوحها صَيَّرهُ شاطِىء تَهْفو إليه و أُمَنية النَّجاة سِباحتها..،تَوَقَّفَت عنده،تناولت كأس كَرْتوني و شَرَعَت تَسْكب لها..تُحاول أن تَنْشَغِل عن الدَّمار المُشَوّه حُبّها..رفعتهُ تَنْظر لسَطح الماء الرَّاكد..ارْتَشَفَت عَدَسَتاها منه لتَنْتَبِذان شفافِيته..و عَدَمه..لتُمْسي مَخْلوقاً بلا لَوْن،و لا رائِحة و لا طَعْم..غَيْرَ أنَّ الماء الحاجة الأساسية للبَشر..و هي انْتَهَت صَلاحيتها..و تَعَفَّنت الحاجة التي كانت تَحْتَضِنها من أَجْلِه..ذابت حَواسها بين جُزيْئات الماء و صُمَّت أُذنيها عن صَوْتان يَقْتَرِبان من ضِفَّة هذيانها..،

قال بملل و هو يَنْظر للأظْرف الكَبيرة المُتَّكِئة على ذراعه،:باقي لي اكثر من عشرين ورقة أصححها
عَلَّق ليُغيظه،:والله الإشراف من هالناحية رااااحــة..لا تصحيح و لا عوار راس
أَشاحَ وَجْهه عنه و شَفتيه احْتكَرتهما ابْتسامة خَفيفة..نَهْرٌ عَذْب انْسَكَب من بين أَهْداب حَزينة أَغْدَقَ نَبْضه..تلاشت الإبْتسامة و قَدَماه تَبَاطَأت خُطواتهما..أَطْبَقَ شَفَتيه للحْظَة قَبْلَ أن تَتَوَسَّطهما ثَغْرة تَحْكي انَشداه ذاته لسَكَنات مُقْلَتيها..،
،:نادر اكلمك وين رحت ؟
ابْتَلَع تَيْهه و هو يَسْتىدير بصعوبة عنها لزَميله..نَطق باسَتفسار،:شنو تبي ؟
أعاد سُؤاله و هو الذي لم يَنْتَبه لارْتباك نادر،:اقول لك انا بمشي اللحين..إنت بتمشي بعد لو بتقعد لين العصر ؟
أجاب بسرعة و هو يَرْنو بطَرف عينه لتلك التي لا تزال واقفة،:لا لا ما بمشي..بقعد اصحح الا اقدر عليه و بعدين بمشي
قال و هو يُلَوّح لهُ مُسْتَعِداً للذهاب،:اوكي على راحتك..يله سلام
هَمَسَ و بصره يُلاحق سَنا قَمَرٍ بَزَغ من سماء عَيْنيها،:الله يسلمك
شَدَّ على المَلَفَّات..مَرَّر لسانه على شَفَتيه و يده تَمْس شُعيرات لحيته..خَطَى ناحيتها،تَوَقّف على بُعْد ثلاث خُطوات منها..سَحَبَ لهُ كأس و عَيْناه تَسْتَرِق النَّظرات لها..هي انْتَبَهت لخَيال جَسَد يَطْفو من بين أَمْواجَها العاتِية..رَمَشَت بخِفَّة لتَقْصِد عَدَسَتاها وَجْهه..ابْتَسَمَ لها بتَرَدّد و هي بُمجاملة ردَّت بنصف ابْتسامة شاحِبة..اسْتَدارت عَنه لتَمْشي مُبْتَعِدة عائِدةً إلى زَوْبَعة نِسْيانها دُون أن تَلْتَفِت و لَو بنُصْفِ جُزَيء للذي تَعَلَّقَت قَلْبه بمَشْذَب أَهْدابها..،وَصَلت مع خُروج جَنى..سَرَّعَت من خُطواتها بعد أن أَلْقَت الكأس الفارغ في أَقْرب زبالة..رَكَضَت الصَّغيرة لوالدها مع وُقوفها أمامهما..قالت المُعَلّمة بابْتسامة جَميلة،:ماشاء الله عليها ذَكية و شَطُّورة
تَراقَصَ الفَرَح في فُؤادها و هي تُبْصِر كيف مالت جَنى بالْتصاق ناحية والدها بخَجَلٍ أَزْهَرت منهُ ملامحها الطُّفولية..أَضافت المُعَلّمة،:ان شاء الله بعد جم يوم بنخبركم بالنتيجة "انْحَنَت لجَنى تُداعب خَدَّها و هي تُرْدِف بلُطْف" مُوَفَّقة يا قَمَر
هَمَسَت بابْتسامة ناعمة،:شُكْراً
ضَحَكَت بخفَّة و هي تُعَقّب،:يا عُمري الخجولين "وَجَّهت حَديثها لجنان و فَيْصل" الله يخليها لكم ان شاء الله
عَقَّبَ الإثْنان بأُمْنية واحدة عَجَباً أنَّهما تشارَكاها،:ان شاء الله
صافحتها جِنان و هي تَقول بنَبْرة وديَّة،:مَشْكورة إسْتاذة
تَراجعت للخَلْف،:لا شُكر على واجب "لَوَّحَت لجَنى" مع السلامة جَنى
بادَلتها التَّلْويح بذات الخَجَل..فَوْر ابْتعاد المُعَلّمة تَساءَلت جِنان باطْمئنان و هي تَحْتَضِن كَفَّ صَغيرتها،:ها حَبيبتي حَليتين زين ؟
هَزَّت رأسها و بثقة،:ايـــــه كان سَهــــل
وَجَّه فَيْصَل سُؤال آخر،:و المُقابلة ؟
بابْتسامة واسِعة،:جاوبت على كـــل شي
انْحَنى ليُقَبّل رأَسها بعاطِفة ساحِرة سَلَبَت لُبَّ جِنان المُتَأمّلة..قال و هو يُعانق يَدها الأُخْرى،:يله حبيبتي خل نمشي..اليوم رجعوا بابا و عمو نُور من السَّفر..بنروح نتغدا معاهم
رَفَعت رأسها لوالدتها قائِلةً برَجاء أَرْخى حاجِبيها،:ماما بليــــز تعالي تغدا ويانا
أرادت أن تَعْتَرض،:لا حبيبــ
قاطَعها فَيْصل بنَبْرة حاول أن يُلْبسها الإعْتيادية،:تعالي تغدي..و منها تسَلْمين على نُور و أبوي
عانقت عَيْنيها عَيْنيه و كأنَّها تُحَقّق أُمْنيته التي ناحت في قَلْبه قبل دقائق..الْتوى عِرْق في قَلْبها هامِساً لها أن وافقي..لا تُفَرّطين ببضع ساعاتٍ تَجْمعكما..ازْدَرَت ريقها و من ثُمَّ أَخْفَضَت بَصَرها للصَّغيرة التي تَنْتظر الجَواب..ابْتَسَمت لها بمَلَق و بهمس..،:اوكــي



ماضٍ

مُرْهَقة جِدّاً و التَّعَبُ قَد شَدَّ رَحْله ليَمْضي بين مَدائِن جَسَدَها المُنْهَك..رَأَسَها حَطَّت فَوْقه صُخورٌ صَلْدة يُصْعَب تَحْريكها..اسْتَقَرَّت فَوْقَ عَقْلها الذي اسْتَنَزَف التَّفْكير طاقته..مُنذ الثَّامِنة و هي في الجَامعة..و للتَو تَعود إلى المَنْزل و السَّاعة قد تَجاوزت الرابعة مَساءً..السَّماء بَدأ تَتَعَرَّى من ثَوْب النَّهار..و القَمَر بجِرْمه المُصْمَت يَنْتَظِر انْعِكاساً من شَمْسٍ تَسْتَعِد للرَّحيل..،كانت تَمْشي بمَرْكَبَتها بسُرْعة بَسيطة،بما أنَّها قَد دَخَلت الحي الذي يَقْبع فيه مَنْزلهم..حَيْث الطَريق يَصْبح أَضْيق..و احْتمالية أن يَقْفز لها طِفْلٌ من هُنا أو هناك كَبير جِدّاً..لذلك كان عليها تَوَخّي الحَذَر..،يدها اليُمْنى مُوْثِقة رِباطها بالمِقْود..و ذراعها اليُسْرى قد اتَّكَأ مِرْفقها على النَّافِذة،لتَسْتَنِد اليَد إلى خَدّها بمَلَل..عَيْناها قَد أخفَت النَّظارة النُّعاس المَجْدول مع أَهْدابهما..تَحْتاج إلى نَوْمٍ يَمْتَد لساعات لا مُنْتَهِية..،بانَ لها مَنْزلهما..أَزاحت عنها حِزام الأمان،اقْتَرَبت أَكْثر لتتضاعف عُقْدة حاجبيها إثْر إبْصارها لسَيَّارة تَقف في مَوْقف خاصَّتها..ضَغَطَت على المَساحة وَسَط المِقْود ليَرْتفع صَوْت البُوق..انتظرت اسْتجابة من صاحب المَرْكبة التي من الواضح أنَّها تَعْمل..ضَغَطَت من جديد لثوانٍ أَطْول و صَوْت البُوق أَزْعَجها هي نفسها..اسْتَغْفَرت و هي تَفْتَح الباب مُتَرَجّلة..أَغْلَقَته ثُمَّ أخْفَضَت نَظَّارتها مُوَجَّهةً سِهام مُدَقَّقة للمَرْكبة..تَوَقَّفَت أمام النَّافِذة..اسْتَرَقَت النَّظَر خلالها ليَتَّضِح لها خُلوها..زَمَّت شَفَتيها بقَهَر قَبْل أن تَهْمس،:شهالقلّة الأدب !
،:يا ولد الحَلال إنت ما عليك منهم..إنت اللي عليك سويته..و الباقي في ايد الله..هُو الشافي المعافي
الْتَفَتت للصَوْت القادم عن يَمينها..ضَيَّقَت عَيْنيها بتَرْكيز،هُناك خَلْف أَغْصان شَجَرة منزلهم المُثْمرة تَراءى لها جَسَد رُجولي أَخْفت معالمه الأَوراق المُتَدَلّية بكثافة..ارْتَفَع صَدْرها مُلْتَقِطة بضع نَسَمات تَحْتَضِن غَضَبها قَبْل أن يَتَفَجَّر..فمَزاجها أَبْداً غير جاهز للمُجاملة..،عادت لإخْفاء عَيْنيها و هي تَتَقَدَّم لمكان وُقُوفه..اتَّضَحَ لها جانب جَسَده..كان رافِعاً ذراعه سامِحاً لأصابعه بأن تَعْبَثَ بالأَغْصان و الأوْراق و هو مُنْدَمج في مُكالمته..نادَته بنَبْرة اكْتَسَت بالبُرود،:لو سَمَحت يــا أَخ
الْتَفَت للصَّوْت الأُنْثَوي..و بالْتفاتته هَدْهَد مَوْجاً كان غافي في صَدْرها..تَصَافَقت أَهْدابها بتَيْه و حَمَدَت الله سِرّاً أنَّ ارْتباكهن مَحْجوباً عنه..شَتَّتت نَظَرها بَعيداً عن وَجْهه المُرْتَدي حُلَّة جَذَابة خَطَفَت نَبْضَها..ازْدَرَدت ريقها المُرْتَبِك في حَلْقها عندما أتاها صَوْته،:نعم أختي تبين شي ؟
أَحاط بعُنِقها وِشاح من قَشْعَريرة أَنْسَتها ماذا كانت تريد..وَبَّخت نَفْسها..ما بكِ مَرْوة !
حَشَر الهاتف في جَيْبه بعد أن أنْهى المُكالمة و هي لا زالت صامتة..تَساءل من جديد بحاجبان مُرْتَفِعان،:أختي في مُشكلة؟
مَرَّرَت لسانها على شَفَتيها و برَبْكة رَفَعت يَدها تَمس حجابها..بخُفوت قالت و عَيْنيها مَعْقودتان بحذائه الرّياضي،:لا بس سيارتك "أَشارت لها لتُكْمِل" سيارتك واقفة قدام بيتنا..ابي ابرْكن سيارتي
دَعَكَ صِدْغه مع تَكالب الحَرَج على ملامحه..قال باعْتذار،:آسف أختي..كنت انتظر أمي و انشغلت في المُكالمة "تَجاوزها و هو يَقول" اللحين ببعدها
تَنَشَّقَت كمن طَفَت فَوْق سَطح البحَر بَعْدَ غَرق..رَفَعت كَفّيها لقَلْبها المُضْرَمة فيه الْتباسات لا تَعْرف معانيها..هَمَسَت باسْتنكار و الحَرارة تَتصاعد في جَسَدها،:شصار مَرْوة !
اسْتَدارت لبُوق سَيَّارته..كان قد أَرْجَعها للخَلْف..مَشَت عائِدة إلى حَيْث أَوْقَفَت مَرْكبتها..دقيقة و كانت تنزل منها بعد أن أَرْكَنتها مع خُروج صَديقة والدتها من المَنْزل..ابْتَسَمت لها و هي ردَّت الإبْتسامة بتَعَب..تَقَدَّمت منها و بأدَب صافحتها،:شلونش خاله بَلْقيس ؟
قَبَّلت خَدَّيها بتَرْحيب،:هلا حَبيبتي..الحمدلله بخير..إنت شلونش و شلون الدّراسة ؟
أجابت برأس مال بخفَّة و هي تَخْلَع النَّظارة،:الحمدلله ماشية الدراسة..دعواتش
رَبَّتت على كَتِفها مُعَقّبة،:الله يوفقش يُمَّه " وهي تَجْنح ناحية السَّيارة" مع السلامة حبيبتي
لَوَّحت لها،:الله يسلمش خاله
بَقِيَت واقِفة حتَّى اخْتَفى طَيْفهما و قَرْقَعة قَلْبها لم تَخْتفِ بَعْد..إذاً هُو ابْن الخالة بَلْقيس..غَلَّفَ عَيْنها سَرحان أَعاد ذاكرتها للدقائق السَّابقة..كان يَرْتدي ملابس المُسْتشفى الزَّرقاء..هُو طَبيب إذاً ! بانَت ابْتسامة على شَفَتيها المُغْريتين سُرْعان ما تلاشت عندما اسْتَوْعب عَقْلها تفاهة ما تُفَكّر فيه..تَمْتَمت و هي تَدْلف للمَنْزل بحاجبان مَعْقودان،:بلا جُنون مَرْوة..اهتمي في دراستش احسن من حركات المُراهقين
تَوَقَّفَت خطواتها عندما قابلتها الشَجَرة التي كانت أصابعه تُناغي أوْراقها..ارْتَخَت ملامحها..مَرَّ شِهابٌ وامِض عابِراً زَمُرُّدَتَيْها،و الإبْتسامة عادت لتُقَبّل شَفَتيها..هَمَسَت بخَجَلٍ صَبَغ وَجْنتيها،:بس والله إنّه وَسيـــم



حاضِر

مَساءً
سَجَنَ نَفْسه بين جُدْران شِقّته..هُو حَتَّى لم يَذْهَب لبَحْره..خَشِي أن يُلَوّثه ببؤسه..ظَلَّ على الأريكة..مُلْقَي جَسَده الهَزيل من هُجومات دُنيا لا تَرْحَم..فتُرابُ قَسْوة ذاك الذي يَلْتَحِف أَرْضَها..لا تُراب شَفَقة..بَقِي لساعات يَبُوح لسيجارته من خلال شَهيق و زَفير..صامِتٌ كُل ما فيه..و عَيْناه غارَ الخُذْلان فيهما للحَد الذي جَعَل الرَّمادية تَبْتَلع ذاك الإخْضرار الوَهْن..و كأنَّ لَوْن الكآبة أَراد أن يُؤكّد احْتكاره لحياته و لكُل مافيه..،ها هُو الآن يَقْتَرِب من البَحْر على مَضض..لم يَكُن يُريد الخُروج من الشّقة..لكنَّ اتّصال رائد أَرْغمه..فهو أَخْبره بأنَّهُ يُريد مُحادثته في مَوْضوع مُهم،و لا يَسْتطيع أن يُقابله هُناك..لذلك وافقه و لَبَّ طَلبه دُون مُماطلة..،تَوَقَّفَ عن المَشي عندما بَقِيَت خُطْوة بينهما..خُطْوة من نُفور تُناقِض التَّجاذب الخارق للطبيعة الوارثَهُ كلاهما..حَشَرَ يَديه في جَيبي بنطاله و هُو يَسْتَقيم في وُقوفه..و كأنَّه يُريد أن يَثْبت لهُ أنَّ القُوَّة و رُغْمَ ثَوْرات الزَّمَن المُتكالبة عليه لا زالت تَغْفو وِساماً فَوْق صَدْره..لكن ذاك الذي حَوى ذاته و حَفِظَ سَكَناته و أَسْرار دَواخله بين مَوْجٍ و صَخْر،يَعْلَمُ يَقيناً كَذِبه..فالقُوَّة قد وَدَّعت عالمه مُذ غَيَّبَ القَبْر جَسَد والدته..و حتَّى هذه اللحظة هي تَتَطايَر أمام عَيْني رُوحه قَزَعا يُسْتَعْصى على يَده الرَّاجفة الْتقاطها..اقْتَرَبَ المَوْج مُناغِياً طَرَفَ قَدَمه..كأنَّهُ بمَدّه يَهْمس لهُ بأن اشْتُقْتَك..،
رَنين هاتفه مَرَق الغِشاء الفاصِل وَعْيه عن الواقع..أَخْرجه ليَقُول،:انا عند البحر رائد
نَطَقَ ليُثير عُقْدة بين حاجبي طَلال،:بس تعال شقتك..أنا هناك
باسْتنكار عَقَّبَ،:قاعيدن نلعب رائد ! اللحين تقول لي روح البحر و اللحين تقول تعال الشقة !
وَصَلتهُ تَنْهيدة أَوْجَسته قَبْل أن يَقول،:ما عليه طَلال..إنت تعال اللحين
تَساءل و يَده تُغادر جَيْبه اسْتِجابةً لبوادر القَلق المُقْبِلة،:شصاير ؟
بنَبْرة الْتَبَسها الغُموض،:إذا جيت بتعرف



طَوال طَريقهما المُبْهَم كانَ الصَّمْتُ ثالثهما..لم تَجْرُأ على النُّطْق لتَسْتَفسِر منهُ جِهَتهما..فالغرابة المُتَّخِمة منها الأَجْواء أَلْجَمَت لسانها..،وَصَلا بعد ربع ساعة إلى إحْدى مباني الشّقق السَّكَنية..أَمَرها والدها بالنُّزول ليَكونا بعد دَقائق وَسَط شِقَّة بدا لها بوُضوح أنَّها مأهولة بالسكان..أَشار لإحْدى الغُرف و هو يُقول بذات النَبْرة الآمِرة،:دخلي و لا تطلعين إلا إذا أنا قلت لش
هَزَّت رأسها بفَم مُطْبَق و الكَلِمات تَذْوي من لسانها..تَحَرَّكَت بخُطوات تَدَثَّرَت بالتَّوْتُّر..لا تَدرِ لماذا والدُها يَتَصَرُّف بهذا الغُموض..لَيْس من دَيْدَنه! دَلَفت للغُرْفة المُشار لها..أَغْلَقَتها و هي تَتَقَدّم بنظرات تَجُول على أَرْكانها.. اسْتَدَارت حَوْل نَفْسها ناحِتة نَظَراتها على المَجال..تَوَقَّفَت عندما اخْتَرَق رأسها دُوار دَبَّ في حَلْقها الغَثَيان..فالغُرْفة كانت تَنبض باسم طَلال..الْتَقَط أَنْفُها ذرات الأُكْسجين بصعُوبة،قَبْل أن تزفر بارْتجاف أَوْجَع صَدْرها..صَرَخ صَوْت صَمَّ رُوحها..لِمَ أنا في غُرْفة نَوْمه !








~ انْتَهى

 
 

 

عرض البوم صور simpleness   رد مع اقتباس
قديم 29-08-16, 07:30 AM   المشاركة رقم: 864
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو راقي


البيانات
التسجيل: Aug 2015
العضوية: 300973
المشاركات: 633
الجنس أنثى
معدل التقييم: simpleness عضو على طريق الابداعsimpleness عضو على طريق الابداعsimpleness عضو على طريق الابداعsimpleness عضو على طريق الابداعsimpleness عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 475

االدولة
البلدBahrain
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
simpleness غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : simpleness المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: ذات مُقيّدة حوّل عُنُقِ امْرَأة / بقلمي

 

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبها مشاهدة المشاركة
  
صباح الخيرات ..☀

موعدنا أمس .. عسى ما شر يا سمبلنيس ؟؟


صَباح الوَرْد

ما شَر حبيبتي..

بس فَشَل في الإنتظام بالوَقت كالعادة:"(
إضافة إلى أنَّ النت سيء جداً -_-

سَلِمتِ على الإهْتمام

 
 

 

عرض البوم صور simpleness   رد مع اقتباس
قديم 29-08-16, 06:28 PM   المشاركة رقم: 865
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
قارئة مميزة


البيانات
التسجيل: Sep 2010
العضوية: 190192
المشاركات: 574
الجنس أنثى
معدل التقييم: أبها عضو ذو تقييم عاليأبها عضو ذو تقييم عاليأبها عضو ذو تقييم عاليأبها عضو ذو تقييم عاليأبها عضو ذو تقييم عاليأبها عضو ذو تقييم عاليأبها عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 748

االدولة
البلدKuwait
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
أبها غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : simpleness المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 

مساء الإبداع ..

تسلمين يا سمبلنيس على الجزء المشبع

محمد .. الحمد لله ما خيبت ظنّا فيك .ومثل
ما توقعت كانت السالفة تأديب وتخويف ..
نظرة شرعية وهي بالفراش ..!!!!😳
في هذي ما عجبتني أبد ..😓
أرجو أن يكون ارتباطكما بميثاق شرعي
بداية فك رموز قضية أبي يوسف ، لا شك أن أم يوسف
لديها الكثير لتدلي به وكذلك يوسف ،
ولا ننسى السلسال ..كل ذلك سيكون عون لك لحل
تلك القضية .

ملاك .. تعالي يا الخدية ..
الحين انت واثقة من قدراتچ و إنچ بتذبحين الريال
يوم إنچ بكل بساطة مخلية سيارتچ شغالة !!! 😄

إذا سلمنا أنكِ واثقة أن له يداً في مقتل أبيك
فإنك بالتخلص منه سوف تفقدين دليلا على براءة أبيكِ
ولن تستفيدي شيئاً .. فلمَ التهور ؟

جنان .. ما زلت آمل أن يجتمع شملك بفيصل ،
فجنى تستحق أن تعيش بين كنفي والديها ..
لكن تبقى معضلة الثقة التي اهتزت بينكما .
ترى هل بالامكان استرجاعها ؟؟

نادر المعلم !!! شخصية جديدة ،
هل هي شخصية عابرة أم لها دور في القصة ؟

مروة .. خطط معتمة وبلاوى !!
الله يستر منچ يا دكتورة ، عاد عبدالله ما يستاهل
حبيب وطيب ومرهف الحس .☺

رائد و ناصر .. الحين يكون مسوين أكشن
بتفاجئون طلال وساحبين نور لشقته !!😳
يا أخي تفكير ✖✖✖✖
هذا أولها ،،نور بترجع في غرفة طلال .😣😝

كل الشكر يا الغالية وبانتظارك باذن الله
🍃🌸🍃

 
 

 

عرض البوم صور أبها   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مُقيّدة, امْرَأة, بقلمي, حوّل, عُنُقِ
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 09:52 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية