لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
التسجيل مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (1) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-07-15, 06:17 AM   المشاركة رقم: 1641
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
اميرة القلم


البيانات
التسجيل: Aug 2014
العضوية: 273354
المشاركات: 4,068
الجنس أنثى
معدل التقييم: برد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسيبرد المشاعر عضو ماسي
نقاط التقييم: 4345

االدولة
البلدLibya
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
برد المشاعر غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : برد المشاعر المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: أوجاع ما بعد العاصفة (الفصل التاسع عشر)

 

الفصل العشرون








قلت بصدمة " فرح ما معنى ما تتفوهين به "

أشاحت بنظرها عني وقالت ببرود

" أعني لن أترك شقيقتي , إما أن تكون معي أو أكون معها "

وقفت وقلت " هل جننتي كيف تبقين هنا معها ثم في كل

الأحوال لن يسمح أحد ببقائكما وحدكما "

خرجت دون أن تضيف أي كلمة فنظرت لوالدتها وقلت

" يعجبك كلام ابنتك ؟ "

تنهدت وقالت " أنت تعرف مدى تعلق فرح بوسن ولن

ترضى أن تبقى مع نواس وهي بهذه الحالة "

قلت بضيق " نواس ليس طفلا وقال أنه سيتدبر الأمر وعلينا

أن نتق به وأخبريها أن لا تذكر هذا أمامه لأنني حينها سأزيح

تساهلي وتغاضيا عنها وسترى وجها آخر لي "

ثم غادرت من عندها أيضا لأن غضبي وصل حده

ولا أريد أن أفرغه في أي منهما






*

*






مد لي يده وقال " وسن تعالي "

نظرت للوحل تحتي ثم ليده ثم ليده الأخرى وهي تمسكها

بقوة وكأنه لا يريد تركها ولا التخلي عنها , عدت بنظري

له فقال بإصرار أكبر " وسن مدي يدك وتعالي "

عدت بنظري ليديهما الممسكتان ببعض وبدأت دموعي

بالنزول ثم فتحت عيناي فجأة لأجد أمامي سقف أبيض

نظرت من حولي فكانت الغرفة التي خرجت منها

متى عدت ولما !! شعرت بحرقة في حلقي وكأني كنت

أكتم بكائي ثم سرعان ما نزلت دمعتي حين تذكرت ذاك

الحلم بل الكابوس , ضغطت قبضتي بقوة فشعرت بشيء

فيها فرفعتها لوجهي ونظرت لها فكان فيها ورقة مجعدة

رفعت يدي الأخرى لأفتحها وحركتها ببطء لأن المغذي

محقون في ظهر كفها , فتحتها ونظرت للأسطر المكتوبة

( وسن قولي فقط أنك تريدين الزواج برغبتك أنتي

وسأزوجك بسليمان وفي أقرب وقت ..... نواس )

قبضت عليها بقوة لترسل عيناي جيوش دموعها , ما معنى

ما تفعله يا نواس هل تريد فعلا التخلص مني , ليثني لم أقطع

ذاك الوعد لخالتي فكيف أنقضه وهوا آخر ما أوصتني به

انقلبت على جانبي الأيمن وأخفيت وجهي في ذراعي وازددت

بكاء على بكائي , تبا لك يا وسن ولقلبك أقسم لولا عهدي

لخالتي لما تزوجت أبدا , سمعت طرقات على الباب ثم

دخل أحدهم واقتربت خطواته ويد مسحت على شعري

فأبعدت ذراعي ونظرت لها فكانت والدة فرح فجلست

بصعوبة وساعدتني هي على الجلوس قائلة

" كيف أنتي اليوم بنيتي "

قلت ببحة وأنا أجمع شعري بيد واحدة

" بخير ألبسيني حجابي "

وقفت من فورها وألبسته لي قائلة

" جواد في الخارج سآذن له بالدخول "

فتحت الباب وقالت كلمات لأحدهم بصوت منخفض ودخلت

ولحق بها جواد بعد قليل ووقف عند بداية السرير وقال

" كيف حالك الآن يا وسن "

قلت ونظري للأرض " الحمد لله "

قال بهدوء " عليك أن لا تهملي صحتك وطعامك ليقاوم

جسدك ويعيش فهوا أيضا له عليك حق "

قلت بابتسامة حزينة " الموت حين يأتي يقتل حتى المتخم بالأكل "

قال بصوت مبتسم " وإن يكن , يموت شبعانا على الأقل "

نظرت له وقلت " أين فرح لم تأتي , هل هي متعبة "

نظرا لبعضهما ثم قال جواد " سأنتظركما في الخارج يا خالة "

ثم غادر الغرفة من فوره ونظرت لها وقلت " ما بهما "

تنهدت وقالت وهي تجمع أدويتي " تشاجرا البارحة مرتين

وضننت أنه لن تطلع عليهما شمس الصباح وهما زوجان "

قلت بصدمة " لما ما الذي حدث !! "

مدت لي عباءتي وقالت " فرح تريد أن تبقى معك لتعيشا في

شقتكم وجواد رفض وهي تصر على ذلك وقالت له بصريح

العبارة طلقني إن كنت لا تريد أن تتركني برضاك "

قلت بضيق " هل جنت فرح أم ماذا "

اكتفت بالتنهد دون كلام فأوقفت المغذي بالبكرة وسحبته

من الإبرة وتركتها هي ثم لبست عباءتي بمساعدتها وغادرت

السرير وخرجنا ثلاثتنا من المستشفى ولا شيء سوا الصمت

طوال الطريق حتى رن هاتف جواد وأجاب عليه قائلا

" نعم يا نواس "

سكت لوقت ثم قال " أجل أخرجتها ولم يزد الطبيب شيئا

على ما أوصانا به بالأمس "

سكت طويلا ثم قال " سأرى وداعا الآن "

اتكأت على الزجاج أشاهد الطريق , لا أريد أن ابكي أكثر

وعلى هذه الدموع أن تنشف والضعف أن ينتهي فلم أكن

هكذا يوما ضعيفة أمام عواطفي , نزلت مني دمعة فمسحتها

سريعا من وجهي لكنها بقت تحرق قلبي بجريانها عليه بدلا

عن خداي , أقسم أني أتوق له بجنون ولهفة ارحمني يا رب

عندما وصلنا المنزل نزلت خالتي وبقيت في السيارة

وقلت لجواد " أخبر نواس يأتي وأنت معه "

ثم نزلت من فوري دون أن أسمع جوابه ولا تعليقه

ودخلت المنزل وتوجهت من فوري لغرفة خالتي فوجدت

والدة فرح عند الباب وقالت بهمس " نائمة "

هززت رأسي وقلت بذات الهمس " أفضل حتى يصلا أولا "

ثم غادرت جهة غرفتي واضطجعت على السرير بعباءتي

وحجابي فوقفت خالتي عند الباب وقالت " سأعد لك شيئا تأكلينه "

قلت بهدوء " لا رغبة لي في الطعام سأستحم فقط "

قالت بإصرار " بل ستأكلين وإن مكرهة فنواس صب

جام غضبه بنا ليلة البارحة وحملنا المسئولية "

ثم غادرت من فورها ولا تعلم ما تركت بي , أرحموني

أرجوكم .... أرحموني ولو من ذكر اسمه

وقفت وتوجهت للحمام رميت العباءة والحجاب عند

الباب ودخلت استحممت وخرجت ولبست تنوره طويلة

وقميص وجلست أجفف شعري بيد واحدة فدخلت فرح ثم

حضنتني من ظهري قائلة " وسن كيف حالك الآن حبيبتي "

قلت بعتب " لو كنتِ تحبينني ما أغضبت زوجك بسببي "

أخذت مني مجفف الشعر وبدأت تجفف شعري قائلة

" ليس وحده يحب شقيقه وتهمه كلمته وشخصيته "

قلت بهدوء " لنا حديث فيما بعد "





*

*





" آنسة ملاك انتظري قليلا "

التفت للصوت ونظرت لصاحبه بصدمة لأنه كان

الشاب الذي كان ذاك اليوم يجلس بعيدا وينظر لنا

قلت بحيرة " عذرا هل تعرفني "

قال مبتسما " نعم "

قلت " لكني لا أعرفك وأنت لست من هنا أليس كذلك "

هز رأسه بنعم فنظرت خلفه لدكتور المادة المقترب منا

وقلت باستعجال " اعذرني عليا المغادرة "

قال وهوا يلحق بي " انتظري قليلا فقط "

قلت وأنا أسير مسرعة " بعد المحاضرة أعذرني "

دخلت قبل الدكتور بأعجوبة وجلست ألهت فدخل قائلا

" أتمنى مرة أن أدخل ولا أجدك تركضين أمامي "

قلت بصوت منخفض " وأن لا تنتقدني "

ضحك من سمعني بأصوات منخفضة فالتفت لنا

وسكت الجميع ثم قالت إسراء هامسة

" ما بهم جميع دكاترة المواد عليك يا ملاك "

قلت ببرود " يغارون مني "

وأمضيت المحاضرة لا أعلم مما يقول شيئا وبالي مع

وسن من جهة لأنها لم تجب طوال ليلة أمس على هاتفها

ولا حتى فرح ومن جهة أخرى مع ذاك الشاب الغريب الذي

تركته خلفي , وما أن انتهت المحاضرة حتى خرجت من

فوري وسمعت صوتا خلفي مناديا " ملاك "

التفت له فكان طلال وقف أمامي وقال

" ماذا بشأن عملنا على رسالتنا لقد توقفنا كثيرا "

قلت بقلة حيلة " أنا آسفة حقا لكنك تعلم بظروف

وسن وما مرت به ولا أريد أن تشعر أننا استغنينا عنها "

قال " دعونا نؤجلها للعام القادم ونتفرغ للمواد فقط هذا العام "

قلت بصدمة " ولكن طلال أنت .... "

قاطعني قائلا " نعم أحتاج أن أتخرج هذا العام لكن

عليا تقدير ظروفكم "

قلت بحيرة " سأرى ظروفي أيضا إن ساعدت أن

أمدد دراستي حتى العام المقبل "

قال " حسنا انظري ما يحدث معك أولا ثم نقرر "

هززت رأسي بحسناً فقال " الشاب الذي كان

يتكلم معك قبل المحاضرة هل تعرفينه "

هززت رأسي بلا دون كلام فقال " كوني حذرة من الغرباء

يا ملاك فأنا أراه يراقبك منذ أيام ومن بعيد "

قلت بصدمة " ولكن لماذا !! "

قال مغادرا " لا أعلم فقط كوني حذرة منه وإن

احتجت شيئا لا تترددي "

بقيت أنظر له بصدمة وهوا مغادر , لا أعلم من فيكما

يراقبني فكيف علمت أنت عنه !! خرجت بحثا عنه ولم

أجده وكأنه تبخر واختفى , نظرت لساعتي ثم أخرجت

هاتفي واتصلت بوسن فأجابت فقلت بسرور

" وسن شغلتني عليك كنت سأذهب لك حالا إن لم تجيبي "

قالت بهدوء " أنا بخير وسأداوم خلال أيام لا تقلقي "

قلت بارتياح " هذا خبر جيد وسأساعدك فيما فهمته وانتبهت

له وستستعينين بطلال كثيرا لأني أجلس وبالي معك "

قالت بذات هدوئها " لا بأس وشكرا لك يا ملاك "

قلت بحيرة " وسن مابك هل حدث معك شيء "

قالت بحزن " لا شيء مهم , سنتحدث لاحقا وداعا "

نظرت للهاتف بحيرة ثم دسسته في حقيبتي وغادرت

الجامعة عائدة للمنزل , وصلت وفتحت الباب ودخلت لأقف

مكاني من الصدمة وأنا أرى الجالس هنا في وسط المنزل

بكل جبروته وسلطته المعتادة فقلت بارتباك " أأبـ ـ ـي "

قال بجدية " جيد لم تتأخري "

أغلقت الباب بعدما استفقت من صدمتي واقتربت منه

قبلت يده وقلت بخوف " كيف حالك "

قال " بخير أجلسي "

جلست وحمدت الله في قلبي مئة مرة أني لم اذهب لزيارة

وسن في منزلها لكنت تأخرت وقطع لي رأسي اليوم أو

أعادني معه لمنزلنا وزوجته , طال الصمت فقلت

" كيف هم إخوتي "

قال باختصار " بخير وما هي أمور دراستك "

بلعت ريقي لأكتشف جفاف حلقي تماما ولم أجد ما

أبلعه ثم قلت ونظري لم أرفعه فيه أبدا

" جيدة فقط رسالة التخرج تأخرنا فيها قليلا "

قال بجديته ذاتها " ولما "

شعرت بمشاعر لا أعرف بما أصفها قد تكون كالرغبة

في البكاء كالأطفال فلم يزرني والدي هنا سابقا وكان يتصل

بخالي كثيرا فقط فزيارته لن تكون لأمر طبيعي وكثرة

أسئلته أيضا , قال بحزم " لما تأخرتم "

قلت بتلعثم " لأن لـ ــ ـأن زميلتي لديها ظروف منعتها

مـ ـن المداومة هذه الفتـ ـ ـرة "

لم أسمع سوى حركة مفاتيحه فدسست رأسي بين ذراعاي

لأن ذكرى ضربه الدائم لي بهم لم تغب عن بالي , كنت

أغمض عيناي بشدة مختبئة عنه حين وصلني صوته

قائلا " هل تحدثت والدتك معك "

رفعت رأسي من ذراعاي حين لم تصطدم مفاتيحه بي

ونظرت له لأول مرة من دخولي فقال " تكلمي "

قلت بصوت ضعيف " لا "

نظر لي نظرة حادة وقال بحزم " لا تكذبي عليا يا ملاك "

قلت من فوري " أقسم لم يحدث , فمنذ اتصالي في العيد

حين سمحت لي بأن أكلمها لم أتحدث معها أقسم لك "

وقف حينها قائلا " متى ستنتهي دراستك "

وقفت كالملسوعة , سيأخذني من هنا بالتأكيد لا يا رب ستكون

نهايتي , أمسكت يده وقبلتها وقلت برجاء " أبي أتركني هنا أرجوك "

جمد مكانه ولم يبدي أي ردة فعل ثم استل يده مني ووضعها على

رأسي وقال بجدية " انهي دراستك ثم لكل حادث حديث "

ثم قال مغادرا جهة الباب " اتصلي بوالدتك "

وفتح الباب وغادر وأغلقه خلفه على نظراتي المصدومة






*

*







دخلت ونظرت يمينا ويسارا وقلت " ألم يرجع نواس بعد "

قال وليد " لا ... هل من خطب "

تنهدت بضيق وقلت " أين يختفي ولا يجيب على هاتفه "

رفع كتفيه وقال " عادته هل سيشتريها "

ثم نظر جهتي وقال " سأغادر ومعاذ للمخازن هل ترافقنا "

قلت مختصرا " لا "

ثم تركته وتوجهت جهة منزل المزرعة دخلت وطلبت من

راضية أن تنادي لي مي وما هي إلا لحظات ونزلت من السلالم

ووصلت عندي وقالت " مرحبا جواد كيف حالك والجميع "

قلت بهدوء " بخير جميعنا هل كلمك نواس أو تحدثت معه "

قالت " لا .... هل هناك خطب ما "

قلت " جربي الاتصال به فهوا لا يجيب "

توجهت للأعلى مجددا ثم نزلت بعد وقت وقالت

" لم يجب أيضا لكنه أرسل لي أنه قادم بعد قليل "

هززت رأسي بحسننا وقلت " سأجلس انتظره إن لم يزعجك ذلك "

قالت من فورها " أبدا المنزل منزلك قبلي , هل أجلب لك شيئا تشربه "

قلت بامتنان " لا وشكرا لك يا مي "

ثم غادرت هي وجلست ورأسي للأرض بشرود أحاول أن

أجد حلا ولو واحدا لمشاكلنا وبالي مع رسالته

( أخرج وسن من المستشفى واسألها ما قررت )

لكني لم أسالها حتى أفهم منه وزاد الأمر غموضا طلبها

أن نأتي معا , بعد قليل دخل نواس من الباب فوقفت

وقلت " اشرح لي حركات الصبيان هذه "

توجه نحوي وقال ببرود " جواد احترمني "

قلت بضيق " لما لا تجيب على هاتفك "

جلس وقال " ها قد جئت بنفسي , ماذا حدث معك "

جلست وقلت " في ماذا "

قال ونظره بعيد عني " فيما طلبت منك "

قلت " لا شيء "

نظر لي بجمود فقلت " وسن تطلب رؤيتنا معا "

نظر لي مطولا بحيرة ثم قال " هل سأتلها وتحدثت معها "

قلت باختصار " لا "

قال " ولما "

أبعدت نظري عنه وقلت " لا أعلم "

قال بضيق " ما يعني لا تعلم "

نظرت له وقلت بجدية " نواس ما الذي حدث بينكما "

نظر للأرض وقال " خيرتها في وعدي لوالدتي "

قلت " كيف !! لم أفهم ! "

رفع رأسه وتنهد وقال " وعدتها أن أتزوجها أو

أزوجها سليمان تحديدا "

قلت بعدما استوعبت الأمر " وأنت الآن وضعت

الأمر في اختيارها "

لاذ بالصمت ولم يتكلم فقلت " وهل تعلم هي انك الخيار الثاني "

هز رأسه بلا فقلت " وهل ستزوجه بها فعلا "

تنفس بقوة ثم قال " بل أنت من سيزوجها "

قلت بصدمة " ماذا !! "

قال ببرود " سأوكلك لذلك قبل سفرك "

قلت بضيق " هل جننت يا نواس , مادمت مجنونا بها

هكذا زوجها لنفسك وأرحم قلبك "

نظر لي وقال بغضب " احترت معكم إن رفضت تزويجها

طلبتم مني أن أرحمها وأتركها وإن وافقت زواجها طلبت

مني أن لا أفعل وفي النهاية أنا الظالم المتجبر المتغطرس

الذي يمسكها لينتقم منها , ها أنا سأخلصها مني إن كنت

سأكبر في أعينكم "

وقفت وقلت " زوجها أنت له إذا "

نظر للجانب الآخر وقال " مستحيل "

ضغطت قبضة يداي وقلت بحرقة " نواس لا تقتل نفسك بها "

وقف وقال " سأخرج للإسطبلات هل ترافقني "

قلت " بل نعود للعاصمة المشاكل كلها معلقة هناك

ويبدوا وسن تريد حلها "

نظر لي باستغراب فقلت " تشاجرت وفرح البارحة

لأنها تريد البقاء مع شقيقتها "

هز رأسه بيأس ثم قال مغادر " أنتظرك في السيارة فلنرى

إن كان الحل في زواجها من سليمان ذاك "

تبعته بقلة حيلة , أقسم أنهما يقتلان أنفسهما قبل بعض

ركبت سيارتي وغادرنا للعاصمة وصلنا ونزل هوا قبلي

وانتظرني حتى نزلت واقترب مني وقال

" ما ستختاره هي سننفذه "

هززت رأسي بيأس وقلت " تحمل النتائج إذا وأنا لن أتدخل "

دخلت قبله وهوا يتبعني وفتحت الباب ودخلنا للداخل

فقابلتنا والدة فرح قائلة " إنهما في غرفة وسن "

ثم توجهت هناك ونحن نتبعها ودخلنا فكانتا هناك , كانت

وسن تجلس على السرير وفرح تقف عند النافذة المغلقة

مولية ظهرها للجميع , جلس نواس ووالدة فرح على

الكرسيين هنا وبقيت أنا واقفا فقالت وسن

" فرح تعالي "
اقتربت منا تتجنب النظر لي وتابعت وسن

" تسافرين مع زوجك يا فرح "

نظرت لها تود التحدث فقالت بجدية " قلت تسافرين

معه فبقائك من اجلي أنا لا أوافق عليه "

نظرت للجانب الآخر وقالت وسن

" وتعتذري منه الآن لأنك المخطئة في حقه "

لم تتحرك من مكانها فقالت وسن بحزم " فرح إن كنت

شقيقتك وتحترمينني تعتذرين من زوجك الآن "

قالت ببرود " أنا لم أخطأ "

فتحت وسن فمها لتتحدث فأسكتها بيدي وأشرت لها أن تترك

الأمر لي وقالت فرح " لن أسافر وأتركك يا وسن إلا ميتة

يخرجونني جثة من هنا "

تنفست بقوة وقالت " أتركوني ونواس وحدنا "

نظرنا لبعضنا باستغراب ثم خرجنا الواحد يتبعه الآخر

وأغلقت الباب خلفنا وتوجهت حيث فرح في غرفة الجلوس

وقفت عند الباب وقلت " هل نستطيع التحدث بعقل الآن "

قالت بضيق " نعم فأنت تراني مجنونة "

تأففت وقلت محاولا تهدئة نفسي " فرح لا أحد ينكر عليك

أن تحبي شقيقتك لكن هل من العقل بقائك معها وبقائكما وحدكما "

كتفت يديها لصدرها وقالت ببرود مشيحة بنظرها عني

" نبقى ووالدتي كالسابق "

قلت بضيق " في السابق كنت أنا معكما أغلب الوقت

الآن تغير كل ذلك "

سمعنا حينها ضربة قوية لباب المنزل وقالت فرح

بسخرية " اذهب وانظر لنتائج ما خلفه بعده مؤكد أهانها

قبل أن يغادر ويكفي الباب المخلوع عليها , لا اعلم

أي قلوب هذه التي لديكم وأنتم أبناء خالتها "

تنهدت وقلت " نواس سيزوجها وعليك أن تسافري

معي وانتهى يا فرح مفهوم "

نظرت لي بصدمة ثم قالت " يزوجها بمن !! "

قلت ببرود " ولما ستهتمين أليس المهم عندك أن تتزوج "

وقفت وقالت " وذاك يوم السعد فسليمان ينتظر "

هززت رأسي وقلت بأسى " لا اعلم لما لا تفكرين

في مشاعر شقيقتك ومصلحتها "

قالت مغادرة من أمامي " مصلحتها في أن تبتعد عن شقيقك "

أمسكتها من ذراعها وقلت " لم ينتهي حديثنا بعد "

قالت مبتهجة " انتهى الأمر مادام سيخلصها منه "

ثم غادرت وتركتني فدخلت وجلست على الأريكة وأشعر

أنني أنا المهموم أكثر منهما , والدتي رحمها الله ما اختارت

أن يتزوجا إلا لأنها تعرف أنه لا حل غيره , ليثها لم تربط

سليمان مع وعده لها لأني أعرف نواس حينها سيلتزم به

مهما كان ضد رغبته , أمسكت رأسي بيداي جالسا مكاني

لوقت حتى دخلت فرح مجددا وقالت بقلق

" حالها لا يعجبني ولا تريد أن تقول غير أنها قالت له .... "

قاطعها صوت رنين هاتفي فكانت مي فأجبت عليها

وقالت من فورها صارخة ببكاء " جواد الحق شقيقك بسرعة "








****************************************************

******************************************









دخلت غرفتها ألقيت التحية وجلست أمامها وقلت

" نعم يا أمي ما هوا هذا الأمر الذي لا يحتمل

التأجيل حتى أعود من المدرسة "

قالت بهدوء " بخصوص دعاء "

نظرت لها باستغراب فتابعت " لمّحت لي شيئا عن قبولها

الزواج بك ومساعدتك في ادخار المال وعلاجي "

بقيت لوقت أنظر لها محاولا ترجمة كلماتها ثم قلت

" كيف لمحت !! لم أفهم "

قالت بتذمر " لمحت وانتهى ليس هذا موضوعنا "

قلت بضيق " وما هوا موضوعنا إذا "

قالت ببرود " موافق أو لا "

قلت بسخرية " أمي بالله عليك هل أنا فتاة

يطلبونها للزواج ويأخذون رأيها توافق أو لا "

قالت بابتسامة " لو كنت فتاة كنت زوجتك منذ زمن

فتبدوا ممن خلقهم الله يعشقهم البشر "

قلت بتذمر " أمي هذا ليس وقته "

قالت " الفتاة شبه عرضت نفسها عليك فما رأيك وانتهى "

وقفت وقلت " مهزلة لم أتصور أنك بعقلك الكبير تقولينها لي "

قالت بجدية " أجلس كلامنا لم ينتهي بعد "

نعم لم ينتهي بعد فالمفيد لم أصل إليه , جلست وقلت

" أعلم ما ستقولين فتاة محترمة وجيدة وستساعدني من

جميع النواحي وجوابي انسي الأمر يا أمي "

قالت مبتسمة " ومن قال أني كنت سأقول ذلك "

قلت باستغراب " هذا كان رأيك بها سابقا "

حركت كتفها وقالت " نعم وأنت رفضت "

قلت " أنتي تعلمي أنها من فتش الغرف وخرب الطعام يومها "

نظرت لي بجمود فتابعت " وتحدثت مع سما واستفردت

بها هنا تهددها أن لا تحاول استمالتي وأن لي

خطيبة أحبها وسأعود إليها "

رمشت قليلا بصدمة ثم قالت " دعاء فعلت كل هذا !! "

قلت ببرود " نعم إلا إن كنا سنكذب سما "

قالت بحيرة " سما لا تكذب أبدا لكن لما تفعل

دعاء ذلك فليست تلك أطباعها "

قلت بسخرية " هذا درس لنا كي لا نتق في أحد خصوصا النساء "

قالت ببرود " خطأ ... لا تحكم على البشر من نفس المنظور "

قلت بضيق " بلى كلهن يكذبن ويتلون لأجل تحقيق

مآربهن فلم أرى غير هذه النماذج "

تنهدت وقالت " ألهذا السبب ترفضها ؟؟ "

قلت ببرود " لا طبعا فالفكرة ملغية عندي من أساسها "

قالت بضيق " نزار فارق جنونك هذا , فأن ترفض دعاء شيء

يخصك لكن أن ترفض فكرة الزواج شيء لن أقبله تفهم "

نظرت للجانب الآخر وقلت

" مؤقتا على الأقل وارحميني يا أمي رجاء "

تأففت في صمت فنظرت لها وقلت " أعلم ما ستقولين

أضعتها وتضيعها حتى تصير لغيرك "

قالت بصدمة " من !! دعاء "

ضحكت كثيرا , أمي أنا أسبح في وادي وأنتي في وادي

آخر , قلت بعدما انتهى ضحكي " سما طبعا "

تجاهلتني هذه المرة ولم تتكلم , غريب ليس طبعها وأنا من

ضننت أنها ستلمح لهذا الأمر ! هل تكون تجهل الشخص

الذي حدثتها عنه سما أم تتعمد عدم الكلام , وقفت وقلت

" لن أمد يدي لغيري مجددا ... وامرأة خصوصا "

قالت بجدية " فقط "

قلت باستغراب " ما تعني بفقط "

قالت ببرود " أعني هل هذا هوا السبب فقط "

قلت مغادرا " نعم ولا أريد نسخة جديدة عن رهام

فأفهميها الأمر كما يحلو لك "

وغادرت المنزل متوجها للمدرسة , قال أتزوجها قال هل

جننت لأعاود نفس الخطأ فحتى إن فرضنا وتزوجت فلن

تكون إلا واحدة معدومة لا تملك ولا حتى وضيفة كي

لا تتبجح عليا بتصدقها علينا بمالها فيما بعد

لكن الغريب أن والدتي لم تفتح موضوع زواجي بسما على

غير العادة ويبدوا اقتنعت أنها تحب شخصا ولن تكون لي في

كل الأحوال حتى أنها لم تتكلم عن موضوع تزويجها بأحد

أمي لا تسكت دون سبب أعرفها جيدا ومؤكد تدبر لأمر ما






*

*






نظرت لها فوقي وقلت " ترى ما سر بتول تغيبت كثيرا

عن المدرسة ولا تجيب على هاتفها "

جلست بجانبي وقالت بحيرة " نعم غريب أمرها كنت أود

زيارتها في منزلهم لكن والدي منعني "

فتحت حقيبتي وقلت " نزار يعرف أبناء عمها سأطلب

منه أن يسألهم عنها "

نظرت جهتي وقالت بابتسامة

" ما حدود علاقتك بالنزار الوسيم ذاك "

نظرت لها باستغراب فضحكت وقالت

" أعني قريب فقط صديق أم حبيب أو خطيب "

وقفت وقلت " ريحان ما هذا الجنون الذي تقولينه "

وقفت وقالت " سألت فقط ثم أنا وضعت جميع الاحتمالات "

وضعت الحقيبة على كتفي وقلت " لا شيء من كل ذلك "

قالت بصدمة " كيف أليس قريبك !! "

توجهت نحو البوابة قائلة " لا أريد التحدث في كل هذا "

خرجت وكانت سيارة نزار تنتظرني فتوجهت نحوها

وركبت ملقية التحية فأجاب وانطلقنا في صمت حتى قال

" سيارة الحرس ليست خلفنا هل لاحظت ذلك "

نظرت في المرآة وقلت " صحيح لم ألحظ "

ضحك وقال " ألم تنتبهي أنها غير موجودة حين

خرجت من المدرسة "

نظرت له وقلت " لا لم أنتبه ولكن لما "

قال ونظره على الطريق " جابر يبدوا اكتشف أن اللعبة

أكبر مما نتصور جميعنا وبات يخاف عليك حتى من رجاله "

قلت بحيرة " لم أفهم !! "

قال " ما فهمته أن ثمة جواسيس ينقلون جميع تحركاته ويبدوا

أنهم من الشرطة لأنه لو كانوا من رجال التحقيق لعرفوا بمكانك "

بقيت انظر له بحيرة فنظر لي للمحة ثم عاد بنظره للطريق

وقال " لقد قتلوا زوج عفراء وهي في المستشفى الآن

ويحاولون قتلها بأي طريقة "

شهقت بصدمة وقلت " الخالة عفراء وجدوها "

هز رأسه بنعم دون كلام ثم قال " وأي دليل يحصلون عليه

يقتلونه فورا أو يخرجوه من البلاد لذلك قام جابر بإبعاد الحرس

عنك تحسبا لأي طارئ ماداموا لم يعلموا بمكانك حتى الآن "

نظرت لحقيبتي في حجري وقلت بحزن

" أخاف أن يؤذوك أنت وخالتي أيضا بسببي "

لاذ بالصمت مطولا ثم قال " ما تعني بهذا يا سما !! "

قلت بحزن " أعدني للقبو فإن أمسكوني أموت وحدي "

أوقف السيارة فجأة حتى كدت أصطدم بمقدمتها ثم نظر

لي وقال بضيق " سما لا أسمع منك هذا الكلام مجددا مفهوم "

قلت بصوت ضعيف " ولكن .... "

قاطعني بحدة " سما لا تكرريه أمامي ولا تفكري

فيه وتنفذيه تفهمي "

نزلت دموعي دون شعور مني وبدأت أمسحها فقال

بهدوء " آسف لم أقصد الصراخ بك "

هززت رأسي بلا وقلت " لست غاضبة منك لكني

حقا لا أريد أن تتأذوا بسببي "

انطلق مجددا وقال " لن يتأذى أحد لا تخافي فوالدك

حصنكم جيدا قبل موته "

نظرت له وقلت " وماذا عن دعاء ومعرفتها بتلك الأمور "

قال ونظره على الطريق " تحدثت معه في الأمر وتحرى

عنها وعلم أن شقيقتها من والدتها إحدى طالباتي ودرست معك "

قلت بصدمة " وكيف لم تعلم بها "

نظر لي ثم عاد بنظره أماما وقال " لا تحملان نفس

الاسم لأن والدهم ليس والدها وهوا طلق والدتها

منذ سنوات ولم أكن اعلم عن اسمه "

قلت بعد تردد " منذ كم من السنوات تعرفونها "

قال بعد صمت " كانت صديقة مقربة لرهام

وعرفناها من خلالها "

قلت بهدوء " وكيف تتقون بها وهي صديقتها "

وقف حينها أمام المنزل وقال بضحكة وهوا ينزل

" معك حق ما كان علينا أن نتق بمن يصادق أمثالها "

بقيت أتابعه بنظري وهوا يتوجه لباب المنزل ليفتحه , ترى

هل فعلا لم يعد نزار يحبها ؟ ولكن تلك الصورة تبين غير ذلك

فهل الحب أمر ينسى بسهولة ويتوقف متى نريد , نظر لي

وأشار أن أنزل فنزلت بسرعة ودخلت خلفه وأغلقت الباب

وتوجهت من فوري لغرفة خالتي قبل حتى أن أصعد لغرفتي

دخلت وقبلت رأسها وجلست بجوارها فقالت مبتسمة

" كيف كان يومك "

قلت مبتسمة " جيد وأنتي "

ضحكت وقالت " أنا لا ينفع معي هذا السؤال فأيامي كلها متشابهة "

نظرت ليداي وقلت بتردد " أعني ما قال لك نزار بشأن دعاء "

مسحت بيدها على خدي وقالت " قال أن لا افتح موضوعها مجددا "

نظرت لها وقلت " رفض طلبها "

هزت رأسها بنعم مبتسمة فقلت باندفاع " ذلك أفضل "

قالت بابتسامة جانبية " أفضل في ماذا "

وقفت وقلت " أعني أفضل أن لا يتزوجها هي فهي لا تستحقه "

قالت بلهجة لم أفهمها " من التي تستحقه إذا "

نظرت للأرض وقلت " لا أعلم المهم هي لا تستحقه "

لم تتكلم فرفعت رأسي ونظرت لها وقلت " هل ستخبرينها بذلك "

قالت مبتسمة " بالتأكيد "

قلت بعد تردد " بمن سيتزوج إذا أم سيبقى دون زواج "

رفعت كتفيها وقال بذات لهجتها الغريبة تلك

" مِن الذكية التي ستعرف كيف تجعله يتزوجها "

قلت باستغراب " ألم يخبرك شيئا "

هزت رأسها بلا ثم قالت " قال أن الموضوع مؤجل قليلا "

تنهدت وغادرت من أماها فوصلني صوتها قائلة

" يراك صغيرة على الزواج ويؤجل هوا الموضوع ذاته

أي قد افلح في إقناعه بك بعد وقت "

حضنت حقيبتي بقوة من كثرة خجلي وقلت وأنا مولية

ظهري لها " خالتي ما هذا الذي تقولينه "

ضحكت وقالت " نؤجل الأمر قليلا كما قال فأنتي لديك

شخص تحبينه ونزار ضاعت منه الفرصة "

خرجت من عندها وصعدت لغرفتي راكضة ودخلت

وأغلقتها خلفي ووقفت على الباب وقلت بهمس

" ماذا إن علمت أنه هوا المعني بما قلت "

آه بث أشعر أحيانا أني أريد الالتصاق بالجدار الفاصل

بين غرفتينا لأكون أقرب له , لا أعلم كيف يتحملون

من يحبون شخصا لا يرونه إلا نادرا

استحممت وغيرت ملابسي ثم نزلت وتوجهت للمطبخ

حيث نزار فقال ما أن دخلت " أعرف هذه الأكلة

جيدا فلا تقفي على رأسي "

استندت بكتفي على الباب وقلت بابتسامة

" إن كانت كتلك يومها فلن تأكلها إلا وحدك "

ضحك ولم يعلق فاقتربت من القدر أحركه بالملعقة





*

*






قالت وهي تحرك الزيت والبصل " لا تقل أن

صديقك سيوقف دراستي لأني لن أوافق "

نظرت لها باهتمام إذا ذاك الشخص في المدرسة , قلت

وأنا أقطع الطماطم ونظري على ملامحها لأدرس ردة

فعلها " لا أعلم قد يغير مدرستك أو يلغي دراستك "

رمت الملعقة في القدر وقالت واضعة يديها وسط جسدها

" لا لن أترك دراستي يا نزار , يغير مدرستي يفعل

ما يحلو له لكن لن أتركها "

جيد يبدوا ليس في المدرسة قالت بعدها بشرود وحزن

" وصديقتاي هناك اعتدت عليهما , لما أنا لا يبقى لي أحد "

ثم نظرت لي وقالت برجاء " أخبره أن لا

يخرجني من هناك أرجوك نزار "

يبدوا أنه أحد أقارب صديقتيها حسنا لنرى , قلت وأنا

أفك اللحم المتجمد " من هما صديقتاك "

أبعدت القدر عن النار وقالت وهي تتوجه للطماطم

الذي قطعته " بتول تعرفها جيدا وأخرى أسمها ريحان

هما صديقتان من قبل أن أدرس معهم "

أعدت القدر على النار بعدما برد قليلا وسكبت هي فيه

الطماطم وقلت وأنا أحركه " وما يميزهما على

البقية لتكونا صديقتاك تحديدا "

جلست على الكرسي وقالت " بتول تعرفت عليها بطلب

من جابر أم نسيت وأعجبتني مرافقتها كثيرا فهي فتاة

مرحة وبشوشة وأخلاقها تعجبني كثيرا "

نظرت لها وقلت باهتمام " والأخرى "

قالت وهي تحرك الأرز في الصحن أمامها " لا أشعر

أنها كبتول هي تحب إهدار المال في الأكل وتصادق ابن

جيرانهم وتشتري له هدية لكني لم ألحظ عليها شيئا سيئا

غيره هناك أبدا وأغلب الوقت ترافق قريبتها

هناك وأنا وبتول نكون معا "

سكبت اللحم وقلت " كيف تصادقه هل يزورها في المدرسة

هل سبق ورأيتِ أحدا يقرب لهما أو يخصهما "

هزت رأسها بلا وقالت " لم أره أبدا ولم أرى سوا ابن

عم بتول ذاك الذي جاء لإيصالها كم مرة "

ثم نظرت لي وقالت " آه نعم ومرتين زار المدرسة شقيق

ريحان من أجل أن يأخذ إذنا لها ويخرجها "

هناك اثنان في اللائحة إذا معتصم وشقيق تلك , غطيت

القدر وقلت " وهل تعلمي أن ابن عم بتول ذاك متزوج "

لا أعلم لما قلت لها ذاك تحديدا قد يكون لأحاصرها لكنها

قالت بلا مبالاة ونظرها على الأرز بين أصابعها

" لا اعلم ولم أهتم لسؤالها عنه "

معتصم مستبعد إذا من القائمة , جلست أمامها

وقلت " وشقيق ريحان هل هوا متزوج "

نظرت لي وضحكت فقلت بضيق " هل قلت شيئا يضحك "

قالت بضحكة " عمره خمسة عشرة سنة فقط وهوا أصغر منها بعام "

وقفت وعدت للقدر , كم أصبحت أبدوا سخيفا ما علاقتي بها

رفعت الغطاء وحركته مجددا فقالت " ستفسد شكل اللحم

ويتفتت من كثرة تحريكه "

أغلقت القدر وقلت بضيق " حاضر شيف سما "

وقفت وفتحت الصنبور على صحن الأرز وقالت

" بل مساعدة فقط "

سكبت الماء من الإبريق في القدر وقلت مبتسما

" بل أنا المساعد هنا فكل شيء تحت أوامرك "

اقتربت ووضعت صحن الأرز المغمور بالماء بالقرب من

القدر وقالت " لا تنسى أنك من طلب أن أعلمك طريقتي "

قلت مغادرا المطبخ وهي تتبعني " كان أسوء قرار قررته "

دخلت غرفة والدتي وهي تتبعني قائلة " خالتي انظري لابنك "

ضحكت أمي ولم تعلق والتفت أنا لها وقلت بضيق

" كم مرة تشتكيني لها , هل تريني طفلا أمامك "

جلست بجوار والدتي وقالت " لأنها وحدها تدافع عني "

جلست وقلت ببرود " نعم متفقتان علي يا كسولتان "

نظرت ليدها وقالت " متى سأنزع هذا الشاش لقد تعبت منه "

قلت " اليوم سنفتح الغرز لن يطول الأمر كثيرا "

قالت والدتي " حتى تشعرين أن الجرح بدأ يهرشك

حينها يكون بدأ يلتئم هكذا كنا نعرفه في الماضي "

قالت بعبوس " شعرت فيه بكل شيء إلا الهرش "

ثم ضحكت ووالدتي معها وعيناي متركزة على ملامحها

لأول مرة أنتبه أن لها غمازتين تظهران عندما تضحك بل

لأول مرة أنتبه لأسنانها الصغيرة المصطفة التي تميز

ابتسامتها وضحكتها هل كل هذا بسبب الفضول يا نزار

بقيت أراقب كل حركاتها وهي تتحدث مع والدتي منسجمتان

فيما تقولان وكأني أختبر قدراتي في إظهار الاختلافات في

شكلها سابقا والآن , عينان زرقاوان واسعتان تميزهما النظرة

الخجولة وحاجبان مستقيمان معقوفان للأسفل في نهايتهما

ومهذبان الشعر وكأنهما محددان من قبل خبير تجميل

ملامح يميزها الهدوء قبل الجمال وشعر حريري غير

مقصوص منه ولا حتى غرة تمسكه دائما للخلف و ....

يكفي حتى هنا يا نزار بقي أن تفتش جسدها أيضا

أخرجني من تأملي صوت والدتي قائلة " ما رأيك أنت يا نزار "

نظرت لها وقلت " ما رأيي في ماذا "

قالت بابتسامة جانبية " رأيك فيما كنت تسرح فيه طبعا "

وقفت وقلت بتذمر " خرب الأرز وأنا جالس أستمع

لحديثكما الغير مفيد "

ثم خرجت وتوجهت للمطبخ وسكبت الأرز وغطيت القدر

وأعددت السلطة وأخرجت صحن الكوسة المحشوة من الثلاجة

لأسخنه وأنهيت تحضير الغداء وأدخلت الطاولة وتناولناه معا

واكتشفت حينها أني بث أراقب والدتي أيضا في كل ما يقولانه

وتلمح له لأكتشف سرهما فمؤكد والدتي ستعرف من يكون فأنا

أعرفها جيدا , ما يحيرني لما أنا مهتم هكذا لأمره ! صحيح أني

لا أريد أن يتلاعب بها أحد ويستغلها ولا أن تصدم في حقيقة

من سترسم له نموذجا مثاليا وتكتشف غير ما اعتقدت لكن

ذلك يفترض أن لا يستدعي مني كل هذا الاهتمام

نظرت سما ناحيتي وقالت " نزار هل لي بطلب "

قلت " بالتأكيد "

قالت " بتول لم تحضر منذ أيام ولا تجيب على هاتفها

اسأل عنها ابن عمها "

هززت رأسي بحسنا دون كلام فقالت " وشيء آخر "

قلت " نعم "

قالت ونظرها على طبقها " أريد الخروج تعبت من البقاء في

المنزل ولو للحديقة أنا وخالتي التي باتت سجينة بسببي "

قلت بهدوء " لن نغامر يا سما "

نظرت لي وقالت بحزن " مرة فقط "

تنهدت وقلت " سأتحدث مع جابر في ذلك وأرى

أي مكان يمكننا الخروج له "

ابتسمت برضا وقالت " شكرا لك يا نزار كم أنت رائع "

نظرت لها باستغراب فضحكت والدتي وقالت

" يفترض بك الآن أن تسعى في ذلك بكل جهدك "

نظرت لها بضيق فعادت للضحك مجددا ووقفت سما

وغادرت قائلة " سأصعد لأرى دروسي "

خرجت ونظري يتبعها ثم نظرت لوالدتي وقلت

" لقد أحرجتها هي قالتها بعفوية "

عدلت من جلستها ورفعت ساقيها على السرير

وقالت ببرود " وأنا قلتها بعفوية "

قلت بضيق " أمي أعرفك عندما تتعمدين تعكير

الأجواء فقولي ما لديك "

اكتفت بالصمت فزادتني غيضا على غيضي فقلت بضيق

" أنتي المقربة الآن من سما وبيت أسرارها فكوني حريصة

عليها وحذريها مما قد يضرها لأنك ستكونين الملامة يا أمي "

أمسكت مسبحتها وقالت " وما مناسبة هذا الكلام "

وقفت وقلت وأنا اجمع الأطباق " لا مناسبة غير أني بث

أستغرب شرودها في شيء لا تريد الإفصاح عنه "

ولم تعلق طبعا وكأنها تتعمد ذلك فخرجت بالأطباق للمطبخ

ونظفت الطاولة وأعدتها مكانها وغسلت الأواني

وصعدت لغرفتي استحممت ونمت من فوري






*

*








وصلت منزلهم وطرقت الباب , يبدوا مظهري سخيفا

لكن عليا أن أعلم ما قال لها بسرعة , سيارته هنا فسيفتح

لي بالتأكيد أو ستفتح سما لأنها لن تجد عذرا لفتح الباب

وهوا موجود معهما , بعد وقت فتحت الباب وقالت وهي

تعطيني ظهرها مغادرة أمامي " خالتي مستيقظة "

ولم تلتفت لي ولم تتحدث معي ولا مجرد الحديث بغير

تلك الكلمات فأغلقت الباب ودخلت وهي توجهت ناحية

المطبخ , ما أن أصير زوجة لنزار سأريك فمؤكد لن

يرفض عرضا يساعده في عملية والدته , دخلت غرفتها

ملقية التحية فقالت بغير ابتسامتها المعتادة

" وعليك السلام تفضلي يا دعاء "

سلمت عليها مستغربة من تبدل حالها فهي كانت

تستقبلني بابتسامة دائما , جلست وقلت

" ما بك يا خالة تبدين مستاءة من أمر ما "

قالت بهدوء " لا شيء مهم كيف هم والدتك وشقيقتاك "

قلت بابتسامة صغيرة " بخير جميعهن كيف صحتك أنتي "

هزت رأسها دون كلام فقلت " يبدوا مزاجك سيئا هل

رفض نزار ما قلتِ له "

قالت " دعاء يا ابنتي سأكون ناكرة جميل إن نسيت كل

ما قدمته لنا لسنوات وسبق وتحدثت مع نزار منذ أكثر

من عام في أمر الزواج منك ورفضه كليا والآن أيضا

وقال ليس لعيب بك لكنه لا يفكر في الأمر بل وأجله

أيضا وهوا لا يريد أن تتكرر تجربته مع رهام "

قلت " لكني لست مثلها فهل سيرى الجميع متشابهين "

تنهدت بحزن واكتفت بالصمت فقلت

" ليس هذا ما غيّرك وحده هل من خطب يا خالة "

قالت بعد صمت " تعرفينني لا أحب اللف والدوران

وقلب الأمور فما أريد قوله لك ولتعلم رهام به أيضا

أنه إن كان نزار يريد الزواج بإحداكما فلن أمانع رغبته

ولن أعارضه أبدا , لكن سما أبعداها عن كل هذا الأمر

هي فتاة يتيمة مرت بظروف صعبة جدا وتحملت ما ليس

لأي امرأة طاقة لتحمله فكيف بمن في سنها , كما أنه لها

أهل والد ستعود إليهم إن عاجل أو آجل فلا تكدروها

بموضوع نزار وتوقفا عن تهديدها فليس بينهما شيء "

قلت بصدمة " ما تعني بهذا يا خالة "

قالت ببرود " أعني ما فهمته يا دعاء أنا أقدر مشاعرك

كأنثى قد يضايقها اقتراب سما من نزار لكنه حقا لا يرغب

بالزواج ولا حتى بها فأبعديها عن تفكيرك , أنتي كابنتي

وكما أخبرتك أقدر مشاعرك وما تكنينه لابني وما فعلته

من أجلنا لكن سما خط أحمر لا يتجاوزه أحد وها قد

أكدت لك أنه لا مشروع زواج بينهما "

بلعت ريقي ولم أعرف ما أقول , ترى هل حكت سما

لهم ما حدث بيننا , قلت بصوت منخفض

" أنا لم أهددها بل هي من اتهمتني بمحاولة استمالته "

نظرت لي بسرعة قائلة " هل نواجهها بما تقولين والآن "

لم أعرف ما أقول إن رفضت افتضح أمري وإن وافقت

ستنكر طبعا , سمعنا حينها خطوات نزار نازلا من

السلالم ونادى قبل وصوله قائلا " سما "

فجاء الرد منها بصوت بعيد ومنخفض رغم رفعها

لصوتها قائلة " هنا في المطبخ "

توجهت خطواته هناك ولم أفهم ما كانا يقولان ثم سمعت

ضحكته وخرج جهة باب المنزل فأنزلت رأسي للأرض

وقلت " لا داعي لذلك لا أريد مشاكل مع نزار ومعك "

ثم وقفت قائلة " أنا كما هي لم أتغير سواء قبِل بي كزوجة

أم لا فلا تترددي في طلب أي شيء "

قالت بهدوء " لا أريد غير أن ننتهي من هذه المشكلة

وأعلِمي رهام أيضا لتبتعد عن طريقها وتحاول وحدها

إعادة ما ضاع منها "

غادرت من عندها دون تعليق وتقابلت وسما خارجة

من المطبخ فوقفت وقلت لها بسخرية " لا تحاولي تأليبهم

علي فلم يصدقك أحد فهم يعرفونني قبلك "

ثم غادرت من هناك ومن المنزل برمته وكأنني أريد

إفراغ غضبي منه بها بأن أجرحها بكلماتي , المهم أنه

لن يتزوجها هي أيضا فلن تكسب شيئا مثلي , إلا إن كانت

والدته تكذب علي فما بينهما لا يبدوا شيئا عاديا أبدا فأين

تحفظه في تعامله معي فحتى ابتسامته لم تكن تظهر

إلا نادرا بل وعيناه لا يلتقيا بعيناي إلا للضرورة وأنا

أراه الآن يعاملها عكس كل ذلك






*

*








غادرت لجلب بعض الحاجيات التي أوصتني بها سما

للمنزل وحين عدت دخلت بها للمطبخ وضعتها هناك

وتوجهت جهة غرفة والدتي وقفت عند الباب وقلت

" أين سما "

قالت بهدوء " لم أرها منذ وقت "

استغربت الأمر هي عادتا في هذا الوقت تكون في

المطبخ من أجل مساعدتي في العشاء خصوصا أنها

درست بعد الظهر , تركتها وصعدت للأعلى وطرقت

باب غرفتها عدة مرات ففتحت لي ونظرها للأرض

تخفيه عني فقلت " سما ما بك ما يبكيك "

قالت ببحة " لا شيء "

تنهدت وقلت " لو تتخلصي من كلمة لا شيء هذه "

نزلت دموعها مجددا وأخفت عيناها تمسحهما بظهر كفها

وتحول الأمر لبكاء فقلت بهدوء " سما يكفي بكاء أنا آسف "

يا لي من غبي قد تكون تذكرت عائلتها , أبعدت يدها عن

وجهها وقلت " أخبريني الآن ما يبكيك ولن أنزل قبل أن أعلم "

شهقت شهقتين متتاليتين ولم تتكلم فسحبتها من يدها نازلا

بها حتى وصلنا غرفة والدتي ودخلت ويدها في يدي قائلا

" أمي من ضايقها هي لا تريد الكلام وانظري

لعيناها من كثرة ما بكت "

مدت والدتي يداها لها وقالت " تعالي بنيتي "

توجهت نحوها من فورها ونامت في حضنها تبكي

ووالدتي تمسح على شعرها قائلة

" ما بك يا سما كنتي بخير ما قلب حالك هكذا "

قالت سما من بين شهقاتها " أشعر بالضيق "

أشارت لي بيدها أن أخرج فوضعت يداي وسط جسدي

رافضا الأمر فنظرت لي نظرة تهديد وأعادت إشارتها

لأتركهما وحدهما فقلت ببرود مغادرا الغرفة

" سأتعشى مع عوني لا تنتظروني على العشاء "

وخرجت من المنزل , لما تريد والدتي أن تبعدني مؤكد

ذاك الشاب في القصة , هل تحدثه عبر الهاتف يا ترى !!

فهي كانت بخير عندما خرجت من المنزل للسوق

وصلت لمنزل جارنا عوني طرقت الباب ففتح لي

وقال مبتسما " جئت مبكرا , المغرب لم يقام بعد "

دخلت قائلا " من قال لك تدعوني على العشاء تحملني إذا "

أغلق الباب ودخل خلفي وقال ضاحكا " قلت لم أرك من

مدة لنتعشى معا ونتسامر فجيد لم أخبرك منذ الصباح

لكنت تناولت الغداء أيضا معي "

دخلت وجلسنا في المجلس نتحدث وأبنائه يتقافزون

حولنا وتناولنا العشاء ثم وقفت قائلا " شكرا لك وأعذر

قدومي مبكرا لكن والدتي طردتني ولم أجد غيرك "

ضحك كثيرا ثم قال " معقول والدتك تطردك وأنت مدللها "

رفعت كتفاي وقلت مبتسما

" باعتني بمدللتها الجديدة فما عساي أفعل "

أمسك كتفي وقال " زوجها لشقيقي حازم إذا فهوا لازال ينتظر "

قلت بضيق " سبق وقلتها أخبره أن ينسى الأمر , لقد جن

شقيقك ذاك هل سيتزوجها أم سيربيها "

قال مبتسما " وهل سألتها هي عن رأيها أم هوا رأيك وحدك "

قلت بصدمة " ومن أين لك بهذا الكلام هل تحدث معها "

قال رافعا كتفيه " لا أعلم "

قلت بضيق " عوني أخبر شقيقك يبتعد عن سما "

قال بعد ضحكة " حسنا حسنا أجلس فالوقت ما يزال مبكرا "

قلت مغادرا من أمامه " لدي تحضير لبعض الدروس

وعمل على الخرائط وداعا "

خرجت من عنده وصلت المنزل ودخلت وتوجهت من

فوري لغرفة والدتي فكانت وحدها هناك تستمع للمذياع

فما أن رأتني أوفقته فقلت " أين سما هل نامت من الآن "

قالت مبتسمة " ما بك اليوم أين سما أين سما "

نظرت لها ببرود فضحكت وقالت

" في غرفتها طبعا وتدرس حد قولها "

قلت " هل تعشيتما "

شغلت المذياع من جديد قائلة " نعم "

قلت " هل أخبرتك عمّا كان يبكيها "

هزت رأسها بلا دون كلام ففتحت فمي لأتحدث فقالت

ببرود وهي تبحث في موجات الراديو " ليس علينا التركيز

على كل تصرفاتها , نحن نخنقها ألا تلاحظ ذلك "

لم أعلق بشي وهممت بالمغادرة حين استوقفني صوتها

قائلة " اطرق عليها باب غرفتها وإن كانت مستيقظة

أخبرها أن برنامجها المفضل سيبدأ قريبا "

قلت بفضول " وما يكون برنامجها هذا "

نظرت لي نظرة ما يعنيك أنت تحشر أنفك فتركتها

وصعدت , معها حق وما يعنيني أنا يبدوا أنني

أشعر بالفراغ وأتسلى بمراقبتها






*

*









صعد نزار ونزلت سما بعد قليل ووقفت عند

الباب فقلت مبتسمة " يبدوا لا رواية اليوم "

دخلت وقالت " بل علينا التسلي بها قليلا "

قلت وأنا أراقبها تجلس أمامي " هل تحدث معك نزار الآن "

هزت رأسها بلا فقلت بضحكة " غريب رغم أنه

استجوبني قبل أن يصعد "

نظرت لي بحيرة فقلت مبتسمة " لا تفكري كثيرا في

هذا وأخبريني هل تحدثت معك دعاء اليوم , أريد

جوابا دون تهرب كالمرة السابقة "

نظرت للأسفل وقالت بحزن " لا أريد التحدث

في الأمر خالتي أرجوك "

تنهدت وقلت " حسنا كما تريدين , أنا نبهتها وأخبرتها أن

تنبه رهام كي يبعداك عن طريقهما لأنك لست سبب رفض

نزار لهما لكن يبدوا أنها ضربت كلامي عرض الحائط "

لم تعلق أيضا وكأنها تتعمد إنهاء الموضوع , غريب

أمرها اليوم وحال نزار أيضا هذه الأيام فلقد أصبح فضوليا

بشكل مزعج وعلى غير عادته , سما أعرف مياهها أين

تسكب لكن نزار لا أفهمه جيدا حتى الآن , فتحت سما

الرواية وقالت " هل نقرأ "

قلت مبتسمة " نعم "

قرأت (( نظرت له بصدمة مطولا ثم قلت

" فراس يعرف جوجو !! "

قال بابتسامة جانبية " نعم "

ابتسمت ابتسامة خبيثة أم ابتسامة نصر أو لا اعرف ما

تكون وقلت بفضول " كيف ولما ؟ وهل يعرف غيرها "

قال ببرود " لن أقول ولا علاقة لك "

قلت بإصرار بعد قفزة صغيرة على السرير حيث

أجلس " هيا أشرف أخبرني "

قال بمكر " ولما تريدين معرفة ذلك "

قلت مبتسمة " لامسك عليه زلة ولو صغيرة

وانتقم منه على ما يفعل لي "

وضع يديه وسط جسده وقال " وهل سيكون دوري بعده "

وقفت وقلت " لا طبعا فأنت حليفي "

قال ببرود مكتفا يديه لصدره " لا حلفاء للأفاعي "

لويت شفتاي مستاءة فقال بنصف عين " إلا إن ... "

قلت باستغراب " إلا إن ماذا !! "

أمسكني من ذراعاي وأجلسني على السرير وقال

" إن فعلت ما طلبت منك طبعا "

تأففت وقلت " اشرف أبعدني عن مغامراتك الهابطة "

قال مشيرا بإصبعه للباب " رافقتك السلامة إذا "

تنهدت بضيق وقلت " أمري لله هات هاتفك فعلى ما

يبدوا لن أتخلص من جوجو كل حياتي "

مده لي وقال " ليست جوحو هذه أسوم "

ضحكت وقلت " من أين تأتي لهم بهذه الأسماء "

رمى عليا بالهاتف وقال " بسرعة بلا كثرة كلام "

أخذته من حجري حيث رماه فقال " افتحي مكبر الصوت "

تأففت واتصلت بها لأنها مسجلة لديه بذات الاسم فأجابت

من فورها قائلة " مرحبا شروف حبيبي "

نظرت له وضحكت ضحكة صامتة فنظر لي بغل

فحمحمت وقلت " مرحبا أسوم "

قالت بعد ضحكة " مرحبا رُدين هذه أنتي "

نظرت له بغل وقلت بهمس من بين أسناني

" لا تخبر شلتك الفاسدة عن اسمي مجددا "

لوح بيده بلا مبالاة فقلت " نعم أسوم والدتي تناديني , أنا

وشروف نعمل جهدنا مع والدي ولا تقلقي "

قالت مبتهجة " حقا ظننته يكذب علي "

قلت وأنا انظر له بضيق


" أتمنى أن تمسكيه من عنقه وتتزوجيه "

استل الهاتف مني وأنهى المكالمة معها فقلت بضيق

" أشرف خاف الله في بنات الناس "

قال بلا مبالاة " أخرجي هيا وشكرا لك "

وقفت وقلت " هيه اتفاقنا لم ينتهي بعد "

قال وهوا يدخل سريره " أخبرتك أني عرفتها

من خلاله لكنه لا يعرفها كما تضنين "

نظرت له بحيرة فقال وعيناه مغمضتان

" أطفئي النور قبل خروجك "

قلت ويداي وسط جسدي " لم أفهم "

انقلب للجانب الآخر وقال " وجدت رقمها لديه وقال

أنها فتاة تزعجه ولم يعرف كيف يتخلص منها فقدمت

له أنا هذه الخدمة وظهر في النهاية أنها تعمل معه وتعرف

من يكون وأرادت الدخول له من هذا الجانب لكنها فشلت "

قلت بنصف عين " حقيقة هذه أم كذب "

غطى رأسه باللحاف وقال " لست مجبرا على التبرير لك

ولا يهم إن صدقتني أم لا , أخرجي هيا ولا تنسي النور "

خرجت وتركت الباب مفتوحا ولم أطفئ النور أيضا , إذا

جوجو تعمل مع فراس وحاولت أن تستدرجه بالهاتف

فهذا يعني أنها لم تجد طريقا له هناك فحاولت تعليقه بشباكها

دون أن يعرف من تكون , ضحكت حين فكرت أن أفعل كما

فعلت وأتلاعب به وأنتقم منه , سمعت صوت أشرف مناديا

لي بصوت عالي فعدت جهة غرفته وأطفأت النور وأغلقت

الباب بعدما قلت " نم وأنت كالعجائز المعاقين "

ثم عدت جهة غرفتي دخلت ووقفت في منتصفها واضعة

يدي وسط جسدي , عمي رياض يبدوا ورطني في أبنائه

رغم أنه لم يقيدني باختيار احدهم وترك الخيار لي حتى

إن اخترت غيرهم لكني لن استطيع فعل ذلك وهم ثلاثة

وليس واحدا أجد فيه عيب أتحجج به ثم هل سأقف أسرد

له عيوبهم هذا به وذاك فيه وفي النهاية لا بشر كاملا

وسأتزوج من رجل له عيوب ومميزات

المشكلة الأخرى لا أحد منهم يتقبلني ولا مجرد التقبل

سأستبعد أشرف رغم أنه أيسرهم معاملة إلا أنه يملك

واحد من أكبر العيوب إلا إن كنت سأستحمل طوال

حياتي جوجو ومرمر وأسوم وغيرهم الكثير وهذا أمر

لا تقبله أي امرأة , نأتي لفراس لا لا لا ذاك مستحيل

لا أتخيل أن أكون وهوا في كان واحد كيف بغرفة مغلقة

علينا ستكون النتيجة أحدنا ميت , بقي وائل يكرهني أكثر

من البقية بل ويشمئز من وجودي ولكن قد يكون خياري

الوحيد , توجهت للخزانة أخرجت ثيابي وغيرت ملابسي

ارتديت بنطلون من الجينز وقميص وغادرت غرفتي

أبحث عن عمتي سعاد حتى وجدتها تجلس في الحديقة

فتوجهت نحوها قبلت خدها وجلست بجوارها فقالت

ضاحكة " ما أسعدني بابنة لم أحضا بها من قبل "

قلت مبتسمة وأنا أسكب القهوة لي " وما

أسعدني بوالدة بعدما كبرت "

ثم نظرت لها باهتمام وقلت

" ألم تنجبي بنات أبدا ما بك مع الشبان "

ضحكت وقالت " لم يكتب الله لنا بذلك لقد أنجبت فراس

في أول سنة تزوجت فيها عمك رياض وبعده بعامين رزقنا

بأشرف ثم لم يثبت لي حمل أبدا لخمس سنين حتى رُزقنا

بوائل ثم عادت وتكررت المأساة وماتت لي ابنة حديثة ولادة

وتأزمت كثيرا فقرر عمك رياض أن لا نحاول بعدها وأن

ما رزقنا الله بهم يكفي وزيادة وأن غيرنا لم يتحصل ولا

على واحد ويتمناه وإن كان لنا نصيب سيكون في

أحفادنا وبقيت هكذا أم لشبان فقط كما قلتي "

قلت بحيرة " إذا وائل أكبر مني بأربعة أعوام "

قالت مبتسمة " نعم وأشرف بتسع وفراس بإحدى عشر عاما "

قلت بعبوس " عجوز فراس هذا لما لم تزوجوه حتى الآن "

ضحكت كثيرا ثم قالت " عمره ثلاثون عاما فقط أنتي

حسبتها بالمقارنة بعمرك "

قلت " وإن يكن فالشاب من سن الخامسة والعشرون

يصبح مؤهلا للزواج "

ثم رشفت رشفة من القهوة وقلت بفضول " وائل عمره أربع

وعشرون كيف يدرس في الجامعة حتى الآن "

قالت مبتسمة " هوا يكمل لرسالة الماجستير , ألم تلحظي

أنه يدرس في غير وقت الجامعات لكنتِ أنتي

أيضا تدرسين الآن "

قلت " آه صحيح لم أنتبه "

وأمضينا وقتا طويلا من موضوع لآخر وأنا أقلد لها

من كن في الحفل وهي تضحك حتى سمعت صوتا

خلفي يقول " أمي كثرة الضحك تميت القلب "

نظرت له فكان وائل ينظر لها ثم تابع

" متى قال لك فراس عمي مصطفى قادم "

رفعت كتفيها وقالت " لا أعلم قال الأيام القادمة "

سحب قطعة بسكويت من الصحن وقال بعدما قضمها

" وكم سيبقى وأين سيقيم "

قالت مبتسمة " لم أتناقش معه في هذا لما تسأل أنت "

ضحكت أنا وقلت " قالوا أن الفضول يطيل في

العمر يبدوا لأجل ذلك "

شعرت بشيء صلب ضرب رأسي فأمسكته متألمة ونظرت

للخلف فكان مغادرا يلوح بمذكرته ويضحك فنظرت لها وقلت

بضيق " أنظري لأبنائك لم يتركوا شيئا لم يجربوه علي "

ضحكت وقالت " أخبرت عمك أن لا يتخذ هذه الطريقة

ويتركك تعيشين معنا على حقيقتك كابنة لصديقه وأنتي

تختاري منهم لكنه رفض "

قلت ببرود " معه حق فما كانوا سيُقربونني من عالمهم

الحقيقي حينها وها قد اكتشفت كم ربيتما وتعبتما "

ضحكت كثيرا ثم قالت " ما الذي علمته عنهم جعلك هكذا "

وضعت يدي على خدي وقلت بحزن " سوء المعاملة يكفي "

وضعت يدها على يدي الأخرى وقالت

" رُدين أبنائي لم يعتادوا الفتيات معهم هنا والطريقة التي

أدخلك بها والدهم علينا وتعلقهم الشديد بي منذ صغرهم

هوا ما جعلهم يتصرفون هكذا "

قلت بحزن " وأنا لاحظت فراس خصوصا رغم ما يفعله

بي يعامل حتى الخادمة بلطف ويتحدث معك بهدوء واحترام "

قالت مبتسمة " أشرف أكثر من يعرف كيف يتعامل مع النساء

حتى أن بنات خالته كن يتسابقن على التحدث معه حين يأتيننا

في الإجازة ومنذ صغره يحب اللعب مع الفتيات وائل شخص

نظامي جدا ومرتب ويكره الفوضى والأشخاص الغير مرتبين

فتجديه ينتقد الجميع حتى في كلامهم وتصرفاتهم لأنه يهتم

بالمظاهر أما فراس فمنذ كان طفلا تعود أن يهتم بأخويه

فبقي حتى كبر يدقق عليهما وينتقد أخطاءهم حتى والده حين

كان يسافر يعتمد عليه وحده في كل شيء فلاحظي عمهم

مصطفى تفاهم معه دون الجميع على وقت قدومه وخاله

وجده كذلك وكل هذه الصفات جعلت فيهم عيوبا ومميزات "

نعم معها حق فأشرف معرفته الجيدة بعالم النساء وفهمه

لهن جعلت منه رجلا يعرف كيف يعامل المرأة كميزة

وزير نساء كعيب ووائل لإنسان مرتب كميزة ومغرور

مترفع على غيره كعيب وفراس شخص يمكن الاعتماد

عليه كميزة وانتقادي صارم كعيب , أي يا رُدين أفهمي

أنه مثلما لأبنائها عيوب لهم مميزات وتوقفي عن انتقادهم

أمامها كل حين وكأنك تخبريهم أنهم يورطونك بهم وأنهم

لم يحسنوا التربية , قلت بهدوء " معك حق لكل بشر عيوب

ومميزات ولا إنسان يخلوا من العيوب خصوصا , وأنا أيضا

رباني عمي رياض لأكون قوية في مواجهة ظروفي

فصار طول لساني عيب بي "

ضحكت كثيرا ثم قالت " وصراحتك أجمل ما فيك

وطبعا بعد وجهك الجميل "

قلت بضحكة " هل تعلمي ما قال لي أشرف يوم أخذني للسوق "

قالت مبتسمة " ماذا قال "

ضحكت ثم قلت " قال من يراك صامتة يقول ما هذا الملاك

وحين تتحدثين يكره جمالك الزائف "

ثم بدأنا بالضحك وبعدها سكت وقلت بحزن " لكنه أهانني "

رأيت حينها يد تمتد للكرسي الآخر وسحبته وجلس صاحبها

نظرت له فكان فراس وفي يده صحن به لوز أخضر بقشوره

بقي يمسكه في يده ولم يضعه على الطاولة ووقفت حينها

عمتي سعاد وقالت " رُدين انتبهي لحوض النعناع أن يفيض

فيه الماء , عمك رياض دخل المنزل سأذهب له قليلا "

ثم غادرت من فورها بعدما ربطتني للجلوس مع هذا

المخلوق , نظرت له فمد لي بالصحن بمعنى هل ترغبين

فهززت رأسي بلا بملامح باردة فقال بابتسامة جانبية

" غريب رغم أنك تحبين اللوز الأخضر ... أليس كذلك "

حينها كادت تخرج عيناي من الصدمة بما قال ))

أغلقت الرواية وقالت " والآن كيف علم "

ضحكت وقلت " سنعرف فيما بعد "

نظرت للرواية في يديها لوقت ثم قالت ولم ترفع

نظرها عنها " خالتي هل أسألك سؤالا "

قلت مبتسمة " بالطبع صغيرتي "

قالت وحالها كما هوا عليه " هل من يحب ينسى بسهولة "

قلت " لا بنيتي أصعب شي يكون ممن تحبينه فجرحه

صعب وهجرانه صعب ونسيانه أيضا صعب "

نظرت لي حينها وقالت " وكيف نسي نزار رهام إذا "

قلت مبتسمة " لم يكن الأمر سهلا بادئ الأمر فقط الرجال لا

يعبرون بسهولة كالنساء لكن الجرح كفيل بفعل ذلك

فأصعب خذلان يكون ممن نحب "

قالت بحزن وعيناها تنظر في الفراغ

" لما الحب صعب ومتعب هكذا "

قلت بهدوء " لا يا سما هوا جميل أيضا حين يكون

من الطرفين ويكونان على وفاق "

نظرت لي وقالت باهتمام " وكيف نجعله من الطرفين "

قلت بعد ضحكة " أخبريني من يكون لأساعدك "

حضنت الرواية وقد احمر وجهها من الخجل

وقالت بهمس " لا استطيع "

قلت مبتسمة " إذا حين تستطيعين أخبريني اتفقنا "

هزت رأسها بحسنا ثم وقفت وأعطتني الرواية وقالت

" هل تريدين شيئا قبل أن أصعد "

قلت وأنا أجلس مبتعدة عن ظهر السرير

" ساعديني لأصل للحمام واملئي لي الماء في الإبريق فقط "





*

*





ساعدتها حتى دخلت الحمام وأوصلتها للسرير وملأت

لها إبريق الماء ثم أطفأت النور وخرجت من غرفتها

وصعدت الدرجات ببطء انظر لخطواتي عليهم بشرود

وأفكر إن كان نزار يحبني أم هوا من طرفي وحدي وكيف

سأعلم ! لن استطيع إخبار خالتي أنا أخجل منها حقا ولا أن

اخبره فأنا أخجل منه أكثر من والدته ولا أريد أن ألقى

مصير دعاء , وصلت أعلى السلالم وتابعت سيري

بشرود أعد بأصابعي كم جمعت من مصروفي حتى وقفت

لأفاجئ بنزار يقف مستندا بكتفه على الجدار الفاصل

بين غرفتينا





****************************************************

******************************************





قلت بصدمة " أرجوان يا غبية ماذا تفعلين هناك "

وكانت النتيجة طبعا أن أغلقت الهاتف في وجهي لأنها

باتت تعلم أنني ذللت المكان فعدت أدراجي ونزلت السلالم

وغادرت القصر ولففت ورائه وصعدت السُلم النحاسي

الملتف الذي يقود للسطح لمشروع والدي الذي لم يكمله

وكان مخططه أن يوصله بسلالم القصر الداخلي , وصلت

للأعلى وكان المكان مظلما سوى من إنارة عند طاولة

مصدرها الشموع الكثيرة حولها وفوقها وتلك المشاغبة

ليست هناك " بما نخدمك يا سيد "

نظرت جانبا فكانت هي ترتدي ملابس نادلات وتمسك

ورقة في يدها فنظرت لها ببرود دون كلام فقالت مبتسمة

" تفضل بما نخدمك "

أمسكت قبعتها من رأسها ورميتها بعيدا وقلت " أريد زوجتي "

وضعت يدها على رأسها وقالت بضيق " وما فعلته لك قبعتي "

أمسكتها من ذراعها وسحبتها لصدري وقلت بابتسامة جانبية

" وسيتبعها باقي ملابسك أيضا "

شهقت وقالت " هل تعلم ما عقوبة التحرش الجنسي "

قلت ونظري على شفتيها الممتلئة " ماذا "

لفت ذراعيها حول عنقي وقالت " إسقاطك من هنا للأرض "

مررت أصابعي في شعرها وقربت وجهها بغثة وقبلتها بقوة ثم

تركتها وقلت متوجها نحو الطاولة " أضيفي هذه لقائمة العقوبات "

لحقت بي حتى جلست وقالت " لا بأس معتادين على هذا من زبائننا "

ضحكت وقلت " أرجوان قسما برب هذه السماء إن فقدت

أعصابي سأفرغ فيك غضبي من كل شيء "

قالت متجاهلة ما قلت " ما طلباتك "

رميت الشمعة أمامي على الأرض وقلت

" زوجتي وبسرعة لو سمحتي "

قالت ببرود " أعانها الله عليك "

نظرت لها بضيق فهربت من أمامي ضاحكة وغابت لوقت

وأنا أراقب السطح حيث الأعمدة الحديدية التي تغطيه وكأنها

أقفاص أو قبب مساجد والأحواض النحاسية والفضية المنتشرة

في أرضيته , مشروع والدي الذي لم يكتب له الاكتمال لأنه مات

قبل أن ينهيه وحتى أوراق مخططته لازالت موجودة , يبدوا أني

أهملت حلمه الذي كنت قررت أن أحققه وغفلت عنه لسنوات

طوال من التأجيل حتى نسيته , بعد قليل أضاءت الأعمدة بأضواء

ملفوفة حولها لتتحول مع الظلام لمشهد رائع وتراءى لي طيفها

قادمة من خلف الظلام ويبدوا أنها ترتدي شيئا طويلا حتى

أرضية السطح , اقتربت وظهر فستانها الحريري الطويل

المفتوح من أعلى بدون أكمام وشعرها الحريري الطويل يغطي

ظهرها وأكتافها وماكياج ثقيل لا أعلم كيف وجدت الوقت

لتضعه وطقم زواجنا تلبسه للمرة الأولى أمامي , وصلت

عندي مبتسمة فقلت بابتسامة صغيرة

" لا تجلبيني لهذا المطعم ثانيتا حتى يغيروا طقم

عامليه وخصوصا تلك التي تجيب على الهواتف "

لوت شفتيها وقالت بضيق " جابر كان يفترض ببيسان

أن علمتك كيف يستقبلون الأميرات "

ضحكت ضحكة صغيرة ثم وقفت مغادرا الكرسي

ومددت يدي لها فوضعت يدها فيها فقبلتها وقلت

" هل أنتي راضية الآن يا أميرة أرجوان "

قالت بابتسامة " لا "

نظرت لها نظرة باردة فضحكت وقالت

" اسحب لي الكرسي أيضا "

سحبته لها وقلت " هل أنا المدعو هنا أم أنتي "

جلست وقالت " أنت طبعا "

جلست وأنا أقول " إذا الخدمات تكون لي وليس لك "

رفعت بعض الشموع من الأرضية تحتها ووضعتها

على الطاولة وقالت " يكفي لا كم أنتي جميلة ولا ما هذا

الحسن تحت ضوء القمر وتريد أن أخدمك أيضا "

كتفت يداي لصدري وقلت ببرود " نعم زيدي من طرح عيوبي "

رمت ما سقط من شعرها أماما للخلف وقالت

" ليست عيوب بك بل عيب بي أنا لم أتخلص منه "

قلت بجدية " وهوا "

نظرت لي وهي تتكئ بذقنها على يديها المسندة لهما

بمرفقيها على الطاولة وقالت بابتسامة

" هوا أني أتوقع أشياء يفترض أن لا أنتظرها "

نظرت لها بضيق فأبعدت ذقنها ونظرها عني

وقالت " أنا قلت عيب بي وليس بك فلا تنسى "

نزعت سترتي ورميتها على حافة الطاولة وقلت

ببرود " أرجوان لا تلعبي معي "

قالت بتذمر " كن رومانسيا مرة واحدة ما هذا لا تلعبي معي "

ابتسمت وقلت " ستتعبين معي إن تحولت لرومانسي "

لوحت بيدها أمام وجهها وقالت بابتسامة " دعني أجرب "

غادرت الكرسي وتوجهت نحوها وهي تنظر لي بحيرة

وترقب فرفعتها من عليه بين ذراعاي وتوجهت بها نحو

الحافة الأقرب للسطح فتمسكت بي قائلة

" لا لا أريد أي رومانسية منك ... لقد تبت "

ضحكت ثم أنزلتها وأوقفتها أمامي مولية طهرها لي

ثم أحطت خصرها بذراعاي نشاهد أنوار المدينة

وقلت بهمس " هل أخبرك سرا "

لاذت بالصمت ولم تتحدث وما أن فتحت فمي لأتكلم حتى رن

حينها هاتفي في جيب بنطالي فأخرجته بيد واحدة والأخرى

لا تزال تحضن خصرها وأجبت عليه قائلا " نعم يا خليل "

قال " خرج بسم مزور سيدي وأمسكوه حيث نزل في .... "

قبلت خدها وقلت بابتسامة انتصار " رائع سنطالب بتسليمه إذا "

ثم أنهيت منه الاتصال واتصلت بأسعد الذي أجاب من فوره

قائلا " سمعت بالأخبار بالتأكيد "

غمرت وجهي بيت شعرها وعنقها وقبلته فارتجفت

وكأني سأسقطها من هنا وليس أقبلها وقلت

" نعم سمعت ولن يهدأ لي بال قبل أن نجلبه من حيث وصل "

ثم ابتعدت عنها لمكان متطرف ومر بعض الوقت أتناقش معه

في أمره وكلما نظرت ناحيتها كانت على حالها تقف تشاهد

المدينة ولم تتحرك وما أن أنهيت الاتصال منه حتى رن مجددا

ففتحت الخط وانشغلت مع المتصل من وزارة الخارجية

ثم التفت لها فكانت غير موجودة فجلت بنظري في المكان

حتى رأيتها تنزل من السلالم فتوجهت نحوها حتى أمسكت

ذراعها وأعدتها معي قائلا " نتحدث لاحقا في الأمر وداعا "

وأنهيت المكالمة منه واتصل أسعد مجددا فأجبت وأنا أسير بها

نحو مقعد نحاسي متحرك كالأرجوحة وجلست وأجلستها

بجانبي قائلا " نعم يا اسعد "

قال من فوره " هل أنت متأكد من إرجاعه سالما "

أحطت كتفاها بذراعي وقلت " لا طبعا "

قال " إذا ما نفع ما سنفعل "

قلت وأنا أرى يدها التي أمسكت يدي " ستعلم لاحقا ما

نفع كل هذا وداعا الآن "

قال بعد ضحكة " نعم ضاعت تلك الأيام التي تخرج

فيها هذا الوقت من منزلك لأجل أقل من هذا الخبر "

قلت بعد ضحكة " أسكت يا وقح "

ثم ضحكت كثيرا حين قال " أتبث لي غير ذلك

وأخبرني أين أنت الآن وماذا تفعل "

أخذت أرجوان الهاتف مني وأنهت الاتصال وأغلقته

نهائيا ووضعته بجانبها فقلت وأنا انظر لملامحها بتركيز

" لماذا نزلتي سيدة أرجوان هل تتعبيني كل هذا التعب

لأجد مكانك هنا ثم تنزلي وتتركيني "

قبضت على يدي بقوة واتكأت برأسها على كتفي دون

كلام فشددتها لحظني بيد واحدة وقلت

" أرجوان كم مرة شرحت لك هذا الأمر "

لم تزدد إلا ضغطا على يدي وصمتا فقلت بهدوء

" أرجوان ماذا قلنا في آخر مرة "

رفعت ساقها وقالت " كعب الحداء انكسر ونزلت لأغيره "

ضحكت حينها وقلت " قولي هذا من البداية , لا

أعرف لما تخونين توقعاتي دائما "

قالت وهي تغمر وجهها في كتفي " بل أنت من يظلمني دائما "

رن حينها الهاتف الذي في جيب سترتي عند الطاولة

فأمسكت بخصري بقوة فأحطتها بذراعاي وقبلت رأسها

وقلت " لن أجيب عليه ولن أتحرك لكنه الهاتف

الخاص بالعائلة وليس عملي "

قالت وهي تشد خصري بقوة " لا علاقة لي "

قلت بضحكة " حسنا لن أجيب "

ثم قلت وأنا امسح على شعرها " هل فكرتِ يوما

أن تضعي نفسك مكان أي واحدة من أصحاب قضاياي

فما كنتِ لترضي أن أتقاعس في قضيتك "

ابتعدت عني ونظرت لعيناي بعينان بدأت تمتلئ بالدموع

ثم قالت " ولو كانت هي مكاني هل كانت ترضى أن أضع

زوجها في الخطر وأسرق ليله في المجهول ونهاره في

صراع الموت والأحياء بقلوب ميتة , أنا لا أفتقد وجودك

معنا أكثر من أني أخاف أن نخسرك يا جابر فأن

تبتعد نهايته ستعود لكن أن تموت فلن تعود أبدا "

أرجعتها لحظني وقبلت رأسها وقلت

" لا تخافي يا أرجوان سأكون بخير "

لا اعلم إن كانت هذه المرأة تختار ما تقول أم يخرج منها هكذا

عفويا فهي بذكاء لا أعرف من أين جاءت به لم تذكر في عبارتها

كلها ما أكره أن اسمعه منها وسيقلب أمسيتنا هذه لشجار محتم

رغم أنه الوقت المناسب لذكرها ذاك الأمر فمن أي نوع من

النساء أنتي يا أرجوان , اتكأت بظهري على ظهر الكرسي

وهي في حضني ليتحرك متأرجحا بنا مصدرا صريرا

واضحا وقلت " كيف تمكنتِ من تربية أبنائي وأنتي في

ذاك السن , بمن استعنتِ في ذلك "

وضعت كفها على صدري وقالت بهدوء " لم أتخيل حياتي

أن أكون في ذاك الموقف , ترف كانت لم تتجاوز الثلاث

أشهر بعد وحتى امجد كان عمره ثلاث أعوام أي أطفال

لم يزرع أحد بهم شيء وعقول بيضاء أنا من سيكتب فيها

كان ذلك أول ما فكرت فيه ... لا كيف سأربيهم ولا من أين

سأصرف عليهم , فقط فكرت على ماذا سأربهم ثلاثتهم فجلست

وسط المنزل وترف بين ذراعاي وبيسان تقف أمامي تبكي

وأمجد يحاول إسكاتها , لا تعلم كم أثر بي ذاك المشد وتعلمت

منه درسا لم أنسه يوما وهوا أنك مهما كنت ضعيفا ولا حيلة

لديك فحاول ولا تيأس كما كان أمجد وقتها , فتحدثت معه هوا

أولا قائلة ( هل نرعى شقيقتاك معا )

فهز رأسه بنعم لأبتسم وتدمع عيناي فهوا لم يقل لا أستطيع

أو لا املك المال وأنا طفل , تصور ما قال لي بعدها "

مسحت بإبهامي دمعة انسابت على خدها وقلت " ماذا قال "

ضحكتْ ضحكة صغيرة وقالت " قال لكننا لا نعرفك

ومنذ ذاك اليوم عاهدت نفسي أن أربيهم جيدا قبل أن أرعاهم

لم أنم بعدها لليالي من بكاء ترف وبيسان وعندما بدأت تنفذ

النقود لدي أدركت أني بحاجة لدخل لي ولكن كيف بشهادة

ثانوية عامة وحتى إن تحصلت على وضيفة فمن سيبقى

معهم وقت غيابي بل ووقت بحثي عنها لأني حتى

للسوق كنت آخذهم معي "

شدت بقبضتها على قميصي وقالت " وصلت لمرحلة أن

نمت بلا طعام لأيام لأوفر المال لأجلهم وقرأت كتب

تربية الأطفال كي لا أقصر في تربيتي لهم وأحاسب أمام

والدي يوم الحساب ولم أتصور أني سأحاسب أمامك

في الدنيا لأنك أنت والدهم وليس هوا "

قلت باستغراب " كيف تحاسبين أمامي أنا "

جلست وقالت " تذكر أول ما أخذتهم حاسبتني على

دخول بيسان للحمام "

لعبت بشعرها بين أصابعي وقلت ونظري عليه

" أنا لا أنتقد تربيتك لهم أبدا "

قالت بحزن " لكني بث أخجل من وجودي في حياتك وحياتهم "

أخرجت يدي من شعرها وقلت وأنا انظر لها بحيرة

" كيف تخجلي من وجودك في حياتنا "

أمسكت بيدي وضمتها لصدرها وقالت

" جابر أرجوك اشرح لي مكان والدي من كل ما حدث "

حضنت وجهها بيداي وقبلتها قبلة صغيرة ثم قلت

" لا تفكري في كل هذا يا أرجوان فوالدتهم حين خرجت

بهم من هنا كانت ترف في نهاية شهرها الثاني من ولادتها

لها ولم يكن بينها ووالدك ما في مخيلتك ولا يمكنني

قول أكثر من ذلك "

أمسكت يداي بيديها وقالت بدمعة نزلت من عينيها

" حمدا لله حمدا لله "

وقفت وأوقفتها قائلا " الجو يبرد أكثر ستمرضين

وأنتي هنا بهذا الفستان "

توجهت نحو الطاولة أخذت سترتي ووضعتها على كتفيها

وقالت وهي تتوجه جهة السلالم " شكرا على إطرائك

لفستاني وللأمسية الجميلة وعلى أنك ألبستني سترتك

لأن الجو بارد ولا تريد أن ننزل سريعا وعلى أنك

شكرتني على كل هذا "

ثم التفت لي وأنا واقف مكاني يداي وسط جسدي وقالت

" لكنها أجمل أمسية بالنسبة لي فشكرا لأنك عدت مبكرا

ولأنك لبيت الدعوة هنا لن أنسى هذه الليلة ما حييت "

ثم نزلت وتركتني ولا أعلم ما قصدها بهذا تنزل وحدها

وتقول ذلك لي من بعيد وتتركني هنا , بقيت قليلا مستندا

بقدمي على حافة أحد الأقواس من الأسفل وأجريت باقي

مكالماتي بهاتفي الذي بقي على الكرسي وفهمت الآن لما

تركتني وحدي ونزلت , وبعدما أنهيت جميع المكالمات

نزلت للأسفل ودخلت القصر ودخلت الجناح والغرفة

مباشرة فكانت هناك تجلس على السرير بقميص النوم

ونظرها على المبرد الذي تبرد به أضافرها وقد جهزت

لي المنشفة وثيابا فوضعت الهاتف على الطاولة وأخذت

المنشفة ودخلت الحمام استحممت وخرجت بالمنشفة طبعا

وتوجهت لجهتي من السرير واتكأت بمرفقي بجانبها وأخذت

المبرد من يدها ورميته بعيدا ثم شددتها لحظني فقالت

" شغل حاسوبك وجهاز المراقبة على ممر الجناح والردهة أولا "

نظرت لها باستغراب ثم قلت " ولما "

ابتعدت عني وقالت وهي تغادر السرير

" سأحضر لك الحاسوب من الردهة وستعلم بعد قليل "

أحضرته من هناك وأغلقت الباب ووضعته على السرير

فنظرت لها باستغراب فقالت قبل أن أتحدث

" ستفهم كل شيء فقط افعل الآن ما أقول لك "

وابتعدت عني وشغلت نفسها بأدراج طاولة التزيين وكأنها

تخبرني أن اطمئن أنها لن ترى كيفية تشغيل نظام المراقبة

فتحت الحاسوب وفعلت كما طلبت وانقسمت الشاشة على

صورتين واحدة لردهة الجناح والأخرى للممر وأبعدت

الحاسوب قليلا وقلت " تعالي انتهت المهمة سيدي "

توجهت نحوي ودخلت السرير ونظرت لشاشته ثم

نامت في حضني وقالت " لا يغيب نظرك كثيرا عنه "

ابتسمت وشددتها لحضني وبعد وقت ليس بقليل أيضا

قفزت مبتعدا عنها وأنا أرى الخادمة التي تتسلل لجناحنا

بعدما تركت سلة غسيل كبيرة أمام الباب وفتحته ودخلت

تمشي على رؤوس أصابعها حتى اقتربت من باب

غرفتنا وقربت أذنها من الباب تستمع لنا وأنا انظر لما

يجري أمامي بصدمة ثم أمسكت المنشفة من جانبي

بقوة ولففتها حول خصري أتنفس بقوة وغيض فأمسكت

أرجوان بيدي وقالت بهمس " جابر لا يأخذك الغضب

فتصرف بروية وحكمة كما أعرفك "

استللت يدي منها بقوة وقلت بغل من بين أسناني وأنا أهم

بمغادرة السرير" أقسم لن ينقذها مني إلا الموت "

أمسكت ذراعي بقوة وقالت برجاء " جابر تحلى بالحكمة

كما كنت دائما فما تنوي فعله الآن لن يعالج الأمر "

عدت جالسا على السرير وتحركت هي قائلة

بصوت مرتفع " لا تقلق أراهم في غرفهم وأعود "

خرجت حينها تلك الخادمة مسرعة من الجناح على نظري

فنظرت لها وقلت " لما لم تتركيني أمسكها متلبسة "

جلست وقالت " وما الفائدة إن لم تنهي المشكلة في حد ذاتها "

نظرت لها باستغراب ثم قلت " وكيف علمت أنتي بها "

ارتدت قميصها وربطت الحزام وقالت

" سيلا رأتها بالمصادفة في إحدى الليالي "

أبعدت بيدي الحاسوب وقلت بغل " الأمر يحدث هنا

منذ وقت وأنا نائم عنه لتكشفه لنا سيلا "

قالت بهدوء " لاحظ أنها خادمة والدتك "

نظرت لها مطولا بصدمة ثم قلت " ما قصدك يا أرجوان "

قالت " تفهم قصدي جيدا لن تكون جاسوسة من الخارج

تتجسس على أحاديثك وزوجتك ليلا وهي تعلم انك لن تخبرها

عن أمور عملك أبدا وخصوصا هذا الوقت ولا فضول خادمات

من دفعها لغرفة متزوجان لأنك رأيت بعينك هي قربت أذنها

وليس عينها من خرم الباب فلن تستفيد شيئا من إمساكك

بها لأن الفاعل سيكررها كان من يكون "

نظرت لها مطولا ثم قلت " لن أتهم والدتي بذلك

في وجهها ولو كنت متأكدا "

مسحت على خدي بيدها وقالت بهدوء

" ولا أنا أشجع فعل ذلك "

بقيت أنظر لها بصمت وكأن عقلي يقول استمع لرأيها

هي فقالت " هذا الطابق لنا وللأولاد وزهور التي

ستتزوج قريبا ولمعتصم الذي يتغيب أكثر مما يبقى "

بقيت أستمع لها بانتباه فتابعت " سيلا وحدها تكفي للاهتمام

به وهي أتق بها أكثر من نفسي وأمر واحد منك

سيمنع البقية من الصعود لكل الطابق "

قلت بعد تفكير " العمل هنا سيتعبها وحدها "

حركت يدها على خدي وقالت

" سأساعدها المهم لا يكون غيرها هنا "

ابتعدت وقلت " لن أرتاح قبل أن اعلم منها من وراء ما تفعله "

قالت " وما الذي ستستفيد منه إن استجوبتها

سيعلم من وكلها بذلك وسيجد البديل "

عدلت وسادتي بغيض ونمت عليها موليا ظهري لها

وغطيت جسدي باللحاف بغل , أنا جابر تضحك مني

خادمة وتتجسس علي في وسط جناحي وأظهر بهذا المظهر

المنقص لي كرجل له حدوده هنا قبل مركزي وأجهزة

مراقبتي , إن كانت والدتي فهذا أكبر دليل أنها ما تزال

تراني طفلا وتعتقد أن أرجوان تؤثر بي وإن كان شخصا

من خارج القصر فقد أثبتت له أني أسد في الخارج وفأر

في الداخل يسهل على خادمة أن تتجسس عليا وفي

غرفتي , بقيت لوقت أزفر بغيض وأتأفف بقوة حتى

شعرت بيدها تمسح على ذراي العاري ثم قبلت كتفي

وحضنت خصري بذراعها ودست وجهها بين كتفاي

وقالت بهدوء أقرب للهمس " لو كنت اعلم أنها ستعكر

مزاجك لي هكذا لكنت أخبرتك في النهار وذهبت

بغضبك هذا هناك لعملك "

قلت بهدوء " أرجوان أنتي آخر من أريد أن

افرغ غضبي الآن فيه "

قبلتني بين كتفاي وقالت بهمس

" حسنا لن أتحدث تصبح على خير "






*

*







نام بعد وقت وأنا لم يغمض لي جفن كان يتنفس بقوة وغيض

حتى ظننته سينفجر , كم أعجز عن فهم هذا الرجل فحتى

غضبه من غيري أعجز عن إخماد نيرانه فكيف إن غضب

مني أنا , كنت أتمسك بخصره بقوة وكأنه سيطير أستمع

لتنفسه الهادئ المنتظم بعد كل ذاك الهيجان والإطراب فقط

لأن خادمة تتجسس عليه يعني ويلك يا أرجوان أن تخطئي

غمرت وجهي بين كتفيه أكثر ولا أعلم لما أصبحت في كل

يوم أتعلق به أكثر حتى نبرة الحزم في صوته باتت تشدني

له وحتى بروده وتحجره أصبح عندي أفضل من غيابه

لم أتصور يوما أن أصل لهذه المرحلة فكل ما كان في

مخيلتي أني سأكون مربية ومعلمة لأبنائه وحتى بعدما

اكتشفت الحدود التي رسمها لي في أول ليلة نام فيها معي

كزوجين فعلا تخيلت أن حدودي ستكون السرير فقط وسيبقى

شيئا جانبيا ووسيلة لأكون مع الأولاد ليس إلا , أخرجني من

تلك الأفكار صوته المشبع بالنوم قائلا " أرجوان لن أقع

من السرير ابتعدي عني لأنام قليلا ورائي ما لا

تتخيلي حجمه في الغد "

قلت بابتسامة " أخبرتك مرارا أن لا تمن عليا بما هوا ملكي "

التفت ناحيتي وشدني لحضنه وقال " عكرت مزاجي تلك

الحشرة نامي ولا تتحركي كثيرا كي لا أرميك خارج السرير "

نمت في حضنه ولم أعلق بشيء لأنه ليس وقت كلام

فكما قال ورائه نهار طويل ولا مكان لي فيه فعليا أن لا

افسد الوقت الذي لي

نمت ولم اشعر إلا بثقل يده تبتعد عني ففتحت عيناي

فكان مغادرا السرير ودخل الحمام , جلست ونظرت

للساعة فكان وقت صلاة الفجر قد اقترب فغادرت السرير

أيضا وتوجهت لحمام الجناح استحممت وخرجت بالمنشفة

لأني نسيت أخذ ثياب معي دخلت الغرفة فكان يرتدي

ملابسه فركضت مسرعة جهة غرفة الملابس كي لا

يسخر من منشفتي كما فعلت معه , ارتديت ملابسي

وخرجت على حركته الكثيرة في الغرفة فنظرت

باتجاهه وقلت " هل أضعت شيئا لأساعدك "

قال وهوا يفتح الخزانة " لا "

توجهت للسرير وقلت وأنا أرتبه

" سأعد لك شيئا تأكله لا تذهب دون إفطار "

توجه نحوي ومد لي ربطة العنق قائلا

" لا وقت لدي , بسرعة ألبسيها لي "

أخذتها منه وأدرتها حول عنقه وأنا أقف على رؤوس

أصابعي ثم ربطتها له وأغلقت له أزرار سترته وقلت

" استودعتك الله الذي لا تضيع ودائعه , جابر

دعنا نصب عينيك دائما "

قال وهوا يثبت سلاحه " حاضر يا أرجوان كم

مرة ستذكرينني بها "

قلت وأنا انظر لملامحه " كلما تخرج لهم لأني أعرفكم

ترمون بأنفسكم للخطر ولا تفكرون في أحد "

أمسك وجهي بيديه وقال " كنتي تعيشين وترعيهم من

دوني ولم تحتاجي لي يوما "

نمت في حضنه أخفي الدموع التي خانتني وقلت بهمس

" كان ولا يمكن أن يعود كما كان أفهمها يا جابر "

مسح على شعري وقال " لن يصعب عليا فهمها يا

أرجوان ولا تقلقي لا أحد يموت قبل أوانه "

ثم أبعدني عنه وقال وهوا يمسح دموعي

" قد لا أعود الليلة فلا تقلقي إن تأخرت "

ثم غادر جهة الباب فقلت " جابر "

التفت في صمت فقلت " أخبرني إن كنت

ستنام خارجا ولو برسالة "

هز رأسه بحسنا وغادر ككل يوم لا أسمع سوا خطواته

الثقيلة على أرضية الجناح , رفعت شعري خلف أذني

وأغمضت عيناي بشدة أسترجع كلماته حين قال

( لن يصعب عليا فهمها يا أرجوان )

هل أنا عارية المشاعر أمامه لهذه الدرجة أم هوا

من الذكاء أن يفهم خبايا قلبي مثل عقلي الذي يقلبه

بين يديه كالجريدة , جمعت ثيابه ووضعتها في سلة

الغسيل ثم غادرت لغرفة الفتاتين فوجدت ترف كعادتها

مستيقظة وتتحدث مع نفسها أو مع أشخاص مجهولين

لا افهم فقط ما أعرفه أنها مرحلة مرت بها بيسان أيضا

ودونا عن أمجد , ما أن رأتني حتى مدت يداها لي

فتوجهت نحوها وحملتها من السرير فقالت

" صباح الخير ماما "

قبلت خدها وقلت " صباح الخير يا حبيبة ماما

أنتي متى تستيقظين "

قالت مبتسمة " عندما يقول الله أكبر "

ابتسمت وأنزلتها للأرض ثم أيقظت بيسان ومسحت

لها وجهها بالماء لتركز معي وقلت " ادخلا وتوضئا

سأوقظ أمجد وآتي إليكما "

هزت رأسها بحسنا وترف ركضت قبلها للحمام طبعا

توجهت لغرفة امجد لأوقظه , عليه أن يأخذه معه للمسجد

أمجد ليس صغيرا أنا سأتكفل بإيقاظه ليكون جاهزا وقت

خروجه المشكلة انه اغلب الأحيان يخرج قبل الصلاة

بقليل يصلي ويغادر من هناك من فوره ولا رجال هنا

غيره سأتحدث مع معتصم حين يكون هنا يأخذه معه

أو حتى عمه منصور فمنزله ليس بعيد أبدا , كما أنه

عليا زيارتهم فكل مرة أأجل الأمر حتى أصبح مظهري

سخيفا جدا أمامهم , وصلت غرفته وأيقظته وبدا يومي

بروتينه المعتاد صلينا وتناولنا الإفطار وغيروا ملابسهم

ليذهبوا للمدرسة , سيفقدون حتى هذا المتنفس الوحيد

ولن يبقى لهم سوا أبناء عم جابر أطفال يلعبون معهم بل

أشكالا غريبة عمن يرون هنا , دخلت سيلا وقالت بابتسامة

عريضة " السيد جابر زارنا في المطبخ قبل أن يغادر "

نظرت لها بصدمة وقلت " وماذا حدث "

ضحكت وقالت " قال لا أحد يصعد للطابق هنا غيري

إلا من تطلبين منه أنتي الصعود أو هوا "

ثم قالت مبتسمة " وقال لا نهارا ولا أواخر الليل لأن

من سيخالفني سيموت على يدي , ولو رأيت وجه خادمة

السيدة الكبيرة كيف أصبح من الخوف "

ابتسمت ابتسامة انتصار لقد ربحت الجولة وستصاب

والدته اليوم بالحمى





*

*





" بتول تكلمي معي أنا ما ذنبي فيما حدث "

وقفت وغادرت السرير وتركتها , ذنبك طبعا انك

وافقت زوجك فيما فعل , لبست حجابي وعباءة فوق

فستاني القطني القصير وخرجت من الغرفة ومن

منزلنا لقصر عائلة عمي , جابر هذا لن أجد فرصة

لأراه أعان الله زوجته عليه لا أعرف كيف لم تترك

له أطفاله وتهرب , لذلك لا حل أمامي سواها لتتحدث

معه فمؤكد تراه ولو ليلا , دخلت القصر على دخول

سيارة معتصم بعدي , لا أعلم هذا المخلوق من يخبره

أني هنا , دخلت راكضة كي لا يدركني وصعدت من

فوري حتى وصلت غرف الأطفال ووجدت أرجوان

خارجة من أحدها فأمسكت يدها وقلت وأنا أسحبها معي

" بسرعة نذهب لجناحك لدي ما أود التحدث معك فيه "

كانت تركض معي غير مستوعبة ما يحدث حتى دخلنا

جناحها وأغلقته خلفنا بالمفتاح فقالت بحيرة ونفسها يلهث

" بتول قطعتي لي تنفسي من هذا الذي يركض خلفك "

وضعت يداي وسط جسدي وقلت " زوجك هذا

لا اعرف كيف تستحملينه متى ترينه بالله عليك "

نظرت لي بصدمة ثم ضحكت كثيرا وقالت " صدقي أني

لا أراه إلا ليلا ومرة بالمصادفة في منتصف النهار "

هززت رأسي وقلت " أهربي وأنفذي بجلدك ما

هذه الحياة التي تعيشينها "

قالت مبتسمة " هذا قدري ونصيبي ما سأفعل "

رميت يدي أمام وجهها وقلت ببرود

" في النهاية هوا أفضل من غيره "

قالت مبتسمة " هل ستخبرينني الآن ما جاء بك راكضة "

قلت " لدي كلام أود أن تنقليه لزوجك المختفي عن الأنظار "

قالت بعد ضحكة " حسنا لكن قد لا يأتي حتى الغد "

جلست على الأريكة وقلت بتذمر

" أرجوان بالله عليك تجدي حلا لحياتك هذه "

جلست مقابلة لي وقالت مبتسمة " أخبريني بما

تريدين إيصاله له وما أن يأتي سأخبره "

قلت باختصار " يطلقني منه "

نظرت لي بصدمة وقالت " هل أنتي زوجة جابر "

ضحكت وآخر ما كنت أفكر فيه الضحك وقلت

" لو كان زوجي ما تركته لك "

قالت بحيرة " يطلقك ممن وحد علمي

أنك غير متزوجة "

قلت بأسى " وأنا كنت أضن ذلك لكنهم غدروا بي

وزوجوني من غير علمي وعلى هذه المهزلة أن

تنتهي وأن يطلقني منه فورا فوحده يقدر على هذا "

بقيت تنظر لي بعدم فهم فقلت " قولي له فقط بتول قالت

لك كن عادلا وقف في صفي وطلقني منه لأني لا

أريده وهوا سيفهم ما أقول "

تنهدت وقالت " حسنا رغم أني لا أفهم شيئا ولكن

لا يحق لي السؤال عما لا يعنيني سأوصل

رسالتك له ما أن يأتي "

وقفت وقلت " وهذا ما أريده ولا تخبري أحد

غيره بما دار بيننا اتفقنا "

قالت " لا تخافي لن يعلم أحد لكن لما وقفتي أجلسي "

قلت مغادرة جهة الباب " عليا العودة للمنزل

أراك في وقت آخر "

فتحت الباب ورأيت معتصم يعبر الممر موليا ظهره لي

فعدت للداخل وأغلقت الباب ونظرت لها وقلت

" يبحث عني "

قالت باستغراب " من هذا الذي يبحث عنك "

قلت بهمس " معتصم "

بقيت تنظر لي مصدومة ثم وقفت وقالت وهي تتوجه

لغرفة في الجناح " لو افهم شيئا واحدا مما يجري معك "

خرجت من الغرفة ترتدي حجابا فقلت لها " أخرجي

وانظري أين هوا الآن ولا تخبريه أني في جناحك "

ضحكت وقالت " ماذا فعلت له تهربين منه هكذا "

قلت بضيق " قولي هوا ما فعل لي وليس أنا "

قالت باستغراب " غريب معتصم مهذب كثيرا وشاب

رائع لا أتخيل أنه يؤذي أحدا "

قلت باشمئزاز " هذا لأنك لا تعرفينه جيدا "

خرجت وعادت بعد وقت وقالت " لم أجده وسيارته

ليست في الأسفل يبدوا غادر "

فتحت الباب وقلت مغادرة " شكرا لك يا

أرجوان ولا تنسي ما أوصيتك به "

خرجت من عندها ونزلت وخرجت من القصر أسير

بسرعة حتى دخلت منزلنا وتنفست بارتياح , جيد يبدوا

كان مستعجلا وإلا ما تركني قبل أن يعكر مزاجي السيئ

صعدت لغرفتي ونزعت العباءة والحجاب في السلالم

ودخلت لها لأفاجأ به جالس على سريري مادا ساقيه

ويداه خلف رأسه ينتظرني هنا فاستدرت لأخرج وما أن

خطوت خطوتين حتى شعرت بيده تمسك ذراعي بقوة

وسحبني منها للداخل فلم أتحدث ولم أقاومه , أغلق الباب

الذي كسره سابقا وسار بي حتى الأريكة وأجلسني وجلس

بجانبي وقال بهدوء " أرى أن الوقت أصبح مناسبا لنتحدث "

لم أتكلم ولم انظر له فقال " بتول لا احد تجاهلك ولم يفكر

في مستقبلك أنا لم أكن أنوي إخبارك بالأمر حتى أكمل

دراستي وتكملين أنتي أيضا دراستك على الأقل تصلين

لمنتصف المرحلة الجامعية لكنك يومها أفقدتني

أعصابي وقلت ما قلت "

لم أتكلم وبقيت على صمتي وعلى حالي فأمسك

وجهي من ذقني وأداره ناحيته وقال " بتول تكلمي "

أبعدت وجهي عنه بقوة ولم أتحدث فوقف وتحرك حتى

أصبح أمامي ونزل مستندا بساقيه ليصبح مقابلا لي ثم

أمسك وجهي بكلتا يديه ورفعه له وقال

" دعينا نتفاهم على بعض الأمور يا بتول "

بقيت أنظر لعينيه بجمود مصرة على الصمت فتنهد

وقال " هل تصدقي لو أخبرتك أني اشتقت لصوتك "

لم أستطع منع دموعي من النزول لأن أول ما جاء

في بالي سخريته الدائمة من طريقة كلامي وصوتي

مسح لي دموعي وقال بهدوء " بتول لا تختبري

أهميتك عندي لأنك لم ولن تفهميها يوما "

بقيت أنظر لعينيه بحيرة فقبل شفتاي قبلة صغيرة

جعلتني ابتعد بشهقة مصدومة ووقف وتوجه نحو

الباب فتحه ووقف وقال " بما أنك علمتِ بأمر زواجنا

فلم يعد من داعي ليعيش كل واحد منا في مكان "

وغادر وتركني بتنفس قد توقف من الصدمة






*

*








نظرت ناحية صالون الضيوف بدهن شارد وأنا جالس

وسط المكان ثم انتقلت به لستائر الصالة فوضع

يده على كتفي وقال " أين وصلت بك الأفكار "

مررت أصابعي في شعري لتتساقط خصلاته تحتضن

جبيني وقلت " أفكر فيما سأجدده في الشقة "

ضحك وقال " يا عيني عرسان جدد وتجديد

وصديق مطرود للخارج ليس له إلا الشارع "

قلت بسخرية " قد أصبح مطرودا مثلك قريبا فلا

تنسني في مكان وخبز وماء "

جلس بجواري وقال بهدوء " رضا لا اعلم كيف تفكر

تكتب لها كل ما تملكه وأنت تعلم بنواياها "

اتكأت للخلف وقلت ونظري للسقف " لم اصدق يوما أن

تنزاح جميع العوائق وتصير لي وأكبرهم والدتها فلن

أدع الفرصة تفوتني , أنت لا تعلم معنى العشق يا فواز

لا تعلم معنى أن يحتل أحدهم قلبك ويسري في عروقك

لسنوات فكلمة أني أحبها لا تفي مشاعري حقها أبدا "

تنهد وقال " اللهم عافني من مرض العشق فأنت تعلم

بحالي ليس لدي لا شقة ولا سيارة جديدة وكتاب

ورصيد في المصرف لأقدمه لها "

ضحكت وقلت " بل الحب أجمل ما في الوجود

يا أحمق هوا شعور لا يقدره إلا العاشقون "

وقف وقال بضيق " نعم نعم ذكر نفسك يوم تزوجت

حبيبتك بغيرك وما حدث معك ولا تنسى كم قاسيت

بعدها وما سيأتيك منها ولا تنسى أنها امرأة مجروحة

والمرأة حين تُجرح تتحول للبوه بأنياب ومخالب لا

ترى سوا فريستها "

نظرت للأرض وقلت ببرود " إما أن تعود لي زهور

التي أعرفها أو تأخذ بحقها مني ونتصافى ويرتاح

ضميري وفي الحالتين أنا اعد نفسي الكاسب "

هز رأسه بيأس وقال " أتمنى الأولى لأن الثانية سترجعك

لحالتك تلك التي لم يخرجك منها سوا خبر طلاقها الذي

من حضنا السيئ وصلنا متأخرا جدا لأننا كنا خارج البلاد "

ثم قال متوجها جهة باب الشقة " الصالون

الجديد هدية مني لك "

وفتح الباب وخرج وأغلقه خلفه فأخرجت هاتفي من

جيبي واتصلت بجابر كثيرا وعلى حاله لا يجيب , لو

أمسكه بين يداي أكسر له رأسه , كتبت له رسالة فيها

( غدا سأكون عند عمك منصور وستزوجني بها

أو فعلت ما لا يعجبك ) وأرسلتها له





*

*







" ماما انظري لسيلا إنها تغش "

نظرت لها فابتسمت ابتسامة صفراء وهزت رأسها

بلا فقالت بيسان وهي تشير لها بإصبعها

" بلى تغشي رأيتك تنظرين لورقة أمجد "

نظر لها أمجد بصدمة وابتعد زاحفا بورقته فنظرت

لها وقلت ببرود " سيلا صفر "

تذمرت رافضة على ضحك بيسان وأمجد عليها

ثم وقفت وقالت " أذهب لأكمل أعمالي أفضل لي "

وتابعت وهي تخرج " ما يدريني أنا أين

ولد الرسول ومتى المهم أنه ولد "

ثم غادرت الغرفة ونظري يتبعها مبتسمة ثم نظرت

للتي تغني وتكتب في ورقتها منذ وقت ولا تعلم مما

يجري حولها شيئا وقلت " ترف أرني ماذا كتبتي "

خبئت الورقة خلف ظهرها وقالت " لا ماما لم أنتهي بعد "

ابتسمت وقلت " حسنا أكملي رغم أني متأكدة

من أنك ترسمين في الورقة "

رن حينها هاتفي نظرت للمتصل فكانت سوسن

فوقفت وقلت " سأذهب قليلا وأعود لكم ولا

أحد يغش كي لا يأخذ صفرا "

قالت ترف بمرح " أنا أنا أراقبهما "

قلت ضاحكة " نعم فأنتي لا تفلحين إلا في هذا "

خرجت من عندهم وتوجهت لجناحي دخلت غرفتي

وجلست على السرير واتصلت بها فأجابت قائلة

" إن لم أتذكرك أنا لا تذكرينني أبدا يا ناكرة العشرة "

اتكأت على إحدى الوسائد وضحكت وقلت

" كما تعلمين وقتي مفتوح لكن أنتي لا أعلم متى يكون

الوقت مناسبا لديك لأتحدث معك ولا تنسي أني في كل

مرة أقطع اتصالك وأتصل بك أنا "

قالت ببرود " أنتي زوجة اللواء وليس أنا وماله

مفتوح لك لا يحاسبك عليه أحد فمن يتصل بمن يا

بخيلة وتسكنين قصرا ويخدمك الخدم وزوجك طوال

اليوم يركض خلف الجرائم فمن لديه وقت أنا أم أنتي "

قلت ضاحكة وأنا ألعب بخصلات من شعري

" حسنا وأنا لم أعترض ما بك اليوم تفرغين غضبك بي "

ضحكت وقالت " أحسدك ليس إلا فمنذ رأيت زوجك

في أخبار البارحة وأنا أموت منك حسدا كلما

تخيلت أنه زوجك وتنامين في حضنه "

قلت بضيق " سوسن الله أكبر من عينك , إن

حدث له شيء اليوم لن ينقدك مني أحد "

قالت بدهشة " الله أكبر عليك أنتي منذ متى

كل هذا الخوف عليه "

تنهدت وقلت " مصير لا مفر لي منه "

ضحكت وقالت " نعم يا سيدة الحظ السعيد أحبيه

كما تشائين لأنه يستحق "

نظرت لصورته على الجدار وحضنت الوسادة تحتي

وقلت بحيرة " لا أعلم كيف أتصرف يا سوسن أنتي

تعلمين أن الحب ضعف والمتسلح به خاسر في النهاية "

قالت مباشرة " بالعكس هوا من يتمسك ويناضل للرمق

الأخير وهذا زوجك وأنتي لم تقترفي عيبا ولا حراما "

قلت بحزن " إن لم أجعله يبادلني ذات الشعور لن أكسب شيئا "

قالت من فورها " هذا شيء لا يمكن انتزاعه بالقوة انظري

لنفسك هل أجبرك هوا على ذلك "

قلت بضيق " هذا لأننا نحن النساء غبيات نذوب

من أشياء أقل حتى من الكلام "

ضحكت وقالت " تبدوا حالتك حرجة جدا فحاذري من

أن تكشفي له مشاعرك قبل أن تستحوذي عليه "

قلت بقلة حيلة " أنتي تهذين يا سوسن هوا يقلبني

كالكتاب أمامه فماذا سأخفي وما سأكشف "

قالت بضيق " بل أنتي السبب , ماذا سيكون مثلا

جني يعلم ما في نفسك "

قلت بضيق مماثل " نعم الكلام سهل لأن التطبيق لم

تجربيه , أنا لم أكشف له شيئا أنتي لا تعلمي الأسئلة

الملتوية التي يحاصرني بها فلم أجد سوا الصمت

مهربا وكل ظني كان أنه لا يقرأه وعندما لمّحت للأمر

فقط قال بكل صراحة أنه لم يعجز أبدا عن فهم دواخلي "

ضحكت كثيرا فقلت بضيق " نعم اضحكي هذا من كنتي

تقولين أنه رجل كباقي الرجال وأنه يمكنني ترويضه وسحبه

ناحيتي ووو وفي النهاية انقلب السحر على الساحر "

قالت بصوت مبتسم " وإن يكن علم هذا زوجك يا مغفلة

أنتي فقط ابقي على طريقتك ولا تفسدي الأمر بأن تضعفي

فقط لأنه يعلم ما في قلبك , استمدي القوة أمامه من هذه

النقطة وليس الضعف "

قلت ببرود " لا حل أمامي غير هذه الخرافات التي

قرأناها سابقا فإما أن تنجح أو تفسد كل شيء "

قالت بعد ضحكة " ماذا عن موضوع الحمل هل فتحه مجددا "

قلت بذعر " اسكتي كدت أموت يومها من الخوف

هذا الرجل أشك أنه يقرأ الأفكار بسهولة "

ضحكت وقالت " أخبرتك منذ البداية أن لا

تتلاعبي في هذا الأمر "

قلت ببرود " لن يكون هناك أطفال قبل أن

أعرف أين أنا هنا "

قالت بهدوء " لا تنسي أنه قد يأخذك لطبيبة

وستكتشف بسهولة أنك تأخذين موانع للحمل "

قلت بهمس " وقتها لكل حادث حديث وداعا الآن يا سوسن "

لأني سمعت باب الجناح انفتح دون أن يطرق عليه

أحد وقفزت خارج السرير بذعر حين انغلق بابه بقوة

صدعت الجدران , غريب ما سيأتي بجابر الآن !!

وما به غاضب هكذا , توجهت نحو باب الغرفة وفتحته

لأجد والدته في ردهة الجناح مكتفة يداها لصدرها

وتنظر لي بجمود






نهاية الفصل

 
 

 

عرض البوم صور برد المشاعر   رد مع اقتباس
قديم 05-07-15, 07:41 AM   المشاركة رقم: 1642
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jun 2010
العضوية: 175376
المشاركات: 22
الجنس أنثى
معدل التقييم: منوني عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 18

االدولة
البلدBarbados
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
منوني غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : برد المشاعر المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: أوجاع ما بعد العاصفة (الفصل التاسع عشر)

 

بارت جميل جميل جميل
مع ان القفله حماس ومتحمسه جدا ل المواجهة بين ارجوان وأم جابر
بس اللي متحمسة له اكثر وش اللي صار بين وسن ونواس وش اللي سواه بعد ماطلع منها وخلى مي تبكي

حبيت معتصم وتعامله مع بتول ورحمتها يوم قالها ان مافيه داعي يسكنون منفصلين انصدمت المسكينة
طبعا ما ننسى نزار و سما هم ألطف كوبل في الرواية ومشاعر نزار اللي بدت تنكشف لنا واهتمامه بمين يكون اللي تحبه
فرح يقهر اسلوبها مع جواد المفروض تراعي ان أمه توها متوفيه و مهما كان هو زوجها واكيد بتروح معه

 
 

 

عرض البوم صور منوني   رد مع اقتباس
قديم 05-07-15, 07:49 AM   المشاركة رقم: 1643
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jun 2010
العضوية: 175376
المشاركات: 22
الجنس أنثى
معدل التقييم: منوني عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 18

االدولة
البلدBarbados
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
منوني غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : برد المشاعر المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: أوجاع ما بعد العاصفة (الفصل التاسع عشر)

 

أرسلت ردي بالغلط بدون ما أشكرك يا ميشو
صدق يعطيك العافيه على بارت جميل زي كذا ❤️❤️

 
 

 

عرض البوم صور منوني   رد مع اقتباس
قديم 05-07-15, 02:09 PM   المشاركة رقم: 1644
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jan 2010
العضوية: 155278
المشاركات: 99
الجنس أنثى
معدل التقييم: rahmouna عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 21

االدولة
البلدAlgeria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
rahmouna غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : برد المشاعر المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي

 

السلام عليكم و رحمة الله


ميشو نهون عليك يعنى ما فى جزءية ما انتهت بقفلة شريرة طيب طمنينا حتى على نواس ماذا قالت له وسن
الله يصبرنا لفجر يوم الاربعاء

وسن و نواس
اتمنى ان لا تكون اختارت الزواج من سلمان ستكون ضربة قاسية على نواس
رغم ان نواس يتحمل جزء كبير من مسؤولية المه و المها يعنى البنت اعترفت بغلطتها و اعتذرت و المدة طالت يعنى بما انه بحبها جدا و يعرف بانها تحبه المفروض ان يسامحها و يضع حدا لعذابها و عذابه

نزار و سما

يبدو ان نزار بدا يفكر فيها و يشعر بالغيرة عليها بدون ان يشعر
اعجبنى تصرف والدته ستتركه مشوش و لن تفصح له على ما تعرفه حتى يعترف لنفسه قبل ان يعترف لها بانه يحبها و يريد الزواج منها
سما عرفت انها تحب نزار لكن المشكلة هى انها لم تستطع للان ان تخبر والدته فكيف ستلمح له

معتصم و بتول

يبدو ان معتصم صار يلعب مع بتول على المكشوف فلم يعد شىء يخبيه عنها
ربما جابر سيتحدث معها و يقنعها حتى ان لا تطلب الطلاق الوقت الحالى و تحاول ان تتقبله

لى عودة للتعلق على البقية ان شاء الله

 
 

 

عرض البوم صور rahmouna   رد مع اقتباس
قديم 05-07-15, 02:18 PM   المشاركة رقم: 1645
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري


البيانات
التسجيل: Aug 2014
العضوية: 273510
المشاركات: 1,332
الجنس أنثى
معدل التقييم: طُعُوْن عضو جوهرة التقييمطُعُوْن عضو جوهرة التقييمطُعُوْن عضو جوهرة التقييمطُعُوْن عضو جوهرة التقييمطُعُوْن عضو جوهرة التقييمطُعُوْن عضو جوهرة التقييمطُعُوْن عضو جوهرة التقييمطُعُوْن عضو جوهرة التقييمطُعُوْن عضو جوهرة التقييمطُعُوْن عضو جوهرة التقييمطُعُوْن عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 2492

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
طُعُوْن غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : برد المشاعر المنتدى : القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
افتراضي رد: أوجاع ما بعد العاصفة (الفصل العشرون)

 
دعوه لزيارة موضوعي

مساء الخير ميشو.. بما اننا معزومين اليوم
وماكو كرف اكتب تعليقي عالفصل الجديد-> فيس متكي وماخذ راحته عالآخر..


اول شيء فرح.. البنت هذي معها حق.. بس المشكلة ماهي منطقية.. واسلوبها ينرفز.. صراحة.. انا مستغربة كيف جواد المسالم لسى مستحملها
للحين.. انا شاكة انها من عايلة جابر عالأسلوب
الزفت ذا.. متأكده يا ميشو ماكو عرق منا والا منا؟
صلة قرابة من بعيد.. والا وباء معدي والا شيء من هالقبيل😁

..

نواس.. اتخيل انو وسن وافقت عليه.. والمسكين ماهو مصدق.. من الفرحة انصدم وجاته جلطة دماغية مات على إثرها.. وترملت مي😧 سيناريو ولا احلى.. نتخلص من الآفات و المسببين للكآبة بالتدريج.. اوكِ خلينا نكون صريحين.. انا ما أكره نواس.. بس اكره افعاله اللي تمرض وسن.. مثل ماقالت هموس هو مجروح.. مع اني مو مقتنعه بس ما كرهته..

..

وسن.. اتوقع انها قالت لنواس عن الحل.. تتزوج سليمان ويرتاح منها على حسب تفكيرها وبنفس الوقت تسافر فرح مع جواد وتفكنا من غثاها..
عاد نواس المسكين درى أنه ماعاد له أمل فيها وجاته سكته قلبيه-> مات في كلا الحالتين

؛
؛

ملاك.. يمكن اللي يراقبها هو نفسه احزان السنين.. عصرت مخي كيف عرفها واستنتجت شيء.. يمكن انه شافها من قبل واعجب فيها.. وسمعها وهي تحكي عن البرنامج واشترك فيه
مدري وش سوا..-> احس خيالي اليوم شاطح.. كل شوي حطيت سيناريو لواحد من الأبطال😁

..

طلال.. يمكن سمع ملاك يوم تقول لوسن كل وحده تجلس بمكان عشان يعرفون مين يراقب هذاك المجهول للحين..

..
أبو ملاك.. انتظر اعرف عنه اكثر عشان احكم عليه👌

؛
؛

مي.. يا حظها على برود اعصابها.. يختي زوجك يحب غيرك وانتي على فني .. يللا طيري بس.. ما منك رجا..

..


نزار ههههههههههههههههههههههه صراحة فضوله ضحكني.. يعني يدور على حبيب سما ويبي يعرفه ما درى انه هو براسه حبيبها.. اهم شيء انو شوي ويطلع ورقه وقلم ويضيف ناس ويشطب ناس.. بقى بس اخو عوفي ماحطه بالقائمة😁
..
وامه حكاية ثانية.. حيرتهم الإثنين مع بعض.. يعني اشوف سما مره مكشوفه مشاعرها لأم نزار..
ونزار بدأ فضوله يخليه ينتبه لأشياء ماكان منتبه لها مع انها قدامه طول الوقت..
..
أما سما حسيتها بريئة جدًا.. ليت كل اللي يحبون مثلها بريئين ماهو خبيثين زي دعاء عوووووذه..
..
دعاء.. يللا هش هش مناك يللاا.. انا مدري كيف جاتها جرأة تقول اقبل اكون زوجته.. حد طق لش خبر يوم انش تقولينها؟؟ مدري صراحة كيف بتقابل نزار وهي قد خطبته هههههههههههههههههههههههه مسخرت روحها صراحة.. حطت نفسها بموقف بااايخ.. وفوق كذا تجرح سما وتقول لا تحاولين تحشينهم علي ما يصدقونك عشانهم يعرفوني قبلك.. يعني جملتها طفولية شوي وهذا واضح انه من الحره اللي بقلبها عشانهم صدقوا سما باللي قالت لهم عنها.. بعدين هي ساعدتهم المفروض ساعدتهم من طيب قلبها ماهو تنشب لنزار يتزوجها عشان مساعدتها لهم.. الحمدلله والشكر بس.. تخيلت وحده تخطب واحد ويرفضها.. فشلة قسم.. يعني ماكان له داعي تحرج نفسها كذا.. في النهاية هي كانت قدامه من سنين ولو يبيها كان لمح لها عالأقل..


..

أرجوان.. خطييييرة البنت ذي.. يسعد لي جوها بس.. امممم اتوقع انو أم جابر رح تحقد على أرجوان وتدور عليها شيء لين تلقى المانع وتستغله.. او يمكن انها سمعت مكالمة أرجوان لسوسن وبقى عليها بس تدور للمانع.. الزبدة انها رح تستغل المانع لتنتقم من أرجوان..
بس الصدق ماني عارفة كيف تفكر العجوز ذي.. وش تحس فيه يوم تخلي الخدم يتجسسون على جناح جابر وأرجوان.. فيها قبايل ذي😂💁🏿

..

جابر.. اهم شيء اسد في الخارج وفار في الداخل ههههههههههههههههههههه رحم الله امرئ عرف قدر نفسه يا الفار.. مو اقولكم من زمان يحتاج له سم فيران بس ما صدقتوني.. هيا استلموا فاركم يا حزب جابر.. زين انه فار ماهو جربوع ههههههههههههههههههه اللهم لا شماته بس..

..
واضح فيه تطور بقضية اهل سما.. ويمكن الشخص اللي مسكوه يكون مهم في العصابة.. او هو اللي كان يساعد عفرا وزوجها.. بس كيف يعني يوم سأله هذاك إنت متأكد انو تبي نمسكه حي..!
مافهمت..

..

شعور أرجوان وتربيتها للصغار😢 عنجد مسؤوليه.. بس ليش جابر ما يقول لأرجوان إنها تصير خالة لأولاده.. مو حلو يطلعها بموقف المستغفلة وهي تقعد تفكر ايش علاقة أمهم بأبوها.. الحين قالها انهم مالهم علاقة زي ماتفكر.. بس بعدها هي بترسم مليون سيناريو كيف عرفت أبوها وعن طريق مين وصلت له وليش أبوها ساعدها..


؛
؛

معتصم.. بدأ ينرفزني.. وش دامك عرفتي بزواجنا ماله داعي كل واحد ببيت.. خير خير يا الأخو وش عندك.. مادرى انها تو راجعة من عند ارجوان وهي تطلب من جابر طلاقها.. يحليلك اجل تبي تقعدون ببيت واحد هاه.. ياخي البنت ما تطيقك.. والله النشبة صدق..

..

رضا.. وش عاجبك بالهولامية بالله.. اخت جابر وامها عجوز رقطا واخوها نشبه.. ما اقول الا جبته لنفسك عساها تكسر راسك اول ليلة بتحفة.. كنت بقول بالقدر بس رحمتك او يمكنك من فرحتك اللي مدري وش تبي استأجرت بفندق وماكو قدور هناك.. عالعموم عساها تفلق راسك عشان تذوق الحب والعشق على أعلى مستوى😂😂


..

" جرب صبر يونس , وهو داخل الحوت
وتعرف كيف أصبر أنا / وانت غايب

تعبت اسولف والصدى يرجع سكوت
وتعبت أفكر بالقدر ويش جايب..!

أنا مجرد شخص عايش / ومكبوت
و أحيانًا.. اتوجع لو الجرح "طايب"

لله در "غيابـهم" .. كنّـه الموت
من علم الغياب ذبـح الحبايب..؟"

لـ فارس فايح🍂

 
 

 

عرض البوم صور طُعُوْن   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
أوجاع ما بعد العاصفة, رواية
facebook



جديد مواضيع قسم القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t199405.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Untitled document This thread Refback 10-09-15 05:28 PM


الساعة الآن 09:24 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية