لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
التسجيل مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (1) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 28-08-16, 03:41 PM   المشاركة رقم: 181
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jun 2015
العضوية: 297728
المشاركات: 211
الجنس أنثى
معدل التقييم: auroraa عضو على طريق الابداعauroraa عضو على طريق الابداعauroraa عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 248

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
auroraa غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : auroraa المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: شهم الطبايع يابشر هذا هو الفهد / بقلمي AURORA

 
دعوه لزيارة موضوعي

‏‎السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
‏‎لا تلهيكُم عن العبادات والطاعات
‏‎ما شاء الله تبارك الله
‏‎للكاتبه
‏Aurora
..
الفصل الرابع والعشرون

كانت تجلسُ على الطاوله مع حماتها وزوجه عمها وقلبها يُرفرف بمكانه تشعر بأنها قد اشتاقت لفهد وتريد ان تعود لشقتها فوراً حتى تنتهي هذه الليله وتدفن نفسها بأحضانه فلقد لمّح لها بوقاحه انه سيكون عندها هذه الليلة .
لا تعرف كيف يأتيها هذا الشوق إليه مع انه يُسبب لها الأذى في كل مره تُتهم باطلاً ؟؟! ولا تُنكر بانه عيّشها لحظات جميله ايضاً ربما كانت تلك اللحظات الناعمة بينهما هي من تجعلها تشتاق إليه بهذه الطريقة !!!
تشعر بأنه يحتاجها ويحتاج إلى عناقها ورقتها حاجته إليها ليست جسديه بقدر ما كانت نفسيه و يحتاج إلى إحتواءها ولقد قررت إحتواءه دوماً حتى وان ابعدها عنه فهي لن تتركه مادام بحاجتها .. هذا ما شعرت به ويحتاج اليه .
وإن كان فهداً شرساً لا يعني ذلك بأنه لا يحتاج إلى حنانها وإن اعطته هذا الحنان فهو لن يُفقده هيبته وقوته .
هذا الشوق إليه يقتلها ، لا تعرف متى بدأت تغار عليه ؟؟! ولا تعرف متى بدأت تشتاق وتموت من شوقها إليه ؟؟؟!
أعادها إليه قبل البارحة بكرامتها فهي لم تطلب منه المجئ بل جاء بنفسه ليأخذها وهذا ما أراح قلبها قليلاً ، مع نظرات الاشتياق التي كان يرمقها بها وامساكه بها بطريقه تملكيه .
لقد جعلها تعيش أياماً جميله أياماً لم تحلم بها من قبل ، ولذلك هي تغفر له خطاياه تجاهها حتى وإن كان هناك من يتبلّى عليها ويُعاقبها هو لهذا التبلّي .. وهي تشُك بدينا فلا غيرها يكرهها في المنزل ، و لا تلومها على ذلك فهي قد أخذت زوجها منها .
ولكنها بدأت تُلاحظ نفور فهد منها واقترابه منها ، وهذا الامر يُشعرها بالذنب كثيراً ، قلبها الخائن يفرح لان فهد يهتم بها ولكنها ايضاً تشعر بالذنب لإهماله زوجته الاولى .
تنهدت برقه ولا تعرف ماذا تُخبئ لها الأيام من مُفاجأت ، فقالت بنعومه : الحمدلله على سلامه ميس يا عمتي ، مره زعلت لما سمعت عنها ان شاء الله انها بخير .
ابتسمت ايمان برقه وهي تُخْفِي امتعاضها من ذكر ميس : الحمدلله بخير يا حبيبتي ، تسلمين .
كانوا يتحدثون سوياً ، وفجأه طرأ على بالها فهد بصورته وجسده الضخم وأناقته الذكورية الخشنة ، ابتسمت له برقه .
ثم اتشحت ملامحها بالألم ووجعٌ لا يُحتمل اخترق معدتها .
ضمت بطنها بذراعيها وهي تتأوه بألم ، فقالت سوزان بوجوم وهي تنظر لزوجه ابنها : ميرال حبيبتي انت بخير ؟؟! وش فيكِ يمّه ؟؟!
تخلت ايمان عن كبريائها وقالت بقلق ظهر على وجهها : ميرال وش فيه بطنك ؟؟! انت حامل ؟؟!
هزت رأسها نفسياً وقالت : لا مو حامل يا عمتي لِسَّه توني من كم يوم مخلصه عادتي .
ولم يلمسها منذ اكثر من اسبوعين ، فهي إذاً ليست بحامل ، ابتسمت بنعومه لهذه الفكره وقد خفّ المها قليلاً إلا من بعض النغزات الموجعة .
هل سيأتي ذلك اليوم الذي تحمل به في ابنه ؟؟!
ابن الرجل الذي تعلقت به رغم طريقه زواجهم المهينه ، هي حتى الان لم تنسى ان جدتها هي التي جمعتها بِه ، احياناً تشعر ان بودها ان تشكرها لانها أهدتها هذا الرجل الرائع ، وأحياناً تُرِيد معاتبتها على ترخيصها هكذا !!!
هي ايضاً لم تنسى انه يستخدمها اداه للإنجاب ، فليكن كذلك ان بقيت في قُربه وسيُحبها مع الوقت فالحب لا يأتي بين يوم وليله .

،

في غرفه جانبيه بعد ان تمّ عقدُ القِرآن ، كانت تجلس وهي ترتجف بتوتر وارتباك ويوسف بقربها وبينهما مسافه قصيره ، بعد الحركات الروتينية بإلباسها المجوهرات وشرب العصير وتناول الكيك الذي بتر مرحها الخلاب وجعلها كالحطبه الجامدة من شده خجلها ، ادخلوهما وحدهما لهذه الغرفه لبعض الخصوصية .
كان يتكئ بمرفقه على ذراع الأريكة ويرمُقها بتمهُل كسول بعينين مُصغرتين يدرُس تفاصيلها القريبة منه .
جيده !!! اول كلمه طرأت على باله و هكذا رأها بالنسبه إليه كانت أقل من عاديه و زوجته الراحله كانت تفوقها جمالاً .
اما هي فمتوتره جداً ولم تستطع النظر في وجهه تكفيها تلك النظره الشرعيه قبل اسبوعين او اكثر و التي لمحته خلال ثانيتين دون ان تتجرأ بالنظر إليه ، لم تكن تعي انها تُقشِّر طلاء الأظافر بشده من توترها حتى أفسدت ثلاث أظافر .
هبط بنظراته إلى حيث شعر بكفها تتحرك فكسر الصمت بصوتٍ رجولي رخيم : ودك تشيلين اظافرك مع المناكير ؟؟! ولا هي أظافر تركيب وعادي تشيلينها ؟؟؟! أصل البنات هالزمن كلهم تركيب .
شهقت وهي ترفع رأسها وتنظر اليه متسعه العينين ،
" غبي في زوج يسأل زوجته هالسؤال السخيف يوم ملكتهم ؟؟؟! "
هكذا فكرت فور ان انتهى من جملته القبيحة .
ثم هبطت بعينيها وقد غشيهم التوتر من كلامه وقالت تنظر لأظافرها بهمس وصل اليه : ماانتبهت اني اقشرهم من التوتر ، وأظافري طبيعيه مو تركيب ، كل شي فيني طبيعي مو تركيب .
نظرت له وابتسمت بسمه كافيه كي تُظهر حفره غمازتيها واردفت : لو انك تشوفني كلي تركيب ترانا على البر تقدر تطلقني قبل يروح الشيخ .
ارتفع حاجبيه وزمّ شفتيه من غمازتيها المستفزتين : اوووه ولسانك طويل بعد !!!! علطول جبتي الطلاق على لسانك وحنا تونا مملكين ماصار لنا ساعتين .
أسبلت أهدابها بضيق وأبعدت نظرها عنه وقالت بغرور مُزيف لا يليق بها وباتت مُضحكه للنظر : مادري عنك دامي مو عاجبتك مع اني حتى في الشوفه داخله عليك بطبيعتي ، وعلى بالك الحين اني تركيب انجو بنفسك ترى عادي عندي ما رح أزعل ، وعلى قوله المثل " مافي في هالبلد غير هالولد " .
ارتفع حاجبيه اكثر وكادا ان يصلا لمنابت شعره من وقاحتها وقد فهم قصدها ان طلقها فيوجد رجال غيره حتى تتزوجهم وسيعجبون بها ، هي حقاً لم تعجبه شكلاً ولكنه لم يستطع النظر اليها جيداً في تلك النظره لوجود اخوتها الاثنين فهد وَعَبَد الرحمن ووالدها كثلاثه وحوش تقف بالانتظار للانقضاض على اي فريسه ، ونظرات فهد المخيفه كانت تكفيه لان لا ينظر وهو الذي يعرف غيرته الشديده على محارمه كان رافضاً لفكره ان ينظر لأخته ، ولكن والده اجبره لأن الشرع احلّ ذلك ووافق على مضض .
ولكنه بالنهايه قد " تدبس " بها وعليه ان يتحمل شكلها ، قال بهيمنه :
صدق وقحه انتِ ، في وحده تقول لزوجها طلقني وفي غيرك مليون .
قالت بهدوء وهي تعُض على شفتيها من الإحراج : وفي زوج يسأل زوجته إذا هي كلها تركيب وبلاستيك ولا لا ؟؟!
يوسف : زين انك تدرين إني زوجك ، على العموم سألت لانه البنات ذَا الزمن ماعاد خلت شي إلا وركبته كأنها قطع غيارات للسيارات ، وحبيت اتطمن بس انك مو منهم .
قال بسخط خافت : تطمن مو منهم الحمدلله مقتنعه بشكلي وأحب شكلي وما ودي أغيره ، وقلتلك لو مو عاجبك هذانا على البرّ .
يا الله كم تود قطع لسانها من أين لها هذه الجرأه لتتحدث معه بهذه الطريقه فالرجل اول مره تراه وتقابله في حياتها خلال ساعه فقط اصبح زوجها خلال ساعه فقط وتحدثه هكذا ، ولكنه اغاظها بكلامه فلم تستطع ان لا ترُدّ عليه !!!
ألا تستطيع ان تصمت هل عليها ان تتفلسف ؟؟!
مالت ابتسامته للجانب الأيسر وهو يرى وجهها من الجنب وقد احمرّ من الغيظ المختلط بالخجل ، وقال : بالهون على نفسك بتنفجرين !!!!
لمحت صديقتها يتلصصن من طرف الباب واربعه رؤوس فوق بعضها خلف يوسف و لا يستطيع رؤيتهم .
نظرت له وهي تبتسم ابتسامه عريضه حفرت غمازتيها بقوه رغم انها كادت ان تقتله لجملته الاخيره ، وكانت تُشير بكفها ان يبتعدوا وبعلامه التهديد حيث زمّت جميع أصابعها من الأسفل حتى لا يراها يوسف ومازالت تبتسم له ببلاهه مختلطه بالتوتر لان يشعر بوجودهم خلف الباب .
رُغماً عنه ابتسم بغرابه لابتسامتها الغبية وهو يُحدق بها فلقد كانت تبدو خجله مع وجنتيها السمراوين المحمرتيّن ووجهها مُنتفخ من الحِنق ، وكأنها متوتره و لا تريده ان يعرف بأمرٍ ما خلفه .
نظر للخلف فرأى الباب يهتز ووصلته بعض القهقات الأنثوية المختلطة ببعضها .
نظر لها ووجد ملامحها قد شحبت بإحراج بالتأكيد سمعوا حديثهم وقد ظنوا ان زوجها سيكون رومنسياً فظهر بعكس توقعاتهم ، ولا تعرف ماذا تفعل ؟؟!
نهضت بحزنٍ نادر تسلل لعينيها وقد ظنت هي ايضاً ان لقائهما سيكون رُمنسياً رقيقاً وقد خاب ظنها كثيراً .
قالت بنعومه رُغماً عنها لخفوت صوتها : اكيد سمعوا كلامنا ، عن إذنك رح اروح تعبت اليوم .
لم تنتظر ان يُعطيها رقم هاتفه لتُحدثه فهي لم تعد رؤيته والحديث مع هذا المُستفز .
فجأه اختفت تلك الأصوات مع ذهابها وشعر بالغرفه قد بردت وغادرها الدفئ الذي كان يسودها وقد ضاقت عليه .
هل رأى الْحُزْن في عينيها ؟؟! ام انه كان يتوهم ؟؟!
دخل والدها للغرفه بوجهٍ متوتر وقد عرف ان يوسف لوحده ، فقال بهدوء : يوسف ، ابيك بكلمه راس !!!!
نهض يوسف بهدوء وهو يقول : آمر يا عمي ، خير ان شاء الله .

*****

ممرات ضيقه ، رائحه نتنه ، صناديق متناثره في كل مكان ، جسدين ضخمين خائفان يُحاولان الفِرار بينما الجسد الرشيق بينهما بقي صامداً كهيبه الجبل دون ان يُبالي .. بابتسامه قذره مالت للجانب ، ينظر إلى جثه الفهد الرابض امامه ووجهٌ امتقع بالالم و يزحف الموت له تدريجياً و عينيه مُتسعتين بقدر ذلك الالم الذي لا يُحتمل ، وهو يُقاوم عِزرائيل ويتقلب على الأرض الصلبة والالم ينخره نخراً ، تأوّهات تخرج من شفتيه متقطعه متالمه ليست كتلك التأوهات اللذيذه ، حتى فقد ذلك النفس الضئيل الذي كان يتنفسه ويخفتُ القلب عن النبض ويُغلق عينيه باستسلام .. استسلام مُقيت له ولكن ليس بوسعه فعل شي وقد قاوم إلا همدت قواه ، لتختفي من حوله تلك الضوضاء .
تلك الضوضاء التي ترافقت مع صدى رنين سيارات الشُرطه وطنين سيارة الإسعاف .
انتهى كُل شَيْءٍ هنا انتقم من عدوه الذي أفقده ابنه دون ان يراه ولن يُبالي بما يحدث له في ما بعد .
قبضت الشرطه عليه وعلى الضخمين اللذين كانا معه ، بينما سياره الإسعاف قامت بحمل فهد على تلك النقالة وبجانبه سيف تخُرّ دموعه من عينه بسبب غبائه ، لو انه لم ينخدع منذ البدايه من أصدقاء السوء لما حصل ما حصل لابن عمه !!!!
الاوغاد حاولوا استعماله اداه حتى يستدرج ابن عمه فلم ينجحوا ، فقرروا تهديد فهد به .
كان هو الاخر مُتعباً مُرهقاً ينغزه الالم طالباً ومتوسلاً لذلك المُخدِّر الذي غرسوه به بغدر .
تنهد بعُمق وهو يرى تلك الأجهزه المُقيته تُحيط جسد الفهد وكمامه الأوكسجين ثُبتت على وجهه ، بينما يحاول الأطباء إسعافه بشكلٍ سريع قبل ان يصلوا للمشفى ، وضعوا على صدره ذلك الشي المؤلم وما يُسمى " بالصدمات الكهربائية " ليُعيدوا له النبض من جديد ، حتى يجعلوا ذلك القلب الهادر يضُخّ الدماء من جديد ويعود قوياً يقف على قدميه ويُزِيح عنه ذلك الضُعف المقيت .
أسبل اهدابه بألم ومال برأسه وهو يرى صدره العاري يرتفع مع الجهاز لينخفض بقوه إثر الصدمة الكهربيه .
،
لا تعرف ماذا حدث فجأه اثناء الاحتفال ؟؟؟! كان الجو هادئاً رقيقاً ،
لا تعرف كيف انهارت بالبُكاء منذ سمعت الخبر بالصدفه اثناء مرورها لشقتها ولم تصمت حتى جاؤوا بها إلى هنا ؟؟؟!
لقد كادوا يُخفون عنها امر إصابته
كانت تتألم بصمت وقد شعرت بِشَيْءٍ يضغط على انفاسها ، لقد كانت تشعر بالسوء والآن امام هذه الغرفه تعرف سبب شعورها .
فالرجل الذي تعلقت به يرقُد هناك جثه هامده ، فاقداً للحياة .
هل يفعلها وينتقل إلى البرزخ لوحده ويتركها تُصارع الحياه وحدها ؟؟؟!
لا لن يفعلها بها ، الم يتزوجها من اجل إنجاب الاطفال ؟؟! إذاً لماذا يرحل الان ؟؟!
مازال الوقتُ مُبكراً على الرحيل يا فهدي الرائع !!
همست بخفوت " لِسَّه بدري !!"
ألقت نظره خاطفه لعائلته التي تُحيطه وتُحبه ، ابتسمت بألم " هل هناك من لا يُحبه عندما يراه ؟؟! " .
لم يخبروا جدتها بالأمر خوفاً على صِحتها من الانتكاس واصرّت رسيل على القدوم وهي ماتزال مُنهاره بالبُكاء وزوجها يُحاول تهدئتها ،
اما هي فتستمد منه القوه ، تعلم انه لم يكن سيرضى ان تكون ضعيفه ، وجوده هناك يمنحها القوه للمُقاومه من اجله ، انها تقاوم ضعفها ودموعها وانهيارها من اجله .
فُتح باب غرفه العمليات ليهرول عمها وزوجته كما رسيل وزوجها وكذلك ريما وفيصل وعمها سعد إلى الطبيب ، في قلوبهم وأعينهم تلك اللهفة التي ترجوا الطبيب ان لا يُخَيَّب ظنهم .
قال الطبيب يفرُك مدمع عينيه : الحمدلله يا رب استخرجنا الرصاصتين بسلام وضمدنا الجرح ، باقي ننتظر لين يقوم من البنج ان شاء الله ونشوف وضعه بس هو مستقر والأصابه ماكانت عميقه مره وتدخلنا بسرعه قبل لا تسبب أضرار جانبيه .
تنهد الجميع وهم يهللون بالاستغفار والحمدالله الذي نجاه ، كانت تتشبث بالحائط خلفها حتى يسندها بما ان سندها بالحياه مايزال راقداً بين الحياه والموت .
وضعت كفيها على صدرها تُرِيد تهدئه خفقات قلبها وطمأنتها بان الرجل الذي يقطن بداخله ، بخير .
" الحمدلله فهو الان بخير " .

*****

اسدل الليل أستاره ليعقبه النهار طاويان في طريقهما المزيد من الساعات تمر على البعض هادئه بينما على الأخرون تمُرّ غريبه وسعاده مبتوره لعُمق الألم .
فتحت عينيها كما تفتحهما كُل صباح ، رمشت اكثر بعينيها رمشات مُتتاليه وهي ترى بصيصاً خافتاً من ضوء .
ربااااه انها لا تُصدق !!! لا تُصدق !!!
انها بعد هذه السنوات ترى بصيصاً من الضوء لم تكن ترى غير هذا البصيص الخافت ولكنها حمدت الله وشكرته على نعمته التي أغدقها بها لترى هذا البصيص ، ظنت انها لن تستطيع رؤيه هذه البُقعة من الضوء إطلاقاً وإلى الأبد ولكن الله مَنّ عليها بنعمته و هاهي ترى وان كان المشهد امامها مشوشاً غير واضح .
نهضت بخفه وهي تدُل طريقها إلى دوره المياه فارده ذراعيها في الهواء كطفله صغيره تُبصر الضوء لاول مره في حياتها .
ودلفت بقوه وهي تغسل عينيها بالماء وتُبللها وجهها وتنظر في المرآءة فترى بعض الالوان بشكلٍ مشوش ولكن تُميزها ان كانت ألوان واضحه .
كان فيصل في طريقه نحو الجناح حتى يطمئن على ابنه الذي تحمله زوجته الغادره ببطنها .
تباً انه مجرد عذر هو يُرِيد الاطمئنان عليها هي ايضاً فقد أخبرته العامله بأنها لا تأكل الطعام الذي تأخذه لجناحها ، وكم أغضبه الامر ، هذه الغبيه لا تهتم بصحتها .
دلف إلى الجناح دون ان يطرُق الباب وهو يبحث عنها ولا يجدها ، لفت نظره صوت تحرك باب دوره المياه .
خرجت منها وهي تفرش ساعديها بالهواء تغمُرها السعادة دون ان تشعر بوجوده وكانت ابتسامتها تملأ وجهها ، حتى وان كان فيصل سيكرهها الان لأسباب لا تعرفها غير ان اخيها السبب في ذلك ، فلا يهُم المهم انها ستراه وسترى والدتها وميرال ورسيل وجميع من تحُب هنا قبل ان يُطلقها .
عند الفكره الاخيره أنبترت ابتسامتها و
تحرك انفها بريبه وهو يشتم رائحه مألوفة لديه ، بل رائحه قد أضناها الاشتياق كثيراً ، قالت بهمس سائل وكأنها تُقِّر واقع : فيصل ؟؟؟
ردّ بقوه : ايه فيصل ، وش تسوين ؟؟؟!
سارت باتجاه صوته ورائحته حتى وقفت قريباً منه تُحدّق بِه ببشاشة رُغماً عنها من سعادتها وكانت تنظر لشيءٍ اسود وابيض مُشتت امامها وقد كان رأسه ذو الشعر الفحمي والمعطف الأبيض الخاص بالأطباء ، وقد كان طويلاً جداً كما تخيلت ولم تتوهم ظلاله التي تهيم عليها .
قالت بلهفه ونعومه مُتجاهله كل ذلك الالم الذي سببه لها هذه الفتره وظهر امامها فيصل الذي عرفته منذ البدايه ، جعلته نعومتها يزدرد ريقه بصعوبه وقد اشتاق إليها كثيراً ، اكثر مما ينبغي : فيصل ، احس اني بديت اشوف ، اشوف قدامي اشياء مغبشه مو واضحه بس أميز بين الالوان ، يعني الدكتور القالك اني ما رح اشوف ابداً غلطان صح ؟؟؟! اقدر اشوف أمي ؟؟!
كان حديثها مضطرب ومختلط من سعادتها لم تستطع تصفيف الكلام بشكلٍ مفهوم ، ولكنه فهم ماذا تقصد .
يديه الخائنتين تنجذبان رُغماً عنه لوجهها الصغير ذو الملامح البريئه وعينيها الناعستين ، كما أنّ شفتيها ترتعش بخوف وشفتيه تقاوم بجداره التهامهما في التو واللحظه .
نظر لحدقتيها قليلاً وبعين طبيبٍ ماهر قال بنبرته الرخيمة التي اعتادت عليها : انت انعميتِ من حادث صح ؟؟؟
اومأت برأسها وماتزال كفاه تُحيطان بوجنتيها وتُسبب لها التوتر والارتباك وتشعر ببشرتها تحترق أسفل كفه ، ثم قال بنفس النبره التي تُرسل الرعشة لأطرافها : اجل طبيعي هالحادث انه يرَجِعلكْ البصر بدون عمليات طيحتك مو هينه وأثرت على مركز الابصار ، بس تحتاج كم يوم لين تشوفين عدل وشوي كريمات بعطيكِ ياها تستخدمينها مساج للعين .
بقُربها اثارت هرموناته الذكوريه التي تتحفز لأجلها ، سرت الرعشه في أوصاله من نعومتها وكم أراد وأد شعوره بالاشتياق نحوها .
حتى وهي قد غدرت بِه إلى ان قلبه الخائن لا يستطيع ان يُفْسِد فرحتها التي يراها بعينيها الجميلتين ، هو ليس من النوع القاسي الذي يؤذي الناس كان يعلم انها ستستعيد بصرها عاجلاً غير اجل ان كان بأثر الحادث او بعمليه بعد الولاده .
ابتسمت برقه وهي تقول : عادي اشوف أمي ؟؟! ابغى افاجأها .
عقد حاجبيه وتلبسه شيطانه وكأنه ادرك للتو سبب غضبه عليها بعد ان تجاهله للحظات ، وادرك انه قريبٌ جداً منها ومقاومته لها ستنهار إذ سيحملها بين ذراعيه حتى تُدفيء له فِراشه ان بقي بهذا القرب .
فابتعد عنها كالملسوع وقال بجفاف : لا طبعاً !!! من عقابي لك ما رح تشوفين احد من اهلك لين تولدين ولدي وبسلامتك بعدها .
قالت بأسى : طيب هاذي أمي حرام عليك تحتاجني و انت ما شرحت لي ايش الصار وخلاك تزعل مني ؟؟؟! وايش دخل اخوي بالموضوع ؟؟؟! انا ما سويت شي يأذيك او يأذي احد .
قال ببساطه : السالفه ومافيها انك دخلتي حياتي بخدعه رخيصه ، تدرين انه اخوك ألف كل القصه يوم دخلتي على عيادتي هذاك اليوم وسوا ذاك الفيلم عشان اتزوجك ولا لا ؟؟؟! قولي الصراحة وانا اعرف انك ماتكذبين !!!
نكست برأسها بضيق فهي لم تعتد الكذب كما قال فقالت بيأس : عرفت بس بعد ما تزوجنا ، بس قبل والله مالي دخل ولا اعرف ايش كان يبغى مني .
قال ببرود وحاجبيه مترفعان : يعني عرفتي وكملتي غدر فيني ولا حتى فكرتي تعلميني بافكار اخوكِ عشان وقتها ممكن اعفو عنك بس عجبك الوضع وكملتي .
هزت رأسها نفياً : لا والله بس ماحبيت اقولك خفت ما تصدقني ، كان يطلب مني فلوس بس ما كنت أعطيه وانا اعرف انه كسلان ولا يشتغل بس كنت اساعد أمي شوي بعض الأحيان ، وكان يقولي اقولك تكتب لي عقارات واراضي بس انا رفضت ، وانت تدري ما قد طلبت منك ولا ريال ولا رح اطلب انت بنفسك أعطيتني كرت الصراف .
تبريرات خائفه لم تُرضي فضوله وكبريائه الذي خرّ صريعاً امام اخيها القذر الذي استطاع خداعه معها ، لا شي يجعله يُصدقها فهذه العائله تسللت إليهم كالدود الذي حفر عظامهم والتصقت بهم كالعلقة التي مصّت دمائهم
نظر لها بعُمق وهذه المره لن يُصدَّق غدرها فابن عمه وقع مع اربع من النساء إذاً فهم جميعهم مُتشابهون في الطمع وقال : على طاري الكرت ، تراني جمدت حسابك ، طول فتره حملك بتكونين بالبيت ما رح تحتاجينه بشي وبس تروحين عند اهلك بعد الطلاق اكيد بكون نظرك رجع لك تدريجياً ولوقتها تشوفيلك شغل وتنسيني للأبد .
ازدردت ريقها وهي تهز رأسها برضى ، يكفيها هذا الذُلّ الذي تعيش به هنا وفي قُربه ، مهما كان قريباً لقلبها فهي لا تتحمل هذا الذُلّ .
لم ينسى ان يقتلها ويدفنها بيديه قبل ان يَخْرُج وقال ببرود : ايه صح !! على فكره رح اتزوج بنت عمتي ملاك يكون في علمك يعني عشان لا تتفاجأي .
كان انتقامه منها بارداً ومعنوياً يليق بشخصيته الهادئه
فاجأته و صعقته وكأنها امسكته بكل قوتها وألقته على الحائط عندما ابتسمت ببهوت ، وهمست له بصوتٍ ميت صوت بلا حياه لا روح فيه : ألف مبروك الله يهنيك وياها يارب ويسعدكم وتعطيك الماقدرت اعطيك ياه .
غامت عيناه بشعورٍ غريب وكأنه وجه هذه الطعنه لصدره وليس لها هي ، كان هدوئها غريباً واستسلامها اغرب .
كانت ترى ظٍلالاً سوداء أمامها وقد اختفت ، يبدو انه قد خرج وتركها وحيده في عُزلتها ، تغيب لوحدها في غياهب الْحُزْن المرير .

*****

: طارق !!!
قالت ذلك بهدوء وهي تنظر له غارقاً في عمله على الحاسوب
نظر لها للحظه وأعاد نظراته للحاسوب وهمس : هلا ، وش تبين ؟؟!
قالت ببعض الاضطراب الذي تسلل لقلبها وبعض الخوف من رده فعله على ما ستقوله ولكن الامر يزداد عن حده ويخرج عن السيطره كلما تصمت اكثر ، وعليها ان تخبره فهي لم تعد تحتمل ذلك القلق الذي يعتملها : في موضوع مهم بكلمك فيه ، ضروري وما يتأجل لاااااازم .
نظر لها باهتمام وقال : تعالي اجلسي وقولي العندك بسرعه ، مشغول اليوم كثير .
جلست بارتباك وهي تفرك أصابعها بتوتر ، مابالها خائفه هكذا هي لم ترتكب خطأً بل ذلك القذر هو الذي يُزعجها ويُزعج راحتها وعليه هو الخوف ، لقد كانت تصمت من اجل طارق لا من أجله ولكنه يتمادى معها في كل مره تصمت بها ، والآن انتهى وقت الصمت .
قطع تسلسل افكارها صوته المتملل : سميره اخلصي عليّ لو ماعندك شي بطلع من طلال .
نظرت له برهبه وقد ذكر الاسم الذي سبب لها الكوابيس مؤخراً وقالت بقوه : تتذكر ذاك اليوم الرحتوا فيه لبيت خالتك وكنت تعبانه ومالي خلق اطلع ودقيت عليك وقلتلك ارجع بسرعه تراني كنت طفشانه .
تذكر ذلك اليوم وقال : ايه ذاك اليوم قبل شهرين النمتي فيه وخليتني ملطوع بره ادق الباب ولا تفتحين ، لين مَنّ الله عليكِ وقمتِ من نومك الثقيل تفتحين لي الباب .
تنهدت بِعُمق ولم تقل شيئاً غير ماتريد قوله : ذاك اليوم ماكنت طفشانه ، كنت خايفه !!!
ارتفع حاجبه بعجب ، هل سميره تخاف مثل باقي البشر العاديين ؟؟!
لم تتكلم فقال هو : ايه ، من ايش كنتِ خايفه ؟؟؟!
قالت بسرعه تريد ان تنتهي من الامر : من طلال ، اخوك ذاك اليوم دخل فجأه البيت وماكان فيه احد وكنت لابسه عبايتي احتياط وجالسه بالصاله ويوم دخل لا تنحنح ولا شي ولا بعد حتى يوم شافني أغطي وجهي ، سكرت الباب من خوفي ودقيت عليك عشان تجي بس طنشتني ومن وقتها وهو يضايقني ويوم يشوفني ساكته صار يتمادى بالنظرات الوقحه وحتى وانت موجود معنا .
انتفض واقفاً وقال بقوه وصوت عصف كالرعد بأعالي السناء وعينيه تشتعلان كجمرٍ من نار ويرتعش جسده بالغضب الذي كان مُسترخياً قبل لحظات : انكتمي ، ولا كلمه !!! لا تكملين كذب !!! يعني لفيتِ ولفيتِ وتدورين وانت تزنين ننقل لبيت لحالنا والحين يوم رفضت وبقوه جا الوقت البتخربين علاقتي فيها بأخوي الوحيد عشان اصدقك وانقل لبيت لوحدنا ، على بالك رح تضحكين عليّ ؟؟! اصلاً انتِ وحده حقوده ما تحبين احد ولا ودك تعيشين هنا مع احد خليكِ قاعده مع شياطينك أبرك لك .
قالت بسخط وهي تنهض : وش اللفيت وادور ؟؟؟! هي مره وحده قلتلك ننقل لبيت لحالنا ومن حقي اطلب بيت لحالي ، لانه كان يضايقني و ....
قطع كلامها بصوتٍ حاد اخترق الجدران من غضبه وذراعيه مُتصلبتان حتى لا يتهور ويصفع هذه الغبية التي تُرِيد الإفساد بينه وبين أخيه الوحيد : اقول انطمّي اخوي متزوج وعنده عيال تبغيني اصدق هالتفاهه التقولينها واحنا المتربين مع بعض سنين ونعرف بعض ، إذا ودك أصير خروف وأمشي ورا كلامك وشورك فأنتِ غلطانه وللحين ماعرفتِ مين طارق !!!!
" بل انت الذي لم تعرف من تكون سميره !!! " ة
ابتلعت ريقها وهي تُحدّق به بجمود وترى انفعاله بالغضب واضحاً امام عينيها وصدره يرتفع وينخفض ومضخته لا تتوقف عن ضخّ الدماء بغضب .
همست بخفوت : طيب طارق ، انا سويت العليّ وعطيتك خبر وانت حُرّ ، سوي التبغاه بس لاتلومني بعدين لا صار شي .
ابتعدت عنه بإباء تُجهز نفسها حتى تذهب لعملها ، وشعورها بالامان معه يخفت تدريجياً ورصيده عندها ينتهي في كل مره تُحاول التقرب منه اليه ، فهي قد قررت وانتهى الامر ستنفصل عنه فلا نقطه واحده تجمعهما وكثيراً ما يتشاجران ويكفيها معرفتها بأنه لايُصدقها ولا يثق بها ولا يُحبها ويرغب في الزواج في خال تغير شكلها مع ازدياد وزنها .
ان كان هو النار فهي البارود الذي ينفجر باقتراب النار من مجاله فلا حياه بين النار والبارود .
ستخبره بحملها قريباً لترى رده فعله وعندها ستتفق معه بشأن الطفل .

*****

' مساءً ,

تأففت بضجر وهي تدور في المنزل بلا هواده ابنتها المعتوه قد رفضت ابن خالها " فيصل " هل هناك من يرفض فيصل ؟؟؟!
صحيح انه متزوج وهذا ما يُزعج ابنتها ولكن في النهايه هو سيُطلق زوجته كما قالت والدته لها ، هي حتى الان لا يهون عليها ان ترد عليهم بالرفض .
ستذهب الان وتُقنع ابنتها للمره الاخيره وترجو ان توافق ، فهي ليست الام المتسلطة التي تُجبر ابنتها على الزواج ممن لا تُرِيد .
اقتربت من غرفتها وقد وجدت الباب موارِباً وصوت ضحكات ابنتها يُردد في الاسياب ، ثمّ اتسعت عينيها بصدمه مذهوله وهي تسمع ابنتها تقول بدلال : لا يا حبيبي ما رح اشوفك ذَا الاسبوع يكفي شفتني الاسبوع الراح ، وأخذت التبغاه مني بس انا ما اتمادى تدري حدي بوسه بس .
اغلقت ملاك الهاتف بيد مُرتعشه وهي ترى والدتها تنظر لها بعينين صامتتين غير مقروئتين ، غريبتين وكأنها تشتعل بالغضب تدريجياً .
صرخت بوجع عندما انقضت عليها والدتها بجنون تلتقط شعرها الذي صبغته حديثاً باللون الاسود بين أناملها وهي تهدر بعصبية ، وقلبها يرتعش من فرط الخُذلان : مين هذا الكنتِ تكلمينه يا **** ؟؟؟! تكلمي يا الوسخة مين هذا ؟؟؟؟! ناويه تفضحينا انتِ بين الناس ؟؟؟! مجنووووونه انتِ ما تفهمين وكمان تقابيلنه وجه لوجه .
صفعت وركيها بكفيها وهي تنوح وتولول بأسى وقد هبطت دموعها من فرط الاسى الذي شعرت به ، وتصرخ من بين غمامات الدموع : انا الحين كذه ربيتك ؟؟؟! هاذي تربتي فيكِ الحين ؟؟؟! صايعه وضايعه .
كانت ملاك صامته بخوف نهش أضلاعها من انفعال والدتها وهي تلطم خديها وتبكي وتاره تضربها على جسدها دون ان تنبس ببنت شفّه .
هدأت والدتها قليلاً وهي تنظر لها بغِلّ من فرط الخذلان : اسمعي يا مسوده الوجه جيبي جوالاتك بسرعه ولابتوبك وايبادك وكل شي جهاز الكتروني جيبيه ، الحق مو عليكِ عليّ انا الاثق فيكِ وأعطيكِ كل شي ، وتعملي حسابك رح تتزوجين فيصل .
قالت صارخه وهي ترى صمت ابنتها منذ دخولها : سااااااامعه وش اقول ، وياويلك يا ملاك وياسواد ليلك اشوفك تهينيه او تقللي من شانه عشان كلابك التكلمينهم ، بتتزوجين فيصل وتنسين حياتك هنا ـ صرخت بقوه ـ فاااااااااهمه وش اقول .
هزت رأسها بقوه دليلاً على فهمها وسماعها الكلام .
خرجت والدتها مُنهاره الفؤاد فيصل هو الوحيد الذي سيستر عليها ولن يفضحها في حال لم تعقل ابنتها عنده ، لتنهار الاخرى على فراشها باكيه .
ستتزوج رُغماً عنها من اسوء رجل رأته في حياتها معدوم الشخصيه كما انه مُجرد " خروف " وليس شهماً وقويًّا كفهد حُلمها المستحيل الذي ادركت مع الأيام انها لن ترتبط به ابداً رغم كل محاولاتها السابقة في استمالته .
لتقع الان مع هذا الاحمق بسبب غبائها لانها لم تغلق الباب خلفها ، فقد تحدث إليها الشاب وهي عائده من الخارج ودخلت لغرفتها تتابع حديثها وقد غفلت عن إغلاق الباب كالمُعتاد .
لتغرق في هذه الدوامه والمعمعه التي لا تعرف كيف تخرج منها ؟؟؟؟!

*****

جافها النوم وأعلن عليها العصيان منذ الامس لم يتسلل اليها حتى النُعاس او الجوع حتى تأكل ، كانت طوال الليل تبتهل وتدعوا الله بأن يحفظ لها زوجها ويحفظه لعائلته بعد ان اصرّ عليها عمها العوده للمنزل لانه لا فائده من وجودها هناك .
هاهو " الظهر " يغيب ويطوي معه حراره الشمس المُتلألئه وسط الغيوم ولم تستطع الذهاب إليه .
دخلت عليها ريما بعد ان طرقت الباب وأذنت لها ميرال بالدخول وهمست برقه وابتسامه صغيره تُزين ثغرها وهي ترى حالها الحزين فلأول مره زوجه من زوجات فهد تحزن لانه قد أصابه المكروه : ميرو احنا بنروح لفهد بتجين ؟؟؟! ولا بترتاحين هنا شكلك ما نمتي للحين ؟؟!
نهضت عن السرير بلهفه وهي تقول : ايوه اكيد باجي ، هو صحا ؟؟؟
قالت الكلمه وكأنها تتسائل ولا تُرِيد جواب يخذل قلبها ، فهمست ريما : لا لِسَّه الله كريم ورح يصحى قريب ، تجهزي انتِ عشان نروح .
أومأت برأسها وهي تتحرك مثل " الروبوت " حتى تتجهز .
،
امام غرفه العنايه المُركزه ، ضمت ذراعيها لجذعها وهي تشعر بالبرد كان الجو بارداً جداً وملابسها أسفل عبائتها خفيفه جداً وقد كان فهد ليُجن بغيره ان رأها .
وفجأه أُقتُحم المكان عليها و كانت تقف لوحدها ،
دينا ، هي لم ترها البارحه ، هل كانت موجوده ولم ترها ؟؟؟! ام انها تتوهم ؟؟!
قالت دينا بغرور وهي تتأمل جسده المسجي على الفراش من خلف الزُجاج : اول مره اشوفه بهذا الضُعف ، هه ، شكله يجنن وهو كذه كاف خيره وشره عني ، يستاهل على السواه فيني وان شاء الله نورثه قريب مع الأسف رح تشاركيني الورث ورح تترملين مثلي .
كانت ميرال تنظر اليه ولم تُصدق ما الذي تقوله تلك المجنونه ، نعم لقد جُنّت !!!!!
انتفضت بغضب وهي تقول لها من بين أسنانها حتى لا ترفع صوتها : وش تقولين انتِ ؟؟؟؟! انهبلتي ؟؟! الله يحفظه لنا يا رب ، ليه تكرهينه .
هزت منكبيها وقالت بكذب : ما أكرهه ، بس هو جرحني يوم تزوجك عليّ .
قالت ميرال بإصرار وعينيها تشتعلان من الغضب : انا ما ادري ليه تكرهينه ؟؟! بس هو يحس بكرهك له وإهمالك له وعشان كذه تزوجني انا لقى عندي شي مالقاه عندك .
قالت دينا بحقد : وقحه ولَكِ عين تتكلمين ياسراقه الرجال .
قالت ميرال بأسى وكأنها ترجوها : استغفرت ربي وأدعيله ربي يحفظه وانا رح اطلع من حياتكم هذا قراري من قبل وهو يدري فيه .
همست بعلوّ : مع الأسف ما رح ادعي التبغيه ، وبتطلعين من حياته وتخليلي الورث .
يا الله ماهذا الذي تشعر بِه ماهذا الالم الذي يقتلها ، هل هناك أُناس في هذه الدنيا بكمية هذا الحقد ؟؟! هي لم ترى غير زوجه خالها والان دينا بكل غرورها وحقدها وهي تدعو عليه بالموت .
هل يمتلكون ما يُسمى بالـ " القلب " ؟؟!
ام ان هذا القلب قد خُلق من الحجر؟؟؟!
ولذلك لايشعرون بما يُسببه حديثهم من الم .
انهارت على الكُرسي وكانت قد تعبت من الوقوف وبطنها يتقطع من الجوع ، ياالله !!! لا تُضعفها امامها الان لاتريد ان تضعف امامها .
كان عليها ان تأكل شيئاً حتى تقوى وتُجابه الإغماء الذي يأتيها كلما جاعت من فقر الدم الذي يُلازمها .
جاءت سوزان وهي ترى انهيار ميرال على الكُرسي وشكلها يوحي بأنها ستفقد وعيها قريباً .
هرولت إليها وهي تقول بجزع : ميرو حبيبتي انتِ بخير ؟!
اومأت برأسها ، ولكن سوزان لم تتركها وهي تُصر ان تأخذها لغرفه المعاينة .
لفت دينا رأسها بقرف من هذه العائله فهي تكره جميع أفرادها ولا يُصبرها عليهم سوا هذه الثروة الهائلة التي يملكونها .
كانت الممرضه قد وضعت لها المُغذي وهي تسألها : انتِ تعبانه من اول .
قالت ميرال : ايوه معي فقر دم من فتره طويله .
أومأت الممرضه وقالت لها بلُطف : طيب بنأخذ عينيه من دمك ونفحصها عشان تقابلين الدكتوره ضروري لو صدق معك فقر دم تعطيك ادويه ترجع اللون لوجهك الحلو .
ابتسمت ميرال بخجل رغم انها لا ترى نفسها جميله إلا عندما تضع بعض المساحيق على وجههاوقالت : تسلمين .
مرّ الوقتُ بطيئاً عليها وكم كانت تشتاق لرؤيته لم يسمحوا لها ان تدخل عليه في العناية وستنتظر إلى ان ينقلوه للغرفة العاديه هذه الليلة وكان عمها يأتي ويُطمئنها على حاله وأحياناً تأتي رسيل .
انتهى ذلك الانتظار الطويل حتى تذهب إلى الطبيبة التي أعطتها اجمل خبراً في حياتها .
ربااااه يا رحمتك انها تحمل الان بين أحشائها ابن الرجل الذي أودى بعقلها إلى المالا نهايه .
دخلت إليه واخيراً عندما سمح لها الطبيب بذلك بعد ان نقلوه للغرفة العادية وقد استقر وضعه بحمدالله ولم يستجب لدعوات تلك الشيطان على هيئه بشر .
اقتربت منه بخطوات خائفه لم تكن تُرِيد ان تراه بهذا الضُعف !!! هذا الضُعف لا يليق به ولا يليق بهمينته الذكوريه التي يفرضها على الجميع .
هبطت إلى الكُرسي بجانبه وتضع كفها على جبينه وتعود بها للخلف الى منابت شعره الكثيف وتتخلل خُصلات شعره . كانت قريبه منه جداً لدرجه أنها لم تقاوم وتطبّع قُبله ناعمه وبريئه على شفتيه القاسيتين .
همست له : خلاص يكفيك نوم واصحى الكل مشتاق يشوفك بره ـ همست ـ ماعدا دينا .
تابعت كلامها وهي ترى الصمت : ما اعرف ليه احس انك تحتاجني بس تصحى ؟؟؟! حاسه انك تحتاجني اكثر مما انا محتاجه لك ، ورح أكون جمبك لين ما انت تتركني بنفسك .
...
‎آمنتك عليا عشان لقيتني مصدقاك
وعدتك في وقت الجد جنبك هتلاقيني
بسهر على راحتك وراضيه اتعب معاك
وان ماتشيلكش الارض انا اشيلك في عيني
‎بطمنك يا حبيبي من اولها سكتنا لو عاندتنا هنكملها
دنيتنا لو تعبتنا من عمايلها بالصبر انا وانت هنستحملها
‎على قدنا هنعيش مع بعضنا وحبنا من الدنيا دي يكفينا
ده انت وانا ولا عمرنا اتمنينا غير بيت صغير وباب مقفول علينا
‎انا طول حياتي كنت بحلم ليك وبيك
وما بين ايديك كملت حاجة ناقصة فيا
من الدنيا مش طمعانة الا ف حبي ليك
واديني جايه بوعدك دلوقتي بيا .

 
 

 

عرض البوم صور auroraa   رد مع اقتباس
قديم 28-08-16, 04:09 PM   المشاركة رقم: 182
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: May 2016
العضوية: 316639
المشاركات: 6
الجنس أنثى
معدل التقييم: البندقيه عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 18

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
البندقيه غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : auroraa المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: شهم الطبايع يابشر هذا هو الفهد / بقلمي AURORA

 

رةعه تحفه ياقلبى عليها ميرال كتير حزنت كمان على فهد الله يعافيه يارب بجد انتى مبدعه منتظرينك

 
 

 

عرض البوم صور البندقيه   رد مع اقتباس
قديم 28-08-16, 04:20 PM   المشاركة رقم: 183
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Nov 2015
العضوية: 305946
المشاركات: 14
الجنس أنثى
معدل التقييم: نورس الامل عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 41

االدولة
البلدIraq
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نورس الامل غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : auroraa المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 

اه من هل هالكفلات تموت شوي شوي علينا

 
 

 

عرض البوم صور نورس الامل   رد مع اقتباس
قديم 28-08-16, 05:58 PM   المشاركة رقم: 184
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Aug 2016
العضوية: 319744
المشاركات: 16
الجنس أنثى
معدل التقييم: كبريـائي هو سـلاحـي… عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 30

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
كبريـائي هو سـلاحـي… غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : auroraa المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 

السلام عليكم ورحمة الله

ماذا اقول ماذا افعل قلبي الصغير لا يتحمل ماذا فعلت اناملكِ بي يا اروريتا
روايتك اصبحت جزءاً من روتيني اليومي في كل يوم احترق شوقًا بحثًا عن بعضٍ من كلماتكِ المذهلة ما فعلته اناملكِ الذهبية كلمات المدح والتقدير كلها قليلة في تقديرها انا لا ابالغ ومن يقول بالغت فلا يهمني رأيه إطلاقًا استمري في الإبداع و نثر كلماتكِ الساحرة التي تميزت بقلمكِ ايتها المبدعة.

اي وبعد ما خلصت من ثورة المشاعر اللي جت فجأة كذا لا تطولي علينا اوروريتا ياقلبي و نبي البارت الجاي يكون زي ذا البارت قمر وعسل زيك انتي بالضبط وبخصوص التعليقات no koment
البارت جميل مررة وسالفة القتل خلاص نسيتها ما تهوني عليا ابد كفيتي ووفيتي وماعليكي قصور
طولت عليكِ يا قلبوه دمتِ بحفظ الواحد الأحد
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك ❤😊

 
 

 

عرض البوم صور كبريـائي هو سـلاحـي…   رد مع اقتباس
قديم 28-08-16, 09:58 PM   المشاركة رقم: 185
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Mar 2015
العضوية: 291387
المشاركات: 32
الجنس أنثى
معدل التقييم: maramza عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 35

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
maramza غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : auroraa المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: شهم الطبايع يابشر هذا هو الفهد / بقلمي AURORA

 

البارت حلو كتير وهل الدينا البقره ان شاء يورثوها ابتدعي ع فهد الدعوه ترحعلها وعجبتني راسيل قلبي والله يستاهل يوسف الي عملته فيه
والاهبل فيصل الله يعينه. ع الجاي
انا اطالب بفصلين مو فصل المره الجاي ولا اطولي علينا بليز

 
 

 

عرض البوم صور maramza   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
#aurora, البشر, الطبايع, اجتماعية, دراما, رومنسية, رواية خليجية, رواية طويلة, رواية#أورورا, فهد
facebook



جديد مواضيع قسم القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t199807.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
(ط±ظˆط§ظٹط©) ظ†ط¸ط±ظ‡ ط§ظ„ظپظ‡ط¯ ظˆط³ط­ط± ط¹ظٹظ†ط§ظٹ / ط¨ظ‚ظ„ظ…ظٹ | Bloggy This thread Refback 24-10-15 08:17 PM


الساعة الآن 12:59 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية