لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
التسجيل مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء


مشاهدة نتائج الإستطلاع: رأيك في روايتي يا جميلة ؟!
أعجبتني 12 80.00%
لدي بعض الملاحظات ! 3 20.00%
المصوتون: 15. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع

إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 15-05-15, 06:23 PM   المشاركة رقم: 11
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2014
العضوية: 276583
المشاركات: 65
الجنس أنثى
معدل التقييم: عـذاري عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 63

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
عـذاري غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عـذاري المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
Newsuae2 رد: روايتي البوليسية \ لماذا أرى ملاكًا وسط جحيمي

 

الفصل السابع 7 :




كان مركز الشرطة يبعد مسافة عشر دقائق فقط عن منزل عبدالرحمن , و لكن هذه الدقائق أعادت بدر إلى عدد من السنين المنصرمة , إلى تلك اللحظات التي تشاركها مع والده و التي قضياها لوحدهما ..

و أعادته بقسوة إلى اللحظات التي تمنى فيها وجود أم و طرف حنون في هذه الحياة , حتى كبر و شب ليعي بأن والده قد أجبر نفسه على امتلاك الطرفين – العاطفي الأنثوي و المنطقي الرجولي – ليسد احتياجات ابنه المتمثلة في الأحاسيس المرهفة لأي مراهق , و المتطلبات المتهورة لأي شاب .

أعادته تلك النقطة إلى ذاك اليوم المأساوي , عندما كان في السابعة عشر من عمره , حيث عاد إلى المنزل في وقت متأخر حسب توقيت عادل سليمان , حيث كانت الساعة الواحدة و النصف من بعد منتصف الليل ...

دخل المنزل بهدوء شديد و هو يجمع أكبر قدر من الأعذار الصادقة و التبريرات التي ظن بأنها ستقنع والده و تردعه عن أي عقاب سينفذه, توجه مباشرة إلى غرفة الجلوس التي لمح أضوائها المشتعلة و هو يصعد السلالم لمنزلهم الكبير و الفخم الباذخ ,

على الرغم من أنه لا يسكن فيه سوى هو و والده عادل , و خادمة كبيرة بالسن عرضت أن تعمل لديهم بشرط أن يرافقها ابنها البكر , و يعمل لديهم في نفس المنزل ...

وصل بدر إلى غرفة الجلوس الكبيرة , ذات النوافذ العالية التي تصل الى السقف , و هو ينظر إلى ساعته , محاولا استيعاب فداحة الخطأ الذي وقع فيه , و لكن استوقفه منظر والده المثير للرعب و الرهبة ...

فقد كان يجلس على ركبتيه بجانب إحدى الطاولات التي تتوسط الغرفة , و قد كان منحنيا بعض الشيء على نفسه و هو يضع يديه على آذانه و كأنما هناك من صرخ في وجهه و أرعبه , وقف بدر مشدوها مرعوبا من منظر والده الذي لم يره من قبل , و الذي بدا و كأنه طفل صغير قد رأى كائنا أسطوريا مرعبا ...

لم يبدو عادل أبدا بهذا الضعف و الانكسار من قبل , اقترب بدر بسرعة و هو يحاول أن يبعد يدا والده عن وجهه و أذنيه و يجعله يرى بأنه قد عاد إلى المنزل , و لكن ما ان اقترب بدر منه حتى رآه يرتجف بشكل مثير للقلق , و هو يهمس بكلام نصفه مفهوم , و النصف الآخر ضاع في حنجرة عادل الخائفة , لم يتمالك بدر نفسه , و حاول أن يتكلم , و قد اكتساه الخوف من رأسه حتى أخمص قدميه :

" أبي , أبي أرجوك ...ماذا حدث ؟؟ ".

رفع عادل رأسه و لاتزال الرجفة تتخذ من جسد عادل مسكن , وقعت عيناه على ابنه , و ارتعب بدر من عينا والده الحمراء و كأنهما قطع جمر في حلكة الظلام , استمر عادل في الهذيان و قد سقط شماغه من على رأسه و ساءت حالته , حاول بدر قدر المستطاع ان يفهم ما كان والده يحاول قوله :

" أيــ .. أين .. كــ كنت ؟ " قال عادل و الهواء بالكاد كان يخرج من صدره ...

" أبي , اقسم لك أني كنت مع رفاقي , و أنت أعلم بهم أكثر مني , أرجوك قل لي لم هذا الخوف ؟! ". قال بدر محاولا تهدئة والده , الذي قام بدوره برفع رأسه للأعلى و هو يتنفس بعمق , محاولا إزالة آثار الرعب من صدره , ثم أعاد نظره إلى ابنه و هو يقول :

" و ماذا عن هاتفك ؟ " قال عادل بهدوء , ثم اتبع هدوئه هذا بصراخ يكاد أن يساوي الجدران بالأرض :
" لماذا لم تجب على هاتفك عندما اتصلت ؟" ... و نظر إلى ابنه بحدة لا تسبقها حدة , و هو يتنفس بصوت قوي وكأنه فرس جامح سيقتلع كل ما أمامه ...

استغرب بدر خوف والده , الذي رآه من وجهة نظره - غير منطقي - ...

صحيح بأن جميع الآباء يخافون أشد الخوف على أبنائهم و فلذات كبدهم , و لكن ليس بالمستوى الذي وصل إليه والده عادل , و الوضعية المثيرة للريبة التي رآه عليها عندما دخل , فسر بدر ذلك الخوف الذي شعر لجزء بسيط من الثانية بأنه ..." خوف مَرَضي " ...

قال بدر لنفسه : " ربما لأنه لم يبق له على وجه هذه البسيطة من أهل سواي , و قد خاف فقداني كما فقد الجميع من قبلي ... "

توقف بدر عن تفسيراته , وهو يمد يده بهدوء نحو جيب ثوبه , فأخرج هاتفه النقال الذي كان محطما بالكامل , و وضعه بين يدي والده و هو يقول بخفوت :

" لقد تحطم هاتفي بالكامل , حاولت أن أتصل بك لأخبرك عن هذا حتى لا تقلق , و لكنك أنت أيضا لم تجب , لقد أعارني إحدى الشبان هاتفه لأتصل بك , و لكن لا من مجيب !! ".

أمسك عادل بالهاتف و هو ينظر إلى ابنه نظرات استفسار , و قد فهم بدر مغزى النظرات و قال بإقدام :
" لقد سقط مني سهوا عندما كنت راكبا إحدى الدراجات النارية في المخيم مع رفقائي "...

اقترب عادل برأسه من ابنه , حتى لم يبق بينهما سوى مسافة تقاس بالملميترات , و قد ظن بدر بأن والده سيخبره سرا ...

ولكن عادل قام بشم رائحة ابنه , و عاد ليشتم عنقه بقوة , و قد امسك بياقة ثوب بدر بشدة , رفع عادل رأسه بقوة قائلا :
" أهذه رائحة سجائر التي في ملابسك ؟؟"...

ارتبك بدر بشدة , فهو ليس مدخنا ولن يكون , و لم يكن أحدا من أصحابه كذلك , إنما كانت رائحة السجائر بسبب مجموعة من الشباب الذين قدموا إلى بدر و أصحابه ليسألوهم عن أقرب جهة تؤدي إلى الطريق المعبّد , ولكن هؤلاء الفتية , كانوا مدخنين و بشراهة , ولسوء حظ بدر , هو الذي اضطر أن يحدثهم و يدلهم إلى مقصدهم , بعدما تشبعت ملابس بدر و انتشت اثر رائحة سجائرهم و أفواههم ...

طال صمت بدر ... حتى ظن عادل بأن السجائر كان مصدرها ابنه , وقف بسرعة و هو لايزال ممسكا بابنه بقوة , و لم يعتد بدر أبدا هذه العنف من والده , الذي لم يرى منه سوى الثقة العمياء به منذ مجيئه إلى الدنيا ...

صرخ عادل عاليا مرة أخرى وهو يقول :" لقد سألتك فأجبني , هل السجائر لك ؟؟ "...

" لا ليست لي , أقسم لك يا أبي بأنها ليست لي .. ". رد بدر باندفاع , و كأنما صراخ عادل قد أيقظه من تبلده ...

" لمن هي إذن ؟؟ "...

" إنها لأحد الفتية الذين مروا بجانبنا و تحدثوا إلينا قليلا , لقد وقفت معهم لفترة و أنا أدلهم على الطريق السريع , فعلقت رائحتهم بي , أقسم لك أن هذا ما حدث ! "....

قرر عادل بأن يقتنع , أو ربما يتظاهر بالاقتناع...

" حسنا , لماذا عدت متأخرا , لقد قلت لك أنه يجب أن تكون في المنزل قبل الثانية عشر ... "

وضع بدر يديه فوق يدي والده التي على ياقة ثوبه , و رد قائلا :" أنت تعلم جيدا المسافة بين منزلنا و المخيم , لقد خرجت من المخيم في تمام العاشرة , و لكن الازدحام كان قاتلا , أقسم لك يا أبي " ...

ظل عادل ممسكا بابنه , ولكن يداه قد ارتختا قليلا , و قد أغمض عيناه بتعب , و كأنما هذه الليلة قد زادت من عمره سنين , بالرغم من بساطة ما حدث مقارنة بالمصائب التي يفعلها شباب هذه الأيام ... !!

استغرب بدر وجه أبيه , و قد رأى بأن شفتيه قد بدأتا بالارتجاف , و هو يبلع ريقه بصعوبة , ويبدو أن والده لم يعي حتى هذا الوقت بأن ابنه قد أصبح شابا , و ليس عليه خوف بعد الآن ...

قال عادل بابتسامة ذليلة , وصوت خافت برجاء :

" لا تضيع ثقتي فيك , أرجوك يا بدر , إن كنت في يوم من الأيام قد أحببتني و تريد البِرَ بي , فلا تفرط بشبابك أرجوك .. " و مع استمرار حديث عادل الذي كان ينبع من حرقة قديمة في قلبه , بدأت دموعه بالنزول , تلك الدموع الرجالية التي لا تسقط إلا من سبب لا يفوقه شيء في القسوة .. أكمل عادل حديثه قائلا :
" لقد فقدت أغلى ما أملك عندما كنت بعمرك تماما , في السابعة عشر , فقدت ما لا يستطيع أحدا سوى الله أن يعيده , فلا تجعلني أرى الأمر يتكرر فيك "... صمت عادل و عيناه تشرحان معاناة قديمة لا يعرف بدر عنها أبدا , و قد شعر بفضول عارم لمعرفة سبب دموعه والده التي طعنت بدر في ذاكرته ...

و لم يشعر بدر بالندم في حياته كهذه اللحظة , و مع أحاسيسه المرهفة و قلبه الشاب الذي حن على والده , كانت دموعه هو أيضا على وشك النزول , و قد امتلأ رأسه بذاك الصداع المؤلم الذي يسبق لحظات البكاء القاسية ...

استيقظ بدر من هذه الذكرى التي لا تثبت سوى شدة محبة والده له , بالرغم أنه لا يستخدم معه ألفاظا حنونة أو لمسات لطيفة , و لكن حب والده له كان على شكل آخر ..

كل على شكل اهتمام صامت و عزم شديد بالأمور , و تعليمه بأن لا شيء يستطيع أن يقف أمام أحلامه و الوصول إلى أهدافه سوى تلك الأعذار الواهية التي قد يضعها هو أمام نفسه ...

زادت رغبة بدر الشديدة في إيجاد والده , و قد أقسم بداخله بأن يجده و يفك أسره من ذاك المعتوه , حتى لو كلفه هذا الأمر حياته ...

التفت بدر ليجد نفسه أمام مركز الشرطة , و كان عبدالرحمن يشير إلى بدر باتجاه سيارته..

نزل بدر بسرعة متجاهلا سيارته و متوجها إلى الداخل , و هو يفكر بما سيقوله للعقيد قبل أن يعود للرياض ...

" متمنيا أن ما سيقوله سيخفف عنه المعاناة قليلا , و يعطيه مجالا و وقتا أكثر في البحث ... "




... نهاية الفصل 7 ...


عاد أبغى اشوف تفاعل حلو و يشرح الصدر .. عشان اتحمس معاكم و نتناقش سوا ..
دمتوا بحفظ الله و رعايته يارب ..

 
 

 

عرض البوم صور عـذاري   رد مع اقتباس
قديم 15-05-15, 10:10 PM   المشاركة رقم: 12
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري


البيانات
التسجيل: Aug 2014
العضوية: 273510
المشاركات: 1,332
الجنس أنثى
معدل التقييم: طُعُوْن عضو جوهرة التقييمطُعُوْن عضو جوهرة التقييمطُعُوْن عضو جوهرة التقييمطُعُوْن عضو جوهرة التقييمطُعُوْن عضو جوهرة التقييمطُعُوْن عضو جوهرة التقييمطُعُوْن عضو جوهرة التقييمطُعُوْن عضو جوهرة التقييمطُعُوْن عضو جوهرة التقييمطُعُوْن عضو جوهرة التقييمطُعُوْن عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 2492

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
طُعُوْن غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عـذاري المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: روايتي البوليسية \ لماذا أرى ملاكًا وسط جحيمي

 
دعوه لزيارة موضوعي

صراحة الرواية جميلة جدًا و مشوقة بدرجة كبيرة..
عن نفسي حبيتها ورح اكون معاك بإذن الله للأخير..
بس مثل مو شايفة الأيام هذي اختبارات.. و قل تواجدي
نسبيًا في المنتدى.. بعد ما ننتهي على خير ابشري
بالتفاعل اذا كتب لنا ربي عمر واحيانا..

لي رد ثاني مع التوقعات ان شاء الله.. بس حبيت اقولك استمري
لأنك مبدعة..

 
 

 

عرض البوم صور طُعُوْن   رد مع اقتباس
قديم 18-05-15, 11:54 AM   المشاركة رقم: 13
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2014
العضوية: 276583
المشاركات: 65
الجنس أنثى
معدل التقييم: عـذاري عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 63

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
عـذاري غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عـذاري المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
Newsuae2 رد: روايتي البوليسية \ لماذا أرى ملاكًا وسط جحيمي

 

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة طُعُوْن مشاهدة المشاركة
   صراحة الرواية جميلة جدًا و مشوقة بدرجة كبيرة..
عن نفسي حبيتها ورح اكون معاك بإذن الله للأخير..
بس مثل مو شايفة الأيام هذي اختبارات.. و قل تواجدي
نسبيًا في المنتدى.. بعد ما ننتهي على خير ابشري
بالتفاعل اذا كتب لنا ربي عمر واحيانا..

لي رد ثاني مع التوقعات ان شاء الله.. بس حبيت اقولك استمري
لأنك مبدعة..

أهلًا طُعون .. أسعدني ردك يا جميلة ..
سعيدة جدًا ان الرواية حازت على اعجابك ..
عارفة ان توقيتي بالتتزيل مو مناسب لانه وقت اختبارات ..
لكن انا منزلة الرواية بمنتدى اخر من قبل .. و احاول ان البارتات تكون نفس الشي في كلا المنتديين ..
لذلك صرت انزل بالفترة هذي علشان الرواية هنا تكون نفس البارتات اللي بالمنتدى الاخر ( ما رح اذكر اسمه ) ..

لا تحرميني من مرورك الجميل و ردودك الحلوة .. دمتي بحفظ الله يارب ..

 
 

 

عرض البوم صور عـذاري   رد مع اقتباس
قديم 18-05-15, 12:01 PM   المشاركة رقم: 14
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2014
العضوية: 276583
المشاركات: 65
الجنس أنثى
معدل التقييم: عـذاري عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 63

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
عـذاري غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عـذاري المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
Newsuae2 رد: روايتي البوليسية \ لماذا أرى ملاكًا وسط جحيمي

 

السلام عليكم ..

كيفك يا حلوين .. ؟؟ ان شاء الله تمام ؟!

اليوم رح ينزل البارت 8 + 9 .. ان شاءالله تنال ع إعجابكم ..

تنويه : لا أبيح نقل الرواية أو اخذها او جزء منها دون ذكر اسمي عليها ..


يلّا نبدأ .. قراءة ممتعة ..



الفصل الثامن 8 :




في إحدى الطرق المزدحمة ظهرا في الرياض , يمشي سلطان بسيارته متجها بهدوء إلى منزله , بعدما وقف في إحدى المستوصفات طالبا من الممرضين خياطة ذاك الجرح الضئيل في رأسه ,

ثم عاد إلى ذاك المنزل الذي ينظر إليه سلطان بأنه مكان للنوم و الأكل فقط , و لكن هذه المرة كان قد كسر هذه القاعدة التي اعتادت عليها زوجته - دلال - التي لا تراه سوى في الصباح عند الاستيقاظ , و في آخر الليل عندما يهم بالنوم و هو لا يدري عن أي شيء بخصوص تفاصيل يومها الممل ...

دخل سلطان إلى منزله متحاملا على الصداع المصاحب لظهيرة الرياض و المعروف لدى الكثيرين , و رمى بشماغه الأحمر لونًا و دمًا على الطاولة , ثم اتجه إلى غرفته متجاهلا باقي أركان بيته الذي قد بدأ بنسيان مرافقه ,

أكمل طريقه إلى غرفته و هو يقف عند المطبخ لثواني و هو ينظر إلى دلال التي تطعم ابنتها ذات الثلاث سنوات - حنين - ....

شعرت دلال به عندما دخل و أحسّت بخطواته المتجهة إلى الغرفة , التي تقع بعد المطبخ بعدة خطوات , انتبهت بأنه توقف قليلا بجانب الباب , و نظرت إليه نظرة طويلة , و قد رأت نظراته المقابلة لها , تلك النظرات التي اعتادتها منه منذ اليوم الأول من زواجهما , و التي لم تكن في الواقع سوى نظرات باردة و كأنها غير موجودة ...

صمتت قليلا ثم قالت بهدوء :" أهلًا "...

أطال النظر بدلال و حنين وهو يفكر بكلام فيصل ..

هل الممكن أن يؤذيهما !؟ و لكنهما لا تستحقان أدنى ضرر ..

يا إلهي , لم وضعتهما في عمق مشاكلي ؟! ..

لم أظن يومًا بأني قد أندم على ذلك ..

اقترب من زوجته و هو يقول بهدوء :" أريدك أن تجهزي أغراضك و أغراض ابنتك , ربما أسافر اليوم و أعود غدًا , و سأوصلك إلى منزل عائلتك "..

استغربت زوجته كلامه ..

لطالما كان يسافر و يخرج من المنزل و لا يعود لأيام و لم يكن ليهتم بي أو بابنته ..

ولن يكترث إن عشنا أو سقط هذا المنزل علينا .. يا للغرابة !!

تحدثت و هي تشعر بغرابته :" ولكن هذه ليست المرة الأولى التي تسافر فيها , لقد اعتدت أنا على ذلك , لا تقلق يمكن الذهاب و تركنا ".. قالت كلماتها و أعطته ظهرها لتعود و تطعم ابنتها ..

" ولكن هذه المرة مختلفة , أنا .. أنا قلقٌ عليكم بعض الشيء , هيا اذهبي و ضعي لنفسك القليل من الملابس , هيّا لقد اتصلت على أخيك و قلت له بأنك قادمة " ..

" لا أريد الذهاب إلى عائلتي هناك , أنتم يا سلطان عائلتي , أنت و حنين ... "

اقترب منها و هو يمسح على شعرها بهدوء , و يطيل التحديق بها ... ثم همس لها : " أنا لا أشعر بأن الأمور ستكون على ما يرام , و أنا أصدِّق حدسي دومًا .. هيا اتركي ما بيدك و تجهزي "...

تركها سلطان و دخل غرفته خالعا ملابسه و متوجهًا إلى دورة المياه , ليتوضأ و يصلي بسرعة تلك الصلاة التي لا يخشع فيها بركعة و لا يستوعب من سورها آية ...

أنهى صلاته و ارتدى ثوبا و شماغًا جديدين و خرج مرة أخرى وهو يحمل معه ظرف ورقي صغير , و هو يعي تماما بأنه يحمل في يده نهاية أسرة ( آل سليمان ) كاملة ...

ركب سيارته و انتظر زوجته و سرعان ما خرجت له و أوصلها إلى منزل عائلتها ..

همس لها قبيل نزولها :" استودعتكم الله " ..

وقفت أمام الباب و هي تحث ابنتها على رفع يدها و توديع والدها ..

أكمل سلطان طريقه إلى الشركة و مقر عمله , و نزل إلى المواقف الأرضية و ركن سيارته في أقصى زاوية , و نزل بهدوء و هو يمشي بخطوات ذات تناسق ..

رأى أمامه مصعدين , أحدهما يؤدي إلى جميع أدوار الشركة الإحدى عشر .. أما الآخر فلا يؤدي إلا لمكان واحد فقط :

.. ( المكتب الخاص بعادل سليمان ) ...

مشى بثقة نحو المصعد الخاص بعادل , و هو يضع إصبعه في المكان المخصص للبصمة المسئولة عن فتح الباب , و كان جهاز البصمة هذا مبرمج لبصمتان فقط , - بصمته هو و عادل - ...

ابتسم برضا عندما شاهد ذاك الوميض الأخضر و الصوت الدال على قبول البصمة , فُتِح له الباب و دخل و هو ينظر إلى المرايا التي على جوانب المصعد , محاولا تعديل شماغه بينما يصعد للأعلى ...

لم يكن يتوقع يوما سلطان – السكرتير الخاص لعادل سليمان – بأنه سيضطر إلى خيانة رئيسه في العمل و طعنه من ظهره و من الأمام أيضا , و لكن كان يعلم أن حال الإنسان قد تتغير رأسا على عقب خلال نصف يوم أو نصف دقيقة حتى , و كان شعور اللامبالاة يكبر في سلطان يوما بعد يوم , و كأنما خلق هذا الكون ليخدمه هو فقط , غير آبه أبدا بما يجول في خواطر الآخرين , و غير مستوعب أبدا للعبارة القائلة :

" احذر مما تتمناه ".

وصل سلطان إلى مكتب عادل , ذاك المكتب الذي ينبض بألوانه الرجولية الأنيقة , و تلك النوافذ الزجاجية العالية التي تطل على أجمل الشوارع و الأحياء في الرياض ,

و ألقى بنظره إلى تلك الرفوف الواسعة الزاخرة بالكتب , و التي تقع على يمين الغرفة , أخرج سلطان الظرف الورقي من جيبه و أخرج منه ( قرصًا مدمجًا ) بتأني شديد خشية إفساده ,

أخذ من المكتب محارم ورقية و وضعهما أسفل و أعلى القرص , ثم فعل تماما ما أمره عبدالرحمن بفعله قبل عدة أيام مضت , عندما سلمه القرص :

" اسمع يا سلطان , افعل ما أقوله لك بالضبط , و لا أريد نسبة خطأ أبدا "...

" حسنا , ماذا لديك ؟ " قال سلطان بفضول ..

أخرج عبد الرحمن القرص المدمج الذي كان يحمله معه في سيارته , ثم قال :" خذ هذا , لا أريدك أن تفتحه أو ترى ما فيه أبدا , أو أن يعلم أحدا بوجوده , كل ما عليك فعله هو أخذ القرص , و وضعه في مكتب عادل بعد يوم من اختطافنا له ".

" حسنا , أين تريد أن أضعه بالضبط , في الأدراج , الرفوف , حدِد "..

" يا إلهي يا سلطان , لا تستعجلني , أريدك أن تضعه بين بضع محارم ورقية , وتذهب إلى رفوف الكتب , في الرف الثالث من الأعلى , ستجد في يساره كتابان يحملان اسم ( المعاجم اللغوية ) و ( تفسير القرآن الكريم ) , أريدك أن تدس القرص بينهما بالضبط , و بعد ذلك , أريدك أن تنسل إلى خارج المكتب , مثل الشعرة من العجين , أهذا واضح ؟ " ..

نفذ سلطان ما قيل له , و هو يمشي بهدوء بجانب الكتب , متذكرا تلك الصورة التي وجدها قبل عدة أشهر بين الرفوف , تلك الصورة القديمة و المهترئة, و التي وضعت سلطان في هذا الوضع الراهن ...

نزل سلطان إلى مواقف السيارات و هو يتنهد براحة بعدما أنهى إحدى مهامه , لا يعلم ما الذي يحتويه القرص , أو ما الغرض من وراءه , و لكنه كان لا يريد إفساد المفاجأة على نفسه , كان يعلم أن – فيصل و عبد الرحمن – لا يفكران إلا بما هو جهنمي بالفعل .. !

كان على وشك الرحيل عندما استوقفه صوت شخص يبغضه سلطان بالفعل , على الرغم من أنه لم يرى منه شيئا أبدا , ولكن أسلوبه المتودد في الحديث يجعل سلطان يود لو كان معه سلاحا يفرغه في فمه:

" سلطان , لم أر شخصا مكافحا مثلك يا رجل , إن اليوم عطلة للموظفين , ما الذي أتى بك إلى هنا ؟ ".

قال سلطان في نفسه :

لدي دقيقتان للحوار معه قبل أن تنفلت أعصابي المربوطة بإحكام ...

و أرد هذا البغيض صريعا على الأرض ...

" أهلا متعب , ما الذي تفعله أنت هنا ؟ " رد سلطان بابتسامة دبلوماسية ..

" لا , أنا سألتك أولا ".. قال متعب و هو يبتسم بمرح ..

كاد سلطان أن يهوي به إلى سابع أرض , فهو ليس بالمزاج الذي يسمح له باستقبال بعض ( خفة الدم ) ..

" لقد وصاني عادل على بعض الإجراءات في مكتبه , قبل أن تبدأ عطلتي , و أنت ؟ "..

قال متعب بـ هم كبير :" لدي الكثير من الملفات و الأوراق الأمنية التي يجب انجازها , يجب أن أعيد النظر في بعض الحصون الأمنية في الشبكة الإلكترونية في الشركة, يبدو أن عطلة عادل للموظفين لن تفيدني , من الغريب أن عادل أعطانا هذه العطلة لليوم الوطني , يبدو أنه كان يعلم بأننا في حاجتها بشدة "..

" كان الله في عونك , سأخبر عادل لاحقا عن هذا , ربما تحصل على ترقية أيها المناضل ".. قال سلطان باستهزاء وهو يتوجه إلى سيارته ..

" أقابلت عادل مؤخرا ؟ " أتى سؤال متعب مباغتا لسلطان , الذي قال في نفسه :

حسنا , يبدو أنه ينوي أن يكمل أعماله و هو مفقوء العين , مكسور الذراع ...

" بربك يا متعب , كيف إذنا طلب مني أن أتي إلى هنا , ليس عبر الهاتف بالطبع " .. قال سلطان و هو يركب سيارته و يمشي خارجا من المواقف ..

تاركا متعب يتجه بملل إلى سيارته , برفقة ملفاته و أجهزته ..

" و هو يجهل تماما بأن يوم غد سيكون أكثر الأيام سوء في تاريخ عمله كاملا ... "



... نهاية الفصل 8 ...

يتبع ...

 
 

 

عرض البوم صور عـذاري   رد مع اقتباس
قديم 18-05-15, 12:07 PM   المشاركة رقم: 15
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2014
العضوية: 276583
المشاركات: 65
الجنس أنثى
معدل التقييم: عـذاري عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 63

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
عـذاري غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عـذاري المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: روايتي البوليسية \ لماذا أرى ملاكًا وسط جحيمي

 

الفصل التاسع 9 :





وقف العقيد سيف مقابلا لبدر , و طمأنه قائلا : " لا تقلق , لن تعرف الصحافة عن أي شيء ما لم نصرح نحن أو أي شخص آخر ".

" نعم أرجوك , أريد منك أن تشدد على من تحت يدك بأن لا يقولوا طرف أحاديث أبدا عما حصل لوالدي ".

" لا تقلق يا بني ,قلت لك أن لن يعلم أحدا بذلك , و أنت تعلم بأن جميع القطاعات الأمنية في العالم تعمل في غاية السرية و التحفظ , و لكن إن مرت 24 ساعة على اختفاء والدك , فسنضطر إلى التصريح بذلك و نشر خبر اختفائه , أنت تعلم هذا النظام جيدًا".

و بينما كان العقيد يتحدث , كان عقل بدر لا يزال بين طيات تلك المكالمة , و هو يفكر إن كان سيقدر على تنفيذ ما طلبه منه ذاك المختل , و إيجاد والده اليوم قبل غد ...

" و لكنك لم تقل لي ؟ لم أنت ذاهب الان إلى الرياض ؟ " سأل العقيد و في عينيه بعض الشك ...

توتر بدر من سؤاله , لم يتوقع منه أن يسأل و لم يجهز إجابة من قبل , كان يود لو يستطيع أن يصرح له بشأن تلك المكالمة , و لكن حياته والده مرهونة بصمته ...

" في الواقع , أنا ... أنا أرى أنه لا جدوى من بقائي هنا أيها العقيد .. أظنك تعلم بأعمال والدي و جميع الأمور التي تحت يده , لذلك لا أريد أن يشعر أحد من موظفيه بفقدانه أو غيابه , لذلك سأكون في الرياض حتى أزيل جميع الشكوك ... " قال بدر و هو يتنفس الصعداء .

" ولكن أظن بأن موظفي والدك معتادين على غيابه عن شركته , سواء أكان ذلك بسبب سفره أو أشغاله الكثيرة ".. قال العقيد بهدوء ..

" نعم أعلم ذلك , و لكن الوقاية واجبة , أنا راحل الآن .. لا شك أنكم ستطلعونني على آخر المستجدات أليس كذلك ؟! ".. قال بدر قبل أن يتوجه إلى الباب ..

قلق العقيد من نبرة بدر المتهربة , و لكن حافظ على هدوئه و هو يقول " نعم بالتأكيد ... ".

خرج بدر مسرعا و ركب سيارته متوجها إلى الرياض و قد تبعه عبد الرحمن دون أن يفارقه لحظة ..

و ما أن وصل, حتى وقف بجانب أحد المحلات التجارية .. استغرب عبدالرحمن تصرفه , و أوقف سيارته خلف سيارة بدر و هو ينزل بسرعة طارقا النافذة ..

نظر إليه بدر لثوان معدودة ثم فتح له قفل الباب الآخر كإشارة له بأن يركب .. جلس عبدالرحمن بجانب بدر , وقد التزم الاثنان الصمت التام , قال بدر و هو يضع أصابعه على عينيه بتعب :
" ماذا سنفعل الآن ؟ "

" لا أعلم , حقا إني لا أعلم .. فنحن لا نستطيع التبليغ عن هذا المعتوه أو حتى الوصول إليه بأنفسنا " قال عبدالرحمن بتشاؤم ..

تذكر بدر جزء من المكالمة المشؤومة و ذاك الصوت الخشن المتجهم :



" بدء من الساعة السادسة مساء , سيتم وضع خمس مغلفات , في خمس مواقع مختلفة في الرياض , و مهمتك هي إيجادها قبل أن يتطوع أحد لفعل ذلك ".

بدر بغضب :" مغلفات ؟ , لقد خطفت والدي لأحضر لك مغلفات ؟ ".

" لا , لن تحضرها إلي , بل ستحضرها من أجل نفسك , كن على استعداد , إلى اللقاء ".

قال بدر بسرعة و تهور :" أتحاول استفزازي و ابتزازي ببعض المغلفات , تبا لك ولها و لما تحويه ".

" لازلت متهورا , ليتك ترى ما فيها , بخصوص ما تحتويه , فإنها تحتوي على آخر شيء تتمنى بأن تراه , أما بالنسبة لموقعها , فلست الوحيد الذي سيبحث عنها , بل الرياض كلها ستساعدك في ذلك ... ".


-

التفت بدر إلى عبدالرحمن و قال بهدوء : " لقد ذكر ذاك شيئا متعلقا بمغلفات , و بدء من الساعة السادسة ستكون إحداها موجودة في مكان داخل الرياض .. ".

" إذن فإن الطريقة الوحيدة للوصول إلى والدك هي مماشاة ذاك المعتوه فيما يريد .. ".

" وكيف لي أن أعلم أين هي , لم يترك لي أي دليل , و أنا لن أنتظر حتى يصلني خبر عن مكروه أعظم قد أصاب والدي " قال بدر بانفعال و قد برزت العروق في جبهته و ظهر ذاك العرق الصغير الأزرق أسفل عينه اليمنى ..

" هدئ من روعك أرجوك , إن الساعة الآن هي الرابعة و النصف عصرا .. إن لدينا ساعة و نصف لمعرفة أين المغلف , لا تقلق .. " قال عبدالرحمن و هو يضع يده اليسرى على كتف بدر و يضغط قليلا ..

" انظر , هنالك مسجد خلفنا , سأنزل لأصلي الظهر و العصر ثم أرى ما نستطيع فعله , لقد فاتتني الصلوات , استغفر الله العظيم .. " قال بدر و هو يشعر بأن الطريقة الوحيدة للخروج من هذا المأزق هي دعوة صادقة يلفظها أثناء سجوده , لعل الله يشرح صدره ..

نزل الاثنان متوجهين إلى المسجد و صليا , أراد عبدالرحمن الخروج و لكنه التفت إلى بدر , الذي كان جالسا في نفس موضع صلاته , و هو يقول أذكار الصلاة بهدوء ليس له مثيل .. قال عبدالرحمن :

" ألن تأتي معي , إنك لم تأكل شيئا منذ الصباح , لن تستطيع التركيز في أي شيء , هيا انهض , لا شك بأن والدك ينتظرنا في مكان ما .. ! ".

قال بدر دون أن يرفع رأسه : " انتظر حتى أنتهي من أذكاري "...

استغرب عبدالرحمن هدوء بدر الغير منطقي , وكأن والده لم يصبه شيء , تقدم و جلس بجانبه للحظات , ثم سمع بدر يقول بهمس :" لن يخيب الله عبدا أحسن ظنه برحمة ربه , سأجده , نعم سأجده " كان يهمس و كأنما يريد أن يؤكد لنفسه و ليس لعبدالرحمن ...

خرج الاثنان للعودة إلى السيارة , وما إن دخل بدر حتى سمع إشارة تنبيه من هاتفه .. قطب حاجبيه و هو ينظر إلى المكتوب على الشاشة

لقد كان بدر مُفعلًا خاصية التنبيه عندما يقوم والده بالتغريد عبر ( تويتر ) .. أطال النظر إلى شاشة هاتفه و هو يقرأ ما كتبه والده :


-



@Adel_H_Suliman : اهنئ هذا الشعب الرائع العظيم باليوم الوطني , أدام الله هذا البلد آمنا و بارك في ملكنا و من تبعه و والاه ...


-


لابد من ان هذا المعتوه يمازحني ؟! لم قد يكتب تهنئة للشعب من حساب والدي ؟! أترى هو أيضا لا يريد أن يشعر أحدا بالأمر ؟ و لم قد يفعل ذلك حتى ؟؟ , لقد كان مسرورا و هو يهدنني بشأن والدي , و الآن يتصرف و كأنه يريد إخفاء الأمر ..

نظر عبدالرحمن إلى بدر المدهوش و قال له : " ما بك .. ؟ "

" انظر ... " أعطى بدر الهاتف إلى عبدالرحمن و سرعان ما قال الآخر :" إنه حقا معتوه, لا يمكننا التكهن بما سيفعل , و إن لوالدك ملايين المتابعين , ماذا إذا قال شيئا خطيرا باستخدام حساب والدك ؟! " .

كان عبدالرحمن يتحدث فقاطعه بدر قائلا : " كم الساعة الآن ؟! .. بسرعة " .

" إنها الخامسة إلا بضع دقائق , لماذا ؟ "..

" يبدو بأنك مخطئ بشأن هذا المعتوه , يبدو بأنني أستطيع التكهن بما سيفعله ... " قال بدر بابتسامة ضعيفة فيها بعض الأمل .

" و ماذا سيفعل ؟! " .. قال عبدالرحمن و هو يتظاهر بالاستغراب ...

" لقد قال ذاك في المكالمة عندما سألته عن المواقع : بأن الرياض كلها ستساعدني في البحث .. " قال بدر و هو ينظر إلى عبدالرحمن بسعادة هذا الاكتشاف ..

" حسنا ؟! ثم ماذا ؟ " سأل عبدالرحمن و هو يتظاهر بالغباء و الجهل , وهو يعلم تماما ما قد خطط له صاحبه (فيصل) منذ أشهر عديدة قد مضت ...

قال بدر و هو يحس بأن هما كبيرا قد انزاح عن صدره :" إن ذاك المعتوه سيعلن عن مواقع المغلفات عبر موقع (تويتر) , ولكن .... ولكن من سيضحي بنفسه في هذه الحشود الكبيرة للبحث عن مغلفات ؟ .. لا أعلم إن كان سيذكر المواقع فقط .. أم أنه سيستخدم حيلة لجذب الجميع للبحث .. " ...

أحس بدر بالضيق مجددا و هو يفتح أزرار ثوبه العلوية , فهذه المغلفات تحتوي على أمور لها علاقة بـ ( العار ) .. و ما أن تذكر بدر ذلك , حتى دخل مجددا إلى دوامة التفكير المتشائم و الميؤوس منه ...

قال عبدالرحمن بهدوء : " أظنك على حق , إننا نعرف الآن كيف سنصل إليه , و لكن ماذا إن وجد أحدا المغلف قبلك ؟ إن ذاك قد ذكر شيئا بخصوص العار , أتذكر !! "..

قال بدر بتشاؤم :" نعم , هذا ما يقلقني , ما أن أجد مخرج من هذه المصيبة حتى أقع في أخرى .. تبا له , لقد اختار أسوء يوما قد نشهده في السنة , ستزدحم طرق الرياض بشكل لا يطاق , و لا شك أنه سيضع المغلفات في مكان مزدحم .. لماذا قرر هذا المعتوه الظهور الآن في حياتي ... !! "


وضع بدر رأسه في المقود وهو يهمس : " يارب ساعدني "..




... نهاية الفصل 9 ...

 
 

 

عرض البوم صور عـذاري   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الرياض, اختطاف, بوليسية, جرائم, روايات, رواية, عذاري, قتل
facebook



جديد مواضيع قسم القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 07:29 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية